اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > الاقسام المميزة > مصر بين الماضى و الحاضر

مصر بين الماضى و الحاضر قسم يختص بالحضارة و التاريخ المصرى و الاسلامى

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 18-05-2015, 08:04 PM
الصورة الرمزية ابو وليد البحيرى
ابو وليد البحيرى ابو وليد البحيرى غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 4,135
معدل تقييم المستوى: 14
ابو وليد البحيرى will become famous soon enough
افتراضي المَدْرَسَة الصَّاحِبِيَّة الْحَنْبَلِيَّة


المَدْرَسَة الصَّاحِبِيَّة الْحَنْبَلِيَّة

أُسِّست سنة 628هـ


تركي محمد النصر


قال ابن بطوطة: «... ودمشق هي التي تفضل جميع البلاد حسنًا، وتتقدمها جمالًا، وكل وصف وإن طال، فهو قاصر عن محاسنها».
ومن أسمائها: الشَّام، الفَيْحَاء، الدَّار المَسْقِيَّة، مدينة الياسمين، مملكة الشَّرق، وادي التِّين. وتُعَدُّ أقدم مدينة مأهولة في التاريخ، قال بعض المؤرخين: «إنَّ سيدنا إبراهيم الخليل عليه السلام ولد بعد بنائها بخمس سنوات»، كما ورد في معجم البلدان، ويعود الفضل في بنائها إلى «جيرون بن سعد بن عاد بن إرم بن سام بن نوح عليه السلام».
قال ياقوت الحموي في معجم البلدان: «دمشق... قصبة الشام، وهي جنَّة الأرض بلا خلاف، لحسن عمارة، ونضارة بقعة، وكثرة فاكهة، ونزاهة رقعة، وكثرة مياه، ووجود مآرب.. قيل: سميت بذلك لأنهم دَمْشَقُوا في بنائها، أي: أسرعوا».



وعلى امتداد التاريخ تعاقبت على دمشق دول وعهود وأزمان، وسكنها العموريون، والكنعانيون، والآشوريون، والفراعنة، والآراميون وسموها: «الدار المسقِيِّة»، والفرس، واليونانيون، والرومانيون وسموها: «داما***»، ثم ظفرت بمكانة سامية في ظل الحكم الإسلامي العربي.
والدخول إلى مدينة دمشق يجب أن يكون من أحد أبوابها، حيث تنقلنا إلى أمجادها التاريخية، وتحدثنا عن صمودها في وجه الغزاة والطامعين، فقد تم بناء سور كبير للمدينة، وفتحت فيه أبواب للدخول والخروج، وكان ذلك في بداية العصر اليوناني، وفي العصر الروماني تمت صيانته وظهرت سبعة أبواب نسبة إلى الكواكب السبعة المعروفة في حينها، ونحتت رموزها على تلك الأبواب لاعتقادهم أنها تحمي المدينة، وهي:
باب شرقي، وباب السَّلامة، وباب توما وينسب إلى أحد عظماء الروم، وقد دخل منه عمرو بن العاص "رضي الله عنه" ، وباب كيسان: وهو باب قديم دخل منه المسلمون بقيادة يزيد بن أبى سفيان "رضي الله عنه" ، وباب الفراديس، وباب الجابية: نسبة إلى المكلفين بجباية الضرائب، ومنه دخل جيش المسلمين بقيادة أبي عبيدة بن الجراح "رضي الله عنه" إلى دمشق، وباب الصغير: وهو أصغر أبواب
السور ويقع في الجهة الجنوبية.

وجوهرة دمشق جامعها الأموي، الذي كان معبدًا رومانيًّا، ثم أصبح كنيسة ثم جامعًا في زمن الخليفة الوليد بن عبدالملك الذي أراد له أن يكون آية ساطعة من الفن والجمال، وتبلغ مساحته 15700 متر مربع، وهو من أعظم المفاخر المعمارية، ويتميز بسعته وارتفاع مبناه، وجمال مآذنه الثلاث وقبته، وجمال لوحاته الفسيفسائية، ومئذنة العروس التي تعد أقدم مئذنة إسلامية قائمة حتى الآن.
قال ابن بطوطة: «وهو أعظم مساجد الدنيا احتفالًا، وأتقنها صناعة، وأبدعها حسنًا وبهجة وكمالًا، ولا يعلم له نظير، ولا يوجد له شبيه».
كما تمتاز دمشق بأسواقها القديمة التي تعود إلى آلاف السنين، ومكتباتها العامرة، وأشهرها الظَّاهرية، ومساجدها التاريخية وهي كثيرة، وتكثر في حاراتها المدارس الدمشقية القديمة التي امتازت بها عن بقية مدن العالم، وكانت كل مدرسة تنسب إلى المذهب الفقهي الذي يُدرَّس فيها، كمدارس الأحناف، ومدارس المالكية، ومدارس الشافعية، أما مدارس الحنابلة فكثيرة، منها: الجوزيَّة، الجاموسيَّة، الشريفيَّة، الصَّاحبيَّة، الصدريَّة، الضيائيَّة المحمديَّة، الضيائيَّة المحاسنيَّة، العمريَّة الشيخيَّة، العَالمة، المسماريَّة، المنجائيَّة، وأودُّ أن أبسط الحديث هنا عن واحدة من أعرق هذه المدارس وهي المدرسة الصَّاحبيَّة.
مدرسة الصَّاحِبَة، أو المدرسة الصَّاحِبِيَّة
تقع مدرسة الصاحبة خارج أسوار مدينة دمشق القديمة، على سفح جبل قاسيون من جهة الشرق بمنطقة الصالحية، (في حي ركن الدين حاليًا)، وهي من أكبر المدارس الإسلامية بحي المدارس، يحدها شرقًا المدرسة الركنية، وغربًا جامع الشيخ عبدالغني النابلسي، ومتاخمة لمسجد «أبوالنور»، وكانت المدرسة تطل من حارة العلية على حديقة جميلة على ضفاف نهر يزيد حين كان يغذي منطقة الصالحية برمتها، وتم تغطية النهر بالإسمنت المسلح.
وتعتبر هذه المدرسة آخر ما تم بناؤه بدمشق من أقرباء السلطان الناصر صلاح الدين الأيوبي، رحمه الله تعالى.

إنشاء المدرسة، وسبب تسميتها:

أنشأتها السيدة الجليلة الفاضلة سليلة الملوك والأمراء الأيوبيين «ربيعة خاتون» ولقبها «الصَّاحبة»، وهي أصغر أولاد نجم الدين أيوب بن شاذي بن مروان. وذلك سنة: (628هـ)، الموافق: (1231م)، لتكون مدرسة للسادة الحنابلة بدمشق. وسُميت بـ «الصَّاحبيَّة» نسبة لواقفتها.
و»الصَّاحبة»: هي الشقيقة الصغرى للملوك نور الدولة شاهنشاه بن نجم الدين أيوب بن شاذي، صاحب بعلبك، وشقيقة السلطان الناصر صلاح الدين يوسف بن نجم الدين أيوب بن شاذي، سلطان بلاد الشام، وشقيقة ظهير الدين سيف الإسلام طغتكين بن نجم الدين أيوب بن شاذي صاحب اليمن، وشقيقة المعظم شمس الدولة توران شاه بن نجم الدين أيوب بن شاذي صاحب مصر، وشقيقة ست الشام فاطمة خاتون التي كانت تلقب بـ»عِصْمَةُ الدِّين» بنت نجم الدين أيوب بن شاذي، وشقيقة الملك العادل سيف الدين بن نجم الدين أيوب بن شاذي.
ولدت الصاحبة ـ كما ذكر النعيمي (ت:927هـ) في كتابه: (الدارس في تاريخ المدارس) ـ سنة: (560هـ)، الموافق: (1164م).
وقال ابن كثير رحمه الله تعالى: «في سنة: (581هـ) زوَّجها أخوها الناصر صلاح الدين أولًا بالأمير الكبير سعد الدين مسعود بن الأمير معين الدين أنر، الذي كان من الأمراء الكبار أيام نور الدين رحمهم الله تعالى جميعًا، وتزوج صلاح الدين بأخته «عصمة الدين خاتون» واقفة المدرسة الخاتونيَّة الجوانيَّة، والتي كانت زوجة الملك نور الدين الشهيد رحمهما الله تعالى.
ولما مات الأمير سعد الدين مسعود، زوَّجها من الملك مظفر الدين أبوسعيد بن زين الدين كوكبوري بن علي بن بكتكين أحد الملوك الأمجاد والكبراء الأجواد صاحب إربل الذي يعود إليه الفضل بإتمام بناء «الجامع المظفري» المعروف بـ «جامع الحنابلة» بسفح جبل قاسيون بالصالحية.
أقامت عند زوجها الملك «أبوسعيد» أزيد من أربعين سنة، ولما توفي -رحمه الله- عنها عادت إلى دمشق فسكنت بدار أبيها نجم الدين أيوب، وقامت بدور كبير في إثراء الحياة العلمية والثقافية في العصر الأيوبي، وانضمت من فورها إلى الأوساط الفكرية بدمشق، وبدأت تجذب حولها الدارسين والعلماء، وكان من أبرزهم الشيخة الصالحة العالمة الحنبليَّة «أَمَة اللطيف بنت الشيخ الناصح الحنبلي» رحمها الله تعالى، صاحبة التَّصانيف، وهي التي أشارت عليها بإنشاء مدرسة على سفح جبل قاسيون من الشرق للسَّادة الحنابلة، والتي عرفت بـ «المدرسة الصَّاحبيَّة»، وأوقفتها على الحنابلة فقط؛ وأسندت التدريس فيها إلى الشيخ «الناصح ابن الحنبلي» في عام: (628هـ)، الموافق: (1231م).
وتجدر الإشارة أنَّ السيدة الفاضلة العالمة “أَمَة اللطيف” كانت دائمًا في خدمة ورعاية السيدة ربيعة خاتون، وكانت الصَّاحبة ترجع إليها في كثير من الأمور، لذا فقد أجزلت لها الكثير من الأموال لإنفاقها على ما تؤلّفه من تصانيف.
توفيت «الصَّاحبة» ـ رحمها الله تعالى ـ في شعبان سنة: (643هـ)، الموافق: (1244م)، عن عمر ناهز الثمانين، ودفنت في مدرستها، وكان أكثر الناس تأثرًا بوفاتها السيدة العالمة الجليلة «أَمَة اللطيف» التي لقيت الكثير من الشَّدائد والمتاعب بعد وفاة الصاحبة؛ فقد صودرت أموالها، وطولبت بالأموال التي منحتها لها «الصَّاحبة»، وحُبِست، وظلَّت في حبسها حوالي ثلاث سنوات، ثمَّ مَنَّ الله تعالى عليها وتزوج بها الملك الأشرف موسى الأيوبي بن الملك المنصور إبراهيم صاحب حمص، وسافرت معه إلى الرحبة (إلى الشمال من حلب).

هذا الزواج كان بمثابة رد اعتبار لهذه العالمة الفاضلة التي أسهمت هي الأخرى بِدَور كبير بمصنفاتها وعلمها في إثراء الحركة العلميَّة خلال العصر الأيوبي، وقد أنشأت مدرسة للحنابلة بدمشق تقع شرقي الرباط النَّاصري غربي سفح قاسيون، وسُميت بـ (مدرسة العالمة) نسبة لها، وتوفيت ـ رحمها الله تعالى ـ سنة: (653هـ).
وصف المدرسة الصَّاحبيَّة
تعتبر الصَّاحبيَّة المدرسة الدمشقية الوحيدة التي مازالت تحافظ على كافة مرفقاتها إلى اليوم.
ويصفها الشيخ عبدالقادر بن بدران في كتابه «منادمة الأطلال» بقوله: «...إنها المدرسة المعروفة والمشهورة في حارة الأكراد بدمشق، وبناؤها عظيم يدل على الأبهة والجلالة، وهي من الآثار التي تدل على ارتقاء الفن المعماري في ذلك الزمن».
والمدرسة مؤلفة من أربعة أواوين، ويوجد في الواجهة الشمالية صف من ثلاثة عقود متساوية الارتفاع، ويوجد في النَّاحية الجنوبية منها الإيوان الرئيسي وهو مركز المدرسة، ويحيط به نوافذ كانت تطل على الحديقة وعلى نهر يزيد، ومنه تطل على مدينة دمشق.
تتمتع المدرسة بواجهة حجرية ذات قيمة معمارية فائقة من حيث تدكيك الحجارة الجيرية وتركيبها، وبها أربعة شبابيك تطل على الغرف، ولكن ينقصها الزخارف والعناصر التزيينية التي تمتعت بها بقية المدارس في تلك المنطقة، إلا أن بوابتها لها سحر جميل أخاذ، والباب الفخم مزين بمقرنصات حجرية رائعة على شكل محراب، وهي معقودة بثلاثة صفوف من الانحناءات الأفقية الجميلة على هيئة مقرنصات محرابية الشكل، وبها ست صدفات منحوتة نحتًا جيدًا وصولًا إلى تاج البوابة.
وفي منتصف ساقفة باب المدرسة حُفرت نقوش بديعة مزخرفة بالخط الكوفي المتأخر وكتب عليها ما نصُّه:
«مدرسة الصاحبة أنشأتها ربيعة خاتون أخت السلطان صلاح الدين الأيوبي سنة 628 هجرية».
أخذت المدرسة شكلَ مستطيلٍ، ومدخل بابها الرئيس من الجهة الشمالية، مع وجود نوافذ بالجبهة الحجرية يعلوها سواقف، وفوقها يوجد أشكال حجرية مربعة محفورة حفرًا هندسيًا أخذت شكل حزام.
أما ضريح الواقفة فيوجد في الغرفة الغربية الوسطى من المدرسة، والتي تضم أيوانان: شرقي وغربي، ومسقوفة بأعمدة مزدوجة، والضريح نفسه وضع بشكل منحرف عن استقامة الغرفة كي يتناسب وجوده، ووضعه مع اتجاه القبلة.
أوقاف المدرسة الصاحبية

ذكر النعيمي ـ رحمه الله تعالى ـ في كتابه «الدارس في تاريخ المدارس» أنه عُلِمَ الآن من وقفها: «غالب قرية جبة عسال، والبستان الذي تحت المدرسة، والطاحون، وحاكورة ـ أي حديقة صغيرة ـ، وغالب تلك الحارة التي بجوارها».
التاريخ العلمي للمدرسة الصاحبية
ذكر الشيخ ابن شداد، عز الدين الحلبي ـ رحمه الله تعالى ـ في كتابه «الأعلاق الخطيرة في ذكر أمراء الشام والجزيرة»، وغيره، أنَّ أول من درَّس بالمدرسة الصاحبية:
1ـ الشيخ الكبير عبدالرحمن بن نجم بن عبدالوهاب الجزري السعدي المعروف بــ «الناصح ابن الحنبلي»، عالم بفقه الحنابلة، ومؤرخ.
وقد أكَّد سبط ابن الجوزي في «مرآة الزمان»: «أن ربيعة خاتون (الصَّاحبة) أنشأت هذه المدرسة من أجل الشيخ عبدالرحمن الناصح ابن الحنبلي للتدريس فيها،...وقد وهبتها لتدريس الفقه على المذهب الحنبلي...»‏
وكان قد حضر درسه الأول في المدرسة الصَّاحبيَّة ـ بعد افتتاحها ـ جمع من العلماء وطلاب العلم، كما قال بدر الدين الأسدي في كتابه «الأعلام بتاريخ الإسلام»: «ودرَّس بالصَّاحبة الناصح ابن الحنبلي في شهر رجب وكان يومًا مشهورًا وحضرت الواقفة (الصَّاحبة) وراء الستر».
والناصح ابن الحنبلي أصله -رحمه الله- من شيراز، ولد بدمشق سنة: (554هـ)، ورحل إلى العراق ومصر والحجاز وفلسطين، وكانت له حرمة عند الملوك والسلاطين، خصوصا ملوك الشام بني أيوب، وحضر فتح القدس مع صلاح الدين، وله كتب، منها: «أسباب الحديث» عدة مجلدات، و»الاستسعاد، بمن لقيت من صالحي العباد، في البلاد»، و»تاريخ الوعاظ» وغيرها من الخطب والمقامات، وكان رحمه الله ـ حلو الكلام مهيبًا شهمًا، توفي سنة: (634هـ) بدمشق ودفن فيها، ثم تولى التدريس بعده بالمدرسة الصاحبية ابنه:
2ـ يحيى بن عبدالرحمن بن نجم الحنبلي الشيخ الإمام سيف الدين بن الناصح ابن الحنبلي، سمع من حنبل وابن طبرزد والكندي وغيرهم بدمشق والموصل وبغداد، وهو آخر من حدَّث بالسماع عن الخشوعي، وحدث بمصر ودمشق، وسمع منه العلامة تاج الدين الفزاري، وأخوه والحافظ الدمياطي وابن العطار وجماعة، توفي ـ رحمه الله تعالى ـ سنة: (672هـ)، ثم تولى التدريس بعده بالمدرسة الصاحبية ابن أخيه شرف الدين محمد بن علي بن عبدالله ابن الشيخ ناصح الدين، ثم بقيت على أولاده من بعده، وينوب عنهم فيها الشيخ المحدث تقي الدين ابن الواسطي المتوفى سنة: (693هـ)، ثم تولى التدريس بعده:
3ـ الإمام العلامة محمد بن عبدالقوي بن بدران بن عبدالله المقدسي، الفقيه المحدث شمس الدين أبوعبدالله، (صاحب منظومة الآداب)، تفقه على الشيخ شمس الدين بن أبي عمر، ودرس وأفتى وصنف، ووُلِّي تدريس «الصَّاحبة» مدة بعد تقي الدين ابن الواسطي، وتخرج به جماعة، وممن قرأ عليه العربية شيخ الإسلام تقي الدين ابن تيمية، وله تصانيف، وروى عنه إسماعيل بن الخباز في مشيخته، توفي -رحمه الله- سنة: (699هـ)، ودفن بسفح جبل قاسيون.
هذا، ويجد الباحث في تاريخ هذه المدرسة العريقة أنه لا يكاد يذكر اسم عالم من علماء دمشق أو ممن نزلوا بها ـ وخصوصًا الحنابلة منهم ـ بعد سنة (628هـ) إلا وقد درس أودرَّس أو زار هذه المدرسة للالتقاء بكبار العلماء أو للاستفادة مما كانت تقدمه من علم تأصيلي عريق.
الخاتمة:
يقول الأستاذ عماد الأرمشي الباحث في التراث الدمشقي:
“وأثناء زيارتي الميدانية للمدرسة بصيف العام: (2005م) وجدت لوحة تأسيسية حديثة باللون الأسود كتب عليها: مدرسة الصاحبة، للتعليم الأساسي “الحلقة الأولى” والتابعة لوزارة التربية السورية ـ مديرية التربية في محافظة دمشق، وما تزال هذه المدرسة الصامدة تؤدي وظيفتها التعليمية منذ إنشائها وحتى يومنا هذا... وقد حاولت مديرية أوقاف مدينة دمشق الحفاظ عليها كمدرسة، وتم تأجيرها إلى وزارة التربية السورية،...وقد أُضيف إلى بناء المدرسة غرف مغايرة للبناء الأصلي، مما أدى إلى شيء من عدم الانسجام مع الشكل الأصلي للبناء الأيوبي.
وأخيرًا فإن هذه المدرسة العريقة بعراقة التاريخ مازالت قائمة حتى يومنا هذا كمدرسة ابتدائية للبنات... وظلت صامدة ومحفوظة من العصر الأيوبي ولغاية القرن الحادي والعشرين، يستخدمها أهل الصَّالحية جيلًا بعد جيل، فرحم الله هذه السيدة الجليلة الفاضلة سليلة الملوك والأمراء الأيوبيين «ربيعة خاتون» وأجزل لها الإحسان والثواب على هذه المدرسة التي كانت ـ ومازالت ـ دار علم ونور على مرِّ العصور.
إمام وخطيب في وزارة الأوقاف الكويتية

المراجع:

1- الأعلام للزركلي.
2- المقصد الأرشد في ذكر أصحاب الإمام أحمد، لابن مفلح (ت: 884هـ)
3- رحلة ابن بطوطة.
4- معجم البلدان لياقوت الحموي.
5- وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان، لابن خلكان.
6- الأعلاق الخطيرة في ذكر أمراء الشام والجزيرة، لابن شداد.
7- الدارس في تاريخ المدارس، للنعيمي.
8- منادمة الأطلال ومسامرة الخيال، لابن بدران.
9- الأعلام بتاريخ الإسلام، للأسدي.
10- مرآة الزمان، لسبط ابن الجوزي.
11- المدرسة الصَّاحبيَّة للباحث عماد الأرمشي، (وقد استفدت منه كثيرًا).

رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 05:02 PM.