الرسالة .. قصة غريبة

[عاشق الليل الساهر]

ما زال وقع تلك المدينة الصاخبة يرن فى أذنيه أثناء و قوفه فى شرفته يتفحص المارين بعيون زائغة يجهل

ماهية حركتهم يراهم كالدمى تتحرك لا تعرف وجهتها شىء ما يحركهم لا يعرف ما هو أثناء حيرة أفكاره

تصلبت حواسه مرة واحدة على فتاة لا تكاد تتخطى العشرينات من العمر كل يوم يقف نفس وقفته تلك و

لكنها المرة الأولى التى يراها فيها كان يتمنى أن ينزل ليسألها لماذا اخترقتى روتين حياتى اليومى و لكنه

حتى فقد سيطرته على جسده لم تكن اميرة الأحلام أو ملكة من ملكات الجمال و لكنها كانت بسيطة فى

كل شىء ملبسها زينتها بحجابها و لكنها كانت مختلفة... فقط مختلفة تبدو كالملكة فى اللون الأزرق عيناها

سوداوان و لكن بهما حياة بأكملها تكاد تبث الحيوية و السعادة فى كل من ينظر اليهما لا يدرى ماذا يفعل و

قد كان على يقين بأن لا يمكن أن توجد امرأة تحرك خصلة شعر من رأسه كلا ..لا .. انتظرى .. انها تختفى

لم أعد أراها لقد ذابت وسط المارة و هو فد فُتن بها من النظرة الأولى .

انه عماد محمد متخرج من كلية الآداب يعمل مترجما فى إحدى الشركات البسيطة لكن العمل يسير بشكل

جيد معه يعيش وحيدا فى إحدى أحياء القاهرة المزدحمة فى شقة هى كل ما تركه والداه المتوفيان هذا

كل ما تحتاج معرفته عنه عدا ذلك محض هراء فقط .

قرر أن ينتظرها فى اليوم التالى كان يظن أنها لن تأتى فتلك الفرصة لا تأتى الا مرة واحدة لكنها مرت ثانية ...

ماذا يفعل هو فى حيرة من أمره لا يدرى كيف يبدأ حديث معها كيف يتعرف عليها يخبرها بحبه و رغبته فى

أن تكون شريكة حياته لا يعرف فيعزف عن فكرة نزوله لها و تمر الأيام و هى تمر أيضا من تحت شرفته فجأة

خطرت بباله فكرة مجنونة للتعرف عليها رآها فى أحد الأفلام و قد أتت بنتيجة جيدة فى تلك الأفلام استعار

من أحد أصدقائه

سيارته و وقف يراجع خطته المجنونة نعم سيقود بسرعة و قبل أن يصل اليها بمسافة ما سيوقف السيارة

بسرعة و كأنه كان على وشك الاصطدام بها فينزل و يعتذر و يطلب منها توصيلها و عندها يبدأ حديثه .

جهز كل شىء و فى اليوم التالى انتظرها و ظهرت قاد السيارة و رائها و انتظر اللحظة المناسبة ثم قام

بزيادة السرعة و اتجه نحوها نعم هذه مسافة كافية – يحدث نفسه- ضغط على فرامل السيارة .. و لكن

اللعنة ماذا حدث انها لا تستجيب لنداء يده.. لا تعمل ..كاد يفقد النطق.. و.......


نعم صدمها بالسيارة أراد التوقف حتى لكنه لم يستطع أراد الاتصال بالاسعاف و لكن الناس تجمعت حولها و

نقلوها لأقرب مستشفى و لم يرى احد رقم السيارة أو من كان يقودها أعاد السيارة لصديقه و هو يكاد ينهار

سأله ماذا به لكنه اكتفى فقط بقول ..لاشىء


هل يمكن أن تنهار احلامه فجأة هكذا .. ذهب للمستشفى ليراها و أخذ الصدمة الثانية التى قضت عليه

تماما إنها لن تستطيع المشى مرة أخرى سقط فاقدا الوعى و لا أحد يعرف سبب اهتمامه بحالتها قام

الاطباء بإفاقته هو لم يعقب على شىء أسرع خارجا على قسم الشرطة اعترف بأنه مرتكب الحادثة قُدم

للمحاكمة لم يطلب حتى محام حُكم عليه بالسجن 10 سنوات .

بعد عدة أشهر فشل فى إحصائها ما زال يشعر بالذنب فى داخله قرر كتابة رسالة لها و بالفعل كتبها :


غريب أن يحدث كل هذا و تتعاقب المصائب و حتى الآن لا أعرف اسمك أكتب اليك ذلك الخطاب لأطلب شيئا

أعرف انه مستحيل رأيتك ف أحببتك و تمنيت لو تكونى لى و بنيت أحلاما كبيرة على ذلك و لكن بغبائى

ضيعت كل ذلك و ضيعتك معى و هذا ما يعتصر قلبى أعتذر أنى سرقت أحلامك النقية لتضىء أحلامى

الواهية أعتذر انى سلبت منكِ كل معانى الحياة لأنى رجوتها لنفسى اعذرينى فأنا شاب لم تكن لى حياة

فى الأصل فأنانيتى جعلتنى أريد حياتك لتعوضنى لكنى أقسم لكى أننى أحببتك بكل معانى الحب و كنت

أرغب فى ان نبنى حياتنا معا و لكنى دمرت حياتك معى اعذرى شابا يأخذ الهم و عذاب الضمير منه كل يوم

جزءا حتى كاد ينتهى أرجوكى سامحينى .

بعد عدة أيام و هو لا يعرف وقع خطابه عليها و يتمنى لو أنه يرى ذلك أتاه خطاب منها .

فتح الظرف و هو يرتجف الأطراف أخرج الرسالة و قرآها اغرورقت عيناه بالدموع ثم مسح دموعه و ابتسم قطًع

الرسالة .. اتسعت ابتسامته شيئا فشيئا فجأة ..أخذ يضحك بهستيرية و لا أحد يعلم السبب ... نقل الى

مصحة نفسية و

لا زال حتى الآن يضحك ولا أحد يعلم السبب أو ما كان من محتوى الرسالة .

تمت ..

[Ra2fat Jego]

شكرا لحضرتك عالقصة الاكثر من رائعة