اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > مسك الكلام فى الاسلام > حى على الفلاح

حى على الفلاح موضوعات و حوارات و مقالات إسلامية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 21-09-2014, 12:10 PM
abomokhtar abomokhtar غير متواجد حالياً
مشرف سوبر ركن مسك الكلام فى الاسلام
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
المشاركات: 11,696
معدل تقييم المستوى: 28
abomokhtar is just really nice
New الأسباب التاريخية والنفسية للتطاول على الإسلام وخير الأنام الرسول صلى الله عليه وسلم


الأسباب التاريخية والنفسية

للتطاول على الإسلام وخير الأنام الرسول صلى الله عليه وسلم


كان من بين ما ورثته أوروبا عن اليونان والرومان أنْ نظروا إلى أنفسهم على أنهم هم وحدهم المتمدينون، أما كل مَن كان أجنبيًّا عنهم، وعلى الأخص أولئك الذين كانوا يعيشون شرق البحر الأبيض المتوسِّط، فقد كان اليونانيون والرومانيون يُطلقون عليهم لفظ "البرابرة"، ومنذ ذلك الحين والأوروبيون يعتقدون أن تفوقهم العنصري على سائر البشر أمرٌ واقع، ثم إن احتقارهم إلى حد بعيد أو قريب لكل ما ليس أوروبيًّا من أجناس الناس وشعوبهم - قد أصبح إحدى الميزات البارزة في المدنية الغربية[1].

ولقد تركت ثمانية حملات صليبية متوالية بصماتها على النفسية الغربية "489 - 690ﻫ / 1096 - 1291م"، وهي حملات دعا إليها الباباوات، وحث عليها آباء الكنيسة؛ لتحقق أهدافًا دينية، أولها القضاء على الإسلام، وإزالة المسلمين ككيان ووجود، وغايتها سيطرة الصليبية وسيادتها، ونرى أن هذه السلسلة من الحروب لم تبدأ إلا بعد الجزر الإسلامي وتوقُّف المسلمين عن التقدم بعد أن خسروا معركة "بواتييه" أو "بلاط الشهداء"؛ حيث إن الصليبيين قد سال لعابهم لإحراز المزيد من الانتصارات والمكاسب، وأمعنوا في مطاردة المسلمين حتى قامت دولة صليبية في قلب الأندلس وغربها، وتوالى سقوط أجزاء عزيزة في الأندلس في أيدي الصليبين، وتبدَّل حال المسلمين من المد إلى الجزر، ومن التقدم إلى التجمُّد.

ولا يزال التاريخ يذكر الخطبة الشهيرة في مجمع "كليرمون" عام 1095م في فرنسا؛ حيث طالب البابا الملوك والحكام الأوروبيين باستعادة "أراضينا" المقدسة من "قبيلة الفرس - الأتراك" التي تخدم القوى الشيطانية على حد زعمه، وقد وعدهم البابا بأن يحصلوا من هذه الحملات الصليبية المقدسة ليس على الخيرات المادية من الأرض التي تفيض لبنًا وعسلاً فحسب - كما جاء في التوراة - بل ليصبحوا على طريق الجسد المقدس؛ أي: على طريق الحُجاج السائرين إلى القدس، وبذلك يخدمون الرب في الصراع مع "الكفار"، الذين يمنعون المسيحيين من القيام بالحج إلى الأراضي المقدسة[2].

ولا يزال التاريخ يذكر أنه عندما دخلت الجيوش الصليبية دمشق، كان أول ما فكر فيه قائدهم أن توجه إلى قبر "صلاح الدين" عند الجامع الأموي ورَكَله بقدمه، وقال له: "ها قد عدنا يا صلاح الدين!"، حقد شديد، وغيظ بالغ، ونفسية متوترة!

وعندما سقطت القدس عام 1967م قال "تشرشل": "لقد كان إخراج القدس من سيطرة الإسلام حلم المسيحيين واليهود على السواء، إن سرور المسيحيين لا يقل عن سرور اليهود، إن القدس قد خرجت من أيدي المسلمين، وقد أصدر الكنيست الإسرائيلي ثلاثة قرارات بضمها إلى القدس اليهودية، ولن تعود إلى المسلمين في أية مفاوضات مُقبلة بين المسلمين واليهود"[3].

وقد استغلت إسرائيل صليبية الغرب في جمع التبرعات لإعانتهم على الحرب، فكتبوا على صناديق التبرع: "قاتلوا المسلمين"، وعندئذٍ ثار حماس أولئك الموتورين وامتلأت الصناديق مرات ومرات، وسجَّلت التبرعات أرقامًا خيالية، لا لشيء إلا للمساعدة والعون ضد الإسلام والمسلمين.

إذًا فالحرب الصليبية لم تنتهِ بعد، ولا يزال الأمل يُراود أعداء الإسلام في القضاء عليه؛ حيث يعبِّرون بفرحة وشماتة عن كل ما يُسيء إلى المسلمين ويضرهم، ويُعربون بمزيد من الأسى عن كل نصر وتقدم ورقي للعالم الإسلامي، وكثيرًا ما أخذت الحروب الصليبية أشكالاً وأسماءً متعددة، فالتطهير العرقي هو اسم حملة الصليب في بلاد البوسنة والهرسك مثلاً، وقمع المتمرِّدين هو اسم حملة الصليب في بلاد الشيشان، وهكذا.

ولم تنته تلك الحملات إلى اليوم، فما يزال التاريخ يذكر تلك الروح الصليبية التي ظهرت على لسان رئيس أمريكا حين وصف في 16 سبتمبر 2001م الحرب التي سيشنُّها على العالم الإسلامي بأنها "حملة صليبية".

وتبعه بيوم واحد رئيس وزراء بريطانيا قائلاً: "إنها حرب المدنية والحضارة في الغرب ضد البربرية في الشرق".

أما وزير العدل الأمريكي "جون أشكروفت"، فقد علق قائلاً: "إن المسيحية دين أرسل الرب فيه ابنه ليموت من أجل الناس، أما الإسلام فهو دين يَطلب الله فيه من الشخص إرسال ابنه ليموت من أجل هذا الإله"[4].

إنها نفسية تحمل أحقادًا تاريخية؛ قال سبحانه: ﴿ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ ﴾ [آل عمران: 118].

وهذه العنصرية النازية الظاهرة يعبر عنها "ساندرسون" بقوله: "إن ال*** الآري العظيم هو وحده فقط القادر على قيادة البشرية نحو طريق الحرية الدينية والسياسية، والحرية الفكرية"[5].

إنها عنصرية تعبِّر عنها النساء كالرجال سواء بسواء، تقول وزيرة الخارجية الأمريكية "مادلين أولبرايت": "إننا معشر الأمريكيين أمة ترتفِع قامتها فوق جميع الشعوب، وتمتد رؤيتها أبعد من جميع الشعوب"[6].

إن هذه العنصرية المتوتِّرة جعلت الكنيسة لا تحتمل أن يصدر عن أحد رعاياها كلمة حق، أو دفاع مستحق عن الإسلام، أو خير الأنام صلى الله عليه وسلم.

فكان نصيب من يحاول هذا الدفاع، أو يُعلن رأيه الصريح، هو الطرد والإبعاد من رحمة الباباوات! وما وقع للأديب الروسي "تولستوي" خير شاهد؛ فبمجرد أن كتب في مقالةٍ له بعنوان: "من هو محمد؟": "إن محمدًا هو مؤسس ورسول، كان من عظماء الرجال الذين خدموا المجتمع الإنساني خدمةً جليلة، ويكفيه فخرًا أنه هدى أمة برمتها إلى نور الحق، وجعلها تجنح إلى السكينة والسلام، وتُؤْثِر عيشة الزهد، ومنعها من سفك الدماء وتقديم الضحايا البشرية، وفتح لها طرق الرقي والمدنية، وهو عمل عظيم لا يُقدِم عليه إلا شخصٌ أوتي قوة، ورجل مثله جدير بالاحترام والإجلال"[7].

عندها استحق تولستوي من فوره الخروج من رحمة البابا، ومن ثم من رحمة الله بزعمهم!



[1] الإسلام على مفترق الطرق؛ لمحمد أسد، ترجمة د. عمر فروخ، دار العلم للملايين (ص: 52).

[2] الإسلام والمسيحية؛ د. أليسكي جورافيسكي، عالم المعرفة (ص: 34).

[3] نقلاً عن كتاب قادة الغرب يقولون؛ جلال العالم (ص: 32).

[4] صحفية الشرق الأوسط، لندن، 21 / 2 / 2002م.

[5] N. Daniel, Islam, Europeans Empire pp. 467 - 468.

[6] صحيفة الأهرام - القاهرة 30 / 10 / 2001م.

[7] مؤثرات عربية وإسلامية في الأدب الروسي؛ مكارم الغمري، عالم المعرفة (الكويت)، العدد 155، نوفمبر 1991.




__________________
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 02:37 AM.