اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > مسك الكلام فى الاسلام > محمد نبينا .. للخير ينادينا

محمد نبينا .. للخير ينادينا سيرة الحبيب المصطفى بكل لغات العالم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 19-02-2017, 01:23 PM
abomokhtar abomokhtar غير متواجد حالياً
مشرف سوبر ركن مسك الكلام فى الاسلام
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
المشاركات: 11,696
معدل تقييم المستوى: 28
abomokhtar is just really nice
New فوائد من حديث: إنما الأعمال بالنية


عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنما الأعمال بالنية، وإنما لامرئ ما نوى؛ فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها، أو امرأة يتزوجها، فهجرته إلى ما هاجر إليه))؛ متفق عليه[1].
*
يتعلق بهذا الحديث فوائد:
الفائدة الأولى: النية عليها مدار جميع الأعمال، فتصرفات المكلَّف تابعة لنيته؛ فتكون صحيحة إذا كان القصد صحيحًا، وتكون فاسدة إذا كان القصد فاسدًا، فمن كان قصده بالعمل وجه الله تعالى فعمله مقبول إن شاء الله، ومن كان قصده غير الله تعالى فعمله رياء مردود، ومثال ذلك: من حسَّن صلاته اتباعًا للسنة، وطلبًا لمرضاة الله تعالى فهو مخلص مثاب إن شاء الله، ومن حسَّنها ليراه الناس فهو مراءٍ آثم، ومن دفع صدقة لفقير طلبًا لمرضاة الله تعالى فهو مخلص مثاب إن شاء الله، ومن دفعها ليثني عليه الناس فهو مراءٍ آثم، فيجب على المسلم الحرص على تصحيح نيته، وتنقيتها مما قد يشوبها من الرياء؛ ليكون عمله خالصًا لله تعالى، مع متابعته لشريعة النبي صلى الله عليه وسلم فيما يعمله؛ ليكون مقبولًا عند الله تعالى.
*
الفائدة الثانية: تحصيل الثواب موقوفٌ على النية، ومن القواعد الفقهية التي استنبطها الفقهاء رحمهم الله تعالى من هذا الحديث قاعدة: (لا ثواب إلا بنية)[2]، فكل عمل عارٍ عن النية فلا ثواب فيه؛ فالمكث في المسجد بنية الاعتكاف أو انتظار الصلاة المفروضة يثاب عليه، ومجرد الجلوس في المسجد بغير نية لا ثواب فيه، والاغتسال للطهارة المشروعة يثاب عليه، والاغتسال لمجرد اللهو أو التبرُّد لا ثواب فيه.
*
الفائدة الثالثة: بالنية الصالحة تتحول العادات إلى عبادات، وذلك بأن يعمل المسلم شيئًا من المباحات، وينوي به أن يكون وسيلة لما أُمر به شرعًا، أو ينوي به خيرًا، فإنه يؤجر عليه، ومثال ذلك: الأكل والشرب، إذا نوى التقوِّيَ بهما على طاعة الله تعالى أثيب على ذلك، ومثل: النوم، إذا نوى به التقوِّيَ على طاعة الله تعالى من قيام الليل وصلاة الفجر وقراءة القرآن وغير ذلك، أثيب عليه، ولما سأل أبو موسى الأشعري معاذ بن جبل - رضي الله عنهما - عن كيفية قراءته للقرآن،قال معاذ: أنام أول الليل، فأقوم وقد قضيت جزئي من النوم، فأقرأ ما كتَب الله لي، فأحتسب نَوْمتي كما أحتسب قَوْمتي؛ رواه البخاري[3]، وفي رواية لابن أبي شيبة وغيره: أنام أول الليل وأتقوَّى به على آخره، وإني لأرجو الأجر في رقدتي كما أرجوه في يقظتي[4]،وقال التابعي الجليل زُبَيد بن الحارث اليامي رحمه الله: يسرني أن يكون لي في كل شيء نية، حتى في الأكل والنوم[5].

[1] رواه البخاري في كتاب الحيل، باب في ترك الحيل وأن لكل امرئ ما نوى في الإيمان وغيرها 6/ 2551 (6553)، ومسلم في كتاب الإمارة، باب قوله صلى الله عليه وسلم: ((إنما الأعمال بالنية))، وأنه يدخل فيه الغزو وغيره من الأعمال 3/ 1515 (1907)، واللفظ له.
[2] ينظر: الوجيز في القواعد الفقهية، للدكتور محمد صدقي ال***** ص63، والأشباه والنظائر، لابن نجيم الحنفي ص19.
[3] رواه البخاري في كتاب المغازي، باب بعث أبي موسى ومعاذ بن جبل رضي الله عنهما إلى اليمن قبل حجة الوداع 4/ 1578 (4086).
[4] رواه ابن أبي شيبة 2/ 73 (6616)، وأبو عوانة في مسنده 5/ 101 (7951)، والبيهقي في شعب الإيمان 2/ 402 (2200).
[5] شعب الإيمان 5/ 350، صفة الصفوة 3/ 99.

الشيخ عبدالرحمن بن فهد الودعان الدوسري

__________________
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 03:50 PM.