اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > مسك الكلام فى الاسلام > حى على الفلاح

حى على الفلاح موضوعات و حوارات و مقالات إسلامية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 02-06-2014, 12:34 PM
abomokhtar abomokhtar غير متواجد حالياً
مشرف سوبر ركن مسك الكلام فى الاسلام
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
المشاركات: 11,696
معدل تقييم المستوى: 28
abomokhtar is just really nice
New منزلة العقل في الإسلام


قليلةٌ هي الدّيانات التي تنبني على العقل، وكثيرةٌ تلك التي تجعل التعطيل سِمته، وتسجنه في غياهب الترك والإهمال. حتى كان ذلك سمةً بارزةً للأديان الوثنية، بعكس الإسلام الذي مدح العقل ومجّده، وجعل له آلياتٍ، ووضع له غاياتٍ، ورسم له حدوداً.

والعقلُ لغةً: أصل مادّته من الحبس والمنع والإمساك، وسمّي كذلك لأنه يحجز صاحبه ويمنعه عن الوقوع في الهَلكة .. وينهى صاحبه عن فعل ما لا يُحمد . (1)

أما اصطلاحاً: فالعقل عقلان: الأول غريزي طبعي، هو أبو العلم ومربّيه ومثمره، وعقلٌ كسبيٌّ مستفاد، وهو ولد العلم وثمرته ونتيجته. (2).

ولهذا تعدّدت تصاريف العقل في القرآن، فمرّةً ينادي النّاس إلى إعمال ما جُبلت عليه فِطرهم وعقولهم، ومرّةً ينادي أهل العلم إلى استخدام العقل الكسبيِّ الذي يصقله العلمُ والمنطق.

العقل في القرآن :
إن القارئ للقرآن الكريم، ليُلاحظ تصاريف لفظ العقل في كثيرٍ من الآيات، نحو " يعقلون " و " تعقلون " و " ما يعقلها إلا العالمون " و " الألباب " وغيرها.

فجاءت آياتٌ بيّناتٌ تبرز دول العقل في فهم الكلام، منها: {إنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون} (يوسف: 2)، وقوله تعالى: {أفتطمعون أن يؤمنوا لكم وقد كان فريقٌ منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه وهم يعلمون} (البقرة: 75).

وآياتٌ أخرى تبرز أنه يُسهم في فهم آيات الكون؛ ومنه قوله عز وجل: {وسخر لكم الليل والنهار والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون} (النحل: 12).

ونصوصٌ أخرى من الوحي تبرز أن له وظيفة اختيار النافع وترك الضّار، منها قوله: {وما الحياة الدنيا إلا لعبٌ ولهو وللدّار الآخرة خيرٌ للذين يتّقون أفلا تعقلون} (الأنعام: 32)، وغيرها من الآيات البيّنات التي تبرزه وتستفزّه، وتنادي باستخدامه، وتُبْرِز وظائفه.

والذي عليه أهل السنّة أن العقل عرَضٌ وصفةٌ ليست قائمةً بذاتها، بل هي قائمةٌ بغيرها، ولا يسمّى العاقل عاقلاً إلا إذا كان متصفاً به . (3)

ومن تأمّل في الوحي باحثاً عن مراتب الدليل العقليّ، يستشفُّ أن هناك احتفاءً شرعيّاً به لكن مع ضوابط لمجالات استخدامه، فلا يكون غلوّاً حتى يكون مهيمناً على الكلّ، ولا تعطيلاً لتُلغى حجيّته ودلالته في جانب الاستدلال .

فمن جهةٍ أولى: فمجالات تمجيد الشريعة للعقل وضرورة استخدامه للتوصل إلى الحق متعدّدةٌ، منها:
-أن العقل هو مناط التّكليف، وغيابه أو نقصَه مُسْقِطٌ له، كما قال النبيّ صلى الله عليه وسلم: (رُفع القلم عن ثلاثة: عن النائم حتى يستيقظ، وعن الصبيّ حتى يحتلم، وعن المجنون حتّى يعقل) رواه النسائي وابن ماجة .

-أن الرحمن سبحانه وتعالى نادى النّاس إلى استخدام عقولهم للتوصّل إلى الحق، عن طريق التدبّر والتفكّر، واستخدم عباراتٍ منها: {لعلّكم تعقلون}، {لقوم يفقهون}، {لقوم يتفكّرون}، ومنها قوله عز وجل: {إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب * الذين يذكرون الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السماوات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلاً سبحانك فقنا عذاب النار} (آل عمران: 190 - 191).

وكل ذلك يشير إلى ضرورة العمل العقليّ ودوره في الإرشاد إلى الهداية، فالعقل يتأمل الكون فيرشده إلى وجود خالقٍ له، ويستخدم المنطق فيُدرك أن لكل شيءٍ غايةً، ويستنبط منه بعض صفات الله عز وجلّ، ويتأمّل فيه فيرى أنه من العبث خلق الخلق وتركهم هملاً دون رسالة، ويقرأ الوحي فيهتدي إلى الرسالة.

-أن الله تعالى ذمَّ من عطّل عقله، ولم يسترشد به، وكان إمّعةً يُساق في عالم الفكر والعقيدة، مقلّداً غيره تقليداً أعمى، فقال عز وجل: {وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما ألفينا عليه آباءنا أوَ لو كان آباؤهم لا يعقلون شيئا ولا يهتدون * ومثل الذين كفروا كمثل الذي ينعق بما لا يسمع إلا دعاء ونداء صمّ بُكمٌ عميٌ فهم لا يعقلون} (البقرة: 170-171).

-أن من العقل الانتفاع بالمواعظ والقصص والأمثال القرآنية، منها قوله: {لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب} (يوسف: 111)، ويقول: {وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون} (العنكبوت: 43).

-أن للعقل وظيفةً مهمّةً في استنباط الأحكام، والنظر إلى الأدلة، ونقد متون الحديث، وكلّما كان العقل المسدَّدُ بنور الوحي أوفر وأكبر؛ كان المرء أقدر على الاجتهاد والإصابة، والاستنباط.

فالإسلام كرّم العقل وحماه، فحرّم كل ما من شأنه تعطيله وتغييبه، كالمسكرات والمخدّرات، وفي الفقه من اعتدى على أحدٍ ولو نفسيّاً حتى ذهب عقله، وجبت عليه الدّية .

ومن جهةٍ ثانيةٍ: فقد جعل الإسلام للعقل حدوداً، فهو مهما بلغ من الفهم والقدرة يظلُّ عاجزا في ميادين كثيرةٍ؛ لأنه خلق لأشياء معيَّنةٍ ومحدّدةٍ إن خرج عنها، جعل صاحبه يتيه في الظلمات، ويغرق في الالتباس والتخبّط؛ وما أجمل قول الإمام الشاطبي: " إن الله جعل للعقول في إدراكها حدّاً تنتهي إليه لا تتعدّاه، ولم يجعل لها سبيلاً إلى الإدراك في كلّ مطلوبٍ، ولو كانت كذلك لاستوت مع الباري تعالى في إدراك جميع ما كان وما يكون وما لا يكون. "(4)

فالعقل محدودٌ في مداركه لا يعدوها، وينحصر في معطيات ما تمدّه به الحواسّ فلا يتجاوزها، فإن علم أن للكون خالقا عن طريق المحسوس لم يستطع أن يكتشف ماهية الخالق، وكيف هو، وماهية الأرواح وكيف هي، والجنّة والنّار، وغيرها من الغيبيّات.

فإن تفهّمتَ محدودية العقل في هذا الباب أيها الفطن، فهمتَ الإسلام، وسَهُلَ عليك الخروج من مستنقعات الشّبهات، ووساوس الشيطان.

يقول الإمام ابن تيميّة: " فما أخبرت به الرسل من تفاصيل اليوم الآخر، وما أمرت به من تفاصيل الشرائع، لا يعلمه الناس بعقولهم، كما أن ما أخبرت به الرسل من تفاصيل أسماء الله وصفاته، لا يعلمه النّاس بعقولهم، وإن كانوا يعلمون بعقولهم جُمل ذلك " (5)

وينبغي التنبّه إلى مسلكٍ دقيقٍ، يخفى على كثيرٍ من الباحثين، وهو أن إدارك العقل لكثيرٍ من القضايا هو إدراكٌ مجملٌ وليس مفصّلاً، أو يكون بعضيّاً لا شموليّاً.

العقل المجرّدُ جالبٌ للفرقة والاختلاف نظراً لتفاوته عند النّاس
فقد أسلفناَ بأنَّ العقل صفةٌ مكتسبةٌ، واحدٌ في ماهيّته بين البشر، لكن متفاوتٌ في حجم إدراكاته بينهم، فقد يُدرك المثقّف بعقله ما لا يستطيع العاميّ استيعابه وإدراكه، وقد يستوعب العالِم ما لا يستطيع المثقّف الإحاطة به، ومن هنا جاء اختلاف الفلاسفة الشديد في كثيرٍ من القضايا، حتى قيل لم يتّفقوا إلا على أنّهم لن يتّفقوا .
وذا سيكون الأساس في الإجابة عن سؤالٍ لا زال يُثار إلى يومنا هذا: هل نقدّم العقل أم النّقل ؟ وهل هناك تعارضٌ بينها ؟وجوابه في الجزء الثاني من المقال .
هوامش المقال
1- راجع لسان العرب الجزء 11 ص: 457، ومعجم مقاييس اللغة، الجزء 4 ص :69.
2- مفتاح دار السعادة لابن القيم، الجزء 1 ص: 118.
3- بغية المرتاد لابن تيمية، ص :251.
4- الاعتصام، الجزء الثاني، ص: 318.
5- الرسالة التدمريّة، ص :77.




أبو عبد الرحمن الإدريسي

__________________
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 02-06-2014, 12:35 PM
abomokhtar abomokhtar غير متواجد حالياً
مشرف سوبر ركن مسك الكلام فى الاسلام
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
المشاركات: 11,696
معدل تقييم المستوى: 28
abomokhtar is just really nice
New منزلة العقل في الإسلام (2)

علاقة العقل بالنقل، مسألةٌ شغلت عقول المتأخّرين، وتشابهت على المتشكّكين، واستغلها المرجفون للطّعن في الدين، فتضاربت العقول بحكم اختلافها، وضلّت الأطروحات في التقرير لها، فكان من الطبيعيّ أن يقع فيه من وقع، لضعفٍ في العلم الشّرعي من جهة، وتأثّر بالوضعي من جهةٍ ثانيةٍ، واختلافٍ في مدراك العقول من جهةٍ ثالثةٍ كما قرّرناه في المقال السابق .

وقد بيّنا سابقاً مكانة العقل في الإسلام، وكيف نادى الله تعالى إلى استخدامه للوصول إلى الحق، لكن السؤال المطروح: ما علاقة العقل بالنقل حينما يسلّم الأول بصحّة الثاني ؟ ويتوصّل إلى صدقه وتيقّن من سلامته ؟ وللجواب عن السؤال نقول :

العقل ليس حكَماً مُطلقاً على النّقل :
ألم تر معي في رياضة العدو المُشترك، ينطلق المتسابق الأول مسافةً معيّنةً من الجري، فما إن يصل إلى صاحبه حتى يسلّمه المشعل ليُكمل الطريق ويفوز في السباق ؟

تلك إن أردتَ مثالٌ على علاقة العقل بالنّقل، فالأوّل موصلٌ إلى الرسالة الحقّة، يحسم في أمر الدّين المتّبع، وأي نبيٍّ هو صادق، فلما ينتهي من ذاك فإنّه يسلّم المشعل إلى النّقل، فيكون التّسليم مبدءاً عقليّاً بحثاً. ولا دورَ له في تأمّل الغيبيات التي لا يمتلك وسائل الخوض فيها من أمثال : كيف استوى الله على عرشه ؟ وكيف سيمّر النّاس على الصراط وهو أرفع من الخيطِ وأشباه ذلك .

لأن العقل يؤمن بصدق المُخبر وأن خالق الكون لا يعجزه شيءٌ في الأرض ولا في السماء، مطلق الحكمة، ومطلق القدرة، فيكون التّسليم نتيجةً يتوصّل إليها العقل حينها.
ثم إن دور العقل بالنسبة إلى النّقل حينها يكون كآلة استنباطٍ منه، يعمل في ضوء أصولٍ وقواعد معيّنةٍ يتداخل فيها العقليّ بالنّقلي لضبط تلك العمليّة، وضمان عدم تقديم الهوى أو الانحراف في مسائل الاجتهاد، والعقلُ المجرّد أداةٌ قد تصيب وقد تخطيء.

ومن جهةٍ أخرى فالعقل الصريح لا يخالف النّقل الصّحيح، لأن الله عزّ وجل خالق الكون متصفٌ بالحكمة والمشيئة والقدرة، يجازي المؤمنين ويعاقب الكافرين، خالق العقول والمدارك، والمتّصفُ بصفات الكمال، فلا يوحي بما يناقض العقل الصريح، لكنَّ التعارض الموهوم لا يأتي إلا حين يكون النّقلُ لا سبيل للعقل أن يخوض فيه، ويُعتبر من محارات العقول، كمعجزة الإسراء والمعراج، وأن يقطع النبيّ مسافات كبيرة في وقت وجيزٍ، فهنا يكون العقل له وظيفة التسليم، ومنه على سبيل المثال، لو جاء أحدهم من عصرنا وقال لأهل عصر الجاهلية إني لجئتُ من المغرب إلى مكّة في يومٍ واحدٍ عبر الطائرة، وكان الرجل صدوقاً، فإن عقولهم لا تتصور أن يقطع المُخبر في يومٍ ما يقطعونه في أشهرٍ على الجمال . فعلى هذا فقس .

ومن هنا قال العلماء أن الأنبياء جاؤوا بمحارات العقول لا بمحالاته، أي أن الأخبار يعلم العقل عدم بطلانها لكنه غير قادرٍ على تصوّرها، ويحير في تخيّلها، يقول الإمام ابن تيمية : " يجب الفرق بين ما يعلم العقل بطلانه وامتناعه، وبين ما يعجز العقل عن تصوره ومعرفته : فالأول من مُحالات العقول، والثاني : من محارات العقول، والرّسل يُخبرون بالثاني " (1)

ويقول في موضعٍ آخر في كتابه : " والأنبياء عليهم السلام قد يخبرون بما يعجز العقل عن معرفته لا بما يعلم العقل بطلانه فيخبرون بمحارات العقول لا بمُحالات العقول " (2)

ولهذا ضلَّ من ضلَّ من الفرق الإسلاميّة، حينما أعملوا عقولهم لدرجة إبطال النصوص الصحيحية وتأويلها بما لا تحتمله، كالمعتزلة والمجسّمة وغيرهم .. فالعقل مع النّقل في باب العقائد كالعامي المقلد مع العالم المجتهد، بل هو دون ذلك، لأن الأصل وصف الله عز وجل بما وصف به نفسه، أو بما وصفه به النبي صلى الله عليه وسلم، نفياً وإثباتا، فنؤمن بلا تكييف ولا تمثيل ولا تحريف ولا تعطيل، وإثبات الصفات مع نفي مماثلة المخلوقات، نثبت ولا نشبّه، وننزه ولا نعطل.

لكن في الفرعيات له دورٌ كما أسلفنا في الاستنباط والفهم والتفسير، ونقصد العقلَ المسدَّدَ بالوحي ، وليس المجرّد، حيث أن الأول يكون خاضعاً لقواعد وأسس، ومتوسّعاً في العلوم الشرعيّة.

ومنه نقد الأحاديث التي تنقسم إلى قسمين :
- تمحيص السند : وهو معرفة حال الرواة وعدالتهم. وتمحيص المتن : وهو ضروري في عملية التمحيص الحديثي، وقد وضع العلماء شروطا عديدة لصحة المتن جمعها الشيخ مصطفى السباعي في كتابه "السنة ومكانتها في التشريع"(3)
* ألا يكون ركيك اللفظ، بحيث لا يقوله بليغ ولا فصيح.
* ألا يكون مخالفا لبديهيات العقول بحيث لا يمكن تأويله.
* ألا يخالف القواعد العامة في الحكم والأخلاق.
* ألا يكون مخالفا للحس والمشاهدة ، وللحقائق التاريخية.
* ألا يكون داعية إلى رذيلة تتبرأ منها الشرائع.
* ألا يخالف المعقول في أصول العقيدة من صفات الله ورسله.
* ألا يخالف القرآن الكريم أو محكم السنة أو المجمع عليه أو المعلوم من الدين بالضرورة، بحيث لا يحتمل التأويل.

كما لخّص ولي الله الدهلوي هذه القواعد في كتابه "العجالة النافعة" فليراجع.

وقال ابن الجوزي قديماً رحمه الله: "ما أحسن قول القائل: إذا رأيت الحديث يباين المعقول، أو يخالف المنقول، أو يناقض الأصول، فاعلم أنه موضوع" (4)

ونقد المتون قد اشتهر استخدامه من قبل الصحابة رضوان الله عليهم، وفي مقدّمتهم أم المؤمنين عائشة وابن عباس وعمر رضي الله عنهم جميعا . (5) وكل ذلك جمعه الإمام الزركشي في "الإجابة".

ولا يُتصوّر معارضة صريح العقل لصحيح النّقل، وهي خلاصة ما استنتجه الإمام ابن تيمية في كتابه فقال : " ما عُلم بصريح العقل لا يُتصور أن يعارض الشرع ألبتة، بل المنقول الصحيح لا يعارضة معقولٌ صريحٌ قط. وقد تأمّلت ذلك في عامّة ما تنازع الناس فيه، فوجدت ما خالف النصوص الصريحة الصّحيحة شبهاتٌ فاسدةٌ يُعلم بالعقل بطلانها، بل يُعلم بالعقل ثبوت نقيضها الموافق للشرع. ووجدتُ ما يُعلم بصريح العقل لم يخالفه سمعٌ قطّ، بل السمع الذي يُقال إنه يخالفه : إما حديثٍ موضوع، أو دلالةٌ ضعيفة، فلا يصلح أن يكون دليلاً لو تجرّد عن معارضة العقل الصريح، فكيف إذا خالفه صريح المعقول "(6)

ومن هنا كان تعارضُ العقل والنّقل، مجرّد خرافةٍ، أساسها اختلاف مدارك العقول، والتسليم للشّبهات، وعدم الانضباط بالضوابط العقليّة الصريحة، والأساسات المنطقيّة السليمة.

هوامش المقال
1-الجواب الصحيح ، الجزء 4، ص : 391.
2-المصدر السابق، الجزء 4، ص : 400.
3- للتوسع أكثر المرجو مراجعة الكتاب من الصفحة : 116 فما فوقها .
4- تدريب الراوي، للسيوطي، الجزء 1، ص : 274.
5- للتوسّع أكثر راجع كتاب الإجابة للزركشي، ومقاييس نقد المتون لمسفر الدميني.
6-درء التعارض، الجزء الأول، ص : 148.


__________________
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 11:37 PM.