اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > قصر الثقافة > القسم العلمى و الصحى

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 03-08-2010, 01:19 AM
أستاذ/شفيق الأخضر أستاذ/شفيق الأخضر غير متواجد حالياً
مدرس فيزياء
العضو المميز قسم الدراسات العليا للمعلمين لعام 2014
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 2,330
معدل تقييم المستوى: 18
أستاذ/شفيق الأخضر is on a distinguished road
افتراضي حمل كتاب المناظر للحسن بن الهيثم

هدية بمناسبة الشهر الكريم
كل عام وانتم بخير
وبارك الله فيكم
الملفات المرفقة
نوع الملف: rar كتاب المناظر لابن الهيثم.rar‏ (1.28 ميجابايت, المشاهدات 589)
__________________
شارك معنا في جروب المليون معلم ان شاء الله
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 03-08-2010, 01:33 AM
الصورة الرمزية مسترسمير إبراهيم
مسترسمير إبراهيم مسترسمير إبراهيم غير متواجد حالياً
نجم العطاء
 
تاريخ التسجيل: Mar 2010
المشاركات: 5,848
معدل تقييم المستوى: 20
مسترسمير إبراهيم is on a distinguished road
افتراضي

جزاكم الله تعالى كل الخير
العالم العربى المسلم الحسن بن الهيثم له من المآثر واليد البيضاء فى الفيزياء خاصة علم الضوء والذى كان رائدا له قبل علماء أوروبا وسبق نيوتن فى الكثير من الأنجازات العلمية وسوف نلقى علية الضوء بمنتدانا العلمى
مع خالص الشكر والتقدير
__________________
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 03-08-2010, 01:37 AM
الصورة الرمزية مسترسمير إبراهيم
مسترسمير إبراهيم مسترسمير إبراهيم غير متواجد حالياً
نجم العطاء
 
تاريخ التسجيل: Mar 2010
المشاركات: 5,848
معدل تقييم المستوى: 20
مسترسمير إبراهيم is on a distinguished road
Exll الهيثم.. أمير النور

الهيثم.. أمير النور



اسمه الحقيقي محمد بن الحسن بن الحسن بن الهيثم أبوعلي البصري، وقيل هو الحسن بن الحسن بن الهيثم، أو محمد بن الحسن، ولكن اللقب الأول أصح وأشهر.. ولد بالبصرة عام (354 هجريًا - 965 ميلاديًا) وتوفي بالقاهرة عام (430 هجريًا - 1039 ميلاديًا).

نشأ وتعلم بالبصرة، ولا يُعرف شيء عن نشأته الأولى سوى أنه عاش في فترة مزدهرة، انتشرت بها علوم الفلسفة والطب والكيمياء والرياضيات والفلك، وبرع فيها العديد من العلماء العرب، فجذبته تلك العلوم، فأقبل عليها بنهم وهمة وعزيمة ودأب وجد متواصل، حتى إنه كان يقرأ كل ما يقع تحت يديه من كتب المتقدمين والمتأخرين من علماء اليونان والعالم الأندلسي الزهراوي وغيرهم في هذا المجال، ولم يكتفِ بالاطلاع عليها والقراءة فيها، وإنما قام بتلخيصها ووضع مذكرات ورسائل في موضوعات تلك العلوم، وظل مشتغلاً بها وبالتصنيف فيها فترة طويلة، حتى ذاعت شهرته وأكمل ما كان قد بدأه العالم الكبير الزهراوي..
وكان في كل أحواله زاهدًا في الدنيا؛ درس في بغداد الطب، واجتاز امتحانًا مقررًا لكل من يريد العمل بالمهنة، وتخصص في طب الكحالة (طب العيون)، حتى إن أهل بغداد كانوا يقصدونه للسؤال في عدة علوم، رغم أن المدينة كانت زاخرة بصفوة من كبار علماء العصر.
انتقاله إلى مصر:
وصل قول بن الهيثم (لو كنت بمصر لعملت بنيلها عملاً يحصل النفع في كل حالة من حالاته من زيادة ونقصان) إلى الخليفة الفاطمي الحاكم بأمر الله، فأرسل إليه بعض الأموال سراً، وطلب منه الحضور إلى مصر لما سمعه عن قدرته على تنظيم أمور النيل، بحيث يصلح للري في جميع أوقات السنة.. كان ابن الهيثم في ذلك الوقت تجاوز الستين من العمر، ولكنه بالفعل لبى الطلب وارتحل إلى مصر، حيث كلفه الحاكم بأمر الله بإنجاز ما وعد به.. فباشر ابن الهيثم دراسة النهر على طول مجراه، ولما وصل إلى قرب أسوان حيث تنحدر مياه النيل منه تفحصه في جوانبه كافة، حينها أدرك أنه كان واهماً متسرعاً فيما ادعى المقدرة عليه، فبناء جسم على النيل في ذلك الوقت كان عملاً يفوق إمكانات عصره، وأيضا طاقة رجاله، حينئذ عاد إلى الحاكم بأمرالله معتذراً عن عدم مقدرته على الإيفاء بوعده، فقبل عذره وولاه أحد المناصب، ويقال إنه أحد الدواوين..
ومن الواضح أن ابن الهيثم كان يقصد بتلك الفكرة التي لم تخرج إلى حيز التنفيذ بناء السد العالي، وذلك لقوله: (فقد بلغني أنه ينحدر من موضع عال، وهو في طرف الإقليم المصري)، كما يؤكد الدكتور أحمد شوقي الفنجري ذلك فيقول: «وهناك اختار الحسن بن الهيثم الموقع لإقامة السد، وهو الموقع نفسه الذي أصبح فيما بعد السد العالي» ثم يعتذر عنه -ولا يبعده الصواب في ذلك- فيقول: «ولكن ابن الهيثم بعد طول الدراسات والتجارب تبين أنه من المستحيل بناء سد على النيل بهذه الضخامة وبإمكانات ذلك العصر اليدوية، وأن ذلك يحتاج إلى معدات هائلة ومتطورة».
نبوغ وتفوق
وصفه ابن أبي أصيبعة في كتابه (عيون الأنباء في طبقات الأطباء) بقوله: «كان ابن الهيثم فاضل النفس، قوي الذكاء، متفنناً في العلوم، لم يماثله أحد من أهل زمانه في العلم الرياضي، ولا يقرب منه، وكان دائم الاشتغال، كثير التصنيف، وافر التزهد».
توصل بن الهيثم إلى حقائق وقواعد لم يسبقه إليها أحد، وكشف عن نظريات علمية مهمة في علوم الطبيعة، وبيّن طريقة البحث بشكل عجز عنه علماء أوروبا في القرن الثالث عشر أمثال: روجر بيكون، وليوناردو، وغيرهما ممن يعتبرهم الأوروبيون مؤسسي المنهج العلمي الحديث.. ومن بين تلك النظريات علم المناظر أو الضوء، والإشعاع، وأوضحهما من خلال تجارب علمية دقيقة واضحة.
في طي النسيان
وعلى الرغم من مكانة ابن الهيثم وبحوثه المبتكرة في علم الضوء، فقد ظل مغمورًا، لا يعرفه كثير من الناس، ولكن لولا العديد من العلماء العرب ومن بينهم العالم مصطفى نظيف (الذي كتب عنه دراسة رائدة نشرتها جامعة القاهرة في مجلدين، بذل فيها جهدًا كبيرا في قراءة مخطوطات ابن الهيثم ومئات المراجع، حتى خلص إلى حقيقة صادقة هي أن ابن الهيثم هو واضع أسس علم الضوء بالمعنى الحديث) لكان ابن الهيثم في طي النسيان..
إسهاماته
هو مؤسس علم الضوء، وصاحب السبق فيه، وواضع أسس هذا العلم في كتابه «المناظر» الذي كان يعد ثورة في عالم البصريات، وقد ألف هذا الكتاب عام (411 هـ / 1021 م)، وفيه استثمر خبرته الطبية وتجاربه العلمية، فتوصل إلى نتائج وضعته على قمة عالية في المجال العلمي، فلم يتبن فيه نظريات بطليموس في علم الضوء، بل إنه رفض عدداً منها بعدما توصل إلى نظريات جديدة غدت نواة في علم البصريات الحديث، فقد أثبت ابن الهيثم في كتابه المناظر خطأ زعم بطليموس أن الرؤية تتم بواسطة أشعة تنبعث من العين إلى الجسم المرئي، وبيّن أن الرؤية تتم بواسطة الأشعة التي تنبعث من الجسم المرئي باتجاه عين المبصر، وقام باجراء اختبارات بيّنت أن الشعاع الضوئي ينتشر في خط مستقيم ضمن وسط متجانس.. واكتشف أيضًا ظاهرة انعكاس وانعطاف الضوء، أي انحراف الصورة عن مكانها في حال مرور الأشعة الضوئية في وسط معين إلى وسط غير متجانس معه. كما اكتشف أن الانعطاف يكون معدوماً إذا مرت الأشعة الضوئية وفقاً لزاوية قائمة من وسط إلى وسط آخر غير متجانس معه، وضع ابن الهيثم بحوثاً فيما يتعلق بتكبير العدسات، وبذلك مهّد لاستعمال العدسات المتنوعة في معالجة عيوب العين.
ومن أهم انجازات ابن الهيثم أنه شرّح العين تشريحاً كاملاً، وبين وظيفة كل قسم منها، كما توصل إلى اكتشاف وهم بصري مراده أن المبصر، إذا ما أراد أن يقارن بين بعد جسمين عنه أحدهما غير متصل ببصره بواسطة جسم مرئي، فقد يبدو له وهماً أن الأقرب هو الأبعد، والأبعد هو الأقرب.. وعرف ابن الهيثم الأجسام الشفافة، وهي التي ينفذ منها الضوء ويدرك البصر ما وراءها، كالهواء والماء، وبيّن أن الضوء إذا نفذ من وسط شفاف إلى آخر شفاف انعطف عن استقامته.
أما في علم الفلك فلابن الهيثم حوالي 20 مخطوطة في هذا المجال، وقد استخدم عبقريته الرياضية في مناقشة كثير من الأمور الفلكية والتي ناقشها في رسائله مناقشة منطقية عكست عبقريته وعمق خبرته وعلمه بهذا المجال.
وفي علم الميكانيكا كانت دراسته للظواهر الميكانيكية في إطار تجاربه في علم الضوء، ولكنه توصّل إلى رصد أن للحركة نوعين: الحركة الطبيعية وهي حركة الجسم بتأثير من وزنه، وهو ما يعرف الآن باسم «السقوط الحر»، والحركة العرضية وهي الحركة التي تنتج من تأثير عامل خارجي (القوة)، وهو يرى في الجسم الساقط سقوطًا حرًا أن سرعته تكون أقوى وأسرع إذا كانت مسافته أطول، وتعتمد بالتالي سرعته على ثقله والمسافة التي يقطعها.. كما قام ابن الهيثم بتحليل حركة الجسم، وذكر أنها مركبة من قسطين (مركبتين)، واحدة باتجاه الأفق، والأخرى باتجاه العمودي على الأفق، وأن الزاوية بين المركبتين قائمة، وأن السرعة التي يتحرك بها الجسم هو محصلة هذين القسطين، ودرس أيضًا تغير سرعة الأجسام عند تصادمها بحسب خصائص هذه الأجسام وميز بين الاصطدام المرن، وغير المرن، وكان ذلك عند تجربته بإلقاء كرة من الصلب (في دراسته لانعكاس الضوء) على سطح من الحديد، وسقوطها على سطح من الخشب أو التراب.
وهكذا صار ابن الهيثم أحد المؤسسين لعلوم غيّرت من نظرة العلماء لأمور كثيرة في هذا المجال حتى لقبه العلماء (أمير النور).
مؤلفاته
كان ابن الهيثم غزير التأليف متدفق الإنتاج في شتى أنواع المعرفة، مثل طرق الفلسفة والمنطق والطب والفلك والبصريات والرياضيات، مستحدثًا أنماطًا جديدة من الفكر العلمي الأصيل.. وقد وصل ما كتبه ابن الهيثم إلى 237 مخطوطة ورسالة في مختلف فروع العلم والمعرفة، وقد اختفى جزء كبير من هذه المؤلفات، وإن كان ما بقي منها أعطى لنا صورة واضحة عن عبقرية هذا الرجل.
ألف ابن الهيثم في البصريات ما يقرب من أربعة وعشرين موضوعًا، ما بين كتاب ورسالة ومقالة، غير أن أكثر هذه الكتب قد فُقدت بين ما فقد من تراثنا العلمي، وما بقي منها فقد ضمته مكتبات استانبول ولندن وغيرهما، وقد سلم من الضياع كتابه العظيم «المناظر» الذي احتوى على نظريات مبتكرة في علم الضوء، وظلت المرجع الرئيس لهذا العلم حتى القرن السابع عشر الميلادي بعد ترجمته إلى اللاتينية. وعن مساهماته في الهندسة، فله فيها 58 مؤلفًا، تضم آراءه وبراهينه المبتكرة، وتضم مكتبات العالم في القاهرة ولندن وباريس وإستانبول أكثر من واحد وعشرين مخطوطًا لابن الهيثم في هذا التخصص.
وفي الفلكيات لم يصلنا إلا 17 مقالة من 24 تأليفًا، تحدث فيها عن أبعاد الأجرام السماوية وأحجامها وكيفية رؤيتها وغير ذلك. وله في الطب كتابان: أحدهما في «تقويم الصناعة الطبية» ضمّنه خلاصة ثلاثين كتابا قرأها لجالينوس، والآخر «مقالة في الرد على أبي الفرج عبدالله بن الطيب» لإبطال رأيه الذي يخالف فيه رأي جالينوس، وله أيضًا رسالة في تشريح العين وكيفية الإبصار.
وأهم هذه المؤلفات بصفة عامة: «كتاب المناظر، كتاب الجامع في أصول الحساب، كتاب في حساب المعاملات، كتاب شرح أصول إقليدس في الهندسة والعدد، كتاب في تحليل المسائل الهندسية، كتاب في الأشكال الهلالية، مقالة في التحليل والتركيب، مقالة في بركار الدوائر العظام، مقالة في خواص المثلث من جهة العمود، مقالة في الضوء، مقالة في المرايا المحرقة بالقطوع، مقالة في المرايا المحرقة بالدوائر، مقالة في الكرة المحرقة، مقالة في كيفية الظلال، مقالة في الحساب الهندي، مسألة في المساحة، مسألة في الكرة، كتاب في الهالة وقوس قزح، كتاب صورة الكسوف، اختلاف مناظر القمر، رؤية الكواكب ومنظر القمر، سمْت القبلة بالحساب، ارتفاعات الكواكب، كتاب في هيئة العالم. ويرى البعض أن ابن الهيثم ترك مؤلفات في الإلهيات والطب والفلسفة وغيرها.
__________________
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 03-08-2010, 01:49 AM
أستاذ/شفيق الأخضر أستاذ/شفيق الأخضر غير متواجد حالياً
مدرس فيزياء
العضو المميز قسم الدراسات العليا للمعلمين لعام 2014
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 2,330
معدل تقييم المستوى: 18
أستاذ/شفيق الأخضر is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مستر سمير زويل مشاهدة المشاركة
جزاكم الله تعالى كل الخير
العالم العربى المسلم الحسن بن الهيثم له من المآثر واليد البيضاء فى الفيزياء خاصة علم الضوء والذى كان رائدا له قبل علماء أوروبا وسبق نيوتن فى الكثير من الأنجازات العلمية وسوف نلقى علية الضوء بمنتدانا العلمى
مع خالص الشكر والتقدير
شكرا لمروركم الكريم
__________________
شارك معنا في جروب المليون معلم ان شاء الله
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 03-08-2010, 01:51 AM
أستاذ/شفيق الأخضر أستاذ/شفيق الأخضر غير متواجد حالياً
مدرس فيزياء
العضو المميز قسم الدراسات العليا للمعلمين لعام 2014
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 2,330
معدل تقييم المستوى: 18
أستاذ/شفيق الأخضر is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مستر سمير زويل مشاهدة المشاركة
الهيثم.. أمير النور



اسمه الحقيقي محمد بن الحسن بن الحسن بن الهيثم أبوعلي البصري، وقيل هو الحسن بن الحسن بن الهيثم، أو محمد بن الحسن، ولكن اللقب الأول أصح وأشهر.. ولد بالبصرة عام (354 هجريًا - 965 ميلاديًا) وتوفي بالقاهرة عام (430 هجريًا - 1039 ميلاديًا).

نشأ وتعلم بالبصرة، ولا يُعرف شيء عن نشأته الأولى سوى أنه عاش في فترة مزدهرة، انتشرت بها علوم الفلسفة والطب والكيمياء والرياضيات والفلك، وبرع فيها العديد من العلماء العرب، فجذبته تلك العلوم، فأقبل عليها بنهم وهمة وعزيمة ودأب وجد متواصل، حتى إنه كان يقرأ كل ما يقع تحت يديه من كتب المتقدمين والمتأخرين من علماء اليونان والعالم الأندلسي الزهراوي وغيرهم في هذا المجال، ولم يكتفِ بالاطلاع عليها والقراءة فيها، وإنما قام بتلخيصها ووضع مذكرات ورسائل في موضوعات تلك العلوم، وظل مشتغلاً بها وبالتصنيف فيها فترة طويلة، حتى ذاعت شهرته وأكمل ما كان قد بدأه العالم الكبير الزهراوي..
وكان في كل أحواله زاهدًا في الدنيا؛ درس في بغداد الطب، واجتاز امتحانًا مقررًا لكل من يريد العمل بالمهنة، وتخصص في طب الكحالة (طب العيون)، حتى إن أهل بغداد كانوا يقصدونه للسؤال في عدة علوم، رغم أن المدينة كانت زاخرة بصفوة من كبار علماء العصر.
انتقاله إلى مصر:
وصل قول بن الهيثم (لو كنت بمصر لعملت بنيلها عملاً يحصل النفع في كل حالة من حالاته من زيادة ونقصان) إلى الخليفة الفاطمي الحاكم بأمر الله، فأرسل إليه بعض الأموال سراً، وطلب منه الحضور إلى مصر لما سمعه عن قدرته على تنظيم أمور النيل، بحيث يصلح للري في جميع أوقات السنة.. كان ابن الهيثم في ذلك الوقت تجاوز الستين من العمر، ولكنه بالفعل لبى الطلب وارتحل إلى مصر، حيث كلفه الحاكم بأمر الله بإنجاز ما وعد به.. فباشر ابن الهيثم دراسة النهر على طول مجراه، ولما وصل إلى قرب أسوان حيث تنحدر مياه النيل منه تفحصه في جوانبه كافة، حينها أدرك أنه كان واهماً متسرعاً فيما ادعى المقدرة عليه، فبناء جسم على النيل في ذلك الوقت كان عملاً يفوق إمكانات عصره، وأيضا طاقة رجاله، حينئذ عاد إلى الحاكم بأمرالله معتذراً عن عدم مقدرته على الإيفاء بوعده، فقبل عذره وولاه أحد المناصب، ويقال إنه أحد الدواوين..
ومن الواضح أن ابن الهيثم كان يقصد بتلك الفكرة التي لم تخرج إلى حيز التنفيذ بناء السد العالي، وذلك لقوله: (فقد بلغني أنه ينحدر من موضع عال، وهو في طرف الإقليم المصري)، كما يؤكد الدكتور أحمد شوقي الفنجري ذلك فيقول: «وهناك اختار الحسن بن الهيثم الموقع لإقامة السد، وهو الموقع نفسه الذي أصبح فيما بعد السد العالي» ثم يعتذر عنه -ولا يبعده الصواب في ذلك- فيقول: «ولكن ابن الهيثم بعد طول الدراسات والتجارب تبين أنه من المستحيل بناء سد على النيل بهذه الضخامة وبإمكانات ذلك العصر اليدوية، وأن ذلك يحتاج إلى معدات هائلة ومتطورة».
نبوغ وتفوق
وصفه ابن أبي أصيبعة في كتابه (عيون الأنباء في طبقات الأطباء) بقوله: «كان ابن الهيثم فاضل النفس، قوي الذكاء، متفنناً في العلوم، لم يماثله أحد من أهل زمانه في العلم الرياضي، ولا يقرب منه، وكان دائم الاشتغال، كثير التصنيف، وافر التزهد».
توصل بن الهيثم إلى حقائق وقواعد لم يسبقه إليها أحد، وكشف عن نظريات علمية مهمة في علوم الطبيعة، وبيّن طريقة البحث بشكل عجز عنه علماء أوروبا في القرن الثالث عشر أمثال: روجر بيكون، وليوناردو، وغيرهما ممن يعتبرهم الأوروبيون مؤسسي المنهج العلمي الحديث.. ومن بين تلك النظريات علم المناظر أو الضوء، والإشعاع، وأوضحهما من خلال تجارب علمية دقيقة واضحة.
في طي النسيان
وعلى الرغم من مكانة ابن الهيثم وبحوثه المبتكرة في علم الضوء، فقد ظل مغمورًا، لا يعرفه كثير من الناس، ولكن لولا العديد من العلماء العرب ومن بينهم العالم مصطفى نظيف (الذي كتب عنه دراسة رائدة نشرتها جامعة القاهرة في مجلدين، بذل فيها جهدًا كبيرا في قراءة مخطوطات ابن الهيثم ومئات المراجع، حتى خلص إلى حقيقة صادقة هي أن ابن الهيثم هو واضع أسس علم الضوء بالمعنى الحديث) لكان ابن الهيثم في طي النسيان..
إسهاماته
هو مؤسس علم الضوء، وصاحب السبق فيه، وواضع أسس هذا العلم في كتابه «المناظر» الذي كان يعد ثورة في عالم البصريات، وقد ألف هذا الكتاب عام (411 هـ / 1021 م)، وفيه استثمر خبرته الطبية وتجاربه العلمية، فتوصل إلى نتائج وضعته على قمة عالية في المجال العلمي، فلم يتبن فيه نظريات بطليموس في علم الضوء، بل إنه رفض عدداً منها بعدما توصل إلى نظريات جديدة غدت نواة في علم البصريات الحديث، فقد أثبت ابن الهيثم في كتابه المناظر خطأ زعم بطليموس أن الرؤية تتم بواسطة أشعة تنبعث من العين إلى الجسم المرئي، وبيّن أن الرؤية تتم بواسطة الأشعة التي تنبعث من الجسم المرئي باتجاه عين المبصر، وقام باجراء اختبارات بيّنت أن الشعاع الضوئي ينتشر في خط مستقيم ضمن وسط متجانس.. واكتشف أيضًا ظاهرة انعكاس وانعطاف الضوء، أي انحراف الصورة عن مكانها في حال مرور الأشعة الضوئية في وسط معين إلى وسط غير متجانس معه. كما اكتشف أن الانعطاف يكون معدوماً إذا مرت الأشعة الضوئية وفقاً لزاوية قائمة من وسط إلى وسط آخر غير متجانس معه، وضع ابن الهيثم بحوثاً فيما يتعلق بتكبير العدسات، وبذلك مهّد لاستعمال العدسات المتنوعة في معالجة عيوب العين.
ومن أهم انجازات ابن الهيثم أنه شرّح العين تشريحاً كاملاً، وبين وظيفة كل قسم منها، كما توصل إلى اكتشاف وهم بصري مراده أن المبصر، إذا ما أراد أن يقارن بين بعد جسمين عنه أحدهما غير متصل ببصره بواسطة جسم مرئي، فقد يبدو له وهماً أن الأقرب هو الأبعد، والأبعد هو الأقرب.. وعرف ابن الهيثم الأجسام الشفافة، وهي التي ينفذ منها الضوء ويدرك البصر ما وراءها، كالهواء والماء، وبيّن أن الضوء إذا نفذ من وسط شفاف إلى آخر شفاف انعطف عن استقامته.
أما في علم الفلك فلابن الهيثم حوالي 20 مخطوطة في هذا المجال، وقد استخدم عبقريته الرياضية في مناقشة كثير من الأمور الفلكية والتي ناقشها في رسائله مناقشة منطقية عكست عبقريته وعمق خبرته وعلمه بهذا المجال.
وفي علم الميكانيكا كانت دراسته للظواهر الميكانيكية في إطار تجاربه في علم الضوء، ولكنه توصّل إلى رصد أن للحركة نوعين: الحركة الطبيعية وهي حركة الجسم بتأثير من وزنه، وهو ما يعرف الآن باسم «السقوط الحر»، والحركة العرضية وهي الحركة التي تنتج من تأثير عامل خارجي (القوة)، وهو يرى في الجسم الساقط سقوطًا حرًا أن سرعته تكون أقوى وأسرع إذا كانت مسافته أطول، وتعتمد بالتالي سرعته على ثقله والمسافة التي يقطعها.. كما قام ابن الهيثم بتحليل حركة الجسم، وذكر أنها مركبة من قسطين (مركبتين)، واحدة باتجاه الأفق، والأخرى باتجاه العمودي على الأفق، وأن الزاوية بين المركبتين قائمة، وأن السرعة التي يتحرك بها الجسم هو محصلة هذين القسطين، ودرس أيضًا تغير سرعة الأجسام عند تصادمها بحسب خصائص هذه الأجسام وميز بين الاصطدام المرن، وغير المرن، وكان ذلك عند تجربته بإلقاء كرة من الصلب (في دراسته لانعكاس الضوء) على سطح من الحديد، وسقوطها على سطح من الخشب أو التراب.
وهكذا صار ابن الهيثم أحد المؤسسين لعلوم غيّرت من نظرة العلماء لأمور كثيرة في هذا المجال حتى لقبه العلماء (أمير النور).
مؤلفاته
كان ابن الهيثم غزير التأليف متدفق الإنتاج في شتى أنواع المعرفة، مثل طرق الفلسفة والمنطق والطب والفلك والبصريات والرياضيات، مستحدثًا أنماطًا جديدة من الفكر العلمي الأصيل.. وقد وصل ما كتبه ابن الهيثم إلى 237 مخطوطة ورسالة في مختلف فروع العلم والمعرفة، وقد اختفى جزء كبير من هذه المؤلفات، وإن كان ما بقي منها أعطى لنا صورة واضحة عن عبقرية هذا الرجل.
ألف ابن الهيثم في البصريات ما يقرب من أربعة وعشرين موضوعًا، ما بين كتاب ورسالة ومقالة، غير أن أكثر هذه الكتب قد فُقدت بين ما فقد من تراثنا العلمي، وما بقي منها فقد ضمته مكتبات استانبول ولندن وغيرهما، وقد سلم من الضياع كتابه العظيم «المناظر» الذي احتوى على نظريات مبتكرة في علم الضوء، وظلت المرجع الرئيس لهذا العلم حتى القرن السابع عشر الميلادي بعد ترجمته إلى اللاتينية. وعن مساهماته في الهندسة، فله فيها 58 مؤلفًا، تضم آراءه وبراهينه المبتكرة، وتضم مكتبات العالم في القاهرة ولندن وباريس وإستانبول أكثر من واحد وعشرين مخطوطًا لابن الهيثم في هذا التخصص.
وفي الفلكيات لم يصلنا إلا 17 مقالة من 24 تأليفًا، تحدث فيها عن أبعاد الأجرام السماوية وأحجامها وكيفية رؤيتها وغير ذلك. وله في الطب كتابان: أحدهما في «تقويم الصناعة الطبية» ضمّنه خلاصة ثلاثين كتابا قرأها لجالينوس، والآخر «مقالة في الرد على أبي الفرج عبدالله بن الطيب» لإبطال رأيه الذي يخالف فيه رأي جالينوس، وله أيضًا رسالة في تشريح العين وكيفية الإبصار.
وأهم هذه المؤلفات بصفة عامة: «كتاب المناظر، كتاب الجامع في أصول الحساب، كتاب في حساب المعاملات، كتاب شرح أصول إقليدس في الهندسة والعدد، كتاب في تحليل المسائل الهندسية، كتاب في الأشكال الهلالية، مقالة في التحليل والتركيب، مقالة في بركار الدوائر العظام، مقالة في خواص المثلث من جهة العمود، مقالة في الضوء، مقالة في المرايا المحرقة بالقطوع، مقالة في المرايا المحرقة بالدوائر، مقالة في الكرة المحرقة، مقالة في كيفية الظلال، مقالة في الحساب الهندي، مسألة في المساحة، مسألة في الكرة، كتاب في الهالة وقوس قزح، كتاب صورة الكسوف، اختلاف مناظر القمر، رؤية الكواكب ومنظر القمر، سمْت القبلة بالحساب، ارتفاعات الكواكب، كتاب في هيئة العالم. ويرى البعض أن ابن الهيثم ترك مؤلفات في الإلهيات والطب والفلسفة وغيرها.

اضافات ممتازة
اسمح لي اخي الفاضل بنسخها الى صفحة " العلماء العرب "
جزاكم الله كل خير
وبارك فيكم
__________________
شارك معنا في جروب المليون معلم ان شاء الله
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 05-08-2010, 11:55 AM
الصورة الرمزية مسترسمير إبراهيم
مسترسمير إبراهيم مسترسمير إبراهيم غير متواجد حالياً
نجم العطاء
 
تاريخ التسجيل: Mar 2010
المشاركات: 5,848
معدل تقييم المستوى: 20
مسترسمير إبراهيم is on a distinguished road
افتراضي

وجزاكم الله تعالى كل الخير
تفضل وشكرا لحضرتكم
__________________
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 05-08-2010, 02:24 PM
أستاذ/شفيق الأخضر أستاذ/شفيق الأخضر غير متواجد حالياً
مدرس فيزياء
العضو المميز قسم الدراسات العليا للمعلمين لعام 2014
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 2,330
معدل تقييم المستوى: 18
أستاذ/شفيق الأخضر is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مستر سمير زويل مشاهدة المشاركة
وجزاكم الله تعالى كل الخير
تفضل وشكرا لحضرتكم
الشكر لله وحده
__________________
شارك معنا في جروب المليون معلم ان شاء الله
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 10-08-2010, 05:06 PM
أستاذ/شفيق الأخضر أستاذ/شفيق الأخضر غير متواجد حالياً
مدرس فيزياء
العضو المميز قسم الدراسات العليا للمعلمين لعام 2014
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 2,330
معدل تقييم المستوى: 18
أستاذ/شفيق الأخضر is on a distinguished road
افتراضي

بالتوفيق للجميع
__________________
شارك معنا في جروب المليون معلم ان شاء الله
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 15-08-2010, 02:14 AM
الصورة الرمزية ahmedslim
ahmedslim ahmedslim غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 10
معدل تقييم المستوى: 0
ahmedslim is on a distinguished road
افتراضي

جميل جداااااااا الكلام ده وشكرا على الكتاب والاهتمام
__________________
ما استحق ان يولد من عاش لنفسه فقط


رد مع اقتباس
  #10  
قديم 16-08-2010, 12:37 AM
أستاذ/شفيق الأخضر أستاذ/شفيق الأخضر غير متواجد حالياً
مدرس فيزياء
العضو المميز قسم الدراسات العليا للمعلمين لعام 2014
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 2,330
معدل تقييم المستوى: 18
أستاذ/شفيق الأخضر is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ahmedslim مشاهدة المشاركة
جميل جداااااااا الكلام ده وشكرا على الكتاب والاهتمام
الشكر لله وحده
كل الشكر لمروركم الكريم
__________________
شارك معنا في جروب المليون معلم ان شاء الله
رد مع اقتباس
  #12  
قديم 27-08-2010, 03:20 AM
ahmed-mohamed ahmed-mohamed غير متواجد حالياً
عضو مجتهد
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
المشاركات: 54
معدل تقييم المستوى: 14
ahmed-mohamed is on a distinguished road
افتراضي tmam

شكرا اخي الفاضل علي هذا الموضوع
رد مع اقتباس
  #13  
قديم 27-08-2010, 03:01 PM
أستاذ/شفيق الأخضر أستاذ/شفيق الأخضر غير متواجد حالياً
مدرس فيزياء
العضو المميز قسم الدراسات العليا للمعلمين لعام 2014
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 2,330
معدل تقييم المستوى: 18
أستاذ/شفيق الأخضر is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة mr. Medhat salah مشاهدة المشاركة
بارك الله فيك
وبارك فيكم وجزاكم كل خير
__________________
شارك معنا في جروب المليون معلم ان شاء الله
رد مع اقتباس
  #14  
قديم 27-08-2010, 03:12 PM
أستاذ/شفيق الأخضر أستاذ/شفيق الأخضر غير متواجد حالياً
مدرس فيزياء
العضو المميز قسم الدراسات العليا للمعلمين لعام 2014
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 2,330
معدل تقييم المستوى: 18
أستاذ/شفيق الأخضر is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ahmed-mohamed مشاهدة المشاركة
شكرا اخي الفاضل علي هذا الموضوع
الشكر لله وحده
__________________
شارك معنا في جروب المليون معلم ان شاء الله
رد مع اقتباس
  #15  
قديم 29-08-2010, 11:44 PM
الصورة الرمزية Eng..LiNa
Eng..LiNa Eng..LiNa غير متواجد حالياً
عضو قدوة
 
تاريخ التسجيل: Jun 2010
المشاركات: 1,198
معدل تقييم المستوى: 15
Eng..LiNa is on a distinguished road
افتراضي

جميل اوي
شكرا عالكتاب والمجهود العظيم ده
تسلم الايادي
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 06:05 PM.