كيف يقترب المدرس من تلاميذه؟

[كتبغا]

كيف يقترب المدرس من تلاميذه؟


المعلم كان يوما ما طالبا وقد واجه اثناء تلك الفترة مشكلات كثيرة كانت ربما سببا من الاسباب التي تجعله غير متفاعل مع الدراسة او مبتعدا عنها. نقول للمعلم فكر بالامر وعد بالذاكرة الى الوراء وتخيل الاسباب التي ربما تبعد الطالب عن الدراسة . انت المعلم اطرح السؤال التالي: ما الذي يحدث في الغرفة الصفية ويبعد الطالب عن الدراسة ؟ ربما تخرج ببعض الاستنتاجات ومنها:
•محتوى الدرس والانشطة ربما تكون غير واضحة للطلبة .
•ظهور حالات الملل والفتور عند المعلم .
•الامثلة المستخدمة اثناء شرح الدرس قد لا تساعد فئة من الطلبة على فهم او تطبيق المفاهيم التي يتم تدريسها .
هذه بعض الافكار التي ربما كانت السبب في عدم التدريس الفعال من قبل المعلمين وساعدت في ابعاد الطالب عن الدراسة والنجاح .
لقيادة عملية التدريس الفعال من قبل المعلم لابد من الاستخدام الامثل للوقت خصوصا الوقت المتاح للتعلم، وهذا يعني التخطيط الجيد للحصة الصفية. فالتخطيط لتدريس مجموعة صغيرة من الطلبة يختلف عن التخطيط لتدريس مجموعة كبيرة وفي الحالة الثانية يحتاج المعلم لدرس خطته بعناية خصوصا الانشطة المتوقع تقديمها خلال الحصة الصفية . والمشكلة ان بعض المعلمين لا يعرفون كيف يخططون للحصة الصفية ويعتمدون في عملية التعليم على المعلومات الموجودة في الكتب المدرسية. لكن التخطيط الجيد لا يعتمد فقط على معلومات الكتب المدرسية فهو يحقق رؤيا واضحة للمعلم حيث يبعد المخاوف التي تنتاب المعلم عندما يدرس صفا لاول مرة او صفا كبير العدد لان التخطيط في تلك الحالات يجعل المعلم على علم مسبق حول ماذا يدرس وماذا سيفعل في الغرفة الصفية وكيف يمكن ان يقدم الدرس بهدوء دون انفعال وهذا يؤدي منطقيا لزيادة ثقة الطالب بالمعلم . وعملية تخطيط الدروس ليست ترفا بل ضرورة وتعتبر احد الاسباب الرئيسة التي تجلب النظام للغرفة الصفية . وعملية التخطيط يجب ان تركز على المحاور التالية :
•البيئة المادية والنفسية والاجتماعية للغرفة الصفية .
•محتوى المادة الدراسية وتحديد ما يحتويه المحتوى وكيفية تدريسه.
•العملية التي يتم من خلالها استخدام طرق التدريس المناسبة والتي تلبي متطلبات التعليم .
وعملية تخطيط التدريس ليست مخططا لاعطاء المعلومات فقط ولكن في اثناء عملية التخطيط يجب الانتباه الى :
•حالة الارتياح الذي يجب ان يشعر بها المعلم لما يدرسه عن المحتوى . لان عدم الشعور بالراحة اثناء التدريس يجعل المعلومات والانشطة التي يقدمها تصبح لدى الطلبة عبارة عن جمل وكلمات لا يهتمون بها. اما في حالة الشعور بالراحة عند المعلم فان الطلبة يتابعون الدرس والانشطة بسهولة. لذلك على المعلم ان يفكر مثلا في الاسئلة التي يطرحها على الطلبة وماذا يمكن ان يطرح منها؟ لذا بداية على المعلم ان يستعرض مع الطلبة عناوين الدرس وتحديد الانشطة ( ان وجدت ) التي ترتبط مع تلك العناوين. اي على المعلم تنظيم محتوى الدرس قبل تقديمه للطلبة .
•بعد عملية التنظيم يجب تحديد الاهداف التي يريد المعلم تحقيقها مع التركيز على هدفين اوثلاثة خلال الدرس الواحد. ولتحقيق ما يريد المعلم ان يتعلمه الطلبة من الدرس يقوم بعض المعلمين بكتابة الاهداف على السبورة او على قطع كبيرة من الورق تلصق بجانب السبورة .
•ترتيب افكار الدرس منطقيا بحيث ترتبط المفاهيم مع الانشطة بدلا من اعطاء المفاهيم ثم الانشطة بطريقة عشوائية . ان عملية التتابع المنطقي في اعطاء الدرس تساعد على تحديد مشكلات عدم الفهم لدى الطلبة وبالتالي العمل على حلها. ويمكن اذا حدثت بعض مشكلات عدم الفهم ان يعمل المعلم مع الطلبة بصورة فردية او على شكل مجموعات لحل تلك المشكلات . وهنا على المعلم ان يتذكر كيف يمكن ان ينظم المعلومات لديه اولا ولكن لا يجوز ان يفرض تلك المعلومات المنظمة لديه على الطلبة كما يريد بسبب صعوبة الدرس والمستويات المختلفة للطلبة ( الفروق الفردية ) . ان تنظيم المعلومات لدى المعلم تتيح له اختيار طريقة التدريس المناسبة لتقديم تلك المعلومات بناء على ما سبق من صعوبة الدرس والفروق الفردية .
ان الخطة الاستراتيجية للدرس التي يضعها المعلم يجب ان تتضمن الوقت المخصص لتقديم الموضوع وهذا الوقت يجب ان لا يتجاوز 10 – 15 دقيقة حتى لا يشعر الطالب بالملل لذلك فان عملية تقديم الدرس على شكل المحاضرة يجب ان يصاحبها مجموعة من الانشطة المناسبة لابعاد الملل عن الطلبة وعملية تخطيط الانشطة يجب ان تركز على اهمية مشاركة جميع الطلبة .
والانشطة التي تقدم يجب ان تتضمن تعليمات تنفيذها مع تقديم المفاهيم التي يجب تطبيقها ثم تقييم ما تعلمه الطلبة عن طريق تلك الانشطة ياجراء اختبار قصير او حل تمرين معين او اعطاء واجب بيتي . والقاعدة الذهبية في هذا المجال ان يسأل المعلم نفسه ماذا اريد ان يتعلم طلبتي وهل احقق اهدافي . وتحتاج عملية تحقيق اهداف الدرس الى بعض الموارد المادية مثل الكتب والملصقات والادوات المساعدة كما يمكن الاستعانة بالموارد البشرية من خلال المجتمع المحلي لاعطاء بعض الخبرات .
ومن خلال عملية التخطيط يجب التركيز على الحاجات الفردية للطلبة خصوصا ان بعض الطلبة يحتاجون الى مساعدة اضافية وعلى المعلم ان يحدد طبيعة هذه المساعدة والتي قد تكون على شكل موقع الطالب في الغرفة الصفية هل يجلس في الصف الامامي مثلا .
ويمكن تنظيم خطة الدرس المناسبة التي يرسمها المعلم لتقديم المعلومات في الغرفة الصفية على النحو المتتابع التالي : تحديد عناوين الدرس – الاهداف – طرق التدريس – تنظيم الغرفة الصفية – الانشطة – المصادر – التغذية الراجعة – التقييم – التأمل في النتائج.