اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > مسك الكلام فى الاسلام > محمد نبينا .. للخير ينادينا

محمد نبينا .. للخير ينادينا سيرة الحبيب المصطفى بكل لغات العالم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 15-01-2015, 11:35 AM
abomokhtar abomokhtar غير متواجد حالياً
مشرف سوبر ركن مسك الكلام فى الاسلام
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
المشاركات: 11,696
معدل تقييم المستوى: 28
abomokhtar is just really nice
New رسول الإسلام فى عيون الشعراء النصارى


فى كتابه الممتع (محمد مُشْتَهى الأمم) عقد الباحث الأديب الأستاذ محمد عبد الشافى القوصى فصلا جعل عنوانه (فى عالم الجمال) .. أورد فيه نماذج من مدائح الشعراء النصارى لرسول الله ﷺ.
ومجلة الأزهر تقدم لقرائها هذا الفصل فى ذكرى ميلاد نبى العرب ورسول الإنسانية، الذى فتح فى حياة أهل الديانات الأخرى صفحات من العدل والإنصاف عبر عنها هؤلاء الشعراء.
فى عالم الجمال
لا يزال للشّعراء المسيحيّين العرب أثرهم الكبير فى تاريخ الأدب، فقصائدهم تعدّ سِجلاً للحوادث التى عاشوها، كما أنها تمثل دستورًا للعلاقات الاجتماعية وغيرها .. خاصة أن المسيحية العربية كانت مسالِمة، لا تحدوها مطامح سلطوية أو مطامع سياسية، لذلك لم تعش بصفتها أقلية دينية متقوقعة على النفس ومنغلقة على الذات، بل اندمجت مع المجتمع الإسلامى من حولها، واحتفظت المسيحية العربية بخواص تميزها عن كافة المسيحيين الآخرين فى المجتمعات الأخرى فكانت أقرب الفئات روحًا وثقافة إلى المسلمين ولها صلات حضارية تفوق ما للفئات المسيحية الأخرى .. فهيأت الطريق فى قلوب العرب لقبول الدعوة الإسلامية حتى انتصرت على الوثنية.
هذا، وقد حفل العصر الحديث، بعدد وافر من الأدباء والشعراء المسيحيين العرب، أمثال: خليل مطران، وميخائيل نعيمة، وإيليا أبى ماضى، والشاعر القروى، وجبران، والأخطل الصغير، وجورج صيدح، وجاك صبرى شماس، وغيرهم من الذين حملوا على عاتقهم رسالة الأدب والفن الرفيع للدفاع عن مقدرات الأمة الثقافية، فنافحوا عن لغة الضاد، وعن أعلام الأمة ورموزها ومقدساتها، كما رأينا منهم من تصدى بالرد على المتطاولين على الإسلام وحضارته، والدفاع عن الرسول الأكرم ﷺ.
وها نحن نسوق ألوانا من الشعر العذب الجميل الذى تغنى به العرب النصارى، مما يؤكد أن عروبة هؤلاء وانتماءهم لسيد العرب والعجم محمد ﷺ كان انتماء مفاخرة ونسب وحنين منقطع النظير!.
فهذا هو ذا الشاعر اللبنانى حليم دموس (8881 - 7591م) الذى نظم الشعر وهو فى العاشرة من عمره، ومن أعماله الإبداعية: «ديوان حليم» ومجموعة شعرية بديعة مصورة بعنوان «المثالث والمثانى» ومجموعة شعرية باسم «صدى الجنان» كما نظم ملحمة كبيرة ضمنها بطولات العرب وآثارهم وفتوحاتهم ومدنيتهم. وله مؤلفات أخرى مثل: «قاموس الأعلام» و «يقظة الروح»، وغيرها .. فها هو يتوجه بشعره مادحًا الرسول الأمى ﷺ:
أمحمد والمجد بعض صفاته
بعث الجهاد لدن بعثت وجردت
ورفعت ذكر الله فى أُمية
مرحى لأمى يعلم سفره
إنى مسيحى أحب محمدًا
مجدت فى تعليمك الأديانا
أسياف صحبك تفتح البلدانا
وثنية ونفحتها الإيمانا
نبغاء يعرب حكمة وبيانا
وأراه فى فلك العلا عنوانا


وفى قصيدة أخرى طويلة، يقول الشاعر حليم دموس:
تغنى عروس الشعر باسم محمد
لعمرك ما الأديان إلا نوافذ
فألمح فى القرآن عيسى بن مريم
وهزى بنى الدنيا بسيرة أحمد
ترى الله منها مقلة المتعبد
وأشهد فى الإنجيل روح محمد


وبالرغم من أن الدكتور (شبلى شميل) لم يكن من أهل الأدب والشعر، حيث كان باحثًا وطبيبًا ينحو منحى الفلاسفة فى آرائهم، وهو صاحب «فلسفة النشوء والارتقاء» فإنه أبدع قصيدة رائعة، أعرب فيها عن عظمة النبى الأمى وما حباه الله به من نعمة الفصاحة والبيان، التى تمثلت فى القرآن الكريم، من روائع وعظات وأحكام، فيقول:
دع من محمد فى سدى قرآنه
إنى وإن أك قد كفرت بدينه
أو ما حوت فى ناصع الألفاظ من
وشرائع لو أنهم عقلوا بها
نعم المدبر والحكيم وإنه
رجل الحجا رجل السياسة والدها
ببلاغة القرآن قد خلب النهى
من دونه الأبطال فى كل الورى
ما قد نحاه للحمة الغايات
هل أكفرن بمحكم الآيات
حكم روادع للهوى وعظات
ما قيدوا العمران بالعادات
رب الفصاحة مصطفى الكلمات
بطل حليف النصر فى الغارات
وبسيفه أنحى على الهامات
من سابق أو لاحق أو آت


وهذا، شاعر القطرين (خليل مطران) يشارك المسلمين احتفالهم بذكرى (مولد الهدى) ويستلهم فى شعره دروس الهجرة النبوية، وجهاد الرسول فى سبيل تبليغ رسالة ربه، فيقول فى قصيدة طويلة بعنوان «رسالة محمد .. رسالة الله».
عانى (محمد) ما عانى بهجرته
وكم غزاة وكم حرب تجشمها
كذا الحياة جهاد، والجهاد على
لمأرب فى سبيل الله محمود
حتى يعود بتمكين وتأييد
قدر الحياة، ومن فادى بها فودى


وعن أثر الرسول ﷺ، فى محاربة الجهل، وإزالة الشرك وعبادة الأوثان، وعدله وعطفه وإحسانه على أهل الكتاب، وإقرار مبدأ الشورى، يقول شاعر القطرين:
بأى حلم مبيد الجهل عن ثقة
أعاد ذاك الفتى الأمى أمته
صعبان راضهما: توحيد معشرهم
وزاد فى الأرض تمهيدًا لدعوته
وبدئه الحكم بالشورى يتم به
هذا هو الحق والإجماع أيده
وأى عزم مذل القادة الصيد
شملاً جميعًا من الغر الأماجيد
وأخذهم بعد إشراك بتوحيد
بعهده للمسيحيين والهود
ما شاءه الله عن عدل وعن جود
فمن يفنده أولى بتفنيد!


أما الشاعر المهجرى (جورج صيدح) الذى نال شهرة واسعة، وكان متأثرا بالثقافة الإسلامية، وشغوفًا بجمال الألفاظ القرآنية، فكثيرًا ما كان يوظف المعانى والدلالات القرآنية بما يخدم به أفكاره ورؤاه الإبداعية، فيقول فى قصيدته «صحراء يثرب»:
شرفا حراء الغار هل
أخذ الشهادة من شفا
فى صدره ضم النجى
وتنزلت أم الكتا
فهدى الأعارب ذلك الــــ
أضحوا وفى الدنيا لهم
ياصاحبى بأى آلاء
يامن سريت على البرا
آن الأوان لأن تجد
أنت الذى علمتهم
ونذرت للشهادة جنا
يا صاحبى بأى آلاء
كحراء فى الدنيا مكان؟
ه المصطفى أخذ البنان
وصان معجزة الزمان
ب على اليتيم مع اللبان
أمى بالسور الحسان
شأن وعند الله شان
النبى تكذبان؟
ق وجزت أشواط العنان
د ليلة المعراج .. آن
دفع المهانة بالسنان
ت وخيرات حسان
النبى تكذبان؟


كذلك من المسيحيين الذين أشادوا بعظمة رسول الله ﷺ الشاعر (إلياس قنصل) وهو من شعراء المهجر الجنوبى، وهو صاحب المطولة العجيبة التى سماها (النبى العربى الكريم) وطبعها مستقلة فى 23 صفحة، افتتحها بمقدمة قال فيها: «قرأت لأحد الكتاب مقالة، فإذا هى التحامل الكافر على الأمة العربية، والتلميح الفاجر إلى جمودها لتمسكها بالقرآن الكريم .. وكررت إلى التاريخ أراجع مرة جديدة، سيرة النبى الهاشمى ﷺ فإذا بى مرة جديدة أمام دنيا من الأخلاق السامية والمواقف الجبارة، خططت للعالمين صراط الحق والهدى والعدالة الاجتماعية الصحيحة التى يبحث عنها الناس، ويسفكون بين الفترة والفترة لتركيزها دماءهم! واستعرضت أعمال الذين يدعون أنهم يريدون أن يقودوا العالم إلى رياض السلام والطمأنينة فلم أجد إلا أظافرهم تمزق المقدسات الإنسانية، وإلا الكذب والخداع فيما يبدون وفيما يكتمون .. فكانت قصيدتى هذه .. أنا لم أطالع فى سيرة الرسول حياة نبى دعا الناس إلى عبادة الواحد القهار فحسب .. وإنما طالعت فيها استعراضا لوقائع العزة والكرامة وصورًا عما تستطيع أمتنا أن تأتيه من الأفعال لو عمدت إلى الأخلاق العربية فجعلت منها النور الذى يهديها سواء السبيل. ثم يصدر إلياس قنصل قصيدته فى مدح النبى محمد ﷺ بقوله:
ماذا تهم طوارق الحدثان
الحق شرعك فامض فيه مؤملاً
عميت نفوس الناس من أهوائها
لا فرق بين ملفف بضلاله
خلق الجهاد لكل ذى وجدان
ما آب غير الكفر بالخذلان
فأعد جمال النور للعميان
وملفف بنواصع الأكفان


ثم ينتقل (إلياس قنصل) إلى الحديث عن وقائع من السيرة العطرة، وثبات الرسول ﷺ فى دعوته، والتصدى لإغراءات القوم التى عرضوها عليه من مال وجاه وسلطان ... فيقول:
إنى ذكرتك يا محمد والعدى
ضربت على أبصارهم وقلوبهم
إنى ذكرتك يا محمد مصغيا
يغريك بالذهب الوفير وكم عنت
إن كنت تبغى أن تكون مسودا
ما المال حين تقيسه برسالة
مثل من الخلق الجليل تركته
يتألبون تألب الذؤبان
ليل الفساد أصابع الشيطان
لحديث عم ناصح حيران
للفلس من مهج ومن أذهان
جاءت إليك سيادة الأقران
علوية؟ ما المجد؟ ما القمران؟
درسا لكل مناضل متفان


ويختتم الشاعر «إلياس قنصل» قصيدته، معتذرًا عما إذا كان قد قصر فيما كان يصبو إليه من مدح وثناء أو خانه التعبير فى الوصول إلى الكمال المحمدى، فيقول:
يا من يثير حماستى بكماله
هى باقة تهدى إليك زهورها
عذرًا إذا شاهدت ضعف لسانى
من خير ما يزهو به بستانى


ومن أشهر شعراء المهجر الجنوبى (رشيد سليم الخورى) الذى اشتهر بلقب «الشاعر القروى» وقد صاغ قصيدة رائعة بمناسبة ذكرى المولد النبوى الشريف بعنوان «عيد البرية» يشيد بهذه المناسبة العطرة، وما فيها من ذكريات غالية، فيقول:
عيد البرية عيد المولد النبوى
عيد النبى ابن عبدالله من طلعت
بدا من القفر نورا للورى وهدى
فى المشرقين له والمغربين دوى
شمس الهداية من قرآنه العلوى
يا للتمدن عم الكون من بدوى


ثم يمضى «الشاعر القروى» فى قصيدته ليستحث المسلمين لاستعادة مجدهم القديم منها، ويقرئ رسول الله ﷺ سلاماته وحبه وتحياته، فيهتف:
يافاتح الأرض ميدانا لدولته
ياقوم هذا مسيحى يذكركم
فإن ذكرتم رسول الله تكرمة
صارت بلادك ميدانا لكل قوى
لا ينهض الشرق إلا حبنا الأخوى
فبلغوه سلام الشاعر القروى


وللشاعر «إلياس فرحات» قصيدة، ألقاها أثناء مشاركته احتفال اللبنانيين فى المهجر الأمريكى بذكرى مولد الهادى البشير ﷺ مع إخوانهم المسلمين، فتحدث الشاعر عن الجهالة التى عمت الأرض قبل البعثة النبوية، وأفاض فيما جاء به الإسلام من الأخوة الرحيمة، كما دعا إلى دراسة الإسلام عن طريق كتب أصحابه، لا من صحائف الاستشراق، فقال:
غمر الأرض بأنوار النبوة
لم يكد يلمع حتى أصبحت
بينما الكون ظلام دامس
وطمى الإسلام بحرًا زاخرا
إن فى الإسلام للعرب علاً
فادرس الإسلام يا جاهله
يارسول الله إنا أمة
ذلك الجهل الذى حاربته
كوكب لم تدرك الشمس علوة
ترقب الدنيا ومن فيها دنوة
فتحت فى مكة للنور كوة
بأواذى المعالى والفتوة
إن فى الإسلام للناس أخوة
تلق بطش الله فيه وحنوه
زجها التضليل فى أعمق هوه
لم يزل يظهر فى الشرق عتوه


والشاعر اللبنانى (شبلى ملاط) كان واحدًا ممن جاءوا إلى مصر ممثلاً دولته فى مبايعة شوقى لإمارة الشعر، وكان قد ألقى قصيدة رائعة، قالوا عنها إنها أحسن ما يقال! حتى إن الحفل الكبير قد قام لها وقعد مرتجا بعواصف التصفيق والتهليل، ذكر فيها العرب والمسلمين بأمجادهم التى عمت الدنيا فى الماضى، وطالبهم بالعمل واليقظة لانتشال العالم من وطأة الطغيان والفوضى التى صارت قانونا. المهم أنه تحدث فيها عن فضل الرسول الكريم على العرب خاصة، وعلى الدنيا بصفة عامة، وكان مما قاله:
من للزمان بمثل فضل محمد
رفع الرسول عماد أمة يعرب
غشت الفتوح، وصفقت راياتها
وعدالة كعدالة الخطاب؟
وأمدها بالآل والأصحاب
فى الشرق فوق أباطح وهضاب


كما نرى الشاعر اللبنانى (جورج سلسلمى) يمدح نبى الإسلام ويجيد أيما إجادة فى البيان الساحر العذب، لكنه قبل أن ينهى قصيدته، نراه يتوجه بالاعتذار لرسول الله، خشية أن يكون الحظ قد خانه، فتلعثم لسانه .. ولم يصل إلى مبتغاه، فيقول:
يا سيدى يارسول الله معذرة
وأنت رب البيان الفذ فى لغة
ماذا أوفيك من حق وتكرمة
إذا كبا فيك تبيانى وتقصيرى
تشأو اللغى حسن تنميق وتصوير
وأنت تعلو على ظنى وتقديرى


ولا يفوتنا فى هذا المجال أن نذكر الشاعر المسيحى (عبدالله يوركى حلاق) الذى أمضى عمره يباهى بالإسلام، ويمتدح الرسول محمد ﷺ مظهرا إعجابه به حتى إنه لم يترك مناسبة أو لقاء إعلاميا يجرى معه إلا وتحدث بإسهاب عن الإسلام دينًا إنسانيًا ساميًا هدى البشرية إلى النور والعدل والسلام، وعن القرآن الكريم معجزة إلهية تعنو لبلاغتها الجباه.
هذا الإعجاب بكل ما يتعلق بالإسلام عكسه «عبدالله حلاق» طوال حياته فى أشعاره ... وما زالت الجوامع والمساجد فى مدينة حلب حتى اليوم تردد فى الاحتفالات الدينية، وفى تسابيح التهجد قبل صلاة الفجر الأشعار التى كتبها «عبدالله حلاق» فى مديح النبى محمد ﷺ وهى أشعار كثيرة مبثوثة بين صفحات دواوينه المطبوعة والمخطوطة، ولعل أشهرها قصيدته «النونية» التى ألقاها فى مهرجان الشعر الدورى السادس الذى أقيم بدمشق فى سبتمبر (أيلول) 1691م التى مطلعها:
قبس من الصحراء شعشع نوره
ومشى وفى أردانه عبق الهدى
بعث الشريعة من غياهب رمسها
مرحى لأمى يعلم سفره
من ذا يجاذبه الفخار وقد حمى
فجلا ظلام الجهل عن دنيانا
وأريج فضل عطر الأكوانا
فرعى الحقوق وفتح الأذهانا
نبغاء يعرب حكمة وبيانا
أم اللغات وشرف العربانا؟


إنى مسيحى أجل محمدا
وأطأطئ الرأس الرفيع لذكر من
إنى أباهى بالرسول، لأنه
ولأنه داس الجهالة وانتضى
وأراه فى سفر العلا عنوانا
صاغ الحديث وعلم القرآنا
صقل النفوس وهذب الوجدانا
سيف الجهاد فحطم الأصناما


وهذا الشاعر (رياض المعلوف) وهو من شعراء المهجر، نراه يفاخر بحضارة الإسلام، ويشير إلى أن القرآن الكريم معجزة خالدة، ودستور للشرائع والحكم، فيقول فى قصيدة له بعنوان (وحد الله):
وحد الله فالمؤذن وحد
يا رسول الله أنت وعيسى
عيدك اليوم غبطة وابتهاج
إيه قرآنك الكريم كتاب
عِبَر كله وقول كريم
وكفى العرب فخرهم بانتساب
وبذكر النبى فى العيد أنشد
خير من يصطفى ويرجى ويقصد
لجميع الأعراب والله يشهد
رائع كله ومن در منضد
كلما طال عمره يتجدد
لنبى هو النبى محمد


وهذا الشاعر المبدع «جاك صبرى شماس» عضو اتحاد كتاب سوريا - يستهل ديوانه (هواجس فى أعماق شاعر) بقصيدة «أوراق اعتمادى» والتى يقول مطلعها:
إنى مسيحى أجل محمدا
وأجل أصحاب الرسول وأهله
كحلت شعرى بالعروبة والهوى
أودعت روحى فى هيام محمد
وأجل ضاداً مهدها الإسلام
حيث الصحابة موقف وإمام
ولأجل (طه) تفخر الأقلام
دانت له الأعراب والأعجام


وفى قصيدة أخرى، حملت عنوان (خاتم الرسل) يكشف الشاعر جاك شماس - عن مدى سروره وإعجابه بالنبى الخاتم، ويعلن أنه سيظل ينافح عنه حتى لو اقتضى الأمر أن يعاقب بقطع لسانه فيقول:
يممت (طه) المرسل الروحانى
يا خاتم الرسل الموشح بالهدى
ماذا أسطر فى نبوغ (محمد)
أنا يا (محمد) من سلالة يعرب
وأذود عنك مولها ومتيما
أكبرت شأوك فى فصيح بلاغتى
مهما مدحتك يا (رسول) فإنكم
ويجل (طه) الشاعر النصرانى
ورسول نبل شامخ البنيان
درب النجاة وشعلة الفرقان
أهواك دين محبة وتفان
حتى ولو أجزى بقطع لسان
وشغاف قلبى مهجتى وبيان
فوق المديح وفوق كل بيان


ولعل أجمل ما نختم به هذه الشواهد الشعرية من إبداعات شعرائنا المسيحيين العرب، ما فاضت به قريحة الشاعر ميخائيل خير الله ويردى (4091 - 8791م) وهو أديب وشاعر سورى، رشح كتابه (فلسفة الموسيقى الشرقية) لجائزة نوبل سنة 1591م وهو صاحب ديوان (زهر الربى) وكان معجباً جداً بسيرة الرسول الأكرم، لدرجة أنه كتب عدة مدائح نبوية. منها قصيدته (نهج البردة) معارضة شعرية لقصيدة أحمد شوقى الشهيرة، يقول فيها:
يا عبقرى الورى الأمى هل سمعت
آياتك الغر إعجاز تنزه عن
فيا نبى الهدى حييت من علم
أحببت دينك لما قلت أكرمكم
وقلت إنى هدى للعالمين ولم
فى دينك السمح لا *** ولا وطن
محمد رد من ضلوا وعلمهم
يافخر أمتنا فى الأرض قاطبة
عززت كل فتاة حين صحت بنا
فأنت أول من نادى بمأثرة
خاطبت كل ذكى حسب قدرته
وكنت أرأف بالمسكين من دول
فالمصطفى خالد فى الناس ما بزغت
يا نفحة من جنان الخلد سارية
إنى محب ومحبوب ولو زعموا
فالناس من آدم بالمصطفى اجتمعوا
يا أجمل الخلق سيماء وأظرفهم
عشقت منك صفات جل مبدعها
حياك ربى بآيات مفصلة
تبارك الله لو شاءت مراحمة
صلى الإله على ذ**** ممتدحا
من قبلك العرب وحيا جد منسجم
ند وليس دعى الحب كالسدم
بالطهر متسم بالعدل مدعم
أتقاكم وتركت الحكم للحكم
تلجأ إلى ال*** بل أقنعت بالكلم
فكل فرد أخ يشدو على علم
حق النساء اللواتى كن كالرمم
وسيد المصلحين العرب والعجم
ما أولد العز غير السادة الحشم
يظنها الغرب من آلاء بعضهم
ولم تكن بغبى القوم بالبرم
رأت بأمثاله سرباً من الغنم
أم النجوم وممدوح بكل فم
كالورد يلثم فى الأسحار من أمم
أن المحبة بالأنساب والرحم
وشرعة الحب أم الناس فائتمم
طبعًا وأوفاهم بالعهد والذمم
كالغيد تفتن لب الشاعر الفهم
والناس أعجز عن إدراك ربهم
لشع نورك بين الناس كلهم
حتى تؤم صلاة البعث بالأمم


بهذه الرحلة السريعة فى (عالم الجمال) نكتفى بهذا القدر من الشواهد الدالة من شهادات المسيحيين العرب العقلاء، والمبدعين الحقيقيين الشرفاء - على عظمة نبى الإسلام ﷺ وما جاء به من النور والهدى إلى الناس جميعًا.

__________________
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 16-01-2015, 04:10 PM
فاى 11 فاى 11 غير متواجد حالياً
عضو مميز 2013
 
تاريخ التسجيل: Sep 2012
المشاركات: 806
معدل تقييم المستوى: 12
فاى 11 is on a distinguished road
افتراضي

اللهم صلى وسلم وبارك على خير البشر محمد صلى الله عليه وسلم

بارك الله فيك
__________________
سبحان الله وبحمده
سبحان الله العظيم
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 02:04 PM.