يا شارلي إيبدو.. نحن الذين أسأنا للنبي

[abomokhtar]

لم تكن هذه المرة يناير 2015 م هى الأولى التي خرجت علينا فيها جريدة شارل إيبدو العنصرية والمعادية للأديان برسومها المسيئة لخير البشر محمد صلى الله عليه وسلم، فقد تكررت مواقفها المشينة في استفزاز مشاعر المسلمين الذين يقارب عددهم أكثر من مليار وستة من عشرة على مستوى العالم. ففي كل مرة كانت تتجرأ فيها تلك الصحيفة برسومها الساخرة من النبي صلى الله عليه وسلم والتي بدأتها 2006، هل كانت تجس نبض المسلمين لتعرف مدى قوة مقاومتهم وردود أفعالهم وكيفية دفاعهم عن نبيهم؟ ثم لما وجدت أن ما فعله المسلمون مجرد صراخ وشجب كررت فعلتها بشكل أكبر وأكثر جرحًا وإيلامًا على مدار أعوام 2009م ثم 2011م ثم الآن.. نعم إن ما فعله المسلمون في معظم بقاع الأرض هو الدعاء والشجب وتصميم البوسترات التي تقول: "كلنا محمد" و"إلا رسول الله" و"فداك أبي وأمي يا رسول الله"؟ إن الدعاء الشجب والصراخ وتصميم البوسترات وتوجيه دعوات مقاطعة منتجات بلد الرسوم وكل بلد يصدر منها مثل هذه التصرفات المشينة، مهم جدًا لا محالة في عملية المواجهة، لكنّ المسلمين نسوا أنه لا يمحو الجهل إلا العلم والوعي، وأنه يجب عليهم مواجهة مثل هؤلاء بتعريف الغرب بالنبي صلى الله عليه وسلم وسيرته العطرة، وذلك من خلال تصرفات المسلمين ذاتهم، ومن خلال علاقاتهم وأسلوب حياتهم، فحين يرى الغرب أمانة المسلمين واجتهادهم في العمل وصدقهم.. سيعرفون أن رسولهم وقرآنهم وعقيدتهم هى من تدعوهم لهذا، فينتبهون لهذا الدين الذي يعاملهم برفق ويمتلك أصحابه القدرة على المنح والعطاء والمحبة والقوة في آن واحد.. لأن نبيه يأمر بذلك. إن الغرب يعرف عن المسيح عليه السلام والمسيحية أكثر مما يعرف عن محمد صلى الله عليه وسلم والإسلام، لا يعرف عن الإسلام سوى أنه يبيح الزواج بأربع زوجات وأنه يبيح استخدام السيف في قطع الرؤوس لأتفه الأسباب وأنه يعادي كل الأديان، ومثالهم في ذلك ال*** الذي يصدر عن تنظيمات مثل "القاعدة وداعش" ومثيلهما مما تتخفى وراء ستار الإسلام. علينا أن نكون أكثر شجاعة، وألا نغرس رؤوسنا في الرمال لنعترف أننا كمسلمين أكثر الناس إيلامًا وإساءة للنبي المصطفى صلى الله عليه وسلم حين لم نقدم من أنفسنا القدوة والمثل لهؤلاء حين نتخلق بأخلاقه ونسير على هداه بالقول والعمل.

اقرأ المقال الاصلى فى المصريون : http://almesryoon.com/%D8%A7%D9%84%D...86%D8%A8%D9%8A