|
حى على الفلاح موضوعات و حوارات و مقالات إسلامية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#4
|
||||
|
||||
اقتباس:
ردى السابق كان على كاتب المقال ، و ردى الآن يشرفنى أن يكون نقاشا بينى و بين حضرتك لأستزيد من علمك و فضلك أولا : لم أكن أعرف أستاذى الفاضل أنك تصنف اسلام البحيرى كأحد المحاربين للاسلام ، فبدراسة التاريخ الاسلامى سنجد أننا نفتخر بتنوع هذا الفكر ، و ما فترة الحضارة الاسلامية والتى نشيد بها جميعا الا نتاج لآراء متنوعة لمفكرين و قلاسفة و علماء فى كل المجالات بمافيه الفكر الدينى ، فتنوع الفكر و اختلافه تحت عباءة الاسلام لايجب أن يجعلنا نصنف أحد بأنه عدو للاسلام لاختلاف فكره بل نناقشه و نحلل أفكاره و فى النهاية المستفيد من ذلك هو المسلم العادى أمثالى الذى يثقل معرفته من خلال هذا التباين الفكرى . ثانيا : ضربك مثال لقناة الحياة المسيحية هو مثال صحيح و تجسيد لمعنى التطرف الدينى ، و لكن مثلها فى ذلك مثل القنوات الاسلامية أيضا التى تبث الكراهية ليل نهار لكل المخالفين لنا فى العقيدة ، و نغمة التكفير والعداء السائدة فى هذه القنوات ، فكل هذه القنوات مثال على مدى تحجر الفكر الدينى لدى البعض و نشر الكراهية . ثالثا : أما ما يخص اسرائل ، فبالفعل أستاذى فهذه هى الدولة الدينية الوحيدة المتبقية فى العالم و التى كانت تسعى و مازالت تسعى بشتى الطرق لتنمية الصراعات الطائفية والمذهبية فى المنطقة و انشاء دول دينية تحارب بعضها بعضا ، فهذه وسيلتها لمحاربة الاسلام والمسلمين . رابعا : تعليق أخير أستاذى الفاضل و هو رغم أن المسلمين للأسف منقسمين الى فرق و شيع كثيرة ، الا أنه من وجهة نظرى الشخصية يمكن دمج هذه الفرق والشيع الى فريقين رئيسيين الفريق الأول - و هو الفريق الذى لا يرى فى الاسلام الا عدائه للعالم والأديان الأخرى ، و بذلك فلايرى فى العالم الا أعداء لنا يحاولون القضاء على الاسلام والمسلمين ، فيبث الكراهية ليل نهار للآخر ( سواء كان هذا الآخر مخالف لنا فى العقيدة أو فى المكان ) و ما يدهشنى حقا أننا نجد هذا الفريق يستغرب أحيانا من كره بعض هذا الآخر لنا ، و كأنه لا يستمع أو يدرك ما يقوله هو من كراهيتة للآخرين و سعيه الدائم الى تدميرهم و محاربتهم . - و للأسف سنجد أن أنصار هذا الفريق رغم مالهم من بعض الفضل فى الحفاظ على كتب التراث الا أنهم اوجدوا لنا الكثير من الجماعات الارهابية والتكفيرية ، فهذه الجماعات ما هى الا نتاج طبيعى لهذا الخطاب الدينى الملئ بالكراهية . الفريق الثانى - و هو فريق المسلمين الذين يدركون أنه لو شاء الله لجعل الدين واحدا و جمع الناس على كلمة واحدة ، و لكن سنة الله فى خلقه أن يكن هذا التنوع والاختلاف حتى فى العقائد . - هذا الفريق من المسلمين الذين يدركون ان الله خلقنا أمما و شعوبا لنتعارف ، فاستطاع هذا الفريق التواصل مع الآخر ليس بمنطق الكراهية لهم و لكن بمنطق التأثير و التأثر ، فيأخذ علومهم و فكرهم و يؤثر فيهم بعلمه و فكره . - هذا هو الفريق الذى قامت فى السابق الحضارة الاسلامية على أكتافه ، فحين نتحدث أن المسلمين علموا العالم بأسره فى العصور الوسطى الغربية و التى هى أزهى العصور الاسلامية ، سنجد أن هذه الحضارة قامت على أكتاف علماء المسلمين و فلاسفته و مفكريه الذىن أخذوا من الحضارات السابقة مثل الحضارة اليونانية والرومانية و أضافوا اليها ، فكان هذا التواصل الحضارى الرائع و كان بفضلهم هذا التأثير الاسلامى فى كل أنحاء العالم . - و هذا أيضا هو الفريق الحالى من المسلمين العلماء والمفكرين الذين يتعاملوا مع الآخر و يتعلموا منه و يضيفوا له دون معاداة أو رغبة فى محو هذا الآخر ، و هؤلاء العلما هم من ندين لهم بالفضل فلولاهم لكنا مازلنا نركب الحمير والبغال و نحارب بالسيوف ، و لكن بفضلهم و بفضل تواصلهم مع الآخر استطعنا أن نعيش فى عصرنا الحالى رغم احتياجنا الى مزيد من هذا التواصل لنعيش العصر بكل ما فيه من تقدم و حضارة - و أفضل ما فى هذا الفريق أنه يدرك دائما أن تواصلنا مع الآخر لا يعنى تخلينا عن أصولنا و لكنه التواصل المحمود الذى يؤثر فى الآخر و يتأثر به دون المساس بالأصول والثوابت تقبل احترامى وتقديرى لحضرتك أستاذى الفاضل
جزاك الله خيرا وبارك الله فيك |
العلامات المرجعية |
|
|