اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > مسك الكلام فى الاسلام > حى على الفلاح

حى على الفلاح موضوعات و حوارات و مقالات إسلامية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 30-01-2007, 09:50 PM
ابراهيم الصافوري ابراهيم الصافوري غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ التسجيل: Jan 2006
المشاركات: 137
معدل تقييم المستوى: 0
ابراهيم الصافوري is an unknown quantity at this point
افتراضي تصنيف المسلمين


المسلمون صنفان لا ثالث لهما: أهل السنة، وأهل القبلة:
من العادات السيئة، والصفات الرذيلة المذمومة التي درج عليها بعض الشباب في الآونة الأخيرة وابتُلوا بها والتى أصبحت من الظواهر الواضحة أَلا وهى الاشتغال بتصنيف العلماء، والدعاة، وطلاب العلم، والبحث والتنقيب عن تصوراتهم، واتجاهاتهم، وانتماءاتهم، ثم بعد ذلك تحديد المواقف منهم، وتتبع عثراتهم وزلاتهم، وتجريحهم، بل وتشريحهم، ثم نشر ذلك على الملأ بغرض التشهير، وإشانة السمعة، والتحذير منهم.
ومما يحزُّ في النفس أن القائمين بذلك مجموعة من الشباب المنتسبين إلى السنة والسلفية،
وعلى من..؟
على مجموعة من إخوانهم المنتسبين كذلك إلى السنة ومنهم من ينتسب إلى السلفية،فيسلطون أنفسهم على من هم أكبر منهم سناً، وأكثر منهم علماً وورعاً، من العلماء، والمشايخ، والدعاة الفضلاء، غير مكتفين بما يلاقي هؤلاء من أعداء الملة والدين، مما يجعل ظلم هؤلاء على إخوانهم أشد مرارة من وقع الحسام المهند ومن يدخل موقع سحاب على الانترنت يجد العجب العجاب والهول الفظيع من حملات التكفير والتشهير التى يشنها بعض الشباب ممن ينتسبون إلى السلفية وللأسف يؤيدهم بعض الشيوخ ممن على منهجهم .
وبادئ ذي بدء وقبل أن أشرع فى الكلام عن الموضوع يجب أن أؤكد على أمور.. منها:
1. ليس هناك أحد معصوم سوى الرسل والأنبياء، والنصيحة مطلوبة ومرغوب فيها إذا التزم الناصح بالآداب الشرعية، وتخلق بالأخلاق الإسلامية، واتبع الطرق السوية.
2. أن المسلمين عند أهل السنة مصنفون إلى قسمين كبيرين لا ثالث لهما:
أ. أهل السنة: ويشمل هذا الصنف كل من اعتصم بكتاب الله، وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما أجمعت عليه الأمة، وكان على ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم في الاعتقاد، والتصور، والعبادة، والسلوك، وقد سئل مالك عن أهل السنة، فقال: كل من سوى الخوارج، والقدرية، والرافضة؛ أوكما قال.
قال الشاطبي: (وقال رجل لأبي بكر بن عيَّاش: يا أبا بكر، من السُّني؟ قال: الذي إذا ذُكِرَت الأهواء لم يغضب لشيء منها).
ب. وأهل القبلة: وهم من صلى صلاتنا، واستقبل قبلتنا، وأكل ذبيحتنا، وهو اسم شامل لمن عدا أهل السنة من أهل الأهواء، كالخوارج، والرافضة، والمعتزلة، والمرجئة، والقدرية، وغيرهم،
ومن ثم فينبغي للسني أن تكون موالاته لأهل السنة أكبر من موالاته لغيرهم، لأنهم نقاوة المسلمين كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله.
3. أن الإسلام نهى عن الخصومات والنزاعات في الدين.
4. من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه، وعدم اشتغاله بما لا مصلحة له فيه.
5. لا يعني الانتساب إلى أهل السنة انتفاء الفوارق بينهم أوتحريم الانضواء إلى جماعة معينة أو حلف من باب التعاون على البر والتقوى، طالما أنهم ملتزمون بما كان عليه السلف الصالح، فقد قال صلى الله عليه وسلم: "لقد شهدتُ في دار عبد الله بن جُدعان حلفاً ما أُحِب أن لي به حُمْر النعم، ولو أدعي إليه في الإسلام لأجبتُ".
ولنبدأ بالكلام فى موضوعنا مستعينين بالله جل وعلا وسائلينه أن يوفقنا للحق والصواب:-
أيها الأحباب..
ليت هذا التصنيف قائم على أسس بينة، وقواعد واضحة، بل في كثير من الأحيان يحكمه الهوى، وتمليه النظرة الحزبية الضيقة والتى مفادها: "من ليس معنا فهو ضدنا" و"من ليس على منهجى فهو ضال ومبتدع"و"أنِّى أنا ومن على منهجى من الطلاب والشيوخ فقط أهل السنة والجماعة والفرقة الناجية والطائفة المنصورة وغيرنا كلهم يجب أن يتعلموا الاسلام من جديد بفهمى وطريقتى وطريقة شيوخى"
وليس أَدَلّ على ذلك من تلك التصنيفات التي ابتدعوها و للأسف صدّقوها بتشجيع من بعض الشيوخ ، نحو هذا تكفيري، وهذا سَرُوري،وهذا قطبي، وهذا إخوانى وهذا صوفى وهذا سلفى وغيرها، التي لا تقل خطراً وضرراً من تصنيف الناس إلى وهابي، أوخامسي، وغيرهما،
لأن الهدف من إطلاق هذه المصطلحات التحذير من أهلها، وازدراء من ينتسبون إليها، وإشانة سمعتهم، بحجة أن جميع هذه المسميات حادثة ومخالفة لمنهج أهل السنة والجماعة،
ولكن يا أخى إذا دققت النظر تجد أن جُلَّ من يُنسبون إلى هذه الأسماء ويلقبون بهذه الألقاب على منهج أهل السنة والجماعة في الجملة، مع تفاوت بينهم يمكن أن يُتَدارك، ونقص يمكن أن يتمم،
هذا كله إذا افترضنا سلامة العقيدة والتصور، التي هي الأساس والمعيار، وما سواها تبع لها، نحو الوسائل والمناهج وطرق العمل، حيث يمكن للناس أن يأخذوا ويردوا فيها، ويقبلوا ويرفضوا منها،

فمصطلح أهل السنة شمل جميع أتباع المذاهب السنية الأربعة وغيرهم مع اختلافات طفيفة بينهم، فهناك مدرسة فقهاء الحديث، والمدرسة التي غلب عليها القياس، وهناك أهل الظاهر الذين خالفوا سائر الطوائف الأخرى من أهل السنة في مصدر من مصادر التشريع وهو القياس حيث لم يعتدوا به، فما كان من أهل العلم إلا أن خَطّؤوهم في ذلك وبَكّتوا عليهم، ولكنهم لم يخرجوهم من جملة أهل السنة، إذ لا يمكن أن يخرج من أهل السنة علماء كأمثال داود بن علي الظاهري، وابن حزم، وهما من همافى العم والفقه والورع.
كذلك من أئمة أهل السنة المقتدى بهم والمستفاد من علمهم ومصنفاتهم طائفة من أجِلَّة أهل العلم، منهم على سبيل المثال لا الحصر الإمام النووي، والحافظ ابن حجر العسقلاني، وابن العربي المالكي، وابن الباقلاني,والحافظ السيوطى,والحافظ شيخ الإسلام تقى الدين السبكى، على الرغم من أنهم أشاعرة إلا أنهم محسوبون من أهل السنة وناصريها والمنافحين عنها وقد رَدَّ عليهم من خالفهم من الأئمة كابن تيمية وغيره من غير أن يخرجهم من أهل السنة.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله معدداً جهود الأشاعرة في كسر شوكة المعتزلة والجهمية، وذاكراً لبعض أعلامهم، كابن مجاهد، والباقلاني، والقلانسي، والأشعري:
(وصار هؤلاء يردُّون على المعتزلة ما رده عليهم ابن كلاب، والقلانسي، والأشعري، وغيرهم من مثبتة الصفات، فيبينون فساد قولهم بأن القرآن مخلوق وغير ذلك، وكان في هذا من كسر سَوْرَة المعتزلة والجهمية ما فيه ظهور لشعار السنة، وهو القول بأن القرآن كلام الله غير مخلوق، وأن الله يُرى في الآخرة، وإثبات الصفات والقدر، وغير ذلك من أصول أهل السنة).
ومن المعاصرين علماء ودعاة أفاضل تم إدراجهم ضِمن أهل البدع والأهواء ظُلما وعدوانا كالشيخ يوسف القرضاوى ليس لشئ إلا أنه من الإخوان المسلمين والداعية عمرو خالد بدعوى أنه حليق وكذلك تم إدراج غيرهم من الأفاضل بحجج سمجة غريبة لا يقبلها الشرع .
ولا يُفْهَم من كلامى أنى أدافع عن شخوص أو مناهج .. ولكنى عبرت بهذه الأسماء والمناهج لشهرتها وشهرة ما وقع لها من التصنيف الجائر كأمثلة لهذه الظاهرة الخبيثة الظالمة.

مما لا شك فيه أن كثيراً من الذين يصنفهم بعض الشباب تصنيفات جائرة، ويرمونهم بشيء من البدع، وهم بريئون من ذلك براءة الذئب من دم ابن يعقوب، لم يذهبوا إلى ما ذهب إليه أمثال الأئمة الذين سلف ذكرهم، وإنما اجتهدوا في أمور خالفوا فيها بعض أهل العلم، وربما كان الحق معهم أومع غيرهم،
فكل مجتهد إن كان من أهل الاجتهاد فهو مأجور، إما أجراً واحداً وإما أجرين، خاصة واجتهادهم ليس في المسائل العقدية وإنما في مسائل الفروع،
وقد اختلف من هم خير منهم وأعلَم منهم وتناظروا، وأدلى كل منهم بحجته، واحتفظ برأيه ووده لصاحبه،
كما هو حال الإمام أحمد مع الشافعي في تكفير تارك الصلاة كسلاً وعدم تكفيره، ومع ذلك كان أحمد يقول: الشافعي حبيب قلبي؛ وكان الشافعي من جملة من يدعو لهم أحمد في السحر مع والديه، ويقابل الشافعي هذا الفضل بالعرفان بالجميل، فيثني على أحمد ويقول: خرجتُ من بغداد ولم أخلف بها أورع ولا أعلم ولا أزهد من أحمد بن حنبل؛ رحمهما الله،
والأمثلة على ذلك من سير علماء السلف وتراجمهم لا تحصى كثرة، وفي تحملهم لخلاف بعضهم لبعض، ولرجوعهم إلى الحق، ولاعتذارهم عن إخوانهم من أهل العلم والفضل.
فلا ينبغي لأحد أن يُحَجِّر واسعاً، ولا يحل لأحد مهما كان قدره فى العلم أن يحتكر مذهب أهل السنة والجماعة على نفسه ومنهجه ، ولا يضيِّقه ليدخل فيه من شاء ويخرج منه من شاء ،
فتضليل الناس من عامة المسلمين بالتشكيك فى الدعاة والعلماء لَهُوَ من أخَصّ السمات التى اشتهر بها أهل البدع والأهواء، وكذلك الهجر والتشهير بهم.
تحذير يجب التنبه له:
وهؤلاء الشباب والشيوخ الذين قد ابتُلوا بهذا المرض لن ينتهى بهم الحال على هذا..
بل سيتدرجون فى التفكير مرحلة بعد مرحلة حتى يصلوا إلى تكفير غيرهم من المسلمين منتهجين بذلك منهج الخوارج الذين اعتبروا كل من خالفهم ليس من أهل السنة وقصروا هذا اللقب على انفسهم ..
نعم سينحدرون فى هذا المنزلق الخطير ..
والدليل على ذلك.. أنهم كانوا قبل ذلك يعتقدون فى أنفسهم أنهم أصحاب المنهج الأكمل والأفضل فى هذا العصر.. ثم تدرجوا إلى اعتقاد أنهم أفضل طوائف أهل السنة على الإطلاق وغيرهم يعتبر فى عِداد المبتدعة.. وها هم الآن يُخْرِجون غيرهم من طوائف المسلمين خارج دائرة أهل السنة كالأشاعرة والماتريدية والصوفية .. بل والإخوان المسلمين أيضا وجماعة التبليغ والدعوة..ويطلقون على أنفسهم مسميات أهل السنة والجماعة والفرقة الناجية والطائفة المنصورة..
فليس ببعيد إذن أن يتطور حالهم إلى وصف غيرهم بالكفر وإخراجهم من الملة كلها..
وغالبية المسائل التى يبدّعون عليها الأمة ويكفّرون الكثير من علمائها ويخرجون بها الناس من نطاق أهل السنة -إن لم تكن كلها- مسائل فرعية يجوز فيها الاختلاف وليست من أمور العقيدة فى شئ.. وكذلك بعض المباحث العقائدية التى لا يترتب عليها عمل ولا كفر ولا إيمان..
وقد يظن أحدهم أنى أتكلم عن السلفيين خاصة..
فلا والله.. لم أقصدهم دون غيرهم.. وكلامى عام ينطبق على من كان هذا دأبه وحاله ..
ولكن لأن هذا الأمر واضح بشدة فى كثير جدا من الطلبة و-للأسف بعض الشيوخ- المنتسبين إلى السلفية.
فعلى هؤلاء الشباب -والشيوخ- أن يشتغلوا بتزكية نفوسم، وترقية عباداتهم، وتهذيب أخلاقهم، وتحصيل ما فيه فائدة من العلوم الشرعية وغيرها، ومحاسبة أنفسهم، بدلاً من هذا التطاول على الآخرين، وتجسيد أخطائهم، ونشر زلاتهم، وبثها بين العالمين، فرحم الله امرءاً عرف قدر نفسه، وشغلته عيوبه عن عيوب الآخرين، وكذلك يجب عليهمأن يتسلحوا بالعلم، ويتدثروا بالورع، فهذا خير لهم من الجسارة والجرأة على عباد الله..
[ALIGN=CENTER](وسيعلم الذين ظلموا أىَّ مُنقَلَب ينقلبون)[/ALIGN]
وصلى الله وسلم وبارك على الناصح الأمين،سيدنا محمد بن عبد الله، وعلى آله وصحبه الغر الميامين.

رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 06:47 PM.