اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > القسم الإدارى > أرشيف المنتدي

أرشيف المنتدي هنا نقل الموضوعات المكررة والروابط التى لا تعمل

 
 
أدوات الموضوع ابحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 28-10-2010, 05:14 PM
الصورة الرمزية محمد حسن ضبعون
محمد حسن ضبعون محمد حسن ضبعون غير متواجد حالياً
نـجــم الـعـطــاء ((رحمه الله))
 
تاريخ التسجيل: Feb 2008
المشاركات: 11,961
معدل تقييم المستوى: 28
محمد حسن ضبعون is just really nice
Icon2 البنتاغون ?

البنتاغون ?
مقر وزراة الدفاع الأميركية، البنتاغون، في مدينة أرلينغتون بولاية فيرجينيا، على جانب نهر بوتوماك من جهة مدينة واشنطن. ويشغل مساحة 29 فدانا، ويعتبر واحدا من أضخم المباني المكتبية في العالم.
يتكون البنتاغون من خمسة أضلاع متحدة المركز حول ساحة مركزية. صممه المهندس المعماري الأميركي جورج إدوين برجستروم، وقام مهندسو الجيش الأميركي بتشييده منذ عام 1941 إلى عام 1943. شيد المبنى لجمع كل مكاتب ما كان يسمى آنذاك بوزارة الحرب معا في مبنى واحد.
يضم البنتاغون الآن مكاتب لإدارات الأسلحة الثلاث، الجيش والبحرية والقوات الجوية، ومكتب وزير الدفاع.
يعمل بالبنتاغون حوالي 23000 موظف ما بين عسكريين ومدنيين. كما يوجد فيه مركز للتسوق ومطعم كبير ومواقف لسيارات الأجرة ومنصة لطائرات الهليكوبتر.
ويعتبر البنتاغون، أو وزارة الدفاع الأميركية، هو الشعبة التنفيذية لحكومة الولايات المتحدة الأميركية. ويقوم بتوجيه ومراقبة عمل القوات المسلحة ومعاونة رئيس الدولة في شؤون الأمن القومي.
وبموجب قانون مجلس الأمن القومي لعام 1947 تأسست المنشأة العسكرية الوطنية في 18 سبتمير/ أيلول 1947، وكانت مهمة أول وزير بها تنسيق وتطوير السياسات العامة للإدارات التنفيذية الثلاث، القوات البحرية والجيش والقوات الجوية. وعدل القانون عام 1949 وسميت المنشأة باسم وزارة الدفاع، وتوالت التعديلات لتزيد من مسؤوليات الوزير، وأنشئ تسلسل قيادي عملياتي للقيادات الموحدة وكذلك سلطة الوزير لتجاوز الإدارات العسكرية في المسائل العملياتية.
ينقسم البنتاغون إلى أقسام فرعية رئيسية هي مكتب الوزير، وقيادة الأركان المشتركة، والإدارات العسكرية، والقيادات الموحدة والمحددة، ومجلس سياسة القوات المسلحة والوكالات. أركان مكتب الوزير هم من المدنيين الذين يقدمون المشورة ويعاونون الوزير في الإدارة على أعلى مستوى.
تتكون قيادة الأركان المشتركة من رئيس، ورؤساء أركان الجيش والقوات الجوية، ورئيس العمليات البحرية، وقيادة سلاح المارينز، وهم مسؤولون عن إعداد الخطط الإستراتيجية واللوجستية للقوات المسلحة. وكل إدارة عسكرية منفصلة من حيث التنظيم الداخلي لكن الوظائف العامة تكون تحت سيطرة وزير الدفاع. وهكذا يتدرج التسلسل القيادي إلى أسفل مباشرة من الرئيس إلى وزير الدفاع إلى الإدارات العسكرية، باستثناء المسائل العملياتية. وينتقل التسلسل القيادي في القتال وفي العمليات المشابهة من الرئيس إلى وزير الدفاع ومن خلال قيادة الأركان المشتركة إلى القيادات الموحدة والمحددة، متجاوزا الإدارات العسكرية.
القيادات الموحدة هي قوات مقاتلة برية وجوية وبحرية على كفاءة عالية من التدريب مكونة من إدارتين أو أكثر تحت سيطرة الرئيس من خلال وزير الدفاع وقادة الأركان المشتركة. وتكلف القيادات الموحدة بمهام كبيرة ومتواصلة تتعلق بأمن الولايات المتحدة وحلفائها. أما القوات المحددة فهي عادة تتكون من سلاح واحد لكنها تقوم بمهام ذات أهمية كبيرة وتؤكد السيطرة العملياتية للرئيس. وهذه القيادات الموحدة هي قيادة الأطلنطي، ومقرها ولاية فيرجينيا، وقيادة الباسيفيك في هاواي، والقيادة الأوروبية في مدينة شتوتجارت بألمانيا، والقيادة الجنوبية في بنما، والقيادة المركزية وقيادة العمليات الخاصة في ولاية فلوريدا، وقيادة النقل في ولاية إلينوي، وقيادة المجال الجوي في ولاية كولورادو. والقيادتان الخاصتان هما قيادة القتال الجوي وقيادة القوات.
كذلك هناك عدد من الوكالات المساندة التي تعاون وزارة الدفاع تتمثل في وكالة الأمن القومي/ قوات الأمن المركزي التي تقوم بمهام فنية وتنسيقية متخصصة تتعلق بالأمن القومي. وهناك وكالة الدفاع النووي التي تساند جميع القوات المسلحة في المسائل المتعلقة بالأسلحة النووية وتأثيراتها واختبارها. وهناك وكالة أنظمة المعلومات الدفاعية المسؤولة عن التوجيه الإداري والعملياتي لنظام اتصالات عالمي للقوات المسلحة والوكالات الحكومية الأخرى. وهناك أيضا وكالة الاستخبارات الدفاعية التي تنظم وتوجه مصادر استخبارات وزارة الدفاع وتقوم بمراجعة وتنسيق المهام الاستخباراتية المكلفة بها الإدارات العسكرية. كذلك هناك وكالة لوجستيات الدفاع التي تقوم بتوفير المؤن والدعم الخدمي للمواد الشائعة في جميع الأسلحة، وهذه تشمل شراء اللوازم وتشغيل نظام توزيع جُملي وبرامج التخلص من الفائض. وهناك وكالات أخرى مساندة هي وكالة تدقيق عقود الدفاع، ووكالة مشاريع أبحاث الدفاع المتقدمة، ووحدة تحقيقات الدفاع، ووكالة تخطيط الدفاع، ووكالة خدمات الدفاع القانونية، ووكالة مساعدة الدفاع الأمنية، وأخيرا وكالة التفتيش الفوري. تعرض البنتاغون في الحادي عشر من سبتمبر/أيلول 2001 لهجوم أسفر عن تدمير جزء من مبناه العملاق
__________________
اطلبوا العلم، فإن عجزتم فأحبوا أهله، فإن لم تحبوهم فلاتبغضوهم
هيا بنا نتعلم الديمقراطية
<!-- Facebook Badge START --><!-- Facebook Badge END -->

آخر تعديل بواسطة محمد حسن ضبعون ، 28-10-2010 الساعة 05:18 PM
  #2  
قديم 28-10-2010, 05:16 PM
الصورة الرمزية محمد حسن ضبعون
محمد حسن ضبعون محمد حسن ضبعون غير متواجد حالياً
نـجــم الـعـطــاء ((رحمه الله))
 
تاريخ التسجيل: Feb 2008
المشاركات: 11,961
معدل تقييم المستوى: 28
محمد حسن ضبعون is just really nice
افتراضي وكالة الاستخبارات الأمريكية cia

وكالة الاستخبارات الأمريكية CIA
تعتبر وكالة المخابرات الأمريكية أحد أهم الأجهزة الرئيسية للتجسس ومقاومة التجسس في الولايات المتحدة. فقد أنشئت إبان الحرب العالمية الثانية بأمر من الرئيس الأمريكي ”هاري ترومان" لتحل محل "مكتب الخدمات الاستراتيجية" الذي كان أسسه الرئيس "فرانكلين روزفلت" وذلك تحت ضغط الاستخبارات العسكرية ومكتب المباحث الفدرالي.

ومهمة المخابرات الأمريكية تتلخص في الحصول على المعلومات الخارجية بصفة خاصة وتجميعها وتقسيمها، وكذلك تدبير العمليات السرية التي ترى أنها تحقق أهدافها السياسية، سواء أكانت عسكرية أو مؤامرات سياسية.

رؤساء السي آي إي
يعتبر الن دالاس من أهم مؤسسي الجاسوسية الأمريكية حيث أوكل إليه إنشاء جهاز المخابرات المركزية، إلا أنه، ونتيجة لبعض الأخطاء أبعده الرئيس ترومان وأحل محله الجنرال "فالتر سميث" ومع مجيء "ايزنهاور" رئيسا للولايات المتحدة عاد "الن دالاس" رئيسا للوكالة ودعمه في موقعه وجود أخيه "جون فوستر دالاس" وزيرا للخارجية. وإثر الأزمة العاصفة التي نشبت بين الاتحاد السوفييتي والولايات المتحدة حول نية الأخيرة غزو كوبا، وفشل هذه العملية التي عرفت بأزمة خليج الخنازير عام 1961، واهتزاز صورة الولايات المتحدة في العالم الثالث نتيجة لذلك، نحى "جون كينيدي" "الن دالاس" عن رئاسة الوكالة، وعين الجنرال "جون ماكون" في عام 1963، تلاه الأميرال "وليم رابون" حتى حزيران 1966، ومن ثم "ريتشارد ماكجاراه هيلمز" وبعده جيمس شلينغر" ثم "وليم كوبي" في أواخر عهد نيكسون.

الموقع
يقع مركز الاستخبارات المركزية في ضاحية "لانغلي" وتبعد 15 كلم عن واشنطن العاصمة وهو مركز محصن تحصينا طبيعيا بوجود نهر "بوتوماك"، فضلا عن الحراسة المشددة عليه والكاميرات التلفزيونية المسلطة على المنطقة المحيطة ليلا ونهارا. وتبلغ مساحة هذا المركز حوالي 125 ألف متر مربع، بينما بلغت تكاليف الإنشاء عام 1966 ، 46 مليون دولار، ويحيط بالمبنى سوار يبلغ ارتفاعه أربعة أمتار تعلوه أسلاك شائكة. وتحتفظ الوكالة ببعض الأبنية لاستعمالها تحت أسماء مستعارة.

الميزانية
توازي ميزانية المخابرات المركزية السنوية ميزانية عدة دول نامية. كما يقدر عدد العاملين فيها بحوالي 250 ألف موظف وجاسوس يقدمون خلاصة أعمالهم بقرير صباح كل يوم، يطلع عليه الرئيس الأمريكي.

أسلوب العمل
تستخدم الوكالة مختلف وسائل التجسس الحديثة، كطائرات التجسس من طراز طائرة U.2 التي استخدمت فوق الأراضي السوفيتية من أجل التصوير والتقاط الرادار. ونذكر الطائرة التي أسقطت عام 1960، فوق الأراضي السوفييتية والتي أفشلت الاجتماعي الذي كان مقررا في باريس بين الرئيس "ايزنهاور وخروتشوف ومكملان وديجول". وبمساعدة الطائرات U.2 استطاعت الولايات المتحدة معرفة أماكن الصواريخ الروسية في كوبا عام 1962، كما استخدمت المخابرات المركزية كذلك السفن البحرية مثل "بيوبلو" التي قبض عليها في كوريا عام 1968.

إضافة إلى ذلك كان استخدام العملاء المباشرين سواء كانوا دبلوماسيين أو غير دبلوماسيين وذلك بغية الحصول على المعلومات كحصولهم على نسخة من التقرير الذي تقدم به خروتشوف إلى المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي السوفييتي، والذي ندد فيه بجرائم ستالين، وكذلك البولندي جوزيف سوتيلو الذي كان يحتل موقعا متقدما في بلده، وغيرهم من الذين ما زالوا يعيشون بحماية المخابرات المركزية نظرا للخدمات الكبيرة التي قدموها لهذه المؤسسة.

العمليات الخارجية
ينسب إلى وكالة المخابرات المركزية سلسلة طويلة من العمليات السياسية والعسكرية في العديد من دول العمال، وخاصة في أمريكا الوسطى والجنوبية وغرب إفريقيا والشرق الأوسط والأدنى، حيث جرى العديد من الانقلابات العسكرية والتصفيات الفردية والجماعية.

كما تلعب الوكالة دورا كبيرا في التنظيمات النقابية والثقافية المختلفة عن طريق التدخل في نشاطاتها. فقد تولت حركة الطلاب في الولايات المتحدة وتدخلت في حركة الجامعة في ولاية ميشغن وفي البرامج الجامعية للجامعات الأمريكية وفي النقابات، إضافة إلى تمويلها للعديد من دور النشر لنشر الكتب المؤيدة لسياسات الولايات المتحدة، وكذلك باستخدام شخصيات ذات اطلاع وكفاءة عالية لتسويق أفكارها ومعتقداتها خدمة للسياسة الأمريكية.
__________________
اطلبوا العلم، فإن عجزتم فأحبوا أهله، فإن لم تحبوهم فلاتبغضوهم
هيا بنا نتعلم الديمقراطية
<!-- Facebook Badge START --><!-- Facebook Badge END -->
  #3  
قديم 28-10-2010, 05:19 PM
الصورة الرمزية محمد حسن ضبعون
محمد حسن ضبعون محمد حسن ضبعون غير متواجد حالياً
نـجــم الـعـطــاء ((رحمه الله))
 
تاريخ التسجيل: Feb 2008
المشاركات: 11,961
معدل تقييم المستوى: 28
محمد حسن ضبعون is just really nice
افتراضي الموساد

الموساد
المؤسسة المركزية للاستخبارات والأمن "الموساد" هي اختصار لعبارة "موساد لعالياه بت" العبرية أي منظمة الهجرة غير الشرعية. وهي إحدى مؤسسات جهاز الاستخبارات الإسرائيلي والجهاز التقليدي للمكتب المركزي للاستخبارات والأمن. أنشئت عام 1937، بهدف القيام بعمليات تهجير اليهود. وكانت إحدى أجهزة المخابرات التابعة للهاغاناه.



هناك الآن جهاز تنفيذي تابع للجهاز المركزي الرئيسي للمخابرات الإسرائيلية ويحمل نفس الاسم أسس 1953 قوامه مجموعة من الإداريين ومندوبي الميدان في قسم الاستعلام التابع لمنظمة الهاغاناه، وتطور ليتولى مهمة الجهاز الرئيسي لدوائر الاستخبارات وتنحصر مهماته الرئيسية فيما يلي:
  • إدارة شبكات التجسس في كافة الأقطار الخارجية وزرع عملاء وتجنيد المندوبين في كافة الأقطار.
  • إدارة فرع المعلومات العلنية الذي يقوم برصد مختلف مصادر المعلومات التي ترد في النشرات والصحف والدراسات الأكاديمية والإستراتيجية في أنحاء العالم.
  • وضع تقييم للموقف السياسي والاقتصادي للدول العربية، مرفقا بمقترحات وتوصيات حول الخطوات الواجب اتباعها في ضوء المعلومات السرية المتوافرة.
يضم الموساد ثلاثة أقسام هي:
1. قسم المعلومات: ويتولى جمع المعلومات واستقراءها وتحليلها ووضع الاستنتاجات بشأنها.

2. قسم العمليات: ويتولى وضع خطط العمليات الخاصة بأعمال التخريب والخطف وال*** ضمن إطار مخطط عام للدولة.

3. قسم الحرب النفسية: ويشرف على خطط العمليات الخاصة بالحرب النفسية وتنفيذها مستعينا بذلك بجهود القسمين السابقين عن طريق نشر الفكرة الصهيونية.

وقد ألحقت بجهاز الموساد مدرسة لتدريب المندوبين والعملاء مركزها الرئيسي حيفا ويتم فيها التدريب على قواعد العمل السري والأعمال التجسسية.
تورطت الموساد في عمليات كثيرة ضد الدول العربية والأجنبية منها عمليات اغتيال لعناصر تعتبرها إسرائيل معادية لها ولا يزال يقوم حتى الآن بعمليات التجسس حتى ضد الدول الصديقة والتي لإسرائيل علاقات دبلوماسية.

يقع "الموساد" في مبنى عادي في شارع الملك شاؤول في تل أبيب وتطلق عليه وسائل الإعلام الإسرائيلية اسم (عين داودالثاقبة)، وتم تأسيس الموساد قبل إنشاء دولة إسرائيل بنصف قرن تقريبا! إلى وجاء مواكبا للقرار الذي اتخذ في مدينة "بازل" السويسرية خلال أغسطس 1897 أثناء اجتماع المؤتمر الصهيوني الأول برئاسة ثيودور هرتزل ففي عام 1907 انشأ الحزب منظمة
عسكرية من اليهود الأوروبيين تسمى (بارجيورا) ثم تأسست الوكالة اليهودية عام 1923 بقرار من المؤتمر الصهيوني الثالث عشر، وهي الوكالة التي أخذت على عاتقها تنشيط هجرة اليهود من جميع أنحاء العالم إلى فلسطين بشتى الوسائل.
وفي عام 1920 تم تشكيل منظمة الهاجانا (الدفاع) العسكرية شبه القانونية وكان هدفها المعلن هو الحفاظ على موطن اليهود القومي ثم دخلت تحت وصاية الوكالة اليهودية التي تشكلت بعدها بثلاث سنوات، وشكلت الهاجانا فيما
بعد قوام جهاز المخابرات الإسرائيلي الحالي "الموساد".
ومن خلال الهاجانا تكونت منظمة سرية خاصة سميت مكتب المعلومات (شيروت يهوديوت) عرفت باسم (شاي)، وفي عام 1937 أنشأت الهاجانا أيضا منظمة
(موساد لي اليافي بيت) أي (مكتب الهجرة)إلى واسمها الأول (موساد) هو الاسم الذي استعاره جهاز المخابرات الإسرائيلية عام 1951 ليكون اسمه حينما ظهر لأول مرة بشكل رسمي، كما ورث أيضا شبكة جواسيسها.
ونظرا لتعدد تنظيمات التجسس الإسرائيلية رأت القيادة الصهيونية أن تنشئ جهازا خاصا لتنسيق أنشطتها سمي (شيروت إسرائيل) أو (في خدمة إسرائيل)إلى وقد تولى تأسيسه روفين شيلوح الذي رأس الموساد بعد تأسيسه رسميا.
وطبقا لإحصائية نُشرت عام 1996، يبلغ عدد العاملين في الموساد نحو 1200 إلى 1500 شخص، من بينهم 500 ضابط يعمل الواحد منهم حتى سن الثانيةوالخمسين، ويحال بعدها للمعاش، ويتقاضى 70 في المائة من مرتبه وقتها
إلى وللموساد شبكة للعملاء تغطي أنحاء العالم تضم 35 ألف شخص (20 الفاً عاملون والباقي في حالة كمون موقت).
يتولى الموساد العديد من المهام منها: التجسس إلى الاغتيالات إلى الحصول على الأسلحة إلى التجسس المضاد إثارة الفتن إلى الخطف.. الخ.
ويتكون الموساد من عدة أقسام رئيسية لكل منها دور أو مهمة خاصة بها وتتراوح مهام هذه الأقسام بين جمع المعلومات وتصنيفها ودراسة هذه المعلومات وتقييمها، والمراقبة والتجسس، والتجنيد وتنفيذ العمليات الخارجية الخاصة من *** وتصفية .. الخ، إضافة إلى قسم خاص بالتصوير
والتزوير والشفرة وأجهزة الاتصال، فضلا عن قسم خاص بالتدريب والتخطيط
ورفع كفاءة العاملين بالجهاز .كما يضم الموساد قسما لمكافحة التجسس والاختراق . ويعتبر قسم العمليات هو أكبر فروع الموساد ومهمته تنظيم نشاط وعمل الجواسيس المنتشرين حول العالم.
وهناك أيضا وحدة خارجية أخرى تسمى (عل) أي رفيعة المستوى إلى وهي تقوم بجمع المعلومات عن كل الدول العربية من داخل الولايات المتحدة الأميركية بواسطة تعقب البعثات الديبلوماسية.
__________________
اطلبوا العلم، فإن عجزتم فأحبوا أهله، فإن لم تحبوهم فلاتبغضوهم
هيا بنا نتعلم الديمقراطية
<!-- Facebook Badge START --><!-- Facebook Badge END -->

آخر تعديل بواسطة محمد حسن ضبعون ، 28-10-2010 الساعة 07:31 PM
  #4  
قديم 28-10-2010, 05:24 PM
الصورة الرمزية محمد حسن ضبعون
محمد حسن ضبعون محمد حسن ضبعون غير متواجد حالياً
نـجــم الـعـطــاء ((رحمه الله))
 
تاريخ التسجيل: Feb 2008
المشاركات: 11,961
معدل تقييم المستوى: 28
محمد حسن ضبعون is just really nice
افتراضي المخابرات الفرنسية

المخابرات الفرنسية
في عام 1795دخل في خدمة الجنرال باراس وأقنعه بأنه ذو نفع كبير لكل شيء ولا سيما التجسس على أي مكان وبث البغضاء بين الحكومة والشعب ، فأخذ يتجول في الأزقة متنكرا منصتا إلى الأحاديث ويجلس في المقاهي يستمع إلى الأقاويل والاشاعات من فم أصحابها ثم يعود إلى باراس حاملا معه ما حصل عليه من الأكاذيب والحقائق ومع ثقة باراس وتطور العمل اتبع فوشيه نظام المخبرين فعين منهم العشرات وأخذ يدربهم بفن وذكاء حتى وصل إلى ما وصل إليه فيما بعد أيام نابليون حيث أخذ ينقل إليه شخصيا ما يجمعه من مخبريه لأنه كان يعلم أن الامبراطور شديد الحذر والخوف على نفسه وبالتالي مستعد بمعرفة جميع ما يجري في فرنسا ضده ، استطاعت المخابرات البريطانية من التغلغل في دوائر مخابرات وشرطة فرنسا ، فقد توصل الإنجليز إلى زرع عميلين من الفرنسيين في أهم الدوائر الرسمية ، وتمكنوا بذلك من الحصول على جميع التعليمات التي كان يصدرها نابليون أولا بأول ، فوشيه الذي أصبح بعد غناه أسير المادة أغدقت عليه المخابرات العسكرية البروسية الأموال الطائلة حتى قدم الخدمة الجليلة للفلدمارشال
__________________
اطلبوا العلم، فإن عجزتم فأحبوا أهله، فإن لم تحبوهم فلاتبغضوهم
هيا بنا نتعلم الديمقراطية
<!-- Facebook Badge START --><!-- Facebook Badge END -->
  #5  
قديم 28-10-2010, 05:33 PM
الصورة الرمزية محمد حسن ضبعون
محمد حسن ضبعون محمد حسن ضبعون غير متواجد حالياً
نـجــم الـعـطــاء ((رحمه الله))
 
تاريخ التسجيل: Feb 2008
المشاركات: 11,961
معدل تقييم المستوى: 28
محمد حسن ضبعون is just really nice
افتراضي أسير حرب

أسير حرب
أسير حرب هو مصطلح في القانون الدولي الإنساني وفي شرائع أخلاقية أخرى يشير إلى مكانة المقاتل في جيش أو ميليشيا منظمة الذي وقع في أيدي عدوه. حسب القانون الدولي الإنساني، الذي تطور تدريجيا منذ 1863، تتضمن مكانة أسير حرب حقوق خاصة يتمتع بها الأسير مثل عدم محاكمته، عدم تعرضه لل*****، تلاقي علاج طبي كامل، الاستعانة بمنظمة الصليب الأحمر الدولية لمراقبة حالته الصحية وللاتصال بأقربائه وغيرها من الحقوق
من يعتبر أسير حرب</SPAN>
حسب ميثاق جنيف الثالث من 1949، أسير حرب هو مقاتل شرعي وقع في أيدي عدوه عاجزا عن القتال أو مستسلما. ويضم مصطلح "مقاتل شرعي" حسب هذا الميثاق على كل من العناصر التالية:
1. جندي في جيش دولة معترف بها.
2. جندي في جيش لكيان سياسي يدار كدولة ولو كان غير معترف به.
3. عضو في ميليشيا لا تخضع لأي دولة أو كيان سياسي بشرط أن تكون لها المميزات التالية: قيادة مسؤولة عن أعضاء الميليشيا، أزياء خاصة أو شعار يمكن ملاحظته في ساحة المعركة، يحمل أعضائها أسلحتهم علناً، تلتزم بالمواثيق الدولية.
4. مدني أمسك بسلاح للدفاع عن بلده من عدو يتقدم تجهه دون أن يكفي له الوقت للتجنيد.
وحسب هذا التعريف فإن المرتزقة والإرهابيون والجواسيس لا يتم اعتبارهم أسرى حرب. ولكن لا يتم تطبيق هذه القواعد بشدة فمثلا الأشخاص المتورطة في حرب العصابات ليسوا بجنود ولكن يتم اعتبارهمم أسرى حرب إن تم إلقاء القبض عليه
كيف يعامل أسير الحرب</SPAN>
تفرض المعاهدات الدولية أن يلقى أسرى الحرب معاملة إنسانية وذلك منذ القبض عليه حتى الإفراج عليه أو عودته إلى وطنه. تحظر المعاهدات الدولية ***** أسرى الحرب كما أنها تنص على أن يطلب من أسير الحرب إلا اسمه وتاريخ ميلاده وحراسه ورقم الهوية العسكرية.
تنص إتفاقية جنيف الثالثة على إطعام وإشراب أسرى الحرب كما تشترط المادة 26 من الاتفاقية إحتارم عادات وتقاليد أسرى الحرب فمثلا لا يمكن إجبار أسرى مسلمين على أكل طعام يحرمه دينهم.
يجب أن يزود أسرى الحرب بلباس لائق ويكون هذا الزي إما من أسير الحرب أو زي يقوم بتوفيرها الآسر. ويبقي لأسير فأولاً، أسرى الحرب بعامة جنود ولا بد أن يكونوا مرتدين بزّات. فارتدأ لأسير حرب لزي مدني يعني أنه مدني وليس أسير حرب كما أن احتمال فراره يتزايد.
يحق لأسرى الحرب حسب المادة الثانية والسبعون من اتفاقية جنيف الثالثة إرسال رسائل إلى وطنهم وتسلمها منه كمايسمح لهم تسلم معونات سواء كانت طعاماً أو دواءً أو ثياباً.
في حال عدم احترام أسير حرب لقوانين المعسكر فأن اتفاقية جنيف تتضمن عدة بنود في خصوص معاقبة أسرى الحرب على أسس عادلة وإنسانية. فأذا حاول أسير الحرب الهرب فإن المادة الثانية والأربعين تقول إن استعمال أسلحة ضد أسرى حرب "وسيلة أخيرة" وأن استعمالها يحب أن يسبقه دائماً "إنذارات مناسبة للظروف
__________________
اطلبوا العلم، فإن عجزتم فأحبوا أهله، فإن لم تحبوهم فلاتبغضوهم
هيا بنا نتعلم الديمقراطية
<!-- Facebook Badge START --><!-- Facebook Badge END -->
  #6  
قديم 28-10-2010, 05:46 PM
الصورة الرمزية محمد حسن ضبعون
محمد حسن ضبعون محمد حسن ضبعون غير متواجد حالياً
نـجــم الـعـطــاء ((رحمه الله))
 
تاريخ التسجيل: Feb 2008
المشاركات: 11,961
معدل تقييم المستوى: 28
محمد حسن ضبعون is just really nice
افتراضي أول جيل من ضباط المخابرات العامة المصرية

أول جيل من ضباط المخابرات العامة المصرية

اسماء وصور مؤسسوا المخابرات العامة فى الصورة "الجيل الأول" وينقصهم بعض من كانوا اما خارج القاهرة او من كانو فى خدمة هامة فى ذلك اليوم ولا يتعدوا عشرة آخرين سوف أنشر أسمئهم فى رسالة اخرى

وسيلاحظ عند مقارنة الأسماء مع أسماء قيادة المقاومة السرية المسلحة في بورسعيد ، كيف أن كبار ضباط المخابرات العامة المصرية ، كانوا يقودون المقاومة السرية المسلحة ، تحت الأشراف المباشر من الرئيس جمال عبدالناصر ... ويشرفني أن أنتمي إلي هذا الجيل




فتحى الديب - مصطفى مختار - احمد كفافى - سعدعفرة - مصطفى المستكاوى - محمد شكرى - سعيد حليم - عد القادر حاتم - لطفى واكد - كمال رفعت - فريد طولان - سامى شرف - ابراهيم بغدادى - محمد فائق - محمود عبد الناصر - جمال الشناوى
(سامى شرف فى الصف الأمامى متريعا ويلبس جـاكيت أبيض)
كان محمد نسيم رحمه الله يشبه محمد فائق ... الثاتي علي يمين سامي شرف "بالشراب الأبيض"والموكاسان "اليض أسود" .. مع فرق بسيط ... في الأنف .. والبشرة القمحية فليلا .. وطول القامة بعض الستنيمترات وكان يحدث كثيرا ، أن يلتبس اليعض بينهما ، عندما يدخلا "المكان" بدون سيارة





الرعيل الأول من مؤسسي الجهاز عشرة أشخاص منهم زكريا محيي الدينالذى كان أول رئيس للجهاز وهؤلاء القادة هم

( كمال الدين رفعت
)

تولى في جهازالمخابرات شئون الانجليز، حيث لم يكن الاحتلال الانجليزي قد غادر منطقة قناة السويس، ولهذا تأسست شعبة في جهاز المخابرات باسم شئون الانجليز،يكون هدفها الأساسي هو تحديد الوسائل التي تجبر الانجليز على الخروج من مصر..

2- (مصطفى المستكاوي)
وقد تولى الدور الاعلامي في المخابرات العامة، وتولى رئاسة تحرير صحيفة المساء فيما بعد ..

3- (سعد عفرة)
فكان نموذجا حيا للقراءة والاطلاع والسعي بحيث أصبح أحد جوانب المرجعية فى هذا العمل (وأصبح فيما بعد رئيس مصلحة الإستعلامات ، ثم سفير مصر في أوربا "بولندا" )

4- ( فريد طولان )
فتمرس على جمع المعلومات من جميع المصادر، والعمل داخل مصر، بصورة فنية دقيقة، وباتقان في تتبع ما يهم عمل المخابرات من دراسات مهمة في الشأن الداخلي، وفعل ذلك لخدمة العمل السري للمخابرات، وأيضا العمل العلني، وذلك بلا خلط بينالاثنين.

5- ( أحمد كفافي )
فكان ضابط سلاح الفرسان، ومتخصصا في مجال الاقتصاد، حيث تخصص في شئون الاقتصاد اللازمة لصالح عمل المخابرات

6- ( محمود عبدالناصر )
الذي كان مع كمال رفعت في مواجهة القوات البريطانية في القناة، وأصبح فيما بعد ، مدير مكتب رئيس الجمهورية "أنور السادات"

7- ( عبدالقادر حاتم)
الذي تولىالاعلام وحمل على عاتقه مهمة توضيح أهداف الثورة داخليا وخارجيا.. وهوالذى تولى رياسة الوزارة فى مصر فيما بعد وحاليا يعمل كعضو فى المجلس القومى المصري لحقوق الإنسان

8- ( محيي الدين أبوالعز )
الذي تولى مهمة الرقابة على الوزارات، وكانت هذه المهمة هي النواة الحقيقية لجهاز الرقابة الادارية.

9- ( فتحي الديب )
فرع الشئون العربيةفي الجهاز، تكون مهمته ربط الوطن العربي بكل ساحاته بالقاهرة، تمهيدالممارسة مصر دورها الايجابي في تحرير باقي الأجزاء المحتلة من الوطن العربي وهو أيضا الذى تولى إنشاء إذاعة ( صوت العرب ) .

(على صبري)

تولى رياسة الجهاز خلفا لزكريا محيي الدين ثم سلم القيادة لصلاح نصر بعد ذلك

__________________
اطلبوا العلم، فإن عجزتم فأحبوا أهله، فإن لم تحبوهم فلاتبغضوهم
هيا بنا نتعلم الديمقراطية
<!-- Facebook Badge START --><!-- Facebook Badge END -->
  #7  
قديم 28-10-2010, 05:51 PM
الصورة الرمزية محمد حسن ضبعون
محمد حسن ضبعون محمد حسن ضبعون غير متواجد حالياً
نـجــم الـعـطــاء ((رحمه الله))
 
تاريخ التسجيل: Feb 2008
المشاركات: 11,961
معدل تقييم المستوى: 28
محمد حسن ضبعون is just really nice
افتراضي

المخابرات المصرية
"قصة معجزة على النيل"

لم يحدث فى التاريخ أن تعرض جهاز مخابرات قومى قوى أدى واجبه فى ظل ظروفلا يمكن أن توصف بأنها مواتية لظلم وتشويه قدر ما تعرض جهاز المخابراتالمصري منذ سنة إنشائه وحتى عام 1973 م , وكان السبب عوامل مختلفة تجمعت فى الأفق أشبه ما يكون بنذير العاصفة التى تفجرت فى وجه الجهاز ورجاله عام 1967 م ..
والكارثة الحقيقية لم تكن فى حملات التشويه ذاتها والتى اشترك بها من يعلمومن لا يعلم بل كانت الكارثة فى أن رجال الجهاز لم يتمكنوا قط ولم يكنمسموحا لهم كقاعدة أساسية أن يغيروا شيئا من واقع الإتهامات أو يدفعوا عنأنفسهم بعض الظلم الواقع عليهم
بل كان المطلوب منهم أن يؤدوا عملهم ويستمروا فيهتحت أقصي قدر من الضغط العصبي ودونما أن يتفوه واحد منهم بكلمة ولم يُردإليهم اعتبارهم الواجب إلا عقب حرب أكتوبر عام 1973 بعد صبر مرير
ولبيان هذه الصفحة سنتعرض قليلا لنشأة الجهاز والظروف التى أحاطت به وسببحملات التشويه التى تم ردها فيما بعد لبيان معدن هؤلاء القابعين خلف أمنبلادهم باذلين أقصي قدر من طاقات البشر وبدون مقابل ..
ثم نلقي الضوء على الصفحات المجهولة من حياة هذا الجهاز العريق
النشأة ..
حالة ولادة عسيرة ..
بهذه العبارة البسيطة يمكن إيجاز الظروفالتى واكبت فكرة وتأسيس جهاز المخابرات المصري عقب قيام ثورة يوليو والتىتعد مسألة تأسيس المخابرات المصرية من أوجه الحسنات التى لا جدال فيهالنظام الرئيس عبد الناصر ..
بدأت الفكرة والحاجة الملحة لوجود جهاز مخابرات للبلاد عقب تفهم ضباطالثورة بحكم خبراتهم العسكرية لما تؤديه تلك الأجهزة من مهام قد تقلبموازين حروب كبري وتغير من مصير أمة بأكملها ..
وهو الأمر الذى اتضح بجلاء فى الحرب العالمية الثانية على يد عدد من العمليات التى خاضتها المخابرات البريطانية ضدالمخابرات الألمانية وغيرت بها مسار الحرب نهائيا بعد أن أدولف هتلر قداكتسح سائر أوربا ولم يتبق له إلا الأسد البريطانى المتهالك من ضرباتقنابل الألمان فوق جزيرتهم
فاستعادت المخابرات البريطانية توازنها وخبرتها وكان تشرشل رئيس وزراءالحرب يعرف جيدا ما الذى يمكنه عمله عن طريق مخابراته فنجحت المخابراتالبريطانية فى القيام بعدة عمليات لا زالت مسجلة باسمها باعتبارها من أقوىعمليات التخابر فى التاريخ تأثيرا على الأحداث ..
حيث تمكن رجل المخابرات البريطانى آيان فيلمنج ـوهو نفسه مؤلف ومبتكر شخصية جيمس بوند فيما بعدـ من تكوين فرقة انتحارية يكون هدفها العمليات المستحيلة فى مسار الحرب وانجاز بعض من الأعمال التى تؤدى الى انفلات الثقة الألمانية بجيشها ونجح بالفعل عن طريق فرقته فى الهجوم الخاطف على عدد من مقرات الجيش الألمانى بأوربا بأساليب عسكرية غير معروفة وغير مطروقة
إضافة إلى تكوينه لما سماه بالإذاعة الألمانية وهى إذاعة موجهة للشعب الألمانى أخذت فى بث روح الحماسة والتأييد للجيشالألمانى على نحو أعطاها ثقة الشعب والجيش بل وهتلر نفسه التى ظنها إذاعةصنعها وقام ببثها شباب أوربا المحب والمبهور بهتلر
وكانت الإذاعة تكيل السخرية والسب لبريطانيا لتكتسب المزيد من الثقة واستمرت فترة على هذا النحو ثم بدأت شيئا فشيئا فى دس السم فى العسل فبدأت تورد أخبارا من شأنها ضرب الروح المعنوية للألمان وإفقادهم الثقة فى قادتهم فبثت الإذاعة أخبار هوس الجنرالات الألمان بالغنائم الحربية فى أوربا وإسرافهم الشديد وميلهم للحفلات الماجنة إلى غير ذلك من الأمور التىكانت تثير صغار الضباط والجنود والشعب أيضا
كما تمكنت المخابرات البريطانية من حسم أهم المعارك التى تحول بسببها مجرى الحرب عندما تأهبت قوات الحلفاء للنزول على إحدى الجزيرتين " كورسيكا أو سردينيا" بالبحر المتوسط
وكان الألمان يوزعون قواتهم على الجزيرتين ولا يعرفون فى أيهما ستكون الضربة فقامت المخابرات البريطانية بأخذ جثة شاب بريطانى توفي غرقا منذ أيام قليلة وألبسوها حلة عسكرية لضابط جو وأتقنوا الخدعة إلى أقصي حد عندما أدخلوا إلى جيب الحلة العسكرية خطابا عسكريا مختوما يحمل توجهات تخالف النية التى عقدها الحلفاء ، وقاموا بدفع الجثة إلى الشواطئ الأسبانية إمعانا فى الخداع ليظهر الأمر وكأن الضابط قد مات غرقا عندما فشلت عملية إنزاله فى البحر ليؤدى مهمتهب إبلاغ الوثيقة للقوات البريطانية المتأهبة للقتال
ولأن أسبانيا كان هواها مع هتلر فقد منحت الجثة للألمان وابتلع الألمان الطعم وحشدوا قواتهم فى إحدى الجزيرتين ليأتيهم الهجوم صاعقا من الجزيرةالأخرى وتكبد الألمان فيها خسائر مهولة لأول مرة منذ بدء معارك الحرب
أما أخطر ما قامت به المخابرات البريطانية على الإطلاق فهى قيامها بخداع حليفتها الصدوق الولايات المتحدة الأمريكيةلدفعها لتعلن الحرب على ألمانيا
وكانت القصة قد بدأت عندما بذل تشرشل جهودا خرافية لإقنا عروزفلت الرئيس الأميركى بدخول الحرب مع الحلفاء وعدم الإكتفاء بالتمويل وهو الأمر الذى كان يرفضه روزفلت ويرفضه الشعب الأمريكى الذى لم ير فى نفسه حاجة إلى أن يدخل حربا ضروسا ليس له فيها مصلحة تقتضي التضحية بالجيش أمام القوةالألمانية واليابانية
ولم يجد تشرشل أى وسيلة لإقناع روزفلت بدخول الحرب والذى تشبث بأن الشعبلن يرضي الدخول فى حرب تبعد عنه آلاف الأميال لمجرد مناصرة أصدقائه من أوربا، ففكر تشرشل فى أن الرئيس والشعب الأمريكى لن يدخل الحرب إلا إذا نالهم من نارها ضرر مباشر
وأعطى تعلمياته لجهاز المخابرات البريطانى بتدبر الأمر,
وبالفعل تمكن البريطانيون من زرع معلومة خاطئة وتسريبها للمخابرات اليابانية عن نية الأسطول الأمريكى القيام بضربة وشيكة ضد القوات اليابانية فى المحيط الهادى
وبمنتهى الحماقة وخفة العقل ابتلع اليابانيون المعلومة واقتنعوا بها ليقررالقادة اليابانيون القيام بضربة إجهاض بسلاح الجو اليابانى ضد الأسطولالأمريكى القابع فى المحيط الهادى
وقامت الطيران اليابانى بالفعل بمهاجمة الأسطول الأمريكى فى بيرل هاربر ودمره عن آخره فى دقائق معدودة ولم يستطع الأسطول الدفاع عن نفسه مع الهجمة المفاجئة بأى مقياس عسكري إضافة إلى براعة اليابانيين المعروفة فى أسلوب عملهم بالطيران حيث أن فرق الكاميكاز كانت يقوم طياروها بالهجوم بجسم الطائرة نفسه على الهدف لينفجر به إذا استعصي عليه ضربه بالقذائف
وكانت خسائر الولايات المتحدة فوق تصورهم واهتزتالرأى العام الأمريكى للحادثة ولم يكن صعبا أن تدخل الولايات المتحدةالحرب بكل قوة بعد أن أصبح لها فى قلب الحرب معارك وضحايا!
وبالطبع بقي دور بريطانيا سرا مغلقا لمدة تزيد هم خمسين عاما حتى تم كشفالوثيقة بمضي خمسين عاما ليثير الإعلان عن العملية ضجة عالمية كبري
والمخابرات السوفيتية أيضا فى معاركها مع الألمان واليابانيين لم يحسمها بحق إلا جهاز المخابرات السوفياتى عن طريقثانى أشهر وأقوى الجواسيس فى تاريخ المخابرات وهو الملقب بالأستاذ ..
ريتشارد سورج ألمانى الجنسية خان وطنه عن اقتناع بالمذهب الشيوعى فجندته المخابرات السوفيتية لحسابها وعمل فترةبألمانيا قبل أن ينقل نشاطه وشبكته إلى الصين ثم إلى اليابان مزوداالسوفيات بكنوز من المعلومات التى دفعتهم إلى تدارك موقفهم المؤسف علىجميع الجبهات مع ضربات الألمانيين واليابانيين
وكان مسك الختام هو آخر ما بعث به ريتشارد سورج لقادته فى المخابرات السوفياتية يؤكد لهم بما لا يدع مجالا لأى شك أن هناك اضطرابات فى الجيش اليابانى تمنع منعا مطلقا فتح جبهة له أمام الأراضي السوفياتية ليقوم السوفيات بناء على تلك المعلومة البالغة الخطورة بنقل أكثر من نصف مليون جندى على الجبهة اليابانية الى الجبهة الألمانية فى مواجهة هتلر الذى توقف على بعد خمسين كيلومترا من موسكو وقام الجيش السوفياتى بالهجوم المضاد فى ظل جو قارس بالغ البرودة تجمدت له أطراف أصابع الجنود الألمان لتفشل حملةهتلر ضد السوفيات بفضل براعة جاسوسهم ريتشارد سورج الذى كشفته المخابراتاليابانية بعد ذلك وتم إعدامه
وبالإضافة إلى أدوار المخابرات فى الحرب العالميةالثانية ظهر جليا لقادة الثورة المصرية مدى ما فعله جهاز المخابراتالإسرائيلي ليساعد على قيام الدولة وهو أول جهاز من نوعه يتم تكوينه قبلأن تتكون دولته حتى أنه من المعروف بين مؤرخى المخابرات أن الدول تنشئالمخابرات وإسرائيل أنشأها جهاز المخابرات ..
وفى بداية الخمسينيات وبالتحديد بعد اكتشاف فضيحة لافون التى تبين أنها عملية أفشلتها المباحث المصرية وكانت وراءها شبكة يهودية يشرف عليها أبراهام دار ضابط الموساد الشهير لتلغيم وتفجير عدد من المصالح الأمريكية فى مصر لكى يضع الإسرائيليون مأزقا لا يتم تجاوزه أمام تطورالعلاقات المصرية الأمريكية
وكانت عملية لافون وما احتوته من مفاجآت دافعا رهيبا لسرعة تأسيس جهازالمخابرات لمواجهة تلك الحروب التى تتم خلف الستار ويكون لها أخطر الأثرعلى الأمن القومى
وقرر جمال عبد الناصر "عندما تولي وزارة الداخلية" فى بداية عام 1953 م إسناد مهمة الجهاز إلى رفيقه زكريا محيي الدين والذى جمع عددا من أبرع وأخلص رجال الجيش المصري فى ذلك الوقت وارتدوا الزى المدنى استعدادا للحفر فى الصخر والبحث من ثقب إبرة عن كيفية تأسيس الجهاز على أسس صحيحة فى ظل عالم يستهدف بلادهم ويتميز عنهم بخبرة فائقة لها أكبرالأثر فى هذا المجال الحساس
والأنكى من ذلك أن القاهرة تحولت فى ذلك الوقت وما قبله منذ عام 1947 الى مرتع جواسيس بلا ضابط حيث توافر فيها ضباط ورجال المخابرات من اسرائيل وبريطانيا وألمانيا يؤدون مصالح أوطانهم دونما توتر أو قلق .. فلم يكن هناك ثمة جهاز أمنى يتصدى لتلك العمليات إلا المخابرات الحربية وهى بطبيعتها قاصرة وغير مختصة بأساليب التخابر العلمية ..
وكانت البداية عندما تقدم أحد الأشخاص ـ كما يروي الواقعة الأستاذ محمود صلاح الصحفي المصري ـ وقام بعرض شراء أحد المستشفيات النفسية التى هجرها أصاحبها دونما عودة ..
وكان المبنى أشبه بفيلا فى منطقة سكنية تحيطها أرض فضاء تم التعاقد على شرائها أيضا لتصبح أحد المقرات السرية لجهاز المخابرات الوليد
وتمت تغطية العمل الحقيقي للمبنى بستار سري تحت مسمى إدارة تابعة للحكومة تحمل اسم " إدارة البحوث والإنشاء" كما تم اتخاذ مقر المدرسة العسكرية بضاحية مصر الجديدة كمقر آخر للجهاز ..
و بدأ رجاله فى التوافد على نحو لا يلفت النظر ليبدأ الجيل الأول من مؤسس الجهاز فى قراءة مراجع علم المخابرات ودراسة بعض العمليات التى تم نشرها
اوتم استقطاب تلك المراجع على وجه السرعة من أوربا وغيرها بالإضافة إلى التماس أساليب جهاز القلم السياسي الذى كان دوره فاعلا قبل الثورة ..
وكان الرعيل الأول من مؤسسي الجهاز عشرة أشخاص منهم زكريا محيي الدين الذى كان أول رئيس للجهاز وهؤلاء القادة هم
( كمال الدين رفعت)
تولى في جهازالمخابرات شئون الانجليز، حيث لم يكن الاحتلال الانجليزي قد غادر منطقة قناة السويس، ولهذا تأسست شعبة في جهاز المخابرات باسم شئون الانجليز،يكون هدفها الأساسي هو تحديد الوسائل التي تجبر الانجليز على الخروج من مصر..
2- (مصطفى المستكاوي)
وقد تولى الدور الاعلامي في المخابرات العامة، وتولى رئاسة تحرير صحيفة المساء فيما بعد ..
3- (سعد عفرة)
فكان نموذجا حيا للقراءة والاطلاع والسعي بحيث أصبح أحد جوانب المرجعية فى هذا العمل (وأصبح فيما بعد رئيس مصلحة الإستعلامات ، ثم سفير مصر في أوربا "بولندا" )
4- ( فريد طولان )
فتمرس على جمع المعلومات من جميع المصادر، والعمل داخل مصر، بصورة فنية دقيقة، وباتقان في تتبع ما يهم عمل المخابرات من دراسات مهمة في الشأن الداخلي، وفعل ذلك لخدمة العمل السري للمخابرات، وأيضا العمل العلني، وذلك بلا خلط بين الاثنين.
5- ( أحمد كفافي )
فكان ضابط سلاح الفرسان، ومتخصصا في مجال الاقتصاد، حيث تخصص في شئون الاقتصاد اللازمة لصالح عمل المخابرات
6- ( محمود عبدالناصر )
الذي كان مع كمال رفعت في مواجهة القوات البريطانية في القناة، وأصبح فيما بعد ، مدير مكتب رئيس الجمهورية "أنور السادات"
7- ( عبدالقادر حاتم)
الذي تولىالاعلام وحمل على عاتقه مهمة توضيح أهداف الثورة داخليا وخارجيا.. وهوالذى تولى رياسة الوزارة فى مصر فيما بعد وحاليا يعمل كعضو فى المجلس القومى المصري لحقوق الإنسان
8- ( محيي الدين أبوالعز )
الذي تولى مهمة الرقابة على الوزارات، وكانت هذه المهمة هي النواة الحقيقية لجهاز الرقابة الادارية.
9- ( فتحي الديب )
فرع الشئون العربيةفي الجهاز، تكون مهمته ربط الوطن العربي بكل ساحاته بالقاهرة، تمهيدالممارسة مصر دورها الايجابي في تحرير باقي الأجزاء المحتلة من الوطن العربي وهو أيضا الذى تولى إنشاء إذاعة ( صوت العرب ) .
*عبد المحسن فائق
وهو الذى يمكن أننقول عنه أنه ولد كرجل مخابرات بالفطرة كان أحد النوابغ الذين أضافوا لهذاالعلم وسطروا تاريخهم بحروف من نور وأول عملياته كانت عملية انتقاء رفعت الجمال " رأفت الهجان " وزرعه داخل اسرائيل ليصبح بعد ذلك أول وأشهرالعملاء فى تاريخ المخابرات حتى اليوم حيث أنه العميل الوحيد الذى ظل يعمل حتى اعتزاله ثم وفاته دون أن ينكشف أمره أو أمر شبكته وهو ما لم يحدثمطلقا من قبل
* محمد نسيم
أشهر رجالالمخابرات العامة فى تاريخها وبطل العديد من العمليات الناجحة وهو الذىتولى إعادة تأهيل وتدريب رفعت الجمال ليصبح مستواه متقدما حتى بلغ مستوىضابط حالة ..كما كان قائد عملية الحفار وكذلك عملية انقاذ عبد الحميدالسراج
وانضم فى نفس الفترة يضا كل م نشعرواى جمعه الذى تولى رياسة الخدمة السرية بالجهاز ثم تولى وزارة الداخلية بعد ذلك
وأيضا انضم طلعت خيري
ثم أمين هويدى الذى تولى رياسة الجهاز بعد النكسة
وعلى صبري
الذى تولى رياسة الجهاز خلفا لزكريا محيي الدين ثم سلم القيادة لصلاح نصر بعد ذلك
وصلاح نصرا لذى تولاه لمدة عشر سنوات انتهت عام 1967 ويعتبر صاحب أفضل انجازات الجهاز بالرغم من انحرافاته التى حوكم عليها فيما بعد
وكان مهام هذا التشكيل العملاق عملاقة هى أيضا حيث تلخصت فيما يلي
أولا .. تغيير جميع الشفرات التى تستخدمها مصر فى ذلك الوقت.
ثانيا.. انشاء جميع مكاتب المخابرات المصرية فى اوروبا..
ثالثا .. فحص وانتقاء متدربين كنواة لجيل تالى فى رجال المخابرات مع العمل على انتقاء العملاء والمتعاونين من خارج الجهاز
هذا بخلاف تولي مهام أي جهاز مخابرات محترف ، في ظل ظروف حساسة ، و تهديدات عظمى .
وكانت المهام ثقال والوقت أشد ضيقا أمام انجاز أى عمل وسط أعداء بلغواالقمة فى الخبرة بهذا المجال الذى لا يزال رجال المخابرات المصرية علىعتباته وليس معهم الوقت الكاف لمجرد الدراسة والبحث
__________________
اطلبوا العلم، فإن عجزتم فأحبوا أهله، فإن لم تحبوهم فلاتبغضوهم
هيا بنا نتعلم الديمقراطية
<!-- Facebook Badge START --><!-- Facebook Badge END -->
  #8  
قديم 28-10-2010, 05:56 PM
الصورة الرمزية محمد حسن ضبعون
محمد حسن ضبعون محمد حسن ضبعون غير متواجد حالياً
نـجــم الـعـطــاء ((رحمه الله))
 
تاريخ التسجيل: Feb 2008
المشاركات: 11,961
معدل تقييم المستوى: 28
محمد حسن ضبعون is just really nice
افتراضي

تستدعينى مسئوليتى أمام الله وأمام ضميرى أن أوجه أنظاركم الى قصص مجهولة عن نجاح المخابرات العامة المصرية والمخابرات الحربية المصرية فى مكافحة الجاسوسيس مهما كانت جنسياتهم وأينما كانوا ولولا المجهودات الجبارة التى تقوم بها المخابرات العامة والمخابرات العسكرية فى حماية الوطن لما كنا سنحيا فى أمان ...
ليس فقط رأفت الهجان وغيرهم ... وليست قصة واحدة ولكنها أساطير يقف ورائها رجال مجهولين يعرضوا أرواحهم للخطر من أجل وطن آمن
ونظرا لعدد القصص وأهميتهم ... تابعونا ...
__________________
اطلبوا العلم، فإن عجزتم فأحبوا أهله، فإن لم تحبوهم فلاتبغضوهم
هيا بنا نتعلم الديمقراطية
<!-- Facebook Badge START --><!-- Facebook Badge END -->
  #9  
قديم 28-10-2010, 06:09 PM
الصورة الرمزية محمد حسن ضبعون
محمد حسن ضبعون محمد حسن ضبعون غير متواجد حالياً
نـجــم الـعـطــاء ((رحمه الله))
 
تاريخ التسجيل: Feb 2008
المشاركات: 11,961
معدل تقييم المستوى: 28
محمد حسن ضبعون is just really nice
افتراضي رفعت الجمال " رأفت الهجان "

كنت جاسوساً في إسرائيل
رفعت الجمال " رأفت الهجان "
لم يتوقع احد تلك العاصفة التي هبت داخل إسرائيل بحثا وسعيا لمعرفة حقيقة الشخصية التي أعلنت المخابرات العامة المصرية عام 1988 بأنها قد عاشت داخل إسرائيل لسنوات طوال أمدت خلالها جهاز المخابرات المصري بمعلومات مهمة كما أنها شكلت وجندت داخل المجتمع الإسرائيلي نفسه اكبر شبكه تجسس شهدتها منطقة الشرق الأوسط. وكان اسم (رأفت الهجان) هو الاسم المعلن البديل للمواطن المصري المسلم (رفعت على سليمان الجمال) ابن دمياط والذي ارتحل إلى إسرائيل بتكليف من المخابرات المصرية عام 1954 حاملا روحه على كفة. وحقق الجمال نجاحات باهرة وبه استطاعت المخابرات المصرية أن تثبت عمليا كذب أسطورة التألق التي تدعيها إسرائيل لجهاز مخابراتها.
وفور إعلان القاهرة لهذه العملية المذهلة طالبت الصحفية الإسرائيلية "سمادر بيرى" - في موضوع نشرته بجريدة يدعوت احرونوت الإسرائيلية - آيسر هريتيل مدير المخابرات الإسرائيلية في هذا الوقت أن ينفى ما أعلنته المخابرات المصرية وأكدت لمدير المخابرات الإسرائيلية أن هذه المعلومات التي أعلنتها القاهرة تثبت تفوق المخابرات العربية المصرية في أشهر عملية تجسس داخل إسرائيل ولمدة تقرب من العشرين عاما.
واستهدفت الصحفية من نشر هذا الموضوع عرض الحقيقة كاملة ، حقيقة ذلك الرجل الذي عاش بينهم وزود بلاده بمعلومات خطيرة منها موعد حرب يونيو 1967 وكان له دور فعال للغاية في الإعداد لحرب أكتوبر 1973 بعد أن زود مصر بأدق التفاصيل عن خط بارليف ، كما انه كون إمبراطورية سياحية داخل إسرائيل ولم يكشف احد أمره .وجاء الرد الرسمي من جانب المخابرات الإسرائيلية : أن هذه المعلومات التي أعلنت عنها المخابرات المصرية ما هي إلا نسج خيال ورواية بالغة التعقيد .. وان على المصريين أن يفخروا بنجاحهم!. وبينما يلهث الكل وراء اي معلومة للتأكد من الحقيقة عن هذا المجهول المقيد في السجلات الإسرائيلية باسم "جاك بيتون" بصفته إسرائيلي ويهودي، نشرت صحيفة "الجيروزاليم بوست" الإسرائيلية موضوعا موسعا بعد أن وصلت إلى الدكتور "ايميرى فريد" شريك الجمال في شركته السياحية "سي تورز" وبعد أن عرضوا علية صورة الجمال التي نشرتها القاهرة شعر بالذهول وأكد أنها لشريكة "جاك بيتون" الذي شاركه لمدة سبع سنوات وانه كان بجواره مع جمع كبير من صفوة المجتمع الإسرائيلي عندما رشح لعضوية الكنيست الإسرائيلي ممثلا لحزب "مباى" الإسرائيلي "حزب عمال الأرض" ولكنه لم يرغب في ذلك.
وفور أن فجرت صحيفة "الجيروزاليم بوست" حقيقة الجاسوس المصري وانه شخصية حقيقية وليست من نسج خيال المصريين كما ادعى مدير الموساد حصلت الصحيفة أيضا على بيانات رسمية من السجلات الإسرائيلية مفادها أن "جاك
بيتون" يهودي مصري من مواليد المنصورة عام 1919 وصل إلى إسرائيل عام 1955 وغادرها للمرة الأخيرة عام 1973 .
وأضافت الصحيفة بعد التحري أن "جاك بيتون" أو "رفعت الجمال" رجل الأعمال الإسرائيلي استطاع أن ينشئ علاقات صداقه مع عديد من القيادات
في إسرائيل منها "غولدا مائير" رئيسة الوزراء ، و"موشى ديان" وزير الدفاع .
وخلصت الصحيفة إلى حقيقة ليس بها أدنى شك :
"جاك بيتون" ما هو إلا رجل مصري مسلم دفعت به المخابرات المصرية إلى إسرائيل واسمه الحقيقي "رفعت على سليمان الجمال" من أبناء مدينة دمياط بمصر.
وفور هذه المعلومات الدقيقة التقطت الصحف العالمية أطراف الخيط فقالت صحيفة "الاوبزرفر" البريطانية الواسعة الانتشار : أن "الجمال" عبقرية مصرية استطاع أن يحقق أهداف بلاده .. ونجح في أن يعود إلى وطنه سالما ويموت طبيعيا على فراشه.
رفعت الجمال
ولد رفعت الجمال في الأول من يوليو 1927 بمدينة طنطا وكان الابن الأصغر للحاج على سليمان الجمال تاجر الفحم وكان له اخوين أشقاء هما لبيب ونزيهه إضافة إلى أخ غير شقيق هو سامي، وكان والده يحمل لقب (أفندي)
أما والدته فكانت من أسرة عريقة وكانت تتحدث الإنجليزية والفرنسية.
لم ينعم "رفعت" بوالده طويلا إذ توفى والده وهو بعد في التاسعة من عمره عام 1936 وكانت شقيقته نزيهه في الحادية عشر ولبيب في الثالثة عشر، أما سامي فكان في الثالثة والعشرين، ولم يكن لهم أي مصدر للرزق فاتفق الأعمام والعمات على حل كان منطقيا في هذه الظروف وهو أن يلتحق الصبيين (رفعت ولبيب) بورشة للنجارة حيث كانت مدينة دمياط منذ القدم وحتى الآن مشهورة بصناعة الأخشاب إلا أن الشقيق الأكبر سامى رفض الفكرة من أساسها واقترح أن ينتقل الأولاد الثلاثة وأمهم معه إلى القاهرة ليتعلموا في مدارسها ويكفل لهم راتبه المتواضع حياه كريمة، وكان سامي مدرسا للغة الإنجليزية وكان مسئولا عن تعليم أخوة الملكة فريدة اللغة الإنجليزية.

وفى القاهرة التحقت نزيهة بمدرسة ثانوية للبنات والتحق لبيب بمدرسة تجارية متوسطة، أما رفعت فالتحق بمدرسة ابتدائية وبعد إتمامه لها التحق أيضا بمدرسة تجارية وكان وقتها يتقن التحدث باللغتين الانجليزية والفرنسية ، وبرغم محاولات سامى أن يخلق من رفعت رجلا منضبطا ومستقيما
إلا أن رفعت كان على النقيض من اخية سامى فقد كان يهوى اللهو والمسرح والسينما بل انه استطاع أن يقنع الممثل الكبير بشارة وكيم بموهبته ومثل معه بالفعل في ثلاثة أفلام.

وفي عام 1943 تزوجت نزيهة من الملازم أول احمد شفيق في حين سافرت أمه إلى دكرنس للإقامة مع أخوها ليجد رفعت نفسه محروما فجأة من أمه وأخته التي كان يحبها كثيرا، ووجد نفسه فجأة مطالبا بتحمل أعباء نفسه ومن ثم
وعلى سبيل الاحتجاج رسب عمدا في امتحان العام الدراسي الثالث بمدرسته التجارية وفي هذا الوقت تزوج شقيقه سامي من ابنه محرم فهيم نقيب المحامين في ذلك الوقت، في حين انشغل لبيب بعمله، ولما كان هناك ملاحق للراسبين في الامتحان النهائي ومع ثورة الجميع على رفعت ومطالبته بالنجاح في الملاحق إلا انه كان مصرا .. ورسب للمرة الثانية.
وفي العام التالي نجح رفعت في الامتحان ولم يعد أمامه إلا عام واحد على التخرج وبالفعل تخرج في عام 1946 في الوقت الذي كان فيه قد انضم إلى عالم السينما.
إلا انه أحس أن الوقت قد حان لكي ينتقل لمجال آخر، وربما كان يريد وقتها الهروب من (بيتي) تلك الراقصة التي تعرف عليها، فتقدم بطلب لشركة بترول أجنبية تعمل بالبحر الأحمر للعمل كمحاسب واختارته الشركة برغم العدد الكبير للمتقدمين ربما نظرا لإتقانه الإنجليزية والفرنسية، وانتقل بالفعل إلى رأس غارب حيث بقى لمده خمسة عشر شهرا تعلم خلالها كل
ما أمكنه عن إعمال البترول وأقام علاقات متعددة مع مهندسين أجانب، وفي هذه الأثناء توفيت والدته بدكرنس.

وفي عام 1947 قرر رئيسه نقله إلى المركز الرئيسي بالقاهرة ولما كان لا
يرغب في العودة إلى القاهرة آنذاك إذ انه لن يستطيع أن يكون قريبا من
أخته نزيهة وأبناءها وفي الوقت نفسه لا يستطيع رؤيتها مع سوء علاقته
بزوجها فقد رفض الترقية.
وانتقل إلى الإسكندرية للعمل في شركة كيماويات كان رئيسها قد فاتحه
أكثر من مرة للعمل لديه، وسر منه صاحب الشركة كثيرا نظرا لاجتهاده وكان
يعامله كابن له وهو الشئ الذي كان يفتقده رفعت كثيرا.
وفي عام 1949 طلب منه صاحب الشركة السفر إلى القاهرة لأنه غير مطمئن
للمدير هناك وطلب منه مراجعه أعماله.
وسافر رفعت إلى القاهرة وراجع أعمال مدير الفرع فلم يجد ما يثير الريبة
وتسلم منه الخزانة وراجع ما فيها دون أن يدري انه يمتلك مفتاحا ثانيا
لها، وفي اليوم التالي اكتشف ضياع ألف جنيه من الخزانة وأصبح هو من
الناحية الرسمية المسئول عن ضياع المبلغ، واتصل مدير الفرع برئيس
الشركة بالإسكندرية وابلغه انه عثر على المبلغ في غرفته وهو ما لم
يحدث، وعاد رفعت إلى الإسكندرية وقال له رئيسه انه يصدقه لكنه لا
يستطيع الإبقاء عليه في وظيفته تجنبا لإجراء أي تحقيقات رسمية لكنه
أيضا رتب له عمل آخر مع صديق له يدير شركة ملاحه بحرية .. ولم يكن أمام
رفعت خيار أخر
كنت جاسوساً في إسرائيلرفعت الجمال
وبدأ رفعت العمل كمساعد لضابط الحسابات على سفينة الشحن "حورس"، وبعد
أسبوعين من العمل غادر مصر لأول مرة في حياته على متن السفينة. وطافت
"حورس" طويلا بين الموانئ؛ نابولي، جنوه، مرسيليا، برشلونة، جبل طارق،
طنجة .. وفي النهاية رست السفينة في ميناء ليفربول الإنجليزي لعمل بعض
الإصلاحات وكان مقررا أن تتجه بعد ذلك إلى بومباي الهندية.

ولما كان من المفترض أن تبقى السفينة لمدة ليست بالقصيرة في ليفربول
فقد بدأ رفعت في استكشاف المكان وتولت الأقدار أمر تعارفه بـ "جودي
موريس" وهي فتاة انجليزية ذكرته كثيرا ببيتي التي كان يعرفها في مصر،
غير أن جودي كانت تختلف كثيرا فقد كان والدها شخصية نقابية هامة في
انكلترا.
ولما أصبحت "حورس" جاهزة للرحيل تمسكت جودي برفعت وطالبته بالبقاء معها
لبعض الوقت لكنه لم يكن مستعدا لخسارة وظيفته أو البقاء في انجلترا
بطريقة غير مشروعة، غير أن جودي أوضحت له أن كثيرا من البحارة يضطرون
إلى استئصال الزائدة الدودية وبذلك يتخلفون عن اللحاق بسفنهم وينتظرون
إلى أن تعود مرة أخرى كما أن والدها يستطيع مساعدته في الحصول على
تصريح إقامة ومن ثم أدعى رفعت الألم وأجرى عملية استئصال الزائدة
الدودية وهو لا يشكو حقيقة منها بأي ألم!.

رفعت الجمال مع أبنه
وعقب تماثله للشفاء التحق بالعمل لدى والد جودي في الميناء بعد أن رتب
له الوالد تصريحا بالعمل.
وسارت الأمور طبيعية بعض الوقت إلى أن شعر رفعت أن الأمور تتطور في غير
صالحه خاصة بعد أن تعلقت جودي به كثيرا وأعلنت صراحة رغبتها في الزواج
منه، ولما كان قد أيقن أنها لا تصلح له كزوجه فقد أنتهز أول فرصة حينما
عادت "حورس" إلى ليفربول ليودعها عائدا إلى حياة البحر.
وفي مارس 1950 عاد رفعت الجمال إلى مصر. عاد ليجد نفسه لم يتغير كثيرا
فقد وجد نفسه كما رحل عنها؛ بلا أسرة أو عائلة. ولذلك لم يلبث أن رحل
مرة أخرى على متن سفينة ترفع العلم الفرنسي. وبعد أربعة أيام من
الإبحار وصلت السفينة إلى مرسيليا حيث واصل رفعت هوايته في استكشاف
الأماكن، ومن مرسيليا أنتقل إلى العاصمة الفرنسية باريس حيث واجه خطر
الترحيل لأنه لم يكن يمتلك تأشيرة إقامة.
ومن باريس أستقل رفعت القطار إلى العاصمة الإنجليزية لندن زاعما أنه
مضطر لاستشارة الطبيب الذي أجرى له استئصال الزائدة الدودية وحصل بموجب
ذلك على تأشيرة دخول لمدة أسبوعين ولم يكن من الممكن بالنسبة إليه أن
يكون في انجلترا دون أن يعرج على ليفربول لرؤية جودي التي بكت من
الفرحة حينما رأته متصورة أنه عاد من أجلها.
وهناك ساعده قس مسيحي، كان قد طلب منه في زيارته الأولى لليفربول أن
يعلمه ما يعرفه عن الإسلام، في الحصول على وظيفة جيدة في وكالة سفريات
تدعى "سلتيك تورز".
وأظهر رفعت كفاءة كبيرة في عمله الجديد ونجح في إقناع رئيسه في محاولة
الحصول على موافقة السفارة المصرية بلندن على أن تتولى "سلتيك تورز"
تنظيم سفر الدبلوماسيين المصريين والحاصلين على منح دراسية من وإلى
انجلترا وأقتنع رئيسه ونجح رفعت في مهمته وعاد إلى الوكالة بعقد مربح
بلغت عمولته عنه 2000 جنيه إسترليني وهو مبلغ رهيب بالنسبة لهذا الزمن.
وقبل أن تمر خمسة شهور على هذه الصفقة زادت أرباح وكالة السفريات وزادت
مدخراته إلى 5000 جنيه إسترليني وضعها في بنك أمريكان اكسبريس مقابل
شيكات سياحية بنفس القيمة.
وفكر رفعت في تكرار تجربته مع السفارة المصرية في نيويورك وأقنع رئيسه
بالفكرة وسافر بالفعل على الفور إلى نيويورك. لكنه لم يكن يعلم أنه لن
يعود مرة أخرى... .

وصية الهجان

وصيتى. أضعها أمانة فى أيديكم الكريمة السلام على من اتبع الهدى.
بسم الله الرحمن الرحيم
إنا لله وإنا إليه راجعون لقد سبق وتركت معكم ما يشبه وصية، وأرجو
التكرم باعتبارها لاغية، وهأنذا أقدم لسيادتكم وصيتى بعد تعديلها إلى
ما هو آت: فى حالة عدم عودتى حيا أرزق إلى أرض الوطن الحبيب مصر أى أن
تكتشف حقيقة أمرى فى إسرائيل، وينتهى بى الأمر إلى المصير المحتوم
الوحيد فى هذه الحال، وهو الإعدام، فإننى أرجو صرف المبالغ الآتية:
1. لأخى من أبى سالم على الهجان، القاطن.. برقم.. شارع الإمام على
مبلغ.. جنيه. أعتقد أنه يساوى إن لم يكن يزيد على المبالغ التى صرفها
على منذ وفاة المرحوم والدى عام 1935، وبذلك أصبح غير مدين له بشيء.
2. لأخى حبيب على الهجان، ومكتبه بشارع عماد الدين رقم...، مبلغ...
كان يدعى أنى مدين له به، وليترحم على إن أراد .
3. مبلغ... لشقيقتى العزيزة شريفة حرم الصاغ محمد رفيق والمقيمة
بشارع الفيوم رقم .. بمصر الجديدة بصفة هدية رمزية متواضعة منى لها،
وأسألها الدعاء لى دائما بالرحمة.
4. المبلغ المتبقى من مستحقاتى يقسم كالآتى:
&Oslash; نصف المبلغ لطارق محمد رفيق نجل الصاغ محمد رفيق وشقيقتى شريفة،
وليعلم أننى كنت أكن له محبة كبيرة.
&Oslash; النصف الثانى يصرف لملاجئ الأيتام بذلك أكون قد أبرأت ذمتى أمام
الله، بعد أن بذلت كل ما فى وسعى لخدمة الوطن العزيز، والله أكبر
والعزة لمصر الحبيبة .

إنا لله وإنا إليه راجعون
أشهد أن لا إله إلا الله
وأن محمد رسول الله

المخابرات المصرية، لم يتقدّم (رفعت الجمّال) بمطلب واحد للمسؤولين..
حتى كان مطلبه هذا..
أن يعود إلى (مصر)، ويدفن إلى الأبد شخصية (جاك بيتون)..
حدث هذا في يونيو1963م، قبل لقائه الأوَّل بزوجته فيما بعد (فلتراود)،
أي أن رغبته هذه كانت تعكس حالة الإجهاد التي وصل إليها، ورغبته
الحقيقية في استعادة (رفعت الجمَّال)، بهويته، وجنسيته.. وديانته
أيضاً..

ولكن العودة لم تكن بالبساطة التي توقَّعها (رفعت)، إذ لم يكن من السهل
بالتأكيد، أن يختفي (جاك بيتون) هكذا فجأة، من قلب (إسرائيل)، ليظهر
(رفعت الجمَّال) مرة أخرى في (القاهرة)، فهذا كفيل بكشف كل ما فعله
طوال حياته..
ليس هذا فحسب، ولكن ستكشف -أيضا- شبكات التجسُّس التي تركها خلفه
أيضاً.. وفي عالم المخابرات تعتبر هذه كارثة.. وبكل المقاييس..

رفعت الجمال مع زوجته الألمانية فلتراود

وعند هذا الحد، تمتزج، على نحو ما، مذكرات (جاك بيتون) بمذكرات زوجته
(فلتراود)، فيروي هو نفس ما روته هي من قبل، حول لقائهما، في أكتوبر
1963م، ووقوع كل منهما في حب الآخر، وزواجهما.
ولكن هناك فقرة مهمة جداً، في المذكرات التي تركها (رفعت) لزوجته بعد
وفاته، تستحق حتماً أن نتوقَّف عندها، وأن ننقلها هنا نصاً؛ لأنها
تؤكِّد نجاحه البالغ:

وعدنا إلى إسرائيل في أوائل يناير1964م، قدمتك إلى "غولدا مائير"،
وأحبتك كثيراً، ثم اصطحبتك في زيارة إلى "بن جوريون"، في الكيبوتز
الخاص به. رافقنا "ديان" في هذه الزيارة، وبعد أن استقبلك "بن جوريون"
العجوز مرحباً، طلبت منك التجول في الكيبوتز إلى أن نفرغ من حديثنا أنا
و"بن جوريون" و"ديان". لم يتناول نقاشنا شيئاً له أهمية كبيرة، ولكن
كان لابد وأن أكون متابعاً لمسرح الأحداث..
إلى هذا الحد إذن كان (رفعت الجمّال) متوغّلاً، في قلب عالم الكبار
في إسرائيل!!! أي نجاح يمكن أن يفوق هذا!!

والنقطة المهمة جداً، التي ينبغي التوقف عندها، في هذه المذكرات أيضاً،
هي إصرار (رفعت) الشديد، على ألا يولد ابنه في (إسرائيل)، وعلى أن
تسافر زوجته لتنجبه في (ألمانيا)، حتى لا يحمل إلى الأبد الجنسية
الإسرائيلية..

ورويداً رويداً، راح (رفعت) يتحلَّل من أعماله والتزاماته في
(إسرائيل)، ويقوي روابطه وأعماله في (ألمانيا)، وبدأ في دراسة كل ما
يتعلَّق بالنفط، الذي قرَّر أن يجعل من تجارته مصدر رزقه الأساسي، خاصة
وأنه قد تقدَّم بطلب للحصول على الجنسية الألمانية، التي ستتيح له
السفر بيسر أكثر، ودون تعقيدات أمنية عديدة، إلى (مصر)، في أي وقت
يشاء، كرجل أعمال ألماني، وتاجر نفط عالمي.

وفي فقرة مؤسفة، يؤكِّد (رفعت) أنه، باتصالاته التي لم تكن قد انقطعت
بعد، بالمسؤولين الإسرائيليين، أمكنه معرفة أن (إسرائيل) تستعد للهجوم
على مصر، في يونيو1967م، وأنه أبلغ المسؤولين في (مصر) بهذا، إلا أن
أحداً لم يأخذ معلوماته مأخذ الجد، نظراً لوجود معلومات أخرى، تشير إلى
أن الضربة ستنصب على سوريا وحدها!!.. .

ووقعت نكسة1967.. وانهزمنا هزيمة منكرة..

وعلى الرغم من حالة الإحباط وخيبة الأمل، التي أصابته بسبب هذا، واصل
(رفعت) ارتباطه بالمخابرات المصرية، وظلّ يرسل إليها كل ما يقع تحت
يديه من معلومات، من خلال صداقته مع رجل المخابرات الإسرائيلي (سام
شواب)، حتى توافرت لديه فجأة بعض المعلومات بالغة الخطورة، (لم يفصح
عنها أيضاً في مذكراته)، والتي أرسلها فوراً إلى مصر، وصدقها المصريون،
وكان لها تأثير واضح، في حرب 1973م..

وبعد الحرب والانتصار، عاد (رفعت) يطلب العودة إلى (مصر)، ولكن
المخابرات المصرية أخبرته أنه لا يستطيع العودة مع أسرته، إذ يستحيل أن
تتم حماية الأسرة كلها طوال الوقت، من أية محاولات انتقامية إسرائيلية،
إذا ما انكشف أمره..

كان على الطير أن يواصل التحليق إذن، بعيداً عن وطنه، وأن يحمل حتى آخر
العمر جنسية (جاك بيتون)، اليهودي الإسرائيلي السابق، ورجل الأعمال
الألماني المحترم، الذي نجح في إقامة مشروع نفطي كبير في (مصر)، ظلّ
يزهو به، حتى آخر لحظة في حياته، ويروي في مذكراته كيف حصل على امتياز
التنقيب عن البترول المصري، في عام 1977م، ليعود أخيراً إلى (مصر)،
التي عشق ترابها، وفعل من أجلها كل ما فعله..

وفي نهاية مذكراته، يتحدَّث (رفعت الجمَّال) عن إصابته بمرض خبيث،
وتلقيه العلاج الكيمائي، في أكتوبر1981م، وتفاقم حالته، ثم يبدي
ارتياحه، لأن العمر قد أمهله، حتى أكمل مذكراته، وأن زوجته وابنه
دانيال، وابنته بالتبني أندريا سيعرفون يوماً ما حقيقته، وهويته،
وطبيعة الدور البطولي الذي عاش فيه عمره كله، من أجل وطنه..

تروي (فلتراود) قصة لقائها بالفنان (إيهاب نافع)، وارتباطها به،
والدور الذي قام به، لإجراء الاتصال بينها وبين المخابرات المصرية،
للتيقن من حقيقة ما جاء في مذكرات زوجها الراحل، ثم زواجها من (إيهاب
نافع) فيما بعد..

وأن العالم كله يعرف الآن أن المخابرات المصرية قد نجحت، في صفع
الإسرائيليين، طوال ثمانية عشر عاماً كاملة، وزرع جاسوس مصري في قلب
قياداتهم.. وقلب مجتمعهم..
بل وقلب كيانهم الأساسي كله.. وأنها كانت واحدة من أروع وأكمل
العمليات، التي تم نشر (بعض) تفاصيلها، في تاريخ المخابرات كله..
عملية، برع وتألّق خلالها جاسوس يعد الأشهر في عالمه، حتى لحظة كتابة
هذه السطور.. بل أشهر الجواسيس.. على الإطلاق.
__________________
اطلبوا العلم، فإن عجزتم فأحبوا أهله، فإن لم تحبوهم فلاتبغضوهم
هيا بنا نتعلم الديمقراطية
<!-- Facebook Badge START --><!-- Facebook Badge END -->

آخر تعديل بواسطة محمد حسن ضبعون ، 28-10-2010 الساعة 06:16 PM
  #10  
قديم 28-10-2010, 06:36 PM
الصورة الرمزية محمد حسن ضبعون
محمد حسن ضبعون محمد حسن ضبعون غير متواجد حالياً
نـجــم الـعـطــاء ((رحمه الله))
 
تاريخ التسجيل: Feb 2008
المشاركات: 11,961
معدل تقييم المستوى: 28
محمد حسن ضبعون is just really nice
Icon2 أخطر رجال المخابرات المصرية في اسرائيل

أخطر رجال المخابرات المصرية في اسرائيل
مصطفى حافظ
في صباح يوم 13 يوليو من عام 1956 نشرت صحيفة الأهرام خبرا عابرا يقول : *** العقيد مصطفى حافظ نتيجة ارتطام سيارته بلغم في قطاع غزة، وقد نقل جثمانه إلى العريش ومن هناك نقل جوا إلى القاهرة على الفور، ولم ينس الخبر أن يذكر أنه كان من أبطال حرب فلسطين وقاتل من أجل تحريرها .. لكنه تجاهل تماما انه كان أول رجل يزرع الرعب في قلب اسرائيل.
ومصطفى حافظ رجل مصري من مدينة الإسكندرية التي يحمل أحد ميادينها أسمه الآن، كما أن له نصبا تذكاريا في غزة تبارى الإسرائيليون في تحطيمه عندما احتلوها بعد هزيمة يونيو 1967.
كان (مصطفى حافظ) مسؤولاً عن تدريب الفدائيين وإرسالهم داخل إسرائيل كما انه كان مسؤولاً عن تجنيد العملاء لمعرفة ما يجري بين صفوف العدو ووراء خطوطه، فقد كان (مصطفى حافظ) باعتراف الإسرائيليين من أفضل العقول المصرية، وهو ما جعله يحظى بثقة الرئيس جمال عبد الناصر فمنحه
أكثر من رتبة استثنائية حتى أصبح عميدا وعمره لا يزيد على 34 سنة، كما انه اصبح الرجل القوي في غزة التي كانت تابعة للإدارة المصرية بعد تقسيم فلسطين في عام 1947.
وبرغم السنوات الطويلة التي قضاها مصطفى حافظ في محاربة الإسرائيليين إلا انه لم يستطع رجل واحد في كافة أجهزة المخابرات الإسرائيلية أن يلتقط له صورة من قريب أو من بعيد، لكن برغم ذلك سجل الإسرائيليون في تحقيقاتهم مع الفدائيين الذين قبضوا عليهم انه رجل لطيف يثير الاهتمام والاحترام ومخيف في مظهره وشخصيته.

وكانت هناك روايات أسطورية عن هروبه الجريء من معتقل أسرى إسرائيلي أثناء حرب 1948، وقد عين في منصبه في عام 1949 وكانت مهمته إدارة كافة عمليات التجسس داخل إسرائيل والاستخبارات المضادة داخل قطاع غزة والإشراف على السكان الفلسطينيين، وفي عام 1955 أصبح مسئولا عن كتيبة الفدائيين في مواجهة الوحدة رقم 101 التي شكلها في تلك الأيام اريل شارون للإغارة على القرى الفلسطينية والانتقام من عمليات الفدائيين ورفع معنويات السكان والجنود الإسرائيليين، وقد فشل شارون فشلا ذريعا في النيل منه ومن رجاله وهو ما جعل مسئولية التخلص منه تنتقل إلى المخابرات الإسرائيلية بكافة فروعها وتخصصاتها السرية والعسكرية.
كان هناك خمسة رجال هم عتاة المخابرات الإسرائيلية في ذلك الوقت عليهم التخلص من مصطفى حافظ على رأسهم (ر) الذي كون شبكة التجسس في مصر المعروفة بشبكة "لافون" والتي قبض عليها في عام 1954 وكانت السبب
المباشر وراء الإسراع بتكوين جهاز المخابرات العامة في مصر.

والى جانب (ر) كان هناك ضابط مخابرات إسرائيلي ثان يسمى "أبو نيسان" وأضيف لهما "أبو سليم" و"اساف" و"أهارون" وهم رغم هذه الأسماء الحركية من أكثر ضباط الموساد خبرة بالعرب وبطباعهم وعاداتهم وردود أفعالهم السياسية والنفسية. ويعترف هؤلاء الضباط الخمسة بأنهم كانوا يعانون من توبيخ رئيس الوزراء في ذلك الوقت ديفيد بن غوريون أول رئيس حكومة في إسرائيل والرجل القوي في تاريخها، وكانت قيادة الأركان التي وضعت تحت سيطرة موشى ديان أشهر وزراء الدفاع في إسرائيل فيما بعد في حالة من التوتر الشديد.وكان من السهل على حد قول ضباط المخابرات الخمسة التحدث إلى يهوه (الله باللغه العبريه) في السماء عن التحدث مع موشى ديان خاصة عندما يكون الحديث عن براعة مصطفى حافظ في تنفيذ عملياته داخل إسرائيل ورجوع رجاله سالمين إلى غزة وقد خلفوا وراءهم فزعا ورعبا ورغبة متزايدة في الهجرة منها.
وكان الحل الوحيد أمام الأجهزة الإسرائيلية هو التخلص من مصطفى حافظ مهما كان الثمن. ووضعت الفكرة موضع التنفيذ ورصد للعملية مليون دولار، وهو مبلغ كبير بمقاييس ذلك الزمن، فشبكة "لافون" مثلا لم تتكلف أكثر من 10 آلاف دولار، وعملية اغتيال المبعوث الدولي إلى فلسطين اللورد برنادوت في شوارع القدس لم تتكلف أكثر من 300 دولار.
كانت خطة الاغتيال هي تصفية مصطفى حافظ بعبوة ناسفة تصل إليه بصورة أو بأخرى، لقد استبعدوا طريقة إطلاق الرصاص عليه، واستبعدوا عملية كوماندوز تقليدية، فقد فشلت مثل هذه الطرق في حالات أخرى من قبل، وأصبح
السؤال هو: كيف يمكن إرسال ذلك "الشيء" الذي سي***ه إليه ؟.
في البداية فكروا في إرسال طرد بريدي من غزة لكن هذه الفكرة أسقطت إذ لم يكن من المعقول أن يرسل طرد بريدي من غزة إلى غزة، كما استبعدت أيضا فكرة إرسال سلة فواكه كهدية إذ ربما ذاقها شخص آخر قبل مصطفى حافظ.
وأخيرا وبعد استبعاد عدة أفكار أخرى بقيت فكرة واحدة واضحة هي: يجب أن يكون "الشئ" المرسل مثيرا جدا للفضول ومهما جدا لمصطفى حافظ في نفس الوقت كي يجعله يتعامل معه شخصيا، شئ يدخل ويصل إليه مخترقا طوق الحماية الصارمة الذي ينسجه حول نفسه.
وبدأت الخطة تتبلور نحو التنفيذ، إرسال ذلك "الشيء" عن طريق عميل مزدوج وهو عميل موجود بالفعل ويعمل مع الطرفين، انه رجل بدوي في الخامسة والعشرين من عمره يصفه أبو نيسان بأنه نموذج للخداع والمكر، كان هذا الرجل يدعى "طلالقة". لم يكن يعرف على حد قول ضابط الموساد أن مستخدميه من الإسرائيليين.
وبعد أن استقر الأمر على إرسال (الشيء) الذي سي*** مصطفى حافظ بواسطة (طلالقة) بدأ التفكير في مضمون هذا الشيء، واستقر الرأي على أن يكون طردا بريديا يبدو وكأنه يحتوي على (شئ مهم) وهو في الحقيقة يحتوي على عبوة ناسفة.
ولم يرسل الطرد باسم مصطفى حافظ وإنما أرسل باسم شخصية سياسية معروفة في غزة وهو بالقطع ما سيثير (طلالقة) فيأخذه على الفور إلى مصطفى حافظ الذي لن يتردد فضوله في كشف ما فيه لمعرفة علاقة هذه الشخصية بالإسرائيليين، وفي هذه اللحظة يحدث ما يخطط له الإسرائيليون وينفجر الطرد في الهدف المحدد. وتم اختيار قائد شرطة غزة (لطفي العكاوي) ليكون الشخصية المثيرة للفضول التي سيرسل الطرد باسمها، وحتى تحبك الخطة أكثر كان على الإسرائيليين
أن يسربوا إلى (طلالقة) إن (لطفي العكاوي) يعمل معهم بواسطة جهاز اتصال يعمل بالشيفرة، ولأسباب أمنية ستتغير الشيفرة، أما الشيفرة الجديدة فهي موجودة في الكتاب الموجود في الطرد المرسل إليه والذي سيحمله (طلالقة) بنفسه. وأشرف على تجهيز الطرد (ج) عضو (الكيبوتس) في المنطقة الوسطى، وقد اكتسب شهرة كبيرة في أعداد الطرود المفخخه وكان ينتمي إلى منظمة إرهابية تسمى (أيستيل) كانت هي ومنظمة إرهابية أخرى اسمها (ليحي) تتخصصان في إرسال الطرود المفخخه إلى ضباط الجيش البريطاني أثناء احتلاله فلسطين لطردهم بعيدا عنها.
مصطفى حافظ
وأصبح الطرد جاهزا وقرار العملية مصدق عليه ولم يبق سوى التنفيذ، وتم نقل الطرد إلى القاعدة الجنوبية في بئر سبع وأصبح مسئولية رئيس القاعدة أبو نيسان الذي يقول: "طيلة اليوم عندما كنا جالسين مع (طلالقة) حاولنا إقناعه بأننا محتارون في أمره، قلنا أن لدنيا مهمة بالغة الأهمية لكننا غير واثقين ومتأكدين من قدرته على القيام بها، وهكذا شعرنا بأن الرجل مستفز تماما، عندئذ قلنا له: حسنا رغم كل شئ قررنا تكليفك بهذه المهمة، اسمع يوجد رجل مهم جدا في قطاع غزة هو عميل لنا هاهو الكارت الشخصي الخاص به وها هو نصف جنيه مصري علامة الاطمئنان إلينا والى كل من نرسله إليه والنصف الآخر معه أما العبارة التي نتعامل بها معه فهي عبارة: (أخوك يسلم عليك)!.
ويتابع ضابط المخابرات الإسرائيلي : كنا نواجه مشكلة نفسية كيف نمنع طلالقة من فتح الطرد قبل أن يصل إلى الهدف ؟ وللتغلب على هذه المشكلة
أرسلنا أحد الضباط إلى بئر سبع لشراء كتاب مشابه أعطاه لـ (طلالقة) قائلا: (هذا هو كتاب الشيفرة يحق لك تفقده ومشاهدته وبعد أن شاهده أخذه منه وخرج من الغرفة وعاد وبيده الكتاب الملغوم وسلمه له لكن (طلالقة) لعب اللعبة بكل برود على الرغم من بريق عينيه عندما تساءل: ولكن كيف ستعرفون أن الكتاب وصل؟ وكانت الإجابه: ستأتينا الرياح بالنبأ. وفهم (طلالقة) من ذلك أنه عندما يبدأ (لطفي العكاوي) بالإرسال حسب الشيفرة الجديدة سيعرف الإسرائيليون انه نفذ المهمة وعندما حل الظلام خرج أحد رجال المخابرات الإسرائيلية المسئولين عن العملية ومعه (طلالقة) وركب سيارة جيب ليوصله إلى أقرب نقطة على الحدود وهناك ودعه واختفى (طلالقة) في الظلام لكن كان هناك من يتبعه ويعرف انه يأخذ طريقه إلى غزة.
وفي رحلة عودته إلى غزة كان الشك يملأ صدر (طلالقة).. وراح يسأل نفسه : كيف يكون (العكاوي) أقرب المساعدين الى مصطفى حافظ عميلا إسرائيليا؟، وفكر في أن يذهب أولا الى (العكاوي) لتسليمه ما يحمل وبالفعل ذهب الى
منزله فوجده قد تركه الى منزل جديد لا يعرف عنوانه واحتار ما الذي يفعل؟ ثم حزم أمره وتوجه الى منطقة الرمال في غزة حيث مقر مصطفى حافظ.
وحسب ما جاء في تقرير لجنة التحقيق المصرية التى تقصت وفاة مصطفى حافظ بأمر مباشر من الرئيس جمال عبد الناصر فإنه في 11 يوليو عام 1956 في ساعات المساء الأخيرة جلس مصطفى حافظ على كرسي في حديقة قيادته في غزة وكان قد عاد قبل يومين فقط من القاهرة، كان يتحدث مع أحد رجاله والى جانبه الرائد فتحي محمود وعمر الهريدي وفي نفس الوقت وصل اليهم (طلالقة) الذي سبق أن نفذ ست مهام مطلوبة منه في اسرائيل.
وقابله مصطفى حافظ وراح يروى له ما عرف عن (العكاوي)، وهو ما أزعج مصطفى حافظ الذي كان يدافع كثيرا عن (العكاوي) الذي اتهم أكثر من مرة
بالاتجار في الحشيش، لكن هذه المرة يملك الدليل على إدانته بما هو أصعب من الحشيش؛ التخابر مع إسرائيل.
وقرر مصطفى حافظ أن يفتح الطرد ثم يغلقه من جديد ويرسله إلى (العكاوي)، أزال الغلاف دفعة واحدة عندئذ سقطت على الأرض قصاصة ورق انحنى لالتقاطها وفي هذه الثانية وقع الانفجار ودخل الرائد فتحي محمود مع جنود الحراسة ليجدوا ثلاثة أشخاص مصابين بجروح بالغة ونقلوا فورا إلى مستشفى تل الزهرة في غزة.
وفي تمام الساعة الخامسة صباح اليوم التالي أستشهد مصطفى حافظ متأثرا بجراحه، وبقى الرائد عمر الهريدي معاقا بقية حياته بينما فقد (طلالقة) بصره، وأعتقل (العكاوي) لكن لم يعثروا في بيته على ما يدينه. وبرغم مرور هذه السنين مازال يصر الإسرائيليون على أنهم لم ينفذوا مثل
هذه العملية أبدا، وبقيت أسرارها مكتومة هنا وهناك إلى أن كشفها الكاتب الإسرائيلي " يوسف أرجمان" مؤخرا في كتاب يحمل أسم "ثلاثون قضية استخبارية وأمنية في إسرائيل"، والذي لا نعرف هل ما ذكره حقيقة أم خيال.
بقى أن نعرف إن الإسرائيليين عندما احتلوا غزة بعد حرب يونيو وجدوا صورة مصطفى حافظ معلقة في البيوت والمقاهي والمحلات التجارية وأنهم كان يخلعونها من أماكنها ويرمونها على الأرض ويدوسون عليها بالأقدام، وكان الفلسطينيون يجمعونها ويلفونها في أكياس كأنها كفن ويدفنونها تحت الأرض وهم يقرآون على روح صاحبها الفاتحة فهم لا يدفنون صورة وإنما يدفنون كائنا حيا
__________________
اطلبوا العلم، فإن عجزتم فأحبوا أهله، فإن لم تحبوهم فلاتبغضوهم
هيا بنا نتعلم الديمقراطية
<!-- Facebook Badge START --><!-- Facebook Badge END -->
  #11  
قديم 28-10-2010, 07:19 PM
الصورة الرمزية محمد حسن ضبعون
محمد حسن ضبعون محمد حسن ضبعون غير متواجد حالياً
نـجــم الـعـطــاء ((رحمه الله))
 
تاريخ التسجيل: Feb 2008
المشاركات: 11,961
معدل تقييم المستوى: 28
محمد حسن ضبعون is just really nice
افتراضي إن دور المرأة في عمل المخابرات والجاسوسية لا يمكن إغفاله

إن دور المرأة في عمل المخابرات والجاسوسية لا يمكن إغفاله
فامرأة جميلة ذكية مدربة – في بلاد يسيطر عليها الجوع الجنسي – تكون أفضل من عشرة جواسيس مهرة. فسلاحها هو سحرها ... وجسدها ... وعندما تنصب شباكها... يأتيها أعتى الرجال طائعاً ... خاضعاً... ضعيفاً ... !!
تاريخ الزعيمة
لم تكن رحلة ترفيهية تلك التي خاضتها "شولا كوهين" من "اليعقوبة" شمالي بغداد، إلى البصرة فميناء عبادان الإيراني .. إنما كانت رحلة مأساة عجيبة شاقة، يخيم عليها القلق والخوف والحذر، وتحمل مع كل خطوة رائحة العذاب والموت، سعياً وراء حلم الوطن الجديد في إسرائيل.
تحملت شولا ذات السبعة عشر ربيعاً ما يفوق طاقتها، إلى أن وصلت وعائلتها لميناء حيفا. وما أن استقرت في تل أبيب حتى صفعتها الكوارث واحدة تلو الأخرى، دون أن تدرك الصغيرة الجميلة البضة لماذا؟
فعندما *** والدها في انفجار عبوة ناسفة بسوق تل أبيب تأوهت هلعاً لا تصدق... وازداد صراخها المكتوم وهي ترى أحلامها تتحطم فوق صخرة الوهم شيئاً فشيئاً. فإسرائيل ليست هي الجنة الموعودة، بل الخدعة الكبرى التي روجوا لها، ومن أجلها ضحوا بالكثير في سبيل الهرب من العراق.
مات والدها فلم تقو أمها على تصديق الحقيقة فخرت صريعة المعاناة والمرض، وألفت شولا صراخ شقيقها الأكبر، محتجاً على ميراث أبيه من
الأبناء الستة والمسؤولية التي أثقلت كاهله، حتى التقت "بعازار"، ونبض قلبها الصغير بالحب لأول مرة، وظنت أن ثمة أمل جديد أشرق بحياتها، بيد
أنها فجعت شر فجيعة ب***ه هو الآخر في اشتباك مسلح مع أصحاب الأرض والوطن.
هكذا أسودت الحياة في وجهها وركنت إلى الصمت والانزواء تفكر فيما أصابها، وماذا عساها أن تفعل؟ فتملكتها رغبة الانتقام من العرب، لكن شغلتها معاناة الحياة اليومية، والجوع الذي لا يكف صراخه ينهش العقل والبدن..
وبعد عام قضته مقعدة ماتت أمها، وطفق شقيقها ينفث غضبه بوجه إخوتها، فخرجت تسعى للعمل بإحدى العيادات بشارع "تساهالون هاروفيم"، ووفقت في الحصول على وظيفة مؤقتة، لمؤهلاتها الأنثوية المثيرة الصارخة فأسبغ عليها الراتب الضئيل مسحة من الطمأنينة والثقة بنفسها، وأحسب بالعيون الجائعة تعريها كل لحظة وترغبها.
فالجسد الممشوق المتناسق الأعضاء يغري بالالتهام، والعيون الناعسة الواسعة ذات الرموش الطويلة الكثيفة ترسم أروع صور العناق، والفم المبسام الأملود الدقيق يوحي بمذاقات القبل.
وطاردتها العيون والشهقات والهمسات والأيدي الجائعة، فاستسلمت لجنرال في الجيش الإسرائيلي من أصل بولندي يجيد العربية، كان دائم التردد على العيادة، وبين يديه تكشفت لها خطوط الحقيقة وتفاصيلها، فقد أدركت لأول مرة أنها تملك سلاحاً فتاكاً تستطيع به أن تقهر أية قوة... أنوثتها الطاغية... وكانت تشبه قنبلة ذرية تذيب بلهيبها الأجساد، وتسيطر بها في يسر على الأعصاب والعقول.
أدق عليها الجنرال الإسرائيلي بالمال والهدايا، فظنت أنها امتلكته، حتى استوعبت الأمر في النهاية.
فالجنرال ما هو إلا ضابط كبير في جهاز
المخابرات، تقرب إليها مستغلاً ظروفها، وعلى وعد بتأمين حياتها أغرقها في محيط الجنس والمال، ثم كاشفها برغبته في أن تعمل لصالح الجهاز لتحافظ على أمن إسرائيل من جهة، ومن جهة أخرى كي تعيش عيشة رغدة لا تحلم بها فتاة في مثل سنها في إسرائيل.
لم تكن شولا أمام واقعها المؤلم تستطيع رفض هذا العرض. فهي تحلم بالمجد المفقود الذي كم رنت إليه، إضافة إلى استيقاظ رغبة الانتقام لديها من
العرب الذين ***وا والدها وحبيبها، وتسببوا في موت أمها كمداً.
لكل ذلك أعلنت موافقتها راضية مقتنعة، لتبدأ بعدها أغرب مغامراتها في عالم المخابرات والجاسوسية، فتستحق عن جدارة لقب "الزعيمة" الذي أطلق عليها في الموساد، ذلك لأن ما قامت به لصالح إسرائيل على مدى تسع سنوات متصلة، مثير جداً... وجريء... وعجيب كل العجب... !! نساء إسرائيل مهما تطورت أجهزة الاستخبارات في العالم فلا يمكن إغفال دور المرأة في ميدان التجسس، فامرأة جميلة .. ذكية ... بمقدورها أن تكون جاسوسة كاملة تفوق الرجل، إذا استغلت مهاراتها وحدة ذكائها وسلطان سحرها، خاصة في
بلاد يسيطر عليها "الجوع الجنسي" كبلادنا العربية.
فالجاسوس الرجل... يعتمد في الغالب على مهاراته وقوته البدنية، وشجاعته واندفاعه إلى درجة الإجرام.. وهو عادة يعمل سراً في الخفاء.
أما المرأة الجاسوسة... فسلاحها سحرها وفتنتها وجسدها. ولذلك تظهر في أكثر الحالات ضمن هالات الأضواء على حلبات المسارح والملاهي، تعرض فتنتها فتثير النفوس، وتلقي شباكها ليأتيها من يرغبها طائعاً... خاضعاً.. ضعيفاً... وخلال اعتراك لهيب الأجساد العارية، والقبلات، ورعشات الرغبة الساحرة، تنسكب المعلومات بلا ضابط، وتفشي الأسرار المصفدة بالكتمان وتباح كل المحظورات.
وقد يتساءل البعض:
هل تقبل المرأة في عالم المخابرات والجاسوسية، أن تضحي بشرفها للسيطرة على أعصاب شخص ما؟
وللإجابة نقول:
نعــــــــــم . فأجهزة المخابرات في العالم كله تعتبر التضحية بالشرف، وبكل ما هو ثمين، أمر جائز في سبيل الوطن، بل ويعد ذلك أثمن معاني الوطنية.
وعلى ذلك، يطلب من الجاسوسات أن يستسلمن لشخصيات بعينها، توصلاً لجمع معلومات سرية تفيد المصلحة العامة، والعنصر النسائي في المخابرات الإسرائيلية بوجه خاص أمر إجباري.
فإسرائيل هي الدولة الوحيدة في العالم منذ عام 1948، التي تفرض التجنيد الإجباري على النساء وقت "السلم"، حيث تستخدم النساء والفتيات في شتى المجالات العسكرية والسرية والجاسوسية، لتحقيق أهداف إسرائيل في الأمن والتوسع حتى ولو بالجنس. فالجنس سلاح اليهود منذ القدم، وقد أجادوا استخدامه وأتقنوه لدرجة الاحتراف وتفوقوا بذلك على الأمم الأخرى.
ومن النادر جداً أن تخلو قصة تجنيد جاسوس لإسرائيل من المرأة والجنس.
ولم أصادف أبداً حتى الآن في عشرات المراجع والملفات التي بين يدي عن الجاسوسية اليهودية، حالة واحدة لجاسوس جندته إسرائيل خلت من الجنس،
حتى في حالة الخائنة هبة سليم التي اشتهرت باسم عبلة كامل، فقد استغلت أنوثتها كجاسوسة إسرائيلية، وأغرت الضابط المصري المقدم .... وفعلت معه كما تفعل نساء الموساد في غرف النوم.
وفي حالة الأردنية أمينة داود المفتي، فأؤكد بأنها لم تتعاون مع الموساد بعد نصب "مصيدة العسل" المعتادة. لكن ارتباطها جنسياً بطيار يهودي في فيينا – وهي المسلمة – ثم زواجهما لأمر بشع ومقيت. وهذا ما حدث أيضاً مع انشراح التي سيطر عليها ضابط الارتباط الإسرائيلي بالجنس في تركيا.
إنه واقع محير وشائك، رجال أوقعت بهم فتيات، وفتيات أوقع بهن رجال.
عالم عجيب حقاً، كلما تبصرنا أسراره تملكتنا الدهشة وازددنا اقتناعاً بأن الجنس هو المحرك الأول للجاسوسية، دستورها المقدس عند اليهود منذ الأزل وحتى اليوم... أما المال فيأتي في المرتبة الثانية مهما بدت رغبة الثراء متوشحة، أثيرة !!

خاص يقع في "كيريا" بتل أبيب، وأوكلت لأمهر خبراء الموساد مهمة ترويض تلك المخلوقة العجيبة الجمال ليصنعوا منها جاسوسة ذكية، مثقفة، لبقة، تجيد إدارة الحوار واجتذاب الرجال والسيطرة على أعصابهم.
ونظراً لكونها شرقية من العراق ولم تحظ بقدر كاف من التعليم... فقد بعثوا بها إلى لندن لتمتزج بالمجتمع والدنيا هناك وتتعلم التحدث بالانجليزية.
وعلى مدار عام ونصف العام استطاعوا أن يستخرجوا منها خلاصة مخلوقة ثانية، مدربة على فنون التجسس والإغواء والسيطرة. وبأوراق ثبوتية مزورة، سافرت إلى بيروت في سبتمبر 1952، لتبدأ من هناك أولى مهامها التجسسية واثقة من قدراتها الفائقة، لا تحمل أسلحة فتاكة سوى جسدها المثير. وفي ساحة المطار الخارجية، تهافت عليها سائقو الأجرة، وأوصلها أحدهم إلى وسط بيروت حيث نزلت بفندق "الغراند أوتيل"، وفي المساء غادرت الفندق تملأ مسامعها شهقات الإعجاب طوال تجوالها في شوارع المدينة المكتظة بالجمال.
كان عليها أن تستتر وراء وظيفة ما، أو مهمة جاءت بها إلى بيروت، ولم يكن الأمر بحاجة إلى إثباتات. فقد ادعت بأنها مندوبة لإحدى الشركات
السياحية الأوروبية، جاءت للبحث عن وكلاء في لبنان، فانفتحت لها بذلك الأبواب المغلقة، واقتربت كثيراً من برسيخ أقدامها تمهيداً للعمل...
خاصة بعدما تركت الفندق، وانتقلت إلى إحدى الشقق الفاخرة ببناية "الأمباسادور" الشهيرة.
كانت مهمتها الأولى البحث عن مسؤول لبناني له نفوذ قوي في الدوائر الرسمية، تستطيع من خلاله أن تنفذ إلى ما تصبو إليه.. وأخيراً عثرت على
ضالتها في شخص موظف كبير اسمه "محمود عوض" ... كان يشغل آنذاك أكثر من ست وظائف حكومية... فذهبت لمقابلته للاستفسار عن إجراءات تمديد إقامتها، فسقط في شباكها وخر صريع سحرها، وتعمد تطويل الإجراءات ليراها كثيراً، فتركت له جواز سفرها وأخلفت ميعادها معه... ثم اتصلت هاتفياً به لتخبره بمرضها وأعطته عنوان شقتها ليرسل به اليها.
وكما توقعت الجاسوسة المدربة، فقد ذهب إليها اللبناني الذائب بنفسه يحمل جواز سفرها وباقة من الورود، فاستقبلته بملابس شفافة تفضح معالم
جسدها، وكان عطرها الفواح الذكي ينشر جواً من الأحلام والرغبة والاشتهاء... ومنحته في النهاية جسدها مقابل خدمته.. فبات منذ تلك اللحظة عبداً لجمالها تحركه كفيما تشاء، ولا يرفض لها أمراً.
انشغل محمود عوض بمعشوقته وهو المسؤول المهم بإحدى الدوائر، وشهدت شقة الأمبا سادور المحرمة التي تستغرق معظم وقته. فكان ينزف مع رجولته أسراراً حيوية للغاية تمس لبنان وأمنه. إذ كان يعوض ضعفه الشديد أمام أنوثتها الفتاكة بسرد تفاصيل عمله، وتتملكه نشوة الانتشاء عندما يجيب باستفاضة عن استفساراتها ويراها منبهرة مشدوهة "متغابية"، وبعد انصرافه على أوراقها تكتب كل ما تفوه به، وتخطط لما سيكون عليه الحال في اللقاء التالي.
الطابور النائم
كانت أوليات مهام شولا كوهين في بيروت، السيطرة على أكبر عدد من المسؤولين الحكوميين بواسطة الجنس، حتى إذا ما ترقوا في وظائفهم
وأصبحوا ذوي شأن في صناعة القرار، أعيد من جديد إيقاظهم للعمل لصالح إسرائيل، وهؤلاء يطلق عليهم العملاء النائمون. فحينما يتبوءون المناصب
العليا، يسهل إخضاعهم لتمييع المواقف السياسية المستقبلية ضد إسرائيل، ويشكلون بذلك طابوراً طويلاً من المسؤولين يدور في فلك إسرائيل ..
وينفذ سياساتها دونما انحراف عن الخط المرسوم.
لذلك، وسعت شولا من علاقاتها بالمسؤولين اللبنانيين، وكانت الدائرة شيئاً فشيئاً، تتسع لتشمل موظفين رسميين بشتى الجهات الحكومية، كلهم
سقطوا صرعى الجسد الناعم الملتهب وفورانات الإثارة.
وبالطبع، لم تكن شولا بقادرة وحدها على إشباع رغبات كل هؤلاء، إنما عمدت بحاستها المهارية إلى التعرف على فتيات حسناوات، باحثات عن المال، جمعتهن حولها وسخرتهن لتوثيق دائرة معارفها. واستلزم منها ذلك تأجير شقة أخرى، لتخفيف حدة زحام جوعى اللذاذات بشقتها.
وفي عام 1956 كانت تستأجر خمسة منازل في مختلف أنحاء بيروت، مجهزة بأفخر أنواع الأثاث، ومزودة بكاميرات دقيقة وأجهزة تسجل كل ما يجري بغرف النوم، وكانت أشهر فتاة لديها، طفلة أرمينية تدعى "لوسي كوبيليان" عمرها أربعة عشر عاماً تخلب بجمالها الألباب وتذيب العقول.
هذه الطفلة المرأة كانت إحدى نقاط القوة في شبكة شولا.. فقد تهافت عليها الرجال كالذباب، وسجدوا لجمالها وفتنتها، أما شولا – الزعيمة – فآثرت ألا تمنح جسدها إلا لكبار المسؤولين ذوي المراكز الحساسة كي تستخلص بنفسها ما تريده منهم.
ولما تزاحم العمل، رأت الموساد أن تعضد شولا في مهمتها، فضمت إليها اليهودية "راشيل رافول" في طرابلس، وبانضمام راشيل، اتخذت شبكة شولا
مساراً جديداً لم يكن في الحسبان..فالعضوة الجديدة مدربة وماهرة جداً.. ولها خبرة طويلة بأعمال الدعارة في لبنان.وبالتعاون مع "إدوارد هيس" ضابط الارتباط الإسرائيلي في بيروت، أمكن
القيام بعدة عمليات جريئة لتهريب أموال اليهود اللبنانيين المهاجرين لإسرائيل، بوسيلة "إشهار الإفلاس"، التي سهلت عملية "إميل نتشوتو"
التاجر اللبناني اليهودي، الذي هرب لإسرائيل بعدما سرق ملايين الليرات من البنوك والتجار. وكذا عملية "إبراهيم مزراحي" التاجر الطرابلسي
الشهير الذي هرب أيضاً بالملايين إلى اليونان، ثم لإسرائيل، بينما انخرطت زوجته "ليلى مزراحي" في خدمة الشبكة ... لتسهيل عمليات تهريب أخرى بما لها من علاقات بزوجات أثرياء اليهود.
وبتهريب يهود لبنان بأموالهم المسروقة إلى إسرائيل..أضير الاقتصاد اللبناني ضرراً بالغاً، واضطرت بعض المصارف إلى الاستغناء عن خدمات بعض موظفيها المتورطين، وكاد للعملية كلها أن تنكشف لو لم يكن هناك مسؤولون كبار أمكن السيطرة عليهم من قبل.. استطاعوا في الوقت المناسب عمل تغطية للفضيحة وإخمادها إلى حين.
جنت شولا كوهين ثمار عملها، واستشعرت قيمة مهمتها في بيروت للسيطرة على الكبار بالجنس، ذلك لأن محمود عوض أول الخاضعين لها لم يتوان عن التستر على نشاطها، ومساعدتها بما يملك من سلطات في نهب اقتصاد بلده.
هكذا دفع النجاح شولا كوهين لتطور من أسلوب عملها، وتنتهج مسلكاً أكثر فعالية في العمل.

بعدما اتسع نطاق شبكة الجاسوسية، وبالتالي تعددت مصادر التقارير والأسرار، كانت شولا تعاني من صعوبة نقل المعلومات المتدفقة عليها إلى إسرائيل، ورأت أن الحل يكمن في تجنيد أحد اللبنانيين قاطني الجنوب نظراً لسهولة تسلله إلى إسرائيل بالمعلومات والتقارير، دون أن تثير تحركاته أحداً.
فكرت جدياً بهذه الحيلة، في ذات الوقت الذي سعت فيه لإيجاد مركز يجمعها بجواسيسها، وبواسطة كبار المسؤولين اللبنانيين، استأجرت عميلة الموساد إحدى الكافيتريات بشارع "الحمراء"، وحولتها إلى "بار" يزدان بالديكورات والحسناوات أطلقت عليه اسم بار "الرامبو".ومع الخمر والليل وجدت ضالتها المنشودة في شخص ابن الجنوب الساذج – محمد سعيد– الذي حملته ساقاه ذات مساء إلى البار ..فتسمر منبهراً باللحم الأبيض يتراقص ويتمايع، معلناً ويعلن عن مواطن الإثارة في صراحة..وثقلت عليه رغباته المكبوتة فتاه عقله، وأحكمت شولا سيطرتها عليه بعدما تأكد لديها أنه سقط لآخره في براثنها.
وفي ليلة حمراء أريقت فيها الخمور المعتقة، وذبلت العيون وتراخت الأعصاب في وهن، فاتحته في الأمر. وكم كانت واثقة من إجابته، فإنه على
استعداد لأن يفعل كل شيء في سبيل ألا يخسرها، أو يضيع لحظة واحدة من أوقات المتعة التي أدمنها. فحملته بالتقارير والمعلومات، وتسلل بها إلى الجانب الإسرائيلي..ولم يرجع اليها بأوامر الموساد الجديد فقط، بل اصطحب معه ابن عمه "فايز " الشاب المغامر..الذي يعرف الدروب
الجبلية ومواطن الضعف الأمني بمناطق الحدود الجنوبية.
وعلى انفراد، أخبر شولا بأن ابن عمه مستعد هو الآخر للانضمام إلى شبكة الجاسوسية مقابل المال. فلم تمنحه شولا المال وحده، بل وهبته أجمل فتياتها اللاتي ضيعن لبه، وسحرنه بما لم يألفه من متع النشوة، ليدور في النهاية كسابقيه في فلك الخيانة والتردي.
وأخيراً جاء لها سعيد بابن العم الثالث "نصرت " طائعاً مختاراً هو الآخر، وكأنما العائلة قد جبلت كلها على الخيانة واعتادتها..
وبذلك أمكن لشولا أن تنقل ملفات تقاريرها أولاً بأول عبر هؤلاء الثلاثة إلى قادتها في إسرائيل دونما صعوبة...أو تشكك من الجهات الأمنية
اللبنانية..بذلك..تحول ملهى الرامبو إلى مركز لاصطياد الجواسيس وملتقى لهم في ذات الوقت، وأيضاً، ليعاين كبار الموظفين اللبنانيين الفتيات المثيرات المختارات فتتضاعف خدماتهم لشبكة شولا..في وقت لم تكن ظروف الأمن في لبنان مهيأة لتتبع النشاط التجسسي الاسرائيلي في بيروت، بسبب انشغال الميليشيات الطائفية بتسليح نفسها، على حساب قوة الجيش والأمن الداخلي. لقد انقلبت المفاهيم العسكرية في لبنان حتى أن قوى الأمن الداخلي كانت في حالة صراع لا يتوقف مع الجيش. ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل تبودلت الأدوار أيضاً وتسلمت قوى الجيش حراسة بعض المرافق العامة بدلاً من قوى الأمن الداخلي، واستعمل الجيش كنقاط أمنية منفردة بعيداً عن ملاحقة الميليشيات العسكرية، التي كانت تستولي على آليات الجيش ومدرعاته وأسلحته، واعتقاد رئيس الجمهورية اللبناني في قصر "بعبدا" أنه هو لبنان، وهو الشرعية.
وبسيطرة العقلية العائلية على نظام إدارة الحكم والدولة، كان هناك استرخاء أمني أدى إلى تغلغل الجواسيس وانتشارهم في ربوع لبنان، حيث لا
يوجد جهاز مخابراتي نشط بتعقب الجاسوسية المضادة... أو يعمل على وقف سيلان المعلومات الحيوية عن الدولة إلى العدو المتربص في أقصى الجنوب.
عزيز الأحد تغافل محمود عوض، المسؤول اللبناني الكبير عما تقوم به شولا في لبنان..مكتفياً بالليالي الملتهبة بين أحضان الحسان، ولما أدرك قيمة الخدمات التي يؤديها مقابل الجنس، صارح شولا بأنه الخاسر بلا شك..وطالبها بمقابل مادي حيث أن هدفه الأسمى في الحياة هو المال والثراء.
انزعجت شولا لطلبه الجديد فهو ثري في الأصل، وما كان يطلب منها سوى فتيات صغيرات جميلات يعدن إليه شبابه.
وبرغم سيطرتها عليه بوسائل عدة، منها تصويره في أوضاع شائنة مع أكثر من تسع فتيات، إلا أنها نفت فكرة تهديده، ذلك لأنه يعرف جيداً كل المتعاملين معها من ذوي المراكز، وكتبت بذلك إلى رؤسائها فوافقوا على رأيها، فأغدقت عليه الأموال مقابل تقاريره عن موظفي الدولة والدوائرالرسمية، التي كان يحملها العبد الله إلى الإسرائيليين عبر الحدود في أوقات معينة متفق عليها.
وفي مايو 1958، وصل إلى بيروت ضابط سوري مسؤول، اجتمع من فوره بأحد ضباط الأمن اللبنانيين، وأبلغه بنشاطات شولا كوهين المشبوهة.. وإحاطتها بأسرار غاية في السرية عن الجيش اللبناني والسوري معاً.. تجلبها من خلال شخصيات على مستوى المسؤولية في البلدين على علاقة بها.
كانت خيبة أمل الضابط السوري كبيرة، عندما أخبره زميله اللبناني بأن شولا بعيدة عن الشبهات. وتم حفظ محضر الاجتماع في الأدراج برغم تأكيدات السوريين.
وفي بداية عام 1961 وقع محضر الاجتماع تحت يد ضابط لبناني شهم اسمه "عزيز الأحدب" فقرأ ما تحويه السطور.. وبدأ في جمع المعلومات في سرية تامة عن شولا.. وفوجئ بعد عدة أشهر من المراقبات والتحريات بأن الفتاة تدير أكبر شبكة جاسوسية إسرائيلية في لبنان.. امتدت نشاطاتها لتشمل كل مناحي الحياة المدنية والعسكرية، ليس ذلك فحسب، بل تجمعت لديه أدلة كافية، بأنها وراء عمليات تهريب اليهود اللبنانيين إلى إسرائيل،
بواسطة "آل العبدالله" الذين يجيدون استخدام الدروب الوعرة في الجنوب.
هكذا، وبعد تسع سنوات من التجسس، ألقى عزيز الأحدب القبض على شولا كوهين في أغسطس 1961، واعترفت في الحال على شركائها، واثقة من أن نجدة ستجيئها حالاً من إسرائيل.
وأمام القضاء العسكري اللبناني تكشفت حقائق مذهلة، عن تورط شخصيات عديدة مسؤولة، في إمدادها بأدق الأسرار والتقارير التي تمس لبنان
وكيانه.
أصدرت المحكمة في 25 يوليو 1962 حكماً بالسجن مدة عشرين عاماً على شولا كوهين، التي أطلق عليها اليهود لقب "الزعيمة" و 15 عاماً على زميلتها راشيل رافول.
أما محمود عوض فقد قضى نحبه في سجن الرملة في يونيو 1962 إثر نوبة قلبية فاجأته قبل الحكم عليه، فلقي جزاء ربه وحكمه العادل.
لكن المثير للدهشة حقاً، أن يصدر حكماً بسجن آل العبد الله الثلاثة عشرون شهراً فقط لكل منهم ... إلى جانب أحكام أخرى بالسجن تقل عن عام على مسؤولين لبنانيين ضالعين في الجاسوسية، بما يؤكد ما ذكرناه آنفاً من ميوعة القوانين الجنائية التي يعمل بها في لبنان، وكانت سبباً رئيسياً من أسباب تحول بيروت إلى أشهر عاصمة عربية يأمن فيها الجواسيس على رقابهم، وساحة تباع فيها الأسرار القومية بأجساد النساء وتشترى..!!.


__________________
اطلبوا العلم، فإن عجزتم فأحبوا أهله، فإن لم تحبوهم فلاتبغضوهم
هيا بنا نتعلم الديمقراطية
<!-- Facebook Badge START --><!-- Facebook Badge END -->
  #12  
قديم 28-10-2010, 10:48 PM
الصورة الرمزية محمد حسن ضبعون
محمد حسن ضبعون محمد حسن ضبعون غير متواجد حالياً
نـجــم الـعـطــاء ((رحمه الله))
 
تاريخ التسجيل: Feb 2008
المشاركات: 11,961
معدل تقييم المستوى: 28
محمد حسن ضبعون is just really nice
Icon3 أصغر جاسوس

أصغر جاسوس
قصة هذا الجاسوس قصة فريدة بالفعل فهي تجمع بين جنباتها الغرابة والطرافة والإثارة في وقت واحد..
__________________
اطلبوا العلم، فإن عجزتم فأحبوا أهله، فإن لم تحبوهم فلاتبغضوهم
هيا بنا نتعلم الديمقراطية
<!-- Facebook Badge START --><!-- Facebook Badge END -->
  #13  
قديم 28-10-2010, 10:51 PM
الصورة الرمزية محمد حسن ضبعون
محمد حسن ضبعون محمد حسن ضبعون غير متواجد حالياً
نـجــم الـعـطــاء ((رحمه الله))
 
تاريخ التسجيل: Feb 2008
المشاركات: 11,961
معدل تقييم المستوى: 28
محمد حسن ضبعون is just really nice
افتراضي

أصغر جاسوس
قصة هذا الجاسوس قصة فريدة بالفعل فهي تجمـع بين جنباتها الغرابة والطرافة والإثارة
في وقت واحد..
هي قصة طفل مصري كان يرعى الأغنام ويقوم بتربية الدجاج في صحراء سيناء.. اندفع في طريق المخابرات العامة المصرية التي كانت وقتها تدير حربا من نوع خاص مع العدو الإسرائيلي بعد نكسة 1967حققت فيها انتصارات ساحقة لم يفق منها العدو إلا على انتصار اكبر في أكتوبر1973م..
الطفل صالح واحد من أبطال عالم الجاسوسية والمخابرات الذين خدموا وطنهم في الصغر والكبر فكما كان صالح وقتها اصغر جاسوس في العالم وأكبر من أذاق العدو الصهيوني مرارة الهزيمة، الآن هو يحتل موقعا حساسا في أحد الأجهزة الأمنية المصرية وكأنه أخذ على عاتقه خدمة الوطن وحمايته في الكبر والصغر.

في العام 1968 وبينما تلقي النكسة بظلالها على الجميع وتعيش إسرائيل في زهو بأنها ألحقت الهزيمة بالجيش المصري، واحتلت شبه جزيرة سيناء، وأقامت الحصون والمواقع المنيعة بطول القناة وداخل الأراضي المصرية التي سيطرت عليها كانت هناك بطولات على الجانب الآخر أسفرت عن نتائج باهرة كانت في طي الكتمان إلى وقت قريب حتى تم الكشف عنها ومنها قصة
الطفل المصري «صالح» أصغر جاسوس في العالم... فبينما كان مكتب المخابرات المصرية في شغل لا ينقطع لجمع المزيد من المعلومات عن العدو، وعدد قواته، ونوعية الأسلحة التي يمتلكها وطبيعة معيشة جنوده، والحراسات الليلية، وطبيعة حصونهم، كان «صالح» يعمل في جو الصحراء
المحرقة على رعي الأغنام وتربية الدجاج محاولا الاحتماء بظل الكوخ الصغير الذي يقطنه والده الشيخ «عطية» وأمه «مبروكة علم الدين» وذلك
بالقرب من بئر قليل المياه داخل سيناء. كان الطفل يداعب طفولته مع الأغنام والدجاج، ويتأمل الفضاء الواسع بخياله المتطلع إلى السماء، لم يسرح خياله إلى أن يكون علامة مضيئة أمام القوات المصرية وهي تعبر قناة السويس لتحقق النصر وترفع القامة العربية عاليا في كل مكان، ولم يفكر يوماً في أنه سيكون مساعدا للمخابرات المصرية خلف العدو الإسرائيلي، ويقوم بزرع أدق أجهزة للتصنت داخل مواقع الجيش الإسرائيلي ليصبح أصغر جاسوس عرفه التاريخ.
__________________
اطلبوا العلم، فإن عجزتم فأحبوا أهله، فإن لم تحبوهم فلاتبغضوهم
هيا بنا نتعلم الديمقراطية
<!-- Facebook Badge START --><!-- Facebook Badge END -->
  #14  
قديم 28-10-2010, 10:52 PM
الصورة الرمزية محمد حسن ضبعون
محمد حسن ضبعون محمد حسن ضبعون غير متواجد حالياً
نـجــم الـعـطــاء ((رحمه الله))
 
تاريخ التسجيل: Feb 2008
المشاركات: 11,961
معدل تقييم المستوى: 28
محمد حسن ضبعون is just really nice
افتراضي

تجنيد الطفل
ظلت المخابرات تفكر في كيفية الحصول على المعلومات من خلف وداخل مواقع العدو، وكيف تحقق درجة الأمان العالية لمن يؤد هذا الغرض؟ وفي ظلمات الليل الدامس والرياح الشديدة تسلل ضابط مخابرات في ذلك الوقت ويدعى «كيلاني» إلى أرض سيناء، وكان متنكرا في زي أعرابي يتاجر في المخدرات، تحدى الضابط صعوبات الصحراء حتى وصل إلى بئر المياه، وأخذ يتناول جرعات منه، وشاهده والد الطفل صالح، وكعادة العرب ضايفه في كوخه الصغير، ودار حوار بين الضابط المتنكر في زي تاجر، وعطية والد صالح انتهى بتكوين صداقة، أراد الضابط تجنيد الأب لصالح المخابرات المصرية ولكن حدث أثناء
استضافة والد صالح للضابط الذي كان حريصا في معاملاته وسلوكه حتى يتعود الأب عليه أن أقنعه أنه بانتظار عودة شحنته التجارية، وفي اليوم التالي ترك الضابط مجلس الأب عطية وأخذ يتجول حول بيته يتأمل السماء حتى وصل إلى الطفل وأخذ يداعبه حتى لا يشك الأب في سلوكه، وإثناء ذلك خطر ببال ضابط المخابرات المصرية أغرب فكرة وهي تجنيد الطفل صالح بدلا من الأب وتعليمه وتلقينه دروسا في التخابر، وكيفية الحصول على المعلومات من العدو الصهيوني، وأخذ الضابط يدرس هذه الفكرة مع نفسه خاصة أنه من الصعوبة الشك في طفل، كما أن الطفل نفسه يحمل روحا وطنية وهذا ما لاحظه الضابط، الذي ظل أياما معدودة ينفرد بالطفل بحذر شديد حتى استطاع
تجنيده، وعندما اطمأن إليه وإلى قدرته على استيعاب ما طلبه منه، وقدرته على تحمل المهمة الصعبة قرر الرحيل. وبعدها اجتمع مع والد الطفل على مائدة الطعام و شكره على استضافته ثم طلب الرحيل لتأخر قافلته التجارية، وعندما ذهب ليقبل الطفل اتفقا سويا على اللقاء عند صخرة بالقرب من الشاطئ.
__________________
اطلبوا العلم، فإن عجزتم فأحبوا أهله، فإن لم تحبوهم فلاتبغضوهم
هيا بنا نتعلم الديمقراطية
<!-- Facebook Badge START --><!-- Facebook Badge END -->
  #15  
قديم 28-10-2010, 10:54 PM
الصورة الرمزية محمد حسن ضبعون
محمد حسن ضبعون محمد حسن ضبعون غير متواجد حالياً
نـجــم الـعـطــاء ((رحمه الله))
 
تاريخ التسجيل: Feb 2008
المشاركات: 11,961
معدل تقييم المستوى: 28
محمد حسن ضبعون is just really nice
افتراضي

السر في دجاجة صالح
كان اللقاء الأول عند الصخرة لقاء عاصفا فقد تأخر الطفل عن الموعد واعتقد الضابط أن جهده قد ضاع، ولكن من وقت لآخر كانت الآمال لا تفارق
الضابط في الحصول على أسرار مواقع العدو، كانت الثواني تمر كأنها سنوات مملة حتى ظهر من بعيد جسد نحيف لقد كان الطفل «صالح» الذي جاء يبرر تأخيره بأنه اختار الوقت المناسب حتى لا يلمحه أحد، كان الطفل يعرف أن مهمته صعبة، ودوره خطير، وأن حياته معلقة على أستار أي خطأ يحدث، تلقى الطفل بعض التعليمات والإرشادات التي تجعله في مأمن وذهب ليترك الضابط وحيدا شارد الفكر يفكر في وسيلة تسمح «لصالح» بأن يتجول في مواقع الإسرائيليين بحرية كاملة حتى جاء اليوم التالي لموعد اللقاء مع الطفل صالح الذي كان يحمل معه بعض البيض من إنتاج الدجاج الذي يقوم بتربيته وما أن شاهد الضابط الطفل حتى صاح وجدتها أنها الدجاجة التي ستمكنك من الدخول إلى مواقع العدو بدون معاناة أو شك فيك، إنها الدجاجة مفتاح السر لم يع الطفل شيئا، واندهش لصراخ الضابط الذي كان دائما هادئا، وجلسا على قبة الصخرة ليشرح له الفكرة التي ستكون الوسيلة لدخوله مواقع العدو والحصول على المعلومات بدون صعوبة أو شك في سلوكه.
__________________
اطلبوا العلم، فإن عجزتم فأحبوا أهله، فإن لم تحبوهم فلاتبغضوهم
هيا بنا نتعلم الديمقراطية
<!-- Facebook Badge START --><!-- Facebook Badge END -->
 

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 05:38 PM.