اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > مسك الكلام فى الاسلام > محمد نبينا .. للخير ينادينا

محمد نبينا .. للخير ينادينا سيرة الحبيب المصطفى بكل لغات العالم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 05-03-2014, 06:54 AM
abomokhtar abomokhtar غير متواجد حالياً
مشرف سوبر ركن مسك الكلام فى الاسلام
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
المشاركات: 11,696
معدل تقييم المستوى: 28
abomokhtar is just really nice
New من النبوءات المحمدية ..


النبوءات المحمدية

ظهور الشرطة، والكاسيات العاريات، وغزو الهند


ظهور الشرطة والكاسيات العاريات:
تنبَّأ نبيُّ الرحمة محمد - صلى الله عليه وسلم - بظهور صنفَين من العصاة لم يرَهُما في عصره، وهما رجال الشرطة الظلَمة الذين معهم سياط يَضرِبون بها الناس، والنِّساءُ الكاسيات العاريات.


فقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((صِنفان من أهل النار لم أرهما: قوم معهم سياط كأذناب البقر، يَضرِبون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات، مائلات مُميلات، رُؤوسهنَّ كأسنمة البُختِ المائلة، لا يدخلنَ الجنة، ولا يَجِدنَ ريحَها، وإن ريحها لتوجد من مسيرة كذا وكذا))[1].


قال النووي:
"هذا الحديث من معجزات النبوة، فقد وقَع ما أخبر به - صلى الله عليه وسلم - فأما أصحاب السياط، فهم غِلمان والي الشرطة.


أما (الكاسيات)، ففيه أوجه:
أحدها: معناه كاسيات من نعمة الله، عاريات من شُكرِها.
والثاني: كاسيات من الثياب، عاريات من فعل الخير والاهتمام لآخرتهنَّ، والاعتناء بالطاعات.
والثالث: تكشف شيئًا من بدنها إظهارًا لجَمالِها، فهنَّ كاسيات عاريات.
والرابع: يلبسن ثيابًا رقاقًا تَصِف ما تحتها، كاسيات عاريات في المعنى"[2].


ولا شكَّ أن كل ذلك واقع نراه في حياتنا، سواء ما يقع من ظلم من رجال السلطان و*****هم للناس بالسياط، أو النساء المتبرجات اللائي يكشفنَ أبدانَهنَّ كلها أو بعضها، أو يلبسنَ ثيابًا رقاقًا أو ضيِّقةً تصف ما تحتها.


غزو الهند:

تنبَّأ نبي الرحمة محمد - صلى الله عليه وسلم - بأن جماعة من أمته سوف تغزو بلاد الهند، فعن ثوبان مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((عصابتان من أمتي أحرَزَهما اللهُ من النار: عصابة تغزو الهند، وعصابة تكون مع عيسى ابن مريم - عليهما السلام))[3].


وقد تحقَّقت هذه النبوءة؛ حيث اهتمَّ الخلفاء الراشدون بفتح بلاد الهند منذ عهد الخليفة عمر بن الخطاب؛ حيث أُرسلَت عدة حملات على أطراف هذه البلاد، لكن الفتح المنظَّم لم يبدأ إلا في عهد الخليفة الأموي الوليد بن عبدالملك؛ حيث قام عامله على العراق الحجاج بن يوسف الثقفي سنة 91هـ بإعداد حملة عسكرية وجهَّزها بالعدة والعتاد، وأسند قيادتها إلى القائد العظيم البارع محمد بن القاسم، وكان دون العشرين من عمره، فقام بهذه المهمة على خير وجه، وتمكَّن من التوغُّل في بلاد الهند، وفتح مدينة "ديبل" وأقام بها مسجدًا، وترك بها حامية من أربعة آلاف جندي، وأصبحت ديبل أول مدينة عربية في الهند، واستمرت الفتوحات من بعده في بلاد الهند والسِّند[4].

[1] مسلم (3971).

[2] شرح صحيح مسلم؛ للنووي (9: 240).

[3] أحمد (21362)، والنسائي (3124)، وصحَّحه الألباني في صحيح الجامع (4012).

[4] انظر: الكامل في التاريخ؛ لابن الأثير (2: 386)، فتوح البلدان؛ للبلاذري (3: 531).



إيهاب كمال أحمد










__________________
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 05-03-2014, 06:55 AM
abomokhtar abomokhtar غير متواجد حالياً
مشرف سوبر ركن مسك الكلام فى الاسلام
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
المشاركات: 11,696
معدل تقييم المستوى: 28
abomokhtar is just really nice
New

من النبوءات المحمدية

كثرة المال وتطاول العرب في البنيان


كثرة المال واستفاضته:

تنبّأ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بأنه سيأتي زمان يَكثُر فيه المال ويَفيض؛ حتى لا يكون هناك فقراء، ولا يجد الأغنياءُ من يقبل صدقاتِهم.

فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: ((لا تقوم الساعة حتى يكثر فيكم المال فيَفيض؛ حتى يُهِمَّ ربَّ المال مَن يَقبَلُ صدَقَتَه، وحتى يعرضه فيقول الذي يعرضه عليه: لا أرَبَ لي))[1].

وقد تحقَّقت هذه النبوة عدة مرات، ومن ذلك ما ذكره المؤرِّخون مما وقع في زمان الخليفة عمر بن عبدِالعزيز من كثرة المال واستفاضته حتى اغتنى الناس جميعًا.

فعن عمر بن أسيل بن عبدالرحمن بن زيد بن الخطاب قال: "لا والله ما مات عمر بن عبدالعزيز حتى جعل الرجل يأتينا بالمال العظيم فيقول: اجعلوا هذا حيث ترون من الفقراء، فما يَبرح حتى يرجع بماله، يتذكَّر من يضعه فيهم فلا يجده، فيرجع بماله"[2].

تطاول العرب في البنيان:

تنبَّأ النبي الكريم محمد -صلى الله عليه وسلم- أن العرب البدو الذين كانوا يعيشون في زمانه حياةً بدائية، سيأتي عليهم زمان يتطاوَلون فيه في البُنيان.

فقد ذكَرَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن من علامات الساعة ((أن ترى الحُفاةَ العُراةَ العالة رعاء الشاء، يتطاوَلون في البنيان))[3].

وقال -صلى الله عليه وسلم-: ((إذا رأيتَ الأَمَة ولدتْ ربَّتها أو ربَّها، ورأيت أصحاب الشاء يتطاولون بالبنيان، ورأيتَ الحفاة الجياع العالة كانوا رؤوس الناس، فذلك من معالم الساعة وأشراطها)).

قيل: يا رسول الله، ومن أصحاب الشاء والحفاة الجياع العالة؟ قال: ((العرب))[4].

وقد رأينا هذه النبوءة متحقِّقة في زماننا هذا؛ حيث امتلأت بلاد العرب بالبنايات العالية المرتفعة، حتى إن أعلى بناية في العالم الآن - وهو برج خليفة - يقع في إحدى الدول العربية.

فبرج خليفة هو ناطحة سحاب تقع في إمارة دُبي بالإمارات العربية المتحدة، ويعدُّ هذا البرج أعلى بناءٍ شيَّده الإنسان، وأطول برج في العالم؛ حيث يبلغ ارتفاعه 828 مترًا، وقد تمَّ افتتاحه رسميًّا في 4 يناير 2010م؛ ليصبح البناء الأعلى في العالم حاليًّا.

[1] البخاري (3340)، ومسلم (5142).

[2] تاريخ الإسلام؛ للذهبي (2: 330)، والتاريخ والمعرفة؛ للفسوي (1: 141)، وتاريخ الخلفاء؛ للسيوطي (1: 201)، ومختصر تاريخ دمشق (6: 80).

[3] البخاري (48)، ومسلم (9).

[4] أحمد (2775) وصحح أحمد شاكر إسناده، وقال الألباني في الصحيحة (3: 332): "وهذا إسناد لا بأس به في الشواهد".







__________________
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 05-03-2014, 06:56 AM
abomokhtar abomokhtar غير متواجد حالياً
مشرف سوبر ركن مسك الكلام فى الاسلام
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
المشاركات: 11,696
معدل تقييم المستوى: 28
abomokhtar is just really nice
New

من النبوءات المحمدية

خروج أدعياء النبوة الدجالين والخلافة والملك


تنبَّأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بخروج مجموعة من الدجالين أدعياء النبوة، ووضح أن عددهم سيكون قريبًا من الثلاثين.


فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((لا تقوم الساعة حتى يُبعَث دجالون كذابون قريبًا من ثلاثين، كلُّهم يزعم أنه رسول الله))[1].


وعن ثوبان - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إنه سيكون في أمتي كذابون ثلاثون، كلهم يزعم أنه نبيٌّ، وأنا خاتم النبيين لا نبي بعدي))[2].


وقد تحقَّقت هذه النبوءة بخروج مجموعة كبيرة من الدجالين أدعياء النبوة؛ مثل: مسيلمة الكذاب، والأسود العَنسي، وسَجاحِ الكاهنة، والمختار الثقفي، وحسين بن علي بن الميرزا عباس الملقب بالبَهاء، وميرزا غلام أحمد القادياني، ومحمود محمد طه السوداني، وغيرهم.


الخلافة والملك:

تنبَّأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن تستمرَّ الخلافة من بعده لمدة ثلاثين عامًا، ثم يتحول الأمر بعد ذلك إلى مُلْكٍ؛ فعن سَفينةَ - رضي الله عنه - قال: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((الخلافة ثلاثون عامًا، ثم يكون بعد ذلك الملك))[3].


قال سَفينة أبو عبدالرحمن مولى رسول الله وراوي هذا الحديث: "أَمسِك خلافةَ أبي بكرٍ - رضي الله عنه - سنتين، وخلافة عمر - رضي الله عنه - عشر سنين، وخلافة عثمان - رضي الله عنه - اثنتي عشرة سنة، وخلافة علي - رضي الله عنه - ست سنين"[4].


فقد تحقَّقت هذه النبوءة ووقعت كما أخبر الصادق المصدوق ونبيُّ الرحمة الكريم محمد - صلى الله عليه وسلم - فالخُلفاء الراشدون بعد النبي - صلى الله عليه وسلم - هم أربعة: أبو بكر الصديق، والفاروق عمر بن الخطاب، وذو النورين عثمان بن عفان، وعلي بن أبي طالب - رضوان الله عليهم جميعًا.


خلافة أبي بكر الصديق: سنتان.


خلافة عمر بن الخطاب: عشر سنين.


خلافة عثمان بن عفان: اثنتي عشرة سنة.


خلافة علي بن أبي طالب: ست سنين.


مجموع سنوات الخلافة: ثلاثون سنة، كما أنبأنا نبي الرحمة الكريم محمد، وصدق رسول الله - صلى الله عليه وسلم.

[1] البخاري (6588)، ومسلم (5205).

[2] أبو داود (3710)، وأصله في صحيح مسلم بغير هذا اللفظ، وصححه الألباني في صحيح أبي داود (4252).

[3] أحمد (20910)، والترمذي (2152)، وصححه الألباني في صحيح الترمذي (2226).

[4] أحمد (20910).








__________________
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 05-03-2014, 06:57 AM
abomokhtar abomokhtar غير متواجد حالياً
مشرف سوبر ركن مسك الكلام فى الاسلام
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
المشاركات: 11,696
معدل تقييم المستوى: 28
abomokhtar is just really nice
New

من النبوءات المحمدية

انتصار الروم وهزيمة الفرس


نَقصِد بالنُّبوءات هنا:
ما أخبر به النبي الكريم محمد - صلى الله عليه وسلم - مِن أمور وأحداث تقَع في المستقبل، سواء في حياته أو بعد مَماته.


وقد تنبَّأ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - بكثير من الأشياء التي تَحدُث في المستقبل، فوقعَت كما أخبرنا تمامًا، وهذا دليل على أن الله - عز وجل - قد أَوحى إلى الرسولِ محمَّد - صلى الله عليه وسلم - وأطلعه على أشياء من علم الغيب، الذي لا يُمكِن الوصول إليه إلا بالوحي، ومن ذلك: انتصار الروم وهزيمة الفرس:
في القرآن الكريم ذلك الكتاب العظيم الذي أنزله الله -تعالى- على نبيِّ الرحمة محمد - صلى الله عليه وسلم - جاء قول الله تعالى: ﴿ الم * غُلِبَتِ الرُّومُ * فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ * فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ ﴾ [الروم: 1 - 5].


ولهذه الآيات قصَّة عجيبة ذكَرها المؤرِّخون وأصحاب السُّنَن والسِّيَر وأهل التفسير، ومُلخَّص هذه القصة: أن الرومَ وفارسَ اقتَتلوا في أدنى الأرض[1]، فهُزمتِ الروم، فبلَغ ذلك النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - وأصحابَه وهم بمكة؛ فحَزِنوا لذلك؛ حيث كان النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه يَكرهون أن ينتصر الوثنيُّون من المجوس على أهل الكتاب من الروم؛ لأن أهل الكتاب أقرب إلى الحق والتوحيد من الوثنيين من المجوس عبَّاد النار.


وفي المقابل فرح الكفار بمكة من الوثنيين بانتصار الفرس وشَمتوا بأهلِ الكتاب من الروم، فلقوا أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالوا: إنكم أهل الكتاب والنصارى أهل كتاب ونحن أميُّون، وقد ظهر إخواننا من أهل فارس على إخوانكم من أهل الكتاب، وإنكم إن قاتَلتمونا، لنَنتصرنَّ عليكم كما انتصر الفرس على الروم؛ فأنزل الله تعالى: ﴿ الم * غُلِبَتِ الرُّومُ * فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ * فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ ﴾ [الروم: 1 - 5].


فخرَج أبو بكر الصديق إلى الكفار فقال: أَفرِحتم بانتصار إخوانكم على الروم؟ فلا تفرحوا، ولا يُقرِّنَّ الله أعينكم، فوالله ليَظهرنَّ الرومُ على فارس؛ فقد أخبرنا بذلك نبيُّنا الصادق المصدوق محمد - صلى الله عليه وسلم - وهو إن أخبرنا بشيء يقع كما قال تمامًا.

فقام إليه أبيُّ بن خلف الجُمحي، فقال: كذبتَ يا أبا بكر، فلن ينتصر الروم، فقال له أبو بكر: أنت أكذب يا عدوَّ الله، فقال: نجعل رهانًا بيني وبينك على عشر قلائص[2] منِّي، وعشر قلائص منك، فإن فازَت الروم على فارس، غرمتُ أنا، وإن انتصرَت فارس، غرمتَ أنت، ومدة الرهان ثلاث سنين.

ثم جاء أبو بكر إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فأخبره بما كان بينه وبين أبيِّ بن خلف، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((لماذا جعلت مدة الرهان ثلاث سنين؟ فما هكذا ذُكرَت: إنما جاء في الآيات أن انتصار الروم سيقع في بضع سنين، والبضع ما بين الثلاث إلى العشر، فاذهب إلى أبيِّ بن خلف، فاطلب منه الزيادة في قيمة الرهان مع الزيادة في مدته)).


فخرَج أبو بكر فلقيَ أبيَّ بن خلف فقال له: لعلك ندمت على رهانك لي، قال: لا، فقال أبو بكر: تعالَ إذًا أزيدك في مِقدار الرهان نجعله مائة قلوص، على أن نزيد مدة الرهان إلى تسع سنين، فوافق أبيٌّ على ذلك سعيدًا بزيادة قيمة الرهان.

وكان كفار قريش حينئذٍ قد استبعَدوا تمامًا إمكانية تحويل الرُّوم هزيمتهم من الفرس إلى انتصار في غضون تسع سنين فقط، فلم تكن هناك أي مؤشِّرات أو أمَارات تقوِّي هذا الاحتِمال وتَدعمُه.

أما المسلمون، فقد كانوا - رغم ذلك - واثِقين من تحقُّق النبوءة وانتِصار الروم على الفُرس في بضع سنينَ كما أخبرهم الصادق المصدوق - صلى الله عليه وسلم - فقد اعتادُوا أن تتحقَّق كل نبوءاته، وأن تَصدُق كلُّ كلماته، مهما كان الواقع يَستبِعد إمكانية حدوثِها.

وفعلاً تحقَّقت النبوءة واستَطاع الروم أن يُحقِّقوا انتصارًا كبيرًا على الفرس بعد أقل مِن تِسع سنين، وأتى خبر انتِصار الروم إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والمسلمين يوم الحُدَيبية؛ ففرحوا بذلك، وكسب أبو بكر الرهان وخسر أبيُّ بن خلف[3].

جدير بالذِّكر أن شريعة الإسلام لا تُبيح الرهان بل تُحرِّمُه، لكن الرهان لم يكن في ذلك الوقت حرامًا، وإنما أنزل الله تحريمَه بعد ذلك.


قال الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ ﴾ [المائدة: 90، 91]

[1] المقصود بأدنى الأرض هنا - كما ذكَر المؤرخون - هي مدينة أَذرِعات بالشام.

[2] القلائص: جمع قلوص، وهي الإبل الفتيَّة المُجتمِعة الخَلق.

[3] انظر هذه القصة في: تاريخ الرسل والملوك؛ للطبري (1: 342)، والكامل في التاريخ؛ لابن الأثير (1: 165)، وتاريخ ابن خلدون (2: 180)، تاريخ الإسلام؛ للذهبي (1: 60)، والبداية والنهاية؛ لابن كثير (3: 153).








__________________
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 05-03-2014, 06:59 AM
abomokhtar abomokhtar غير متواجد حالياً
مشرف سوبر ركن مسك الكلام فى الاسلام
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
المشاركات: 11,696
معدل تقييم المستوى: 28
abomokhtar is just really nice
New

من النبوءات المحمدية

نار الحجاز التي أضاءت أعناق الإبل ببصرى



فقد روى أبو هريرة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: ((لا تقوم الساعة حتى تَخرُج نار من أرض الحجاز تضيء أعناقَ الإبل ببُصرى))[1].


فقد أخبَرَ النبي - صلى الله عليه وسلم - عن حادثة عجيبة، من النادر جدًّا وقوعها، ولا يمكن لشخص عادي أن يتوقَّع حدوثَها؛ فقد أخبرنا النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه سيقع في يوم من الأيام أن تخرج نار عظيمة من أرض الحجاز، تَصِلُ مِن شدتها وقوَّتِها أنها تضيء أعناق الإبل في منطقة بُصرى في أرض الشام.


وقد وقع ما أخبر به النبي - صلى الله عليه وسلم - كما أخبر تمامًا في سنة 654هـ؛ أي: بعد وفاة النبي - صلى الله عليه وسلم - بما يقرب من 644 سنة.


قال الإمام المؤرِّخ ابن كثير: "ثم دخلت سنة أربع وخمسين وستمائة، فيها كان ظهور النار من أرض الحجاز التي أضاءت لها أعناق الإبل ببُصرى، كما نطق بذلك الحديث المتفق عليه، وقد بسط القول في ذلك الشيخ الإمام العلامة الحافظ شهاب الدين أبو شامة المقدسي في كتابه الذيل وشرحه[2].


واستحضرَه من كتب كثيرة وردَت مُتواتِرةً إلى دمشق من الحجاز بصفةِ أمرِ هذه النار التي شُوهِدَت مُعايَنةً، وكيفية خروجها وأمرها.


وملخَّص ما أورده أبو شامة أنه قال: وجاء إلى دمشق كتُبٌ من المدينة النبوية - على ساكنها أفضل الصلاة والسلام - بخروج نار عندهم في خامس جمادى الآخرة من هذه السنة، وكُتبَت الكتُب في خامس رجب، والنار بحالها، ووصلَت الكتب إلينا في عاشر شعبان ثم قال: بسم الله الرحمن الرحيم، ورَد إلى مدينة دمشق في أوائل شعبان من سنة أربع وخمسين وستمائة كتب من مدينة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيها شرح أمر عظيم حدث بها، فيه تصديق لما في الصحيحين من حديث أبي هريرة.


قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((لا تقوم الساعة حتى تخرج نار من أرض الحجاز تضيء لها أعناق الإبل ببصرى))، فأخبَرَني من أثق به ممَّن شاهَدَها أنه بلغه أنه كتَب بتيماء على ضوئها الكتب.


قال: وكنا في بيوتنا تلك الليالي، وكأن في دار كل واحد منا سراج، ولم يكن لها حرٌّ ولفح على عِظَمِها، إنما كانت آية من آيات الله - عز وجل"[3].


وقال الإمام المؤرخ شمس الدين الذهبي:
"أمر هذه النار مُتواتِر، وهي مما أخبر به المصطفى - صلى الله عليه وسلم - حيث يقول: ((لا تقوم الساعة حتى تخرج نار من أرض الحجاز تضيء لها أعناق الإبل ببصرى))، وقد حكى غير واحد ممَّن كان ببُصرى في الليل، ورأى أعناق الإبل في ضوئها"[4].

[1] البخاري (6585)، ومسلم (5164).

[2] أي: كتاب "ذيل الروضتين"؛ لأبي شامة، وهو من العلماء الذين عاصَروا هذه الواقعة التاريخية.

[3] البداية والنهاية (13: 219).

[4] تاريخ الإسلام (10: 418).





__________________
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 05-03-2014, 07:00 AM
abomokhtar abomokhtar غير متواجد حالياً
مشرف سوبر ركن مسك الكلام فى الاسلام
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
المشاركات: 11,696
معدل تقييم المستوى: 28
abomokhtar is just really nice
New

من النبوءات المحمدية

فتح القسطنطينية وقتال الترك




فتح القسطنطينية:

فعن عبدِالله بن عمرو بن العاص قال: بينما نحن حول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نكتب، إذ سُئلَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: أيُّ المَدينتَينِ تُفتَح أولاً: قسطنطينية أو رومية؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((مدينة هرقل تُفتَح أولاً))؛ يعني: قسطنطينية[1].


وقد انتظر المسلمون أكثر مِن ثمانية قرون حتى تحقَّقت تلك النبوءة النبوية بفتح القسطنطينية، ففي يوم الثلاثاء الموافق للعشرين من شوال 805 هـ استطاع المسلمون الانتصار على البيزنطيين بقيادة إمبراطورهم قسطنطين؛ ليُسقِطوا إمبراطوريتهم التي عاشت أكثر من ألف عام؛ ليُحقِّقوا بذلك نبوءة النبي الكريم - صلى الله عليه وسلم.


قتال الترك:

فقد أخبر النبي الكريم محمدٌ - صلى الله عليه وسلم - أن من أشراط الساعة الصغرى وقوع القتال بين المسلمين والترك، ثم حدَّد النبي الكريم - صلى الله عليه وسلم - بدقة صفاتهم كأنك تراهم رأي العين.


فعن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((تُقاتِلون بين يدي الساعة قومًا نعالهم الشعر، كأن وجوههم المَجَانُّ المُطْرَقَة، حمر الوجوه، صغار الأعين))[2].

وفي لفظ: ((إن من أشراط الساعة أن تُقاتِلوا قومًا يَنتعِلون نعال الشعر، وإن من أشراط الساعة أن تُقاتِلوا قومًا عراض الوجوه كأن وجوههم المجان المطرقة))[3].


وفي لفظ آخَر: ((لا تقوم الساعة حتى تُقاتِلوا الترك، صغار الأعين، حمر الوجوه، ذُلْف الأنوف، كأن وجوهَهم المجانُّ المطرقة))[4].


فقد حدَّد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صفات هؤلاء الترك، فقال: إنهم ينتعلون نعال الشعر، وأنهم صغار الأعين، وحمر الوجوه، وذلف الأنوف، وعراض الوجوه، كأن وجوههم المجان المطرقة، والمقصود بالمجان أي التُّروس أو الدروع، قال البيضاوي: "شبَّه وجوهَهم بالترسة؛ لبسطها وتدويرها، وبالمطرقة؛ لغلظها وكثرة لحمها"[5].

وفي القرن السابع الهجري عاصر الإمام النووي المتوفى سنة 676هـ قتال المسلمين للترك، وكان شاهد عيان على تحقُّق نبوءة الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم - بعد موت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بأكثر من ستة قرون، وقد سطَّر شهادته في ذلك قائلاً: "وهذه كلها معجزات لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقد وجد قتال هؤلاء الترك بجميع صفاتهم التي ذكرها - صلى الله عليه وسلم - صغار الأعين، حمر الوجوه، ذلف الآنُف، عراض الوجوه، كأن وجوههم المجان المطرقة، ينتعلون الشعر، فوجدوا بهذه الصفات كلها في زماننا، وقاتلهم المسلمون مرات، وقتالهم الآن، ونسأل الله الكريم إحسان العاقبة للمسلمين في أمرهم وأمر غيرهم، وسائر أحوالهم، وإدامة اللطف بهم، والحماية، وصلى الله على رسوله الذي لا ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحي يوحى"[6].

[1] أخرجه أحمد (6358)، والدارمي (486)، وقال الهيثمي في المجمع (6: 222): رجاله رجال الصحيح غير أبي قبيل، وهو ثقة، وصححه الحاكم ووافقه الذهبي، كما صحَّحه أحمد شاكر والألباني، انظر: السلسلة الصحيحة (4).

[2] البخاري (2711)، ومسلم (5181) وهذا لفظه.

[3] البخاري (2710).

[4] البخاري (2711).

[5] فتح الباري (10: 393).

[6] شرح النووي على صحيح مسلم (9: 259).








__________________
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 05-03-2014, 07:01 AM
abomokhtar abomokhtar غير متواجد حالياً
مشرف سوبر ركن مسك الكلام فى الاسلام
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
المشاركات: 11,696
معدل تقييم المستوى: 28
abomokhtar is just really nice
New

من النبوءات المحمدية

اقتتال فئتين عظيمتين من المسلمين


أخبرَنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن قتالاً عظيمًا سيقع بين فئتين كبيرتَين من المسلمين، كل منهما يظن أنه على حق.


عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((لا تقوم الساعة حتى يقتتل فئتان دعواهما واحدة))[1].


وقد حدث ما تنبَّأ به نبي الرحمة محمد - صلى الله عليه وسلم - كما أخبر تمامًا؛ حيث وقع قتالٌ عظيم بين فئتين من المسلمين بعد م*** الخليفة عثمان بن عفان - رضي الله عنه.


قال ابن حجر:
"وقوله ((دعواهما واحدة))؛ أي: دينُهما واحد؛ لأنَّ كلاًّ منهما كان يتسمَّى بالإسلام، أو المراد أن كلاًّ منهما كان يدعي أنه المُحقُّ، وذلك أن عليًّا كان إذ ذاك إمام المسلمين وأفضلهم يومئذٍ باتفاق أهل السنَّة؛ ولأن أهل الحل والعقد بايَعوه بعد *** عثمان، وتخلَّف عن بيعته معاويةُ في أهل الشام، ثم خرَج طلحة والزبير ومعهما عائشة إلى العراق فدعوا الناس إلى طلب ***ة عثمان؛ لأنَّ الكثير منهم انضمُّوا إلى عسكر علي، فخرَج عليٌّ إليهم فراسَلوه في ذلك، فأبى أن يدفعهم إليهم إلا بعد قيام دعوى من وليِّ الدم وثبوت ذلك على من باشرَه بنفسه، ورحل عليٌّ بالعسكر طالبًا الشام، داعيًا لهم إلى الدخول في طاعته، مجيبًا لهم عن شبههم في ***ة عثمان بما تقدَّم، فرحل معاوية بأهل الشام فالتقوا بصِفِّين بين الشام والعراق، فكانت بينهم م***ة عظيمة كما أخبر به - صلى الله عليه وسلم"[2].

[1] البخاري (3340)، ومسلم (5142).

[2] فتح الباري (10: 410).








__________________
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 05-03-2014, 07:02 AM
abomokhtar abomokhtar غير متواجد حالياً
مشرف سوبر ركن مسك الكلام فى الاسلام
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
المشاركات: 11,696
معدل تقييم المستوى: 28
abomokhtar is just really nice
New

من النبوءات المحمدية

زوال ملك كسرى وقيصر


عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إذا هلك كسرى فلا كِسرى بعده، وإذا هلك قيصر فلا قيصرَ بعده، والذي نفس محمد بيده، لتُنفَقَنَّ كنوزُهما في سبيل الله))[1].


قال النووي في شرحه لهذا الحديث:
"قال الشافعي وسائر العلماء: معناه لا يكون كسرى بالعراق، ولا قيصر بالشام كما كان في زمنه - صلى الله عليه وسلم - فأعلمنا - صلى الله عليه وسلم - بانقطاع ملكِهما في هذَين الإقليمين، فكان كما قال صلى الله عليه وسلم.


فأما كسرى، فانقطَع ملكه وزال بالكلية من جميع الأرض، وتمزَّق ملكه كل مُمزَّق، واضمحلَّ بدعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم.


وأما قيصر، فانهزَمَ من الشام، ودخل أقاصي بلاده، فافتتَح المسلمون بلادهما، واستقرَّت للمسلمين، ولله الحمد، وأنفق المسلمون كنوزهما في سبيل الله كما أخبر - صلى الله عليه وسلم - وهذه معجزات ظاهرة"[2].


وقال ابن حجر:
"المراد لا يَبقى كسرى بالعراق ولا قيصر بالشام، وهذا منقول عن الشافعي، قال: وسبب الحديث أن قريشًا كانوا يأتون الشام والعِراق تجارًا، فلما أسلموا خافوا انقِطاع سفرهم إليهما لدخولهم في الإسلام، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - ذلك لهم؛ تطييبًا لقلوبهم، وتبشيرًا لهم بأن مُلكَهما سيزول عن الإقليمَين المذكورَين.


وقيل: الحكمة في أن قيصر بقيَ ملكه، وإنما ارتفع من الشام وما والاهما، وكسرى ذهب ملكه أصلاً ورأسًا - أنَّ قيصر لما جاءه كتاب النبي - صلى الله عليه وسلم - قبَّلَه وكاد أن يُسلِم، وكسرى لما أتاه كتاب النبي - صلى الله عليه وسلم - مزَّقه، فدعا النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يُمزَّق ملكُه كل مُمزَّق، فكان كذلك.


قال الخطابي:
معناه فلا قيصر بعده يملك مثل ما يملك، وذلك أنه كان بالشام وبها بيت المقدِس الذي لا يتمُّ للنصارى نُسكٌ إلا به، ولا يَملِك الروم أحد إلا كان قد دخله إما سرًّا وإما جهرًا، فانجلى عنها قيصر واستُفتِحت خزائنه، ولم يَخلفه أحد من القياصرة في تلك البلاد بعد.


ثم قال ابن حجر:
وعلى كل تقدير فالمراد من الحديث وقَعَ لا محالة؛ لأنهما لم تبقَ مملكتهما على الوجه الذي كان في زمن النبي - صلى الله عليه وسلم - كما قررته"[3].

[1] البخاري (2888)، ومسلم (5197).

[2] شرح صحيح مسلم؛ للنووي (9: 304).

[3] فتح الباري (10: 419).





__________________
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 06:10 PM.