خالد مسعد .
30-01-2010, 01:26 PM
لقاء العقيدة على قناة الناس
الحلقة السابعة
(بين تقديم النقل وتقديم العقل)
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد.
· أيهما يقدم على الآخر عند التعارض العقل أم النقل؟
أيهما يقدم على الآخر العقل أم النقل؟ أو هل يمكن أن يكون النقل مطية للعقل؟
قال بعضهم العقل أصل في ثبوت النقل فلا بد من تقديم العقل على النقل، فرد علماء السلف وقالوا العقل أصل في العلم بالنقل والنقل ثابت قبل العقل.
موقف الخلف: فخر الدين الرازي (544-606هـ): "إذا تعارضت الأدلة السمعية والعقلية، أو السمع والعقل، أو النقل والعقل، أو الظواهر النقلية والقواطع العقلية، فوجب تقديم العقل. لأن العقل أصل النقل فلو قدمناه عليه كان ذلك قدحاً في العقل الذي هو أصل النقل، والقدح في أصل الشيء قدح فيه، فكان تقديم النقل قدحاً في النقل والعقل جميعاً، ثم النقل إما أن يُتأول وإما أن يفوض). وذلك عندهم أمر بلا جدال، ومنهج متبع بلا فصال، وليس لتغييره عندهم مجال.
وقال بعضهم: (من أخذ علمه من العبارات والألفاظ ضل ضلالا بعيدا ومن رجع إلى العقل استقام أمره وصلح دينه). وهذا الكلام قد جعله المتكلمون قانونا شاملا، يقيسون عليه كتاب الله وسنة رسوله قياسا كاملا.
· الرد على قولهم: العقل أصل في ثبوت النقل أن نقول: العقل أصل في العلم بالنقل وليس أصلا في ثبوته.
والجواب أنه إذا تعارض العقل والنقل، لجهل العقل بما ورد في النقل، أو غاب عنه الفهم الصحيح للأدلة القرآنية والنبوية، وجب علي المسلم العاقل قبل التعطيل أو التأويل بغير دليل أن يتقى الله، ولا يقدم عقله وهواه، على كتاب الله وسنة رسوله S، فمهمة العقل تجاه النقل لمن صدق في إسلامه، تصديق المنقول إذا كان خبرا، وتنفيذه إذا كان أمرا.
ومن ثم فإن الله إذا عرفنا بنفسه في النقل الصحيح أو عرفنا بشيء مما في عالم الغيب أو عالم الشهادة وجب على كل إنسان مسلم عاقل أن يصدق بالمنقول عن الرسول S تصديقا جازما يبلغ حد اليقين الذي ينافي الشك، ولا يرد الأدلة ويعطلها زاعما أنه من أصحاب المدرسة العقلية التي تحكِّم العقل في كل شيء حتى في باب الأسماء والصفات فيوجب على الله بعقله أشياء، ويجوز له من الصفات ما يشاء ويجعل ما نزل من السماء، في الخبر عن الصفات، دربا من الخيال أو المستحيلات.
قال ابن قيم الجوزية في شفاء العليل: (العقل الصريح موافق للنقل الصحيح والشرعة مطابقة للفطرة يتصادقان ولا يتعارضان خلافا لمن قال: إذا تعارض العقل والوحي قدمنا العقل على الوحي. فقبحا لعقل ينقض الوحي حكمه: ويشهد حقا أنه هو كاذب).
فالنقل لا يتوقف ثبوته على حكم العقل بصدق النقل، فالنقل أو القرآن والسنة أو الوحي ثابت في اللوح المحفوظ قبل وجود العقلاء، سواء صدق به العقلاء أو كذبوه.
ولذلك يقول تعالى: (فَلا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ وَإِنَّهُ لقَسَمٌ لوْ تَعْلمُونَ عَظِيمٌ إِنَّهُ لقُرْآنٌ كَرِيمٌ فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ لا يَمَسُّهُ إِلا المُطَهَّرُونَ تَنزِيلٌ مِنْ رَبِّ العَالمِينَ أَفَبِهَذَا الحَدِيثِ أَنْتُمْ مُدْهِنُونَ وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ).
وأقسم الله به بالكتاب على أنه في أم الكتاب فقال: (حم وَالكِتَابِ المُبِينِ إِنَّا جَعَلنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لعَلكُمْ تَعْقِلُونَ وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الكِتَابِ لدَيْنَا لعَلِيٌّ حَكِيمٌ) الزخرف.
فالنقل أو ما جاء في القرآن لا يتوقف ثبوته على حكم العقل بصدق الرسل، فإن تكذيبهم يضرهم ولا يضر الرسل، ويؤثر في مصيرهم، ولا يؤثر في صدق الرسل وبلاغهم عن ربهم.
روى البخاري من حديث ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِي الله عَنْهمَا أنه قَال: (خَرَجَ عَليْنَا النَّبِيُّ e يَوْمًا فَقَال عُرِضَتْ عَليَّ الأُمَمُ فَجَعَل يَمُرُّ النَّبِيُّ مَعَهُ الرَّجُلُ وَالنَّبِيُّ مَعَهُ الرَّجُلانِ وَالنَّبِيُّ مَعَهُ الرَّهْطُ وَالنَّبِيُّ ليْسَ مَعَهُ أَحَدٌ – العقلاء لم يصدقوه فهل العيب في الرسول أو العيب فيمن كذبوه؟ - وَرَأَيْتُ سَوَادًا كَثِيرًا سَدَّ الأُفُقَ فَرَجَوْتُ أَنْ تَكُونَ أُمَّتِي فَقِيل هَذَا مُوسَى وَقَوْمُهُ ثُمَّ قِيل لِي انْظُرْ فَرَأَيْتُ سَوَادًا كَثِيرًا سَدَّ الأُفُقَ فَقِيل لِي انْظُرْ هَكَذَا وَهَكَذَا فَرَأَيْتُ سَوَادًا كَثِيرًا سَدَّ الأُفُقَ فَقِيل هَؤُلاءِ أُمَّتُكَ وَمَعَ هَؤُلاءِ سَبْعُونَ أَلفًا يَدْخُلُونَ الجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ).
موقف السلف: صحيح البخاري ومسلم عن أبي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قال (جاء رَجُلٌ إلى النبي e فقال إِنَّ أَخِي اسْتَطْلقَ بَطْنُهُ فقال رسول اللهِ e اسْقِهِ عَسَلا فَسَقَاهُ ثُمَّ جَاءَهُ فقال إني سَقَيْتُهُ عَسَلا فلم يَزِدْهُ إلا اسْتِطْلاقًا فقال له ثَلاثَ مَرَّاتٍ ثُمَّ جاء الرَّابِعَةَ فقال اسْقِهِ عَسَلا فقال لقد سَقَيْتُهُ فلم يَزِدْهُ إلا اسْتِطْلاقًا فقال رسول اللهِ e صَدَقَ الله وَكَذَبَ بَطْنُ أَخِيكَ فَسَقَاهُ فَبَرَأَ).
خالد مسعد .
30-01-2010, 01:26 PM
العقل لا يقدم على النقل، والعقل ليس أصلا في ثبوت النقل، وإنما العقل أصل في التعرف على النقل والعلم به، كما قال تعالى: (وَمَا أَرْسَلنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلا رِجَالاً نُوحِي إِليْهِمْ فَاسْأَلوا أَهْل الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلمُونَ) (النحل:43)، فلو آمن صاحب العقل بالنقل، وصدق رسل الله في بلاغهم عن ربهم، فهو المنتفع المستفيد، وإلا فلا يلومن إلا نفسه.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في رده على فخر الدين الرازي الذي قال العقل أصل في ثبوت النقل ولذلك وجب تقديم العقل على النقل عند التعارض، قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (عدم علمنا بالحقائق لا ينفي ثبوتها، فما أخبر به الصادق المصدوق S، فإنه ثابت سواء علمنا صدقه أو لم نعلمه، ومن أرسله الله تعالى إلى الناس فهو رسوله سواء علم الناس أنه رسول أو لم يعلموا، وما أخبر به فهو حق وإن لم يصدقه الناس، وما أمر به عن الله، فالله أمر به وإن لم يطعه الناس، فثبوت الرسالة وثبوت صدق الرسول وثبوت ما أخبر به ليس موقوفا على وجودنا أو عقولنا).
· مثل العامي المستفتى مع الدال على المفتي.
كما أن شأن العقل مع النقل أو الوحي كشأن العامي المستفتى مع الشيخ العالم المفتي، فإذا عرف العامي المستفتى عالما يفتى الناس في أمور دينهم وعقيدتهم، فسأل الناس عن منزله فدله عليه أحد العامة، ثم اختلف المفتي مع العامي الذي دل المستفتى في حكم من ا؟لأحكام، فإن المستفتي يجب عليه قبول قول المفتي ورد كلام الذي دله على المفتي، فلوا أن من دله على المفتى قال له: الصواب معي خذ برأي ولا تأخذ برأي المفتى، لأنني أنا الأصل في علمك بأنه مفت، فإذا قدمت قوله على قولي طعنت في الأصل الذي عرفك أنه بأنه مفت، فيقول له المستفتي أنت لما شهدت بأنه مفت ودلتني عليه، شهدت بوجوب اتباعه دون اتباعك، وتقليده دون تقليدك، وموافقتي لك في الطريق إلى منزله، لا تستلزم موافقتي لك في كل مسألة، وخطؤك فيما خالفت فيه المفتي الذي هو أعلم منك، لا يستلزم خطأك في علمك بأنه مفت، فيجب عليك تقليد المفتى فيما لا مخالفة فيه لشرع الله، فالمفتي يجوز عليه الخطأ في فتواه ولو علمنا خطأه، فالمعصوم في خبره عن الله هو رسول الله e.
فالسلف الصالح لم يجوزوا أبد أن يكون النقل مطية للعقل بحيث يوجه الإنسان آيات القرآن في غير موضعها، ويحول أدلة السنة في غير مسارها الذي جاءت من أجله، كما فعل أصحاب المدرسة العقلية عندما وضعوا أنسقة فكرية في أذهانهم، كفروض يعملون على إثباتها، وغايتهم من البحث في القرآن والسنة، أن يجدوا بين الآيات والأحاديث، ما يؤيد رأيهم، ويقوى عقلهم، فيما ذهب إليه ولو بتعسف، وإن وجدوا في الأدلة ما يخالف مذهبهم قاموا بتأويل الآيات والأحاديث، تأويلا لا تحتمله النصوص، ولا يقوم على دليل واضح، أو قاموا برد الأحاديث الثابتة بالسند الصحيح بزعم أنها ظنية من رواية الآحاد، التي لا تفيد اليقين في أمور الاعتقاد.
· أيهما يحكم على الأشياء بالحسن والقبح العقل أم النقل؟
وهنا سؤال أخير ربما يطرحه بعض المفتونين بالعقل من أصحاب المذاهب العلمانية، فربما يقول أحدهم هل معنى ذلك إن العقيدة السلفية، تحارب العقل وتجعله أسيرا للنقل؟
أين التفتح والانفتاح، أليس للعقل شيء مباح؟ الغرب تقدموا بالعقل ووصلوا إلى القمر، وهيمنوا علينا ونحن في ذيل البشر؟ فأيهما يحكم على الأشياء بالحسن والقبح؟ فنقول لهؤلاء إن العقول تختلف في نظرتها إلى الأشياء حسنا وقبحا، فما يراه العاقل خيرا يراه غيره شرا، ولذلك تتعارض المذاقات وتشتعل الخلافات، فهل الحسن والقبح في الأشياء، مرده إلى النقل فقط دون اعتبار للعقل؟
والجواب هنا يتعلق بفهمنا للأحكام الشرعية التكليفية. أحكام العبودية وهي درجات الأمر التكليفي بالفعل أو الترك من حيث إلزام العبد بها أو تخيره فيها، وهي الأحكام الشرعية التكليفية التي دل عليها كتاب الله سنة رسوله S وتتمثل في خمسة أنواع:
1- الواجب: ويسمي أيضاً بالفرض وهو ما أمر به الحق تبارك وتعالي أو أمر به رسوله صلي الله عليه وسلم وألزمنا بفعله إلزاماً يقتضي العقاب لتاركه، كما أن فاعل الوجب يثاب على إمتثاله لأمر الله (يَا أَيُّهَا الذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَليْكُمْ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلى الذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لعَلكُمْ تَتَّقُونَ) أو يصرح الشارع بلفظ: فرض أو وجب، فإنه مصرح بدرجة الحكم وهي الفرضية أو الوجوب كما في قوله S لمعاذ بن جبل t: (فَإِذَا عَرَفُوا اللهَ فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ اللهَ قَدْ فَرَضَ عَليْهِمْ خَمْسَ صَلوَاتٍ فِي يَوْمِهِمْ وَليْلتِهِمْ). وكقوله صلى الله عليه وسلم: (إذا التقى الختانان، فقد وجب الغسل)، فالغسل حكمه الوجوب لتصريح الشارع بذلك
2- المستحب: ويسمي أيضاً بالمندوب أو السنة:وهو ما أمر به الحق تبارك وتعالي أو أمر به رسوله صلي الله عليه وسلم دون إلزام بفعله، بل يثاب فاعله ولا يعاقب تاركه. ومن أمثلته ما ورد في قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنتُمْ بِدَيْنٍ إلي أَجَلٍ مُسَمًّى فَاكْتُبُوهُ) ولكن جاءت قرينة آخرى في الآية التهية بينت أن الله لا يريد منا الوجوب ولكن يريد الاستحباب والندب، قال تعالى: (وَإِنْ كُنتُمْ عَلى سَفَرٍ وَلمْ تجِدُوا كَاتِبًا فَرِهَانٌ مَقْبُوضَةٌ فَإِنْ أَمِنَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا فَلْيُؤَدِّ الذِي اؤْتُمِنَ أَمَانَتَهُ وَلْيَتَّقِ اللهَ رَبَّهُ). وقد أمر رسول الله S ثلاث مرات بالصلاة قبل المغرب في حديث عَبْد اللهِ الْمُزَنِيّ t فقَال: (صَلُّوا قَبْل صَلاةِ الْمَغْرِبِ، قَال فِي الثَّالِثَةِ: لِمَنْ شَاءَ كَرَاهِيَةَ أَنْ يَتَّخِذَهَا النَّاسُ سُنَّةً).
3- المباح: وهو ما خيرنا فيه الشارع بين الفعل أو الترك ففعله كتركه وقوله تعالى: (فَإِذَا قُضِيَتْ الصَّلاةُ فَانتَشِرُوا فِي الأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللهِ وَاذْكُرُوا اللهَ كَثِيرًا لعَلكُمْ تُفْلِحُونَ)، فالأمر في قوله: (فانتشروا) للتخيير والإباحة لأنه ورد بعد حظر ومنع، فقال تعالى: (يَا أَيُّهَا الذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِي لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إلي ذِكْرِ اللهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لكُمْ إِنْ كُنتُمْ تَعْلمُونَ).
4- المكروه: وهو عكس المستحب وتعريفه: هو ما نهي عنه الشارع لا علي وجه الحتم والإلزام أو هو ما يثاب تاركه ولا يعاقب فاعلهكَتَرْكِ صَلاةِ الضُّحَى مَثلا لا لِنَهْيٍ وَرَدَ عَنْهُ وَلكِنْ لِكَثْرَةِ فَضْلِهِ وَثَوَابِهِ.
5- المحرم: ضد الواجب وهو:ما نهي عنه الشارع علي وجه الحتم والإلزام والمحرم. يثاب تاركه إمتثالا ويعرف الحرام أيضا إذا ورد التصريح بلفظ التحريم كقوله تعالى: (حُرِّمَتْ عَليْكُمْ الْمَيْتَةُ)، وقوله: (الزَّانِي لا يَنكِحُ إلا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لا يَنكِحُهَا إِلا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلى الْمُؤْمِنِينَ). فهذا التحريم تكليف من الله تعالى لعباده بالمنع، ويعرف الحرام أيضا بأن تكون الصيغة التي تدل على طلب الترك مقترنة بوعيد وعقاب، كالمنع من الجنة أو الدخول في النار أو اللعن أو الغضب أو الذم أو القبح أو ما شابه ذلك.
خالد مسعد .
30-01-2010, 01:27 PM
فالواجب والمستحب والمحرم والمكروه هذه الأربعة السيادة فيها للنقل للقرآن والسنة، النقل هو الذي يحكم هنا بحسن الأشياء وقبحها، والعقل تابع فيها للنقل يؤيده ويعضده ولن يجد عاقل في فطرته ما يخالف الأحكام التكليفية أو يعارض الشريعة الإسلامية، أما إذا قُدم العقل على النقل في الواجب والمستحب، والمحرم والمكروه من الأحكام، فسوف تظهر البدعة في الإسلام، وسوف تتغير ملامح الشريعة، وتصبح ألعوبة في يد المبتدع.
وأما دور العقل في الحكم على الأشياء بالحسن والقبح فهذا مقصور على المباح من الأحكام فقط، فالقيادة والسيادة هنا للعقل والنقل يؤيده ويعضده ويعاونه ويساعده.
فقد ثبت عند الإمام مسلم من حديث رافع بن خديج قال: (قَدِمَ نَبِيُّ اللهِ s المَدِينَةَ وَهُمْ يَأْبُرُونَ النَّخْل يَقُولُونَ: يُلقِّحُونَ النَّخْل، فَقَال: مَا تَصْنَعُونَ؟ قَالُوا: كُنَّا نَصْنَعُهُ، قَال: لعَلكُمْ لوْ لمْ تَفْعَلُوا كَانَ خَيْرًا فَتَرَكُوهُ، فَنَفَضَتْ أَوْ فَنَقَصَتْ قَال: فَذَكَرُوا ذَلكَ لهُ، فَقَال: إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ إِذَا أَمَرْتُكُمْ بِشَيْءٍ مِنْ دِينِكُمْ فَخُذُوا بِهِ وَإِذَا أَمَرْتُكُمْ بِشَيْءٍ مِنْ رَأْيٍ فَإِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ).
وعند مسلم أيضا من حديث أَنَسٍ أَنَّ النَّبِيَّ s مَرَّ بِقَوْمٍ يُلقِّحُونَ فَقَال: لوْ لمْ تَفْعَلُوا لصَلُحَ، قَال: فَخَرَجَ شِيصًا – أي بلحا لا يؤكل - فَمَرَّ بِهِمْ، فَقَال: مَا لنَخْلكُمْ؟ قَالُوا: قُلتَ كَذَا وَكَذَا، قَال: أَنْتُمْ أَعْلمُ بِأَمْرِ دُنْيَاكُمْ).
فالرسول s ترك الحكم بالحسن والقبح إلى عقولهم، واجتهادهم وخبرتهم في الحياة، فآرائهم مقبولة في المباحات من أمور الدنيا، دون بقية الأحكام الشرعية، أو التكليفات الدينية، فنقول لهؤلاء العقلاء، اصعدوا إلى القمر لتكتشفوا أسرار الكون وعظمة الله، وأرسلوا المركبات الفضائيه والتلسكوبات القوية لتراقبوا أعداء الله، وخذوا بأسباب القوة وسائر العلوم التي تنصروا بها دين الله.
لكنهم يجاهرون الله بالعصيان، تشبها بالغرب في الكفر والفسوق والعصيان، فأنت أيها المتحرر الذي ترى في الغرب أسوة، هل تأسيت بهم في العلم المادي، أم تشبهت بفسقهم وسميت ذلك تقدما حضاري؟ تفعل أفعال الكافرين الذين يستحقرون ديننا ويبغضون المؤمنين، فتسير خلفهم شبرا بشر، وذراعا بذراع، حتى لو دخلوا جحر ضب دخلته خلفهم، ولبست لباسهم، وتعريت مثلهم وشربت خمرهم، وألفت سكرهم، وطعمت بيسراك طعامهم، ثم قلدتهم وقلد أولادك مجونهم، ونشرت بجهلك فكرهم، وقلدت بغبائك أفعالهم، وخرجت عن وصفك، وواليتهم على بنى جنسك، ثم سميت ذلك حضارة، وعقلا وتحررا واستنارة، ثم تأتى وتقول أنا مسلم متحرر أشهد ألا إله إلا الله، ولن أغير حياتي وسأبقى على هذا إلى يوم وفاتي.
فالله عز وجل أنعم علي الإنسان بنعمة العقل، وجعل العقل محل التمييز وأساس الإدراك، وجعل له حدودا وقيودا لا يتجاوزها، فإن تجاوزها أصبح نقمة لا نعمة، فعلماء السلف الصالح جوزوا إعمال الفكر والعقل فيما يؤدى إلى إظهار الدين ونصرة المسلمين، والعمل بمقتضى القرآن والرد على المخالفين، الذين يقدمون آراءهم على كتاب رب العالمين وسنة سيد الأنبياء والمرسلين.
· قاعدة في تعريف البدعة والمبتدع:
العقل لا يقدم على النقل في الواجبات والمندوبات ولو قدم لظهرت بدع العبادات. قال ابن تيمية: (من تعبد بعبادة ليست واجبة ولا مستحبة وهو يعتقدها واجبة أو مستحبة فهو ضال مبتدع بدعة سيئة لا بدعة حسنة باتفاق أئمة الدين فإن الله لا يعبد إلا بما هو واجب أو مستحب).
قراءة الفاتحة بدلا من الدعاء النبوي في صحيح مسلم من حديث عائشة: (السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ دَارَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ وَأَتَاكُمْ مَا تُوعَدُونَ غَدًا مُؤَجَّلُونَ وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ بِكُمْ لاَحِقُونَ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لأَهْلِ بَقِيعِ الْغَرْقَدِ).
قال الإمام مالك رحمه الله: (مَن ابْتَدَعَ في الإِسلام بدعة يَراها حَسَنة؛ فَقَدْ زَعَمَ أَن مُحمّدا - صلى الله عليه وعلى آله وسلم- خانَ الرّسالةَ ؛ لأَن اللهَ يقولُ: الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لكُمْ دِينَكُمْ، فما لم يَكُنْ يَوْمَئذ دينا فَلا يكُونُ اليَوْمَ دينا).
· العقل لا يقدم على النقل في الغيبيات ولو قدم لظهرت بدع الاعتقادات.
كبدعة المعتزلة في القول بخلق القرآن التي فرضها الخليفة المأمون بن هارون وقتل فيها مئات من المسلمين .
أدخل الشيخ أبو عبد الرحمن بن محمد بن إسحاق الأُزدي على الخليفة الواثق أمير المؤمنين وهو مقيد بالسلاسل، وكان شيخا شاميا أمر قاضي القضاة أحمد بن أبي دؤاد باعتقاله لأنه كان يقول بقول الإمام أحمد بن حنبل في إثبات صفة الكلام لله تعالى، فسلم غير هائب ودعا فأوجز. قال له الواثق: يا شيخ ناظر ابن أبي دؤاد على ما يناظرك عليه. فقال الشيخ الأزدي: يا أمير المؤمنين هذا لا يقوى على المناظرة. فغضب الواثق لإهانته قاضي القضاة، وقال: أبو عبد الله بن أبي دؤاد يضيق أو يقل ويضعف عن مناظرتك أنت ؟! فقال: هوّن عليك يا أمير المؤمنين، أتأذن لي في كلامه ؟ فقال الواثق: قد أذنت لك.
ثم التفت الشيخ إلى أحمد بن أبي دؤاد وقال له: خبرني يا بن أبي دؤاد، أمقالتك تلك ـ يقصد الشيخ بدعته في القول بخلق القرآن ـ واجبة في أصول الدين فلا يكون كاملا إلا بما قلت ؟ قال ابن أبي دؤاد: نعم. قال الشيخ أبو عبد الرحمن: هل ستر الرسول s شيئا مما أمر الله به المسلمين في أمر دينهم؟ قال ابن أبي دؤاد: لا. قال الشيخ: أفدعا إلى مقالتك هذه ؟ فسكت بنُ أبي دؤاد. قال الشيخ أبو عبد الرحمن للخليفة الواثق: يا أمير المؤمنين هذه واحدة.
ثم قال: يا ابن أبي دؤاد أخبرني عن الله تعالى حين أنزل: } اليَوْمَ أَكْمَلتُ لكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَليْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لكُمْ الإِسْلامَ دِينَا { [المائدة:3]، فقلت أنت الدين لا يكون تاماًّ إلا بمقالتك في خلق القرآن، فهل كان الله تعالى الصادق في إكمال دينه أو أنت الصادق في نقصانه ؟ فسكت بن أبي دؤاد. قال الشيخ أبو عبد الرحمن لأمير المؤمنين الواثق: يا أمير المؤمنين ثنتان. ثم قال: يا أحمد مقالتك هذه علمها رسول الله أم جهلها ؟ قال: علمها. قال الشيخ أبو عبد الرحمن: أفدعا الناس إليها؟ فسكت بن أبي دؤاد. قال: يا أمير المؤمنين ثلاث.
ثم قال: خبرني يا أحمد، لمّا علم رسول الله s مقالتك التي دعوت الناس إليها هل وسعه أن أمسك عنها أم لا ؟ قال أحمد: علمها وسكت عنها. قال الشيخ أبو عبد الرحمن: وكذلك أبو بكر وعمر وعثمان وعلى رحمة الله عليهم ؟ قال: نعم، قال أبو عبد الرحمن: أفوسع رسول الله s أن علمها وأمسك عنها كما زعمت ولم يطالب بها أمته ؟ قال: نعم. فأعرض الشيخ عنه وأقبل على الخليفة يقول: يا أمير المؤمنين إن لم يسعه ما وسع رسول الله السكوت عنه، فلا وسع الله على من لم يسعه ما وسع رسول الله أن يسكت عنه. قال الواثق: نعم لا وسع الله على من لم يسعه ما وسع رسول الله s أن يسكت عنه، فبكى وأمر بحل قيوده، فجاذب الشيخ أبو عبد الرحمن الحداد على القيود يود لو يحتفظ بها.
قال الواثق: ولم ؟ قال: نويت أن تجعل بيني وبين كفني لأخاصم بها هذا الظالم يوم القيامة وبكى الشيخ أبو عبد الرحمن، وبكى الواثق، وبكى الحاضرون. قال الواثق: اجعلني في حل. قال: والله لقد جعلتك في حل وسعة من أول يوم إكراما لرسول الله s إذ كنت رجلا من أهله. قال الواثق: تقيم معنا. قال الشيخ أبو عبد الرحمن: ردك إياي إلى الموضع الذي أخذني منه هذا الظالم أجدى عليك وأنفع لي ثم قام وخرج .
وبعد هذه المناظرة بيت الولاة النية على رفع المحنة عن العباد، فلما تولى المتوكل الخلافة سنة 232هـ انتصر لأهل السنة، وكان من أفضل خلفاء بني العباس لأنه أحسن الصنيع لأهل السنة بخلاف أخيه الواثق وأبيه المعتصم وعمه المأمون فإنهم أساءوا إلى أهل السنة وقربوا أهل البدعة.
· من قدم العقل على النقل ضل تأكد من حيرة العقل وضلاله
كما أن كثيرا ممن قدم العقل تأكد من حيرة العقل وضلاله وتمسك بالنقل واعترف بفضله وحسنه وجماله.
قال في درء التعارض /89:(القول بتقديم الإنسان لمعقوله علي النصوص النبوية قول لا ينضبط وذلك لأن أهل الكلام والفلسفة الخائضين المتنازعين فيما يسمونه عقليات كل منهم يقول:إنه يعلم بضرورة العقل أو بنظره ما يدعي الآخر أن المعلوم بضروة العقل أو بنظره نقيضه، وهذا من حيث الجملة معلوم فالمعتزلة ومن اتبعهم من الشيعة يقولون:إن أصلهم المتضمن نفي الصفات والتكذيب بالقدر الذي يسمونه التوحيد والعدل معلوم بالأدلة العقلية القطعية ومخالفوهم من أهل الإثبات يقولون:إن نقيض ذلك معلوم بالأدلة القطعية العقلية).
وأكثر الفضلاء العارفين بالكلام والفلسفة بل وبالتصوف الذين لم يحققوا ما جاء به الرسول تجدهم فيه حيارى كما وأعترف أبو عبد الله فخر الدين الرازي بضلال العقل وهداية النقل في باب الصفات فقال:(ومن الذي وصل إلي هذا الباب أو ذاق من هذا الشراب؟ ثم أنشد:
نِهَايَةُ إِقْدَامِ الْعُقُولِ عِقَالُ... وَغَايَةُ سَعْيِ الْعَالمِينَ ضَلالُ
وَأَرْوَاحُنَا فِي وَحْشَةٍ مِنْ جُسُومِنَا... وَحَاصِلُ دُنْيَانَا أَذَى وَوَبَالُ
وَلمْ نَسْتَفِدْ مِنْ بَحْثِنَا طُول عُمْرِنَا... سِوَى أَنْ جَمَعْنَا فِيهِ: قِيل وَقَالُوا
فَكَمْ قَدْ رَأَيْنَا مِنْ رِجَالٍ وَدَوْلةٍ... فَبَادُوا جَمِيعًا مُسْرِعِينَ وَزَالُوا
وَكَمْ مِنْ جِبَالٍ قَدْ عَلتْ شُرُفَاتِهَا... رِجَالٌ، فَزَالُوا وَالْجِبَالُ جِبَالُ
خالد مسعد .
30-01-2010, 01:28 PM
لقد تأملت الطرق الكلامية والمناهج الفلسفية فما رأيتها تشفي عليلا ولا تروي غليلا ورأيت أقرب الطرق طريقة القرآن اقرأ في الإثبات (الرحمن على العرش استوى) (طه:5) (إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه) (فاطر:10). واقرأ في النفي (ليس كمثله شيء) (الشورى:11) (ولا يحيطون به علما) (طه:110) (هل تعلم له سميا) (مريم:65) ومن جرب مثل تجربتي عرف مثل معرفتي.
وكان ابن أبي الحديد البغدادي من فضلاء الشيعة المعتزلة المتفلسفة وله أشعار في هذا الباب كقوله:
فيك يا أغلوطة الفكر... حار أمري وانقضى عمري
سافرت فيك العقول فما... ربحت إلا أذى السفر
وهذا إمام الحرمين ترك ما كان ينتحله ويقرره واختار مذهب السلف وكان يقول يا أصحابنا لا تشتغلوا بالكلام فلو أني عرفت أن الكلام يبلغ بي إلى ما بلغ ما اشتغلت به وقال عند موته لقد خضت البحر الخضم وخليت أهل الإسلام وعلومهم ودخلت فيما نهوني عنه والآن إن لم يتداركني ربي برحمته فالويل لابن الجويني وهاأنذا أموت على عقيدة أمي أو قال عقيدة عجائز نيسابور.
قال ابن تيمية: (وقد حكي لي أن بعض الأذكياء ـ وكان قد قرأ علي شخص هو إمام بلده ومن أفضل أهل زمانه في الكلام والفلسفة وهو ابن واصل الحموي ـ أنه قال:أضطجع علي فراشي وأضع الملحفة علي وجهي وأقابل بين أدلة هؤلاء وأدله هؤلاء حتى يطلع الفجر ولم يترجح عندي شيء ولهذا انتهي أمره إلي كثرة النظر في الهيئة لكونه تبين له فيه من العلم ما لم يتبين له في العلوم الإلهية).
وفي الحديث المأثور عن أبي بَرْزَةَ عَنِ النبي e قال (ان مِمَّا أغشى عَليْكُمْ شَهَوَاتِ الغي في بُطُونِكُمْ وَفُرُوجِكُمْ وَمُضِلاَّتِ الهَوَى)
مسند أحمد بن حنبل ج4/ص423(19803) وصححه الألباني
وهؤلاء المعرضون عن الطريقة النبوية السلفية يجتمع فيهم هذا وهذا:اتباع شهوات الغي ومضلات الفتن فيكون فيهم من الضلال والغي بقدر ما خرجوا عن الطريق الذي بعث الله به رسوله
ولهذا أمرنا الله أن نقول في كل صلاة (اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين).
وكان السلف يقولون:احذروا فتنة العالم الفاجر والعابد الجاهل، فإن فتنتهما فتنة لكل مفتون فكيف إذا اجتمع في الرجل الضلال والفجور؟
قال ابن تيمية: (إذا كان فحول النظر واساطين الفلسفة الذين بلغوا في الذكاء والنظر إلي الغاية وهم ليلهم ونهارهم يكدحون في معرفة هذه العقليات ثم لم يصلوا فيها إلي معقول صريح يناقض الكتاب، بل إما إلى حيرة وارتياب وإما إلي اختلاف بين الأحزاب فكيف غير هؤلاء ممن لم يبلغ مبلغهم في الذهن والذكاء ومعرفة ما سلكوه من العقليات؟ فهذا وأمثاله مما يبين أن من أعرض عن الكتاب وعارضه بما يناقضه لم يعارضه إلا بما هو جهل بسيط أو جهل مركب).
فالأول: (وَالذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآَنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللهُ سَرِيعُ الحِسَابِ) (النور:39) .
والثاني: (أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَنْ لمْ يَجْعَلِ اللهُ لهُ نُورًا فَمَا لهُ مِنْ نُورٍ) (النور:40).
وأصحاب القرآن والإيمان في نور علي نور قال تعالي (وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِليْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الكِتَابُ وَلا الأِيمَانُ وَلكِنْ جَعَلنَاهُ نُوراً نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لتَهْدِي إِلى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ صِرَاطِ اللهِ الذِي لهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ أَلا إِلى اللهِ تَصِيرُ الأُمُورُ) (الشورى:53).
وقال تعالى (الذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُول النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالأِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ المُنْكَرِ وَيُحِلُّ لهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَليْهِمُ الخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلال التِي كَانَتْ عَليْهِمْ فَالذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الذِي أُنْزِل مَعَهُ أُولئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ) (الأعراف:157).
فأهل الجهل البسيط منهم أهل الشك والحيرة من هؤلاء المعارضين للكتاب المعرضين عنه وأهل الجهل المركب أرباب الاعتقادات الباطلة التي يزعمون أنها عقليات وآخرون ممن يعارضهم يقول:المناقض لتلك الأقوال هو العقليات.
فضيلة الدكتور محمود عبد الرازق الرضواني
ويمكن تحميل الملف من المرفقات