مشاهدة النسخة كاملة : الخرزة الزرقاء (قصة قصيرة)


aquavia
22-08-2007, 02:14 PM
--------------------------------------------------------------------------------

مبروك السيارة الجديدة ... " نطقت ( فدوى ) الجملة بلهجة عذبة وحروف

أنيقة ، وهى تنحنى لتطبع قبلة على خد زوجها ( حسن ) ، الذى اتسعت ابتسامته ، وهو يرد لها قبلته ، قائلاً : أشكرك يا زوجتى العزيزة .. لولاكِ
ما استطعنا شراء سيارة جديدة قط

ضحكت فى دلال ، قائلة : أنت الذى عمل بجهد أكثر طوال العام

قال فى حماس : ولولا صبرك وتشجيعك وحماسك ، لما أمكننى هذا

ضحكت مرة أخرى ، وقد أسعدتها كلماته ، ثم قالت بلهجة ذات مغزى
خاص : أحضرت لك هدية بهذه المناسبة

اعتدل قائلاً فى لهفة : هدية ؟!.. حقاً ؟

أومأت برأسها إيجاباً ، وهى تخرج من حقيبتها خرزة كبيرة زرقاء ، تتدلى
من سلسلة ذهبية أنيقة ، فسألها فى دهشة : ما هذه بالضبط ؟

انحنت تطبع قبلة أخرى على خده ، قائلة : خرزة زرقاء ، لتعلقها فى
المرآة الداخلية للسيارة الجديدة

سألها فى اهتمام : هل تعتقدين أن لونها يناسب طلاء السيارة الأخضر ؟
ضحكت ، قائلة : لا يهم ما إذا كان لونها يناسبه أم لا ، فمن المحتم أن
تكون زرقاء هكذا

بدت عليه الحيرة بضع لحظات ، قبل أن يسأله بابتسامة مرتبكة : ولماذا
زرقاء بالتحديد ؟

أجابت فى حماس : حتى تبعد عنك العين ، وتمنع الحسد
هتف : الحسد ؟

وانفجر ضاحكاً فى مرح ، فانعقد حاجباها ، وهى تقول : لا تسخر من
الحسد .. لقد أتى ذكره فى القرآن
تصنع الجدية ، وهو يسألها : وهل ارتبط هذا بضرورة تعليق خرزة
زرقاء ، فى المرآة الداخلية لأية سيارة جديدة ؟

ازداد انعقاد حاجبيها ، وهى تقول فى غضب : الجميع يفعلون هذا

ضحك فى مرح ، وربَّت على كتفها فى حرارة ، قائلاً : لا بأس .. لا
داعى لكل هذا الغضب .. سأعلقها فى المرآة الداخلية ، مادام هذا يسعدك

قالت فى حنق : ليس لمجرد أن هذا يسعدنى .. المفترض أن تقتنع
هز كتفيه ، قائلاً : ليس من الضرورى أن أفعل ، فأنا رجل عقلانى تماماً
بحكم دراستى وتكوينى ، ولن يمكنك إقناعى بهذه الأمور قط

قالت فى حدة : أنت تعتبرها مجرد خزعبلات .. أليس كذلك ؟
هتف مبتسماً : بل هى أمور عظيمة .. عظيمة تماماً
صاحت غاضبة : هل تسخر منى ؟

نهض من مقعده ، وحاتوها بين ذراعيه ، وهو يقول : مطلقاً .. أقسم لكِ
أننى مقتنع تماماً .. لا داعى للغضب ، حتى لا نفسد مناسبة سعيدة كهذه

ناولته الخرزة الزرقاء الكبيرة ، قائلة : علقها الآن إذن
التقطها ، قائلاً فى مرح : فليكن
انهمك بضع لحظات فى تعليق الخرزة الزرقاء الكبيرة ، التى تدلت من المرآة بسلسلتها الذهبية الأنيقة ، وهو يهتف مجاملاً : رائعة .. لست أدرى
ماذا كان يمكن أن أفعل بدونك

ابتسمت فى سعادة ، هاتفة : أرأيت ؟
شعرت بالكثير من الارتياح والثقة ، وهى تلوِّح له بيدها ، عندما انصرف
إلى عمله بالسيارة الجديدة ، وانهمكت بعدها فى أعمالها المنزلية ، وفى
العناية بطفلهما الصغير ، حتى فوجئت به يعود إلى المنزل بعد ساعة
واحدة ، وهيئته توحى بأنه خرج على التو من معركة طاحنة ، فهتفت
به مذعورة : ماذا حدث ؟

أجابها بعينين زائغتين : السيارة الجديدة تحطمت تماماً .. أصبحت مجرد
خردة
صرخت فى ارتياع : كيف ؟
لوَّح بيديه فى حنق ، مجيباً : الطريق الرئيسى كان مزدحماً بشدة ، وأدت اختصار المسافة ، فاتخذت الطريق الفرعى القديم ، الذى يقطع شريط
السكة الحديد ، وبينما كنت أعبره ، ظهر القطار فجأة ، فضغطت دوَّاسة
الوقود بكل قوتى ، وانحرفت السيارة يساراً ، وكدت أتجاوز الشريط
بسرعة ، لولا أن ارتطم شىء ما بوجهى ، فارتبكت ، وبقيت مؤخرة
السيارة فوق الشريط ، مما أدى إلى ارتطام القطار بها ، ولولا رحمة
الله سبحانه وتعالى ، لما خرجت من هذه الحادثة البشعة حيَّاً أبداً
انهارت على أقرب مقعد إليها ، وهى تهتف : مستحيل !.. مستحيل
إننا لم نسدد باقى ثمنها بعد

صاح فى غيظ شديد : ولكننى احتفظت بذلك الشىء ، الذى ارتطم بوجهى
فى اللحظة الحرجة ، وأربكنى ، ففقدت السيطرة على السيارة ، ووقع
الحادث

قالها وهو يفرد يده أمامها ، فتجمدَّت دموعها فى مقلتيها بغتة ، وخفق
قلبها فى عنف
ففى راحته ، كانت تستقر هديتها .... الخرزة الزرقاء



بقلم : د. نبيل فاروق

نونا المصرية
22-08-2007, 02:38 PM
اشكرك اخى على هذه القصة الجميلة وهذا المعنى الرائع وفعلا ان ما يقدره الله هو ما سيحدث ولامانع لقضاء الله لا بخرزة زرقا ولا حمرا ولا اى حاجة من الكلا ده ميرسى كتير على التوبيك الجميل ده

aquavia
24-09-2008, 03:07 AM
الشكر دائما لله

ممدوح مصطفى الانصارى
23-10-2008, 02:28 AM
قصة جميلة ومضمونها رائع وتعالج مرض اجتماعى

uoua
23-10-2008, 03:04 PM
لا و بعدين ديه حرام الخرزة الزرقة الحاجة الوحيدة تحمى القراءن و الله سبحانه و تعالى
بس موضوع جميل تسلم ايدك

بورسعيدى
24-10-2008, 05:39 AM
شكرا لك

قصة جميله ومفيده ولها معنى واضح

احمد رضا
24-10-2008, 04:43 PM
قصه جميله جدا والاسلوب بتاع د. نبيل فاروق رائع
اوعدنا يارب
:d
شكرا لموضوعك

Rien
26-11-2008, 02:52 PM
جميلة
شكرا ليك

hend ere
06-03-2009, 02:51 PM
ياااااا....بجد قصه جميله جدا
مرسى كثير ليك على تقديمها لنا