مشاهدة النسخة كاملة : واحة الأدب
عمروعبده 24-02-2011, 03:04 PM أقدم لحضراتكم واحة الأدب أرجو أن يفيدكم وهو منقول للأمانة
سويعة مع الموهوب المرحوم حافظ إبراهيم
الدكتور عثمان قدري مكانسي
ما أقرب الشاعر المرحوم حافظ إبراهيم إلى قلبي ، فهو صاحب القصائد الرائعة الدالة على شاعريته المبدعة ! .. لقد كنت أحفظ كثيراً من هذه القصائد وما أزال ، وأخص بالذكر شعره عن المرأة في قوله : الأم مدرسة إذا أعددتَها --- أعددْتَ شعباً طيب الأعراق
من لي بتربية النساء فإنها --- في الشرق علة ذلك الإخفاق
وصدق والله ، فالأم مدرسة الرجال وحاضنة القادة ومربية الأجيال .
وهو في القصيدة نفسها يذكرحظوظ الإنسان فيما رزقه الله تعالى إذ يقول :
فالناس هذا حظه مال وذا --- علمٌ وذاك مكارم الأخلاق
فالمال إن لم تدّخره محصّناً --- بالعلم كان نهاية الإملاق
والعلم إن لم تكتنفه شمائل --- تعليه كان مطية الإخفاق
لا تحسبنّ العلم ينفع وحدَه --- ما لم يُتوّج ربـُّه بخلاق
فهو هنا بالإضافة إلى شاعريته ينال حظاً من الحكمة وبعد النظر وفهم الحياة .
وما أروع قصيدته في وصف لغة القرآن إذ يقول :
رجعت لنفسي فاتهمت حصاتي --- وناديت قومي فاحتسبت حياتي
وسـعت كتـاب الله لفظـاً وغاية --- وما ضقت عن آي به وعظات
ثم يجعلها البحر الزاخر الذي يحوي الكنوز العظيمة والدرر الثمينة التي لا تبلى على كر الدهور ومر العصور ويعرفها كل لبيب أديب أريب :
أنا البحر في أحشائه الدر كامن --- فهل ساءلوا الغواص عن صدفاتي
وقد نجح أيما نجاح في بذل شكاة اللغة من إهمال أهلها لها ، وسكونهم إلى همهمات غريبة ولغات هجينة ، فضاعوا في تقليد الغرب والغرباء .
وأقف في محراب قصيدته العمرية تلميذاً مشفقاً ومريداً عاشقاً أملأ قلبي وعينيّ من ألق أسلوبه ، وأرشف من معين بيانه ، وأرتوي من لذيذ أدبه حين أتابعه وهو يقول :
حسب القوافي و حسبي حين ألقيها --- أني إلى ساحة الفاروق أهديها
لاهُمّ هب لي بيانا أستعين به --- على قضاء حقوق نام قاضـيها
قد نازعتنيَ نفسي أن أوفيها --- و ليس في طوق مثلي أن يوفيها
فمُرْ سرِيَّ المعاني أن يواتيـَني --- فيها فإني ضعيف الحال واهيها
فهو يسأل الله تعالى أن يهبه القدرة على إن يوفي فاروق هذه الأمة بعضاً من حقه على الأمة ، ويرى نفسه بين يدي هذا العملاق يحمل أمانة نشر ضوعه شعراً لن يستطيع أن يوفيها إلا بمدد من الله تعالى فأمير المؤمنين عمر سيد هذه الأمة بعد نبيها صلى الله عليه وسلم وصدّيقها الطاهر أبي بكر رضي الله عنهما وأرضاهما ..
وأقرأ قريب مئتي بيت في هذه الملحمة العظيمة فأرى حافظاً يتألق في كل بيت ، يشيدها متينة السبك مشرقة المعنى سامقة البنيان ، ينثر فيها حِكَمه وتجاربه ويعيش قلباً وفكراً مع السيد الحبيب العظيم عمر رضي الله عنه فيتحدث عن إسلامه وعلاقته بالنبي الكريم وأصحابه الطيبين وعدله في الناس وزهده وورعه وتقواه وقيادته الحكيمة وورعه وتقشفه .. واقرأ معي هذه الأبيات لترى عظمة الخليفة في بساطته وتواضعه حين يصور شاعرنا موقف صاحب كسرى إذ جاءه فوجده دون حرس بعيداً عن مظاهر الأبّهة الخادعة والرسميات الكاذبة :
و راع صاحب كسرى أن رأى عمرا --- بين الرعية عطلا و هو راعيها
و عهده بملوك الفرس أن لها --- سورا من الجند و الأحراس يحميها
رآه مستغرقا في نومه فرأى --- فيه الجلالة في أسمى معانيها
فوق الثرى تحت ظل الدوح مشتملا --- ببردة كاد طول العهد يبليها
فهان في عينه ما كان يكبره --- من الأكاسر والدنيا بأيديها
و قال قولة حق أصبحت مثلا --- و أصبح الجيل بعد الجيل يرويها
أمنت لما أقمت العدل بينهمُ --- فنمت نوم قرير العين هانيها
ولعل القارئ حين يقف أمام هذه اللوحات التي رسمها الشاعر العبقري لأمير المؤمنين عمر ينتشي بروعة الشخصية وجمال الفكرة وعظمة الأسلوب ، فيرى نفسه بين عبقريين رائعين هما الخليفة عمر الفاتح لبلاد العرب والمجوس والروم رضي الله عنه وأرضاه ، والشاعر الفذ حافظ إبراهيم تغمده الله برحمته وغفر له .
وما أعظم قصيدته التي يمدح فيها مصر وبلاد الشام ، يقول فيها
لمصـر أم لربوع الشـام تنتسـب --- هنا العلا وهناك المجد والحسب
ركنان للشرق لا زالت ربوعهما --- قلب الهلال عليهما خافق يجــب
إن الشاعر الموهوب يرى الموطنين – مصر وبلاد الشام - قلب الأمة وركنها الركين في الماضي والحاضر، عزهما عز الأمة ، وهو يرى – ونحن معه - أن المصير واحد وأن الآمال واحدة ، فاتصالهما منذ الأزل يدل أنهما جزء واحد ومصير واحد :
اذا ألمـّت بوادي النيل نازلـة --- باتت لها راسيات الشام تضطرب
وإن دعا في ذرا الأهرام ذو ألم --- أجـابـه في ثـرى لبـنـان منتحب
لو أخلص النيل والاردن ودهما --- تصافحت فيهما الأشجار والعشب
فأين كان الشآميون كان لها --- عيش جديد وفضل ليس يحتجب
هذي يدي عن بني مصرتصافحكم --- فصافحوها تصافح نفسها العرب
ومن شهامة حافظ إبراهيم أنه يمد يده إلى العرب جميعاً نيابة عن مصر وأهل مصر ، فهو يمثل أطياف المصريين دون أن يكلفوه أن يمثلهم لأنه يعلم علم اليقين أصالة المصريين وحبهم لإخوانهم ونزوعهم إليهم ، فقد كان المصريون وما يزالون قلوب المسلمين النابضة وألسنتهم المعبرة بصدق عن آمالهم وتطلعاتهم .
ولم يكن هناك حاجة أن يطلب منا أن نصافح إخواننا المصريين ، فنحن مذ وعينا التاريخ نرى أنفسنا والمصريين أبناء أمة واحدة عظيمة تتعانق أفئدتهم وتتصافح أرواحهم .. ويعملون لهدف واحد نبيل .... أليس هذا صادقاً ؟ هذا ما أرى نفسي تؤمن به وتعتقده ، أفأنت – يا أخي المصري - مثلي ؟ أعتقد ذلك تمام الاعتقاد وأومن به كمال الإيمان ....
ومع ذلك فهات يدك وصافحني ، فأنت أخي وشقيقي وحبيبي رغم المضللين والمفرّقين الكائدين .
عمروعبده 24-02-2011, 03:06 PM أدب وجدان العلي الحزين (*)
محمود توفيق حسين
وجدان العلي، هو قلمٌ حزينٌ حزينٌ، يجد حرارته وحريَّته وانطلاقته الإبداعيَّة في التعبير الوجداني المترع بالألم والوحدة والإحساس بالفقد، وهو من ناحيةٍ أخرى قلمٌ ملتزمٌ بالقيم الإسلاميَّة وبعفَّة التعبير، وبكلِّ ما هو إنسانيٌّ.
وقد يجد بعض القراء في نفسه شعورًا بالدهشة حينما يتعاطى مع تجربةٍ أدبيَّةٍ حزينةٍ وصادقةٍ، صادرةٍ من ذاتٍ إسلاميَّةٍ؛ ظنًّا منه أن الأديب الإسلاميَّ عليه التزامٌ فريدٌ واضحٌ فقط تجاه استنهاض الأمَّة، وأن لا وقت لديه لذرف الدمع، والاستغراق في الذاتيَّة، والاحتراق في غير شأن المسلمين العام، هكذا ينظر للأمر، وفي رأيي: أن الأديب الإسلامي عليه التزامٌ واضحٌ تجاه جُملة ما اتُّفق عليه كسماتٍ للأدب الإسلاميِّ، ومن البدهي أن ليس كل نصٍّ (طيِّبٍ) يمكن أن يجري في مجرى استنهاض الأمة بالمعنى المباشر والتحريضي لفعل الاستنهاض، حتى لو اعتقد قطاعٌ من جمهور القراء أن هذا بدهيٌّ، إذ يحقُّ للأديب الإسلاميِّ أن يحتفي مثلاً بالطبيعة، أو أن يعبِّر عن حبِّه لأطفاله، أو حتى ضجره منهم، دون أن يُتَّهم بالانسحاب والتغيُّب، بل إني أرى أن (التخندق) الأدبي بشكل دؤوبٍ ومتَّصلٍ في مُواجهة الأخطار التي تهدِّد الأمة، قد يؤدي في بعض الأحوال إلى فقر النفسيَّة الإسلاميَّة الواعية، وعدم قدرتها على التعاطي مع تفاصيل الحياة المبعثرة والمعقَّدة، وقد يضرُّ بالموهبة بتضييق شرايين التعاطي مع الواقع، بل ولا أخفي ظنِّي في أن بعض (التخندق) الأدبي الذي غالبًا ما يتمُّ تلقِّيه من الجمهور تلقيًا حسنًا، الجمهور الذي يفضل الشجاعة على العلم والإبداع، إن في تلمذته على عالم أو في تلقِّيه من أديبٍ، قد يؤدِّي بعض هذا التخندق بالكاتب إلى التفكير في الجمهور على هامش تفكيره في القضايا، ثم التفكير في الجمهور بالمساواة مع تفكيره في القضايا، ثم التفكير في القضايا على هامش تفكيره في الجمهور، والحياء يمنعني من القول بأنه قد يكتفي بالتفكير في الجمهور فقط، هذه أشياء تحدث بشكلٍ تدريجي وانسيابي ولطيفٍ، الجمهور خطر جدًّا على عالمٍ، فكيف بأديبٍ؟! والعجب العجاب في الأدب هو أن شيئًا من الذاتيَّة هو ملح الأديب الملتزم الذي يضبط عمله، ويوفِّر له شيئًا من الحماية ضد الرئاء، رئاء الناس.
إنَّ الشعور بأن الحزن هو ميراثٌ لمدارس أدبيَّةٍ غربيَّةٍ، ثم التصريح بذلك، ثم التضييق على (من يحزنون) بحجَّة أنهم واقعون تحت غَواية الآداب الأخرى - يساعد بشكلٍ أو بآخر على انسحاب الأدب الإسلاميِّ من أراضٍ غير محرَّمةٍ، وإن كانت مأهولةً، بعد انسحابه الاختياري من أراضٍ محرمةٍ ومأهولةٍ، حتى يُخشى أن يكون هاجس بعض الناس يحوم حول المأهول نفسه.
والمشاعر الإنسانيَّة - ومن ضمنها الحزن - هي قاسمٌ مشتركٌ بين البشر، وليس علينا ببساطةٍ أن نجير للآخر حقَّ الاكتشاف والانتفاع من شعورٍ فطريٍّ بدأ مع وجود البشر على وجه الأرض، وهذا الحزن المتوجَّس منه أدبيًّا قد يستطيع كاتبٌ أن يصنعَ منه رؤيةً جماليَّةً بديعةً، وقد يستطيع كاتبٌ أن يصنع من الحزن فكرًا، وقد يستطيع آخر أن يصنع من الحزن غسولاً لنفسه ولنفس القارئ، وقد لا يستطيع آخر أن يصنع من الحزن شيئًا، هو فقط عبَّر عما يجيش بنفسه؛ لأنه أراد أن يعبر عما يجيش بنفسه، شيءٌ من الحزن الذي يليق بنفسٍ مسلمةٍ قد يقع في يد قارئٍ مهمومٍ، فيبكيه، ثم يدعوه للتضرع لله لكشف الضرِّ - خيرٌ من أن يبحث القارئ عن مساحة تأويلٍ لحُزنه لدى كاتب غير ملتزمٍ، قد تلقي في قلبه شيئًا من السخط المكتوم والإحساس بالعدميَّة.
الحزن شعورٌ إنسانيٌّ طبيعيٌّ مثل الغضب، ولا أدري سرَّ الاسترابة من الحزن الأدبيِّ، وتقبُّل الغضب الأدبيِّ (الشجاع) قبولاً حسنًا، رغم أن الغضب فيه الحسن وفيه القبيح، تمامًا مثل الحزن، على الأقل يفتح الغضب بابًا للتعبير غير المنضبط أخلاقيًّا، ولإلقاء التُّهَم برعونةٍ، كما أن الغضب الأدبيَّ ليس اختراعًا إسلاميًّا، فهو موجودٌ بشكلٍ مثيرٍ وزاعقٍ في خارج التيَّار، فإذا كان لدى الإسلاميين من كُتُب الشعر الغاضب، فإن (مظفر نواب) قد كتبه أيضًا، فلماذا صوَّتنا للغضب وحده ملمحًا أساسيًّا من ملامح التعبير الأدبيِّ الإسلاميِّ، وعافت نفوسنا الحزن، رغم أن الحزن الصادق أشد استمالةً في هذا العالم الصاخب الماديِّ للنفوس من الغضب، على الأقل على المدى الطويل؟
الحزن شعورٌ إنسانيٌّ طبيعيٌّ، وجدناه لدى نبي الله يعقوب، الذي ابيضَّتْ عيناه من الحزن، كما مرَّ بنا جميعًا في سورة (يوسف) حيث أحسن القصص، ومع ذلك فإنك تجد في بعض المحاولات القصصيَّة الملتزمة وغير الناضجة رسمًا لحوحًا للشخصيات التي لا يعتريها الأَلَم ولا الحزن عند وقوع المصاب، رغم أن الكاتب لم يبذل جهدًا يُذكر في التأكيد على قوة الإيمان الفريدة لدى الشخصيَّة التي يكتب عنها من خلال تاريخها السلوكيِّ، إنهم يتكلَّمون عن بشرٍ معتادين، يتقبَّلون المصاب بصبرٍ جميلٍ يليق بالأولياء؛ ذاك لأن ثمة سوء تفاهمٍ مستقرًّا في ثقافتنا بخصوص الحزن، نحن نغلق الباب في وجه الحزن، ونرفض استضافته في الأدب الإسلاميِّ إلا قليلاً؛ ذاك لأننا نعتقد أنه يأتي دائمًا وخلفه مجموعة من الرفاق الأراذل والمجدِّفين: السخط والتشاؤم واليأس والشك.
حسنًا، لِمَ لا نُجَدِّد الثقة في حزنٍ أدبيٍّ إسلاميٍّ يأتي وحده، عفوًا، بل يأتي خلفه أصدقاءُ لطافٌ وحسَّاسون وورعون؟
الحزن الراشد قد يكون هو الفيضَ الطبيعيَّ لتعبير الأديب الملتزم عن غربته في مجتمعٍ استشرت فيه الأنانيَّة والجحود، وزاد فيه إحساسه بالوحشة، الحزن هنا ناقوس خطرٍ ينبِّهنا لحالة التفكُّك الاجتماعيِّ، ومن المفهوم أن تكون لدى الملتزم حساسيةٌ عاليةٌ جدًّا تجاه التشوُّهات المجتمعيَّة ليست لدى غيره، ممن لا ينكر بعضهم منكرًا، وليس لديه الغيرة التي تحضُّ على مراقبة التغيُّرات، حتى يمكن أن يسمَّى هذا الحزن الراشد بحزن (الإنكار)، بدلاً من تلك الأسماء التي يشكُّ بعضنا في مصدريتها وأصولها مثل: (الاغتراب)، وأنا شخصيًّا لا أشكُّ في أن لها تأصيلاً إسلاميًّا.
وما أسميته بحزن الإنكار يتكرر كثيرًا في أدب وجدان العلي، كقوله في نصه: (ورقتان وحفنة حزن وبقايا أشياء).
(كَرِهْتُ صحبة الْمُجلدين في جلودِهِم، الْمزورينَ على الإنسانيةِ، الْمُزَنَّرِينَ بالدِّينارِ والدِّرْهَم والمغنم، أفٍّ لكم جميعًا يا سماسِرَةَ القِيَمِ، دعوني جميعًا وارحلوا عني جميعًا، فقد كرهتكم جميعًا...).
ليعود ويقول في ذات النص: (الكُلُّ غادره، أو غَدَرَ به الكلّ، فهو مَغْدُورٌ، مُغَادَرٌ، مُغَادِرٌ، مُهَجَّرٌ، مُهَاجِر، مَهْجُورٌ، مُخْتَنِقٌ في شَرْنَقَةِ وجع، متأرجِحٌ على مِشْنَقَةِ ألَمٍ أَشْفَقَ عليه، فوَسع حبْلها قليلاً قليلاً، قدر ما يَسَعُ شَهْقَةَ دَمْعٍ وزَفْرَةَ أَسَفٍ، ويَبْقَى منه البقايا، البقايا التي تعيشُ، التي تتكَلَّمُ، التي تُحَاوِلُ، التي تتعَبُ، التي تقوم، تصوم، تَبْكِي، تحزن، التي تبتسم، حتى لا يقال: لا يبتسم، التي تتكلم، حتى لا يُقَال: كثير الصمت، تُرْشِدُ وتُعين حتى لا يقال: ماتتْ فائدته..).
ونلحظ في هذا الحزن حالةً غريبةً من الاستسلام للقيد الاجتماعيِّ، وغياب العنف الداخليِّ، رغم أنه مغادرٌ ومغدورٌ من المجتمع، إلا أنه يراعي مراقبة أعين الناس فيبتسم ويتكلَّم، ويرشد اتقاءً للنقد، وهذا فيه رسمٌ للشخصيَّة الحسَّاسة بتفْصيلٍ جميلٍ ودقيقٍ، هي رغم المعاناة غير قادرةٍ على التمرُّد، ولا تتحمَّل النقد، وهي في هذا مباينةٌ للنفس غير المؤمنة حينما تتأزَّم علاقتها بالمحيط الاجتماعيِّ، النفس غير المؤمنة تصاب بفقر الحسِّ الاجتماعيِّ والحقد، أو في أفضل حالاتها فإنها تعاني من ضعف المبالاة بمُحيطها.
وفي نصه (ركض الضرير) يعتذر السارد للضرير عن الزيارة الليليَّة، فيردُّ الضرير بكلماتٍ مثيرةٍ للتأمُّل: (إنما هذا الليل الذي ترى - ولا أراه - بقايا تلك النفوسِ الآسِنَة التي أرى، ولا ترى).
ثم يقول الضرير المسترسل في البوح بعد قليلٍ: (كم رَتَعُوا في طرقات قلبي بأحذيتهم المسْمَارِيّة، حين عَجِزُوا عن نَقْضِ الحقيقة، فاستراحُوا إلى نَسْجِ البَاطِل! صَدِّقْنِي "إن أصْعَبَ الصَّعْبِ أن تتقلص الإنسانيةُ في الإنسان، وتتحوَّلَ إلى وجودٍ يابِسٍ، يَصِير من بَعْدُ قِشْرَةً مآلها إلى الهشيم".
"الرحمة"، "الصدق"، "المحبة الخالصة"، تلك المعاني الرَّبِيعية، ذَبُلَتْ في خريف النفوس، إلا غُصنًا أَخْضَر ها هنا، وغصنًا آخر ها هناك).
ونلحظ هذه النفسيَّة الإسلاميَّة الرقيقة والعادلة التي لا تطيش موازينها، فبرغم ما هو فيه، إلا أنه ترفَّع عن الإطلاق في اتِّهاماته، فاستثنى من رحمهم الله وزرع في نفوسهم الرحمة والصدق والمحبة الخالصة، وهذا مباينٌ تمامًا لأحكام النفس الحزينة غير المؤمنة التي توزع الاتِّهامات على الكلِّ: كلهم خونةٌ، كلهم جاحدون... إلى آخره.
وفي كل تباريحه النفسية، ومن خلال تيار الوعي المؤمن، يعبر دائمًا عن تمسُّكٍ شديدٍ بالإيمان، فيقول هذا الضرير: (أوغلوا في المحاولة، فأوْغَلْتُ في مَدِّ أسبابي بالعرش).
وهذا يتبدَّى في سياقٍ آخر عبر السرد في نصِّه: (ورقتان وحفنة حزن وبقايا أشياء)، فيقول: (ثُم يَمْضي إلى "كَرْمَتِهِ"، وهنالك يجلس بين الصمْت والأشياء والسكون والحنين، يرعى كَرْمَه، ويقوم إلى الظل متوضئًا ليناجي ربَّه).
اللجوء لله هو سقيا دائمة لنصِّ الخاطرة الوجدانية عند وجدان العلي، مما يعطي مَخْزونًا عاطفيًّا خاصًّا لنصوص (العودة) عنده يختلف عن مثيلتها من نصوص العودة في غير الأدب الإسلاميِّ، وهذا لا ينفي حضور الملاذ البشريِّ في نصوص وجدان العلي الحزينة، حضورًا حقيقيًّا غير متخيل، في صورة روحانيَّةٍ للصحبة، هنا نجد المؤمن لا يتخيل ذاتًا بشريةً ضبابيَّةً يبحث عنها تمثل عنده مخزون القيم ونقطة العودة، بل يعود لذاتٍ بشريَّةٍ حقيقيَّةٍ، وجودها أكثر واقعية عنده من وجوده، إنها الأمُّ!
يقول في نصه (حقيبة عابر): (إلى الوالدة تفجؤني بانحناءةٍ تريد تقبيلَ يدي على بوابة الرحيل، فاقتطفتْ من قلبي انحناءةً مسكينة).
(إلى الجمر أحتضنه، أذرفه، أَشْفَقَ عَلَيَّ لا يَحْرِقُنِي، إلى أمي كفايتي لا يعرفني إلا هي، إلى أُمِّي كفايتي لا يعرفها إلا أنا، قد صرتُ من بعدها المجهولَ في عَرَصَاتِ الصَّمْتِ والعَتَمَة، إليها تنعَسُ بين يديّ فأطمئن، وأُخَيِّط أوردتي في يديها فتأمن، وأشتكي وَصَبِي فتُلَوِّح لي بغدٍ - لَم يأتِ بعدُ - فأسكن، إليها لا تعرفُ ما بي، إليها أَخْشَى أن تعرف ما بي).
ووجدان العلي الذي (استقالَ من الطفولة منذ جُرْحَيْنِ ونِصْف) في (ورقتان وحفنة حزن وبقايا أشياء)، نجده قد عاد للطفولة المؤرقة والموحية مرةً أخرى في (عندما تجلس الطفولة القرفصاء)، يحقق عندها شروط البراءة الحقيقيَّة والبوح، في نصه هذا يحقِّق الكاتب معنى الالتزام من خلال التعبير الإنسانيِّ العميق الموغل في الحزن، في قضية الغضب، قضيَّة غزة، والتي تبدو فيه القيمة المضافة التي يحققها شيءٌ من الذاتيَّة وتوفُّر اللياقة النفسيَّة والصدق، كنتيجةٍ طبيعيَّةٍ لكونه لَم يستهلك الغضب، ولم يستهلكه الغضب قبل أن يكتب عن غزة، يمكننا أن نطالع من خلال نصه العميق الحزين الجميل تلك الإمكانيات الخاصَّة التي يتيحها لنا الحزن كمدادٍ للكتابة، من خلال طفلٍ يتيمٍ يجلس القرفصاء في زاويةٍ مهملةٍ يعاني من الوحدة والبؤس والبرد، يُسأل عما يريد، فيجيب ببراءة الأطفال: (أُريدُ أن أقِفَ على أطرافِ أصابِع قَدَمَي الباردتين، وأكون أطول قامةً من الليل، حتى ألمحَ الفَجْرَ المختبئَ من خَلْفِهِ، أن أُجَالِسَنِي قَلِيلا، وأسأل عني قليلا؛ لأشعُرَ أن هناك مَن يهتم بي، ويسأل عن ذلك المرتحل الغريب، أن تكون دمعتي دمعة فَرَحٍ في يوم عيد، لا دَمْعَةَ مَن يُفَتِّشُ في زوايا نفسه عن معنى هذا الذي يقال له: "عيد"، كنت أريد كِسْوَةً لأعصابي العارية، فقد آلَمَني خَدْشُ الناس لي، وآذتْني هذه الشمس الباردة، أن أشارك صغار غزة فرحة (الفوسفور الأبيض)، أريد شيئًا أبيضَ في هذا الليل إلا الثلج، فأنا أختزنه، أليس الفوسفور لُعبةً جميلةً؟! أريدها ولكن يُقال: إنها لا تُباع في العالم كله إلا هناك في غزّة؟!).
ومجمل القول:
علينا أن نفسح مجالاً بجانب التعبير الإسلاميِّ الذي يعتمد الأداء اللغويَّ والتصويريَّ الشعبي وسيلةً للتأثير والشحذ وحفظ الهويَّة، والذي أفاد في تعويض عنتنا على مستوى الإنجاز السياسيِّ بفحولةٍ بيانيةٍ وتصويريَّة، أن نفسح مجالاً بجانبه لتعبيرٍ إسلاميٍّ يعكس عنتنا لا يعوِّضها، وهذا لا يعني ضعف التعبير، بل يعني التعبير عن الضَّعف، وأنا لستُ مع هذا ضد ذاك أو العكس، بل أرى أن الرافدين سيغذِّيان نهرًا واحدًا، والأمم السويَّة تنتفض بالكلمة الصادقة، وكذلك فإن الأمم السويَّة تؤرِّخ لمراحل انحطاطها بالكلمة الصادقة أيضًا.
وهذا النص المسمى بـ(أحبك يا جميلة.. يا نصف جميلة)، المعنون بعنوانٍ مؤلمٍ وهادئٍ ببساطةٍ شديدة الذكاء - هو تعبير عن ضعفنا، وتأريخ لانحطاطنا، وهو رسالةٌ إلى جميلة الهباش، طفلةٌ من غزة، أصابها صاروخٌ صهيونيٌّ، ففقدت ساقيها، فأعرضه كاملاً كي يعيش القارئ مع الحالة الوجدانية:
أحبك يا جميلة..يا نصف جميلة
أحبك كثيرًا، مذ رأيت صورتك، مذ سمعت صوتك، مذ أطَلَّ وجودكِ على ذَهَابِي
مذ غَرِقْتُ في دمعتِكِ الباسمة، بسمتك الدامعة!
بادت الألواح، انكسرت، هربت من يدي
توقفتُ متشَبثًا بذلك الأَلَقِ الصارم الذي يتفجّر في عينيك، فيبعثرني قِطعًا مُهْمَلَةً في عَرصَاتِ الحزن
تخرجين بالبسمة من بين ركام الهزيمة
تنتصرين على الضعف، يوم صار الضعف منهج حياة!
تنهضين على السيقان المقطوعة ببراءة الفطرة في زمان المسوخ!
"بادت الألواح، التوت الأقلام، هربت من يدي"
تقبضين على يد الوجود، تغرزين فيها أظافرك، والمنايا مَوَاثِلُ في الطرقات، وعلى أرصفةِ السماء، وفي حُقُول القمح، ورؤُوسِ النخيل، وبطون البيارات، وخلف شُجَيْرَاتِ الزيتون، تصعدين إلى سطح البيت، وهكذا لا ترضى العصافير إلا بالأعلى، ولو كان مُسَوَّرًا بالموت! يوم ارتضى الكثيرون السُّفْلَ، يتوهَّمون فيه الحياة! تلعبين مع الصغار، تشاركينهم مرح الطفولة، تهرولين في ضيق السطح، لعله يَرِقُّ ويشاركك البهجة، فيتسعَ لضحكتكِ البريئةِ.
جميلةٌ أنتِ
تصنعين من الموت أسطورة حياة.
الوجود ساحة حربٍ مُثقَلَةٌ بالغدر، الخيانة، الهمجية.
وأنتِ تصنعين في زاوية صغيرة منه مساحةَ حُب، حديقةَ ورد، مزهريَّة ياسمين، عرائِس جُوري.
ضاق الوجود بوجودك.
ثقُلَتْ عليه بسمتكِ.
أزعجه خَفْقُ أقدامك على ظهره البغيض.
استكثر كمالك، وعاقبكِ بالنقصان!
فقصَّكِ نصفين.
بادَتِ الأقدام، ارتحلتْ مواسِمُ التحليق، سافَرَتْ أزمنة المرح البريء، وهمهمت لوعة مكظومة في جنبات الدَّرَج الذي يشتاق صعودكِ عليه إلى السطح كل يوم حيث تحبين!
بادت الألواح، التوت الأقلام، هربت من يدي.
تستيقظين يا جميلة.
تستيقظين نصفَ جميلة، بقايا جميلة.
تنفضين عنكِ بقايا النار والفَزَعِ والهجوم الهمجي.
ويقترب منكِ مراسل الجزيرة مواسيًا، فيُطْرِق اللاقط وحامله هيبةً أمام بيانكِ الملحمي!
ها أنتِ تجلسين بلا قدمَيْن، ومِن حولكِ ثباتكِ، لترسلي بطاقاتِ العَزاءِ إلى المهزومين القتلة!
ولقد أرادوا حَطْمَك، فانكسرتْ أحلامهم السوداء على أسوار عزمك.
لا مكان للوحة هزيمة على جدار ثبات.
عزيمة الصادق لا تعرف البتر، ولو كان السيف من نار!
اقتطعوا جزءًا من وُجُودك، فتمددت بك الروح إلى سابِع سما!
لا يعلمون أن في الأرض نفوسًا تدلَّت من لدُن العرشِ قناديل صِدْقٍ لا تنكسر!
لا تنكسر أمام الصواريخ، ولا تأوي إلى قوافل الخوف والاستسلام!
بادت الألواح، التوت الأقلام، هربت من يدي.
وقفتْ جميلة، قعدتْ جميلة، تتلو مزمور الصمود.
"لقد دمروا كل شيء عندي.
لكني سأحاول أن أقضي على هذا الدمار!
بدي أطفال العالم تشوفنا
تُوَصّل رسالة!"
علمتْ جميلة أن الرسالة لن تصل إلى الكبار؛ فهم مشغولون ببناء جدار الفولاذ، وحشد الأرصدة في الخزانات السرية، وملء الأمعاء من الحرام!
فتوجهتْ إلى الصغار، الحالمين.
الذين فَرَغَتْ نفوسهم من عتمة المادة، ومن ألواث الزيف.
أولئك البريئون المتوهجون بالصدق، الْمُتْرَعون بالحب.
فقهت جميلة، بوجودها المقطوع أنه لن ينتصر إلا محب صادق.
علمتْ جميلة ببقاياها الصامدة أنه لن ينهزم صاحب اعتقاد قط.
علمتْ، فعلمتني.
فقهت، فأفهمتني.
تواصلت أبعاد وجودي مع بقايا وجودها، فاتسعتُ، علوتُ، توكأتُ على مَوتي الصامت، ووحدتي اليابسة، وسعيت باليقين.
وتركت من خلفي السنين، مزقت بطاقة عمري.
نزعتُ عني آصار الأزمان.
ورحتُ لألتحق بركب الصغار.
أرسم معهم على جدار الليل بطبشور الأمل.
وأفتش معهم عن وجودي في زمن الهشيم والغبار.
-------------------------
[ *] هو الشاعر سيد بن علي ، "وجدان العلي"، وُلد في مصر، وتخرج في كلية الآداب قسم اللغة العربية جامعة القاهرة، وتتلمذ لطائفة مِن أهْل العلْم بالعربيَّة والحديث والفِقْه، واتَّصل سببه بأبي فهر محمود محمد شاكر، ولزم بيته أكثر من خمس سنوات، ولديه إجازة الحديث بالسنَد مِن العلاَّمة الدكتور أحمد معبد عبدالكريم، وعمل في ميدان التحقيق التُّراثي والدعوة إلى الله، والأدب والكتابة، وله مقالات ومشاركات متنوعة علميَّة وأدبيَّة بالشبكة وغيرها.
عمروعبده 24-02-2011, 03:09 PM يائية الرجل الذي بكي نفسه ورثاها
محمد الخليفة محمد صالح عكاشة
زعم كثيرُ من أهل الأدب، والمهتمون به، إن الرجل الذي رثي نفسه، هو واحدٌ لم يتكرر، ولم تتكرر مثل يائيته الشهيرة، ولكن الحقيقة إن الذين يرثون أنفسهم هم كثر، فمنهم شباب وكهول فالشاب الذي خرج للحياة طموحاً بآماله العراض وقد تكسرت هذه الآمال والطموحات، علي صخر هذه الحياة العصيبة........العنيدة...
لو أوتي هذا الشاب سحر البيان لرثي نفسه أيما رثاء، بأبلغ القصائد، وأروع التعابير، التي تنقلك إلي داخل نفسه، فتلمس أحاسيسه ومشاعره....).وبالفعل إن كثيراً منهم أوتوا تلك الموهبة، وأخرجوا للناس درراً نفيسة، يتمثل بها من يحس في نفسه هذه الحالة، ولقد ذكرت في غير ما مناسبةٍ، إن الشعر هو (نفس الشاعر المنسكبة علي القراطيس، ومشاعرُ الناس المتوجسة خلف الكواليس، لأن ما عبر عن النفس هو يعبر عن النفوس، فهو معني لدي الناس محسوس وعن تعبيراتهم مدسوس، حتى يأتي الشاعر فيخرجه بأيدٍ سحرية! ) .
ومنهم علي سبيل المثال لا الحصر، صاحبنا الشهير، وصديقنا اللدود، أبو الطيب المتنبئ، ذلك الذي ذهب طموحه مدي قصيا، فتمزقت نفسه بين الثري والثر يا....ذلك أنه اصطدم علي صخرة الواقع والسياسة العربية آنذاك – ما أشبه الليلة بالبارحة – فانهار حلمه في الملك والتملك، بموت صاحبه (فاتك) الذي رثاه بعينيته الشهيرة في ذلك...... وإنما حقيقةُ الأمر، أن أبا الطيب هو الذي رثي نفسه وآماله وطموحه...وهو حي يمشي علي الأرض.
وقصيدته هذه، بها شجن غريب..... تكاد تحس بأنفاسه الساخنة الملتهبة، تصلى وجهك وأنت تتابعها بعينيك في الكتاب....... وهذا تجده في مطلعها الذي يقول:
الحزن يقلق والتجمل يردع *** والدمع بينهما عصيٌّ طيّعُ
يتنازعان دموع عينِ مسهد *** هذا يجيئ بها وهذا يرجع
وهنا نستميح أبا الطيب عذراً، أن نتركه لنرجع إلي الوراء، إلي ذلك العملاق، أبي ذؤيب الهذلي..... الذي كأنما عارضهُ أبو الطيب، بقصيدته هذه، في وزنها، ورويها، وبعض أنفاسها وأشجانها، وعينيةُ أبي ذؤيب، التي رثي فيها أبناءه الأربعة مطلعها:
أمن المنونِ وريبه تتوجعُ؟ *** والدهرُ ليس بمعتبٍ من يجزعُ
ومنها البيت الشهير جداً:
وإذا المنيةُ أنشبت أظفارها *** ألفيت كل تميمةٍ لا تنفعُ
وكذلك نحن نترك، أبا ذؤيب، وتفجعه علي أبنائه، والحكمة التي يرسلها بين الفينةِ والأخرى، في أثناء قصيدته، لنعود عبر كبسولة الزمن إلي العصر الحديث، والحديث جداً ! إلي أحد أصدقائي، الذي كان له من الآمال، ما تزاحم الثريا في مصامها.. وان كان قد أصاب حدً قلبه فلولٌ، علي رأي أبي الطيب:
يا نظرة نفت الرقادَ وغادرت *** في حدَّ قلبي ما حييتُ فلولا
فأبياته التي بها نفسّ، من عينيةِ أبي الطيب وبكائيته، يبدؤها صديقي بقوله :
القلبُ ينزفُ والدموع دماءُ *** والحزنُ يقلق والحبييب سماءُ
هذا الجميلُ بل البديعُ بل الذي *** دنيا طيوفِ طيوفِه زهراءُ
أو هكذا كان يراها، لذلك كان سعيه نحوها.... وبعدها عنه، ولدَّ كل تلك الطاقة، التي هي أشبه بالطاقة التي يولدها التفريغ الكهربائي، فتصهر الحديد......فتأمل!!
بعد إثباتنا أن الذي رثي نفسه، غير واحد نعود لصاحب اليائية الحزينة..الذي رثي بها نفسه وهو في الرمق الأخير.. وقد جاد بكلتيهما قصيدته.. ونفسه .. نعود إلي مالك بن الريب، وما ادراكموا من مالك....
الحقيقة إن كثيراً من الناس، العاديين ودون العاديين.. قد تخرج من أثوابهم، عبقرياتٌ مهولة... !!! إذا اجتمعت الظروف الملائمة التي تخرجها ....
فمالك بن الريب خرج كصعاليك العرب، مغتراً بقوته يتجول في الصحراء يقطع الطريق.. وحينما رأي بعض الفضلاء، من سيمائه، الدالة علي أصالة معدنه.. وطيب عنصره.. أقنعه بان يترك هذا الذي كان يعمله، ويلتحق مجاهداً غازياً في جيش ( سعيد بن عثمان بن عفان) بخراسان فليس مثل مالك، هو يعدٌ من قطاع الطرق.. فكأن لسان حاله يقول:
وما أنا منهمو بالعيش فيهم *** ولكن معدن الذهب الرغام
ثمَّ انه بعد ذلك رجع من خراسان، وفي الطريق عند ( مرو) لدغته حَّيةٌ، فأيقن بالنهاية مما تبين له من حاله، فاتكأ ملتفتاً إلي صاحبيه، يخاطبهما بهذه القصيدة.. ويرثي نفسهُ، أيها القارئ الكريم أمسك عليك أنفاسك، واحبس دمعة منك ان تطفر.. وأنت تتأمل نهرالشجن والذكريات.. والتكرار الموحي بالحنين بشدة لكلمة ( الغضي ) في مطلع الأبيات:
ألا ليت شعري هل أبيتن ليلةَ *** بوادي ألغضي أزجي القلاص النواجيا
فليت الغضا لم يقطع الركب عرضه*** وليت الغضا ماشي الركاب لياليا
لقد كان في أهل الغضا لودنا الغضا*** مزارٌ ولكنَّ الغضا ليس دانيا
ثم انه بعد هذا يذكر مسيره، إلي خراسان غازياً وقد باع الضلالة بالهدي، وهو يتمني أن لو كان بين أهله، في موطنه، ومرتع صباه، فيا حسرتا علي الغريب، النازح الذي قضى بعيداً عن وطنه..
فلله درِّي يومَ أترك طائعاً *** بنَّيَّ بأعلى الرقمتين وماليا
ودر الظباء السانحات عشيةً *** يخبِّرنَ أني هالكٌ من ورائيا
ودرُّ كبيريًّ اللذين كلاهما *** علي شفيق ناصحٌ لو نهانيا
ودرٌّ الهوي من حيث يدعو صحابه*** ودرٌّ لجاجتي ودرٌّ انتهائنا
وها هو يتحدث عن حصانه المسكين، من يسقه ويعلفه، في هذه الصحراء، المترامية الأطراف ومن يبكي عليه، ومن يعزي فيه، غير هذا الحصان.. وهذا السلاح الذي يتدرعه لذلك .. يخاطب صاحبيه، أن يرفعاه ليري (سهيلاً) الذي يطلع من جهةِ موطنه لأنه أثرٌ من تجاههم وأيّ اثر من جهتهم، يملأ عليه جوانب نفسه، بهذا الشعور الذي لا يستطيع أن يلمسه من أيِّ جهةٍ كانت، لكنه يشجيه حتى النخاع وحتى الثمالة.. وأبعد من ذلك.
ثمَّ أنه يوصي صاحبيه أن ينزلاه برابية يقيم فيها ما تبقي له، من ليالٍ بل ساعات وأن يغسلاه بعد الموت بالسدر، وأن لا يبخلا عليه، أن يوسعا له من الأرض ذات العرض، وأن يجراه ببرديه، ألا تفهم أيها القارئ الكريم، كم هو ثقيل الوزن من هذه العبارة!!
فقد كان قبل اليوم قياده صعباً وقد كان عطافاً بالخيل، فارساً مغموراً وذكر من مناقبه ما ذكر..
وها هو في نهاية القصيدة يتذكر أمه وهل هي ستبكي عليه، مثلما أنها لو ماتت قبله، كأن سيبكي عليها، فالقصيدة نهر من الأنغام والأشجان المتدفقة المنصبة في قرارات النفوس.. فيا مالك بن الريب، لم يبكك ذووك فقط بل بكاك جمهور عريض من قراء العربية مع ذويك الذين ذكرت منهم...........
وبالرمل منا نسوة لو شهدنني *** بكين وفدين الطبيب المداويا
ومنهنًّ أمي وابنتاها وخالتي *** وباكية أخري تهيج البواكيا
وما كان عهد الرمل مني وأهله*** ذميماً ولا بالرمل ودعتُ قاليا
عمروعبده 24-02-2011, 03:10 PM ضَـبـائِـرُالرَّيحَـان
رجاء محمد الجاهوش
أَنْشَدَت \"صـَـبـَا\" بنَغَمٍ عَذب:
قُـرآنُـنَـا عِطْرُ الحَيَاةِ فَهَل ترى = عِطْرًا كَمِثْلِ الفُلِّ والرَّيحَـانِ؟ [1]
غَشيَني العِطْر الذي انْـتَـثَـرَ، انْـتَعَشت رُوحي، ماسَت الذَّكريات بين دَمعة وبَسمة، فضجَّ الحَنين؛ حَـنين إلى عمَّـتي والوَطـن.
فكم كانَت عمَّـتي لنا وَطنًـا..!
شَقيقة والِدي الوَحيدة، تلكَ المرأة القَرويَّـة الأميَّـة الأبِيَّـة، لطالما سمعْـتُها تَرجو الإله وتَدْعوه: \"اللهم عافِ أخي، وارزقه البُن والبَنين، وعِـزًّا لا يَميـل.\"
فاحَ شَذى العِطر فتأجَّـجَ الشَّـوق...
شَوق إلى ضَبـائر الرَّيحـان التي تزيّن بَيتها الرِّيفي الجميل..
إلى شُهور الصَّيف التي كنَّا نقضيها فرحًا/مَرحًا بين مَنازلِ الأهْلِ والأحْبابِ..
إلى أكاليلِ الرَّيحـانِ التي كانت تحملها هدَّيةً ثَمينَةً كلمَّا جاءَتْنا زائرَةٌ.
\"أهناكَ أجمل مِن (عِرْقِ) الرَّيحان في البَيتِ يا بُنيَّتي؟\"
تَلمَحُ لا مُبالاتي، فتُـتابِع:- انظري إلى أوراقِهِ وقد غطّاها زَغَبٌ ناعمٌ كغِلالَةٍ واقِيَة، وتأمَّلي أزهارَه كيف تآلفَت فتَعانَقَت ببياضِ النَّقاء، وحُمرة الحُبِّ؛ أمَّا رائحته فيكفي أنها عِطر لا يُـرَدّ.. سُبحانَ مَن أبدَعَـه!
اليَّـوم ـ يا عمَّـتي ـ فَهمـتُ، عرفـتُ، وأدركـتُ...
فَهمتُ بوحَكِ القَديم، وعرفتُ ما للرَّيحـانِ مِن أسْرارٍ في عَقيدتنا، وأدركتُ أن الفِطرة السَّويَّة نِعْمَة عَظيمة يَمنُّ الله بها على مَن يَشاءُ مِن عِبادِهِ..!
«مَنْ عُرِضَ عَلَيْهِ رَيْحَانٌ، فَلاَ يَرُدُّهُ. فَإِنَّهُ خَفِيفُ الْمَحْمِلِ طَيِّب الرِّيحِ.» - [صحيح مُسلم]
بهذا وصَّانا نبيُّ الأمَّـة ـ صَلى الله عليه وسلم ـ، فوَعَيْتِ وصِيَّته دون أن تَسْمَعيها، وأصبحَ الرَّيحان هدَّيتك الأثيرَة ، فمَنْ علَّمكِ يا حَبيبـة؟!
وها هو يُذْكرُ في القرآن الكريم مرَّتين، وما ذِكْر الشَّيء الطّّيِّب في القرآن إلا دليلٌ على حُظْـوَتِهِ.
قال تعالى: « وَالأَرْضَ وَضَعَهَا لِلْأَنَامِ * فِيهَا فَاكِهَةٌ وَالنَّخْلُ ذَاتُ الأَكْمَامِ * وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَالرَّيْحَانُ» - [الرحمن:12]
وقال تعالى: «فَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ * فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ» - [الواقعة:89]
\"إن الرُّوح ـ بضَمِّ الراء ـ : هي رُوح الإنسان.
والرَّيحان: هو الرَّيحان المعروف.
وقيل في معنى ذلك: أن أرواح المقرّبين تخرج مِن أبدانهم عند الموتِ برَيحان تشمّه.
وقيل: تخرج رُوحه في ريحانة.
وعن أبي العالية أنَّه قال: لم يكن أحد من المقرّبين يُفارق الدُّنيا، والمقرّبون السَّابقون، حتى يؤتى بغُصن من ريحان الجنَّـة فيشمّه، ثم يُقبض.\" - [تفسير الطبري]
عَرفوا الله جَلَّ جلاله، قَدَروه حَقَّ قَدْرِهِ، أخْلَصوا لهُ الدِّين، سارَعوا في الخيراتِ، أحـبُّوه حـبًّا لذاتِـه، لا يَتَفاوت بتَفاوتِ إحْسانهِ، فأشْرَقَت مِنهم القلوب، وكُرِّمَت الأرواح.
\" وقال عبد الله بن عمرو بن العاص: إذا تُوُفِّيَ المؤمن أرسلَ الله إليه مَلَكين، وأرسلَ معهما تُحْفة من الجنَّـة، فيقولان لها: اخرُجي أيتَّها النَّفسُ المطمئنَّةُ راضيةً مَرْضِيةً، ومَرْضِياً عنك، اخرجي إلى رَوْحٍ وريَحْان، ورَبٍّ راضٍ غيرِ غضبان، فتخرج كأطيبِ ريح المسكِ وَجَد أحَد من أنفه عَلى ظهر الأرض\" - [تفسير الطبري]
أيَـا \"عمَّتي\"...
هل كنتِ تَعلمينَ كلَّ هذا يومَ كنتِ تَبْذرينَه في أرضِكِ؟ وتَبْتهِج لِتَفَـتُّـحِهِ نفسكِ وعينكِ؛ أم أنَّها الفِطرة السَّـويَّـة التي فَطرَ الله النَّاس عليها..؟!
تَنَشَّـقْـتُ عبيـرَه ـ كما علَّمْـتِـني ـ حتى أحبَـبْـتُـهُ...
ولـمَّا أحبَـبْـتُـهُ زَرعتُه في أرضي، أسكـنْـتُـه زوايا مَنزلي، دَسَـسْتُ أزهـارَه وأوراقَـه العَطِـرَة تحت لحافي، بين ثِيابي، وفي حَقائبي المُسافِرة، وانْـتَـظـرت..!
هَلْ تـُرانا نَـلتقي؟
هُـنـــاكَ..
ساعَـة الرَّحيـل..
فتأتيني ذاتَ مَسـاء ، أو ربَّـما ذاتَ نَهـار، لتُـحـرِّرَ رُوحي ـ برِفْـقٍ ـ مِن أسْـرِها، فتَـصعدُ إلى خالِقهـا بأمـانٍ واطمِئنـان.
----------------------------------
[1] بيتٌ مِن قصيدة \"والحُسْنُ فيهِ مُعَانِقُ الأغصَانِ\" – للشاعرة الكريمة: صَـبَـا / وتُعرف أيضًا باسم: بُـرادة الألمـاس.
عمروعبده 24-02-2011, 03:23 PM مقامة نثر الفرائد في وصف موقع \" صيد الفوائد \"
دكتور / بدر عبد الحميد هميسه
أيها الأحبة الكرام ؛ أصحاب الهمم العظام , وأرباب أطايب الكلام , اعلموا أن موقعنا المحبوب \" صيد الفوائد \" الذي ينثر علينا كل يوم من الدرر والفرائد , ما تأنس إليه القلوب , ويرتاح إليه كل جليس وحبيب ؛ قد أصبح الآن من المواقع التي لها السبق والريادة , والتقدم والقيادة ؛ لما يحتوي عليه الموقع من قطوف وثمار يانعة , وبراهين وآيات ساطعة .
ففيه تتعرف على \" نبيك وحبيبك\" المصطفى المجتبى, صاحب النور والهدى. وتلتقي مع \" العلماء وطلبة العلم\", والحكماء وأصحاب الحلم. وتعيش مع \" أفكار دعوية \" تتخذ منها زاداً إلى مرضاة رب البرية . وهناك \" مكتبة صيد الفوائد \" وما أدراك ما مكتبة صيد الفوائد ؟ مكتبة تهديك دائماً كل جديد , وبها من الكتب كل طارف وتليد ,جمعت كنوز التراث , وهي لك ولذويك وأحبابك خير ميراث . ثم تنتقل إلى \" المكتبة الصوتية \" في واحة المسك والعنبر, والتي بها تلاوات ومحاضرات وقصائد وقصص وعبر. ثم \" الأنشطة الدعوية \" زاد الخير ومسابقات ودورات علمية . و\" زاد الداعية \" صاحب النفس المطمئنة الراضية . وهناك \" العروض الدعوية \" من عروض وتواقيع وفنون فلاشيه . وأما ما يخص النساء والداعيات فلهن في الموقع أوفى نصيب , من مسائل النساء و\" ملتقى الداعيات \" وما يخصهن من كل فريد وعجيب. ثم تأتيك \" الرسائل الدعوية \" وبها من الرقائق والدقائق الإيمانية . وهناك \" الفلاشات \" و\" القصص \" و\" المقالات \" و \" الفتاوى \" وبغية الطلب في \" واحة الأدب \" من قصائد وأدبيات ثم \" منوعات \" و \" مختارات \" . وفي \" الملل و النحل \" تجد الوصف الصادق للأمراض والعلل , وبيان للعقيدة السليمة , وتحذير من العقائد المنحرفة السقيمة. وأما \" الطبيب الداعية \" فله الأذن المنصتة الواعية .وإليك \" البحوث العلمية \" في التوحيد والتفسير وفي المسائل الفقهية والحديثية .وأما عن \" تربية الأبناء \" فطاول بها عنان السماء , فكل ما يخص المربين , والدعاة والمعلمين , تنهل منه نهل الظامئين المحبين . وفي \" جهاد المسلمين \" عبر ومواقف, لكل راصد ومحلل وواصف. ثم ما يخصص إمام المجددين \" محمد بن عبد الوهاب \" مما كتبه من مقال أو رسالة أو كتاب.
فما عليك – أيها الحبيب – إلا أن تدخل إلى هذا الموقع الفريد العجيب,فتنعم فيه بصيد اللؤلؤ الثمين , والدر المكنون , مما يعود عليك بالبر والخيرات , ويصفي عقيدتك من البدع والضلالات , والشبهات والجهالات .
قال الناظم :
يا من يريد العلم مؤصلا * * * إن غاب قبلك أو سلا
فعليك بموقع \" صيد الفوائد\" * * * ففيه الدرر الثمينة والفرائد
موقع له الريادة والسياده * * * يا سعده من جعله سبيله وزاده
عمروعبده 24-02-2011, 03:25 PM بيني و بينها
ابو ياسر المهاجر
هذه الليلة سأتجرأ
متحدياً
سأبدأ
سأحطم تلك القيود...
نعم ..و أيضاً....
سأتجاوز كل الحدود...
سأنفث همومي.....
سأتنفس.. صارخاً
أزفر شجوني.....
حان الوقت.....
لن أبالي باللوم.....
ويحي.....
ولا المقت
كلا.. لن أبالي.....
الليلة... اعلم..
آن وقت التعالي
لن اتردد.....
لا اريد.....
لا اشتهي.....
ان اتشدد
أُعلنها و بكل قوة سأتمرد
مضت شبيبتي..... خانعاً
تناقصت ايامي ... خاشعاً
اضمحلت زهرتي.....
لا...
بعد اليوم
لن تجري دمعتي
أعلنها و بكل قوة سأتمرد
في لذيذ المتع سأجول....
في مواخير الهوى سأصول
سأعوض ليالي الحرمان
سأتوقف...
عن الخذلان
أعلنها و بكل قوة سأتمرد
لن تخيفني الشروط.....
لن تعيقني حمر الخطوط
سأجيب كل داعي....
كل منادي....
لن ابالي...
حان وقت التمادي.....
بعد الليلة..
لن توقفني....
لن تقيدني...
يكفيني منك ما مضى...
يكفي عمري الذي انقضى...
أعلنها و بكل قوة سأتمرد
حرمتني- يا عنيد- اللذائذ...
تكلفتَ و تعنتَ....
اتعبتني الشدائد....
انهكني حر الصيام...
اتعبني برد القيام..
اه.. ويحك
حرمتني لذة المنام....
قتلت انطلاقي.....
و اعلنتَ بين الانام طلاقي...
أعلنها و بكل قوة سأتمرد
ارى اقراني متلذذين....
و جعلتني بحمقك....
من المنبوذين....
اراهم... يتلاعبون.....
يتغنون....بحريةٍ متراكضين...
و انا حبستني - يا عنيد-
مع زمرة الأِسفين...
ألا من فرصة...
ألا من فرجة....
يوم و يوم....
أقلها....
لتجتنب اللوم.....
أعلنها و بكل قوة سأتمرد
أنصت...
إني لك ناصحة...
لن اكون لسرك فاضحة...
أنصت...
في العالم أكثر...
من مسجدك... و صحبتك....
و حزين المنظر...
في الكون...
لذائذ...
حسناوات...
من كل لون...
أطلق لي العنان...
سأحيلُ حياتك...
نعيم...
بل جنان.......
أُعلنها و بكل قوة سأتمرد
مالك و انت في العشرين...
من نظرتي.. خلتك
كهل...
بل
من الهالكين...
ما بالك عن اقرانك انزويت...
و عن طبعهم تخليت...
بل...
عن مجالسهم انطويت...
قم... ففي الوقت متسع...
سنة او شهر...
و بعدالتوبة... حتما ستمتنع...
قم.... لا تكابر...
أمثالك ولوا...
في الزمان الغابر...
قم.. لا تمانع....
لا تتردد....
لا تكثر حوالك الموانع...
إعترف انك لما اقول
تشتهي
و للذتك سبيلا
تبتغي
فلم الممانعة؟؟
و لماذا العناد؟
كن كغيرك من جماهير العباد...
أُعلنها و بكل قوة سأتمرد
كلا...
لن اجيب...
اصمتي...
لن اخون
دعوة الحبيب..
كلا.. اني بك عارف...
سحقا...
اني لأمرك مخالف...
أبعد النور...
يا جاهلة...
تبتغين درب الشرور؟
أبعد التقوى...
تبتغين..يا خاطئة..
درب الهلكى ؟؟
أين انت من الصحب الكرام؟؟
ما زلوا...
ولا سلكوا درب الانعام...
سأرغمك....
و بالذكر الحكيم...
سألجمك...
غيره لك لن أرتضي....
و لن اسلك غير ... ا
لطريق السوي...
سأعتزل الليالي الحمراء...
سأحتسبها...
ليوم زلزلة الغبراء...
سأمتنع عن حرام اللذة...
و اكتفي....
بطلب الرحيم...
علني احظى بالمودة...
سأتقيد بهدي المصطفى...
ليوم الكوثر...
بالفائز يُحتفى...
سأحبسك من الهوى.....
لراحة كبرى.......
تحت الثرى....
أيا نفسي اعينيني....
لا تعيني الشيطان...
فتخذليني...
يا نفسي....
لصالح العمل ارشديني....
لا تعقيني...
و ليوم الفوز...
صبريني....
حوار دار بيني و بين نفسي فبُحت به اليكم احبتي...
عمروعبده 24-02-2011, 03:27 PM من أشعار الأسـرى والمسجونين
موسى بن سليمان السويداء
منذ بدأ الجهاد في سبيل الله , وهناك من يقع من المسلمين أسرى بيد الكفار , فإما انهم يقتلونهم شرَّ قِتلة , وإما انهم يذيقونهم أصناف العذاب والذل والإهانة , مع السجن الطويل في المعتقلات , فيتمنون الموت ولا يجدونه , ويتجرعون هم وأهاليهم مرارة الأسر والفراق , كما يحدث اليوم مع الكثير من المعتقلين في أراضي القتال والجهاد , كفلسطين وغيرها من البلدان الإسلامية المستباحة من قبل الكفار .
وهذا أيضاً ما صوره في شعره كُل من خُبيب بن عدي - رضي الله عنه -, والوزير الكاتب أبي بكر الأشبوني(1) , - كما سيأتي لاحقاً -.
ولذا كان الإمام أحمد بن حنبل الشيباني – رضي الله عنه – , يرى أن يقاتل المجاهد حتى الموت ( الشهادة ) ولا يستسلم للعدو , فيقول : ( ما يعجبني أن يَسْتأسِرُوا . وقال : يُقاتل أحب إلي .. الأسر شديد ولابد من الموت . وقال : يٌقاتل ولو أعطوه الأمان قد لا يفون )(2) .
ثم لا ننسى ألم ومعانات أهالي الأسرى- وخاصة الأمهات – , ومن ذلك ما رواه الواقدي في " فتوح الشام " عن قصة صابر بن أوس الذي أُسر في أحد المعارك , فكانت أمه مزروعة بنت عملوق الحُميرية – وهي من فصحاء زمانها - تندبه و تبكيه , وتقول :
أيا ولدي قد زاد قلبي تلهبا * * * وقد أحرقت مني الخدود المدامعُ
وقد أضرمت نار المصيبة شعلة * * * وقد حميت مني الحشا والأضالعُ
وأسأل عنك الركب كي يخبرونني * * * بحالك كيما تستكن المدامعُ
فلم يكن فيهم مخبر عنك صادقاً * * * ولا منهم من قال إنك راجعُ
فيا ولدي مذ غبت كدرت عيشتي * * * فقلبي مصدوع وطرفي دامعُ
وفكري مقسوم وعقلي مولهٌ * * * ودمعي مسفوح وداري بلاقعُ
فإن تك حياً صمت لله حجةً * * * وإن تكن الأخرى فما العبد صانعُ
بل قد يضطر البعض من الأسرى إلى إذلال أنفسه , فيلجئ إلى مدح رؤساء وكبار الكفار من أجل استعطافهم كي يخلوا سبيله ويطلقوا سراحه , كما حصل لعمر بن حسن النحوي الصقلي – رحمه الله – , الذي وقع أسيراً عند نصارى صقلية , فانشد أبياتاً يمدح بها ملك صقلية " رُجّار " لعله يُفرج عنه , يقول منها :
طلب السلوّ لو أن غير سُعاد * * * حلت سويداء قلبه وفـؤاده
ورجا زيارة طيفهـا في صدها * * * وغرامه يأبى لذيـذ رقـاده
والله لولا الملك رُجّارُ الذي * * * أهدى لحُبيّـه عظم وداده
ما عاف كأس المجد يوم فراقها * * * ورأى مُحيَّا المجد في ميلاده
فعلق أبو الحسن القِفطي – رحمه الله – على هذه الأبيات , قائلاً : " والله يغفر لهذا الشاعر في مدحه الملك الكافر , ولكنه معذور , إذ هو مأسور "(3) .
ومن أشعار الأسرى والمعتقلين من الصحابة , ما جاء في السيرة النبوية أن خُبيب بن عدي – رضي الله عنه - وقع في قبضة مشركي هذيل أسيراً , فلما اجتمعوا عليه وقربوه للقتل , طلب منهم أن يصلي ركعتين – وكان أول من سن الركعتين عند القتل – , ثم دعا عليهم , وقال : " اللهم أحصهم عددا واقتلهم بددا ولا تبق منهم أحدا ثم قال :
لقد أجمع الأحزاب حولي وألبوا * * * قبائلهم واستجمعوا كل مجمعِ
وكلهم مبدي العداوة جاهدٌ * * * علي لأني في وثاق بمضيعِ
وقد قربوا أبناءهم ونساءهم * * * وقربت من جذع طويل مُمنـع
إلى الله أشكو غربتي بعد كربتي * * * وما أرصد الأحزاب لي عند مصرعي
فذا العرش صبرني على ما يراد بي * * * فقد بضعوا لحمي وقد ياس مطمعي
وقد خيروني الكفر والموت دونهُ * * * فقد ذرفت عيناي من غير مجزعٍ
وما بي حذار الموت إني لميت * * * وإن إلى ربي إيابي ومرجعي
ولست أبالي حين أقتل مسلماً * * * على أي شق كان في الله مضجعي
وذلك في ذات الإله وإن يشأ * * * يبارك على أوصال شلوٍ ممزعِ
فلست بمبد للعدو تخشعاً * * * ولا جزعاً إني إلى الله مرجعي
فقال له أبو سفيان : أيسرك أن محمداً عندنا تُضرب عنقه وإنك في أهلك ؟ فقال : لا والله , ما يسرني أني في أهلي , وأن محمداً في مكانه الذي هو فيه تصيبه شوكةٌ تؤذيه "(4) .
ومن أشعار من وقع في الأسر أيضاً , قصيدة لأعشى همدان الذي كان ضمن من أغزاه الحجاج بن يوسف الثقفي بلاد الديلم , فقال يشكو حاله وشدة الكرب الذي أصابه في الأسر(5) :
أصبحت رهناً للعداة مكبّلاً * * * أمسي وأصبح في الأداهم أرسف
ولقـد أراني قبـل ذلك ناعماً * * * جذلان آبى أن أضام وآنف
واستنكرت ساقي والوثاق وساعدي * * * وأنا امرؤ بادي الأشاجع أعجف(6)
وأصابني قـوم وكنت أصيبهم * * * فالآن أصبر للزمان وأعرف
وإذا تصبك من الحوادث نكبة * * * فصبر لها فلعلّها تتكشّف
وأما أكثر من حفظ عنه الشعر في الأسر ، فهو أبو فراس الحمداني الذي أسرته الروم , فأنشد قصائد عدة سُميت بالروميات لكثرتها , ومن أجملها , وأشهرها قوله وقد سمع حمامة تنوح بقربه على شجرة عالية(7) :
أقول وقد ناحت بقربي حمامةٌ * * * أيا جارتي هل تشعرين بحالي
معاذ الهوى ما ذقت طارقة الهوى * * * ولا خطرت منك الهموم ببالِ
أتحمل محزون الفؤاد قوادمٌ * * * على غصن نائي المسافة عالي
أيا جارتا ما أنصف الدهر بيننا * * * تعالي أقاسمك الهموم تعالي
تعالي تَريْ روحاً لدي ضعيفةً * * * تردَّدُ في جسم يُعذب بالي
أيضحك مأسورٌ وتبكي طليقة * * * ويسكت محزون ويندب سالي
لقد كنتُ أولى منك بالدمع مقلةً * * * ولكنَّ دمعي في الحوادث غالي
ومن رومياته أيضاً من " يتيمة الدهر " للثعالبي :
أراك عصي الدَّمع شيمتك الصبرُ * * * أما للهوى نهيٌ عليك ولا أمرُ
بلى أنا مشتاق وعندي لوعةٌ * * * ولكن مثلي لا يذاع له سرُ
إذا الليل أضوى بي بسطت يد الرجا * * * وأذللت دمعاً من خلائقه الكبرُ
تكاد تضيء النار بين جوانحي * * * إذا هي أذكتها الصبابة والفِكرُ
وللوزير الكاتب أبي بكر محمد بن سوار الأشبوني الأندلسي , - الأنف الذكر – قصيدة طويلة ومعبرة , قالها وهو أسير في مدينة قورية(8)، يصف بها كيفية القبض عليه حينما هجم عليهم النصارى بالأندلس(9), منها قوله :
ولما بدا وجه الصباح تطلعت * * * خيولٌ من الوادي محجلةٌ غرُ
فقلت لهم : خيل النصارى فشمَّروا * * * إليها وكروا هاهنا يحسن الكرُّ
وكانت حميّا النوم قد صرعتهم * * * ففُلُّوا ولوا مدبرين وما فرّوا
وأفردت سهماً واحداً في كنانة * * * من الحرب لا يُخشى على مثله الكسرُ
وكنت عهدت الحرب مكراً وخدعةً * * * ولكن من المقدور ما لامرئ مكرُ
فطاعنتُهم حتى تحطّمت القنا * * * وضاربتهم حتى تكسرت البُتر
وأضـرِّج أثوابي دماً وثيابهُم * * * كأنّ الذي بينـي وبينهـم عطـرُ
وأحدق بي والموت يكشر نابه * * * ومنظره جهـمٌ وناظره شزرُ
فأعطيتها وهي الدنية صاغراً * * * وقد كان لي في الموت لو يدني عذرُ
فطاروا وصاروا بي إلى مستقرهم * * * يصاحبنـي ذلٌ ويصحبهم فخرُ
ونختم ببيتين لعبد الله بن إبراهيم بن مثنى الطوسي المعروف بابن المؤدب ، المأسور بصقلية(10) :
لا يذكر الله قومـاً * * * حللت فيهم بخيـرِ
جاهدت بالسيف جهدي * * * حتى أُسرت وغيري
----------------------------------------
1/ نسيتاً إلى مدينة أشبونة , أو الأشبونة وتسمى أيضاَ لشبونة ، وهي مدينة أندلسية على ضفاف البحر , قريبة من شنترين يُنسب إليها بعض العلماء والفضلاء منهم : عبد الرحمن بن عبيد الله الأشبوني أحد طلاب الإمام مالك . آثار البلاد للقزويني , ومعجم البلدان للحموي , وتاريخ العلماء والرواة للفرضي .
2/ الإقناع لطالب الانتفاع , شرف الدين موسى بن أحمد الحجاوي , ج2ص71 , دار هجر , الرياض .
3/ إنباه الرواة على أنباه النحاة , جمال الدين علي بن حسن القفطي ج2ص328 , دار الفكر العربي , القاهرة .
4/ زاد المعاد في هدي خير العباد , شمس الدين محمد بن أبي بكر الزرعي المعروف بابن القيم الجوزية , ج3ص245 , مؤسسة الرسالة , بيروت .
5/ الفرج بعد الشدة , أبي علي التنوخي ، ج2ص122 , دار صادر , بيروت .
6/ قال محقق الكتاب : الأشجع : عرق ظاهر الكف , والأعجف : الهزيل .
7/ وفيات الأعيان , أحمد بن محمد ابن خلكان ، ج2ص58، دار صادر , بيروت .
8/ قُورِيةُ : مدينة من نواحي ماردة بالأندلس كانت للمسلمين , وهي النصف بينها وبين سمُّورة مدينة الافرنج . معجم البلدان , ياقوت الحموي .
9/ الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة ، علي بن بسام الشنتريني ، القسم الثاني المجلد الثاني ، ص811 ، دار الثقافة , بيروت .
10/ فوت الوفيات والذيل عليها , محمد بن شاكر الكتبي , ج2ص154 , دار صادر , بيروت .
عمروعبده 24-02-2011, 03:28 PM العربية المعطاء
(مسرحية مدرسية قصيرة)
ريان الشققي
ثمانية فتيات في صفين، الصف الأول أربع فتيات متباعدات قليلا وخلفهن أربع فتيات بحيث يرى الجمهور جميع الفتيات.
تقف الفتيات ناظرات إلى الجمهور وكل واحدة تقول جملة كما يلي وهي ترفع يدها اليمنى قليلا نحو الجمهور.
تقول الفتاة الأولى من الصف الأول من الطرف الأيسر (وهو الطرف الأيمن بالنسبة للجمهور):
نحن اللغة العربية المعطاء
الثانية:
لغة القرآن الكريم الذي أنزله الله سبحانه على محمد صلى الله عليه وسلم
الثالثة:
نعم إنها اللغة المعطاء، لغة التراث ولغة الآباء والأجداد
الرابعة:
إنها لغة أهل الجنة كما قال صلى الله عليه وسلم. فهي اللغة الخالدة إذن.
ثم تتقدم الفتيات من الصف الثاني من خلال الصف الأول وتبدأ الفتاة الخامسة بالقول:
واللغة العربية غلبت جميع لغات الأرض باشتقاقاتها.
السادسة:
واللغة العربية هي لغة العلم الكبير والأدب الرفيع.
السابعة:
هي المَعين الدفّاق، ليتنا نعطيها حقها من الرعاية والاهتمام.
الثامنة:
فلنحافظ عليها، إنها الهوية ، إنها اللغة العربية العظيمة.
يتم إعادة الصفوف بحيث تقف ست فتيات في الخلف صفاً واحدا ثم تتقدم فتاتان إلى الصف الأول وتبدأ محادثة بينهما (يتم اختيار اسمين مناسبين وقد تم اختيار عائشة وزينب ثم أمينة ونور في هذا الحوار):
زينب: ألا تعلمين يا عائشة أن لغتنا الواسعة الجميلة تستوعب جميع العلوم على وجه الأرض
عائشة: نعم يا زينب فهي لغة الجمال ولغة العلم والأدب
زينب: كتب فيها الشعراء أجمل الأشعار
عائشة: والأدباء أبدعوا أجمل النصوص الأدبية
ثم تتأخر الفتاتان إلى الصف الخلفي وتتقدم فتاتان أخريان وتكملان الحديث:
أمينة: لغتنا واسعة وقديرة، انظروا إلى جميع العلوم النظرية والتطبيقية.
نور: هي هويتنا وثقافتنا العصماء
أمينة: ولكن للأسف نحن مقصرون بحق لغتنا الجميلة
نور: هذا صحيح يا أمينة، يجب أن نعطيها حقها
جميع الفتيات مع بعض: إنها اللغة العربية المعطاء
ثم يعاد ترتيب الصفوف بحيث تقف الفتيات بشكل مثلث خفيف ، اثنتان في الأمام وثلاثة فتيات من كل طرف بشكل مائل إلى الخلف قليلا، وينشد الجميع (يمكن أن يكون النشيد مسجل مسبقا بصوت الفتيات ويتم وضعه على السماعات والفتيات ينشدن مع التسجيل، وهذا خيار فقط):
نور الحياة غـلالة عربية --- ولسانها بالضاد يصدع أنورا
عربية أفـلاكها موّارة --- وحروفها كمنارةٍ فوق الثرى
كلماتها في النفس لمعة فرقدٍ --- فلمَ التخاذل نحوها ، أفلا نرى!
لغة تصيح على المدى فكأنها --- جسد يئن من الجروح وما جرى
نحن الحماة لأرضنا وتراثنا --- ما زال نهر في الحياة وما سرى
لغة القرون بأمسنا أو في غـدٍ --- قرآننا شمس يضيء على الورى
نور الحياة غـلالة عربية --- ولسانها بالضاد يصدع أنورا
عمروعبده 24-02-2011, 04:32 PM مختارات من الأدب الصغير والأدب الكبير
لابن المقفع (106-142 هـ)
محمد بن عبد العزيز المسعد
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده ، وصلاةً وسلاماً على من لا نبي بعده ،
فلمّا كان الأدبُ كنزُ العلوم، ومجمعُ الآداب، فقد اهتمّ به المتقدمون وتبعهم على ذلك المتأخرون، ولعل من أوائل أولئك الذين اهتموا بجمع كلامِ الناسِ المحفوظ؛ الذي فيه عونٌ على عمارة القلوبِ ودليلٌ على محامدِ الأمور ومكارمِ الأخلاق "عبد الله بن المقفع" الذي قال عنه الإمام الذهبي رحمه الله "أحد البلغاء والفصحاء ورأس الكتّاب وأولي الإنشاء" ،
وكتابه الموسوم بـ "الأدب الصغير والأدب الكبير" قد حوى قدراً كبيراً من تلك الدررِ والفوائدِ من كلامِ الفضلاء ، بسبكٍ راقيٍ واسلوبٍ أدبي رفيع .
ومشاركةً في الفائدة ونشراً للخير فهذه ورقاتٌ حوت مختاراتٍ من هذا الكتاب ، لنا فيها إشاراتٌ نطبقها على واقعنا الدعوي المعاش وعلى حياتنا اليومية ، ليس لي فيها سوى الاصطفاء والانتقاء ثم العنونة لكل مقطعٍ بما يسنحُ في الذهنِ من فهم، وإن أضفتُ شيئاً من عندي "وهو قليل" ؛ فقد جعلته بين معقوفتين [] .
قال ابن المقفع: أما بعد، فإن لكل مخلوقٍ حاجةً، ولكل حاجةٍ غايةً، ولكل غاية سبيلاً.
والله وقّت للأمُور أقدارها، وهيأ إلى الغايات سبلها، وسبّبَ الحاجات ببلاغها.
فغايةُ الناسِ وحاجاتهم صلاحُ المعاشِ والمعاد، والسبيل إلى دَرْكها العقل الصحيح. وأمارةُ صحةِ العقلِ اختيارُ الأمورِ بالبصرِ، وتنفيذُ البصرِ بالعزمِ .
الأدب ينمي العقول
وللعقولِ سجياتٌ وغرائزُ بها تَقبَلُ الأدب، وبالأدبِ تنمى العقولُ وتزكو.
فليعلمِ الكُتّاب
فليعلمِ [الكتّاب والأدباء] والواصفونَ أن أحدهم، وإن أحسن وأبلغ، ليس زائداً على أن يكون كصاحب فصوص وجد ياقوتاً وزبرجداً ومرجاناً، فنظمه قلائد وسموطاً وأكاليل، ووضع كل فص موضعهُ، وجمعَ إلى كل لونٍ شبهه وما يزيدهُ بذلك حسناً، فسمي بذلك صانعاً رفيقاً ...
فمن جرى على لسانه كلامٌ يستحسنهُ أو يُستحسنُ منهُ، فلا يُعجبنّ إعجاب المخترع المبتدعِ، فإنه إنما اجتناهُ كما وصفنا .
أين أنت ؟
الواصفون أكثرُ من العارفين، والعارفون أكثرُ من الفاعلينَ ، فلينظرُ امرؤ أين يضعُ نفسه .
تعلّم الاقتداء !
إن من أُعين على حفظِ كلامِ المصيبين، وهدي للإقتداء بالصالحين، ووفّق للأخذِ عنِ الحكماء، ولا عليهِ أن لا يزداد، فقد بلغ الغاية .
اشدد على نفسك !
وعلى العاقل مخاصمةُ نفسه ومحاسبتُها والقضاءُ عليها والإثابةُ والتنكيلُ بها .
اختر بيئتك !
زعم بعضُ الأولينَ أن صُحبةَ بليدٍ نشأ مع العلماء أحب إليهم من صحبةِ لبيبٍ نشأ مع الجهال .
ساعةٌ وساعة !
إنّ استجمامَ القلوبِ وتوديعها زيادةُ قوةٍ لها وفضل بُلغةٍ .
علّم نفسك قبل تعليم غيرك !
من نصّبَ نفسهُ للناسِ إماماً في الدينِ، فعليه أن يبدأ بتعليم نفسه وتقويمها في السيرة والطعمةِ والرأي واللفظ والأخدانِ، فيكن تعليمهُ بسيرته أبلغَ من تعليمه بلسانهِ .
لذوي الأفهام !
فأما التخيّرُ للعمالِ [والقادة] فإنهُ نظامُ الأمرِ ووضعُ المؤونةِ .
فإنهُ عسى أن يكونَ بتخيرهِ رجلاً واحداً قدٍ اختار ألفاً. لأنهُ من كان من العُمالِ خياراً فسيختارُ كما اختيرَ. ولعل عُمالَ العاملِ وعمالَ عُمالهِ يبلغونَ عدداً كثيراً، فمن تبين التخيرَ فقد أخذ بسببٍ وثيقٍ، ومن أسس أمرهُ على غيرِ ذلك لم يجدِ لبنائه قواماً .
همتك !
وفي بُعدِ الهمةِ يكونُ النصب .
قَدَرُ الله آت !
الدنيا دولٌ، فما كان لك منها أتاكَ على ضعفكَ، وما كان عليك لم تدفعهُ بقُوتكَ .
كلامُ اللبيبِ ولقاءُ الإخوان
كلامُ اللبيبِ، وإن كان نزراً، أدبٌ عظيمٌ ... ولقاءُ الإخوانِ، وإن كان يسيراً، غُنم حسنٌ .
فقه الواقع !
يدلُ على علمِ العالمِ معرفتهُ ما يدركُ من الأمورِ وإمساكه عما لا يدركُ ... ومعرفتهُ زمانهُ الذي هو فيه، وبصرهُ بالناسِ .
كمال العلم
ومن العلمِ أن تعلمَ أنك لا تعلمُ بما لا تعلمُ .
اتبعَ الهوى ثم جحدَ ثم احتجَّ له !!؟
رأسُ الذنوبِ الكذبُ: هو يؤسسُها وهو يتفقدها ويثبتها.
ويتلونُ ثلاثة ألوانٍ: بالأمنيةِ، والجحودِ، والجدلِ، يبدو لصاحبهِ بالأمنية الكاذبة فيما يزينُ لهُ من الشهواتِ فيشجعهُ عليها بأن ذلك سيخفى. فإذا ظهر عليه قابلهُ بالجحودِ والمكابرةِ، فإن أعياهُ ذلك ختم بالجدلِ، فخاصم عن الباطل ووضع لهُ الحجج، والتمس به التثبت وكابر بهِ الحق حتى يكون مسارعاً [للترخص ثم المعصية] .
محكُّ الرجال
كان يقالُ: الرجالُ أربعةٌ: اثنان تختبرُ ما عندهما بالتجربةِ، واثنان قد كُفيت تجربتهما.
فأما اللذانِ تحتاجُ إلى تجربتهما، فإن أحدهما برٌّ كان مع أبرارٍ، والآخر فاجرٌ كان مع فُجّارٍ، فإنك لا تدري لعل البر منهما إذا خالط الفُجّارَ أن يتبدل فيصير فاجراً، ولعل الفاجر منهما إذا خالط الأبرار أن يتبدل براً، فيتبدلُ البر فاجراً، والفاجر براً.
وأما اللذان قد كفيتَ تجربتهما وتبين لك ضوءُ أمرهما، فإن أحدهما فاجرٌ كان في أبرارٍ، والآخر بر كان في فُجّارٍ .
عقلان
لا عقل لمن أغفلهُ عن آخرتهِ ما يجدُ من لذةِ دنياهُ، وليس من العقلِ أن يحرمهُ حظهُ من الدنيا بصرهُ بزوالها .
سخافةُ المتكلم
من الدليلِ على سخافةِ المتكلمِ أن يكون ما يُرى من ضحكه ليس على حسبِ ما عندهُ من القولِ، أو الرجلُ يكلّمُ صاحبهُ فيُجاذبهُ الكلام ليكونَ هو المتكلم، أو يتمنى أن يكون صاحبهُ قد فرغَ وأنصت لهُ فإذا نصتَ لهُ لم يحسنِ الكلامَ .
لا تحرص
لا يطمعنَ الخِبُّ في كثرة الصديق ... ولا الحريصُ في الإخوانِ .
بين العاجزِ والحازم
السببُ الذي يُدركُ به العاجزُ حاجتهُ هو الذي يحولُ بين الحازمِ وبين طَلِبتهِ .
الفقرُ بليّة
الفقرُ داعيةٌ إلى صاحبهِ مقتَ الناسِ ... وليس من خلةٍ هي للغني مدحٌ إلا هي للفقيرِ عيبٌ، فإن كانَ شجاعاً سمي أهوج، وإن كانَ جواداً سمي مفسداً، وإن كان حليماً سمي ضعيفاً، وإن كان وقوراً سمي مفسداً، وإن كان حليماً سمي ضعيفاً، وإن كان وقوراً سمي بليداً، وإن كان لسناً سمي مهذاراً، وإن كان صموتاً سمي عيياً .
فقدُ الإخوان غمّ
وليس من الدنيا سرورٌ يعدلُ صحبةَ الإخوانِ، ولا فيها غمٌّ يعدلُ غمَّ فقدهم .
أخوّة أصيلة
ومن المعونة على تسليةِ الهمومِ وسكونِ النفسِ لقاءُ الأخِ أخاهُ، وإفضاءُ كل واحدٍ منهما إلى صاحبهِ ببثهِ.
وإذا فُرّق بين الأليفِ وأليفهِ فقد سُلبَ قرارهُ وحُرمَ سرورهُ .
لا تخذّل .. إذا انطلقت الفكرة !
وأصلُ الأمر في البأسِ والشجاعةِ ألا تُحدّثَ نفسك بالإدبارِ، وأصحابكَ مقبلونَ على عدوهم.
ثم إن قدرت على أن تكونَ أولَ حاملٍ وآخرَ منصرفٍ، من غير تضييعٍ للحذرِ فهو أفضلُ .
للقادة .!
ليعرفِ الناسُ، في ما يعرفونَ من أخلاقك، أنك لا تُعاجلُ بالثوابِ ولا بالعقابِ، فإن ذلك أدومُ لخوفِ الخائفِ ورجاء الراجي.
طوّر من تحت يدك .!
إذا كنت إنما تضبطُ أمورك وتصولُ على عدوكَ بقومٍ لست منهم على ثقةٍ من دينٍ ولا رأي ولا حفاظٍ من نيةٍ فلا تنفعنّكَ نافعةٌ حتى تحوّلهم إن استطعتَ إلى الرأي والأدبِ الذي بمثلهِ تكون الثقة.
لا تحلف .!
إنما يحملُ الرجلَ على كثر الحلفِ إحدى هذه الخصال :
إما مهانةٌ يجدها في نفسه، وضرعٌ وحاجةٌ إلى تصديقِ الناسِ إياهُ.
وإما عيٌّ بالكلامِ، فيجعل الأيمان لهُ حشواً ووصلاً .
وإما عبثٌ بالقولِ وإرسالٌ للسانِ على غيرِ رويةٍ ولا حسنِ تقديرٍ .
درسٌ في الإدارة .!
لا عيبَ على [القائد] ، إذا تعهّد الجسيمَ من أمرهِ بنفسهِ، وأحكمَ المهم، وفوّض ما دون ذلك إلى الكُفاةِ .
عند طرح الآراء .!
إذا أردت أن يُقبلَ قولكَ فصحّح رأيكَ ولا تشوبنّهُ بشيءٍ من الهوى، فإن الرأي الصحيحَ يقبلهُ منكّ العدو، والهوى يردهُ عليكَ الولدُ والصديقُ .
أخوّة الروح
ابذل لصديقكَ دمكَ ومالك، ولعدوك عدلكَ وإنصافكَ، واضنن بدينكَ وعرضكَ على كل أحدٍ.
لا تنتحل رأي غيرك
إن سمعت من صاحبكَ كلاماً أو رأيتَ منهُ رأياً يعجبُكَ فلا تنتحلهُ تزيناً به عند الناسِ، [ولكن انسبه إلى صاحبه] .
فإن بلغَ بك ذلكَ أن تشيرَ برأي الرجلِ وتتكلمَ بكلامهِ وهو يسمعُ جمعتَ مع الظلمِ قلةَ الحياء .
تمامُ الأخوة
ومن تمام حسنِ الخلقِ والأدبِ أن تجودَ نفسكَ لأخيكَ بما انتحل من كلامك ورأيكَ، وتنسبَ إليه رأيهُ وكلامهُ، وتُزيّنهُ مع ذلك ما استطعتَ .
لا تأتي بالعيد .!
واستحي الحياءَ كلهُ من أن تخبرَ صاحبكَ أنكَ عالمٌ وأنهُ جاهلٌ: مصرحاً أو معرضاً .
أخوّتك الخاصة لا تنقطع أبداً !
اجعل غاية تشبّثكَ في مؤاخاةِ من تؤاخي ومواصلةِ من تواصلُ توطينَ نفسكَ على أنه لا سبيل لكَ إلى قطيعةِ أخيكَ، وإن ظهرَ لكَ منهُ ما تكرهُ، فإنهُ ليس كالمملوكِ تعتقهُ متى شئتَ ! أو كالمرأة التي تُطلقها إذا شئتَ ! ولكنهُ عرضكَ ومروءتكَ ، فإنما مروءةُ الرجلِ إخوانهُ وأخدانهُ .
لا تفلّها مع الناس .. !
البس للناسِ لباسينِ ليس للعاقلِ بدٌّ منهما، ولا عيشَ ولا مروءةَ إلا بهما :
لباسَ انقباضٍ واحتجازٍ من الناسِ، تلبسهُ للعامةِ فلا يلقونكَ إلا متحفظاً متشدداً متحرزاً مستعداً.
ولباسَ انبساطٍ واستئناسٍ، تلبسهُ للخاصةِ الثقاتِ من أصدقائك فتلقاهمُ بذاتِ صدركَ وتفضي إليهم بمصونِ حديثكَ وتضعُ عنكَ مؤونةَ الحذرِ والتحفظِ في ما بينكَ وبينهم.
ليس الصبرُ صبرَ الحمير !
ليس الصبرُ الممدوحُ بأن يكون جِلدُ الرجلِ وقَاحاً على الضربِ، أو رجلهُ قويةً على المشي، أو يدهُ قويةً على العملِ. فإنما هذا من صفاتِ الحميرِ.
ولكن الصبرَ الممدوحَ أن يكونَ للنفسِ غلوباً، وللأمورِ محتملاً، وفي الضراء متجمّلاً، و لنفسهِ عند الرأي والحفاظِ مرتبطاً وللحزمِ مؤثِراً، وللهوى تاركاً، وللمشقةِ التي يرجو حسن عاقبتها مستخفّاً، وعلى مجاهدةِ الأهواء والشهواتِ مواظباً، ولبصيرتهِ بعزمهِ منفّذاً.
لا تُشهر العداوة !
يكن مما تنظرُ فيه من أمرِ عدوكَ وحاسدكَ أن تعلمَ أنهُ لا ينفعكَ أن تخبر عدوكَ وحاسدكَ أنكَ لهُ عدو، فتنذرهُ بنفسك وتؤذنهُ بحربكَ قبل الإعداد والفرصةِ، فتحملهُ على التسلحِ لكَ، وتوقدَ نارهُ عليكَ.
اعدل في عداوتك !
إن كنتَ مكافئاً بالعداوةِ والضررِ فإياكَ أن تكافئ عداوةَ السرِ بعداوةِ العلانية، وعداوةَ الخاصةِ بعداوةِ العامةِ، فإن ذلك هو الظلمُ.
[وأعظمَ من ذلك قوله تعالى (ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عدواة كأنه وليّ حميم)]
احذر فضولَ النظر !
اعلم أن من أوقعِ الأمورِ في الدينِ وأنهكها للجسدِ وأتلفها للمالِ وأقتلها للعقلِ وأزراها للمروءةِ وأسرعها في ذهابِ الجلالةِ والوقارِ الغرامِ بالنساء.
حُمقٌ وشقاءٌ وسَفَه . !
ومن العجبِ أن الرجلُ الذي لا بأس بلبهِ ورأيهِ يرى المرأةَ من بعيدٍ متلفقةً في ثيابها، فيصوّر [الشيطان] لها في قلبهِ الحسن والجمالَ حتى تعلقَ بها نفسهُ من غير رؤيةٍ ولا خبرِ مخبر ! ثم لعلهُ يهجمُ منها على أقبحِ القبحِ وأدمّ الدمامةِ، فلا يعظهُ ذلكَ ولا يقطعهُ عن أمثالها. ولا يزالُ مشغوفاً بما لم يذق، حتى لو لم يبقَ في الأرضِ غيرُ امرأةٍ واحدةٍ، لظن أن لها شأناً غير شأنِ ما ذاقَ، وهذا هو الحمقُ والشقاء والسفهُ.
إذا ازدادت التكاليف !
إذا تراكمت عليكَ الأعمالُ فلا تلتمسِ الروحَ [الاستراحة] في مدافعتها بالروغانِ منها. فإنهُ لا راحة لكَ إلا في إصدارها، وإن الصبر عليها هو الذي يخففها عنكَ، والضجر هو الذي يُراكمُها عليكَ.
الدنيا متقلّبةٌ فلا تضْمن !
واعلم أن المستشار ليس بكفيلٍ، وأن الرأي ليس بمضمونٍ. بل الرأيُ كلهُ غررٌ، لأن أمورَ الدنيا ليس شيءٌ منها بثقةٍ، ولأنه ليس من أمرها شيءٌ يدركهُ الحازمُ إلا وقد يدركهُ العاجزُ. بل ربما أعيا الحَزَمَةَ ما أمكنَ العَجَزَةَ. فإذا أشارَ عليكَ صاحبكَ برأي، ثم لم تجد عاقبتهُ على ما كنتَ تأملُ فلا تجعل ذلك عليهِ ذنباً، ولا تلزمهُ لوماً وعذلا .
تم ولله الحمد
عمروعبده 24-02-2011, 08:21 PM لتكونَ لِمَن خلْفَكَ آيهْ
شعر عبد الرحمن بن صالح العشماوي
الرياض الازدهار 8/3/1432هـ
لِلنَّاسِ مَعَ الظُّــــــلْمِ حِكَايَهْ --- وَبِـــــدَايَةُ سَــــــرْدٍ ونِهَــــــــايَهْ
يبْـــــدَؤُها الظَّـــــــالِمُ مُنْطَلِقاً --- لِيُحَقِّــــقَ بالظُّــــــلْمِ الغَـــــايَهْ
وَ الجَـــــوْقَــةُ تَجْــــعلُهُ رَمْــــزاً --- لِلــــــنَّاسِ ونِبْــــرَاسَ رِعَايَـــــهْ
تَمْنَــــــحُهُ أَوْصــــــافَ رَشــــــادٍ --- وَ الظَّالِمُ عنْـــــــوانُ غِـــــوَايَهْ
وَ يَظـــلُّ الظَّـــالِــــمُ مُنْـــتَفِخاً --- وَ يُكَــــوِّنُ أجْـــــــهِزَةَ حِمَايهْ
أجْــــــــهِــزةٌ تَجْـــــعَلُ دَوْلَـــــتهُ --- بالسَّطـــــوَةِ مــــيْدانَ رِمَـــــايَهْ
" بَلْطَـــجَةُ " لا تَعْرِفُ وَعْــــياً --- أَوْ تَـــــرْوِي لِلخَــــــيرِ رِوَايَـــــــهْ
وَ الظَّـــــــــالِمُ يَرْفَــــعُ رَايَــــتَهُ --- وَ الأمَّــــةُ تَحْــــتَــقِرُ الرَّايَـــــهْ
لكِنَّ الظَــــــــــــالِمَ يَتَــــعَالى --- يعْـــزِفُ في سَكْرَتِهِ " نايهْ "
وَ يَظَـــــلُّ صَـــرِيعَ تَخَـــــــبُّطِهِ --- تُسْـــــــــكِرُهُ أبــواقَ دِعَــــايَهْ
تُنْـــسِيهِ السَّـــكْرَةُ خَـــــالِقَهُ --- تُفْــــــقِدُهُ عَقْــــــلاً وَ دِرَايَــــــهْ
فَــــتَجيءُ الضَّـــــرْبَةُ تجْـــعَلُهُ --- يَتَــــرَنَّحُ مِنْ غَــــــيرِ عِـــــنَايَهْ
وَ الكَـــــونُ يُــــــرَتِّلُ قُـــــرآناً --- يَمْنَــــــحُنا نُــــــوراً وَهِدَايَــــــهْ
( فَاليَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدْنِكْ --- لِتَكُونَ لِمَـــنْ خَلْفَكَ آيَهْ )
عمروعبده 24-02-2011, 08:22 PM فـَهـِمْتـُكـُمْ
شعر عبد الرحمن بن صالح العشماوي
الرياض الازدهار 23/2/432هـ
فهمْـــــــــتُكمْ بعدَ أعـــــــوامٍ وأعْــــــوامِ --- الآنَ أدْركتُ ،تفــــريـطِي وإِجْـــــرامي
الآنَ أدْركتُ معـــــنى أنَّكــــــــــــم بشرٌ --- لكمْ حقـــوقٌ ، ولســــتُم محــــضَ أنعامِ
فهمـــــتكم يا بَني شعـــبي وقـــــــدْ لعِبتْ --- بكُمْ جنــــــودي وقـــــــــوَّاتي وأَزْلامـي
نعم ، ملأْتُ سجــــــوني من أكَارِمــــــكمْ --- وكَانَ تعـــــذيبُــــهم رمْــــزاً لإقْـدامي
حكمتُ بالسِّجــــــنِ تأبيـــــــداً لطائــــفةٍ --- أَصْلَيْـــتُها في سجـــــــوني نـــــارَ آلامِ
ولَمْ تَـــدَعْ سَــــعْيَــــها للدِّيــــنِ طائـــفةٌ --- أُخـــــرى ، فأصْـــدَرْتُ فيها حُكمَ إعْدامِ
جَعَـــلْتُ أرضكُم الخضـــراءَ مُعْــتَـــقَلاً --- حقَّــــقتُ فـــــــــيهِ بسيفِ الظُّلْمِ أحلامي
أطْــــلَقْتُ فيـــكم على ظُـــــلْمٍ جَلاَوِزَتي --- ما بــــــــينَ لصٍّ وكـــــــــذَّابٍ ونــــمَّامِ
نعمْ ، جَعَلْـــتُ بيـــــوتَ اللهِ خــــــــاوِيةً --- مِـنْ كُـــــــلِّ داعٍ وصــــــوَّامٍ وقــــــوَّامِ
حتى الأذانُ تــــوارى عـــن مآذِنِـــــــكم --- وعن وســائل إعــــــلاني وإعـــــلامي
أمَّا حجابُ العذارى فهـــــو مُعْـــــضِلةٌ --- حَاربْتُــــها بإهـــانــــــاتي وإرْغـــــامي
نَعَــم ، جعلتُ منَ الطُّغــــــيانِ لافِـــــتةً --- فـــــيها معَـــالِمُ مِنْ قَــــسْـري وإلْزامي
لكِنَّني الآنَ يا شعــــبي وقــــــد سَلَـــفَتْ --- أيَّامــــــــــــكم بمآســــــــيها وأيَّـــــامي
أقولُـــها ، ونجـــومُ الليــــــلِ تَشْهَدُ لي : --- فهِــــــمْتُكم ، وإليكم فـــــضْلُ إفْــهامِي
فهِـمْتُــــكم ، فلــــقدْ صرْتم عَــــــمَالِقـةً --- وكُنتُ أبـــــصرُ فيكم شــــكلَ أقْـــــزامِ
فهـــمتها الآنَ ، إنِّي قـــدْ ظَـلَمْتُ ، ولـمْ --- أرْحـم فــــــــقيراً ، ولمْ أَلْطُفْ بأيْـــــتامِ
ولمْ أقــــــدِّمْ طـــــعاماً للجـــــياعِ ، ولم --- أقــــــــدِّمْ المــــــاءَ للمُسْــــتَنجدِ الظَّامي
ولمْ أقـــــــــدِّمْ ثيــــــاباً للعُــــــراةِ ، ولم --- أمنح تلاميــــــذكم حِــــــبراً لأقـــــــلامِ
فهِمْتُكمْ ، فافْهَـموني ، وافْهموا لُغـــــتي --- وقابـــــلوا لُؤمَ أخــــلاقي بإكــــــــــرامِ
إنّي سأفتَـــــــحُ أبـــــوابَ العــطاءِ لكـم --- وســوفَ أُصـــــــدِرُ للإصلاحِ أحكامي
هــيَّا ، ضعوا في يدَيْ أيـــديْ تعاونُكــم --- يـــا أخـــوتي وبني عــــــمِّي وأرْحامي
إنِّي صحوتُ على نورِ الصَّباحِ ، وقــدْ --- طـــوَيتُ عِقْـــــدَينِ في ظُلْمٍ وإظـــــلامِ
فهمتكم ، أيُّــها الشعــبُ الذي دعَسَـــتْ --- أحلامَه في طــريقِ الجَــــوْرِ أقــــدامي
الآن أدْركـــتُ أنِّي كـــنتُ في نفـــــــقٍ --- منْ غفْــــلَـــتي وضــلالاتي وآثــــــامي
*** *** **
أَنْهى الحـــــديثَ ، ولمْ يفـطن لخطبـــتهِ --- إلاَّ الصَّــدى و الّلَظى في قَـــلْبِه الدَّامي
وجَلْجَــــــــلَتْ صرْخةُ المستـهزئينَ بهِ : --- فــــــاتَ الأوانُ ، فلا تركن لأوهــــــامِ
نســـــيْتَ أنَّ لنــــا ربًّــــــا نلــــوذُ بـــهِ --- إذا تَـــــــطَاوَلَ فـينا جَـــــــورُ حُــــكَّامِ
عمروعبده 24-02-2011, 08:23 PM (منتدى جدة) (خديجة رضي الله عنها)
د حمزة بن فايع الفتحي
بسم الله الرحمن الرحيم
خابت دعاويكم وخابَ المنتدى
يا زمرةً تهوى العدو وما هَوَى
تبغي الفساد بديننا وبلادنا
وتُهيجُ منكرها المشين وما احتوى
زمرٌ لها شوق الغرام وخطةٌ
سوداءُ قد شقيت بفكرٍ قد هوى
ينحونَ للغرب المَعيب وفعلةٍ
تبري النساءَ وقد عراها المُعترى
\"وخديجةُ\" الرمزُ الرفيعُ بريئةٌ
مما أُذيع وصنعهم فاض الِفرا
غشٌ وتدليسٌ وزور حكاية
نُسجت على خط الميون المُهترا
يعلوهمُ شيخُ السفور بلحيةٍ
جوفاءَ لا نهجٌ سويٌ أو تُقىَ
عجبي بمن غشَّ الشرائع والتهى
يغري الفساد ويعزف المستنكرا
رُزئت خديجةُ\" باللئام وهالها
إفكٌ مبين لاحجىً أو مهتدى
يازمرةَ السوء المثير مكاَنكم
لن تبلغوا الآرابَ أو قعرَ المنى
ستبيدُ مهواكم جيوش ثباتنا
وعفافنا المشحون يوم الملتقى
خابَتْ مراسيلُ الأعاجم واصطلت
بوبال ذلتها المُهين المزدرَى
اُتحررون نساءنا من عفةٍ
صُبغت بنور الوحي حتى المرتوى؟!
وتزعمت صور النساء منارة
علياءُ لا فسقٌ يلوح ومُشْتهى
\"قاسم أمينٌ\" عزفكم ولحونكم
ستطولكم لعناتهُ حتى الثرى
وتظل أصداء الخيانةِ فيكمُ
وإليكمُ ياحائكيّ المنتدى!
7 محرم 1432
13/12/2010 م
عمروعبده 24-02-2011, 08:24 PM العرب وكافور العصر
د حمزة بن فايع الفتحي
بسم الله الرحمن الرحيم
لا لنْ أُصدقَ أنْ يفوز الأسودُ
وتظلَّ أمريكا فضاءً يسعدُ
وتظل داراً للحياةِ وللحِجى
ويظل يحكمها الذكيُّ اُّلأجْوَدُ
وتبيت عنوانَ النظام وزهرهَ
وتعيشُه فعلاً ومايتكسَّدُ
فلقد خَبَرتُ فعالَ قومٍ قد سَروَا
متعصِّبين، ونارُهُم لا تَهجُدُ
ويُجرِّعون السُّود أسوأَ عيشةٍ
وينابذون وقْهرهم متمدِّدُ
هم ظالمونَ وما أًلمّوا بالذي
يَزنُ الحقوقَ، ومَنطقُ متجسِّدُ
هُمْ زائغونَ ونهجُهم متَقلبٌ
ومُحمَّلونَ وغِلّهم لايَخمَدُ
لم يَحفلوا بالعدل رُغْمَ شِعارهم
وتفجَّروا عَنتَاً وإنْ هُم غََرَّدوا
والكلبُ يهنأُ بالحياة وِسودهم
مَا بينَ مقهورٍ وآخَر يُلحَدُ
فمدارسٌ وملاعب ومعاهدُ
يبيّض أهلوها وعبدُ يُطرَدُ
ومسَلْسَلُ التدميرِ ديدنُ عقلِهم
ومُنَاهمُ الكبرى ولا تَّتهدهدُ
ولقد أتى الآمامَ مِن جرَّائهم
ظلمُ وسيع كاشحٌ لا يَجمدُ
أماّ صدَى الإرهاب فِي أزماننا
فَحكايةٌ شَعواءُ لا تترددُ
شُنَّت على البلدِ الأمين معَاركٌ
واستُلحقَ المِسكينُ والمتنكِّدُ
ومَضَوا إلى الوهم الكبير لصيده
وتفرعنوا وتجبَّروا واستأسَدوا
بل خُصِّص الإسلامُ في إرهابهم
فَوَغىً تُبيدُ وغَارة تتوعدُ
بشراكمُ فلم الرقيق ونجْحه
فلقد يَعِزُّ الِقنُّ أو يتسوَّدُ
لكنَّني والله ُيعلَمُ خَاطري
مَا كُنتُ آملَه ولا أتشدَّدُ
فسُلوكُ أمريكا حرابُ والذي
متشكَّكُُ فبلادنا تتنهدُ
فلقَد غزوناَ رُغمَ نفط قد أتى
لجيوبِهمٍ والفقرُ فينا يولدُ
وبلادُنا حبٌ ونورٌ قد سما
لعناقهم والروحُ منهم مَرقَدُ
فَلِم الخصامُ وعالَمُ متذلِّلٌ
لشروطهم ومواثقُ تتجدد؟!
ولِمَ احتلالٌ فاجرُ وخلائقٌ
مسمومةُِ وعساكرُ تتعربدُ.؟!
وَِلم اَلتشدقُ بالحقوق ودعمُكم
للمغلَقينَ مرشَّخُ ومؤكَّدُ ؟!
يا أدعياءَ العدِل لم تألوا بنا
جُهداً يُضافُ لحيفكم ويشَهِّدُ
فلقد حرَستم قمعنَا وحصارَنا
وحَميتُمُ الباغي ومَنْ يتهدَّدُ!
ولقد سقطتمُ بالعراق ولم تروا
آثارها بعداً ولم تترشدوا
والآنُ \"أوباما\" يُرأّسُ فيكمُ
وتمثّلون خديعةً لا توجَدُ
إذ كيفَ يأتى خصمُكَم ليقودَكم
ووجوهكم بيضُ ولم تتسودوا
هذي فعائلكمُ وقصةُ ماكرٍ
متلطفٍ حيناً وحيناً يحقدُ
إن كان \"أوباما\" يرومُ عدالة
وحضارةً فضلى فمن يتقصدُ ؟!
أو كانَ يَستهوي السلامَ ويبتغي
نصرَ الضعاف فأين من يتمردُ ؟!
أمريكا بحر الخراب وجحفلُ
يهوى الصدامَ ومرتع لا يُحْسَدُ
إن كان \"أوباما\" \"وماكن\" والذي
متطرف في نهجة أو مُنشدُ
فهُمُ خوادمُ لليهود وطبعُهم
سحقُ الضعيفِ وكل من يتوسَّدُ
وتوقعي أنْ لن يكونَ تغيرُ
لفسادهم فجميعهم هو مُفسِدُ
هم وارثونَ الحقدَ من آبائهم
وبإرثهم أقزامنا تتمجَّدُ
وهمُ إلى دَرْب الوئامِ تَسارعُ
لن ينهضوا قُدماً ولنْ يتسهّدوا
بلْ سامدونَ بذا الهوان ونطقُهم
نحنُ الجنودُ وأنتَ ربُ أوحَدُ
سَنظلُّ نهُديكم ربيعَ حياتنا
ونحوطكم بذلاً ولن تتأكسدوا
هَذي ولاءاتُ الأعارب والذى
هو دينهم ومَلاذهم والمسجِدُ
وهنا أصوِّر دورهم وخطابهم
وأصوغُهُ شعراً وما يتحدَّد!
فأنا لعمري لنْ أقولَ قصيدةً
أشدو بها \"كافورَ\" أو أتوددُ
لكنْ أجلَّي أعرُباً قد أفلسوا
وتمالأوا ذلاً ولم يتوحدوا
توحيدُهم طوْعُ الأعاجم والذي
آمالُه من خيرهم تتصيدُ
اسمعْ أيا \"كافورُ\" هذي أمةٌ
مهما اهترى عملاؤها لا تُفقَدُ
هي مسرحُ الفتحِ الكبير وجندهُ
وإباؤه والرمحُ حين يُسَددُ
هي أمةُ \"المختار\" حيثُ بنوده
فوق البروج بكل حدّ ٍتُعقَدُ
إن لم تكفَّوا ظلمنَا وعَدَاءنا
تشتاقكم أبطالنا والموعدًُ
في عقر داركم تحطُ جيوشنا
ويؤزها دين عتيق جلمَدُ
إما الحياةُ بعزةٍ ورفارفٍ
أو فالمماتُ فمنظرٌ لا يَنفَذُ
الأربعاء 7 ذو العقدة 1429 هـ
5 نوفمبر 2008 م
عمروعبده 24-02-2011, 08:26 PM يازوجَ خير الخلقِ أنتِ أمَّنا
رافع علي الشهري
أمّـــاه يـــا أمّــاه ياأمّــــاهُ
يـــا حُبَّ مَنْ اختاره مولاه
يازوجَ خير الخلقِ انتِ امّنا
قَــولٌ كــريـمٌ قــالــهُ الـلــهُ
يـــا ام عــبدالله ياذات الـتقى
نِلــتِ مـن الله الكريمِ رضاهُ
نِلتِ المحبةَ مِنْ حبيبكِ احمدٍ
حتى غَـدوتِ حُـــبّــهُ وهـواه
ياابْنة الصدّيقِ اشرفَ صاحبٍ
الـــغـارُ يشهـدُ صــبْرَه وبــَلاه
هـو خيـرُ مـَنْ صلَّى بأمـة احمدٍ
بـــَعـْـدَ الـذي بالامـرٍ قـــد ولاّه
بعد الرسولِ محمدٍ خير الورىَ
بـعــد الــذي بالــدِّيــن قـد ربَّاه
الــلــهُ طَهَـرَكِ وبــيـّن فضْـلـَكِ
بــالــوحـي جــاء نـبـيـنا وتـلاه
بــُشْراكِ يــا امــاهُ يـوم تَنَزّلتْ
أيــاتُ رب العـــرش جــلّ عُلاه
لـمّا اتى الـروحُ الاميـن مُبـَشِّراً
للهــادي المــختــار.. يــابُشــراه!
بُشْرِاكِ حين أتى الحبيبُ وقد بدا
مُــتــَبسِّمــاً والحُسنُ يَكْسـوَ فَــاهُ
بــُشْرى ابي بكرٍ بـأيات الهُــدَىَ
لــمّــا تــَلاها اسْـبلــتْ عيــنــاه
طافَ السرورُ عليه مِنْ بعد الآسىَ
والــلــهُ مــَحّـصــهُ وقــد عــافــاه
هو ثـاني الاثـنينِ في الغــار الـذي
مـن هَــجـْمـةِ الكـفــار قـــد اواهُ
هـــذا ابــوكِ الــفــذّ قـائــدُ امــةٍ
الـلـهُ بــالايــاتِ قــــــد زكَّــــاه
رجُلُ المهماتِ الجسام وشَيخُها
كــم مـنْ نـَجــاحِ شــاده وبـنـاه
امــاه يــاعِـــرضَ الرسول محمدٍ
هـو اشرف الاعراض..نحن فِـداه
قــد اخْــرسَ الــرحمـنُ كلَّ منافقٍ
والــمرجـفُ المـخـذول نال جَزَاه
قد خـابَ اهلُ الافكِ حين تحـزّبوا
قــد خــاب ابــنُ أُبـَّي فـي مَسْعــاه
الــلــهُ بـَيـَّض وجـهــكِ يـا امــنا
فــالــحقُ ابــْلــجُ والكتاب حَــواه
فــي ســورة النور التي يُتْلىَ بها
شــرفٌ لــكِ يــاامــنـا حِــزْنـَـاهُ
فــإذا اتــتكِ مــذمةٌ مــن فاســقٍ
فـــلـقد تـبوأ فـي اللظىَ مَــثـْـواه
مـاياســرُ الــزنـــديقُ الا كافـــرٌ
تـــبــّتْ امَــامَ المــؤمنـين يــداه
قــد كَــذّبَ الــرحمـنَ في أيــاته
يــاويــح هـذا الــكـلـبُ ما اشقاه!
لـم يــمـكثْ الـزنـديـقُ ياسرُ بيننا
بــل فــرّ نــحـو مُنافــقٍ يرعــاه
امــاه يــاحُــبَّ النــبي مـحـمـدٍ
جــبــريــلُ اظـْـهـركِ لـَـهُ وأراه
الــلــهُ فَــقَّـهـكِ وَوَسّعَ عِلْـمَــكِ
مـن بيتِ خير الخلقِ شَعّ سَناهُ
انتِ الاديبةُ قد حفظتِ روائعاً
في الشعر اسْمعتِ الحبيبَ ارْقَاه
اسْــمـعتِهِ عن ام زرعِ وقــومِها
ما اعْــجـزَ الفُصحـاء في فَحْــواه
امــاه يافــخــرَ الـنساءوفَــخْـرنا
تــاريــخـكُ الوضــاء ما احْــلاه
لــّما اتــاكِ المـصطفى متـألِــماً
مــن رأســهِ ويــئــنُ فــي شَــكْواه
ووضعتِ حِجْركِ للحبيبِ وسادةً
لــمّــا رأكِ وقــــال واراســــاه
مات الحبيبُ ورأسه في حِجْركِ
شَــرَفٌ عــظيـــمٌ سَــاقَــهُ الـلــهُ
شعر
رافع علي الشهري
عمروعبده 24-02-2011, 08:27 PM سفر الأحاديث ونبع الفضائل
عبد الملك بن عواض الخديدي
عودي إلى البيتِ عينُ الله ترعاكِ = هذا الرسولُ بفيضِ البشرِ يلقاك
لا تجزعي يا ابنةَ الصديقِ من خبرٍ = مبيّتٍ عندَ من بالشرِّ سمّاكِ
حُثي الخطى يا ابنةَ الأحرارِ من مضرٍ = وجمِّلي بيتَ من بالطهرِ ربَّاكِ
صفوان نعم الفتى ما خانَ ذمتهُ = كلا ولم ترتقبْ عينيهِ عيناكِ
وكيف يرضى كريمُ الأصلِ منقصةً = بعرضِ أحمدَ حاشاهُ وحاشاكِ
حينَ استقرتْ ظنونُ القومِ أجَّجها = نفاقُ من يبتغي ذلاًّ لمولاكِ
أرادَ ذلَّ النبيِّ الهاشميِّ بلا = عقلٍ ويحسبُ أن اللهَ ينساكِ
أخزاهمُ الله في الدنيا وأحبطهم = والشرُّ عقبى لهم والخيرُ عقباكِ
لا تحسبيهِ شروراً إنهُ شرفٌ = ربُّ السماء بوحيِ النورِ أعلاكِ
فأنزلَ الذكرَ آياتٍ تكذبهم = وتمنعُ الفحشَ أن يعلو محيَّاكِ
تلك الروايات حقٌّ لا ندلسُها = ولا نؤججُ أحقاداً بذ****ِ
يا آل بيت رسولِ الله نُشهدكم = على الذين طغوا من غير إدراكِ
عِرضُ النبيِّ لكم عرضٌ وزوجتهُ = أمٌّ لكم ولنا فلينتهِ الباكي
محبة الآل فرضٌ في عقيدتنا = عبادةٌ تُرتضى من غير إشراكِ
لا من يدنسُ عِرضَ المصطفى عبثاً = ويضربُ الصدرَ يُدميهِ بأسلاكِ
يا عصبة الإفك ما زلتم على شططٍ = ويُلحِقُ الحقدُ أولاك بأخراكِ
الأرضُ من قولكم لو تعلمونَ شكتْ = وجاوبَ الكونُ من شمسٍ وأفلاكِ
تبرأت منكمُ الزهراء طاهرةً = عفيفة القولِ لم تُخلطْ بأشواكِ
كريمةُ الأصلِ لن ترضى لوالدها = جريرةَ العرضِ من كلبٍ وأفاكِ
تلكَ الكواكب من أحفادها حفظت = قدرَ الأمومةِ ربُّ الخلقِ أعطاكِ
كما تبرأ من أحفادِ لؤلؤةٍ = أبو الحسينِ لفضلِ الأم آواكِ
سفرُ الأحاديثِ أم المؤمنين لنا = نبعُ الفضائلِ نرضاها ونرضاكِ
لا تحزني حِبَّ من نرجو شفاعتهُ = فأنتِ في جنةِ الفردوسِ مأواكِ
طيبي على ساعدِ المحبوبِ وافترشي = أرضَ الجنانِ وعذبُ الطهر سقياكِ
أخوكم عبد الملك بن عواض الخديدي
المشرف العام على شبكة عكاظ الأدبية.
عمروعبده 24-02-2011, 08:29 PM قصيدة العشماوي في الدفاع عن أم المؤمنين رضي الله عنها
د.عبد الرحمن صالح العشماوي
حصان أيها الأعمى رزان.. يشير إلى فضائلها البنان
رآها المجد أول ما رآها .. مبجلة لها في الخير شان
ترى فيها البراءة مبتغاها .. ويعجب من بلاغتها البيان
لها في قلب خير الناس حب ... تضلع من منابعه الجنان
سرى في الأفق منه شذاه حتى.. تعطرت الغمائم والعنان
حبيبة قلبه روحا وعقلا.. أحاط بها من الهادي الحنان
لقد شهدت بحبهما البرايا.. وطار بذكره الحسن الزمان
حبيبة سيد الأبرار أهدى.. إليها الحب فارتفع المكان
و أم المؤمنين بأمر ربي ... وتلك أمومة فينا تصان
لها من طيب محتدها شموخ .. به تأريخ أمتنا يزان
لقد أعلى رسول الله قدرا ...لعائشَ فاستقر لها الكيان
وعن جبريل أقرأها سلاما..فقل لي كيف ينفلت العنان
سلام من ملائكة كرام.. فلا عاش المكابر والجبان
ولا عاش اللذين لهم قلوب.. لها بمظاهر الكفر افتتان
وما كل الرجال لهم عقول.. بها في كل خطب يستعان
ففي الناس العقارب والأفاعي.. ومن هو في الخديعة ثعلبان
نعوذ بربنا من كل قلب .. به من سوء نيته احتقان
ومن بعض النفوس بها لهيب..يثور به من الحقد الدخان
لقد كذبوا على خير البرايا.. ونالوا من حبيبته وخانوا
وماذا ينقم السفهاء منها...وفي تكريمها كُسب الرهان
وكيف يصح فيها قول غاو.. وعند الله قد عقد القران
أتُرمى زوجة الهادي بسوء..ويبقى من رماها لا يدان
بغيض من يسيء لها بغيض.. عليه من الخنا والإثم ران
إذا أمن الغواة عقاب ذنب.. تمادوا في الغواية واستهانوا
أما يكفي ابنة الصديق وحي.. تنزل في اللحاف لو استبانوا
أيا بيت النبوة أنت رمز.. عليه من المهابة طيلسان
وفيك من التقى نور مبين.. وإحسان وعدل واتزان
وفيك الحب فجر من حنان .. به الناس استضاءوا حيث كانوا
وفيك تدفق القران نهرا.. وفي جنباتك ارتفع الأذان
وفيك وشائج القربى تسامت... وعنها صدّق الخبر العيان
سما بمقامك العالي رسول .. وزوجات كريمات حسان
لعائش فيك منزلة ولكن.. لهن القدر والحق المصان
أيا بيت النبوة أنت صرح .. عظيم لا تطاوله الرِّعان
برغم الحاقدين تظل رمزا... به الإيمان يشرق والأمان
عمروعبده 24-02-2011, 08:30 PM دفاع عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها
د. عائض القرني
يا أمنا، أنتِ أنتِ ذروة الكرمِ
وأنتِ أوفى نساء العُرْب والعجمِ
يا زوجة المصطفى، يا خير من حملت
نور النبوة والتوحيد من قدمِ
أنتِ العفاف فداك الطهر أجمعه
أنت الرضى والهدى يا غاية الشَّممِ
نفديك يا أمنا، في كل نازلةٍ
من دون عِرْضِك عرضُ الناس كلهمِ
وهل يضر نباحُ الكلب شمسَ ضحى
لا والذي ملأ الأكوان بالنعم
الله برَّأها والله طهرها
والله شرفها بالدين والشِّيمِ
الوحي جاء يزكِّيها ويمدحُها
تباً لنذلٍ حقيرٍ تافهٍ قزمِ
والله أغيرُ من أن يرتضي بشراً
لعشرة المصطفى في ثوب متَّهمِ
في خِدْرها نزلت آياتُ خالقنا
وحياً يبدِّد ليلَ الظُّلمِ والظُلَمِ
عاشت حَصَاناً رَزَاناً همها أبداً
في الذكر والشكر بين اللوح والقلمِ
صديقةٌ يُعرف الصِّديقُ والدُها
صان الخلافةَ من بغْيٍ ومن غشمِ
مصونة في حمى التقديس ناسكةً
من دون عِزِّتها حربٌ وسفك دمِ
محجوبةٌ بجلال الطُّهر صيّنةٌ
أمينة الغيب في حِلٍّ وفي حرمِ
كل المحاريب تتلو مدحها أبداً
كل المنابر من روما إلى أرمِ
وكلنا في الفدا أبناء عائشةٍ
نبغي الشهادة سبّاقين للقممِ
مبايعين رسولَ الله ما نكثت
أيماننا بيعةَ الرِّضوان في القسمِ
يا أمنا، قد حضرنا للوغى لُجباً
نصون مجدكِ صونَ الجندي للعلمِ
عليك منا سلام الله نرفعه
بنفحة المسك بينَ السِّدر والسَلمِ
لا بارك الله في الدنيا إذا وهنت
منا العزائمُ أو لم نوفِ للقممِ
فالموتُ أشرفُ من عيشٍ بلا شرف
والقبرُ أكرمُ من قصرٍ بلا كرمِ
عمروعبده 24-02-2011, 08:31 PM زمان النساء الرجال (قصيدة جَرّ شَكَل)
فواز اللعبون
المرأة وما أدراك ما المرأة! «حقوق المرأة.. اضطهاد المرأة.. المساواة بين الرجل والمرأة.. التحيز الذكوري ضد المرأة»، شعارات أشغلتنا كثيرا، وأعاقتنا عن الإنجاز، وشوهت طبيعتنا، ونازعتنا حتى في الذكورة (الدعوة إلى تعدد الأزواج).. إنه زمن المرأة يا سادة، وزمن السخرية منكم، (مع الاعتذار للرجال الرجال، والنساء النساء).
يَكادُ زمانُكَ
يا رَجُلَ اليومِ أن يَنْـزوي
إذا هُوَ لم يَكُ في واقعِ الأمرِ
جاوزَ معنى: (يَكاد)
***
لكلِّ زمانٍ رجال
وهذا الشذوذُ الذي
غالنا العهرُ فيه
زمانُ الرجالِ الجواري..
زمانُ النساءِ الرجال
وليس لأشعثِ كفينِ..
كَثِّ الشواربِ
غيرُ التضاحكِ..
غيرُ التباكي
وغيرُ الخَبَال
فوافِقْ ونافِقْ
وإلا ففارِقْ
إلى حيثُ تعوي
كلابُ القفار
ودثِّرْ هناكَ بواقي الرجولةِ
ثوبَ السواد
***
أنا وسِواي من القابضينَ
على الجمرِ
سوفَ نُهادِنُ بَرْدَ الشتاء
وسوفَ نُغني
لأمجادِ هذا الهوان
ليبقى لنا رَمَقٌ من بقاء
تعيشُ النساء
تعيشُ النساء
ولا عاشَ فينا
طويلُ النِّجَاد..
رفيعُ العِمَاد
يسودُ العشيرةَ..
يَفْنَى ولكنه لا يُساد
***
زمانُكِ سيدتي في ظهور
له كلَّ يومٍ
شموسٌ جديدة
وأًقمارُهُ في ازدياد
***
ونجمُكِ ذاكَ البعيدُ البليدُ
استحالَ نجوماًً.. رُجُوما
تثورُ لتلويحِهِ
صافناتُ الجياد
***
زمانُكِ هذا الذي تتخايلُ
فيه خُطاكِ
أنا وأراذلُ قومي
شَقَقْنا لكِ الدربَ فيه..
رَدَمْنا تجاويفَهُ بالرجال
فسيري رويداً رويدا
ولا يَتَمَادَ اختيالُكِ
فوقَ رُفَاتِ العباد
***
حنانيكِ سيدتي ها أنا
أَسوقُ إليكِ انكساري
وأَجثو على ركبتيَّ
أَمامَ جلالِكِ
ملتمساً همةً منكِ
لم تَرْوِها عنكِ
كلُّ التواريخِ من عهدِ عاد
ومن قبلِ عاد
***
أنا يا مليكةَ هذا الزمانِ الرديءِ
امرؤٌ ضاعَ منه الصواب
أعيشُ على غابرِ الغابرين
وأقرأُ عن عزتي في كتاب
أُتَوِّجُ رأسي بوهمِ اقتداري
ولكنني أَعجزُ العاجزين
فهُبِّي إليّ
ومدي يديكِ..
خُذيني إليكِ
فقد لفظتني التواريخُ
في زمنٍ لم أُرِدْه
ودارَ عليَّ
زمانُ التخاذُلِ والإنقياد
***
هبينيَ بعضَ حقوقي
وساوي -إذا شئتِ-
بيني وبينَكِ
ولتذكري يومَ كنتِِ
أسيرةَ وهمِكِ
كيفَ انتفضتُ
وأبعدتُ عنكِ الذي تدّعينَ
من الإضطهاد
عمروعبده 24-02-2011, 08:33 PM يا أيها النِّحْريرُ !
في رثاء شيخنا العلامة ابن غديان -رحمه الله- .
شعر : علي بن مشرف الشهري
أين المفرُّ وفـي الفـؤادِ توجُّعـي
ولظى المصيبةِ باتَ يُفني أضلعِـي
يا لوعةً أمستْ بقلبـي لـم تـزلْ
أنَّى اتجَهْتُ فحَرُّ جمرتِهـا مَعِـي
غوثُ المدامع صارَ موقـدُ لهفـةٍ
نزفتْهُ حتى غـارَ منـي مَدْمَعِـي
وضجيجُ ألسنـةِ الرحيـلِ يُذيقنـي
مرَّ البلاءِ .. يصبُّهُ فـي مَسْمَعِـي
وعَلا فمِي صمتُ الذهولِ كأننـي
متكلِّـفٌ فـي حبِّـه أو مُدَّعـي !
ما للقوافي الساكناتِ بأحرفي اضْ
طَرَبتْ .. أَمِنْ هولٍ بها لمْ تهْجـعِ؟
يا أيُّهـا النحريـرُ أنَّـى يرتقـي
شعري إلى عَلَمِ الأصولِ الألمعـي
ابـنِ الغديَّـانِ الإمـامِ بعلـمـهِ
الزاهـدِ الأنقـى التـقـيِّ الأوْرعِ
نَحَـرَ العلـومَ بفِطنـةٍ وبصيـرةٍ
وحوى جميعَ فنونِها فـي مَرْجِـعِ
هذي الحشـودُ بأعيـن مشدوهـة
يمحـو النحيـبُ أنينَهـا بتجـرُّعِ
في جامـع كـم ضمَّكـم متهلـلا
واليـومَ أسمعنـي حنيـنَ مـودِّعِ
وأجيلُ طرفي عنـد ساريـةٍ فـلا
ألقى سوى مسـكٍ بهـا متضـوّعِ
من قلبكَ الزاكـي فكـمْ أتْحَفْتََنـا
من بَحْرِ علـمٍ بالمفاخـرِ مُتْـرَعِ
وأرى الثرى يرثي وتبكيك السَّمـا
وكذا مواضِع لا تبيـنُ ولا تعِـي
حملـوكَ جِسْمـاً ناحِـلاً أرهَقْتَـهُ
خوفـاً لتلقـى اللهَ غيـرَ مُـرَوَّعِ
حفروا وفاجعـةٌ تـدكُّ صدورَهـم
حزَناً .. وأيُّ مُوحِّـدٍ لـمْ يُفجَـعِ؟
يا أيُّها القبـرُ الـذي قـد ضمَّـهُ
لو كنتَ مفتخِرا لكنـتَ بموضـعِ
فلقد ضممتَ العلـم أشـرق للدُّنـا
فأضاءها في مَغْربٍ .. في مَطْلِـعِ
ما زال نورُكَ في البرايـا ساطعـا
والعلمُ إن يُحجبْ بـأرضٍ يَسطَـعِ
نُزُلُ الكواكبِ في السَّما معروفـةٌ
والعلمُ منها فـي المحَـلِّ الأرفـعِ
ما العيش إلا الباقيـاتُ الصالحـا
تُ وغيرُها فإلى الفنا والمصـرعِ
ها قد أتى اليومُ الذي ترجو بـه ..
والأجـرُ عنـدَ الله غيـرُ مضَيَّـعِ
يسلـو الفـؤاد بسيـرةٍ محمـودةٍ
واللهُ أرحـمُ بالعـبـادِ الـرُّكَّـعِ
ألبِسْـهُ يـا ربّـاهُ حُلَّـةَ سُنـدُسٍ
وأجبْ دعائـي مِنَّـةً وتضَرُّعِـي
سَكَنَ الرِّضا .. والقلبُ يهتفُ للقضا
إني إلى الرحمنِ ربي مَرْجِعِـي !
شعر
علي بن مشرف الشهري
القاضي بوزارة العدل
جدة - الأربعاء 19/6/1431هـ
عمروعبده 24-02-2011, 08:35 PM (صبيٌّ أم فتاة ؟؟!!)
شعر : يعقوب بن مطر العتيبي
صَبيٌّ مَن أرى ؟؟ .. أم ذي فَتاةُ ؟؟
تشابهَت الملامح والصِفاتُ
يسير وقد ترَجرَجَ مثلَ ( جَلْـيٍ )
تزيّنهُ بأيديـهــا الطُهـاةُ !!
أساوِرُ في يديهِ لها رَنينٌ
وسِلسالٌ ، وما تُكسَى البناتُ
(فتى المِكياجِ ) سطّرَها فُصولاً
تناوبَ في صِياغَتِها الهُواةُ
يخافُ من النسيمِ على المُحيّا
وتزعِجُهُ الغوادي الهاطِلاتُ
وليس من الرجولةِ فيه معنّىً
وليس لهُ إلى المعنى التِفاتُ
تغنّج مثلَ راقصةٍ لَعوبٍ
ومَالَ كما تَميلُ الغانياتُ
لَعَمرُك سوف ترفُضُه العَوالي
وتنكرهُ الجيادُ الصافِناتُ
إذا ما الجيلُ شبّ على هُرَاءٍ
وكان يقودُ مركَبَهُ انفِلاتُ
فإنّ البحر يغرق فيه مَن لا
يكون له بعاصِفةٍ ثَباتُ
عمروعبده 24-02-2011, 08:37 PM سبْعة ٌ في ظل ِّ عرْش ِ اللهْ
عبدالناصر منذر رسلان
بسمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ
عَنْ أبي هُريرة رَضِيَ اللهُ عَنهُ , عَن ِ النَّبيِّ صَلى اللهُ عَليْهِ وَسلمَ قَالَ :
(سَبْعَة ٌ يظِلهُمُ اللهُ في ظِلهِ , يَوْمَ لا ظِلَّ إلا ظلهُ : الإمَامُ العَادِلُ , وَشابٌّ نَشأَ في عِبادَةِ رَبِّهِ, وَرَجلٌ مُعَلقٌ قَلبُهُ في المَسَاجدِ , وَرَجلان ِ تحابا في اللهِ اجْتمَعَا عَليْهِ وَتفرَّقا عَليْهِ , وَرَجلٌ طلبتْهُ امرَأةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ وجَمَالٍ , فَقَالَ : إني أخافُ اللهَ , وَرَجلٌ تصدَّقَ , أخْفى حتَّى لا تعْلمَ شِمَالهُ ما تُنْفِقُ يمينُهُ , وَرَجُلٌ ذ َكرَ اللهَ خالِيًا , ففاضتْ عَيْناهُ )
صحيحُ البخاريّ – ضَبَطهُ , وَرَقمَهُ , وَذ َكرَ تكرارَمَواضِعِهِ , وَشَرَحَ ألفاظهُ وَجُمَلهُ , وَخَرَّجَ أحادِيثهُ في صَحيح ِ مُسْلمٍ , ووَضَعَ فهارِسَهُ الدُكتور : مُصطفى دِيب البغَا
رقم الحَدِيثِ : 629 - 1357 - 6114- 6421
سبْعة ٌ في ظل ِّ عرْش ِ اللهْ
سبْعة ٌ في ظلِّ عرْش ِ اللهْ ***** يَوْمَ لا ملجا ولا ظلَّ سِواهْ
هُمْ إمامٌ نهْجُهُ نُورُ الكتابْ ***** عادِلٌ يَخشى مِنَ اللهِ الحِسابْ
وَالشبابُ الغَضُّ في ظِلِّ الخُضُوعِ ***** بَينَ ذِكرٍ وصَلاةٍ وخُشوع ِ
فَهمَا في ظلٍّ كريمْ **** وَوَرِيفٍ مِنْ نَعيمْ
يَوْمَ لا ظلَّ سِوى ظلِّ الإلهْ
وَتقيٌّ قلبُهُ في المسجِدِ ***** في رِياض ِ الرَّاكعينَ السُّجَّدِ
لمْ يَكدْ يخرُجُ منْهُ ***** قلبهُ يهْفو إليه ِ
بهوَىً يؤْثرُ عنهُ ***** لمْ يبارِحْ أصغرَيه ِ
ذاكَ في ظلٍّ كريمْ **** وَوَرِيفٍ منْ نعِيمْ
يَوْمَ لا ظلَّ سِوى ظلِّ الإلهْ
وَحَميمان ِ على حُبِّ الإلهِ انطلقا *****وعلى حبِّ الإلهِ الواحِدِ افترَقا
فَهمَا في ظلٍّ كريمْ **** وَوَرِيفٍ مِنْ نَعيمْ
يَوْمَ لا ظلَّ سِوى ظلِّ الإلهْ
فدَعتهُ ذاتُ حسْن ٍ وَجَمالْ ***** وَهوَ بالعِفه غَنيٌّ ذو شَبابْ
فهوَ يخشى رَبهُ يوْمَ المَآبْ ***** رَاغِبا في خَيْرِ أجْرٍ في الحِسابْ
فَهوَ في ظلٍّ كريمْ **** وَوَرِيفٍ مِنْ نَعيمْ
يَوْمَ لا ظلَّ سِوى ظلِّ الإلهْ
وَسخِيٌّ يبْذ ُلُ المَالَ الحَلالْ ***** مَا سختْ يُمْناهُ لا تَدري الشِمالْ
فَهوَ في ظلٍّ كريمْ **** وَوَرِيفٍ مِنْ نَعيمْ
يَوْمَ لا ظلَّ سِوى ظلِّ الإلهْ
وتقيٌّ ذَكرَ اللهَ وَحِيدا ***** فَهَمى الدَّمْعُ رُكوعًا وَسُجودا
ذاكرٌ للهِ يخفي رَوْعهُ ***** فهَمى بالحبِّ خَوْفا دَمعُهُ
فَهوَ في ظلٍّ كريمْ **** وَوَرِيفٍ مِنْ نَعيمْ
يَوْمَ لا ظلَّ سِوى ظلِّ الإلهْ
عمروعبده 24-02-2011, 08:38 PM (كرة القدم) ضياع أم قِيَم
الدكتور عثمان قدري مكانسي
- كرة القدمِ ... هاجَتْ ألمي
من وهرانٍ حتى الهرمِ
- ضج الشعب بمصرٍ غضباً
واهتز بعنف محتدمِ
وبأرض المليون شهيدٍ
ماج الناس بعُنفٍ عَرِمٍ
واستبشرنا إذْ أمّلـْنا
فالأمة ُ تحيا في ضرِمٍ
آلاف تهتف في صخب
وجموع تزحف في قدمٍ
يا ربّ ؛ أراهم عن كثبٍ
أم إني أغرقُ في حُلُمٍ !!؟
أشباب الأمة قد وثبوا
وصحَوا من أجداث العدَمِ !؟
وتنادوا للعز وثابوا
للرشد ، وآبُوا من أمم!؟
سبحانك ربي هل أودَعـْتَ
جسوم الميتِ نشاطَ دمٍ !؟
***
وأصخت لعلي أسمع ما
أشركهم فيه بملء فمي
فلتحيَ الأمة في عز
ولْيسقط ْ أعداء الأُمَمِ
وسنُرجِع قدس الأقداسِ
من نغل كذاب أثِمٍ
وعدوٍّ محتل أشِرٍ
قد عاث بأرجاء الحَرَم
لا يفهم إلا بجهاد
يحْطِم فيه عتوّ الصنم
***
وأصخْتُ ، دنوْتُ ،فوا أسفا
قلبي يتفجر كالحمم
فشباب الأمة منشغل
بسفاسفَ تسبحُ في وهَمِ
ويغوص بأعماق ٍ تودي
لدمار مرسوم وَخِمٍ
خطّطَه المكرُ بإحكام
لنعيش بجهل مضطرم
تملؤه فتنٌ داهية ٌ
كسواد الليل المظّلِمِ
***
وتفطّر قلبي – يا قلبي –
فقلوب الأمة في ورَم
ذابت أمالُ عروبتنا
وتلاشت أركانُ الهِمَم ِ
فعدوّ بلادي "إخوتُها "!!
ويهودُ " حبيبي أو رَحِمي "!!
أحميه وأخنق أهلينا
في غزة خنق المجترِمِ
***
وبهذا يحكم ظالمنا
ويعامل "شعبي" كالغنم
ويقدّم عربوناً دنِسـاً
فعلَ زنيمٍ ، ضَلٍّ ، ذَمِمٍ
ضيّع يافا ، ضيّعَ حيفا
ضيّعَ ضفة أهل الكرَمِ
وينادي "السلمُ لنا هدفٌ "
أبْئسْ بالسلم المنثـَلم
أبئِس بالسلم إذا أضحى
حقي نهباً للملتهم
***
يا قوم أفيقوا من رهَقٍ
وبعزم الحر المنتقمِ
وبوحدة أمتنا انطلقوا
جنداً للحق ذوي زخمٍ
وبحب أخويّ نحيا
وبجد نرقى للعَلَمِ
فسموّ الشعب ونهضته
بالفكر المؤتلفِ القِيَم
والفهمُ سبيل النصر إلى الـ
علياءِ بلا " كرة القدم "
عمروعبده 24-02-2011, 09:37 PM للهِ الحمــدُ والمنـّـة
عبدالناصر منذر رسلان
بسم الله الرحمن الرحيم
للهِ الحمــدُ والمنـّـة
إلى زوجتي لينا( أمُّ عبيدة) إثــــرَ تعرضّها لعملٍ جراحيٍّ كـُــلـِّـلَ بالنجاح :
أتيـــــــهُ ِبمنهجٍ الإســــلامِ دينــــــا *** يُضيءُ بخافقـــي نـــــوراً مُبيـــــنا
فأحْنــــي جبهتــــي للـــهِ شُـــــكراً *** علــى نعمـــــائِهِ حينــــــاً فحينـــــا
ظَفـِرتُ بــذاتِ ديــن ٍ مـــنْ كِــرام ٍ *** علـــى التقـــوى تراهُـــمْ عاكفينـــا
فـأمُّ عبيــــــدةٍ زوجٌ تُضـــــاهـــــي *** بـِصــدق ِ وفـــائـِها الــدُّرَّ الثمينـــا
وعِشــتُ بقـــربِهــا والحـبُّ يُضفي *** علــى أحلامنــــــا لحنـــاً رزينـــــا
أتــــــمَّ اللهُ نـِعْمتـَـــهُ علينـــــــــــــا *** رُزقنـــــــا زينــــــة َ الدنيــا بنينـــا
فقلبــي سوفَ يحيـــا في وفــــــــاءٍ *** لعلـّــي أن أكــــونَ بــــهِ أمينــــــــا
رَمَتني بسَهمِهـــا الدنيا فمهـْـــــــلا *** أيـــــا دُنيـــــا عِظـــاميَ لنْ تلينـــــا
وأحكمتِ الخنـــاقَ على ضعــــافٍ *** كما الأغـــلالُ لا ترحمْ سجينــــــــا
أردتِ بجـُـــرْحِ لينـــــا وأدَ حُبــــي *** أرَدْتِ القلبَ مُنكســـراً حزينــــــــا
ألم ْ تــــرعي لقلبينـــــا وِصـــــالاً *** كفـــانا قـــدْ لقينـــــــا ما لقينـــــــــا
لجأتُ لبــــابِ رحمـــن ٍ رحيـــــم ٍ *** لُجـــوءَ العاكفيــــــنَ التائبينــــــــــا
سجدتُ أُلـــحُّ .. مولاي َ أعـنِّـــــي *** فغيـــــرَ الله ِ لا أرضى مُعينـــــــــا
وأجـــــري عندَ ربــّي حُسنُ ظنـّـي*** بأنْ يَرْضــــى وأعلمـــهُ يقينـــــــــا
فيــــا لينـــــا صَبـــُـرْتِ وكنتِ حقاً *** كما أوْصــــاكِ ربُّ العالمينــــــــــا
يُوفـــّى الصابرون َ.. بــلا حِســابٍ *** فصبركِ فوقَ صبرِ الصابرينـــــــا
فيا رباهُ احفظنــــــي بلطــْــــــــفٍ *** ويـــا رحمنُ اسـْـــــتُرني بلينــــــــا
حمص في 18/ربيع الأول/1430
15/3/2009
عمروعبده 24-02-2011, 09:41 PM حي المعلم
دكتور / بدر عبد الحميد هميسه
حي المعلم شـامخا فاق الورى* * * أعطى الحيــاة حياته بل أكثرا
واذكر على الأيام فضل جهاده * * * متألـقا صــاغ العلوم جواهرا
يا أيها الركب الــكريم تحية * * * من عاشق عشق النجوم مفاخرا
هذا المعلم من يدانــي فضله * * * أو من يسابق جهده يا هل ترى
سما يطاول أنجـما وكواكبا * * * خضعت له كل المـعالي في الذرا
كالبحر يصبح بالعطايا مثلـما * * * يمـسي على فيض الأماني زاخرا
كالشمس تشرق بالضياء مجددا * * * حتى يـظل الـعود أخضر ناضرا
هذا المجاهد إن شكا قرناؤه * * * يبقى على الأيام جـلدا صــابرا
فشعاره :هذي القناعة والرضا * * * مـلك عـظيم قد رآه عــامرا
إن ضنت الأيام يبقى حامدا * * * إن ضــاقت الأقدار يبقى شاكرا
فطريقه الإخلاص يحدوه التقى * * * متعففا , صلب الإرادة طـاهرا
وسلاحه\" الطبشور \" أول عهده* * * يبقى يـقاسمه الـطريق وآخرا
لو قلت شعرا سيدي لتكـسرت* * * هذي القوافي في يديك وأبـحرا
ما الـــشعر إلا نفثة ميمونة* * * تفنى تزول وتـبقى دوما شاعرا
هذا الكريم فحيه واذكر له* * * فضلا كبيرا في الخلود مـسطرا
شعر : د/ بدر عبد الحميد إبراهيم
عمروعبده 24-02-2011, 09:43 PM إنّي لتطربني الخلال كريمة
الدكتور عثمان قدري مكانسي
ألم يقل المربون ذوو العقول المتفتحة والأفهام الوازنة: إن من الشعر لحكمة !!!.
ما قرأت قصيدة الشاعر الفذ حافظ إبراهيم – شاعر النيل – التي مطلعها
" كم ذا يكابد عاشق ويلاقي " إلا خشعتُ في محراب معانيها وأسلوبها ، ورشفت من رقراق سلسلها ونمير عذبها .
تقرأ قصائد لبعض الشعراء ، فتأسرك ببيان سحرها، وتودّ لو كنت صاحبها بكثيرمن قصائدك التي شدوتَ بها ، وفخرت أنك صاحبها ، وترى نفسك قَزَماً في حضرة هؤلاء العمالقة الأفذاذ ، وشاعراً مبتدئاً في أعتاب هؤلاء الأطواد الشامخين!!.
مما جذبني في هذه القصيدة الزاهرة فضلاً عن معناها وأسلوبها أن نفس شاعرنا الكبير الرهيفة متألمةٌ ما تراه في مصر المحروسة من مباضع تمزق أمنها وحضارتها ، وتعبث في أخلاقها ومبادئها ، ويزيد في حزنها وأساها أن هذا التشويه بيد أبنائها المحسوبين عليها ، المتوقع منهم أن يكونوا نورَها الواعد وضوءها المشع . فإذا كان أذاها ممن تتوسم فيهم الخير الدافق والبناء المتين فالمصيبة أكبر مما يتحمله قلب المحب ونفس الواله .
وأرى الشاعر يصف في عشرينات القرن المنصرف الأمراض التي نأسى لها في حاضرنا هذا من ادّعاءات المدّعين ، ذوى الخيانات التي زكمت الأنوف ، وكانت خناجر بيد العدو وبنادق تتوجه لصدور الأمة بدل أن تكون لها ، تدافع عنها وتصون كرامتها .
ومن العجيب أن ترى " آباء رغال " يكثرون مسارعين إلى خدمة أهداف أعداء الأمة ، ويتنكّرون لكل المبادئ الشريفة والأخلاق الكريمة ، يتولون العدوّ التاريخي وينضوون تحت لوائه ، ويتنادون إلى خدمته دون خجل أو حياء .
وأقف أمام قول الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم في كشف هؤلاء المارقين المرتدين : " قال : دعاة إلى أبواب جهنم ، من أجابهم إليها قذفوه فيها " . فلما سأله حذيفة بن اليمان قائلاً : يا رسول الله ، صفهم لنا ؟ قال :" هم من جلدتنا ، ويتكلمون بألسنتنا " . فنرى منهم وننكر . يفرحون لمآسي المسلمين ، ويتأففون من صبرهم وجَلَدهم ، ويحاربونهم بأشد مما يحاربهم العدو ...... " بانوا عن مجتمعهم ثلاثاً بالطلاق ، فكان بينهم وبينه فراق " .
وأرى الشاعر بثاقب نظره يرى المفسدين يمتهنون النساء في نشر مفاسدهم ، فيتخمون وسائل الإعلام بمباذلهنّ ويرخصوهنّ باسم الحرية الكاذبة، حتى يصل الأمر إلى حد التقيؤ والقرف . وبات ما كنا ننكره سابقاً مثال الصون لما نراه لاحقاً .
فتنة تدع الحليم حيران ، والحازم فـَتنان .
قصيدة من روائع ما قاله الشاعر الرائع حافظ إبراهيم رحمه الله تعالى – تستحق التأمل والتدبّر .....
كَم ذا يُكابِدُ عاشِـقٌ وَيُلاقـي --- في حُبِّ مِصرَ كَثيـرَةِ العُشّـاقِ
إِنّي لَأَحمِلُ فـي هَـواكِ صَبابَـةً --- يا مِصرُ قَد خَرَجَت عَنِ الأَطواقِ
لَهفي عَلَيكِ مَتـى أَراكِ طَليقَـةً --- يَحمي كَريمَ حِماكِ شَعبٌ راقٍ
كَلِفٌ بِمَحمودِ الخِـلالِ مُتَيَّـمٌ --- بِالبَذلِ بَيـنَ يَدَيـكِ وَالإِنفـاقِ
إِنّي لَتُطرِبُنـي الخِـلالُ كَريمَـةً --- طَرَبَ الغَريـبِ بِأَوبَـةٍ وَتَـلاقٍ
وَتَهُزُّني ذِكرى المُـروءَةِ وَالنَـدى --- بَينَ الشَمائِـلِ هِـزَّةَ المُشتـاقِ
ما البابِلِيَّةُ فـي صَفـاءِ مِزاجِهـا --- وَالشَربُ بَينَ تَنافُـسٍ وَسِبـاقِ
وَالشَمسُ تَبدو في الكُئوسِ وَتَختَفي --- وَالبَدرُ يُشرِقُ مِن جَبينِ الساقـي
بِأَلَذَّ مِن خُلُـقٍ كَريـمٍ طاهِـر --- ٍقَـد مازَجَتـهُ سَلامَـةُ الأَذواقِ
فَإِذا رُزِقـتَ خَليقَـةً مَحمـودَةً --- فَقَدِ اِصطَفـاكَ مُقَسِّـمُ الأَرزاقِ
فَالناسُ هَـذا حَظُّـهُ مـالٌ وَذا --- عِلـمٌ وَذاكَ مَكـارِمُ الأَخـلاقِ
وَالمالُ إِن لَـم تَدَّخِـرهُ مُحَصَّنـاً --- بِالعِلمِ كـانَ نِهايَـةَ الإِمـلاقِ
وَالعِلمُ إِن لَـم تَكتَنِفـهُ شَمائِـلٌ --- تُعليهِ كـانَ مَطِيَّـةَ الإِخفـاقِ
لا تَحسَبَنَّ العِلمَ يَنفَـعُ وَحـدَهُ --- ما لَـم يُتَـوَّج رَبُّـهُ بِخَـلاقِ
كَم عالِمٍ مَـدَّ العُلـومَ حَبائِـلاً --- لِوَقيعَـةٍ وَقَطيـعَـةٍ وَفِــراقِ
وَفَقيهِ قَومٍ ظَـلَّ يَرصُـدُ فِقهَـهُ --- لِمَكيـدَةٍ أَو مُستَحَـلِّ طَـلاقِ
يَمشي وَقَد نُصِبَت عَلَيهِ عِمامَـةٌ --- َكالبُرجِ لَكِن فَـوقَ تَـلِّ نِفـاقِ
يَدعونَهُ عِندَ الشِقـاقِ وَمـا دَرَوا --- أَنَّ الَّذي يَدعونَ خِـدنُ شِقـاقِ
وَطَبيبِ قَومٍ قَـد أَحَـلَّ لِطِبِّـهِ --- مـا لا تُحِـلُّ شَريعَـةُ الخَـلّاقِ
قَتَلَ الأَجِنَّةَ في البُطـونِ وَتـارَةً --- جَمَعَ الدَوانِقَ مِـن دَمٍ مُهـراقِ
أَغلى وَأَثمَنُ مِن تَجـارِبِ عِلمِـهِ --- يَومَ الفَخـارِ تَجـارِبُ الحَـلّاقِ
وَمُهَندِسٍ لِلنيـلِ بـاتَ بِكَفِّـهِ --- مِفتـاحُ رِزقِ العامِـلِ المِطـراقِ
تَندى وَتَيبَـسُ لِلخَلائِـقِ كَفُّـهُ --- بِالماءِ طَـوعَ الأَصفَـرِ البَـرّاقِ
لا شَيءَ يَلوي مِن هَـواهُ فَحَـدُّهُ --- في السَلبِ حَدُّ الخائِـنِ السَـرّاقِ
وَأَديبِ قَـومٍ تَستَحِـقُّ يَمينُـهُ --- قَطعَ الأَنامِلِ أَو لَظـى الإِحـراقِ
يَلهو وَيَلعَـبُ بِالعُقـولِ بَيانُـهُ --- فَكَأَنَّـهُ في السِحـرِ رُقيَـةُ راقٍ
فـي كَفِّـهِ قَلَـمٌ يَمُـجُّ لُعابُـهُ --- سُمّـاً وَيَنفِثُـهُ عَـلـى الأَوراقِ
يَرِدُ الحَقائِقَ وَهيَ بيـضٌ نُصَّـعٌ --- قُدسِيَّـةٌ عُلـوِيَّـةُ الإِشــراقِ
فَيَرُدُّها سـوداً عَلـى جَنَباتِهـا --- مِن ظُلمَةَ التَمويهِ أَلـفُ نِطـاقِ
عَرِيَت عَنِ الحَقِّ المُطَهَّـرِ نَفسُـهُ --- فَحَياتُـهُ ثِقـلٌ عَلـى الأَعنـاقِ
لَو كانَ ذا خُلُقٍ لَأَسعَـدَ قَومَـهُ --- بِبَيانِـهِ وَيَـراعِـهِ السَـبّـاقِ
مَن لـي بِتَربِيَـةِ النِسـاءِ فَإِنَّهـا --- في الشَرقِ عِلَّةُ ذَلِـكَ الإِخفـاقِ
الأُمُّ مَـدرَسَـةٌ إِذا أَعدَدتَـهـا --- أَعدَدتَ شَعباً طَيِّـبَ الأَعـراقِ
الأُمُّ رَوضٌ إِن تَعَهَّـدَهُ الحَـيـا --- بِالـرِيِّ أَورَقَ أَيَّمـا إيــراقِ
الأُمُّ أُستـاذُ الأَساتِـذَةِ الأُلــى --- شَغَلَت مَآثِرُهُم مَـدى الآفـاقِ
أَنا لا أَقولُ دَعوا النِساءَ سَوافِـراً --- بَينَ الرِجالِ يَجُلنَ فـي الأَسـواقِ
يَدرُجنَ حَيثُ أَرَدنَ لا مِن وازِعٍ --- يَحـْذَرنَ رِقبَتَـهُ وَلا مِـن واقٍ
يَفعَلنَ أَفعـالَ الرِجـالِ لِواهِيـاً --- عَن واجِباتِ نَواعِسِ الأَحـداقِ
في دورِهِـنَّ شُؤونُهُـنَّ كَثيـرَةٌ --- كَشُؤونِ رَبِّ السَيفِ وَالمِـزراقِ
كَلّا وَلا أَدعوكُـمُ أَن تُسرِفـوا --- في الحَجبِ وَالتَضييقِ وَالإِرهـاقِ
لَيسَت نِساؤُكُمُ حُلىً وَجَواهِـراً --- خَوفَ الضَياعِ تُصانُ في الأَحقاقِ
فتوسطوا في الحالتيـن وأنصفـوا --- فالشـر في التضييق والإرهـاق
البابليّة : الخمر
عمروعبده 24-02-2011, 09:47 PM خمس مهلكات
حديث شريف ... وقصيدة
الدكتور عثمان قدري مكانسي
يقول النبي صلى الله عليه وسلم :
كيف أنتم إذا وقعت فيكم خمس ؟ وأعوذ بالله أن تكون فيكم أو تدركوها :
1- ما ظهرت الفاحشة في قوم قط يعمل بها فيهم علانية ؛ إلا ظهر فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن في أسلافهم ،
2- وما منع قوم الزكاة ؛ إلا منعوا القطر من السماء ولولا البهائم لم يمطروا ،
3- وما بخس قوم المكيال والميزان ؛ إلا أخذوا بالسنين وشدة المؤنة وجور السلطان ،
4- ولا حكم أمراؤهم بغير ما أنزل الله ؛ إلا سلط الله عليهم عدوهم فاستنقذوا بعض ما في أيديهم ،
5- وما عطلوا كتاب الله وسنة نبيه ؛ إلا جعل الله بأسهم بينهم
الراوي: عبدالله بن عمر - خلاصة الدرجة: صحيح لغيره - المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترغيب - الصفحة أو الرقم : 2187
ترجمت الحديث شعراً
وأرجو أن أكون وُفـِّقت
إن تأتِ موسى من إله الكون شـتّى المعجزات
تـُزجيـه للحـقّ الصُّراح وتملأ الـقـلـبَ الثبـات
كــَيـْمـا يـُبـَلـّغ ديــنـَـه ويـُنـيـرَ آفــاق الحـيــاة
أو تـَلـْقَ عيسى كـَلـّم النـاسَ صغيـراً في أنـاةْ
أحيـا بـإذن الله قـَومـاً قـد أرَمّـوا في الممـاتْ
فـلقـد تـَولّى ما مضى من معجـزات رائعـاتْ
وبَـدَتْ تـَنـوس كـََومضة قدسـيّةٍ من ذكريـاتْ
***
لـكـِنّ آيــاتِ الـرســول النـَّيـِّرات الـبـاهـراتْ
قد عايشـَتـْنـا مذ وَعَيـْنـا نجتني منهـا العـظاتْ
فلقد روى عنه الصحابـَةُ جملة من مكرُمـاتْ
جـاءتْ كفجر سـاطع ما فيـه لـَبـسٌ أوشَـتـاتْ
***
1- إن عاش قـومٌ فيهمُ تربـو وتنمو الشائعـاتْ
يَحْيـَون في مسـتـنـقع الفسـق وبئـر الفاحشـاتْ
فسـيَرتـَع السـّقمُ الرهيـبُ بجسـمهم والمهلكـات
أسـلافـُهـُمْ لم يعـرفـوهـا ، ما لهـُم منهـا نجـاةْ
***
2- أو طفـّفوا المكيال والميزانَ أو بَخَسوا الشـّراةْ
إلا اسـتحـال شـُموخُهـُم قهـراً بتـسـليـط الطغـاةْ
وغلا عليهم قوتـُهم ، حتى اشـتَهَوا أكـْلَ الفـُتاتْ
وأصـابهـم قحطُ السـنيـنَ ومَضَّهم عيـشٌ مَواتْ
***
3- أوْ كـان شُـحّ النفـس يمنـع من أداة للـزكـاةْ
لـَم يُـرزقـوا قطرَ السـما لولا الـبهـائـم راتعـاتْ
فَـَبـِهـا – بإذن الله- يُدرأ شــرّ أعمـالِ العُـصـاةْ
***
4- أمّـا إذا ابتعد الـوُلاة عن الهـدى والبـَيّـنـاتْ
ورضُـوا بحكم جائر ، وبَغـَوا ، فيـا ويل البُغـاةْ
فالـلـه أوعدهـُم بضربٍ من شــديـد النـّائـبــاتْ
بـِيـَد العـَدوّ يسـومهم خسـفاً ، فمـا عنـه انفلاتْ
يتملـّكـون الأرضَ والأعراضَ والمـاء الفراتْ
***
5- يا مسـلمون تمسّكوا بالدين مِن غير افتئـاتْ
فـيـه الـفخـار لأنـّـه تشـريـع رب الـكـائـنـــاتْ
والمسـلمـون بظـِلـّه أَمِنـِوا اجتـِيـاحَ العـاديــاتْ
لا كـُرهَ يَفرُق بينهـُم ، فصـفاتُهم خيرُ الصفـاتْ
لا شـيء يَعـدِل حبّـَنـا في الـلـه يا خيـرَ الدعـاةْ
عمروعبده 24-02-2011, 09:49 PM السـلام
الدكتور عثمان قدري مكانسي
سلم أحدهم فقلت مجيباً
قـلـتَ السـلامُ عـلـيـكـمُ --- فـرددتُـه شـعـراً ، أتـقـبـلْ؟
فإن ارتضيتَ شكرتُكمْ --- ورأيــتُــه أحـلــى وأنــبــلْ
وإذا أبـيـتَ فإنـني ... --- أمضي وفي مسعايَ أخجلْ
أهـوى الـسـلام ، فإنـه --- من بيــن أســمـاء المـُبجـل
وأراه صـنـواً لـلحـيــا --- ة ، بـل الحـيـاةُ بـه تـَمّـثــّل
وهـو الحضارة والأمـا --- نُ ، وكـلُّ حـُلـم فـَهْـو أوّل
لا آدمـيـــّة لـلـعـــبــــا --- د بـغـيـر سـلـم قـد تحصّـل
إن الحـروب دمـارُهـم --- وبهـا التـواصل قد تعطـّل
فإذا انتفى السـلم الحقيــــ --- ـــقُ تسـلـّط الـبغيُ ،وأصـّل
وتملــّك الظـلـمُ الظـلـو --- مُ وضـيـّع المجـدَ المـؤثـّل
*****
من ذا يصون سـلامنا --- يا ناسُ ؟ حُـرٌّ كان يسـأل
ومَنِ الـذي يحميــه إن --- جاس الـزنيـم بـه وخـذ ّل
سـلـّمْتُ إذ كنتَ الحبيـ --- بَ وكنتَ في عيني أجمل
ورغبتُ شعرك لي جوا --- باً طاهر الأنفـاس أخضل
فـيـك الأخــُوّة مـعــدنٌ --- لا كـِبـْرَ فـيـهـا أو تَطَـَوُّل
لـكـنْ ســلامٌ واهــن ٌ!! --- فـيـه الهـوانُ لـنـا ومقتـل
لا نرتضيـه،ألا تـرى الـــ --- ـــذ ّل المقـيـم بكـل محـفـل
لـلاهثـيـن وراءه ؟؟!! --- جـَدواهـمُ مـُرّ وحنـظـل
يـُقـصـيـهـمُ نغـلٌ هـنـا --- ويضمهم في اللؤم خَزعل (1)
أمـّا الـرجـال (بغـزة ) --- فسـبيـلهم بالنـور يُغسـل
فقهـوا السـلام كرامـة --- جُلى، لها الأرواح تـُبـذل
*****
هذا السـبيل إلى السلا --- م،وغيره الخزي المعجّل
روح الخـؤون ذلـيـلـة --- أما المجاهدُ فهْـو صـيقل
------------------
1- الخزعل : الضبُع
19-06-2008
عمروعبده 24-02-2011, 09:52 PM أحب الشعروالشعراء
الدكتور عثمان قدري مكانسي
أحب الشـعر والشـعراء حتى --- لأرجـو أن أكـون لهـم رفيـقـاً
وأهوى الشعر أسلوباً ومعنى --- تـوالى جمـعُ فـيضهمـا أنيـقـاً
فهذا المصطفى يُبدي ارتياحاً --- لـشعـر مشـرق يعـلـو بـريـقـاً
فـفـيـه حـِكمـة ، وبـهِ بـيــانٌ --- أنـار الفكـر وضّاحـاً عـريقـاً
فـيـا حسّـان أفحمهـم دفـاعـاً --- وروح القدس يهديك الطريقـا
ولا تفحش فإني من قريـش --- وعن نسب الرجال فسل عتيقا
أجاب الشاعر الموهوب إني --- أسـُـلـُّك مـِنهـمُ ســلاً وثـيـقــاً
فأطرح شـانئيك على ضرام --- يـُؤجـّج في مـلاذهِـم حـريقـا
وأوقـِدُ فـيهِـِم ُ نـاراً تـَلَـَظـّى --- فـَتجعل ساحهم قعراً وضيقـاً
فلا أمنٌ لمن عـادى حبـيـبي --- رسـولَ الله ،أو آذى صديقـاً
*****
أحب الشـعر دفـّاق المعـاني --- كـَبحـر موجـُه يعلو سـَمـوقـا
كـَنهـر دافـِق عـذبٍ فـرات --- يذوق شـرابَهُ الاحبابُ ريقـاً
نسـيماً طاهر الأنفاس حـُلواً --- يهـُبّ عليهِـمُ نَشـْراً رقـيـقـاً
فـيـُؤنسهم بـأسـلـوب بـلـيـغ --- ويَقري جمعهم معنىً صدوقاً
وأخـلاقـاً حـِسـاناً رائـِعــات --- بنـَت جيـلاً بإعـظـام خليـقـاً
*****
أحب الشعر للإيمان يدعو --- ويملأ مهجتي طربـاً رشـيقاً
ويدفع للشـمـائل والمعـالي --- شـباباً عاش في العَليـا طليقاً
أحب الشعر والشعراء يهدي --- حُداؤُهم الورى دربـاً حقيقـاً
02-03-2009
عمروعبده 24-02-2011, 09:55 PM العشق
عايض محمد عيبان
لا أظن العشق إلا
من غثاءْ
أوقع الشيطان فيه الأبرياءْ
دون علم
منهمُ عنه بأن العشق بؤس
وعناء
وهراءْ
وعذاب
وجهه خُط عليه
لست إلا
من نصيب الأشقياءْ
وجهه ليل غدافي وكم
قد تردت
فيه هامات النقاءْ
غرهم منه بريق
زوقته
ألسن السوء وجوق الأدعياءْ
كيف لا أهتم منهم
فأصوغ
من فؤادي
ومضات
من دواءْ
علها ترسم عطرا
تحتويه
بسمة السعد وطهر
وهناءْ
علها تزرع فيهم زهرة العفة مسكا
ونشيدا كالصفاءْ
كصباح يبني الدين ويذكي
غرة الأخلاق صرحا
وحداءْ
ليعودوا عن دروب الخزي والعشق الدنيء
فيكونوا
أتقياءْ
ويجدّوا
في طلاب العلم حتى
تعزف الدنيا لحون الكبرياءْ
ويعيدوا
ذكرى سعدٍ
والمثنى
كيف كانوا
في المعالي
عظماءْ
إن أردتم
ياشبابا
نيل عزٍ
فاحذروا العشق وزيغ الخبثاءْ
13\1\1430هـ
عمروعبده 24-02-2011, 09:57 PM لننصر الإسلام
عايض محمد عيبان
قوموا معي قوموا
في نصرة الإسلام
والحق والإحسان
أقصوصة بيضاء
تروي صهيل الخيل
في نشوة وطفاء
تحكي دواء الداء
فوق الذرا الشماء
بين الحصون السود
والفيح والآكام
كالشيح والقيصوم
والورد والريحان
....................................
قوموا بلا استثناء
ياأيها الشجعان
في غمرة المشتاق
وبكرة العصفور
ووثبة الآساد
لننصر الإسلام
ونكسر الأصنام
ونقتل الأعداء
ونطرد الإجرام
..............................
غنوا بصوت الحب
قصيدة عصماء
أبياتها ميساء
من لحن غصن التوت
وزهر سفح الشام
رواقها أملود
وتينها قد حان
زيتونها ألوان
في نصرة الإسلام
والحق والإحسان
كونوا كجسر الصين
في صدقه الميسون
أو صبره الصداح
كونوا كصبح العيد
والطيب والشؤبوب
ووجنة زهياء
معا على الإخاء
والود والصفاء
والجود والعطاء
لننصر الإسلام
والدين والإخلاص
وننقذ الإنسان
من خطوة الشيطان
قوموا معي قوموا
قوموا بلا استثناء
عمروعبده 24-02-2011, 09:59 PM ((( بين الجُبِّ ........ و ما يخفى )))
إلى الأخ القائد : إسماعيل هنيّة ( أبو العبد ) حفظهُ الله
أنس إبراهيم الدّغيم
لقد مرّوا و طيفُكَ لا يمرُّ
و هم مكروا و عند اللهِ مكرُ
و عادوا بالقليلِ فلستَ فيهم
بغيركَ كلُّهم يا أنتَ صفرُ
و مازلتَ انتباهاً من ضياءٍ
فكيف يضمُّ هذا النّورَ بئرُ ؟
وأشهدُ أنّ غيبتَكَ احتضارٌ
لنا و حضورَهم ما فيهِ خيرُ
و لم يظلمكَ هذا الظّلمَ جُبٌّ
و لكن سوّلتْ نفسٌ فصبرُ
****
أمرُّ إليك منّي كي أراني
فأنت أنا و دونَ أناكَ كُثرُ
وأنت أبي أقاتلُ عنهُ حتّى
يُضرّجَ بالنّدى سيفٌ و شِعرُ
وأنت الصّبحُ يعلنُ ما لديهِ
فيورقُ في سِلالِ الضّوءِ عُمرُ
وأعلمُ أنّ سنبلةً ستبكي
طويلاً حينما يُغتالُ فِكرُ
وأنّ يمامةً ستموتُ حزناً
إذا الفسطاطُ هُدَّ و قيلَ ( عمرو)
******
لقد حبسوا مداكَ فكنتَ بُعداً
و بينك و المدى نسبٌ و صِهرُ
وهم طرحوكَ أرضاً كي يظلّوا
و يخلوَ وجهُ سيّدهم و صدرُ
فغِمتَ فصرتَ سقفاً من غمامٍ
و أبرقكَ الحصارُ فكانَ قطرُ
ليذهبَ ألفُ كرسيٍّ جُفاءً
و يمكثُ في قرارِ الجوِّ نسرُ
فإنّكَ فوق ما شاؤوا خضمٌّ
و هم في موجةِ الطّوفانِ نَزْرُ
و إنك كلّما قالوا قديمٌ
تحدّاهم هواكَ و قال : بِكرُ
فكم صُنعتْ وجوهٌ من ضبابٍ؟!
و وجهكَ أبيضُ القسماتِ بدرُ
و كم نامتْ عيونٌ كان أحرى
بها أن لا تنامَ و قامَ غِرُّ ؟!
ليصنعَ مجدَهُ من غيرِ مجدٍ
و يُبنى من عظامِ الشّعبِ قصرُ
و باسمِ الشّعبِ كم مُدَّتْ إلينا
أكفٌّ من دماء الشّعبِ حُمرُ ؟!ُ
و أقسمُ أنّه ما كان ذئبٌ
و لكنْ كان قبلَ الذّئبِ أمرُ
و إنّ دماً أرادوا منه شيئاً
دمٌ كَذِبٌ و ظلمٌ مستمرُّ
و هم جرحوا قميصَكَ ألفَ جرح
بمُديتهم و لكنْ سال عِطرُ
ليعلنَ دولةً من ياسمينٍ
لها في معجمِ التاريخِ نهرُ
*****
فياوطناً نحاصرُه و يبقى
و تضطربُ الحدودُ و يستقرُّ
و يا مطراً من الشّعرِ المقفّى
عليهِ توحّدا شعرٌ و نثرُ
و أنت أردتَ عِليّينَ بيتاً
و من طلبَ العلا لم يُغلِ مَهرُ
لقد حوصِرتَ من شرقٍ و غربٍ
فأشرقَ في جهاتِ النّفسِ فجرُ
لأنّكَ أمّةٌ دينٌ و دنيا
سقاها من سبيلِ الغيبِ ذِكرُ
و أنت اخترتَ أن تحيا كريماً
و تعرفُ أنّ دربَ المجدِ وَعْرُ
هي الأمجادُ يكتبُها رجالٌ
و إنّك في كتابِ المجدِ سِفرُ
******
نعيشُ و في ضمائرنا سجونٌ
و وحدَك في ضميرِ الجُبِّ حرُّ
و ليس الحرُّ من يمشي طليقاً
و قُضبانٌ بداخلِهِ و قبرُ
فيا عرباً سقاهم ماءُ بدرٍ
و يا عرباً بهم تُغتالُ بدرُ
و نسقط من حساب الضّوءِ عمداً
و أوّلُ أمرنا فتحٌ و نصرُ
و كم من أجلِ أن نحيا بذلنا
و خُضِّبَ في سبيل اللهِ نحرُ؟!
و ليس العيبُ في مهرٍ أصيلٍ
و لكن ربُّ هذا المهرِ غَمرُ
لماذا واحدٌ يعطي ألوفاً
من اللّاشيء و العشرونَ صِفرُ ؟!!!
و يجتمعون كي نبقى بلاداً
و تُعقدُ قمّةٌ ليضيعَ قُطرُ
و مُزجاةٌ بضاعتُهم و رُدّتْ
بأيديهم و مسَّ الأهلَ ضُرُّ
و إنّ لهم أباً عِِلْجاً كبيراً
لهُ في بيتِ أبيضهم مقرُّ
******
ألا يا أيّها الصّدّيقُ إنّا
مُنعنا كيلَنا و النّفطُ بحرُ
و نقتسمُ المذابحَ كلَّ عامٍ
تُراقُ مدينةٌ و يُهدُّ ثَغرُ
و هم حصدوا سنابلَنا فعُدنا
بلا حَبٍّ فلا غَوثٌ و عَصرُ
وكم مرّتْ بنا سبعٌ عِجافٌ ؟
أتتْ من بعدها سبعٌ أمرُّ
و نأكلُ خبزَنا لنُباعَ نفطاً
و تأكلُ من رؤوسِ القومِ طيرُ
فياشيخي عرفتَ الدّربَ فالزمْ
فأنتَ لها يدٌ طولى و أزْرُ
******
لقد أخفيتُ حبّي عن كثيرٍ
و لن يخفى عليكَ اليومَ سِرُّ
سأعلنُ في ضميرِ الكون حُبّي
لقد أحببتُ ( غزّةَ ) .... لا مفرُّ
وياشيخي سنأتي ذاتَ صُبحٍ
فقُلْ لي سوفَ إنّ البعدَ مُرُّ
و بعد بياضها ستعودُ عينٌ
إذا فصلَ النّدى أو جاءَ نَشرُ
و نختصرُ الطّريقَ كلمحِ جرحٍ
و يُصنعُ من دم الشّهداءِ جسرُ
و إنْ هم أغلقوا ( رفحاً ) علينا
فنحو اللهِ للآتي ممرُّ
سيُفتحُ معبرٌ في كلِّ أرضٍ
و سوفَ يُقالُ : كلُّ الأرضِ ( مِصرُ )
كتبها الغنيُّ بمولاه
الشاعر : أنس إبراهيم الدّغيم
سوريا /معرّة النّعمان / جرجناز
Eqbal1979*************
عمروعبده 24-02-2011, 10:01 PM إلى عينيك يا غزة
عبدالناصر منذر رسلان
غـــــــزّةٌ لا تســــــــألينـــــــــا *** كيفَ بتنـــــا لا نثـــــــــــــــــــورْ
كيفَ مــاتَ الوعــيُ فينــــــــــا *** كيفَ ألجمنــــــــــا الصـــــــدورْ
كيفَ بالدنيـــــــــــا انغمســــنـا *** غــــّرنــــــا فيهـــا الغــــــــرورْ
كيفَ للبــــــاغـــي التجـــــــأنـا *** حيثمـــــــا داروا نـــــــــــــــدورْ
كيفَ أصبحنــــــا نعــــــــــاجاً *** بعـــــدَ أن كنــَّـــــــــا صقـــــــورْ
********
حاصرونــــا يا حبيبـــــــــــــه *** حاصـــــروا حتـّى الأنيــــــــــــنْ
أغلقــــــوا كــلَّ المعـــابـــــــرْ *** فـي وجـــــــــوهِ الفاتحيــــــــــــنْ
جــــــوَّعــــونـا شــــــرَّدونـــا *** فـي عيـــــــون ِ الشــــــامتيـــــــنْ
هيــَّ نــــدعــــو يا حبيبــــــــه *** فـي صفــوفُ الســــــاجديـــــــــنْ
يــــــا رحيمـــــاً باليتـــــــامـى *** حـقـِّـــق ِ النصـــــــرَ المبيــــــــنْ
********
أهـــلُ غـــــزّه كيفَ أشـــــكو *** والدمــــــا بيــــنَ الدمـــــــــــوعْ
كيفَ أبكيكـــمْ وأنتـــــــــــــــمْ *** في الحشــــــــا تحتَ الضلــــــوعْ
نــامَ طفلي دونَ خـُبــــــــــــزٍ *** قلتُ : يـــا عمــــري تجــــــــوعْ
ردَّ فــــــي همس ٍ حـــــزينٍ : *** مثلمــــــا جـــــاعــــوا نجـــــــوعْ
يـــا أبــي لوْ لــي جنــــــــــاحٌ *** طــــارَ بـي نحــوَ الــــربـــــــوعْ
كنتُ يــــا ربــيِّ فــــــــــــــداءً *** للحمـــــى بيـــنَ الجمــــــــــــوعْ
********
غـــــزّةٌ لــــــو تُـخبرينــــــــــا *** عـــــنْ دمـــــــاءِ الأتقيــــــــــــاءْ
عـــــنْ رجـــــالٍ في إبــــــــاءٍ *** عاهـــــدوا ربَّ الســـــــــــــــماءْ
يــا إلهــي لـــنْ نـُســــــــــــاومْ *** قــــدْ مضــــى عهـــدُ الرجــــــاءْ
ودعـــــــوا الأطفــالَ لكــــــــنْ *** أمـَّــلوهـــــمْ باللقــــــــــــــــــــاءْ
فــي جـِـنــــــــان ِ الخلــدِ يومـاً *** عنـــــــدَ لقيــــــــا الأنبيــــــــــاءْ
عمروعبده 25-02-2011, 06:11 AM لننصر الإسلام
عايض محمد عيبان
قوموا معي قوموا
في نصرة الإسلام
والحق والإحسان
أقصوصة بيضاء
تروي صهيل الخيل
في نشوة وطفاء
تحكي دواء الداء
فوق الذرا الشماء
بين الحصون السود
والفيح والآكام
كالشيح والقيصوم
والورد والريحان
....................................
قوموا بلا استثناء
ياأيها الشجعان
في غمرة المشتاق
وبكرة العصفور
ووثبة الآساد
لننصر الإسلام
ونكسر الأصنام
ونقتل الأعداء
ونطرد الإجرام
..............................
غنوا بصوت الحب
قصيدة عصماء
أبياتها ميساء
من لحن غصن التوت
وزهر سفح الشام
رواقها أملود
وتينها قد حان
زيتونها ألوان
في نصرة الإسلام
والحق والإحسان
كونوا كجسر الصين
في صدقه الميسون
أو صبره الصداح
كونوا كصبح العيد
والطيب والشؤبوب
ووجنة زهياء
معا على الإخاء
والود والصفاء
والجود والعطاء
لننصر الإسلام
والدين والإخلاص
وننقذ الإنسان
من خطوة الشيطان
قوموا معي قوموا
قوموا بلا استثناء
عمروعبده 25-02-2011, 06:13 AM و أمّا بعدُ
أنس إبراهيم الدّغيم
و أمّا بعدُ إنْ يكُ بعدُ بعدُ
فقلبي أمّةٌ و هواكِ فردُ
و أختصرُ المسافةَ بين قلبي
و مجلى لاحظيكِ فأستبدُّ
بكلِّ الشّعر أجعلُهُ كضوءٍ
يغيبُ و أنتِ قبلتُهُ فيبدو
و أحتملُ الهوى جرحاً عميقاً
على شفتيهِ أشعارٌ و شهدُ
و أعلنُ أنّني بحرُ انتماءٍ
فيبحرُ فيَّ قحطانٌ و أزدُ
كذلك كنتُ حين قريشُ كانتْ
و كان لنا خيامٌ كان مجدُ
فيغضبُ حينَ أغضبُ هاشميٌّ
و ينجدني إذا ناديتُ "معدُ"
و حين تصيحُ وانجداهُ شامٌ
تلبّيها بيا لبّيك " نجدُ "
فكيف اليوم يضربني عدوّي
و أنتَ أخي تراهُ و لا تصدُّ ؟!
و كيف تكون يا ملكاً طليقاً
و تاجُكَ ساقطٌ و القلبُ عبدُ
و كيف يكون معتصماً إذا لمْ
يجبْ هنداً و قيدَ الأسرِ "هندُ"
فياعشرينَ عرشاً من حرامٍ
تُداسُ فلا تصدُّ و لا تردُّ
نيامٌ حينَ يُدعى للمعالي
قيامٌ إنْ دعا كأسٌ و نهدُ
وجوهٌ لم يزرْها المجدُ يوماً
و ليسَ لعهرها الرّسميِّ حدُّ
فلا سمعاً و لا طوعاً لعرشٍ
إذا من كان فوق العرشِ وغدُ
*********
فيا روحَ الغمام و أنتِ أدرى
بما عندي و ليس لديّ وردُ
و أعلمُ أنّني و الصّبحُ مثنى
فيجمعنا على خدّيكِ وعدُ
و خيلُ الله تجري في دمائي
و تعدو مثلما ذ****ِ تعدو
و مهما امتدّ بي تاريخُ حبّي
فإنّكِ "غزّةٌ " قبلي و بعدُ
**********
تعاليْ كالغمام فلا ربيعٌ
بغيرِ شؤونِ غيثكِ يستجدُّ
شتاءُ الخزي يقتلنا مراراً
و تنحرنا من الطّاغوتِ زندُ
فمهما شاء غِرٌّ أن تكوني
فكوني مثلما جرحي يودُّ
عواصفَ حين لا تبقى دماءٌ
تثورُ لها يثورُ اللازَوردُ
و قولي للعروشِ الصُّمِّ بيني
و بين مصارعِ العشّاقِ عهدُ
و أنّ كتائبَ القسّامِ حقٌّ
على أرضي قضاءٌ لا يُردُّ
*******
ننام على الجراح نجوعُ نعرى
و لا يغتالُ صبري مستبدُّ
و ما أخذوهُ من لحمي و عظمي
بغير دمي أنا لا يُستردُّ
فما التّنديدُ يُرجعُ لي تراباً
و لكن يرجعُ الأوطانَ أُسدُ
إذا قاموا فـ"بسم الله " صفاً
و "بسم الله " صولتُها أشدُّ
فما أحلى الخيولَ إذا أُعدّتْ
و ما أحلى الكرامَ إذا أعدّوا
و ألويةٌ "صلاحُ الدّينِ " فيها
لها في مستقرّ المجدِ وِردُ
شواهينُ الفضاءُ لها بيوتٌ
على أرياشها برقٌ و رعدُ
نفوسٌ في بيوتِ الله صيغتْ
و ما بنتِ المساجدُ لا يُهدُّ
******
رسمنا بالدّم الغالي دروباً
يفوحُ على الخطى فلٌّ و وَجدُ
فللزّيتون في أرضي سرايا
و للّيمون خارطةٌ و مهدُ
فمهما أوقدوا ناراً لحربٍ
سيطفؤها من الرّحمنِ بردُ
و مهما أزبدوا ناراً و قتلاً
و مهما أغلقوا رفحاً و سدّوا
معابرَ لن يردّوا وهجَ أرضي
و لا عُمقي ففي الأعماقِ طَودُ
و إن هم أحرقوا شيخاً كبيراً
ففي أحفاده "عمرو" و" سعدُ "
يموت المستحيلُ على خطاهم
و ليس بغيرهم ينفكُّ قيدُ
أليسَ غداً لناظرهِ قريبٌ ؟
غداً سيمرُّ نحوَ القدسِ جندُ
كتبها الغنيُّ بمولاه :
أنس لإبراهيم الدّغيم
سوريا / معرّة النعمان / جرجناز
Eqbal1979*************
عمروعبده 25-02-2011, 06:21 AM يا أمّة اِقرأ ْ
أنس إبراهيم الدّغيم
يا أمّة اقرأ :
يا ورد البستان الأخضرْ
يا عبق الإيمان الأذفرْ
جاءتْكِ خيولُ بني الأصفرْ
يا أمّة اِقرأ ......... جاؤوكِ
جاؤوكِ ليمحوا ما فيكِ
ليذيبوا عطرَ نواديكِ
ليدسّوا حقدَ جوارحهمْ ....
سُمّاً في ماءِ سواقيكِ
و ليملأَ أرضَ ضواحيكِ ...
آلامٌ .... و دمٌ ........ و قبورْ
جاؤوكِ ... ففيكِ حكاياتٌ
و رؤىً من نورْ
و الحبُّ كبيرٌ ممتدٌّ يمحو الدّيجورْ
و لأنّكِ أكبرُ بكثيرٍ
من كلِّ جهاتِ الأرضِ
من كلِّ جهاتِ الشّرِّ ...
و لكم قد شربتْ من زمزمَ حقبٌ و دهورْ
جاؤوكِ ... لأنّ النّخلَ طويلٌ ....فيكِ طويلْ و لأنّ ترابَكِ مصنوعٌ من شيءٍ آخَرْ و على خدّيْكِ ....
يفورُ فراتُ مغانينا .....
و يفيضُ النّيلْ
جاؤوكِ ... لأنّكِ جنّاتٌ
صارتْ من رملِ الصّحراءْ
و لأنّ سماءكِ ملأى ......
ملأى بالمعراجْ
و لأنّ الأرضَ تفيضُ بآياتِ الإسراءْ
و صنعتِ العالمَ من "اِقرأ ْ "
و لأنّكِ حرّرتِ الدّنيا
و محوتِ أساطيرَ السّفهاءْ
جاؤوكِ ...... ففيكِ القرآنُ
و نهارُكِ لا يشرقُ إلا.....
من غارِ حراءْ
و لأنّ اللّيلَ إذا نامْ
نامَ على أنغامِ قُباءْ
و لأنّ الصّبحَ إذا أسفرْ
فلأنّ " بلالاً " قدْ كبّرْ
و اللّيل تأهّبَ منتشياً بصلاةِ الفجرْ
جاؤوكِ ...لأنّا أدركنا أطرافَ النّصرْ
و لأنّ رياضَكِ يسقيها ....
بئرٌ من " بدرْ "
و لأنّا جئنا من " أُحُدٍ " بفنونِ الصّبرْ و لأنّ " الخندقَ " في دمنا ...
تجري و تمرّْ
و أذانُ "بلالٍ " يتلوّى .....
في دوحِ العمرْ
و محونا فرعونَ الأمّةْ
و على أسيافِ كرامتنا ....
قد سقطَ الكفرْ
و لأنّ عقيدتَنا ولدتْ ......
في حِلَق الذّكرْ
جاؤوكِ ... لأنّا ما طفنا حولَ القُلّيسْ و عصينا أبرهةَ الحبشيّْ و رفعنا الرّأسْ و هجرنا أرضَ الظلماتْ و ملأنا الدّنيا ....بالخيراتِ و بالآياتْ و نسفنا هُبَلَ الكفّارِ ....
و هدمنا العُزّى و اللّاتْ
جاؤوكِ ...لأنّكِ كالأنواءْ
خيرٌ و عطاءْ
و لأنّكِ ألغيتِ الظّلمَ
و مسحتِ دموعَ الفقراءْ
جاؤوكِ .... لأنّكِ لم تبقي للظّلمِ يداً و قصصتِ جناحيْ نمرودٍ و حذفتِ ثمودَ و ما صنعوا .....
و حكايةَ عادْ
و طويتِ الدّنيا قاطبةً ....
و لغاتِ الأرضِ .... و ما كتبوا
في حرفِ الضّادْ
يا أمّة اِقرأ ْ :
من شاءَ بنا شرّاً .... فعلى
عتباتِ قُواهُ يدورُ الشّرّْ
فجنودُ أبي بكرٍ نحنُ .....
و سيوفُ عمرْ
لو جاؤوا ... خيلاً و جيوشاً
لو جاؤوا .... ناراً و عروشاً
فسنخرجُ من تحتِ الرّملِ
و سنأتي ...... كأَتِيّ السّيلِ
و نقومُ ... كقيامِ السّاعة
و السّاعةُ أدهى و أمرّْ
و السّاعةُ أدهى و أمرّْ
و السّاعةُ أدهى و أمرّْ
يا أمّة اِقرأْ :
من غيرُكِ كان لهُ سيفٌ ....
في هذي الأرضِ و لمْ يصدأ ْ
من غيركِ صلّى و توضّأ ْ
من غيركِ لوّن وجهَ الأرضِ بلونِ الوردْ
و ملأتِ الدّنيا بالحبِّ ....
فطعمُ الرّملِ كطعمِ الشّهدْ
يا أمّة اِقرأ ْ :
ما كنتِ سوى طينٍ و خيامٍ و غبارْ
و دماءٍ ... تجري من مُضرٍ
و جروحٍ في جسمِ نزارْ
يا أمّة اقرأ ْ:
من غيركِ سوّى الأرضَ سماءْ
و ربوعُكِ ما كانتْ إلا ....
خيلاً ...... و دماءْ
و قلوباً يجرحُها الظُّلمُ ....
فتفيضُ دموعاً .... و بكاءْ
و بيادرَ يملؤها الخوفُ ....
حين تمرُّ ....
حوافرُ داحسَ و الغبراءْ
يا أمّة اقرأ :
عودي لزمانٍ .....
علّمنا فيهِ الأكوانْ
صلّينا في تاجِ محلّ
و تلونا في أرضِ بخارى ......
سورَ القرآنْ
و ملأنا مسرحَ أندلسٍ
وحياً ..... و أذانْ
و توالتْ أفواجُ النّاسِ ...
تمشي في درب الإيمانْ
و حولَ الكعبةِ .....
طافَ الرّومُ ..........
و حجَّ البربرُ .... و الأفغانْ
و الأبيضُ و الأسودُ طافوا ....
سبعةَ أشواطْ
و رسولُ اللهِ يقولُ لهم :
(( منّا سلمانْ ))
يا أمّة اقرأ :
من أجلِ عيونِ رسولِ الله
من أجلِ الأقصى و القبّة
من أجلِ رضيعٍ يتلوّى وسطَ النّيرانْ
من أجلِ عجوزٍ .....
قد ضيّعَ في الظّلمةِ دربَهْ
من أجلِ مآذنَ .....
يطمرها رملٌ و دخانْ
من أجلِ دموعِ اللّيمونِ ...
و وفاءً لصلاحِ الدّينِ ....
و رقاعٍ في ثوبِ عمرْ
من أجلِ صغارٍ قد جاعوا ....
من أجلِ شيوخٍ قد ضاعوا ....
و خيامٍ يلهبُها الحرّْ
عودي ..... لمعينِ أبي بكرٍ
و فيوضِ عُمَرْ
و خذي من سعدٍ عُدّتَهُ
و السّيفَ المُرهفَ من حيدرْ
عودي يا أمّة من ملؤوا الدّنيا بالحبّْ
عودي يا لحنَ اليرموك ....
يا قافيةً من ذي قارْ
يا قصّة خيبرْ
عودي يا شامَ بني مروانْ
عودي يا مكّةَ من صبروا
عودي يا أرضَ الأنصارْ
عودي ... كي تورقَ أشجارٌ ....
كي تجري فيكِ الأنهارْ
و ليغسلَ أثرَ اللّيلِ الفاجرِ ....
ضوءُ نهارْ
يا أمّة اقرأ ْ:
جئنا غرباءَ إلى الدّنيا .....
و سنرجعُ يوماً غرباءْ
يا أمّة اقرأ ْ:
طوبى طوبى للغرباءْ
طوبى طوبى للغرباءْ
الشّاعر : أنس إبراهيم الدّغيم
من ديوان : سمّيتُكَ الشّعر الحنيف
سوريا/معرّة النّعمان / جرجناز
2001 م
Eqbal1979*************
عمروعبده 25-02-2011, 06:43 AM هو البيتُ العتيق
أنس إبراهيم الدّغيم
هو البيتُ العتيق
إلى مَن أحبّ
تعالَيْ نحوَ قلبي لا تخافي
ففي قلبي صَفيّاتُ القوافي
هو النّسرُ الذي يعلو بعيداً
و أنتِ له القوادمُ و الخوافي
فما أنسَتْهُ ليلاهُ اللّيالي
و لا ذهبتْ بذكراها العوافي
و لكنْ جَدَّ وَجدٌ فاستجدّتْ
قوافيهِ بأورادٍ صَوافِ
كأنداءِ الغمامِ إذا أفاضتْ
سجاياها على حِلَقِ الضّفافِ
و ما أحببتُ من أحببتُ حتّى
رماني الحُبُّ بالسُّمْرِ الثِّقافِ
و يحلو لي جَناها حينَ أدنو
كما يحلو الجَنى آنَ القِطافُ
و تسقيني بيُمناها شراباً
فأسكرُ من رقائقها اللِّطافِ
و ذي كبِدي براها ما براها
أجوزُ بها المفاوزِ و الفيافي
عساها أنْ تفوزِ بمبتغاها
إذا فازتْ برَشْفٍ من سُلافِ
فجودي يا سعادُ على محبٍّ
فإنّ العمرَ آذنِ بانصرافِ
فما كبِدٌ يُسلّيها التّلاقي
كواحدةٍ يلوّعُها التّجافي
و كم جرحَ الهوى منّا قلوباً
فلم أرَ مثلَهُ بين الشّوافي
و إنّ لهُ على ما قد علمنا
يداً أمضى من البيضِ الخِفافِ
و ليسَ الحبُّ غيرَ عفافِ نفسٍ
و قلبٍ صادقٍ و يَدٍ تُصافي
و كم ألفيتُ من حُسْنٍ و نُعمى
فما ألفيتُ كنزاً كالعفافِ
*****
نموتُ على الهوى و عليهِ نحيا
و حبُّ الله باقٍ في الشَّغافِ
فلَمْ أرَ مثلَ حبِّ الله حبّاً
يدومُ على اتّفاقٍ و اختلافِ
هو البيتُ العتيقُ لكلِّ قلبٍ
فكيفَ نَمَلُّ من هذا الطُّوافِ ؟
من كلمات الشّاعر : أنس إبراهيم الدّغيم
معرّة النعمان / سوريا
عمروعبده 25-02-2011, 06:54 AM قــــم للمغني
ريوف الشمري
قٌـمْ للمغنِّـيْ وفِّـهِ التصفـيـرا ** كاد المغنِّـيْ أن يكـون سفيـرا
يا جاهلاً قـدر الغنـاء و أهلِـهِ ** اسمع فإنك قـد جَهِلـتَ كثيـرا
أرأيتَ أشرفَ أو أجلَّ من الـذي ** غنَّى فرقَّـصَ أرجُـلاً و خُصُـورا
يكفيهِ مجـدا أن يخـدرَ صوتُـهُ ** أبنـاء أُمـة أحـمـدٍ تخـديـرا
يمشي و يحمل بالغنـاء رسالـةً ** من ذا يرى لها في الحياة نظيرا
يُنسي الشبابَ همومَهم حتى غدوا ** لا يعرفـون قضيـةً و مصيـرا
الله أكبـر حيـن يحيـي حفلـةً ** فيهـا يُجعِّـرُ لاهيـاً مـغـرورا
من حوله تجدِ الشباب تجمهـروا ** أرأيت مثل شبابنـا جمهـورا؟!!
يا حسرةً سكنت فؤاديَ و ارتوتْ ** حتى غَدَتْ بين الضلوعِ سعيـرا
يا عين نوحي حُقَّ لي و لكِ البُكا ** ابكـي شبابـا بالغنـا مسحـورا
يـا لائمـي صمتا فلستُ أُبالـغُ ** فالأمرُ كان و ما يـزالُ خطيـرا
أُنظر إلى بعض الشبـابِ فإنـك ** ستراهُ في قيـد الغنـاءِ أسيـرا
يا ليت شعري لو تراهُ إذا مشـى ** متهزهـزاً لظننتـهُ مخـمـورا
ما سُكرُهُ خمـرٌ و لكـنَّ الفتـى ** من كأسِ أُغنيـةٍ غـدا سِكّيـرا
أقْبِح بهِ يمشي يُدنـدنُ راقصـاً ** قتلَ الرجولـةَ فيـهِ و التفكيـرا
لولا الحياءُ لصحـتُ قائلـةً لـهُ ** (يَخْلفْ على امٍ) قد رعتكَ صغيرا
في السوقِ في الحمامِ أو في دارهِ ** دوماً لكـأس الأُغنيـاتِ مُديـرا
إنَّ الـذي ألِـفَ الغنـاءَ لسانُـهُ ** لا يعـرفُ التهليـلا و التكبيـرا
حاورهُ لكنْ خُـذْ مناديـلاً معـك ** خُذها فإنك سوف تبكـي كثيـرا
مما ستلقى مـن ضحالـةِ فكـرهِ ** و قليـلِ علـمٍ لا يُفيـدُ نقيـرا
أما إذا كان الحـوارُ عـن الغنـا ** و سألتَ عنْ ( أحلام ) أو (شاكيرا )
أو قلت أُكتب سيرةً عن مطـربٍ ** لوجدتِـهُ علمـاً بـذاك خبيـرا
أو قلتَ كمْ منْ أُغنيـاتٍ تحفـظُ ** سترى أمامـك حافظـاً نحريـرا
أمـا كتـابُ الله جـلَّ جـلالـه ** فرصيدُ حفظهِ ما يـزالُ يسيـرا
لا بيـتَ للقـرآن فـي قلـبٍ إذا ** سكن الغناءُ به و صـار أميـرا
أيلومني مـن بعـد هـذا لائـمٌ ** إنْ سال دمعُ المقلتيـن غزيـرا
بلْ كيف لا أبكي و هـذي أمتـي ** تبكـي بكـاءً حارقـاً و مريـرا
تبكي شبابا علَّقـتْ فيـهِ الرجـا ** ليكونَ عنـد النائبـاتِ نصيـرا
وجَدَتْهُ بالتطريـبِ عنهـا لاهيـاً ** فطوتْ فؤاداً في الحشا مكسـورا
آهٍ..و آهٍ لا تــداوي لوعـتـي ** عيشي غــدا مما أراه مريـرا
فاليومَ فاقـتْ مهرجانـاتُ الغنـا ** عَدِّي فأضحى عَدُّهـنَّ عسيـرا
في كـل عـامٍ مهرجـانٌ يُولـدُ ** يشدوا العدا فرحاً بهِ و سـرورا
أضحتْ ولادةُ مطربٍ فـي أُمتـي ** مجداً بكـلِ المعجـزاتِ بشيـرا
و غـدا تَقدُمُنـا و مخترعاتُنـا ** أمراً بشغلِ القومِ ليـس جديـر ا
ما سادَ أجدادي الأوائـلُ بالغنـا ** يوماً و لا اتخذوا الغناء سميـرا
سادوا بدينِ محمدٍ و بَنَـتْ لهـمْ ** أخلاقُهمْ فـوقَ النجـومِ قُصُـورا
و بصارمٍ في الحرب يُعجِبُ باسلاً ** ثَبْتَ الجنانِ مغامـرا و جسـورا
مزمـارُ إبليـس الغنـاءُ و إنـهُ ** في القلبِ ينسجُ للخرابِ سُتُـورا
صاحبْتُـهُ زمنـاً فلمـا تَرَكْـتُـه ** أضحى ظلامُ القلبِ بعـدَهُ نـورا
تبـاً و تبـاً للغنـاءِ و أهـلِـهِ ** قد أفسدوا في المسلميـن كثيـرا
يا ربِّ إهدِهِـمُ أو ادفـع شَرَّهُـمْ ** إنَّا نـراك لنـا إلهـي نصيـرا
عمروعبده 25-02-2011, 06:56 AM الأقزام الصغار
دكتور عثمان قدري مكانسي
إني لأعجب ممن ضيّع البلدا --- وحارب الأهل والأوطان والولدا
وكان عوناً على إخوانه شرساً --- وطأطأ الرأس للأعـداء واجتهـدا
وأخلص الود للغِربان يخدمهم --- وهم يسـومون أمتـَه فما انتقـدا
يهوى لقاءهـمُ بالحب متشـحاً --- ويبذل الـود في إرضائهم سَـعِـدا
ويمكر السوء في إخوانه وله --- في ظلمهم شغف قد مازج الكبدا
هو النفاق فلا يخفى على أحد --- هي الخيانة ، هل خالفـْتَ معتقدا؟
هو انسلاخ عن الوطان مازَجَها --- صغـارُ نفـس وذلٌ شـابَهَ الوتِـدا
وكيف ينسلخ الإنسان عن وطن --- مبارَكٍ شعّ نوراً خالصاً وهدىً
إلا إذا كان مسخاً ليس فيه من الـ --- عروبة الصرف إلا الوجهُ مرتبدا
قـد زال رونقـه والتاثَ مبـدؤه --- وحاد عن شرعة المختار مبتعدا
وهمّه اثنان : كرسيّ ومنفعة --- يبـيـع من أجلـه ما جـدّ والتـّلـدا
وكـِذبـُه واضح للنـاس كلـّهـمِ --- وضفدعُ الشؤم لذ ّ اللؤمَ فابتـردا
فما يحرّكُ من إحساسه شرفٌ --- أو يُطلق الخيـرَ من مكنونـه أبداً
لا ترتجِ الخير ممن كان قدوتـَه --- " أبو رغال" فلن تلقى به رشَـدا
24 رمضان 1429 هجرية
24 أكتوبر 2008 ميلادية
عمروعبده 25-02-2011, 06:57 AM اللصان و حارس البستان
حامد خلف العُمري
Hamid.alumary***********
يُحكى بأن حارساً قد كانا *** يحرسُ في بعض القرى بستانا
به ثمـــارٌ و به أزهــارُ *** من حسنها, عقل الفتى يحارُ
يشربُ من مياههِ الظمآنُ *** و يستظلُ المُتعب الوسنانُ
****
و ذات ليلٍ أبصر الأمينُ *** في وسَطِ البستانِ ما يشينُ
لصَّينِ قد عاثا به فسادا *** كفعلِ فأرٍ خرَّقَ البجادا(1)
يُحرِّقان النخل و الحبوبا *** و يغرسان الخمط و الخرنوبا (2)
****
فأفزع الحارسُ ما قد صارا *** فأطلق التحذير و الإنذارا
وفارق القعود و الجلوسا *** و دقَّ من ساعته الناقوسا
و ظنَّ أنَّ الناسَ يُهرعونا *** ليزجروا اللصين أو يأتونا
****
لكن أمراً آخراً قد حدثا *** إذ أكثر الناس أطال اللبثا
و خيرُهُمْ من قال ليت الناظرْ *** بدقَّهِ الناقوسَ لم يغامرْ
فربما قد سمع الأعداءُ *** أو اللصوصُ صوتَهُ فجاءوا
****
و قام يبكي أحد اللصينِ *** يقول يا حارسُ لا تؤذيني
ما كنتُ لصاً بل أنا خبيرُ *** أُشذِّبُ الأشجار ياضريرُ
و أنزعُ الشوك و أسقي الوردا *** و الزهرَ كيما للحبيب يُهدى
****
واجتمع اللصوصُ يهتفونا *** باسم رفيق الدرب يلهجونا
و يطلبون الفتحَ للبستانِ *** من غير إبطاءٍ و لا تواني
و الطردَ و الإبعادَ للحرُّاسِ *** و الكسرَ و التخريبَ للأجراسِ
****
و أعلنت جمعيةُ الحريةْ *** بيانها في هذه القضيةْ
و فيه أن الحارسَ الشريرا *** يحاربُ الإبداعَ و التطويرا
و يُعلي الأسوارَ و السدودا *** و يصنعُ الأصفادَ و القيودا
1) البجاد: الكساء
2) الخرنوب : شَجرٌ بَرِّي بَشِعٌ المذاق و له شَوكٌ .
عمروعبده 25-02-2011, 07:00 AM غضبة الأشلاء
الدكتور عدنان علي رضا النحوي
حَيثُما مِلْـتُ فاللَّيـالـي حُبَـالـى --- قَدْ حَمَلْـنَ البـلاءَ بـعـد البـلاءِ
حيثُمـا مَالَ طَرْفيَ اليـوم يلقَـى --- مِنْ دَواهِـي الـبَـأْسَـاءِ والأَرْزاءِ
ِيا فِلسطينُ ! يا رُبى المَسْجدِ الأقْـ --- ـصى ! حنينَ الأكْبـادِ و الأَحنـاء
ِأنت مُلْـكُ الإِسْـلامِ حـقُّ هُـداه --- أنـتِ عَـهْـدُ الوفـاءِ والأُمنـاء
ِأيُّ شيءٍ جَـرى بسَـاحِـكِ حتى --- صِرْتِ سـاحَ الغُـواةِ والأَشْقيـاء
ِفعلـى كـل ساحـةٍ مِنـكِ دَمْـعٌ --- وأنـيـنٌ و غضـبـةُ الأشــلاء
--- ---
حَسْبُكَ اليـومَ ما تَـرى في روابي --- رَفَـحٍ مِـنْ كَـوارثٍ وابـتـلاءِ
جُنَّـت الأَرضُ في رُباهـا وجُنَّـتْ --- حَـمَـلاتُ التـرْويـعِ والإِفنَـاءِ
كـلُّ دبّـابَـةٍ تـصـبُّ لَهِيبــاًِ --- صاعقـاً خاطفـاً وهـوَلَ اعتـداء
ِوجَحيـمٌ مِـنَ السَّمـاء ، مِنَ الأرْ --- ضِ ومِـنْ كُـلِّ آلَـةٍ رَعْـنـاء
والعماراتُ ! لهفَ نَفْسي ! تهاوتِْ --- فَـوَقَ أطفالـهـا وفـوقَ النِّسِـاء
ِفـوقَ فِتْيانهـا وفَـوقَ شُيُـوخٍ --- ودَويٍّ مُـفَـجِّـعٍ مِـنْ نِــداء
وشَبـابٍ تواثَبُـوا ! غيَر أَنّ الــِ --- ـهَـوْلَ أَقْسى مِنْ وثْبَـةٍ وفِـدَاء
ِلهفَ نَفْسـي ! كأنّما الأَرْضُ رُجَّتْ --- يَـا لِزلـزَالِهـا وطُـولِ شَـقـاء
ِوزُحُـوفُ الآلاتِ تَجْـرفُ مِنْ زَرْ --- عٍ ومِنْ غَـرسَـةٍ ومِنْ أَفـيـاء
من غِـراس الأجْـداد تحمل تاريـ --- ــخ جِـهـادٍ وأمَّـة وسنـاءِ
ِتَتْـرُكُ الأرْضَ كاليبَـابِ وتَبْقـى --- حَـسَـراتُ القُـلـوبِ والأحْنَـاء
نُـثِـرَ الأَهْـلُ في جـوانِبهـا في ِ --- سَـاحَـةٍ أَقْـفَـرَتْ وذُلِّ عَـرَاء
--- ---
أَيْـنَ مِـنْ خَيَمـةٍ تضـمُّ شَتاتـاًِ --- مِـن ضَـيـاعٍ وأُمْنِيَـاتِ نـجـاء
أيْـن أحـلامُ طِفْلَـةٍ حَضَنَتْهـاِ --- طَلْعَـةُ الفَجْرِ أو حُلـولُ المسـاء
أيْنَ لَهْـوُ الأطفال في مَرَحِ العُمْـِ --- ـرِ ، وزهـوِ الحقولِ ، ظلِّ فنـاء
أَيْنَ نَفـحُ الوُرود أو عَبَـقُ الليـِ --- ـمـون يَـرْوي مَـلاحِـم الآبـاء
ِكيف غابَـتْ روائعُ المجْدِ من أمـ --- ــسِ وغابـتْ مطالـع العَليـاء
لهف نفسي ! وحولك اليـومَ يا داِ --- رُ غُـثـاءٌ ! فَيـا لِـذُلِّ الغُـثـاء
--- ---
عمروعبده 25-02-2011, 07:02 AM أروع القصائد في وصف صورة معبرة ( 10 )
http://www.saaid.net/wahat/37.gif
إلى أين تمضي؟
إلى أين تمضي؟
تشق عباب الزمان، وتمضي
وتحمل حقلا من الحب والياسمين
أيا جبلا من شموخ ومن كبرياء
تسير وتعلم أن الطريق إلى
الذكريات طويل
وأن الصعود إلى حافة الشمس
كالمستحيل
إلى أين تمضي؟
وما زال في جنباتك طفل يعيش
ويقفز، يذرع هذي الفيافي
ويقتات حبا، وينمو مروجا
ويسبح في راحتيه القمر؟
إلى أين تمضي؟
وعيناك في صفحة الماء تقرأ
سيرتها من جديد:
ألن أسترد زمان الصبا؟
يداعب سحنتك القرمزية ضوء الصباح
فتنسى شجونك في أمسيات الشتاء
تصيخ إلى الزهر سمعك
كل قرنفلة حملتك السلام إلى أهلها
والخزامى يقص عليك حكاية هذا المساء
وفي همهمات الشجر
صدى أغنيات
يرجعها صوتك العذب عند السحر
هي الريح تعصف حولك
ما زلت تهوي بمجدافك الغض
تفتح دربا جديدا لعمر جديد!
تبدد غيم الضباب أمامك
تبحث عن أغنيات الشباب
عن الحب في خفقات الزنابق
إلى أين تمضي؟
ستمطر عما قليل، فلملم بقاياك وارجع
سليمان منذر الأسعد – الرياض
رحلة إلى الفردوس
جدف فقد جمعت أفئدة الضياء
وسلكت درب الأنبياء
وفقهت عن نوح
قيادة قارب الإيمان
واجتحت العباب
هذي الطحالب
لن تعيق الركب
قوتها سراب
تتزين الشمطاء تلبس حلة من
سندس خضر
لتعشقها القلوب
وتغازل البحار: لا ترحل ..
ستطحنك الدروب
الناس مثلك أبحروا
في النهر ثم توقفوا حينا
فأجبرهم على الإبحار قانون الحياة
لكنهم حملوا نفايات الطغاة
وتعلموا قانون قابيل المدمر
واستلذوا العيش في الوحل
الرخيص
ومضيت أنت كفارس..
الأحلام
ترقبه الفتاة..
تهدي إلى الدنيا أريج الوحي
ثم تسير نحو الخلد
يا ركب الهداة
ماجد على أحمد محسن الجبري – إب
السباق مع الظلام
سافر فموعدك الصباح.
يطوف حلمك في الشعاب.
قدر بأن تمضي غريبا بيننا
وعلى طريق الدرب تزداد اغتراب
ادفع هنا مجداف عمرك للأمام
واقهر به مستنقع اليأس الزوام
ما عاد يجدي في رصيف العجز
أطواد الكلام
فورود حلمك ظامئات فاسقها
عند الوصول
ندى الألق
واحذر بأن تمتد فوق الحلم..
أنياب الغسق
واضرب ببعض عبيره الوادي
الخراب
لكي يفيق متوجا بالاخضرار
سافر.. وسابق في الطريق هناك
عاصفة الظلام
وازرع على الشط الحقيقة
والسلام
كل الألى ناديتهم.. في السير قد آووا
إلى جبل ليعصمهم وما عصموا
غضب المسافة سوف يتركهم يباب..
سافر.. شعاع الصبح مد لك
الطريق إلى شواطئه الرحاب
فالعجز يفتح للغواية والنهاية ألف باب
واليأس يفتح للهزيمة ألف باب
سافر، وأدري أن في كفيك جرحك
فامتشق في السير أنوار الكتاب
فالموت.. أن تبقى بلا هدف بلا
وطن بلا عز مهاب..
مختار عبد أحمد حسن المريري – تعز
لامس النهر برفق
أيها الحادي ترنم
........... فلقد آن الرحيل
آن للإنسان يمضي
........... آن قهر المستحيل
جدف الآن وغني
........... فلقد سار الدليل
وعلى الموال يمضي
........... مركب الحزن الثقيل
* * *
إن أراك الناس ضيقا
........... فاطلب الكون الرحيب
واحمل الأزهار حبا
........... لعدو وحبيب
وإذا القبح تناهى
........... فجمال الكون طيب
وعواء الشر يخبو
........... عند صوت العندليب
* * *
أيها المجداف رفقا
........... بلجين السلسبيل
إننا نحمل وردا
........... ليس للحقد سبيل
لامس النهر برفق
........... كطبيب للعليل
جفت الأرواح إلا
........... هذه الروح الأصيل
* * *
إن في الأشجار حبا
........... ليس في دنيا البشر
فعلى الضفات تبقى
........... تتناجى في السحر
وإذا الشوق تقوى
........... وإذا الحب استعر
تتلاقى في عناق
........... رغم تحذير النهر
* * *
أيها الحادي توقف
........... إننا نسمع صوتا
حاديا يعلي صياحا:
........... إن بعد العيش موتا
رحلة لا بد منها
........... إن أبينا أو أبيت
فليكن زادي يقينا
........... ولندع علّ وليت
يحيى عبد القادر هايل – صنعاء
نحو مرفأ الصلاة
تريثي براعم الزهور
سنقتفي النهار
هناك لن تطالنا خناجر الظلام
فقاومي جحافل الذبول بابتسام
وأيقني سلامة الوصول
وأنصتي لهمسة الخرير
يثيره التجديف لوحة بريشة السفين
لتغسل الأوراق ظلها في صفحة
الغدير
تريثي سنبلغ الحقول
ومرفأ الربيع
هناك سوف يولد الصفاء بعد حين
يطل من طراوة الغيوم
وأنت والسفين والجندول والخرير
ستخلدون عاجلا
وتسجدون
في مرفأ الصلاة.. للمصور القدير
محمود الكسواني - عمان
عبور الزهور
الروح مثلك أيها المجداف تلتهم
الغدير
والزهر كالهمسات تسألني إلى أين
المسير
عجل بربك للفضاء الرحب إنك
كالأسير
عيناك بين الماء تلمحني وعيني في
الأثير
ما أرهب اللحظات حين تمر في زخم
العبور!
خلفي كنوز الدهر أسحبها فما أقسى
الدهور
فيها عيون الزهر ترجو الماء من فوق
السرير
والأرض واجمة وعين الزهر باسمة
تدور
كالحلم كالأقمار كالتأريخ كالطفل
الصغير
لكآبة الغابات والآلام والزمن
الخطير
ها ألف جوهرة تعشعش في بساط
من حرير
كشقائق النعمان تدفعني فأوشك أن
أطير
من لي وقد يممت في المجرى سوى
الله القدير
حتام تصرخ بي القصيدة في تعاريج
العصور؟
وإلى متى تغتالني الأوجاع يا نهر
الزهور؟
سمير سرحان سعيد السميعي - تعز
الحياة
أنا لا أرى غير الحياة
تناسقت لوحاتها المثلى على أرقى الصور
الزهر والنهر المغلف بالشجر
وعلى فضاء الشط أبخرة المياه
تنساب عاشقة الزهر
والشمس ترنو من زوايا الأفق
تسترق النظر
مالت لتبحث عن ذوائب شعرها
المنساب في صدر النهر
وعلى امتداد النهر شوق عارم
لم تعتر ملاحه المشتاق وعثاء السفر
عن عالم عبثت به روح الصراع
عشق الطبيعة غادة مدت سواعدها
على طول الممر
وأتى ليحمل خلف أروقة الشراع
رمز الصفاء، رمز المحبة للبشر
دون التفات للأثر
محمد حسين أحمد الهجري- تعز
قارب الأمل
ورحلت ثم مهاجرا
........... في قارب الأمل السعيد
الورد خلفك باسم
........... والطير تسجع بالنشيد
في رحلة سحرية
........... فيها ابتسامات الوليد
وهناك في ظل الغصون
........... الخضر، والعشب النضيد
والماء تحتك ضاحك
........... فكأنه يتلو القصيد
تفضي بسرك آمنا
........... وتعيش بالقوت الزهيد
ما دام قلبك عامرا
........... بالنور في كنف الحميد
وهناك تعلم موقنا
........... أن التقي هو السعيد
أن السعادة أن نعيش
........... لفكرة الحق التليد
علي الشرعبي - تعز
سيصل..
إلى أين تمضي؟ أتدري الذي
........... وراءك أم ليس تدري به؟
أتعرف في الدرب أين الطريق؟
........... أتعرف بعدك من قربه؟
أراك تحملت زهرا وعطرا
........... ونهرا تمكنت من قلبه
ستغرب شمسك يا صاحبي
........... ويقبل ليلك في رعبه!
أجاب ولم يلتفت للوراء
........... رويدك إني من حزبه!
سأوصل هذا الهدى جاهدا
........... وإن مت غيري سيمضي به
خالد علي المصعبي - صنعاء
هم خاطفون
هجرت أيا زهر طلع الفنن
وباقات ورد زهيد الثمن
فأنت لمن؟ ثم نحن لمن؟
إلى أين ينأى بك القاطفون؟
فبئس الرحيل.. وهم خاطفون
ألا إن للزهر أيضا عيون
ودمع الندى كائن أو يكون
سيبكيه ذات مساء حنون
وللورد بعض دواعي الظنون
عبد الله محمد عاطف – تعز
مي - تعز
أناشيد الخلود
قل لي إلى أين الورود
........... ويقلُّ قاربك الورود؟
فإذا رحلت فإنني
........... أرجو شروقك أن يعود
لك أيها الربّان رمـ
........... ـز محبة فيما ترود
لك لوحة رُسمت بأحـ
........... ـلى ريشة.. وبلا حدود
لك غنوة الأحباب غنّـ
........... ـتها البلابل في الحشود
هي لحن أشعار الصبا
........... بة دون قيثار وعود
تُضفي القلوب بسحرها
........... أحلى أناشيد الخلود
هي ألف معنى من معا
........... ني الحب في هذا الوجود
فلاح عبده النظاري – إب
ملعقة عسل
وحيدا سرت يا أملي
........... بلا يأس ولا ملل
حملت مناي في عجل
........... وقد أمضي بلا عجل
أعيش بزورقي حلما
........... يناجيني بلا كلل
ومجدافي (كملعقة)
........... تجود بأطيب العسل
وتسبيحي أردده
........... مع الأشجار والجبل
سأدعو رب هذا الكون
........... في حل ومرتحل
ليبقى زورقي ماض
........... بلا زيف ولا زلل
علي حسين الأمير
فوق الماء احترقتُ
أيها القارب هيا
........... إنني ذبت اشتياقا
أنت فوق الماء تمشي
........... وأنا متُّ احتراقا
وفؤادي في ضلوعي
........... يسبق الشوق انطلاقا
إنني في حفظ ربي
........... أعتلي هذا النّهر
هذه الأطيار تشدو
........... فوق أغصان الشجر
فتهيج القلب شوقا
........... للقاء المنتظر
ليتني قد كنت طيرا
........... في سما هذا الوجود
أقطع الأميال جوا
........... وإلى عشي أعود
طائر حر طليق
........... لا تكبلني قيود
جلال عبد الله الحزمي – تعز
تابع الموضوع
http://www.muslmh.com/vb/showthread.php?t=87297&page=2 (http://www.muslmh.com/vb/showthread.php?t=87297&page=2)
الموضوع انتقاء من مجلة مساء العدد (9) شعبان 1420هـ
أروع القصائد في وصف صورة معبرة ( 1 )
http://saaid.net/wahat/q139.htm (http://saaid.net/wahat/q139.htm)
أروع القصائد في وصف صورة معبرة ( 2 )
http://saaid.net/wahat/q166.htm (http://saaid.net/wahat/q166.htm)
أروع القصائد في وصف صورة معبرة (3)
http://saaid.net/wahat/q170.htm (http://saaid.net/wahat/q170.htm)
أروع القصائد في وصف صورة معبرة (4)
http://saaid.net/wahat/q172.htm (http://saaid.net/wahat/q172.htm)
أروع القصائد في وصف صورة معبرة (5)
http://saaid.net/wahat/4.htm
أروع القصائد في وصف صورة معبرة ( 6 )
http://saaid.net/wahat/23.htm
أروع القصائد في وصف صورة معبرة ( 7 )
http://saaid.net/wahat/29.htm
أروع القصائد في وصف صورة معبرة ( 8 )
http://saaid.net/wahat/35.htm
أروع القصائد في وصف صورة معبرة ( 9 )
http://saaid.net/wahat/36.htm
تحرير: حورية الدعوة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إذا دعا الرجل لأخيه بظهر الغيب قالت الملائكة : ولك بمثل »
عمروعبده 25-02-2011, 07:05 AM أروع القصائد في وصف صورة معبرة ( 9 )
http://www.saaid.net/wahat/36.jpg
فتاةُ النخل
أصبت الدرب أم أخطأتِ دربا = وجئتِ سواكِ تلتمسين قربا
كأنكِ والطريق ضفاف عينٍ = تسلق جفنها العرجونُ هدبا
قرأتُ نوافذ الكلمات نبضاً = فكان النبض للهذيان قلبا
وتاه الهجسُ خلف الهجس حتى = تَفَطّر هاجسي في الليل شهبا
وجاء الحرف في أهداب نحوي = يجرجر رفعه المكسور نصبا
أملقاةً بكف الصمت هلا = كشفتِ السر عن ساقيكِ ثوبا
هنا أدري بأن البوح صعبٌ = وبعض البوح ليس ببوح صعبا
فليت الكوخ يُنبئني وقلبي = بسر شاخ في كفيكِ سحبا
وليت البرق ينفخ في جناحي = فأسقط من سَماكِ عليكِ سحبا
أمن جين الرمال خُلِقتِ طوعاً = فتاة النخل أم أجُهضتِ غصبا..؟
وجئت شواطئ الأحباب حبوا = تُغنين المدى جاراً وصحبا
أمن باب الصلاة سجدتِ أمراً = لوجه الله.. دام الله ربا..؟
لمحتُ صلاتك النشوى عبيراً = يسافرُ في مسام الزهرِ عذبا
توضأ بالصباحِ وقام يتلو = ضياء الله في الأبكار كُتبا
وصلى في رحاب الضوء شوقاً = إذا ما الشوق في الصلوات هبّا
فسبحان الذي أسراكِ نخلاً = وأودع فيكِ فاكهةً وأباً
وألبسكِ الشموخ رداء مجدٍ = تساقط من سناه الخيرُ رطبا
هو الرحمن ذو علم مداه = يكوَّنُ مِنْ نَوَاةِ الحّبِ حَبّاً
ويُخرج من شفاهِ الصخر ماءً = ويُنبتُ في بساط البحر عشبا
ويجري الفلك في أمن ويأتي = بكفّ الشمس شرقاً شاء غربا
فتاة النخل هذا الشعر أمسى = يرتّل عشقك الفتان حُبا
فضم الطفل في عينيكِ شعري = وخلَّي من سواه يموت غلبا
ضحاكِ اليوم.. طيراً جئتُ أشدو = مديح الوصف أفندةً ولبا
وأهرقُ بالضحى عذب القوافي = مُدامَاً قد صببتُ الشعر صبا
فمعذرةً إذا قَصّرت.. لكن = قصير الوصف يا ما كان أنبا
وضاح ناجي مُزَّيد- صنعاء
http://www.saaid.net/wahat/36.jpg
العملاق النائم
جذعٌ أناخ على البسيطة نحرا = واستلّ سعفاً باسقاتٍ خضرا
عملاق أقعده التخاذل بغتةً = وترنَّح العملاق يزحف قسرا
هو قادمٌ يرنو إلى آفاقه = كي نحتسي شهداً ونمضغ تمرا
هو قادمٌ رغم التآمر ضدنا = يبني لنا عزَّاً ويثمر تبرا
أو ما ترى شمّ الأنوف فؤوسهم = تقضي على هبلٍ وتقصف نسرا؟
لا تيأسنَّ إذا الخطوبُ استحكمت = حلقاتها وغدت تصارع بحرا
فالبحر أنت وأنت بحَّار الدُّجى = رصّع على ألواح فلكك نسرا
أرأيت أنّ الدار جانبك ارتدى = لَبنَا سيصبح للقيادة قصرا؟
يلد الفوارس من سنا ثكناته = ويشع من كل الجوانب طهرا
ليطهّر الأقصى ويحرس ثغره = ويصون حرمة قدسه والمسرى
ويزيل رجس الكفر من محرابنا = كي لا نقدّس سفرهم والحبرا
هلاّ سألت الدار أين ديارنا؟ = وقصور روما عن مدائن كسرى؟!
ماذا عن الإيوان أين بُناته؟ = سل صرح بابل أين قصر الحمرا؟!
يا أمةً خط الزمان سطورها = لا ترهبي من الفواسق فأرا
سيعود دجلة للفرات معانقاً = والنيل بالسودان يَشْدُدُ مصرا
ونخيل نجدٍ والعراق تآزرت = لتشد للنخل المعوَّق أزرا
تاالله ما نبكي لفقد أحبةٍ = كلاّ ولا تبكي القصائد أسرى
بل إنّ بحر الشعر يسكب دمعه = لطوال ليلٍ بات يحجب فجرا
يا فجر ما بال الفوارس أحجموا = لمّا رأوا سُود الليالي تترى
لابد من رحم غيورٍ ماجدٍ = يلد الأماجد كي نحقق نصرا
يا ثورة الشعر الأغرَّ تفجَّرِي = حِمَمَاً لتدمغ راجمات الشعرا
يا أمّة العملاق ثوري إننا = نارٌ على الأعداء تحرق كفرا
سنعيد تاريخ الأسود مجدّداً = ونمدّ للأرض الغريقة جسرا
علي إسماعيل محمد الباز/ اليمن- إب
http://www.saaid.net/wahat/36.jpg
وصية شهيد
دقّوا الدفوف
وتجمّعوا حول السراب
وفرّقوا كل الصفوف
واستبشروا بوقوفكم تحت المذلة والحتوف
وكلوا هنيئاً واشربوا
وتمتعوا بالعجز في أقسى الظروف
أما أنا
فقد اعتزلت وضقت من أفعالكم
وتهت في تاريخكم
قد طال نومي في مناجاة السيوف
وتعبت من طول الوقوف
وقسا الزمان
وحاصرتني لوعة
أخفيتها بين الحروف
سأنام وحدي
لا أبالي بالزمان
وبالرفاق وبالحياة
وبالضيوف
وحدي كأني لم أشاهد كل من حولي
تداعوا بالمئات وبالألوف
ما عدت أقوى أن أعيش
وكل أيامي كسوف
أنا لست من تلك الديار
ولست من تلك الشوارع
لست من هذي الكهوف
أنا لست من أرض تسيل دماؤها
أنا لست من أرضٍ
يباع ترابها وهواؤها
أنا لست من أرضٍ يذلّ رجالها ونساؤها
رغم الأنوف
ها قد رحلت
ومن ورائي ذكريات المجد
تقفو ذكرياتي
والرضا حولي يطوف
وحدي أفتّش بين أشْباح المنايا
عن طيوف
لا شيء خلفي غير أسراب الشتات
ودعته ضعفي
وقوتي لم يعد قهراً وخوف
فلتكتبوا عني وصية ميّت
كونوا شهوداً
أنني منكم براء
وأنني في داركم
آبَى الوقوف
أني أموت
رفعت رأسي للسماء
وقصدت ربي بالدعاء
لأفوز بجنات عدنٍ
قد دنت فيها القطوف
لطيفة عبد الرب المفلحي- عدن
http://www.saaid.net/wahat/36.jpg
حوارية أمام باب المجد
(1)
سمتْ في الأفق خافقة..
كمثل الفجر بل أظهرْ..
وفي الشطين كم مالتْ..
تُغازلُ فجرها الأشقرْ..
فأضحتْ في هجير الجدبِ..
بُستاناً.. ولا أنضرْ..!!
(2)
يا نخلة الهجير..
شمختِ في (مساء) ليلنا..
كمشيةِ الصَّغير..!!
حين يحبو في حبور..
ويزرعُ الآمالَ في جدبِ الصخور..!
وكوخكِ الصَّغير..
يُراقبُ القمر..
يُغازلُ الأنسامَ..
يزرعُ الفرح..
يُدافعُ الآلام..
في ليل الترح..
يقولُ: يا نسيم..
قف ساعة..
ولتبصر الأمل..
لتبصر الجذور..
تمتد في حبور..
تمتد ساقها تُطاولُ المدى..
يمتد في ضجر..
تُعاود الصُّعود
وتترك الخضوع..
ليبزغَ الصَّباحُ..
ويُسرع القدر..!!
وقيد ذلّه قد انكسر..!!
والكوخُ غارقٌ..
في همسهِ الشَّرود..!!
يقولُ: يا شذى..
متى يزولُ ليلُ أمتي متى..؟!
ومثل نخلتي..
يعودُ مجدها يعود..!!
يعودُ للصُّعود..
(3)
شموخُ النخل في الأفقين شاهدْ..
بأن المجدَ رغم الذل عائدْ..
وأنّ الدَّهرَ ذو دُولٍ وعُسرٍ..
ولكن.. للهُدى جذرٌ يُساندْ..
فثارتْ من خنوع الذُّل يوماً..
وأضحتْ في الدنى مثل الجلامد..
محمد إبراهيم محمد جلاد- اليمن
http://www.saaid.net/wahat/36.jpg
نخلةٌ غادرت عُمرَها
بماذا أُداري الهوى والألم = وماذا عسى أن يقول القلم
تباكى الزمانُ على منظري = فأجّج في الروح نار الندم
أنا نخلةٌ غادرت عمرَها = وهلَّ إليها الفَنَا والعدم
وما كنتُ شُختُ لأمرٍ يسير = ولكن في القلب همٌ جثم
تكبَّر قومي على حرفتي = ومدّوا أياديَهُمُ للعجم
وصرتُ على وحدتي أشتكي = وأبكي الفراق الذي ما انصرم
وساقي الطويلة على أراضيهم = ليحكي السنين ومنذ القدم
فبالأمس كان على هامتي = يرفرف للنصرِ هذا العلم
وتشدو البلابل من داخلي = وتَنشُر في الحيّ أحلى النغم
وألقى المحبةَ من قومنا = من السيد الكفْء والمحترم
ولولا طعامي الشهيّ الزكيّ = لما عانقتنا غيومُ القمم
وكان الرسولُ الذي ما انحنى = لدنيا الوحوش وذلّ الصنم
يُثبَّتْ في صحبه الأمنيات = ويكشف للروح غيَّ الظُلم
شَهِدتُ المعارك والعاديات = شهدتُ الزبير على من هجم
سلوا يومَ حطّين ماذا جرى = سلوا الأرض تُسمع حتى الأصم
تركنا الأعادي تذوق الردى = فَكَانَ البقيّةُ منهم خدم
وهبَّ المثنّى على صرختي = وأقسم باللهِ أقوى قسم
بأن يصنع المجدَ من شمسنا = وينشُر بالدين أحلى الشيم
وأقبل كسرى إلى موطني = يُقبّل رأسي ثمّ القدم
يُعانق مجدي شموخ السحاب = فأمطر فينا العطا والكرم
وكنا وهل تستجيبُ المنى = لمن أوهنتهُ رياحُ السقم
فبغداد من ذلّنا تشتكي = وغطى على القدس همٌّ وغم
تطاول علج في الدانمارك = فتبَّت يداهُ على ما رسم؟!!
سيلقى المهانة من فعلهِ = ويهوي إليهِ العَمى والصمم
ومهما تعالت جموعُ العِدى = ستشرق شمسُ الهدى والنعم
وصلّى الإلهُ على المصطفى = حبيبي محمّد ماحي الظُّلم
حامد محمد حفيظ - إب
http://www.saaid.net/wahat/36.jpg
كفانا ذلة
أمتي مالي أراكِ هويت التراب؟
ورضيتِ أن تزحفي على الثرى..
ورضيتِ الذل والهوان..
وعفت الارتفاع..
فوق الورى..
أما ترين قدسنا بين الكلاب..؟
يدنَّس.. ويهان..
وترين الدماء..
ألا ترين ذلك العشب هناك؟
على أرض الفداء..
قد سقاه الدم حتى ارتوى.
أمتي ألا تسمعين بكاء الأرامل
والثكالى هنا وهناك..؟
ألا ترين حالنا؟
وأنت تسرحين في أحلامك طول المدى..
ألا ترين الكفر كيف يسقينا الماء مع القذى؟
ألا ترين كيف النور غاب عن ليلنا؟
ألا ترين الذلّ والصغار والردى؟
أمتي فلْترتقي فوق السماء..
ولتعتلي بإيمانك وإسلامك..
عنان الفضاء..
أمتي..
يكفيك هوان وذلّ..
يكفيك شقاء..
هيا فلتنهضي..
ولتعيشي.
حياة العزّ والكبرياء..
هيا.. يكفي النصر
لنا جفاء..
هيا يكفينا ألم وأحزان
ويكفينا أسى
الغميصاء- يافع
**
انتقاء من مجلة مساء العدد (42) صفر 1429هـ
أروع القصائد في وصف صورة معبرة ( 1 )
http://saaid.net/wahat/q139.htm (http://saaid.net/wahat/q139.htm)
أروع القصائد في وصف صورة معبرة ( 2 )
http://saaid.net/wahat/q166.htm (http://saaid.net/wahat/q166.htm)
أروع القصائد في وصف صورة معبرة (3)
http://saaid.net/wahat/q170.htm (http://saaid.net/wahat/q170.htm)
أروع القصائد في وصف صورة معبرة (4)
http://saaid.net/wahat/q172.htm (http://saaid.net/wahat/q172.htm)
أروع القصائد في وصف صورة معبرة (5)
http://saaid.net/wahat/4.htm
أروع القصائد في وصف صورة معبرة ( 6 )
http://saaid.net/wahat/23.htm
أروع القصائد في وصف صورة معبرة ( 7 )
http://saaid.net/wahat/29.htm
أروع القصائد في وصف صورة معبرة ( 8 )
http://saaid.net/wahat/35.htm
تحرير: حورية الدعوة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إذا دعا الرجل لأخيه بظهر الغيب قالت الملائكة : ولك بمثل »
عمروعبده 25-02-2011, 07:08 AM أروع القصائد في وصف صورة معبرة ( 8 )
http://www.saaid.net/wahat/35.gif
عُدْ إلي!!
أيُّها الراقدُ قسْراً بين أحْضانِ الثَّرى..
وائدا نبضاً لحلمٍ بين أنياب الردى..
عُدْ إليَّ..!!
عُدْ إليَّ..!!
عُدْ وأشعلْ شمعة في ظلمتي...
ترسُم البسمةَ في ثغرِ غدي..
فأنا اليوم وحيدٌ....
سرقَ الأعداءُ حلمي..
وابتساماتي... وصبحي..
وأناشيدي .. وحتى لعبتي..!!
عُدْ إليَّ..!!
عُدْ إليَّ..!!
عُدْ لتحكي لي حكايات انتصاركْ...
كيف بعتَ الروح طوعاً...
وكسوْتَ المجدَ ثوباً..
من تفانيك ومن خيط غبارك..
كيف جرّعتَ الأعادي
حمماً من ألمٍ
حينما فرّوا صغاراً
منك في ساح المعاركْ...؟
إيه يا جَدَّي (صلاحاً)..!!
إنني من بعدك اليوم
غريق في المهالك..
×××××××××
عُدْ إليَّ..!!
عُدْ .. فبغدادُ حزينةْ..
نهشَ الأوغادُ مهجتها..
قتلوا فرحتها في مهدها..
كبّلوا معْصَمَها..
سرقوا من روحها عفَّتها...
ثم أَرْدَوْهَا قتيلةْ..
وكذا المليار من إخوانها...
شربوا من دمها القاني وباعوها ذليلةْ..
فأضاعوا قبْلة المجدِ وباتوا
يندبون الذل في كل مآسينا الطويلةْ...
إنني أبكي أخاً يا (جَدٌّ) فهل تعرفه؟
في مآقي (القدس)..
وفي أهداب (يافا)..
في دموع البصرة الثكلى
و(تكريت) و(حيفا)..
سرق الحزن أمانيه وحلواه وعيدهْ..!!
وبقايا بسمةٍ في ثغره..
وشظايا فرحةٍ في قلبه
بعدما باع وريده..!!
فغدا كهلاً ضريرا
يستشفٌ النور
يستجدي
من الأقدار بسمةْ..
وأنا ألهو بحلمي
وبألعابي.. وأوراقي .. وعيدي...
كل شيء في حياتي
بسمةٌ.. حلوى.. وألوانٌ ..
ورسمه ..
إيه يا (جدَّيَ) ما أقسى الهزيمة ..!!
حينما تملك سيفا من رمادٍ
تحتسبه الريحُ في ذكرى أليمةْ..
بعدما كانت سيوف العرب لُيُوثاً
تسحق الطاغي.. وتغتال نعيمهْ..
ياسمين الجمالي – إب
http://www.saaid.net/wahat/35.gif
شفاه البوح
أبتاه.. وانتشلت دمي الضوضاء ............ وخبت بيوم رحيلك الأضواءُ
وضعت عواصفها الجراح بعاتقي ............ رضعت صرير مخاضها الأحشاءُ
أنا مذ رحلت وناظري متكبل ............ بفم الضياع تجرّني الأعباءُ
أكل الزمان الصلب واح مشاعري ............ فبدت هناك كأنها جرداءُ
وتغطرس الدمع الجريح وكلما ............ بكت العيون سرت بها الأقذاءُ
لملمت خارطتي وجئت على دمي ............ يقتادني خلف البكاء بكاءُ
وأتيت من أقصى الشقاوة راكباً ............ همّي يجرجر خافقي الإعياءُ
مدنٌ من الفوضى تسافر داخلي ............ وقرى جراح ما لهنّ دواءُ
إنى امتطيت هوى القصيدة صهوةً ............ سقطت بسرج قصائدي الأهواءُ
هذي جراحاتي وقصة مأتمي ............ هي قصةٌ أزلية شنعاءُ
أبتاه مأساتي وما بمدائني ............ ظلمٌ وكل مشاعلي أدجاءُ
انظر إلى مقلي التي أطعمتها ............ شجني وكيف أصابها الإعياءُ
لم يبق غير القحط يأكل خاطري ............ وتعجّ خلف ترائبي الأشلاءُ
ما بي تباريحُ تلملم بعضها ............ بعضاً وجوفي حرقةٌ وعناءُ
مزقت أبراج الشذاب بعالمي ............ إرباً وقدت طالعي الأشذاءُ
وتقاتلت بخريف معطفها المنى ............ يوماً وأغدق صيفها الإدماءُ
عزفت أناملها الرياح بمسمعي ............ صمتاً يهدهد صمتها الإصغاءُ
هذي شفاه البوح أينع صوتها ............ أبتاه واشتعلت هنا الأصداءُ
وتجمّدت مدن الصباح صبابة ............ سهكت ضياء منافها الظلماءُ
تاهت خطى قلبي الجنين ولم أزل ............ ببراءتي تغتالني الّلأواءُ
أبتاه لا أدري وكيف (تبركنت) ............ سحبي وجفّت في فمي الأنداءُ
هيهات يا ألقا يفردسه الضحى ............ درراً وتشرب ضوءه الجوزاءُ
أنسى هواك البكر.. معذرة وقد ............ رشفت هواك على المدى الأعضاءُ
فمتى ويبتدئ السؤال هنيهة ............ ويعود ينهش بدءَهُ الإنهاءُ
بيني وبينك والضريح مساهي ............ ومشاهد.. وبرازخ صمّاءُ
هلا اصطحبت صغير قلبك مرةً ............ كي تستريح بجوفه الأنواءُ
لكنّما هذي الحياة مَوَاجِعُ ............ ومَتَاعِبُ.. ومَدَامعُ.. وشقاءُ
سأعود والآهات تصفع هامتي ............ وأنا وأشباح الظلام سواءُ
يوماً إذا الأقدار أرخت سدلها ............ ماذا بربك يفعل الأبناءُ؟
وضاح ناجي مزيد / صنعاء
http://www.saaid.net/wahat/35.gif
ضباب الألم
أحمل الأسفار في ساح العراء
وأنا نبت صغير
من أناشيدي البكاء
من مزاميري الضياء
والقفار الصفر تنعى خاطري
في فضاء
تَتَنَزي بالدماء
لا تسلني من أكون؟
أتعشّى من نفايات القمامة
من رضاب الدود أجتر الطعاما
وأبي سوط على ظهري ارتحالاً
ومقاما
يحتسي الشر ويقتات الحراما
إن يكن مجرى حياتي
من لُعَاعَاتِ المراقد
مستعيراً من مماتي
كفن الإهمال من صور الطهارة
فلماذا ينفخون الجوع في عصر الحضارة؟
كم دسست الرأس
في حجري ووجدي
كدت أصْهر
أملي في فوهة الليل تبخر
قدمي اليمنى
تلظّت بالجراح
وثباتي في عراكٍ وكفاح
قدمي اليسرى
تناجي قبر أمي
أين أمي؟
تركتني للخناجر
عند أنياب فواغر
هل تعودين بأعباق الحنان؟
في جناحٍ
كالحمامة
فأرى في العيش أنوار الكرامة
لتريني
أقتني أحلى علامة
رياض عقيل بونمي / حضرموت
http://www.saaid.net/wahat/35.gif
نجي المشاعر
أبي يا ساكن القبر ............ أثير الحب والبرِ
أتيتك أشتكي وجعا ............ يجرعني من المرِ
يلح عليّ يلفحني ............ فأخرج دونما عذرِ
تركت الكل من حولي ............ وجئت إليك لو تدري
لأنثر لؤلؤي وحدي ............ أبل صداك في القبرِ
أغمغم بالشجا المقطوع ............ بين الحلق والصدرِ
وتسبق لوعتي شدوي ............ بمر صوارم تفري
نشيدي كله حرق ............ تشب عليّ كالجمرِ
يخيل إليّ أنّك قمت ............ خلف حواجز السترِ
تناديني وتهتف بي ............ تعال.. تعال يا بكري
أبي لا شمس تدفئني ............ وعن ليلي غفا بدري
أداري البرد إذ يأتي ............ إلى داري بلا نكرِ
فيلطمني بقسوته ............ ويصفعني على نحري
أبي قد جئت مشتاقاً ............ أصب الشجو في حجري
شعرت بنوبة هزّت ............ شراع الحب والطهرِ
فجئت إليك مدّكَّراً ............ روائح صدرك العطرِ
صغيراً تعبث الأرياح ............ بي بالثوب بالشعرِ
أعلّل بالمنى قلبي ............ وأحمل أنجم الفجرِ
أشقّ دروب أيامي ............ وأحفظ سورة العصرِ
تقهقر عني الأيام ............ عن ثقل على ظهري
هنا أرتاح من تعبي ............ هنا أملي هنا قصري
هنا العنوان فأتوني ............ بقرب جنادل القبرِ
هنا في الساحة الحرّى ............ أحسّ بلذة تسري
أنا لا أبتغي كرة ............ ولا دراجة تجري
أنا لي روضتي الخضراءُ ............ في الصوَّان والصخرِ
محمد عباس الأهدل / الحسينية
http://www.saaid.net/wahat/35.gif
همهمات الوجد
قاد الحنين خطاي للإقبال ............ والقرب منك ولسعةُ الأوجالِ
ودنوت منك وليلتي ممتدة ............ وطفولتي مخنوقة الآمالِ
وقفت عليك مدامعي رقراقة ............ وجواي عنك ممزق الأسمالِ
ليضمّني دفء الأبوّة فانحنى ............ ضعفُ البنوّة وانفصام حبالي
أبتي أتيتك والجراح تلوكني ............ والهول يلفظني إلى أهوالِ
اليتم يأسر فرحتي ويذيقني ............ طعم العناء ونزوة الأنذالِ
والعُدم يسحب فوق ظهري ذيلهُ ............ ويمسُّني بالفقر والإعلالِ
والبؤس يحفر في الوجوه كهوفه ............ وتطلُّ منه معالمُ الإقلالِ
والقهر يلفحني ويسرق راحتي ............ والقلب في وجع وفي أغلالِ
ولقد أتيتك والحقيبة عندما ............ فارقت مدرستي بلباسي البالي
من ذا يعلمني وكنت معلمي ............ ومحذّّري من مهمه الإهمالِ؟
ويصوغ لي بالحرص أثمنَ درّة ............ منظومة الأهدافِ والآمالِ
أبتي بعهدك لم أذق طعم الشجى ............ أبداً مدى الغدوات والآصالِ
كُنَّا كزهر الروض ينعشه الحيا ............ نلهو بلا حَزَن ولا إمحالِ
تنمو سعادتنا ويرفل خطوها ............ وأبي يراقبها بلا إغفالِ
حتى رماه الغدر فانطفأ الضيا ............ وأتت ليالي اليتم والإذلالِ
قتلوك يا أبتي الحبيب وليتهم ............ رحموا دموع الدار والأطفالِ
ومضيت يا نبع الحنان إلى العلا ............ ومضوا ببغيهم إلى الأوحالِ
وأنا غدوت وإخوتي بين الورى ............ ورق الخريف تُساقُ للآجالِ
هل في الوجود يد تُمدُّ وتنحني ............ تنسي جراح اليتم والإقلالِ؟
وتقودني للمجد منطلق الخطا ............ وتزيح عن طُرُقي دُجى الإضلالِ
وتضمّني تطفي لهيب جوانحي ............ بحنوها الم..... السلسال
حتى إذا وضع المسافر رحله ............ لقيت جزيل صنيعها المنهالِ
لكنني رغم الجراح سأرتقي ............ قمم النجاح وكوكبَ الإجلالِ
وأطير في أفق العلوم محلّقاً ............ لا أنثني بمضايق الأحوالِ
فاليتم مفتاح النبوغ ومنبت ............ المجد المنيف ومطلع الإهلالِ
عبد الله عبده العواضي / إب
http://www.saaid.net/wahat/35.gif
مصرع الابتسامة
عاش والبسمة يا إخوان لا
تبرح فاه
الأب الحاني نقاء يشبه
الماء صفاه
ويد الوالد تلتفّ على
الخصر فتعطيه دفاه
بين قلب الوالد المعطاء
طفلٌ
ملأ السعدُ صباه
وفم الطفل يناغي: بأبي
تحلو الحياة!
يومها سُرّ ولكن!
خطف الموتُ أباه!
صاح لمّا جاءه الناعي يوافيه
الخبر
لم يكن يدرك أنّ الموت
ميعاد البشر
ناح! لكن بعدها سلّم لله
القدر
وبقي من غير راعٍ يتخطّى
في حفر
صار باليتم فقيراً
إنما الفقر قيود
وأتى العيد بلا همسٍ ولا
كفّ يجود
ورأى ابنَ الجار في ثوب
جديد ونقود
لمحَ الألعابَ في الكفّ
اشتهاها
ولديه المبلغ الكافي
فاشتراها
غير أنّ الطفل عزّى نفسه:
كنت يوماً..
لم يشأ يكمل: (كنت..)
مَالَ حزناً وتهادى
ثم أعطى الصمت دوراً
راح يطويه الشرود
فرأى طيف خيالٍ طلّ من
ماضٍ ودود
هام بالطيف فناداه:
أبي..
أبي..
غاب!
فارتدّ الصدى يُتماً
هُزم الطفل رُغْماً
فاستلقى..
بكى..
بكى..
وحالُ الطفل يتلو:
ليتك يا (بابا) تعود!
ليتك يا (بابا) تعود!
أحمد الجبري / تعز
**
انتقاء من مجلة مساء العدد (41) ذو القعدة 1428هـ
أروع القصائد في وصف صورة معبرة ( 1 )
http://saaid.net/wahat/q139.htm (http://saaid.net/wahat/q139.htm)
أروع القصائد في وصف صورة معبرة ( 2 )
http://saaid.net/wahat/q166.htm (http://saaid.net/wahat/q166.htm)
أروع القصائد في وصف صورة معبرة (3)
http://saaid.net/wahat/q170.htm (http://saaid.net/wahat/q170.htm)
أروع القصائد في وصف صورة معبرة (4)
http://saaid.net/wahat/q172.htm (http://saaid.net/wahat/q172.htm)
أروع القصائد في وصف صورة معبرة (5)
http://saaid.net/wahat/4.htm
أروع القصائد في وصف صورة معبرة ( 6 )
http://saaid.net/wahat/23.htm
أروع القصائد في وصف صورة معبرة ( 7 )
http://saaid.net/wahat/29.htm
تحرير: حورية الدعوة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إذا دعا الرجل لأخيه بظهر الغيب قالت الملائكة : ولك بمثل »
عمروعبده 25-02-2011, 07:10 AM يا من عصيت الله
نصائح ودفاع عن الرسول صلى الله عليه وسلم
محمود صالح خير البدوابي
يـا من عصيت الله تـب وارجع له [1] لا تقـرن العصيـان بالإصـرارِ
إن كنت تبغـي توبـة أسـرع بها [2] ناج الإله بإسمه الغفـــارِ
اسلك طريقك للجنـان تفز بـها [3] أطـع الرسـول يقيك شـر النارِ
اعرف عدوك واسـتعذ من شـره [4] كن كاشـفا ًلمكايد الأشـرارِ
أقم الصلاة وحـاذرنَّ بتركـها [5] سخـط العزيــز القاهر الجـبارِ
الله من خلق البرية والسـما [6] والأرض كـلُّ في فضـاء سـارِ
أدِّ الزكاة من النصاب لأهلهـا [7] صم شهر صوم للكريم البـاري
كن صاعداً بالنفس في طلب العلا [8] وحذار من عشـق النسـاء حذارِ
كن عامراً لبيوت ربـك طائعـاً [9] للوالديـن ومحسـناً للجــارِ
إن هم قلبك بالذنوب فقـل لـه [10] أتريدُ أن تكـوى بحـر النـار؟ِ
كن سابقا بالخير دوماً محسناً [11] واحذر من الفساق و الفجارِ
كن طالبأ للعلم واستـمسك به [12] ذاك اليقين فمن به سـيماري ؟
واذكر إلهك قائما أو قاعـدا [13] واحفظه في الأسماع والأبصـارِ
واجعل لسانك عن كلامك صامتاً [14] إلا بقـول الخـير والأذكــارِ
أو بالصلاة على الحبيب محمـدٍ [15] من حـل بالرحمات والأنـوارِ
إن الذي سـب النـبي برسمه [16] من دولـة الخنزيـر والأبقـارِ
سينال حتمـاً بالحسـام عقــابه [17] من صـارم ذي رونـق بتـارِ
يا أيها الزنديق ذق نـار الأسى [18] عن كـل ما تفضيه من أوزارِ
ستبوء بالخسران في الدنيا وفي ال [19] أخرى تبـوء بسطوة القـهار
نحن الكرام بنو الإسلام يجمـعنا [20] حـب النـبي الحاشـر المختار
نفـدي النـبي وآلـه ونسـائه [21] بالأهـل والأمـوال والأعمـار
من بايـع الرحمـن في إسـلامه [22] أيـبيـع أحمـد باللعـاع الهار
سنقاطع الأكلات من إنتاجـكم [23] ها ذاك أدنى أخـذنا بالــثأر
عمروعبده 25-02-2011, 07:11 AM آهِ مـنْ شــوقي إليهـا
عبدالناصر منذر رسلان
زادَ وجــــــدي وحنـــــــاني *** واعتـــــــرانـي مـا اعتـــــرانــي
طيبـــــة ٌ لا تســــــــألينـــي *** عــن هيـــــــامي كـــم شجانــــي
حبـُّـها يـــــا صحبُ يســري *** بـــوحَ عطــــرٍ في كِيــــــانـــــي
كلــَّــما هبَّ نســــــــــــــيم ٌ *** مــنْ شــــــــذاها وغشـــــــــانـي
أشعــــلَ القلبَ حنينـــــــــــاًً *** فانتشــــــى منــــــــــهُ بنــــــانــي
إنْ تــــــراءت فـــي خيالـي *** أزهــرتْ فــيَّ الأمــــــــــانـــــي
أُغمـــضُ العيـــنَ لعلـّــــــي *** أرتقـــــي نحـــــوَ المعـــــانــــي
كلــَّــما حــنَّ فـــــــــــــؤادي *** ذُبتُ شــــــــــوقـــاً في مكانـــي
طــــارتِ الـــروحُ إليهـــــــا *** مثـــلَ بـــــــرق ٍ في ثـــــــوان ِ
وارتمــتْ قـــــربَ الحبيـــبِ *** تشتكــــي مِمــّــــا تـُعـــــــانــي
طــــارَ قلبـــــي من ضلوعـي *** وبكــــى لــمــّـــــا رآنـــــــــــي
آهِ مــــنْ شـــــــوقــي إليهـــــا *** يا إلهــــي .. كـــمْ أُعـــــانـــــي
عبد الناصر منذر رسلان
عمروعبده 25-02-2011, 07:13 AM إلا الذين آمنوا
دكتور عثمان قدري مكانسي
أنا من أنا ؟ عنوان شـعـر هـادف --- أحيا فـؤادي فاســتـنـار دليـلي
نحـو الهـدى شـدّ الخُطـا متمكـنـاً --- " دين الإله سـعـادتي وسـبيـلي"
قـلـبي يهـيـم بشـرع طـه طـاهـراً --- ويـرى الحيـاة بمحكم التنـزيـل
ويـرى السـعـادة بالأخـوّة تنجـلي --- بـالحب والإيـثـار، لا بالـقـِيــل
أنـا مسـلم عـاهـَدْتُ ربي أن يكـو --- ن الشـعـر إنشـاداً لكـل جـميـل
أنشـوطـة ً لـلـمُجهـديـن ودوحـة ً --- تـُسقى بـروح العلم والتحصيـل
درباً إلى الأدب الرصين إلى العلو --- م إلى غـراس الخير والتأصيل
إني مـن الشـعـراء جـاء مقـالهـم --- كفعـالهم ، قد صحّ في الترتيـل
ثـَبـْتٌ مبـادئهـم ، فمـا مِن هـائـم --- يسـبي الغـواة ولا أخي تضليل
بــل حـُبّــُهــم لـلــه أكـبــر دافــع --- لـســداد فـكــر محكـم وأثـيــل
وصلاح ِ فعـلٍ نـافـع حلـوِ الجنى --- آثـاره مـســكٌ وفــوحُ خمـيــل
والشـعـر فـي ميـزانهـم ذكـرٌ لـه --- يحيي القلوب بفيضه الموصول
فـإذا فـنـونُ الشـعـر فيهـم دعـوة --- أهدت رحاب الكون كل فضيل
وإذا بحورُ الشـعـر سـيـف بـاتـر --- نصر العقيدة بالهدى المأمـول
وثنى على الظلم الكئـيـب فـقطـّه --- قـَطّ المهـنـّد لـلهـوى المـرذول
******
أنا مَن أنا؟الشعراءُ (1) تنبي من أنا --- شعري ضيا يهدي لخير سبيل
يدعـو إلى الحـق المبـيـن بهـمـّة --- تسـمو إلى العـليـا وكل جليـل
وشعـارها : الإسـلام أمن للورى --- ما مـِن طريـق غيـره و مثيـل
1- آخر سورة الشعراء " والشعراء يتبعهم الغاوون ، الم تر أنهم في كل واد يهيمون ، وانهم يقولون ما لا يفعلون ، إلا:
أ - الذين آمنوا وعملوا الصالحات ،
ب- وذكروا الله كثيراً ،
ج - وانتصروا من بعد ما ظـُلموا ،
وسيعلم الذين ظـَلموا أي منقلب ينقلبون "
عمروعبده 25-02-2011, 07:15 AM حب الكمال
دكتور عثمان قدري مكانسي
لا لن يعكر قلبـَك الصافي نوى --- بـل إن هـذا الحـب لـلـنـفـس الدوا
قد كان قلبك صافيا قبل الهـوى --- ثم اكتـواه العشق واجتـاح الجـوى
فـإذا بـه يحـيــا مـليـئـاً بالغـرا --- م ومـَنْ أحـبّ فـبالغرام قـد ارتوى
والريّ بالحب اللطيف سـعـادةٌ --- عـلـويّـة يـلـتــذ فـيـهــا من نــوى
والحب يرفع من يحب مكانـة ً --- تهب السـموّ لـه وإن شـاق النـوى
قد خاب من ظن المحبـة حالـة --- تسقي المهانـة والمذلـة من هـَوى
إلا إذا وهـب الـفـؤادَ حـبـيـبـة ً --- لا تستحق عطاءَه ، فبهـا اكتـوى
أو رام وصلاً من لئـيـم طبعُـه --- فجزاه لسعَ اللؤم ظلماً، فانزوى
أو قـدّم القلب المحـبّ لنـاقص --- فجزاه من نقص به حـَرّ الشـّوَى
*****
أحبب إلهك ، فالسناء سـماتـُه --- وهو الجميـل لكل خير قد حـوى
من كان حب الـله نسـغَ فـؤاده --- فإلى الجلال إلى الكمـال قد انضوى
لا الحب يَذويه ويؤذيه بل السـ --- عـْدُ الـدوامُ لمـَن أفـاء ومن أوى
*****
يا رب ،أنت الحب ،أنت ضياؤه --- من عاش في نور الهداية ما غوى
عمروعبده 25-02-2011, 07:16 AM أسرى غونتانامو !
بقلم الدكتور عدنان علي رضا محمد النحوي
أَسْرى ! أَشَدُّ من الجِبالِ قُلوبُهُـمْ --- ويَقيِنُـهُـمْ بـالله لـمْ يَتَـزلـزلِ
وعزيمـةٌ أقْسى مِنَ القيد الحَدِيـ --- ـدِ يَعُّـض مِنْ أيْدٍ تُشَدُّ وأرْجُـلِ
وبِعـزَّة الإيمـان والتوحيـد والـ --- أمَـلِ الأغـرِّ المُشْـرِقِ المُتَهَلِّـلِ
هدفٌ لهُمْ أُسْمى وأَكْبَرُ مِنْ هَـوى --- دُنْيـا ولَهْـوٍ عَارضٍ مُتَـزَيِّـل
ومَضَوا إِلَيْهِ عَلى الصِّراطِ المسَتَقيـ --- ـمِ ! عَلى يَقِينٍ صَادِقٍ مُسْتَبسِـلِ
****
حَمَلَتْهـمُ في الجـوّ طائـرةٌ لأَبْـ --- ـعَدِ رُقْعَةٍ ! لِظَلامِ سِجْنٍ مُـؤْزِلِ(1)
مـا بَيْنَ أَغـلالٍ وبَيْنَ سَـلاسِـلٍ --- شَـدَّتْهُـمُ لمقـاعِـدٍ ولأَرْحُـلِ (2)
شَدَّتْ على عُنُقٍ أَعزَّ ! على يَـدٍ ! --- وبقيَّـةِ الأَطْـرافِ بَيْنَ الأَحْبُـلِ(3)
عَصَبُوا عُيونَهِمُ ! وصَبّوا في العُرو --- قِ مُخَدِّزاً ! حَذَرَ الجَبانِ المُذْهَـلِ
نَصَبُوا الحِرَاسَة حَوْلَهُمْ ! فَمُد جّجا --- نِ لِكُلِّ مَشْـدودِ الوَثَـاقِ مُكَـبَّـلِ
فَزَعٌ يُمَزِّقُ مِنْ قلوبِ المجرِمِـيـ --- ـنَ الظالمـين المعْتَدِينَ الجُهَّـلِ
فكأنّمـا تِلكَ القلـوبُ قُلـوبُ طَيْـ --- ـرٍ مُفْزَعٍ واهي الجنـاحِ مُهَلهَـلِ
لا يَسْتَطيعونَ اللِّقاءَ لـدَى النِّـزا --- لِ ولا مواجَهَـةَ الكمـيِّ الأبْسَـلِ
فَرُّوا إِلى جَوِّ السماء ! تَحَصَّنُـوا --- بالطائراتِ ! بِكُلِّ هَـوْلٍ مُـرْسَـلِ
بالقاذِفـاتِ تَصُـبُّ مِنْ أَهْوالِهَـا --- وبِكُـلِّ بُـرْجٍ زاحِـفٍ متنَقـلِ (4)
فَـرُّوا ! ويدْفَعُهُم بِذلِـكَ رُعْبُهُـمْ --- فَزَعاً بِحِقْدٍ في النُّفـوسِ مُؤصَّـلِ
*****
واهـاً ! يُسَاقُ المؤمِنون وقيدُهُـم --- يطغَـى على أَيـدٍ تُشَـدُّ وأرجُـلِ
كـمْ سبَّحتْ تِلْكَ الأيادي أو دَعَـتْ --- لله خاشِعَـةً بطـرفٍ مُسْـبِـلِ(5)
ولكَـمْ سَعَـتْ أَقْدامُهُـمْ لله فـي --- خَيْـرٍ يَعُـمُّ وفي جَهـادٍ أطْـولِ
حَمَلوا الأسَارَى والقُيـودُ عَلَيْهـمُ --- فَزَعـاً إلى نائـي الدّيـارِ مُغَـوِّلِ
حَمَلوهُمُ " لِغُوَنْتَنامـو " سِجْنِ قـا --- عِـدةِ الطغاةِ المجرمـين السُّفّـلِ
حَذَرَ الشّقيِّ المجْرمِ المذْعُورِ مِـنْ --- فِئَـةٍ أشَـدَّ على العَـدُوِّ وأَعْجَـلِ
ومَضَى الأسَارى والقلوبُ يَقينُهـا --- بالله أثْبَـتُ مِنْ رَوَاسِـي الأجْبُـلِ
وَهَبَ السكينةَ للنُّفـوسِ فأشْرَقَـتْ --- بُشْـرى وآيَـةُ مَوْعِـدٍ لم يَخْـذُلِ
وُهُدىً يَموجُ على جوانِبهِمْ رضى --- نـوراً يَشُقُّ مِنْ الظـلام الألْيَـلِ
ونـدىً يرِفُّ ونَسْمَةٌ تْحِنِـو فَيـا --- لِحُنُـوِّ بَـرْدٍ في الهَجِيـرِ مُظَلِّـلِ
ومَضَوا ! وعِزَّةُ دينهِمْ تَسْمُو بِهـمْ --- أَمْنـاً على صَبْـرٍ أَعـزَّ وأجْمَـلِ
عَبَقِ الجِنانِ وفَرْحَـةِ اللّقيـا بِـدا --- ر الخُلْـدِ والنُّعمى وطِيبِ المنْـزِلِ
عَمَرَتْ قُلُوبَهُـمُ على شَوْقٍ يَمُـو --- جُ ولهْفَـةٍ لعـلاً أجَـلَّ وأكْمَـلِ
هذي البُطولة ! ما أَجَـلَّ جمالَهـا --- شَوقٌ يُلحُّ وعَزْمَةُ الصَبْرِ الجَلـي
****
الموقع على الإنترنت : www.alnahwi.com (http://www.alnahwi.com)
البريد الإلكتروني : info*alnahwi.com
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1)مُؤْزِل : ضيّق ويجلب الضيق . (2) أَرحُل : جمع رحْل . (3) أخْبُل : جمع حبل . (4) بُرْجٍ زاحِفٍ : الدبَّابةَ . (5) طرف مُسْبل : مرسل للدّموع .
عمروعبده 25-02-2011, 07:17 AM أروع القصائد في وصف صورة معبرة ( 7 )
http://www.saaid.net/wahat/29.gif
الهدى والهوى
أنا ما كتبت بأصبعي = حرفاً أعيه ولا يعي
أو جال في دنيا المسا = متجاهلاً لمواجعي
حرفي نتاج خواطري = تمضي به كالتابعِ
ولقد تمنّع فترة = وعصى عصاوة مبدعِ
يجترّ آلاماً مضتْ = يجري ولا يجرى معي
حتى رأى ما يستجيـ = ـش مواجعي ومدامعي
فتجدّدت نفثاته = ناراً تقضقض مضجعي
جاشت خواطر جيشه = بتشدّد وتنطعِ
أنلوم طفلاً ويحنا = طفلاً لها في الأربعِ؟!
بهوائه وشرابه = ببراءة وتمتعِ
حبس الهوا فقاعة = أوحت له ما لم يعِ
فرنا لها وبهمّةٍ = ولغيرها لم يسمعِ
لطفاً حبيبي لا تخف = من نفث قلبي الموجعِ
فلقد رأيت وراء صو = رتك الجميلة مصرعي
في بدء محنة أمتي = وختام عِزًّ يانعِ
كم مرة بسطت يديـ = ها في السراب اللامعِ
ورنت إلى ملهاتها = في رغبة وتطلّعِ
إن كنت يا طفلي بها = كالمغرم المستمتعِ
فلسوف تعرف في غدٍ = ما قد كتبت بأصبعي
أن الهوى فيه الهوا = ن لقيصر أو تُبّعِ
أَوْدَى بدولة أمتي = وغدتْ به كالأجدعِ
وهي العزيزة بالهدى = عزَّ العزيز الأرفعِ
ظهر الهوى فقاعة = عظمت فصكّتْ مسمعي
لمعت فكانت دعوة = لرُوَيْبِضِ مُتَمَشْوِعي
أَوَلَمْ تكن قومية = حمى تمزق أضلعي؟!
برضاعة غريبة = تَبّاً لها من مرضعِ
هبّتْ تمزّق وحدتي = كهبوب ريح زعزعِ
فتعددت راياتها = ولكلّ قاصمة دَعِي
رسمت دوائر أمتي = وخليفتي يبكي معي
أوحت بحدّ حدودها = لتفرّق وتقطعِ
وغداً أخي إن مسّه = ضرّ ولا من مفزعِ
يلوي إلى جزاره = يا بئسه من مرجعِ
ما عاد من يحمي الحمى = أَو من يحس بمصرعي
ماعتْ معالمُ ديننا = في عالم متميّعِ
وإذا بمواطن أمتي = ذاك الحزين الموجعِ
وهو القوي شكيمة = وهو الذكي الألمعي
حب الهوى يهوي به = في حمأة المستنقعِ
يهوي إلى رب الهوى = طوعاً بغير تورعِ
يصغي إلى إيحائه = فيما يقول ويدّعي
لا حَلّ إلا في (السلا = م) سلام مص الأصبعِ
ألقِ السلاح مسالماً = والغ الجهاد إذا دُعي
واكفرْ بكل ذخيرة = وعزيزة وتبرعِ
وابذلْ سلامك للذي = ذبح السلام وطَبّعِ
امددْ له كلتا يديـ = ـك وكن كعَبْدِ طيّعِ
مهما بغى مهما طغى = وأتى بجرم مفجعِ
هذا السلام فإن أبيـ = ـت طَوّعتك مدافعي
يا أمة لعبتْ بها = أعداؤها.. أفلا تعي؟
أنلوم طفلاً ما له = وعيٌ بمدّ الأذرع؟
فاثبتْ أخي بزغ النهار = فلا انبهار ببعبعِ
ودع الهوى وهوانه = وإلى الهدى فلتسرعِ
اسمع إليه منادياً = وعلى الجهات الأربعِ
يا بن الهدى أنا طالع = قد حان موعد مطلعي
فمعالمي فوق الربا = ومتارسي في الموقع
فإلى العلا يا ابن العلا = مجد العلا ترقى معي
في عزّ أو جنة = فهما مُنَايَ ومطمعي
داوود طه شريف - الحديدة
http://www.saaid.net/wahat/29.gif
الفقاعة المخدرة
فيم التفكر يا ابن العزّ والهمم = يا ابن الأفاضل والأمجاد والشيمِ؟
فيم التفكر يا خيراً نؤمّله = يذودُ يوماً عن الإسلام والحرمِ؟
فيم التفكر والأعداء كامنة = في منحنى الشرّ خلف الريح والظلمِ؟
والليل خلفك بالأحزان يوعدنا = عَدْوَاً وظلماً بنار البؤس والنعمِ
والذئب يعوي بأحشاء الظلام بلا = جوع ليبطش بالراعي وبالغنمِ
كل الفقاقيع ما فكرت فيها فهل = أبصرت في هذه سيفاً لمتهمِ؟
أو أن حجمها قد أَوْقَفْك مندهشاً = حتى أحلّك بين الصمت والكلمِ؟
هذي الفقاعة كالَّلاشيء كوّنها = شيءٌ من الماء والصابون والنَّسمِ
لكنها ذات مغزى لا يُرى أبداً = إلا لعين البصير المدرك الفَهِمِ
خفيفة الجرم في وزن الهباء تُرى = جوفاء خدّرها وهمٌ من الورمِ
قد أسلمتْ نفسها للريح تحملها = نحو الضياع بلا رفض ولا ندمِ
كمثل أمتنا من بعد ما تركت = حكم الشريعة أضحت في يد العدمِ
إذ أسلمت نفسها للخصم قائلة: = رضيت ما شئت فارض أَنْ تَكُنْ حَكَمِي
فكان أن حكم الخصم اللئيم بأن = تُلْقِي إليه عروش المجد والقممِ
ريح الأعادي أبتْ إلا الشقاء لنا = وأعين النور أضحت مثل عينِ عَمِ
كأننا لم نر أعداء قبلتنا = تجتاح بالإثم أرض النور والقلمِ
بل قل كأنّا بلا سمعٍ ولا بصرٍ = ولا شعور بنكث العهد والقسمِ
كأننا لسنا أبناء المروءة والـ = عدل المضيء وقوم الصدق والقيمِ
كأن أمتنا من أجل خالقها = لم تَدَعْ للحق والأخلاق من قدمِ
ولم تكن نور أرض الله حاملة = على كواهلها عبئاً بلا سأمِ
يا أيها الناس يا أبناء جلدتنا = العدل يشكو من الأورام والألمِ
يشكو جراح ضباعٍ في الصحاري بلا = هادٍ يؤم ولا طبًّ لذي سقمِ
بالله بالله ربّ العزّ لا تهنوا = ولا تجوروا ولا تدعو إلى السلمِ
ولا تميلوا إلى العدوان إن لنا = رباً توعّد ذا العدوان بالنقمِ
فالله يكره من يعدو بلا سبب = يعود بالخير والإصلاح للأممِ
كذاك يمقت من خانوا أمانتهم = وأخلدوا للهوى والزيف والبشمِ
وآمنوا أنهم أهدى بغير هدى = وأنهم خير من يسعى على قدمِ
وأنهم فوق من قاموا ومن قعدوا = وأنهم فوق أهل الحل والحرمِ
لأن خير رجال الله مكرمة = من قَدّسوا الحق باسم الله ذي الكرمِ
مَنْ حكّموا الله فيمن تحت رايتهم = ولم يوالوا جبيناً ذل للصنمِ
وجاهدوا في سبيل الله من ظلموا = وكبَّروا الله فوق السهل والعلم
عاشوا وما اغتصبوا حقاً ولا كذبوا = ولا استباحوا بسيف الظلم عرق دمِ
ساروا على منهج الرحمن وانتفضوا = لنصرة الدين كالإعصار والحممِ
لله درهم إذ عاشوا يا ولدي = خيراً على الأرض أشهى من ندى الديم
نبيل عبده المشولي – تعز
http://www.saaid.net/wahat/29.gif
حينما يصغر الكبار
ارفع يديك إلى السماء وحلَّق = وارحل إلى قمم الكرامة وارتقِ
واصعد على متن الفضاء بهمة = متلمّساً نبع السعادة واستقِ
سافرْ بروحك لا عليك فإنها = تسمو إلى تلك الرحاب وترتقي
قُمْ في ظلام الليل وحدك داعياً = وافتح بربك كل باب مغلقِ
سحر الليالي مرتقاك إلى العلى = وسبيل ما يرجو المنيب المتقي
سحر الليالي نور عبد قانت = إن ساءه كدر الظلام المطبقِ
ولقد هجرت لذيذ نومك طائعاً = ومضيت في وصل الجمال المطلقِ
امدد يديك فلا عدمتك داعياً = في عصرنا عصر الرقاد المرهقِ
امدد يديك فلن تعود برفعها = صفر اليدين من الكريم المغدقِ
قف أيها الطفل الصغير وناده = واحمل إليه عناءنا وتصدّقِ
قف أيها الطفل الكبير بعزمه = فلعل فيك رجاءنا لم يخفقِ
واسأل فأنت مطهّر لم تقترف = ذنباً وستر حجابه لم تخرقِ
يا رب أمتنا يحيط بها العدا = وتكاد من غرب الورى والمشرقِ
في كل يوم جرحها متجدّد = يدمي الفؤاد بسيله المتدفّقِ
أضحت على ذيل الحياة ولم تصر = رأساً يقود إلى الزمان المورقِ
نامتْ على لحن السيادة والعلى = في دهرها الخالي المجيد الأسمقِ
فأعدْ لها الأمجاد حتى تعتلي = صهوات مَجْدٍ باذخٍ متسلقِ
وأزلْ سبات عيونها حتى ترى = فجر الحياة مع الصباح المشرقِ
سلمتْ يداك بُنَيَّ يا أمل الغد الآتي = بنور ضيائنا المتفوقِ
عفواً بني فإننا في عصرنا = مثل الحجارة لا تفوه بمنطقِ
دعنا على فرش الأسرّة واتخذ = همم الكبار إلى المكارم واصدقِ
دعنا على لجج الأماني والعلى = يمضي ونمضي في سبات مطبقِ
نصحو على نصرٍ يَهُبّ نسيمُه = فنلمّ شعث إخائنا المتمزّقِ
لا تقلقنّ لنومنا وسكوتنا = فلربما غَلَبَا خطابة أشدقِ
زمن يمرّ وبعده يحلو الذي = مرّتْ مرارته مرور تذوّقِ
عجباً لقومي كيف صار جوابهم = للراحمين لحالنا المتفرقِ
عجباً لهم ولمن يقول مقالهم = وله مدارج للسلامة يرتقي
فإلى متى هذا السكوت عن الدعا = أفمالنا ألسنٌ تبوح وتستقي
إن لم يكن أهل الدعاء كبارنا = فصغارنا والله أقدر مُنطقِ
عبد الله عبده العواضي – إب
http://www.saaid.net/wahat/29.gif
انفض
غبار الوهم
عجباً لطفل حلمه يتسامى = وطموحه قد جاوز الأحلاما
حار القصيد وحار نظمي وانبرى = قلمي يسابق نظمُه الأقلاما
في نعت نجم ساطع متلألئ = قهر الظلام وبهرج الأنساما
مهلاً عزيزي إنني متفائل = لما رأيتك تفقأ الأوهاما
مهلاً فإني مذ رأيتك شامخاً = أيقنت أنك تنسف الأصناما
هيهات أَنّى تستعاد كرامة؟ = إلا إذا كان الهداة كراما
فلأنت أكرم من يُجل مقامُه = بالحق فارفع بالحنيف مقاما
هذا مكان الأُسْد في ميدانها = فاشمخ بدينك عانق الأعلاما
كفكف دموع الحزن يا أَسَد الشرى = لا تكترثْ واستصغر الآلاما
واذكر مصيبة أمةٍ في دينها = رفضت إلى أعدائها استسلاما
نقشت على صدر الزمان شموخها = نثرت على مَرّ العصور سلاما
فلأنت شبلٌ لا يهابُ نعامةً = عملاق أنت تروّع الأقزاما
من نسل حمزة من سلالة ضيغم = أسدٌ لعمري أنجب الضرغاما
فانفض غبار الوهم يا بطل الوغى = زمجر لتزأر أيقظ النوّاما
عذراً إذا ظننت فيك مظنة = فلرب ظن يجلب الآثاما
إن كنت تلهو فاحذر اللهو الذي = يغويك حتى تستحل حراما
أو كنت تحلم واهماً في حفنة = زرعوا لك الأشواق والألغاما
وتشدقوا بالسلم في حبر على الـ = أوراق دَسّوا في اللحوم زؤاما
ذبحوا سلاماً واستباحوا حرمة = واستبدلوا دون الحَمَام حماما
بلسانهم صرنا نحدّث قومنا = ونصوغ من وهمِ الكلام كلاما
ما بالنا نمشي على آثارهم = ونسير في درب الضياع زحاما
لا ترتوي من سلسبيل سرابهم = هذا السراب سيغرق الأحلاما
وأظنُ حُسناً من سنا متضرع = أن القنوت يزيح عنك ظلاما
فلتبتهل لله في غسق الدجى = فعسى الدعاء يكون منك سهاما
رباه انصر في الجهاد كتيبة = هبّت هنالك تنصر الإسلاما
علي إسماعيل الباز – إب
http://www.saaid.net/wahat/29.gif
عنوان المجد
أنا لا أريدك للعب = أو للتجمّل والكذبْ
أنا لا أريدك للمنى = أبداً وما هذا يجبْ
لا تجْرِ نحو التا = فهات فإنه عين الشغبْ
لا يخدعنْك سرابُ زيـ = ـف أو ضياء أو صخبْ
ما كلّ بُرقٍ ماطر = ما كل حمراء لهبْ
للمجد جئت وهذه = أمنيتي فخذ السببْ
ولدي أريدك للعلا = والمجد يأتي بالتعبْ
ولدي أريدك تبتغي = للعزّ علياء الشهبْ
فالمجد غالٍ نيله = والعز صعب المجتلبْ
ثمن العلا سيل الدما = والمال يدفع في القربْ
ولدي توسّمت المعا = لي فيك موج يضطربْ
فجبينك الوضّاح مَرْ = فوع يلوح بالغلبْ
ويداك تلتمس الثر = يّا كي تعانقها بحبْ
فانصب خيامك في رحا = ب العزم ولترسي الطنبْ
حَلّق بروحك في السما = واطرح همومك والغضبْ
أنا لا أريدك تحتسي = للذل أكواباً تصبْ
أنا لا أريدك أن تنا = م وتركننّ إلى النسبْ
وَلْتَسْعَ يا ولدي فما = تدري بما خلف الحجبْ
فالسعي يورثك الغنى = عن كل نذل أو خربْ
واجعل همومك واحداً = لا يأخذنك كُلّ شِعبْ
قَرْطِسْ بسهمك إن يكن = غَرَضُ العلا مرمى النشبْ
هاك السلاحَ وبينه = للموت رَبْعٌ منتصبْ
وخُذِ الرماح مجاهداً = والبس دروعك واغتربْ
خلف الشهادة موقناً = أَنّ الطريق بها الكربْ
حَرّر بلادك جاهداً = فالحق يرجع إن طُلبْ
وَرِدْ حياض الموت إن = حوض المعالي قد نضبْ
ولتُمْل للتاريخ أسـ = ـفاراً كباراً تُكْتَتبْ
ولْتُشهد الجوزاء والشمـ = ـس المنيرة والسحبْ
واكتبْ بحبر التعب في = ورق المشقة والنصبْ
بيراع هَمًّ ما إذا = قُرئت يقال هي النخبْ
وهي الدلائل للذي = يسمو إلى قمم الأدبْ
أبنيّ علَّي قد أطلـ = ـت عليك أو زاد الصخبْ
أو قلت قولاً فوق عقلـ = ـك أو يعد من الشغبْ
فاعذر أباك فإنه = بالحب يكتب ما انكتبْ
وإليك آخر نفثة = أنا لا أريدك للعبْ
محمود رزق الله علي – صنعاء
http://www.saaid.net/wahat/29.gif
هذا الطفل
يمتّع بالأمنيات النظر = ويستشرف النصر منذ الصغرْ
وترنو إلى العزّ أجفانه = فينساب فوق الجبين الأغرْ
يوحد في جوف محرابه = ويرمي سهامه وقت السحرْ
بكف يداعب آماله = وكف لمقلاعه والحجرْ
ويرسم للجيل درب العلا = ويقرأ فينا وصايا عمرْ
ويضرب للقاعدين المثال = بقول المهيمن فيمن كفرْ
كباسطِ كفيه للماء لا = يرده ويصلى العذاب الأمرْ
ويبرأ إلى الله من قمة = وأكذوبة صاغها مؤتمرْ
سلام وللبغي نار تلظّى = فتحرق أريافنا والحضرْ
فبغداد فيها تجوب المآسي = تدنس جلبابها والثغرْ
وكشمير تشكو إلى الله مما = تعانيه من عابدي البقرْ
وفي أرض أفغان سيل المنايا = جرى مُحْدِثاً في الحنايا مَمَرْ
وقوقاز تجأر من هول خطب = له كل قلب رحيم انكسرْ
ويرقب مسرى الرسول لوانا = وينصت هل ثم ليث زأرْ؟
يطهّره من دنايا اليهود = فقد أحدثوا فيه إحدى الكبرْ
ويصرخ في زمرة اليائسين = من اليأس يا مسلمون الحذرْ
لكم في ثبات الأُولى عبرة = بلالٌ وعَمّارُ وابن النظرْ
وياسين في عصرنا أسوة = فطوبى لمن يقتفون الأثرْ
فيا قوم إن تنكثوا تخذلوا = وإن تخلصوا يستجيب القدرْ
فَجُدْ يا صغيري لنا بالدعاء = وكن في زمان العقوق أَبَرْ
فما الله مخزيك كَلا وربي = ووجه البراءة مثل القمرْ
وحلّق بروحك بين النجوم = إذ الأرض مملوءة بالكدرْ
فما العيش فيها لِحُرّ يطيب = وقردٌ خسيس يقود البشرْ
ولا تحمل الهمّ من خائن = ولا مستكين ولا مَنْ غدرْ
لئن قتلوا الدّرة الغاصبون = ففي الجيل منه ألف الدررْ
سينشأ فيهم صلاح الإباء = ومعتصماً ثم قطز الظفرْ
فيصنع للقدس فتحاً مبيناً = ويقلع جدرانهم والشجرْ
ويطمس آثار كل اليهود = كما يطمس الجدبَ ماءُ المطرْ
فيصدح فيها الأذان جلياً = ويرقص زيتونها بالثمرْ
وفي الأرض للبغي باعٌ ولكن = غدا تائهاً مثخناً يحتضرْ
فمن ذا الذي شاقق الله أو = تجَبّر في أرضه وانتصرْ
فلابد في القدس أن نلتقي = على الحب مهما يطول السفرْ
ونقرأ قي كل أرجائها = (براءةَ) و(النصرَ) أغلى السورْ
وفي روضة الخير يا مهجتي = مع دوحة الشعر يحلو السمرْ
فننشد في عاشقي السلام = لنا سَطّر الدهرُ أحلى الصورْ
بسيفٍ ودرعٍ ورمحٍ مع = شبابٍ تقيًّ يطيل الغررْ
تُدَكُّ حصونٌ وتهوي قلاع = الطغاة وربي بهذا أمرْ
وتبنى المآذن والعدل يسري = فيمحو السرابُ يقين الخبرْ
فقد قالها الله من فوق سبع = طباقٍ أعدوا لخير وشرْ
أحمد علي اللقاحي – رداع
http://www.saaid.net/wahat/29.gif
من وحي الطفولة
ربيع طفولتي يختال فخرا = وسر براءتي ينساب عطرا
وأنسام تداعبني بعشق = فأرقص نافثاً في الكون سحرا
وتزهو بي الحياةُ وكيف أبدو = إذا ما صرت بين الروض زهرا
أميل على سرير الملك عزّاً = ولي عرش علا إيوان كسرى
ولي نغم يدغدغ كل قلب = لديه تصبح الأكباد أسرى
ولي كبد يغرد في البراري = تعانقه البلابل والقمارى
ويرتشف الرحيق من الأقاحي = ويسبح في فضاء الله حُرّا
وعذب لحونه في الكون تسري = بذبذبة غدت في النفس خمرا
وأطياف تمرّ مُفردّات = فأعدو خلفها كَرّاً وفَرّا
أيا طيف الطفولة أُبْتَ لمّا = تغشّاني الظلام فكنت بدرا
فما أبهاك حين تطوف ليلاً = فتزداد القلوب هوىً وسكرا
سكنتَ جوانحي وملكتَ أمري = فهل أعطي لمن أهواه أمرا
أناجيه ويسمعني ويدنو = وأرفع راحتيَّ إليه شكرا
يداعبني فيؤنسني ويهدي = إلىّ شعاعه الوضّاء تترى
وانظر نحوه والعين جذلى = تزفّ إلى الطفولة خير بشرى
فأشمخ في الذرى عِزّاً بأنفي = وليس شموخي الرقراق كبرا
بغير طفولتي لا شيء يبدو = جميلاً واللذيذ يبيت مُرّا
بغير طفولتي الدنيا ظلام = وهذا الجو يمسي مكفهّرا
ولتك طفولتي همسات حُبّ = سرت في أنفس الثقلين طُرّا
وكم لطفولتي من مكرمات = وآيات وجنات وذكرى
فكم من مهجتين يحوم حولي = وصالهما ورام النأي شرا
تألقتا وفي أفياء ظلي = تعانقتا وقلبي صار جسرا
وإني بُرعم ألهو ولكن = أبيت – ترفعاً – لغواً ونكرا
وعُودي لم يزل غَضّاً طريّا = وروحي في السماء تَرِقُّ طهرا
وإنا ما نسينا – قَطُّ - يوماً = أخا الأقصى وقد اغتيل غدرا
فكم من حسرة تجتاح نفسي = وكم بالقلب هذا الحزن أفرى
فيا طفلاً تعاركه المنايا = وصنْواً في المهامه هام قهرا
إلى الجنات مأواكم فسيروا = فقد أعلاكم الرحمن قدرا
وإنا سائرون على خطاكم = ونهفو نحوكم سراً وجهرا
ولم نملك لكم إلا دعاء = فصبراً أيها الأبطال صبرا
طفولتكم ترفرف في فؤادي = وتحت ظلالها ألفيت فجرا
حسن حسن القرداني - برع
ــــــــــــــ
المصدر: مجلة مساء العدد (32) شعبان 1426هـ
عمروعبده 25-02-2011, 07:19 AM أروع القصائد في وصف صورة معبرة ( 1 )
http://saaid.net/wahat/masy1.jpg
أحد .. أحد
عَفّر جبينك في القراب المضرم *** والحق بركب العالم المستسلم
عفَّر جبينك واحتكم للمنتهى *** واشمخ على شهقات جرح مؤلم
وابك استحالة أمة مختارة *** وجهاً لمضمار الحياة المظلم
واسكب أحاحك في قوالب شاعر *** يجد اشتعالك في الفرائص والدم
تذروه ريح قيامة شعرية *** حزناً عليك أخي الصغير المعدم
يا للقصيدة ! هل تُرى بركانها *** يبقى على جسد الأديب الملهم
الله يشهد أن كل جوانحي *** نزافة لعذاب طفل مسلم
وأخال نازعة القصيدة أنطقت *** كل الضلوع وكل عضو أبكم
الله من وهج القصيدة حينما *** أجد انبلاج مخاضها كالبلسم
عَفّر خدودك لا أرى في هذه *** خيراً وقد حفلت بأخرى مأتم
عَفّر خدودك لا تسل عن أمة *** وهوية فلرب رّدّ مفحم
ماتت هنالك أو تناست ذاتها *** ويلمَّ عاشقة الدجى والطلسم
وابك الخصاصة إنما تشكو سدى *** للحاكم العربي أو للأعجمي
مادت سجايا الذل في آفاقنا *** بذيول عهد مثل لونك أدهم
لا زلت تصرخ في غيابة موطن *** هو بالمجاعة والمخافة مفعم
ستموت مسغبة وذلاً أينما *** ولّيت وجه بلائك المستحكم
وتموت تجويعاً وصمتاً قاتلاً *** مهما احتفيت بظالم أو حاكم
وتموت في ( الصومال ) ميتة معدم *** وتموت في ( بغداد ) ميتة متخم
وتموت في الأقصى مصابيح الهدى *** كرهاً فيُفقد نور كل الأنجم
وعلى ذرى القدس الشريف كما ترى *** شارون يفتك بالفريق الأيهم
الخصم يقتلني لذنب واحد *** هو أن للإسلام ذاتي ينتمي
حاولت تُسلس كل عرق جائع *** للباذلين أكف ليث ضرغم
كم جائع في الأرض، كم من مسلم *** يشري الرغيف بكل قول محكم
ها أنت تجثو شامخاً فوق الثرى *** يا للعقيدة والسجود المكرم !
عَفّر خدودك في صعيد مثقل *** ملء الهشيم بحلمك المتحطم
عَفّر خدودك لاهجاً : " أحد أحد " *** فالكل سلم بالهوان المبرم
واسجد لربك شاكراً مستنصراً *** به للجياع وعبده المستعصم
تركوك وحدك للعُقاب وللجوى *** عارٍ ، ولا من مشرب أو مطعم
تهوي النسور إليك قبل المنتهى *** فتظل ناظرة إلى أن ترتمي
ميتاً ، وتصبح جثة – يا للنهى ! - *** أفضت إلى القدر العظيم الأكرم
يدنو العُقاب ودونه استحياؤه *** فيراك تلهج بالدعاء الخاتم
يأبى – وإن أكل الرميمة لاحقاً - *** أن يعتدي شططاً على مستسلم
يأبى – وإن كانت له قدراته - *** قتل البريء وقهر شخص معدم
تلكم رسالته إلى كل الورى *** خُص بالإشارة كل وغد ظالم
جوعاً تموت وكم هنا من مؤمن *** ترفاً يموت على تخوم الدرهم
يا ذمة الله ابرأي من قومنا *** من مؤمني زمنٍ فظيعٍ مبهم
محمد نعمان الحكيمي – تعز
تلك القصيدة أخذت المركز الأول في مسابقة مساء " آفاق صورة "
http://saaid.net/wahat/masy11.jpg
جود القلم
بماذا عسى أن يجود القلم *** وبالريشة المنتقاة اصطدم
ومن أي أجراحه يشتكي *** إذا كان في الحبر يسري الألم
فلا الشعر يوماً سيشفي الغليل *** ولو كان في مبتداه القسم
ولا الذكريات التي لم تزل *** نداعبها في ليالي العدم
وقد غادر النور من أرضنا *** وليل المصائب فينا ادلهم
فبالأمس كانت لنا منعة *** وقمة مجد تفوق القمم
ورايات تخفق لا تنثني *** تسير بها للأعالي الهمم
زمان استكان الأعادي وذلوا *** وصاروا للملوك الطغاة خدم
لصيحات الله أكبر دانوا *** ويلقى الردى منهمُ من ظلم
وقد كان نصر الإله حليفنا *** لجيل الجهاد قليل اللمم
سرى العدل في كل شبر ونادى *** فأسمع في الكون حتى الأصم
وأصبح في الهند للمسلمين *** وألبانيا حرمة كالحرم
فعيش رغيد وأمر رشيد *** وعز تليد حمته القيم
فسارت على الدرب أمة طه *** بنور الهدى وثبات القدم
يرتل أبناؤها كل حين *** أعدوا أطيعوا وقول استقم
فلما نسينا التعاليم ذقنا *** المرارات تترى ودب السقم
تداعت علينا نسور الأعادي *** كما تتداعى ذئاب الغنم
تداعي جياع البطون الذين *** رأونا قصاع ملأها الدسم
فهذي جيوش الغزاة اعتلتنا *** وبغداد تشكو الغزاة العجم
وتشكو فلسطين مما تعاني *** فشارون بالدم فيها استجم
وفي كل قطر تئن الثكالى *** لجرح وعرض وخد لطم
وكم من صغير يصيح ولكن *** بلا منقذ إن شكى واعتصم
وما القلة اليوم نشكوا ولكن *** مليارنا في المآسي عدم
فقد مزقتنا أيادي الأعادي *** وما جرح سهم الأعادي التئم
ترى المسلم اليوم يشكو ويبكي *** فينسى ويلهو ويهوى النغم
يقلد في العيش واللبس خصماً *** وتبع الغرب فيما زعم
يعظم أمجاد قوم سكارى *** كما عظم الأولون الصنم
ويرضى بما يصنع المجرمون *** وهل خائن يعتريه الندم
فصرنا ضحية رأس عميل *** ومستعمر مستبد جثم
وهذا النظام الذي مجدوه *** فتبت يداه مع من نظم
نظام من الغاب قد سطروه *** ففيه القوي الضعيف التهم
فعذراً إليك صغيري وصبرا *** إذا النسر مستهتر قد هجم
ولا تبتئس إن رأيت المنايا *** أو الخطب من كل فج احتدم
فما دمت تؤمن بالله رباً *** فأنت الضحية والمتهم
وكن رافع الرأس ولا تبالي *** ولا تذهب النفس حزناً وهم
وردد في وجهه أن تمروا *** بعزم قوي وأنف أشم
فإنا إلى مجدنا عائدون *** إلى منتهانا وحيث العلم
ففي ديننا الحق طوق النجاة *** وسر الفلاح وأصل النعم
لنا جولة الغد والصبح آت *** بشمس الفتوحات نمح الظلم
سنبقى مدى الدهر نبراس عدل *** كما أخبر الله خير الأمم
أحمد علي اللقاحي – البيضاء
القصيدة أخذت المركز الثاني
http://saaid.net/wahat/masy11.jpg
مأساة طفل
ليل غشى بظلامه فجراً أغر *** وكهولة برزت على عهد الصغر
وطفولة سيمت عناءً في الصبا *** وهلال يوم ذاق خسفاً كالقمر
وربيع عمر في بدايته انتهى *** وشعاع نجم في مجرته طفر
ونهاية عند البداية أقبلت *** وبداية دون النهاية تحتضر
ليل تلبد بالمآسي وانتضى *** بقساوة تطوي البوادي والحضر
مأساة طفل في حداثة سنه *** رسمت معالمها الليالي والغير
صور تشيب لها الرؤوس تأسّفاً *** ويذوب وجداً عند رؤيتها الحجر
موت يحوم حول طفل يانع *** من كل ناحية تداعى وانهمر
من خلفه نذر الحروب تتابعت *** وأمامه دقت نواقيس الخطر
طفل صغير لم يجاوز أربعاً *** من عمره أًنّى يعي معنى الحذر
هو مسلم الأبوين لاشك اعتلى *** مجدافه موج المآسي فانكسر
هو مسلم زرع الأعادي حوله *** سبل الهلاك وأشعلوا جواً وبر
هو مسلم لاشك قد عصفت به *** تلك الحروب ولم يجد منها مفر
فقد الأقارب كلهم وجثى هنا *** يستقبل الموت المحقق إذ حضر
أطرافه توحي ببؤس مزمن *** أوهى قواه وهَدّه فجثى وخر
فقراته برزت لتحكي للورى *** قصصاً من الإرهاب في أجلى الصور
أضلاعه تنبي بوضع مؤلم *** وجثوه ينبي بأشياء أخر
والنسر يقبع خلفه متربصاً *** متشوقاً يرنوا لوعد منتظر
يبدو رحيماً رغم قسوة طبعه *** مترفّقاً رغم الشراسة بالفطر
لم يقترب من جسمه مسترهباً *** لم يشقه حياً كما فعل البشر
أعطى الأمان لروحه مستعظماً *** إزهاقها حتى يوافيها القدر
هو ميّت والموت صار لمثله *** أولى وأرحم من حياة في سقر
إن لم يمت بالجوع مات بغيره *** ليل المنايا حول مرقده انتشر
إن لم يمت فلسوف يحيى ميتاً *** في قبضة التنصير في حلو أمر
سيباع في سوق الرقيق ويشترى *** ليعود مسموم المبادئ والفكر
هو ميت في الحالتين وفقده *** روحاً أعز من الحياة بلا وطر
ماذا جنى ؟ ما جرمه حتى دنى ؟ *** منه الشقاء المستطير من الصغر
فيما العناء وعمره لم يرتكب *** جرماً ولا حتى على قلبٍ خطر
لم ينتهك عرضاً ولم يسفك دماً *** لم يفتعل حرباً ولم يوقد شرر
لم يقترف إثماً ولم يسلك غوى *** لم يقتلع نبتاً ولم يقطف زهر
ببراءة الأطفال عاش ولم يزل *** يمضي إلى ميعاده زاكٍ أبر
ما ذنبه ؟ ما إثمه ؟ ما جرمه ؟ *** لج السؤال ولم يوافيه الخبر
الذنب ذنب القائمين بأمره *** العاكفين على التسالي والسهر
الجاعلين من الكراسي غاية *** أسمى وأغلا من تعاليم السور
ألقوا به وبغيره في غابة *** مملوءة رعباً وشراً مستطر
هذه المآسي بعض بعض ذنوبهم *** وذنوبهم شتى فأنّى تغتفر
أين العدالة ؟ أين من شدقوا بها *** أين النظام العالمي المبتكر
أوليس ما يلقاه هذا الطفل في *** قاموسهم ظلماً بمختلف الصور ؟
أوليس ما يجري انتهاكاً صارخاً *** لحقوق إنسان وشيئاً لا يقر ؟
أوليس ما يجري يعد جريمة *** في حق عالمنا بشكل مختصر ؟
أم أن حق المسلمين وأرضهم *** ودماءهم في حكم شرعته هدر
أمن العدالة أن تدان ضحية *** ويكرم الجاني بدعم مستمر
أمن العدالة أن تشرّد أمة *** ويقال للمحتل قولاً معتبر
الحق أن العدل في منظوره *** أمن اليهود وما سواه فلا ضرر
هذا النظام العالمي وإنه *** ثديٌ إذا لمسته إسرائيل در
هذا النظام العالمي ومن رأى *** فيه الخلاص من العناء فقد قصر
أين الذين به تغنوا واحتفوا *** من قومنا وسعوا إليه بلا حذر
أين الذين دعوا إليه ومَجّدوا *** وبه أشادوا دون وعي أو بصر
هل يا ترى هذي المشاهد كلها *** تكفي لتجعلهم يعيدون النظر
هل يا ترى هذي المشاهد كلها *** تكفي لتصبح في مسيرتهم عبر
هل يا ترى هذه المآسي كلها *** يبقى لها في قلبهم أدنى أثر
قست القلوب ولم يعد في لينها *** أمل ولو كانت حديداً لانصهر
فتحي عبد الرحمن محمد – الحديدة
القصيدة أخذت المركز الثالث
http://saaid.net/wahat/masy11.jpg
على الجيف من يحيا ..
أنى الطيب يهواه
الشر طرّز بالضلال سماه *** والفقر أطلق في الحياة وغاه
واللهجة الجوفاء أزجى بحرها *** لجج الجريمة في سلال لظاه
والحق بالخذلان كفّن نفسه *** فإذا دموع القهر رجع نواه
وعواصف الأطماع في مضمارها *** قد أفرخت للعصر رهج عماه
ورحى العجائب شمرت عن ساقها *** وروت لحاضرنا طريف قذاه
صوراً قوانين الذئاب سوادها *** والغدر منطقُ متنها ورباه
خلعت على الحرباء من ألوانها *** ما أضحك الأقوى ورب عصاه
فاستعبد الأدنى الضعيف مهانة *** تبتز باللأواء رعد إباه
وتروّض الأسد الهصور " نعامة *** ربداء " يُسْلِم للسلام حماه
زمن الدهاقنة اللئام بَدا به *** طفل النكاية حاضناً لأساه
قد أرهق العدم الكؤود وجوده *** فتقاسم الجوع المرير قواه
وتوشح العُري الموشى بالصقيـ *** ـع أديمه ومضى يشب ضناه
وتبخرت في وهنه أدواؤه *** بغياً وألقت للعذاب حصاه
حتى الأحبة خلّفوه وغادروا *** بحثاً عن القوت الشريد فتاهوا
تركوه للآلام يلعق كربه *** ويخطّ في صلف الوجوم بكاه
ويصب للتاريخ جام أنينه *** وإدانة الأفعى البغي رجاه
حتى إذا ما ملّه الكوخ الذي *** برتابة الوجع العُتي كواه
أمّ الفضاء الرحب يغسل طرفه *** في أرخبيل الليل خلف قُراه
ومضى يلاعب غُصة الحُرَق التي *** فيها شموخ البؤس سنّ مداه
وكما رأى – حال المصيبة – أُمّه *** تأتي سجود الخاشعين أتاه
يا رب : ساد الذل رقعة عالمي *** هذا المصنف ثالثاً لغباه
وشرى الذي يخزي بمدحة فاجر *** أثنى ليحصد ما تطول يداه
ومضى يهرول خلفها ولعاً بما *** قالت " حَذامِ " فقولها أجواه
فإذا بنا في ظل عولمة الدجى *** في الظلم نغرق حاميين لواه
نفنى لكي يحيا الغني ونمتطي *** حسك الضنا كيما يدوم رخاه
ونعيش في ذيل الحياة خريطة *** يجتاحنا استغلاله وأذاه
في " دارفور " وآسيا وإفريقيا *** في كل ما زان الأذانُ سماه
باسم الحضارة والتقدم والتقى *** والزيف ما نافى النداء صداه
وأنا ولوني شاهد حيٌّ على *** هذا الذي بالزيف حاط وباه
وهنا !! أتى نسر تنزل وارتدى *** سُكنى جناحيه وحط وراه
وكقانص صلب القوام مجرب *** خبر الوقوف على بساط دهاه
عينيه سدّد كالرصاص وفي سجـ *** ـود الطفل راح يرج قعب مناه
من بعد ما أخفى تطاول عنقه *** في منكبيه تهيؤاً لغذاه
من أنت ؟ ما تبغي ؟ لا تبدو هنا ؟ *** والطفل ليس بجيفة أتراه ؟
أم خانك الأنف الشموم فلم تعد *** تدري سبيلاً للذي تهواه
ألقى خيول الردَّ في سمت وفي *** ثوب قشيب قال ما فحواه :
إني أنا شيخ النسور وسيد الـ *** أطيار والرمز الوريف عطاه
أضحيت بالبأس المفدى كعبة *** للمستجير وراعياً لخطاه
وغدوت للإرهاب برقاً ماحقاً *** يكفي تخوم الأرض نار بلاه
وأتيت أحمل للسلام غصونه *** وأسوق للطفل النكيب هناه
وأمد للتحرير إنسانيتي *** كفاً يحقق للضعيف رجاه
وبذا فقد كُلفتُ من أمم غدت *** في مجلس التحكيم نبع حداه
ولما وقوفك هكذا متربصاً ؟ *** رسل السلام وقوفها يرعاه
لا .. لم أشأ ما خلته من وقفتي *** فأنا الغني عن الذين تناهوا
ما كنت إلا مصغياً لدعائه *** ذاك الذي إرهابه أملاه
من ثم عدت مفكراً في علة الـ *** ـداء العضال وفي دلاء دواه
فوجدت ربقة جهله قد مثّلت *** في عنقه السبب الذي أغواه
فركبت معراج التأمل طالباً *** وجهاً لبتر رباطها وعناه
أضحكتني ، شيخ النسور بما حوى *** تبريرك المعسول ما أحلاه
يبدو بطهر العشب في ألق الضحى *** والجوف يرعد من خلوف رحاه
أوليس مجلس دجلكم من كال في *** جور بمكيالين دون سواه ؟
من شره أتت المعرى من عرى *** الأخلاق حين الفسق شاد علاه
في فعلك الترويع والإرهاب ما *** أفضى إليه بباطل فنماه
أنى يحب الطيب من يفنى به ؟ *** ومتى يعاف الجيف من يهواه ؟
فإذا غدوت – لغير دأب – آكلاً *** حياً وإنساناً فإنّ لحاه
من نزعة العصر الأثيم تفتقت *** بشريعة الغاب اللعين غواه
لكنما سنصد عنك الطفل ما *** كان استطاع فداءنا وفداه
وإذا غلبت فإن وافر أكلك الـ *** ـمنهوم حتماً سوف يحكم فاه
ويحيل بطشك فترةً موَّارة *** تُجري – غداً – للجيل فيك قضاه
فتبيت رهن العدل ، لا جبروت ، لا *** سلطان لا " فيتو " تُحيل دجاه
مهما علا في الدهر دخان القوى *** لا بد يدفن في لهاث ذراه
عبد الله محمد العابدي – صنعاء
http://saaid.net/wahat/masy11.jpg
حوار على ضفاف الموت
الطفل :
أيها الطير تمهل *** ارحم الطفل المكبل
إنني طفل يتيم *** ما جنى ذنباً ليؤكل
إنني طفل ولكن *** من بني الإنسان مهمل
لم يعد لحمي طرياً *** لا ولا طعمي مفضل
إن من يؤكل حقاً *** أمة تلهو وتغفل
أهملت ديناً عظيماً *** أخمدت روحاً وهيكل
أصبحت للكفر ملهى *** أصبحت للبغي معقل
الطير :
أيها الطفل تمهل *** أرني وجهاً تحول
إنني طير ولكن *** لم تصب ذنباً لتؤكل
لست كالإنسان قاس *** ينشر الرعب ويرحل
مسكني الغاب ولكن *** غابة الإنسان أكمل
غابتي وحش ظلوم *** نابه للهدم معول
كلنا يشكو ظلوماً *** يسقنا الرعب ويجهل
ليس لي فيك طعام *** انتصب حقاً لترحل
إن من يؤكل حقاً *** أمة تلهو وتغفل
الطفل :
أيها الطير تقدم *** هدني الجوع وأسقم
أضحت الدنيا جحيماً *** والبقاء أدهى وأغشم
مزّق الجسم وصالاً *** داوني فالموت بلسم
كل إخواني تولّوا *** إنهم أقسى وأظلم
لو درى الفاروق عني *** جاء بالزاد وأطعم
ليس لي زين بليل *** يأتني سراً ملثم
يترك الزاد ببابي *** يفعل الخير ليغنم
الطير :
أيها الطفل اليتيم *** لست لي زاداً ومطعم
إنني أرقب يوماً *** أمةً تغزو وتغنم
أمة تحمل سيفاً *** أمة تبدو كضيغم
من بلاد الكفر – طفلي - *** أبتغي علجاً مهندم
أسقه بعض جراحي *** أسقه مراً وعلقم
لم يكن يوماً رحيما *** أنت عن ياسين تعلم
إنني اليوم أنادي *** أيها الطفل لتسلم
يا بني الإسلام قوموا *** نومكم أضحى محرم
يا بني الإسلام هبوا *** أنقذوا داراً تهدم
اسلكوا درب الجهاد *** واطلبوا الجنة مغنم
http://saaid.net/wahat/masy11.jpg
قتيل الأسى
تروّى فإني قتيل الأسى
أذوق الردى
وأبقى أعاني جراح زماني
فيمشي الزمان
ويبقى القدر
فأقضي زماني
زماني الحزين
فقد طال ليلي
وطال الكدر
فأين الجموع ؟
وأين البشر
يبلل جسمي الندى
وما لاح بعد السحر
فدعني أسير
ليفنى الطريق
بجرح عميق
عميق .. عميق
كطول الطريق
لواد سحيق
فأفنى لوحدي
وتبقى العبر
ويبقى سؤالي
بجوف المحار
وتبقى الحروب
أساس الدمار
أحالت رحاها ضلوعي طحين
فجف المطر
وماتت زروعي
ومات البشر
فدعني أعض لجوعي بناني
ليقوى لساني
ويعلو ندائي
ويبلغ صوتي
فيأتي عمر
أحس بظلم يمزق جوفي
وجهد العناء
أحس بأني حياتي جحيم
وأني أموت
فأين الحقوق ؟
وأين الحشود ؟
وأين السلام ؟
وأين البشر ؟
لوحدي ألملم باقي جراحي
وصبري طويل
وجوعي أمر
يمزق كل ضلوعي
كوحش كبير
عظيم الكبر
ويفنى مدادي ويفنى يراعي
ويبقى المسير
ويبقى القدر
سئمت الحياة بدنيا الوحوش
وحوش البشر
مللت حياتي بوجه كسير
بكائي طويل
ودمعي مطر
وتبقى عظامي بمر السنين
بصوت حزين
تسوق العبر
وأفنى ويبقى جراحي كظلي
طوال السفر
وتبقى المآسي
ويبقى الأثر
وتبقى دياري
بقايا دياري
تثير السؤال
فما من جواب
وما من خبر
فايز علي دبوان – إب
http://saaid.net/wahat/masy11.jpg
من لي هنا ؟
سقط السلام وغادرت أقوامي *** وتبددت برحيلهم أحلامي
وبقيت أجمع ما بقي من ذكرهم *** يكوي الحشا ويزيد جرحي الدامي
أنا ها هنا وحدي أذوق تعاستي *** وتحفني في وحدتي آلامي
الموت في جسمي يزاحم أضلعي *** والنسر يرقب جلدتي وعظامي
فلأيّهم نفسي ستهدي يا ترى *** لذوي القضا أم للكئيب الظامي
أوليس تركي للنسور قساوة *** بل إنه من شرعة الإجرام
أوليس أن يجري دمي بين الثرى *** عار يلاحق ظله أقوامي
ذهب التقى من عالمي وبني دمي *** فابكي على مثواي يا أيامي
آه لحالي ليس لي إلا البقا *** ما عاد تحملني معاً أقدامي
يا موت زر إني أرى ما رابني *** أسفي .. جفاي .. تخطه أقلامي
ما كنت أدري ما يكنّ الدهر لي *** دنيا الأسى فرحت بها أعوامي
لا تفرحي يا نفس إني هالك *** خارت قوى جسدي وغار كلامي
ما لي سوى هذا التراب ألمّه *** بيدي وحسبي أن يكون طعامي
وسجدت حين دنى الرحيل لخافقي *** ربي ورب الطير والأنعام
فإليك لحمي أيها المشتاق لي *** دع مهجتي ترتاح من أوهامي
أهلي وأصحابي الوداع مع المنى *** والنصر كل النصر للإسلام
علي عبده راجع – أبين
http://saaid.net/wahat/masy11.jpg
الدهيماء
يا هول مأساة لها عيني بكت *** جزعاً يذيب جوانحي وفؤادي
( قبح المعيدي ) مائلاً أبصرته *** والفاجعات شواخصاً وبوادي
فالمهلكات وجوهها قد عددت *** مثنى ، ثلاث ، والهليك أحادي
جوع وداء في جسيم ناحل *** وجحيم قفر محرق وأعادي
يا للمهالك والبراءة قد بدت *** كشواء صيد في يد الصياد
ما للنجاة تقطعت أسبابها ؟ *** الموت يبدو آكد الآكاد
لكأنّي أسمع صرخة مخنوقة *** لطفولة هي تستغيث ، تنادي :
لا ذنب لي يا من أردتم مهلكي *** لم تحرقون مراتعي وبلادي ؟
لا شيء لي فيها سوى جوع برى *** عودي ، وأردى في الحياة مرادي
لا شيء غير الموت يحدوني وما *** غير التراب يمدني بوساد
انظر إلى كوخي بقفر موحش *** ما باله متناثر الأعواد ؟
تخبرك حاله عن مآسي أهله *** إذ بات نهب مطامع وأعادي
مدت له الأطماع كفاً آثماً *** وتخطفته مخالب وأيادي
فجنت جناه وورثت فيه الأسى *** والجوع يعصر فلذة الأكباد
دارت بـ ( دارفور ) الدهيماء التي *** دهمت ربا ( صومالنا ) و ( تشاد )
طحنت رحاها مطعمي بل أعظمي *** تكفيك رؤية منظري بمفادي
طفلٌ ، حُرِمْتُ طفولتي في مهدها *** ولبست ثوب كهولتي بولادي
ورضعت خوفاً قاتلاً لكنني *** لم أَدّر وجه مناصر ومعادي
كم من عيون نحو كوخي حدّقت *** ولكم أكفُّ قد عبثن بزادي
حلّت بكوخي ، أحللت فيه الأسى *** كالداء يطحن أعظمي وعمادي
ما كان غروا فعلهم ، لكنني *** مستغرب ، من بالسلام ينادي
كم من شعار زائف قد هزني *** باسم الطفولة كم سمعت منادي
ما بالها تلك الشعارات اختفت ؟ *** أم أن عيناً كحلت برماد ؟
هل أنكرتْ فينا الطفولة برأها ؟ *** أم أنها قد أنكرت لسوادي ؟
إن كان لوني داعياً في مهلكي *** فلماذا يُهلك ( درة ) أو ( شادي ) ؟
وبأي حق دمرت أوطاننا ؟ *** لا شيء ، لكن رغبة بقيادي
ما بال ( يافا ) و ( الرصافة ) دثّرت *** فيها الأمومة في ثياب حداد ؟
( حق الحياة ) فالكلاب حظت به *** وحياتنا محفوفة بكساد
بـ ( الأمن ) أو ( دعوى السلام ) كليهما *** ( الشرق ) أضحى منتدى الإفساد
فيه يُرى الإرهاب ( طفلاً ) حاملاً *** ( حجراً ) بوجه مدافع وعتاد
حكم الفراعن أن تباد طفولتي *** فلقد رأوها مشعلاً لجهاد
ما كان جرمي غير جدّي ( مؤذّن ) *** للمصطفى طه البشير الهادي
و( أمية ) ما زال قلبه موغراً *** بعداوتي مملوء بالأحقاد
وصى بها ( صفر الوجوه ) أبناءه *** فتواترت منهم إلى الأحفاد
إني بقومي ، يا لعُظم مصيبتي *** ما بالهم في غفلة ورقاد ؟
يا للعروبة للعروبة إذ غدت *** أضحيّة بصبيحة الأعياد
والموت يُمْضي في بنيها حكمه *** مُتصنّع الأسباب والأبعاد
إني أراه جاثماً في داخلي *** داء يفتّ مفاصل الأوتاد
وأراه خلفي من عيون رواصد *** لبقايا شلو مُهْلَكٍ ومباد
فكأنه في وجه ( باول ) إذ أتى *** ( دارفور ) يخفي مطمعاً بوداد
طبع العُقاب – إذا الفريسة أحجمت *** عنها الهوام – يكون بالمرصاد
أعداؤنا لعدائنا قد ( غرقدوا ) *** وتسوّروا بمسلّح ومشاد
هم يرسمون خريطة لطريقهم *** وطريقنا مفعومة بقتاد
يبدون وجهاً بالسلام موشحاً *** يغرون فيه أعين القواد
هم قلة جاسوا خلال ديارنا *** وجموعنا بغثائها المزياد
إني – وإن أمست يباباً بلدتي *** وتحولت أفياؤها لرماد –
سأظل أجثو ساجداً في طهرها *** رغم العناء وكثرة الرصاد
ليصير موتي فوق أرضي عزة *** لطفولتي ، وليعظم استشهادي
إني إذا ما مت تنبت أعظمي *** جيلاً بقدر صلابتي وعنادي
جيل له نور المصاحف مرشد *** إني عقدت من هداه قلادي
مهما يكن عجزي فحبي موطني *** فخر ، وموتي في حماه مرادي
صادق عباس حزام - عدن
http://saaid.net/wahat/masy11.jpg
بكى الغيور
كتبت بالدم لا بالحبر ما كتبا *** واغرورق الدمع في عيني وانسكبا
تدفق الشعر والأفلاك واجمة *** والبدر منكسف والطالع احتجبا
في أي عصر أنا يا قوم أمتنا *** وباتت على وتر واستهوت الطربا
ماذا سأكتب فالأقلام حائرة *** والجرح منتكئٌ والحبر قد نضبا
والأمن موعده حبر على ورق *** كوعد عرقوب ما أملى وقد كذبا
فكيف أكتب عن طفل وقد خجلت *** منه الحروف وماج الشعر والطربا
والجوع أنحله والغدر شرده *** والفقر أتعبه والجارح انتصبا
مطأطئ الرأس والعينين شاخصة *** والنصر منتظم والموعد اقتربا
حان الرحيل أيا صحراء فانتجعي *** فما الحياة لطفلٍ عاش مغتربا
يكابد الظلم والمأساة تلفحه *** والطفل في رمق يستنجد العربا
مخالب النصر وا غوثاه قد برزت *** وجارح النصر وارحماه قد تعبا
ماذا سيأكل أعظاماً وقد هزلت *** أو المفاصل أما الجلد قد عطبا
هل أنت يا نسر فرعون وأبرهة *** أكاد أجزم أن الشعر ما كذبا
أم أنت يا نسر شارون وزمرته *** ما لي أراك لأرض العرب مغتصبا
أم أنت يا نسر أمريكا أتوعدنا *** أين الوعود وعز القدس قد سلبا
هل يشتكي الجوع والظلماء تدهمه *** أم يشتكي الخوف والقناص قد وثبا
أم يشتكي اليتم لا أمٌ تلاطفه *** أما أبوه بكف الغدر قد صلبا
أم يشتكي البرد لا ثوب وقد رجفت *** منه المفاصل والمليار قد شجبا
أم يشتكي فرقة بتنا نكابدها *** عذابها إخوة الإسلام قد وصبا
وا لهف نفسي على الإسلام وا أسفا *** بكى الغيور على الإسلام وانتحبا
تكابد الظلم والإسلام مغترب *** وحامل الدين في أيامنا اغتربا
أقول ما قلت لا يأساً يخامرني *** فالناصر الله والميعاد قد قربا
نحن الأسود إذا ما الحرب قد برزت *** نسل فيها إذا ما ازورّت القضبا
تبقى الأسود وإن كلّت مخالبها *** تلقى الفريسة في أنيابها العطبا
مزجت بالدمع أبياتي وقافيتي *** وما البكاء معيد للذي ذهبا
وما التوجع إن عانيت من حرق *** يعيد في القدس أو بغداد ما خربا
نيل الشهادة درب ليس يبلغه *** إلا الذي للحسان الحور قد خطبا
نيل المفاخر تاجٌ ليس يلبسه *** إلا الذي من حياض الدين قد شربا
درب الكرامة صرح ليس يركبه *** إلا الذي فوق صرح المجد قد ركبا
علي أحمد السعيدي – حجة
http://saaid.net/wahat/masy11.jpg
فرائس الأعداء
أو ما تروني في العراء مشردا *** بين الوحوش عن الثياب مجردا ؟
الجوع أرهقني وأبدى سوءتي *** والفقر أسلمني لأهوال الردى
وأبي وأمي يبحثان عن الغذا *** وأظل وحدي بالكروب مصفدا
أنا – أمة الإسلام – طفل حائر *** من بينكم أصبحت كبشاً للفدى
أنا – أمة الإسلام – جرح غائر *** لم يملك الطب الحديث له يدا
أنا – أمة الإسلام – رمز للمآ *** سي حينما صرنا فرائس للعدا
وعدوا بأن يحموا الحقوق فما رعوا *** حقاً لمسكين وخانوا الموعدا
لم يرحموا طفلاً تعثر سيره *** بل جردوه وقدموه على الغدا
أنا لا أبالي بالأعادي بعدما *** أيقنت حقاً أن موعدهم غدا
يا أمة الإسلام هذي صورتي *** نُشرت لتنشر سيف قومي المغمدا
يا قوم كفوا عن عميق سباتكم *** فحقوقنا ذهبت بغفلتكم سدى
كم جاد علج حاقد لشعوبنا *** ومضى بذاك منصّراً ومهوّدا
وأرى كثيراً من بني الإسلام لم *** يصلوا قريباً مؤمناً وموحدا
أوليس بين المسلمين تراحم *** أوليس فيهم محسنٌ يروي الصدى ؟
أوليس فينا يا بني الإسلام من *** يحيون ماضينا العتيق الأتلدا ؟
أو من يذكرنا بعثمان الذي *** لله قدّم ماله وبه افتدى
أو من يذكرنا بعوف والألى *** عقدوا لدى البأساء ألوية الندى
صنعوا من الأموال مجداً نوّروا *** بعطائهم ليلاً بهيماً أسودا
يا رب أنت إلهنا فتولنا *** فلكل باب دون بابك أوصدا
ولئن أردت بنا البلاء فإننا *** أرضى البرايا بالقضاء وأحمدا
عبد الله محمد بارجاء – مأرب
http://saaid.net/wahat/masy11.jpg
الصليب واليهود في فيلم جديد
ماذا أقول وكيف أبعث منطقي *** ولمن سأبكي بين هذا الملحق
صور تثير بها " مساء " مشاعري *** فتهدني وأنا أقول لها : ارفقي
طفل صغير ليس يدري ما الذي *** يجري بأرض الغرب أو بالمشرق
قد جاء في أرض تشيطن أهلها *** وضعوه في كهف الظلام المطبق
بل أغمضوا عينيه عن نور الهدى *** ليشبّ في حقد وغيظ مطلق
جاؤا إليه يخلصوه من العنا *** أسمعت هذا في الزمان الأسبق ؟
أسمعت أن بني يهود قلوبهم *** تهب الحنان وبالعطايا تشفق ؟
لكنه حقد يهودي بدا *** في زيه المتدنس المتملق
لم يكفه أرض العراق بحقده *** قد هَدّها وكذاك أقصانا النقي
لم يكفه كشمير شتت شملها *** بغياً وعدواناً فجاء لمن بقي
وببوسنة الإسلام كم طفل بها *** دفنوه حياً فارتقبهم واتقي
فأتوا إلى السودان لما أن رأوا *** راياته تأبى الخضوع وترتقي
ورأوا بلاداً خيرها في أرضها *** أزهى من الفجر الذي لم يخفق
لبسوا رداء العطف يا ويح الذي *** لكلامهم أصغى ويا ويل الشقي
هم يرتدون لكل قوم زيهم *** كالحية الرقطاء كالمتملق
أنا لا أقول سوى الحقيقة والذي *** سَوّى البرية لست بالمتشدق
ما دام للإسلام قلب نابض *** يمشي به في الناس دون تزلق
سيظل حقدهم يجمع جنده *** ليبيده هذه الحقيقة فانطلق
يا أمة المليار ماذا قد جرى *** قومي فنومك صار حقاً مقلقي
نار الفجيعة قد سرت في أضلعي *** لهباً يثور وحرّها كالزئبق
أسفاً على قومي الذي استبدلوا *** بالدين دستور العدو الأخرق
قد أشربوا حب الحياة قلوبهم *** ولأجلها يا سيدي لم نلتق
الغرب يحشد جنده يا ويحكم *** حقداً وأنتم كالبليد الأحمق
وتخلفت عن ركب كل حضارة *** واستسلمت للعابث المتفسق
أبناؤها كانوا الأسود زئيرهم *** يخشاه كل مغرب ومشرق
واليوم في أحضان كل مهرج *** أو لاعب أو عابث ومنهّق
قوم كسالى في الحياة همومهم *** في مأكل أو مشرب في الفندق
والغرب يحصدهم ويفني عمرهم *** فحياتهم هي خندق في خندق
يا أمتي هذا الصليب وهذه *** أطماعه جاءت إليك فصدّقي
هذي مؤامرة تدور وهذه *** خطط يدبرها الذي لم يشفق
فيلمٌ ومخرجه الصليب وأهله *** من كل صوب قد أتوا أو مفرق
ليدنسوا أوطاننا ويشوهوا *** أخلاقنا فاقرأ سلامك يا تقي
يا صاحبي قد أزهقت أرواحنا *** حزناً وإن قلنا لهم لم تزهق
حدّق بعينك في الوجود وقل له *** أنا مسلم لمّا يُسَفّه منطقي
أنا مسلم لكن قومي في الدنا *** تاهوا وللأعداء ألفا زورق
يا سيدي هب للفؤاد مواطناً *** يرتاح فيها في الزمان المرهق
فلقد تعذب أزمناً بشعوره *** الدفاق في إحساسه المترقرق
امنن على الإسلام منك برحمة *** مغداقة لنظل منها نستقي
وامنن عليه بمن يطيّب جرحه *** في جمعنا المتشتت المتفرق
خذنا إلى درب الخلاص وفكنا *** من كل قيد في الدنا أو مأزق
محمد الورد علي – الحديدة
المصدر : مجلة مساء العدد 30 / صفر 1426هـ
تحرير : حورية الدعوة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إذا دعا الرجل لأخيه بظهر الغيب قالت الملائكة : ولك بمثل »
عمروعبده 25-02-2011, 07:21 AM أروع القصائد في وصف صورة معبرة (2)
http://saaid.net/book/images/msword.gif (http://saaid.net/wahat/q166.doc)
http://saaid.net/wahat/gz00.jpg
http://saaid.net/wahat/gz11.gif
عروج الهمم
تسلّق سبيل الهداة العرب *** وطاول بعزم عنان السحبْ
فأنت كأنفٍ رفيع المكان *** وغيرك يهوي لجرَّ الذنبْ
تسلّق بثوب الحياة النجاة *** وضمَّ الأكف وضمَّ الركبْ
ودَعْ عنك ثوب القساة العتاة *** ودّعْ عنك ثوب الضلال الخَرِبْ
بثوب البياض وهمَّ الرجال *** ستهزمُ ليلاً شديدَ الكربْ
فما عاد يُجدي قعودُ الجمال *** ونوم الكسالى وصوت الطربْ
ترفّع فحولك سيل الدمار *** وخلفك طيش كواه الغضبْ
فجدّك سعد وأنت الوليد *** وأمك حفصٌ، فنعم النسبْ
قويّو السَّنان، فصيحو اللسان *** نقيّو الجنان، كعرق الذهبْ
صعدت وتدري بأن الصعود *** محاطٌ بموج الهوى والوصب
أتعلو وحيداً على مصعدٍ *** تنادي الأحبة: أين اللهبْ؟
شممتُ الرجولة في عزكم *** ولم أر ناراً تجيب الحطبْ
فهل أشعل القوم ذرَّ الغبار *** فغطّى الغبار السنا وانتحبْ
فأضحت جراحي مُبْكى الجراح *** تئن وتشكو انهزام الخطبْ
أنمتم؟! وسار فحولُ الأنام *** لأغلى وسام وأعلى لقبْ
تنال المعالي بهجر النعيم *** حرام المنال على من هربْ
ولو رمتُ غُسلاً بماء الظلام *** لخضت برجلي حتى العَصَبْ
وسرتُ على شط بحر الهروب *** فحزت الثناء وتاجَ الرتبْ
أَبَيْتُ انتظارَ زمان الخلاص *** قفزت إلى نهج من قد ذهبْ
فلبّى العمود وصاح: الرحيل *** هلمَّ إليّ إذن واقتربْ
أنا وَتَدٌ قد نشرتُ الجذور *** بتاريخ جَدًّ وأمًّ وأبْ
أضأتُ بنوري ذرا المشرقين *** تشبّث بنوري وسر وارتقبْ
فإنّ فؤادي مضى للسماء *** فأنّى لعزمي بلوغُ التعبْ؟
وهمّي ترقى نطح النجوم *** فإمّا الوصول وإمّا الطلبْ؟
رياض بن عقيل أبونمي – حضرموت
http://saaid.net/wahat/gz00.jpg
http://saaid.net/wahat/gz22.gif
طوفان العولمة الفكرية
إلى أين ترقى؟ بما تحتمي؟ *** أترقى السماء بلا سُلّمِ؟
أحاط بك الويل من كل صوب *** كما لُفّ عقْدٌ على معصمِ
تعولمت الأرض من حولنا *** ليعبثَ موجٌ بنا يرتمي
وجاءتْ من الغرب أمواجه *** تساوم في إرثنا القيمِ
فحارتْ لدى الفيض كلُّ العقول *** ولم ينج منه سوى المُحْتَمِي
تعرتْ وجوه، وزلّتْ بها *** إليه غباوات رأي عمِ
لتَقْبَل منه رؤى مظلمات *** لترتع في لجها المظلمِ
وأخرى استقلتْ طريقاً غريبْ *** لتلقى من الويل موجاً ظمِ
أتانا ففرّق منا الجموع *** بسيف إلى عقله ينتمي
وجاء بزِيًّ ووجه جديد *** وفكرٍ كما شاء للمسلمِ
يريه التراث زماناً خنا *** عقيماً وفي قعر جُبًّ رُمِي
أحاط بنا موج طوفانه *** فكيف الخلاص؟ بمَا نحتمي؟
ففي شاشة العرض أنيابه *** ويهمس بوق الخنا بالفمِ
ويعرض في السوق إنتاجه *** لهذا الثّرِيّ وذا المعدمِ
فهل كنت منه تريد النجاة *** فقد صار منك بمجرى الدمِ
لماذا خسرتَ وصرت الغريق *** وما نؤت عنه من المجثمِ؟!
لأنك ضيّعتَ سبل النجاة *** لتلقى زماناً به تندمِ
ونحن الأُولى جاء فينا الرشاد *** شربناه صافٍ من المُحكمِ
لنا الفكر إرث عن الأنبياء *** يشعُّ سناه هدىً فاغنمِ
فعم ضياه الدُّنا رحمة *** تفك القيود بحدّ الصمِ
فمنها بدأنا بها نحتمي *** فأُنجدْ إليها ولا تُتْهمِ
وأطلق سراحك من فكرهم *** وعالجه سُقْماً من البلسمِ
ولا تحسب الماء عذباً زلال *** فما كان يوماً سوى العلقمِ
وأمسكْ بحبل شديد الوثاق *** نجاة لمن شاء لا يصرمِ
فهيّا جميعاً لبرّ النجاة *** بفلك عنيد ونورٍ همِ
عادل أحمد الزليل – حجة
http://saaid.net/wahat/gz00.jpg
http://saaid.net/wahat/gz33.gif
هذا بما كسبت أيادينا
أيُغْرِقُ السيلُ أمجادي وشاراتي *** أم يستبيح العدى عِزّ الكراماتِ
هذا لعمري عقاب الله أرسله *** كي يَغْسل الأرض من سوء الدناءاتِ
سيلٌ تعدّى حدوداً كي يؤدبنا *** بما كسبناه من شر البلياتِ
في البر والبحر عَمّ الإثمُ ثم طغى *** فاستبدل اللهُ راياتٍ براياتِ
عجبتُ من معشر خانوا رسالتهم *** واستعصموا بالهوى دين الضلالاتِ
يا لائمين كفى لوماً ففي كبدي *** منكم جراح تنزّتْ بين آهاتي
لا تحسبوا أنني ممن تجارتُهم *** محارمُ الله أو خانوا الأماناتِ
لا لستُ ممن بغوا في الأرض وانتكسوا *** إلى الرذيلة عاشوا للملذاتِ
نعم تحلّيتُ بالأكفان مبتغياً *** موتي شهيداً لكي أحيا بجنّاتي
إني تمسكت بالإسلام معتصماً *** وتبتُ مستغفراً من كل زلاتي
لما طغى الماء آفاقي حملتُ على *** سفينة الروح أنواري وراياتي
بالأمس كُنّا وكان المجدُ مركبنا *** والعزُّ رائدنا عند الفتوحاتِ
هذي مبادئنا في الكون شامخة *** من وحي خالقنا ربّ البريات
ما لي أغنّي زمان العز فانهملتْ *** مني الدموع على أنّات أبياتي
واليوم صرنا ذيول الكفر وا أسفي *** فالقرد يُفسدُ أمجاد النبواتِ
ما بالنا اليوم نُصْلَى نارَ محنتنا *** ونُجْرع السمْ من أشداق حياتِ
القهر مركبنا والذل سائقنا *** والضيم يطعمنا وَحْلَ السياساتِ
يا قادة العرب هل ماتت ضمائركم *** أم أنكم قد رضيتم بالتفاهاتِ؟!
ما بالنا اليوم نجني من سياستكم *** عارَ المذلّة والتنكيس للآتِ
ما بالنا اليوم ننسى سرّ نهضتنا *** ونكتوي تحت ويلات الولاياتِ
كأننا لم نكن والله غايتنا *** نخاطب السحب من صرح الحضاراتِ
وا حر قلباه، هل لَمٌّ لفرقتنا *** فالغرب يقصفُ أوطاني وجناتي
والله لو صدقتْ نياتُنا لغدتْ *** أفواجُنا مدداً في نصرنا الآتي
عبده خالد أحمد – تعز
http://saaid.net/wahat/gz00.jpg
http://saaid.net/wahat/gz44.gif
صراع البقاء
آثرت صمتي فاستهلّ رثائي *** وبقيتُ وحدي أستلّذ بُكَائي
وصعدتُ أستبقي الحياة وهدّني *** ألمي وجَالَ بخافقي خيلائي
في كل زاويةٍ يطاردني الردى *** ويطول من لقيا الردى إيماني
أنّى ألتفتُ أرى الحياة بلا قعاً *** وأرى بكل بُقيعةٍ بَلْوائي
قد أعتمتْ كلُّ الدروب بساحتي *** وأضعتُ في ليل العناء ضيائي
ضاع الرجاء هنا وحاط بجثتي *** ماءٌ يريد بدفقه إطفائي
ما عاد في رَمَقِ الحياة سوى الردى *** ينتاب أوردتي ودفق دمائي
والقلب تثقله الهمومُ بوقعها *** ويثير أوجاع الأنين بكائي
ما باله الطوفان يزحف شطّه *** ويحوطني من سائر الأرجاء
ما باله الطوفان سَدّد سهمه نحوي *** وضاق من البلاء فضائي
وتكاد تخطفني الرياح بهوجها *** وتخرّ من هول الدمار سمائي
وتكاد تصعقني مناظر إخوةٍ *** شطَّت بهم أمواجه الهوجاءِ
دفنت معالمهم وأنهت عهدهم *** وغدوا كنَصَّ صحيفة بيضاءِ
في كل مفترقٍ تلوحُ شخوصُها *** لتمدّ صرخة نجدةٍ ونداءِ
رحلوا عن الدنيا بغير تحيّة *** وطواهمُ الطوفان دون عناءِ
لكأنّهم ما سَطّروا أعمارَهم *** أضحوا كأَغْرَبِ قصة بَكْماءِ
وطواهمُ الطوفان في جبروته *** وغدوا كطيفٍ موجزِ الأنباءِ
كم من ديارٍ أقفرتْ من أهلها *** لتطلّ صورة عبرةٍ دكناءِ
وغدوتُ أرفُلُ في حنوط منيتي *** ويثور بين جوانحي استجدائي
رباه.. قد ضاق الوجود ومَلّني *** هذا العمود وخانني استقوائي
رباه.. قد عظمت مصائبنا فمَنْ *** يا رب غيرك يستجيب دعائي
لكن برغم فجيعتي في خافقي *** أملٌ وتسليمٌ بكلّ قَضَاءِ
لكأنّه الطوفان رغم عُتُوّه *** طهرٌ يزيل جرائم السفهاءِ
محمد أحمد فقيه – بيت الفقيه
http://saaid.net/wahat/gz00.jpg
http://saaid.net/wahat/gz55.gif
المتشبث بالموت
مساءً فاعذريني يا مسائي *** وصبحاً فاغسلي عني حيائي
وغَطّي الذلّ في حَرْفي بثوبٍ *** قشيبٍ مفعمٍ بالكبرياءِ
وصُبّي من شذاك على القوافي *** ورُشّيها بزخات النقاءِ
ولُمي ما تفرّق من شتاتي *** وأضرمي نار حرفك بانطفائي
لعلي أن أرى شيئاً فشيئاً *** وأسمع ما يجلجل في فضائي
كأنّي بالمحاصر يبتليني *** بأسئلةٍ ويصرخ: وا شقائي
تسونامي وشاراتٍ ثلاثٍ *** لقد أضحى حصاري كهرومائي
فأيّهما يكون أرقُّ طبعاً *** فأدخل فيه ممتطياً غبائي
وأيّ الشرَّ أهونُ من سواه *** وأيُّهما يدقّق في اقتفائي
فقلتُ: أجَلْ علقتُ وكيف تنجو *** ولذتَ بما يعجل بالفناءِ
وما يغني التشّبثُ عنك شيئاً *** إذا نزل الموكّل بالقضاءٍ
إذا التنور فار فليس يغني *** سوى قلبٍ تعلّق بالسماءِ
وما يبكيك أهونُ من عدوٍ *** يؤجّج نار حربه من بكائي
وخنجرُه يسافر كلّ يومٍ *** إلى جسدي ويسبح في دمائي
ويقطعَ بعض أوصالي ويمضي *** فيشويها ويا شرَّ الشواءِ
ويشربني كآخر كأس خمرٍ *** ويرمي العظم عارٍ في العراءِ
ويسكب في بقايا الروح رقّاً *** فأُطرقُ طائعاً مثل الإماءِ
وينشرُ في ضميري كاسحاتٍ *** تزلزلني وتسلبني هنائي
تدمرني وتتركني هشيماً *** تبعثره العواصف في الشتاءِ
لَكَم ناديتُ من حولي عساني *** أرى نصراً يعجّل بالشفاءِ
ملأتُ الكون من حولي صراخاً *** فما أجدى وما أغنى ندائي
فلا أملاً بمعتصمٍ يرجّى *** ولا حُلماً بخطَّابٍ إزائي
ترجّلْ يالمحاصر فاقتفيني *** تسلّح بالعزيمة والإباءِ
أنِخْ كل المخاطر وامتطيها *** وقاومْ ما استطعت وكن فدائي
فهذا الحلَّ في زمن التلاشي *** وعين النصر في زمن الغثاءِ
رياض عبد الله الحمادي – تعز
http://saaid.net/wahat/gz00.jpg
بقولِ : كُنْ
جلَّ الذي غَمَرَ البرايا كل آن *** غيثاً من الرحمات فضلاً وامتنانْ
مُلِئتْ بهذا الغيث كلُّ جوانحي *** حتى انتشى الوجدان وانتعش الجنانْ
عجزتْ لغاتُ الشعر عن شكرٍ فقد *** كَلّتْ بلاغة كُلَّ سحبان البيانْ
ما أروع الماء الذي ملأ المدى *** لُجَجَاً تجلّتْ في جمال للعيانْ
الماء يربو لُجّة لكنه *** غيث الهنا برداً سلاماً وأمانْ
يطفي لهيب القحط في أرجائنا *** ومُحُوْلَ نفسٍ قد تنفّستِ الدخانْ
ويطهّر الأفق الملوّثَ غاسلاً *** آثامَنا وعن القلوب ركامَ رانْ
لا تعجبوا كيف المياه هنا رَبَتْ؟! *** فبقول ربي (كن) لذا الماء فكانْ
وخزائن الرحمن تزخر أبحراً *** جوداً غزيراً للورى إنساً وجانْ
وقف المرور بدا حضور غيابه *** لما طغى الماءُ الشوارعَ والمكانْ
وقف المرور سوى انسياب الماء في *** مرأى به ارتسمت مباهج مهرجانْ
وأمام ذا المرأى البهيج وجدتني *** قد خضته وتغيب فيه الركبتنانْ
والقلب يخفق في الحنايا راقصاً *** من نشوة غمرت شعوري والكيانْ
دفعت بجسمي أرتقي هذا العمود *** أرى إطاراً من عَلٍ زانَ المكانْ
وعلى العمود تسلّقتْ كَفّاي والرجلان *** أصعد كي يؤانسني احتضانْ
وتشم روحي حين تسبح في المدى *** للغيث نكهته وأنداء الحنانْ
أعلو على هذا العمود مرتلاً *** لله آي الحمد تصدح كالأذانْ
يسري صداه إلى مسامع عصرنا *** وأنا وصورة ذي المياه الترجمانْ
فالماء روح حياتنا قد سَبّحتْ *** ذراتُه المولى العظيم بكل شانْ
لو ماؤكم غورٌ فمن يأتيكمُ *** بمعينه، من غير ربي مستعانْ؟
أَعْظِمْ بها من آية في سِفْر هذا *** الكون يقرؤها الحجا والمقلتانْ؟
فانظروا إلى آثار رحمة ربنا *** فبأيّ آلاء الإله تكذّبانْ؟
صالح سعيد المريسي – تعز
http://saaid.net/wahat/gz00.jpg
بشائر النصر
بشائرُ النصر لاحت في دجى الظلم *** تزفُّ في نورها البشرى لذي الهممِ
بشائر النصر تدعو كل ذي شرفٍ: *** يا طالب العزّ ثِقْ بالله واعتصمِ
فالنصر آتٍ وقد لاحت كواكبه *** رغم اشتداد ظلام الموج والخضمِ
النصر آتٍ وقد لاحت كتائبه *** - واهاً لهم- هُمْ ليوث الغاب والأجمِ
من كلّ حرًّ سَمَا عن كل ناقصة *** يَهْوي الشموخ قويًّ فارس وكَمِي
هم فتية طهّر الإسلام أنفسَهم *** بتوبة فارتووا من طيّب القيمِ
يجدّدون لنا الإقدام حيث عفتْ *** منه الرسوم وأضحى دارس العلمِ
قد جَنّدوا سعيهم للدين ليس لهم *** في غير نصرة هذا الدين من هممِ
وجمّلوا سعيهم بالخير فاتسمت *** بالمجد أخلاقهم والجود والكرمِ
لا ينثنون لما يلقون من كَرَبٍ *** دهياء معضلة تجري على سقمِ
ولا يصدهمُ عن قصد غايتهم *** ما نابهم أبداً من فارح عَمِمِ
هُمُ الرجال إلى العلياء قد وثبوا *** بقوة فهموا في الناس كالنجمِ
قد أدركوا بضياء العلم أنهمُ *** أهلُ المكارم والتمكين في الأممِ
وأن أنوار هذا الدين بالغة *** لكل صِقعٍ بلوغ الفجر والعَتَمِ
لن يبق سهلٌ ولا هدٌّ ولا جبلٌ *** بل أي دار بأرض العرب والعجمِ
إلا ودانتْ بدين الحق واتخذت *** نوراً تشير به من أطيب الكلمِ
إما بعزًّ يُعزّ الله من عَمُرَتْ *** قلوبهم بجميل الذكر والحكمِ
ومن تعامى عن الآيات في صلفٍ *** أذلّه الله رب العرش بالنقمِ
فأبشري أمتي يا خير من وطأت *** أقدامهم في الثرى بالقادم البسمِ
واستمسكي أبداً بالحق وانتصري *** للحق كي تخرجي من حمأة الظلمِ
عن غاية النصر لا تصغي لملهية *** لا تعجزي عن طلاب العزّ لا تنمي
واستنهضي العزم إن النصر مُرْتهنٌ *** بالحزم والعزم لا بالرقص والنَّغَمِ
متى يكن تُدْرِكُ الآمال أمتنا *** طوبى لها ويعمّ الخيرُ في الأممِ
نايف محمد الحاشدي – إب
أروع القصائد في وصف صورة معبرة (1)
http://saaid.net/wahat/q139.htm (http://saaid.net/wahat/q139.htm)
موضوع انتقاء من مجلة مساء العدد 33 / ذو القعدة 1426هـ
تحرير: حورية الدعوة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إذا دعا الرجل لأخيه بظهر الغيب قالت الملائكة : ولك بمثل »
عمروعبده 25-02-2011, 07:24 AM أروع القصائد في وصف صورة معبرة (3)
http://saaid.net/book/images/msword.gif (http://saaid.net/wahat/q170.doc)
http://saaid.net/wahat/q170.jpg
كنا سادة الدنيا
تربّص أيها المحتال حيناً *** فلست ببالغٍ منا الظنونا
أغرّك أننا أشلاء شتى *** وأن عدونا أضحى مكينا
وأنا قد تناسينا بعصر *** هويتنا وأنفسنا نسينا
وعطّلنا الجهاد وكان ركناً *** يقوم عليه ملك المسلمينا
تُعزُّ بإخوةٍ لك من يهود *** على صدر العروبة جاثمينا
وتستقوي بأبناءٍ لعمًّ *** نصارى في العراق مخيمينا
وتنسى أننا كنا أسوداً *** نذود عن الحمى نحمي العرينا
ألم نكُ سادة الدنيا وفينا *** أبو حفصٍ أمير المؤمنينا
يوجّه خيله شرقاً وغرباً *** ويبعث بالجيوش الفاتحينا
تدكّ قلاعَ قيصر باسلاتٍ *** وتقتحم المعاقلَ والحصونا
وتطفئ في المدائن نار كسرى *** وتفتح أرضه فتحاً مبينا
ألم نك سادة الدنيا ملوكاً *** تدين لنا ملوك العالمينا
ملكْنا شرقها والغرب فتحاً *** وأخضعنا الممالك أجمعينا
رفعنا راية الإسلام عليا *** ونكّسنا لواء الملحدينا
أغرَّك أن ترى اليوم انتكاساً *** وذلاً وانهزاماً حلَّ فينا
ومجداً شاده الأجداد أضحى *** بأعماق الثرى ميتاً دفينا
سننبشه من الأعماق يوماً *** وحياً سوف نبعثه يقينا
سنبعثه إذا هبّت عليه *** غداة غد رياح الثائرين
غداً ستهبُّ من دم كل حرٍ *** شهيد في سجل الخالدينا
ومن دمع الأرامل والثكالى *** ومن زفرات كل الموجعِينا
رياح صرصر كرياح عاد *** أعاصيراً على المتربصينا
تدمّرُ كل ما تأتي عليه *** وتجتاح السهولة والحزونا
تطهَّر أرضنا من كل رجس *** وتجتث الغزاة الغاصبينا
وتسحق كل عسف واضطهاد *** وتعصف بالطغاة الحاقدينا
وحيئنذ أراك بثوب ذلًّ *** حقيراً خانعاً فينا مهينا
غالب أحمد صلاح – الحديدة
تلك القصيدة أخذت المركز الأول في مسابقة مجلة مساء " آفاق صورة "
حصل صاحبها على 555 ريالا
دمشق وتربص الضاري
غفتِ الشموسُ ونامت الأنسام *** واستيقظت في جرحنا الآلامُ
وتضاءلت عند المساء حياتنا *** وتلاشت الآمال والأحلامُ
ماذا أقول.. وكيف أوصف ما أرى؟ *** والمفردات حجارةٌ وحطامُ
ماذا أقول.. وكيف أرثي أمة *** ذهبت بنور صمودها الأيامُ
باتت بلاد المسلمين فريسة *** ترنو إلى خيراتها الأقوامُ
تمتد من خلف الظلام مخالبٌ *** مسعورةٌ وخناجرٌ وسهامُ
يجترنا الضاري وينهش لحمنا *** وتلوكنا الأنيابُ والأسقامُ
والرعب يفترس النفوس محطماً *** ما شيَّد الإصرارُ والإقدامُ
لف الظلام ربوعنا فأطلَّ من *** خلف التلال الشر والإجرامُ
يرنو إلى خطواتنا متربصاً *** لما غفا عنه الرعاة وناموا
يا أيها الشره المطلُّ برأسه *** ما عاد زادٌ عندنا وطعامُ
فرغت موائدنا وغار شرابنا *** واستنزفت من حولنا الآكامُ
القدس ثكلى والعراق ممزقٌ *** لم تبق إلا فارسٌ والشامُ
إني أراك إلى دمشق ميمماً *** فاحذر.. فإن دروبك الأوهامُ
إن كنت ذئباً غادراً في طبعه *** فدمشق فيها الليث والضرغامُ
جاءت ضواري الغرب قبلك ها هنا *** وعلى صدور البائسين أقاموا
جاءوا لنشر عدالة دولية *** أوصى بها القسيس والحاخامُ
نصبوا بأرض الرافدين مذابحاً *** فجماجمٌ منثورة وعظامُ
الموت في بغداد بات مسيطراً *** ما عاد في ((دار السلام)) سلامُ
طبع الشراسة في العلوج مؤصلٌ *** ومتى الذئاب على العداء تُلامُ؟
باسم التحرر صُودرت أفواهنا *** وأُدينت الكلمات والأقلامُ
لكن صوت الحق أعلن رفضه *** وأطلَّ من غمد الشقاء حسامُ
ما طاب للأعداء في بغداد أو *** في القدس – يوماً – مجلسٌ ومقامُ
إن مزّق الأوغاد وجه حضارتي *** وغدت تسوس أمورنا الأقزامُ
فغداً سينتصر الإباء لنفسه *** ويعود ينشر ضوءه الإسلامُ
محمود وهيب قافر - الحديدة
المركز الثاني وحصل على 444 ريالا
هجير المنافي
قالوا بأنك خلف الريح ترتجف *** مشتت الفكر مسلوب النهى دنفُ
وأن عينيك ترحل في الأسى زمناً *** وقلبك الحرُّ بالأحزان ملتحفُ
قد هدك الجرح والأنواء تشعله *** وشاخ عزمك والأحلام تنقصفُ
وضاع دربك واندست معالمه *** وهد زنديك ما قد صاغه الصلفُ
قد مر عمرك كالأوهام أسغبه *** جدبٌ.. وفي مخدع الآمال تعتكفُ
تصوب الحلم في الأحداق أمنية *** تهوي ((ويسخر من تصويبك الهدفُ))
تفلسف الوجد تستجدي عواصفهُ *** وفي مهاوي الردى يلهو بك الشغفُ
في كل مهد تحس الصمت زلزلة *** يطاول البوح تسترعي له الصحفُ
وفي السماء بروق الوعد ترمقها *** حبلى.. وفي متنها الإملاق والترفُ
ها قد أتى الليل في كفيه ألويةٌ *** من الهموم وفي آفاقه سجفُ
ها قد أتت زمر الآلام متخمة *** من ثقلها وبدا في طيها السرفُ
فأفصحت عن مسير الحزن أسئلة *** طالت كما امتد من إيمائه الشطفُ
وطاولت في شموخ الجرح سوسنة *** وساومت في معاني بدئها الألفُ
ووشوشت عنك أحلام منمقة *** فكنت فوق ما اجترح الواشون متصفُ
ماذا تبقى؟ رمال الأرض ظامئةٌ *** وأنت من وجع الصحراء ترتشفُ
شربت حزنك في صمت وفي ألم *** ويستفز صدى أيامك الأسفُ
منافي العمر في عينيك أحجية *** وفوق ظهرك من أثقالها سدفُ
لبست جلد الصحاري دونما حلل *** ورحت من صلف الأوقات تعتلفُ
رويت من دمك الصحراء وانهمرت *** دموع قلبك تروي بعض ما اقترفوا
ماذا ستنوي؟ مطايا الليل زاحفةٌ *** وفي جفون الضحى من فيضها نتفُ
محمد أحمد فقيه – الحسينية
المركز الثالث وحصل على 333 ريالا
فتربصوا
حُبست خيوط النور في حفر
الضمائر
فإذا القلوب المظلمات كأنها
لشعاعه لحُدت مقابر!
نزل الظلام بساحنا
فتفحّمت آفاقنا!
ودم الأصيل تساقطت
قطراته
قطران يغمر أرضنا
والليل: من قار الدجى
نسج الستائر
والمكر – في خبث – بنا
متربص
يقظان
يستبر الغوائر
أمسى ثعالة كامناً
كالليث
لا يخشى الدوائر
وغدا أميراً
في ثغور
غادرتها أسدها
لتعيش آمنة بأسوار الحظائر
أضحى مليك سهولنا
وجبالنا
يلتذُّ لعق جراحنا
ثملان
يطرب من نشيج اليُتم
من إيقاع أنات الثكالى
إذ تنوء به الحرائر
بقرت مخالبه بطون ترابنا
واستخرجت من رحمه بكر
الجواهر
والعين ترتقب الغد المأمول
تنتظر البشائر
مهلاً
رويدك
قد وطئت على الجمار
تستف مل سعيرها
تصلى
تطاردك الحجار
والموت من كل الجهات
أتاك مُتقداً على موج القفار
يحد بالناب.. الأظافر
ها قد وجدت أبا الحصون
بني الأسود
تفك أغلال القيود
تحطم الأسوار
باسم الله
كالإعصار
لا تخشى المصائر
والنصر
قد رسمت أكف حماسنا
قسماته
كالفجر في بسماته
دوّى له التكبير من كل المنابر
سعيد بن سعيد غالب - تعز
المركز الرابع وحصل على 222 ريالا
ضبابية المشهد
هو المكر في المشهد الحاضر *** يشير إلى الثعلب الماكرِ
ويُلقي الغموض على شاهد *** تمتع بالمنظر الظاهرِ
فراح يُوزع إحساسه *** على صفحة الطرس كالشاعرِ
وطار به الحرف في صورة *** ضبابية اللون للناظرِ
وظل يُجدّف في رقّةٍ *** على صفحة الماء كالفاترِ
وأمسى يغني على مشهدٍ *** يمت إلى ليله الساهرِ
وعن تربة الأرض كيف انطوت *** على رقعة الجدب كالعاقرِ
وعن نزلة الغيم في منزل *** سيذعن – بالطوع – للآمرِ
وعن فطرة الخوف في لحظة *** وعن نظرة الهجرس الحائرِ
تهادى على السطح في حيرة *** وشق عباب المدى السائرِ
فباغته الحس في بُرهة *** مباغتة الصقر للطائرِ
وغاص به الحرف في لجة *** وزجّ به الشعر في الغائرِ
وألقى به الموج في دهشة *** إلى ضفّة المشهد الآخرِ
هو المكر أنشب أظفاره *** طباعاً على المنهج الغادرِ
وفصَّل للغدر أسماله *** لباساً على سنة الحاذرِ
وظل يراقب في خلسة *** ويبدي التمسكن للسائرِ
ويُلقي السلام على أمة *** وينخر في عرضها الطاهرِ
ويرتاد أسواقنا سلعة *** لتلقاه في حلة التاجرِ
فيقرأ في الضعف عنواننا *** ويمتد في غيه السافرِ
ويُشرع في جس أرواحنا *** فيلقى همود الوغى الثائرِ
فيزداد في غيه جرأة *** ويمتد للطيب الطاهرِ
فإن ناله الشد من واحد *** تكور في المكمن الدائرِ
وراح يُخطط من خيفة *** ليضرب بالأول العاشرِ
إذا شب في حيلة هجرسٌ *** وأُرضع من ثديها الزاخرِ
فلا تسأل العهد من ثعلبٍ *** ولا تخطب الودَّ من غادرِ
نذير حازم الشميري – تعز
المركز الخامس وحصل على 111 ريالا
المتربص بنا الدوائر
قلمي انتضاه الشعر باستنفار *** من غمد فكر الهاجس الموارِ
أجلو به نظرات ذئب قد بدا *** عنوان قصة كل حقد ضاري
رمزاً لكل مختال ينسل في *** شرياننا يُروي هوى استعمارِ
وخلاصة المكر الدؤوب على المدى *** ليلاً نهاراً في لهاث سعارِ
هو للفريسة راصدٌ ولجبنه *** يخفي مخالب حقده بستارِ
فالله قد وصف العدا: ما قاتلوا *** إلا بحصن أو وراء جدارِ
متمترس متربص دوماً بنا *** كل الدوائر خلف كل شعارِ
ذئب ومحض الغدر فيه جبلة *** هل يُرتجى قطر الندى من نارِ؟
هل يُرتجى منه السلام وحقنا *** في جوفه في الشدق في الأظفارِ؟
أنّى سيرعى سلمنا من ذا رأى *** ذئباً رعى غنماً لوجه الباري
وهو الألذ ألذ منه ذيوله *** من قومنا لتشابه الأدوارِ
هل ظنه قومي رسول محبة *** حين ادَّعى التحرير للأقطارِ
أم جاءنا (وهو المسمم فكرنا) *** يتلو علينا نشرة الأخبارِ
لم قد أتى؟ ماذا يجر وراءه *** من بعد أن جاس الحمى بدياري
هل خلفه قاد الذئاب لساحنا *** لما رآنا رهن كل صغارِ
لما رأى رب الشياه مباركاً *** صفقاته السوداء كالسمسارِ
راض به سراً ويشجب جهده *** ليحلنا والقوم دار بوارِ
يرغي ويزبة ثرثرات في الهوا *** وإذا به الحادي لعير العارِ
فإلى متى هذا الهوان؟ أفي بني *** ديني بقايا عزةٍ للثارِ
كي يستفيقوا من سبات سدورهم *** من سكرة دارت مع الدولارِ
فأمامهم ذئب العدو وخلفهم *** بحر التخاذل وهو ذئب ضاري
إن يقدموا سيفر يسحب ذيله *** مثل السراب يضيع بين قفارِ
فلنمض طراً كي يبيد فكيده *** يهوي به من حرف جرف هارِ
ليذوق حشرجة احتضار حضارة *** وغروب وجه الغرب باكفهرارِ
ليشع فجر ظهورنا حتى يرى *** كل الورى وجه الخداع العاري
صالح سعيد المريسي - تعز
إنهم مرتقبون
ثِبْ.. ولا تنتظر الوقت المناسب *** ما الذي ترصده؟ من ذا تراقبْ؟
لا تخف ما دمت في أوطاننا *** هل ترى إلا دجاجاً أو أرانبْ؟
وجيوشاً قد سئمنا عرضها *** دجّنت للحرب آلاف الكتائبْ
من ((أولي البأس)) ولكن.. بينهم *** وأولي القوة.. في فتل الشواربْ
فلمن بت على هذي الدُنى *** تنسج الكيد شباكاً من غياهبْ
ولمن أرصدت فينا أعينناً *** سهرت للغوص في غور العواقبْ
تغتلي غيظاً وأحقاداً وقد *** لاح منها نظر في المكر ثاقبْ
هل ترى دبّابة دَبّت هنا؟ *** أبداً.. أمست بيوتاً للعناكبْ
ما لها في أرضنا من حاجة *** غير تزيين الكراسي والمواكبْ
بُل عليها! إنها أصنامنا *** وقديماً فوقها بالت الثعالبْ
اسحب الذيل على هاماتها *** واستلب ما شئت من هذي الزرائبْ
لك أن تحمي ((دجاجات الحمى)) *** إن تولى أمرها ديك مشاغبْ
ولك الأمر إذا أحببت أن *** تنشب الأنياب فيها والمخالبْ
لست سفاكاً ولا مغتصباً *** إنما أنت لها خل وصاحبْ
حكمة التطبيع – حتماً – تقتضي *** ما ترى فيها لأن الطبع غالبْ
لقن القوم دمقراطية *** لا يعيها متخم منها وساغبْ
كم رعوها بذرة ترجى فما *** حصدوا من زرعها إلا مصائبْ
يا ((مسائي)) لا تلومي إن غدت *** كل أبياتي ثكالى ونوادبْ
اعذريني.. فبلايا أمتي *** مبكيات ومآسيها عجائبْ
بت أبكيها.. وقد غنيتها *** وحداها نغمي نحو الكواكبْ
أمتي.. حتى متى يطغى على *** صرخة الذبح خوارٌ متثائبْ
خبريني.. كيف نرضى ضيمنا؟ *** نقبل الذل.. على أي المذاهبْ
أمتي.. كم خضت من معترك *** صدق القول به والفعل كاذبْ
لا تقولي – أبداً -: ((أنّى)) إذا *** ضاع حقٌ خلفه ذلّ مطالبْ
ليس إدراك المعالي بالمنى *** للعلا مهرٌ.. وللعز ضرائبْ
محمد حزام البردادي – تعز
أروع القصائد في وصف صورة معبرة ( 1 )
http://saaid.net/wahat/q139.htm (http://saaid.net/wahat/q139.htm)
أروع القصائد في وصف صورة معبرة ( 2 )
http://saaid.net/wahat/q166.htm (http://saaid.net/wahat/q166.htm)
موضوعا منتقى من مجلة مساء العدد 35 السنة 1427هـ
تحرير: حورية الدعوة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إذا دعا الرجل لأخيه بظهر الغيب قالت الملائكة : ولك بمثل »
عمروعبده 25-02-2011, 07:32 AM أروع القصائد في وصف صورة معبرة (4)
http://saaid.net/book/images/msword.gif (http://saaid.net/wahat/q172.doc)
http://saaid.net/wahat/q172.jpg
الصخور الثائرة
القصيدة جميلة بحق تدل على نفسٍ متوقدة وعاطفة جياشة مع جمال في
الأسلوب وقوة في التصوير.
أيُطفئُ الشاطئُ الصّخّاب نيراني؟ ............ أم تُخْمِد الموجةُ الهوجاءُ دُخّاني؟
وكَيف يُطَفأ بركانٌ أفجّرهُ ............ من قعْر جوفي ومن أغوار قيعاني
أنا الصخورُ: دموعي في الأسى حُممٌ ............ كانت تُترجمُ آهاتي وأشجاني
كثرُ المآسي وعمق الجرح زَحْزحني ............ فألفِظُ النارَ تنفيساً لأحزاني
ماذا أخبّئ في الأعماق من ألمي؟ ............ وقد رأيتُ بلادي تحت عدوانِ
في دلجة الليل أشباحٌ تحاربني ............ هُمُ عداتي كأمريكا وشيطانِ
وقد مكثتُ طويلاً تحت وطْأتِهم ............ فلم يبالوا بمكثي دون بركاني
إني رأيتُ رُبى كشميرَ باكيَة ............ تلقى الجرائمَ من عُبّاد ثيرانِ
والقدسَ: آهٍ لقدسٍ مَنْ يُحرّرُها؟ ............ ويمسح الغَمَّ من طفلٍ ونسوانِ
وبرَما والفلبين التي صمدتْ ............ وكم شهيدٍ على أطراف شيشانِ
نَعَمْ أُهاجمُ أعدائي لأحْرقهم ............ وهم هنا حولنا في أفقنا الداني
يمشون حولي وحول البحر في ظلمٍ ............ يُخططون لإخمادي وإذعاني
فلا تظنّوا مياهَ البحر تُطْفئني ............ كما ترونَ ولكنْ سوف ترعاني
يومَ القيامة.. حينَ الله يُسْجرُهُ* ............ ويقذف البحرُ ناراً مثل طوفانِ
وما قذفتُ لَهيبي من منابعِهِ ............ إلاّ لأنذِرَهم بطشي وإيماني
وخلف ناري ودخّاني يطالعُني ............ شعاعُ شمسٍ مع الإصباح يلقاني
عند الظهيرة تُذكيني حرارتُه ............ حتى انْفجرتُ على طاغٍ وطغيانِ
* إشارة إلى قوله تعالى: (والبحر المسجور) فقد فسر بأنه يوقد يوم القيامة ناراً.
روي ذلك عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه وابن عباس رضي الله عنه وغيرهم.
رياض بونمي – حضر موت
تلك القصيدة أخذت المركز الأول في مسابقة مجلة مساء " آفاق صورة "
حصل صاحبها على 555 ريالا
صرخة جزائرية
لن تطفأ يا بحر براكيني..
كلا.. لن تطفأ.. لن تطفأ.
لا.. لن تخمد نيراناً تسري
وسط شراييني..
يا بحر لا تتعب نفسك
نيراني من نوع آخر..
نيراني تكوي يا بحر أيدي المحتال.
نيراني تشوي القلب المختال..
نيراني تصرخ.. تصرخ.. تصرخ..
تصرخ في وجه الأنذال..
نيراني تصرخ في صخري..
يا صخر تحرك.. يا صخر تصدع..
تُقرأ آيات الأنفال..
نيراني تحترق من الداخل..
تبكي أحشائي مستعرة..
تخرج آهاتاً.. دمعاً.. تبكي منفجرة..
هل تدري يا بحر.. ماؤك من أين؟
ماؤك مالح أكثر من كل مياه الدنيا..
هل تدري من أين الملح.. داخل جوفك من أين؟
ماؤك من دمعي المترنح فوق السكين..
تتداعى أختٌ.. يتداعى أطفال..
تُكتم آهاتٌ.. تُقتل آمال..
يتضاءل صوت الصرخة في صوت مبحوح..
يتدثر صبيان بالأمل المذبوح..
أنهارٌ تجري لوناً أحمر قان..
يشبه نيراني..
في أيامي
رأيت رقاباً تتدلى..
علقها رجل يسعى..
ينفلق الصبح ويأتيني رجل آخر..
يمسك سكيناً.. وبيده الأخرى حجرٌ أحمر..
يغمد سكينة في صدري.. يمسح بالحجر دمائي..
قلت له: كلا أرجوك توقف.. لا تمسح بالحجر
دمائي.. إني أتألم.. ليست من حجري.. أرجوك
توقف..
ضحك القاتل.. قهقه..
رفع الحجر وتكلم كالأفعي:
((هذا حجر مسمومٌ
وبقية أحجاري تترى..))
أقسمت بربي لن أهدأ..
ولتسخر مني أو تهزأ..
فلسوف يأتيك جنيني..
هند الخميس - الرياض
المركز الثاني وحصلت على 444 ريالا
ماء ونار
اللوحة الأولى
ماءٌ ونارٌ كيف يجتمعان؟! ............ سبحان ربيّ خالق الأكوانِ
فلكم رأينا من عجائب صنعه ............ وبديعه، فهو العظيم الشّانِ
في البحر في الأفلاك فامض مفكراً ............ في الورد في الريحان والرّمانِ
في الشمس تجري في النجوم لوامعٌ ............ في الماء، في الإنسان والحيوانِ
يا أيّها الرجل الجهول بربّه ............ أوَما رأيت عجائب البستان؟
أوَما قرأت كتاب ربّك مرةً ............ من سورة اليس والعمرانِ؟
فانظر تأمل جل بفكرك يا أخي ............ ولتشعرنْ بحلاوة الإيمانِ
اللوحة الثانية
إني رأيت النّار هذي خلُتها ........... أحزان قلبي أيّما أحزانِ!
فكأنما الأحزان جمرٌ حارقٌ ........... يكوي فؤاد الحائر الولهانِ
نارٌ تأجّج هولَها وتضرّمت ........... أبداً وتلك طبيعة النيرانِ...
فإذا بماء البحر في أمواجه ........... هاجت، لتخمد شعلة الشُّطآن
كالقلب يجلي عنه غمٌ غمّه ........... بقراءة الأذكار والقرآنِ
هي بلسمٌ يشفي الجراح جميعها ........... ويعيد الاستقرار للإنسَانِ
فاعلم بأن ربّك وحده.. ........... ما في الوجود له إله ثاني
أحمد العينزان - الجبيل
المركز الثالث وحصل على 333 ريالا
نار القدس وأمواجه
غضب بصدري بات يعصف كزوابع كالرياح
فلسوف أكتب من دمي والآه عن قصص الكفاح
ولسوف أبعث من جحيم الآه في صدري صلاح
ولسوف أبعث ألف خالد من دمائي والجراح
ماذا تشاهد مقلتي ماذا توافينا المساء
أمن الجبال تصوغها أم من لهيب الكبرياء
أمن البحار وموجها أم من دماء الأبرياء
أم من دخان القصف في شعب كرامته تباح
فلكم أبات على لظى الذكرى إذا جن المساء
ولكم أقاسي من صراع الدمع من عبث الدماء
فإلى متى يا قدس نركض في ميادين الهراء
فلتشعل الأحجار جمراً قددنا عهد الكفاح
سأعود يا أقصى بزحف ليس توقفه السدود
وعلى طريق سوف تنصهر الجبال في عصر الركود
وبما تبقى من دمائي سوف أغسل ما يدنسه اليهود
وسأكسر القيد المكبل معصميك لتنهضي عند الصباح
آه يا عصر الدمار ماذا تقول الأرض في شطئانها ألم ونار
وإلى السماء دخانها تزجيه آلات الدمار
وهناك في الأفق البعيد الفجر يأذن بالنهار
لكنها لم تشك يوماً أو تَئن من الجراح
سأعيش كالشم الرواسي نقذف الأحجار نارْ
لست أبكي قتل طفل قبل أن آخذ ثارْ
ليس في أرضي صغير كل من فيها كبارْ
ليس فيها من صغير قال حين القصف آح
كل فرد في بلادي كالقنابل كالرصاص
سوف يكتسح الأعادي ليس للأعداء مناص
ولسوف تنفجر القنابل كي نري حكم القصاص
ولسوف تختلط الدماء مع الجحيم على البطاح
صبراً أيا وطني سنبلغ ما يسمى بالمحال
فلكم تذوب من الأسى والصبر في قلبي حبال
ولكم نحن إلى لقاء الفجر من خلف التلال
ومع سواد نحكي للصغار عن الصباح
علي محبوب - الحديدة
المركز الرابع وحصل على 222 ريالا
صرخة الحِمَم في وجه البحر
أيها البحر مهلاً لو يُجدي المَهَلْ
ما جئتُك مُنتحراً قد هدَّني المللْ
وليس بي جنونٌ ولا أشكو العلل
ولا جئتك مشتاقاً بالحب والغزل
وماؤك العدو لي إن أدركني قَتَلْ
وما نحيا سويّة من سالف الأزلْ
لكن حكايتي الأكيدة وخطْبي الجَللْ
أني جئت مُكرهاً لا حولَ ولا حيَلْ
فهذه سُنَنٌ مَجْبُولةَ لكل من رحلْ
إن كان مثلي سائلٌ في عاليٍ نَزَلْ
وجاء مكتوف اليدين من قمَّة الجبلْ
حتى يكون منتهاه في بحر أو سَهَلْ
وليس لي من صولةٍ قُبَالة الأجلْ
ولا جدالي طائلٌ وهل ينفع الجَدَلْ
فلا تسيء الظن بي والذنبُ مُحْتَمَلْ
لكن عذري يا فتى ((مرغم أخاك لا بطلْ))
أحمد اليريمي - تعز
المركز الخامس وحصل على 111 ريالا
غضب الصخرة
هذا الجماد بصمته يتكلم ........... والصخر في وادي الحميم يحطم
غضب يزيد من الحميم تدفقاً ........... قل للعصى عليك ليل مظلم
الليل حط على الوجود بظلمة ........... والنار في تلك السواد تقدم
شريان أرضي لا يقرَّ قراره ........... قُطع الوريد وبان منه المعصم
أنا لا أرى غير الحريق بأرضنا ........... إن الجبال بأرضنا تتألم
لا تحسبوا البركان يقذف ناره ........... حمم تطير على الفضاء وتحجم
أنا لا أرى جبلاً يزيد بلاؤه ........... هذا المكفن في البياض لمسلم
هو من رجال الحرب يتقن صنعها ........... هذا الشجاع يفر منه الضيغم
هذي الدواء تفجرت من جرحه ........... بل كله جرح ولحم يفرم
لو صور الصحفي سفح جبالنا ........... لرأيت أعضاء العباد تقلم
ورأيت آذاناً هناك تقطعت ........... فإلى متى يطغى العدو ويجرم
من يعشق الإجرام يصعب رده ........... إن التكبر مبغض ومحرم
لو أن قطاً للنصارى عذبت ........... لرأيت جيشاً في الصباح يقدم
لكن شعبي يستهان بقتله ........... فرؤوسه فوق التلال تحطم
ودماؤه تنحط إثر مذابح ........... فيصيح طفلي ناطقاً والأبكم
قوموا حماة الدين نقبر أهلنا ........... جثت هناك على العراء تلثم
إن شئت أن تكسو الجبال بخضرة ........... فامنع دعاة الشر أن يتقدموا
فلقد عثوا في أرضنا يا إخوتي ........... ولقد تطاول فوق شعبي الأقزم
قد يسلم الكفار من قانونهم ........... لكن شعبي عندهم لا يسلم
عبثاً تصور في المساء جبالنا ........... لاشيء عندك في الجبال يكرم
بمكبر يا قوم ننظر جسمه ........... فهناك يظهر للعيون سقام
طيبة صديقي - بريدة
أروع القصائد في وصف صورة معبرة ( 1 )
http://saaid.net/wahat/q139.htm (http://saaid.net/wahat/q139.htm)
أروع القصائد في وصف صورة معبرة ( 2 )
http://saaid.net/wahat/q166.htm (http://saaid.net/wahat/q166.htm)
أروع القصائد في وصف صورة معبرة (3)
http://saaid.net/wahat/q170.htm (http://saaid.net/wahat/q170.htm)
المصدر: مجلة مساء العدد 16 شعبان 1422هـ
تحرير: حورية الدعوة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إذا دعا الرجل لأخيه بظهر الغيب قالت الملائكة : ولك بمثل »
عمروعبده 25-02-2011, 07:33 AM أروع القصائد في وصف صورة معبرة (5)
http://saaid.net/wahat/4.jpg
النخل باسقة الجبين
النخلُ باسقةُ الجبين...
والوجدُ يمضي في مواجعِ خطوها مُرّ السنين..
لا فجرَ في الأرضِ السليبة... لا حنين..!!
والأرضُ تزهر بالعنا..
وبكل صلدِ الصخر.... تمنحنا الأنين...
النخلُ باسقةُ الجبين ..
من أين تنبثقُ الرؤى..؟؟!
من أين تأتينا المُنى..؟!!
لا وقتَ يا قلمي... لنرحلَ في تخومِ الوصف..
تشحذنا الأمانيّ..
نحو بستانٍ تجلّتْ في نواحي دربهِ..
نخلٌ تسامقَ في الفضاء..
وتفرّعتْ جنبَاتُها نحو السماء..
هي أربعٌ.... ليستْ من العجبِ العُجاب...
فالشوقُ أنّبتها..
فبنتْ من الآمالِ أشرعةَ المدى..
ومضتْ تعانق في شموخٍ..
صفحة الآفاق... تمتشق السحاب...!!
ما زلتُ يا قلمي....
أسافرُ في المدى المفتوح..
في وضح النهار..
ما زلت أرحل في مدى الأكوانِ... في جنح المعانيّ..!!
والرؤى الخضراءُ تنشدُني تعالْ...
أنا لستُ إلا شاعراً...
قد جاء تحدوهُ آمالٌ كبار...
ورأى في النخلِ.. عنوانَ التحديّ والصمود..
ورأى في مدهَا كلَ ما أمَّل..
من قادمٍ يشدو على الآفاقِ.. مَبسمُهُ الحنون..!!
إني أتيتُ أراقبُ النخلَ الذي ساوى.. بطلعتهِ الخيال..!!
وأرى الحياةَ تدبُ من عمقِ الجذور....
إلى مطاولةِ الزمان..!! وأرى الفروعَ تسامقتْ...
تُهدي إلى الآفاقِ كل الوجدِ والمجد..
وكل النورِ تنثُرهُ على شطِ القِفار..
وأرى في سدرةِ الأشواق..
حادينا إلى النصر المؤزر..
يا كل أوجاعِ العراجين... يا سعفَ الأمانيّ...
يا كل أنداءِ الظلال..
عذراً ... باسقاتِ الطلعِ .. في الزمنِ الجديب..
عذراً إذا ما جئتُ تحدوني مواجعنا...
وتثخنُ في الجراح ...
فلأنني... قد جئتُ... لكن...
في فؤادي يصدحُ الألمُ المضرّجُ بالنواح...
وتعيد لي شدوي على أيكِ الخضيرة..
أشتهي دفءَ الموانئَّ ....
حين تمتشقُ الصواريّ.. كل أشرعةِ الرياح..
والآن أنثرُ كل ما عندي..
وأمعنُ في الرحيلِ.. إليكِ ...
يا دوحةََ النخلِ التي...
لم تزلْ تُلقي على أوجاعنا..
درس الكفاح..
محمد أحمد حسن- الحسينية
القصيدة أخذت المركز الأول في مسابقة مجلة مساء " آفاق صورة "
حصل صاحبها على 555 ريالا
منهل الإلهام
في ثراكِ العلا وفيك الإباء = واعتلاء إلى الفضاء وارتقاءُ
وجذور إلى المدى ضارباتٌ = وجذوع نما عليها الوفاءُ
تعصف الريح والزمان فتبقى = في شموخ يميس فيه البقاءُ
ثمرٌ طيب ورزق هنيء = طاب في أصله فطاب العطاءُ
كل جزء لديك فيه انتفاع = كل حين لنا فنِعم السخاءُ
أنتِ كالمؤمن المكمل طيبا = حلّ في طيبه الغنى والهناءُ
عرف العُرب في القديم مزايا = فيك لما بدا عليك الثراءُ
كرمٌ واسع وظلٌ ظليل = واصطبار وعزة واستواءُ
وتحدًّ بوجه الضر دوماً = وصفات يقّل عنها الثناءُ
زرعوها فأطعمتهم إباءً = عَذُبَ الموتُ عنده واللقاءُ
كرهوا الذلَّ والخضوع لباساً = أو يكون للعدى منهم رجاءُ
أكرموا الضيف والضعيف ولبّوا = دعوة المستغيث نصراً وجاؤوا
فغدت نخلة الوفاء لديهم = مطعماً للعلا ومنها الغذاءُ
آه يا نخلة الإباء أطلّي = لتري عُرْبنا وكيف الإباءُ
عرب اليوم للعروبة عارٌ = صنع الذل فيهم ما يشاءُ
لطخوا وجه العروبة حتى = أخذ الخزي حظه والشقاءُ
ما تبقى من العروبة فيهم = غير رسم يطوف فيه الخواءُ
عرب يعربون الكلام ولكن = غاب الاعراب ثم حل البناءُ
سجدوا للعدى سجود خضوع = واليهم صلاتهم والدعاءُ
كم سُلبنا وكم تسيل دمانا = كم غُزينا وكم يصيح الحياءُ
كم نداءٍ شقَّ السماء دوياً = مستغيثاً فأين منا الولاءُ؟
في فلسطين والعراق رزايا = يهرم الطفل عندها والضياءُ
فَلْنُمتْها دعوى العروبة لكن = أين دين يعيش فيه الإخاءُ؟
فوداعاً نخلة الإباء فإنا = ما برئنا وفي حمانا الشفاءُ
ربما يولد الكرامُ إذا ما = رحل اللؤم قبلهم والغثاءُ
عبد الله عبده العواضي/ إب
المركز الثاني وحصل على 444 ريالا
جذع تفرق شمله وتجمعا
ذو همة فوق الفلاة ترعرعا = بترت كرائم طلعه فتفرعا
قضت المنون وريبها في طلعه = بمصيبة أزرت به فاسترجعا
وشكا بصمت فقد طلع واحد = فأثابه الرحمنُ أربعةً معا
لله آيات وليس كهذه = جذع تفرق شمله وتجمعا
أبصرت آيته فقلتُ مسبحاً = سبحان من جعل الوحيدة أربعا
هي عبرةٌ في آية من صنعه = ما أبدع الصنع العظيم وأروعا
هي حكمة للناس عن ذي همة = ثبتت عقيدته فلم يتزعزعا
لما أُريد به الفناء تجبراً = رفع التوكل راية فترفعا
عاث العدو به فساداً ظالماً = لكنه لعدوه لم يخضعا
يا من يريد عدوه تركيعهُ = هذا لغير إلهه لم يركعا
فامْدُدْ بأسباب التمكن صابراً = وارفع أكفك للسماء تضرعا
واثبت كما ثبت النخيل بأصلهِ = تحيا على عرض الهدى متربعا
فالله يرعى المؤمنين فكن على = ثقة بمن حفظ النخيل ومن رعا
واصبر لكيد الخائنين محاذراً = أن يعتريك عن السبيل تراجعا
لا ترتج عند العدو سماحة = فالذل من بشع العداوة أبشعا
أو تطلب الماء الزلال من الذي = أسقاك من يمناه سماً ناقعاً
النصر آتٍ لا محالة فارتقب = إجفال ليلٍ عن ضياء ساطعاً
فلربَّ صاحب همة في أمةٍ = أحيا بها جيلاً عريضاً واسعا
ولربَّ فتحٍ قد أطل زمانه = يغدو بإذن الله أمراً واقعا
حاكِ النخيل فإنما هي حكمة = لتبث فيك تشجعاً وتطلعا
هي أمة الإسلام أغدق طلعها = هيهات أن يفنى و (إن) يتقطعا
ما زالت الأجيال من قبس الهدى = كالطلع من جذع كريم يرضعا
صالح محمد الماوري / ذمار
المركز الثالث وحصل على 333 ريالا
النخلة المتضرعة
مدي يديك إلى السماء تضرعا = وتضوّري خلف السحائب أدمعا
ودعي شموخك يمتطي أنفاسه = متوسّلاً رب البرية بالدعا
وابكي على ماضي الرجال ومجدهم = وذري الصبابة تستقيك الأربعا
وانعي زمان السابقين توحدوا = سادت حضارتهم.. فكنت الألمعا
مالي أرى كل النخيل توحدت = وبناتُك الحُبلى تزيد تفرعا
وأنا وأنتِ نستحم بحزننا = وأنين قلبينا يهدّ الأضلعا
مدي يديك فكم شربت تقهقراً = ولكم سُقيتِ من الزمان تقمعا
وذري نشيد القهر يعصف ناظري = ويشق بي صمتُ السباتِ المضجعا
وإرخي ستار الموت خلف مغاربي = كي لا أرى بعد المغارب مطلعا
ما حيلة الظمآن يشرب ظله = ويحيك من ظمأ السحابة منبعا
أو حيلة الجوعان يأكل بعضه = ويموت في شبق الظلام تجوعا
أواه.. كيف تمزقت أعلامنا = وبناؤنا المشيود كيف تزعزعا
أواه.. هذي الموبقات تكاملت = والجرح في صدر العروبة أينعا
يا نخلة هتك الهوان جبينها = وسطا المشيب برأسها وتربعا
هذا إزار الذل أرخى سدله = ونما الخنوع بأمتي وترعرعا
وطغى بأرض الرافدين تأمركٌ = وشكا العراق تهتكاً وتصدعا
بغداد لا تهني فأنتِ طموحنا = تباً لمن قبل الخيانة أو سعى
بغداد يا قمراً يطير بخافقي = ويشع في وجعي العتيق توجعا
بغداد يا مهد الحضارة إن لي = قلباً يتوق إلى اللقاء تلوعا
بغداد يا نغماً يسافر في فمي = سحقاً لمن باعوا سناك الأنصعا
فلبئسما اقترفت أياديهم وما = أبدت نواياهم.. وساءت مطمعا
هذي حروف قصائدي الثكلى بكت = وأتاك شعريّ حائراً متمنعا
وأتيت والآلام تركض في دمي = وعلى يدي موتي يعض الأصبعا
أسفي على الأقصى ينوح تضرماً = وحباله العطشى تذوب تقطعا
والقدس يقضم قلبه متألماً = متوقداً.. متحسراً.. متوجعا
وأنا وأرباب المناصب نستقي = كأس الهزيمة.. مذ هجرنا المدفعا
يا نخلة شاخ الزمان بعينها = وغدت مآذنها تحزُّ المسمعا
ما قهقهت شمس الصباح بعاتقي = إلا وأحزاني تزيد تضوّعا
وعلى رصيف التيه يعدو خافقي = ويسير في أقصى الشقاوة مسرعا
هذي أسود العرب غاب زئيرها = ومضت خساستهم تجوب المصرعا
وتغرّبت أفكار من صلبوا على = نهج الخنوع تأدباً وتطبعا
حتى بدا وجه العروبة ذاوياً = يا ليته قبل الرحيل تقنعا
وضاح ناجي مزيد / صنعاء
المركز الرابع وحصل على 222 ريالا
أنبت ببذرك
انبت ببذرك في العلا واثبت = بحذرك كالجبال ولا تبالْ
لا لا تبال من العواصف = والزلازل والقواصف والنبالْ
فالمرء يثبت حيث ينبت = لا يفتُّ بعزمه ظمأ الرمالْ
وارفع جناح العز في وجه الثرى = واشمخ بأنفك كالشبالْ
ولئن عشقْتَ لك العلا = فالتاج يأبى أن يعيش مع النعالْ
هي فطرتي – أكرم بها - = جُبلت على أسمى السجايا والخلالْ
لم أتجه شرقاً ولا غرباً = ولا يَمّ الجنوب ولا الشمالْ
وجهت وجهي للذي فطر السما = والأرض ربي ذي الجلالْ
أنمو وأسمو للسماء فأرتقي = مثلاً لأطيب ما يقالْ
أعلاي أعذق في السماء = وأسفلي في الأرض أعذق بالظلالْ
ما فقت بالتطفيف أترابي = ولا زاد اكتيالي باحتيالْ
الله ربي زاد جسمي بسطة = أفلا أقوم له الليالْ؟
تواقة نفسي إلى الحسنى = وأطمح للزيادة في النوالْ
أسمو لأحلامي على متن = الحقيقة لا بأجنحة الخيالْ
وسقوط أوراقي وأخلاقي = هما أمران دونهما المحالْ
عش في التفاهة في العلا = فالأرض قد طعنت بداء الاحتلالْ
بجراثم الأعداء منهكة الحشا = دوماً ومرهقة التلالْ
وأرى الخبائث لوثت فوق الثرى = ماء اليانبيع الزلالْ
فأتيت للنبع المطهّر والنقي = وسموت للسحب الثقالْ
والجذر في كبد الثرى لن = أرتوي أبداً من الزبد الجفالْ
سيظل جذعي قائماً حياً = وميتاً في صمود كالجبالْ
كالتين والزيتون والليمون = في أرض الإبا والبرتقالْ
في طور سنين استمر مدى = السنين على الإباء على النضالْ
حتى إذا وضع الجناة الغاصبون = الفأس في رأسي ومالْ
سيزيد بأسي أنّ رأسي = في غدٍ ينمو بأربعة رجالْ
منصور جعفر فايد / صنعاء
المركز الخامس وحصل على 111 ريالا
شموخ المآذن
سارت بنا في دروب الحب راياتُ = ومضيتُ في الدرب تتبعني الإشاراتُ
هنا وقفتُ على بستان عزتنا = كما تسامت عن الأوجاع أوقاتُ
رأيتها في سماء المجد شامخةً = وطاولت في مدى الأكوان شاماتُ.
فركت عيني أحلمٌ ما أعاينهُ؟؟ = أم أنها في دروب الوهم أشتاتُ.
في دوحة من رياض الحب باسمةً = أتيت والقلب تثقله الملمّاتُ.
في روضة الحسن قد أمضيتُ قائلتي = وزال عن خاطري المكدود آهاتُ
يا باسقاتٍ بروض الحسن رونقها = ومن تسامت برغم الحزن راياتُ
أهديتني كل درسِ كنت أحسبه = في ساحة من منافيَّ العمر أنَّاتُ
يا رحلة العمر في أقسى مراحلها = أتيتِ كالزهر تسبقكِ البشارات
أما أنا فلقد جاءت مخيلتي = حيرى .. وفي رقعة الأوقاتِ أوقاتُ
أتيتُ في خاطري المكدود أسئلةٌ = طالت كما طال من صبري مسافاتُ
أتيتُ يا نخلة الأشواق في خلدي = حزنٌ وفي خافقي تنمو الجراحاتُ
من أين تنبثق الأحلام يا أملي = ما عاد في خافق الدنيا مساءاتُ
سارت بنا نحو مجد الكون ألويةٌ = وطاولت في سماء المجد راياتُ
واليوم ضعنا على أنغام غفلتنا = ما عاد فينا من الأزمانِ شدّاتُ
يا نخلةً كانت هنا يوماً مطاولةً = أفق الحياةِ وفي الإنشادِ أبيّاتُ
فلتشمخي اليوم في أوطان حسرتنا = قامت لك اليوم في الدنيا قياماتُ
أنتِ المآذن في آفاقنا أبداً = كالطودِ ما عصفت فيها الرياحاتُ
فلتشمخي اليوم إن خانتكِ أمنيةٌ = فأنتِ يا نخلة الآمالِ آياتُ
عسى شموخكِ أن يبني لنا أملاً = وأن يعيدَ لبعضِ القوم هِمّات...
عبد الله هبه إبراهيم/ اليمن
أروع القصائد في وصف صورة معبرة ( 1 )
http://saaid.net/wahat/q139.htm (http://saaid.net/wahat/q139.htm)
أروع القصائد في وصف صورة معبرة ( 2 )
http://saaid.net/wahat/q166.htm (http://saaid.net/wahat/q166.htm)
أروع القصائد في وصف صورة معبرة (3)
http://saaid.net/wahat/q170.htm (http://saaid.net/wahat/q170.htm)
أروع القصائد في وصف صورة معبرة (4)
http://saaid.net/wahat/q172.htm (http://saaid.net/wahat/q172.htm)
المرجع: مجلة مساء العدد (39) جمادى الأول 1428هـ
تحرير: حورية الدعوة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إذا دعا الرجل لأخيه بظهر الغيب قالت الملائكة : ولك بمثل »
عمروعبده 25-02-2011, 07:35 AM أروع القصائد في وصف صورة معبرة ( 6 )
الصورة محدودة بإطارها ، لكن
آفاقها ليس لها حدود
http://saaid.net/wahat/23.jpg
إني لأحمل حمل ناقة
تعلو شفاهك بسمة رغم الحمولة
متفائلاً رغم الدموع
بثبات خطوك قد تجسدت الرجولة
تأبى الهوان أو الخضوع
بتماسك الكفين هان الوزن واعتلت الطفولة
كالسهم تمضي لست ترضى بالرجوع
علت الهمم حتى تناثرت الحزم الثقولة
وغدت كريشٍ لا تؤثر في النزول أو الطلوع
يا حامل الأثقال من شفتيك أقتبس المقولة
من لا يكابد لن يُرى يوماً لكوكبه سطوع
من رام أن القدس عودته ستأتي بالسهولة
بتعايش سلمي أو بمعاهدة بيع الربوع
فأجبه يا من تحمل الأثقال كيف هي البطولة
علمه أن الهمة الشماء لا ترضى الخنوع
علمه أنك حين تحمل ضعف وزنك ما استعنت بأي دولة
كلا ولا ناديت فرداً كي يعينك أو جموع
يا فتية الإسلام هل صارت عزائمكم كسولة
أم هل سقيتم الذل كالطفل الرضوع
يا فتية الإسلام في الأقصى جرائمهم مهولة
قتلوا الأرامل يتموا الأطفال حطموا الزروع
وكأننا يا فتية الإسلام قد بعنا الرجولة
حتى نوفر في موالدنا إضاءات الشموع
عذراً بني الإسلام فيكم من له في الحق صولات وجولة
أحفاد خالد والمثنى من أبوا إلا لربهم الركوع
لكن حاضرنا يؤلمني يؤجج في الحشا ناراً شعولة
حتى يكاد القلب أن ينشق من بين الضلوع
ألماً وحزناً واشتياقاً للجهاد متى حلوله
حتى نطهر قدسنا وبه نصلي في خشوع
حقاً فما راح بالقوة هي القوة تؤكد في وصوله
هيا بني الإسلام هبوا آن للقدس الرجوع
ما زال فينا العرق ينبض ما هوى تاريخ ( خولة )
كلا ولا (آيات) في الميدان لم تخش الدروع
تاريخنا دررٌ مضيئة شمسنا ليست أفوله
المجد يحكي مجدنا قصصاً بها شغفٌ ولوع
لما حملنا راية الإسلام تخفق في السماء ليست خجولة
دانت لنا الدنيا وعمّ الخير واختفت الدموع
لكأن هذا الطفل نادى صارخاً فينا بقوله
إني لأحمل حمل ناقة لا أبالي بالطلوع
هيا اهتفوا الله أكبر جددوا عزم الرجولة
إن الشهيد يموت حياً ويريد للدنيا الرجوع
وختام من الصلاة من الكريم على رسوله
طه الذي لفراقه قد حن في الشجر الجذوع
نبيل عبد القوي الصوفي / ذمار
إلى طريق العزة
الحمل يثقل كاهليك وأنت تبسم للحياة
وأراك ترنوا للأمام ولا تبالي بالطغاة
وكأنما يحدو خطاك إلى التقدم ما تراه
فاسمع مقولة ناصح يحيا على درب الإباه
* * *
قد جرب الدنيا وأدرك ما يدبره الجناه
إن كان يثقل كاهليك اليوم شيء من حطام
فلسوف تحمل عن قريب ما ينوء به الأنام
فاقض الطفولة باسماً فلقد يذوب الابتسام
* * *
إن لم تكن ذا همة سترى المذلة والسقام
فاجعل لنفسك عزة وارفع بيمناك الحسام
إن كنت تحمل في الطفولة شيئاً من تراب
مستثقلاً للحمل تحيا لا تراه سوى عذاب
* * *
فاعلم أن الترب جزء من سهولك والهضاب
فاحمه يا ولدي وحاذر أن تدنسه الكلاب
فالأرض أرض الله لا أرض الأفاعي والذئاب
فإذا كبرت ولم تجد إلا بقايا من وطن
* * *
ورأيت فيها خائناً باع الثمين بلا ثمن
ورأيت أنك واحدٌ في أمة تأبى الإحن
فاربأ بنفسك أن تذل وأن تدنس بالفتن
فلئن فهمت مقولتي فأنت فيه المؤتمن
* * *
ثبت خطاك على الهدى واسع لإرضاء الإله
واعبده واعلم أنه ما خاب يوماً من رجاه
والأرض يورثها الإله لمن رجاه واتقاه
من جاهد الكفار حتى لا تذلك له الجباه
فهناك يبقى الكفر مخذولاً بما اقترفت يداه
عبد الملك أحمد إسماعيل / رداع
نغم يفتّش عن صدى
أمضي ويمتص المدى خطواتي
وتسافر الأحزان في خلجاتي
وتهدني الأحلام تثقل كاهلي
أضغاثها واستنفرت آهاتي
ما بين مبتدئي وخاتمتي مساحاتٌ
من الأوجاع والحسرات
أجتازها وجعا تفاقم كلما
أسرعت تسرع نحوه أنّاتي
يا دربُ هل تهوى الوصول فلم تزل
تمضي وأبقى عالقاً في ذاتي
غادرتُ مقبرة الضمير لأنها
صمتٌ تلاشت وسطه أصواتي
سافرتُ عبرك لا رحمت طفولتي
يوماً ولم تأبه لبعض شكاتي
هل كان ذا ذنبي وما كسبت يدي
غير البزوغ بموكب الأموات
أم أنني أخطأت حين وجدتُني
رجلاً بقلب فتى بلا عزمات
يا دربُ هأنذا أراوح بقعتي
وأراك تضحك في شحوب شفاتي
لكنني سأظل أحتقر المدى
ما دمتُ أرشف من رحيق صلاتي
هذا أنا أبكي وفي دمعي لظىً
يُذكي خطاي ويستحث ثباتي
النائبات صنعت منها وثبةً
ولبستها في أحلك الأوقات
لن أشتكيك فلست وحدك من وقفتَ
بوجهتي وعبثت في قسماتي
فأنا هنا نغمٌ يفتش عن صدى
وهناك قاموس من الحسرات
بلقيس يحيى يسر/ إب
أوزار
صديقي ..
هأنا أعبُرُ قسراً..
في دياجير الدمنْ
مُثْقلاً منذُُ زمنْ
باحثاً عن حياةٍ..
غادَرتْ روحي..
وعن ( حضنِ وطنْ )!
يا صديقي ..
ضاقَ عيشي في بلادي..
وأضناني الشجنْ !
أنا طيرٌ ناح قهراً..
ينشدُ الموتَ على كلِ فننْ !
تاه عقلي يا صديقي ..
لست أدري أنا : منْ ؟
أين أمضي ؟؟
كلما يممتُ قُطراً.
تحاصرني الإحنْ!
وإذا رمتُ بلادي لبياتٍ ..
تلاحقني المحنْ !!!
غير أنّي...
هارب منها.. إليها.
خُفيةً دون علنْ !!
فأنا المكدودُ بأثقالِ الزمنْ !
وأنا المغموسُ بأوحالِ العفنْ !
أنا.. من ذاك الوطنْ ..
غرُبتْ شمسُ حياتي..
عندما ساد ظلومٌ
وتوارى مؤتمنْ !
عندما حلّتْ بأرضي..
معضلاتٌ وفِتنْ!!
يا صديقي..
لم أعدْ أملكُ شيئاً..
سوف أمضي لا تسلني ..
ما على متني ؟
وعن: (كيف) و : (مَنْ) ؟
(إنه) ليس طعاماً..
أو لباساً أو سكنْ؟
إنه ليس ضميراً.
ليس شيئاً يُرتهنْ !
يا صديقي ..
(إنه) كل جراحاتي ..
وأوزاري..
جُمعتْ..
كـ (بقايا من وطنْ)!!
غالب محمد غالب السميعي / لحج
بعض أسرار التعب
من بلادي قاطعاً تلك المسافات الطوال
قاصداً أرض الذهب فوق ظهري
أحمل قشاً أو بقايا من حطب
وبجوفي أحمل همي أو شظايا من لهب
في بلادي حملة التنصير موج
هاج فيها واضطرب
فاعذروني إن أنا بحت بسري
أو بأسرار الحطب
اعذروني إن تماديت بلفظي أو تجاوزت الأدب
اعذروني إن أنا أثقلت ظهري أو تركت الراحة واخترت التعب
اعذروني إن أنا أسبلت دمعي أو بكيت مثلما تبكي العرب
إن تروني قد حملت اليوم قشي
هكذا – حراً – أعيش لست للغرب بذيل أو ذنب
قد سئمت من قرارات توشى من بقايا الذل
وأنصاف الخطب
من دعاوى السلم في وجه الغضب
بل يئست من سرابٍ
نسميه جيوشاً قد أعدت للمواكب
لفنون العرض أو لإخماد الشغب
كلما تغرب شمس غصت في بحر العجب
من شباب مسلم أهملوا دينهم وهاموا بالطرب
فاجمعوا تلك الصفوف واركبوا درب الحتوف
مزقوا تلك الدفوف.. أشعلوا فيها الحطب
فايز علي دبوان/ إب
الصغائر
يعتلي وجهي شحوب *** تائه بين الدروب
حائراً أمضي وحيداً *** وشمالي كالجنوب
خطواتي تتهاوى *** تحت أرزاء الخطوب
والمنايا تحتويني *** أقبلت من كل صوب
صارت الدنيا ورائي *** حان ميقات الغروب
موعد التوبة ولى *** أملي كان كذوب
أصبح الحمل ثقيلاً *** من صغيرات الذنوب
عن صغيرات ذنوبي *** عجزت كل القلوب
وضمير غاب عني *** ليس يجدي أن يؤوب
سوف أمضي برداءٍ *** أبيض دون جيوب
أدخل القبر وحولي *** ظلماتٌ وكروب
وعظامي سوف تبلى *** في ترابي ستذوب
وغداً ألقى بهذا الحمل *** علام الغيوب
يا إلهي رحمة بي *** كنت أنوي أن أتوب
رب ارجعني لكي أبرأ *** من تلك العيوب
رحمة منك إلهي *** تحتوي كل الشعوب
لست أرجو غير عفو *** منك غفار الذنوب
لطيفة عبد الرب المفلحي/ عدن
المصدر من مجلة مساء العدد (40) شعبان 1428هـ
أروع القصائد في وصف صورة معبرة ( 1 )
http://saaid.net/wahat/q139.htm (http://saaid.net/wahat/q139.htm)
أروع القصائد في وصف صورة معبرة ( 2 )
http://saaid.net/wahat/q166.htm (http://saaid.net/wahat/q166.htm)
أروع القصائد في وصف صورة معبرة (3)
http://saaid.net/wahat/q170.htm (http://saaid.net/wahat/q170.htm)
أروع القصائد في وصف صورة معبرة (4)
http://saaid.net/wahat/q172.htm (http://saaid.net/wahat/q172.htm)
أروع القصائد في وصف صورة معبرة (5)
http://saaid.net/wahat/23.htm
تحرير: حورية الدعوة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إذا دعا الرجل لأخيه بظهر الغيب قالت الملائكة : ولك بمثل »
عمروعبده 25-02-2011, 07:36 AM من أحاديث الهابطين
شعر : حامد بن خلف العُمري
Abusufean*gawab.com
يُروى لنا بأنَّ عصفوراً غـدا *** من عُـشِّهِ ذات صباح مُصعِدا
فَراعَهُ الصيادُ لمَّا أبـصرهْ *** يذبحُ عصفوراً بأصلِ الشجرة
لكنَّ مـا أثار فيـه العجبا *** رؤيــتــُهُ الصيادَ لمَا نَحَبا
و قولُهُ مسكينُ يا عصفـورُ *** متى تنال العزَّ يا مقهـــورُ
حتى تصير سيداً بين الطيورْ *** و تسبق العقبان من قبل النسورْ
فانطلق الأحمقُ نحو النادي *** يــقولُ كم نظلمُ من نُعادي
و تـنبري أحـكامنا جُزافا *** فلا تـرى عــدلاً ولا إنصافا
و فِـكرُنا يُقصي فلا يُقرِّبُ *** فالكلُّ في أذهاننا مخـــرِّبُ
قالوا له ما الأمرُ يا ذكــيُّ *** قلْ أيـها المفـكِّرُ الأبــيُّ
قـال لهم أما رأيتم ما حصل؟ *** فالتمسوا الفرخ توافون الأمل
فثمَّ شخصٌ ناطقٌ بالحــقِّ *** يُـقطر من فيهِ حديثُ الصدقِ
يـدعو إلى نُصرتنا و يرحمُ *** بل قد رأيتُ الدمعَ منهُ يَسجِمُ
فأطرب البعضَ نشيدُ الشادي *** فـأوجـبوا زيـارةَ الصيَّـادِ
و أجمعوا على الهبوطِ أمرهم *** فليت شعري ما الذي حلَّ بهم؟
عمروعبده 25-02-2011, 07:38 AM حيّرتني "حار فكري"
زكريا أحمد الرحال
( شاعرنا الحبيب الدكتور عبد المعطي الدالاتي:
أبت حيرتك إلا أن تحير أصحاب العقول من الأدباء والشعراء
عندما طفت بفكرك في عالم الرسول صلى الله عليه وسلم ،
وهذا من حيرتي بعد حيرتك )
حيّرتني (حار فكري) لست أدري ما أقولْ
أيُّ سحرٍ حلّ فيها فسبتْ كل العقول!ْ
حيّرتني ما أحيلى الوصف فيها للرسولْ
قد بدا الإخلاص فيها.. وحوت سرَّ القبولْ
***
أيقظت فينا حنيناً واشتياقْ
وسمت بالروح للسبع الطباقْ
وسقتنا الحبّ من صافي المذاقْ
قلت هذا فيضُ قلبٍ ذاق مامعنى الوصولْ
***
كيف لايحتار فكر المادحينْ ؟!
في صفات المصطفى الهادي الأمينْ
لوسمعتَ الجذع في يوم الحنينْ
أنّ شوقاً وحنيناً..شاقه فقدُ الرسولْ
***
في حراءٍ جاءه وحيُ السماءْ
قال : اِقرأ ياختام الأنبياءْ
خصّك الله بهذا الإصطفاءْ
كن رؤوفاً كن رحيماً واملأ الدنيا ضياءْ
إن هذا الدين شمسٌ مالها أبداً أفولْ
****
رابط قصيدة حار فكري للدكتور عبدالمعطي الدلاتي (http://www.saaid.net/Doat/dali/q/16.htm)
عمروعبده 25-02-2011, 07:39 AM أم على لسان أطفالها
زكريا أحمد الرحال
أنت نعم الأم يابدر البدور *** أنت نبع فاض حبا وسرور
أنت مشكاة أنارت دربنا *** أنت يا أماه نو ر فوق نور
وجهك الوضاء سر ساحر *** جل من سواك مولانا الشكور
كم سهرت الليل ياأمي ولم *** تضجري منا ويعلوك الحبور
وجعلت الثدي نبعا دافقا *** سائغا بالخير ياأمي يفور
فاح منك العطف ريحا طيبا *** مثل فوح العطر من روض الزهور
أنت أم وأب أنت التي *** اسمها من وصفها بدر البدور
لوقضينا العمر شكرا ماكفى *** وهن يوم كيف بالتسع الشهور؟
(وقضى ربك ألا تعبدوا ) *** فيها كل البر تتلى في سطور
***
عمروعبده 25-02-2011, 07:40 AM رد السلام على الأحبة
الدكتور عثمان قدري مكانسي
رد السـلام على الأحبـة عادتي = ولقاؤهـم من متعـتي يا سـادتي
لمـا سـمعـت سـلامكـم ألفيتـني = أهتز من نشوى وأشـدو قالـتي
ما كـل قـول قد يزيـد صبـابتي = أبداً ولا يـوري أوار حشاشـتي
لكـنـني لـمـا ســبـاني نـوركـم = ضج الهوى والودّ أسعد حالتي
******
إني أهيم بمن سـمت أقـدارهـم = خلـُقاُ فكانـوا في المكارم قـادتي
وقبست من أفكارهم نهج السنا = فعلى خطاهم في الحياة هدايتي
قالوا: السلامُ اسم الإله فكن له = سلماً وعش في ظلـه في طاعة
واعمل لخيرالناس تلقَ الحبّ في = أحداقهـم والـودَّ في ابـتـسـامة
قلت الحياة بهم ، فهل من ساعة= تحلو بغير ســنائهم يا إخـوتي
من أعذب الأوقـات أن تـلقـاهـمُ = وتعيش في روضاتهم في راحة
فهـمُ الأساتذة الأولى من نبعهم = نهلَتْ وطالت في الورى أغرودتي
أنـا فـيهِـمُ غصن سويّ بـاسـق = مـدّ الـفـروعَ إلـى أصـول ثـرّة
فـأفـاد منـهـم قــوة وعــزيمـة = وجنىً كريمـاً في لطيـف مودة
أنا منهمُ ، وبهـم أراني هـاديـاً = وبنور شـرع الله تعلـو رايـتي
أجمِـلْ بإخـوان العقـيـدة معشراً = طاب انتمائي فيهمُ وسعـادتي
17-10-2007
عمروعبده 25-02-2011, 07:42 AM المُختار من شعر أهل جزيرة صِقِلِّيَّة
من كتاب
( الدرة الخطيرة في شعراء أهل الجزيرة )
لأبي القاسم علي بن جعفر السعدي
المعروف بابن القطاع الصقلي
المتوفى سنة ( 515هـ )
موسى بن سليمان السويداء
تقع جزيرة صقلية بالقرب من الحذاء الإيطالية وهي كما في الخريطة مثلثة الشكل تقريباً دخلها الإسلام سنة ( 212هـ ) في ولاية بني الأغلب على يد قاضي تونس أسد بن الفرات المتوفى سنة ( 213 هـ ) بأمر الخليفة العباسي المأمون قال زكريا القزويني : ( كانت قليلة العمارة خاملة الذكر إلى أن فتح المسلمون بلاد افريقية فهرب أهل افريقية إليها وعمروها حتى فتحت في أيام بني الأغلب في ولاية المأمون )(1) .
وفي وصفها قال ياقوت الحموي : ( وهي جزيرة خصيبة كثيرة البلدان والقرى والأمصار وقرأت بخط ابن القطاع اللغوي على ظهر كتاب تاريخ صقلية وجدت في بعض النسخ سيرة صقلية تعليقاً على حاشية أن بصقلية ثلاثاً وعشرين مدينة وثلاثة عشر حصناً ومن الضّياع ما لا يعرف وذكر أبو على الحسن بن يحيى الفقيه في تاريخ صقلية حاكياً عن القاضي أبي الفضل أن بصقلية ثمان عشرة مدينة احدها " بَلَرم " وان فيها ثلاثمائة ونيفاً وعشرين قلعة ولم تزل في قديم وحديث بيد متملّك لا يطيع من حوله من الملوك وإن جلَّ قدرهم لحصانتها وسعة دخلها وبها عيون غزيرة وانهار جارية ونزه عجيبة ولذلك يقول ابن حَمديس :
ذكرتُ صقلية والهـوىَ = يهيَّج للنفس تذكارها
فإن كنت أخرجت من جنة = فإني أحدّث أخبارها
وفي وسطها جبل يسمى " يَانِه " هكذا يقولونه بكسر النون وهي أعجوبة من عجائب الدهر عليه مدينة عظيمة شامخة وحولها من الحرث والبساتين شيءٌ كثير وكل ذلك يحويه باب المدينة وهي شاهقة في الهواء والأنهار تتفجر من أعلاها وحولها وكذلك جميع جبال الجزيرة وفيها جبل النار لا تزال تشتعل فيه أبداً ظاهرة لا يستطيع احد الدُّنُوّ منها فإن أقتبس منها مقتبس طفئت في يده إذا فارق موضعها! وهي كثيرة المواشي جدّاً من الخيل ، والبغال ، والحمير ، والبقر ، والغنم ، والحيوان الوحشي ، وليس فيها سبعٌ ، ولا حية ، ولا عقرب ، وفيها معدن الذهب ، والفضة ، والنحاس ، والرصاص ، والزئبق ، وجميع الفواكه على اختلاف أنواعها ، وكلأها لا ينقطع صيفاً ولا شتاءً ، وفي أرضها ينبت الزعفران )(2) .
ومن المدن القديمة التي ذكرها ياقوت الحموي في معجم البلدان مدينة " مَازَرُ " ومنها الإمام المازري أحد شُراح صحيح مسلم و" أطرابنش " عبارة عن مرسى على الساحل و" بَلَرم " وهي اكبر مدنها و" خالصة " وكانت مدينة مستقلة ثم أصبحت إحدى إحياء " بلرم " وأما اليوم فبعض هذه المدن لم تتغير أسمائها كثيراً فـ" بلرم " وهي عاصمة الجزيرة الآن يطلقون عليها " باليرمو " وجبل " يَانِه " المتوسط في قلب الجزيرة يطلقون عليه " إتنا " وهذا يدل على أن بعض المسميات بقية على أصلها العربي الإسلامي مع تغيير يسير في النطق بسبب العُجمه وهذا يذكرنا ببعض أسماء مدن الأندلسية التي بقية على مسميتها إلى اليوم .
وقد أطال في ذكرها الشريف الأدريسي في كتابه " نزهة المشتاق في اختراق الأفاق " وابن جبير في رحلته . خرج منها الإسلام بالكلية سنة ( 484هـ ) على ما ذكره أهل التاريخ(3) وقيل أن فيها اليوم بقايا لأثار المسلمين لكنها لا تجد عناية من الباحثين .
والجدير بالذكر في هذا المقام هو كثرة الشعراء والعلماء في هذه الجزيرة وقت وجود الإسلام فيها فقد ذكر ابن القطاع الصقلي في كتابه " الدرة الخطيرة " (106) شعراء ختمهم بنفسه وهذا على حسب الطبعة الموجودة وأما على ما ذكره ياقوت الحموي في ترجمة ابن القطاع عند ذكر كتاب " الدرة " فقال : ( اشتملت على مائة وسبعين شاعراً وعشرين ألف بيت شعرٍ )(4)وهذا يدل على وجود سقط في المطبوعة عن الأصل .
وفي هذه العُجالة سوف نذكر بعض الشعراء مع بعض أشعارهم المستحسنة فمنهم :
أبو الحسن احمد بن نصر الكاتب له شعر في وصف الفرس يقول فيه :
ولي صاحب ليس لي منية = سوى أن يرى باقياً في التراثي
طويل الثلاث قصير الثلاث = حديد الثلاث عريض الثلاثِ
قال محقق كتاب " الدرة " في الحاشية في توضيح البيت الثاني :
( البيت تضمين لخبر مروي عن صعصعة بن صوحان وقد سأله معاوية – رضي الله عنه - : أي الخيل أفضل ؟ فقال : الطويل الثلاث العريض الثلاث القصير الثلاث الصافي الثلاث . فقال معاوية : فَسرِّ لنا قال : أما الطويل الثلاث : فالأذن والعنق والحزام وأما القصير الثلاث : فالصلب والعسيب والقضيب وأما العريض الثلاث : فالجبهة والمنخر والورك وأما الصافي الثلاث : فالأديم والعين والحافر . نهاية الأرب 10/20)(5) .
ومنهم أبو عبدالله محمد بن علي الصباغ له مقطوعة في وصف شخص ذكي :
أذكى الورى كلهم وأعلمهم = فما يرى مثل لبّه لبُّ
يوضح بالفهم كلَّ مشكلة = كأنما كلُّ جسمه قلبُ
ومنهم عبد الجبار بن عبد الرحمن بن سرعين الكاتب له في ذم حاسد في ثلاثة أبيات :
وحاسدٍ لا يزال منِّي = فؤاده الدهر في اشتعالِ
كاتب يمناه مثل حالي = ومثله كاتبُ الشمالِ
ذاك في راحةٍ وهذا = في تعبٍ منه واشتغالِ
ومنهم أبو حفص عمر بن خلف بن مكي فقيه محدث لغوي له تصنيف في اللغة سماه " تثقيف اللسان وتلقيح الجنان " له شعر رائق منه قوله في القناعة :
يا حريصاً قطع الأيام في = بُؤس عيش وعناءِ وتعبْ
ليس يعدُوك من الرزق الذي = قسمَ اللهُ فأجمل في الطلب
وله في ذم إبداء النصيحة قبل طلبها :
لا تبادر بالرأي من قبل أن تُسـ = ـأل عنه وإن رأيتَ عوارا
أحمق الناس من أشار على النا = س برأي من قبل أن يُستشارا
ومنهم أبو عبدالله محمد بن الحسن ابن الطوبي صاحب ديوان الإنشاء فيه دعابة له شعر كثير واغلبه مقطوعات منها قوله في ذم بخيل :
أتيته زائراً أحدّثهُ = ولست في ماله بذي طمعِ
فظن أني أتيت أسألهُ = فكاد يقضي من شدة الجزعِ
وقال يذم مُغني :
ومغنّ نحن منه = بين أسقام وكُربهْ
يضرب العود ولكن = ضربُه يوجب ضربهْ
وقال في أبخر أسمه معمر :
مالي أرى صاحبنا معمرا = قد عدم المنظر والمخبرا
تُفسد ريح المسك أنفاسه = وتبطل الكافور والعنبرا
وكل من حدثه ساعة = يقيم أياماً يشُم الخرا
وقال في الزهد وترك المعاصي :
لو قلت لي : أي شيء = تهوى ؟ لقلت خلاصي
الناس طرّاً أفاعٍ = فلات حين مناصِ
نسوا الشريعة حتى = تجاهروا بالمعاصي
فشرهم في ازدياد = وخيرهم في انتقاصِ
ومنهم ابن الكموني أبو الحسن علي بن عبد الجبار له أبيات يرثي بها صقلية بعد خروج المسلين منها يقول فيها :
قد كانت الدار وكنا بها = في ظل عيش ناعم رطبِ
مدَ عليه الأمن أستاره = فسار ذكراها مع الركبِ
لم يشكروا نعمة ما خوِّلوا = فبُدلوا الملح من العذبِ
-----------------------
1/ آثار البلاد وأخبار العباد , زكريا بن محمد بن محمود القزويني ص215 طبعة دار صادر .
2/ معجم البلدان , ياقوت الحموي عند ذكر صقلية من حرف الصاد .
3/ تاريخ ابن الأثير عند أحداث سنة ( 484 هـ ) .
4/ معجم الأدباء ، ياقوت الحموي ج12 ص279 طبعة أحياء التراث .
5/ الدرة الخطيرة في شعراء أهل الجزيرة , لابن القطاع الصقلي ص49 دار الغرب الإسلامي .
عمروعبده 25-02-2011, 07:45 AM بين الجرذ و الحوت
شعر : حامد بن خلف العُمري
abusufean*************
ذكرَ الماضون يوماً سار في البحر سفينـةْ
و غدت تمخُرُهُ جريـاً إلى الأرضِ الحزينةْ
حملت بُراً وتـمراً مُلئت منه الخزيـــنةْ
كي تُغيث الناسَ حيث الجوع في كلِ مدينةْ
و ترى الرُبَّانَ عند المــوجِ تعلوهُ السكينةْ
لا يهابُ البحرَ قد أفنـى به جُلَّ سنيــنهْ
ولهُ قد أنشد الركــابُ لحناً يعشــقونهْ
نــحنُ في أيدِ أمينة نـحنُ في أيدٍ أمينةْ
***
عن سفينِ الخيرِ و الإحسانِ كم يحلو الكلامْ
فعليها ساد بين الركـبِ حـبٌ ووئـامْ
جمعتـهم غايةٌ كبرى و أَهـدافٌ عِـظامْ
حبُّ بذلِ الخيرِ للملهوفِ من كلِ الأنـامْ
ليس يؤذي عيـشَهُم إلا ينابيعُ السِـمامْ
سكنوا في القاعِ قصـداً في دياجيرِ الظلامْ
يقرضون الحبل سراً و يعيثوا في الطعـامْ
لا يُراعون جِواراً أَو عهوداً أو ذِمـــامْ
***
ذاتَ يومٍ طافَ حوتُ البحرِ ذو النابِ الطريرْ
فرأى المرْكَبَ يـجـري وبهِ صـيدٌ وفـيرْ
فدنا كي يــسبرَ الأغـــوارَ فالأمرُ مُثيرْ
فرأى الجرذَ صباحاً يسْـرِقُ الجبنَ الكثــيرْ
قال مهلاً يا صديقَ العمرِ ذا الشأنِ الخطـيرْ
كم تُـقاسي من عذابٍ أَيها الحـرُّ الصـبورْ
ليس عدلاً أن تُرى اليـوم ذليلاً و حقــيرْ
إنـما الإنـصافُ أنْ تحـيا بـعزٍ كالأمـيرْ
***
أَنصتَ الجرذُ إلى الحوتِ ببِشْرٍ و انشراحْ
و سرى في القلبِ حبٌ وسرورٌ و ارتياحْ
قال مهلاً يا صديقَ العمرِ أَلهبتَ الجراحْ
هل عساك اليوم تهديني سبيلاً للفـلاحْ؟
فأَجاب الحوتُ قد بانتْ أَماراتُ النجاحْ
و أَرى في الأُفْقِ يا صاحِ تباشيرَ الصباحْ
فاسمعِ اليومَ حديثاً يشبه الماءَ الــقَراحْ
لا يُنالُ العزُّ إلاّ تحت راياتِ الكــفاحْ
***
أَطرقَ الجرذُ إلى الأرضِ ومنه الفكرُ حارْ
وسؤالٌ يشغلُ الذهنَ حقيقٌ أَن يُثــارْ
ما هو المطلوب منَّا الآن يا شيخَ البحـارْ
كي يذوق الجرذُ بعد الذلِّ طعمَ الانتصارْ
ضحك الحوتُ و قال الأمرُ سهلٌ، فالبدارْ
فإذا ما الليـلُ أرخى بدَياجِيه الســتارْ
و من الآفاقِ قد زالت علاماتُ الـنهارْ
فازعموا أن حريقاً شبَّ في ذاتِ الدِّسارْ
و اثقبوا الألواحَ كيما تطفئُ الأمـواجُ نارْ
عندها سوف يرى الأعداءُ آثارَ الدمـارْ
و إلى البحرِ سيمضونَ صغاراً و الكبـارْ
و بهِ سوف يكونُ الثأرُ للحوتِ شعــارْ
بعدها يا سيدَ الجرذانِ تَجنون الثــمارْ
و سنشدو حينها لحنَ نشيدِ الانــتصارْ
***
فرحَ الجرذُ و دمعٌ فاض من بين المُقـلْ
و خيالُ النصرِ قد أَذكى به روحَ البطلْ
أيها الحوتُ سلاماً عشت يا رمزَ الأملْ
ومضى للصحبِ يحدوهم إلى تركِ الكسلْ
و استخف القومَ فانحازوا جميعاً للعمـلْ
يثقبون اللوحَ من غيرِ توانٍ أو ملــلْ
ليس فيهِم واحدٌ يوماً لأمرٍ قد عقــلْ
جمعوا لؤماً و حقداً وغباءً و خطــلْ
فنسُوا أن يحسنوا التفكيرَ في الأمرِ الجللْ
***
عمروعبده 25-02-2011, 07:47 AM ورد في الأغاني أن ابنة عم الفرزدق ، النوار ، خطبها رجل ، فطلبت من الفرزدق - ابن عمها أن يكون وليّها ، فطلب منها أن تُشهد الناس أنّه وليُّها ، فوافقت وأشهدَتهم أنّه وليّها ، فقال : " اشهدوا أنني زوجت النوار من نفسي ، " فغضبت النوار ، وهربت منه إلى الزبير ، وكان واليا على الحجاز والعراق ، واستجارت به فاحتال الفرزدق حتى أعادها ، وتزوّجها ، ويبدو أنّه لم يسعد معها ، فقد تزوّج عليها امرأتين ، وتزايد نشوزها إلى أن طلقها ، وكانت امرأة ذات دين وخلق ساهما في ابتعادها عنه – فقد عُرف عنه التهاون فيهما - ويظهر أنها كانت تتعالى عليه، وهي عنده ، و عندما هربت منه ، ثم عندما طلّقها وندم ندما شديداً، فأنشد : ندمت ندامة الكسعيّ لمّـا *** غدَتْ مني مطلقةً نوارُ
لن أتحدث عن نوار فقصتها معروفة لكنني أقف على مقدمة القصيدة الغريبة التي لم يعتد النقاد على مثلها ، هذه المقدمة كانت في تصوير الفرزدق موقفاً لم يكن يريده - ولربما اصطنعه لأمر في نفسه - حينما فرض أحد الذئاب الجائعة نفسه عليه يريد التهامه أو مشاركته في الشواء الذي جذبته رائحته من بعيد ، وساعد على ذلك نار الشواء في هذا البرية الصحراوية المظلمة .
ولعله – إن تقرأِ القصيدة - يريد أن يقول : إن النوار والذئب كانا من أهل الغدر ، فقد فتح قلبه لهما ، فكانا غادرين لم يرعيا عهده .
وسواء كانت قصته مع الذئب حقيقية أم غير ذلك – من بنات خياله – فقد كانت رائعة ذات صور تقليدية ، وذات صور مرسومة ممتدة تعتمد على ( الكلمات واللون والصوت والرائحة )
الأبيات :
وأطلس عسال وما كان صاحبا *** دعـَوت بنـاري مـَوهِـنا فأتـاني
فلما دنـا قلت ادن ،دونـك ، إنّني *** وإيـاك في زادي لـمشـتـركـان
فـَبـِتّ أقـُدّ الـزاد بـيـني وبـيـنــه *** على ضَـوء نـارٍ مـرّة ودخـان
فقـُلـت لـه لـمّـا تكشّـر ضاحكـا *** وقائـم سـيـفي من يدي بمكـان
تعـشّ فإن عاهدتني لا تخـونني *** نكن مثل من يا ذئب يصطحبان
وأنت امرؤ يا ذئب والغدر كنتما *** أخـَيـّيـْن كـانـا أرضِعـا بـِلـَبـان
ولو غيـْرَنـا نبّهـتَ تلتمس القـِرى *** أتـاك بسـهـم أو شـَبـاة سـِـنـان
وكلّ رفيـقـَي كلّ رحل وإن هما *** تعـاطى القنـا قوماهما أخـَوان
وإنـا لـَتـَرعى الـوحـشُ آمنـةً بنا *** ويرهبنا – إن نغضبِ- الثقلان
فالذئب : أطلس اللون ( فيه غبرة إلى السواد ) أتاه يعسل ( يسرع بمشية مطّربة) وهذه مشية الراغب في الحصول على شيء يريده متلهفاً إليه .
والفرزدق في أخرة من الليل وهدْأة فيه أشعل النار ليأنس في هذا الليل الهادئ البهيم ويرى ما حوله خشية أن ينقض عليه وحش أو هامة ، وشغل نفسه بالشواء ، أو بغيره ، فالزاد يُطلق على ما يتزود به المسافر أيّاً كان .
ولم يكن الفرزدق يرغب في رؤية هذا الذئب الذي دعته النار ورائحة الطعام إليه ، ولكنه بإشعال النار كانت الدعوة ، وما كل من أوقد النار رغب بالضيف . والدليل على أنه لم يرغب فيه قولـُه : دعوتُ . ولم يقل : دعوته .- دون النظر إلى وزن البيت - لكنه فوجئ به يعسل باتجاهه . لقد أجاب الذئب دعوته مسرعاً ، وكان يودّ لو كان المجيب غزالاً أو حيواناً أليفاً يأنس كل منهما للآخر في هذه الفلاة القفر .
لقد كان الفرزدق خائفاً ، ولو ادّعى الشجاعة والبطولة . لقد كشف نفسه من حيث كان يريد أن يمتدحها لعوامل عدة ، منها :
1- أنه قال للذئب :( ادنُ )، ولن يحتاج الذئب لسماح الفرزدق له بالدنوّ ، ولكنّه إثبات للذات وسبيل للتحدي .
2- لقد قال له متحفزاً للدفاع عن نفسه بعد أن اقترب أكثر : (دونك ) إياك أن تقترب أكثر من هذا .
3- اضطراره مشاركته في زاده ، فهو ابتداء لم يدْعه ، ولكنْ لا بد مما ليس منه بُدّ ، فالذئب جائع وقد أسرع إليه ودنا منه يريد أن يأكل الشاعر ، فإن لم يستطع فما يقدمه الشاعر له .
4- قال : ( في زادي ) فالزاد للشاعر وهو في الظاهر يكرمه إلا أنه مضطر أن يشاركه فيه ولو كان زاده ، وكان أولى أن يقول ( في الزاد ) بغض الطرف عن وزن البيت ، فنحن نغوص في نفسية الشاعر ونقرأ ما وراء السطور .
5- ثم قوله ( إنني وإياك) وكان المختصر المفيد أن يقول ( إننا )
6- التوكيد المتكرر في قوله (إنّ مع الضمير المتصل ، ثم الضمير المتصل المنصوب : إياك ، ثم اللام المزحلقة في : لمشتركان ) حديث مستفيض يريد أن يملأ الوقت ويسمع الذئب صوته القوي فيبعده .. وكثيراً ما نرى الخائف في الليل أو في مكان موحش يكلم نفسه بصوت عال يواري به خوفه ، ويسرّي عن نفسه .
7- وتصور معي الفرق بين ( أقدّ الزاد ) و( أقطّ الزاد ) فالقدّ بالدال أقوى من القَطّ ويحتاج إلى عزم أشد وتلويح بالقوة أكبر .
8- ويستر خوفه بصوت ( القدّ) يري الذئب – على ضوء النار تارة وضوء الدخان تارة أخرى – عملية ال( القدّ ) هذه ( يعتمد على الصوت واللون ) في إبعاد الذئب عن الوثب نحوه .
9- لا شك أن الحريص على حياته أمام الذئب يظل ممسكاً بقوة بمقبض سيفه ، ولكن حينما تدعو أحدهم إلى طعامك ، ويظل مكشراً يبغي المزيد أو الوثوب عليك تطرده وتمتنع عن الاستمرار بإطعامه ... أما أن تقول له بعد كل ما قدمتَه – غير عابئ بك – يضحك منك مكشراً ( تعشّ) فهذا استجداء للأمان مغلف بالخوف والرغبة بالسلامة في أدنى صورها .
10- وبعد كل هذا يطلب إليه العهد بالأمان وعدم الخيانة ( فإن عاهدتني لا تخونني )
11- كما أن الخوف ظاهر بوضوح في تكرار كلمة ( يا ذئب ) . فكيف يطلب الصحبة والعهد من غدار؟ بل إن الذئب أُشرب الغدر فكان صفة ملازمة فيه ! ومع ذلك فهو يريده أخاً وصفياً فالذئب عند الشاعر ( امرؤ) وإنسان سوي يمكن معاهدته !:
وكلّ رفيـقـَي كلّ رحل وأن هما *** تعـاطى القنـا قوماهما أخـَوان
ونعتقد أن الشاعر تأثر لغدر نوار إياه – كما يرى - فغلف غدرها بقصة الذئب .
أرغب إلى الدارسين –إن أحبوا أن يقارنوا بين الغدرين أن يعودوا إلى قصيدة الشاعر فهي معاناة إنسانية تستحق الوقوف عنها على الرغم مما استنبطته من موقفه والذئب ، فمهمتنا – معشر النقاد – أن نجلو المواقف ونترك للآخرين أن يحكموا دون أن نفرض عليهم ما نريد .
الفرزدق والذئب
دكتور عثمان قدري مكانسي
عمروعبده 25-02-2011, 07:49 AM يوم الحشر
الدكتور عثمان قدري مكانسي
ويوم الحشر من سود الليالي *** تضعضعَ فيه دجالُ المقال
يُرى كالذرّ مرذولاً قميئاً *** وقد كان "المكرَّم " في الرجال!
يعيث تجبتّراً ، ويتيه كِبراً *** فصار إلى صغار في المآل
ويمقته المليك فلا نجاح *** وخسران النفوس بلا جدال
ويلقى في الجحيم على قفاه *** ولا أحد بتوبته!! يبالي
وما الجدوى لإيمان إذا لم *** يكن تقواه في دنيا الفعال
فإن الفعل في الأولى سبيل *** إلى غرف المكارم والنوال
ووجه المسلم المرضيّ نور *** فكان الشمسَ من حسنٍ تلالي
وفي يمناه أوراق حسانٌ *** تؤهله إلى نيل المعالي
وتدخله جنان الخلد يسعى *** إلى الحور الحسان إلى الجمال
فما من عاقل يرضى زوالاً *** بباقية ! فذاك من المحال
ومن يشري خلوداً من فناء *** لعمر الله ، ذاك من الخبال
*******
فثبتني على الإيمان ربي *** وفي قبري على رد السؤال
وبين يديك فارحمني ؛إلهي *** وتحت العرش في فيء الظلال
وجوّزني الصراط كلمح طرف *** وأدخلني الجنان مع الغوالي
بصحبة سيّدي خير البرايا *** فهل ترأف يا ربي بحالي ؟
|