|
الأدب العربي قسم يختص بنشر ما يكتبه كبار الشعراء والأدباء قديمًا وحديثًا |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
![]()
أقدم لحضراتكم واحة الأدب أرجو أن يفيدكم وهو منقول للأمانة
سويعة مع الموهوب المرحوم حافظ إبراهيم الدكتور عثمان قدري مكانسي ما أقرب الشاعر المرحوم حافظ إبراهيم إلى قلبي ، فهو صاحب القصائد الرائعة الدالة على شاعريته المبدعة ! .. لقد كنت أحفظ كثيراً من هذه القصائد وما أزال ، وأخص بالذكر شعره عن المرأة في قوله : الأم مدرسة إذا أعددتَها --- أعددْتَ شعباً طيب الأعراق وصدق والله ، فالأم مدرسة الرجال وحاضنة القادة ومربية الأجيال .من لي بتربية النساء فإنها --- في الشرق علة ذلك الإخفاق وهو في القصيدة نفسها يذكرحظوظ الإنسان فيما رزقه الله تعالى إذ يقول : فالناس هذا حظه مال وذا --- علمٌ وذاك مكارم الأخلاق فهو هنا بالإضافة إلى شاعريته ينال حظاً من الحكمة وبعد النظر وفهم الحياة . فالمال إن لم تدّخره محصّناً --- بالعلم كان نهاية الإملاق والعلم إن لم تكتنفه شمائل --- تعليه كان مطية الإخفاق لا تحسبنّ العلم ينفع وحدَه --- ما لم يُتوّج ربـُّه بخلاق وما أروع قصيدته في وصف لغة القرآن إذ يقول : رجعت لنفسي فاتهمت حصاتي --- وناديت قومي فاحتسبت حياتي ثم يجعلها البحر الزاخر الذي يحوي الكنوز العظيمة والدرر الثمينة التي لا تبلى على كر الدهور ومر العصور ويعرفها كل لبيب أديب أريب :وسـعت كتـاب الله لفظـاً وغاية --- وما ضقت عن آي به وعظات أنا البحر في أحشائه الدر كامن --- فهل ساءلوا الغواص عن صدفاتي وقد نجح أيما نجاح في بذل شكاة اللغة من إهمال أهلها لها ، وسكونهم إلى همهمات غريبة ولغات هجينة ، فضاعوا في تقليد الغرب والغرباء .وأقف في محراب قصيدته العمرية تلميذاً مشفقاً ومريداً عاشقاً أملأ قلبي وعينيّ من ألق أسلوبه ، وأرشف من معين بيانه ، وأرتوي من لذيذ أدبه حين أتابعه وهو يقول : حسب القوافي و حسبي حين ألقيها --- أني إلى ساحة الفاروق أهديها فهو يسأل الله تعالى أن يهبه القدرة على إن يوفي فاروق هذه الأمة بعضاً من حقه على الأمة ، ويرى نفسه بين يدي هذا العملاق يحمل أمانة نشر ضوعه شعراً لن يستطيع أن يوفيها إلا بمدد من الله تعالى فأمير المؤمنين عمر سيد هذه الأمة بعد نبيها صلى الله عليه وسلم وصدّيقها الطاهر أبي بكر رضي الله عنهما وأرضاهما .. لاهُمّ هب لي بيانا أستعين به --- على قضاء حقوق نام قاضـيها قد نازعتنيَ نفسي أن أوفيها --- و ليس في طوق مثلي أن يوفيها فمُرْ سرِيَّ المعاني أن يواتيـَني --- فيها فإني ضعيف الحال واهيها وأقرأ قريب مئتي بيت في هذه الملحمة العظيمة فأرى حافظاً يتألق في كل بيت ، يشيدها متينة السبك مشرقة المعنى سامقة البنيان ، ينثر فيها حِكَمه وتجاربه ويعيش قلباً وفكراً مع السيد الحبيب العظيم عمر رضي الله عنه فيتحدث عن إسلامه وعلاقته بالنبي الكريم وأصحابه الطيبين وعدله في الناس وزهده وورعه وتقواه وقيادته الحكيمة وورعه وتقشفه .. واقرأ معي هذه الأبيات لترى عظمة الخليفة في بساطته وتواضعه حين يصور شاعرنا موقف صاحب كسرى إذ جاءه فوجده دون حرس بعيداً عن مظاهر الأبّهة الخادعة والرسميات الكاذبة : و راع صاحب كسرى أن رأى عمرا --- بين الرعية عطلا و هو راعيها ولعل القارئ حين يقف أمام هذه اللوحات التي رسمها الشاعر العبقري لأمير المؤمنين عمر ينتشي بروعة الشخصية وجمال الفكرة وعظمة الأسلوب ، فيرى نفسه بين عبقريين رائعين هما الخليفة عمر الفاتح لبلاد العرب والمجوس والروم رضي الله عنه وأرضاه ، والشاعر الفذ حافظ إبراهيم تغمده الله برحمته وغفر له .و عهده بملوك الفرس أن لها --- سورا من الجند و الأحراس يحميها رآه مستغرقا في نومه فرأى --- فيه الجلالة في أسمى معانيها فوق الثرى تحت ظل الدوح مشتملا --- ببردة كاد طول العهد يبليها فهان في عينه ما كان يكبره --- من الأكاسر والدنيا بأيديها و قال قولة حق أصبحت مثلا --- و أصبح الجيل بعد الجيل يرويها أمنت لما أقمت العدل بينهمُ --- فنمت نوم قرير العين هانيها وما أعظم قصيدته التي يمدح فيها مصر وبلاد الشام ، يقول فيها لمصـر أم لربوع الشـام تنتسـب --- هنا العلا وهناك المجد والحسب إن الشاعر الموهوب يرى الموطنين – مصر وبلاد الشام - قلب الأمة وركنها الركين في الماضي والحاضر، عزهما عز الأمة ، وهو يرى – ونحن معه - أن المصير واحد وأن الآمال واحدة ، فاتصالهما منذ الأزل يدل أنهما جزء واحد ومصير واحد :ركنان للشرق لا زالت ربوعهما --- قلب الهلال عليهما خافق يجــب اذا ألمـّت بوادي النيل نازلـة --- باتت لها راسيات الشام تضطرب ومن شهامة حافظ إبراهيم أنه يمد يده إلى العرب جميعاً نيابة عن مصر وأهل مصر ، فهو يمثل أطياف المصريين دون أن يكلفوه أن يمثلهم لأنه يعلم علم اليقين أصالة المصريين وحبهم لإخوانهم ونزوعهم إليهم ، فقد كان المصريون وما يزالون قلوب المسلمين النابضة وألسنتهم المعبرة بصدق عن آمالهم وتطلعاتهم . وإن دعا في ذرا الأهرام ذو ألم --- أجـابـه في ثـرى لبـنـان منتحب لو أخلص النيل والاردن ودهما --- تصافحت فيهما الأشجار والعشب فأين كان الشآميون كان لها --- عيش جديد وفضل ليس يحتجب هذي يدي عن بني مصرتصافحكم --- فصافحوها تصافح نفسها العرب ولم يكن هناك حاجة أن يطلب منا أن نصافح إخواننا المصريين ، فنحن مذ وعينا التاريخ نرى أنفسنا والمصريين أبناء أمة واحدة عظيمة تتعانق أفئدتهم وتتصافح أرواحهم .. ويعملون لهدف واحد نبيل .... أليس هذا صادقاً ؟ هذا ما أرى نفسي تؤمن به وتعتقده ، أفأنت – يا أخي المصري - مثلي ؟ أعتقد ذلك تمام الاعتقاد وأومن به كمال الإيمان .... ومع ذلك فهات يدك وصافحني ، فأنت أخي وشقيقي وحبيبي رغم المضللين والمفرّقين الكائدين .
__________________
![]() إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن هموا ذهبت أخلاقهم ذهبوا |
#2
|
|||
|
|||
![]() أدب وجدان العلي الحزين (*) محمود توفيق حسين وجدان العلي، هو قلمٌ حزينٌ حزينٌ، يجد حرارته وحريَّته وانطلاقته الإبداعيَّة في التعبير الوجداني المترع بالألم والوحدة والإحساس بالفقد، وهو من ناحيةٍ أخرى قلمٌ ملتزمٌ بالقيم الإسلاميَّة وبعفَّة التعبير، وبكلِّ ما هو إنسانيٌّ. وقد يجد بعض القراء في نفسه شعورًا بالدهشة حينما يتعاطى مع تجربةٍ أدبيَّةٍ حزينةٍ وصادقةٍ، صادرةٍ من ذاتٍ إسلاميَّةٍ؛ ظنًّا منه أن الأديب الإسلاميَّ عليه التزامٌ فريدٌ واضحٌ فقط تجاه استنهاض الأمَّة، وأن لا وقت لديه لذرف الدمع، والاستغراق في الذاتيَّة، والاحتراق في غير شأن المسلمين العام، هكذا ينظر للأمر، وفي رأيي: أن الأديب الإسلامي عليه التزامٌ واضحٌ تجاه جُملة ما اتُّفق عليه كسماتٍ للأدب الإسلاميِّ، ومن البدهي أن ليس كل نصٍّ (طيِّبٍ) يمكن أن يجري في مجرى استنهاض الأمة بالمعنى المباشر والتحريضي لفعل الاستنهاض، حتى لو اعتقد قطاعٌ من جمهور القراء أن هذا بدهيٌّ، إذ يحقُّ للأديب الإسلاميِّ أن يحتفي مثلاً بالطبيعة، أو أن يعبِّر عن حبِّه لأطفاله، أو حتى ضجره منهم، دون أن يُتَّهم بالانسحاب والتغيُّب، بل إني أرى أن (التخندق) الأدبي بشكل دؤوبٍ ومتَّصلٍ في مُواجهة الأخطار التي تهدِّد الأمة، قد يؤدي في بعض الأحوال إلى فقر النفسيَّة الإسلاميَّة الواعية، وعدم قدرتها على التعاطي مع تفاصيل الحياة المبعثرة والمعقَّدة، وقد يضرُّ بالموهبة بتضييق شرايين التعاطي مع الواقع، بل ولا أخفي ظنِّي في أن بعض (التخندق) الأدبي الذي غالبًا ما يتمُّ تلقِّيه من الجمهور تلقيًا حسنًا، الجمهور الذي يفضل الشجاعة على العلم والإبداع، إن في تلمذته على عالم أو في تلقِّيه من أديبٍ، قد يؤدِّي بعض هذا التخندق بالكاتب إلى التفكير في الجمهور على هامش تفكيره في القضايا، ثم التفكير في الجمهور بالمساواة مع تفكيره في القضايا، ثم التفكير في القضايا على هامش تفكيره في الجمهور، والحياء يمنعني من القول بأنه قد يكتفي بالتفكير في الجمهور فقط، هذه أشياء تحدث بشكلٍ تدريجي وانسيابي ولطيفٍ، الجمهور خطر جدًّا على عالمٍ، فكيف بأديبٍ؟! والعجب العجاب في الأدب هو أن شيئًا من الذاتيَّة هو ملح الأديب الملتزم الذي يضبط عمله، ويوفِّر له شيئًا من الحماية ضد الرئاء، رئاء الناس. إنَّ الشعور بأن الحزن هو ميراثٌ لمدارس أدبيَّةٍ غربيَّةٍ، ثم التصريح بذلك، ثم التضييق على (من يحزنون) بحجَّة أنهم واقعون تحت غَواية الآداب الأخرى - يساعد بشكلٍ أو بآخر على انسحاب الأدب الإسلاميِّ من أراضٍ غير محرَّمةٍ، وإن كانت مأهولةً، بعد انسحابه الاختياري من أراضٍ محرمةٍ ومأهولةٍ، حتى يُخشى أن يكون هاجس بعض الناس يحوم حول المأهول نفسه. والمشاعر الإنسانيَّة - ومن ضمنها الحزن - هي قاسمٌ مشتركٌ بين البشر، وليس علينا ببساطةٍ أن نجير للآخر حقَّ الاكتشاف والانتفاع من شعورٍ فطريٍّ بدأ مع وجود البشر على وجه الأرض، وهذا الحزن المتوجَّس منه أدبيًّا قد يستطيع كاتبٌ أن يصنعَ منه رؤيةً جماليَّةً بديعةً، وقد يستطيع كاتبٌ أن يصنع من الحزن فكرًا، وقد يستطيع آخر أن يصنع من الحزن غسولاً لنفسه ولنفس القارئ، وقد لا يستطيع آخر أن يصنع من الحزن شيئًا، هو فقط عبَّر عما يجيش بنفسه؛ لأنه أراد أن يعبر عما يجيش بنفسه، شيءٌ من الحزن الذي يليق بنفسٍ مسلمةٍ قد يقع في يد قارئٍ مهمومٍ، فيبكيه، ثم يدعوه للتضرع لله لكشف الضرِّ - خيرٌ من أن يبحث القارئ عن مساحة تأويلٍ لحُزنه لدى كاتب غير ملتزمٍ، قد تلقي في قلبه شيئًا من السخط المكتوم والإحساس بالعدميَّة. الحزن شعورٌ إنسانيٌّ طبيعيٌّ مثل الغضب، ولا أدري سرَّ الاسترابة من الحزن الأدبيِّ، وتقبُّل الغضب الأدبيِّ (الشجاع) قبولاً حسنًا، رغم أن الغضب فيه الحسن وفيه القبيح، تمامًا مثل الحزن، على الأقل يفتح الغضب بابًا للتعبير غير المنضبط أخلاقيًّا، ولإلقاء التُّهَم برعونةٍ، كما أن الغضب الأدبيَّ ليس اختراعًا إسلاميًّا، فهو موجودٌ بشكلٍ مثيرٍ وزاعقٍ في خارج التيَّار، فإذا كان لدى الإسلاميين من كُتُب الشعر الغاضب، فإن (مظفر نواب) قد كتبه أيضًا، فلماذا صوَّتنا للغضب وحده ملمحًا أساسيًّا من ملامح التعبير الأدبيِّ الإسلاميِّ، وعافت نفوسنا الحزن، رغم أن الحزن الصادق أشد استمالةً في هذا العالم الصاخب الماديِّ للنفوس من الغضب، على الأقل على المدى الطويل؟ الحزن شعورٌ إنسانيٌّ طبيعيٌّ، وجدناه لدى نبي الله يعقوب، الذي ابيضَّتْ عيناه من الحزن، كما مرَّ بنا جميعًا في سورة (يوسف) حيث أحسن القصص، ومع ذلك فإنك تجد في بعض المحاولات القصصيَّة الملتزمة وغير الناضجة رسمًا لحوحًا للشخصيات التي لا يعتريها الأَلَم ولا الحزن عند وقوع المصاب، رغم أن الكاتب لم يبذل جهدًا يُذكر في التأكيد على قوة الإيمان الفريدة لدى الشخصيَّة التي يكتب عنها من خلال تاريخها السلوكيِّ، إنهم يتكلَّمون عن بشرٍ معتادين، يتقبَّلون المصاب بصبرٍ جميلٍ يليق بالأولياء؛ ذاك لأن ثمة سوء تفاهمٍ مستقرًّا في ثقافتنا بخصوص الحزن، نحن نغلق الباب في وجه الحزن، ونرفض استضافته في الأدب الإسلاميِّ إلا قليلاً؛ ذاك لأننا نعتقد أنه يأتي دائمًا وخلفه مجموعة من الرفاق الأراذل والمجدِّفين: السخط والتشاؤم واليأس والشك. حسنًا، لِمَ لا نُجَدِّد الثقة في حزنٍ أدبيٍّ إسلاميٍّ يأتي وحده، عفوًا، بل يأتي خلفه أصدقاءُ لطافٌ وحسَّاسون وورعون؟ الحزن الراشد قد يكون هو الفيضَ الطبيعيَّ لتعبير الأديب الملتزم عن غربته في مجتمعٍ استشرت فيه الأنانيَّة والجحود، وزاد فيه إحساسه بالوحشة، الحزن هنا ناقوس خطرٍ ينبِّهنا لحالة التفكُّك الاجتماعيِّ، ومن المفهوم أن تكون لدى الملتزم حساسيةٌ عاليةٌ جدًّا تجاه التشوُّهات المجتمعيَّة ليست لدى غيره، ممن لا ينكر بعضهم منكرًا، وليس لديه الغيرة التي تحضُّ على مراقبة التغيُّرات، حتى يمكن أن يسمَّى هذا الحزن الراشد بحزن (الإنكار)، بدلاً من تلك الأسماء التي يشكُّ بعضنا في مصدريتها وأصولها مثل: (الاغتراب)، وأنا شخصيًّا لا أشكُّ في أن لها تأصيلاً إسلاميًّا. وما أسميته بحزن الإنكار يتكرر كثيرًا في أدب وجدان العلي، كقوله في نصه: (ورقتان وحفنة حزن وبقايا أشياء). (كَرِهْتُ صحبة الْمُجلدين في جلودِهِم، الْمزورينَ على الإنسانيةِ، الْمُزَنَّرِينَ بالدِّينارِ والدِّرْهَم والمغنم، أفٍّ لكم جميعًا يا سماسِرَةَ القِيَمِ، دعوني جميعًا وارحلوا عني جميعًا، فقد كرهتكم جميعًا...). ليعود ويقول في ذات النص: (الكُلُّ غادره، أو غَدَرَ به الكلّ، فهو مَغْدُورٌ، مُغَادَرٌ، مُغَادِرٌ، مُهَجَّرٌ، مُهَاجِر، مَهْجُورٌ، مُخْتَنِقٌ في شَرْنَقَةِ وجع، متأرجِحٌ على مِشْنَقَةِ ألَمٍ أَشْفَقَ عليه، فوَسع حبْلها قليلاً قليلاً، قدر ما يَسَعُ شَهْقَةَ دَمْعٍ وزَفْرَةَ أَسَفٍ، ويَبْقَى منه البقايا، البقايا التي تعيشُ، التي تتكَلَّمُ، التي تُحَاوِلُ، التي تتعَبُ، التي تقوم، تصوم، تَبْكِي، تحزن، التي تبتسم، حتى لا يقال: لا يبتسم، التي تتكلم، حتى لا يُقَال: كثير الصمت، تُرْشِدُ وتُعين حتى لا يقال: ماتتْ فائدته..). ونلحظ في هذا الحزن حالةً غريبةً من الاستسلام للقيد الاجتماعيِّ، وغياب العنف الداخليِّ، رغم أنه مغادرٌ ومغدورٌ من المجتمع، إلا أنه يراعي مراقبة أعين الناس فيبتسم ويتكلَّم، ويرشد اتقاءً للنقد، وهذا فيه رسمٌ للشخصيَّة الحسَّاسة بتفْصيلٍ جميلٍ ودقيقٍ، هي رغم المعاناة غير قادرةٍ على التمرُّد، ولا تتحمَّل النقد، وهي في هذا مباينةٌ للنفس غير المؤمنة حينما تتأزَّم علاقتها بالمحيط الاجتماعيِّ، النفس غير المؤمنة تصاب بفقر الحسِّ الاجتماعيِّ والحقد، أو في أفضل حالاتها فإنها تعاني من ضعف المبالاة بمُحيطها. وفي نصه (ركض الضرير) يعتذر السارد للضرير عن الزيارة الليليَّة، فيردُّ الضرير بكلماتٍ مثيرةٍ للتأمُّل: (إنما هذا الليل الذي ترى - ولا أراه - بقايا تلك النفوسِ الآسِنَة التي أرى، ولا ترى). ثم يقول الضرير المسترسل في البوح بعد قليلٍ: (كم رَتَعُوا في طرقات قلبي بأحذيتهم المسْمَارِيّة، حين عَجِزُوا عن نَقْضِ الحقيقة، فاستراحُوا إلى نَسْجِ البَاطِل! صَدِّقْنِي "إن أصْعَبَ الصَّعْبِ أن تتقلص الإنسانيةُ في الإنسان، وتتحوَّلَ إلى وجودٍ يابِسٍ، يَصِير من بَعْدُ قِشْرَةً مآلها إلى الهشيم". "الرحمة"، "الصدق"، "المحبة الخالصة"، تلك المعاني الرَّبِيعية، ذَبُلَتْ في خريف النفوس، إلا غُصنًا أَخْضَر ها هنا، وغصنًا آخر ها هناك). ونلحظ هذه النفسيَّة الإسلاميَّة الرقيقة والعادلة التي لا تطيش موازينها، فبرغم ما هو فيه، إلا أنه ترفَّع عن الإطلاق في اتِّهاماته، فاستثنى من رحمهم الله وزرع في نفوسهم الرحمة والصدق والمحبة الخالصة، وهذا مباينٌ تمامًا لأحكام النفس الحزينة غير المؤمنة التي توزع الاتِّهامات على الكلِّ: كلهم خونةٌ، كلهم جاحدون... إلى آخره. وفي كل تباريحه النفسية، ومن خلال تيار الوعي المؤمن، يعبر دائمًا عن تمسُّكٍ شديدٍ بالإيمان، فيقول هذا الضرير: (أوغلوا في المحاولة، فأوْغَلْتُ في مَدِّ أسبابي بالعرش). وهذا يتبدَّى في سياقٍ آخر عبر السرد في نصِّه: (ورقتان وحفنة حزن وبقايا أشياء)، فيقول: (ثُم يَمْضي إلى "كَرْمَتِهِ"، وهنالك يجلس بين الصمْت والأشياء والسكون والحنين، يرعى كَرْمَه، ويقوم إلى الظل متوضئًا ليناجي ربَّه). اللجوء لله هو سقيا دائمة لنصِّ الخاطرة الوجدانية عند وجدان العلي، مما يعطي مَخْزونًا عاطفيًّا خاصًّا لنصوص (العودة) عنده يختلف عن مثيلتها من نصوص العودة في غير الأدب الإسلاميِّ، وهذا لا ينفي حضور الملاذ البشريِّ في نصوص وجدان العلي الحزينة، حضورًا حقيقيًّا غير متخيل، في صورة روحانيَّةٍ للصحبة، هنا نجد المؤمن لا يتخيل ذاتًا بشريةً ضبابيَّةً يبحث عنها تمثل عنده مخزون القيم ونقطة العودة، بل يعود لذاتٍ بشريَّةٍ حقيقيَّةٍ، وجودها أكثر واقعية عنده من وجوده، إنها الأمُّ! يقول في نصه (حقيبة عابر): (إلى الوالدة تفجؤني بانحناءةٍ تريد تقبيلَ يدي على بوابة الرحيل، فاقتطفتْ من قلبي انحناءةً مسكينة). (إلى الجمر أحتضنه، أذرفه، أَشْفَقَ عَلَيَّ لا يَحْرِقُنِي، إلى أمي كفايتي لا يعرفني إلا هي، إلى أُمِّي كفايتي لا يعرفها إلا أنا، قد صرتُ من بعدها المجهولَ في عَرَصَاتِ الصَّمْتِ والعَتَمَة، إليها تنعَسُ بين يديّ فأطمئن، وأُخَيِّط أوردتي في يديها فتأمن، وأشتكي وَصَبِي فتُلَوِّح لي بغدٍ - لَم يأتِ بعدُ - فأسكن، إليها لا تعرفُ ما بي، إليها أَخْشَى أن تعرف ما بي). ووجدان العلي الذي (استقالَ من الطفولة منذ جُرْحَيْنِ ونِصْف) في (ورقتان وحفنة حزن وبقايا أشياء)، نجده قد عاد للطفولة المؤرقة والموحية مرةً أخرى في (عندما تجلس الطفولة القرفصاء)، يحقق عندها شروط البراءة الحقيقيَّة والبوح، في نصه هذا يحقِّق الكاتب معنى الالتزام من خلال التعبير الإنسانيِّ العميق الموغل في الحزن، في قضية الغضب، قضيَّة غزة، والتي تبدو فيه القيمة المضافة التي يحققها شيءٌ من الذاتيَّة وتوفُّر اللياقة النفسيَّة والصدق، كنتيجةٍ طبيعيَّةٍ لكونه لَم يستهلك الغضب، ولم يستهلكه الغضب قبل أن يكتب عن غزة، يمكننا أن نطالع من خلال نصه العميق الحزين الجميل تلك الإمكانيات الخاصَّة التي يتيحها لنا الحزن كمدادٍ للكتابة، من خلال طفلٍ يتيمٍ يجلس القرفصاء في زاويةٍ مهملةٍ يعاني من الوحدة والبؤس والبرد، يُسأل عما يريد، فيجيب ببراءة الأطفال: (أُريدُ أن أقِفَ على أطرافِ أصابِع قَدَمَي الباردتين، وأكون أطول قامةً من الليل، حتى ألمحَ الفَجْرَ المختبئَ من خَلْفِهِ، أن أُجَالِسَنِي قَلِيلا، وأسأل عني قليلا؛ لأشعُرَ أن هناك مَن يهتم بي، ويسأل عن ذلك المرتحل الغريب، أن تكون دمعتي دمعة فَرَحٍ في يوم عيد، لا دَمْعَةَ مَن يُفَتِّشُ في زوايا نفسه عن معنى هذا الذي يقال له: "عيد"، كنت أريد كِسْوَةً لأعصابي العارية، فقد آلَمَني خَدْشُ الناس لي، وآذتْني هذه الشمس الباردة، أن أشارك صغار غزة فرحة (الفوسفور الأبيض)، أريد شيئًا أبيضَ في هذا الليل إلا الثلج، فأنا أختزنه، أليس الفوسفور لُعبةً جميلةً؟! أريدها ولكن يُقال: إنها لا تُباع في العالم كله إلا هناك في غزّة؟!). ومجمل القول: علينا أن نفسح مجالاً بجانب التعبير الإسلاميِّ الذي يعتمد الأداء اللغويَّ والتصويريَّ الشعبي وسيلةً للتأثير والشحذ وحفظ الهويَّة، والذي أفاد في تعويض عنتنا على مستوى الإنجاز السياسيِّ بفحولةٍ بيانيةٍ وتصويريَّة، أن نفسح مجالاً بجانبه لتعبيرٍ إسلاميٍّ يعكس عنتنا لا يعوِّضها، وهذا لا يعني ضعف التعبير، بل يعني التعبير عن الضَّعف، وأنا لستُ مع هذا ضد ذاك أو العكس، بل أرى أن الرافدين سيغذِّيان نهرًا واحدًا، والأمم السويَّة تنتفض بالكلمة الصادقة، وكذلك فإن الأمم السويَّة تؤرِّخ لمراحل انحطاطها بالكلمة الصادقة أيضًا. وهذا النص المسمى بـ(أحبك يا جميلة.. يا نصف جميلة)، المعنون بعنوانٍ مؤلمٍ وهادئٍ ببساطةٍ شديدة الذكاء - هو تعبير عن ضعفنا، وتأريخ لانحطاطنا، وهو رسالةٌ إلى جميلة الهباش، طفلةٌ من غزة، أصابها صاروخٌ صهيونيٌّ، ففقدت ساقيها، فأعرضه كاملاً كي يعيش القارئ مع الحالة الوجدانية: أحبك يا جميلة..يا نصف جميلة أحبك كثيرًا، مذ رأيت صورتك، مذ سمعت صوتك، مذ أطَلَّ وجودكِ على ذَهَابِي مذ غَرِقْتُ في دمعتِكِ الباسمة، بسمتك الدامعة! بادت الألواح، انكسرت، هربت من يدي توقفتُ متشَبثًا بذلك الأَلَقِ الصارم الذي يتفجّر في عينيك، فيبعثرني قِطعًا مُهْمَلَةً في عَرصَاتِ الحزن تخرجين بالبسمة من بين ركام الهزيمة تنتصرين على الضعف، يوم صار الضعف منهج حياة! تنهضين على السيقان المقطوعة ببراءة الفطرة في زمان المسوخ! "بادت الألواح، التوت الأقلام، هربت من يدي" تقبضين على يد الوجود، تغرزين فيها أظافرك، والمنايا مَوَاثِلُ في الطرقات، وعلى أرصفةِ السماء، وفي حُقُول القمح، ورؤُوسِ النخيل، وبطون البيارات، وخلف شُجَيْرَاتِ الزيتون، تصعدين إلى سطح البيت، وهكذا لا ترضى العصافير إلا بالأعلى، ولو كان مُسَوَّرًا بالموت! يوم ارتضى الكثيرون السُّفْلَ، يتوهَّمون فيه الحياة! تلعبين مع الصغار، تشاركينهم مرح الطفولة، تهرولين في ضيق السطح، لعله يَرِقُّ ويشاركك البهجة، فيتسعَ لضحكتكِ البريئةِ. جميلةٌ أنتِ تصنعين من الموت أسطورة حياة. الوجود ساحة حربٍ مُثقَلَةٌ بالغدر، الخيانة، الهمجية. وأنتِ تصنعين في زاوية صغيرة منه مساحةَ حُب، حديقةَ ورد، مزهريَّة ياسمين، عرائِس جُوري. ضاق الوجود بوجودك. ثقُلَتْ عليه بسمتكِ. أزعجه خَفْقُ أقدامك على ظهره البغيض. استكثر كمالك، وعاقبكِ بالنقصان! فقصَّكِ نصفين. بادَتِ الأقدام، ارتحلتْ مواسِمُ التحليق، سافَرَتْ أزمنة المرح البريء، وهمهمت لوعة مكظومة في جنبات الدَّرَج الذي يشتاق صعودكِ عليه إلى السطح كل يوم حيث تحبين! بادت الألواح، التوت الأقلام، هربت من يدي. تستيقظين يا جميلة. تستيقظين نصفَ جميلة، بقايا جميلة. تنفضين عنكِ بقايا النار والفَزَعِ والهجوم الهمجي. ويقترب منكِ مراسل الجزيرة مواسيًا، فيُطْرِق اللاقط وحامله هيبةً أمام بيانكِ الملحمي! ها أنتِ تجلسين بلا قدمَيْن، ومِن حولكِ ثباتكِ، لترسلي بطاقاتِ العَزاءِ إلى المهزومين القتلة! ولقد أرادوا حَطْمَك، فانكسرتْ أحلامهم السوداء على أسوار عزمك. لا مكان للوحة هزيمة على جدار ثبات. عزيمة الصادق لا تعرف البتر، ولو كان السيف من نار! اقتطعوا جزءًا من وُجُودك، فتمددت بك الروح إلى سابِع سما! لا يعلمون أن في الأرض نفوسًا تدلَّت من لدُن العرشِ قناديل صِدْقٍ لا تنكسر! لا تنكسر أمام الصواريخ، ولا تأوي إلى قوافل الخوف والاستسلام! بادت الألواح، التوت الأقلام، هربت من يدي. وقفتْ جميلة، قعدتْ جميلة، تتلو مزمور الصمود. "لقد دمروا كل شيء عندي. لكني سأحاول أن أقضي على هذا الدمار! بدي أطفال العالم تشوفنا تُوَصّل رسالة!" علمتْ جميلة أن الرسالة لن تصل إلى الكبار؛ فهم مشغولون ببناء جدار الفولاذ، وحشد الأرصدة في الخزانات السرية، وملء الأمعاء من الحرام! فتوجهتْ إلى الصغار، الحالمين. الذين فَرَغَتْ نفوسهم من عتمة المادة، ومن ألواث الزيف. أولئك البريئون المتوهجون بالصدق، الْمُتْرَعون بالحب. فقهت جميلة، بوجودها المقطوع أنه لن ينتصر إلا محب صادق. علمتْ جميلة ببقاياها الصامدة أنه لن ينهزم صاحب اعتقاد قط. علمتْ، فعلمتني. فقهت، فأفهمتني. تواصلت أبعاد وجودي مع بقايا وجودها، فاتسعتُ، علوتُ، توكأتُ على مَوتي الصامت، ووحدتي اليابسة، وسعيت باليقين. وتركت من خلفي السنين، مزقت بطاقة عمري. نزعتُ عني آصار الأزمان. ورحتُ لألتحق بركب الصغار. أرسم معهم على جدار الليل بطبشور الأمل. وأفتش معهم عن وجودي في زمن الهشيم والغبار. ------------------------- [ *] هو الشاعر سيد بن علي ، "وجدان العلي"، وُلد في مصر، وتخرج في كلية الآداب قسم اللغة العربية جامعة القاهرة، وتتلمذ لطائفة مِن أهْل العلْم بالعربيَّة والحديث والفِقْه، واتَّصل سببه بأبي فهر محمود محمد شاكر، ولزم بيته أكثر من خمس سنوات، ولديه إجازة الحديث بالسنَد مِن العلاَّمة الدكتور أحمد معبد عبدالكريم، وعمل في ميدان التحقيق التُّراثي والدعوة إلى الله، والأدب والكتابة، وله مقالات ومشاركات متنوعة علميَّة وأدبيَّة بالشبكة وغيرها.
__________________
![]() إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن هموا ذهبت أخلاقهم ذهبوا |
#3
|
|||
|
|||
![]() يائية الرجل الذي بكي نفسه ورثاها محمد الخليفة محمد صالح عكاشة زعم كثيرُ من أهل الأدب، والمهتمون به، إن الرجل الذي رثي نفسه، هو واحدٌ لم يتكرر، ولم تتكرر مثل يائيته الشهيرة، ولكن الحقيقة إن الذين يرثون أنفسهم هم كثر، فمنهم شباب وكهول فالشاب الذي خرج للحياة طموحاً بآماله العراض وقد تكسرت هذه الآمال والطموحات، علي صخر هذه الحياة العصيبة........العنيدة... لو أوتي هذا الشاب سحر البيان لرثي نفسه أيما رثاء، بأبلغ القصائد، وأروع التعابير، التي تنقلك إلي داخل نفسه، فتلمس أحاسيسه ومشاعره....).وبالفعل إن كثيراً منهم أوتوا تلك الموهبة، وأخرجوا للناس درراً نفيسة، يتمثل بها من يحس في نفسه هذه الحالة، ولقد ذكرت في غير ما مناسبةٍ، إن الشعر هو (نفس الشاعر المنسكبة علي القراطيس، ومشاعرُ الناس المتوجسة خلف الكواليس، لأن ما عبر عن النفس هو يعبر عن النفوس، فهو معني لدي الناس محسوس وعن تعبيراتهم مدسوس، حتى يأتي الشاعر فيخرجه بأيدٍ سحرية! ) . ومنهم علي سبيل المثال لا الحصر، صاحبنا الشهير، وصديقنا اللدود، أبو الطيب المتنبئ، ذلك الذي ذهب طموحه مدي قصيا، فتمزقت نفسه بين الثري والثر يا....ذلك أنه اصطدم علي صخرة الواقع والسياسة العربية آنذاك – ما أشبه الليلة بالبارحة – فانهار حلمه في الملك والتملك، بموت صاحبه (فاتك) الذي رثاه بعينيته الشهيرة في ذلك...... وإنما حقيقةُ الأمر، أن أبا الطيب هو الذي رثي نفسه وآماله وطموحه...وهو حي يمشي علي الأرض. وقصيدته هذه، بها شجن غريب..... تكاد تحس بأنفاسه الساخنة الملتهبة، تصلى وجهك وأنت تتابعها بعينيك في الكتاب....... وهذا تجده في مطلعها الذي يقول: الحزن يقلق والتجمل يردع *** والدمع بينهما عصيٌّ طيّعُ وهنا نستميح أبا الطيب عذراً، أن نتركه لنرجع إلي الوراء، إلي ذلك العملاق، أبي ذؤيب الهذلي..... الذي كأنما عارضهُ أبو الطيب، بقصيدته هذه، في وزنها، ورويها، وبعض أنفاسها وأشجانها، وعينيةُ أبي ذؤيب، التي رثي فيها أبناءه الأربعة مطلعها:يتنازعان دموع عينِ مسهد *** هذا يجيئ بها وهذا يرجع أمن المنونِ وريبه تتوجعُ؟ *** والدهرُ ليس بمعتبٍ من يجزعُ ومنها البيت الشهير جداً: وإذا المنيةُ أنشبت أظفارها *** ألفيت كل تميمةٍ لا تنفعُ وكذلك نحن نترك، أبا ذؤيب، وتفجعه علي أبنائه، والحكمة التي يرسلها بين الفينةِ والأخرى، في أثناء قصيدته، لنعود عبر كبسولة الزمن إلي العصر الحديث، والحديث جداً ! إلي أحد أصدقائي، الذي كان له من الآمال، ما تزاحم الثريا في مصامها.. وان كان قد أصاب حدً قلبه فلولٌ، علي رأي أبي الطيب: يا نظرة نفت الرقادَ وغادرت *** في حدَّ قلبي ما حييتُ فلولا فأبياته التي بها نفسّ، من عينيةِ أبي الطيب وبكائيته، يبدؤها صديقي بقوله : القلبُ ينزفُ والدموع دماءُ *** والحزنُ يقلق والحبييب سماءُ أو هكذا كان يراها، لذلك كان سعيه نحوها.... وبعدها عنه، ولدَّ كل تلك الطاقة، التي هي أشبه بالطاقة التي يولدها التفريغ الكهربائي، فتصهر الحديد......فتأمل!!هذا الجميلُ بل البديعُ بل الذي *** دنيا طيوفِ طيوفِه زهراءُ بعد إثباتنا أن الذي رثي نفسه، غير واحد نعود لصاحب اليائية الحزينة..الذي رثي بها نفسه وهو في الرمق الأخير.. وقد جاد بكلتيهما قصيدته.. ونفسه .. نعود إلي مالك بن الريب، وما ادراكموا من مالك.... الحقيقة إن كثيراً من الناس، العاديين ودون العاديين.. قد تخرج من أثوابهم، عبقرياتٌ مهولة... !!! إذا اجتمعت الظروف الملائمة التي تخرجها .... فمالك بن الريب خرج كصعاليك العرب، مغتراً بقوته يتجول في الصحراء يقطع الطريق.. وحينما رأي بعض الفضلاء، من سيمائه، الدالة علي أصالة معدنه.. وطيب عنصره.. أقنعه بان يترك هذا الذي كان يعمله، ويلتحق مجاهداً غازياً في جيش ( سعيد بن عثمان بن عفان) بخراسان فليس مثل مالك، هو يعدٌ من قطاع الطرق.. فكأن لسان حاله يقول: وما أنا منهمو بالعيش فيهم *** ولكن معدن الذهب الرغام ثمَّ انه بعد ذلك رجع من خراسان، وفي الطريق عند ( مرو) لدغته حَّيةٌ، فأيقن بالنهاية مما تبين له من حاله، فاتكأ ملتفتاً إلي صاحبيه، يخاطبهما بهذه القصيدة.. ويرثي نفسهُ، أيها القارئ الكريم أمسك عليك أنفاسك، واحبس دمعة منك ان تطفر.. وأنت تتأمل نهرالشجن والذكريات.. والتكرار الموحي بالحنين بشدة لكلمة ( الغضي ) في مطلع الأبيات: ألا ليت شعري هل أبيتن ليلةَ *** بوادي ألغضي أزجي القلاص النواجيا ثم انه بعد هذا يذكر مسيره، إلي خراسان غازياً وقد باع الضلالة بالهدي، وهو يتمني أن لو كان بين أهله، في موطنه، ومرتع صباه، فيا حسرتا علي الغريب، النازح الذي قضى بعيداً عن وطنه..فليت الغضا لم يقطع الركب عرضه*** وليت الغضا ماشي الركاب لياليا لقد كان في أهل الغضا لودنا الغضا*** مزارٌ ولكنَّ الغضا ليس دانيا فلله درِّي يومَ أترك طائعاً *** بنَّيَّ بأعلى الرقمتين وماليا وها هو يتحدث عن حصانه المسكين، من يسقه ويعلفه، في هذه الصحراء، المترامية الأطراف ومن يبكي عليه، ومن يعزي فيه، غير هذا الحصان.. وهذا السلاح الذي يتدرعه لذلك .. يخاطب صاحبيه، أن يرفعاه ليري (سهيلاً) الذي يطلع من جهةِ موطنه لأنه أثرٌ من تجاههم وأيّ اثر من جهتهم، يملأ عليه جوانب نفسه، بهذا الشعور الذي لا يستطيع أن يلمسه من أيِّ جهةٍ كانت، لكنه يشجيه حتى النخاع وحتى الثمالة.. وأبعد من ذلك.ودر الظباء السانحات عشيةً *** يخبِّرنَ أني هالكٌ من ورائيا ودرُّ كبيريًّ اللذين كلاهما *** علي شفيق ناصحٌ لو نهانيا ودرٌّ الهوي من حيث يدعو صحابه*** ودرٌّ لجاجتي ودرٌّ انتهائنا ثمَّ أنه يوصي صاحبيه أن ينزلاه برابية يقيم فيها ما تبقي له، من ليالٍ بل ساعات وأن يغسلاه بعد الموت بالسدر، وأن لا يبخلا عليه، أن يوسعا له من الأرض ذات العرض، وأن يجراه ببرديه، ألا تفهم أيها القارئ الكريم، كم هو ثقيل الوزن من هذه العبارة!! فقد كان قبل اليوم قياده صعباً وقد كان عطافاً بالخيل، فارساً مغموراً وذكر من مناقبه ما ذكر.. وها هو في نهاية القصيدة يتذكر أمه وهل هي ستبكي عليه، مثلما أنها لو ماتت قبله، كأن سيبكي عليها، فالقصيدة نهر من الأنغام والأشجان المتدفقة المنصبة في قرارات النفوس.. فيا مالك بن الريب، لم يبكك ذووك فقط بل بكاك جمهور عريض من قراء العربية مع ذويك الذين ذكرت منهم........... وبالرمل منا نسوة لو شهدنني *** بكين وفدين الطبيب المداويا
ومنهنًّ أمي وابنتاها وخالتي *** وباكية أخري تهيج البواكيا وما كان عهد الرمل مني وأهله*** ذميماً ولا بالرمل ودعتُ قاليا
__________________
![]() إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن هموا ذهبت أخلاقهم ذهبوا |
#4
|
|||
|
|||
![]() ضَـبـائِـرُالرَّيحَـان رجاء محمد الجاهوش أَنْشَدَت \"صـَـبـَا\" بنَغَمٍ عَذب: قُـرآنُـنَـا عِطْرُ الحَيَاةِ فَهَل ترى = عِطْرًا كَمِثْلِ الفُلِّ والرَّيحَـانِ؟ [1] غَشيَني العِطْر الذي انْـتَـثَـرَ، انْـتَعَشت رُوحي، ماسَت الذَّكريات بين دَمعة وبَسمة، فضجَّ الحَنين؛ حَـنين إلى عمَّـتي والوَطـن. فكم كانَت عمَّـتي لنا وَطنًـا..! شَقيقة والِدي الوَحيدة، تلكَ المرأة القَرويَّـة الأميَّـة الأبِيَّـة، لطالما سمعْـتُها تَرجو الإله وتَدْعوه: \"اللهم عافِ أخي، وارزقه البُن والبَنين، وعِـزًّا لا يَميـل.\" فاحَ شَذى العِطر فتأجَّـجَ الشَّـوق... شَوق إلى ضَبـائر الرَّيحـان التي تزيّن بَيتها الرِّيفي الجميل.. إلى شُهور الصَّيف التي كنَّا نقضيها فرحًا/مَرحًا بين مَنازلِ الأهْلِ والأحْبابِ.. إلى أكاليلِ الرَّيحـانِ التي كانت تحملها هدَّيةً ثَمينَةً كلمَّا جاءَتْنا زائرَةٌ. \"أهناكَ أجمل مِن (عِرْقِ) الرَّيحان في البَيتِ يا بُنيَّتي؟\" تَلمَحُ لا مُبالاتي، فتُـتابِع:- انظري إلى أوراقِهِ وقد غطّاها زَغَبٌ ناعمٌ كغِلالَةٍ واقِيَة، وتأمَّلي أزهارَه كيف تآلفَت فتَعانَقَت ببياضِ النَّقاء، وحُمرة الحُبِّ؛ أمَّا رائحته فيكفي أنها عِطر لا يُـرَدّ.. سُبحانَ مَن أبدَعَـه! اليَّـوم ـ يا عمَّـتي ـ فَهمـتُ، عرفـتُ، وأدركـتُ... فَهمتُ بوحَكِ القَديم، وعرفتُ ما للرَّيحـانِ مِن أسْرارٍ في عَقيدتنا، وأدركتُ أن الفِطرة السَّويَّة نِعْمَة عَظيمة يَمنُّ الله بها على مَن يَشاءُ مِن عِبادِهِ..! «مَنْ عُرِضَ عَلَيْهِ رَيْحَانٌ، فَلاَ يَرُدُّهُ. فَإِنَّهُ خَفِيفُ الْمَحْمِلِ طَيِّب الرِّيحِ.» - [صحيح مُسلم] بهذا وصَّانا نبيُّ الأمَّـة ـ صَلى الله عليه وسلم ـ، فوَعَيْتِ وصِيَّته دون أن تَسْمَعيها، وأصبحَ الرَّيحان هدَّيتك الأثيرَة ، فمَنْ علَّمكِ يا حَبيبـة؟! وها هو يُذْكرُ في القرآن الكريم مرَّتين، وما ذِكْر الشَّيء الطّّيِّب في القرآن إلا دليلٌ على حُظْـوَتِهِ. قال تعالى: « وَالأَرْضَ وَضَعَهَا لِلْأَنَامِ * فِيهَا فَاكِهَةٌ وَالنَّخْلُ ذَاتُ الأَكْمَامِ * وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَالرَّيْحَانُ» - [الرحمن:12] وقال تعالى: «فَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ * فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ» - [الواقعة:89] \"إن الرُّوح ـ بضَمِّ الراء ـ : هي رُوح الإنسان. والرَّيحان: هو الرَّيحان المعروف. وقيل في معنى ذلك: أن أرواح المقرّبين تخرج مِن أبدانهم عند الموتِ برَيحان تشمّه. وقيل: تخرج رُوحه في ريحانة. وعن أبي العالية أنَّه قال: لم يكن أحد من المقرّبين يُفارق الدُّنيا، والمقرّبون السَّابقون، حتى يؤتى بغُصن من ريحان الجنَّـة فيشمّه، ثم يُقبض.\" - [تفسير الطبري] عَرفوا الله جَلَّ جلاله، قَدَروه حَقَّ قَدْرِهِ، أخْلَصوا لهُ الدِّين، سارَعوا في الخيراتِ، أحـبُّوه حـبًّا لذاتِـه، لا يَتَفاوت بتَفاوتِ إحْسانهِ، فأشْرَقَت مِنهم القلوب، وكُرِّمَت الأرواح. \" وقال عبد الله بن عمرو بن العاص: إذا تُوُفِّيَ المؤمن أرسلَ الله إليه مَلَكين، وأرسلَ معهما تُحْفة من الجنَّـة، فيقولان لها: اخرُجي أيتَّها النَّفسُ المطمئنَّةُ راضيةً مَرْضِيةً، ومَرْضِياً عنك، اخرجي إلى رَوْحٍ وريَحْان، ورَبٍّ راضٍ غيرِ غضبان، فتخرج كأطيبِ ريح المسكِ وَجَد أحَد من أنفه عَلى ظهر الأرض\" - [تفسير الطبري] أيَـا \"عمَّتي\"... هل كنتِ تَعلمينَ كلَّ هذا يومَ كنتِ تَبْذرينَه في أرضِكِ؟ وتَبْتهِج لِتَفَـتُّـحِهِ نفسكِ وعينكِ؛ أم أنَّها الفِطرة السَّـويَّـة التي فَطرَ الله النَّاس عليها..؟! تَنَشَّـقْـتُ عبيـرَه ـ كما علَّمْـتِـني ـ حتى أحبَـبْـتُـهُ... ولـمَّا أحبَـبْـتُـهُ زَرعتُه في أرضي، أسكـنْـتُـه زوايا مَنزلي، دَسَـسْتُ أزهـارَه وأوراقَـه العَطِـرَة تحت لحافي، بين ثِيابي، وفي حَقائبي المُسافِرة، وانْـتَـظـرت..! هَلْ تـُرانا نَـلتقي؟ هُـنـــاكَ.. ساعَـة الرَّحيـل.. فتأتيني ذاتَ مَسـاء ، أو ربَّـما ذاتَ نَهـار، لتُـحـرِّرَ رُوحي ـ برِفْـقٍ ـ مِن أسْـرِها، فتَـصعدُ إلى خالِقهـا بأمـانٍ واطمِئنـان. ---------------------------------- [1] بيتٌ مِن قصيدة \"والحُسْنُ فيهِ مُعَانِقُ الأغصَانِ\" – للشاعرة الكريمة: صَـبَـا / وتُعرف أيضًا باسم: بُـرادة الألمـاس.
__________________
![]() إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن هموا ذهبت أخلاقهم ذهبوا |
#5
|
|||
|
|||
![]() مقامة نثر الفرائد في وصف موقع \" صيد الفوائد \" دكتور / بدر عبد الحميد هميسه أيها الأحبة الكرام ؛ أصحاب الهمم العظام , وأرباب أطايب الكلام , اعلموا أن موقعنا المحبوب \" صيد الفوائد \" الذي ينثر علينا كل يوم من الدرر والفرائد , ما تأنس إليه القلوب , ويرتاح إليه كل جليس وحبيب ؛ قد أصبح الآن من المواقع التي لها السبق والريادة , والتقدم والقيادة ؛ لما يحتوي عليه الموقع من قطوف وثمار يانعة , وبراهين وآيات ساطعة . ففيه تتعرف على \" نبيك وحبيبك\" المصطفى المجتبى, صاحب النور والهدى. وتلتقي مع \" العلماء وطلبة العلم\", والحكماء وأصحاب الحلم. وتعيش مع \" أفكار دعوية \" تتخذ منها زاداً إلى مرضاة رب البرية . وهناك \" مكتبة صيد الفوائد \" وما أدراك ما مكتبة صيد الفوائد ؟ مكتبة تهديك دائماً كل جديد , وبها من الكتب كل طارف وتليد ,جمعت كنوز التراث , وهي لك ولذويك وأحبابك خير ميراث . ثم تنتقل إلى \" المكتبة الصوتية \" في واحة المسك والعنبر, والتي بها تلاوات ومحاضرات وقصائد وقصص وعبر. ثم \" الأنشطة الدعوية \" زاد الخير ومسابقات ودورات علمية . و\" زاد الداعية \" صاحب النفس المطمئنة الراضية . وهناك \" العروض الدعوية \" من عروض وتواقيع وفنون فلاشيه . وأما ما يخص النساء والداعيات فلهن في الموقع أوفى نصيب , من مسائل النساء و\" ملتقى الداعيات \" وما يخصهن من كل فريد وعجيب. ثم تأتيك \" الرسائل الدعوية \" وبها من الرقائق والدقائق الإيمانية . وهناك \" الفلاشات \" و\" القصص \" و\" المقالات \" و \" الفتاوى \" وبغية الطلب في \" واحة الأدب \" من قصائد وأدبيات ثم \" منوعات \" و \" مختارات \" . وفي \" الملل و النحل \" تجد الوصف الصادق للأمراض والعلل , وبيان للعقيدة السليمة , وتحذير من العقائد المنحرفة السقيمة. وأما \" الطبيب الداعية \" فله الأذن المنصتة الواعية .وإليك \" البحوث العلمية \" في التوحيد والتفسير وفي المسائل الفقهية والحديثية .وأما عن \" تربية الأبناء \" فطاول بها عنان السماء , فكل ما يخص المربين , والدعاة والمعلمين , تنهل منه نهل الظامئين المحبين . وفي \" جهاد المسلمين \" عبر ومواقف, لكل راصد ومحلل وواصف. ثم ما يخصص إمام المجددين \" محمد بن عبد الوهاب \" مما كتبه من مقال أو رسالة أو كتاب. فما عليك – أيها الحبيب – إلا أن تدخل إلى هذا الموقع الفريد العجيب,فتنعم فيه بصيد اللؤلؤ الثمين , والدر المكنون , مما يعود عليك بالبر والخيرات , ويصفي عقيدتك من البدع والضلالات , والشبهات والجهالات . قال الناظم : يا من يريد العلم مؤصلا * * * إن غاب قبلك أو سلا فعليك بموقع \" صيد الفوائد\" * * * ففيه الدرر الثمينة والفرائد موقع له الريادة والسياده * * * يا سعده من جعله سبيله وزاده
__________________
![]() إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن هموا ذهبت أخلاقهم ذهبوا |
#6
|
|||
|
|||
![]() بيني و بينها ابو ياسر المهاجر هذه الليلة سأتجرأ متحدياً سأبدأ سأحطم تلك القيود... نعم ..و أيضاً.... سأتجاوز كل الحدود... سأنفث همومي..... سأتنفس.. صارخاً أزفر شجوني..... حان الوقت..... لن أبالي باللوم..... ويحي..... ولا المقت كلا.. لن أبالي..... الليلة... اعلم.. آن وقت التعالي لن اتردد..... لا اريد..... لا اشتهي..... ان اتشدد أُعلنها و بكل قوة سأتمرد مضت شبيبتي..... خانعاً تناقصت ايامي ... خاشعاً اضمحلت زهرتي..... لا... بعد اليوم لن تجري دمعتي أعلنها و بكل قوة سأتمرد في لذيذ المتع سأجول.... في مواخير الهوى سأصول سأعوض ليالي الحرمان سأتوقف... عن الخذلان أعلنها و بكل قوة سأتمرد لن تخيفني الشروط..... لن تعيقني حمر الخطوط سأجيب كل داعي.... كل منادي.... لن ابالي... حان وقت التمادي..... بعد الليلة.. لن توقفني.... لن تقيدني... يكفيني منك ما مضى... يكفي عمري الذي انقضى... أعلنها و بكل قوة سأتمرد حرمتني- يا عنيد- اللذائذ... تكلفتَ و تعنتَ.... اتعبتني الشدائد.... انهكني حر الصيام... اتعبني برد القيام.. اه.. ويحك حرمتني لذة المنام.... قتلت انطلاقي..... و اعلنتَ بين الانام طلاقي... أعلنها و بكل قوة سأتمرد ارى اقراني متلذذين.... و جعلتني بحمقك.... من المنبوذين.... اراهم... يتلاعبون..... يتغنون....بحريةٍ متراكضين... و انا حبستني - يا عنيد- مع زمرة الأِسفين... ألا من فرصة... ألا من فرجة.... يوم و يوم.... أقلها.... لتجتنب اللوم..... أعلنها و بكل قوة سأتمرد أنصت... إني لك ناصحة... لن اكون لسرك فاضحة... أنصت... في العالم أكثر... من مسجدك... و صحبتك.... و حزين المنظر... في الكون... لذائذ... حسناوات... من كل لون... أطلق لي العنان... سأحيلُ حياتك... نعيم... بل جنان....... أُعلنها و بكل قوة سأتمرد مالك و انت في العشرين... من نظرتي.. خلتك كهل... بل من الهالكين... ما بالك عن اقرانك انزويت... و عن طبعهم تخليت... بل... عن مجالسهم انطويت... قم... ففي الوقت متسع... سنة او شهر... و بعدالتوبة... حتما ستمتنع... قم.... لا تكابر... أمثالك ولوا... في الزمان الغابر... قم.. لا تمانع.... لا تتردد.... لا تكثر حوالك الموانع... إعترف انك لما اقول تشتهي و للذتك سبيلا تبتغي فلم الممانعة؟؟ و لماذا العناد؟ كن كغيرك من جماهير العباد... أُعلنها و بكل قوة سأتمرد كلا... لن اجيب... اصمتي... لن اخون دعوة الحبيب.. كلا.. اني بك عارف... سحقا... اني لأمرك مخالف... أبعد النور... يا جاهلة... تبتغين درب الشرور؟ أبعد التقوى... تبتغين..يا خاطئة.. درب الهلكى ؟؟ أين انت من الصحب الكرام؟؟ ما زلوا... ولا سلكوا درب الانعام... سأرغمك.... و بالذكر الحكيم... سألجمك... غيره لك لن أرتضي.... و لن اسلك غير ... ا لطريق السوي... سأعتزل الليالي الحمراء... سأحتسبها... ليوم زلزلة الغبراء... سأمتنع عن حرام اللذة... و اكتفي.... بطلب الرحيم... علني احظى بالمودة... سأتقيد بهدي المصطفى... ليوم الكوثر... بالفائز يُحتفى... سأحبسك من الهوى..... لراحة كبرى....... تحت الثرى.... أيا نفسي اعينيني.... لا تعيني الشيطان... فتخذليني... يا نفسي.... لصالح العمل ارشديني.... لا تعقيني... و ليوم الفوز... صبريني.... حوار دار بيني و بين نفسي فبُحت به اليكم احبتي...
__________________
![]() إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن هموا ذهبت أخلاقهم ذهبوا |
#7
|
|||
|
|||
![]() من أشعار الأسـرى والمسجونين موسى بن سليمان السويداء منذ بدأ الجهاد في سبيل الله , وهناك من يقع من المسلمين أسرى بيد الكفار , فإما انهم يقتلونهم شرَّ قِتلة , وإما انهم يذيقونهم أصناف العذاب والذل والإهانة , مع السجن الطويل في المعتقلات , فيتمنون الموت ولا يجدونه , ويتجرعون هم وأهاليهم مرارة الأسر والفراق , كما يحدث اليوم مع الكثير من المعتقلين في أراضي القتال والجهاد , كفلسطين وغيرها من البلدان الإسلامية المستباحة من قبل الكفار . وهذا أيضاً ما صوره في شعره كُل من خُبيب بن عدي - رضي الله عنه -, والوزير الكاتب أبي بكر الأشبوني(1) , - كما سيأتي لاحقاً -. ولذا كان الإمام أحمد بن حنبل الشيباني – رضي الله عنه – , يرى أن يقاتل المجاهد حتى الموت ( الشهادة ) ولا يستسلم للعدو , فيقول : ( ما يعجبني أن يَسْتأسِرُوا . وقال : يُقاتل أحب إلي .. الأسر شديد ولابد من الموت . وقال : يٌقاتل ولو أعطوه الأمان قد لا يفون )(2) . ثم لا ننسى ألم ومعانات أهالي الأسرى- وخاصة الأمهات – , ومن ذلك ما رواه الواقدي في " فتوح الشام " عن قصة صابر بن أوس الذي أُسر في أحد المعارك , فكانت أمه مزروعة بنت عملوق الحُميرية – وهي من فصحاء زمانها - تندبه و تبكيه , وتقول : أيا ولدي قد زاد قلبي تلهبا * * * وقد أحرقت مني الخدود المدامعُ بل قد يضطر البعض من الأسرى إلى إذلال أنفسه , فيلجئ إلى مدح رؤساء وكبار الكفار من أجل استعطافهم كي يخلوا سبيله ويطلقوا سراحه , كما حصل لعمر بن حسن النحوي الصقلي – رحمه الله – , الذي وقع أسيراً عند نصارى صقلية , فانشد أبياتاً يمدح بها ملك صقلية " رُجّار " لعله يُفرج عنه , يقول منها : وقد أضرمت نار المصيبة شعلة * * * وقد حميت مني الحشا والأضالعُ وأسأل عنك الركب كي يخبرونني * * * بحالك كيما تستكن المدامعُ فلم يكن فيهم مخبر عنك صادقاً * * * ولا منهم من قال إنك راجعُ فيا ولدي مذ غبت كدرت عيشتي * * * فقلبي مصدوع وطرفي دامعُ وفكري مقسوم وعقلي مولهٌ * * * ودمعي مسفوح وداري بلاقعُ فإن تك حياً صمت لله حجةً * * * وإن تكن الأخرى فما العبد صانعُ طلب السلوّ لو أن غير سُعاد * * * حلت سويداء قلبه وفـؤاده فعلق أبو الحسن القِفطي – رحمه الله – على هذه الأبيات , قائلاً : " والله يغفر لهذا الشاعر في مدحه الملك الكافر , ولكنه معذور , إذ هو مأسور "(3) . ورجا زيارة طيفهـا في صدها * * * وغرامه يأبى لذيـذ رقـاده والله لولا الملك رُجّارُ الذي * * * أهدى لحُبيّـه عظم وداده ما عاف كأس المجد يوم فراقها * * * ورأى مُحيَّا المجد في ميلاده ومن أشعار الأسرى والمعتقلين من الصحابة , ما جاء في السيرة النبوية أن خُبيب بن عدي – رضي الله عنه - وقع في قبضة مشركي هذيل أسيراً , فلما اجتمعوا عليه وقربوه للقتل , طلب منهم أن يصلي ركعتين – وكان أول من سن الركعتين عند القتل – , ثم دعا عليهم , وقال : " اللهم أحصهم عددا واقتلهم بددا ولا تبق منهم أحدا ثم قال : لقد أجمع الأحزاب حولي وألبوا * * * قبائلهم واستجمعوا كل مجمعِ فقال له أبو سفيان : أيسرك أن محمداً عندنا تُضرب عنقه وإنك في أهلك ؟ فقال : لا والله , ما يسرني أني في أهلي , وأن محمداً في مكانه الذي هو فيه تصيبه شوكةٌ تؤذيه "(4) . وكلهم مبدي العداوة جاهدٌ * * * علي لأني في وثاق بمضيعِ وقد قربوا أبناءهم ونساءهم * * * وقربت من جذع طويل مُمنـع إلى الله أشكو غربتي بعد كربتي * * * وما أرصد الأحزاب لي عند مصرعي فذا العرش صبرني على ما يراد بي * * * فقد بضعوا لحمي وقد ياس مطمعي وقد خيروني الكفر والموت دونهُ * * * فقد ذرفت عيناي من غير مجزعٍ وما بي حذار الموت إني لميت * * * وإن إلى ربي إيابي ومرجعي ولست أبالي حين أقتل مسلماً * * * على أي شق كان في الله مضجعي وذلك في ذات الإله وإن يشأ * * * يبارك على أوصال شلوٍ ممزعِ فلست بمبد للعدو تخشعاً * * * ولا جزعاً إني إلى الله مرجعي ومن أشعار من وقع في الأسر أيضاً , قصيدة لأعشى همدان الذي كان ضمن من أغزاه الحجاج بن يوسف الثقفي بلاد الديلم , فقال يشكو حاله وشدة الكرب الذي أصابه في الأسر(5) : أصبحت رهناً للعداة مكبّلاً * * * أمسي وأصبح في الأداهم أرسف ولقـد أراني قبـل ذلك ناعماً * * * جذلان آبى أن أضام وآنف واستنكرت ساقي والوثاق وساعدي * * * وأنا امرؤ بادي الأشاجع أعجف(6) وأصابني قـوم وكنت أصيبهم * * * فالآن أصبر للزمان وأعرف وإذا تصبك من الحوادث نكبة * * * فصبر لها فلعلّها تتكشّف وأما أكثر من حفظ عنه الشعر في الأسر ، فهو أبو فراس الحمداني الذي أسرته الروم , فأنشد قصائد عدة سُميت بالروميات لكثرتها , ومن أجملها , وأشهرها قوله وقد سمع حمامة تنوح بقربه على شجرة عالية(7) : أقول وقد ناحت بقربي حمامةٌ * * * أيا جارتي هل تشعرين بحالي ومن رومياته أيضاً من " يتيمة الدهر " للثعالبي : معاذ الهوى ما ذقت طارقة الهوى * * * ولا خطرت منك الهموم ببالِ أتحمل محزون الفؤاد قوادمٌ * * * على غصن نائي المسافة عالي أيا جارتا ما أنصف الدهر بيننا * * * تعالي أقاسمك الهموم تعالي تعالي تَريْ روحاً لدي ضعيفةً * * * تردَّدُ في جسم يُعذب بالي أيضحك مأسورٌ وتبكي طليقة * * * ويسكت محزون ويندب سالي لقد كنتُ أولى منك بالدمع مقلةً * * * ولكنَّ دمعي في الحوادث غالي أراك عصي الدَّمع شيمتك الصبرُ * * * أما للهوى نهيٌ عليك ولا أمرُ وللوزير الكاتب أبي بكر محمد بن سوار الأشبوني الأندلسي , - الأنف الذكر – قصيدة طويلة ومعبرة , قالها وهو أسير في مدينة قورية(8)، يصف بها كيفية القبض عليه حينما هجم عليهم النصارى بالأندلس(9), منها قوله : بلى أنا مشتاق وعندي لوعةٌ * * * ولكن مثلي لا يذاع له سرُ إذا الليل أضوى بي بسطت يد الرجا * * * وأذللت دمعاً من خلائقه الكبرُ تكاد تضيء النار بين جوانحي * * * إذا هي أذكتها الصبابة والفِكرُ ولما بدا وجه الصباح تطلعت * * * خيولٌ من الوادي محجلةٌ غرُ ونختم ببيتين لعبد الله بن إبراهيم بن مثنى الطوسي المعروف بابن المؤدب ، المأسور بصقلية(10) : فقلت لهم : خيل النصارى فشمَّروا * * * إليها وكروا هاهنا يحسن الكرُّ وكانت حميّا النوم قد صرعتهم * * * ففُلُّوا ولوا مدبرين وما فرّوا وأفردت سهماً واحداً في كنانة * * * من الحرب لا يُخشى على مثله الكسرُ وكنت عهدت الحرب مكراً وخدعةً * * * ولكن من المقدور ما لامرئ مكرُ فطاعنتُهم حتى تحطّمت القنا * * * وضاربتهم حتى تكسرت البُتر وأضـرِّج أثوابي دماً وثيابهُم * * * كأنّ الذي بينـي وبينهـم عطـرُ وأحدق بي والموت يكشر نابه * * * ومنظره جهـمٌ وناظره شزرُ فأعطيتها وهي الدنية صاغراً * * * وقد كان لي في الموت لو يدني عذرُ فطاروا وصاروا بي إلى مستقرهم * * * يصاحبنـي ذلٌ ويصحبهم فخرُ لا يذكر الله قومـاً * * * حللت فيهم بخيـرِ جاهدت بالسيف جهدي * * * حتى أُسرت وغيري ---------------------------------------- 1/ نسيتاً إلى مدينة أشبونة , أو الأشبونة وتسمى أيضاَ لشبونة ، وهي مدينة أندلسية على ضفاف البحر , قريبة من شنترين يُنسب إليها بعض العلماء والفضلاء منهم : عبد الرحمن بن عبيد الله الأشبوني أحد طلاب الإمام مالك . آثار البلاد للقزويني , ومعجم البلدان للحموي , وتاريخ العلماء والرواة للفرضي . 2/ الإقناع لطالب الانتفاع , شرف الدين موسى بن أحمد الحجاوي , ج2ص71 , دار هجر , الرياض . 3/ إنباه الرواة على أنباه النحاة , جمال الدين علي بن حسن القفطي ج2ص328 , دار الفكر العربي , القاهرة . 4/ زاد المعاد في هدي خير العباد , شمس الدين محمد بن أبي بكر الزرعي المعروف بابن القيم الجوزية , ج3ص245 , مؤسسة الرسالة , بيروت . 5/ الفرج بعد الشدة , أبي علي التنوخي ، ج2ص122 , دار صادر , بيروت . 6/ قال محقق الكتاب : الأشجع : عرق ظاهر الكف , والأعجف : الهزيل . 7/ وفيات الأعيان , أحمد بن محمد ابن خلكان ، ج2ص58، دار صادر , بيروت . 8/ قُورِيةُ : مدينة من نواحي ماردة بالأندلس كانت للمسلمين , وهي النصف بينها وبين سمُّورة مدينة الافرنج . معجم البلدان , ياقوت الحموي . 9/ الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة ، علي بن بسام الشنتريني ، القسم الثاني المجلد الثاني ، ص811 ، دار الثقافة , بيروت . 10/ فوت الوفيات والذيل عليها , محمد بن شاكر الكتبي , ج2ص154 , دار صادر , بيروت .
__________________
![]() إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن هموا ذهبت أخلاقهم ذهبوا |
#8
|
|||
|
|||
![]() العربية المعطاء (مسرحية مدرسية قصيرة) ريان الشققي ثمانية فتيات في صفين، الصف الأول أربع فتيات متباعدات قليلا وخلفهن أربع فتيات بحيث يرى الجمهور جميع الفتيات. تقف الفتيات ناظرات إلى الجمهور وكل واحدة تقول جملة كما يلي وهي ترفع يدها اليمنى قليلا نحو الجمهور. تقول الفتاة الأولى من الصف الأول من الطرف الأيسر (وهو الطرف الأيمن بالنسبة للجمهور): نحن اللغة العربية المعطاء الثانية: لغة القرآن الكريم الذي أنزله الله سبحانه على محمد صلى الله عليه وسلم الثالثة: نعم إنها اللغة المعطاء، لغة التراث ولغة الآباء والأجداد الرابعة: إنها لغة أهل الجنة كما قال صلى الله عليه وسلم. فهي اللغة الخالدة إذن. ثم تتقدم الفتيات من الصف الثاني من خلال الصف الأول وتبدأ الفتاة الخامسة بالقول: واللغة العربية غلبت جميع لغات الأرض باشتقاقاتها. السادسة: واللغة العربية هي لغة العلم الكبير والأدب الرفيع. السابعة: هي المَعين الدفّاق، ليتنا نعطيها حقها من الرعاية والاهتمام. الثامنة: فلنحافظ عليها، إنها الهوية ، إنها اللغة العربية العظيمة. يتم إعادة الصفوف بحيث تقف ست فتيات في الخلف صفاً واحدا ثم تتقدم فتاتان إلى الصف الأول وتبدأ محادثة بينهما (يتم اختيار اسمين مناسبين وقد تم اختيار عائشة وزينب ثم أمينة ونور في هذا الحوار): زينب: ألا تعلمين يا عائشة أن لغتنا الواسعة الجميلة تستوعب جميع العلوم على وجه الأرض عائشة: نعم يا زينب فهي لغة الجمال ولغة العلم والأدب زينب: كتب فيها الشعراء أجمل الأشعار عائشة: والأدباء أبدعوا أجمل النصوص الأدبية ثم تتأخر الفتاتان إلى الصف الخلفي وتتقدم فتاتان أخريان وتكملان الحديث: أمينة: لغتنا واسعة وقديرة، انظروا إلى جميع العلوم النظرية والتطبيقية. نور: هي هويتنا وثقافتنا العصماء أمينة: ولكن للأسف نحن مقصرون بحق لغتنا الجميلة نور: هذا صحيح يا أمينة، يجب أن نعطيها حقها جميع الفتيات مع بعض: إنها اللغة العربية المعطاء ثم يعاد ترتيب الصفوف بحيث تقف الفتيات بشكل مثلث خفيف ، اثنتان في الأمام وثلاثة فتيات من كل طرف بشكل مائل إلى الخلف قليلا، وينشد الجميع (يمكن أن يكون النشيد مسجل مسبقا بصوت الفتيات ويتم وضعه على السماعات والفتيات ينشدن مع التسجيل، وهذا خيار فقط): نور الحياة غـلالة عربية --- ولسانها بالضاد يصدع أنورا عربية أفـلاكها موّارة --- وحروفها كمنارةٍ فوق الثرى كلماتها في النفس لمعة فرقدٍ --- فلمَ التخاذل نحوها ، أفلا نرى! لغة تصيح على المدى فكأنها --- جسد يئن من الجروح وما جرى نحن الحماة لأرضنا وتراثنا --- ما زال نهر في الحياة وما سرى لغة القرون بأمسنا أو في غـدٍ --- قرآننا شمس يضيء على الورى نور الحياة غـلالة عربية --- ولسانها بالضاد يصدع أنورا
__________________
![]() إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن هموا ذهبت أخلاقهم ذهبوا |
#9
|
|||
|
|||
![]() مختارات من الأدب الصغير والأدب الكبير لابن المقفع (106-142 هـ) محمد بن عبد العزيز المسعد بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وحده ، وصلاةً وسلاماً على من لا نبي بعده ، فلمّا كان الأدبُ كنزُ العلوم، ومجمعُ الآداب، فقد اهتمّ به المتقدمون وتبعهم على ذلك المتأخرون، ولعل من أوائل أولئك الذين اهتموا بجمع كلامِ الناسِ المحفوظ؛ الذي فيه عونٌ على عمارة القلوبِ ودليلٌ على محامدِ الأمور ومكارمِ الأخلاق "عبد الله بن المقفع" الذي قال عنه الإمام الذهبي رحمه الله "أحد البلغاء والفصحاء ورأس الكتّاب وأولي الإنشاء" ، وكتابه الموسوم بـ "الأدب الصغير والأدب الكبير" قد حوى قدراً كبيراً من تلك الدررِ والفوائدِ من كلامِ الفضلاء ، بسبكٍ راقيٍ واسلوبٍ أدبي رفيع . ومشاركةً في الفائدة ونشراً للخير فهذه ورقاتٌ حوت مختاراتٍ من هذا الكتاب ، لنا فيها إشاراتٌ نطبقها على واقعنا الدعوي المعاش وعلى حياتنا اليومية ، ليس لي فيها سوى الاصطفاء والانتقاء ثم العنونة لكل مقطعٍ بما يسنحُ في الذهنِ من فهم، وإن أضفتُ شيئاً من عندي "وهو قليل" ؛ فقد جعلته بين معقوفتين [] . قال ابن المقفع: أما بعد، فإن لكل مخلوقٍ حاجةً، ولكل حاجةٍ غايةً، ولكل غاية سبيلاً. والله وقّت للأمُور أقدارها، وهيأ إلى الغايات سبلها، وسبّبَ الحاجات ببلاغها. فغايةُ الناسِ وحاجاتهم صلاحُ المعاشِ والمعاد، والسبيل إلى دَرْكها العقل الصحيح. وأمارةُ صحةِ العقلِ اختيارُ الأمورِ بالبصرِ، وتنفيذُ البصرِ بالعزمِ . الأدب ينمي العقول وللعقولِ سجياتٌ وغرائزُ بها تَقبَلُ الأدب، وبالأدبِ تنمى العقولُ وتزكو. فليعلمِ الكُتّاب فليعلمِ [الكتّاب والأدباء] والواصفونَ أن أحدهم، وإن أحسن وأبلغ، ليس زائداً على أن يكون كصاحب فصوص وجد ياقوتاً وزبرجداً ومرجاناً، فنظمه قلائد وسموطاً وأكاليل، ووضع كل فص موضعهُ، وجمعَ إلى كل لونٍ شبهه وما يزيدهُ بذلك حسناً، فسمي بذلك صانعاً رفيقاً ... فمن جرى على لسانه كلامٌ يستحسنهُ أو يُستحسنُ منهُ، فلا يُعجبنّ إعجاب المخترع المبتدعِ، فإنه إنما اجتناهُ كما وصفنا . أين أنت ؟ الواصفون أكثرُ من العارفين، والعارفون أكثرُ من الفاعلينَ ، فلينظرُ امرؤ أين يضعُ نفسه . تعلّم الاقتداء ! إن من أُعين على حفظِ كلامِ المصيبين، وهدي للإقتداء بالصالحين، ووفّق للأخذِ عنِ الحكماء، ولا عليهِ أن لا يزداد، فقد بلغ الغاية . اشدد على نفسك ! وعلى العاقل مخاصمةُ نفسه ومحاسبتُها والقضاءُ عليها والإثابةُ والتنكيلُ بها . اختر بيئتك ! زعم بعضُ الأولينَ أن صُحبةَ بليدٍ نشأ مع العلماء أحب إليهم من صحبةِ لبيبٍ نشأ مع الجهال . ساعةٌ وساعة ! إنّ استجمامَ القلوبِ وتوديعها زيادةُ قوةٍ لها وفضل بُلغةٍ . علّم نفسك قبل تعليم غيرك ! من نصّبَ نفسهُ للناسِ إماماً في الدينِ، فعليه أن يبدأ بتعليم نفسه وتقويمها في السيرة والطعمةِ والرأي واللفظ والأخدانِ، فيكن تعليمهُ بسيرته أبلغَ من تعليمه بلسانهِ . لذوي الأفهام ! فأما التخيّرُ للعمالِ [والقادة] فإنهُ نظامُ الأمرِ ووضعُ المؤونةِ . فإنهُ عسى أن يكونَ بتخيرهِ رجلاً واحداً قدٍ اختار ألفاً. لأنهُ من كان من العُمالِ خياراً فسيختارُ كما اختيرَ. ولعل عُمالَ العاملِ وعمالَ عُمالهِ يبلغونَ عدداً كثيراً، فمن تبين التخيرَ فقد أخذ بسببٍ وثيقٍ، ومن أسس أمرهُ على غيرِ ذلك لم يجدِ لبنائه قواماً . همتك ! وفي بُعدِ الهمةِ يكونُ النصب . قَدَرُ الله آت ! الدنيا دولٌ، فما كان لك منها أتاكَ على ضعفكَ، وما كان عليك لم تدفعهُ بقُوتكَ . كلامُ اللبيبِ ولقاءُ الإخوان كلامُ اللبيبِ، وإن كان نزراً، أدبٌ عظيمٌ ... ولقاءُ الإخوانِ، وإن كان يسيراً، غُنم حسنٌ . فقه الواقع ! يدلُ على علمِ العالمِ معرفتهُ ما يدركُ من الأمورِ وإمساكه عما لا يدركُ ... ومعرفتهُ زمانهُ الذي هو فيه، وبصرهُ بالناسِ . كمال العلم ومن العلمِ أن تعلمَ أنك لا تعلمُ بما لا تعلمُ . اتبعَ الهوى ثم جحدَ ثم احتجَّ له !!؟ رأسُ الذنوبِ الكذبُ: هو يؤسسُها وهو يتفقدها ويثبتها. ويتلونُ ثلاثة ألوانٍ: بالأمنيةِ، والجحودِ، والجدلِ، يبدو لصاحبهِ بالأمنية الكاذبة فيما يزينُ لهُ من الشهواتِ فيشجعهُ عليها بأن ذلك سيخفى. فإذا ظهر عليه قابلهُ بالجحودِ والمكابرةِ، فإن أعياهُ ذلك ختم بالجدلِ، فخاصم عن الباطل ووضع لهُ الحجج، والتمس به التثبت وكابر بهِ الحق حتى يكون مسارعاً [للترخص ثم المعصية] . محكُّ الرجال كان يقالُ: الرجالُ أربعةٌ: اثنان تختبرُ ما عندهما بالتجربةِ، واثنان قد كُفيت تجربتهما. فأما اللذانِ تحتاجُ إلى تجربتهما، فإن أحدهما برٌّ كان مع أبرارٍ، والآخر فاجرٌ كان مع فُجّارٍ، فإنك لا تدري لعل البر منهما إذا خالط الفُجّارَ أن يتبدل فيصير فاجراً، ولعل الفاجر منهما إذا خالط الأبرار أن يتبدل براً، فيتبدلُ البر فاجراً، والفاجر براً. وأما اللذان قد كفيتَ تجربتهما وتبين لك ضوءُ أمرهما، فإن أحدهما فاجرٌ كان في أبرارٍ، والآخر بر كان في فُجّارٍ . عقلان لا عقل لمن أغفلهُ عن آخرتهِ ما يجدُ من لذةِ دنياهُ، وليس من العقلِ أن يحرمهُ حظهُ من الدنيا بصرهُ بزوالها . سخافةُ المتكلم من الدليلِ على سخافةِ المتكلمِ أن يكون ما يُرى من ضحكه ليس على حسبِ ما عندهُ من القولِ، أو الرجلُ يكلّمُ صاحبهُ فيُجاذبهُ الكلام ليكونَ هو المتكلم، أو يتمنى أن يكون صاحبهُ قد فرغَ وأنصت لهُ فإذا نصتَ لهُ لم يحسنِ الكلامَ . لا تحرص لا يطمعنَ الخِبُّ في كثرة الصديق ... ولا الحريصُ في الإخوانِ . بين العاجزِ والحازم السببُ الذي يُدركُ به العاجزُ حاجتهُ هو الذي يحولُ بين الحازمِ وبين طَلِبتهِ . الفقرُ بليّة الفقرُ داعيةٌ إلى صاحبهِ مقتَ الناسِ ... وليس من خلةٍ هي للغني مدحٌ إلا هي للفقيرِ عيبٌ، فإن كانَ شجاعاً سمي أهوج، وإن كانَ جواداً سمي مفسداً، وإن كان حليماً سمي ضعيفاً، وإن كان وقوراً سمي مفسداً، وإن كان حليماً سمي ضعيفاً، وإن كان وقوراً سمي بليداً، وإن كان لسناً سمي مهذاراً، وإن كان صموتاً سمي عيياً . فقدُ الإخوان غمّ وليس من الدنيا سرورٌ يعدلُ صحبةَ الإخوانِ، ولا فيها غمٌّ يعدلُ غمَّ فقدهم . أخوّة أصيلة ومن المعونة على تسليةِ الهمومِ وسكونِ النفسِ لقاءُ الأخِ أخاهُ، وإفضاءُ كل واحدٍ منهما إلى صاحبهِ ببثهِ. وإذا فُرّق بين الأليفِ وأليفهِ فقد سُلبَ قرارهُ وحُرمَ سرورهُ . لا تخذّل .. إذا انطلقت الفكرة ! وأصلُ الأمر في البأسِ والشجاعةِ ألا تُحدّثَ نفسك بالإدبارِ، وأصحابكَ مقبلونَ على عدوهم. ثم إن قدرت على أن تكونَ أولَ حاملٍ وآخرَ منصرفٍ، من غير تضييعٍ للحذرِ فهو أفضلُ . للقادة .! ليعرفِ الناسُ، في ما يعرفونَ من أخلاقك، أنك لا تُعاجلُ بالثوابِ ولا بالعقابِ، فإن ذلك أدومُ لخوفِ الخائفِ ورجاء الراجي. طوّر من تحت يدك .! إذا كنت إنما تضبطُ أمورك وتصولُ على عدوكَ بقومٍ لست منهم على ثقةٍ من دينٍ ولا رأي ولا حفاظٍ من نيةٍ فلا تنفعنّكَ نافعةٌ حتى تحوّلهم إن استطعتَ إلى الرأي والأدبِ الذي بمثلهِ تكون الثقة. لا تحلف .! إنما يحملُ الرجلَ على كثر الحلفِ إحدى هذه الخصال : إما مهانةٌ يجدها في نفسه، وضرعٌ وحاجةٌ إلى تصديقِ الناسِ إياهُ. وإما عيٌّ بالكلامِ، فيجعل الأيمان لهُ حشواً ووصلاً . وإما عبثٌ بالقولِ وإرسالٌ للسانِ على غيرِ رويةٍ ولا حسنِ تقديرٍ . درسٌ في الإدارة .! لا عيبَ على [القائد] ، إذا تعهّد الجسيمَ من أمرهِ بنفسهِ، وأحكمَ المهم، وفوّض ما دون ذلك إلى الكُفاةِ . عند طرح الآراء .! إذا أردت أن يُقبلَ قولكَ فصحّح رأيكَ ولا تشوبنّهُ بشيءٍ من الهوى، فإن الرأي الصحيحَ يقبلهُ منكّ العدو، والهوى يردهُ عليكَ الولدُ والصديقُ . أخوّة الروح ابذل لصديقكَ دمكَ ومالك، ولعدوك عدلكَ وإنصافكَ، واضنن بدينكَ وعرضكَ على كل أحدٍ. لا تنتحل رأي غيرك إن سمعت من صاحبكَ كلاماً أو رأيتَ منهُ رأياً يعجبُكَ فلا تنتحلهُ تزيناً به عند الناسِ، [ولكن انسبه إلى صاحبه] . فإن بلغَ بك ذلكَ أن تشيرَ برأي الرجلِ وتتكلمَ بكلامهِ وهو يسمعُ جمعتَ مع الظلمِ قلةَ الحياء . تمامُ الأخوة ومن تمام حسنِ الخلقِ والأدبِ أن تجودَ نفسكَ لأخيكَ بما انتحل من كلامك ورأيكَ، وتنسبَ إليه رأيهُ وكلامهُ، وتُزيّنهُ مع ذلك ما استطعتَ . لا تأتي بالعيد .! واستحي الحياءَ كلهُ من أن تخبرَ صاحبكَ أنكَ عالمٌ وأنهُ جاهلٌ: مصرحاً أو معرضاً . أخوّتك الخاصة لا تنقطع أبداً ! اجعل غاية تشبّثكَ في مؤاخاةِ من تؤاخي ومواصلةِ من تواصلُ توطينَ نفسكَ على أنه لا سبيل لكَ إلى قطيعةِ أخيكَ، وإن ظهرَ لكَ منهُ ما تكرهُ، فإنهُ ليس كالمملوكِ تعتقهُ متى شئتَ ! أو كالمرأة التي تُطلقها إذا شئتَ ! ولكنهُ عرضكَ ومروءتكَ ، فإنما مروءةُ الرجلِ إخوانهُ وأخدانهُ . لا تفلّها مع الناس .. ! البس للناسِ لباسينِ ليس للعاقلِ بدٌّ منهما، ولا عيشَ ولا مروءةَ إلا بهما : لباسَ انقباضٍ واحتجازٍ من الناسِ، تلبسهُ للعامةِ فلا يلقونكَ إلا متحفظاً متشدداً متحرزاً مستعداً. ولباسَ انبساطٍ واستئناسٍ، تلبسهُ للخاصةِ الثقاتِ من أصدقائك فتلقاهمُ بذاتِ صدركَ وتفضي إليهم بمصونِ حديثكَ وتضعُ عنكَ مؤونةَ الحذرِ والتحفظِ في ما بينكَ وبينهم. ليس الصبرُ صبرَ الحمير ! ليس الصبرُ الممدوحُ بأن يكون جِلدُ الرجلِ وقَاحاً على الضربِ، أو رجلهُ قويةً على المشي، أو يدهُ قويةً على العملِ. فإنما هذا من صفاتِ الحميرِ. ولكن الصبرَ الممدوحَ أن يكونَ للنفسِ غلوباً، وللأمورِ محتملاً، وفي الضراء متجمّلاً، و لنفسهِ عند الرأي والحفاظِ مرتبطاً وللحزمِ مؤثِراً، وللهوى تاركاً، وللمشقةِ التي يرجو حسن عاقبتها مستخفّاً، وعلى مجاهدةِ الأهواء والشهواتِ مواظباً، ولبصيرتهِ بعزمهِ منفّذاً. لا تُشهر العداوة ! يكن مما تنظرُ فيه من أمرِ عدوكَ وحاسدكَ أن تعلمَ أنهُ لا ينفعكَ أن تخبر عدوكَ وحاسدكَ أنكَ لهُ عدو، فتنذرهُ بنفسك وتؤذنهُ بحربكَ قبل الإعداد والفرصةِ، فتحملهُ على التسلحِ لكَ، وتوقدَ نارهُ عليكَ. اعدل في عداوتك ! إن كنتَ مكافئاً بالعداوةِ والضررِ فإياكَ أن تكافئ عداوةَ السرِ بعداوةِ العلانية، وعداوةَ الخاصةِ بعداوةِ العامةِ، فإن ذلك هو الظلمُ. [وأعظمَ من ذلك قوله تعالى (ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عدواة كأنه وليّ حميم)] احذر فضولَ النظر ! اعلم أن من أوقعِ الأمورِ في الدينِ وأنهكها للجسدِ وأتلفها للمالِ وأقتلها للعقلِ وأزراها للمروءةِ وأسرعها في ذهابِ الجلالةِ والوقارِ الغرامِ بالنساء. حُمقٌ وشقاءٌ وسَفَه . ! ومن العجبِ أن الرجلُ الذي لا بأس بلبهِ ورأيهِ يرى المرأةَ من بعيدٍ متلفقةً في ثيابها، فيصوّر [الشيطان] لها في قلبهِ الحسن والجمالَ حتى تعلقَ بها نفسهُ من غير رؤيةٍ ولا خبرِ مخبر ! ثم لعلهُ يهجمُ منها على أقبحِ القبحِ وأدمّ الدمامةِ، فلا يعظهُ ذلكَ ولا يقطعهُ عن أمثالها. ولا يزالُ مشغوفاً بما لم يذق، حتى لو لم يبقَ في الأرضِ غيرُ امرأةٍ واحدةٍ، لظن أن لها شأناً غير شأنِ ما ذاقَ، وهذا هو الحمقُ والشقاء والسفهُ. إذا ازدادت التكاليف ! إذا تراكمت عليكَ الأعمالُ فلا تلتمسِ الروحَ [الاستراحة] في مدافعتها بالروغانِ منها. فإنهُ لا راحة لكَ إلا في إصدارها، وإن الصبر عليها هو الذي يخففها عنكَ، والضجر هو الذي يُراكمُها عليكَ. الدنيا متقلّبةٌ فلا تضْمن ! واعلم أن المستشار ليس بكفيلٍ، وأن الرأي ليس بمضمونٍ. بل الرأيُ كلهُ غررٌ، لأن أمورَ الدنيا ليس شيءٌ منها بثقةٍ، ولأنه ليس من أمرها شيءٌ يدركهُ الحازمُ إلا وقد يدركهُ العاجزُ. بل ربما أعيا الحَزَمَةَ ما أمكنَ العَجَزَةَ. فإذا أشارَ عليكَ صاحبكَ برأي، ثم لم تجد عاقبتهُ على ما كنتَ تأملُ فلا تجعل ذلك عليهِ ذنباً، ولا تلزمهُ لوماً وعذلا . تم ولله الحمد
__________________
![]() إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن هموا ذهبت أخلاقهم ذهبوا |
#10
|
|||
|
|||
![]() لتكونَ لِمَن خلْفَكَ آيهْ شعر عبد الرحمن بن صالح العشماوي الرياض الازدهار 8/3/1432هـ لِلنَّاسِ مَعَ الظُّــــــلْمِ حِكَايَهْ --- وَبِـــــدَايَةُ سَــــــرْدٍ ونِهَــــــــايَهْ يبْـــــدَؤُها الظَّـــــــالِمُ مُنْطَلِقاً --- لِيُحَقِّــــقَ بالظُّــــــلْمِ الغَـــــايَهْ وَ الجَـــــوْقَــةُ تَجْــــعلُهُ رَمْــــزاً --- لِلــــــنَّاسِ ونِبْــــرَاسَ رِعَايَـــــهْ تَمْنَــــــحُهُ أَوْصــــــافَ رَشــــــادٍ --- وَ الظَّالِمُ عنْـــــــوانُ غِـــــوَايَهْ وَ يَظـــلُّ الظَّـــالِــــمُ مُنْـــتَفِخاً --- وَ يُكَــــوِّنُ أجْـــــــهِزَةَ حِمَايهْ أجْــــــــهِــزةٌ تَجْـــــعَلُ دَوْلَـــــتهُ --- بالسَّطـــــوَةِ مــــيْدانَ رِمَـــــايَهْ " بَلْطَـــجَةُ " لا تَعْرِفُ وَعْــــياً --- أَوْ تَـــــرْوِي لِلخَــــــيرِ رِوَايَـــــــهْ وَ الظَّـــــــــالِمُ يَرْفَــــعُ رَايَــــتَهُ --- وَ الأمَّــــةُ تَحْــــتَــقِرُ الرَّايَـــــهْ لكِنَّ الظَــــــــــــالِمَ يَتَــــعَالى --- يعْـــزِفُ في سَكْرَتِهِ " نايهْ " وَ يَظَـــــلُّ صَـــرِيعَ تَخَـــــــبُّطِهِ --- تُسْـــــــــكِرُهُ أبــواقَ دِعَــــايَهْ تُنْـــسِيهِ السَّـــكْرَةُ خَـــــالِقَهُ --- تُفْــــــقِدُهُ عَقْــــــلاً وَ دِرَايَــــــهْ فَــــتَجيءُ الضَّـــــرْبَةُ تجْـــعَلُهُ --- يَتَــــرَنَّحُ مِنْ غَــــــيرِ عِـــــنَايَهْ وَ الكَـــــونُ يُــــــرَتِّلُ قُـــــرآناً --- يَمْنَــــــحُنا نُــــــوراً وَهِدَايَــــــهْ ( فَاليَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدْنِكْ --- لِتَكُونَ لِمَـــنْ خَلْفَكَ آيَهْ )
__________________
![]() إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن هموا ذهبت أخلاقهم ذهبوا |
#11
|
|||
|
|||
![]() فـَهـِمْتـُكـُمْ شعر عبد الرحمن بن صالح العشماوي الرياض الازدهار 23/2/432هـ فهمْـــــــــتُكمْ بعدَ أعـــــــوامٍ وأعْــــــوامِ --- الآنَ أدْركتُ ،تفــــريـطِي وإِجْـــــرامي الآنَ أدْركتُ معـــــنى أنَّكــــــــــــم بشرٌ --- لكمْ حقـــوقٌ ، ولســــتُم محــــضَ أنعامِ فهمـــــتكم يا بَني شعـــبي وقـــــــدْ لعِبتْ --- بكُمْ جنــــــودي وقـــــــــوَّاتي وأَزْلامـي نعم ، ملأْتُ سجــــــوني من أكَارِمــــــكمْ --- وكَانَ تعـــــذيبُــــهم رمْــــزاً لإقْـدامي حكمتُ بالسِّجــــــنِ تأبيـــــــداً لطائــــفةٍ --- أَصْلَيْـــتُها في سجـــــــوني نـــــارَ آلامِ ولَمْ تَـــدَعْ سَــــعْيَــــها للدِّيــــنِ طائـــفةٌ --- أُخـــــرى ، فأصْـــدَرْتُ فيها حُكمَ إعْدامِ جَعَـــلْتُ أرضكُم الخضـــراءَ مُعْــتَـــقَلاً --- حقَّــــقتُ فـــــــــيهِ بسيفِ الظُّلْمِ أحلامي أطْــــلَقْتُ فيـــكم على ظُـــــلْمٍ جَلاَوِزَتي --- ما بــــــــينَ لصٍّ وكـــــــــذَّابٍ ونــــمَّامِ نعمْ ، جَعَلْـــتُ بيـــــوتَ اللهِ خــــــــاوِيةً --- مِـنْ كُـــــــلِّ داعٍ وصــــــوَّامٍ وقــــــوَّامِ حتى الأذانُ تــــوارى عـــن مآذِنِـــــــكم --- وعن وســائل إعــــــلاني وإعـــــلامي أمَّا حجابُ العذارى فهـــــو مُعْـــــضِلةٌ --- حَاربْتُــــها بإهـــانــــــاتي وإرْغـــــامي نَعَــم ، جعلتُ منَ الطُّغــــــيانِ لافِـــــتةً --- فـــــيها معَـــالِمُ مِنْ قَــــسْـري وإلْزامي لكِنَّني الآنَ يا شعــــبي وقــــــد سَلَـــفَتْ --- أيَّامــــــــــــكم بمآســــــــيها وأيَّـــــامي أقولُـــها ، ونجـــومُ الليــــــلِ تَشْهَدُ لي : --- فهِــــــمْتُكم ، وإليكم فـــــضْلُ إفْــهامِي فهِـمْتُــــكم ، فلــــقدْ صرْتم عَــــــمَالِقـةً --- وكُنتُ أبـــــصرُ فيكم شــــكلَ أقْـــــزامِ فهـــمتها الآنَ ، إنِّي قـــدْ ظَـلَمْتُ ، ولـمْ --- أرْحـم فــــــــقيراً ، ولمْ أَلْطُفْ بأيْـــــتامِ ولمْ أقــــــدِّمْ طـــــعاماً للجـــــياعِ ، ولم --- أقــــــــدِّمْ المــــــاءَ للمُسْــــتَنجدِ الظَّامي ولمْ أقـــــــــدِّمْ ثيــــــاباً للعُــــــراةِ ، ولم --- أمنح تلاميــــــذكم حِــــــبراً لأقـــــــلامِ فهِمْتُكمْ ، فافْهَـموني ، وافْهموا لُغـــــتي --- وقابـــــلوا لُؤمَ أخــــلاقي بإكــــــــــرامِ إنّي سأفتَـــــــحُ أبـــــوابَ العــطاءِ لكـم --- وســوفَ أُصـــــــدِرُ للإصلاحِ أحكامي هــيَّا ، ضعوا في يدَيْ أيـــديْ تعاونُكــم --- يـــا أخـــوتي وبني عــــــمِّي وأرْحامي إنِّي صحوتُ على نورِ الصَّباحِ ، وقــدْ --- طـــوَيتُ عِقْـــــدَينِ في ظُلْمٍ وإظـــــلامِ فهمتكم ، أيُّــها الشعــبُ الذي دعَسَـــتْ --- أحلامَه في طــريقِ الجَــــوْرِ أقــــدامي الآن أدْركـــتُ أنِّي كـــنتُ في نفـــــــقٍ --- منْ غفْــــلَـــتي وضــلالاتي وآثــــــامي *** *** ** أَنْهى الحـــــديثَ ، ولمْ يفـطن لخطبـــتهِ --- إلاَّ الصَّــدى و الّلَظى في قَـــلْبِه الدَّامي وجَلْجَــــــــلَتْ صرْخةُ المستـهزئينَ بهِ : --- فــــــاتَ الأوانُ ، فلا تركن لأوهــــــامِ نســـــيْتَ أنَّ لنــــا ربًّــــــا نلــــوذُ بـــهِ --- إذا تَـــــــطَاوَلَ فـينا جَـــــــورُ حُــــكَّامِ
__________________
![]() إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن هموا ذهبت أخلاقهم ذهبوا |
#12
|
|||
|
|||
![]() (منتدى جدة) (خديجة رضي الله عنها) د حمزة بن فايع الفتحي بسم الله الرحمن الرحيم خابت دعاويكم وخابَ المنتدى يا زمرةً تهوى العدو وما هَوَى تبغي الفساد بديننا وبلادنا وتُهيجُ منكرها المشين وما احتوى زمرٌ لها شوق الغرام وخطةٌ سوداءُ قد شقيت بفكرٍ قد هوى ينحونَ للغرب المَعيب وفعلةٍ تبري النساءَ وقد عراها المُعترى \"وخديجةُ\" الرمزُ الرفيعُ بريئةٌ مما أُذيع وصنعهم فاض الِفرا غشٌ وتدليسٌ وزور حكاية نُسجت على خط الميون المُهترا يعلوهمُ شيخُ السفور بلحيةٍ جوفاءَ لا نهجٌ سويٌ أو تُقىَ عجبي بمن غشَّ الشرائع والتهى يغري الفساد ويعزف المستنكرا رُزئت خديجةُ\" باللئام وهالها إفكٌ مبين لاحجىً أو مهتدى يازمرةَ السوء المثير مكاَنكم لن تبلغوا الآرابَ أو قعرَ المنى ستبيدُ مهواكم جيوش ثباتنا وعفافنا المشحون يوم الملتقى خابَتْ مراسيلُ الأعاجم واصطلت بوبال ذلتها المُهين المزدرَى اُتحررون نساءنا من عفةٍ صُبغت بنور الوحي حتى المرتوى؟! وتزعمت صور النساء منارة علياءُ لا فسقٌ يلوح ومُشْتهى \"قاسم أمينٌ\" عزفكم ولحونكم ستطولكم لعناتهُ حتى الثرى وتظل أصداء الخيانةِ فيكمُ وإليكمُ ياحائكيّ المنتدى! 7 محرم 1432 13/12/2010 م
__________________
![]() إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن هموا ذهبت أخلاقهم ذهبوا |
#13
|
|||
|
|||
![]() العرب وكافور العصر د حمزة بن فايع الفتحي بسم الله الرحمن الرحيم لا لنْ أُصدقَ أنْ يفوز الأسودُ وتظلَّ أمريكا فضاءً يسعدُ وتظل داراً للحياةِ وللحِجى ويظل يحكمها الذكيُّ اُّلأجْوَدُ وتبيت عنوانَ النظام وزهرهَ وتعيشُه فعلاً ومايتكسَّدُ فلقد خَبَرتُ فعالَ قومٍ قد سَروَا متعصِّبين، ونارُهُم لا تَهجُدُ ويُجرِّعون السُّود أسوأَ عيشةٍ وينابذون وقْهرهم متمدِّدُ هم ظالمونَ وما أًلمّوا بالذي يَزنُ الحقوقَ، ومَنطقُ متجسِّدُ هُمْ زائغونَ ونهجُهم متَقلبٌ ومُحمَّلونَ وغِلّهم لايَخمَدُ لم يَحفلوا بالعدل رُغْمَ شِعارهم وتفجَّروا عَنتَاً وإنْ هُم غََرَّدوا والكلبُ يهنأُ بالحياة وِسودهم مَا بينَ مقهورٍ وآخَر يُلحَدُ فمدارسٌ وملاعب ومعاهدُ يبيّض أهلوها وعبدُ يُطرَدُ ومسَلْسَلُ التدميرِ ديدنُ عقلِهم ومُنَاهمُ الكبرى ولا تَّتهدهدُ ولقد أتى الآمامَ مِن جرَّائهم ظلمُ وسيع كاشحٌ لا يَجمدُ أماّ صدَى الإرهاب فِي أزماننا فَحكايةٌ شَعواءُ لا تترددُ شُنَّت على البلدِ الأمين معَاركٌ واستُلحقَ المِسكينُ والمتنكِّدُ ومَضَوا إلى الوهم الكبير لصيده وتفرعنوا وتجبَّروا واستأسَدوا بل خُصِّص الإسلامُ في إرهابهم فَوَغىً تُبيدُ وغَارة تتوعدُ بشراكمُ فلم الرقيق ونجْحه فلقد يَعِزُّ الِقنُّ أو يتسوَّدُ لكنَّني والله ُيعلَمُ خَاطري مَا كُنتُ آملَه ولا أتشدَّدُ فسُلوكُ أمريكا حرابُ والذي متشكَّكُُ فبلادنا تتنهدُ فلقَد غزوناَ رُغمَ نفط قد أتى لجيوبِهمٍ والفقرُ فينا يولدُ وبلادُنا حبٌ ونورٌ قد سما لعناقهم والروحُ منهم مَرقَدُ فَلِم الخصامُ وعالَمُ متذلِّلٌ لشروطهم ومواثقُ تتجدد؟! ولِمَ احتلالٌ فاجرُ وخلائقٌ مسمومةُِ وعساكرُ تتعربدُ.؟! وَِلم اَلتشدقُ بالحقوق ودعمُكم للمغلَقينَ مرشَّخُ ومؤكَّدُ ؟! يا أدعياءَ العدِل لم تألوا بنا جُهداً يُضافُ لحيفكم ويشَهِّدُ فلقد حرَستم قمعنَا وحصارَنا وحَميتُمُ الباغي ومَنْ يتهدَّدُ! ولقد سقطتمُ بالعراق ولم تروا آثارها بعداً ولم تترشدوا والآنُ \"أوباما\" يُرأّسُ فيكمُ وتمثّلون خديعةً لا توجَدُ إذ كيفَ يأتى خصمُكَم ليقودَكم ووجوهكم بيضُ ولم تتسودوا هذي فعائلكمُ وقصةُ ماكرٍ متلطفٍ حيناً وحيناً يحقدُ إن كان \"أوباما\" يرومُ عدالة وحضارةً فضلى فمن يتقصدُ ؟! أو كانَ يَستهوي السلامَ ويبتغي نصرَ الضعاف فأين من يتمردُ ؟! أمريكا بحر الخراب وجحفلُ يهوى الصدامَ ومرتع لا يُحْسَدُ إن كان \"أوباما\" \"وماكن\" والذي متطرف في نهجة أو مُنشدُ فهُمُ خوادمُ لليهود وطبعُهم سحقُ الضعيفِ وكل من يتوسَّدُ وتوقعي أنْ لن يكونَ تغيرُ لفسادهم فجميعهم هو مُفسِدُ هم وارثونَ الحقدَ من آبائهم وبإرثهم أقزامنا تتمجَّدُ وهمُ إلى دَرْب الوئامِ تَسارعُ لن ينهضوا قُدماً ولنْ يتسهّدوا بلْ سامدونَ بذا الهوان ونطقُهم نحنُ الجنودُ وأنتَ ربُ أوحَدُ سَنظلُّ نهُديكم ربيعَ حياتنا ونحوطكم بذلاً ولن تتأكسدوا هَذي ولاءاتُ الأعارب والذى هو دينهم ومَلاذهم والمسجِدُ وهنا أصوِّر دورهم وخطابهم وأصوغُهُ شعراً وما يتحدَّد! فأنا لعمري لنْ أقولَ قصيدةً أشدو بها \"كافورَ\" أو أتوددُ لكنْ أجلَّي أعرُباً قد أفلسوا وتمالأوا ذلاً ولم يتوحدوا توحيدُهم طوْعُ الأعاجم والذي آمالُه من خيرهم تتصيدُ اسمعْ أيا \"كافورُ\" هذي أمةٌ مهما اهترى عملاؤها لا تُفقَدُ هي مسرحُ الفتحِ الكبير وجندهُ وإباؤه والرمحُ حين يُسَددُ هي أمةُ \"المختار\" حيثُ بنوده فوق البروج بكل حدّ ٍتُعقَدُ إن لم تكفَّوا ظلمنَا وعَدَاءنا تشتاقكم أبطالنا والموعدًُ في عقر داركم تحطُ جيوشنا ويؤزها دين عتيق جلمَدُ إما الحياةُ بعزةٍ ورفارفٍ أو فالمماتُ فمنظرٌ لا يَنفَذُ الأربعاء 7 ذو العقدة 1429 هـ 5 نوفمبر 2008 م
__________________
![]() إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن هموا ذهبت أخلاقهم ذهبوا |
#14
|
|||
|
|||
![]() يازوجَ خير الخلقِ أنتِ أمَّنا رافع علي الشهري أمّـــاه يـــا أمّــاه ياأمّــــاهُ يـــا حُبَّ مَنْ اختاره مولاه يازوجَ خير الخلقِ انتِ امّنا قَــولٌ كــريـمٌ قــالــهُ الـلــهُ يـــا ام عــبدالله ياذات الـتقى نِلــتِ مـن الله الكريمِ رضاهُ نِلتِ المحبةَ مِنْ حبيبكِ احمدٍ حتى غَـدوتِ حُـــبّــهُ وهـواه ياابْنة الصدّيقِ اشرفَ صاحبٍ الـــغـارُ يشهـدُ صــبْرَه وبــَلاه هـو خيـرُ مـَنْ صلَّى بأمـة احمدٍ بـــَعـْـدَ الـذي بالامـرٍ قـــد ولاّه بعد الرسولِ محمدٍ خير الورىَ بـعــد الــذي بالــدِّيــن قـد ربَّاه الــلــهُ طَهَـرَكِ وبــيـّن فضْـلـَكِ بــالــوحـي جــاء نـبـيـنا وتـلاه بــُشْراكِ يــا امــاهُ يـوم تَنَزّلتْ أيــاتُ رب العـــرش جــلّ عُلاه لـمّا اتى الـروحُ الاميـن مُبـَشِّراً للهــادي المــختــار.. يــابُشــراه! بُشْرِاكِ حين أتى الحبيبُ وقد بدا مُــتــَبسِّمــاً والحُسنُ يَكْسـوَ فَــاهُ بــُشْرى ابي بكرٍ بـأيات الهُــدَىَ لــمّــا تــَلاها اسْـبلــتْ عيــنــاه طافَ السرورُ عليه مِنْ بعد الآسىَ والــلــهُ مــَحّـصــهُ وقــد عــافــاه هو ثـاني الاثـنينِ في الغــار الـذي مـن هَــجـْمـةِ الكـفــار قـــد اواهُ هـــذا ابــوكِ الــفــذّ قـائــدُ امــةٍ الـلـهُ بــالايــاتِ قــــــد زكَّــــاه رجُلُ المهماتِ الجسام وشَيخُها كــم مـنْ نـَجــاحِ شــاده وبـنـاه امــاه يــاعِـــرضَ الرسول محمدٍ هـو اشرف الاعراض..نحن فِـداه قــد اخْــرسَ الــرحمـنُ كلَّ منافقٍ والــمرجـفُ المـخـذول نال جَزَاه قد خـابَ اهلُ الافكِ حين تحـزّبوا قــد خــاب ابــنُ أُبـَّي فـي مَسْعــاه الــلــهُ بـَيـَّض وجـهــكِ يـا امــنا فــالــحقُ ابــْلــجُ والكتاب حَــواه فــي ســورة النور التي يُتْلىَ بها شــرفٌ لــكِ يــاامــنـا حِــزْنـَـاهُ فــإذا اتــتكِ مــذمةٌ مــن فاســقٍ فـــلـقد تـبوأ فـي اللظىَ مَــثـْـواه مـاياســرُ الــزنـــديقُ الا كافـــرٌ تـــبــّتْ امَــامَ المــؤمنـين يــداه قــد كَــذّبَ الــرحمـنَ في أيــاته يــاويــح هـذا الــكـلـبُ ما اشقاه! لـم يــمـكثْ الـزنـديـقُ ياسرُ بيننا بــل فــرّ نــحـو مُنافــقٍ يرعــاه امــاه يــاحُــبَّ النــبي مـحـمـدٍ جــبــريــلُ اظـْـهـركِ لـَـهُ وأراه الــلــهُ فَــقَّـهـكِ وَوَسّعَ عِلْـمَــكِ مـن بيتِ خير الخلقِ شَعّ سَناهُ انتِ الاديبةُ قد حفظتِ روائعاً في الشعر اسْمعتِ الحبيبَ ارْقَاه اسْــمـعتِهِ عن ام زرعِ وقــومِها ما اعْــجـزَ الفُصحـاء في فَحْــواه امــاه يافــخــرَ الـنساءوفَــخْـرنا تــاريــخـكُ الوضــاء ما احْــلاه لــّما اتــاكِ المـصطفى متـألِــماً مــن رأســهِ ويــئــنُ فــي شَــكْواه ووضعتِ حِجْركِ للحبيبِ وسادةً لــمّــا رأكِ وقــــال واراســــاه مات الحبيبُ ورأسه في حِجْركِ شَــرَفٌ عــظيـــمٌ سَــاقَــهُ الـلــهُ شعر رافع علي الشهري
__________________
![]() إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن هموا ذهبت أخلاقهم ذهبوا |
#15
|
|||
|
|||
![]() سفر الأحاديث ونبع الفضائل عبد الملك بن عواض الخديدي عودي إلى البيتِ عينُ الله ترعاكِ = هذا الرسولُ بفيضِ البشرِ يلقاك لا تجزعي يا ابنةَ الصديقِ من خبرٍ = مبيّتٍ عندَ من بالشرِّ سمّاكِ حُثي الخطى يا ابنةَ الأحرارِ من مضرٍ = وجمِّلي بيتَ من بالطهرِ ربَّاكِ صفوان نعم الفتى ما خانَ ذمتهُ = كلا ولم ترتقبْ عينيهِ عيناكِ وكيف يرضى كريمُ الأصلِ منقصةً = بعرضِ أحمدَ حاشاهُ وحاشاكِ حينَ استقرتْ ظنونُ القومِ أجَّجها = نفاقُ من يبتغي ذلاًّ لمولاكِ أرادَ ذلَّ النبيِّ الهاشميِّ بلا = عقلٍ ويحسبُ أن اللهَ ينساكِ أخزاهمُ الله في الدنيا وأحبطهم = والشرُّ عقبى لهم والخيرُ عقباكِ لا تحسبيهِ شروراً إنهُ شرفٌ = ربُّ السماء بوحيِ النورِ أعلاكِ فأنزلَ الذكرَ آياتٍ تكذبهم = وتمنعُ الفحشَ أن يعلو محيَّاكِ تلك الروايات حقٌّ لا ندلسُها = ولا نؤججُ أحقاداً بذ****ِ يا آل بيت رسولِ الله نُشهدكم = على الذين طغوا من غير إدراكِ عِرضُ النبيِّ لكم عرضٌ وزوجتهُ = أمٌّ لكم ولنا فلينتهِ الباكي محبة الآل فرضٌ في عقيدتنا = عبادةٌ تُرتضى من غير إشراكِ لا من يدنسُ عِرضَ المصطفى عبثاً = ويضربُ الصدرَ يُدميهِ بأسلاكِ يا عصبة الإفك ما زلتم على شططٍ = ويُلحِقُ الحقدُ أولاك بأخراكِ الأرضُ من قولكم لو تعلمونَ شكتْ = وجاوبَ الكونُ من شمسٍ وأفلاكِ تبرأت منكمُ الزهراء طاهرةً = عفيفة القولِ لم تُخلطْ بأشواكِ كريمةُ الأصلِ لن ترضى لوالدها = جريرةَ العرضِ من كلبٍ وأفاكِ تلكَ الكواكب من أحفادها حفظت = قدرَ الأمومةِ ربُّ الخلقِ أعطاكِ كما تبرأ من أحفادِ لؤلؤةٍ = أبو الحسينِ لفضلِ الأم آواكِ سفرُ الأحاديثِ أم المؤمنين لنا = نبعُ الفضائلِ نرضاها ونرضاكِ لا تحزني حِبَّ من نرجو شفاعتهُ = فأنتِ في جنةِ الفردوسِ مأواكِ طيبي على ساعدِ المحبوبِ وافترشي = أرضَ الجنانِ وعذبُ الطهر سقياكِ أخوكم عبد الملك بن عواض الخديدي المشرف العام على شبكة عكاظ الأدبية.
__________________
![]() إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن هموا ذهبت أخلاقهم ذهبوا |
![]() |
العلامات المرجعية |
|
|