مشاهدة النسخة كاملة : هذا ديننا الاسلامى وهذا نبينا محمد (صلى الله عليه وسلم)


الصفحات : 1 [2] 3

محمد رافع 52
02-12-2012, 01:31 AM
تحرير المرأة
الحرية كلمة عذبة تتوق إليها النفوس البشرية، وقيمة سامية تؤكد إنسانية الإنسان، لذلك فلا غرو أن يسعى إليها كل الأفراد، ويبذلوا في سبيلها الغالي والنفيس، ويؤيدوا كل من يحمل لواءها ويذود عنها.
وقد جاء الإسلام حاميًا للحرية مدافعًا عنها، فحرر المرأة من الذل والخزي والهوان الذي كانت تعيش فيه أيام الجاهلية وأخذ بها إلى حمى العزة والكرامة والشرف؛ سواء أكانت هذه المرأة ابنة، أو أختًا، أو أمًّا، أو زوجة.
دعوات تحرير المرأة:
وقد ظهرت في بلاد المسلمين دعوات لتحرير المرأة، وهي في حقيقة أمرها دعوات للانحلال والتسيب الاجتماعي والخلقي، بدأت بدعوة النساء إلى نبذ الحجاب الشرعي الساتر لها، الحافظ لعفتها وكرامتها، والخروج من البيت بحجج شتي كالعمل والمساواة مع الرجل والاختلاط بالرجال اختلاطًا فاحشًا دون ضابط من خلق أو دين، وهذا الذي أدى إلى ضعف الحياء وفقدان العفة والسقوط في مهاوي الرذيلة، مما يسبب الإضرار بالبيت والأسرة والمجتمع.
ولم توازن هذه الحركات في دعوتها إلى تحرير المرأة بين واجباتها داخل بيتها، وبين مسؤولياتها خارجه فأثر ذلك على بناء الأسرة، وحرم الأطفال من الحياة الأسرية الهادئة، وخلا البيت ممن يقوم على شؤونه.
ودعاوى تحرير المرأة برفعها شعار المساواة والحرية تُنَفِّر من قوامة الرجل؛ مما يؤدي إلى التمرد عليه وعلى التقاليد الإسلامية والروابط الأسرية، وفي كلٍّ ضياع للأسرة ثم للمجتمع كله، يشهد على صدقه الواقع.
ومن المحزن أن الكثير من المسلمات انبهرن ببريق هذه الدعوات، وظنن أنها تحقق ما يردن من سعادة ونعيم، وهذا يرجع لأسباب سوء أحوال المرأة في كثير من بلدان العالم الإسلامي، وجعل بعض العادات والتقاليد غير الشرعية ملصقة بالإسلام؛ كتسلط الرجل على المرأة بدعوى القوامة وسلبها حقوقها، أو عدم إشراكها معه في التفكير والرأي بدعوى نقصان العقل.
وجهل المرأة بتعاليم الإسلام، وعدم تعليمها ما ينفعها، وإغراقها في الأفكار المدمرة لعقلها وبيتها كدعوى التحرر.
ومن هذه الأسباب أيضًا: الحركة الاستعمارية المسلطة على العالم الإسلامي. ومحاولات التدمير الفكري والاجتماعي من قبل أعداء الإسلام وهو ما يعرف بالغزو الفكري.
الإسلام وتحرير المرأة:
وعلى كل من ابتليت بهذه الدعوى وصدَّقتها وانجرفت في تيارها أن تعلم أن الإسلام قد حرر المرأة، فحفظ لها حقوقها بما يضمن عدم إساءة الرجل لها، وأتاح مجالات تنمية كفاءتها ومواهبها الفطرية.
لقد أعطى الإسلام المرأة حقوقها الاقتصادية فجعل لها من الميراث نصيبًا بعد أن كانت محرومة منه، بل وساواها في بعض حالات الميراث بالرجل، ودافع عن حقوقها الاجتماعية فأعطاها حرية اختيار الزوج، بل وحرية طلب الطلاق في حالة تعثر الحياة الزوجية، وجعل لها حق حضانة الأطفال، وحافظ على عفتها وشرفها وكرامتها فأمرها بالحجاب والتستر، وكلف الرجل بالإنفاق عليها حتى ولو كانت ثرية، حتى لا تضطر للخروج من أجل العمل، فإن اضطرت للخروج فلا غبار عليها.
أدلة تكريم المرأة:
وأدلة القرآن والسنة كثيرة في بيان تكريم المرأة. قال تعالى: {ومن يعمل من الصالحات من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون نقيرًا}
[النساء: 124]، وقال تعالى: {للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن} [النساء: 32]، وقال تعالى: {وعاشروهن بالمعروف فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئًا ويجعل الله فيه خيرًا كثيرًا} [النساء: 19].
وقال ( : (إنما الدنيا متاع، وليس من متاع الدنيا شيء أفضل من المرأة الصالحة) [ابن ماجه].
وقال ( : (من اْبتُلِي من البنات بشيء، فأحسن إليهن، كُنَّ له سترًا من النار) [مسلم].
أكاذيب وأباطيل:
وعلى الرغم مما حققه الإسلام للمرأة من حقوق نجد من ينادي بتحرير المرأة المسلمة، ويزعم -كذبا وبهتانًا- أن الإسلام يقيد حركتها ويجعلها حبيسة بيتها وأسيرة زوجها وهيكلا متحركًا خلف أسوار حجابها إلى غير ذلك من الأكاذيب؛ مما يعد هجومًا على الإسلام وخداعًا للمسلمة، ليمكن استخدامها حربًا على دينها ومجتمعها.
وكل ذلك ليس إلا شعارات براقة خادعة يُبتغى من ورائها إفساد المرأة بحجة تحريرها وإخراجها من بيتها وطبيعتها التي خلقها الله وفطرها عليها. وبهذا الشعار الماكر يخربون البيوت، ولقد كان هذا السهم الغادر موجهًا إلى صدر المجتمعات الإسلامية للنيل من أبنائه وبناته، وسهمًا لمحاربة العفة والطهارة.
دور الاستعمار:
وقد تزامنت هذه الدعاوى الماكرة -التي ظهرت في القرن التاسع عشر- مع الاحتلال الاستعمأرى لمعظم الأقطار الإسلامية، وكان الهدف منها طمس الهوية الإسلامية وإذابة اعتزاز المسلمة بدينها وخلقها وإفساد رسالة المرأة السامية في تربية النشء تربية إسلامية، وفي هذا يقول زعيم المبشرين القس (زويمر): ليس غرض التبشير التنصير فقط... ولكن تفريغ القلب المسلم من الإيمان... وإن أقصر طريق لذلك هو اجتذاب الفتاة المسلمة إلى مدارسنا بكل الوسائل الممكنة، لأنها هي التي تتولى عنا مهمة تحويل المجتمع الإسلامي وسلخه عن مقومات دينه.
نتيجة التحرر:
ثم جاء الخطر الجسيم من المنادين بهذه الحركة والحاملين للوائها ممن ينتسبون للإسلام. وكانت نتيجة من اندفعن مع هذا التيار أن دفعن الثمن، ففقدت المرأة سعادتها وكرامتها كابنة وأم، وزوجة ذات رسالة في تربية النشء.
وخسرت الأسرة بذلك مقومات صلاحها وبقائها، بوصفها وحدة أولى ولبنة أساسية في المجتمع، بحكم ما أصاب الأسرة من طبيعة الصراع بين عنصريها الرجل والمرأة، فلم تعد السكن الهادي ولا المنزل السعيد، والمسلمة الواعية تستشعر هذا الخطر المحدق بها، وتحرص على تجنبه وعدم الانزلاق فيه.

محمد رافع 52
02-12-2012, 01:31 AM
التعامل مع غير المسلمين
سؤال يحيرني: كيف أعامل جاري غير المسلم؟
هذا السؤال مصدر حيرة وقلق لكثير من المسلمين الذين يخشون على دينهم، ويريدون الوصول إلى قول فصل، حتى يكونوا على بينة من أمرهم، والإجابة ميسرة إلى حد بعيد، فكل ما على المسلم أن يفعله أن يرجع إلى كتاب ربه، وسنة نبيه (، وسيصل إلى بغيته في ذلك، فالإسلام هو الدين الوحيد الذي قدَّم لنا حلاًّ لتَعَايُش المسلم مع غيره من أصحاب الملل المختلفة، ومن تعليمات الإسلام وإرشاداته ما يأتي:
- البر بهم والإحسان إليهم:
يرشدنا الإسلام إلى أن الأصل في معاملة الناس جميعًا مسلمهم وكافرهم البر بهم، والإحسان إليهم، قال تعالى: {لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين. إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين وأخرجوكم من دياركم وظاهروا على إخراجكم أن تولوهم ومن يتولهم فأولئك هم الظالمون} [الممتحنة: 8ذ-9].
فلم تُرَغِّب الآيات في العدل والإحسان إلى غير المسلمين فحسب، بل رغبت في البر إليهم أيضًا.
وإذا كان الإسلام لا ينهي عن البر والإقساط إلى المخالفين من أي دين ولو كانوا وثنيين أو مشركين، فإنه ينظر نظرة خاصة لأهل الكتاب من اليهود والنصارى، فقد قدَّم القرآن الكريم نموذجًا في أدب الحوار معهم فلا يناديهم إلا بقوله تعالى: يا أهل الكتاب، يا أيها الذين أوتوا الكتاب، وذلك إشارة إلى أنهم في الأصل أهل دين سماوي، وبينهم وبين المسلمين رحم وقربي، يتمثل في أصول الدين الواحد الذي بعث به الله -سبحانه وتعالى- أنبياءه جميعًا قال تعالى: {شرع لكم من الدين ما وصى به نوحًا والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه} [الشورى: 13].
وقد مات ( ودرعه مرهونة عند يهودي في نفقة عياله. ودخل وفد نجران على النبي ( مسجده بعد العصر، فكانت صلاتهم، فقاموا يصلون في مسجده، فأراد الناس منعهم، فقال (: (دعوهم)! فاستقبلوا المشرق فصلوا صلاتهم.
وقد أوصي عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- وهو على فراش الموت الخليفة من بعده بأهل الذمة خيرًا، وأن يفي بعهدهم، ولا يكلفهم فوق طاقتهم. والذمة معناها العهد، الذي يشمل عنصري التأمين والحماية، وهذا سبق وريادة يُعرف في عصرنا بالحقوق المدنية وال***ية.
الإيمان بجميع الرسل:
جعل الإسلام من بين أركان عقيدته الإيمان بكتب الله قاطبة، ورسله جميعًا، ومن ينكر ذلك يدخل في دائرة الكفر، قال تعالى: {قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وما أوتي موسى وعيسى وما أوتي النبيون من ربهم لا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون} [البقرة: 136].
مؤاكلتهم ومصاهرتهم:
أباح الإسلام مؤاكلة أهل الكتاب وتناول ذبائحهم ومصاهرتهم، والتزوج من نسائهم في الحدود الشرعية المسموحة، قال تعالى: {وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم وطعامكم حل لهم والمحصنات من المؤمنات والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم} [المائدة: 5].
- التدفق في الحديث معهم:
حث الإسلام على الترفق في الحديث معهم، ومجادلتهم بالتي هي أحسن؛ لأن في ذلك نزعًا للأحقاد، وتنقية للنفوس مما يعلق بها من حقد، قال تعالى: {ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم وقولوا آمنا بالذي أنزل إلينا وأنزل إليكم وإلهنا وإلهكم واحد ونحن له مسلمون} [العنكبوت: 46].
- توفير الحياة الآمنة:
كذلك حث الإسلام على توفير الحياة الآمنة، كما حث على الصدق في التعامل والعدل والسلام مع غير المسلمين، وقال (: (من آذى ذميًّا فأنا خصمه، ومن كنت خصمه خصمته يوم القيامة) [الخطيب]، وقال: (من ظلم معاهدًا، أو انتقص حقًّا، أو كلفه فوق طاقته، أو أخذ منه شيئًا بغير طيب نفس، فأنا حجيجه يوم القيامة) [أبو داود].
- الإهداء لهم:
وأجاز الإسلام للمسلم أن يهْدي الهدايا إلى غير المسلمين، وأن يقبل منهم الهدية ويجازيه عليها، فقد ثبت أن النبي ( أهدى إليه الملوك، فقبل منهم، وكانوا غير مسلمين، فعن أم سلمة -أم المؤمنين- رضي الله عنها-، أن النبي ( قال لها: (إني قد أهديت إلى النجاشي حلة وأواقي من مسك) [أحمد].
ويجب على المسلم أن يكون تعامله مع غير المسلم في حدود التأثير فيه لا التأثر به، فكل له عاداته وتقاليده، فلا يجوز للمسلم التشبه بغير المسلم فيما يخالف مبادئ الإسلام، كأن يتشبه بهم في ملابسهم، أو يقدم مشروبًا محرمًا لضيوفه، أو طعامًا غير حلال للمسلمين، أو ما شابه ذلك.
هذه هي مبادئ الإسلام الخالدة وقيمه السامية التي تتعامل مع الإنسان وتحترمه، فقد كان سهل بن ضيف، وقيس بن سعد قاعدين بالقادسية، فمرَّ الناس عليهما بجنازة فقاما، فقيل لهما: إنها من أهل الأرض -أي من أهل الذمة- فقالا: إن النبي ( مرت به جنازة فقام، فقيل له: إنها جنازة يهودي، فقال: (أليست نفسًا) [البخاري].

محمد رافع 52
02-12-2012, 01:35 AM
الآداب الإسلامية


الأدب مع الله
ذات يوم كان عبد الله بن عمر -رضي الله عنه- معه بعض أصحابه يسيرون في الصحراء بالقرب من المدينة، فجلسوا يأكلون، فأقبل عليهم شاب صغير يرعى غنمًا، وسلَّم عليهم، فدعاه ابن عمر إلى الطعام، وقال له: هلمَّ يا راعي، هلمَّ فأصب من هذه السفرة.
فقال الراعي: إني صائم.
فتعجب ابن عمر، وقال له: أتصوم في مثل هذا اليوم الشديد حره، وأنت في هذه الجبال ترعى هذه الغنم؟‍!
ثم أراد ابن عمر أن يختبر أمانته وتقواه، فقال له: فهل لك أن تبيعنا شاة من غنمك هذه فنعطيك ثمنها، ونعطيك من لحمها فتفطر عليها؟
فقال الغلام: إنها ليست لي، إنها غنم سيدي.
فقال ابن عمر: قل له: أكلها الذئب.
فغضب الراعي، وابتعد عنه وهو يرفع إصبعه إلى السماء ويقول: فأين الله؟!
فظل ابن عمر يردد مقولة الراعي: (فأين الله؟!) ويبكي، ولما قدم المدينة بعث إلى مولى الراعي فاشترى منه الغنم والراعي، ثم أعتق الراعي.
وهكذا يكون المؤمن مراقبًا لله على الدوام، فلا يُقْدم على معصية، ولا يرتكب ذنبًا؛ لأنه يعلم أن الله معه يسمعه ويراه.
***
وهناك آداب يلتزم بها المسلم مع الله -سبحانه- ومنها:
عدم الإشراك بالله: فالمسلم يعبد الله -سبحانه- ولا يشرك به أحدًا، فالله
-سبحانه- هو الخالق المستحق للعبادة بلا شريك، يقول تعالى: {واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئًا} [النساء: 36].
إخلاص العبادة لله: فالإخلاص شرط أساسي لقبول الأعمال، والله -سبحانه- لا يقبل من الأعمال إلا ما كان خالصًا لوجهه، بعيدًا عن الرياء، يقول تعالى: {فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملاً صالحًا ولا يشرك بعبادة ربه أحدًا}
[الكهف: 110].
مراقبة الله: فالله -سبحانه- مُطَّلع على جميع خلقه، يرانا ويسمعنا ويعلم ما في أنفسنا، ولذا يحرص المسلم على طاعة ربه في السر والعلانية، ويبتعد عمَّا نهى عنه، وقد سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الإحسان، فقال: (أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك) _[متفق عليه].
الاستعانة بالله: المسلم يستعين بالله وحده، ويوقن بأن الله هو القادر على العطاء والمنع، فيسأله سبحانه ويتوجه إليه بطلب العون والنصرة، يقول تعالى: {قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنـزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير } [آل عمران: 26] ويقول صلى الله عليه وسلم: (إذا سألتَ فاسأل الله، وإذا استعنتَ فاستعن بالله) [الترمذي].
محبة الله: المسلم يحب ربه ولا يعصيه، يقول تعالى: {والذين آمنوا أشد حبًّا لله} [البقرة: 165].
تعظيم شعائره: المسلم يعظم أوامر الله، فيسارع إلى تنفيذها، وكذلك يعظم حرمات الله، فيجتنبها، ولا يتكاسل أو يتهاون في أداء العبادات، وإنما يعظم شعائر الله؛ لأنه يعلم أن ذلك يزيد من التقوى، قال تعالى: {ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب} [الحج: 32].
الغضب إذا انتُُهكت حرمات الله: فالمسلم إذا رأى من يفعل ذنبًا أو يُصر على معصية، فإنه يغضب لله، ويُغيِّر ما رأى من منكر ومعصية، ومن أعظم الذنوب التي تهلك الإنسان، وتسبب غضب الله، هو سب دين الله، أو سب كتابه، أو رسوله صلى الله عليه وسلم، والمسلم يغضب لذلك، وينهى من يفعل ذلك ويحذِّره من عذاب الله -عز وجل-.
التوكل على الله: المسلم يتوكل على الله في كل أموره، يقول الله -تعالى-: {وتوكل على الحي الذي لا يموت} [الفرقان: 58] ويقول تعالى: {ومن يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شيء قدرًا} [الطلاق:3]
ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: (لو أنكم توكَّلون على الله حق توكَّله، لرُزِقْتُم كما يُرْزَق الطير تغدو خِمَاصًا (جائعة) وتعود بطانًا (شَبْعَي)) _[الترمذي].
الرضا بقضاء الله: المسلم يرضى بما قضاه الله؛ لأن ذلك من علامات إيمانه بالله وهو يصبر على ما أصابه ولا يقول كما يقول بعض الناس: لماذا تفعل بي ذلك يا رب؟
فهو لا يعترض على قَدَر الله، بل يقول ما يرضي ربه، يقول تعالى: {وليبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر
الصابرين . الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون . أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون} [البقرة: 155-157].
الحلف بالله: المسلم لا يحلف بغير الله، ولا يحلف بالله إلا صادقًا، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الله ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم، من كان حالفًا فليحلف بالله أو ليصمت) [متفق عليه].
شكر الله: الله -سبحانه- أنعم علينا بنعم كثيرة لا تعد ولا تحصى؛ فيجب على المؤمن أن يداوم على شكر الله بقلبه وجوارحه، يقول تعالى: {لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إني عذابي لشديد} [إبراهيم: 7].
التوبة إلى الله: قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحًا عسى ربكم أن يكفر عنكم سيئاتكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار }
[التحريم: 8].
ويقول تعالى: {وتوبوا إلى الله جميعًا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون} [النور:13].
ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: (يأيها الناس توبوا إلى الله، فإني أتوب في اليوم إليه مائة مرة) [مسلم].
وهكذا يكون أدب المسلم مع ربه؛ فيشكره على نعمه، ويستحي منه
سبحانه، ويصدق في التوبة إليه، ويحسن التوكل عليه، ويرجو رحمته، ويخاف عذابه، ويرضى بقضائه، ويصبر على بلائه، ولا يدعو سواه، ولا يقف لسانه عن ذكر الله، ولا يحلف إلا بالله، ولا يستعين إلا بالله، ودائمًا يراقب ربه، ويخلص له في السر والعلانية.

محمد رافع 52
02-12-2012, 01:39 AM
آداب الطريق
ذات يوم قال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه: (إياكم والجلوسَ على الطرقات) فقالوا: ما لنا بد، إنما هي مجالسنا نتحدث فيها. قال صلى الله عليه وسلم: (فإذا أبيتم إلا المجالس؛ فأعطوا الطريق حقها). قالوا: وما حق الطريق؟
قال صلى الله عليه وسلم: (غض البصر، وكف الأذى، ورد السلام، وأمر بالمعروف، ونهى عن المنكر) [متفق عليه].
***
الطريق مرفق عام، وهو ملك للناس جميعًا، ولو اعتبر كل إنسان الطريق جزءًا من بيته، لحافظنا عليه.
ومن آداب الطريق التي يجب على كل مسلم أن يلتزم بها:
غض البصر: المسلم يغض بصره عن المحرمات، امتثالا لأمر الله -تعالى-: {قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون . وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن}
[النور: 30-31].
إماطة الأذى: المسلم يميط الأذى كالحجارة أو الأسلاك أو الزجاج أو غيرها فيبعده عن الطريق، قال صلى الله عليه وسلم: (... وتميط الأذى عن الطريق صدقة) [متفق عليه]. ويتجنب قضاء الحاجة في الطريق، حتى لا يؤذي
أحدًا، ويتجنب اللعب، والمزاح غير المقبول، ولا يسخر ممن يسير في الطريق ولا يستهزئ بهم.
ولا يضيق على المارة، وإنما يفسح لهم الطريق. وإن كان يحمل عصًا أو مظلة أو شيئًا يمكن أن يؤذي المسلمين؛ فيجب أن يحترس في حمله حتى لا يؤذيهم، ولا يحرك يديه بعنف أثناء السير في الأماكن المزدحمة، ولا يزاحم أثناء صعود الكباري أو المشي في الأنفاق -مثلا-.
الالتزام بآداب مرور السيارات: فسائق السيارة يلتزم بآداب المرور، ويحترم شرطي المرور، ويلتزم بالإشارات، ولا يستخدم آلة التنبيه بكثرة؛ حتى لا يزعج المرضى، ويلتزم بالسرعة المحددة له في الطريق.
رد السلام:
المسلم عندما يسير في الطريق يلقي السلام على من يقابله، ويرد السلام بأحسن مما سمع.
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: قال صلى الله عليه وسلم: (من رأى منكم منكرًا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان) [متفق عليه]. والمسلم يعاون من لا يستطيع عبور الطريق
أو السير؛ فيأخذ بيده، وإن كان له سيارة أو وسيلة يركبها فله أن يحمل معه غيره، ويرشد الضالَّ الذي فقد طريقه، ويفضُّ المشاجرات التي يستطيع فضَّها والإصلاح بين أطرافها.
الاعتدال والتواضع في المشي: المسلم يجعل مشيه وسطًا بين الإسراع والبطء ولا يمشي بخُيلاء أو تكبر، قال تعالى: {واقصد في مشيك} [لقمان: 19]. وقال تعالى: {ولا تمش في الأرض مرحًا إنك لن تخرق الأرض ولا لن تبلغ الجبال طولاً} [الإسراء: 37].
السير في جانب الطريق:
المسلم يلتزم جانب الطريق (الرصيف) عندما يمشي على رجليه؛ حتى لا يتعرض للإصابة بحوادث السيارات أو الدراجات، ويجب التمهل عند عبور الشارع، والتأكد من خلو الطريق من العربات.
الحرص على نظافة الطريق:
وتجنب رمي القاذورات فيها، وحبذا لو تعاون الجميع على تنظيفها.
الأدب عند السير مع الكبير:
فلا يتقدم عليه، وليستمع إليه إذا تحدث، كما أنه يمشي عن يساره ليكون له أولوية الخروج والدخول وغير ذلك.
عدم الأكل أثناء السير:
فإن ذلك منافٍ للمروءة.
عدم رفع الصوت في الطريق: حتى لا يؤذي السائرين، أو تتسرب
الأسرار، ويتجنب المزاح غير المقبول مع رفقاء الطريق.

محمد رافع 52
02-12-2012, 01:45 AM
آداب العمل
ذات يوم ذهب رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسأله أن يعطيه شيئًا من المال أو الطعام، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: (أما في بيتك شيء؟).
قال الرجل: بلى، حلس (كساء) نلبس بعضه ونبسط بعضه، وقعب (إناء) نشرب فيه من الماء؛ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (ائتني بهما). فأتاه الرجل بهما فأخذهما رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده، وقال: (من يشتري هذين؟) قال رجل: أنا آخذهما بدرهم. قال صلى الله عليه وسلم: (من يزيد على درهم؟) قالها مرتين أو ثلاثًا، فقال رجل: أنا آخذهما بدرهمين، فأعطاهما إياه، وأخذ الدرهمين وأعطاهما الأنصاري، وقال له: (اشْتَرِ بأحدهما طعامًا فانبذْه إلى أهلك، واشترِ بالآخر قدومًا فأْتني به). فأتاه به، فَشَدَّ فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم عودًا بيده، ثم قال للرجل: (اذهب فاحتطب وِبعْ، ولا أَرَينَّك خمسة عشر يومًا).
فذهب الرجل يحتطب ويبيع، فجاء وقد أصاب عشرة دراهم، فاشترى ببعضها ثوبًا وببعضها طعامًا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (هذا خير لك من أن تجيء المسألة نُكْتةً (علامة) في وجهك يوم القيامة. إن المسألة لا تصلح إلا
لثلاثة: لذي فقر مدقع (شديد) أو لذي غرم مفظع (دَين شديد) أو لذي دم موجع) [أبوداود].
***
جلس الصحابة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في صباح أحد الأيام، فرأوا رجلا قويَّا، يسرع في السير، ساعيًا إلى عمله، فتعجب الصحابة من قوته ونشاطه، وقالوا: يا رسول الله، لو كان هذا في سبيل الله (أي: لكان هذا خيرًا له) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم موضحًا لهم أنواع العمل الطيب: (إن كان خرج يسعى على ولده صغارًا، فهو في سبيل الله، وإن كان خرج يسعى على أبوين شيخين كبيرين فهو في سبيل الله، وإن كان خرج يسعى رياء ومفاخرة فهو في سبيل الشيطان) [الطبراني].
فالإسلام دين العمل، وهو عمل للدنيا، وعمل للآخرة. قال تعالى: {وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا} [القصص: 77]. وقد أمر الله -سبحانه- بالعمل والسعي في الأرض والأكل من رزق الله، فقال تعالى: {هو الذي جعل لكم الأرض ذلولاً فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور} [الملك: 15].
وحثَّ الرسول صلى الله عليه وسلم على العمل، فقال: (اعملوا فكلٌّ مُيسَّرٌ لما خُلِقَ له) [متفق عليه]. وكان الأنبياء جميعًا -عليهم الصلاة والسلام- خير قدوة لنا في العمل والسعي، فما من نبي إلا ورعى الغنم، وكان لكل نبي حرفة وعمل يقوم به، وقد شارك النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه في الأعمال المختلفة، ولم يتميز عليهم كما حدث في بناء المسجد أو حفر الخندق، فكان يحمل التراب والأحجار.
وللعمل والسعي على الرزق آداب يجب على كل مسلم أن يتحلى بها، منها:
استحضار النية: المسلم يبتغي من عمله إشباع البدن من الحلال وكفه عن الحرام، والتقوِّي على العبادة، وعمارة الأرض.
عدم تأخير العمل عن وقته: المسلم يقوم بأعماله في أوقاتها دون تأخير، وقيل في الحكمة: لا تؤخر عمل اليوم إلى الغد.
التبكير: قال صلى الله عليه وسلم: (اللهم بارك لأمتي في بكورها)
[الترمذي وابن ماجه وأحمد].
الجد في العمل: المسلم يذهب إلى عمله بجد ونشاط، دون تباطؤ أو كسل، فمن جَدَّ وجد، ومن زرع حصد. قال الشاعر:
بقـدر الكَدِّ تُكْتَســب المعـــالي
ومـن طـلب العــُلا سـهر الليالــي
ومـن طـلب العــلا مـن غيـر كَـد
أضاع العمر فــي طلـــب المــُحَالِ
إتقان العمل: المسلم يتقن عمله ويحسنه قدر المستطاع. قال صلى الله عليه وسلم: (إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه) [البيهقي] وقال صلى الله عليه وسلم: (إن الله كتب الإحسان على كل شيء، فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبح، ولْيَحُدَّ أحدُكم شفرته؛ فلْيُرِح ذبيحته) [مسلم].
التواضع: الكبر في الأمور كلها مذموم، وقد حذر منه النبي صلى الله عليه وسلم فقال: (لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من كبر)
[أبو داود والترمذي وأحمد]. فلْيتواضع كل رئيس لمرءوسيه، ولْيتعاون كل مرءوس مع رئيسه، ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم القدوة الحـسنة؛ فقد كان يعاون أصحابه فيما يقومون به من عمل، ويساعد أهله في تواضع عظيم.
عدم الانشغال بعمل الدنيا عن العبادة والطاعة:
المسلم يعمل لكي يحصل على الكسب الطيب له ولأسرته، وهو عندما يعمل يكون واثقًا من تحقيق أمر الله؛ إذ يقول: {فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور} [الملك: 15].
وإذا كان العمل لاكتساب الرزق وإعفاف النفس عن المسألة عبادة في
حد ذاته، فإن ذلك لا يشغلنا عن طاعة الله فيما أمرنا به من سائر العبادات.
البعد عن العمل الحرام: المسلم يختار عملا لا يتعارض مع أصل شرعي، فلا يعمل في بيع الخمور أو فيما شابه ذلك.
الأمانة: المسلم أمين في عمله؛ لا يغش ولا يخون، ولا يتقاضى رشوة من عمله وهو حافظ لأسرار العمل، ويؤديه على أكمل وجه، وكذلك صاحب العمل عليه أن يحفظ للعاملين حقوقهم؛ فيدفع لهم الأجر المناسب دون ظلم، ولا يكلفهم ما لا يطيقون من العمل، كما أنه يوفر لهم ما يحتاجون إليه من رعاية صحية واجتماعية.

محمد رافع 52
02-12-2012, 01:51 AM
آداب النصيحة
يُحكى أن الحسن والحسين مرَّا على شيخ يتوضأ ولا يحسن الوضوء. فاتفقا على أن ينصحا الرجل ويعلماه كيف يتوضأ، ووقفا بجواره، وقالا له: يا عم، انظر أَيُّنا حسن وضوءًا. ثم توضأ كل منهما فإذا بالرجل يرى أنهما يحسنان الوضوء، فعلم أنه هو الذي لا يحسنه، فشكرهما على ما قدماه له من نُصح دون تجريح.
***
النصيحة دعامة من دعامات الإسلام. قال تعالى: {والعصر. إن الإنسان لفي خسر. إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر} [العصر].
وقال صلى الله عليه وسلم: (الدين النصيحة). قالوا: لمن يا رسول الله؟ قال: (لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم) [متفق عليه]. وعن جرير بن عبد الله -رضي الله عنه- قال: بايعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم على إقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والنصح لكل مسلم. [متفق عليه].
وللنصيحة جملة من الآداب، منها ما يتعلق بالناصح، ومنها ما يتعلق بالمنصوح.
آداب الناصح:
الإخلاص:
فلا يبغي الناصح من نصحه إظهار رجاحة عقله، أو فضح المنصوح والتشهير به، وإنما يكون غرضه من النصح الإصلاح، وابتغاء مرضاة الله.
الحكمة والموعظة الحسنة واللين: فالكلمة الطيبة مفتاح القلوب، قال تعالى: {ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن} [_النحل: 125].
عدم كتمان النصيحة:
المسلم يعلم أن النصيحة هي أحد الحقوق التي يجب أن يؤديها لإخوانه المسلمين، فالمؤمن مرآة أخيه، يقدم له النصيحة، ويخبره بعيوبه، ولا يكتم عنه ذلك. قال صلى الله عليه وسلم: (حق المسلم على المسلم ست).
قيل: ما هن يا رسول الله؟ قال: (إذا لقيتَه فسلِّم عليه، وإذا دعاك فأجبْه، وإذا استنصحك فانصحْ له، وإذا عطس فحمد فشمِّته، وإذا مرض فَعُدْه (فزُرْه) وإذا مات فاتبعه (أي سِرْ في جنازته) [مسلم].
أن تكون النصيحة في السر:
المسلم لا يفضح المنصوح ولا يجرح مشاعره، وقد قيل: النصيحة في الملأ (العلن) فضيحة.
وما أجمل قول الإمام الشافعي:
تَغَمَّدَني بنُصْحِــكَ فــي انفـــِرادِي
وجَنِّبْنِــي النصيحــةَ فِــي الجَمَاعةْ
فـإنَّ النُّصْــحَ بَيـْـن النــاسِ نـــوعٌ
مــن التـَّوْبيخ لا أَرْضَى اســتِمَـاعَه
وكان صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن ينصح أحد الحاضرين يقول: ما بال أقوام يفعلون كذا، ما بال أحدكم يفعل كذا. وقيل: النصح ثقيل فلا تجعلوه جبلا، ولا ترسلوه جدلا، والحقائق مرة فاستعينوا عليها بخفة البيان.
الأمانة في النصح: فلا يخدع المنصوح ولا يستهين بأمره، بل يبذل الجهد، ويعمل الفكر، قبل أن ينصح، وعليه بيان ما يراه من المفاسد إن وجد في ستر وأمانة.

آداب المنصوح:
أن يتقبل النصيحة بصدر رحب: وذلك دون ضجر أو ضيق أو تكبر، وقد قيل: تقبل النصيحة بأي وجه، وأدِّها على أحسن وجه.
عدم الإصرار على الباطل: فالرجوع إلى الحق فضيلة والتمسك بالباطل رذيلة، والمسلم يحذر أن يكون ممن قال الله -تعالى- فيهم: {وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم فحسبه جهنم ولبئس المهاد} [_البقرة: 206].
أخذ النصح من المسلم العاقل: لأنه يفيده بعقله وحكمته، كما أن المسلم يتجنب نصح الجاهل أو الفاسق؛ لأنه يضره من حيث لا يحتسب. روي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من أراد أمرًا فشاور فيه امرءًا مسلمًا، وَفَّقَهُ الله لأرشد أموره) [الطبراني].
شكر الناصح: يجب على المنصوح أن يقدم الشكر لمن نصحه، فمن لا يشكر الناس لا يشكر الله.

محمد رافع 52
02-12-2012, 11:25 AM
الدستور في الإسلام : تدوينه وأساليب نشأته ونهايته





أولا : تعريف الدستور في الإسلام



سبق تعريف الدستور لغة ، وسيتم هنا عرض لتعريف الدستور في الإسلام من الناحية الاصطلاحية . ويمكن أن يعرف الدستور في الإسلام بتعريفين : أحدهما عام ، والآخر خاص :


أ - التعريف العام : الدستور في الإسلام هو مجموعة القواعد والأحكام العامة الواردة في القرآن الكريم والسنة النبوية ، التي تنظم المبادئ الرئيسة التي يقوم عليها الحكم في الإسلام .


فالدستور الإسلامي بهذا التعريف العام ثابت على مدى الزمن ، لا يمكن تعديله ، أو تغييره ، أو إلغاؤه بحال ؛ لأنه وحي من الله وليس لبشر أن يغير في الوحي أو يبدل.


ب - التعريف الخاص : الدستور في الإسلام هو مجموعة القواعد والأحكام الأساسية في الدولة المسلمة، التي تبين نظام الحكم وشكل الدولة ، والسلطات العامة فيها ، والأشخاص والهيئات التي تتولى هذه السلطات ، وارتباطها ببعضها ، وبيان حقوق الأفراد ، وواجباتهم ، صادرة في ذلك عن مبادئ الإسلام العامة ، وتنظيماته في الشؤون الدستورية .



وتعريف الدستور بهذا المعنى ، يمكن أن يسمى ( التعريف الفني أو القانوني ) ، وهو الذي تعنى به هذه الدراسة ، والدستور بهذا المعنى لا يعني الأحكام الشرعية الثابتة ، والمبادئ الأساسية لنظام الحكم في الإسلام ، وإنما يعني الدستور في دولة إسلامية - مهما اختلف زمان وجودها ومكانها - الذي يبين التنظيمات الأساسية في تلك الدولة حسب ظروفها وأحوالها ، وقد يختلف عن دستور دولة إسلامية عن أخرى ، باختلاف مكانها أو زمانها .


ومما يوضح التعريفين السابقين ، أن الأحكام والقواعد الدستورية في النظام الإسلامي تنقسم إلى قسمين : ثابتة ، وغير ثابتة ، فالثابتة هي ما ورد صريحا من قواعد عامة في نصوص القرآن والسنة ، وما كان محل إجماع علماء المسلمين منها ، في الشؤون الدستورية كالشورى ، والعدالة ، والمساواة ، والتعاون . وغير الثابتة هي الأحكام المستنبطة عن طريق الاجتهاد والرأي ، مما يتعلق بالأساليب والأنظمة ، والتفصيلات التي تختلف تبعا لاختلاف ظروف الزمان والمكان.


ووفقا لما عليه الفقه الدستوري المعاصر الذي قسم الدساتير إلى جامدة ومرنة يجد الباحث في المقابل أن قواعد الدستور في الإسلام تشمل النوعين الجامد والمرن ، وهي ما يقصد بها هنا الثابتة وغير الثابتة ، فالثابتة تقابل الجامدة وغير الثابتة تقابل المرنة ، ومن الأمثلة على القضايا الدستورية الثابتة في الإسلام عدم جواز تغيير دين الدولة الإسلامية ، وقاعدة لا ضرر ولا ضرار .


ومن القضايا المرنة : ما صدر عن الرسول صلى الله عليه وسلم بصفته السياسية ، أي باعتباره إماما ورئيسا للدولة ، مما هو مبني على المصلحة الموجودة في عصره صلى الله عليه وسلم ، مثل طريقة إرسال الجيوش . للقتال ، وتولية القضاة والولاة ، وعقد المعاهدات وتدبير أمور الدولة المالية والإدارية ، فهذه أحكام وتشريعات وقتية حسب المصلحة والظروف في ذلك الزمن ، مثل ما صدر عنه صلى الله عليه وسلم بصفته قاضيا ؛ لأنه يحكم بناء على ما يسمع من حجة ، فعن أم سلمة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إنكم تختصمون إلي وإنما أنا بشر ولعل بعضكم أن يكون ألحن بحجته من بعض, وإنما أقضي لكم على نحو ما أسمع منكم فمن قضيت له من حق أخيه شيئا ، فلا يأخذه ، فإنما أقطع له قطعة من النار يأتي بها يوم القيامة » رواه البخاري.




ثانيا : تدوين الدستور في الإسلام


اتضح مما سبق أن الأحكام الدستورية الإسلامية قسمان ، قسم ثابت وقسم غير ثابت ، وعليه فإن الأحكام والقواعد الثابتة لا تتغير مدى الزمن ، سواء دونت فيما يسمى بوثيقة الدستور أم لم تدون ، بل لم يثبت تدوينها على مر التاريخ الإسلامي ، إذ ليس هناك حاجة إلى تدوينها ما دامت ثابتة في كتاب الله سبحانه وتعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، وإجماع المسلمين والمفترض أن الدولة الإسلامية يتوفر فيها العلماء والفقهاء الذين يهدون مسيرتها الدستورية ويستندون إلى هذه المصادر .


وسواء دونت هذه الأحكام أم لا فإن لها السمو على جميع القوانين والأحكام دستوريها وغير دستوريها ؛ لأنها وحي من الله لا يسمو فوق حكمه حكم .


فالبحث في تدوين الدستور إنما هو لدولة إسلامية معينة بما يحتويه من أحكام غير ثابتة ؛ لأنها تختلف من دولة لأخرى ، ولأنها هي التي يجب أن يحتويها الدستور ، أما الأحكام الثابتة فإن تدوينها في دستور دولة معينة أمر لا لزوم له كما سبقت الإشارة إليه ؛ لأن هذه الأحكام ثابتة في آيات القرآن وتفسيرها والأحاديث وشروحها ، ومباحث الفقه وأصوله ؛ ولأن هذه الدولة الإسلامية يجب أن تلتزم في دستورها بأحكام الشرع وأن لا تخالفها ، وبالتالي فلها أن تعد دستورها وفق ظروفها ، موافقة في ذلك شرع الله ، ويحتوي هذا الدستور الأحكام الخاصة بدستور هذه الدولة .


وفي هذا المجال نجد بعض الباحثين في شأن الدستور الإسلامي يرى أن هناك تدوينا للدستور في بعض العصور ، ويمثل بالوثيقة التي كتبها رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما هاجر إلى المدينة ، ويعتبرها دستورا للدولة في ذلك العصر ، موافقا لظروف ومتطلبات الوقت الذي وضع فيه ، والحقيقة أن هذه الوثيقة تحوي أحكاما دستورية تعالج بعض القضايا الدستورية في ذلك الوقت الذي وضعت فيه ، ويمكن الاستئناس بها عند تدوين أي دستور لدولة إسلامية ، ولكنها ليست دستورا كاملا بمعنى الدستور الفني أو الخاص بل هي وثيقة دستورية لها أهميتها في تاريخ الدولة الدستورية . ولم يثبت بعد هذه الوثيقة تدوين يشبهها لأحكام دستورية في الدولة الإسلامية ، بل استمر العمل بالرجوع إلى الأحكام الثابتة ، واستنباط أحكام جديدة لما يستجد من وقائع ، والتعارف على أعراف معينة غير مخالفة لأحكام الشريعة تستقر لفترة من الزمن ، حتى بدأت حركة تدوين الدساتير في الدول الإسلامية بإعلان الدستور التونسي عام 1276هـ الموافق 1861م ثم الدستور العثماني عام 1293هـ الموافق 1876م . اللذين يمكن اعتبارهما أول دستورين إسلاميين بمعنى الدستور الخاص تم تدوينهما .


ويستنتج من ذلك وفقا للمعنى الخاص للدستور أنه من الممكن أن توجد دساتير مدونة في بعض الدول الإسلامية وأخرى غير مدونة ، أو توجد بعض قواعد الدستور مدونة وبعضها الآخر غير مدون ، أي أنه ليس هناك إلزام بتدوين الدستور في النظام الإسلامي ، ولا إلزام بعدم التدوين ، وأن ذلك راجع لما تستقر عليه الآراء في الدولة الإسلامية وللظروف المتغيرة ، بحيث قد يكون الأفضل في جهات متعددة التدوين صيانة لحقوق عامة للمسلمين واستئناسا بتوثيق التداين ، { وَلَا تَسْأَمُوا أَنْ تَكْتُبُوهُ صَغِيرًا أَوْ كَبِيرًا إِلَى أَجَلِهِ ذَلِكُمْ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ وَأَقْوَمُ لِلشَّهَادَةِ وَأَدْنَى أَلَّا تَرْتَابُوا } سورة البقرة آية 282 ، واستئناسا بتدوين السنة مع ورود نصوص تصرف عن ذلك وبالوثيقة النبوية التي كتبها الرسول صلى الله عليه وسلم عندما هاجر إلى المدينة المنورة .


وقد لا يحتاج إلى التدوين في جهات وأزمان معينة إذا أمن جانب صيانة حقوق عامة المسلمين وترجحت مراعاتها ، فليس المهم في النظام الإسلامي النظر إلى الشكل ولكن المهم هو المضمون ، وهو وجود قواعد دستورية راسخة وصريحة متمشية مع حكم الله ، تضمن للحاكم والمحكوم حقوقهما على حد سواء ، وليس ضروريا بعد ذلك أن تكون هذه القواعد مدونة في وثيقة تسمى الدستور أو تكون غير مدونة .


ثم إن الدستور بمعناه الخاص في الدولة الإسلامية قد يكون ثابتا أو مرنا حسب ظروف كل دولة ، وما يستقر الرأي الدستوري فيها عليه من أمر بهذا الخصوص ، ولا علاقة بين تدوين الدستور وثباته ، فقد يكون الدستور مدونا ومرنا ، وقد يكون ثابتا وهو غير مدون ، والعكس كذلك ، وهذا الثبات الذي أشير إليه هنا متعلق بالدستور بمعناه الفني أو القانوني ، وبالتأكيد فإن الثبات هنا هو ثبات نسبي .


وفي حالة تدوين دستور معين لدولة إسلامية ، يجب النص على أن الحكم لله وحده ، وأن السيادة المطلقة لله { إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ } سورة الأنعام آية 57 .


وإن التشريع الملزم هو من عند الله { لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا } سورة المائدة آية 48 .


كما أنه لا يفضل وضع نص قرآني ضمن مواد الدستور ؛ لأن مواد الدستور من طبيعتها التغير ، وليس ذلك من طبيعة نصوص القرآن ؛ ولأن النصوص القرآنية فوق النصوص الدستورية وبالتالي فإن وضعها مادة في الدستور إنقاص من شأنها ، وإنما يستخلص الحكم الدستوري من الآية ، ويذكر أن ذلك استنادا إلى الآية كذا ، ومثال ذلك عندما يراد أن ينص على أن الشورى أساس من أسس الحكم ، لا توضع آية : { وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ } سورة الشورى آية 38 , مادة كبقية المواد ، وإنما يقال مثلا : " إن الشورى أساس من أسس الحكم " ، ثم تفصل كيفية الشورى ونطاقها وفق ظروف الواقعة .


والخلاصة : أن تدوين الدستور في الدولة الإسلامية ليس بضرورة ، فالأمر فيه متروك للحاجة والمصلحة ، ويتأكد التدوين عند قلة العلماء المجتهدين ، وضعف الوازع الديني لدى المؤسسات الدستورية ، والخوف على حقوق عامة المسلمين . وعدم تدوين الدستور في الدولة الإسلامية لا يعني عدم وجود المؤسسات الدستورية ، فوجودها غير مرتبط بالتدوين أو عدمه ؛ لأن وجودها مرتبط بوجود الدولة الإسلامية ذاتها .

محمد رافع 52
02-12-2012, 11:27 AM
ثالثا : أساليب نشأة الدساتير في الإسلام ونهايتها :


1 - أساليب نشأة الدساتير في الإسلام :


سبق الكلام حول أساليب نشأة الدساتير ، حيث يحدد علماء الفقه الدستوري المعاصر عدة أساليب لنشأة الدساتير التي حصروها في :


أ - أسلوب المنحة .


ب - أسلوب التعاقد .


جـ - أسلوب الجمعية الوطنية المنتخبة .


د - أسلوب الاستفتاء التأسيس .


وقد رجحت الرأي القائل بأن حصر أساليب نشأة الدستور أمر غير مسلّم وأن كل أسلوب من الأساليب المذكورة يمثل الأسلوب الذي اتبع في مرحله معينة لها ظروفها التي أدت إلى وجود هذا الأسلوب ، وأنه قد تستجد أساليب جديدة وفق ظروف معينة ، إضافة إلى أن الأساليب المذكورة تمثل ما تم اتباعه في ظل الأنظمة الغربية التي هي نتيجة لثقافة وظروف وتاريخ تلك الأنظمة ، وأنه قد تتبع أساليب أخرى بالنسبة للنظام الإسلامي ؛ وذلك لاختلاف الظروف الحضارية والتاريخية لهذا النظام عن النظم الغربية المعاصرة .


ومن الباحثين في الفقه الدستوري الإسلامي من حدد أساليب أو أسلوبا معينا لنشوء الدستور في الدولة الإسلامية ، كأسلوب المنحة وأسلوب التعاقد ، أو أسلوب الجمعية الوطنية المنتخبة ، وهذا أمر غير مسلم به كذلك ؛ لأنه قد تستجد أساليب أخرى بتغير الظروف ، ثم إن اختيار أسلوب من الأساليب المتبعة في الأنظمة الغربية ، وتحديده أسلوبا لنشوء الدستور في النظام الإسلامي أمر غير مقبول ؛ لأن النظام الإسلامي متميز عن ما سواه من الأنظمة الوضعية ، وإن وافق في شيء من الجزئيات بعض هذه الأنظمة ، فذلك لا يعني أن يصبغ النظام الإسلامي بصبغة هذه الأنظمة ، فهو نظام له خصوصيته واستقلاليته . فالدستور في ظل النظام الإسلامي قد ينشأ بأسلوب مشابه شكلا لأحد الأساليب المستخدمة في الأنظمة الغربية ، أو بأسلوب مختلف ومعايير لجميع تلك الأساليب ، فالباحث في هذا المجال يجب أن يتحرر من إلزام نفسه باتباع المنهج الغربي التقليدي لتميز النظام الإسلامي في هذا المجال عن غيره من الأنظمة ، فنشأة الدستور في النظام الإسلامي مرتبطة بالشرعية الإسلامية وأحكامها ، فمن المعروف أن الأحكام الدستورية الثابتة ليست منحة من البشر ، وليست كذلك مجالاللمناقشة بقبولها أو رفضها سواء من الحكومات ، أو من الشعوب فهي ملزمة للجميع ، فمعروف أن السيادة في الإسلام لله وحده وليست للحكومة أو للشعب كما في بعض النظم ، وبالتالي فالدولة تتقيد في سيادتها الداخلية والخارجية بالإسلام ولا تخرج على أحكامه ، فأحكام الإسلام لها السيادة المطلقة ، والأحكام الدستورية المتغيرة التي قد تدون فيما يسمى بوثيقة الدستور هي التي يكون المجال لنشوئها متروكا للأسلوب الذي يوافق ظروف الدولة الإسلامية وقت نشوء هذا الدستور الذي لا يخرج بحال عن أحكام الإسلام ولا يخالفها ، وبالتالي فإن مسألة موافقة الحاكم أو الشعب على الدستور في ظل النظام الإسلامي مسألة نسبية ، فالحكم المطلق والتشريع المطلق في الإسلام لله وحده ، وإنما يكون اختيار الناس وموافقتهم فيما لم يرد فيه نص قاطع وما كان محلا للاجتهاد من أهل الاجتهاد , كل في تخصصه حسب الوقائع فلكل واقعة تتطلب الاجتهاد وأهلها ؛ فينبغي التفريق هنا بين تحرير الواقعة التي يؤخذ فيهما رأي ذوي الخبرة من ساسة واقتصاديين ومهندسين وأطباء ، أو عامة مستفيدين مما كان منفعته عامة ، وبين ما كان اجتهادا في إظهار الحكم الشرعي وليس ذلك إلا لذوي العلمبالشريعة من أفراد تكمل بهم أداة الاجتهاد تفسيرا وحديثا وفقها وأصولا ولغة وبلاغة . إذن فنشأة الدستور في الدولة الإسلامية مرتبطة بالتزام المجتمع ، والدولة بالإسلام عقيدة وشريعة ، ثم إن بيعة الناس للحاكم ملزمة للطرفين بالتحاكم إلى كتاب الله سبحانه وتعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، وبالتالي فإن الدولة المسلمة ملزمة بالدستور الإسلامي ، ولا يتصور وجود حاكم مسلم أو دولة مسلمة غير ملتزمة بهذا الدستور .


فنشأة الدستور بالمعنى المتعارف عليه لدى فقهاء القانون غير وارد في النظام الإسلامي ؛ لأن الأحكام الدستورية الثابتة موجودة أصلا ولا داعي لإنشائها ، أما الأحكام المتغيرة فمردها إلى المجتهدين من العلماء المسلمين ، وإن كان هناك تشابه بين أسلوب نشوء - هذه الأحكام المتغيرة ، وأحد الأساليب المتعارف عليها لدى الفقهاء القانونيين فهذه المشابهة شكلية فقط .


2 - أساليب نهاية الدساتير في الإسلام :


ذكر في الباب الأول الأساليب التي ينتهي بها الدستور عادة ، وفقا للفقه الدستوري الوضعي وهي :


أ - الأسلوب السلمي .


ب - الأسلوب غير العادي .


ت - أسلوب العرف .


والنظام الدستوري الإسلامي يختلف عن النظم الوضعية ، ذلك لأن جزءا من أحكامه وحي ، والوحي غير قابل للتعديل والإنهاء من البشر . أما الجزء الآخر من أحكامه والتي قد تقنن ، بناء على الاجتهاد والمصلحة في الدولة الإسلامية ، فهذا يرجع لما يتفق عليه أهل الرأي حول إنهاء الدستور أو بعض أحكامه ، فقد تنهى عن طريق الأسلوب الذي وضعت به ، أو أي أسلوب يضمن عدم انتهاك حقوق الأفراد .


وهو ما يشبه إلى حد ما الأسلوب السلمي ، أو قد تنهى بعض أحكام الدستور بسبب تقادمها وعدم إمكانية تطبيقها فتهمل ، أو ينشأ حكم جديد يتعارف عليه يكون ملغيا لحكم غير مبني على حكم شرعي ثابت ، بشرط أن لا يكون في إلغائه ضرر ، وأن لا يكون الحكم الجديد مخالفا لأحكام الشرع .


أما ما اصطلح عليه في الفقه الوضعي بالأسلوب غير العادي أو الأسلوب الثوري ومقتضاه أن توجد ظروف وأوضاع تؤدي إلى إلغاء الدستور أو تعطيله فهذا لا يوجد نظيره في الإسلام فيما يتعلق بالدستور بمعناه الثابت أو العام ؛ لأن المسلمين ملتزمون بدستورهم بحكم إيمانهم وعقيدتهم ، وتطبيق الدستور دين ملتزمون به ، أما فيما يتعلق بالدستور بمعناه الخاص أو الفني فالأمر فيه راجع لأهل الحل والعقد .


الإسلام والدستور

محمد رافع 52
02-12-2012, 11:30 AM
الدستور الإسلامي
الدستور لفظة غير عربية يراد بها عدة معاني من أهمها: القاعدة أو الأساس الذي يُبنى عليه، وأكثر ما تُستخدَم هذه الكلمة في عالمنا المعاصر في المجال السياسي، ويراد بها القانون الأعلى في الدولة؛ فهو بهذه المثابة أبو القوانين الذي تنبثق منه بقية القوانين التي تحكم المجتمع في مجالاته المتعددة كافة؛ حيث يُنَص فيه على شكل الدولة وشكل الحكومة ونظام الحكم والسلطات العامة في الدولة؛ فيبين ما السلطات العامة وكيفية تكوينها، واختصاصات كل سلطة وحدودها، والعلاقة بين السلطات، وصلاحيات كل سلطة، وكيفية الرقابة على السلطات، وحقوق الأفراد والجماعات الأساسية وواجباتهم وحرياتهم، وضمانات حفظ ذلك.

والدستور غريب في لفظه وكيفيته على الفقه السياسي الإسلامي في عصر الراشدين وما تلاه من العصور، وإن كان كل ما يتضمنه الدستور تدل عليه أحكام الشريعة؛ سواء بالموافقة أو الرفض.
والمؤلفات في الأحكام السلطانية مما يمكن أن تُعَد النواة لكتابة الدساتير في الفقه السياسي الإسلامي ولو تفحصنا كتاباً مثل كتاب الأحكام السلطانية للماوردي لوجدناه يشتمل على حديث في كثير من الأمور التي تتضمنها الدساتير؛ حيث عقد باباً للإمامة (رئاسة الدولة) تكلم فيه عن حكم نصب الإمامة وشروط الإمام، وكيفية وصوله لمنصبه، وشروط من يختاره لهذا المنصب، ثم تحدث عن واجبات الإمام (أي حقوق الملة والأمة تجاهه وحقوقه على الأمة)، كما تحدث عن المسوغات التي يفقد بها الإمام منصبه إذا تحققت فيه، وعقد باباً للحديث عن الوزارة؛ فبين أنواعها والشروط التي ينبغي وجودها في من يلي هذا المنصب وعقد باباً للحديث عن أمراء الأقاليم، وباباً في الحديث عن الإمارة على الجهاد، وباباً في الحديث عن الولاية على حروب المصالح، وكل ما تقدم يدخل في ما يسمى الآن بالسلطة التنفيذية.
كما عقد باباً في ولاية القضاء تحدث فيه عن شروط من يتولى القضاء وكيفية انعقاد ولاية القضاء وحدود ولاية القاضي، وهذه تعد بالمعايير المعاصرة السلطة القضائية. كما عقد باباً لولاية المظالم وهي معنية بالنظر في المقام الأول في تعديات الولاة على الرعية وهي تُعَد في أيامنا هذه من باب القضاء الإداري، وهكذا حتى أتم عشرين باباً، تناول أموراً في صلب ما يسمى بالدستور.

لكن هناك فروقاً جوهرية بين كتب الأحكام السلطانية وبين الدساتير تتمثل في:
1 - أن كتب الأحكام السلطانية عندما تذكر الأحكام فإنها تذكرها من قبيل المدارسة الفقهية، بينما ما تذكره الدساتير تذكره على أنه أحكام باتة نافذة ملزِمة.
2 - أن كتب الأحكام السلطانية تشتمل على ما يعد من قبيل المواد الدستورية والمواد الأقل شأناً؛ أي في منزلة القانون العادي، بينما الدساتير تتضمن فقط المواد التي يمكن أن تُعَد أنها مواد دستورية دون أية مواد أخرى.
3 - والفرق الثالث أن كتب الأحكام تُكتَب من طرف أهل العلم وليس هناك أية آلية يجب اتباعها لكتابة المؤلفات في الأحكام السلطانية؛ فيمكن لكل عالم أن يكتب كتاباً في ذلك يضمِّنه مذهبَه ورأيَه واختياراته ويمكن لأي عالم أن يرجع عن بعض أقواله إذا تبين له أن هناك ما هو أصوب من رأيه المرجوع عنه؛ من غير أن يكون هناك طريق يجب عليه سلوكه في ذلك. بينما الدستور يوضع وَفْقَ آلية معيَّنة وهو دستور وحيد للدولة، ويظل سارياً نافذاً ولا يمكن التراجع عن بعض أحكامه إلا وَفْق آلية معيَّنة.

إذا نظرنا لبعض الدساتير المعاصرة التي كتبت من منظور إسلامي فسنجد أنها تناولت ما تتناوله الدساتير الوضعية (عناوينَ وموضوعاتٍ) لكنها تختلف عنها في كونها تثبت الوجهة الإسلامية في كل ما تذكر، وقد تضيف بعضَ المواد الدستورية التي لا نظير لها في الدساتير الوضعية؛ نظراً لطبيعة شمول أحكام الإسلام لكل ما يتعلق بالفرد والجماعة، لكن الحقيقة ليس هناك ضابط موضوعي يضبط الموضوعات التي يشملها الدستور والتي لا يشملها.

محمد رافع 52
02-12-2012, 11:32 AM
مكونات الدستور الإسلامي:
يحتوي الدستور الإسلامي على مجموعة من المواد تعالِج وضع الدولة بين الدول وعلاقة الدولة بغيرها من الدول الإسلامية، ودين عامة أهلها، ووضع الطوائف المغايرة للأغلبية، ووضع الفرد من حيث الحقوقُ والحرياتُ والواجباتُ، ومجموعة من المواد التي تعالج النظام السياسي، ومجموعة من المواد التي تعالج الوضع الاقتصادي، ومجموعة من المواد التي تعالج الحالة الاجتماعية: كالتعليم والصحة والأسرة والزواج والطلاق، ومجموعة من المواد التي تبيِّن أسس المجتمع الإسلامي: يذكر فيها محورية الإيمان بالله واليوم الآخر والتحاكم إلى شرع الله - تعالى - وأن الشريعة هي المصدر الوحيد للتشريع وأن كل ما خالفها باطل، ومجموعة من المواد التي تبيِّن السلطات في الدولة والعلاقة بينها، ومجموعة من المواد التي تتحدث عن الشورى والتشريع والرقابة.
كما يتبين في الدستور الإسلامي الغاية الإسلامية التي تسعى إليها الدولة، وحدود طاعة الرعية لها والأحوال التي تصبح معها الرعية في حِلٍّ من طاعتها أو مقاومتها.

مصادر الدستور الإسلامي:
مصادر الدستور الإسلامي تنحصر في مصادر ثلاثة:
1 - القرآن الكريم: الذي فيه الإرشاد والدلالة على الخير كله في أمور الدنيا والآخرة كلها، والذي ضمَّنه الله الهداية والسعادة لمن اتبعه وجعله إمامه وأمامه ولم يجعله خلفه أو تابعاً.
2 - سنة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: وهي التفسير العملي لما جاء في كتاب الله تعالى. وقد أوجب الله - تعالى - طاعة رسوله صلى الله عليه وسلم بل علق الإيمان بتحكيم الرسول في كل شيء من شؤوننا وأقسم على ذلك بذاته العَلية فقال - تعالى -: {فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّـمُوا تَسْلِيمًا} [النساء: 65].
3 - سنة الخلفاء الراشدين: وهم الذين أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم باتباعهم؛ حيث قال: "فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين..." ، فقد وطدوا - رضي الله تعالى - عنهم دعائم الدولة وانتقلت السلطة في مدة ثلاثين سنة إلى أربعة خلفاء كل منهم بطريقة مباينة لبقية الطرق وهو ما أوجد قدراً من السوابق الدستورية التي تثري هذا الباب من العلم.
ما تقدم يمثل المصادر الأصلية للدستور، وهناك ما يُعَد من قبيل المصادر التبعية التي لا تستقل بإفادة المطلوب؛ وإنما لا بد من اعتمادها على المصادر الأصلية وهي اجتهادات المجتهدين من أمة محمد صلى الله عليه وسلم.

تدوين الدستور:
المقصود بتدوين الدستور أن تدوَّن المسائل التي يعالجها الدستور في وثيقة مكتوبة تكون لها السمو والعلو على جميع القوانين السائدة في المجتمع، وهذه الوثيقة (الصك) يطلق عليها الدستور.

إن المسائل التي ينظر إليها على أنها دستورية لم تفرَد في الدولة الإسلامية على مدى أكثر من اثني عشر قرناً عن بقية المسائل التي تضمنتها الشريعة، ومن لوازم ذلك ألا يكون هناك تدوين لتلك المسائل مجتمعة في وثيقة واحدة.
والحقيقة أن التدوين لا يحتاج الناس إليه في كل أحوالهم، بل يُحتَاج إليه عند توافر شروط معيَّنة، ومن أهم دواعي تدوين الدستور عند شعب من الشعوب أن لا يكون لهذه الشعوب مصادر قانونية تحظى بالاحترام والتقدير من الشعب جميعه، وحينئذٍ يكون الاتفاق على وثيقة (دستور) يتفق عليها الناس تقود النظام السياسي للبلاد مخرجاً من التفرق والتناحر الذي يمكن أن تنجرف إليه كل طبقات المجتمع في حالة عدم وجود مثل تلك الوثيقة؛ حيث تحدد الوثيقة الحقوق والواجبات والمسؤوليات والصلاحيات والعلاقات بين مكونات المجتمع؛ سواء الأفراد أو الجماعات أو الحكومة، ومن البيِّن أن الدول الإسلامية تنفرد عن بقية دول العالم بخاصية لا توجد في دولة غيرها؛ وذلك أن الدول الإسلامية لها دين محفوظ معلوم المصادر، له في كل ما ينزل بالمجتمع والجماعة والأفراد حكمه وهدايته، ويتمتع حكم الإسلام وهدايته بالاحترام والتقدير والتقديس من كل نفس تشهد أنه لا إله إلا الله محمد رسول الله، ومن ثَمَّ فليست هناك دواعٍ موضوعيةٌ لكتابة دستور؛ إذ يكفي في ذلك نشر العلم بالفقه السياسي وتفعيل دور مؤسسة الحسبة في الجانب السياسي، لكن لو اختار الناس أن يكون للبلد دستور مكتوب فليس هناك ما يمنع من ذلك إذا كان الدستور يحافظ على الأحكام الشرعية المتعلقة بالسياسة وهذا لا يمكن حدوثه إلا إذا كانت صياغة الدستور تحدث من قِبَل علماء الشريعة أو تحت إشرافهم الكامل.

محمد رافع 52
02-12-2012, 11:33 AM
تعديل مواد الدستور:
في جميع الدساتير الوضعية توجد آلية محددة لتعديل أو تغيير بعض مواد الدستور، وذلك نابع من أن الدستور يوضع معبِّراً عن تصورات الشعب وتطلعاته وَقْتَ صدوره، لكن هذه التصورات والتطلعات عرضة للتغير مع مرور الزمن من أجل ذلك تحسَّبوا لذلك عن طريق إمكانية التعديل أو الإلغاء، وأما الدستور الإسلامي فينبغي ألا توضع فيه إلا الأحكام التي لا تكون عرضة للتغير بمرور الزمن حتى يحفظ للدستور هيبته ولا يكون عرضة للتغيير حسب آراء أو أهواء بعض الناس، وأما الآليات التي تكون عرضة للتغيير فوضعها في وثيقة أخرى أدنى من الدستور منزلة قد يكون أوفق من وجهة نظري.
وعندما يوضع الدستور على النحو الذي ذكرته لا يكون الدستور عرضة للتغيير ومن ثَمَّ يكون إلزامه ليس قاصراً على الجيل الذي وضع الدستور؛ بل يمتد ليشمل الأجيال التالية، وبهذا أيضاً يكون الدستور للبلاد الإسلامية كلها دستوراً واحداً، وهو ما يوجِد تجانساً كبيراً بين تلك الدول ويقرِّب ما بينها.

مشروعات الدساتير الإسلامية المعاصرة:
اطلعتُ على عدة مشروعات لدساتير إسلامية من ذلك:
1 - إعلان دستوري إسلامي للمستشار الدكتور علي جريشة - رحمه الله - وهو مكون من 49 مادة.
2 - نموذج لدستور وضعه مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر وهو مكون من 141 مادة
3 - نموذج لدستور إسلامي وضعه الدكتور مصطفى كمال وصفي نائب رئيس مجلس الدولة المصري - رحمه الله - وهو مكون 74 مادة.
4 - نموذج لدستور إسلامي أقره المجلس الإسلامي العالمي في إسلام أباد وهو مكون من 87 مادة.
هذه المشروعات مجموعة في كتيب واحد على الترتيب الذي أوردته هنا تحت اسم إعلان دستوري إسلامي صادر عن دار الوفاء للطباعة والنشر بالمنصورة بمصر.

محمد رافع 52
03-12-2012, 10:11 AM
الشورى في حياة الحبيب محمد عليه الصلاة والسلام (http://forum.amrkhaled.net/forum/show/4881973)




الشورى لها مكانة عظيمة في ديننا الإسلامي، وقد سمى الله تعالى سورة في القرآن الكريم باسم الشورى. والشورى هي أن يأخذ الإنسان برأي أصحاب العقول الراجحة والأفكار الصائبة، ويستشيرهم حتى يتبين له الصواب فيتبعه، ويتضح له الخطأ فيجتنبه، وهي تكون في الأمور التي ليس فيها أمر من الله، أو أمر من الرسول صلى الله عليه وسلم، إذ إنه لا شورى مع وجود نص شرعي.

ولقد أمر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم بأن يشاور المسلمين، ويأخذ آراءهم، فقال تعالى: {فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ} (آل عمران:159).

وإن المتأمل لسيرته وحياته صلى الله عليه وسلم رغم علو منزلته عند ربه، ومكانته بين أصحابه، يجده كثير التشاور معهم، بل وحتى مع زوجاته صلى الله عليه وسلم، ومن ثم كان أصحابه رضي الله عنهم يبادرونه بالرأي والمشورة، ولكن في الأمور التي لم يرد فيها نص شرعي، أما ما ورد فيه نص، فليس أمام المسلم سوى القبول والتسليم، وإن خالف عقله وهواه، ومشاهد الشورى في حياة النبي صلى الله عليه وسلم وسيرته المطهرة كثيرة.

ففي أمور الحرب، تبرز مواقف النبي صلى الله عليه وسلم التي شاور أصحابه فيها، ابتداء بغزوة بدر، حيث شاورهم في الخروج لملاقاة العدو، واختيار المكان الذي ينزلون فيه، وقال صلى الله عليه وسلم قولته المشهورة: (أشيروا علي أيها الناس)، ثم تحرك رسول الله صلى الله عليه وسلم بجيشه ليسبق المشركين إلى ماء بدر، ويحول بينهم وبين الاستيلاء عليه، فنزل عند أدنى ماء من مياه بدر، وهنا قام الحُبَاب بن المنذر ـكخبير عسكري ـ وقال: يا رسول الله! أرأيت هذا المنزل، أمنزلاً أنزلكه الله، ليس لنا أن نتقدمه ولا نتأخر عنه، أم هو الرأي والحرب والمكيدة؟! فقال صلى الله عليه وسلم: (بل هو الرأي والحرب والمكيدة)، فقال الحباب: يا رسول الله! إن هذا ليس بمنزل، فانهض بالناس حتى نأتي أدنى ماء من القوم ـأي جيش المشركين- فننزله ونغوِّر (نخرب) ما وراءه من الآبار، ثم نبني عليه حوضاً فنملؤه ماءً، ثم نقاتل القوم فنشرب ولا يشربون، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لقد أشرتَ بالرأي).

فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم برأي الحباب ومشورته، ونهض بالجيش حتى أقرب ماء من العدو، فنزل عليه ثم صنعوا الحياض وغوروا ما عداها من الآبار.

وفي غزوة (أُحد) جمع النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه، وشاورهم في البقاء في المدينة والتحصن فيها أو الخروج لملاقاة المشركين، وكان رأي النبي صلى الله عليه وسلم البقاء في المدينة، إلا أن الكثير من الصحابة ـخاصة الذين لم يشهدوا بدراًـ أشاروا بالخروج للعدو، فنزل الرسول صلى الله عليه وسلم على رأيهم.

وعندما أشار سلمان الفارسي رضي الله عنه بفكرة حفر الخندق، استحسن النبي صلى الله عليه وسلم فكرته وأمر بتنفيذها، فكانت سبباً رئيسياً من أسباب النصر في تلك الغزوة.

لقد ربَّى رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه وعودهم على التصريح بآرائهم عند مشاورته لهم حتى ولو خالفت رأيه، فهو إنما يشاورهم فيما لا نص فيه، تعويداً لهم على التفكير في الأمور العامة ومعالجة مشاكل الأمة، ولم يحدث أن عاتب الرسول صلى الله عليه وسلم أحداً لأنه أخطأ في اجتهاده ولم يوفق في رأيه ومشورته.

ولو ذهبنا بعيداً عن المعارك والحروب، لوجدنا أيضاً في حياته وسيرته صلى الله عليه وسلم الكثير من المواقف التي ظهر من خلالها اهتمامه وترسيخه للشورى بين المسلمين.

فشاور صلى الله عليه وسلم كلاً من علي بن أبي طالب وأسامة بن زيد رضي الله عنهما في قضيّة الإفك، وشاور الناس في كيفيّة التعامل مع من آذاه في عرضه الشريف.

وفي صلح الحديبية، كان النبي صلى الله عليه وسلم قد عزم على الخروج إلى مكة، والصحابة يحلمون بعمرة يزورون فيها بيت الله الحرام، فلما علموا بالصلح والرجوع، حزنوا وتثاقلوا مع أمر النبي صلى الله عليه وسلم بذبح الهدي والحلق، ظنا منهم أن النبي صلى الله عليه وسلم أمرهم بالتحلل من الإحرام أخذا بالرخصة في حقهم، وأنه سيستمر هو في إحرامه، فأشارت عليه زوجته أم سلمة رضي الله عنها بمباشرة النحر وحلق الشعر بنفسه، فسارع الصحابة رضوان الله عليهم لامتثال أمر النبي صلى الله عليه وسلم، فكان رأيها سديداً ومشورة مباركة.

وحين دخل الرسول صلى الله عليه وسلم مكة فاتحاً لها، أشار عليه عمه العباس بقوله: يا رسول الله! إن أبا سفيان رجل يحب الفخر، فاجعل له شيئاً، فاستجاب النبي صلى الله عليه وسلم لمشورة عمه، وقال: (نعم، من دخل دار أبي سفيان فهو آمن، ومن أغلق عليه بابه فهو آمن، ومن دخل المسجد الحرام فهو آمن) رواه أبو داود. وقد حدث بهذه المشورة تثبيت لأبي سفيان رضي الله عنه على الإسلام وتقوية لإيمانه.

لا شك أن الشورى التي حثنا النبي صلى الله عليه وسلم عليها بقوله وفعله، يتحقق من ورائها أهداف عظيمة، فهي تعمل على نشر الألفة بين أفراد المجتمع، وهي وسيلة للكشف عن أصحاب الرأي السديد، ومَنْ بإمكانهم وضع خطط يؤخذ بها في المواقف الصعبة الطارئة، مما يفتح الباب للاستفادة من كل العناصر المتميزة في المجتمع، وحينما تكون الشورى أمراً إلهياً وسلوكاً نبويًّا، فإن المجتمع الذي يتمسك بها، ويسير على دربها، سيحوز الأمن والأمان والتوفيق والنجاح، قال الله تعالى آمراً نبيه صلى الله عليه وسلم: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ} (آل عمران:159)، وقال: {وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ} (الشورى:38).

محمد رافع 52
03-12-2012, 10:34 AM
محمد عليه الصلاة والسلام

الرسول القائد

لابد أننا نجزم ونؤكد على أن رسولنا الكريم محمد -صلى الله عليه وسلم- هو رجل دولة الأول: سياسياً وعسكرياً. وفي كل مرة كان في القمة التي لا يرقى إليها أحد وهو الأمي الذي لا يعرف قراءة ولا كتابة مما يدل على أن المسألة هنا ربانية المبدأ والطريق والنهاية.

ولابد أن لنجاح القيادة السياسية نقاط توقف نختصرها كما يلي:

استيعاب هذه القيادة لدعوتها وثقتها بها وبأحقيتها، وثقتها بانتصارها، وعدم تناقض سلوك هذه القيادة مع ما تدعو إليه.
قدرة القيادة على الاستمرار بالدعوة تبليغاً وإقناعاً.
قدرة القيادة في استيعاب المستجيبين للدعوة تربية وتنظيماً وتسييراً.
وجود الثقة الكاملة بين القيادة وأتباعها.
قدرة القيادة على التعرف على إمكانية الأتباع وأن تستطيع الاستفادة من كل إمكاناتهم العقلية والجسمية أثناء الحركة.
قدرة القيادة على حل المشاكل الطارئة بأقل قدر ممكن من الجهد.
أن تكون هذه القيادة بعيدة النظر مستوعبة للواقع.
قدرة هذه القيادة على الوصول إلى النصر والاستفادة منه.
قدرة هذه القيادة أن تحكم أمر بناء دولتها إحكاماً يجعلها قادرة على الصمود والنمو على المدى البعيد.
وما عرف التاريخ إنساناً كمل في هذه الجوانب كلها إلى أعلى درجات الكمال غير محمد -صلى الله عليه وسلم- مع ملاحظة أن كمالاته هنا جانب من جوانب كمالاته المتعددة التي لا يحيط بها غير خالقها.
ولنستعرض جوانب سيرة رسول الله، تلك الجوانب العملية لنرى براهين ذلك:
1 - استيعابه - صلى الله عليه وسلم- لدعوته نظرياً وعملياً وثقته بها وبانتصارها:

لقد كان الرسول -صلى الله عليه وسلم- واضحاً تماماً في أن منطلق دعوته هو أن الحاكم الحقيقي للبشر لا يجوز أن يكون غير الله. وأن خضوع البشر لغير سلطان الله شرك، وأن التغيير الأساسي الذي ينبغي أن يتم في العالم هو نقل البشر من خضوع بعضهم لبعض إلى خضوع الكل لله الواحد الأحد.


والأمثلة كثيرة ولكني سوف اختار لكم منها:

طالب المشركين رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أكثر من مرة أن يطرد المستضعفين من المسلمين حتى يجلسوا إليه، وفي كل مرة كان يتنزل قرآن ويكون موقف رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الرفض، ومن هذه ما أخرجه أبو نعيم عن ابن مسعود قال : من الملأ (أي السادة) من قريش على رسول الله وعنده صهيب وبلال وخباب وعمار –رضي الله عنهم– ونحوهم وناس من ضعفاء المسلمين فقالوا (أي الملأ مخاطبين رسول الله): أرضيت بهؤلاء من قومك؟ أفنحن نكون تبعاً لهؤلاء الذين منَّ الله عليهم؟ اطردهم عنك فلعلك إن طردتهم اتبعناك قال: فأنزل الله عز وجل: وَأَنذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْ يُحْشَرُوا إِلَى رَبِّهِمْ لَيْسَ لَهُمْ مِنْ دُونِهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (51) وَلَا تَطْرُدْ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِمْ مِنْ شَيْءٍ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنْ الظَّالِمِينَ. أخرجه أحمد والطبراني.


وبذلك يكفيك أن تعلم أن الناس يعتبرون العمل السياسي الإسلامي عملاً مثالياً لا يستطيعه أي إنسان فإذا ما عرفنا بعد ذلك أن الرسول -عليه الصلاة والسلام- استطاع أن يقود الناس بهذا الإسلام. فلا نجد موقفاً من مواقفه تناقض مع نصوص ومبادئ دعوته، وعلمت أنه ما من زعيم سياسي إلا ويضطر للتناقض، إما لاحقا مع سابق أو دعوى مع عمل أو داخلياً مع خارجي، أدركت مدى الكمال في القيادة المحمدية، وخاصة إذا عرفت أنه لم يستطيع أن يرتفع من حكّام الأمة الإسلامية إلى القيادة بالإسلام الكامل بحق، إلا أفراد منهم الخلفاء الراشدون الأربعة، أما رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقد ساس الناس بالإسلام ولم ينزل بالإسلام إلى مستوى الناس، بل رفع الناس إلى مستواه على وتيرة واحدة ونسق واحد في الفكر والعمل.


2 - استطاعته -صلى الله عليه وسلم- الاستمرار بدعوته تبليغاً وإقناعاً:

هناك شيئان أساسيان يجب أن يتفطّن لها قادة الحركات السياسية الفكرية الجديدة:

أ) الحرص على استمرار عملية التبليغ والإقناع.

ب) البصر الحكيم بالموقف الذي يتخذ من الخصم. إن أي دعوة من الدعوات إذا لم تستطع تأمين عملية استمرار التبليغ والإقناع تجمد ثم تنحصر ثم تموت. وأي دعوة من الدعوات لا تتخذ الموقف المناسب من الخصم تضرب ضربة ساحقة ثم تزول.


عندما ندرس هذين الجانبين في العمل عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تجد أنه -صلى الله عليه وسلم- قد نجح فيهما. فرغم تألب الجزيرة العربية كلها عليه، ورغم العداء العنيف الذي ووجه به، ورغم كل شئ فإن عملية التبليغ لم تنقطع لحظة من اللحظات.


أما للأمر الثاني، فأنت تلاحظ حكمة مواقفه تجاه العدو، فهو في مكة يصبر ويأمر أتباعه بالصبر، ولم يأمر بقتالهم، ولو فعل ذلك لخسر أتباعه قتلاً، ولشغل بذلك في قضايا الثأر، ولما أمكنه أن يتابع عملية التبليغ. فكسب بهذه الخطة كثيراً من القلوب.فإذا ما انتقل إلى المدينة رأيت تجدد مواقفه على حسب الظروف الجديدة من معاهدة إلى سلام إلى حرب إلى ضربة هنا ووثبة هناك. ولكن هذا كله لم يؤثر بتاتاً على عملية تبليغ الحق وإقناع الناس به على كل مستوى وبكل وسيلة ملائمة.وخلاصة القول: لا توجد حركة سياسية تقوم على أساس عقدي نجحت كما نجحت دعوة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وفي فترة قصيرة، وهذا يدلنا على أن الأمر أكبر من أن يكون –لولا التوفيق الإلهي– لهذا الرسول الأعظم الفذ على مدى التاريخ بين الرجال.

3 - قدرته صلى الله عليه وسلم على استيعاب أتباعه تربية وتنظيماً وتسييراً ورعاية:
أ) ألا تقدر هذه الدعوة على أن تربي أتباعها تربية نموذجية بحيث يعطي أتباعها صورة حسنة عنها، مما يؤدي إلى نفور الناس منها كأثر عن نفورهم من أصحابها، فيكون التابع حجة على الدعوة بدلاً من أن يكون حجة لها. وعلى العكس من ذلك إذا ما ربي أفرادها تربية نموذجية حية فإن الناس يؤمنون بهم قبل إيمانهم بدعوتهم، ويحبونهم قبل أن يعرفوا ما يدينون به، وكم رجال ضربوا دعوتهم بسلوكهم مع أنهم يحملون دعوة عظيمة.

ب) أن يدخل الدعوة ناس ولا تستطيع هذه الدعوة أن تسخر طاقاتهم في سبيلها. وأمثال هؤلاء يكونون في وضع مشلول فلا هم ضد الدعوة ولا هم يقدمون شيئاً لها.


هذه النواحي الثلاث لابد من تلافيها لأي دعوة تقوم على أساس مبدأ معين وعدم تلافيها يعطل سير الدعوة ويقتلها. ومن دراستنا لحياة النبي -صلى الله عليه وسلم- نجد أنه يتجنبها وتجد ما يقابلها بشكل لا مثيل له بحيث لا تستغرب بعد كيف انتصرت هذه الدعوة وهذه الجماعة وكيف توسعت على مر الأيام.فنرى:



في الجانب الأول: تربية الرسول -صلى الله عليه وسلم- وكيف أن الأمة الإسلامية كلها قد وُسعت تربية.
في الجانب الثاني: ترى الحركية الدائمة التي كان يجعل أصحابه دائماً يعيشونها.


في الجانب الثالث: ترى دقة الرسول -صلى الله عليه وسلم- في الرعاية والعناية والسهر على شؤون الأتباع بشكل عجيب، ولعل هذا الجانب أحق بالتمثيل
أن الدعوة العقدية السياسية تصاب من قبل أتباعها بسبب قيادتها من نواح ثلاث:


ج) عندما لا يحس الأتباع بالرعاية الدائمة، والملاحظة التامة، وعندما لا يوضعون فيما يحس وضعهم به، أو عندما يحسون بأنهم منسيون، أو عندما لا يعرف الإنسان محله ومهمته بها، كل هذا يؤثر على نفسية الأتباع ويولد عندهم فتوراً عن الدعوة. أخرج ابن إسحاق عن أم سلمة أنها قالت: لما ضاقت مكة وأوذي أصحاب رسول الله وفتنوا ورأوا ما يصيبهم من البلاء والفتنة في دينهم وأن رسول الله لا يستطيع دفع ذلك عنهم، وكان رسول الله في منعة من قومه ومن عمه، لا يصل إليه شئ مما يكره، ومما ينال أصحابه. فقال لهم رسول الله: (إن بأرض الحبشة ملكاً لا يظلم أحد عنده فالحقوا ببلاده حتى يجعل الله لكم فرجاً ومخرجاً مما أنتم فيه).



وقد وجههم مرتين إلى الحبشة. مرة في السنة الخامسة، ومرة في السنة السابعة. حيث كان المسلمون مقدمين على أعظم مراحل الاضطهاد مرحلة المقاطعة الشاملة.والأمثلة كثيرة وفيها دلالة على مبلغ دقة الرسول -صلى الله عليه وسلم- في توجيه أصحابه بالشكل الذي يحمون فيه ويأمنون، وكيف أنه لا ينسى أحد منهم بل يستوعبهم جميعاً برعايته، وكيف يعدهم للحظة المناسبة، وكيف يسيّر كل واحد منهم بحكمة تناسب وضعه.


4- الثقة التي كان يتمتع بها -صلى الله عليه وسلم- عند أتباعه:للثقة بين الناس وقائدهم أهمية عظيمة جداً عند أصحاب الفكر السياسي، لذلك ترى في أنظمة الحكم الديمقراطية أن الحكومة تبقى حاكمة ما دامت متمتعة بثقة شعبها التي تعرفها ببعض الوسائل، وهذا حال الناس الذين يثقون بحكوماتهم ومتعاونين معها فإنهم يستطيعون بالتالي أن يسدوا النواقص. أما إذا فقدت الثقة فقد تلاشى كل شئ وفقدت الأمة قوتها ويضعف روحها المعنوية ويضرب اقتصادها وبالتالي يهوي بها.لذلك كان من أهم عوامل القائد السياسي لأمة ثقة الأمة به ومحبتها له، فإن هذا إذا وجد يعوض كل النواقص وكل الفراغات فإذا ما وضح هذا بشكل عام نقول: أن تاريخ العالم كله لا يعرف مثلاً واحداً يشبه ما كانت عليه ثقة أتباع الرسول –صلى الله عليه وسلم- به. إن ثقة الناس بالقائد الرسول كانت ثقة غير متناهية يكفي لإدراكها أن ترى بعضاً من مواقف الصحابة في أدق وأصعب وأحوج الأحوال:قال أبو الهيثم بن التيهان: يا رسول الله وإن بيننا وبين الناس حبالاً (أي أحلافاً وعهوداً) فلعلنا نقطعها ثم ترجع إلى قومك وقد قطعنا الحبال وحاربنا الناس. فضحك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من قوله وقال: الدم الدم، الهدم الهدم، وفي رواية: بل الدم الدم والهدم الهدم. أنا منكم وأنتم مني، أحارب من حاربتم وأسالم من سالمتم. ثم أقبل أبو الهيثم على قومه فقال: يا قوم هذا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أشهد أنه لصادق وأنه اليوم في حرم الله وأمنه وبين ظهري قومه وعشيرته، فاعلموا أنه إن تخرجوه رمتكم العرب عن قوس واحدة، فإن كانت طابت أنفسكم بالقتال في سبيل الله وذهاب الأموال والأولاد فادعوه إلى أرضكم فإنه رسول الله حقاً، وإن خفتم خذلاناً فمن الآن. فقالوا عند ذلك: قبلنا عن الله وعن رسوله ما أعطيانا، وقد أعطينا من أنفسنا الذي سألتنا يا رسول الله، فخل بيننا يا أبا الهيثم وبين رسول الله فلنبايعه، فقال أبو الهيثم: أنا أول من بايع.

محمد رافع 52
03-12-2012, 10:37 AM
الأمثلة كثيرة وكلها تشعر الإنسان بمقدار الثقة التي كانت تملأ قلوب هذا الرعيل الأول مع معرفتهم بما سيترتب على هذه البيعة من آثار مخيفة. والحقيقة أن شخصية الرسول -صلى الله عليه وسلم كانت- من الأسر والقوة والنفاذ بحيث لا يملك من يخالطها إلا أن يذوب فيها، إلا إذا كانت شخصية معقدة، ولعل في قصة مولاه زيد بن حارثة ما يؤكد هذا المعنى. إذا يأتي أبو زيد وأعمامه ليشتروه ويرجعوا به إلى أهله حراً ولكن زيداً يختار صحبة محمد مع العبودية والغربة، على فراقه مع الحرية ولقاء الأهل. وهذه ظاهرة عجيبة أن يصارح زيد أهله بهذا، وهو ليس صغير السن بل كان وقتذاك ناضج الفكر فكافأه محمد -صلى الله عليه وسلم- (كان ذلك قبل النبوة) أن حرره وتبناه.
5 - استطاعة القائد الاستفادة من كل إمكانيات الأتباع العقلية والجسمية أثناء الحركة، مع المعرفة الدقيقة بإمكانية كل منهم ووضعه في محله:إن عبقرية القيادة لا تظهر في شئ ظهورها في معرفة الرجال، ووضع كل في محله، واستخراج طاقات العقول بالشورى، واستخلاص الرأي الصحيح. وفي كل من هذين كان الرسول -صلى الله عليه وسلم- الأسوة العليا للبشر.إن الشورى في فن السياسة عملية تستجمع فيها طاقات العقول كلها لاستخلاص الرأي الصالح، ويتحمل فيها كل فرد مسؤولية القرار النهائي، ويقتنع فيها كل فرد بالنتيجة. فيندفع نحو المراد بقوة وترتفع بها ملكات الفرد وروح الجماعة. ويبقى الإنسان فيها على صلة بمشاكل أمته وجماعته، ولذلك جعل الله أمر المسلمين شورى بينهم، حتى يتحمل كل فرد من المسلمين المسؤولية كاملة ولا يبقى مسلم مهملاً.والظاهرة التي نراها في حياة الرسول -صلى الله عليه وسلم- كقائد. حبه للشورى وحرصه عليها ومحاولته توسيع دائرتها واستخلاصه الرأي الأخير في النهاية:قبيل غزوة بدر استشار الناس فأشار المهاجرون، فلم يكتف ثم استشار الناس فأشار الخزرج والأوس، ثم اتخذ قراره الأخير حتى يمحو أي تردد عن أي نفس. وقبيل يوم أحد استشار الناس وأخذ برأي الأكثرية. ويوم الأحزاب أخذ برأي سلمان الفارسي. ويوم الحديبية أشارت عليه أم سلمة زوجته فأخذ برأيها.أنها القيادة التي لا تستكبر أن تنزل على رأي مسلم كائناً من كان، ما دام الرأي سليماً صحيحاً. والقيادة الصالحة هي التي تعمم الشورى حتى لا يبقى أحد عنده رأي إلا قاله وخاصة فيما يكون فيه غرم.أما معرفة الرجال ووضع كل في محله المناسب له وتكليفه بالمهمة التي يصلح لها، فكذلك لا يلحق برسول الله -صلى الله عليه وسلم- أحد فيها.إن أبا بكر وعمر كانا في زمن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يلقبهما الصحابة بالوزيرين له، وكان يسمر معهما في قضايا المسلمين، ولما مرض -صلى الله عليه وسلم- أمر أبا بكر أن يصلي بالناس وهذا الذي جعل المسلمين يختارونه بعده خليفة، ثم كان عمر الخليفة الثاني، والناس يعرفون ماذا فعل أبو بكر وعمر يوم حكما الناس، فهل يشك أحد أن تركيز الرسول -صلى الله عليه وسلم- على هاتين الشخصيتين كان في محله، وأنهما من الكفاءة في المحل الأعلى، وأن رأي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيهما في محله. وهذان مثلان فقط وإلا فما اختار رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رجلاً إلا ورأيت الحكمة في هذا الاختيار.لكل مقام رجال وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أكثر الخلق فراسة في اختيار الرجل المناسب للمقام المناسب.
6- قدرته الكاملة -صلى الله عليه وسلم- على حل المشاكل الطارئة:إن انهيار الدعوات والتنظيمات السياسية عادة ما يكون بسبب مشكلة طارئة لا تستطيع القيادة أن تحلها حلاً موفقاً، مما يؤدي إلى انقسام أصحابها أو ضربها والقضاء عليها. فكلما كانت القيادة أقدر على حل المشاكل كان ذلك أضمن لنجاح الدعوة.وقد يحدث أن بعض القيادات تحل المشاكل حلاً غير مشروع، فتستعمل القوة مع أتباعها، فتبيد المعارضين أو تسجنهم كما نرى كثيراً من هذا في عصرنا الحاضر. إلا أن الظاهرة التي لا مثيل لها في تاريخ القيادات العالمية أنك تجد عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قدرة لا مثيل لها على حل المشاكل بكل بساطة، هذا مع سلوك الطريق الألطف مع الأتباع. والذي عرف العرب عن كثب يدرك كفاءة هذه القيادة التي استطاعت أن تشق الطريق بأقل قدر ممكن من المتاعب.أنه لا توجد أمة في العالم أكثر مشكلات من الأمة العربية، فالعوامل النفسية التي تثير المشاكل كثيرة جداً، فكلمة قد تثير حرباً، وجرح كرامة قد يؤدي إلى ويلات، ونظام للثارات وشعور بالولاء وعواطف متأججة وعصبية عارمة وجرأة نادرة وقسوة وصلابة وعدم انضباط، وكل واحدة من هذه تحتاج إلى قيادة تتمتع بكفاءة منقطعة النظير، وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- القائد الذي استطاع أن يدير أمر هذا الشعب القوي المراس ويحل كل مشاكله بكل بساطة.وأبرز الأمثلة حله لمشكلة وضع الحجر الأسود قبل النبوة حين هدمت قريش الكعبة وأعادت بناءها.في رواية ابن اسحاق للحادث قال: ثم أن القبائل جمعت الحجارة لبنائها كل قبيلة تجمع على حدة ثم بنوها حتى بلغ البناء موضع الركن فاختصموا فيه كل قبيلة تريد أن ترفعه إلى موضعه دون الأخرى حتى تحاوزوا وتحالفوا وأعدوا للقتال فقربت بنو عبد الدار جفنة مملوءة دماً ثم تعاقدوا هم وبنو عدي بن كعب بن لؤي على الموت وأدخلوا أيديهم في ذلك الدم في تلك الجفنة، فسموا لعقة الدم. فمكثت قريش على ذلك أربع ليال أو خمساً ثم إنهم اجتمعوا في المسجد وتشاوروا وتناصفوا فزعم (إذ يروي أن المشير على قريش مهشم بن المغيرة، ويكنى أبا حذيفة) بعض أهل الرواية: أن أبا أمية بن المغيرة عبد الله بن عمر بن مخزوم وكان عامئذ أسن قريش كلها، قال: يا معشر قريش، اجعلوا بينكم فيما تختلفون فيه أول من يدخل من باب هذا المسجد يقضي بينكم فيه ففعلوا. فكان أول داخل عليهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فلما رأوه قالوا: هذا الأمين، رضينا، هذا محمد. فلما انتهى إليهم وأخبروه الخبر، قال -صلى الله عليه وسلم- هلمّ إليّ ثوباً، فأتي به، فأخذ الركن فوضعه فيه بيده ثم قال: لنأخذ كل قبيلة بناحية من الثوب، ثم ارفعوا جميعاً ففعلوا. حتى إذا بلغوا به موضعه وضعه هو بيده ثم بني عليه.
والنماذج كثيرة كلها تبين كيف كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يحل المشكلات اليومية بسرعة عجيبة فلا يبقى لها أي أثر. هذه الإمكانية العجيبة في حل المشكلات جعلت رجلاً كبرناردشو الأديب الإنكليزي المشهور يقول: ما أحوج العالم إلى رجل كمحمد يحل مشاكله وهو يشرب فنجاناً من القهوة (أي ببساطة)!ومن قرأ كتب الحديث رأى كثرة المشكلات اليومية والفردية والجماعية التي كانت تعترض رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو يسوس شعباً من أعصى شعوب العالم انقياداً وطاعة وسياسة، ومع هذا فما عرف أن مشكلة مرت عليه إلا وحلها بسهولة كاملة واستقامة مع منهج الحق الذي يدعو إليه والذي يمثل أرقى صور الواقعية والمثالية بآن واحد، وما كان ذلك ليكون لولا توفيق الله ورعايته.
7- بعد نظرة -صلى الله عليه وسلم- وضرباته السياسية الموفقة:إن الدارس لتصرفات رسول الله يجد أنه لا يوجد تصرف إلا وفيه غاية الحكمة وبعد النظر. فمثلاً يرسل كسرى إلى عاملة على اليمين (باذان) أن يهيج رسول الله، وأن يقبض على رسول الله ليرسله إلى كسرى، فيرسل باذان رجلين ليقبضا على رسول الله ويأتيا به إلى كسرى ويأمر باذان أحد الرجلين أن يدرس أحوال رسول الله، فلما وصل الرجلان أبقاهم الرسول عنده خمسة عشر يوماً دون رد عليهم وقُتل كسرى في اليوم الخامس عشر فأنبأهم -عليه السلام- بقتل كسرى يوم مقتله وأهدى أحد الرجلين منطقة فيها ذهب وفضة وأرسل إلى باذان رسالة مضمونها أنه إن أسلم أعطاه ما تحت يده وكان من آثار هذا كله أن خلع باذان ولاءه لكسرى وأسلم معلناً ولاءه لمحمد -صلى الله عليه وسلم-.إن الأمثلة كثيرة جدا ولكن يبقى أن تدرك الأفق العالي الذي كان ينظر منه -عليه السلام- وتدرك أن قيادته جزء من صلته بالله المحيط علماً بكل شئ فكان مسدداً راشداً مهدياً.
8 و 9 - الوصول إلى النصر وتطبيق ما كان العمل من أجله بعد النصر وإحكام البناء بحيث يكون قادراً على الصمود في المستقبل ووضع أسس النمو الدائب المتطور بحيث تحتفظ الدعوة بإمكانية السير عبر العصور:لقد مضى على بدء الإسلام أربعة عشر قرناً، ولا زال الإسلام في انتشار، ولا زال يتوسع، رغم كل ما تبذله الدعايات الكافرة من أعدائه، سواء كانوا أصحاب دين أو غير أصحاب دين بطرق منظمة وغير منظمة، فلا زال الإسلام هو الإسلام ولا زال قادراً على الحركة. ورغم الملابسات التاريخية التي أوقعت العالم الإسلامي في قبضة أعدائه، ورغم سيطرة الأعداء فالإسلام باق. ورغم أن الكافرين استطاعوا أن يهيؤا لأعداء الإسلام وسائل الانتصار داخل العالم الإسلامي فالإسلام شامخ يتحدى ويقهر.وخلال هذا التاريخ الطويل سقطت دول تحكم باسم الإسلام وقامت دول تحمل الإسلام واستوعب الإسلام الجميع. وفي كل مرة كان الإسلام محمولاً حق الحمل كان أصحابه هم الغالبين وحضارته أرقى الحضارات وما ذلّ المسلمون إلا من تقصيرهم وتفريطهم وجهلهم بالإسلام.القرون الوسطى عند الأوروبيون قمة التأخر والقرون الوسطى عندنا قمة التقدم وكانوا يومها متمسكين بدينهم وكنا لا زلنا متمسكين بديننا ومن هنا مفرق الطريق، حيث كان الإسلام حمل أتباعه على التقدم وحيث كان غير الإسلام ديناً كان تأخر. وهذا هو الإسلام يصارع الآن على كل مستوى شرقاً وغرباً فكراً وسلوكاً وهو في كل حال أبداً غالب وأن اضطهد المسلمون فذلك لقوة فكرهم لا لشيء آخر.وما أحد يجهل أن روح الجهاد في قلوب المسلمين هي التي حررت العالم الإسلامي من قبضة مستعمريه في عصرنا هذا. لقد استطاع الإسلام أن يفعل هذا لأن الأساس الذي بناه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- له خلال ثلاثة وعشرين عاماً كان من القوة بحيث يحمل كل العصور ويسع كل العصور.أن الظاهرة التي نراها في حياة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه خلال عشر سنوات فقط كان كل جزء من أجزاء دعوته قائماً يمشي على الأرض على أكمل ما يكون التطبيق، وكل جزء من أجزاء دعوته قابلاً للتطبيق خلال كل عصر، وما مر عصر إلا ورأيت الإسلام مطبقاً بشكل من الأشكال. فإذا ما عملت بأن دعوة سياسية فكرية تحتاج إلى عشرات السنين حتى تنتشر وتنتصر وقد تطبق وقد لا تطبق أدركت أن العملية هنا ليست عملية عادية وإنما هي شئ خارق للعادة تحس وراءه يد الله. وتحس بالتالي أن الدين دين الله وأن محمداً عبده ورسوله.

محمد رافع 52
03-12-2012, 11:32 AM
العـــلاقـات الاجتماعيــة في الإســلام


المعاملة الحسنة إحدي السمات الشخصية التي تميز الإنسان وتدل علي مدي إيمانه وتحليه بالأخلاق الكريمة لأن الحديث النبوي يؤكد علي أن الدين المعاملة‏..‏ وقد لوحظ في الفترة الأخيرة تعامل بعض الشباب والفتيات مع الآخرين من أفراد المجتمع بأساليب غير لائقة وأخذ معظم الأمور بشيء من اللامبالاة وعدم الاهتمام وكأنه يعيش في مجتمع معزول‏.‏
إسلاميات الأهرام المسائي حاورت بعض رجال الدين للوقوف علي هذه الظاهرة وكيفية مواجهتها ووضع الروشتة الشرعية للشباب والفتيات لذلك في البداية يقول الشيخ منصور الرفاعي وكيل وزارة الأوقاف الأسبق إن التعامل مع الآخرين فن والفن قيم وذوق وأخلاق وكل إنسان يتعلم هذا الفن من بيته لأن البيت يوجد فيه التعامل بين الأب والأم والأبناء وكذلك تعامل الأم مع الجيران

وسرعان ما يشب الإنسان شيئا فشيئا وتتسع قدراته وينتقل الشاب إلي المدرسة ويبدأ في تكوين الصداقات والعلاقات الاجتماعية مع نظرائه في المدرسة وكذلك الفتاة ومن هنا يأتي دور الأم فهي بمثابة المدرسة الأولي للطفل لتوضيح حسن العلاقة بينه وبين الآخرين لأنها تنمي فيه كيفية التفاهم مع غيره وحسن التعامل بالأدب والاحترام مع الأكبر سنا وكذلك كيفية اكتساب الصديق لأنه شيء مهم في حياة كل فرد لأن الإنسان بلا صديق كالغريق تحت الماء‏.‏

وأضاف ان المدرس في الفصل عليه جانب كبير في تنمية المهارات التي تغرس في وجدان وأحاسيس الشاب أو الفتاة لأنه يعلمه أدب الحوار مع الآخرين لأن أسلوب الحوار شيء مهم في حياة الشاب مشيرا إلي دور عالم الدين في المسجد لأنه يهتم بتربية ضمير الإنسان ويعلمه كيف يراقب ربه في السر والعلن وكيف يرعي حق أصدقائه وجيرانه من خلال علمه بمراقبة الله له في أعماله وأفعاله وكذلك ضرورة ان يعلم الشاب او الفتاة ان الحرية لها ضوابط ليس فيها تفلت وتنتهي عندما تبدأ حرية الآخرين‏.‏

لا ترضي أحدا
وقال الرفاعي أن هناك العديد من الأفعال التي يقدم عليها بعض الشباب في التعامل مع الآخرين لا ترضي أحدا مثل ارتفاع الصوت وسوء الظن في الآخرين والتدخل في شئون الغير ولا يعلم أن من حسن خلق الإنسان تركه ما لا يعنيه وكذلك نقل الكلام إلي الآخرين وهذا يدخل في باب التجسس التي تعد رذيلة من الرذائل وخلق ذميم وعادة سيئة لذا قال الرسول صلي الله عليه وسلم‏(‏ من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه‏)‏

مشددا علي أن هناك مشكلة كبري يجب أن يتداركها الشباب وهي قيام البعض منهم بتصوير الفتيات علي المحمول ثم يقومون بتكبير هذه الصور والاحتفاظ بها والإساء إلي سمعتهم بدون وجه حق وهذا خلق ذميم لو انكشف فاعله لاحتقره الجميع‏:‏

وأشار إلي أننا نلاحظ في العديد من المواصلات العامة جلوس بعض الشباب ووقوف الشيوخ والأمهات اللاتي يحملن وليدهن ولا يقوم أحد من الشباب بالتطوع بإحلال اي منهم مكانه وهذا مخالف لما تنص عليه تعاليم الدين الإسلامي والله تعالي يقول‏(‏ يا أيها الذين آمنوا إذا قيل لكم تفسحوا في المجالس فافسحوا يفسح الله لكم‏)‏ مؤكدا أن بعض الشباب يبرر بأن المرأة نادت بالمساواة فعليها ان تتحمل فهذا فكر خاطيء فالاحترام واجب والرسول ـ صلي الله عليه وسلم ــ قال‏(‏ النساء شقائق الرجال‏)‏ فلابد من احترام مشاعرهن كأي إنسان وكذلك الرجل المسن الذي يقول الرسول ـ صلي الله عليه وسلم ـ في ذلك‏(‏ ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا ويعرف لعالمنا حقه‏)‏

احترام الأكبر سنا
وذكر الرفاعي ما قاله الرسول ــ صلي الله عليه وسلم ــ لعبد الله بن عباس‏(‏ كبر‏)‏ اي احترم الأكبر منك سنا‏,‏ وقال ــ صلي الله عليه وسلم ــ ايضا‏(‏ أنزلوا الناس منازلهم‏)‏ مشيرا إلي أنه لابد أن يعلم الشباب أن ما يفعله الآن مع الكبار سيفعله معه شباب الغد في يوم من الأيام عندما يكبر ويصل إلي مرحلة الشيخوخة والتاريخ ذكر لنا ان عبد الله بن عباس ابن عم النبي ــ صلي الله عليه وسلم ــ كان يركب حمارا فتقدم عبد الله بن مسعود وهو من علماء اهل زمانه وأخذ بزمام الحمار فقال بن عباس يابن مسعود يا فقيه الأمة اترك حماري فقال ابن مسعود هكذا أمرنا ان نفعل مع آل بيت نبينا ــ صلي الله عليه وسلم ــ فنزل بن عباس من علي الحمار وأمسك بيدي بن مسعود وقبلها وقال هكذا أمرنا ان نفعل مع علمائنا فهذا إن دل فإنما يدل علي مدي احترام الآخرين والصحابة لبعضهم البعض ويجب أن يتخذ الشباب والفتيات من ذلك قدوة لهم في كيفية التعامل مع الآخرين‏.‏

الأخلاق الفاضلة
ومن جانبه أكد الدكتور عبد الحميد عز العرب الأستاذ بجامعة الأزهر أننا في حاجة ماسة إلي الأخلاق الفاضلة والقيم الإسلامية الرفيعة التي ينبغي أن يتحلي بها كل مسلم لاسيما الشباب في عصرنا الحاضر فإننا في الواقع إذا نظرنا إلي معظم الشباب وجدناهم قد فقدوا القيم النبيلة في معاملتهم مع بعضهم ومع غيرهم فنجدهم لا يغيثون ملهوفا ولا يأخذون بيد ضعيف ولا يهتمون بأن تكون هناك علاقة طيبة بينهم وبين غيرهم وهذا كله بلاشك يتنافي مع مباديء الدين الحنيف القائمة علي التعاون بين أبناء المجتمع كلهم عملا بقوله تعالي‏(‏ وتعاونوا علي البروالتقوي‏)‏ وأيضا قوله ــ صلي الله عليه وسلم كان الله في عون المرء ما كان المرء في حاجة أخيه‏.‏

وقال إن شبابنا اليوم يفتقر إلي القيم الدينية بكل ما تحويه هذه الكلمة من معني ولاشك ان اهتمام الشباب والفتيات بالقيم الدينية له أثره علي المجتمع وعلي الأمة بأثرها فالشباب هم عدة الوطن والأمل المنشود في بناء المستقبل وشباب بلا قيم ومباديء كشجر بلا ثمر لذا لابد ان يكون لدي الشباب من الغرس الديني ما يمكنه من التغلب علي ما يعانيه في الوقت الحاضر ولا ينبغي أن يتخذ الشباب من بعض التحديات التي تسود في ذلك العصر علة او وسيلة للبعد عن الدين او فعل التصرفات العشوائية التي نجدها من هنا أو هناك تحت
مسمي الحرية أو أي مسمي آخر من المسميات التي نجدها منتشرة علي الساحة في هذا العصر‏.‏

الواقع العملي
‏*‏ أما الدكتور عبد المهدي عبدالقادر الأستاذ بجامعة الأزهر قال إن الغرض من قول‏(‏ الدين المعاملة‏)‏ أن الحياة ليست بالكلام الطيب أو المظهر الطيب فقط ولكن الواقع العملي الذي يدل علي سلامة المخبر مع جمال المظهر مؤكدا أن شباب اليوم عليه أن يتعامل مع الآخرين معاملة جادة في إطار الأخلاق الكريمة وأن يتجنب الأفعال السيئة مثل قيادته السيارة بسرعة زائدة واصطدامه بالآخرين وكذلك إذا أراد أن يأخذ أو يعطي يكون بأسلوب مهذب ودرجة عالية من الالتزام وأن يتقن عمله مؤديا رسالته في المجتمع كما ينبغي أن يكون أما ما نراه من شباب اليوم من قيامهم بالإساءة إلي أنفسهم قبل الإساءة إلي الآخرين شيء مخزي ويجب أن تتقي الشاب الله ويتخلي بالأخلاق الطيبة وإذا أراد أن يتحدث مع شخص آخر فليتحدث بأسلوب لائق ويطبق قول الرسول صلي الله عليه وسلم من لم يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا ويعرف لعالمنا حقه فليس منا وقال أيضا‏(‏ ما أكرم شاب شيخا لسنه إلا قيض الله له من يكرمه عند سنه‏)‏
وناشد الدكتور عبد المهدي الشباب والفتيات كل علي حدة سواء أن يتخلقوا بالأخلاق الكريمة وأن يسيرا علي خطي الكرام حتي تكون الحياة ذات مذاق طيب‏.‏

*‏ وقال إنني لست راضيا عما يحدث من الشباب والذي يعتبر رهقا يؤدي إلي شقاء الصغير والكبير وكذلك نجد بعض الأسر علي بركان ممكن أن ينفجر في أي وقت وهذا إن دل فإنما يدل علي توتر علاقات الناس مع بعضهم البعض التي تعتبر في غاية الاضطراب والكآبة مطالبا الشباب بالتحلي بالاخلاق وضبط النفس علي المكارم ولا داعي لكثرة الضجيج‏.‏

حصر معني الدين
‏*‏ وقال الدكتور عبد العظيم المطعني الأستاذ بجامعة الأزهر أن الحديث النبوي الدين المعاملة المراد منه حصر معني الدين في أساليب التعامل مع الناس علي اختلاف منازلهم والمعني العام الذي يحمله أن المتدين الحق من الناس لا يعرف بكثرة العبادة كالصلاة والصيام والحج والاعتماد وإرخاء اللحية وحمل المسبحة في يده والإكثار من قال الله وقال الرسول صلي الله عليه وسلم وإظهار علامات الصلاح هذا كله ليس مقياسا لمعرفة المتدين من غير المتدين‏,‏ وإنما المحك الحقيقي الذي يعرف به صلة الآخرين بالدين هو أساليب المعاملة التطبيقية الحسنة الصادقة مع الناس عامة لا يخص بها أفرادا دون آخرين بل هي سلوكه اليومي مع كل من يتعامل معه كالإحسان إلي الجار والزميل مع العمل والمحافظة علي الوفاء بالوعد إذا وعد والصدق في القول وأن يحب للناس ما يحبه لنفسه‏,‏ وأن يعطي كل ذي حق حقه سواء كان مقربا إليه أو بعيدا عنه وأن يخلص ويتفاني في أداء الواجبات عليه سواء كان واجب عمل أو علاقات اجتماعية كمواساة المصابين ورعاية الضعفاء ومديد العون لكل مكروب إن كان ذلك في استطاعته وعيادة المريض وبذل النصيحة لمن يعرفهم وألا يكون أنانيا يحب الخير لنفسه‏,‏ وأن يصون الأمانة سواء كانت مادية أو اجتماعية فلا يفشي سرا لأحد‏.‏ وألا يسخر من غيره لأي سبب من الأسباب وأن يسلم الناس من لسانه ويده وبخاصة جيرانه في السكن وزملائه في العمل وأن يحترم الكبير ويرحم الصغير ويعرف لذوي الفضل فضلهم‏.‏

ارحموا عزيز قوم ذل
‏*‏ وأضاف المطعني أنه قد جاء في الاثر‏..‏ ارحموا عزيز قوم ذل‏,‏ وغنيا افتقر وعالما ضاع بين جهال‏.‏

وأنه من أفضل ضروب التعامل التي يعرف بها الشاب أو الفتاة المتدين‏.‏ ألا يتدخل في مالا بعينه من الأمور إلا إذا دعي للدخول فيها كأخذ رأيه والإسهام في حل المشاكل التي تنشأ بين أي أحد‏.‏ وفي هذه الحالة يجب أن يكون أمينا في النصح وإبداء الرأي صادقا في إزالة الخلاف بين من استدعوه لحل مشكلاتهم

*‏ وأوضح أن الإسلام وضع فيما ومباديء لتنظيم السلوك الرفيع والمعاملة السامية ومن ذلك المبدأ الذي يقول‏:‏ عامل الناس بما تحب أن يعاملوك به هذا المبدأ هو أرقي توجيه عرفته الإنسانية فلا تعامل أحد بما تكره أنت أن يعاملك به الآخرون والمبدأ الثاني كما تدين تدان وفيه تحذير لكل إنسان من عواقب التعامل السييء‏,‏ لأن الناس يعاملون الفظ الغليظ من الناس بالفظاظة والغلظة وكذلك مما وضعه الإسلام‏:
‏ ان تحب لأخيك ما تحبه لنفسك أو علي الأقل لا تتمني له الشر والمصائب حتي لو كان عدوا لك فإن الله عز وجل يجزيك علي الإحسان إلي من أساء إليك مشيرا إلي قول بعض الحكماء أحسن إلي الناس تستعبد قلوبهم‏.‏

*‏ وأشار إلي أن الآباء والأمهات عليهم أن يغرسوا هذه المبادئ في نفوس أبنائهم لأن من شب علي شيء شاب عليه وكان أصحاب رسول الله صلي الله عليه وسلم تبرز قوتهم علي حسن المعاملة صغارا لتكون خلقا لهم وهم كبار‏,‏ ومما عرف عن شباب الصحابة أنهم كانوا يلتزمون الصدق وتوقير الأكبر سنا منهم‏,‏ حتي أنهم ما كانوا يتحدثون في مجالس الكبار تأدبا معهم إلا إذا طلب من أحدهم الحديث وعلينا جميعا بالحياء الذي يقول فيه المصطفي صلي الله عليه وسلم الحياء كله خير الحياء لا يأتي إلا بالخير‏.‏

*‏ وأخيرا ليس بآخر نقول لكل شاب وفتاة انه يجب أن يتحلي كل واحد منكم بالأخلاق الكريمة التي كان عليها شباب الصحابة رضوان الله تعالي عنهم وأرضاهم ولا تجعلوا متغيرات العصر تطغي علي مبادئكم التي يجب أن لا تتغير فتقلل من احترامكم لذاتكم وغيركم واعلموا جيدا أن المرء كما يدين يدان‏..‏ وأن ما تفعلونه اليوم من خير أو شر في شبابكم يردإليكم عند هرمكم وسرعان ما تمر الأيام وتمضي دون أن تدري فبالأمس القريب كنت جنينا في بطن أمك ثم أصبحت طفلا ثم ترعرعت وصرت شابا يافعا أو فتاة يافعة وسرعان ما تمضي الأيام وتصبح شيخا كهلا لا تقدر علي الحركة فاعمل لهذه الأيام واعلم أن الأيام تمر وتنقضي وأن هذا من عمرك وإن الملذات والشهوات لتلدغ روحك وجسدك ولن تدري إلا وأنت بين يدي رب العباد فاعمل لهذه اللحظة قبل أن يفوت الآوان وتندم وقت مالا يفيد الندم‏.‏


منقول

محمد رافع 52
13-12-2012, 07:44 PM
أهمية الوحدة في الإسلام
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

الحمد لله الذي شرع لعباده شعائر الدين، وجعل فيها تأليفا بين قلوب عباده المؤمنين، سبحانه هو الإله الواحد الفرد الصمد، الذي }لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ{ (الإخلاص/ 3 ـ 4)، أحمده تعالى بما هو له أهل من الحمد وأثني عليه، وأستغفره من جميع الذنوب وأتوب إليه، وأؤمن به وأتوكل عليه، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، من يطع الله ورسوله فقد رشد ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبده ورسوله، أرسله الله إلى خلقه بشيرا ونذيرا، وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا، فهدى الله به من الضلالة، وعلم به من الجهالة، وجمع به بعد الشتات، فكانت أمته خير أمة أخرجت للناس، يأمرون بالمعروف، وينهون عن المنكر، ويؤمنون بالله، اللهم صل وسلم وبارك على عبدك ورسولك سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه، وعلى كل من اهتدى بهديه، واستن بسنته، وسار علىنهجه، ودعا بدعوته إلى يوم الدين، أما بعد:
فيا عباد الله }اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ * وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ * وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ{ (آل عمران/ 102 ـ 105)، واعلموا أن الله سبحانه وتعالى خلق الإنسان مدنيا بطبعه، اجتماعيا بفطرته، فلذلك كانت مصالح البشر متشابكة، ومنافعهم متداخلة، ولا يستغني أحد عن أحد مهما أوتي في هذه الدنيا من سلطان وجاه، وقوة ومال؛ ذلك من أجل أن يتعاون الناس على القيام بأعباء الخلافة في هذه الأرض؛ فإن الناس جميعا مستخلفون في هذه الأرض، ومؤتمنون على دين الله سبحانه وتعالى، فعليهم أن يتعاضدوا على هذا الخير، وأن يتعاونوا على هذا البر، وقد حض الله تبارك وتعالى على التعاون، فقد قال عز من قائل: }وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ{(المائدة/2).
هذا.. ونجد في كتاب الله سبحانه من الآيات البينات الدالة على وجوب الوحدة والتآلف، والقضاء على أسباب التنافر والاختلاف؛ ما فيه تبصرة للعباد، فقد سمعتم ما سمعتموه من آيات الله تبارك وتعالى التي نزلت في سورة آل عمران تدعو إلى الاتحاد كما تدعو إلى توحيد الله سبحانه وتعالى، وسمعتم فيها ما سمعتموه مما يدعو إلى نبذ أسباب الفرقة وما فيه من التحذير البالغ من كل ما يؤدي إلى التشتت والاختلاف، وقد بين الله سبحانه عاقبة التفرق والاختلاف عندما قال وهو أصدق القائلين: }وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ{ (الأنفال/46)، والله سبحانه وتعالى أرسل رسوله محمدا صلى الله عليه وسلم بالدعوة الجامعة التي تؤلف هذه القلوب بعد تنافرها، وتجمعها بعد شتاتها، وقد ألف الله سبحانه بعبده ورسوله محمدا صلى الله عليه وسلم بين طائفتي المهاجرين والأنصار، فكانوا أمة واحدة متحدة في آلامها وآمالها، في عقيدتها وعباداتها، في مبادئها وغاياتها، كل قلب من قلوب أبنائها ينبض بما تنبض به القلوب الأخرى، كانوا متعاونين على الخير، متآمرين بالمعروف، متناهين عن المنكر، وقد قضى الله سبحانه بهذه الدعوة التي بعث بها عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم على ما كان بين طائفتي الأنصار الأوس والخزرج من الخلاف والشقاق، وقد امتن الله سبحانه على عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم مظهرا للناس إعجاز هذا الدين الحنيف وآيات قدرته سبحانه عندما قال: }لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً مَّا أَلَّفَتْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ{ (الأنفال/63)، ونجد أن النبي صلى الله عليه وسلم يحض على هذه الوحدة، فهو يحذر عليه أفضل الصلاة والسلام من كل ما يدعو إلى الفرقة والخلاف والنزاع بين الناس، فقد قال عليه أفضل الصلاة والسلام: «المسلم أخو المسلم، لا يسلمه ولا يخذله ولا يحقّره، بحسب امرئ من الشر أن يحقّر أخاه المسلم»، ويقول صلى الله عليه وسلم : «ترى المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر»، ويقول صلى الله عليه وسلم في وصف المؤمنين أيضا: «يسعى بذمتهم أدناهم، وهم يد على من سواهم».
جاءكتاب الله بما يدعو إلى القضاء على أسباب الفرقة والخلاف والتحذير البالغ منها، فإن الله سبحانه وتعالى يقول:}إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ{ (الحجرات/10)، ثم إنه سبحانه يقول إثر ذلك: }يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ{ (الحجرات/ 11 ـ 12)، ثم يبين للناس جميعا من أين منشؤهم، ومن أين تناسلوا، فهم أولاد أب واحد وأم واحدة، لا تفاضل بينهم إلا بالتقوى، فلا داعي إلى التعالي بالأنساب والأحساب؛ لأنها لا زنة لها عند الله سبحانه وتعالى، فالله تعالى يقول: }يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ{ (الحجرات/ 13) فتقوى الله هي ميزان التفاضل بين الناس، وبحسب ما يكون المؤمن عليه من تقوى الله تكون منزلته من الله سبحانه، فمن كان أكثر اتقاء لربه، وعملا بأمره سبحانه، وازدجارا عن نهيه؛ كان أقرب إلى الله، ومن كان بخلاف ذلك كان أيضا بخلاف ذلك.
وقد شرع الله تعالى هذه العبادات التي شرعها من أجل جمع الشمل، وتأليف القلوب، وتوحيد الصف، ورأب الصدع، فإن الله سبحانه وتعالى شرع كل عبادة من العبادات من أجل هذه الأمور السامية التي تؤدي بالعباد إلى الاتحاد في ظل العبودية لله، فقد شرع الله سبحانه وتعالى الصلوات الخمس، وشرعها في الجماعات من أجل تأليف القلوب حتى يكون الاتجاه من قبل العباد إلى الله اتجاها واحدا، فالناس مطالبون بأن يتجهوا إلى ربهم سبحانه وتعالى اتجاها واحدا، لذلك علمهم الله سبحانه في السورة التي يكررونها في الصلاة في كل يوم وليلة سبع عشرة مرة على الأقل أن يقولوا }إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ{ (الفاتحة/5)، فهم يوجهون العبادة إلى الله بصيغة جماعية لا بصيغة فردية؛ لأن كل إنسان مطالب بأن يكون جزءا من كل، فالكل بمثابة الإنسان الواحد، وشرع الله سبحانه صلاة الجمعة من أجل ما فيها أيضا من الخير العظيم، والبر العميم، وقد حض على المسارعة إليها عندما قال: }يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِي لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ{ (الجمعة/9) وشرع الله سبحانه أيضا الزكاة لما فيها من دفع الخصاصة عن الفقراء، والتأليف بين قلوبهم وقلوب الأغنياء، واستلال الأحقاد والسخائم من قلوب هؤلاء الفقراء، وجعل قلوب الأغنياء تفيض بالمرحمة، وتفيض بعواطف الإحسان اتجاه إخوانهم الفقراء، وشرع الله سبحانه وتعالى الصيام، وأنتم الآن على أبواب شهره الكريم لهذه الغاية السامية؛ فإن في الصيام تعويدا للنفوس على الصبر، وتذكيرا لأولي اليسر بحاجات ذوي المسغبة، وجعل الله سبحانه وتعالى في الصيام روحانية بالغة، فلذلك كان الصوم من جملة أسباب تفجير مشاعر الرحمة في نفوس الناس، وعطف قلوبهم بعضها على بعض، وقد بين الله تعالى الغاية من الصيام في قوله: }يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ{ (البقرة/183)،وكذلك شرع الله سبحانه الحج من أجل هذه الغايات السامية، فهو ملتقى عظيم يجمع بين عباد الله المؤمنين الذين تلتقي وفودهم من كل فج عميق في ذلك الحرم الآمن والبلد الأمين في رحاب الله الطاهرة؛ حيث تعج ألسنة الناس جميعا بلسان واحد داعية الله سبحانه، معلنة التلبية لندائه، والاستجابة لأمره، فإذاً يجب على المؤمنين جميعا أن يتعاونوا على الخير، وأن يكون كل مؤمن أخا للآخر؛ بحيث لا يفصل بينه وبينه أي فاصل، يتحدان في المشاعر والأحاسيس، والآمال والآلام، كما يتحـدان في العقيـدة والعبادة.
فاتقوا الله يا عباد الله، واحرصوا على ما يقربكم إلى الله تعالى زلفى }وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ * وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ{(آل عمران/ 133 ـ 135).
أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم لي ولكم، فاستغفروا الله يغفر لكم؛ إنه هو الغفور الرحيم، وادعوه يستجب لكم؛ إنه هو البرّ الكريم.
* * *
الحمد لله ربّ العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، أحمده تعالى بما هو له أهل من الحمد وأشكره، وأتوب إليه من جميع الذنوب، وأستغفره وأؤمن به ولا أكفره، وأعادي من يكفره، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبده ورسوله، اللهم صلّ وسلم وبارك على عبدك ورسولك سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، وعلى أتباعه وحزبه إلى يوم الدين، أما بعد:
فيا عباد الله اتقوا الله }وَاتَّقُواْ يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ{ (البقرة/281)،وليتزود كل أحد منكم من يومه لغده، ومن حاضره لمستقبله، ومن حياته لمماته، ومن دنياه لآخرته، ومن يسره لعسره، واعلموا أن الناس تسير بهم ركابهم سيرا سريعا إلى الدار الآخرة التي إليها المنتهى، وإليها الترحال، وقد جعل الله تعالى في العبادات الدورية التي تتكرر بتكرر العام، والتي تتكرر بتكرر اليوم تذكيرا للناس بمضي هذه الأوقات؛ ليحاسب الإنسان نفسه عند كل عبادة من هذه العبادات، فالصيام مثلا في كل عام يذكر الناس بمرور العام، ويذكرهم بإقبال عام جديد، ومن أجل ذلك كان الواجب على كل من يستقبل شهر رمضان المبارك أن يستقبله بالتوبة ومحاسبة النفس، والرجوع إلى الرشـد، والعض بالنواجـذ على الخير.
فاتقوا الله يا عباد الله، وصلوا أنفسكم بالله، وصلوا أنفسكم بإخوانكم المؤمنين بالترابط معهم برباط المودة والإخاء، واتقوا الله في سريرتكم وعلانيتكم.

محمد رافع 52
13-12-2012, 08:10 PM
المضمون الأخلاقي للوحدة الإسلامية
الشيخ محسن عطوي
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله محمد وآله الميامين وأصحابه المنتجبين.
يعتبر الصوت الذي أطلقه تجمع العلماء المسلمين في لبنان, منادياً بوحدة المسلمين وداعياً إليها واحداً من الأصوات المميزة والقليلة التي أصبحت تحرص على هذا الأمر في عالم المسلمين.. فإن أعلى صوت يرتفع هو صوت هذه الجماعة من العلماء التي تعيش الوحدة حالة واقعية وتترجمها مسلكاً عملياً فيما تمارسه من أعمال وفيما تصدت له من مواقف.
ولست في مقام المدح بقدر ما أنا عليه في مقام استشراق الواقع الذي هو مليء بالثقوب والأمراض, بحيث أصبح معظم المسلمين منسحقين أمام العديد من المشكلات والأعداء, ومن العجيب إغفال مسألة الوحدة وغياب الطرح الجاد في معظم وسائل الإعلام.. سيما المجلات الفكرية ذات الطابع الإسلامي التي تصدر في العديد من الدول المسلمة.
والذي يبدو أن ثمة عملاً مباشراً لاستئصال هذه النزعة الفطرية التي تتطلع لها شعوب العالم الإسلامي من قبل الحكومات الحائرة التي تحكم هذه الشعوب, ومن قبل العديد من المفكرين المشبوهين المصادرين, وهذا يعني أنها أحد الأسلحة الماضية التي يمكن استخدامها في رفع مستوى وعي الأمة وفي تمكينها من الدفاع عن نفسها أمام هجمات الأعداء وهو أمر قد ضلع به الاستعمار وأدواته منذ زمن بعيد لإضعاف جماعة المسلمين وتفريق صفوفهم, بل هو أمر مؤسف مارسه السلاطين وعلماء السوء فيما مضى من عهد المسلمين الغابر, وهذه الحقيقة جديرة برفع التعجب السالف, ووضع المسلم المخلص أمام عري الحكام وزيفهم لتأكيد ضرورة إزالة هذه الحقبة من أمام التيار الثوري المخلص.
وحتى إذا طرحت مسألة الوحدة في كتابات بعض المفكرين.. فإنك لا تجد فيها روح الإخلاص والنصيحة, والحرص على الوصول بها إلى مرتبة الحقيقة المعاشة, بل تطرح بنحو خاو من الحيوية والمعاناة.. وتجعلها أقرب إلى الترف الفكري منها إلى الدواء الناجع, وإذا وجد الإخلاص في طروحات البعض الآخر فهو قد ينطلق من تصورها موقفاً سياسياً خاضعاً للظروف الآنية التي تعيشها الساحة ليكون في الوحدة الإسلامية لوناً من التحالف الضروري لمواجهة الخصوم, الأمر الذي ينزع عنها نقاءها الرسالي المبدئي بوصفها واحداً من الأركان المهمة في مجتمع المسلمين وقلوبهم, والأمر الذي يجعل هذا المفهوم آنياً سطحياً يبقى ما بقيت الظروف ثم يزول بزوالها لتكون الوحدة مجرد علاج عابر لا حالة صحية دائمة ثابتة.
ولم تقف هذه الروح عند صانعها بل تعدتهم إلى جمهور الناس الذي يأنس بهذه الطروحات ويبتسم لها في المهرجانات والمواقف العامة.. فإذا خلا إلى نفسه وإلى بني ***ه تبرز كل الظواهر التي يبطنها هذا المسلم في ذاته على الآخرين من مذهب الآخرين, وكذلك تبرز هذه الظواهر قوية عند حصول أدنى انتكاسة أو فتنة, بل حتى عند غياب الذكر بهذه الوحدة, والجمهور إنما يخلص ويتأثر بقدر ما يخلص الواعظ والداعية.. حيث تثبت الفكرة في القلوب بقدر ما تكون صادرة عن قلب الداعية وعمق وجدانه.
وليس ما يدعى إليه من قبل التيار الإسلامي المؤمن هو مجرد انسجام مع الوحدة الإسلامية كموقف سياسي آني.. حتى لو فهمها البعض كذلك, لأن مفهوم الوحدة الإسلامي جزء من آثار المعتقد والأيديولوجية الإسلامية.. بل هي ركن من عموم الفكر الإسلامي... يقاس به سلامة الانتماء إلى الإسلام عند وضع الموازين, فمن لا يعيش هذا المفهوم في وجدانه وفي مسلكه لا يكون متمثلاً لتعاليم الإسلام, وبعد ذلك منقصة ولون من ألوان الانحراف, ولسنا مضطرين لنسوق الأدلة على هذا الأمر عندما نملك بديهة الانتماء إلى دين واحد تقل فيه الأمور التي نختلف عليها, وما كانت مقاس الوحدة في أي أمر من الأمور تعني ضرورة التوافق في الرأي.. والتحول إلى نسخة مكررة ينعدم فيها الاختلاف والتمايز.
هذه البديهة مسلمة عند الجميع.. وعلى أساسها يتم التعامل حتى بين المختلفين في الرأي داخل المذهب الواحد, أو بين المذاهب المختلفة المنضوية في إطار عقائدي واحد, وليس يعني هذا القبول للاختلاف، إلا أن النفس قد تربت على المودة لهذا الفريق المعين والتجاوز النفسي لنقاط الخلاف معه حيث يتأكد القبول له والتعاون العفوي معه والارتباط الطبيعي به, وهذا المرتكز الأخلاقي (المودة) هو جوهر التضامن الاجتماعي وأساس وحدة الجماعة الإسلامية, وبقدر ما تنمو في ذات الفرد وتتعزز من خلال تقوى الله تعالى بقدر ما تتوثق عرى الوحدة وتصبح أمراً عفوياً في حياة الفرد والجماعة.
وبملاحظة هذا الأمر أيضاً لا يصبح لكثير من المقولات أهميتها, من قبل ضرورة وحدة القيادة أو وحدة الفتاوى الفقهية.. أو وحدة المرتكزات العقائدية.. أو غيرها لأن مثل هذه الأمور لا تخلق وحدة نفسية ذات مرتكز أخلاقي, بل هي تساعد على إزالة الحواجز لثبات هذا المرتكز الأخلاقي وللتأكيد على ذلك نرى أن أفراداً من أسرة واحدة من بلد واحد من مذهب واحد, يتباغضون ويتنافسون عندما يفقدون الإحساس بالمودة كموقف أخلاقي من الآخرين, وعلى عكسه نرى مؤمنين تقيين يتحابان في الله مهما تباعدت المواطن أو اختلفت الأذواق.
والذي يظهر من الآيات الكريمة في مسألة الوحدة قد يؤكد ما نذهب إليه, ففي تأكيد الآية الكريمة لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ﴿ولو أنفقت ما في الأرض جميعاً ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم﴾ على أن التأليف الذي حصل بين قلوب المسلمين إنما هو من الله تعالى.. في هذا التأكيد يشير إلى أن مسألة التآلف والوحدة إنما هي مسألة نفسية أخلاقية تنبع من المحبة للمؤمنين حتى حدود القبول بالتضحية في سبيلهم, في الوقت الذي لا يهتم بهذه الآية الكريمة بأثر لقيادة النبي المجمع عليها.. ولا العقيدة التي لا خلاف فيها.
ونفس هذا المعنى يبدو من الآية الثانية ﴿واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخواناً﴾ حيث يتم التأكيد على دور العناية الإلهية في هذا الأمر.
وأعود للتأكيد بأني لا ألغي دور الأمة الأخرى في قضية الوحدة.. ولكني أرى أن جماع هذه الأمور وأساسها هو هذه المودة التي يجب على المؤمن أن يجاهد نفسه ليحصلها.. ليس على صعيد علاقته بإخوانه من أبناء المذهب الآخر بل أيضاً على صعيد علاقته بأسرته وأرحامه وأتباع مذهبه, حيث هي سمة إيمانية تعز على التحصيل إلا عند من بلغوا الإيمان في ركنية تقوى الله ومكارم الأخلاق، وهي تظهر في انعكاساتها.
رغبة في الخير للآخرين, وإخلاصاً في النصيحة لهم, حيث يكون في التعاطي الفكري والعملي إصرار على الوصول إلى مرتبة الكمال.
احتراماً للخصوصيات الفكرية والمزاجية تاتجاً عن الاحترام الحقيقي لذات هذا المسلم فينعكس هدوءاً في المحاورة.. وتقديراً لرأي ورغبة في التعرف على الحق.. وتركاً للدخول في كل ما يسيء.
استعداداً للتضحية في سبيل الآخرين, بعد زوال الغل وأسباب النفرة والتباغض من داخل النفس.
وحصول هذه الأمور هو كل المطلوب من أجل وحدة رائعة باقية, تعز على الفتن والهزات وتبقى معيناً للموقف السياسي الذي لا يتم في الفراغ وإنما ينطلق من مرتكزات ثابتة راسخة تعطيه النجاح والسداد.
ومن هنا يبرز الدور المهم لكل العاملين وللمؤسسات والمشرفين عليها, حيث يجب التشديد على غرس هذا الأمر بكل السبل المتاحة وفي مختلف الأعمار لينشأ المسلم في وسط يعتبر الوحدة هي الحالة الطبيعية التي ألفها، وألوان الفرقة هي النشاز الذي ينفر منه ويبعد عنه؛ وتحصل هذه عندما يرى أباه وشيخه وأصحابه يحترمون رأي الآخرين ويقدرونها, وإن ناقشوها فموضوعية تامة ليس فيها تجن ولا سباب, وتحصل عندما يتأصل في نفسه الخوف من الله والتزام تعاليمه لينعكس هذا الخوف مراقبة لله في كل أمر يسدد الإنسان ويجعله أقرب إلى الله تعالى.
ولست منكراً صعوبة الوصول إلى هذه الظاهرة الاجتماعية بدون سلطة، فإن السلطان أساس في إنحراف المجتمع وأساس في صلاحه, والسلطان الجائر لن يمكنك من تربية الناس لما تريد لأنه يريد همجاً رعاعاً ينعقون معه, وسوف تكون إحدى أولويات الصراع إزاحة هذا الحاكم من الطريق لتثني لك الوسادة ويستقيم لك الأمر, ولقد رأينا كيف أصبحت الوحدة حقيقة راهنة بعد انتصار الإسلام في إيران, وكيف سرى تطبيقها والإخلاص في طرحها إلى شعوب المسلمين ليجدد في قلوبهم الأمل في انبعاث إسلامي عام, وكم دعى الإمام الخميني إلى هذه الوحدة. فلم يجد صدى لهذه الدعوة.. حتى مَنّ الله عليه بالفتح وأسبغ عليه النصر, فأصبحت دعوته مدوية في الآفاق, ولكن ضآلة النتائج, عند غياب السلطان ينبغي أن لا تمنع من العمل الجاد للوصول إليها, سيما وأن بالإمكان تنويع الوسائل للوصول إلى الهدف, شرط أن نكون مخلصين في هذه الدعوة, وشرط أن تصدر من أعماقنا من معاناتنا, ومودتنا للآخرين.
وهذا المضمون الأخلاقي للوحدة الإسلامية هو مضمون كل أمر في الإسلام الذي كانت الركيزة الكبرى لكونه خاتم الرسالات, أنه يريد أن يتمم الأخلاق, وأنه جعل الدين معاملة, وأنه لم يعتبر إيمان المؤمن كاملاً إلا بعد كمال الأخلاق فيه, ونحن نريد الوحدة كذلك لأننا نريدها باقية ترضي الله عز وجل. وتوصل المسلمين إلى مراتب الشرف والعزة والكرامة. والله خير مأمول

محمد رافع 52
13-12-2012, 08:17 PM
أهمية الوحدة بين المسلمين

هيثم جواد الحداد
ملخص الخطبة
1- وصية الفرقة التي بليت بها أمتنا.
2- حكم الوحدة الإسلامية وأدلتها.
3- التحذير من الفرقة والاختلاف وأسبابهما.
4- العقل والتاريخ يدلان على أهمية الوحدة.
5- ضوابط الوحدة التي ندعو إليها.
6- أحوال الوحدة الإسلامية.
7- المناصحة لا تمنع الوحدة والاجتماع.
الخطبة الأولى


وبعد، فإن من أكبر المصائب التي ابتليت بها هذه الأمة وفتكت في سواعد قواها، وأطاحت برايات مجدها، الاختلاف والتفرق، وصدق الله عز وجل إذ يقول: (يَـٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَٱثْبُتُواْ وَٱذْكُرُواْ ٱللَّهَ كَثِيراً لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * وَأَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَـٰزَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَٱصْبِرُواْ إِنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلصَّـٰبِرِينَ) [الأنفال:45، 46].أيها المؤمنون، إن من أهم عوامل قومة أمة من الأمم، الاتحاد، بالاتحاد تنال الأمم مجدها، وتصل إلى مبتغاها، وتعيش حياة آمنة مطمئنة، بالاتحاد، تكون الأمة مرهوبة الجانب، مهيبة الحمى، عزيزة السلطان.أيها المؤمنون، إن تنمية الوعي بأهمية وحدة المسـلمين كما يأمرهم الإسلام هي النقطة الأساس الأولى في سبيل التغلب على الواقع المؤلم الذي أوجده هذا التفرق وأفرزته هذه الإقليمية المقيتة.لقد نقلت الإقليمية المسلمين من القوة إلى الضعف، ومن الغنى إلى الفقر، ومن الأخوة إلى العداوة، وولدت بينهم بؤراً بركانية قابلة للانفجار في أي لحظة.أيها الإخوة، إن أول ما نتحدث عنه في هذه الخطبة، هو حكم الوحدة بين المسلمين،قد يقول قائل: وهل يحتاج هذا السؤال إلى جواب، ثم هل يحتاج الجواب إلى برهان، وهل يحتاج البرهان إلى بيان.نعم أيها المؤمنون، نحن بحاجة ماسة إلى بيان حكم الوحدة بين المسلمين، إن واقع المسلمين اليوم، يشهد شهادة لا ريب فيها، أنهم في غفلة تامة عن حكمها، فضلاً عن عجزهم عن تطبيقها، أو السعي إليها، والقليل منهم الذي وفقه الله لإدراك أهميتها، فعمل من أجلها وجاهد في سبيل تحقيقها. حرموا هداية دينهم وعقولهم **هذا وربك غاية الخســران


تركوا هداية ربهم، فإذا بهم **غرقى من الآراء في طوفان

وتفرقوا شــيعاً بها نهجهم** من أجلها صاروا إلى شنآن



إننا نشاهد بأم أعيننا فئاماً من إخوة لنا لا همَّ لهم إلا تفريق المسلمين، وبث بذور الاختلاف بينهم، ونراهم لاهثين في البحث عن كل ما من شأنه تشتيت ما بقي من أشلاء هذه الأمة إلى مِزق، من تجمعات محدودة لا تتطلع إلى علياء، ولا تنظر إلى أبعد من أنفها، ولا تجاوز أخمص قدميها.وإن لنا كذلك إخوة يسعون في الأرض يظنون أن الأصل أن تكون كلمة المسلمين شتى.أيها المؤمنون، إن أهم خصائص هذه الأمة أنها أمة واحدة، قال الله عز وجل: (وَإِنَّ هَـٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وٰحِدَةً وَأَنَاْ رَبُّكُمْ فَٱتَّقُونِ) [المؤمنون:51]. ولذلك فإننا نقول: الوحدة بين المسلمين واجبة، بنصوص القرآن والسنة.لقد تنوعت أساليب القرآن والسنة في الدلالة على وجوب الوحدة، فتارة تأمر بالوحدة أمراِ صريحاً كما في قول الله عز وجل: (وَٱعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ ٱللَّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَٱذْكُرُواْ نِعْمَةَ ٱللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُم أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍ مّنَ ٱلنَّارِ فَأَنقَذَكُمْ مّنْهَا كَذٰلِكَ يُبَيّنُ ٱللَّهُ لَكُمْ ءايَـٰتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) [آل عمران:103].قال القرطبي رحمه الله: "فإن الله تعالى يأمر بالألفة وينهى عن الفرقة، فإن الفرقة هلكة، والجماعة نجاة"، ورحم الله ابن المبارك حيث قال: إن الجماعة حبـل الله فاعتصموا منه بعروته الوثقى لمن دانا





وأخرج الطبري عن عبدالله بن مسعود رضى الله عنه قال: (حبل الله الجماعة)في صحيح مسلم ٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضى الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ((إِنَّ اللَّهَ يَرْضَى لَكُمْ ثَلَاثًا، وَيَكْرَهُ لَكُمْ ثَلَاثًا، فَيَرْضَى لَكُمْ أَنْ تَعْبُدُوهُ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا، وَأَنْ تَعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا ولا تَفَرَّقُوا، وَيَكْرَهُ لَكُمْ قِيلَ وَقَالَ وَكَثْرَةَ السُّؤَالِ وَإِضَاعَةِ الْمَالِ)).وتارة تأمر بتحصيل أمور لا يمكن أن تحصل إلا بالوحدة: قال الله عز وجل: (إِنَّمَا ٱلْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُواْ بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) [الحجرات:10]، وقال جل وعلا: (فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَأَصْلِحُواْ ذَاتَ بِيْنِكُمْ) [الأنفال:1].وعن أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ رضى الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ((لا تَبَاغَضُوا وَلَا تَحَاسَدُوا وَلَا تَدَابَرُوا، وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا، وَلَا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ)) رواه الإمام أحمد، وأصله في صحيح مسلم عن أبي هريرة.فهذه الأدلة تأمر المسلمين بالأخذ بكل ما يزيد المحبة بينهم، والنهي عن كل ما يولد البغضاء في صفوفهم، وتأمرهم صراحة بأن يكونوا إخوة، ولا يمكن للمسلمين أن يكونوا إخوة إلا إذا كانوا متحدين، فإن الأخوة ضد الفرقة والاختلاف.أيها المؤمنون، ومن أساليب القرآن والسنة في الدلالة على وجوب الوحدة بين المسلمين النهي الصريح عن الافتراق والاختلاف الذي هو ضد الوحدة والاجتماع.قال الله عز وجل: (وَأَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَـٰزَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَٱصْبِرُواْ إِنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلصَّـٰبِرِينَ) [الأنفال:45].قال الطبري: "يقول تعالى ذكره للمؤمنين به: أطيعوا أيها المؤمنون ربكم ورسوله فيما أمركم به ونهاكم عنه ولا تخالفوهما في شيء، ولا تنازعوا فتفشلوا، يقول: ولا تختلفوا فتفرقوا وتختلف قلوبكم فتفشلوا، يقول: فتضعفوا وتجبنوا وتذهب ريحكم"[1] (http://forum.amrkhaled.net/#_ftn1).قال الشاعر: وفي كثرة الأيدي عن الظلم زاجر **إذا حضرت أيدي الرجال بمشهد





أخرج الطبري عن ابن عباس في قول الله تعالى: (وَلاَ تَكُونُواْ كَٱلَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَٱخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ ٱلْبَيّنَـٰتُ وَأُوْلَـئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ) [آل عمران:105]، قال: في هذا ونحوه من القرآن أمرَ الله جل ثناؤه المؤمنين بالجماعة فنهاهم عن الاختلاف والفرقة وأخبرهم أنما هلك من كان قبلهم بالمراء والخصومات في دين الله.عن زَكَرِيَّا بْنَ سَلَّامٍ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ عَنْ رَجُلٍ قَالَ انْتَهَيْتُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يَقُولُ: ((أَيُّهَا النَّاسُ عَلَيْكُمْ بِالْجَمَاعَةِ وَإِيَّاكُمْ وَالْفُرْقَةَ، أَيُّهَا النَّاسُ عَلَيْكُمْ بِالْجَمَاعَةِ وَإِيَّاكُمْ وَالْفُرْقَةَ)) ثَلَاثَ مِرَارٍ، قَالَهَا إِسْحَاقُ[2] (http://forum.amrkhaled.net/#_ftn2).وعن النعمان بن بشير عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((الجماعة رحمة، والفرقة عذاب))[3] (http://forum.amrkhaled.net/#_ftn3).عباد الله، قد حذر الله عز وجل هذه الأمة من محنة الفرقة وبين لهم أنـهـا هـي الـسبب الـمباشر في هلاكها فقال عز وجل: (قُلْ هُوَ القَادِرُ عَلَى أَن يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَاباً مِّن فَوْقِكُمْ أَوْ مِن تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً ويُذِيقَ بَعْضَكُم بَأْسَ بَعْضٍ انظُرْ كـَـيْـفَ نُـصَـرِّفُ الآيَاتِ لَـعَـلَّـهُـمْ يَفْقَهُونَ) [الأنعام:65].ومن أساليب القرآن في الحث على الجماعة ـ وإن كان لا يفيد الوجوب مباشرة ـ أن الله جعل من أخص صفات المؤمنين أنهم أولياء بعض قال الله عز وجل: (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَـئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) [التوبة:71].والولاية ـ يا عباد الله ـ هي النصرة والمحبة، والإكرام، والاحترام، والكون مع المحبوبين ظاهراً، وباطناً[4] (http://forum.amrkhaled.net/#_ftn4).وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً)) وقال: ((المسلم أخو المسلم)).ومن أساليب الشريعة في الحث على الوحدة بين المسلمين تحذير الشريعة من الشذوذ ومفارقة الجماعة، ففي سنن الترمذي عَنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: خَطَبَنَا عُمَرُ بِالْجَابِيَةِ فَقَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنِّي قُمْتُ فِيكُمْ كَمَقَامِ رَسُولِ اللَّهِ : فِينَا، ثم ذكر خطبة جاء فيها ((عَلَيْكُمْ بِالْجَمَاعَةِ، وَإِيَّاكُمْ وَالْفُرْقَةَ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ مَعَ الْوَاحِدِ، وَهُوَ مِنْ الِاثْنَيْنِ أَبْعَدُ، مَنْ أَرَادَ بُحْبُوحَةَ الْجَنَّةِ فَلْيَلْزَمْ الْجَمَاعَةَ، مَنْ سَرَّتْهُ حَسَنَتُهُ وَسَاءَتْهُ سَيِّئَتُهُ، فَذَلِكُمْ الْمُؤْمِنُ)).وعن أبي الدرداء وقال صلى الله عليه وسلم: ((ما من ثلاثة لا تقام فيهم الصلاة إلا وقد استحوذ عليهم الشيطان، فعليكم بالجماعة، فإنما يأكل الذئب القاصية))[5] (http://forum.amrkhaled.net/#_ftn5).ونهت الشريعة أن يهجر المسلم أخاه المسلم، وأمرت بإفشاء المسلمين بينهم، من أجل إشاعة المحبة، وأمرت بصلاة الجماعة ولم تعذر أحداً في التخلف عنها إلا في أشد الظروف، ونهت أن يسافر الرجل وحده، وأن يبيت وحده.أيها الإخوة، لو ذهبنا نستقصي شواهد الشريعة التي تفيد بمجموعها وآحادها وجوب اجتماع كلمة المسلمين لطال بنا المقام، لكن حسبنا فيما تقدم من إشارات ما يكفي كل طالب حق ألقى السمع وهو شهيد.أيها المؤمنون، ولولا أن الاتحاد ذو منافع عديدة، وفوائد كثيرة، لم يوجبه الله عز وجل، ولهذا فإن وجوب الوحدة بين المسلمين يستدل عليها بالعقل الصحيح مع النقل الصريح الصحيح.إن العقلاء من كل ملة ونحلة في القديم والحديث اتفقوا على أن الوحدة سبيل العزة والنصرة، فهذا معن بن زائدة الذي وصفه الذهبي بقوله: أمير العرب أبو الوليد الشيباني أحد أبطال الإسلام وعين الأجواد يوصي أبناءه عند وفاته بقوله: كونوا جميعا يا بني إذا اعترى خطب ولا تتفرقوا آحادا



تأبى الرماح إذا اجتمعن تكسرا وإذا افترقن تكسرت آحادا



أيها المؤمنون، إن التاريخ يشهد أن من أهم أسباب سقوط الدول على اختلاف عقائدها ومللها التفرق والاختلاف، سقطت الخلافة العباسية بعد أن تفرقت الدول الإسلامية في ذلك الوقت، فنشأت الدولة البويهية، والمماليك، ودويلات الشام، ولم يبق للخلافة العباسية إلا مزع متفرقة متناثرة من العالم الإسلامي، فلما زحف المغول إلى بغداد لم يقف في وجه زحفهم غير أهل بغداد فقط، فأعملوا فيهم القتل حتى قتلوا أكثر من ثمانمائة ألف نسمة، كما قال غير واحد من المؤرخين.وسقطت الدولة الإسلامية في الأندلس بعد أن أصبحت دويلات متفرقة متناحرة، لا همّ لأحدهم سوى التلقب بألقاب الملك والسلطان حتى ولو كان على بقعة لا تجاوز حظيرة خراف. مما يزهدني في أرض أندلس أسمــاء معتضـد فيها ومعتمد



ألقاب مملكة في غير موضعها كالهر يحكي انتفاخاً صولة الأسد



ولم تسقط الدولة العثمانية إلا بعد أن تمزق جسدها إلى أشلاءَ متناثرة، وبعد أغرى الصليبيون الجدد بعض زعماء المسلمين بالانفصال عنها، وأحسنوا اتقان العمل بقاعدة: فرِّق تسُد، وهاهو العالم الإسلامي اليوم منقسم إلى دويلات متناحرة، تعيش على هامش التاريخ، وتتجرع ألوان الهوان. صوت الشعوب من الزئير مجمعا فإذا تفرق كان بعض نباح





إن ما ظفر به أعداء الأمة من سطو واستيلاء لا يرجع إلى خصائص القوة في أنفسهم بقدر ما يعود إلى آثار الوهن في صفوف أصحاب الحق، فالفرقة تجعل هلاك الأمة بيد أبنائها في سلاسل من الحروب في غير معركة، وانتصارات بغير عدو. ألم تر أن جمع القوم يخشى وأن حريم واحدهم مبـاح



إن الغرب النصراني أدرك أن وحدة أي أمة من الأمم ـ سواه ـ خطر عليه، فأوروبا لم تستطع كتمان حلمها في تفكك الاتحاد السوفيتي الذي يمثل خطراً حضارياً، عسكرياً عليها، فساندت بكل قواها حركات التحرر التي قامت بها دويلاته، حتى استراحت من أحد مصادر القلق الذي كان يؤرق راحتها، وبقي لها عدو آخر هو التحدي الذي يمثله العالم الإسلامي.إن العالم الإسلامي بتفرقه وتنازعه لا يشكل أي هاجس خوف لأحد، لكن العالم الغربي الصليبي يخشى أن يستيقظ المسلمون من نومهم، فيسارعوا إلى الأخذ بأسباب القوة، والعودة إلى الوحدة.وتجنباً لذلك فإنه يحاول بكل جهد أن يقضي على كل منفذ يمكن أن يسلكوه، فيعود بهم إلى سابق عزهم وسالف مجدهم.وصدق الله عز وجل إذ يقول: (إِن تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِن تُصِبْكُمْ سَيّئَةٌ يَفْرَحُواْ بِهَا) [آل عمران:120].قال قتادة: الحسنة هي الألفة والجماعة، والسيئة: الفرقة والاختلاف.إن الغرب النصراني يعمل جاهداً على تغذية كل سبب يغذي الفرقة بين المسلمين، ويكرس تباعدهم، ويزيد من تناحرهم.لقد كثر الحديث عن دويلة في شمال العراق، وآخرى في جنوب السودان، ودويلات في جنوب لبنان، ولم يغمض لأوروبا جفن إلا بعد انقسمت البوسنة والهرسك، وبدأت بقع من اندونيسيا بالانفصال، وهكذا.وفي المقابل ها هي أوروبا تسعى بكل ما تستطيع لتحقيق أكبر قدر من الوحدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، لقد سارعوا بعد أن طحنتم حروب ضروس في الحربين العالمية الأولى والثانية، إلى الاستعلاء على الخلافات الشخصية وتناسي أحقاد الماضي، وتجاوز الفوارق العقدية، وصهر حدود الفرقة.أيها المؤمنون، هذه الحقائق عن المصالح التي تؤدي إليها الوحدة، وهذه المفاسد التي تدفعها من أدلة وجوب الوحدة، فالشريعة الإسلامية جاءت لتحصيل مصالح العباد في الدارين، وتحصيل هذه المصالح يكون بتحقيق أي أمر يجلب المصلحة، ويدفع المفسدة، وما لايتم الواجب إلا به فهو واجب.وعليه فإننا نقول: إن وجوب تحقيق الوحدة بين المسلمين ثابت بنصوص الكتاب والسنة المتضافرة المتآزرة، وهذا الوجوب ثابت أيضاً بالعقل والنظر الصحيح.يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: "وهذا الأصل العظيم وهو الاعتصام بحبل الله جميعاً، وأن لا يتفرق، هو من أعظم أصول الإسلام، ومما عظمت وصية الله تعالى به في كتابه، ومما عظم ذمه لمن تركه من أهل الكتاب وغيرهم، ومما عظمت به وصية النبي صلى الله عليه وسلم: في مواطن عامة أو خاصة، مثل قوله: ((عليكم بالجماعة فإن يد الله على الجماعة))، وباب الفساد الذي وقع في هذه الأمة بل وفي غيرها هو التفرق والاختلاف، فإنه وقع بين أمرائها وعلمائها من ملوكها ومشايخها وغيرهم من ذلك ما الله به عليم ـ وان كان بعض ذلك مغفوراً لصاحبه لاجتهاده الذي يغفر فيه خطؤه، أو لحسناته الماحية، أو توبته، أو غير ذلك ـ لكن ليعلم أن رعايته من أعظم أصول الإسلام[6] (http://forum.amrkhaled.net/#_ftn6).

محمد رافع 52
17-12-2012, 10:55 AM
ما هو موقف الإسلام من ترويج الشائعات؟
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
فقد ندب دين الإسلام إلى الصدق وحذر من الكذب، فقد ثبت عَنْ عَبْدِ الله بن مسعود رضي الله عنه أنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إِلَى الْبِرِّ، وَإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِي إِلَى الْجَنَّةِ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَصْدُقُ حَتَّى يُكْتَبَ صِدِّيقًا. وَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الْفُجُورِ، وَإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَكْذِبُ حَتَّى يُكْتَبَ كَذَّابًا» رواه البخاري ومسلم.
والشائعات من أخطر أنواع الكذب ، وقد جاء التحذير النبوي من (قيل وقال)
قال ابن كثير: "وفي الصحيحين عن المغيرة بن شعبة: "أن رسول الله نهى عن قيل وقال"، أي: الذي يكثر من الحديث عما يقول الناس من غير تَثبُّت، ولا تَدبُّر، ولا تبَيُّن"
كما أن الإسلام يحث المسلم على التثبت من مصدر معلوماته ويحذر المسلم من جهالة المصادر التي يتلقى عنها أخباره، قال تعالى:"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ" [الحجرات/6]
وفي سورة النور سمى الله سبحانه وتعالى الشائعة التي نالت من عرض أمنا أم المؤمنين عائشة بالإفك قال تعالى:إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْم [النور/11]
وقال تعالى:" لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُبِينٌ [النور/12] .
وقد جاء تحذير النبي صلى الله عليه وسلم للمسلمين من انسياقهم للشائعات فقال صلى الله عليه وسلم:"كفى بالمرء كذبا (وفي رواية : إثما) أن يحدث بكل ما سمع "
ويجب على المسلم إذا بلغه أمر لم يتحقق من مصدره:
- عدم إشاعته؛ لأنه قد يكون من الكذب كما بينا
- أن يطلب برهان هذا الخبر كما علمنا الله في سورة الحجرات .
والإشاعات إنما تروج في زمن الفتن والاضطرابات وهنا نهيب بمن يمتلك الآلة الإعلامية أن يخرج للناس بالأخبار الصحيحة الموثقة حتى يقطع دابر الشائعات ويقطع على الناس في الوقوع فيها.
والله أعلم.

محمد رافع 52
17-12-2012, 11:01 AM
الشائعات وخطرها


د. مهران ماهر عثمان


بسم الله الرحمن الرحيم
الشائعات وخطرها



الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد؛
فقد ندب دين الإسلام إلى الصدق وحذر من الكذب، فقد ثبت عَنْ عَبْدِ الله بن مسعود رضي الله عنه أنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إِلَى الْبِرِّ، وَإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِي إِلَى الْجَنَّةِ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَصْدُقُ حَتَّى يُكْتَبَ صِدِّيقًا. وَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الْفُجُورِ، وَإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَكْذِبُ حَتَّى يُكْتَبَ كَذَّابًا» رواه البخاري ومسلم.
ومن أخطر صور الكذب إطلاق الشائعات:
وهذا النوع من الكذب يستخدمه أعدؤنا لتدمير الشعوب، ويسمونه بأسماء كثيرة، منها: حرب الأعصاب، والحرب النفسية.
ومما يدل على أنه من أنواع الكذب حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كَفَى بِالْمَرْءِ كَذِبًا أَنْ يُحَدِّثَ بِكُلِّ مَا سَمِعَ» رواه مسلم.
وروى في المقدمة قول نبينا صلى الله عليه وسلم: «مَنْ حَدَّثَ عَنِّي بِحَدِيثٍ يُرَى أَنَّهُ كَذِبٌ فَهُوَ أَحَدُ الْكَاذِبِينَ».

نماذج من الشائعات التي أضرت بالأمة:
1/ شائعة إسلام أهل مكة لما هاجر المسلمون إلى الحبشة، فرجع بعضهم، فأسروا وعذبوا.
2/ شائعة أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قتل يوم أحد، فعلا الهم الصحابة وتمكن الغم منهم، وتسربت إليهم روح الهزيمة وأوهنت قوتهم، فمن واقف لا يدري ما يفعله، ومن معتزل للمعركة فارٍّ من أرضها، ومن يائس من الحياة قائل: "ما فائدة العيش بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم".
3/ شائعة حمراء الأسد التي حكاها القرآن }إنَّ الناس قد جمعوا لكم{ [آل عمران/173].
4/ شائعة الإفك.
ولا تسأل عما ترتب من أثر سيء عليها!!
فرسول الله صلى الله عليه وسلم نزل به من الهم ما جعل عليا يشير عليه بطلاق زوجه.
وأبوها وأمها أسكتتهما الحادثة وأحاط بهما همٌّ عظيم.
وعائشة فارقها النوم، ولازمها البكاء، حتى أقحطت به عينها وجفت مآقيها.
ولحق بالصحابة الذين أدّبوا أنفسهم بما أنزل الله بعدُ في الآية }لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيراً{ [النور/12] حزن عميق وأسى عارم. ولقد قال الله تعالى في شأن هذه الشائعة: }إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ{ [النور/15].
5/ شائعات في الحجاز ومصر والمغرب عن عثمان رضي الله عنه أنه لم يشهد بدراً، وفر من أحد، ولم يبايع ...إلى آخر ترهات أجاب وأفاد بشأنها ابن العربي في العواصم من القواصم رحمه الله.
فلما فشت هذه الأخبار، وانتشرت في الآفاق جمعت الغوغاء، فكانت سبب قتلهم له رضي الله عنه وسخط ولعن من قتله.

التحذير من الشائعات:
إطلاق الشائعات فعل من لا خلاق له، وقد أعلمنا ربنا في كتابه أن ذلك من خلال الكافرين المكذبين بيوم الدين.. فلقد أشاع قوم نوح عنه أن همَّه لفتُ النظر إليه والتفضل على قومه، وأشاع قوم هود عليه السلام أنه سفيه؛ ولقد علموا أنه أعقلهم وخيرهم وأنهم أولى بذلك منه، وأشاع فرعون عن نبي الله موسى: }إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ يُرِيدُ أَنْ يُخْرِجَكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِه{ [الشعراء/35]. ولا يخفى على مسلم ما قاله أعداء الله وأشاعوه من شأن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم!
ومن أجل ذلك نهى شرعنا وحذر من إطلاق الشائعات..
قال ابن كثير: "وفي الصحيحين عن المغيرة بن شعبة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن قيل وقال. أي: الذي يكثر من الحديث عما يقول الناس من غير تَثبُّت، ولا تَدبُّر، ولا تبَيُّن" .
وفيما يتعلق بالأعراض والقذف جاء هذا التحذير: }إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آَمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ{ [النور/19]. ومعنى الآية: إن الذين يحبون شيوع الفاحشة في المسلمين من قَذْف بالزنى أو أي قول سيِّئ لهم عذاب أليم في الدنيا بإقامة الحد عليهم، وغيره من البلايا الدنيوية، ولهم في الآخرة عذاب النار إن لم يتوبوا، والله- وحده- يعلم كذبهم، ويعلم مصالح عباده، وعواقب الأمور، وأنتم لا تعلمون ذلك. وفي حديث أسماء بن يزيد رضي الله عنها أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قَالَ: «أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِخِيَارِكُمْ»؟ قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ الله. قَالَ: «الَّذِينَ إِذَا رُءُوا ذُكِرَ اللَّهُ تَعَالَى». ثُمَّ قَالَ: «أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِشِرَارِكُمْ؟ الْمَشَّاءُونَ بِالنَّمِيمَةِ، الْمُفْسِدُونَ بَيْنَ الْأَحِبَّةِ، الْبَاغُونَ لِلْبُرَآءِ الْعَنَتَ» رواه أحمد.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «بئس مطية الرجل زعموا» رواه البخاري في الأدب وأبو داود.
قال البغوي رحمه الله: "إنما ذم هذه اللفظة لأنها تستعمل غالبا في حديث لا سند له ولا ثبت فيه، إنما هو شيء يحكى على الألسن، فشبه النبي صلى الله عليه وسلم ما يقدمه الرجل أمام كلامه ليتوصل به إلى حاجته من قولهم: زعموا، بالمطية التي يتوصل بها الرجل إلى مقصده الذي يؤمه، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بالتثبت فيما يحكيه والاحتياط فيما يرويه، فلا يروي حديثا حتى يكون مرويا عن ثقة" شرح السنة (3/413) .

ما يجب على المسلم إذا بلغه أمر:
- عدم إشاعته؛ لأنه من الكذب كما مر معنا.
- مراقبة الله، فلا يشيع خبراً، ولا يسيء ظناً، ولا يهتك عرضاً، ولا يصدق فاسقاً.
طلب البرهان والتثبت. وهذا ما ندب الله تعالى إليه في كثير من آي القرآن، قال تعالى: }لولا جاؤوا عليه بأربعة شهداء{ [النور/13]، وقال: }وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلا قَلِيلا{ [النساء/83]، والمعنى: وإذا جاء هؤلاء الذين لم يستقر الإيمان في قلوبهم أمْرٌ يجب كتمانه متعلقًا بالأمن الذي يعود خيره على الإسلام والمسلمين، أو بالخوف الذي يلقي في قلوبهم عدم الاطمئنان، أفشوه وأذاعوا به في الناس. ومعنى قوله: }يستنبطونه{، أي: يستخرجونه ويستعلمونه من معادنه، يقال: استنبط الرجل العين، إذا حفرها واستخرجها من قعورها. وقال تعالى: }يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا{. وفي السنة الصحيحة: «التأني من الله والعجلة من الشيطان» رواه أبو يعلى، و«التؤدة في كل شيء خير إلا في عمل الآخرة» رواه أبو داود.
ومن أشد الأحاديث تحذيراً من إطلاق الشائعات حديث الرؤيا في صحيح البخاري رحمه الله، فإن النبي صلى الله عليه وسلم رأي رجلين، رجلا قائما على رأس رجل، وعند القائم كلوب مِنْ حَدِيدٍ، وكان يدخل الْكَلُّوبَ فِي شِدْقِهِ حَتَّى يَبْلُغَ قَفَاهُ، ثُمَّ يَفْعَلُ بِشِدْقِهِ الْآخَرِ مِثْلَ ذَلِكَ، وَيَلْتَئِمُ شِدْقُهُ هَذَا فَيَعُودُ فَيَصْنَعُ مِثْلَهُ». فقيل للنبي صلى الله عليه وسلم لما سأل عن ذلك: «هذا –الذي يُعذب- يُحَدِّثُ بِالْكَذْبَةِ فَتُحْمَلُ عَنْهُ حَتَّى تَبْلُغَ الْآفَاقَ».
أسأل الله أن يعمر بالإيمان قلوبنا، وأن ينزه ألسنتنا من كل ما يسخطه.
رب صل وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

محمد رافع 52
17-12-2012, 11:03 AM
http://mohameddawood.com/Article/upload/-8589136058902662313%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B0%D8%B1% 20%D9%85%D9%86%20%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%A7%D8%A6%D8 %B9%D8%A7%D8%AA_0001.jpg

محمد رافع 52
17-12-2012, 11:05 AM
http://mohameddawood.com/Article/upload/-8589136057788623467%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B0%D8%B1% 20%D9%85%D9%86%20%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%A7%D8%A6%D8 %B9%D8%A7%D8%AA_0002.jpg

محمد رافع 52
17-12-2012, 11:06 AM
http://mohameddawood.com/Article/upload/-8589136053582077683%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B0%D8%B1% 20%D9%85%D9%86%20%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%A7%D8%A6%D8 %B9%D8%A7%D8%AA_0003.jpg

محمد رافع 52
17-12-2012, 11:06 AM
http://mohameddawood.com/Article/upload/-8589136050772253617%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B0%D8%B1% 20%D9%85%D9%86%20%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%A7%D8%A6%D8 %B9%D8%A7%D8%AA_0004.jpg

محمد رافع 52
17-12-2012, 11:07 AM
http://mohameddawood.com/Article/upload/-8589136050153065803%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B0%D8%B1% 20%D9%85%D9%86%20%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%A7%D8%A6%D8 %B9%D8%A7%D8%AA_0005.jpg

محمد رافع 52
17-12-2012, 11:08 AM
http://mohameddawood.com/Article/upload/-8589136049406733099%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B0%D8%B1% 20%D9%85%D9%86%20%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%A7%D8%A6%D8 %B9%D8%A7%D8%AA_0006.jpg

محمد رافع 52
17-12-2012, 11:08 AM
http://mohameddawood.com/Article/upload/-8589136043180533639%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B0%D8%B1% 20%D9%85%D9%86%20%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%A7%D8%A6%D8 %B9%D8%A7%D8%AA_0007.jpg

Muhammad Karim
17-12-2012, 04:27 PM
جزاك الله خيرا وبارك الله فيك

محمد رافع 52
18-12-2012, 10:44 AM
جزاك الله خيرا وبارك الله فيك
رضى الله عنك وعن والديك اخى الكريم

محمد رافع 52
19-12-2012, 10:48 AM
http://sphotos-a.ak.fbcdn.net/hphotos-ak-prn1/21715_248631668596071_1441198991_n.jpg

محمد رافع 52
19-12-2012, 10:50 AM
http://sphotos-a.ak.fbcdn.net/hphotos-ak-prn1/549002_248629448596293_1653271826_n.jpg

محمد رافع 52
22-12-2012, 01:01 AM
من وصايا الرسول صلى الله عليه وآله وسلم :
يَا أَبَا ذَرٍّ : اغْتَنِمْ خَمْساً قَبْلَ خَمْسٍ :
شَبَابَكَ : قَبْلَ هَرَمِكَ .
وَ صِحَّتَكَ قَبْلَ سُقْمِكَ .
وَ غِنَاكَ قَبْلَ فَقْرِكَ .
وَ فَرَاغَكَ قَبْلَ شُغُلِكَ .
وَ حَيَاتَكَ قَبْلَ مَوْتِكَ .
شرح الحديث :
صور كريمة فيها حقيقة المغنم : نحبها ما فيها ونبين بعض معانيها و من يقتنيها أبدا يفوز ويفرح ويسر وينعم ، لأنها لوحات كريمة فيه معارف الدين وعلوم الهدى بأحسن صورة للطيبين يتقدم ، فيسر المؤمن في الحياة وقبل الممات وبالعلم والعمل بها يسلم ، ولحسن وصيتها يجب أن نتسابق ولفعل الطاعات والخيرات وما يحب الله سبحانه بسرعة لها نبادر ولها نحزم ، وبما يحسن من الخيرات وعمل الصالحات نعمل وبها بجد وإخلاص نعلم ونعمل ونهتم ، ليجازينا ربنا بأفضل ما أوعد المتقين والصالحين من الفوز العظيم والنجاح الأعظم ، ولا نسوف العلم بمعارف الهدى والعمل حتى يوم القيامة في الحساب من حظنا لا نخصم ، ولا تكون علينا أيام القيامة والآخرة حسرة وغصة وعذاب فنتندم ، ولا ندخل نار أعدت لمن ضيع شابه وصحته وغناه وفراغه وحياته كلها حتى مات وعمره أخترم .
يا أخوتي الطيبين : هذه الوصية الكريمة من سيد الأنبياء والمرسلين لأبي ذر رحمه الله ، وقد مر شرح ما تقدم منها ، وهي من أعلى الوصايا في الدين ، لأنه فيها الحث وطلب التحقق بمعارف الهدى علما وعملا ، وذكرت في كثير من المصادر .
وفي الحقيقة على الإنسان : أن يغتنم ويسارع العمل بالفرص المتاحة له ، وبالخصوص مما ذكر في حديث اللوحة .
لأن الغنم : هو الفوز والنجاح والفلاح ، من غير مشقة ولا تعب ، لأنه :
من يغتنم أيام الشباب : ويسارع فيه في العبودية لله سبحانه وإقامة الواجبات ، وهو في عنفوان الحيل والاستطاعة وروح الفتوة والمبادرة ، فيكون تعبه بسيط ولا يقاس بأيام الهرم والشيخوخة والسعي والعمل فيها ، فلذ يجب أن يغتنم الإنسان عمره قبل الهرم وكبر السن حيث لا يطيق عمل العبادات والطاعات وهو قائم ، فضلا عن المسابقة في الأعمال الصالحة والخيرات والمشاركة فيها بجد بنفسه .
وعليه أن يغتنم صحته : أيضا ، ويأخذ نفسه بما فرض الله عليه من العبودية وتعاليم الهدى في حال عافيته ، لأن المريض لا يستطيع أن يعبد الله بما يعبد الصاحي المعافى ، والذي يمكنه أن يتحرك ويتكلم بدون مشقة .
وعلى المؤمن أن يغتنم غناه : فيقدم ما فرض الله عليه من الحقوق والواجبات في الإنفاق من الخمس والزكاة وغيرها من المستحبات إن أستطاع ، لأنه إن أفتقر لا يستطيع الإنفاق ، وإنه يكون مطالب بالحقوق السابقة ، وإن نوى فلا يصدق لأنه قد كان عنده نعم الله فلم ينفقها في طاعته ، فسوف يندم أشد الندم ، ويؤاخذ في حسابه حتى على الحلال حيث لم يقدم منه شيء لآخرته ، وفي الحرام وعدم تقديم الحقوق العقاب الشديد ، لأنه الدنيا في حلالها حساب وفي حرامها عقاب .
كما أنه يجب أن يغتنم الفراغ : كل مؤمن ، قبل أن يأتي وقت في لا يستطيع أن يعبد براحة وبدون فكر مشوش بالهموم ، ولا يتفرغ أيضا لأن يشارك في مشاريع الخير ولا يساعد العباد لمشاغله الكثير ، بل حتى إقامة الواجبات مثل الأمور التي تحتاج لفراغ زايد كالحج ومن المستحبات الأكيدة كالزيارة وغيرها لا يستطيع التحقق بثوابها لعدم الفراغ .
والخلاصة يجب أن نغتنم الحياة : كلها قبل الممات ، ونعمل بها في طاعة الله سبحانه وتعالى ، وقبل ما يأتي ما ينغصها ويسلب أجمل ما فيها مما ذكر في الحديث ونحن فيها، ولذا جاءت توصيات كثيرة في هذا المعنى :
ومنها قول الله سبحانه :
{ وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ
وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133)
الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (134)
وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (135)
أُوْلَئِكَ جَزَآؤُهُم مَّغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ (136)} آل عمران .
وهذه الآيات الكريمة : كأنها نص الحديث الشريف ولكنها بأسلوب آخر ، فتدبر بهما تعرف .
وقد قال الله : إنما ينعم علينا لنشكره ونطلب منه المزيد ، ويجب أن نسارع ونتسابق لعمل الطاعات ، لأن أذا جاء الأجل بعد لا عمل ، وإنما هو الحساب فقط ، وهنا عمل بلا حساب ، ولنتدبر هذا المعنى نتلو قوله تعالى :
{ أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُم بِهِ مِن مَّالٍ وَبَنِينَ (55)
نُسَارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْرَاتِ بَل لَّا يَشْعُرُونَ (56)
إِنَّ الَّذِينَ هُم مِّنْ خَشْيَةِ رَبِّهِم مُّشْفِقُونَ (57)
وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ (58)
وَالَّذِينَ هُم بِرَبِّهِمْ لَا يُشْرِكُونَ (59)
وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ (60)
أُوْلَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ (61)} المؤمنون .
ولذا قال سبحانه : يمدح ويثني على من يسابق بالخيرات ولأعمال الصالحة والطاعات :
{ وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ (10) أُوْلَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ (11) } الواقعة.
والآيات والأحاديث : التي تحث على العلم والعمل كثيرة ، يجب أن يراعيها العاقل ويعمل بها قبل فوات الأوان ، ويفقد الإنسان أهم مقومات الاستطاعة على العمل والتي أهمها كما عرفنا في بحث سابق الصحة والفراغ .
وأسأل الله سبحانه : أن يرزقنا كل مقومات الطاعة ، ويجعلنا في أحسن الأحوال في عبوديته بكل تعاليمه مخلصين له الدين، وأن يوفقنا لما يحب ويرضى ، إنه أرحم الراحمين ، ورحم الله من قال آمين يا رب العالمين .

محمد رافع 52
22-12-2012, 01:33 AM
بيان أهداف الإسلام
الكـاتب : عبد الله خياط (http://www.islamselect.net/author/1833)
إن دين الإسلام دين تكافُل وتراحُم، دين تعاطف وشفقة، دين معاملة وإحسان، عمل على ذلك أولو العزائم؛ سلفكم الكرام، أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فدانت لهم الدنيا، وتحطمت تحت أقدامهم تيجان الجبابرة من أقاصرة وأكاسرة؛ وملكوا أَزِمَّة الأمور، ووصفهم رب العزَّة في كتابه بقوله: (مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ) [الفتح: 29]، فكانت الشدة منهم على الكافرين، وكانت الرحمة والشفقة بينهم، مثلاً للعادلين والمتأسِّين.والدين الإسلامي في مَجموعه وحدة متماسكة الأطراف، محكمة العُرَى، تؤلِّف بين جملة من الحقوق، الأخذ بها في مجموعها أمرٌ لا مندوحة عنه.
فتوحيد الله - جلَّ جلاله - بأسمائه وصفاته وأفعاله، وتأليهه، وإفراده بكامل العبودية والتقديس - كل ذلك جزء من عقيدة المسلم، وفي طليعة ما يجب أن يعنى به؛ قال - تعالى -: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ * الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ) [البقرة: 21-22].
هذا هو الحق الأول بالنسبة لخالق الكون ومدبِّره، ومربيه بنعمه وإفضاله.
الحق الثاني: ويتعلق بصلاح الجماعة الإسلامية، وتكوين وحدتها، وتنظيم أهدافها، وتكفلها الصالح العام، وتضافر جهودها لتحقيق الأخوة الإسلامية التي نصَّ الله عليها بقوله: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) [الحجرات: 10].
وقد أوضحتِ السنة النبوية مدلول هذا الإخاء وهذا الحق وأهدافه، ومدى الأخذ به كمبدأ من مبادئ الدين، في جملة من الأحاديث، وفي صور مختلفة.
فمرة يكون التوجيه إليه بالترفع عن الظلم، وعدم التجنِّي على الغير، والتحذير من الشُّحِّ، والنهي عن الإضرار، كما صح ذلك عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حيث يقول: ((اتقوا الظلم؛ فإن الظلم ظلمات يوم القيامة، واتقوا الشُّحَّ؛ فإنه أهلك مَنْ كان قبلكم))، ويقول: ((لا ضَرَرَ ولا ضِرَار)).
وتارةً يكون التوجيه إلى هذا الحق بالتنويه عن مدى الترابط الإسلامي والتكافل في الحقوق، كما جاء في الحديث: ((لا تحاسدوا، ولا تناجشوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، ولا يَبِعْ بعضكم على بَيْع بعض، وكونوا عباد الله إخوانًا. كلُّ المسلم على المسلم حرام: دمه، وماله، وعِرْضه)).
وكما جاء في حديث آخر: ((مَنْ نفَّس عن مؤمن كربةً من كرب الدنيا؛ نفَّس الله عنه كربةً من كرب يوم القيامة، ومَنْ يسَّر على مُعْسِرٍ؛ يسَّر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومَنْ ستر مسلمًا؛ ستره الله في الدنيا والآخرة. والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه)).
ومنه قوله - صلى الله عليه وسلم -: ((الخَلْقُ عيال الله؛ فأحب الخَلْق إلى الله مَنْ أحسن إلى عياله)).
وتارةً يكون التوجيه إلى هذا الحق بتصوير واقع الأخوَّة الإسلامية، والتعريف بطرف من مسالكها، كما يتَّضح ذلك من قول الرسول - صلى الله عيه وسلم -: ((المؤمن للمؤمن كالبنيان يشدُّ بعضه بعضًا))، ((مثل المؤمنين - في توادِّهم وتراحمهم وتعاطفهم - كَمَثَل الجسد؛ إذا اشتكى منه عضوٌ تداعى له سائر الجسد بالسَّهَر والحمَّى)).
ومن قوله - صلى الله عليه وسلم -: ((لا يؤمن أحدكم حتى يحبَّ لأخيه ما يحبَّ لنفسه)).
وتارةً يكون التوجيه إلى هذا الحق باستدرار العَطْف والرحمة، والحثِّ على الرفق والشفقة؛ كما صحَّ عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: ((الراحمون يَرْحَمهم الرحمن؛ ارحموا مَنْ في الأرض يرحمكم مَنْ في السماء)).
فإذا قست القلوب، والتاثت العقول، وتحجَّرت الضمائر، وتصاممت الآذان عن أمثال هذه التوجيهات الرشيدة - يكون العلاج عندئذٍ ترهيبًا وتخويفًا يكبح جماح النفس؛ وتوعُّدًا وزجرًا تتحدَّد به الغاية، ويُعلم منه المصير، يُفصح عنه قول الرسول - صلى الله عليه وسلم -: ((مَنْ لا يرحم الناس لا - يرحمه الله -))، وقوله - صلى الله عليه وسلم -: ((لا تُنزع الرحمة إلا من شقي)) وقوله - صلى الله عليه وسلم -: ((مَنْ ضارَّ مسلمًا ضارَّه الله، ومَنْ شاقَّ مسلمًا شاقَّ الله عليه)).
وناهيكم - عباد الله - بمضارَّة الله ومشاقَّته؛ إنها القصاص العادل يا عباد الله، قصاص رب العالمين جزاءً وفاقًا: (وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا) [الكهف: 49] (إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ) [الفجر: 14]، إنَّها نقمة الله وشديد أخذه؛ فاحْذَرُوا نِقْمَته وأخذه، (إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ) [هود: 102].
فاتَّقوا الله - عباد الله - واعرِفوا لله حقَّه؛ فأفردوه به، واعبدوه على هدى وبصيرة، واعرفوا للجماعة حقوقها؛ فارْعَوْها حق رعايتها؛ ليكمل لكم الدين، ولتكونوا من حزب الله وأوليائه المفلحين.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ) [فصلت: 46].
نفعني الله وإياكم بهدي كتابه.
أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب؛ فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

محمد رافع 52
22-12-2012, 01:42 AM
التناقض المصطنع بين العلم والدين
الكـاتب : نايف عبوش (http://forum.amrkhaled.net/author/4103)

لا جرم أن الإسلام جاء ثورة كبرى على الواقع القديم الفاسد، فكان انقلاباً شاملاً في حياة الناس في جانبها العقدي، حيث حررهم من عبادة الأوثان، ورفض الأساطير والخرافة، باعتماده العقل والعلم، فحررهم من الجهل، وبذلك النهج المتطور، أرسى أساساً صلباً للتعامل مع حقائق الحياة، والظواهر الكونية.

وفي ظل هذا الهدي الإلهي، تمكن الجيل النبوي من الصحابة، والتابعين، ومن تلاهم، ممن استوعبوا النهج الرباني على مراداته الحقيقية، من بناء حضارة إنسانية زاهرة، تخطت ذاتها في المكان والقيم، لتشع بالعطاء والنور على العالمين، حيث لا تزال بصماتها، حتى بعد أن أخذت بالتراجع عن الدور، بعد أن دبت فيها عوامل الضعف والانحلال، تحمل في طياتها خميرة الهام التحضر المعاصر، في الكثير من إرهاصاته العلمية، والفلسفية، والفنية، وعندما تجمد العقل العربي المسلم في وقت لاحق، وتوقف عن العطاء، وعجز عن مسايرة التمدن، وصناعة التقدم، وحاصرته العولمة بعاصفتها الهوجاء، بما تمتلكه من عناصر التأثير، في فضاء مفتوح بكل الاتجاهات، نشأ تصور زائف لدى الكثير من النخب بتأثير الاغتراب، بأن الدين الإسلامي رجعي، ولا يناسب العصر، ولا يفتح الأفاق أمام عقل الإنسان لتطوير علومه، وتنمية قدراته التقنية، متناسية أن دين الإسلام، هو الذي حول العرب من مجرد قبائل تغط في الجهل والوثنية، تعيش على هامش الحضارة، إلى أمة متنورة، قادت العالم، وأسعدت البشرية لقرون طويلة، ولعل من يتلو القرآن الكريم بتدبر، يلاحظ أن لفظة (العلم) وردت فيه أكثر من مرة، للدلالة على النسك التعبدية، والمعاني الدينية، التي نزلت على النبي محمد - صلى الله عليه وسلم - من السماء، باعتباره دين هداية للناس بالدرجة الأولى إضافة إلى الدلالة على القوانين المركزية التي تحكم الظواهر الكونية، حيث يتعايش (العلم) و(الدين)معا في لغة القرآن، بألفة متجانسة، لا تقبل التناقض، كما يتوهم من أصيب من النخب بعمى الاستلاب والانبهار بمعطيات الحضارة المعاصرة، وما أبدعته من منجزات علمية وتكنولوجية، ولا جرم أن هذا التوافق الإيقاعي بين الإسلام والعلم، هو منهج رباني محكم، يراعي حاجة الإنسان الملحة للتوازن بين الروح والمادة، ويكبح جماح النزق المهووس، لترجيح عنصر المادة، تحت وطأة قصور عقل الإنسان عن استيعاب ما وراء المحسوس، بما يفسح المجال للعلم والعقل، بتجاوز حدود طاقتهما، فيقعا في خطأ الحكم بإقحام كل التصورات، لضوابط العلم التجريبي وحسب، خلافا لقاعدة (وما أوتيتم من العلم إلا قليلا).
وبذلك النهج الرشيد، استجاب الإسلام بتوازن تام، إلى متطلبات سعادة الإنسان ببعديها المادي العلمي المحض، والمعنوي العقدي الديني، على حد سواء، وإذا كان الإسلام في جانب الإعجاز العلمي منه، الذي تضمنته الكثير من النصوص القرآنية، والأحاديث النبوية الصحيحة، قد أشار إلى حقائق علمية، لم تكن معروفة للناس وقت نزول القرآن، بسبب عدم تطور الأدوات العلمية يوم ذاك، وكشفت العلوم الحديثة، ومن خلال تطور التقنيات، وأدوات البحث العلمي، وتراكم الخبرة، والمعرفة الإنسانية، بالصورة التي هي عليها اليوم، صحتها، وأثبتت تطابق حقائق الدين الإسلامي التام، مع النتائج العلمية الحديثة، التي توصلت إليها، فلا جرم أن ذلك التوافق، مقصود قطعاً، وليس محض صدفة، ومن ثم فهو يأتي؛ مصداقاً لقول الله تعالى: ( ويرى الذين أُوتوا العلم الذي أُنزل إليك من ربك هو الحق ويهدي إلى صراط العزيز الحميد)، في سياق تراتبية جدلية صارمة، لا انفصام لها، تجعل العلم وسيلة مضافة، للهداية إلى صراط الله العزيز الحميد، وإذا كان الدين الإسلامي قد أحاط بالكليات الغيبية، وألمح إلى الحقائق العلمية بإشارات معجزة، فلا شك انه قد ترك للعقل الإنساني حرية التفكير في الكون، وما خلق الله - تعالى -فيه من عوالم، ليتأملها بعناية، ويبحث فيها، ويكتشف تلك الحقائق، وفقا لمستوى تمكنه العلمي، وبالتالي العمل على تسخيرها لاستخداماته الحياتية، وفقا للناموس المركزي الإلهي (هو الذي سخر لكم ما في الأرض جميعا)، إضافة إلى ما تضيفه له تلك الاستكشافات العلمية، من أدوات محسوسة للتيقن، وتعميق الإيمان بحقيقة الوجود الإنساني، وارتباطه بآفاق الكون، ابتداء من الذات الإنسانية (فَلينظُرِ الإنسان مم خلق)، وانتهاء بآفاق الكون(سنريهم ءآياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم انه الحق). ومن هنا نلاحظ أن الإسلام قد فضل المتعلمين على غير المتعلمين (هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون)، في إشارة واضحة لتحقيق هذا الغرض السامي.
وهكذا.. فالإسلام ومن خلال الإيقاعات التوافقية، بينه وبين العلم، يدفع الإنسان بشكل دائم، لكي يتفاعل بشكل مستمر، مع الكون والحياة، بقصد تفجير طاقة الإبداع لديه، لكي يرفد الحضارة بعناصر الاستمرار، ويرفدها بمقومات البقاء، ويؤمن لها مستلزمات التطور والارتقاء، بمنظور مسؤولية استخلافه الرباني في الأرض، وتكليفه بأعمارها، تبعا لموجبات هذا ألاستخلاف..فانه-أي- الإسلام بهذه الحقيقة الساطعة، لا ينطوي، على أي تناقض، بينه وبين العلم، على طول الخط، كما يزعم أولئك المتنطعون.

محمد رافع 52
22-12-2012, 01:51 AM
واجب المسلم تجاه الفتن
الكـاتب : ماجد بن خنجر البنكاني (http://www.islamselect.net/author/5075)
إنَّ الحمدَ لله نحمَدُه، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلّ له، ومن يُضلل فلا هادي له.وأشهد أنّ لا إله إلاّ اللهُ وحده لا شريك له، وأشهد أنّ محمداً عبده ورسولُه.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) [آل عمران: 102].
وبعد:
عباد الله: إننا نعيش هذه الأيام في فتن عظيمَة تنوَّعت أسبابُها، واختلفت مقاصدُها، وتعدّدت مصادِرها، فتنٌ في الدّين والدنيا، فتن من أناس تحاوِل مَحوَ الحقّ وإبعادَ الناسِ عنه، ديدنُها الهدْم والتخريبُ، والنهب والتحريش.
فتنٌ تعاظمَ اليومَ خطَرها، وتطايَر شررها، وتزايَد ضررُها، فتنٌ نالت من الدين كله نالت من فروعه، ومن أركانِه وأصولِه. في الصحيحين أن النبي قال: "يتقارب الزمان، وينقص العمل، ويُلقى الشح، وتظهر الفتن، ويكثر الهرج"، قالوا: يا رسول الله، وما الهرج؟ قال: القتل، القتل.
فما أكثر الفتن والمصائب، وما أكثر القتل في عصرنا الحاضر، وما هي إلا بسبب ذنوبنا وتقصيرنا.
قال الله - تعالى -: ((مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ)) ويقول - سبحانه وتعالى -: ((وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ)).
فالله جلت قدرته حليم على عباده غفور رحيم يرسل لهم الآيات والنذر لعلهم يرجعون إليه ليتوب عليهم، والأزمات والنكبات ما هي إلا نذر لعباده ليرجعوا إليه، وبلوى يختبرهم بها، قال - سبحانه -: (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) وقال - تعالى -: (وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ) وقال - سبحانه -: (وَبَلَوْنَاهُمْ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) والآيات في هذا المعنى كثيرة. من محاضرة ألقاها الشيخ ابن باز - رحمه الله - في جامعة أم القرى بمكة المكرمة في شهر رجب 1409هـ
والله - سبحانه وتعالى - يعاملنا بعفوه ولطفه وليس بعدله ولو عاملنا بعدله لهلكنا.
قال الله - تعالى -: ((وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِمْ مَا تَرَكَ عَلَيْهَا مِنْ دَابَّةٍ وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ)) أي: لأهلك المباشرين للمعصية وغيرهم، من أنواع الدواب والحيوانات فإن شؤم المعاصي يهلك به الحرث والنسل. (وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ) عن تعجيل العقوبة عليهم إلى أجل مسمى وهو يوم القيامة: (فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ) فليحذروا ما داموا في وقت الإمهال قبل أن يجيء الوقت الذي لا إمهال فيه. [تفسير السعدي].
عباد الله: إننا في زمن تداعت فيه الفتن كداهية دهياء، فقلّت فيه الأمانة، ونزعت فيه الخشية من الله، وتنافس الناس فيه على الدنيا، وحظوظ النفس، وكثر فيه القتل، وبلغ أوج صوره، على اختلاف تنوعه، حتى لربما لا يدري القاتل فيم قَتَل، ولا المقتول فيم قُتِل، كما قال ذلك النبي فيما صح عنه، ولكن لمستفهم أن يقول: ما النجاة في خضم هذه الأحداث، وما موقف المؤمن من متغيرات زمانه، وفجاءة النقمة فيه؟ فالجواب على هذا بيِّن بحمد الله، فإن لكل داء دواء، علمه من علمه وجهله من جهله، والدواء في مثل هذا كثير التنوع، فمن ذلك: أولاً حمد الله على العافية مما ابتلى به كثيراً من الناس من الفتن والرزايا، والحروب المدمرة، ثم الصبر على أقدار الله المؤلمة، والإيمان بأن ما يريده الله كائن لا محالة، وأن ما أصاب الناس لم يكن ليخطئهم، وما أخطأهم لم يكن ليصيبهم، فما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن، وَ(اللَّهُ يَحْكُمُ لاَ مُعَقّبَ لِحُكْمِهِ وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسَابِ))[الرعد41].
ثم قال - رحمه الله -: فلا إله إلا الله ما أوسع علم الله، انظروا إلى الأحداث والمستجدات -عباد الله- كيف تحل بنا فجأة على حين غِرّة دون أن تقع في ظن أحدنا، أو يدور بِخَلَدِه أن أحداثا ما ستكون يوما ما، مما يؤكد الاعتصام بكتاب الله وسنة رسوله، واللجوء إليه، وخشيته وحده، بالتوبة والإنابة، وكثرة الدعاء والاستغفار والصدقة، وبذل الخير، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فلا ملجأ من الله إلا إليه.
ألا إن من خاف البشر فر منهم، غير أن من خاف الله فإنه لا يفر إلا إليه: (فَفِرُّواْ إِلَى اللَّهِ إِنّي لَكُمْ مّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ)[الذاريات: 50] ولقد صح عن النبي –صلى الله عليه وسلم- أنه قال: ((لا يردّ القدر إلا الدعاء)).
ألا وإن ما يحدث في هذه الأزمنة من كوارث تحل بنا بغتة ليذكرنا باليوم الذي تقوم فيه الساعة، والناس في غفلة معرضون، مع ما يتقدمها من أمارات وأشراط تدلّ عليها، فقد جاء في الصحيحين أن النبي قال: ((لتقومن الساعة وقد نشر الرجلان ثوبهما بينهما فلا يتبايعانه ولا يطويانه، ولتقومن الساعة وقد انصرف الرجل بلبن لِقحته فلا يطعمه، ولتقومن الساعة وهو يُليط حوضه فلا يسقي منه، ولتقومن الساعة وقد رفع أكلته إلى فيه فلا يطعمها))، كل ذلك عباد الله دليل على فجاءة النقمة، وأن نفساً لا تدري ماذا تكسب غداً، ولا تدري بأي أرض تموت.
ثم اعلموا رحمكم الله أنه ينبغي للمرء المسلم في خضم الأحداث الرهيبة والمتغيرات المتنوعة ألا يصاب بشيء من الاسترسال مع مشاعر القنوط واليأس، وألا يحبس أنفاسه مع الجانب الذي قد يكلح في وجهه على حين غفلة من جوانب الخير الأخرى في حياته، دون التفات إلى المشوشات من حوله، والتخوفات التي ليس لها ضريب، فليس بلازم عقلاً أن تكون تلك المخاوف صادقة كلها، فلربما كانت كاذبة إذ قد تصح الأجسام بالعلل، وقد يكون مع المحنة منحة، ومع الكرب فرج، فَإِنَّ مَعَ (الْعُسْرِ يُسْراً * إِنَّ مَعَ لْعُسْرِ يُسْراً)[الشرح5، 6]. ولن يغلب عسر يسيرين، و إِنَّهُ : (لاَ يَايْـئَسُ مِن رَّوْحِ للَّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَـافِرُونَ)[يوسف87]. موقف المسلم من الفتن للشيخ ابن عثيمين - رحمه الله -.
وبهذا تم والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، وأرجو الله أن تكونوا قد انتفعتم به، وأن تعملوا به. وأن يعم به النفع.
وآخر دعوانا أن الحمد لله ربِّ العالمين.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
وسبحانك اللهم وبحمدك أشهد إن لا إله ألا أنت أستغفرك وأتوب إليك.

محمد رافع 52
24-12-2012, 03:26 PM
مبادئ الشريعة الإسلامية ومقاصدها


خصائص الشريعة الإسلامية:

1- جاءت الشريعة الإسلامية بالتشريع التام الكامل الذي لا يأتيه الباطل بين يديه ولا من خلفه، تنزيل من حكيم حميد، الذي نظم جميع العلاقات، نظم علاقة الإنسان بربه (العبادات) وعلاقة الإنسان بنفسه وأهله، وعلاقة الإنسان بالإنسان فرداً كان أو جماعة، وعلاقة مادية أو اجتماعية، كما نظم علاقة المواطن بالدولة والدولة بالمواطنين في جميع أنواع العلاقات، كما نظم علاقة الدول بعضها ببعض في السلم والحرب وعلاقة الدول برعايا الدول الأُخر في الحالين أيضاً. كما نظم علاقة الإنسان بالكائنات الأُخر التي تعيش مع الإنسان، أو التي تعيش معها وعليها من حيوان ونبات وجماد ما في السماء وما في الأرض وما بينهما، فالشريعة الإسلامية جاءت بنهج اجتماعي وحياتي كامل. فهي عقيدة وسلوك ونظام..
إذن ليس الشريعة الإسلامية عقيدة دينية فحسب، بل هي أيضاً وبآن واحد سلوك أخلاقي ونظام تشريعي قانوني.
2- جاءت الشريعة الإسلامية للناس كافة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها [وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ كَافَّةً لِلنَّاسِ]، [قُلْ يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا].
وهذا التشريع خاتماً للشرائع ومصدقاً لما سبقه.
3- جاءت الشريعة الإسلامية موحدة تحقق للبشرية فوائد جمة، وذلك بتوحيد معايير الخير والشر في ربوع العالم فالحق حق هنا وهناك وبالأمس واليوم وغداً، في مشارق الأرض ومغاربها وشمالها وجنوبها، والباطل كذلك وينتج عن هذا التوحيد تقارب المجتمع الإنساني كله في أفكاره وتصرفاته وفي عاداته وتقاليده. وهذه هي أول لبنة من لبنات الوحدة الكبرى التي ينشدها الإسلام، ويرسي دعائمها بتشريعه الخالد المستقر البعيد عن نزعات الهوى حيث تهيأت للإنسان المؤمن وحدة في التشريع، فلهذا أحدث الإسلام ثورة اجتماعية تامة في حياة العرب، وفي حياة سائر الشعوب التي تأثرت في تعاليمه وحضارته، فجعلت من دويلات قبائل العرب دولة حقيقية موحّدة قوية مبنية على فكرة دينية دنيوية شاملة ومبادئ ديمقراطية وعدالة اجتماعية بدلاً من فكرة العصبية القبلية الضيقة المشحونة بالتعصب الذميم وبالتنافر والبغضاء، وأبدلت بعاداتهم الوثنية والجاهلية شرائع وأحكام مرتكزة على الإيمان الصحيح والعمل الصالح والحق والنظام والمصلحة العامة.
4- يترتب على وحدة التشريع انتشار الطمأنينة، وتنمية المحبة بين الناس جميعاً وتدفق الاخاء تحت ظلال المحبة الكبرى محبة الله، فالشريعة الإسلامية تتصف بالبساطة والوضوح وسهولة الفهم والقناعة، ولا تنطوي على عقائد غامضة ولا ألغاز سرية، ولا تعقيدات لاهوتية، بل هي دين الفطرة.
5- إن الشريعة الإسلامية ترتب الثواب الآخروي لكل عمل من أعمال التي يؤديها الإنسان سواء أكان ذلك في دائرة العبادات أم المعاملات أم الأحكام الشاملة لكل أبواب الفقه بل ترتب الثواب حتى على نية المرء. بينما القوانين الوضعية ترتبط المسؤولية فيها بالقيام بالفعل وتنتهي عند تنفيذ الحكم، مما يترك المجال واسعاً للمحتالين والمغامرين لنيل أغراضهم والتملص من الأحكام بغفلة من القانون.

محمد رافع 52
24-12-2012, 03:29 PM
مميزات الشريعة الإسلامية:
امتازت الشريعة الإسلامية بأمور يعرفها كل من قارن بين الشرائع الدينية والبارز منها:
1- هو تكفلها لسائر الأحكام التي تخص حياة الإنسان الفردية والاجتماعية الدينية والدنيوية، فلا تجد واقعة من الوقائع تخص الإنسان نفسه أو مع غيره أو المجتمع نفسه أو مع غيره إلاَّ ويظهر حكمها من نص أو ظاهر أو قاعدة أو أصل وهذه الميزة تفقدها سائر الشرائع السماوية والنظم الحزبية والقوانين الدولية.
2- تساير الزمن مهما تقلبت الأحوال وتعالج شؤون الحياة في العالم مهما اختلفت الأوساط فكانت النتيجة الحتمية إن صارت خاتمة الشرائع الإلهية والأديان السماوية.


3- جاءت أحكامها تباعاً وتدريجاً حتى كملت قواعدها وأصولها وتمت أحكامها وأسسها في غدير خم في حجة الوداع عندما نزلت الآية الكريمة: [الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمْ الإِسْلاَمَ دِينًا].
4- حثت على العمل لكسب المغنم في هذه الحياة وتحصيل المعرفة بأسرار هذه الكائنات ووعدت الصالحين بالميراث.
5- حررت العقل البشري من الأساطير والخرافات ووجهته نحو المنطق الحر والدليل والبرهان في العقيدة والإيمان، ولم تأخذ بالجريمة والجريرة بمجرد التفكير فيها، وإنما تأخذ بها بعد ارتكابها فلم تأخذ بالتفكير بالزنا وإنما تعاقب على ارتكابه كما ينسب ذلك لبعض الشرائع.
أحكام الشريعة الإسلامية:

الشريعة الإسلامية مجموعة أحكام نزّل بها الوحي على محمد بن عبد الله (صلى الله عليه وسلم)، وتنقسم إلى ثلاثة أقسام:
1- ما يتعلق بالعقائد الأساسية كالأحكام المتعلقة بذات الله وصفاته، وبالإيمان به وبرسله وكتبه واليوم الآخر وما فيه من حساب وجزاء، وقد تكفل بهذا النوع علم الكلام.
2- ما يتعلق بتهذيب النفوس وإصلاحها. كالأحكام المبينة للفضائل التي يجب أن يتحلى بها الإنسان كالصدق والأمانة والوفاء بالعهد والشجاعة والإيثار والتواضع والإحسان والعفو والصفح، والأحكام المبينة للرذائل التي يتحتم على المرء أن يتخلّى عنها كالكذب والخيانة وخلف الوعد والجبن والأنانية والتكبر والإساءة إلى الغير والانتقام وما إلى ذلك مما تكفل ببيانه علم الأخلاق.
3- ما يتعلق ببيان أعمال الناس وتنظيم علاقاتهم بخالقهم كأحكام الصلاة والصوم والزكاة والحج، وتنظيم علاقات بعضهم ببعض كأحكام البيوع والهبة والإجارة والرهن والزواج وغيرها. وقد انفرد بهذا النوع علم خاص يسمى علم الفقه.

محمد رافع 52
24-12-2012, 03:32 PM
إتمام الشريعة الإسلامية:
تذهب الشيعة إن القرآن والسنة النبوية والمأثورة من العترة الطاهرة الزكية قد أظهرت الأحكام الشرعية لكل حادثة من الحوادث النازلة والوقائع المستجدة إلى يوم القيامة إما بالنص عليها بالخصوص أو بنحو العموم شأن الأنظمة والقوانين الدولية فإنها تشرع أحكام الحوادث النازلة والوقائع المتجددة بموادها الكلية وأصولها العامة ومبادئها الشاملة، تاركة فهم الجزئيات واستنباط التفاصيل وما تهدف إليه من حقائق ومقاصد لأهل البصيرة وحسن السليقة ومعتمدة على استخراج أحكام الوقائع من نصوصها وظواهرها ومفهومها وسياق بيانها ولوازمها على أهل المعرفة والتفكير المستنير. فكذلك هو الاجتهاد عند الشيعة.
كما قام الإجماع عند المسلمين إن كل واقعة أو حادثة على مختلف أنواعها وأزمانها وظروفها لا تخلو عن الحكم الشرعي.
وجوب تشريع الأحكام ووجه حسنه:

ذهبت الإمامية والمعتزلة إلى وجوب التكليف على الله تعالى عقلاً. والمراد بالوجوب على الله تعالى في هذا المقام وغيره كما يقال اللطف واجب عليه تعالى ــ هو كون الفعل موافقاً للحكمة ــ أي أن حكمته تعالى تقتضي ذلك الفعل لا أن غيره أوجبه عليه تعالى كما توهمه بعضهم وشنع على القائلين بالوجوب.
وأما الأشاعرة فقد نفوا ذلك وزعموا أن التكليف والتشريع للأحكام ليس بواجب بل هو تفضل منه تعالى إن شاء فعله، وإن شاء لم يفعل.
والحق هو الأول لأن جعل التكليف على نوع الإنسان إنما هو لإصلاح المعاش وتنظيم الحياة، فهو أمر حسن يحكم بوجوبه العقل على من بيده ملكوت الإنسان وله عليه سلطان. وعليه سيرة العقلاء من قديم الزمان فلا تجد حكومة إلاَّ وقد سنت قوانين لإصلاح أمور أتباعها وتنظيم حياة رعاياها، وذلك لجلب السعادة إليهم ودفع الشقاء عنهم في أدوار حياتهم الفردية والاجتماعية وفي أطوار نشأتهم الأولية والآخروية. فإنه تعالى لو تركهم سدى لأحاطت بهم المهالك، ولضاقت بهم المسالك لقصور عقل الإنسان عن إدراك ما ينفعه وما يضره، ولغلبة الشهوة فيه على سلطان العقل، وحبه للسطوة


والسيطرة على أفراد النوع، والتنازع على وسائل العيش. وهو أعز مخلوق لدى الله وأشرف موجود عنده. فلا يعقل أنه يهمل أمره ولا يصلح شأنه وهو الرب الرحيم الرؤوف بمخلوقاته المدير لمصنوعاته، فأرسل الرسل مبلغين ومنذرين بقوانين وأحكام ترشدهم لصالحهم الخاص والعام، وتنظم لهم أمور الحياة في السراء والضراء، وتوصلهم إلى الكمال وتجنبهم عن الضلال وتربطهم بخالق الكون ومدبره، فكلفهم بالمعرفة بأصول الدين ليطلعوا على عظيم شأنه وكمال قدرته على خلقه. ويطاع في أمره ونهيه، وكلفهم بالعبادات في عدة من الأوقات وفي كثير من المناسبات ليخرجهم من مقام الحيوانية إلى مقام الإنسانية، ومن ظلمات النفس إلى نورها وروحانيتها، ويقوي فيهم الشعور الديني حتى تلتهب النفس بالعاطفة الدينية، ويصبح الشعور الديني فيها وازعاً نفسياً يسوقها الإتيان ما يريده تعالى منها، ورادعاً قلبياً عن فعل ما يبغضه عزَّ أسمه منها، وكلفهم بما يصلح شؤون حياتهم في جميع أدوارها وأطوارها لئلا يترك الناس سدى، ويسودهم الهرج والمرج، فقنن لهم قوانين الاختصاص في الأموال، وسنَّ لهم قسمة المواريث وموجبات الإنفاق وتوزيع الغنائم والصدقات. وألزمهم بالعقود لئلا تختلف النيات وتجهل أو تتجاهل المقاصد في المعاملات والإيقاعات وندبهم لما فيه صلاحهم ونجاحهم، وجعل القصاص والحدود والتعزيرات والضمانات حفظاً للنفوس والأموال، وخوفاً من المروق عن طاعة الرحمن، ووعدهم بالثواب على حسب مقادير الإطاعة، وأوعدهم بالعقاب على حسب مقادير المعصية، وبالغ في الإنذارات، وأكثر من التحذيرات والترغيبات والترهيبات حرصاً منه تعالى عليهم أن لا يقصروا في ذلك فتفوت عليهم المصالح ويقعوا في المفاسد فيبؤوا بالخسران المبين والضرر العظيم. وقد وقع التنبيه من أئمتنا على محاسن التكليف في مواضع كثيرة منها ما في الاحتجاج أنه أتصل بأمير المؤمنين علي بن أبي طالب قوماً من أصحابه خاضوا في التعديل والتجريح فخرج حتى صعد المنبر، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: (أيها الناس إن الله تبارك وتعالى لما خلق الخلق أراد أن يكون على آداب رفيعة وأخلاق شريفة فعلم أنهم لم يكونوا كذلك إلاَّ بأن يعرفهم مالهم وما عليهم، والتعريف لا يكون إلاَّ بأمر ونهي، والأمر والنهي لا يجتمعان إلاَّ بالوعد والوعيد، والوعد لا يكون إلاَّ بالترغيب، والوعيد لا يكون إلاَّ بالترهيب، والترغيب لا يكون إلاَّ بما تشتهيه أنفسهم وتلذه أعينهم، والترهيب لا يكون إلاَّ بضد ذلك، ثم خلقهم في داره وأراهم طرفاً من اللذات ليستدلوا به على ما ورائهم من اللذات الخاصة التي لا يشوبها ألم ألاَّ وهي الجنة، وأراهم طرفاً من الآلام ليستدلوا به على ما ورائهم من الآلام الخالصة التي لا يشوبها لذة ألاَّ وهي النار، من أجل ذلك يرون نعيم الدنيا مخلوطاً بمحنها، وسرورها ممزوجاً بكدرها وغمومها). وأمثال تلك الأحاديث الشريفة كثيرة.
والحاصل إن الغاية والمصلحة في تكليف العباد هو التعريض للثواب وحفظ نظام العالم. وهذا غرض صحيح فيكون التكليف حسناً بل واجباً لأن الترك للإحسان بالنسبة إلى من يستحقه مع عدم المانع قبيح، بل لولا صدور التكليف والتشريع للأحكام لكان الله تعالى فاعلاً للقبيح لأنه بتركه للتشريع يكون مغرياً للعبد بالقبيح والإغراء بالقبيح قبيح. ومعلوم لا يصدر من الله تعالى القبيح لعدله وحكمته فوجب صدور التشريع منه.

محمد رافع 52
24-12-2012, 03:35 PM
أهداف الشريعة الإسلامية:
الشريعة الإسلامية هي مجموعة الأوامر والأحكام الاعتقادية والعملية التي يوجب الإسلام تطبيقها لتحقيق أهدافه الإسلامية في المجتمع.
1- تحرير العقل البشري من رق التقليد والخرافات وذلك من خلال العقيدة الصادقة الحقة من الإيمان بالله، وتوحيد معايير الخير والشر في ربوع العالم، وتوجيه العقل نحو الدليل والبرهان.
2- إصلاح الفرد نفسياً وخلقياً وتوجيه نحو الخير والإحسان لكي لا تطغى شهواته ومطامعه على عقله من خلال العبادة المشروعة التي تذكره بخالقه وبعقيدة الثواب والعقاب في الآخرة، لكي يكون المؤمن في مراقبة دائمة لأعماله، حريصاً على عدم التقصير في واجباته.
3- إصلاح المجتمع بصورة يسود فيه الأمن والعدل وصيانة الحريات والكرامة الإنسانية، ونشر الطمأنينة والمحبة في ربوع العالم.


ومن الأهداف الثلاثة في الإسلام يتحدد معنى الشريعة وتقوم على ثلاث دعائم وهي:
1- عقيدة عقلية 2- عبادة روحية 3- نظام قانوني قضائي
لهذا يقال إن الإسلام دين ودولة.
ويجب التفريق بين النظام والتطبيق، إذ لا ينكر أنه في الواقع العملي والتاريخي كثيراً ما يساء فهم الحقيقة الإسلامية في بعض هذه النواحي الثلاث، أو يساء تطبيقها فتظهر الصورة مشوهة.
كما إنَّ التشريع مرَّ بأطوار متعاقبة، ويتميز كل دور عن الآخر نتيجة الأحداث متعددة متجددة متغايرة، والتشريع لابد من أن يواجه هذه الأحداث بوضع الأحكام الملائمة.
نصوص الكتاب والسنة متناهية الحوادث متجددة الاجتهاد

محمد رافع 52
24-12-2012, 03:39 PM
خصائص الشريعة الإسلامية:
للشريعة الإسلامية خصائص تميزها عن غيرها وهي:
1- الشريعة من عند الله.
2- الجزاء في الشريعة دنيوي وآخروي.
3- عموم الشريعة وبقاؤها.
4- شمول الشريعة.
وسنتكلم عن كل خصوصية من الخصوصيات المذكورة آنفاً:
1- الشريعة من عند الله:

إن مصدر الشريعة الإسلامية هو الله تعالى، وهي وحيه إلى رسوله محمد (صلى الله عليه وسلم) باللفظ والمعنى، وكون هذا اللفظ معجزاً ومتواتراً نقله وهو القرآن أو باللفظ والمعنى إلاَّ أنه غير معجز فهو الحديث القدسي أو بالمعنى دون اللفظ وهو السنة الشريفة، وهي تختلف عن جميع الشرائع الوضعية لأن مصدرها البشر، ويترتب على هذه الخصلة جملة نتائج منها:
1- إن مبادئ الشريعة وأحكامها خالية من الجور والنقص والهوى لأنها من صنع الله والله له الكمال المطلق الذي هو لوازم ذاته، بخلاف القوانين الوضعية التي لا تنفك عن النقص والجور والهوى لأنها صادرة من الإنسان والإنسان لا يخلو من هذه النقائص.
2- جاءت الشريعة الإسلامية بمبدأ المساواة بين الناس بغض النظر عن اختلافهم في اللون أو ال*** أو اللغة، وجعلت أساس التفاضل بينهم العمل الصالح ومقدار ما يقدمه الفرد من الخير. قال تعالى: [يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ]، وقال الرسول الأعظم (صلى الله عليه وسلم): (فلا فضل لعربي على أعجمي إلاَّ بالتقوى)، فالجميع أمام أحكام الشريعة الإسلامية متساوون.
3- هيبة واحترام نفوس المؤمنين لأحكام الشريعة الإسلامية حكاماً كانوا أو محكومين لأنها صادرة من عند الله تعالى فلها صفة دينية فتؤمن بها النفوس ولا يقسر عليها الإنسان قسراً بخلاف القوانين الوضعية فليس لها سلطان على النفوس، فترى إن النفوس تجرأ على مخالفة القانون الوضعي كلما استطاعت الإفلات من رقابة القانون وسلطة القضاء، (كمسألة الخمر).
2- الجزاء في الشريعة دنيوي وأخروي:

أولاً:إن الشريعة الإسلامية تتفق مع القوانين الوضعية في أن قواعدها وأحكامها تقترن بجزاء يوقع على المخالف، ولكنها تختلف معها في أن الجزاء فيها أُخروي ودنيوي. بل أن الأصل في أجزيتها هو الجزاء الأُخروي. وإنما ترتب الجزاء الدنيوي لمقتضيات الحياة وضرورة استقرار المجتمع.
ثانياً:الجزاء الدنيوي منه ما كان جنائياً ومنه ما يكون مدنياً كما هو الحال في القوانين الوضعية وإن كان نطاقه أوسع من نطاق الجزاء في القانون الوضعي نظراً إلى شمول الشريعة الإسلامية لجميع شؤون الأفراد ومنها الدنيوية والأخلاقية خلافاً للقانون الوضعي.
ثالثاً:الجزاء الأُخروي يترتب على كل مخالفة لأحكام الشريعة، سواء أكانت من أعمال القلوب أم من أعمال الجوارح ما لم تقترن مخالفته بتوبة نصوح وتحلل من حق الغير. وهذا ما تشير إليه النصوص الكثيرة منها: [وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ].
رابعاً:إن المسلم يخضع لأحكام الشريعة خضوعاً اختيارياً في السر والعلن خوفاً من عقاب الملك الجبار، وحتى لو استطاع أن يفلت من عقاب الدنيا، فتنزجر النفوس عن مخالفة الشريعة الإسلامية أما بدافع الاحترام أو استشعار للحياء من الله تعالى، أو بدافع الخوف من العقاب الآجل الذي ينتظر المخالفين [يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا]، قوله تعالى: [فَمَنْ يعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَه وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَه].
لذا فإن الإيمان أساس الشريعة الإسلامية، وهو الوازع الداخلي المتين الذي يوقظ الضمير ليراقبه ويحاسبه على أعماله وهو الضمانة لاحترام أحكام الشريعة وتنفيذها، فلا يمكن أن يعوّل على سلطة القانون فقط والدليل ما نراه في العصر الحاضر من أثر ضعف الإيمان ومن شدة صرامة القانون وإمكانات تنفيذه وشدة المراقبة على المتعدي والمخالف له ومع هذا فإن الانحلال الخلقي قد تفش وتفاقم المشكلات الاجتماعية وازدياد الجرائم وأعمال العنف والإدمان على المخدرات والمسكرات والانغماس في الفجور والملذات والانهيار في الأباحية ال***ية وقلة الحياء، وتفشي الكسل والقذارة والشغب والفوضى وتفكيك الروابط التقليدية الانضباطية في المجتمع والمدرسة والعائلة جميعاً وما شاكل ذلك.
3- عموم الشريعة وبقاؤها:

أولاً:الشريعة الإسلامية عامة لجميع البشر في كل مكان وزمان، فلم تكن ضيقة المرمى أو تكن قومية اللون ولا محصورة بالعرب أو بشعب مختار بل هي رسالة شاملة ودعوة عالمية موجهة إلى جميع الناس في جميع الأقطار والأمصار ولذا خاطب القرآن الكريم النبي (ص) بقوله تعالى: [قُلْ يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا]، [وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا].
ثانياً:إن الشريعة الإسلامية لا تنسخ ولا تبدل لأنها خاتمة الشرائع، ويستلزم أن تكون أحكامها وقواعدها على نحو تحقق مصالح الناس في كل عصر ومكان وتفي بحاجاتهم. قال تعالى: [وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ]والرحمة تتضمن رعاية مصالح العباد ودرء المفاسد عنهم.
ثالثاً:تشريع الرخص عند وجود مشقة في تطبيق الأحكام من ذلك إباحة النطق بكلمة الكفر عند الإكراه عليها حفاظاً لبقاء النفس. وإباحة أكل المحرم عند الضرورة كأكل الميتة وإباحة الفطر في شهر رمضان للمسافر والمريض ونحو ذلك.
ولا شك إن دفع المشقة ضرب من ضروب رعاية المصلحة ودرء المفسدة وكذا التدرج في التشريع.
رابعاً:إن المتتبع لأحكام الشريعة يجد بالاستقراء أن المقصد العام للشريعة الإسلامية هو تحقيق مصالح الناس بجلب النفع لهم ودفع الضرر عنهم، وإن مصالح العباد تحقق بتحقيق الأمور الضرورية لهم وضمان الأمور الحاجية وتوافر الأمور التحسينية أي الكماليات:
فالأولى الضرورية:هي التي لا قيام لحياة الناس من دونها وإذا غابت حل الفساد وعمّت الفوضى واختل نظام الحياة. وتسمى بمقاصد الشريعة وهي حفظ الدين والنفس والعقل والعرض والمال، وبعضهم يجعل مع العرض النسل.
وقد بنيت عليها مسائل العبادات والعقوبات والمعاملات الضرورية جميعاً وترمي إلى قيام مصالح الدين والدنيا الأساسية.
أما الدين وهو مجموعة العقائد والعبادات والقوانين التي شرعها الله تعالى، وأوجب المحافظة عليه بالجهاد، وفرض العقوبة على كل من يصد الناس عن دينه أو من يرتد عن دينه أو من يبتدع ويحدث في الدين ما ليس منه.
أما النفس فقد شرع لإيجادها الزواج للتوالد، وشرع لحفظها وبقائها ما يقيم الحياة من مأكل ومشرب ومسكن وملبس وأباح الطيبات وأحل المعاملات. وشرع لمنع الاعتداء عليها القصاص والدية والكفارة وحرم الإلقاء بها إلى التهلكة، كما أوجب دفع الضرر عنها.
وشرّع الله تعالى لإيجاد النسل النكاح لبقاء النوع وأباح في الزواج كل ما به حفظه، كما شرع لحفظ النسل تحريم الزنا والحد على الزاني والزانية وتحريم الإجهاض إلاَّ عند الضرورة.
وأما حفظ العقل فيتم عن طريق ما أوجبه الله لكفالة سلامته وزيادة قدرته وعن طريق ما حرّمه مما يفسده ويضعف قوته، فأجزل الثواب للمعلم. وحرّم تناول الخمر وكل مسكر ومخدر وأوجب العقوبة على من يقدم على إذهاب عقله.
وأما المال فقد شرّع الله لإيجاده وكسبه السعي للرزق وإباحة المعاملات والمبادلات والتجارة والمضاربة، وشرع لمنع الإعتداء عليه وصيانته تحريم السرقة وحد السارق والسارقة وتحريم الغش والخيانة والربا وأكل أموال الناس بالباطل وتحريم إتلاف مال الغير وفرض ضمان المتلفات ومراعاة المماثلة في الضمان وغيرها من الأحكام.
والثانية الحاجيات:وهي التي يحتاج إليها الناس ليعيشوا بيسر وسعة وإذا فاتتهم لم يختل نظام الحياة ولكن يصيب الناس ضيق وحرج عند المشقة كالافطار للمريض، وفي المعاملات بيع السلم، وشرّع الطلاق للخلاص من حياة زوجية لم تعد تطاق، وفي العقوبات شرّعت الدية (الضمان المالي) في القتل الخطأ على أقارب القاتل الذكور تخفيفاً عن المخطئ.
والثالثة التحسينيات:فهي ترجع إلى محاسن العادات ومكارم الأخلاق، وإذا غابت لا يختل نظام الحياة ولا يصيب الناس حرج ولكن تخرج حياتهم عن النهج الأقوم وما تستدعيه الفطرة السليمة والعادات الكريمة ولبيان التحسينات فقد شرعت الطهارة للبدن والثوب، وستر العورة والنهي عن بيع الإنسان أخيه الإنسان، والنهي عن قتل الأطفال والنساء في الحروب وقلع الأشجار والدعوة إلى الضيافة والشجاعة والكرم وآداب الطعام والشراب وحسن الجوار.
وإذا اجتمعت المصالح الضرورية والحاجية والكمالية ولم يكن الجمع بينها كلها، قدمت الأولى على الثانية، والثانية على الثالثة، ثم في الطبقة ذاتها كما في اجتماع المصالح الضرورية المتعددة قدم حفظ الدين باعتباره الأصلح والأفضل على جميع المصالح الدنيوية. أما بين المصالح الدنيوية فيقدم حفظ النفس على حفظ المال وهكذا.
وكذلك إذا تعارضت المصالح من النوع الواحد من الفئة ذاتها وتعذر الجمع بينها قدم الدفع عن النفس على الدفع عن العضو، وقدم حفظ الإنسان على حفظ الحيوان، وقدمت صيانة المال الخطر على المال الوضيع وهكذا تطبق قاعدة تقديم الأفضل فالأفضل والأصلح فالأصلح من المصالح المتزاحمة.
وإذا تعارضت المفاسد والمصالح رجح أعظمها فإن كان الأعظم مفسدة شرّع الحكم لدفعها وإن كان الأعظم مصلحة شرع الحكم لجلبها مثاله قتل القاتل مفسدة لأن فيه تفويت حياته ولكنها جازت لأن فيها تحقيق مصلحة أعظم وهي حفظ حياة الناس على العموم والدفاع عن البلاد يعرض النفوس للقتل وهذه مفسدة، ولكن ترك الأعداء يدخلون البلاد ويستعمرونها مفسدة أعظم فشرّع الجهاد.

محمد رافع 52
24-12-2012, 03:42 PM
مقاصد الأحكام القانونية:
كانت مقاصد القانون الوضعي بين أركان ثلاثة أساسية وهي: العدل، والأمن أو النظام العام، والتقدم الاجتماعي، وقام حول هذه المقاصد جدال ومناظرات ونظريات بين علماء القانون، فمنهم من أعطى الأولوية للأمن العام وكان ذلك مذهب الشكليين، ومنهم من أكّد العدل وهو مذهب المثاليين، ومنهم أخيراً مَنْ أصرَّ على ركن التقدّم الإجتماعي والرخاء والازدهار، وهو مذهب الاجتماعيين الواقعيين.
والحقيقة إنها جميعاً تتركز على العدل، فالعدل يرمي إلى حماية الفرد في المجتمع، بإعطاء كل ذي حقٍ حقه ويمنع الاعتداء عليه من الغير.
وأما الأمن العام والنظام فهو من ضرورات الحياة الاجتماعية ومن ضمانات حماية الحقوق الفردية. فينبغي له أن يبنى بدوره على العدل وإلاَّ انقلب إلى تعسف وظلم ودكتاتورية. وكذلك التقدّم الإجتماعي فإنه لا يتحقق إلاَّ عند توافر العدل الصحيح الذي يحمي النفوس والأعراض والأموال، والذي يؤمن الأمل والطمأنينة الاقتصادية وينشط المبادرة الشخصية ومن ثم الجد في العمل والنتاج.
خامساً:طبيعة أحكام الشريعة جعلها عامة وباقية وهي نوعان:
النوع الأول: أحكام تفصيلية:وهذه إما تتعلق بالعقيدة أو بالعبادات أو بالأخلاق أو ببعض المسائل الخاصة بعلاقات الأفراد فيما بينهم:
أ- فأحكام العقيدة: كالإيمان بالله واليوم الآخر ونحو ذلك لا يتصور مجيء عصر يستغني فيه البشر عنها لأنها تبين حقائق ثابتة، وأحكام العبادة تنظم علاقة الفرد بربه على شكل معين وهذا التنظيم يحتاج إليه الإنسان في كل زمان، فإنه لا إشكال بأن العبادة لها فائدة دنيوية تظهر في صلاح النفس وما ينتج من صلاح المجتمع. فإن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر.
ب- والأخلاق: فالشريعة أكدت على جانب الأخلاق لإرساء قواعد المجتمع على أسس قويمة.
جـ- الأحكام الفقهية التفصيلية: وهي الأحكام المتعلقة ببعض علاقات الأفراد فيما بينهم فهي غير قابلة للتغير والتبديل لأن تشريعها بني على أساس أن الحاجة إليها تبقى قائمة في كل زمان ولكل جماعة مثل حق الحضانة وكيفية الزواج وتنظيم الميراث وتحريم الربا، والعقوبات في الشريعة الإسلامية من حدود.
النوع الثاني: أحكام على شكل قواعد ومبادئ عامة:وهي أحكام توسع على حاجات الناس ولا تضيق بها. ويمكن أن نذكر أمثلة منها:
1- جاءت الشريعة الإسلامية بمبدأ الشورى في الحكم بعد انتهاء عصر النص في الخلافة، قال تعالى: [وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ]، وقوله تعالى: [وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ]، ومبدأ الشورى أسمى نظام للحكم يمكن أن يصل إليه النوع البشري بعد نضوج العقل البشري في الفكر السياسي.
2- مبدأ المساواة وهو مبدأ عظيم صالح لكل زمان ومكان.
3- مبدأ العدالة، الشريعة تأمر بتحقيق العدالة في الأرض والحكم بالعدل حتى مع الأقربين والأبعدين والأصدقاء والأعداء [وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ]فهو مبدأ صالح لكل زمان ومكان.
4- قاعدة (لا ضرر ولا ضرار) وهو رفع الضرر في الشريعة الإسلامية فلا يجوز لأحد إيقاع الضرر بنفسه أو بغيره. كما أنه لا يجوز مقابلة الضرر بضرر آخر لأنه عبث وفساد.
5- مسؤولية المرء الفردية بحيث يسأل وحده عن أعماله ولا يسأل عن أعمال غيره مبدئياً، قال تعالى: [وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى] وخاصة في العقوبات.
6- لا يؤاخذ الإنسان بالقصد الباطني غير مقرون بالعمل، فالهاجس والخاطر في المعاصي والمنكرات لا يعاقب عليها الإنسان فلا يوجبان المسؤولية، وكذلك أنَّ الهم وهو ترجيح قصد الفعل على تركه فإنه إن همَّ بالحسنة كتبت له وإن همَّ بالسيئة لم تكتب عليه سيئة وهذا من باب التسامح لتشجيع الناس على العمل الصالح والكف عن المنكرات.
وأما العزم هو الجزم بالقصد والثبات عليه ففي القول المشهور يؤخذ المرء به ديانة وإن لم يقترن بالعمل لقوله تعالى: [وإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ]، والحاصل إن الله يعاقب والمسؤولية توجب عند العمل فقط.
سادساً:مصادر الأحكام الشرعية التي تتصف بالمرونة، فالكتاب والسنة الشريفة المصدران الأصليان للشريعة جاءت أحكامها على نحو ملائم لكل زمان ومكان، كما أن دليل الإجماع والعقل كلها مصادر مرنة دلت عليها الشريعة. وهذا مما يجعل الشريعة لها الصلاحية للعموم والبقاء.

محمد رافع 52
24-12-2012, 03:45 PM
- شمول الشريعة:
إن الشريعة الإسلامية نظام شامل لجميع شؤون الحياة فهي ترسم للإنسان سبيل الإيمان وتبين أصول العقيدة وتنظم صلته بربه، وتأمره بتزكية نفسه، وتحكم علاقاته مع غيره، فلا يخرج من حكم الشريعة شيء.
ويمكن تقسيم أحكام الشريعة إلى ثلاث مجموعات:
الأولى:الأحكام المتعلقة بالعقيدة كالإيمان بالله واليوم الآخر وهذه الأحكام الاعتقادية محل دراستها علم الكلام.
الثانية:الأحكام المتعلقة بالأخلاق كوجوب الصدق والأمانة والوفاء بالعهد وحرمة الكذب والخيانة ونقض العهد، وهذه هي الأحكام الأخلاقية ومحل دراستها علم الأخلاق.


الثالثة:الأحكام المتعلقة بأقوال وأفعال الإنسان في علاقاته مع غيره وهذه هي الأحكام العملية وسميت بالفقه ومحل دراستها علم الفقه.
وتنقسم الأحكام العملية بالنسبة إلى ما تتعلق به إلى قسمين:
القسم الأول:العبادات كالصوم والصلاة والمقصود بها تنظيم علاقة الفرد بربه.
القسم الثاني:المعاملات وهي التي يقصد بها تنظيم علاقات الأفراد فيما بينهم، وهذه تشمل جميع روابط القانون العام والخاص في الاصطلاح الحديث. وهي تنقسم إلى ما يأتي:
أ- الأحكام المتعلقة بالأسرة من نكاح وطلاق ونفقة ونسب وتسمى بقانون الأسرة أو الأحوال الشخصية.
ب- الأحكام المتعلقة بعلاقات الأفراد المالية ومعاملاتهم كالبيع والإجارة والرهن والكفالة ونحو ذلك وهي ما يسمى حالياً بقانون المعاملات أو بالقانون المدني، ومن هذه الأحكام ما يتعلق بالشركات والتسليف والأمور التجارية الأُخر التي ينظمها في الوقت الحاضر القانون التجاري.
جـ- الأحكام المتعلقة بالقضاء والدعوى والشهادة واليمين وهي تدخل فيما يسمى اليوم بقانون المرافعات.
د- الأحكام المتعلقة بمعاملة الأجانب غير المسلمين في الدولة الإسلامية أو مع الرعايا الأجانب وتسمى بالقانون الدولي الخاص.
شبهات عصرية للشريعة الإسلامية:

هنالك من يدعي عدم قابلية التطبيق للشريعة الإسلامية في العصر الحاضر، لأن هنالك مشكلات زمنية تعترض سبيل هذا التطبيق ولا تتسع الشريعة لحلها في نظرهم وهي:
1- مشكلة الصفة الدينية والأحكام الثابتة التي لا تقبل التطور. وهذا وَهمْ منشؤه عدم معرفة بأحكام الشريعة الإسلامية، فإن الصفة الفقهية لا تنافي كونها متطورة وكفيلة بوفاء الحاجات العصرية وحل المشكلات.
2- بعض العقوبات المحددة شرعاً كعقوبة الزنا بالجلد والسارق بالقطع. والجواب إن هذه الحدود مشروطة بشرائط يجعل في تطبيقها نادرة التطبيق، على إن إقامة حد يمنع آلاف الآخرين من ارتكاب هذه الجريمة التي توجب الحد، ومن المعلوم إن هذه الحدود تقام عندما يكون المجتمع إسلامياً وتعليمه وتربيته إسلامية.
3- نظام الفائدة في المعاملات التجارية والأعمال المصرفية وتحرير الربا. والجواب بأنَّ هنالك أنظمة وشركات في الشريعة الإسلامية كالمضاربة فيها الربح المشروع بدلاً من الربا والفائدة.
4- الأوضاع القانونية والنظم الاقتصادية كعقد التأمين لم يكن موجوداً في الفقه الإسلامي. والجواب على ذلك إن المبادئ الحقوقية في الفقه الإسلامي ذات سعة ومرونة للاستيعاب وباب الاجتهاد مفتوح.
المستقبل للشريعة الإسلامية:

وذلك للأسباب التالية:
1- تطبيق الشريعة الإسلامية يعتبر في نظر المسلمين من الدين وجزء من عقيدتهم.
2- الشريعة الإسلامية هي القانون الصحيح لهذه الأمة لأنه يمثل مصالحها وأفكارها في الحياة ومستقر تقاليدها ومثلها العليا.
3- الشريعة الإسلامية صالحة لكل زمان ومكان.
4- النهضة الفقهية لدراسة الشريعة وبيان مبادئها وقواعدها وأحكامها

محمد رافع 52
03-01-2013, 01:04 AM
الهدنة
هي مصالحة أهل الحرب علي ترك القتال مدة معينة بعوض أو غيره، سواء أكان فيهم من يقر علي دينه ومن لم يقر، دون أن يكونوا تحت حكم الإسلام، والذي يعقد الهدنة هو الإمام أو نائبه، فإذا عقدها أحد الأفراد، عُدَّ ذلك خروجًا علي الإمام أو نائبه، ولم يصح العقد عند الجمهور.
وتجب الهدنة في (حالتين):
الحالة الأولي: إذا طلبها العدو، فإنه يجاب إلي طلبه، ولو كان العدو يريد الخديعة، مع وجوب الحذر والاستعداد، قال تعالي: {وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل علي الله إنه هو السميع العليم. وإن يريدوا أن يخدعوك فإن حسبك الله هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين} [الأنفال: 61- 62].
ولقد هادن رسول الله ( مشركي مكة علي أن يدخلها فيقيم بها ثلاثًا، ولا يدخلها إلا بجُلُبَّان السلاح: السيف وجرابه، ولا يخرج بأحد من أهلها، ولا يمنع أحدًا يمكث بها ممن كان معه.
الحالة الثانية: الأشهر الحرم، فإنه لا يجوز فيها أن يبدأ المسلمون القتال، إلا إذا بدأ العدو، فإنه يجب عندئذ القتال، حتى ولو كان ذلك في المسجد الحرام مع ما له من حرمة، لأن حرمة المسلم أشد حرمة عند الله من حرمة المسجد الحرام، والأشهر الحرم هي: ذو القعدة، وذو الحجة، ومحرم، ورجب. قد أذن الله للمسلمين بالقتال فيها إذا بدأ الأعداء القتال، قال تعالي: {يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل قتال فيه كبير وصد عن سبيل الله وكفر به والمسجد الحرام وإخراج أهله منه أكبر عند الله} [البقرة: 217] .
وقال تعالي: {ولا تقاتلوهم عند المسجد الحرام حتى يقاتلوكم فيه فإن قاتلوكم فاقتلوهم} [البقرة: 191].
ركن الهدنة :
ركن الهدنة الإيجاب والقبول بين الإمام أو نائبه والأعداء.
حكم الهدنة:
يترتب علي الهدنة إنهاء الحرب بين المتحاربين، ويأمن الأعداء علي أنفسهم وأموالهم ونسائهم وأولادهم، لأن الهدنة عقد أمان أيضًا.

محمد رافع 52
03-01-2013, 01:07 AM
الأحكام الاقتصادية والمالية
الأحكام الاقتصادية والمالية تختص بالموارد المالية التي تدخل الدولة عن طريق الأنفال والفيء والغنيمة والنذور والزكاة وغير ذلك.
الأنفال:
قد يترتب على الحروب بعض المكاسب المادية، عرفها الفقهاء بأموال الفىء والغنيمة، وقد يخص الإمام بعض المجاهدين ببعض الأموال تحريضًا على القتال، وحثًا لهم على الحمية في الجهاد، وهو جائز لقوله تعالى:{يا أيها النبي حرض المؤمنين على القتال} [الأنفال : 65]. وأما السلب الذي هو ثياب المقتول وسلاحه ودابته وما كان معه من مال فيرى الحنفية والمالكية أنها من الغنيمة، فتكون لجماعة الغانمين، ويرى الشافعية والحنابلة أن السلب حق للقاتل في كل حال بدون إذن الإمام، لقول الرسول (: (من قتل قتيلاً فله سلبه) [رواه الجماعة إلا النسائي]. والحنفية والمالكية استدلوا على رأيهم بأن الرسول الله ( جعل السلب حقًا للقاتل بوصفه إمامًا،وأما الشافعية والحنابلة، فيرون أن جعل السلب نفلاً كان تصرفًا من الرسول الله ( بطريق الفُتيا، ويشترط لجواز التنفيل أن يكون قبل أن تكون الغنيمة في أيدي الغانمين، فإن حصلت في أيديهم فلا نفل إلا في الخمس.
الفىء:
هو المال الذي يؤخذ من أهل الحرب من غير قتال عن طريق الصلح والجزية، وكان الفىء لرسول الله ( خاصة، لقول الله تعالى: {وما أفاء الله علي رسوله منهم فما أوجفتم عليه من خيل ولا ركاب ولكن الله يسلط رسله علي من يشاء والله علي كل شيء قدير} [ الحشر : 6]. وعن عمر بن الخطاب- رضي الله عنه - قال :( كانت أموال بني النضير مما أفاء الله - عز وجل - على رسوله (، وكانت خالصة له،وكان ينفق فيها على أهله نفقة سنة، وما بقى جعله في الكراع (الخيل والبغال والحمير) والسلاح ) [متفق عليه].
والفىء لجماعة المسلمين بعد وفاة رسول الله ( وليس للأئمة، وذلك لأن الأئمة ينصرون بقوة قومهم المعنوية، أما رسول اله ( فقد كان يُنصر بما أعطاه الله من مهابة، لقوله (: (نُصرت بالرعب مسيرة شهر) [ متفق عليه ].
الغنيمة:
هي ما أخذ من أموال أهل الحرب عنوة بطريق القهر والغلبة،وتقسم أموال الغنيمة كما في قوله تعالى: {واعلموا أن ما غنتم من شيء فأن لله خمسه وللرسول ولذي القربي واليتامي والمساكين وابن السبيل إن كنتم آمنتم بالله وما أنزلنا علي عبدنا يوم الفرقان يوم التقي الجمعان والله علي كل شيء قدير} [الأنفال :41] .
فتقسم الغنيمة خمسة أقسام، قسم لمن ذكرتهم الآية، وأربعة أخماس الغنيمة الباقية للغانمين، فيعطى للفارس ثلاثة أسهم وللراجل سهم واحد، لقول الرسول (: (للفارس ثلاثة أسهم: للفرس سهمان، وللراجل سهم) [ متفق عليه ].
أما حديث: (للفارس سهمان، وللراجل سهم) فهو ضعيف السند، ويسهم لمن دخل الحرب بغرض الجهاد، ولو دخل بفرسه، ثم مات فرسه فيسهم له بسهم الفرسان، ويستحق الراجل ما دام قد دخل أرض المعركة بنية الجهاد وإن لم يجاهد لقول أبي بكر وعمر -رضي الله عنهما-: (إنما الغنيمة لمن شهر الوقعة). [البخاري]. ويجوز أن يقسم الإمام الغنائم في دار الحرب لما في ذلك من رفع الروح المعنوية للجنود، وقد قسم رسول الله ( الغنائم في حنين ولم يكن قد رجع. [البخاري].
وقسم غنائم بني المصطلق في ديارهم. هذا هو رأي الجمهور، ورأي الأحناف أن الغنائم تُقسم في دار الإسلام.

محمد رافع 52
03-01-2013, 01:08 AM
إدارة الدولة
الإدارة في عهد الخلفاء الراشدين:
تميز المسلمون في مجال إدارة الدولة، وكانت النواة في عهد النبي (، فقد كان يبث الدعوة، ويجاهد العدو، ويأخذ الغنائم والصدقات والعشور، ويقسمها بين المجاهدين وأهل البلاد الفقراء والمهاجرين والأنصار، ويوزع العمل بين عماله، ويرسل القضاة والمعلمين إلي بعض البلدان .
وسار أبو بكر علي نهج النبي ( ، وزاد أن قسم جزيرة العرب إلي ولايات وأعمال، مثل مكة، والمدينة، والطائف.. إلخ ،فقسمت الحجاز إلي ثلاث ولايات ، واليمن إلي ثمانٍ، والبحرين وما يتبعها ولاية، وكان يهتم بمراقبة الموظفين والإداريين.
ووضحت صورة التنظيم الإداري في عهد عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- لاتساع رقعة الدولة الإسلامية، فعين العمال وراقبهم، وأحصي القبائل، وفرض الفروض والعطايا، ودوَّن الدواوين التي تشبه الوزارات اليوم، فوضع أول ديوان للخراج في الإسلام وكان أول من استقضي القضاة، وأحدث التاريخ الهجري، وكان يحدد راتب العامل بحسب حاجته وبلده، وغير ذلك من التقسيمات والتنظيمات الإدارية.
وحافظ عثمان بن عفان-رضي الله عنه- علي هذا النظام وإن حدث اضطراب في نهاية عهده، بسبب الخارجين عليه. وكان علي -كرم الله وجهه- كسابقيه في الإدارة.
319 - 331

محمد رافع 52
03-01-2013, 01:11 AM
الأمان
هو عقد يفيد ترك القتل والقتال مع المحاربين، وهو إحدى طرق ترك الحرب، فإذا طلب الأمان أي فرد من الأعداء المحاربين قُبل منه، وصار بذلك آمنًا، لا يجوز الاعتداء عليه، بأي وجه من الوجوه، يقول تعالي: {وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ثم أبلغه مأمنه ذلك بأنهم قوم لا يعلمون} [التوبة: 5].
نوعا الأمان:
وللأمان نوعان؛ عام وخاص، فالعام: هو ما يكون لجماعة غير محصورين، ولا يعقده إلا الإمام أو نائبه. والخاص: هو ما يكون للواحد أو لعدد محصور كعشرة فما دون، ولا يجوز لأكثر من ذلك كأهل بلدة كبيرة، لما فيه من افتئات علي الإمام، وتعطيل الجهاد، والأمان العام إما مؤقت وهو الهدنة، أو مؤبد وهو عقد الذمة.
شروط الأمان:
يشترط للأمان شروط هي:
- أن يكون لمصلحة أو علي الأقل دفع ضرر عن المسلمين.
- أن يكون المسلمون في حالة ضعف ، والكفار في حالة قوة.
- العقل؛ فلا يجوز إعطاء الأمان للمجنون والصبي غير المميز.
- البلوغ وسلامة العقل.
-الإسلام، فلا يصح أمان الكافر ولو ذميا، وإن كان يقاتل مع المسلمين، لأنه متهم، بالنسبة للمسلمين، فلا تؤمن خيانته، والأمان مبني علي مراعاة مصلحة المسلمين، والكافر يشك في تقريره للمصلحة. وأجاز جمهور الفقهاء إجازة العبد، ولم يجز أبو حنيفة إجازة العبد المحجور، كما لا تشترط الذكورة، فيصح أمان المرأة. لحديث النبي(:قد أجرنا من أجرت يا أم هانيء [متفق عليه].
ويصح أمان الأعمي، والمريض، ولا يجوز أمان التاجر في دار الحرب، والأسير فيها.
حكم الأمان:
يثبت بعقد الأمان الأمن والطمأنينة لمن استأمنهم المسلمون، فيحرم قتل رجالهم وسبي نسائهم وأولادهم، واسترقاقهم، واغتنام أموالهم، كما لا يجوز فرض الجزية عليهم، ويدخل في أمان الرجل أمن أولاده الصغار، وماله وأهله، بلا شرط إذا كان الإمام هو الذي أعطي الأمان.
والأمان عقد لازم من المسلمين، يجب الوفاء بما اتفق عليه، إذا أمن عدم الضرر، لأن عقد الأمان حق علي المسلم فليس له نبذه إلا لتهمة أو مخالفة.
نواقض الأمان:
ينتقض الأمان بأمور، أهمها:
-أن يكون الأمان غير مقيد بوقت، فيري الإمام من المصلحة نقضه، فيخبرهم بالنقض، ثم يقاتلهم.
-وإذا طلب العدو نقض الأمان، فيدعوهم الإمام إلي الإسلام، فإن رفضوا فيدعوهم إلي عقد الذمة، فإن رفضوا ردهم إلي مأمنهم ثم قاتلهم.
-وإذا حصل ضرر للمسلمين،فللإمام نقض الأمان؛ لقول الله تعالي: {وإما تخافن من قوم خيانة فانبذ إليهم علي سواء}[الأنفال: 58].
-وإذا كان الأمان محددًا بوقت معين، وانتهي الوقت، فينتقض الأمان بانقضاء الوقت.
مدة الأمان:
لا تزيد مدة الأمان عن سنة إذا كان المحارب قد دخل دار الإسلام مستأمنًا، وذلك حتى لا يصير جاسوسًا وعونًا علي المسلمين، ولا يضع الإمام علي المستأمن الجزية، فإن أقام تمام سنة، أخذت منه الجزية، وصار ذميا لالتزامه ذلك، ولم يترك بعضها أن يرجع إلي دار الحرب، لأن عقد الذمة لا ينتقض.

محمد رافع 52
03-01-2013, 01:15 AM
الحرابة أو قطع الطريق
الحرابة: هى خروج الفرد أو الجماعة بالسلاح على الناس في بلد إسلامى لأخذ أموالهم. وقد يجنحون إلى القتل وهتك العرض وغير ذلك.
حد الحرابة:
الحرابة جريمة كبيرة، بل هى من أكبر الكبائر، ولذلك وضع لها الإسلام عقابًا رادعًا حتى لا تنتشر في المجتمع، فتكثر الفوضى والاضطرابات، فينهار المجتمع.
قال تعالى: {إنما جزاء الذين يحارون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادًا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم. إلا الذين تابوا من قبل أن تقدروا عليهم فاعلموا أن الله غفور رحيم} [المائدة:33-34].
وقد اختلف الفقهاء في هذا الحد، فقالوا إن كلمة (أو) في الآية للتخيير بمعنى أن للحاكم أن يختار حُكْمًا من أحكام أربعة يوقعها على المحارب والمفسد في الأرض، وهذه الأحكام هى: القتل، أو الصلب، أو قطع الأيدى والأرجل من خلاف فتقطع اليد اليمنى مع الرجل اليسرى، فإن عاد للحرابة مرة ثانية تقطع اليد اليسرى مع الرجل اليمنى، أو النفي من الأرض. فالحاكم يختار إحدى هذه العقوبات، فيطبقها على الجانى.
ومن الفقهاء من قال إن (أو) في الآية للتنويع. بمعنى أن تتنوع العقوبة بمقدار الجريمة.
فإن قَتَل ولم يأخذ مالا قتل، ويقتل جميع المحاربين وإن كان القاتل واحدًا منهم، وإن قتل وأخذ المال قتل، ومن الفقهاء من قال يقتل أولا ثم يصلب ليكون عبرة، وإن أخذ المال ولم يقتل قطعت يده ورجله من خلاف، وإن أخاف الناس، ولم يقتل، ولم يأخذ أموالهم عُزِّرَ بالحبس أو النفي من البلد.
شروط إقامة حد الحرابة:
ولكى يقام حد الحرابة على الجانى لابد من أن يكون الجانى بالغًا عاقلا، فإن كان صبيَّا صغيرًا، واشترك مع غيره في قطع الطريق أو كان مجنونًا فلا حد عليه. ويقام الحد على من تنطبق عليهم الشروط واشتركوا مع هؤلاء في الجريمة!
- أن يكون قد حمل سلاحًا في تعدِّيه على الناس أو في قطع الطريق عليهم.
- أن يقع التعدى خارج البلد في الصحراء مثلا، لأنه لو كان في داخل البلاد لم يُعد هذا حرابة.
- أن يكون تعديه هذا مجاهرة وفي العلانية، فإن هجم على قافلة مثلا وسرق منها في الخفاء وهرب، فهو سارق يقام عليه حد السرقة ولا يقام عليه حد الحرابة، وإن أخذ جهرًا وهرب فهو ناهب ولا يطبق عليه حد الحرابة.
دفاع الإنسان عن نفسه وعن غيره:
وليس معنى ذلك أن يستسلم الإنسان لقاطع الطريق، وإنما عليه أن يدافع عن نفسه إلا أن يخشى الهلاك. فإن دافع عن نفسه وقتل فهو شهيد، وإن قتل المعتدى فلا شىء عليه لقوله (: (من قُتِلَ دون ماله فهو شهيد، ومن قتل دون دينه فهو شهيد، ومن قتل دون دمه فهو شهيد، ومن قتل دون أهله فهو شهيد...) [الترمذي].
وإذا استطاع أن يدافع الإنسان عن غيره، وجب عليه ذلك، فإن كان غير قادر فلا شىء عليه.
سقوط حد الحرابة بالتوبة:
يسقط حد الحرابة بتوبة الجانى أو قاطع الطريق، وذلك قبل أن يقبض عليه الحاكم، فإذا قدر عليه الحاكم بعد ذلك عفي عنه ما ارتكبه في حق الله، أما ما ارتكبه في حق العباد فلا يعفي عنه، وتكون العقوبة من قبيل القصاص، والأمر في ذلك يرجع إلى المجنى عليهم لا إلى الحاكم؛ فإن كان قد سرق فقط يرد ما أخذه إلى صاحبه، وإن هلك رَدَّ مثله أو قيمته، ولكن لا يقام عليه الحد. وإن كان قد قتل يقتص منه، فيقتل لا على الحرابة ولكن على القصاص إن رأى المجنى عليهم ذلك.
كما يسقط بتكذيب المقطوع عليه القاطع في إقراره بقطع الطريق ويسقط برجوع القاطع عن إقراره بقطع الطريق، وبتكذيب المقطوع عليه البينة، وبملك القاطع الشيء المقطوع له، وهو المال.
حكم من يساعد قاطع الطريق:
إن ساعد أحد قاطع الطريق في هجومه المسلح على الناس، ولكنه لم يقتل ولم يأخذ مالا؛ فحكمه حكم قاطع الطريق ويقع عليه حد الحرابة، وقيل: بل يعزر فيحبس.
قتال البغاة:
البغى لغة هو التعدى أو هو الامتناع عن طاعة الإمام في غير معصية والخروج عليه بالسلاح أو بدون سلاح وهو مُحرَّم لقول النبي (: "من حمل علينا السلاح فليس منا" [متفق عليه]. ولقوله (: "من خرج من الطاعة، وفارق الجماعة، فمات، مات ميتة جاهلية" [مسلم والنسائى].
وهؤلاء البغاة لا يأخذون حكم قطاع الطريق. وإنما يحاربون بقصد ردعهم وردهم إلى طاعة الإمام، وليس بغرض قتلهم، قال تعالى: {وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما علي الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلي أمر الله}[الحجرات: 9].
أى حتى ترجع إلى أمر الله وتخضع للحق. فهم يقاتلون بهدف إخضاعهم لأمر الله، فإن أُسِرَ منهم أحد لا يقتل، وإن جرح منهم أحد لا يجهز عليه بالقتل.
وإن كانت جماعة البغاة لا تملك سلاحًا تخرج به على الحاكم؛ فإنهم يحبسون حتى يخضعوا لأمر الله ويتوبوا ولا يقتلون، فإن استعدوا للقتال، وكان لهم مكان يتحصنون فيه، وسلاح يحاربون به، دعاهم الإمام إلى التزام الطاعة، ودار العدل، وعدم الخروج على الجماعة،فإن رفضوا ذلك قاتلهم، ولكن لا يبدأ بالقتال، ولا حرج من أن يُقتَل البغاة بسلاحهم، ويؤخذ خيلهم لحربهم إذا احتاج المسلمون إلى ذلك، لأن للإمام أن يفعل ذلك في مال المسلمين العدول إذا اقتضى الأمر ذلك، فكأن الاستعانة بمال البغاة أولى، ويحبس الإمام عنهم أموالهم حتى يردهم ويتوبوا إلى ربهم، فإن تابوا: أعاد الإمام إليهم أموالهم.
والبغاة ليس عليهم ضمان ما أتلفوه من الأنفس والأموال، لأنهم إنما بنوا بتأويل القرآن، ولأن تضمينهم ينفرهم عن الرجوع إلي طاعة الإمام، فلا يشرع كتضمين أهل الحرب، ولاضمان على أهل العدل من المسلمين بقتلهم أهل البغى، ولا يضمنون ما أتلفوه عليهم، وإذا أتلف البغاة أو العادلون مال بعضهم بعضًا، قبل تمكن المنعة للبغاة، أو بعد انهزامهم، فإنهم يضمنون ما أتلفوه من الأنفس والأموال، لأنهم حينئذ أهل دار الإسلام، فتكون الأنفس والأموال معصومة.

محمد رافع 52
03-01-2013, 01:22 AM
الصكوك الإسلامية
الصكوك هي جمع( صك)وتعني شهادة ائتمانية وتقابل (شيك)باللغة الانجليزية، والفرق بين (الصكوك الإسلامية) والسندات ( الصكوك التقليدية) ،هو أن (الصك الإسلامي) ملكية شائعة في أصول أو منافع، وبالتالي فهي متوافقة مع القاعدة الاقتصادية الإسلامية التي تحرم الربا المتمثل في ضمان عوائد ثابتة بغض النظر عن الربح أو الخسارة (فالصكوك الإسلامية) تعطي دخل لمالكيها مقابل تجارة معينة أو تأجير لأصل أو غيره من أنواع الصكوك المتاحة، و هي عبارة عن أوراق (صكوك) تثبت حق ملكية في أصل معين ،و(الصكوك) في الاقتصاد الإسلامي يقابلها (السندات المالية) في الاقتصاد التقليدي، و يتميز (الصك) بضرورة وجود الأصل فإن (السندات التقليدية) قد تصدر بضمان المنشأة فقط، وعرفت هيئة المحاسبة والمراجعة للمصرفية الإسلامية (الصكوك الإسلامية)أنها وثائق متساوية القيمة تمثل حصصاً شائعة في ملكية أو نشاط استثماري، وذلك بعد تحصيل قيمة (الصكوك) وقفل باب الاكتتاب واستخدامها فيما أصدرت من أجلها، وقد وصل عددها إلى أربعة عشر نوعا.

أنواع الصكوك الإسلامية

1- مالك موعود باستئجارها، بغرض بيعها و استيفاء ثمنها من حصيلة الاكتتاب فيها، وتصبح مملوكة لحملة الصكوك.

2- صكوك ملكية المنافع، هي وثائق متساوية القيمة يصدرها مالك عين موجودة بغرض إجارة منافعها، واستيفاء أجرتها من حصيلة الاكتتاب وتصبح منفعة مملوكة لحملة الصكوك.

3- صكوك ملكية منافع الأعيان الموجودة أو (الموصوفة في ألذمه): هي وثائق متساوية القيمة يصدرها مالك منفعة موجودة(مستأجر) بغرض إعادة إجارتها و استيفاء أجرتها من حصيلة الاكتتاب فيها، وتصبح منفعة مملوكة لحملة الصكوك.

4- صكوك ملكية الخدمات من طرف معين أو(من طرف موصوف في ألذمه): هي وثائق متساوية القيمة تصدر بغرض تقديم الخدمة من طرف معين واستيفاء الأجرة من حصيلة الاكتتاب فيها، وتصبح تلك الخدمات مملوكة لحملة الصكوك.

5- صكوك السلم: هي وثائق متساوية القيمة تصدر لتحصيل رأس مال السلم، وتصبح سلعة السلم مملوكة لحامل الصكوك.

6- صكوك الاستصناع: هي وثائق متساوية القيمة تصدر لاستخدام حصيلة الاكتتاب فيها في تصنيع سلعة، ويصبح المصنوع مملوكاً لحامل الصكوك.

7- صكوك المرابحة: هي وثائق متساوية القيمة تصدر لتمويل شراء سلعة مرابحة، وتصبح سلعة المرابحة مملوكة لحامل الصكوك.

8- صكوك المشاركة: هي وثائق متساوية القيمة تصدر لاستخدام حصيلتها في إنشاء مشروع، أو تمويل نشاط على أساس المشاركة، ويصبح المشروع ملكاً لحامل الصكوك، وتدار صكوك المشاركة على أساس الشركة أو على أساس المضاربة.

9- صكوك الشركة: هي وثائق مشاركة تمثل مشروعات تدار على أساس الشركة بتعيين أحد الشركاء لإدارتها.

10- صكوك المضاربة: هي وثائق مشاركة تمثل مشروعات تدار على أساس المضاربة بتعيين مضارب من الشركاء لإدارتها.

11- صكوك الوكالة بالاستثمار: هي وثائق مشاركة تمثل مشروعات تدار على أساس الوكالة بالاستثمار ويعين وكيل من حملة الصكوك لإدارتها.

12- صكوك المزارعة: هي وثائق متساوية القيمة تصدر لاستخدام حصيلة الاكتتاب فيها في تمويل مشروع للمزارعة، ويصبح لحملة الصكوك حصة في المحصول.

13- صكوك المساقاة: هي وثائق متساوية القيمة تصدر لاستخدام الاكتتاب فيها في سقي أشجار مثمرة، ورعايتها على أساس عقد المساقاة، ويصبح لحملة الصكوك حصة من الثمرة.

14- صكوك المغارسة: هي وثائق متساوية القيمة تصدر لاستخدام الاكتتاب فيها في غرس أشجار على أساس عقد المغارسة، ويصبح لحملة الصكوك حصة في الأرض و الغرس.


ازدهار الصكوك الإسلامية

ظهرت (الصكوك الإسلامية) قبل عدة سنوات،وانتشرت هيكلة (الصكوك الإسلامية) في السنوات الخمس السابقة ،وقد تطورت صناعة (الصكوك الإسلامية)،وتوقع مركز دبي المالي العالمي أن تقفز قيمة الإصدارات إلى 001بليون دولار في غضون خمس سنوات من 31بليون دولار حاليا وقال المركز إن معظم النمو سيقوده مصدرو النفط في الخليج العربي (عن مجلة المستثمرون) وكذلك أعلن بنك دبي الإسلامي مؤخرا عن إغلاق أكبر إصدار (للصكوك الإسلامية) في العالم مع زيادة القيمة الأساسية للإصدار من 2.8بليون دولار إلى 3.5بلايين دولار نتيجة للإقبال الكبير للمشاركة في الإصدار الذي طرح لصالح مؤسسة الموانئ والجمارك والمنطقة الحرة في دبي، حيث جمع الإصدار أكثر من 11بليون دولار وذلك لأنه يتناسب مع تمويل القطاع النفطي وقطاع الإنشاءات التي باتت تشكل تحديا في الخليج العربي، كما إن قطر تدرس اللجوء إلى سوق السندات الإسلامية لتمويل ما يصل إلى 06بليون دولار من مشروعات الطاقة بحلول عام 0102، وتقول الكويت إنها تحتاج إلى استثمار 46بليون دولار على الأقل في السنوات المقبلة لتطوير صناعة الطاقة.


خصائص الصكوك الإسلامية

1- هي وثائق تصدر باسم مالكها بفئات متساوية القيمة لإثبات حق مالكها فيما تمثله من حقوق في الأصول والمنافع الصادرة مقابلها.

2- تمثل حصة شائعة في ملكية أصول أو منافع أو خدمات يتعين توفيرها، ولا تمثل ديناً على مصدرها لحاملي الصكوك.

3- إنها تصدر بعقد شرعي بضوابط شرعية بين طرفيها وآلية إصدارها وتداولها والعائد عليها.

4- يكون تداول الصكوك بناء على الشروط والضوابط الشرعية لتداول الأصول والمنافع والخدمات التي تمثلها.

وقد حققت (الصكوك الإسلامية) قفزات نوعية من حيث العوائد، وحازت على اهتمام السوق الإسلامي والغربي، وأحيطت هذه الإصدارات برقابة شرعية تضمن سلامة الإجراء والتنفيذ من حيث موافقتها لأحكام الشريعة الإسلامية السمحة، ومع ذلك فهي تعاني من بعض الصعوبات و من المؤكد التغلب عليها في السنوات القادمة ،ومن المشاكل التي تواجهها هو عدم وجود سوق ثانوية متكاملة لهذه الإصدارات ويرجع السبب إلى قلة عدد الصكوك المصدرة في الوقت الراهن مقارنةً بسوق السندات التقليدي،وبمتابعتنا للوضع الحالي لسوق (الصكوك الإسلامية) نستنتج طفرة كبيره في الإصدارات لم تكن موجودة في السابق، ونستنتج مستقبل واعد للسوق الثانوية (للصكوك الإسلامية)على مدى العشر سنوات القادمة ومن المتوقع ظهور شركات جديدة تنظم عمل السوق مما يجعله أداه ممتازة لعمليات الخزانة وعمليات المبادلة،والصكوك كبديل للسندات التقليدية هي تطور جديد وواسع للمستثمرين الذين يرغبون في منتجات استثمارية تراعي التقاليد الإسلامية،وإن تطوير هذا القطاع لا يزال بحاجة إلى جهود مخلصة من كافه علماء المسلمين في سبيل استحداث أدوات تمويلية إسلامية حديثة لخدمة المجتمع الإسلامي و الغربي، وكل من يهتم بالفكر المالي الإسلامي لما يتميز به من عدالة ومساهمة واضحة في تحقيق التنمية الدائمة والمتوازنة ولله الموفق.

محمد رافع 52
03-01-2013, 01:30 AM
التنمية الاقتصادية
قال تعالى: {المال والبنون زينة الحياة الدنيا} [الكهف: 46]. وقال جل شأنه: {ويستخلفكم في الأرض فينظر كيف تعملون} [الأعراف: 129].
خلق الله الإنسان واستخلفه في الأرض للقيام بإعمارها، ونشر الخير والسلام فيها، فقال تعالى: {هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها} [هود: 61].
وقال النبي (: (من أحيا أرضًا ميتة فهي له) [أبو داود].
وخلق الله للإنسان الوسائل التي تعينه على تحقيق هذه الغاية، فمنحه القوة على العمل، ووهبه المال اللازم لقضاء حاجاته ولأن المال شيء هام في حياة الأفراد، فقد وضع له الإسلام من الضوابط ما يجعله خادمًا للبشر، وعنصرًا مشاركًا في الإنتاج، وليس مسيطرًا على النفوس، فالمال -إذن- وسيلة وليس غاية.
ماذا نفعل بالمال؟:
من الوظائف التي بينها الإسلام للمال:
- الاستثمار في الوجوه المشروعة لتحقيق مقاصد الشريعة.
- إشباع الاحتياجات المشروعة مع مراعاة الطرق المشروعة في الإنفاق، فلا يميل الفرد إلى الشح والاكتناز أو يتجه نحو الإسراف والتبذير.
- أداء حقوق الله في المال من الصدقات والزكاة والإنفاق في سبيل الله.
- الكسب ويكون إما من عائد العمل أو عوائد حقوق الملكية. ومن هنا كان الكسب والعمل من أهم وسائل محاربة الفقر في النظام الإسلامي.
ومن ذلك يتبين أهمية التنمية وضرورتها، فالتنمية إصلاح لمعاش الأفراد وتحسين لمستواهم الاقتصادي والاجتماعي بما يكفل لهم الحياة الطيبَّة.
ومعيار التنمية في الإسلام هو توفير الضروريات اللازمة لحياة الأفراد والعمل على تحقيق زيادة في الدخل.
كيف تتحقق التنمية الاقتصادية؟:
وضع الإسلام بعض الضوابط التي تحقق التنمية الاقتصادية، ومن ذلك:
- تكليف الإنسان بإعمار الأرض والاستفادة من ثرواتها وخيراتها.
- أداء حقوق الله -تعالى- في المال من صدقات وزكاة وإنفاق في سبيل الله.
- تحريم الربا والاكتناز والاحتكار.
التنمية الاقتصادية.. لماذا؟:
والغرض من هذه الضوابط السابقة هو الوصول إلى التنمية وتحقيق أهدافها، الأساسية كما وضعها الإسلام ومن هذه الأهداف :
- تحقيق الحياة الطيبة التي تقوم على وفرة الإنتاج وعدالة التوزيع وسيادة الأمن.
- توفير عناصر القوة الاقتصادية والسياسية والعسكرية اللازمة لحماية المجتمع وأمنه.
- تحقيق التوازن بين الإشباع المادي لحاجات الأفراد وشعورهم بالرضا والسعادة.
- التكافل الاجتماعي وتنمية مبدأ الانتماء الذي يقوم على مسئولية المجتمع تجاه الفرد ومسئولية الفرد تجاه مجتمعه.
- تحقيق الفائض عن الاحتياجات واستخدامه في الإنفاق على غير القادرين على الكسب أو استثماره بما يجعل المستقبل مشرقًا للجميع.
وهكذا وضع الإسلام من المبادئ ما يضمن سعادة الفرد واستقراره وبالرغم من ذلك فهناك كثير من الدول الإسلامية تعاني من التخلف والفقر؛ لأنها تركت الطريق الذي رسمه الإسلام لها، وأهملت في واجباتها، فترتب على ذلك ما يلي:
1- سوء استخدام الموارد وتوجيهها للأمور الترفيهية، وليس لسد الاحتياجات الأساسية.
2-تبعية الدول الإسلامية للدول الغربية واتباع سياساتها وبرامجها التي لا تناسب المجتمعات الإسلامية.
3- عدم الأخذ بالأساليب العلمية والتكنولوجية في التنمية.
4- سعي الأفراد وراء المكاسب الشخصية وإهمال حاجات المجتمع.
5- عدم توفير الأعمال اللازمة للأشخاص، وانتشار البطالة، ورحم الله
عمر بن الخطاب الذي قال لأحد نوابه في أحد الأقاليم: ماذا تفعل إذا جاءك سارق؟ قال: أقطع يده. قال عمر: فإني إن جاءني منهم جائع أو عاطل فسوف أقطع يدك. لأن الله -سبحانه وتعالى- استخلفنا على عباده لنسد جوعتهم، ونستر عورتهم، ونوفِّر لهم حرفتهم، فإذا أعطيناهم هذه النعم تقاضيناهم شكرها. يا هذا إن الله خلق الأيدي لتعمل، فإذا لم تجد في الطاعة عملاً، التمست في المعصية أعمالاً، فاشغلها بالطاعة قبل أن تشغلك بالمعصية.

محمد رافع 52
03-01-2013, 01:32 AM
استخدام الطاقة النووية
بدأت قصة الطاقة النووية مع بداية التفكير فى المادة واللبنات التي تتكون منها، والنظام الذى يربط بين هذه اللبنات.
وكانت البداية قبل 2500 سنة أى فى العصر اليونانى عندما قام فلاسفة اليونان بتصنيف المادة ودراسة كل نوع حتى وصلوا إلى الخصائص التي تميز كلا منها، ومرت الرحلة الطويلة حتى وصلت إلى الكشف العظيم، والذى جاء بعد عشرات الحلقات من الاكتشافات مثل اكتشاف الأشعة المهبطية، والإلكترون، والأشعة المصعدية والسينية، ثم اكتشاف النواة.
وكانت أعظم النظريات فى هذا المجال: النظرية النسبية لأينشتاين (1879م-1955م)، والنظرية الكوانتية لماكس بلانك (1858م-1947م)، والتي تفسر طيف الإشعاع الصادر عن الأجسام.
ثم جاءت سلسلة دراسات العالم الإيطالى "فرص" (1901م-1954م)، والتي انتهت عام 1945 ببناء أول قنبلة نووية.
حدث أول انفجار تجريبى فى صحراء يور نادودى موتيروز فى ولاية مكسيكو سيتى فى الساعة الخامسة والنصف صباح السادس عشر من يوليو 1945م، وقد نجح الانفجار نجاحًا باهرًا، وتولدت منه الكرة النارية والسحابة التي تشبه الفطر، والتي نشرتها وسائل الإعلام، وتولد عن الانفجار ومضة من النور الساطع أشد ضوءًا من الشمس بمراحل، ثم تبعت الومضة هبة مخيفة من الضغط لحقها زئير هائل من الرعد بقى هديره يتداوله الصدى بين التلال والوديان عدة دقائق، وكانت الطاقة التي تولدت معادلة لخمسة آلاف طن من الديناميت.
وفى الرابع والعشرين من يوليو 1945م أمر ترومان الذى كان قد تولى رئاسة أمريكا بإلقاء قنبلة نووية على اليابان فى أول موعد يسمح به الطقس بعد الثالث من أغسطس وتم إنذار اليابان بالاستسلام فى السادس والعشرين من يوليو، ولكن رئيس وزراء اليابان رفض الاستسلام فتم إلقاء قنبلة الفتى الصغير على مدينة هيروشيما اليابانية رفض فى السادس من أغسطس، فتهدم ما يقرب من نصف المدينة، وبلغ عدد الضحايا 70 ألفًا. وتمكن السوفيت من تفجير قنبلتهم الأولى فى أغسطس 1949م، وفى 1952م فجرت بريطانيا أول قنبلة لها، وفى 13 فبراير 1960م قامت فرنسا بتفجير أول قنابلها الذرية.
وهكذا لم ينته عام 1960م إلا وكان النادى الذرى يضم فى عضويته بريطانيا وفرنسا، وبعد ذلك انضمت لعضوية النادى الصين والهند وغيرهما، وارتبط بالخبرة الأليمة النووية ثلاث حوادث نووية كبيرة، كان لها تأثيرها الإشعاعى على شتى مظاهر الحياة لمسافات طويلة وهذه الحوادث هى:
1- حادث مفاعل ثري مايل آيلاند بالولايات المتحدة 28/3/1979م.
2- حادث مفاعل ويند سكيل فى المملكة المتحدة 8/10/1979م.
3- حادث مفاعل تشرنوبيل فى الاتحاد السوفيتى 26/4/1986م.
وترتب على هذه الحوادث والتجارب آثار تدميرية هائلة، وبعدها تزايدت المخاوف من الطاقة النووية حتى فى المجالات السلمية.
أخطار الطاقة النووية:
ومن صور الأخطار التي تنجم عن استخدام الطاقة النووية:
نشوب الحرائق الهائلة فى الغابات والبرارى وآبار البترول والغاز وخزانات الوقود والمناطق الصناعية والحضرية، وهنا سترتفع كميات ضخمة من الدخان إلى طبقات الجو العليا، فتحجب أشعة الشمس عن الأرض، وتحد من سقوط المطر، ومع حجب أشعة الشمس ستنخفض درجة الحرارة تدريجيًّا. وكذلك يحدث عند الاستخدام السيئ للطاقة النووية سقوط المواد المشعة فوق مساحات شاسعة، ونضوب طبقة الأوزون التي تحمى الأرض من الأشعة الضارة، وكذلك تركز الغازات السامة الناتجة عن الحرائق فى طبقات الجو السفلى قريبًا من الأرض مما يؤدى إلى انتشار العديد من الأمراض والأوبئة.
ويجب أن نعرف أن الطاقة النووية ما هي إلا وسيلة من الوسائل التي وهبها الله للإنسان لخدمته ورفاهيته.
فإن استغلت الوسيلة بصورة غير صحيحة من بعض الجهلاء فهذا لا ينفى إمكانية حسن استغلالها، وإذا كانت مساوئ الطاقة النووية كثيرة، فإن ذلك لا يعني عدم إمكانية استغلالها بصورة محدودة عندما تفرض الضرورة عليها هذا الاستخدام. فإن الطاقة النووية فتح هائل فى مجال القوى المحركة، ولابد أن يوضع لها من الضوابط ما يجعلها لرفاهية الإنسان لا لشقاء الأبدان والأكوان.

محمد رافع 52
03-01-2013, 01:36 AM
الادخار والاستثمار
الادخار أحد الأمور الهامة التي نبه إليها ديننا الحنيف في تنظيم الحياة الاقتصادية للأفراد والمجتمع بما فيه صلاحه وسعادته، فقد قال رسول الله ( : (رحم الله امرأ اكتسب طيبًا، وأنفق قصدًا، وقدم فضلا ليوم فقره وحاجته)
[متفق عليه]. والادخار هو الاحتفاظ بجزء من الكسب لوقت الحاجة إليه في المستقبل.
ويقوم الادخار في الإسلام على ركنين أساسيين:
الأول: الكسب الطيب الحلال في ضوء قدرات الفرد وطاقاته. قال ( (إن الله تعالى طيب لا يقبل إلا طيبًا) [مسلم].
الثاني: الاقتصاد والتدبير في النفقات.
ضوابط الادخار:
وضع الإسلام ضوابط للادخار، هي:
- ألا يؤدي الادخار إلى احتكار للسلعة، مما يغليها على الآخرين فيتضررون به.
- أن لا تكون السلعة من نوع يحتاج إليه الناس، فلا يجوز ادخارها في هذه الحال.
- أن لا يؤدي الادخار إلى ضعف اليقين من رزق غد، فهذا يضر بعقيدة المسلم، وقد جاء في الحديث (يابن آدم إنك إن تبذل الفضل خير لك وإن تمسكه شر لك، ولا تلام على كفاف، وابدأ بمن تعول، واليد العليا خير من اليد السفلى) [مسلم].
وقال ( :(يمين الله ملأى سماء، لا يقبضها شيء بالليل والنهار) [مسلم].
وقال (: (أعط ولا تحصي، فيحصي الله عليك) [مسلم].
- ألا يؤدي الحرص على الادخار إلى البخل والشح على من تجب عليه نفقتهم، قال (: (كفى بالمرء إثمًا أن يحبس عمن يملك قوته) [مسلم].
والجزء الفائض من الكسب بعد الإنفاق يكون المدخر أو المستثمر.
والادخار لوقت الحاجة أمر واجب؛ فهو أخذ بالأسباب؛ ولكنه لا يغني عن قدر الله.
وهو حق للأبناء على الآباء قال (: (إنك إن تدع ورثتك أغنياء خير من أن تدعهم عالة يتكففون الناس في أيديهم) [متفق عليه].
ميلاد الادخار:
الادخار ظاهرة قديمة قدم إدراك الإنسان لضرورة الأخذ من وقت الرخاء لوقت الشدة، وقد ضرب الله لنا مثلاً في كيفية تنظيم موارد البلاد والاستعانة بالرخاء على الشدة على لسان نبيه يوسف ( قال تعالى: {قال تزرعون سبع سنين دأبًا فما حصدتم فذروه في سنبله إلا قليلاً مما تأكلون} [يوسف: 47].
والادخار ثلاثة أنواع:
1- اختياري: ويقوم به الأفراد برغبتهم الخاصة دون إجبار أو تدخل من أحد.
2- إجباري: وتقوم به الدولة بصورة جماعية عن طريق احتفاظ الحكومة بجزء من مرتبات وأجور الأفراد أثناء عملهم، ثم صرفها لهم عند الحاجة إليها، أو عند انتهائهم من العمل.
لماذا ندخر؟
هناك بعض العوامل التي تدفع الفرد أو الدولة للادخار، ومنها:
1- مستوى دخل الفرد: فكلما كان الدخل مرتفعًا زادت القدرة على الادخار أو العكس.
2- مستوى الأسعار: حيث إن هناك علاقة عكسية بين الأسعار والادخار، فإذا زادت الأسعار قلَّ الادخار أو العكس.
3- العائد المتوقع والمكسب الذي ينتظره الفرد من الادخار: فكلما ارتفعت قيمته زاد إقبال الفرد على الادخار وهكذا.
4- الاحتياط لمواجهة الأزمات: كالفقر والمرض وغير ذلك.
5- الرغبة في تحسين مستوى المعيشة والاستمتاع بدخل أكبر في المستقبل.
6- الرغبة في توفير الإمكانات اللازمة لأداء بعض الأغراض: كشراء السلع المعمرة كالسيارة أو الثلاجة وغيرهما والتي لا يستطيع دخل الفرد تحقيقها بصورته الجارية.
مميزات وفوائد:
مع تعدد العوامل التي تدفع الفرد والدولة إلى الادخار تأتي أهمية الادخار لتزيد من الاتجاه إليه والترغيب فيه، وتقوم أهمية الادخار على أنه:
1- وسيلة لتحسين مستوى المعيشة وزيادة الثروات.
2- وسيلة لتمويل المشروعات الاستثمارية.
3- أنه يساعد في تنمية مستوى الدخل القومي للدولة.
خير الأمور الوسط:
ومع حثَّ الإسلام على الادخار وفق الضوابط التي ذكرت فقد نبه إلى ضرورة الوسطية والتوازن فقال تعالى: {ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملومًا محسورًا} [الإسراء: 29].
وقال- عز وجل-: {والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قوامًا} [الفرقان: 67].
فإذا كان الإسلام قد شجع على الادخار وبين فضيلته فقد حذَّر من البخل والاكتناز لما فيهما من تعطيل المال وحبسه، وعدم أداء حقوق الله في هذا المال، قال تعالى: {والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم. يوم يحمى عليها في نار جهنم فتُكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم هذا ما كنزتم لأنفسكم فذوقوا ما كنتم تكنـزون} [التوبة: 34-35].
أدوات الحرب:
ولمحاربة هذا الخطر شرع الإسلام الزكاة، وجعلها أحد أركان الإسلام، وكذلك فرض الإسلام على كل مسلم الإنفاق على من يعول، ودعا الإسلام المسلمين إلى تحقيق المصلحة العامة للمجتمع من المال والثروة عن طريق استثماره وتنميته، ومن وسائل الاستثمار المتاحة أمام المسلم:
1- الاستثمار الفردي في مشروعات تجارية أو صناعية.
2- الاستثمار عن طريق المضاربة الإسلامية مع أطراف آخرين.
3-الاستثمار عن طريق المشاركات الإسلامية.
4- الاستثمار التعاوني الإسلامي.
شريطة أن يدور كل هذا في إطار الكسب الحلال والإنفاق الحلال والاستثمار الحلال.

محمد رافع 52
03-01-2013, 01:38 AM
الحرية
رحم الله أمير المؤمنين عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- حينما قال لعمرو بن العاص -رضي الله عنه- وهو وإلى مصر: (متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارًا؟!).
وذلك عندما ضرب ابنٌ لعمرو بن العاص غلامًا من مصر، ولم يقتص عمرو من ولده، فبعث عمر بن الخطاب -لما علم بذلك- إلى عمرو بن العاص أن يضرب ابنه.
وكثيرًا ما نسمع إنسانًا يقول حينما نريد أن ننبهه إلى خطأ ما قد ارتكبه: (أنا... حر).
فنقول له: إنه ليس من حق الإنسان أن يقول إنني حر ثم يخطئ في غيره ويضربه؛ فقد قال (: (لا ضرر ولا ضرار) [ابن ماجه ومالك].
ويشير هذا الحديث إلى ضرورة فهم المعنى الصحيح للحرية، فهي لا تعني أن يفعل الإنسان ما يحلو له وما تشير إليه نفسه دون النظر إلى نتيجة هذا الأمر على نفسه أولاً ثم على غيره بعد ذلك.
والإسلام لم ينكر الحريات والحقوق، بل صانها وأكد عليها، فالحرية في الإسلام مشروعة بضوابط الأمر والنهي (افعل ولا تفعل). فالإسلام أعطانا جوانب كبيرة من الحرية، وأمرنا أن نمارس الحرية في إطار ضوابطها الشرعية التي حددها
الله -سبحانه-.
فمثلاً أباح الإسلام التزين للمرأة ولكن بحدود معينة وضوابط محكومة، فإذا خرجت عن هذه الضوابط بزعم الحرية فقد أضرت بنفسها لأنها قد عصت الله تعالى وخالفت أوامره، وأضرت بمن حولها من الشباب الذين قد يفتنون بما يرونه من مظاهر التبرج. وقد كفل الإسلام الحرية السياسية للأفراد والجماعات، فليس في الإسلام كبت للرأي، أو قيد على حرية، فمن حق الشعب أن يحاسب حكامه على التقصير، ويجب على الحاكم أن يشاور شعبه في أمور بلدهم.
ولنا في رسول الله ( الأسوة والقدوة الحسنة في ذلك؛ فكان الرسول ( يشاور أصحابه في الأمور كلها، وكذلك فعل خلفاؤه الراشدون، فقال أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- في يوم توليه الخلافة: (إن أحسنت فأعينوني، وإن أسأت فقوموني). وكذلك فعل عمر بن الخطاب وعثمان وعلي
-رضي الله عنهم-.
وإذا نظرنا إلى المجتمعات الغربية، نجد أهلها يفهمون معنى الحرية فهمًا غريبًا وعجيبًا؛ فعندهم أنه من حق الإنسان أن يفعل ما يراه صحيحًا من وجهة نظره، ما دام لا يخرج على القانون، ومن المعروف أنهم هم واضعوا هذه القوانين؛ لتتوافق مع رغباتهم وأهوائهم، وهي قوانين غير محكومة بضوابط أو محدودة بحدود.
وبعض هذه القوانين قد أباحت بعض التصرفات غير الأخلاقية، بل إن القانون هو الذي يحميها ويحرسها، فالقانون عندهم يبيح لعب القمار وشرب الخمر والتعامل بالربا وممارسة الزنا وممارسة الشذوذ، وهناك قوانين لبعض الدول تعطي الحق للفتى والفتاة بعد سن البلوغ حرية الاستقلال عن أسرهم، وبلغ الأمر في بعض المجتمعات أن هناك جمعيات موجودة تقدم الإرشادات لأولئك الذين يرغبون في الانتحار والتخلص من حياتهم!! وتبين لهم أفضل وسائل الانتحار!! كل ذلك بحجة أن هذه حريات شخصية، لا ينبغي المساس بها أو منعها!!
أما في الإسلام، فليس من حق المسلم أن ينهي حياته بنفسه وينتحر، فالانتحار جريمة يحاسب عليها المرء يوم القيامة، وشرب الخمر، والزنا، ولعب القمار والربا جرائم يحرمها الإسلام. ويجب على كل مسلم أن يوقن أن الله -عز وجل- ما حرم شيئًا إلا وفيه ضرر عظيم للإنسان، وما أحل شيئًا إلا وفيه الخير له.
ومن عظمة الإسلام وحكمته أن من يخالف أوامر الله وتعالىم الإسلام ويتعدى الحدود المقررة، جعل الله له عقوبتين، فإذا أفلت من واحدة لن يفلت من الأخرى فالذي يسرق أو يزني أو يشرب الخمر -مثلاً- يُقام عليه الحد أمام أعين الناس؛ حتى يعتبروا به، وبذلك تنتظم شئون الناس فيما بينهم، وهذه عقوبة دنيوية.
أما العقوبة الأخروية فهي التي يذوقها الإنسان يوم القيامة، فالذي ينتحر -على سبيل المثال- قد أفلت من عقاب الدنيا، ولكنه سوف يحاسب حسابًا عسيرًا يوم القيامة على جرمه الكبير في تدخله في قدر الله -عز شأنه-.

محمد رافع 52
03-01-2013, 01:41 AM
السياحة
السياحة معناها الذهاب في الأرض للعبادة، والنظر والتأمل في الأشياء التي خلقها الله -عز وجل-، والتمتع بآثار قدرته -سبحانه- وجعل الله -عز وجل- في نفس كل إنسان نوازع كثيرة، منها البحث عن الحقيقة، وتدقيق النظر في الأشياء من حوله، والشغف بمعرفة المجهول عنه.
قال تعالى: {أفلم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم} [يوسف: 109].
وقال -عز وجل- : {أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها أو آذان يسمعون بها فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور}
[الحج: 46].
وقال الإمام ابن تيمية: (ما يفعل أعدائي بي؟! إن قتلوني فقتلي شهادة، وإن حبسوني فسجني خلوة، وإن نفوني فنفيي سياحة).
والسياحة أنواع متعددة منها:
سياحة التأمل:
وتقوم على تدبر الإنسان وتأمله في كل ما يراه ويقع عليه بصره، وكل ما يلمسه أو يدركه بحواسه، وكل ما يسمعه ويستقبله بأذنيه، وكل ما يهز قلبه ويحرك وجدانه من مخلوقات لها حركات وسكنات منظمة تبعًا لسنن وقوانين ثابتة.
قال تعالى: {وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم ما فرطنا في الكتاب من شيء} [الأنعام: 28].
وهي أيضا تقوم على التمتع بما خلق الله لعباده من سنن كونية كالوديان، والجبال، والصحاري، والغابات، والسماء بما فيها من نجوم وكواكب وبحار ومحيطات وأنهار، وما تحتويه كل هذه الأشياء من علامات تدل على قدرة الله تبارك وتعالى.
قال تعالى: {أفلم ينظروا إلى السماء فوقهم كيف بنيناها وزيناها وما لها من فروج. والأرض مددناها وألقينا فيها رواسي وأنبتنا فيها من كل زوج بهيج. تبصرة وذكرى لكل عبد منيب} [ق: 6-8].
السياحة العلاجية:
وهي الانتقال من مكان لآخر للاستشفاء وتجديد النشاط والحيوية عن طريق الشمس الدافئة، والاستفادة بالمياه الجوفية والرمال الجافة أو المبللة أو الاستحمام في البحر والجلوس في الأماكن الخضراء ذات الطبيعة الهادئة الجميلة .
السياحة الدينية:
وتقوم هذه السياحة -من خلال أداء الفرائض- على زيارة الأماكن الدينية، والسفر إليها، فيزيد الإيمان ويرتفع انتماء المسلم إلى آثاره الإسلامية .
قال تعالى: {ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلاً} [آل عمران: 97].
السياحة العلمية:
يرحل الإنسان إلى بلاد غريبة بعيدة طلبًا للعلم والمعرفة.
السياحة في الإسلام:
السياحة في الإسلام معناها الانتقال من مكان إلى مكان لعلة جائزة شرعًا: كالعبادة أو اكتشاف المجهول أو طلب العلم أو الاستشفاء أو نشر الدعوة الإسلامية أو الجهاد في سبيل الله أو الفرار بالدين إلى مكان يأمن المرء فيه على دينه.
أما السياحة بمعناها الضيق -المعاصر- وهو الوقوف على أطلال الآثار القديمة وتقديسها والانبهار بها، من غير السؤال عن أخبار من أقاموها، عدلاً أم جورًا، إيمانًا أم كفرًا‍‍!! فهذا أمر لا يجيزه الشرع الإسلامي، فقد كان رسول الله ( وصحابته الكرام إذا مروا على ديار الظالمين من الأمم السابقة، يسرعون السير، مخافة أن يصيبهم ما أصاب أولئك الظالمين.
وقد يتصور بعض الناس أن الإسلام يرفض السياحة، وأنه ليس لها مكان في تشريعات الإسلام، وهذا الكلام خاطئ ولا يحمل أية علامات الصواب؛ لأن الإسلام هو دين الله الذي ضمن السعادة للإنسان إذا ما التزم به، وقد وضع الإسلام الأسس والوسائل الكفيلة بإنجاح السياحة وتحقيق الغاية منها ومن هذه الوسائل:
1-تنقية النشاط السياحي مما علق به من محرمات، وذلك بالابتعاد التام عن إشاعة الفاحشة وإثارة الغرائز والشهوات، ومنع ما حرمه الله من خمر وميسر واختلاط.
2- عدم السياحة في أماكن الفتن والفسق والبدع حتى لا يتعرض المسلم للفتنة في نفسه ودينه.
3- التخلق بأخلاق الإسلام والتزام مبادئه والسير على منهج النبي ( وسنته.
4- صدق النية وإخلاص العمل لله -عز وجل- وذلك حينما نجعل هذه السياحة وسيلة للدعوة إلى الله فنقدم للناس صورة مشرقة لديننا، وبلادنا، فنوضح لهم الحقيقة، ونفضح أمامه أكاذيب الإعلام الغربي الذي يشوه صورة الإسلام والمسلمين.

محمد رافع 52
03-01-2013, 01:45 AM
البطالة
خلق الله الإنسان وكرَّمه وأحسن خلقه، وأمده بالعقل، ليستعين به في البحث عن الطرق المشروعة التي يحصل من خلالها على رزقه، إلا أن هناك بعض الفترات التي لا يستطيع بعض الناس -وبصفة خاصة الشباب- أن يجدوا عملاً يتكسبون منه؛ فيتعرضون لما يسمى بظاهرة البطالة.
- صور البطالة:
للبطالة صوٌر عديدة، فمنها:
- البطالة الصريحة: بمعني أن الإنسان لا يجد عملاً يعمله ويكسب قوته منه.
- البطالة المقنعة: وهي عبارة عن وجود عدد كبير من الموظفين والعاملين في مؤسسات الدولة بصورة تزيد عن حاجة هذه المؤسسات إلى هذا الكم الهائل من الموظفين، ومن ثم نجد كثيرًا منهم ليس له عمل ولا يترتب على وجوده زيادة إنتاج.
- البطالة النسبية: وهي صورة من صور البطالة المقنعة، ولكنها أخف حدة منها، حيث يعمل الإنسان في مكان ولكن إنتاجه يقل بكثير عن حاجة العمل، فالعمل الذي يقوم به خمسة عمال يقوم به عشرة أو عشرون، أي أن حجم العمالة يزيد عن حاجة العمل .
وقد تمتد البطالة لفترات طويلة، وقد تكون في فترات زمنية محددة، وقد تكون مستترة يزيد فيها حجم العمالة عن حاجة العمل، وقد تكون ناشئة في بعض الأحيان عن امتناع الشباب عن العمل نتيجة عدم تعودهم عليه.
البطالة من منظور إسلامي:
وإذا تأملنا ديننا الحنيف نجد أنه لم يدع المسلم يعاني من ويلات البطالة، فالمسلم وقته ثمين، يقضيه إما في عمل أو عبادة أو ترويح عن النفس، فلا وقت للضياع أو للانحراف. لذلك فالبطالة من المنظور الإسلامي هي: ألا يجد الإنسان عملاً يكتسب منه ما يكفي حاجته وحاجة أسرته، أما إذا كان الإنسان يعمل عملا يسد من خلاله حاجة من يعولهم، وكان هذا العمل يستغرق ساعة أو ساعتين من يومه فلا يعد في بطالة، ولو ظل باقي يومه بلا عمل. فالإسلام يشغل الإنسان بكثير من المتطلبات الأخرى في يومه: كالصلاة، والذِّكر، وسائر العبادات.
ولقد عانى الغرب ومازال من انتشار الانحراف وزيادة الجرائم، وكثرة إدمان الخمور والمخدرات في أوساط الشباب. والبطالة هي إحدى أسباب وجود هذه الأمراض الاجتماعية.
نتائج البطالة:
وقد نتج عن البطالة العديد من الآثار الضارة:
فمن الناحية الاقتصادية: خسرت الدول جزءًا هامًا من ثرواتها نتيجة عدم استغلال طاقات الشباب.
ومن الناحية الاجتماعية: انقسم المجتمع إلى أغنياء يزدادون غنى وإلى متعطلين فقراء يزدادون فقرًا، فثارت الأحقاد، وانتشرت الجرائم.
ومن الناحية النفسية: فقد الشباب الثقة في أنفسهم وقدراتهم، فانعزلوا عن المجتمع، ولم يجدوا طريقًا إلا الاكتئاب أو الانحراف.
- العمل عبادة:
والمجتمعات الإسلامية -حاليًّا- جميعها تعاني من البطالة، بأنواعها وصورها المختلفة، فذلك يرجع إلى عدم أخذهم بتعالىم الإسلام في هذا المجال.
فلقد علمنا ديننا الحنيف أن العمل عبادة يبتغي المسلم من ورائها رضا الله، والمتأمل في سيرة الأنبياء والرسل يجد أنهم مع ما يشغلهم من أمر الرسالة والدعوة إلى الله كانوا أصحاب مهن، فاحترف آدم -عليه السلام- الزراعة، واحترف نوح -عليه السلام- النجارة، واحترف داود -عليه السلام- الحدادة، واحترف محمد ( التجارة، وكلهم رعي الغنم.
كذلك كان أصحاب رسول الله ( أصحاب مهن؛ فكان خباب بن الأرت حدادًا، وكان عبد الرحمن بن عوف تاجرًا.
الرسول ( يعالج البطالة:
جاء رجل من الأنصار إلى النبي ( يسأله (يطلب منه مالاً) فقال ( (أما في بيتك شيء؟) قال: بلى، حلس (كساء) نلبس بعضه، ونبسط بعضه، وقعب (كوب) نشرب فيه الماء. قال (: (ائتني به). فأتاه بهما. فأخذهما رسول الله ( بيده، وقال: (من يشتري هذين؟) قال رجل: أنا آخذهما بدرهم. قال (: (من يزيد على درهم ؟) -مرتين أو ثلاثة -قال رجل: أنا آخذهما بدرهمين.
فأعطاهما إياه، وأخذ الدرهمين وأعطاهما الأنصاري، وقال: (اشترِ بأحدهما طعامًا فانبذه إلى أهلك، واشتر بالآخر قدومًا فأتني به). فأتاه به، فشد فيه رسول الله ( عودًا بيده، ثم قال له: (اذهب فاحتطب وبع، ولا أرينك خمسة عشر يومًا) فذهب الرجل يحتطب ثم يبيع، فجاء وقد أصاب عشرة دراهم، فاشترى ببعضها ثوبًا وببعضها طعامًا، فقال رسول الله (: (هذا خير لك من أن تجيء المسألة نكتة في وجهك يوم القيامة، إن المسألة لا تصلح إلا لثلاثة: لذي فقر مدقع، أو لذي غرم مفظع، أو لذي دم موجع) [أبو داود].
خطوات العلاج:
لقد حدد النبي ( هذه المشكلة من خلال هذا الموقف العملي الذي يمكن أن نحدد من خلاله خطوات العلاج فيما يلي:
* على كل إنسان أن يجتهد ما استطاع في البحث عن عمل يفي بحاجاته وحاجة من يعولهم.
* يرفع المتعطل شكواه إلى ولي الأمر إذا لم يوفق في البحث عن عمل.
* توجه الدولة العامل لعمل يناسبه ويلائم حاجات المجتمع.
* تزود الدولة العامل بآلة العمل.
* تحريم السؤال (التسول) إلا في حالات نادرة جدًا، منها الفقر الشديد مع عدم القدرة على العمل.
* بيان فضل العمل وقيمته وأثره في المجتمع مهما كانت صورة هذا العمل. هكذا نرى عظمة ديننا في اهتمامه بالإنسان وصونه لكرامته، وإيجاد السبل التي تكفل له حياة كريمة، حيث لا فراغ ولا بطالة.

محمد رافع 52
03-01-2013, 02:04 AM
الآداب الإسلامية

آداب الطريق
ذات يوم قال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه: (إياكم والجلوسَ على الطرقات) فقالوا: ما لنا بد، إنما هي مجالسنا نتحدث فيها. قال صلى الله عليه وسلم: (فإذا أبيتم إلا المجالس؛ فأعطوا الطريق حقها). قالوا: وما حق الطريق؟
قال صلى الله عليه وسلم: (غض البصر، وكف الأذى، ورد السلام، وأمر بالمعروف، ونهى عن المنكر) [متفق عليه].
***
الطريق مرفق عام، وهو ملك للناس جميعًا، ولو اعتبر كل إنسان الطريق جزءًا من بيته، لحافظنا عليه.
ومن آداب الطريق التي يجب على كل مسلم أن يلتزم بها:
غض البصر: المسلم يغض بصره عن المحرمات، امتثالا لأمر الله -تعالى-: {قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون . وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن}
[النور: 30-31].
إماطة الأذى: المسلم يميط الأذى كالحجارة أو الأسلاك أو الزجاج أو غيرها فيبعده عن الطريق، قال صلى الله عليه وسلم: (... وتميط الأذى عن الطريق صدقة) [متفق عليه]. ويتجنب قضاء الحاجة في الطريق، حتى لا يؤذي
أحدًا، ويتجنب اللعب، والمزاح غير المقبول، ولا يسخر ممن يسير في الطريق ولا يستهزئ بهم.
ولا يضيق على المارة، وإنما يفسح لهم الطريق. وإن كان يحمل عصًا أو مظلة أو شيئًا يمكن أن يؤذي المسلمين؛ فيجب أن يحترس في حمله حتى لا يؤذيهم، ولا يحرك يديه بعنف أثناء السير في الأماكن المزدحمة، ولا يزاحم أثناء صعود الكباري أو المشي في الأنفاق -مثلا-.
الالتزام بآداب مرور السيارات: فسائق السيارة يلتزم بآداب المرور، ويحترم شرطي المرور، ويلتزم بالإشارات، ولا يستخدم آلة التنبيه بكثرة؛ حتى لا يزعج المرضى، ويلتزم بالسرعة المحددة له في الطريق.
رد السلام: المسلم عندما يسير في الطريق يلقي السلام على من يقابله، ويرد السلام بأحسن مما سمع.
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: قال صلى الله عليه وسلم: (من رأى منكم منكرًا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان) [متفق عليه]. والمسلم يعاون من لا يستطيع عبور الطريق
أو السير؛ فيأخذ بيده، وإن كان له سيارة أو وسيلة يركبها فله أن يحمل معه غيره، ويرشد الضالَّ الذي فقد طريقه، ويفضُّ المشاجرات التي يستطيع فضَّها والإصلاح بين أطرافها.
الاعتدال والتواضع في المشي: المسلم يجعل مشيه وسطًا بين الإسراع والبطء ولا يمشي بخُيلاء أو تكبر، قال تعالى: {واقصد في مشيك} [لقمان: 19]. وقال تعالى: {ولا تمش في الأرض مرحًا إنك لن تخرق الأرض ولا لن تبلغ الجبال طولاً} [الإسراء: 37].
السير في جانب الطريق: المسلم يلتزم جانب الطريق (الرصيف) عندما يمشي على رجليه؛ حتى لا يتعرض للإصابة بحوادث السيارات أو الدراجات، ويجب التمهل عند عبور الشارع، والتأكد من خلو الطريق من العربات.
الحرص على نظافة الطريق: وتجنب رمي القاذورات فيها، وحبذا لو تعاون الجميع على تنظيفها.
الأدب عند السير مع الكبير: فلا يتقدم عليه، وليستمع إليه إذا تحدث، كما أنه يمشي عن يساره ليكون له أولوية الخروج والدخول وغير ذلك.
عدم الأكل أثناء السير: فإن ذلك منافٍ للمروءة.
عدم رفع الصوت في الطريق: حتى لا يؤذي السائرين، أو تتسرب
الأسرار، ويتجنب المزاح غير المقبول مع رفقاء الطريق.

محمد رافع 52
03-01-2013, 02:07 AM
آداب العمل
ذات يوم ذهب رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسأله أن يعطيه شيئًا من المال أو الطعام، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: (أما في بيتك شيء؟).
قال الرجل: بلى، حلس (كساء) نلبس بعضه ونبسط بعضه، وقعب (إناء) نشرب فيه من الماء؛ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (ائتني بهما). فأتاه الرجل بهما فأخذهما رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده، وقال: (من يشتري هذين؟) قال رجل: أنا آخذهما بدرهم. قال صلى الله عليه وسلم: (من يزيد على درهم؟) قالها مرتين أو ثلاثًا، فقال رجل: أنا آخذهما بدرهمين، فأعطاهما إياه، وأخذ الدرهمين وأعطاهما الأنصاري، وقال له: (اشْتَرِ بأحدهما طعامًا فانبذْه إلى أهلك، واشترِ بالآخر قدومًا فأْتني به). فأتاه به، فَشَدَّ فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم عودًا بيده، ثم قال للرجل: (اذهب فاحتطب وِبعْ، ولا أَرَينَّك خمسة عشر يومًا).
فذهب الرجل يحتطب ويبيع، فجاء وقد أصاب عشرة دراهم، فاشترى ببعضها ثوبًا وببعضها طعامًا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (هذا خير لك من أن تجيء المسألة نُكْتةً (علامة) في وجهك يوم القيامة. إن المسألة لا تصلح إلا
لثلاثة: لذي فقر مدقع (شديد) أو لذي غرم مفظع (دَين شديد) أو لذي دم موجع) [أبوداود].
***
جلس الصحابة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في صباح أحد الأيام، فرأوا رجلا قويَّا، يسرع في السير، ساعيًا إلى عمله، فتعجب الصحابة من قوته ونشاطه، وقالوا: يا رسول الله، لو كان هذا في سبيل الله (أي: لكان هذا خيرًا له) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم موضحًا لهم أنواع العمل الطيب: (إن كان خرج يسعى على ولده صغارًا، فهو في سبيل الله، وإن كان خرج يسعى على أبوين شيخين كبيرين فهو في سبيل الله، وإن كان خرج يسعى رياء ومفاخرة فهو في سبيل الشيطان) [الطبراني].
فالإسلام دين العمل، وهو عمل للدنيا، وعمل للآخرة. قال تعالى: {وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا} [القصص: 77]. وقد أمر الله -سبحانه- بالعمل والسعي في الأرض والأكل من رزق الله، فقال تعالى: {هو الذي جعل لكم الأرض ذلولاً فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور} [الملك: 15].
وحثَّ الرسول صلى الله عليه وسلم على العمل، فقال: (اعملوا فكلٌّ مُيسَّرٌ لما خُلِقَ له) [متفق عليه]. وكان الأنبياء جميعًا -عليهم الصلاة والسلام- خير قدوة لنا في العمل والسعي، فما من نبي إلا ورعى الغنم، وكان لكل نبي حرفة وعمل يقوم به، وقد شارك النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه في الأعمال المختلفة، ولم يتميز عليهم كما حدث في بناء المسجد أو حفر الخندق، فكان يحمل التراب والأحجار.
وللعمل والسعي على الرزق آداب يجب على كل مسلم أن يتحلى بها، منها:
استحضار النية: المسلم يبتغي من عمله إشباع البدن من الحلال وكفه عن الحرام، والتقوِّي على العبادة، وعمارة الأرض.
عدم تأخير العمل عن وقته: المسلم يقوم بأعماله في أوقاتها دون تأخير، وقيل في الحكمة: لا تؤخر عمل اليوم إلى الغد.
التبكير: قال صلى الله عليه وسلم: (اللهم بارك لأمتي في بكورها)
[الترمذي وابن ماجه وأحمد].
الجد في العمل: المسلم يذهب إلى عمله بجد ونشاط، دون تباطؤ أو كسل، فمن جَدَّ وجد، ومن زرع حصد. قال الشاعر:
بقـدر الكَدِّ تُكْتَســب المعـــالي
ومـن طـلب العــُلا سـهر الليالــي
ومـن طـلب العــلا مـن غيـر كَـد
أضاع العمر فــي طلـــب المــُحَالِ
إتقان العمل: المسلم يتقن عمله ويحسنه قدر المستطاع. قال صلى الله عليه وسلم: (إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه) [البيهقي] وقال صلى الله عليه وسلم: (إن الله كتب الإحسان على كل شيء، فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبح، ولْيَحُدَّ أحدُكم شفرته؛ فلْيُرِح ذبيحته) [مسلم].
التواضع: الكبر في الأمور كلها مذموم، وقد حذر منه النبي صلى الله عليه وسلم فقال: (لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من كبر)
[أبو داود والترمذي وأحمد]. فلْيتواضع كل رئيس لمرءوسيه، ولْيتعاون كل مرءوس مع رئيسه، ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم القدوة الحـسنة؛ فقد كان يعاون أصحابه فيما يقومون به من عمل، ويساعد أهله في تواضع عظيم.
عدم الانشغال بعمل الدنيا عن العبادة والطاعة: المسلم يعمل لكي يحصل على الكسب الطيب له ولأسرته، وهو عندما يعمل يكون واثقًا من تحقيق أمر الله؛ إذ يقول: {فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور} [الملك: 15].
وإذا كان العمل لاكتساب الرزق وإعفاف النفس عن المسألة عبادة في
حد ذاته، فإن ذلك لا يشغلنا عن طاعة الله فيما أمرنا به من سائر العبادات.
البعد عن العمل الحرام: المسلم يختار عملا لا يتعارض مع أصل شرعي، فلا يعمل في بيع الخمور أو فيما شابه ذلك.
الأمانة: المسلم أمين في عمله؛ لا يغش ولا يخون، ولا يتقاضى رشوة من عمله وهو حافظ لأسرار العمل، ويؤديه على أكمل وجه، وكذلك صاحب العمل عليه أن يحفظ للعاملين حقوقهم؛ فيدفع لهم الأجر المناسب دون ظلم، ولا يكلفهم ما لا يطيقون من العمل، كما أنه يوفر لهم ما يحتاجون إليه من رعاية صحية واجتماعية.

محمد رافع 52
03-01-2013, 02:10 AM
آداب النصيحة
يُحكى أن الحسن والحسين مرَّا على شيخ يتوضأ ولا يحسن الوضوء. فاتفقا على أن ينصحا الرجل ويعلماه كيف يتوضأ، ووقفا بجواره، وقالا له: يا عم، انظر أَيُّنا حسن وضوءًا. ثم توضأ كل منهما فإذا بالرجل يرى أنهما يحسنان الوضوء، فعلم أنه هو الذي لا يحسنه، فشكرهما على ما قدماه له من نُصح دون تجريح.
***
النصيحة دعامة من دعامات الإسلام. قال تعالى: {والعصر. إن الإنسان لفي خسر. إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر} [العصر].
وقال صلى الله عليه وسلم: (الدين النصيحة). قالوا: لمن يا رسول الله؟ قال: (لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم) [متفق عليه]. وعن جرير بن عبد الله -رضي الله عنه- قال: بايعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم على إقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والنصح لكل مسلم. [متفق عليه].
وللنصيحة جملة من الآداب، منها ما يتعلق بالناصح، ومنها ما يتعلق بالمنصوح.
آداب الناصح:
الإخلاص: فلا يبغي الناصح من نصحه إظهار رجاحة عقله، أو فضح المنصوح والتشهير به، وإنما يكون غرضه من النصح الإصلاح، وابتغاء مرضاة الله.
الحكمة والموعظة الحسنة واللين: فالكلمة الطيبة مفتاح القلوب، قال تعالى: {ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن} [_النحل: 125].
عدم كتمان النصيحة: المسلم يعلم أن النصيحة هي أحد الحقوق التي يجب أن يؤديها لإخوانه المسلمين، فالمؤمن مرآة أخيه، يقدم له النصيحة، ويخبره بعيوبه، ولا يكتم عنه ذلك. قال صلى الله عليه وسلم: (حق المسلم على المسلم ست).
قيل: ما هن يا رسول الله؟ قال: (إذا لقيتَه فسلِّم عليه، وإذا دعاك فأجبْه، وإذا استنصحك فانصحْ له، وإذا عطس فحمد فشمِّته، وإذا مرض فَعُدْه (فزُرْه) وإذا مات فاتبعه (أي سِرْ في جنازته) [مسلم].
أن تكون النصيحة في السر: المسلم لا يفضح المنصوح ولا يجرح مشاعره، وقد قيل: النصيحة في الملأ (العلن) فضيحة.
وما أجمل قول الإمام الشافعي:
تَغَمَّدَني بنُصْحِــكَ فــي انفـــِرادِي
وجَنِّبْنِــي النصيحــةَ فِــي الجَمَاعةْ
فـإنَّ النُّصْــحَ بَيـْـن النــاسِ نـــوعٌ
مــن التـَّوْبيخ لا أَرْضَى اســتِمَـاعَه
وكان صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن ينصح أحد الحاضرين يقول: ما بال أقوام يفعلون كذا، ما بال أحدكم يفعل كذا. وقيل: النصح ثقيل فلا تجعلوه جبلا، ولا ترسلوه جدلا، والحقائق مرة فاستعينوا عليها بخفة البيان.
الأمانة في النصح: فلا يخدع المنصوح ولا يستهين بأمره، بل يبذل الجهد، ويعمل الفكر، قبل أن ينصح، وعليه بيان ما يراه من المفاسد إن وجد في ستر وأمانة.

آداب المنصوح:
أن يتقبل النصيحة بصدر رحب: وذلك دون ضجر أو ضيق أو تكبر، وقد قيل: تقبل النصيحة بأي وجه، وأدِّها على أحسن وجه.
عدم الإصرار على الباطل: فالرجوع إلى الحق فضيلة والتمسك بالباطل رذيلة، والمسلم يحذر أن يكون ممن قال الله -تعالى- فيهم: {وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم فحسبه جهنم ولبئس المهاد} [_البقرة: 206].
أخذ النصح من المسلم العاقل: لأنه يفيده بعقله وحكمته، كما أن المسلم يتجنب نصح الجاهل أو الفاسق؛ لأنه يضره من حيث لا يحتسب. روي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من أراد أمرًا فشاور فيه امرءًا مسلمًا، وَفَّقَهُ الله لأرشد أموره) [الطبراني].
شكر الناصح: يجب على المنصوح أن يقدم الشكر لمن نصحه، فمن لا يشكر الناس لا يشكر الله.

محمد رافع 52
03-01-2013, 02:22 AM
آداب الرياضة
في غزوة أُحُد تقدم (سَمُرَة بن جُنْدُب) و(رافع بن خَدِيج) إلى النبي صلى الله عليه وسلم كي يسمح لهما بالاشتراك في المعركة ضمن صفوف المسلمين، وكانا صغيرين لم يتجاوزا الخامسة عشرة، فرفض الرسول صلى الله عليه وسلم، ولم يقبل اشتراكهما في المعركة، فقيل للرسول صلى الله عليه وسلم: إن رافعًا يجيد الرمي بالسهم. فوافق النبي صلى الله عليه وسلم على اشتراكه بعد اختباره، وعندها شعر (سمرة) بالغيرة والرغبة في الجهاد مثل (رافع) فذهب إلى النبي صلى الله عليه وسلم وسأله أن يضمه إلى صفوف الجيش كما ضم رافعًا، وقال له: إني أصْرَع رافعًا -أي أغلبه في المصارعة- فتصارعا فغلب سمُرة رافعًا، فقبل الرسول صلى الله عليه وسلم الاثنين ليكونا في صفوف المسلمين في قتال المشركين يوم أُحد.
يحرص المسلم أن يكون متين البنيان قوي الجسم، ولكي يصل إلى ذلك لابد من ممارسة الرياضة البدنية؛ فهي ضرورية للإنسان. قال صلى الله عليه وسلم: (المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كلٍّ خيرٌ)
[مسلم وابن ماجه]. وقال عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-: علِّموا أولادكم السباحة والرماية وركوب الخيل.
وللرياضة البدنية فوائد كثيرة؛ فهي تزيد سرعة الدم، فتزيد نسبة الأكسجين الذي يصل إلى الجسم، وهي توسِّع الصدر، وتقي الإنسان من أمراض الرئتين، وبها ينمو الجسم ويقوى. هذا بخلاف الفوائد الخلقية والعقلية؛ فهي تغرس في الإنسان العادات الحميدة، وتبعث على الهمة العالية، وتنمي العقل، وقد قيل: العقل السليم في الجسم السليم.
ومن آداب الرياضة البدنية ما يلي:
استحضار النية: فالمسلم يستحضر النية، ويمارس الرياضة التي تقويه على طاعة الله، وتمكنه من القيام بحقوق الناس على الوجه الأكمل، ولا يتخذ من الرياضة مظهرًا يتباهى به أمام الناس. قال صلى الله عليه وسلم: (إنما الأعمال بالنيات) [متفق عليه].
مراعاة السن: فلكل سن رياضة تناسبه، فلا يصلح للأطفال أن يمارسوا الرياضة الشاقة والعنيفة.
تجنب الحرام: المسلم يمارس من الرياضة ما يفيده بدنيا وذهنيا، وأفضلها ما جاءت به السنة، وما يقاس عليها؛ كالرماية، والفروسية، والسباحة، والجري، وألعاب القوى. أما إذا كانت الرياضة محرَّمةً؛ كسباقات المراهنة، فعلى المسلم أن يبتعد عنها، وعلى المسلم أن يتجنب ما قامت حوله الشبهة كالطاولة وأمثالها، مما يضيع الوقت ولا فائدة تعود منها.
تنظيم الوقت: المسلم ينظم وقته؛ فيخصُّ عمله ومذاكرته بوقتٍ، وممارسته للرياضة بوقت آخر، ونومه بوقت ثالث؛ بحيث لا يطغى وقت على آخر. فالرياضة المعتدلة المنظمة هي التي تقوي الجسم، بعكس الإفراط الذي يؤدي إلى التعب والإجهاد.
اختيار المكان المناسب: من الأفضل ممارسة الرياضة في الأماكن الواسعة النظيفة كالنوادي، وأفنية المدارس، والحدائق الواسعة؛ حيث يتوفر الهواء النقي.
عدم الاختلاط: فلا يمارس البنون الرياضة مع البنات لأن هذا يخالف الشرع، فيجب على المسلم أن يبتعد منذ صغره عن كل ما يثير الفتنة ويحرك الشهوات.
الحرص على الزملاء: فلا نفعل ما يضرُّهم أو يصيبهم بأذى؛ لأن الرياضة تُعلِّم ممارسيها الأدب والأخلاق، وحب الزملاء.
عدم العصبية: فالهدف من الرياضة هو تقوية جسم الإنسان، ونشر المحبة والمودة بين سائر الناس، أما إذا كانت الرياضة ستشعل بينهم العصبية، وتؤدي بهم إلى المشاجرة والخصام، فهنا يجب على المسلم ألا يشارك في هذا النوع
من الرياضة.
ستر العورة: يجب على المسلم ألا يلبس في ممارسته الرياضة شيئًا يخالف الشرع والدين؛ فيلتزم بالزي الساتر لبدنه وعورته، كما يحرم على المرأة أن تكشف شيئًا من جسمها أثناء ممارسة الرياضة.
عدم الانشغال بها عن العبادة: كذلك لا تكون الرياضة في وقت
العبادة -كالصلاة- حتى لا يتأخر عن أدائها. كذلك فالمسلم لا يفطر في رمضان من أجل الرياضة.
عدم إعاقة التعلم: المسلم يهتم بطلب العلم، ويحرص على التعليم، لذلك فهو يحرص على ألا تشغله الرياضة عن دراسته وتعليمه، بل يجعل من الرياضة وسيلة لتفوقه.
المواظبة: فخير الأعمال أدومها وإن قلت، وفي ممارسة الرياضة بانتظام: ابتعاد عن الشعور بالملل والسأم، وتقوية للجسم حتى لا يصاب بمكروه.
حسن الخلق: المسلم يتمسك بأخلاقه الطيبة عند اللعب، ويبتعد عن السباب والشتم، ويتعود الصبر والتحمل، ويحترم من يلعب معه.
مراعاة ال*** (النوع): فالمسلمة لا تمارس الألعاب العنيفة؛ كحمل الأثقال أو الكاراتيه أو الملاكمة وغيرها مما يتنافى مع أنوثتها، ولا تمارس الرياضة في حضور الرجال؛ صونًا لها؛ ووقاية من إثارة الغرائز، كما حث على ذلك ديننا الحنيف.
والإسلام يحرص على أن يكون أفراده أقوياء البدن، كما يحرص على أن يكونوا أقوياء الإيمان، وذلك حتى يكون الإنسان لبنة صالحة في المجتمع المسلم، فمن صفات المؤمنين أنهم: {أشداء على الكفار رحماء بينهم} [الفتح: 29].

محمد رافع 52
03-01-2013, 02:26 AM
آداب المزاح
مرَّ النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم على جماعة من أصحابه يتسابقون في الرمي بالنبال، فقال لهم: (ارموا بني إسماعيل فإن أباكم كان راميًا، ارموا وأنا مع بني فلان). فتوقف أحد الفريقين عن الرمي، فقال لهم الرسول صلى الله عليه وسلم: (ما لكم لا ترمون؟). فقالوا: كيف نرمي وأنت معهم؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (ارموا، فأنا معكم كلكم) [البخاري].
***
كان بعض الأحباش يلعبون عند النبي صلى الله عليه وسلم وهو في المسجد، ويلهون بحرابهم، فلما دخل عمر -رضي الله عنه- المسجد أمسك قبضة من الحصى، ورماهم بها، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: (دعهم يا عمر) [البخاري].
ذات يوم، جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال له: يا رسول الله، احملني (أي أنه يريد ناقة يركبها) فقال النبي صلى الله عليه وسلم مازحًا: (إنا حاملوك على ولد ناقة). فظن الرجل أن ولد الناقة سيكون صغيرًا ضعيفًا، ولا يقدر على حمله، فقال للرسول صلى الله عليه وسلم: وما أصنع بولد الناقة؟ فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: (وهل تلد الإبل إلا النوق) [أبو داود والترمذي].
الإسلام لا يرفض اللعب واللهو المباح، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يمزح مع أصحابه ولا يقول إلا حقَّا.
وهناك آداب يجب على المسلم أن يراعيها في لعبه ومزاحه منها:
الصدق في المزاح: فالمسلم يبتعد عن الكذب في المزاح، وقد حذَّر النبي صلى الله عليه وسلم من الكذب في المزاح، فقال: (لا يؤمن العبد الإيمان كله حتى يترك الكذب في المزاحة والمراء) [أحمد والطبراني].
الاعتدال في المزاح: قال صلى الله عليه وسلم: (لا تكثر الضحك، فإن كثرة الضحك تميت القلب) [الترمذي]. كما يجب على المسلم أن يدرك أهمية الوقت فلا يقضي وقتًا طويلا في المزاح واللعب يترتب عليه تقصير في الواجبات والحقوق.
البعد عن السخرية: يجب على المسلم أن يبتعد في مزاحه ولهوه عن السخرية والاستهزاء بالآخرين، أو تحقيرهم، أو إظهار بعض عيوبهم بصورة تدعو للضحك والسخرية. يقول تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرًا منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيرًا منهن ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون} [الحجرات: 11].
النية الطيبة في المزاح: مثل مؤانسة الأصحاب والتودد إليهم، والتخفيف عن النفس وإبعاد السأم والملل عنها.
اختيار الوقت والمكان المناسبيْن: هناك أوقات وأماكن لا يجوز فيها الضحك والمزاح واللهو، مثل: أوقات الصلاة، وعند زيارة المقابر، وعند ذكر الموت، وعند قراءة القرآن، وعند لقاء الأعداء، وفي أماكن العلم.
عدم المزاح في الزواج والطلاق والمراجعة: فقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن المزاح في هذه الأشياء الثلاثة وبيَّن أن المزاح والجد فيها جد، فلو مزح إنسان وطلق زوجته أصبح الطلاق واقعًا.
قال صلى الله عليه وسلم: (ثلاث جدهن جد وهَزْلُهُن جد: النكاح والطلاق والرجعة (أي أن يراجع الرجل امرأته بعد أن يطلقها) [أبوداود].
عدم المزاح بالسلاح: المسلم لا يُرعب أخاه، ولا يحمل عليه السلاح، حتى ولو كان يمزح معه، فربما يوسوس له الشيطان، ويجعله يقدم على إيذاء أخيه المسلم، قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (من حمل علينا السلاح فليس منا) [مسلم].
وكذلك المسلم لا يتطاول على أخيه، فيمزح معه مستخدمًا يده؛ لأن ذلك يقلل الاحترام بينهما، وربما يؤدي إلى العداوة.
عدم المزاح في أمور الدين: المسلم يحترم دينه، ويقدس شعائره، لذلك فهو يبتعد عن الدعابة التي يمكن أن يكون فيها استهزاء بالله -عز وجل- وملائكته وأنبيائه، وشعائر الإسلام كلها.

محمد رافع 52
04-01-2013, 08:24 PM
التعاون
يحكى أن شيخًا كبيرًا جمع أولاده، وأعطاهم حزمة من الحطب، وطلب منهم أن يكسروها، فحاول كل واحد منهم كسر الحزمة لكنهم لم يستطيعوا، فأخذ الأب الحزمة وفكها إلى أعواد كثـيـرة، وأعطى كل واحد من أبنائه عودًا، وطلب منه أن يكسره، فكسره بسهـولة.
*أمر الله إبراهيم -عليه السلام- أن يرفع جدران الكعبة، ويجدد بناءها، فقام إبراهيم -عليه السلام- على الفور لينفذ أمر الله، وطلب من ابنه إسماعيل -عليه السلام- أن يعاونه في بناء الكعبة، فأطاع إسماعيل أباه، وتعاونا معًا حتى تم البناء، قال تعالى: {وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم} [البقرة: 127].
*أرسل الله موسى -عليه السلام- إلى فرعون؛ يدعوه إلى عبادة الله وحده، فطلب موسى -عليه السلام- من الله -سبحانه- أن يرسل معه أخاه هارون؛ ليعاونه ويقف بجانبه في دعوته، فقال: {واجعل لي وزيرًا من أهلي . هارون أخي . اشدد به أزري . وأشركه في أمري} [طه: 29-32]. فاستجاب الله تعالى لطلب موسى، وأيده بأخيه هارون، فتعاونا في الدعوة إلى الله؛ حتى مكنهم الله من النصر على فرعون وجنوده.
*أعطى الله -سبحانه- ذا القرنين مُلكًا عظيمًا؛ فكان يطوف الأرض كلها من مشرقها إلى مغربها، وقد مكَّن الله له في الأرض، وأعطاه القوة والسلطان، فكان يحكم بالعدل، ويطبق أوامر الله.
وكان في الأرض قوم مفسدون هم يأجوج ومأجوج، يهاجمون جيرانهم، فينهبون أموالهم، ويظلمونهم ظلمًا شديدًا؛ فاستغاث هؤلاء الضعفاء المظلومون بذي القرنين، وطلبوا منه أن يعينهم على إقامة سـد عظيم، يحول بينهم وبين يأجوج ومأجوج، {قالوا يا ذا القرنين إن يأجوج ومأجوج مفسدون في الأرض فهل نجعل لك خرجًا على أن تجعل بيننا وبينهم سدًا} [الكهف: 94].
فطلب منهم ذو القرنين أن يتحدوا جميعًا، وأن يكونوا يدًا واحدة؛ لأن بناء السد يحتاج إلى مجهود عظيم، فعليهم أن يُنَقِّبُوا ويبحثوا في الصحراء والجبال، حتى يحضروا حديدًا كثيرًا لإقامة السد، قال تعالى: {قال ما مكني فيه خيرًا فأعينوني بقوة أجعل بينكم وبينهم ردمًا} [الكهف: 95]. وتعاون الناس جميعًا حتى جمعوا قدرًا عظيمًا من الحديد بلغ ارتفاعه طول الجبال، وصهروا هذا الحديد، وجعلوه سدَّا عظيمًا يحميهم من هؤلاء المفسدين.
*كان أول عمل قام به الرسول صلى الله عليه وسلم حينما هاجر إلى المدينة هو بناء المسجد، فتعاون الصحابة مع النبي صلى الله عليه وسلم حتى هيئوا المكان، وأحضروا الحجارة والنخيل التي تم بها بناء المسجد، فكانوا يدًا واحدة حتى تم لهم البناء.
وكان الصحابة يدًا واحدة في حروبهم مع الكفار، ففي غزوة الأحزاب اجتمع عليهم الكفار من كل مكان، وأحاطوا بالمدينة، فأشار سلمان الفارسي -رضي الله عنه- على النبي صلى الله عليه وسلم بحفر خندق عظيم حول المدينة، حتى لا يستطيع الكفار اقتحامه. وقام المسلمون جميعًا بحفر الخندق حتى أتموه، وفوجئ به المشركون، ونصر الله المسلمين على أعدائهم.
ما هو التعاون؟
التعاون هو مساعدة الناس بعضهم بعضًا في الحاجات وفعل الخيرات. وقد أمر الله -سبحانه- بالتعاون، فقال: {وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان} [المائدة: 2].
فضل التعاون:
والتعاون من ضروريات الحياة؛ إذ لا يمكن للفرد أن يقوم بكل أعباء هذه الحياة منفردًا. قال النبي صلى الله عليه وسلم: (من كان معه فضل ظهر فلْيعُدْ به على من لا ظهر له، ومن كان له فضل من زاد فلْيعُدْ به على من لا زاد له)
[مسلم وأبو داود].
وحث النبي صلى الله عليه وسلم على معونة الخدم، فقال: (ولا تكلِّفوهم ما يغلبهم فإن كلَّفتموهم فأعينوهم) [متفق عليه].
والله -سبحانه- خير معين، فالمسلم يلجأ إلى ربه دائمًا يطلب منه النصرة والمعونة في جميع شئونه، ويبتهل إلى الله -سبحانه- في كل صلاة مستعينًا به، فيقول: {إياك نعبد وإياك نستعين} [الفاتحة: 5].
وقد جعل الله التعاون فطرة في جميع مخلوقاته، حتى في أصغرهم حجمًا، كالنحل والنمل وغيرها من الحشرات، فنرى هذه المخلوقات تتحد وتتعاون في جمع طعامها، وتتحد كذلك في صد أعدائها. والإنسان أولى بالتعاون لما ميزه الله به من عقل وفكر.
فضل التعاون:
حينما يتعاون المسلم مع أخيه يزيد جهدهما، فيصلا إلى الغرض بسرعة وإتقان؛ لأن التعاون يوفر في الوقت والجهد، وقد قيل في الحكمة المأثورة: المرء قليل بنفسه كثير بإخوانه.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد؛ إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى) [مسلم].
وقال صلى الله عليه وسلم: (يد الله مع الجماعة) [الترمذي].
وقال صلى الله عليه وسلم: (المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضُه بعضًا)
[متفق عليه].
والمسلم إذا كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن يسَّر على معسر يسَّر الله عليه في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه.
وقال صلى الله عليه وسلم: (وعَوْنُكَ الضعيفَ بِفَضْلِ قُوَّتِكَ صدقة) [أحمد].
التعاون المرفوض: نهى الله -تعالى- عن التعاون على الشر لما في ذلك من فساد كبير، فقال تعالى: {ولا تعاونوا على الإثم والعدوان} [المائدة: 2].
والمسلم إذا رأى أحدًا ارتكب معصية فعليه ألا يسخر منه، أو يستهزئ به، فيعين الشيطان بذلك عليه، وإنما الواجب عليه أن يأخذ بيده، وينصحه، ويُعَرِّفه الخطأ.

أ / طارق عتمان
04-01-2013, 08:32 PM
بارك الله فيكم موضوع اكثر من رائع
جزاكم الله خيرا ونفع الله بكم

محمد رافع 52
04-01-2013, 11:20 PM
العمل
يروى أن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم يسأله ويطلب منه مالا، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: (أما في بيتك شيء؟). فقال الرجل: بلى، حلس (كساء) نلبس بعضه ونبسط بعضه، وقدح نشرب فيه الماء.
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (ائتني بهما)، فجاء بهما الرجل، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (مَنْ يشتري هذين؟). فقال رجل: أنا آخذهما بدرهم. فقال صلى الله عليه وسلم: (مَنْ يزيد على درهم؟)-مرتين أو ثلاثًا-.
فقال رجل: أنا آخذهما بدرهمين، فأعطاهما إياه، وأخذ النبي صلى الله عليه وسلم الدرهمين، فأعطاهما الرجل الفقير، وقال له: (اشترِ بأحدهما طعامًا فانبذه إلى أهلك، واشترِ بالآخر قدومًا (فأسًا) فأتني به).
فاشتري الرجل قدومًا وجاء به إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، فوضع له الرسول صلى الله عليه وسلم يدًا وقال له: (اذهب فاحتطب وبع ولا أَرَينَّك (لا أشاهدنَّك) خمسة عشر يومًا).
فذهب الرجل يجمع الحطب ويبيعه، ثم رجع بعد أن كسب عشرة دراهم، واشترى ثوبًا وطعامًا، فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم: (هذا خير لك من أن تجيء المسألة نُكْتَةً (علامة) في وجهك يوم القيامة، إن المسألة لا تصلح إلا لثلاثة: لذي فقر مُدْقِع (شديد)، أو لذي غُرْم مفظع (كبير)، أو لذي دم موجع (عليه دية)) [أبو داود].
*ما هو العمل؟
للعمل معانٍ كثيرة واسعة، فهو يطلق على ما يشمل عمل الدنيا والآخرة.
عمل الآخرة: ويشمل طاعة الله وعبادته والتقرب إليه، والله -تعالى- يقول: {فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى بعضكم من بعض} [آل عمران: 195].
وسُئِل النبي صلى الله عليه وسلم: أي الأعمال أفضل؟ قال: (إيمان بالله ورسوله)، قيل: ثم ماذا؟ قال: (جهاد في سبيل الله)، قيل: ثم ماذا؟ قال: (حج مبرور) [البخاري].
عمل الدنيا: ويطلق على كل سعي دنيوي مشروع، ويشمل ذلك العمل اليدوي وأعمال الحرف والصناعة والزراعة والصيد والتجارة والرعي وغير ذلك من الأعمال. وقد سئل الرسول صلى الله عليه وسلم: أي الكسب أفضل؟ فقال: (عمل الرجل بيده) [الحاكم].
أمرنا الله -تعالى- بالعمل، والجـد في شئون الحياة، في مواضع كثيرة من القرآن الكريم، فقال سبحانه: {فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله واذكروا الله كثيرًا لعلكم تفلحون} [الجمعة: 10]. وقـال تعالى: {هو الذي جعل لكم الأرض ذلولاً فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور} [الملك: 15]. وقـال تعالى: {وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون} [التوبة: 105].
وعلى كل مسلم أن يؤدي ما عليه من عملٍ بجد وإتقان؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم أمرنا بإحسان العمل وإتقانه، كذلك فإن الطالب عليه أن يجتهد في مذاكرته؛ لأنها عمله المكلف به؛ فيجب عليه أن يؤديه على خير وجه، حتى يحصل على النجاح والتفوق.
والمسلم لا يتوقف عن العمل مهما كانت الظروف، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن قامت الساعة وبيد أحدكم فسيلة؛ فإن استطاع أن لا تقوم حتى يغرسها، فليغرسها) [أحمد].
وقد نهى الإسلام عن أن يجلس الرجل بدون عمل، ثم يمد يده للناس يسألهم المال، وقد وصف الله -تعالى- فقراء المؤمنين بالعفة، فهم مهما اشتد فقرهم لا يسألون الناس ولا يلحُّون في طلب المال، يقول تعالى: {للفقراء الذين أحصروا في سبيل الله لا يستطيعون ضربًا في الأرض يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف تعرفهم بسيماهم لا يسألون الناس إلحافًا} [البقرة: 273].
والذي يطلب المال من الناس مع قدرته على العمل ظالم لنفسه؛ لأنه يُعرِّضها لذل السؤال، وقد حذَّر النبي صلى الله عليه وسلم من المسألة، وبالغ في النهي عنها والتنفير منها، فقال صلى الله عليه وسلم: (اليد العُلْيَا خير من اليد السُّفْلَى، وابدأ بمن تعول، وخير الصدقة عن ظهر غنى، ومن يستعفف يعِفَّه الله، ومن يَسْتَغْنِ يُغْنِهِ الله) [متفق عليه]. وقال صلى الله عليه وسلم: (لأن يأخـذ أحدكم حبله فيحتطب على ظهره خير له من أن يأتي رجلا فيسأله أعطاه أو منعه) [البخاري].
ويقول عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-: لا يقعدن أحدكم عن طلب الرزق، ويقول: اللهم ارزقني، وقد علم أن السماء لا تمطر ذهبًا ولا فضة. فعلى المسلم أن يعمل ويجتهد حتى تتحقق قيمته في الحياة، يقول الشاعر:
بِقَدْرِ الْكَـدِّ تُكْتَسَـبُ المعَـالِـي
ومَنْ طلب العُلا سَهرَ اللَّـيالِــي
ومن طلب العُـلا من غير كَــدٍّ
أَضَاع العُمْـرَ في طلب الْمُحَــالِ
العمل خلق الأنبياء:
عمل نبي الله نوح -عليه السلام- نجارًا، وقد أمره الله بصنع السفينة ليركب فيها هو ومن آمن معه. واشتغل يعقوب -عليه السلام- برعي الغنم. وعمل يوسف -عليه السلام- وزيرًا على خزائن مصر.
ويروى أن نبي الله إدريس -عليه السلام- كان خياطًا، فكان يعمل بالخياطة، ولسانه لا يكفُّ عن ذكر الله؛ فلا يغرز إبرة ولا يرفعها إلا سبح الله؛ فيصبح ويمسي وليس على وجه الأرض أحد أفضل منه. كما اشتغل نبي الله موسى
-عليه السلام- برعي الغنم عشر سنين.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (ما أكل أحدٌ طعامًا قط خيرًا من أن يأكل من عمل يده، وإن نبي الله داود كان يأكل من عمل يده) [البخاري]. وقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم نبي الله داود -عليه السلام- لأنه كان مَلِكًا، ومع كونه ملكًا له من الجاه والمال الكثير، إلا أنه كان يعمل ويأكل من عمل يده؛ فقد كان يشتغل بالحدادة، ويصنع الدروع الحديدية وآلات الحرب بإتقان وإحكام. وقد اشتغل رسول الله صلى الله عليه وسلم كذلك برعي الغنم في صغره، ثم عمل في شبابه بالتجارة.

فضل العمل:
المسلم يعمل حتى يحقق إنسانيته؛ لأنه كائن مُكلَّف بحمل رسالة، وهي عمارة الأرض بمنهج الله القويم، ولا يتم ذلك إلا بالعمل الصالح، كما أن الإنسان لا يحقق ذاته في مجتمعه إلا عن طريق العمل الجاد.
وبالعمل يحصل الإنسان على المال الحلال الذي ينفق منه على نفسه وأهله، ويسهم به في مشروعات الخير لأمته، ومن هذا المال يؤدي فرائض الله؛ فيزكي ويحج ويؤدي ما عليه من واجبات، وقد أمر الله عباده بالإنفاق من المال الطيب، فقال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا أنفقوا من طيبات ما كسبتم} [البقرة: 267].
وقد ربط الله -عز وجل- بين العمل والجهاد في سبيل الله، فقال تعالى: {وآخرون يضربون في الأرض يبتغون من فضل الله وآخرون يقاتلون في سبيل الله} [المزمل: 20].
وجعل النبي صلى الله عليه وسلم من يخرج ليعمل ويكسب من الحلال؛ فيعف نفسه أو ينفق على أهله، كمن يجاهد في سبيل الله. وقد مر رجل على النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، فرأى الصحابة جده ونشاطه، فقالوا: يا رسول الله، لو كان هذا في سبيل الله؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن كان خرج يسعى على ولده صغارًا فهو في سبيل الله، وإن كان خرج يسعى على أبوين شيخين كبيرين فهو في سبيل الله، وإن كان خرج يسعى على نفسه يَعفُّها فهو في سبيل الله، وإن كان خرج يسعى رياءً ومفاخرة فهو في سبيل الشيطان) [الطبراني].
كما أن العمل يكسب المرء حب الله ورسوله واحترام الناس. روي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن الله تعالى يحب العبد المؤمن المحترف (أي: الذي له عمل ومهنة يؤديها)) [الطبراني والبيهقي].
أخلاقيات العمل في الإسلام:
نظم الإسلام العلاقة بين العامل وصاحب العمل، وجعل لكلِّ منهما حقوقًا وواجبات.
أولا: حقوق العامل:
ضمن الإسلام حقوقًا للعامل يجب على صاحب العمل أن يؤديها له، ومنها:
* الحقوق المالية: وهي دفع الأجر المناسب له، قال الله تعالى: {ولا تبخسوا الناس أشيائهم ولا تعثوا في الأرض مفسدين} [هود: 85]. ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (أعطوا الأجير أجره قبل أن يجف عرقه) [ابن ماجه].
* الحقوق البدنية: وهي الحق في الراحة، قال تعالى: {لا يكلف الله نفسًا إلا وسعها} [البقرة: 286]. ويقول صلى الله عليه وسلم: (إخوانكم جعلهم الله تحت أيديكم، فمن كان أخوه تحت يده فلْيطعمه مما يأكل، وليلبسه مما يلبس، ولا تكلفوهم ما يغلبهم، فإن كلفتموهم فأعينوهم) [متفق عليه]. وكذلك يجب على صاحب العمل أن يوفر للعامل ما يلزمه من رعاية صحية.
* الحقوق الاجتماعية: وهي التي بينها النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: (مَنْ كان لنا عاملا فلم يكن له زوجة فليكتسب زوجة، فإن لم يكن له خادم فليكتسب له خادمًا، فإن لم يكن له مسكن فليكتسب مسكنًا. من اتخذ غير ذلك فهو غَالٌّ أو سارق) [أبو داود].
ثانيا: واجبات العامل:
وكما أن العامل له حقوق فإن عليه واجبات، ومن هذه الواجبات:
* الأمانة: فالغش ليس من صفات المؤمنين، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (من غش فليس مني) [مسلم وأبو داود والترمذي].
* الإتقان والإجادة: لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه) [البيهقي].
* التبكير إلى العمل: حيث يكون النشاط موفورًا، وتتحقق البركة، قال صلى الله عليه وسلم: (اللهم بارك لأمتي في بكورها) [الترمذي وابن ماجه].
* التشاور والتناصح: حيث يمكن التوصل للرأي السديد، قال صلى الله عليه وسلم: (الدين النصيحة) [مسلم والترمذي].
* حفظ الأسرار: يجب على العامل أن يحفظ أسرار عمله، فلا يتحدث إلى أحد -خارج عمله- عن أمورٍ تعتبر من أسرار العمل.
* الطاعة: فيجب على العامل أن يطيع رؤساءه في العمل في غير معصية، وأن يلتزم بقوانين العمل.

محمد رافع 52
04-01-2013, 11:27 PM
التعامل مع غير المسلمين
سؤال يحيرني: كيف أعامل جاري غير المسلم؟
هذا السؤال مصدر حيرة وقلق لكثير من المسلمين الذين يخشون على دينهم، ويريدون الوصول إلى قول فصل، حتى يكونوا على بينة من أمرهم، والإجابة ميسرة إلى حد بعيد، فكل ما على المسلم أن يفعله أن يرجع إلى كتاب ربه، وسنة نبيه (، وسيصل إلى بغيته في ذلك، فالإسلام هو الدين الوحيد الذي قدَّم لنا حلاًّ لتَعَايُش المسلم مع غيره من أصحاب الملل المختلفة، ومن تعليمات الإسلام وإرشاداته ما يأتي:
- البر بهم والإحسان إليهم:
يرشدنا الإسلام إلى أن الأصل في معاملة الناس جميعًا مسلمهم وكافرهم البر بهم، والإحسان إليهم، قال تعالى: {لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين. إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين وأخرجوكم من دياركم وظاهروا على إخراجكم أن تولوهم ومن يتولهم فأولئك هم الظالمون} [الممتحنة: 8ذ-9].
فلم تُرَغِّب الآيات في العدل والإحسان إلى غير المسلمين فحسب، بل رغبت في البر إليهم أيضًا.
وإذا كان الإسلام لا ينهي عن البر والإقساط إلى المخالفين من أي دين ولو كانوا وثنيين أو مشركين، فإنه ينظر نظرة خاصة لأهل الكتاب من اليهود والنصارى، فقد قدَّم القرآن الكريم نموذجًا في أدب الحوار معهم فلا يناديهم إلا بقوله تعالى: يا أهل الكتاب، يا أيها الذين أوتوا الكتاب، وذلك إشارة إلى أنهم في الأصل أهل دين سماوي، وبينهم وبين المسلمين رحم وقربي، يتمثل في أصول الدين الواحد الذي بعث به الله -سبحانه وتعالى- أنبياءه جميعًا قال تعالى: {شرع لكم من الدين ما وصى به نوحًا والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه} [الشورى: 13].
وقد مات ( ودرعه مرهونة عند يهودي في نفقة عياله. ودخل وفد نجران على النبي ( مسجده بعد العصر، فكانت صلاتهم، فقاموا يصلون في مسجده، فأراد الناس منعهم، فقال (: (دعوهم)! فاستقبلوا المشرق فصلوا صلاتهم.
وقد أوصي عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- وهو على فراش الموت الخليفة من بعده بأهل الذمة خيرًا، وأن يفي بعهدهم، ولا يكلفهم فوق طاقتهم. والذمة معناها العهد، الذي يشمل عنصري التأمين والحماية، وهذا سبق وريادة يُعرف في عصرنا بالحقوق المدنية وال***ية.
الإيمان بجميع الرسل:
جعل الإسلام من بين أركان عقيدته الإيمان بكتب الله قاطبة، ورسله جميعًا، ومن ينكر ذلك يدخل في دائرة الكفر، قال تعالى: {قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وما أوتي موسى وعيسى وما أوتي النبيون من ربهم لا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون} [البقرة: 136].
مؤاكلتهم ومصاهرتهم:
أباح الإسلام مؤاكلة أهل الكتاب وتناول ذبائحهم ومصاهرتهم، والتزوج من نسائهم في الحدود الشرعية المسموحة، قال تعالى: {وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم وطعامكم حل لهم والمحصنات من المؤمنات والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم} [المائدة: 5].
- التدفق في الحديث معهم:
حث الإسلام على الترفق في الحديث معهم، ومجادلتهم بالتي هي أحسن؛ لأن في ذلك نزعًا للأحقاد، وتنقية للنفوس مما يعلق بها من حقد، قال تعالى: {ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم وقولوا آمنا بالذي أنزل إلينا وأنزل إليكم وإلهنا وإلهكم واحد ونحن له مسلمون} [العنكبوت: 46].
- توفير الحياة الآمنة:
كذلك حث الإسلام على توفير الحياة الآمنة، كما حث على الصدق في التعامل والعدل والسلام مع غير المسلمين، وقال (: (من آذى ذميًّا فأنا خصمه، ومن كنت خصمه خصمته يوم القيامة) [الخطيب]، وقال: (من ظلم معاهدًا، أو انتقص حقًّا، أو كلفه فوق طاقته، أو أخذ منه شيئًا بغير طيب نفس، فأنا حجيجه يوم القيامة) [أبو داود].
- الإهداء لهم:
وأجاز الإسلام للمسلم أن يهْدي الهدايا إلى غير المسلمين، وأن يقبل منهم الهدية ويجازيه عليها، فقد ثبت أن النبي ( أهدى إليه الملوك، فقبل منهم، وكانوا غير مسلمين، فعن أم سلمة -أم المؤمنين- رضي الله عنها-، أن النبي ( قال لها: (إني قد أهديت إلى النجاشي حلة وأواقي من مسك) [أحمد].
ويجب على المسلم أن يكون تعامله مع غير المسلم في حدود التأثير فيه لا التأثر به، فكل له عاداته وتقاليده، فلا يجوز للمسلم التشبه بغير المسلم فيما يخالف مبادئ الإسلام، كأن يتشبه بهم في ملابسهم، أو يقدم مشروبًا محرمًا لضيوفه، أو طعامًا غير حلال للمسلمين، أو ما شابه ذلك.
هذه هي مبادئ الإسلام الخالدة وقيمه السامية التي تتعامل مع الإنسان وتحترمه، فقد كان سهل بن ضيف، وقيس بن سعد قاعدين بالقادسية، فمرَّ الناس عليهما بجنازة فقاما، فقيل لهما: إنها من أهل الأرض -أي من أهل الذمة- فقالا: إن النبي ( مرت به جنازة فقام، فقيل له: إنها جنازة يهودي، فقال: (أليست نفسًا) [البخاري].

محمد رافع 52
05-01-2013, 12:45 AM
ثقافة الاعتدال في الاستهلاك (1)

جمع وإعداد: عفاف بنت يحيى آل حريدبسم الله الرحمن الرحيم


حياتنا والاستهلاك (1)



ما أدق الخيوط والفواصل التي تفصل بين الشيء وضده، بين الإيجاب والسلب، في ميزان الله عز وجل.
وما أدق الفارق بين الشح والادخار، بين الكرم والتبذير، بين الاكتفاء والزهد، وبين الزهد والحرمان، وما أسرع ما تطيش كفة على حساب كفة أخرى عندما يفقد الإنسان أو يغفل عن دقة وزن الأمور بالقسط، على النحو الذي يبينه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في حديثه للناس كافة: ) يا ابن آدم، إنك إن تبذل الفضل خير لك، وإن تمسكه شر لك، ولا تلام على كفاف، وابدأ بمن تعول، واليد العليا خير من اليد السفلى ( رواه مسلم.
تلك هي الخطوط العريضة التي تحدد نمط معيشة متوازنًا ومتكاملًا، تدفع بالإنسان أولًا إلى تأمين ما يسد احتياجاته الضرورية، واحتياجات من يعيل من أفراد أسرته؛ ليكون له بعدها ثواب بسط الفضل -الزائد عن الحاجة- إلى من هو بحاجة إليه في مجتمعه، فإمساك ما هو زائد عن الحاجة شر وعبء، يوصل صاحبه إلى الإصابة بعارض الاحتقان المزمن، ويمنع تكافله مع أفراد مجتمعه.
لكن مسلم اليوم عاجز في عصر الاستهلاك عن بذل ما هو زائد عن الحاجة؛ لأنه عاجز عن تحديد معيار الحاجة.
إن الوسطية والاعتدال هي أعظم تجليات الرسالة الخاتمة، وهي التي أكسبت المسلمين يومًا موقع الشهادة: ﴿ وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا ﴾ [البقرة: 143].
ومنذ أن بدأنا نطفف ونخسر الميزان أصاب حياتنا ومعيشتنا الخلل، وفقدنا الاعتدال.
علينا أن نعترف بمرض خطير أصابنا: إنه مرض حمى الاستهلاك، وعلينا أيضًا أن نعرف ما هي أعراض هذا المرض.
العوارض المرضية:
العارض الأول: حمى التسوق.
مما يساعد ويدعم حمى التسوق: شبكة الاتصالات (الإنترنت)، والدعاية والإعلان.
حينما نقوم بزيارة لأحد المجمعات التسويقية الضخمة، نجد كل ما يغرينا ويدفعنا إلى التسوق، ألوان من التسلية والترفية، تنقلها لنا أجواؤها البراقة.
لقد بات كثير منا ينظر إلى تلك المجمعات التسويقية على أنها المكان الأمثل لالتقاء الأسرة، وفي الواقع فإن كل فرد يذهب بمعزل عن الآخر إلى المكان الذي يستهويه.
لقد كان الرسول -صلى الله عليه وسلم- يدرك يقينًا ما يمكن أن تحدثه التجارة أو اللهو من وقع على النفس، والله -عز وجل- يقول: ﴿ وإذا رأوا تجارة أو لهو انفضوا إليها وتركوك قائما قل ما عند الله خير من اللهو ومن التجارة والله خير الرازقين ﴾ [الجمعة: 11].
فإذا كان هوى النفس قد حمل الصحابة على ترك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو قائم في مسجده؛ بحثًا عن اللهو أو التجارة! فكيف بمسلم اليوم وسيل رغباته إذا ما رأى تجارة مقترنة بلهو؟!
العارض الثاني: طفح الإفلاسات.
إن أكثر ما يدفع الناس إلى التسوق والاستهلاك هو "بطاقة الائتمان"، حيث سهولة استخدام تلك البطاقة من جهة، وسهولة الحصول عليها من جهة أخرى، قد جعلت الناس يقبلون على كثرة التسوق، وشراء المزيد من البضائع لغير حاجة.
إن وفرة وسهولة تلك البطاقات قد جعلت الناس ينسون أنهم يتعاملون مع مال حقيقي، وهذا ما يجعلهم يستغرقون بالتسوق إلى أن يصبحوا عاجزين تمامًا عن سداد ما عليهم من أقساط، فتزداد الديون تراكمًا، إلى أن يصلوا حد الإفلاس.
كثيرًا ما ننظر إلى جانب من المسألة دون آخر، لا شك أن بطاقات الائتمان باتت اليوم من مستلزمات العصر، فهي أكثر سهولة ويسرًا في التداول والتعامل المالي من الأوراق النقدية، كما تعين على حرية التنقل من مكان لآخر، دون خوف من سرقة أو عملية نشل.
المشكلة إذن ليست في الوسيلة، بل فيمن يستخدمها.
على الرغم من عدم انتشار ظاهرة استخدام البطاقات الائتمانية في بلادنا العربية، إلا أن شعوبنا باتت عاجزة عن رفع الديون عن كاهلها، طفح الديون بين أبناء الطبقة المتوسطة، والطبقة الفقيرة، بل حتى بين أبناء الطبقة الغنية، يعود إلى انتشار ثقافة الاستهلاك الوبائية.
العارض الثالث: انتفاخ التطلعات وتضخم الأطماع.
إن ما يمتلكه أبناء هذا الجيل أكثر مما كان يمتلكه أبناء الجيل السابق، وبالمقابل فأطماعهم وتطلعاتهم باتت أكثر.
فإذا نظرنا إلى مستوى المعيشة سابقًا كيف كان وكيف أصبح الآن؟
أصبح الكل يتطلع اليوم إلى منازل واسعة، كذلك إلى سيارات مزودة بوسائل الراحة والجمال، أيضًا تناول الأطعمة الغربية الدخيلة أمرًا اعتياديًا مألوفًا، ولهذا فإن الحاجة تزداد يومًا فيومًا إلى تجربة ما هو أجد.
المسلم مأمور بالتطلع، بل بـ (انتفاخ التطلعات والأطماع)، ولكن بموازين مختلفة، فإذا كان التطلع متوجهًا إلى الثراء المادي، أتى الأمر من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بتحويل الوجهة والنظر إلى من يعيش ظروفًا مادية أدنى؛ ليستشعر الإنسان عظيم نعم الله عليه ويعمل على تأديته ) انظروا إلى من هو أسفل منكم، ولا تنظروا إلى من هو فوقكم؛ فهو أجدر ألا تزدروا نعمة الله عليكم ( متفق عليه.
وإذا ما كان التطلع متوجهًا إلى الثراء النوعي، يدفع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بأمته إلى مزيد من التطلع؛ بل وإلى انتفاخ الأطماع بقوله: ) لا حسد إلا في اثنتين: رجل آتاه الله مالًا فسلطه على هلكته في الحق، ورجل آتاه الله الحكمة فهو يقضي بها ويعلمها (.
المرجع:
• "حمى الاستهلاك - رؤية نقدية في حوار مع الآخر"، لسحر العظم، بتصرف.

محمد رافع 52
05-01-2013, 12:49 AM
ثقافة الاعتدال في الاستهلاك (2)

جمع وإعداد: عفاف بنت يحيى آل حريدبسم الله الرحمن الرحيم


حياتنا والاستهلاك (2)



تكلمنا في المقال السابق عن عوارض مرض حمى الاستهلاك، والآن نكمل هذه العوارض.
العارض الرابع: احتقان مزمن.
ماذا نعني باحتقان مزمن؟
لقد أصبحنا محشورين في البيوت، في الشوارع، وفي أماكن العمل، بأكوام من الأشياء، وأشياؤنا تتطلب منا أن نعتني بها أولًا، نخزنها ثم نرميها، لنقوم من جديد بشراء بديل عنها ... إلخ.
وكلما حصلنا على شيء جديد، نضطر إلى شراء شيء آخر معه.
عندما نتكلم عن الأمس، نجد أمثلة بسيطة قد تكشف لنا كيف تغلغلت اليوم ثقافة الاستهلاك.
الأم في الماضي حينما يكون عندها فائض من الطعام، فإنها بمهارة تحوله إلى طبق آخر، وكذلك سرعان ما كان يتحول ثوب الشقيقة الكبرى ليلائم الصغرى، بإضافة لمسات أنيقة فيبدو زاهيًا جديدًا.
واليوم فإن الأم الفقيرة بل المعدمة لا تفكر بالقيام بمثل تلك الأشياء!
فكيف بالأم التي تعيش في منزلها محشورة بالأكوام المتراكمة من المقتنيات والأشياء؟!
لقد أبدع آباء اليوم تربية جيل أتقن فن التبذير والاستهلاك.
ألسنا نحن الآباء من نعزز النزعة الفردية، الأنانية، حب التملك والاستئثار عند أبنائنا، عندما نلبي على الفور طلباتهم ورغباتهم، التي تتنامى طردًا مع تنامي الأشياء من حولهم؟
فكيف نتوقع من صغارنا مستقبلًا أن يجيدوا -فضلًا عن أن يهتموا- الحديث حول المضامين الهامة والخطيرة، إذا ما تمت تنشئتهم في الحلية والمتاع والرفاهية والزينة؟!.
لقد لخص أعظم من أوتي البيان والعلم بالإنسان: سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- وبسطر واحد فقط، كل ما جاء به العلماء في الغرب، عن أثر الأنماط الفكرية والثقافة المعاشة التي درج عليها الآباء في تشكيل قيم ومفاهيم الأبناء: ) كل مولود يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه، أو ينصرانه، أو يمجسانه( رواه مسلم.
العارض الخامس: ضغط الإفراط (تحت وطأة الاستزادة).
نحن اليوم نعيش دوامة التقدم والازدهار، التقدم الاقتصادي يعني إنتاجًا أكثر، والإنتاج يتطلب إثارة رغبات استهلاكية أكثر، واستهلاك ما هو أكثر يستدعي ساعات عمل أطول، وكثافة ساعات العمل أدت إلى ضغط الوقت، وهذا أدى بدوره إلى مرض الإجهاد الحاد.
وأما ما تبقى لنا من وقت، فإننا نمضيه في مشاهدة التلفاز الذي أدى بدوره إلى انخفاض ساعات نومنا والإضرار بصحتنا.
هناك نعم أهدرت من أجل التنافس على متاع الدنيا الزائل، ولشد ما يلحق الغبن بالإنسان إذا ما أهدر، كما قال -صلى الله عليه وسلم-: ) نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة، والفراغ ( متفق عليه.
وما أسعد من سخر صحته، ووقته وعمره في ولوج مضمار التقوى: التسابق على الطاعة، والخير والبر والإحسان إلى الناس؛ ليفوز بجنة عرضها السماوات والأرض.
العارض السادس: تشنجات أسرية.
هنالك اليوم تنافر ما بين القيم المادية والقيم الأسرية.
إن التعارض القائم ما بين الرغبة بالنمو الاقتصادي السريع والتغيير الاقتصادي الجذري من جهة، وبين الحاجة من جهة أخرى إلى القيم الأسرية والاستقرار الاجتماعي، أمر شديد التناقض، ومن الممكن أن يبقى التعارض قائمًا ومستمرًا ما رفضنا وبعدائية النظر فيه.
إننا نحن الناس الذين نشكل المجتمع، نحن الآباء والأبناء الذين يرغبون أن يعيشوا أجواء العدل ضمن بيئة صحية جميلة.
وقد آن أوان التحليل وربط الأسباب بمسبباتها، لندرك كيف تم التحول عن الأخلاق والقيم الإيمانية إلى القيم المادية، وكيف كانت مخالفة سنن الله -عز وجل- في الأنفس السبب في الانهيار الأسري القائم اليوم.
لقد وقفت الأسرة في مجتمعاتنا على شفا جرف هار، منذ أن صدّعت المادية أسس البناء الأسري، أو بكلمة أكثر صحة أساس البناء الفكري والقيمي للمسلم، وكاد أن ينهار أهم معقل من معاقل الإسلام (الأسرة).
وقد آن الأوان أن نعيد تأسيس البنيان الأسري على تقوى من الله ورضوان؛ لتكون كما أرادها -عز وجل- آية من آياته، قال تعالى: ﴿ ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجًا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون ﴾ [الروم: 21].
إن بناء شراكة زوجية يجد فيها كل شريك بالآخر الأنس والسكنى والسكينة والسكن الدائم، لا تقوم بوصفة سحرية، أو بخارقة من السماء، بل بعمل دؤوب، يسعى فيه كل من الشريكين وبموجب الميثاق الغليظ الذي عقداه أمام الله، على أداء الواجب قبل المطالبة بالحق.
بل يجب أن يتجاوزا الواجب إلى الرحمة، رحمة كل طرف منهما بالآخر؛ لتكون رابطة المودة والرحمة الوجه الملموس والمظهر المجلي لكلمة (حب)، حتى الحب يصنع صناعة، ويبنى يومًا فيومًا، وساعة ساعة بالإرادة.
المرجع:
• "حمى الاستهلاك - رؤية نقدية في حوار مع الآخر"، لسحر العظم، بتصرف.

محمد رافع 52
05-01-2013, 12:53 AM
ثقافة الاعتدال في الاستهلاك (3)

جمع وإعداد: عفاف بنت يحيى آل حريدبسم الله الرحمن الرحيم


حياتنا والاستهلاك (3)



العارض السابع: اتساع الحدقات لدى الأطفال.
إن أكثر الاتجاهات سخونة في عالم الإعلان التجاري والتسويقي اليوم هو ذاك الموجَه للأطفال، حيث لاحظت الشركات أن الأطفال وخاصة صغار السن أسرع إلى تبني نمط المعيشة الاستهلاكي.
أصبحنا لا نتقن التعبير عن حبنا لأبنائنا إلا بمقدار ما نتسوقه لهم من أشياء، ولا غرابة أن نجد الطفل يقول لأبوية عندما لا يلبيان طلبه: إنكم لا تحبونني، بل إن ما يسترعي الانتباه أن نجد الطفل يرمي بالشيء الذي ألح على اقتنائه وكأنه يوجه رسالة لأبويه: أنا لست بحاجة إلى ما في جيوبكم، بقدر حاجتي إلى تواجدكم، والتواصل معكم، والإحساس بحنانكم.
الطفل أشبه بالصفحة البيضاء وهو يرنو بفطرته إلى الحق، ولكن إذا ما كان الباطل أسرع وصولًا إليه من الحق، أملى في صحيفته ما يشاء.
بعض من منهجية التربية والتعامل السليم مع الطفل:
1. وفق ميزان الوسطية والاعتدال: قال تعالى: ﴿ إنا كل شيء خلقناه بقدر ﴾ [القمر: 49]، الطفل بحاجة إلى أخذ كل شيء بقدر، القدر الذي يكفيه من الحب والحنان، والقدر الذي يكفيه من الحزم، ليحسن الانضباط بالنظم الأسرية القائمة على القواعد والأخلاق الإيمانية.
2. البدائل: لا يمكن أن نصرف صغارنا عن نمط معيشة استهلاكي، إلا إذا أعددنا البديل الذي يحمل لعالمهم السعادة والتشويق، فالطفل ينزع بطبعه إلى المرح والاكتشاف، وهو بحاجة لشيء يشبع فضوله للمعرفة ويحقق له التسلية بآن معًا، ومن هنا يمكن للآباء إشباع احتياجات صغارهم بإعداد بدائل تحقق متعة المشاركة، والتواصل، والتسلية، والفائدة، مثل:
أ. ابتكار وصنع الألعاب، من أدوات وأشياء بسيطة يمكن أن توجد في أي منزل.
ب. المشاركة في قراءة القصص والاطلاع على الكتب، أو مشاهدة برامج عبر التلفاز أو الكمبيوتر، من شأنها أن تطور فيهم ملكة الربط والاستنتاج العقلي، وملكة الذوق؛ تذوق معنى الجمال في الأخلاق، وفي الفن والأدب عبر استحسان كل ما هو جميل وراقٍ.
ج. التواصل عبر المشاركة في ممارسة رياضة أو هواية ما، أو القيام برحلات ونزهات في أحضان الطبيعة تحقق لجميع أفراد الأسرة الحبور، أو القيام برحلات إلى المناطق الأثرية والأحياء العريقة، تؤصل في صغارنا الارتباط بالجذور والاعتزاز بالهوية، والانتماء وحب الوطن.
3. غرس مفهوم العمل والإحساس بالمسؤولية: علينا كآباء أن نعلم صغارنا معنى أداء الواجب والالتزام بالعمل، بدءًا من ترتيب الطفل أغراضه وسريره، إلى مساعدة الأم في الشؤون المنزلية البسيطة.
إن قيامنا عن صغارنا بأداء ما يمكنهم فعله، قد جعل منهم كبارًا شبابًا متواكلًا وأنانيًا، يُحسن الأخذ دون العطاء.
العارض الثامن: قشعريرة ... جماعية.
إن مجتمعنا منذ أن أصيب بمرض الاستهلاك، بات يدور في حلقة مفرغة، أصبحنا أفرادًا نفضل الأشياء على الأشخاص؛ الأمر الذي أدى إلى عزلتنا عن الحياة الاجتماعية، ودفعنا إلى مزيدٍ من الاستهلاك، ومزيدٍ من التفكك والانعزال.
لقد أفاد علماء الصحة أن الأشخاص الذين يتمتعون بروابط الصداقة والألفة مع الجيرة، هم أقل احتياجًا من غيرهم للرعاية الصحية.
ما أسرع ما انتقل الوباء من الفرد إلى الجيرة والحي، ليشمل المجتمع العربي بطبقاته وأطيافه كافة، فتخدرت المشاعر، وتبلد الحس العام بعد أن أصاب فيروس ثقافة الاستهلاك العصب الحسي، فلم نعد نحرص كعهدنا سابقًا على بر الآباء والأبناء، وعلى صلة الأرحام والجيران، بل لم نعد نشعر بمصاب أبنائنا في فلسطين والعراق الذين تنزف جراحهم دمًا.
إن مشكلة الاستهلاك ليست في كثرة طعام وشراب ومقتنيات فحسب، بل هي مشكلة ثقافة أنماط جديدة من التفكير المرضي، مغايرة تمامًا لعقيدة المسلم المحددة لنمط حياته، تغلغلت في عمق القاعدة العريضة من المسلمين فأفسدتهم.
ليس الخوف من تبدل شكل مدننا: أسواقنا، أحيائنا، وبيوتنا، بل الخوف الحقيقي هو تبدل المعايير الأخلاقية والقيم الإيمانية التي بها تشكلت روابطنا وتوطدت علاقاتنا الأسرية والاجتماعية.
العارض التاسع: ندبات اجتماعية.
نعني بندبات اجتماعية أن الاحتفال اللا محدود بالثراء وبالأشياء التي يشتريها المال، قد خلق علامات على الوجه تنبي بـ: أنا ثري، أما أنت .. فلا، ومواقف وأوضاع صنفت الناس إلى صنفين: إما رابحون أو خاسرون، إما أمراء أو عالة.
وما أن أخذ وباء الاستهلاك المفرط في الانتشار بالعالم أجمع، حتى ازدادت الفجوة بين الغني والفقير عمقًا واتساعًا.
إن خمس سكان العالم أي ما يقارب مليار إنسان يعيشون في فقر مدقع، ويموتون ببطء من الجوع والمرض، بالإضافة إلى ملايين آخرين يتطلعون بيأس للحصول على مزيد من الأشياء.
الإسلام هو الذي أسس الاقتصاد القائم على عدالة التوزيع في الأرباح بموجب قانون إلهي (الزكاة)، وفيما سواها من حق في المال كالصدقات، ليضمن تفتيت الثروات وسيولة المال في قنوات المجتمع، منعًا لأن يكون حكرًا لدى فئة قليلة من الناس، كما بين الله -عز وجل-: ﴿ كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنْكُمْ ﴾ [الحشر: 7].
الاقتصاد الذي حدد الإسلام فيه آلية صرف أموال الزكاة وفق نظام الدوائر: دائرة الأسرة الصغيرة، ثم الأرحام، فالجوار والحي، ثم المجتمع المحلي، فالمجتمعات العربية والإسلامية، انتهاء بدائرة المجتمع العالمي.
إن الاقتصاد الذي جعل الله -عز وجل- فيه حق معلوم، من المال الذي يؤديه الغني طواعية بلا منة ولا فضل إلى الفقير، يسفر عن مجتمع متكافل متلاحم بأفراده وبطبقاته كافة كالبنيان المرصوص، لا مكان فيه لفجوات أو ندبات تنزف اليوم دمًا في ظل العولمة لاقتصاد قائم على فرط الاستهلاك.
إن الإستراتيجية الاقتصادية في الإسلام التي رسم إطارها الإله، لا تستهدف زيادة ترف الإنسان المادية، بل تعمل على زيادة رقيه الإنساني، وإشباع نزعته الفطرية إلى حياة كريمة يعيش في ظلها معاني:
1. العدل والإنصاف: في عدالة التوزيع في الأرباح.
2. السلام: في سلامة المجتمع وسلامة صدور أفراده من حقد، وغل وحسد وبطر، وكبر وشح وأنانية.
3. التوازن في معيشة قائمة على التوسط والاعتدال.
المرجع:
• حمى الاستهلاك - رؤية نقدية في حوار مع الآخر، لسحر العظم.

محمد رافع 52
05-01-2013, 12:56 AM
ثقافة الاعتدال في الاستهلاك (4)

جمع وتلخيص: عفاف بنت يحيى آل حريدبسم الله الرحمن الرحيم


حياتنا والاستهلاك (4)



العارض العاشر: الثراء والسعادة.
نحرص على حرياتنا الشخصية ونحن في أمس الحاجة إلى التواصل، إننا في عصر الفيض والوفرة، نفتقر بشدة إلى الغذاء الروحي.
نحن نفتش عن السعادة والرضا من خارجنا، بينما لا تنبع إلا من داخلنا.
إن الإحساس بالسعادة ينبع من خلال إنجاز أهداف جوهرية، مثل: توطيد الروابط الإنسانية القائمة على الحب المتبادل.
أما إنجاز الأهداف اللا جوهرية مثل: الثروة النقدية، الشهرة، والمظاهر، فإنها مجرد أهداف بديلة خارجية يحاول الناس من خلالها تعويض الخواء والفراغ الداخلي.
ولكن هذا لا يعني أن الأثرياء كافة هم أشخاص تعساء، فالسعادة والتعاسة مرتبطة بكيفية توظيف المال.
كلنا ينشد السعادة في الحياة، أيًّا كانت الأفكار والقناعات التي نحملها، وأي قيمة لثقافة فكر أو فلسفة أو مذهب أو دين، إذا ما كانت تحول دون مشاعر السعادة والرضا؟!
وما أكثر فرص السعادة التي سرقت منا في نمط الحياة الاستهلاكي الذي نعيشه؛ وما أكثر النعم التي كنا فيها فاكهين ولم ندرك قيمتها إلا بعد أن ولّت عنا.
الحياة لا تبنى بلا طموح وعمل، بقدر ما ترمز إلى أن السعادة ليست أن تملك أكثر، بل في أن تتمتع بما لديك أكثر، وألا تفوت في غمرة انشغالك في الحياة فرص سعادة حقيقية.
طريقة العلاج والاستشفاء من مرض الاستهلاك:
لقد أعطانا الله -عز وجل- من النعم ما لا يعد ولا يحصى، ولكنه أمرنا باستثمارها على أكمل وجه.
ما من شيء إلا ويمكنك استثماره: بيتك، ملابسك، جسدك، حواسك، قلمك، وأولها عقلك؛ لأن التفكر بآيات الله وآلائه أعظم عبادة.
نحن لا نستعمل أكثر من 1% من الطاقات والإمكانات التي أودعها فينا.
فلنبدأ إذن بتوسيع دائرة الطاقة وحدود استعمالنا لها، لتكون حياتنا وأفعالنا وبيوتنا مثالًا يحتذي للآخرين؛ فيتبعونا بدلًا من أن نكون تبعًا لتفاهمات الآخرين، نحن الأجدر بأن نُتبع لا أن نكون تبعًا، ولن يتحقق ذلك إلا إذا تطابق عملنا مع ما ندعو إليه.
لا يكفي أن نقول الربا حرام، بل علينا أن نؤسس لعمل استثماري نظيف يحل محل الخبيث، ولا يكفي أن ننتقد الإعلام المزيف، بل علينا أن نخترق عالم الإعلام، علينا أن نتواجد في كل مكان، وأن نتصدر كل جانب من جوانب الحياة.
نحن نظن أننا نعيش عصر المعلومات، وأن هنالك ثورة معلوماتية، ولكن المعلومة الحقيقية والتي كانت بمتناول البشر وغابت عن حيز تفكيرنا، هي معرفة (من نحن) ... وكيف نعيش الحياة؟
إن تبديل الأفكار داخل عقولنا هو أعظم عمل يمكن للإنسان أن يقوم به، فالاقتصاد ذو الكفاءة والفاعلية العالية هو ذاك الذي يكفل للإنسان ادخار المال بدلًا من أنفاقه على أشياء تضطره لدفع مزيد من المال على صحته.
والتحول من الكم إلى النوع - المنتج الوافي - تجعل أصحاب الدخل المحدود أكثر المستفيدين.
لقد قام مجموعة من العلماء بوضع مقترحات مفيدة، لمساعدة الناس على فهم احتياجاتهم وأولوياتهم الضرورية، وانتقاء الأنسب من الأشياء والمنتجات التي تسوق.
وهم لا يهدفون بهذا الضغط على المستهلك، بل لجم اندفاعه ليبدأ بالتوقف والتفكير قبل الإقدام على تسوق واستهلاك ما اعتاده، فإثارة الوعي بأمور قليلة يمكن أن تحدث فروق كبيرة، سواء في نمط الحياة (المعاش)، أم من حيث التأثيرات السلبية على البيئة.
مثال ذلك: عندما نقلص من حجم استهلاكنا للحوم، ونستعيض عنها بالخضروات والفواكه؛ فإننا نخفف وبشكل جذري الصدمة على الأرض.
فاستهلاك اللحوم يتطلب مساحات شاسعة من الأراضي الرعوية تقدر بـ 20ضعفًا، زيادة عن المساحة التي نحتاجها لزراعة الحبوب والبقول؛ وتتطلب تربية الماشية وزراعة العلف كميات هائلة من المياه النقية، تخرج ملوثة بسبب الأسمدة الكيميائية التي تحتاجها الأعلاف، ونسبة تلوث المياه بسبب النفايات الحيوانية تزيد 17ضعفًا عمّا تسفر عنه زراعة الحبوب، ناهيك عمّا تسببه المخلفات الحيوانية من تلوث في الهواء.
إن الوعي بمعلومة كهذه لا بد سيخفف من حجم استهلاكنا للحوم، ويثير اهتمامنا بأطباق الخضار والفواكه الشهية، وسيجنبنا خطر الإصابة بالأمراض الهضمية والقلبية.
فالمستحيل اليوم ليس مستحيلًا غدًا، وكلما بذل الإنسان ما في وسعه، وسّع الله عليه دائرة وسعه.
ومن وسائل العلاج البساطة:
إن مفهوم البساطة أشمل من أن يكون مجرد تراجع عن كم الاستهلاك، بل تراجع عن الأفكار العقيمة، ومشاعر الضغط والضياع، برمي كل ما هو صناعي ومصنَّع، مقابل الحصول على كل ما هو حقيقي وأصيل.
إن البساطة ليست فقط في أسلوب تناول الأشياء، بل وفي بساطة ونقاوة الهدف، وصفاء الذهن الذي يقودنا إلى حياة أكثر رضا وترابطًا، بدلًا من البقاء في حيرة وتخبط.
وعندما نصحو من غفوتنا سوف يكون لدينا الوعي كيف نلبي احتياجاتنا دون الحاجة لأكياس مليئة بالأشياء الباهظة الثمن.
حقيقة قالها سيدنا عمر بن الخطاب: «نحن قوم أعزنا الله بالإسلام، وإن ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله».
فالذل اليوم نتيجة اختلال الثقة بعظمة الموروث الفكري الديني الذي جاءت بها منظومة التوحيد في الإسلام.
الذل نتيجة التقليد الأعمى لتفاهمات كنا في غنى عنها، لو حصرنا تطلعنا إلى الآخر في علومه ومعارفه الإنسانية.
الذل في الوهن الذي أصابنا نتيجة الإدمان على حب الدنيا؛ فكرهنا الموت.
مؤشرات الأمل:
مؤشرات الأمل في وعي آباء وأمهات بدؤوا يلحظون خطر ثقافة تسرق أبناءهم؛ فعمدوا إلى جلسات نقاش يحاولون من خلالها إيجاد سبل وقايتهم.
مؤشرات الأمل في حرقة جيل من الكتّاب الشباب وأصحاب دور نشر تعمل على نهضة جديدة.
قاعدة الوسطية والاعتدال التي جاء بها الإسلام هي التي تعيد إلينا التوازن الفكري والنفسي والصحي والبيئي والمعيشي، قال تعالى: ﴿ وكذلك جعلناكم أمة وسطًا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدًا ﴾ [البقرة: 143].
المرجع:
• "حمى الاستهلاك - رؤية نقدية في حوار مع الآخر" لسحر العظم، بتصرف.

محمد رافع 52
10-01-2013, 11:44 PM
البيت المسلم

البيت المسلم
ليس بغريب أن يهتم الإسلام بالبيت المسلم، فهو نواة المجتمع الإسلامي، والبيت هو عش الأسرة الذي تعيش فيه جزءًا كبيرًا من حياتها؛ لذا وجب عليـهم أن يضعوا دستـورًا لهـذا البيت، على أسـاس من تـقوى اللـه ومراعــاة العشير.
كما أن الأسرة مطالبة بتهيئة البيت لحياة سعيدة، ملؤها النظام والنظافة، فتجعل منه مسجدًا للعبادة، ومعهدًا للعلم، وملتقى للفرح والمرح؛ لذا جاء هذا الكتاب ليرسم للأسرة المسلمة الطريق إلى كل ذلك، وليجيب عن أسئلة كثيرة ذات شأن في بناء البيت المسلم.
إن هذا البرنامج جمع أشتاتًا متفرقة، وطرح قضايا مثيرة، جديرة بأن تهتم بها الأسرة المسلمة، التي تبتغى رضا الله، والنجاح في حياتها، والسعادة لمن
حولها، ومن أهم تلك القضايا التعريف بالبيت المسلم، ودستوره في الحياة، ومواصفات هذا البيت، ومكانة العبادة والعلم فيه، وأهمية التنظيم والنظافة والجمال في إظهار البيت المسلم في أبهى صورة، وإبراز الوسائل التي تجعل البيت المسلم آمنًا وصحيًّا، ثم الحديث عن اقتصاديات البيت المسلم وأثرها في المعيشة، بالإضافة إلى كثير من المعلومات التي تهم البيت المسلم والأسرة المسلمة.

محمد رافع 52
10-01-2013, 11:54 PM
دستور البيت المسلم
يقوم البيت المسلم على مجموعة من الأسس والقواعد التي تحكمه، وتنظم سير الحياة فيه، كما أنها تميزه عن غيره من البيوت، وتُستمد هذه القواعد من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة وسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم، وحياة الصحابة و التابعين.
أهم قواعد هذا الدستور هي:
-الإيمان الصادق بالله -سبحانه- وما يتطلبه ذلك من الإخلاص له، ودوام الخشية منه، وتقواه، والعمل بأوامره، واجتناب نواهيه، والإكثار من ذكره.
-الإيمان بملائكة الله، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والقضاء والقدر، قال تعالى: {آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسوله لا نفرق بين أحد من رسله} [البقرة: 285].
-الإيمان برسول الله صلى الله عليه وسلم والالتزام بسنته، والعمل بما أمر به، والبعد عما نهى عنه، قال تعالى: {وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا} [الحشر: 7].
-أداء الصلوات والمحافظة على مواقيتها، قال تعالى: {إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابًا موقوتًا}_[النساء: 103].
-أداء حق الله في المال من زكاة وصدقة ، قال تعالى: {والذين في أموالهم حق معلوم . للسائل والمحروم} [المعارج: 24-25].
-صيام شهر رمضان، قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون}_[البقرة: 183].
-الذهاب لأداء فريضة الحج عند القدرة عليه، قال تعالى: {ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا}_[آل عمران: 97].
-العلاقة الزوجية تقوم على السكن والمودة والرحمة، قال تعالى: {ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجًا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون} [الروم: 21]. وعلى الزوجين أن يضعا دستورًا لحياتهما وأسسًا للتفاهم المشترك بينهما لتدوم المودة والرحمة، وتتحقق السعادة لهما.
-للرجل حق القوامة في البيت، قال تعالى: {الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم} [النساء: 34].
-الرعاية حق مشترك بين الرجل والمرأة في البيت، قال صلى الله عليه وسلم: (الرجل راعٍ في أهله وهو مسئول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها، وهي مسئولة عن رعيتها) [متفق عليه].
-التزام المرأة بالوفاء بحقوق زوجها عليها، وحسن طاعته، قال صلى الله عليه وسلم: (إيما امرأة ماتت وزوجها عنها راضٍ دخلت الجنة) [الترمذي].
-التزام الرجل بالوفاء بحقوق زوجته؛ بحسن معاشرتها وإعفافها والإنفاق
عليها، قال صلى الله عليه وسلم: (إذا أنفق المسلم نفقة على أهله وهو
يحتسبها؛ كانت له صدقة)_[متفق عليه].
-التزام الوالدين برعاية أولادهما، وحسن تربيتهم، وتعليمهم أمور دينهم، قال صلى الله عليه وسلم: (مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين، واضربوهم عليها وهم أبناء عشر سنين . وفرقوا بينهم في المضاجع) [أبوداود].
-التزام الأبناء ببر الوالدين وطاعتهما فيما يرضي الله، قال تعالى: {وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانًا}_[الإسراء: 23].
-صلة الأرحام وبر الأقارب والأصحاب، قال تعالى: {واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام} [النساء: 1]. وقال صلى الله عليه وسلم: (من سره أن يُبسط له في رزقه، وأن يُنسأ له في أثره، فليصل رحمه) [البخاري]. وقال صلى الله عليه وسلم: (من أبَر البر أن يصل الرجل وُدَّ أبيه)_[مسلم والترمذي].
-الالتزام بحق الجار، قال صلى الله عليه وسلم: (مازال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننتُ أنه سيورِّثه) [متفق عليه].
-معرفة الفضل لأهله واحترام الكبير، قال صلى الله عليه وسلم: (ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويعرف شرف كبيرنا)_[أبو داود والترمذي]، وقال صلى الله عليه وسلم: (أنزلوا الناس منازلهم) [أبوداود].
-التحلي بالصبر أمام الشدائد والمصائب وفي كل الأمور، قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة إن الله مع الصابرين} [البقرة: 153].
-الصدق في المعاملة والحديث، قال صلى الله عليه وسلم: (إن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة) [متفق عليه].
-التوكل على الله والاعتماد عليه، قال تعالى:{ومن يتوكل على الله فهو حسبه} _[لطلاق: 3].
-الاستقامة على طريق الله، قال تعالى: {فاستقم كما أمرت} [هود: 112].
-المسارعة إلى الخيرات والعمل الصالح، قال تعالى: {فاستبقوا الخيرات}
[المائدة: 48].
-تجنُّب البدع ومحدثات الأمور، قال صلى الله عليه وسلم: (من أَحْدَث في أمرنا هذا ما ليس فيه؛ فهو رَدّ) [متفق عليه].
-التعاون على البر والتقوى، وفي كل أمور الحياة، قال تعالى: {وتعاونوا على البر والتقوى} [المائدة: 2].
-بذل النصيحة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، قال صلى الله عليه وسلم: (الدين النصيحة) [مسلم].
-الابتعاد عن الظلم، قال صلى الله عليه وسلم: (اتقوا الظلم، فإن الظلم ظلمات يوم القيامة) [مسلم].
-ستر العورات والمحافظة على حرمة الغير، قال صلى الله عليه وسلم: (لا يستر عبدٌ عبدًا في الدنيا، إلا ستره الله يوم القيامة) [مسلم].
-قضاء حوائج المسلمين، قال صلى الله عليه وسلم: (من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كُرْبة؛ فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة) [مسلم].
-الزهد في الدنيا والتخفُّف من أعبائها، قال تعالى: {وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور} [الحديد: 20].
-الاعتدال والاقتصاد في المعيشة والإنفاق، قال تعالى: {والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قوامًا} [الفرقان: 67].
-الكرم والجود، قال تعالى: {وما تنفقوا من خير فإن الله به عليم}
[البقرة: 273].
-الإيثار واجتناب البخل والشُّح، قال تعالى: {ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون} [الحشر: 9].
-الوَرَع وترْك الشبهات، قال صلى الله عليه وسلم:( إن الحلالَ بَيِّن وإن الحرام بَيِّن، وبينهما مُشْتَبِهات لا يعلمهن كثير من الناس، فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه، ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام) [متفق عليه].
-التواضع وخفض الجناح، قال صلى الله عليه وسلم: ( إن الله أوحى إليَّ أن تواضعوا؛ حتى لا يفخر أحدٌ على أحدٍ؛ ولا يبغي أحدٌ على أحدٍ [مسلم].
-الحِلم والرأفة والرفق، قال تعالى: {والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين} [آل عمران: 134]. وقال صلى الله عليه وسلم: إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه، ولا ينزع من شيء إلا شانه) [مسلم].
-التخلق بالحياء، قال صلى الله عليه وسلم: (الحياء لا يأتي إلا بخير)
[متفق عليه].
-الوفاء بالعهد، قال تعالى: {وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسئولا}
[الإسراء: 34].
-البشاشة والمرح، قال صلى الله عليه وسلم: تبسمك في وجه أخيك لك صدقة) [الترمذي].
-الوقار والسكينة، قال تعالى: {وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونًا} [الفرقان: 63].
-حسن الخلق، قال صلى الله عليه وسلم: (أكمل المؤمنين إيمانًا أحسنهم خلقًا، وخياركم خياركم لنسائهم) [الترمذي].
-إلقاء السلام، قال تعالى: {فإذا دخلتم بيوتًا فسلموا على أنفسكم تحية من عند الله مباركة طيبة} [النور: 61].
-الاستئذان، قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتًا غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها ذلكم خير لكم لعلكم تذكرون} [النور: 27].
-الإحسان إلى الخدم، قال صلى الله عليه وسلم: (فمن كان أخوه تحت يده فَلْيُطعمه مما يأكل، ولْيُلبسه مما يلبس، ولا تكلفوهم ما يغلبهم، فإن كلفتموهم فأعينوهم ) [متفق عليه].
-حب العلم والتعلم، قال صلى الله عليه وسلم: (من سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا؛ سهل الله له طريقًا إلى الجنة) [مسلم].
-الابتعاد عن التجسس والغِيبة والنميمة، قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرًا من الظن إن بعض الظن إثم ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضًا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتًا فكرهتموه واتقوا الله إن الله تواب رحيم} [الحجرات: 12].
-الابتعاد عن الحسد، قال صلى الله عليه وسلم: (إياكم والحسد ؛ فإن الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب) [أبو داود].
-عدم إساءة الظن، قال صلى الله عليه وسلم: (إياكم والظن؛ فإن الظن أكذب الحديث) [متفق عليه].
-الاهتمام بجمال البيت، قال صلى الله عليه وسلم: (إن الله -تعالى- جميل يحب الجمال) [مسلم].
-مراعاة النظام في كل أمور المنزل.

محمد رافع 52
11-01-2013, 12:00 AM
مواصفات البيت المسلم
البيت هو موطن سكن الأسرة واستقرارها، ومكان راحة أفرادها، والملجأ من تعب الحياة وكدها، ولذلك يفضل اختياره -إن تيسر- وفق مواصفات خاصة، لتحقيق السكينة والهدوء والراحة والاستقرار.
واختيار البيت بمواصفات خاصة يعد مشكلة اجتماعية كبيرة في كثير من مجتمعاتنا الإسلامية، وتؤثر في هذه المشكلة عوامل متعددة، منها عوامل اقتصادية، مثل ضيق دخل الزوج أو سعته، ومنها عوامل اجتماعية، وغير ذلك من العوامل النفسية والذوقية والعامة.
ولذلك فإن للبيت المسلم مواصفات يفضَّل مراعاتها كلما أمكن ذلك؛ حتى يكون بيتًا مثاليًّا مريحًا لمن يعيشون فيه، من غير مغالاة ولا سرف، وفي ضوء الممكن والمتاح، مع الرضا برزق الله وما قسمه.
ومن هذه المواصفات :
البيئة الاجتماعية الصالحة: وهي أول ما تضعه الأسرة أمام عينيها وهي تختار بيتها، فإن للبيئة أثرًا كبيرًا ودورًا خطيرًا في سلوكيات أصحابها، وقد قيل في الأمثال: اختر الرفيق قبل الطريق، والجار قبل الدار. لذا يجب ألا يكون البيت في منطقة مشهورة بآفات معينة؛ كتجارة المخدرات وأماكن الفسق والخلاعة؛ حتى لا يتأثر بذلك الأبناء.
وقد قيل: إن قيمة البيت تزداد بانتقاء جيرانه. وقد حكى أن رجلاً كان يسكن بجوار الإمام أبى حنيفة، وأراد أن يبيع بيته، فجاءه رجل ليشتريه منه، فقال صاحب البيت: أبيعك البيت بثمن، وأبيعك جوار أبى حنيفة بثمن آخر.
وإذا كان الجيران مسلمين يعرفون للجيران حقوقهم، ويحبون لهم ما يحبون لأنفسهم، فلن يؤذوا أحدًا، ولن يُلْقُوا بأقذارهم أمام البيت، ولن يحدثوا صخبًا، ولن يفعلوا ما يجرح المشاعر، وإنما يتسامَوْنَ عن الصغائر ويَتعالَوْن عن الدنايا؛ ليكونوا على مستوى إسلامهم وقدر إيمانهم.
والبيت المسلم يراعي جيرانه -أيضًا- ويحفظ لهم حقوقهم، ويتحسس أحوالهم وحاجاتهم، ويعينهم ويرشدهم ويحفظ أعراضهم، وذلك لعظم حق الجار، قال صلى الله عليه وسلم: (مازال جبريل يوصيني بالجار؛ حتى ظننت أنه سيورّثُه).
[متفق عليه].
والبيت المسلم يلتزم بحقوق جيرانه كاملة، كما وضحها رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، حيث روى أنه قال: (أتدرون ما حق الجار؟ إن استعان بك أعنته، وإن استنصرك نصرته، وإن استقرضك أقرضته، وإن افتقر عدت عليه، وإن مرض عدته، وإن مات تبعت جنازته، وإن أصابه خير هنأته، وإن أصابته مصيبة عزيته، ولا تَسْتَعْلِ عليه بالبناء فتحجب عنه الريح إلا بإذنه، وإن اشتريت فاكهة فأهدِ له، فإن لم تفعل فأدخلها سرًّا، ولا يخرج بها ولدك ليغيظ بها ولده، ولا تؤذه بقتار قِدْرِك (رائحة طعامك) إلا أن تغرف له منه، ثم قال: أتدرون ما حق الجار؟ والذي نفسي بيده، لا يبلغ حقَّ الجار إلا من رحمه الله) [البزار].
الموقع: وهو من أهم الأمور التي تجعل البيت مثاليًّا، ويحسن أن يتوافر في موقع البيت عدة أمور، منها :
توافر الخدمات ومتطلبات المعيشة -ما أمكن ذلك- كالكهرباء، والصرف الصحي، والمياه الصحية، ويحسن أن يكون قريبًا من عمل الزوج ومدارس الأبناء وأسواق الخدمات المختلفة، ففي ذلك تيسير لحركة الحياة واختصار للجهد والوقت، أن يكون البيت في منطقة هادئة -إذا تيسر ذلك- بعيدًا عن الشوارع الرئيسية والميادين العامة، فكلما تحقق ذلك؛ تمتع أهل البيت بسكن هادئ وراحة نفسية.
الناحية الصحية: وذلك يتحقق بوجود الإضاءة الكافية والهواء النقي في موقع البيت، وأن يكون بعيدًا عن المستنقعات والبرك وأماكن تجمُّع المهملات، وهناك بعض الحالات الخاصة التي تُراعَى عند اختيار السكن، فإذا كان في الأسرة مريض بالقلب أو بشلل الأطفال مثلا يجب أن يكون السكن في طابق غير مرتفع، خاصة إذا لم يوجد مصعد كهربى، كذلك يستحب ألا يكون المسكن في الأماكن الصناعية الملوثة بالأتربة والدخان.
المساحة: مهما كانت مساحة البيت المسلم صغيرة، فإن المرأة يمكنها أن تستثمر هذه المساحة لتحقيق الراحة والسكينة لأفراد البيت. فالبيت الواسع الفسيح غير المنظم بيت لا راحة فيه، والبيت الضيق الصغير مع حسن الترتيب وجودة استعمال مرافقه بيت ملؤه الراحة والسعادة، ولا شك أن كل إنسان يتمنى أن يعيش في سكن فسيح رحب، فالمسكن الواسع من الأمور التي تسعد الأسرة وتريحها نفسيًّا وصحيًّا، وقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يدعو، فيقول: (اللهم وسِّع لي في دارى) [أحمد].
واتساع المكان يمنح الفرصة الكافية لتنظيمه، وترتيب أثاثه بشكل أفضل ومتجدد دائمًا؛ حيث يمكن التغيير بين قِطَع الأثاث داخل الحجرة الواحدة والتبديل بين الحجرات، ولا شك أن التغيير في البيت يعطي إحساسًا بالتجديد، ويساعد على التخلص من الرتابة والملل اللذين قد ينتابان الإنسان من وقت لآخر.
كما أن اتساع المكان -إن تيسر- يعطي الفرصة لتخصيص حجرة لاستقبال الضيوف؛ مما يساعد على توفير الراحة لهم، وحسن استقبالهم، ويكفل الراحة لأهل البيت وعدم التضييق عليهم، ويعطي الفرصة لتخصيص حجرة للأطفال فتحقق الراحة لهم، وتكون مكانًا لمذاكرتهم ولعبهم.
والمساحة المتسعة تساعد على أن تُلحَق بالبيت حديقة تحيط بجوانبه، تكون مكانًا لِلَعِبِ الأطفال ومرحهم، وتعطيهم الفرصة للاهتمام بالزرع والعناية به
وتنسيقه، وكذلك فإن وجود البيت في شارع واسع ونظيف يعطي فرصة أفضل للتهوية والإضاءة الجيدة، وتكون المسافة بينه وبين البيوت المجاورة مناسبة؛ فلا تنكشف عورات البيت.
وقد لا تسمح الظروف بتوافر السعة في البيت، وهذا لا يعد عذرًا في ألا يكون البيت جميلا مريحًا، فالتنسيق الجيد يجعلنا نتغلب على مشكلة ضيق البيت، وقد يكون البيت واسعًا لكنه إذا كان مضطربًا وغير منظف أو غير منظم بدا ضيقًا مزعجًا.
وهناك عدة وسائل تساعد على الإحساس بالاتساع والتغلب على عيوب ضيق المكان، ومنها:
-ارتفاع جدران البيت .
-طلاء السقف بلون فاتح إذا كان منخفضًا، وطلاء الحوائط بألوان فاتحة.
-تزيين الجدران بصور طبيعية للبحار أو الأشجار، واستخدام المرايا في بعض الطرقات أو الأماكن؛ لتعطي إحساسًا بالاتساع .
-استخدام ورق حائط خطوطُه أفقية إذا كانت الحجرة ضيقة، وورقٍ خطوطُه رأسية إذا كان السقف منخفضًا .
-تقليل عدد الحواجز الثابتة، مثل الحوائط، واستبدالها بحواجز متحركة، مثل الستائر أو الحواجز الخشبية) البرفانات) التي يمكن تحريكها عند الحاجة أو استقبال عدد كبير من الضيوف، أو ما شابه ذلك.
-استعمال بعض قطع الأثاث لأكثر من غرض .
-استخدام أثاثات ذات أحجام مناسبة لمساحة البيت، وعدم الإكثار من الأثاثات في البيت الضيق .
التهوية: التهوية الجيدة في البيت من الأمور المهمة التي تجعل منه بيتًا
صحيًّا، ويمكن أن تتحقق التهوية الجيدة عن طريق وجود عدد مناسب من النوافذ تسمح بدخول الهواء وتجدده يوميًّا؛ مما يساعد في القضاء على الميكروبات والحشرات والروائح الكريهة.
لذلك يجب فتح النوافذ مع مراعاة التوقيت المناسب، فإذا كان البيت يقع في منطقة صناعية فلا تفتح النوافذ وقت عمل المصانع، لتجنُّب العوادم التي تُسبِّب الأضرار الصحية.
والمطبخ أكثر أركان البيت احتياجًا إلى التهوية الدائمة؛ حيث إن وجود المواقد يعمل على تصاعد الأبخرة الساخنة ورائحة الطعام، وقد تؤثر الأبخرة على نظافة الجدران وتغيُّر رائحة البيت، ويمكن التغلب على ذلك باستخدام أجهزة طرد الهواء الكهربائية (الشفاطات) كما يجب الاهتمام بتهوية الحمَّام؛ للتخلص من الروائح غير الطيبة، ومن الميكروبات.
التشميس: هناك حكمة تقول: البيت الذي تدخله الشمس لا يدخله الطبيب؛ لأن أشعة الشمس تعمل على تطهير البيت، ومده بالدفء اللازم في الشتاء؛ لذا يجب مراعاة الأوقات التي يتعرض فيها البيت إلى أشعة الشمس حتى يمكن الاستفادة منها؛ فإذا كان البيت في بيئة صحراوية حارة فيجب عدم السماح للشمس بدخوله بصورة مستمرة، خاصة إذا كانت الشمس عمودية عليه؛ حتى لا تجعله حارًّا. أما إذا كان البيت في بيئة ساحلية باردة فيراعى أن يكون توافر الشمس فيه لأكبر وقت ممكن؛ حتى تمنحه الدفء وتقلل من برودته.

محمد رافع 52
11-01-2013, 12:03 AM
مهارات الأسرة المسلمة
الأسرة المسلمة مطالبة بتعلم المهارات المنزلية المختلفة، التي تنفعها، ويجنى ثمارها أفراد بيتها أجمعون، ولا شك أن المهارات المنزلية توفر كثيرًا من الوقت والجهد والمال .
وتكتسب المهارات والصناعات المنزلية بالتمرين والممارسة، مع وجود الرغبة الحقيقية والدافع الصادق لاكتساب تلك المهارات على أساس متين من العلم
والمعرفة .
ومن الأمور التي ينبغي اتباعها حتى تكتسب المهارات المنزلية ما يلي:
-اتباع أفضل الطرق - و إن كانت صعبة- منذ البداية .
-التركيز في العمل المراد اكتساب المهارة فيه .
-التمرين على اكتساب المهارة من خلال ممارسة العمل والتمرين عليه وقتًا كافيًا.
-الوصول إلى مرحلة الإتقان والتفوق لا يكون إلا بالإصرار والعزيمة والفطنة .
ومن المهارات المهمة التي تفيد البيت المسلم:
الطهي: ففنون صناعة الطعام من أهم المهارات التي يجب أن تهتم بها المرأة المسلمة، وتستطيع أن تبلغ في ذلك درجة عظيمة، وتستطيع المرأة بذلك أن تكسر الملل من تكرار بعض الأطعمة، كما أنها توفر جزءًا كبيرًا من الميزانية .
قواعد الطهي الحديث:
ينقسم الطهي إلى ثمانية أقسام، هي:
1-السلق. 2- الطهي في الفرن (الروستو).
3-الطهي على البخار. 4- التشريح.
5-التحمير. 6- الشي.
7-التخديع والتسبيك. 8- الطهي بضغط البخار.
نظام المطبخ:
يراعى في المطبـخ الحديث أن تُغطى جدرانه بالسيراميك، أو تدهن بالزيت، حتى يسهل غسلها، ويفضل أن يكون المطبخ مرتبًا، ذا إضاءة جيدة؛ حتى يسهل على المرأة القيام بأي عمل دون تعب.
ويجب أن يوضع في المطبخ دولاب بضلف من الزجاج لتنظيم الأدوات الصغيرة، وآخر لحفظ الأدوات المعدنية، ومائدة مغطاة بالزنك، ويستحسن أن توضع فوقها قطعة من الرخام المصقول، ثم تركب قواعد متحركة (عجلات) تحت قطع الأثاث الثقيلة حتى يسهل تحريكها عند النظافة، وإعادتها مكانها.
صناعة الحلويات: فهي من الأمور التي تستطيع أن تبرع فيها المسلمة؛ حيث يمكنها صناعة أنواع كثيرة من الحلويات، وذلك مثل الجاتوهات والتورتات والكيك وغيرها.
التخليل: وهو من المهارات التي توفر جزءًا كبيرًا من الميزانية، ويمكنها تخليل أنواع متعددة مثل: اللفت والخيار والجزر والبصل والزيتون والليمون والفلفل.
التخزين: وهو من المهارات التي لها أهمية كبيرة، والمواد التي يمكن تخزينها هي: الحبوب والبقول، والبصل، والثوم، والبطاطس، وغيرها مما تحتاج إليه المرأة المسلمة في بيتها .
تجميد الخضر: يمكن أن تقوم المسلمة بتجميد الخضر المختلفة كالبامية والملوخية والفاصوليا وغيرها، في أوقات رخص ثمنها في مواسمها، وتوضع في الجزء العلوي من الثلاجة في أكياس حسب الكميات في كل وجبة، وتخرجها عند الحاجة إليها في أوقات غلاء ثمنها أو في غير مواسمها.
أعمال الصيانة: كصيانة الأجهزة الكهربائية وإصلاحها، وصيانة صنابيـر المياه ومصارف الأحواض وغيرها.
تعلم الصناعات البسيطة: مثل: صناعة العصائر و المربات، أو صناعة الصابون..

محمد رافع 52
11-01-2013, 12:10 AM
بيتنا نظيف
النظافة من الإيمان، وديننا الإسلامي يدعونا إليها دائمًا، قال صلى الله عليه وسلم: (إن الله طيب يحب الطِّيب، نظيف يحب النظافة، كريم يحب الكرم، جَوَاد يحب الجود، فنظفوا أفنيتكم ولا تشبهوا باليهود). [الترمذي]؛ لذا فالأسرة المسلمة تحرص على نظافة بيتها، فالمكان الطاهر النظيف يعطى إحساسًا بالراحة لمن يقيمون فيه ومن يزورونهم، فالعلاقة وثيقة بين نظافة البيت والصحة العامة لساكنيه. والبيت النظيف عنوان أهله.
وتتحقق النظافة بالوقاية والعلاج؛ فالوقاية تكون عن طريق تجنب ما يؤدي إلى قذارة البيت، وذلك بتخصيص سلة للمهملات في كل حجرة من حجرات البيت، وتناول الطعام في المكان المخصص لذلك؛ بحيث لا تتناثر بقايا الأكل فتجلب الحشرات، أمـا العـلاج فيكـون عـن طريق التنظيف الدائـم بشكــل يومــي أو أسبوعي أو شهري، حسب حاجة المكان إلى النظافة.
تنظيف غرف البيت: تُنظف غرف البيت عن طريق كنس الأرضيات ومسحها، وتهوية المفروشات وإعادة ترتيبها. وينظف البيت تنظيفًا دوريًّا كل أسبوع.
تنظيف الحمَّام: الحمام من الأماكن التي تحتاج إلى عناية وتنظيف مستمرين؛ لأن إهماله ينتج عنه أضرار كثيرة من خلال تراكم الجراثيم والروائح الكريهة. ويراعى الاهتمام بتنظيف الأحواض والمرحاض بصفة مستمرة، مع تجنب استعمال ما يخدش سطوحها أثناء التنظيف، وتستخدم المنظفات المناسبة لهذا الأمر وتستخدم المطهرات بصفة دائمة، ويجب الحرص على عدم انسداد
البالوعة وتنظيفها.
وينبغي الصيانة الفورية والدائمة للمحابس وصنابير المياه، وذلك للمحافظة على نظافة المنزل ومنع إهدار الماء من غير فائدة. وإذا كانت الغسالة في الحمام فإنه ينبغي تحريكها؛ حتى ينظف مكانها فلا يتراكم تحتها الماء أو تختبئ
الحشرات، وتخصص قطعة من فرش الحمام أمام الحمام للحفاظ على نظافة البيت وطهارته.
تنظيف المطبخ: يحتاج المطبخ إلى عناية خاصة ونظافة بالغة؛ لأن نظافة الطعام من نظافة المطبخ، فإذا وجدت حشرات في المطبخ بسبب فقدان النظافة كان ذلك مصدرًا للأمراض التي ستصيب أصحاب المنزل، ولذا يجب أن ترش الأرفف والجوانب والزوايا بالمبيدات الحشرية، مع مراعاة أن يكون ذلك ليلا مع إغلاق المطبخ جيدًا وتغطية الأطعمة والأشربة وما شابهها، وتنظيف آثار المبيدات بعد انتهاء المدة المناسبة.
إزالة بقع البلاط: يجب الاهتمام بنظافة الأرضيات بشكل دائم مع مراعاة نوع البقع عند إزالتها. فمثلا:
-تزال بقع الطلاء الحديثة بزيت التربنتينا .
-تزال بقع الطلاء القديمة بوضع زيت طلاء ساخن عليها، وتترك طوال الليل، ثم تزال الطبقة البارزة بعد ذلك بحكها بالسكين .
-تزال بقع الدهون بالماء الساخن والصابون؛ لأن السخونة تعمل على ذوبان الدهون.
-تزال بقع الأسمنت بالخل المغلي.
-تزال بقع الجبس بالخل البارد.
-البلاط المعتم نتيجة لترسب أملاح الكالسيوم الموجودة في الماء يُنظف بدعكه بخرقة مبللة بالخل الأبيض .
تنظيف أدوات المطبخ:
يجب الاهتمام بنظافة أدوات المطبخ لضمان سلامة الطعام، وسلامة أفراد الأسرة جميعًا، وهذه هي أدوات المطبخ وأوانيه، وطرق تنظيفها:
تنظيف السكاكين: لتنظيف السكاكين يغسل نصلها جيدًا عقب استعمالها مباشرة بمادة حمضية كالليمون، ثم تغسل بالماء والصابون وتجفف، ويجفف المِقْبَض على حسب نوعه؛ فالمقبض الخشبي ينظف بقليل من الزيت، والمِقْبَض المعدني ينظف كما تنظف الفِضِّيات، فتغطى بالماء المغلي مع إضافة ملعقة كبيرة من الخل وأخرى من بيكربونات الصوديوم لكل لتر ماء، أما المقبض العاجي فينظف بالإسبيداج والليمون، والسكاكين الاستانلس يكتفي عند تنظيفها بالماء والصابون.
تنظيف الصيني: يغسل بالماء الدافئ والصابون ثم يشطف بالماء الساخن، أما الصيني المنقوش الثمين فيدهن بكريم أثاث سائل، ثم يلمع بخرقة ناعمة، ثم بفرشاة متينة نوعًا ما لتزول آثار السواد بين النقوش، ثم تغسل إذا كانت ضمن أدوات الأكل. وتزال بقع السجائر من الطفاية الصيني وذلك بِبَلِّ مكان البقعة، ثم دعكها بالملح الناعم، وغسلها وشطفها بعد ذلك .
تنظيف النحاسيات: تغسل بالماء والصابون بعد إضافة ملعقة كبيرة من النوشادر، وتشطف جيدًا ثم تجفف، كذلك يمكن تنظيفها بخليط من الكحول الأحمر والماء والنوشادر بمقادير متساوية، وإذا كانت القطعة النحاسية شديدة القذارة تغمس في الملح والخل ثم تنظف بدعكها دائريًّا بقطعة من قشر الليمون أو بمساحيق تنظيف النحاس.
تنظيف الألومنيوم: يُدْعَك جيدًا بسلك الألومنيوم والصابون الجيد؛ لأن الصابون الرديء يُحَوِّل لونه إلى الزرقة التي تميل إلى السواد، فإذا اسود لون الألومنيوم فيمكن إعادة البريق إليه بغَلْيِهِ في ماء مضاف إليه خل بنسبة النصف إلى الثلث حسب درجة السواد، ويتجنب استعمال القلويات كالصودا عند تنظيف الألومنيوم حيث إنها تحدث له ضررًا بالغًا.
وعند وجود أطعمة محروقة في قعر إناء الألومنيوم يصب عليها الخل الصافي ثم تترك عشر دقائق وتُكْشط وتغسل غسلا عاديًا وتجفف .
تنظيف الأكواب والقطع الكريستالية: تنظف بالماء الدافئ والصابون، ثم تشطف بماء بارد مضاف إليه نوشادر أو خل، بنسبة ملعقتين كبيرتين لكل جالون ماء.
تنظيف زجاجات ودوارق المياه: لإزالة بقع الماء من زجاجات الثلاجة، يوضع بها بطاطس مقطعة على شكل مكعبات صغيرة، ثم يصب عليها خل يكفي لتغطيتها، وتُرَجُّ جيدًا وتترك طوال الليل، وفي الصباح يُرَجُّ الدورق ويفرغ ويُغْسَل .
ويمكن تنظيفها بوضع قليل من الرمل الناعم وترج جيدًا ثم تشطف بالماء. وتنظف -أيضًا- بوضع كوب من الخل وملعقة كبيرة من الملح في الزجاجة ثم تُرَجّ وتُشْطَف، أو استعمال صابون سائل من نوع جيد.
تنظيف الأواني الزجاجية: يمكن إزالة البقع التي يصعب إزالتها باليد -لضيق فوهتها- بإحدى الطرق الآتية:
-يوضع في الآنية ملعقة كبيرة من الملح وملعقة أخرى من الخل ومقدار من ورق الشاي المستعمل، وتملأ الآنية إلى منتصفها بالماء، ثم ترج وتُتْرَك ساعةً ثم تشطف.
-استعمال الرَّدَّة والماء الدافئ ورجّها ثم تترك بها لمدة أربع وعشرين ساعة ثم تشطف.
-استعمال الرمل والماء البارد .
-استعمال قشر البطاطس والماء البارد .
تنظيف المذهبات: تنظف الأدوات المذهبة كالفازات وإطارات البراويز بدعكها بقشر الليمون أو قطعة من البصل.
تنظيف الصفائح: مثل أواني الكعك أو قَطَّاعات البسكويت؛ وهي عبارة عن صفائح من الحديد مطلية بالقصدير الذي لا يتَّحد بسهولة مع أكسجين الهواء ولذلك لا يصدأ، ولتنظيفه يُغْسَل بماء وصابون مضاف إليه قليل من الصودا لإزالة المواد الدهنية، ثم تشطف وتجفف جيدًا، وبعد ذلك تلمع بالإسبيداج أو مسحوق الطباشير الناشف.
تنظيف الرخام: تنظف أرفف المطبخ وأغطية الموائد الرخامية من البقع كالتالي:
-بُقَع الصدأ تزال بدلكها بالليمون والملح، ويجب الإسراع في التنظيف؛ حتى لا يؤثر الحامض على الرخام، وتشطف جيدًا ثم تجفف .
-بقع الزيت تغسل بالماء الدافئ والصابون مع الدلك .
-بقع اليود تنظف بدلكها بالنوشادر .
تنظيف الدواليب والأرفف الخشبية: يراعى عدم استعمال أية مواد خشنة في تنظيفها حتى لا تخدش، كما يُراعى قلة استعمال الماء في غسلها؛ لأن استخدام الماء البارد يتسبب في تجمد الصابون بسرعة، فيلتصق بالخشب ويعتم لونه.
ويكون تنظيف الخشب بمزيج من ماء، مضاف إليه الصابون الرخو (وهو نوع رخيص أسمر اللون لَيِّن يباع في محلات الزيوت والطلاء)، والرمل الأبيض الناعم، والإسبيداج، ويضاف إلى كل رطل من المقادير السابقة لتر ماء، ويذاب الصابون في الماء ثم تضاف إليه المقادير الأخرى ويُقَلَّب الجميع جيدًا، ويستمر الخليط على النار مدة ساعة مع استمرار التقليب، حتى يصير المزيج سميكًا، ثم يحفظ ويستعمل وقت الحاجة.
تنظيف مسطحات الزجاج: تمسح النوافذ والبللور وغيرها بخرقة مبللة بالماء المضاف إليه نوشادر بنسبة ملعقة كبيرة لكل أربعة أكواب من الماء، ثم يلمع بخرقة نظيفة، وتزال البقع بقطعة من القماش المبلل بالكحول.
أما الزجاج المعتم فينظف بدهنه بعجينة من الإسبيداج والكحول الأحمر (عجينة نصف سائلة) تترك عليه حتى تجف، ثم تُزَال بدعكها بخرقة وتشطف وتجفف.
تنظيف الصدف: يدْعَك بخرقة مبللة بالماء المضافِ إليه خَلّ، ولتبييضه ينظف بقطعة مبللة بالماء المضاف إليه عصير ليمون بنسبة ملعقة كبيرة إلى كوب الماء، أو يُدْعَكُ بخرقة مبللة بعصير الليمون.
تنظيف السجاد: تحرك المكنسة الكهربائية - إن وجدت- ببطء وانتظام، مع ضغط مناسب فوق السجادة لإزالة القاذورات.
أما عند عدم وجود مكنسة كهربائية، فينظف السجاد بالمكنسة العادية بعد بَلِّ قطعة قماش بالماء والصابون، ثم تُمْسَح بها السجادة لإزالة أية بقع متسخة أو غبار زائد عالق بالسجاد. ويراعى عدم الضغط الزائد؛ لأن ذلك يسبب نحل الوَبَرة، ولا يغسل السجاد إلا في حالات الضرورة القصوى، ويتم ذلك بإحضار إناء فيه ماء دافئ وصابون مبشور أو صابون سائل وقليل من النوشادر، ويتم تقليبها حتى تظهر رغوة، ويدعك بها أجزاء السجاد بشكل دائري، ثم تشطف بقطعة قماش مبللة، وتوضع السجادة في الشمس. ويمكن أن يكون الشطف بماء فيه ملح وخل بنسبة ملعقتين خل وملعقتين ملح لكل صفيحة من الماء.
وإذا وجدت بقعة في السجادة يراعى تنظيفها والتخلص منها بسرعة، وإلا اضطر إلى استعمال الطرق التي قد تؤثر على نسيج السجاد ولونه. وتزال البقع من السجاد كالتالي:
-تُزال بقع الشحم والدهون بدعكها بالبنزين بشكل دائري، ثم يوضع عليها بودرة (تلك).
-تُزال بقع الشمع عن طريق وضع ورق نشاف عليها، ثم تُكْوَى بمِكْواة ساخنة فينصهر الشمع ويمتصه النشّاف.
-بقع الحبر الجاف ينظف بالكحول ويغسل .
-بقع الحبر السائل يوضع فوقه بعض الزبادي مع ملح الطعام، ويترك فترة، ثم يغسل بالماء والصابون.
-تُزال بقع الطلاء باستخدام زيت التربنتينا، ثم بالبنزين، ثم بالماء والصابون .
-قطع اللِّبان يوضع فوقها قطعة من الثلج؛ لتتجمد ويسهل خلعها.
وللعناية بالسجاد يتبع الآتي:
-ألا يُعرض لحرارة الشمس أو رطوبة الأرض أو البلل؛ لأن هذا يؤدي إلى إتلافه.
-عدم جرِّ الأثاث على السجاد .
-يجب ألا يوضع أثاث ثقيل على السجاد مباشرة، ويحسن وضع قطع من ورق الكرتون تحت الأرجل بشرط ألا تظهر؛ للمحافظة على جمال الشكل، وهذا يقلل من الضغط على السجاد ويمنع حدوث أثر منخفض به.
تنظيف المرايا: تدعك بالكحول بواسطة خرقة ناعمة، أو تدعك بمعجون الإسبيداج بعد نَخْله وخلطه بالماء المضاف إليه خل بنسبة ملعقة كبيرة لكل لتر ماء، ثم تشطف وتجفف.
تنظيف الأحذية: للمحافظة على شكل الحذاء جيدًا يراعى ما يلي:
-إزالة الأتربة والطين منه أولا بأول .
-إذا تم تخزين الحذاء يفضل وضعه في قالب خاص به لكي يحافظ على طبيعة شكله، أوحشوه بورق جرائد أو غيره ثم يحفظ في كيس بلاستيكي.
تنظيف الملابس: عند تنظيف الملابس يراعى فصل الملوَّنة منها عن البيضاء بعناية؛ حتى لا يتأثر لونها.
-خياطة أيّ قَطْع أو تمزق حتى لا يتسع مع الغسيل .
-لا تترك (سُوسَت) الملابس مفتوحة أثناء الغسيل .
-فك الأزرار حتى لا تتسع مساحة العراوي أثناء دورانها في الغسالة .
-إخراج قلب الجيوب لكي تنظف جيدًا.
-قلب البنطلونات والبلوفرات على الظهر لضمان سلامتها من الوبر والخيوط التي تعلق بها .
-نقع الملابس في الماء قبل الغسيل للحصول على درجة نظافة أعلى .
-عند غسيل رابطة العنق يتم وضعها في برطمان مليء بالماء المذاب فيه مسحوق غسيل أو صابون سائل، ويقفل جيدًا ثم يُرَجّ لفترة بسيطة، ثم تشطف بنفس الطريقة بماء نظيف، وبالتالي لا يتغيَّر شكلها.
-ولجعل الملابس بيضاء ناصعة، يمكن وضع ملعقة من النوشادر في بعض الماء المغلي.
-يراعى شطف الغسيل جيدًا بعد تنظيفه من الصابون لعدم اصفرار لونه بمجرد نشره في الشمس، أو تعرضه لحرارة المكواة.
-وضع قليل من الملح والخل في ماء الشطف للحصول على ألوان ثابتة للملابس الغامقة والملونة .
-عند نشر الأقمشة ينظف الحبل جيدًا، ويمكن وضع شريط من الورق المشمع ولفه على الحبل .
-دعك الأيدي بالملح الناعم بعد الغسل حتى لا تتشقق في الشتاء.
تنظيف الملابس القطنية البيضاء: وتتم عملية الغسل على عدة مراحل، تختلف باختلاف نوعية أقمشة الملابس، فغسل الملابس القطنية البيضاء يتم على عدة مراحل، هي:
تنقع الملابس في الماء البارد لفترة تتراوح ما بين ساعتين إلى ثلاث ساعات. وأهمية عملية نقع الملابس تكمن في أنها تساعد على إذابة البقع القابلة للذوبان فضلا على تليين القذارة وتسهيل إزالتها.
ويراعى عند النقع أنه إذا كانت الأنسجة شديدة القذارة مثل ملابس العمال فإنها تنقع في ماء دافئ وصابون؛ لأن الماء الدافئ يساعد على تحلل المواد الدهنية وتفاعلها مع الصابون، ويفضل نقع الملابس المتسخة جدًّا في إناء منفصل، كما يراعى نقع المناديل على حدة في ماء بارد وملح بنسبة ملعقة كبيرة ملح للصفيحة المتوسطة؛ حتى تتحلل المادة المخاطية ثم تضاف مادة مطهِّرة.
-بعد ذلك يغلى الغسيل لمدة زمنية تتراوح بين 15- 20دقيقة؛ وذلك لتطهير أنسجة القماش، كما أن الغلي يعطي البياض الناصع للأنسجة، خاصة عندما تكون الشمس في أيام الشتاء ضعيفة، فتقل فرصة تعريض الغسيل للشمس.
ويراعى أن تبسط القطع جيدًا في الماء، ويستحسن وضع القطع الصغيرة مثل المناديل في كيس من الشاش أو كيس به أثقب، وتقلب القطع جيدًا من آن لآخر في إناء الغلي عن طريق عصا من الخشب..
وبالنسبة لإناء الغلي يملأ إلى ثلاثة أرباعه بالماء، ويوضع على النار، ويضاف لكل أربع لترات من الماء ملعقة كبيرة (بوراكس) إذا كانت الأنسجة رقيقة، أو (بوتاس) إذا كانت الأنسجة عادية، ويجب إذابة البوتاس قبل وضعه في الماء المغلي خوفًا من بقاء قطعة صلبة تحتك بالأنسجة فتتسبب في إتلافها.
-شطف الملابس جيدًا يحافظ على صفاء لون الأقمشة؛ لأنه يزيل الصابون الذي إذا ترك يسبب اصفرارها، وتتم عملية الشطف باستخدام ماء دافئ؛ لأنه يساعد على سهولة إذابة الصابون، ثم تشطف بماء بارد.
-تزهر الأنسجة البيضاء للتغلب على ظهور اللون الأصفر، الذي يظهر من تكرار عملية الغسل، وإذا أريد تقوية الأنسجة، يضاف النشا بنسبة معقولة.
تنظيف الملابس الصوفية البيضاء: هناك خطوات لتنظيف الملابس البيضاء الصوفية، وهي:
-يبشر الصابون في الماء المغلي حتى يذوب لعمل سائل الصابون .
-إزالة الغبار من وبر الصوف، ثم يغسل أحد وجهيه في ماء دافئ مضاف إليه سائل الصابون مع الدَّعك، ويعاد غسله على وجهه الآخر حتى ينظف، ثم يشطف في ماء دافئ مرتين .
-يجب أن يكون ماء الغسيل والشطف في درجة حرارة واحدة ؛ حتى لا ينقبض الصوف وينكمش، وبذلك يتلف .
-توضع ملعقة كبيرة من النوشادر لكل أربعة لترات من الماء الدافئ للشطف؛ لأن الصابون الكثير يتلفه .
-لا تستخدم صودا الغسيل في غسل الصوف؛ لأنها تتلف الألياف .
-لا ينقع الصوف في الماء الساخن حتى لا يتقلص أو يتلبد .
-لا يُعْصر نسيج الصوف، ولا يُغْلَى على النار .
-ينشر الصوف في مكان دافئ جاف فقط، ولا يُعَرَّض لحرارة شديدة حتى لا ينكمش.
-عند كيّ الملابس الصوفية فإنها تكوى على ظهرها بمكواة معتدلة الحرارة قبل جفافها، وإذا جفت قبل كيها، يوضع عليها قطعة من القماش مبللة بماء دافئ ثم تضغط بالمكواة؛ لكي يُنَدَّى الصوف، ثم ترفع قطعة القماش ويكوى الصوف كالعادة .
-بعد انتهاء كَيِّ الظهر، تقلب الملابس الصوفية ؛ لتُكْوَى على وجهها.
تنظيف الملابس الصوفية الملونة: هناك ملاحظات وخطوات تراعى عند غسل الملابس الصوفية الملونة، وهي:
-تنقع في ماء فاتر وملح (فنجان صغير ملح لكل ستة لترات من الماء) لمدة خمس عشرة دقيقة؛ حتى يثبت لونها .
-لا يستخدم النوشادر؛ لأنه يعمل على تغيير الألوان .
-تغسل بماء دافئ وسائل الصابون -الذي قمنا بتصنيعه فيما سبق- ثم تشطف في ماء دافئ، مضاف إليه قليل من الخل بنسبة ملعقة كبيرة لكل أربع لترات من الماء الدافئ؛ لأن في ذلك إعادة لرونق الصوف وبهائه بعد غسله بالصابون ذي التأثير القلوي.
-عند غسل الملابس الصوفية المتعددة الألوان تلف بفوطة قديمة أو أي ثوب آخر، ثم تطوى وتعصر؛ حتى لا تختلط الألوان .
-الجوارب الصوف تغسل على وجهها أولا، ثم تقلب وتغسل على ظهرها، وينبغي أن تغسل الجوارب الجديدة قبل لبسها؛ حتى لا تبلى أو تتمزق بسرعة. وتغسل الجوارب الصوف حسب الطريقتين السابقتين.
تنظيف الملابس الحريرية: لغسل الملابس الحريرية يراعى الآتي:
-تُزَال البقع من الملابس الحريرية قبل غسلها، ولا تستخدم محاليل إزالة الألوان؛ لأنها تتلفها سريعًا.
-تنفَّض الملابس قبل غسلها لكي نتخلص من الغبار المتراكم عليها .
-تغسل بالضغط، عن طريق وضع سائل الصابون في ماء دافئ، ولا تدلك منها إلا الأجزاء القذرة؛ كطوق الرقبة والأكمام، ثم تشطف في ماء بارد لإزالة الصابون مرتين .
-يجب تجنب استعمال القلويات -حتى النوشادر- باستثناء الحرير الأسود الذي يفضل فيه وضع قليل من النوشادر فقط.
-وعند كيّ الحرير يبسط بين قطعتين من الشاش؛ حتى لا يتغير لونه من حرارة المكواة. وأخيرًا، يفضل معرفة رموز الغسيل والكي المثبتة على المنتج.
إزالة البقع من الملابس: على ربة البيت الإسراع في إزالة البقع عقب حدوثها مباشرة؛ لأن إزالتها تكون أسهل مما لو تركت لمدة طويلة، وتكون إزالة البقعة حسب نوعها وذلك كالآتي:
-بقع الفاكهة الحديثة في الملابس المصنوعة من القطن والكتان الأبيض تغطى بطبقة من ملح الطعام الناعم؛ لمنع انتشارها، ثم يصب عليها ماء دافئ، والبوراكس فتزول البقعة، ثم تغسل .
-بقع الفاكهة الحديثة في باقي أنواع الأنسجة تغطى بطبقة من ملح الطعام، ويصب عليها الماء الدافئ، وتكرر العملية حتى تزول البقعة، أو يضاف (البوراكس) إلى الماء.
-بقع الفاكهة القديمة في الملابس المصنوعة من القطن والكتان الأبيض تبلل البقعة بالماء المغلي، ثم يوضع عليها البوراكس وتترك قليلا، ثم يصب عليها ماء مغلي، أو تعالج بمحلول معالجة الألوان .
-بقع الشحم في جميع الأنسجة والألوان تكشط البقعة السطحية، ثم تدلك بزيت النفط (التربنتينا)، أو البنزين أو زيت البترول، ثم تغسل .
-بقع الصدأ في الملابس المصنوعة من القطن والكتان الأبيض تبلل البقعة وتوضع في وعاء ضيق، ويصب عليها الماء الساخن ثم يوضع عليها طبقة من ملح الليمون، وتدلك دلكًا خفيفًا بملعقة خشبية، وتترك بضع ثوان، ثم يصب عليها الماء المغلي. أو تعرض إلى بخار الماء المغلي، فتتلاشى البقعة، أو تبلل وتوضع في عصير الليمون وهو يغلى على النار، وأحيانًا يضاف إليه قليل من الملح، ثم البوراكس .
-بقع الصدأ في الأنسجة الملونة وباقي أنواع الأنسجة تستعمل المواد المذكورة، ولكن في محلول مخفف دافئ فقط، وبعد أن تزال البقعة يشطف النسيج في محلول قلوِيّ خفيف من صودا الغسيل أو الصابون ليتعادل الحامض .
ملحوظة: لا تعالج بقعة الصدأ بمحاليل التبييض المثبتة؛ لأنها تزيد ثباتها ولا تزيلها مطلقًا.
-تُزال بقعة الدم في الأنسجة القابلة للغسل بنقعها في ماء بارد، ثم تغسل غسلا عاديًّا، أو تنقع في ماء بارد وملح بنسبة ملعقة كبيرة لكل لتر ماء، ثم تشطف جيدًا لإزالة أثر الملح .
-تُزال بقعة الدم في الأنسجة القطنية والكتانية البيضاء بنقعها في الماء والملح مدة اثنتي عشرة ساعة؛ حتى يذوب الدم، ثم تشطف بالماء جيدًا، وتغسل بالماء والصابون، وتغلى بالطريقة العادية، ثم تعرض لضوء الشمس، فإذا لم تتلاشَ؛ تزال بمحلول إزالـة الألوان.
-تُزال بقعة الدم في الأنسجة غير القابلة للغسل -سواء كانت البقعة حديثة أو قديمة- بعمل عجينة من النشا، ثم تغطى بها البقعة، وتترك حتى تجف فيمتص النشا البقعة.
-تُزال بقعة الحبر القديم في جميع أنواع الأنسجة كما في حالة بقعة الصدأ، ثم تعاد العملية باستعمال البوراكس بعد الحامض؛ لإزالة الصبغة الزرقاء، أو يعالج بمحلول البوراكس المخفف.
-تُزال بقعة الحبر الحديث في جميع أنواع الأنسجة بشطفها بالماء البارد ليزول منه كل ما يمكن إزالته، ثم تدلك ببعض الليمون وملح الطعام أو تبلل باللبن النيِّئ ثم تغسل بالماء، فإذا لم تختفِ البقعة فيمكن استعمال الكحول .
-يُزال الشمع في الأنسجة القابلة للغسيل بكشط طبقة الشمع، ثم تغسل بالماء الساخن والصابون .
-يُزال الشمع في الأنسجة غير القابلة للغسيل بكشط طبقة الشمع السطحية، ثم توضع بين طبقتين من ورق النشاف، ويضغط عليها بمكواة، أو بظهر ملعقة ساخنة، مع تغيير موضع البقعة على الورق؛ حتى يمتص جميع الشمع المنصهر وتزول البقعة، وإذا ظهرت علامة على شكل حلقة خفيفة تعالج بالبنزين أو زيت التربنتينا.
-تُزال البقع الدهنية في الأنسجة القطنية والكتانية البيضاء والأنسجة القابلة للغسل بغسلها بالماء الدافئ أو الساخن والصابون والصودا حسب نوع النسيج.
-تُزال البقع الدهنية في حرير طبيعي أو صناعي بالبنزين، ثم توضع البقعة وظهرُها إلى أسفل على ورق النشاف أو على وِسَادة من النسيج اللَّيِّن، وتضغط بعد ذلك بمكواة معتدلة الحرارة .
-تُزال بقعة شراب أو حلوى أو مربَّى أو مواد سكرية في نسيج قطني بالماء الساخن والصابون، وإذا احتاج الأمر تُبَيَّض ببودرة (التلك).
-تُزال بقعة شراب أو حلوى أو مربَّى أو مواد سكرية في نسيج صوفي بماء فاتر مع نوشادر، حيث تبلل البقعة بالماء الفاتر، وتستعمل الفرشاة برفق بعد غمسها في الماء مع بعض نقط النوشادر.
-تُزال بقعة أحمر الشفاه في نسيج قطني بالكحول، ثم تغسل بالماء الساخن والصابون، ثم تشطف بماء ساخن .
-تُزال بقعة أحمر الشفاه في نسيج صوفي بالبنزين، ثم ترش عليها بودرة التلك مع إزالتها بالفرشاة .
-تُزال بقعة أحمر الشفاه في نسيج صناعي بالماء الفاتر وقليل من الصابون، ثم تشطف.
-تُزال بقع الشاي، والقهوة، والشيكولاتة حديثة العهد في نسيج قطني أو كتاني بماء ساخن أو مغلي وبوراكس، ثم تغسل غسلا عاديًّا.
-تُزال بقع الشاي، والقهوة، والشيكولاتة حديثة العهد في باقي أنواع الأنسجة بنقعها في ماء دافئ ثم تغسل حسب نوعها.
-تُزال بقع الشاي، والقهوة، والشيكولاتة قديمة العهد في الأنسجة القطنية أو الكتانية البيضاء بغسلها بالماء الساخن، وتغطى بمسحوق البوراكس، ويصب فوقها ماء مغلي، وتبيض بمحلول إزالة الألوان .
-تُزال بقع الشاي، والقهوة، والشيكولاتة قديمة العهد في نسيج قطني أو كتاني ملون أو قاتم بنقعها في محلول البوراكس الدافئ، وفي حالة الألوان الثابتة جدًّا تزال بمحلول الألوان المخففة جدًّا.
-تُزال بقع الشاي، والقهوة، والشيكولاتة قديمة العهد في نسيج حريري أو صوفي أو حرير صناعي بنقعها في محلول البوراكس الدافئ، أو تنقع في محلول فوق أكسيد الأيدروجين الدافئ (ماء الأكسجين).
-تُزال بقع اللبان في جميع الأنسجة بوضع قطعة من الثلج على البقعة فيتجمد اللِّبَان ويرفع بعد ذلك، ويزال الأثر الباقي بدعكه بالأستون، أما الحرير الصناعي فيزال أثر اللبان منه بدعكه بقطعة من لباب الخبز الإفرنجي أو الكيروسين.
تنظيف البيت من الحشرات :
تتحقق سلامة البيت في خلوه من كل الحشرات؛ لذا يجب مقاومة الحشرات والحيوانات الضارة في المنزل؛ حتى تتحقق السلامة والوقاية من الأمراض، ويكون التخلص من الحشرات المنزلية بمكافحتها والوقاية منها حسب نوع هذه الحشرات، وذلك كالتالي:
-حشرة الذباب تنقل التيفود والكوليرا والرمد الصديدي، ويتم التخلص منها برشِّ الحجرات بالمبيدات المخصصة لذلك، ثم تُغلق لمدة نصف ساعة أو ساعة، ثم يجمع الذباب ويرمى في صندوق القمامة.
-حشرة البعوض تنقل الحُمَّى الصفراء والملاريا، ويتم التخلص منها بردم البرك والمستنقعات حتى لا يتكاثر البعوض فيها، أو ترش بمادة كيماوية تقتل اليرقات. ويصب الكيروسين في بالوعات تصريف المياه في المنازل، وخصوصًا في وقت الصيف، بالإضافة إلى استعمال المبيدات كالفليت وغيره .
-حشرة القمل تنقل التيفود، ويتم التخلص منها بدهن الشعر بمرهم الزئبق بعد غسل الرأس بالماء الساخن والصابون، مرة كل ثلاثة أيام، وتستمر هذه العملية لمدة عشرين يومًا، أو يدلك الشعر بحوالي ملعقة شاي من بودرة تحتوى على مادة (د.د.ت) كل ثمانية أو عشرة أيام.
ويباد قمل الملابس برش الملابس على ظهرها ببودرة تحتوى على مادة (د.د.ت) بنسبة 10% وتترك أربعًا وعشرين ساعة تقريبًا، ثم تُغْسَل ويُغْلَى القطن الأبيض منها وتُكْوَى، مع مراعاة كثرة تعريض المفروشات لأشعة الشمس.
-حشرة الصراصير تنقل السرطان، ويتم التخلص منها بسد فوهة البالوعات والمراحيض، وخاصة في الليل، ويصب محلول مكوَّن من حامض الفنيك، وقليل من الكيروسين في البالوعات والمراحيض.
وتُرشُّ جدران المطبخ والحمام بالمبيد الحشري، وتوضع كرات من الدقيق المعجون بالبوراكس والسكر في المكان الذي يكثر فيه وجود الصراصير، وتصنع هذه العجينة من ملء فنجان شاي بوراكس وملعقة كبيرة سكر وماء ودقيق؛ حيث يغلى البوراكس في الماء ويضاف إليه السكر؛ ويعجن بالدقيق عجينة يابسة وتكوَّر وتوضع في الأماكن التي بها الصراصير .
-حشرة البراغيث تنقل الطاعون؛ حيث ينتقل عن طريقها من الفئران والقطط والكلاب إلى الإنسان، ويتم التخلص منها بعرض المفروشات لحرارة الشمس القوية جدًّا، واتباع أساليب النظافة التامة، واستخدام المبيدات.
-الفئران تنقل الطاعون، ويتم التخلص منها باستعمال المستحضرات السامة الجاهزة للقضاء على الفئران، واستعمال مصائد الفئران بوضعها تحت المنضدة أو قريبًا من الحائط، بعيدًا عن الممرات.
-حشرة العتة تصيب الملابس، ويتم التخلص منها بتعريض الملابس المخزنة للضوء. وتنظيف الملابس وإزالة البقع قبل تخزينها، مع إحكام غلق أماكن تخزينها، وتُرش الدواليب وأماكن التخزين بالمبيدات، ويمكن استعمال النفتلين.

التخلص من روائح المطبخ:
الرائحة الجميلة في البيت تؤدى إلى راحة النفس وهدوء الأعصاب؛ لذا يجب على ربة البيت أن تتخلص من روائح المطبخ، وذلك كالتالي:
-رائحة الثوم والبصل تزال من اليد بدعك الأصابع بالملح والماء البارد، أو تدعك بقطعة من البطاطس النيئة أو بمجموعة من عروق البقدونس .
وتزال من نصل السكين بدعكها بقطعة من البطاطس النيئة، ثم تُغْسَل جيدًا، واستخدامها في تقطيع الطماطم بعد تقطيع البصل أو الثوم يؤدى إلى إزالة الرائحة.
-للتغلب على رائحة الجمبري أثناء سلقه؛ يضاف معه بعض أوراق الكرفس الأخضر.
-للتغلب على رائحة السمك في الأطباق يضاف قليل من الخل لماء الغسيل.
-للتغلب على رائحة الكرنب والقرنبيط يضاف بعض الكمون أثناء السلق.

محمد رافع 52
11-01-2013, 12:11 AM
بيتنا جميل
فطر الله النفوس على حب الجمال؛ لذلك تنسجم الفطرة السليمة مع كل ما هو جميل، وترتاح إليه، وتأنس به. ولقد خلق الله الكون بما فيه في أحسن صور الجمال، والإنسان يستطيع أن يلمس ذلك الجمال في كل مخلوقات الله فهي تنطق بالجمال وحسن الصنعة.
والجمال صفة أحبها الله وأحب كل من يتحلى بها ؛ قال صلى الله عليه وسلم: (إن الله جميل يحب الجمال) [مسلم].
لكل ذلك، فإن الأسرة المسلمة تحب جمال الباطن وجمال الظاهر معًا؛ وهما جمال الخلق وجمال الصورة. ولتحقيق الجمال في البيت المسلم ينبغي مراعاة بعض الأسس والقواعد، منها:
-لا يُشْتَرَط في الجمال فخامة الأثاث وغلو ثمنه، وإنما يتحقق بالتنظيم الجيد والتنسيق الحسن للأثاث حتى وإن كان بسيطًا .
-القصد الاعتدال فيما ينفق من أموال لتجميل البيت .
-الاعتماد على الأشياء البيئية الطبيعية التي حبانا الله بها، فيمكن لمن يعيش في البيئة الساحلية أن يستغل أصداف البحر وقواقعه في عمل أشكال جميلة تستخدم في الزينة، ويمكن لمن يعيش في البيئة الريفية ؛حيث انتشار الخضرة والأشجار أن يصنع أشكالا جميلة من عيدان بعض النباتات أو الفخار أو غير ذلك، وجعلها قطعًا فنية رائعة.
ويمكن تجميل الحوائط باستخدام ورق الحائط أو الطلاء الجميل الجيد، أو باستعمال الأخشاب أو المرايا، وقد تستخدم اللوحات الطبيعية ذات الألوان الجميلة، مثل: صور الأنهار والأشجار والجبال والبحار، التي تدل على عظمة الخالق -عز وجل-، وعند استخدام هذه الصور واللوحات يراعى التناسب بين حجم الجدران وحجم اللوحات والمناظر الطبيعية. ولاشك أن الصور الطبيعية تساعد في التغلب على ضيق المكان، كما أن استخدام المرايا يعطى إحساسًا بمضاعفة مساحة المكان واتساعه، ويمكن استخدام النوع المرسوم عليه بالألوان الجميلة .
ويمكن استخدام اللوحات التي تحمل آيات قرآنية وبعض ما أثر من الحكم أو الأدعية والأذكار في تجميل البيت بالإضافة إلى أنها تذكر بالله سبحانه، فتوضع لوحة دعاء دخول البيت في المدخل، ولوحة دعاء النوم في حجرة النوم مثلا.
ويجب على الأسرة المسلمة ألا تستعمل التماثيل في تجميل بيتها، فعن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إن الملائكة لا تدخل بيتًا فيه كلب، ولا صورة تماثيل) [البخاري].
واستخدام الستائر على نوافذ البيت تزيد من جماله، فضلا عن أنها تستر عورات البيت، وأهم ما يراعى عند استخدام الستائر توافق لونها مع جدران وأثاث ومفروشات البيت، ويراعى جيدًا طريقة تثبيتها وطريقة تحريكها حتى يمكن فتحها وغلقها بسهولة .
وتجميل حجرة الطفل ضرورة، فهي عالمه الخاص؛ يعتز بها، ويشعر فيها بالراحة والاستقلال، وكلما كانت منسقة ونظيفة شعر فيها بالاستقرار النفسي؛ لذا يجب الاعتناء بها وتجميلها بالمناظر الطبيعية والصور البسيطة التي تناسب عمره، ويمكن استخدام اللُّعَب في تجميل حجرة الطفل لتعطيها لمسة جمال خاصة به.
وتجميل المائدة من الأمور المهمة في البيت، وأيًّا كان شكل المائدة وحدودها وإمكاناتها، فإنها يجب أن تكون جميلة وجذابة، وتفصح عن ذوق رفيع في
تزيينها، يمكن تجميل مفروشات البيت عن طريق زخرفة وتطريز بياضات وأقمشة الغرف المختلفة بدلا من شراء المفروشات المزخرفة بأسعار مرتفعة، وقد يكون التطريز أو الزخرفة بالطريقة اليدوية أو الطريقة الآلية أو غير ذلك من طرق الزخرفة والتزيين.
وتستخدم نباتات الزينة في تجميل البيت، فهي تعطى جمالا وراحة نفسية لأهل البيت، كما أن لها أهمية صحية حيث تعمل على تنقية الهواء، وتستخدم كذلك الورود والأزهار، وهناك نباتات الظل التي تصلح للنمو داخل البيت، وأخرى ضوئية شمسية تصلح لشرفات البيت وحديقته، ويجب عند شراء هذه النباتات معرفة طرق العناية بها، ويمكن الاستفادة بأية زجاجات أو أوانٍ فارغة، وتجميلها، وتحويلها إلى أشكال جميلة تستعمل كآنية تزرع فيها نباتات الزينة.
وأسماك الزينة بأشكالها الجميلة وألوانها البديعة -خاصة إذا زودت بالإضاءة المناسبة- من مظاهر الجمال الطبيعي التي تضفي جمالا وبهجة على مشاعر أهل البيت. ويجب مراعاة حجم الحوض مع أعداد السمك، كما يجب أن يتناسب الحوض مع سعة المكان الذي يراد تزيينه، وينبغي وجود نباتات في الأحواض لتنمو بها الطفيليات المائية التي يتغذى عليها السمك، إضافة إلى أنها تمتص
ثاني أكسيد الكربون فتسهل على السمك عملية التنفس، كذلك يمكن تجميل قاع الحوض بالأعشاب والأحجار والصدف والذي يفيد كثيرًا عندما يضع السمك بيضه.
إن جمال البيت المسلم يجب أن ينعكس على جمال الأفراد؛ فيبدو كل واحد منهم في أجمل صورة وأحسنها، ويجب على المرأة المسلمة أن تحرص على جمالها أمام زوجها، فمن تمام سعادة الرجل أنه إذا نظر إلى زوجته سَرَّتْه، فيجب أن يكون أجمل ما في البيت سيدته ومليكته وراعيته، والمرأة بطبيعتها تحب التجمل والتزين والتعطر، والإسلام لا يمنعها من ذلك مادام في الإطار الشرعي الذي أباحه اللَّه، ولقد حث الإسلام المرأة أن تتزين لزوجها وتتجمل له؛ لتصبح كالكوكب الدري في فلك الأسرة .
والرجل يتجمل لزوجته كما تتجمل له، ليشعرها بمدى أهميتها بالنسبة له، وبأنه يحرص على إرضائها كما تحرص هي على إرضائه، وبذا تدوم المحبة بينهما.

محمد رافع 52
11-01-2013, 12:14 AM
بيتنا آمن
الأمن نعمة كبرى من نعم الله تعالى، ولقد مَنَّ الله على أهل قريش بها، وذكرهم بها في سياق أمره لهم بعبادته، فقال تعالى: {فليعبدوا رب هذا البيت. الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف} [قريش: 3-4]. ويستمد الإنسان الأمن والأمان والطمأنينة من إيمانه بالله تعالى، فكلما زاد إيمان الإنسان؛ زاد شعوره بالأمن والاستقرار النفسي، قال تعالى: {الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون} [الأنعام: 82]. ومما يحقق الأمن في البيت المسلم حماية البيت وأهله من الانحراف والمكروه والضرر، وحمايته من الأخطار بأنواعها المختلفة؛ لذا ينبغي أن تبتعد الأسرة المسلمة عن كل ما يتنافى مع الأخلاق الحسنة والسلوكيات القويمـة، وتجنب كـل تصرف شـاذ أو قول لا يليق سواء مع بعضهم البعض أو مع غيرهم، حتى يصير البيت المسلم حرمًا آمنًا. وعلى الأسرة المسلمة مراعاة عدة أمور، منها: -تأمين البيت المسلم بكثرة الدعاء والذكر وقراءة القرآن الكريم، فالبيت الذي يُقْرأ فيه القرآن الكريم، يكثر خيره ويقل شره، والبيت الذي لا يُقْرأ فيه القرآن، يكثر شره، ويقل خيره. -ترديد دعاء دخول المنزل؛ لطرد الشيطان من البيت فلا يبيت فيه، ودعاء الدخول هو : (اللهم إنى أسألك خير المولج وخير المخرج، باسم الله ولجنا، وباسم الله خرجنا، وعلى الله ربنا توكلنا)_[أبو داود]. -التسمية عند بداية الطعام؛ لمنع الشيطان من الأكل من طعام أهل البيت. -الدعاء عند الجماع، لحماية الولد من الشيطان، فنقول: (باسم الله، اللهم جنبنا الشيطان، وجنب الشيطان ما رزقتنا).[البخاري]. -الدعاء عند دخول دورات المياه وعند الخروج منها للحفظ من الشياطين. ودعاء الدخول: (اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث) ودعاء الخروج: (غفرانك) [البخاري]. -الدعاء عند لبس الملابس وعند خلعها، فنقول : (اللهم لك الحمد أنت كسوتنيه، أسألك خيره وخير ما صنع له، وأعوذ بك من شره، وشر ما صنع له). [أبو داود والترمذي]. الأمن في المطبخ: هناك عدة أشياء يجب أخذها في الاعتبار أثناء الوجود في المطبخ، وهي : -الاحتراس عند استعمال فتاحة العلب؛ لأن حواف العلب بعد فتحها تكون حادة جدًّا، ثم توضع في صندوق القمامة بعد أخذ ما بها. -عند الإمساك بالسكين، يجب أن تمسك بإحكام، ويستحسن أن يستعمل لوح خشبي توضع عليه الأشياء المـراد تقطيعهـا؛ حتى لا تجرح الأيدي . -عند انكسار الأواني الزجاجية أو غيرها، يراعى كنس جميع الأجزاء المكسورة، ثم تجمع في صندوق القمامة باستخدام مكنسة وجاروف وقطعة قماش مبللة لجمع القطع الزجاجية الصغيرة . -إشعال الكبريت قبل إدارة مفتاح الغاز؛ حتى لا يتسرب الغاز قبل اشتعال الكبريت. -عند إشعال فرن البوتاجاز يفتح الباب، ويترك لمدة دقائق قبل إشعاله؛ حتى يخرج أي غاز موجود فيه . -عدم إلقاء أعواد الكبريت الساخنة في صندوق القمامة قبل التأكد من إطفائها وبرودتها. -الحرص أثناء تقليب الطعام على النار؛ حتى لا تتعرض اليد للبخار،مما قد يسبب حروقًا بها، وعند رفع الغطاء من على الإناء الساخن لتقليب الطعام يجب خفض حرارة المشعل، ورفع الغطاء بحذر . -عند تصفية الأطعمة الساخنة يراعى استخدام فوطة جافة لمسك الإناء؛ لأن الفوطة المبتلة تسخن وتسبب حرق اليد . -عند الحاجة لإحضار شيء من مكان عال، يفضل استخدام سلم مزدوج، فإذا لم يوجد، يوضع كرسي قوى ويصعد فوقه مع الاحتراس أثناء الصعود. -غلق أنبوبة الغاز أو مفتاح الغاز بعد الانتهاء من استعمال البوتاجاز . -ضرورة وجود طفاية للحريق وكيس من الرمال في المطبخ . الأمن أثناء السفر: عند سفر الأسرة لعدة أيام أو شهور خارج البيت، يجب مراعاة بعض الأمور : -الاهتمام بحفظ مفاتيح البيت وعدم تداولها لغير أهل البيت؛ إلا من يثق بدينهم وأمانتهم. -غلق نوافذ البيت جيدًا. -غلق جميع المحابس والصنابير المائية، خاصة المحبس الرئيسي للبيت . -تفريغ أنبوبة البوتاجاز في بانيو ممتلئ بالماء، أو غلقها غلقًا محكمًا؛ حتى لا يتعرض البيت للخطر تحت أية ظروف . -فصل التيار الكهربي عن الأجهزة، كما يستحسن فصل الوصلة الكهربائية الأساسية عن البيت. توفير الأمن للأطفال: يجب على الأسرة توفير الأمن لأطفالها بعدة أمور، منها: -عدم ترك أشياء قابلة للكسر في متناول أيديهم . -عدم وضع الأشياء القاطعة، مثل: السكاكين والمقصات في متناول أيديهم. -تحذير الأطفال من العبث في مفاتيح البوتاجاز، ويمكن رفع البوتاجاز قليلا عن الأرض حتى لا تصل أيدي الأطفال إليه . -إبعاد الأدوية الطبية عن الأطفال، وحفظها في صيدلية البيت بعيدًا عنهم . -يفضل استعمال الأدوات البلاستيكية؛ لقدرتها على التحمل في حجرات الأطفال. -عدم وضع الكراسي في البلكونات أو الشرفات عند وجود أطفال . -عدم تركيب وصلات كهربائية في أماكن منخفضة من حتى لا تكون في متناول الأطفال. -الحذر من الأسلاك المكشوفة في الوصلات الكهربائية. -حسن وسرعة التصرف عند وقوع الأخطار، فكلما كان أفراد البيت على قدر من الخبرة والدراية وحسن التصرف؛ فسوف تقل الأخطار، ويمكن التغلب عليها. -عند حدوث تسرب الغاز من الأنابيب واختناق جو البيت به، يجب المسارعة أولا بغلق الصمام جيدًا، ثم التوجه لفتح أقرب نافذة . -عند حدوث تسرب الغاز ليلا، يجب منع الاقتراب من أية مفاتيح لإنارة المصابيح، حتى ولو كان الجو مظلمًا؛ لأن إنارة المصباح ينتج عنه شرارة كهربية قد تسبب اشتعال الغاز المتسرب، فينتج عنها الحريق لا قدر الله. -الحذر عند حدوث طفح أو انسداد في مواسير الصرف الصحي؛ حتى لا تتسرب المياه أسفل المفروشات، أو أثاثات المنزل. -عند اشتعال حريق يجب المسارعة برش المادة المضادة للحريق؛ لذا يجب توافر طفاية الحريق باستمرار في المنزل مع وجود كيس رمل، ويمكن استخدام بطانية لإطفاء الحريق، عن طريق تغطية الشيء المشتعل لمنع وصول الهواء إلى النار، وذلك إذا كانت البطانية مصنوعة من مادة بطيئة الاشتعال، مع المسارعة بالاتصال بجهاز المطافئ إن كان الحريق مما يصعب السيطرة عليه . على باب البيت المسلم: البيت المسلم حرم آمن، لا يدخله أحد إلا برغبة أهله وإذنهم، وقد يطرق الباب طارق ممن يمارسون بعض الأعمال مثل: كشاف الكهرباء أو بائع الجرائد أو بائع اللبن أو عامل البوتاجاز أو غيرهم ممن ترتبط حاجات المنزل بهم، أو يكون زائرًا، أو يكون سائلا، ونحو ذلك، لذا يجب مراعاة هذه الأمور : -غلق الباب غلقًا جيدًا، و لا يترك مفتوحًا . -أن تكون بالباب عين سحرية لمعرفة الطارق قبل التحدث معه أو السماح له بالدخول، مع وجود فتحة صغيرة تستخدم في تناول الأشياء تكون في الباب نفسه أو بجانبه، وأن تكون محكمة الغلق. -أن يوضع عداد الكهرباء أو المياه خارج البيت حتى لا تضطر المرأة إلى إدخال كشاف العداد إلى البيت . -إضاءة المنطقة أمام الباب . -استخدام جرس، أو استخدام دكتافون لمخاطبة القادم ومعرفة حاجته . -وضع صندوق بريد خارج باب البيت . -تنبيه الأطفال إلى عدم فتح الباب، إلا بعد معرفة القادم وحاجته . -يمكن أن تتعامل المرأة مع البائعين من خلال فتحـة الباب، أو يترك البائع البضاعة خلف الباب وينصرف بعد أن تناوله المرأة ثمنها من خلال فتحة الباب، ثم تفتح وتأخذها بعد انصراف البائع. في بيتنا تليفون: عند وجود التليفون في البيت ينبغي مراعاة الأمور التالية : -البدء بإلقاء السلام عند الرد على التليفون، أو عند محادثة الغير . -استخدام التليفون على قدر الحاجة فقط، و البعد عن الأحاديث الطويلة، وسرد الحكايات، وغير ذلك من الأمور التي ليس موضعها الحديث في التليفون. -التصدي للمعاكسات في التليفون، والتعامل معها بحزم وشدة.

محمد رافع 52
11-01-2013, 12:18 AM
بيتنا صحي
الصحة نعمة من الله لا يعرف فضلها كثير من الناس؛ فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ)._[البخاري والترمذي وابن ماجه]، والصحة تاج على رءوس الأصحاء، ولذا فإن الأسرة المسلمة تراعى الأمور التالية لكي تتحقق لها الصحة الجيدة:
-النظام لأنه مفتاح صحة البيت المسلم، فهو مطلوب في كل جوانب الحياة، كالنوم وتناول الطعام.
-الهواء والشمس لأنهما من أهم ضمانات الصحة في البيت.
-وجود النباتات الطبيعية الخضراء حول البيت وداخله تعمل على توافر الأكسجين ونقاء الهواء.
-المحافظة على اعتدال درجة حرارة البيت .
-النظافة الجيدة عامل من عوامل الصحة الجيدة .
-مواصفات الأثاث الصحية تضمن راحة أفراد الأسرة .
-الوقاية خير من العلاج.
-متابعة الأحوال الصحية لأفراد الأسرة؛ لتفادي الأوبئة والأمراض المعتادة التي تنتشر في أوقات معينة، والإسراع في اتخاذ الإجراءات اللازمة للوقاية كالتطعيمات والأمصال المختلفة ضد الأمراض العديدة .
-الحرص على ارتداء الملابس المريحة؛ حتى لا تعوق حركة الدم في الجسم مع مراعاة ارتداء الملابس الثقيلة في الشتاء والخفيفة في الصيف .
-مراعاة اتباع الإرشادات الصحية في أوضاع الجسم عند القيام والقعود والنوم وصعود السلم ونزوله وعند مشاهدة التليفزيون، وعند حمل الأثقال أو رفعها.
-الطعام الجيد كامل القيمة الغذائية من أهم عوامل سلامة البدن من الأمراض؛ فيجب أن يكون الطعام كافيًا، وأن يحتوي على كافة العناصر الغذائية المطلوبة للجسم، وأن يناسب أعمار أفراد الأسرة، وظروفهم الصحية .
أنواع العناصر الغذائية اللازمة للجسم، والأطعمة التي تحتوى عليها:
البروتينات: وهي أغذية بناء الجسم، فهي تمده بالمركبات التي يحتاج إليها في النمو، وتعوضه عما يفقده من أنسجة؛ لذا ينبغي العناية بأغذية البناء في غذاء الأطفال؛ لأن نقصها يؤدى إلى ضعف عملية بناء وتجديد الأنسجة. وهذه الأغذية توجد في اللحوم والأسماك والبيض واللبن. وفي البقوليات، مثل: فول الصويا، والفاصوليا، والبسلة، وغيرها.
النشويات والسكريات والدهون: وهي أغذية الطاقة، فهي تمنح الجسم الطاقة اللازمة لبذل الحركة والجهد العضلي، ويجب عدم الإكثار منها؛ حتى لا تؤدى إلى السمنة. وهي توجد في الحبوب كالقمح والذرة والأرز، وفي الفاكهة، وفي المربات والحلوى، وفي بعض الدرنات؛ كالبطاطس والقلقاس، وفي الدهون الحيوانية؛ كالزبد والسمن، وفي الدهون النباتية؛ كزيت الذرة والزيتون، وزيت بذرة القطن.
فيتامينات وأملاح معدنية: وهي أغذية الوقاية؛ حيث تحمي الجسم من الأمراض، وتزيد من حيوية الجسم، وهي توجد في الخضر والجزر، وفي الفاكهة، وفي الأسماك.
ومن العادات الغذائية السيئة:
-شرب الشاي أو المنبهات أثناء الطعام أو بعده مباشرة مما يمنع امتصاص الحديد من الطعام، ويتسبب عنه فقر في الدم؛ لذا من الأفضل تناول الشاي بعد الأكل بساعتين أو أكثر .
-عدم مضغ الطعام مضغًا جيدًا يجهد المعدة ويسبب عسر الهضم .
-الإكثار من المواد الغذائية الحريفة يؤدي إلى قرحة في المعدة.
-كثرة الأطعمة المقلية والمحمرة المطهية في الدهون تؤدي إلى عسر الهضم، كما أنها تجهد الجهاز الهضمي.
-عدم تناول وجبة الإفطار يقلل من جهد الإنسان وطاقته .
-شرب المياه الغازية أو المياه العادية أثناء الطعام يؤدي إلى تخفيف العصارة الهاضمة، وبالتالي يؤدي إلى عسر الهضم .
-يجب غسل اليدين قبل الأكل وقبل إعداد الطعام، ولا ينبغي تمشيط الشعر في المطبخ حتى لا يتساقط الشعر في الطعام .
بعض الملاحظات الصحية:
-تجميد اللحوم والأسماك في الثلاجة أكثر من مرة يؤدي إلى فسادها؛ لذا يجب تقطيعها في أكياس، كل كيس يكفي لإعداد وجبة واحدة .
-تُحضَّر السلطات قبل تناول الوجبة مباشرة؛ حتى لا تفقد فيتاميناتها نتيجة تعرضها للهواء.
-لا يستخدم الزيت للتحمير أكثر من مرتين، ويراعى تصفيته جيدًا للتخلص من الشوائب .
-يمكن الاستفادة من الماء الناتج عن سلق الخضر عدا الكرنب والبطاطس والقرنبيط.
-يفضل أن يتبل اللحم والدجاج والسمك بالبصل والليمون قبل التحمير أو الشَّي، ثم يتبل بالملح والتوابل بعد ذلك .
-إذا كان الملح في الخضر المطهية زائدًا عن المطلوب يمكن امتصاصه بإضافة ثمرة صحيحة من البطاطس، ثم التخلص منها بعد النضج.
-معظم المادة الغذائية في الخضر التي يتم تقشيرها توجد تحت القشرة مباشرة كالبطاطس والكوسة والباذنجان؛ لذا يجب عدم المبالغة في تقشيرها، فتصبح القشرة سميكة، وتفقد كثيرًا من المواد الغذائية الهامة.
-عند طهي الأطعمة المحتوية على مواد مخاطية، مثل : البامية والقلقاس يضاف عصير الليمون في السائل قبل إضافة الخضر للاحتفاظ بالقيمة الغذائية.
الأوضاع الصحية للجسم خلال العمل:
-عند رفع شيء من فوق الأرض، يستحسن ثنى الركبتين، مع المحافظة على الجذع في وضع مستقيم.
-عند حمل الأشياء الثقيلة، يراعى أن تكون قريبة من الجسم ما أمكن ذلك .
-عند نشر الملابس توضع الملابس المبللة في إناء على كرسي أو منضدة عالية؛ لمنع تكرر الانحناء عدة مرات .
-عند الكنس أو المسح أو تلميع الأرضيات يراعى أن تكون الأدوات المستخدمة ذات طول مناسب؛ لمنع انحناء المرأة كثيرًا .
-عند تحريك الأشياء الثقيلة يراعى أن تجمع قوة الدفع عند مركز ثقل الجسم المراد دفعه .
-عند جلوس ربة البيت لأداء بعض الأعمال ، يجب مراعاة سهولة حركة اليدين، وأن يكون ارتفاع المنضدة التي تجرى عليها العمل والكرسي الذي تجلس عليه مناسبين لطبيعة العمل ، وجسم المرأة .
الإسعافات الأولية:
-عدم الإسراع في إعطاء أي دواء إلا عند التيقن من أنه خاص بالحالة المعالجة وبالرجوع إلى الطبيب.
-في حالة وقوع كسر أو التواء يجب التوجه إلى أقرب مستشفي بها استقبال حوادث لعمل الجبيرة اللازمة بمعرفة الطبيب المختص.
-في حالة دخول أي جسم غريب إلى أي جزء من جسم الإنسان مثل قطع الزجاج أو الخشب أو مسمار أو خلافه ، يجب جذبه واستخلاصه من الجسم إذا كان ظاهرًا بواسطة (الجفت)، ثم يطهر موضعه بإحدى المطهرات الموجودة ، أما إذا تعذر إخراجه فيجب التوجه إلى أقرب مستشفي أو عيادة لعمل الإسعافات اللازمة .
-يفضل عدم استخدام أية أدوية للعين أو الأذن إلا بعد استشارة الطبيب .

الصيدلية المنزلية:
وجود صيدلية في البيت أمر ضروري ولازم؛ لإسعاف المصاب بشكل سريع ومؤقت لحين وصـول الطبيب أو الإسعاف أو لحين الانتقال إلى المستشفي .
وليس من الضروري أن يكـون أحد أفراد الأسرة طبيبًا أو صيدليًّا؛ كي تجهز الصيدلية، فقليل من الخبرة والاهتمام يكفي، مع مراعاة الأمور التالية:
-تحفظ الصيدلية في مكان خاص وتثبت بعيدًا عن متناول الأطفال منعًا لحوادث التسمم بالأدوية نتيجة لتناول الأطفال لها ظنا منهم أنها نوع من الحلوى خاصة بعد التطور الخطير في تغليف عبوات الأدوية الحديثة، وعدم توفر عبوات الأمان التي يصعب على الطفل فتحها .
-يفضل أن تكون الصيدلية المنزلية على هيئة أرفف كل رف به نوعية مستقلة من الأدوية، مثل: رف لأدوية الحروق والجروح (الإسعافات الأولية)، ورف لأدوات الغيار والأربطة وخلافه، ورف لأدوية العيون (القطرات والمراهم) الموصوفة من الطبيب، ورف للأدوية التي تتعاطى عن طريق الفم.
-يفضل عمل صيدلية خاصة لأدوية الأطفال .
-أن تكون الصيدلية في مكان جيد التهوية، بعيدًا عن الحرارة العالية أو الرطوبة، وهناك أدوية يجب حفظها بالثلاجة، فيجب أن تكون في مكان بعيد عن أيدي الأطفال أو توضع في المكان المخصص للأدوية الطبية في الثلاجة، إن وجد.
-تكتب أسماء الأدوية بخط واضح مقروء على العلب المحفوظة بها، إذا لزم ذلك.
-إذا وجد أكثر من مريض في وقت واحد في المنزل، فيجب كتابة اسم كل مريض على الدواء الخاص به، منعًا لاحتمال تناول دواء مريض آخر، وما قد يترتب على ذلك من آثار غير مرغوبة .
-تُعْطَى الأدوية للمريض بجرعاتها المحددة وفي المواعيد التي يقررها الطبيب والصيدلي، ويجب ألا ينقطع المريض عن تعاطى الأدوية المحددة له من قبل الطبيب المعالج، واتباعًا لإرشادات الصيدلي إلا باستشارة طبية، كذلك عدم استخدام الدواء بجرعات أكثر من التي حددها الطبيب.
-عدم تكرار المريض للدواء من تلقاء نفسه دون استشارة طبية.
-في حالة تعاطي بعض الأدوية وظهور أعراض حساسية لنفس الـدواء، مثــل: ظهـور طفح جلدي أو احمرار بالجلــد أو الموضع الذي وضع عليه العلاج كما في حالة المراهم وقطرات العيون والدهانات، فيجب توقف المريض عن تعاطى العلاج فورًا، واستشارة الطبيب أو الصيدلي في أقرب فرصة منعًا لحدوث مضاعفات.
-في حالة وجود مريض في الأسرة يستخدم أدوية مزمنة، مثل علاج أمراض السكر أو الضغط أو القرحة أو الروماتيزم وخلافه؛ يجب أن توضع هذه الأدوية في ركن مستقل بالصيدلية ولا يفتح إلا بواسطة المريض نفسه أو من يقوم بإعطائه العلاج منعًا لحدوث اختلاط هذه الأدوية العامة بالصيدلية المنزلية.
-توافر بعض الأدوات المهمة في الصيدلية مثل: مقص جراحي، جفت، قربة كمادات، قفاز طبي، أربطة شاش، أربطة ضاغطة، لفات بلاستر، قطع قطن طبي، ترمومتر طبي.
في بـيتنا مريض :
المرض ابتلاء من الله يبتلى به من يشاء من عباده ليختبره ويطهره من آثامه ، قال صلى الله عليه وسلم: (عجبًا لأمر المؤمن، إنَّ أمره كله خير، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراءُ شكر، فكان خيرًا له، وإن أصابته ضراءُ صبر، فكان خيرًا له) [مسلم].
وقد يصاب أحد أفراد الأسرة بمرض يلزمه الفراش، أو يوجد أفراد مسنون يحتاجون لرعاية خاصة، فمثل هذه الحالات لابد لها من الاهتمام والرعاية الخاصة، ويجب أن يتوافر الهدوء والراحة النفسية في حجرة المريض؛ حتى تكون عاملا مساعدًا على الشفاء، ولذلك يجب:
-الاهتمام بالمريض والدعاء له بالشفاء، لإدخال البهجة والسرور عليه؛ فندعو ونقول: (أذهب الباس رب الناس. اشف وأنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاءً لا يغادر سقمًا) [البخاري].
(اللهم رب الناس! مُذهب الباس، اشف أنت الشافي، ولا شافي إلا أنت، اشف شفاءً لا يغادر سقمًا) [أحمد والبخاري].
-أن تكون إضاءة حجرته مناسبة، فتكون هادئة وخافتة؛ لتعطى إحساسًا بالراحة والهدوء، مع مراعاة عدم تسلط الضوء على عين المريض مباشرة، وإذا احتاج إضاءة قوية لقراءةٍ أو ما شابه ذلك فلا مانع إن كانت حالته الصحية تسمح بذلك.
-أن تكون تهوية الحجرة مناسبة، فلا يتعرض المريض لتيارات هوائية شديدة، وعند فتح النوافذ لتهوية الحجرة، توضع الحواجز (بارافانات)؛ حتى لا يندفع الهواء نحو المريض مباشرةً أو تفتح النوافذ فتحة بسيطة، وكذا فالمحافظة على درجة حرارة الحجرة بصفة مستمرة لها أهمية كبيرة.
-الاهتمام بنظافة الحجرة باستمرار بما لا يزعج المريض، ويراعى استخدام المطهرات أثناء عملية التنظيف، كما يراعى قدر الإمكان الإقلال من الغبار المثار والصوت الناتج عن عملية التنظيف .
-ضرورة وجود الأزهار والنباتات في حجرة المريض؛ لأنها تضفي نوعًا من البهجة والانتعاش الذي يساعد المريض على الراحة النفسية، كما أن تغيير شكل وتنظيم الأزهار من وقت لآخر يساعد على الإحساس بالتجدد وعدم الملل والرتابة، ويلاحظ وضع الأزهار ذات الرائحة النفاذة بعيدًا عن سرير المريض إذا تطلبت ظروفه الصحية ذلك .
-تلبية رغبات المريض، وتوفير لوازمه دون أن يطلبها.
-إذا كان المريض يستطيع خدمة نفسه، فيفضل أن تكون الأدوية التي يحتاج إليها في متناول يده على منضدة مجاورة له، ومعها كوب ماء، ومناديل ورق، وساعة صغيرة، ومصحف، وكتاب يفضله، ومذياع صغير... وما شابه ذلك.

محمد رافع 52
11-01-2013, 12:20 AM
بيتنا مرح
البيت المسلم لا يخلو من الدعابة والمرح، رغم أنه بيت جهد وعمل، ولقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قدوة في ذلك، فكان ضحاكًا بسامًا، فعن أبى أمامة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان من أضحك الناس وأطيبهم نفسًا._[الطبراني].
والمرح في البيت المسلم لا يخدش الحياء، ولا يزعج الجيران، ولا يميت القلوب، ليس فيه سخرية، ولا غيبة، ولا عيب في أحد، لكنه يجدد النشاط، ويقضى على الرتابة والملل، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (روحوا القلوب ساعة فساعة) [أبو داود] .
ولقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يداعب أهله ويمازحهم، فامتلأت بيوته صلى الله عليه وسلم بالمرح والسعادة؛ فعن عائشة -رضى الله عنها- أنها كانت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر، قالت: فسابقته فسبقتُه على رِجْلي، فلما حملت اللحم سابقته فسبقني، قال: (هذه بتلك السبقة) [أبو داود].
وعنها أيضا قالت: لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يسترني بردائه، وأنا أنظر إلى الحبشة يلعبون في المسجد، حتى أكون أنا التي أسأم (أملُّ). فاقدروا قدر الجارية الحديثة السن، الحريصة على اللهو._[متفق عليه].
وكان صلى الله عليه وسلم يداعب صغار أهل بيته ويمازحهم ويضاحكهم، فعن عبدالله بن الحارث -رضى الله عنه- قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يَصُفُّ عبدالله وعبيد الله وكثيرًا من بنى العباس -رضى الله عنهم- ثم يقول: (من سبق إلى فله كذا وكذا). قال :فيستبقون إليه فيقعون على ظهره وصدره فيقبلهم ويلزمهم._[أحمد].
وعن جابر -رضى الله عنه- قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعينا إلى طعام، فإذا الحسين -رضى الله عنه- يلعب في الطريق مع صبيان فأسرع النبي صلى الله عليه وسلم أمام القوم ثم بسط يده، فجعل حسين يفر ههنا وههنا فيضاحكه رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أخذه فجعل إحدى يديه في ذقنه والأخرى بين رأسه وأذنيه ثم اعتنقه وقبله._[الطبراني].
التليفزيون والفيديو في البيت المسلم :
يعتبر التليفزيون من أخطر وسائل الإعلام الحديثة، وهو سلاح ذو حدين، فقد يستغل في غرس المبادئ والقيم، أو يكون معول هدم يحطم القيم ويفسد الأخلاق. ودور التليفزيون لا يقل خطورة عن دور الأسرة والمدرسة خاصة مع الأطفال والشباب، والبعض يطلق عليه الأب الثالث تعبيرًا عن شدة تأثيره معرفيّا ووجدانيًّا وسلوكيًّا على الأبناء، ومن هنا فلابد من الحذر مما يقدمه التليفزيون، وهذا ليس معناه رفض التليفزيون لذاته، ولكن المطلوب استخدامه فيما يفيد وفيما يرضي الله -سبحانه- بحيث يغرس الأخلاق ويدعو للفضيلة، وبذلك يصبح وسيلة للتعليم والتربية، وليس وسيلة لتحطيم الأفكار التي تلقاها الطفل من بيته ومدرسته.
فيجب عدم مشاهدة البرامج غير النافعة، وإقناع الأبناء بطريقة لطيفة بأن كثيرًا مما يعرض على شاشة التليفزيون ضرره أكثر من نفعه، كما يجب أن يتفادى أفراد الأسرة السهر أمام شاشة التليفزيون، لما في ذلك من إضاعة للوقت مما ينتج عنه ضياع صلاة الفجر في وقتها، أو التأخر في الاستيقاظ بالإضافة إلى الكسل والخمول لعدم الحصول على قسط كافٍ من النوم .
والفيديو أحد الأجهزة الإعلامية المهمة، ويجب التحكم فيما يعرض فيه من خلال الأب والأم، عندئذٍ يمكن استخدام هذا الجهاز استخدامًا صحيحًا، وذلك بمشاهدة البرامج النافعة والهادفة التي تساعد في تربية الأبناء وتوجيههم وتعليمهم، وما ظهر من أفلام تعالج قضايا مهمة للأسرة.
وعلى المسلمة أن تزود مكتبة بيتها بشرائط الفيديو العلمية والدينية، كما يجب عليها أن تراقب أبناءها فيما لديهم من أشرطة، وتتابعهم حتى لا تتسرب إليهم أفلام فاسدة عن طريق أصدقاء السوء، مع توفير البديل الصحيح الذي يشبع رغباتهم.

محمد رافع 52
11-01-2013, 12:26 AM
بيتنا مقتصد
يقوم اقتصاد البيت المسلم على مجموعة من القيم والأسس التي تميزه عن غيره، منها:
*الإيمان بأن المال مال الله، وأن أفراد الأسرة مستخلفون فيه، قال تعالى: {آمنوا بالله ورسوله وأنفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه} [الحديد: 7].
* الإيمان بأن الله فَضَّل بعض الناس على بعض في الرزق، قال تعالى: {والله فضل بعضكم على بعض في الرزق} [النحل: 71]. والتفاضل في الرزق يعنى تفاوت الناس فيما قدر لهم من أرزاق، وليس معناه أن الغنى أفضل من الفقير، بل الأفضلية عند الله بالتقوى والعمل الصالح، فللفقراء منزلة عظيمة عند الله، متى تحلَّوْا بالصبر والرضا بما قسمه الله، وهذا لا يعنى أن نتمنى الفقر، فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( اللهم إني أعوذ بك من الكفر والفقر).
[أبو داود والنسائي وأحمد] بل إننا مطالبون بالعمل والسعي والكسب حتى لا نكون فقراء.
*الالتزام بوصية الرسول صلى الله عليه وسلم بعدم النظر إلى من هو أعلى منا، فقد قال صلى الله عليه وسلم: (انظروا إلى من أسفل منكم ولا تنظروا إلى من هو فوقكم، فهو أجدر ألا تزدروا نعمة الله) _[مسلم] .
* الكسب الحلال، قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم واشكروا لله إن كنتم إياه تعبدون} [البقرة: 172] فالله طيب لا يقبل إلا طيبًا، قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا أنفقوا من طيبات ما كسبتم} [البقرة: 267]، ويقول صلى الله عليه وسلم: (إنه لا يربو لحم نبت من سحت إلا كانت النار أولى به) [الترمذي وأحمد]. والكسب الحلال أحد أسباب استجابة الدعاء، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( ... ومطعمه حرام، ومشربه حرام ، وملبسه حرام ، وغذي بالحرام، فأنى يستجاب لذلك) [مسلم].
*مسئولية الرجل عن الإنفاق، يقول تعالى: {الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم} [النساء: 34]، والإنفاق يكون في حدود الطاقات المادية، يقول تعالى: {لينفق ذو سعة من سعته ومن قدر عليه رزقه فلينق مما آتاه الله لا يكلف الله نفسًا إلا ما آتاها سيجعل الله بعد عسر يسرًا} [الطلاق: 7]، وقال صلى الله عليه وسلم: (من أنفق على امرأته وولده وأهل بيته فهي صدقة) [الطبراني].
* الاعتدال في الإنفاق وتدبير شئون البيت، قال تعالى: {ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملومًا محسورًا} [الإسراء: 29].
وقال أبو بكر -رضى الله عنه-: إني أبغض أهل البيت الذين ينفقون رزق أيام في يوم واحد.
ولقد أوصت سيدة صالحة ابنتها: لا تكلفي زوجك إلا ما يطيق طبقًا للأحوال، وارفعيه بيدك عن مواطن الضعف و الضيق، فحمل الصخور أخف من حمل الديون.
*إدراك الفرق بين الاقتصاد والشح، فالمسلم منهي عن البخل والشح، ولا شك أن ضرورات عصر تختلف عن ضرورات عصر آخر، وضرورات بيت تختلف عن ضرورات بيت آخر، والعبرة ألا يشتري إلا ما هو ضروري للاستعمال .
*ترتيب أولويات الإنفاق في حدود الكسب، فيكون الاهتمام بالضروريات ثم الكماليات، ويجب البعد عن الإنفاق غير المشروع، مثل الإنفاق على وسائل اللهو غير المشروعة، أو شراء ما حرمه الشرع من طعام أو شراب .
* ادخار الفائض من الحاجات الأساسية، فقد يحتاج البيت لهذا الفائض بعد ذلك، وخاصة في حالات الشدة و الضيق .
* إعداد الميزانية، ويقصد بها توزيع الموارد المحدودة على الحاجات المتعددة. والقصد من وضع الميزانية حسن استغلال الموارد.
ومن الأشياء التي يجب مراعاتها أثناء إعداد الميزانية:
-أن يتعلم أفراد الأسرة كيفية صنع القرارات السليمة والحكيمة، التي تساعدهم على اتباع أفضل الطرق لاستعمال ما يتوفر لديهم من موارد و إمكانيات؛ لتحقيق ما يرجونه من أهداف، وما يتطلعون إليه من آمال في حياتهم.
-الاعتماد على الشورى بين أفراد الأسرة ، لضبط الميزانية كلما أمكن، فمشاركة أفراد الأسرة في إعداد الميزانية تعطى حافزًا معنويا وعزيمة لكل أفراد الأسرة، كما أنها تساعدهم في إنجاح الميزانية وتجعلهم يتحملون جميعًا عبء ضبطها.
-تنظيم عملية الإدارة المنزلية؛ والتخطيط السليم، ليسهل حل المشكلات التي تواجه أفراد الأسرة، والموازنة بين مسئولية الفرد نحو الأسرة ومسؤولية الأسرة نحو الفرد.
وتتكون العملية الإدارية من خمس مراحل، هي: تحديد الهدف، والتخطيط، والتنظيم، والتنفيذ، والتقييم. وذلك مع مراعاة الالتزام بعناصر العملية الإدارية مثل:
* تقدير قيمة الوقت، والجهد المبذول من كل فرد من أفراد الأسرة، و غير ذلك.
* مراعاة مستويات الأفراد.
* حساب الظروف الطارئة .
* تحديد حجم الموارد، وتقسيم موارد الأسرة إلى موارد بشرية، وموارد غير بشرية.
فمن الموارد البشرية: المهارات والقدرات والميول والطاقات والاتجاهات.
ومن الموارد غير البشرية: الوقت والمال والممتلكات وتسهيلات المجتمع.
وهناك بعض العوامل التي تؤثر في موارد الأسرة مثل : مستوى معيشة الأسرة ، وحجمها، ومكان السكن، والمرحلة التي تعيش فيها، وغير ذلك.
ترشيد استهلاك المواد الغذائية:
يتم ترشيد استهلاك المواد الغذائية، باتباع خطوات محددة، منها:
-معرفة السلع من حيث جودتها وسعرها.
-معرفة بدائل السلع الأساسية؛ حتى يمكن الاستعانة بها عند اختفاء سلعة أو ارتفاع ثمنها.
-عدم الوقوع تحت تأثير الإعلانات، حيث إن دورها يكون سلبيا في غالب الأحيان، ويهدف إلى التأثير على الناس لشراء ما لا يحتاجون إليه.
-شراء الاحتياجات الأساسية بالكميات التي يحتاج إليها دون زيادة.
-اختيار البضاعة المناسبة لدخل الأسرة، و الموجودة في أسواق الجملة القريبة من المسكن.
-مراعاة التوقيت المناسب لشراء السلع؛ فهناك بعض المواسم التي تقل فيها أسعار السلع، مثل الطماطم ، فيمكن شراء كمية كبيرة و تحويلها إلي(صلصة)، لتُستعمل في الأيام التي ترتفع فيها أسعار الطماطم .
-عدم طبخ كميات كبيرة من الطعام تزيد عن الحاجة، كما أنه ليس هناك داعٍ للإكثار من الأصناف المطهية في الوجبة الواحدة .
-الاستفادة من بواقي الأطعمة، بدلا من التخلص منها .
-ومن أشكال الترشيد ألا يرمى جزء كبير من الثمرة مع قشرتها .
-عند إعداد المائدة يوضع عليها طعام قدر الحاجة فقط، فالإسلام يوجهنا إلى أن اللقمة نعمة يجب المحافظة عليها وصيانتها، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(إذا سقطت من أحدكم اللقمة فليمط ما كان بها من أذى، ثم ليأكلها، و لا يدعها للشيطان، فإذا فرغ فليلعق أصابعه، فإنه لا يدرى في أي طعامه تكون البركة) [مسلم] .
-استعمال الأدوات المنزلية غير القابلة للكسر أثناء العمل في المطبخ، و يقتصر استعمال الأدوات ذات القيمة على المناسبات.
ترشيد استهلاك الملابس:
-إن معرفة سيدة البيت بالأشغال اليدوية، مثل: الخياطة والتفصيل والتطريز من الأشياء التي تساعد على ترشيد الاستهلاك في جانب الملابس؛ حيث يمكن توفير جزء كبير من الميزانية كان سيوجه إلى شراء الملابس الجاهزة.
-شراء بواقي الأقمشة بأسعار رخيصة، مع اختيار الألوان المتناسقة لعمل ملابس الأطفال.
-عند حدوث تلف أو قطع في أجزاء الملابس يجب الإسراع بإصلاحه حتى لا تفسد كلها، كذلك يجب تثبيت الأزرار عند اختلالها؛ حتى توفر ثمن إعادة شرائها .
-مراعاة الطرق الصحيحة في الغسل والكي والتجفيف؛ لأنها تحافظ على الملابس لأطول فترة ممكنة .
-يمكن استخدام ملابس الطفل الكبير لأخيه الأصغر منه؛ لتوفير ثمن الملابس الجديدة، ولكن بشرط مراعاة الناحية التربوية؛ فلا تكون كل ملابس الأخ الأصغر هي الفائضة عن الأخ الأكبر، فيترجم ذلك على أنه تفرقة في المعاملة بين الإخوة مما يسبب الغيرة و العداوة بين الأشقاء. وعند إعطائه ملابس أخيه يجب إقناعه بتقبل ذلك بصورة عادية؛ وذلك بغرس الحب بين الأخوين، وتوضيح أنه لا فرق بينهما، وأن أخاه يعطيه ملابسه بدافع الحب.
ترشيد استهلاك الأجهزة الكهربائية:
لقد منَّ الله على البشرية بالعلم، وكان من آثار هذا العلم المخترعات الحديثة التي يسَّرتْ سُبُلَ الحياة، ووفرت كثيرًا من طاقات الإنسان؛ لذا يجب المحافظة على الأجهزة الكهربية وصيانتها ومعرفة كيفية التعامل معها، وهناك بعض التعليمات العامة في هذا الأمر، منها:
-قراءة التعليمات المرفقة بالجهاز .
-العناية بنظافة الأجهزة .
-حسن استعمال الأجهزة وعدم تحميلها أكثر من طاقتها .
وهناك بعض التعليمات عند استخدام بعض الأجهزة الكهربائية:
الثلاجة: للحفاظ على سلامة الثلاجة ، يراعى ما يلي:
-وضع الثلاجة في مكان بعيد عن الحرارة ، وترك مسافة بينها وبين الحائط .
-إذابة الثلج المتراكم داخلها أولا بأول، ولا تستخدم سكينًا حادًّا في ذلك؛ كي لا تثقب الأنابيب فيتسرب غاز التبريد (الفريون) فيضطر إلى تغيير علبة التبريد .
-تجنب فتح الباب مرات عديدة، أو تركه مفتوحًا كأن يفتحها كل من يريد أن يشرب، فالأفضل وجود إناء كبير للشرب خارج الثلاجة.
-عدم ملء الثلاجة بأكثر مما تتسع .
-عند السفر تنظف الثلاجة، و تفصل عنها الكهرباء، ويترك الباب مفتوحًا .
-اختبار سلامة الإطار الفليني على الباب من آن لآخر، ويتم ذلك بوضع ورقة بين إطار الباب وجسم الثلاجة، فإذا فتحت بسهولة دل ذلك على وجوب تغيير الإطار .
-ضبط درجة تبريد الثلاجة بقدر الحاجة.
-إذا كانت الثلاجة فارغة لسبب أو لآخر فلا داعي لتشغيلها .
-وضع علبة بها فحم نباتي داخل الثلاجة؛ لتمتص الروائح .
الغسالة: هي من الأجهزة التي وفرت جهدًا كبيرًا كان يبذل في غسل الملابس؛ لذا يجب المحافظة عليها، وترشيد استهلاكها، ومراعاة الأمور التالية:
-التأكد من سلامة التوصيلات الكهربية، ووضع عازل مطاطي أو خشبي للوقوف عليه أثناء التشغيل؛ لتجنب حدوث أية صدمة كهربية .
-بعد الانتهاء من الغسيل يفرغ الماء من الغسالة عن طريق الخرطوم، وتنظف جيدًا من آثار الماء والصابون، وتوضع في مكان خاص بها .
-عدم نقع الملابس في الغسالة لفترة طويلة؛ لأن ترسب الأملاح والصابون على جدرانها يسبب تآكلها، ويفضل النقع في إناء منفصل .
-استعمال ماء دافئ نقي في الغسيل .
غسالة الأطباق: يجب مراعاة الأمور التالية للمحافظة عليها:
-يراعى استعمال الماء النقي الدافئ.
-إزالة بواقي الأطعمة المحروقة من الآنية قبل وضعها في الغسالة .
-توضع الأكواب والأطباق بعيدة عن بعضها؛ بحيث تتعرض لأكبر كمية من الماء.
-وضع كمية مناسبة من المنظف؛ حتى تتكون رغوة تكفي لعملية التنظيف، أما الكمية القليلة فهي لا تكفي التنظيف الجيد .
البوتاجاز وسخان الغاز: للمحافظة عليهما يجب مراعاة الأمور التالية:
-عدم تسرب الغاز لتجنب الحوادث و الأخطار؛ لذا يجب التأكد من طريقة إشعاله، وسلامة خرطوم الغاز الموصل للجهاز وجودة تركيبه .
-عند انطفاء الشعلة فجأة يجب عدم إشعال أي لـهب أو ثقاب، بل يغلق أولا مفتاح الغاز، ويهوى المكان .
-تنظيف البوتاجاز من الخارج والداخل؛ حتى لا تتسبب بقايا الأطعمة في انسداده.
مفرمة اللحم: يراعى ما يأتي:
-إذا كانت المفرمة يدوية تغسل أجزاؤها بالماء والصابون جيدًا وتجفف، أما إذا كانت كهربية فتغسل أجزاؤها عدا الجزء الخاص بالموتور، فيفصل عنه الكهرباء، ويمسح جيدًا بقطعة قماش مبللة بالماء والصابون ثم بالماء فقط .
-يسَنُّ سلاح المفرمة من آن لآخر حتى يسهل استعمالها، ويراعى عدم تشغيل المفرمة لمدة طويلة متواصلة ؛ لأن سخونة الموتور تؤدى إلى احتراقه .
-عدم وضع أشياء صلبة كالعظام ونحوها ضمن اللحم، وعدم استخدام ملعقة الخشب في دفع اللحم حرصًا على سلامة المفرمة.
-لا تستخدم المفرمة في غير ما خصصت له .
خلاط العجين: يجب أن تراعى الأمور التالية للمحافظة عليه:
-وضع كمية الطعام المناسبة له .
-عدم تعريض الموتور للماء، ويكتفي عند تنظيفه بقطعة مبللة بالماء .
-لا يشغل الخلاط لمدة طويلة؛ لتجنب تلف الموتور .
-التأكد من توازن الخلاط، فلا يميل إلى جهة واحدة أثناء الدوران .
الخلاط: يستخدم الخلاط الكهربي عادة في عصر الفواكه والطماطم وعمل العصائر المتنوعة، وللعناية به يتبع الآتي:
-العناية بالأسلحة وتنظيفها وتجفيفها .
-يغسل الجزء العلوي فقط، أما الموتور فيمسح بقطعة قماش مبللة؛ لأن الماء إذا تسرب إليه يسبب تلفه .
-لا يستعمل الجهاز لفترات طويلة متواصلة ؛ لأن ذلك يسبب ارتفاع درجة حرارة الموتور مما يؤدي إلى احتراقه.
المروحة: يكثر استعمال المروحة في أوقات الصيف، ولاسيما في الساعات شديدة الحرارة، وللمحافظة عليها وترشيد استخدامها يراعى ما يأتي:
-تنظف من الخارج بقطعة قماش مبللة ناعمة .
-إذا اتسخت الأجنحة الداخلية يمكن فك الهيكل الخارجي وتلميعها .
-عدم تعريض الموتور للماء نهائيا؛ لأن ذلك يتلفه .
-تتم عملية التزييت للمروحة مرة كل سنة بواسطة متخصص.
المكيف: للعناية بجهاز التكييف يجب اتباع التعليمات الآتية:
-عدم تغطية واجهة الجهاز بأي شيء؛ حتى لا يعوق مرور الهواء .
-استعمال سلك كهربي متين ووصلات كهربية قوية؛ لتتحمل قوة سحب الجهاز .
-تستعمل المكنسة الكهربية عند تنظيفه؛ لامتصاص الأتربة .
-يغير لوح تنقية الهواء من وقت لآخر حسب التعليمات المرفقة بالجهاز .
-إذا صدر من الجهاز أى صوت غريب يجب فصل التيار الكهربى في الحال، ويعرض الجهاز على متخصص.
المكنسة الكهربائية: حتى تتحقق سلامتها لأطول فترة ممكنة يتبع الآتي:
-تفريغ كيس الغبار كلما امتلأ إلى نصفه .
-تنظيف المرشح باستمرار، باستعمال فرشاة ناعمة، ثم تمسح أجزاء المكنسة الداخلية .
-يجدد الخرطوم المطاطي إذا فقد متانته، أو زاد طوله عن المفروض .
-تشحم المكنسة على فترات بواسطة متخصص .
المكواة: يجب اتباع الآتي، للمحافظة عليها:
-تنظف المكواة بقطعة مبللة بماء دافئ وصابون، ولا تنظف بمادة خشنة ؛حتى لا تصيب نعومة سطحها .
-لا تخزن المكواة إلا بعد تمام تبريدها، ثم يلف السلك من حولها .
-يفصل التيار الكهربي عنـد ملء خزان المكواة بالماء، أو تفريغه.
-يفضل استخدام ماء نظيف مقطر في ملء الخزان؛ وذلك لضمان عدم تسرب أية أملاح قد تتسبب في تلفه، أو تقلل من سرعة التبخر .
-وضع المكواة في الوضع الذي نضمن به عدم وقوعها أثناء التشغيل .
-تدهن المكواة بطبقة من الفازلين أو الشمع لمنع الصدأ، وذلك إذا تركت فترة بدون استعمال، ويمكن استعمال الصنفرة الناعمة لإزالة الصدأ.
ماكينة الخياطة: من الأجهزة الضرورية التي يفضَّل تواجدها في البيت، وللعناية بماكينة الخياطة والحفاظ عليها، تراعى الأمور الآتية:
-تغطيتها عند عدم الاستعمال، وتزييتها بانتظام بواسطة الزيت الخاص بها .
-يزال الزيت الزائد و الأتربة المتراكمة؛ حتى لا تتسخ الملابس أثناء خياطتها .
-استخدام الخيط المناسب، وضبط اتجاه النسيج؛ لتسهيل عملية الخياطة .
-استخدام الإبر الخاصة بأنواع النسيج المختلفة .
-الحفاظ على توازن الدواسة أثناء الضغط عليها بالقدم (عند عدم وجود موتور)، بحيث تكون القدمان أفقيتين عليها، وتكون القدم اليمنى على الركن الأسفل من الناحية اليمني، والقدم اليسرى على الركن الأعلى من الناحية اليسرى. وعند تشغيل الماكينة بموتور كهربي يستغنى عن هذه الدواسة، وتستخدم دواسة الموتور .

محمد رافع 52
11-01-2013, 01:21 AM
الله أكبر وارتَـمَى قـلبِي بـِبابِ الرَّحمَةِ



اللهُ أكبـَرُ وانـتـهَـى نـصَـبِـي وزالـت شِقـوَتـي
اللهُ أكبَـرُ وارتــَمَـى قـلبـِي بــبـَابِ الرّحـمَــةِ
حَـلّـقـتُ في أفِـقِ الخُشُوع ِ وقـَد شرَقـتُ بـدمـعَـتـِي
ونـَفَـضـتُ عَن قـلبِـي جِـبَالاً مِـن ذنـُوب الغــَفـلةِ
وتـركتُ أوصـالي يـجُـول بـِهَـا إرتـِعَــادُ الخَـشيـَةِ
وبـَدأتُ أبـكِي مِـثـلَ طِـفـل خـَائـِـف فِـي الظـُلـمَـةِ
فـوَجَدتُ في المِـحـراب أنسِي بَـعـد طـُـول الوَحـشةِ
وغدوتُ قـلـبــًا نـابضـًا يَـهتـَـزُّ مِـثـلَ الشُعــلـَةِ
فـإذا أنـَـا والله لا أحـدٌ يُـعَـجِّــلُ صُـحــبَـتـِي
وإذا العَـوَالِــم قـَد رَنـَـت نَـحـوي بِـعَـيـنِ الغَـيْـرَةِ
إن الصَّـلاة بِـهـا ثـبَـاتُ القـَــلب عـنـدَ المِـحـنـَةِ
وَهِـي العَـفَــافُ إذا دُعِـيـتَ إلى سعِـيـرِ الشهْــوَةِ
يَـارَبِّ فـَاجـعَـل فِـي الصَّــلاة حَـيـَاتـَهـا للأمَّـةِ
يُـجـزى المُـصَلـِّي بِـالجِـنـان وفـِي صَـلاتي جَـنـَّـتي
اللهُ أكبَـرُ وانـتـَهى نَـصَـبِـي وزالَـتْ شِـقـوتِـي
الله أكبــر وارتَـمَـى قــلبِـي بـِـبَــابِ الرَّحـمَـةِ
قـلبِـي بِـبَـابِ الرَّحمَـةِ ..... قـَـلبي بِـبـَابِ الرَّحمَـةِ !!!

محمد رافع 52
11-01-2013, 01:30 AM
عوامل إصلاح المجتمع
المجتمع في أشد الحاجة إلى الإصلاح, المجتمع الإسلامي وغير الإسلامي, ولكن بوجه أخص المجتمع الإسلامي في أشد الحاجة إلى أن يسير على النهج القويم, وأن يأخذ بالعوامل والأسباب والوسائل التي بها صلاحه, وأن يسير على النهج الذي سار عليه خيرة هذه الأمة, خليل الرحمن وصفوته من عباده, سيدنا محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام.
ومعلوم أن العوامل التي بها صلاح المجتمع الإسلامي وغير الإسلامي, هي العوامل التي قام بها إمام المرسلين, وخاتم النبيين عليه من ربه أفضل الصلاة والتسليم, وقام بها صحابته الكرام وعلى رأسهم الخلفاء الراشدون المهديون: أبو بكر الصديق , وعمر الفاروق , وعثمان ذو النورين , وعلي المرتضى, أبو الحسن , ثم من معهم من الصحابة رضي الله عن الجميع, وجعلنا من أتباعهم بإحسان.
ومن المعلوم أن هذه العوامل قام بها نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في مكة أولا, ثم في المدينة , ولن يصلح آخر هذه الأمة إلا الذي صلح به أولها كما قال أهل العلم والإيمان, ومن جملتهم الإمام المشهور مالك بن أنس إمام أهل الهجرة في زمانه, والفقيه المعروف, أحد الأئمة الأربعة قال هذه المقالة, وتلقاها أهل العلم في زمانه وبعده, ووافقوا عليها جميعا: ( لن يصلح آخر هذه الأمة إلا ما أصلح أولها ).
والمعنى: أن الذي صلح به أولها وهو اتباع كتاب الله وسنة رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم هو الذي يصلح به آخرها إلى يوم القيامة.
ومن أراد صلاح المجتمع الإسلامي, أو صلاح المجتمعات الأخرى في هذه الدنيا بغير الطريق والوسائل والعوامل التي صلح بها الأولون فقد غلط, وقال غير الحق, فليس إلى غير هذا من سبيل, إنما السبيل إلى إصلاح الناس وإقامتهم على الطريق السوي, هو السبيل الذي درج عليه نبينا عليه الصلاة والسلام, ودرج عليه صحابته الكرام ثم اتباعهم بإحسان إلى يومنا هذا, وهو العناية بالقرآن العظيم, والعناية بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم, ودعوة الناس إليهما والتفقه فيهما, ونشرهما بين الناس عن علم وبصيرة وإيضاح ما دل عليه هذان الأصلان من الأحكام في العقيدة الأساسية الصحيحة.
ومن الآراء التي يجب على المجتمع الإسلامي الأخذ بها, وبيان المحارم التي يجب على المجتمع الإسلامي الحذر منها , وبيان الحدود التي حدها الله ورسوله, حتى يقف عندها, كما قال عز وجل: ( تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا )]سورة البقرة الآية 187[،وهي المحارم نهى عن قربانها باقتراف المعاصي, كما نهى عن تعدي الحدود التي حدها لعباده وهي ما فرضه عليهم, وألزمهم به من العبادات والأحكام.
والرسول صلى الله عليه وسلم أول عمل عمله, وأول أساس رسمه, أنه دعا الناس إلى توحيد الله , وإخلاص العبادة له.
هذا أول عمل, وهذا أول أساس تكلم به ودعا إليه وسار عليه, هو دعوة الناس إلى توحيد الله , وإرشادهم إلى تفاصيل ذلك.
والكلمة التي دلت على هذا المعنى هي قول: لا إله إلا الله هذه هي الأساس المتين, ومعها شهادة أن محمدا رسول الله.
هذان الأصلان والأساسان المهمان: هما أساس الإسلام , وهما أساس صلاح هذه الأمة, من أخذ بهما واستقام عليهما عملا وعلما ودعوة وصبرا, استقام له أمره وأصلح الله به الأمة, على قدر جهاده وقدرته وأسبابه, ومن أضاعهما أو أضاع أحدهما ضاع وهلك.

ولما بعث الله نبيه عليه الصلاة والسلام, وأنزل القرآن, كان أول ما نزل عليه: اقرأ, ثم المدثر, فقام إلى الناس ينذرهم ويدعوهم إلى توحيد الله ويحذرهم نقمة الله عز وجل, ويقول:" يا قوم قولوا لا إله إلا الله تفلحوا" . ]مسند أحمد بن حنبل (3/492) [. فاستكبر المشركون واستنكروا هذا ; لأنه ليس الأمر الذي اعتادوه, وليس الأمر الذي أدركوا عليه أسلافهم, ولهذا استنكروه, وقالوا عند ذلك: (أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ) ]سورة ص الآية 5 وقالوا: أَئِنَّا لَتَارِكُو آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَجْنُونٍ ]سورة الصافات الآية 36 وقبلها قوله سبحانه: (إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُو آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَجْنُونٍ) ]سورة الصافات الآية 35-36[ فرد الله عليهم بقوله: ( بَلْ جَاءَ بِالْحَقِّ وَصَدَّقَ الْمُرْسَلِينَ)] سورة الصافات الآية 37[
وبسبب تساهل الكثير من العلماء وطلبة العلم, وأعيان أهل الإسلام الذين فقهوا توحيد الله, بسبب التساهل في هذا الأصل الأصيل, انتشر الشرك في بلدان كثيرة, وعبدت القبور وأهلها من دون الله, وصرف لها الكثير من عبادة الله, فهذا يدعو صاحب القبر, وهذا يستغيث به, وهذا ينذر له, وهذا يطلبه المدد كما فعلت قريش وغيرها في الجاهلية مع العزى, وكما فعل غيرهم مع اللات ومع مناة, ومع أصنام أخرى, وكما يفعل المشركون في كل زمان مع أصنامهم وأوثانهم, في التعظيم والدعاء والاستغاثة, والتمسح والتبرك وطلب المدد.
وهذا من دسائس الشيطان ومن مكائده, فإنه أحرص شيء على إزاحة الناس عن عقيدتهم ودينهم, وعلى إبعادهم عنها بكل وسيلة.

فالواجب على طلبة العلم - وهم أمل الأمة بعد الله عز وجل في القيادة المستقبلة, وهم رجال الغد في أي جامعة تخرجوا - أن يقودوا السفينة بحكمة وإخلاص وصدق, وأن يعنوا بالأساس وأن يعرفوا العامل الوحيد العظيم الذي عليه الارتكاز, والذي يتبعه ما سواه, وهو العناية بتوحيد الله والإخلاص له , والعناية بالإيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم, وأنه رسول الله حقا, وأن الواجب اتباعه, والسير في منهاجه, وأن صحابته هم خير الأمة, وهم أفضلها, فيجب حسن الظن بهم, واعتقاد عدالتهم, وأنهم خير الأمة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم, وأنهم حملة السنة وحملة القرآن, فوجب السير على منهاجهم والترضي عنهم جميعا, واعتقاد أنهم خير الناس, وهم أفضل الناس بعد الأنبياء كما ثبت في الصحيحين عن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:" خير الناس قرني ، ثم الذين يلونهم ، ثم الذين يلونهم " ]صحيح البخاري الشهادات (2509),صحيح مسلم فضائل الصحابة (2533),سنن الترمذي المناقب (3859),سنن ابن ماجه الأحكام (2362),مسند أحمد بن حنبل (1/434) [. وهناك أحاديث أخرى دلت على ذلك.
فأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم , هم خير الناس بعد الأنبياء, وهم أفضل الناس, وهم على مراتب في الفضل, فأفضلهم الخلفاء الراشدون ثم بقية العشرة المشهود لهم بالجنة , ثم الباقون على مراتبهم, وعلى حسب علمهم وفضلهم, فوجب أن نعني بهذا الأساس وأن ندعو الناس إلى توحيد الله وإخلاص العبادة له, وألا نغلو في القبور والأنبياء والأولياء ونعبدهم مع الله, ونصرف لهم العبادة من دعاء أو خوف أو رجاء أو نحو ذلك.

ويجب على طالب العلم وعلى القائد أن يعظم أمر الله ونهيه, وأن يستقر خوف الله في قلبه, فوق جميع الأشياء, وأن يعظم أمره ونهيه, وألا يبالي بما يرجف به المرجفون ضد الحق وأهله ثقة بالله, وتصديقا لما وعد رسوله محمدا صلى الله عليه وسلم وكافة الرسل كما في قوله جل وعلا:( وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّكُمْ مِنْ أَرْضِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ. وَلَنُسْكِنَنَّكُمُ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِهِمْ ذَلِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِي وَخَافَ وَعِيدِ الآية) ]سورة إبراهيم الآية13- 14[
فطالب العلم العالم والموجه, والقائد البصير لا يبالي بإرجاف عباد القبور, ولا بإرجاف الخرافيين, ولا بإرجاف من يعادي الإسلام من أي صنف, بل يصمد في الميدان, ويصبر ويعلق قلبه بالله, ويخافه سبحانه, ويرجو منه النصر جل وعلا, فهو الناصر وهو الولي سبحانه وتعالى, وقد وعد أن ينصر من ينصره فقال:( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ) ]سورة محمد الآية 7[ ويقول سبحانه: وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ] سورة الروم الآية 47 [لكن بالشرط وهو التمسك بدين الله, والإيمان به, والإيمان برسوله صلى الله عليه وسلم, والاستقامة على دين الله.
هذا هو السبب, وهذا هو الشرط في نصر الله لنا , كما قال عز وجل:( وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ . الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ) ]سورة الحج الآية 40-41[
وفي الآية الأخرى يقول سبحانه: )(وعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا) ]سورة النور الآية 55[
فهذا وعده عز وجل لمن استقام على الإيمان والهدى والعمل الصالح : أن الله يستخلفه في الأرض ويمكن له دينه, ويؤمنه ويعيذه من شر الأعداء ومكائدهم وينصره عليهم.
ومن تحقيق شهادة أن محمدا رسول الله تعظيم سنته, والدعوة إليها وتنفيذ مقاصدها, والتحذير من خلافها, وتفسير القرآن الكريم بها فيما قد يخفى من آياته, فإنه يفسر بالسنة ويوضح بها, فالسنة توضح القرآن وتبينه وتدل عليه, وتعبر عنه, كما قال عز وجل: (وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ )]سورة النحل الآية 44[
هذا الأساس العظيم يجب أن يكون منه المنطلق للدعاة المخلصين, والمصلحين في الأرض, الذين يريدون أن يتولوا إصلاح المجتمع والأخذ بيده إلى شاطئ السلامة, وسفينة النجاة, كي يرتكز هذا الإصلاح على أعظم عامل, وهو الإخلاص لله في العبادة والإيمان برسوله عليه الصلاة والسلام , وتعظيم أمره ونهيه, باتباع شريعته والحذر مما يخالفها.
ثم بعد ذلك ينظر في العوامل الأخرى التي هي تابعة لهذا الأساس, فيدعو إلى أداء فرائض الله من صلاة وزكاة وصوم وحج, وغير ذلك ، وينهى عن محارم الله من الشرك وما دونه من سائر المعاصي والشرور, ويسعى بالإصلاح بين الناس بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة إلى الله وإصلاح ذات البين, إلى غير ذلك.
فهو ساع بكل جهده إلى إقامة أمر الله في أرض الله, وإلى ترك محارم الله والوقوف عند حدود الله, وإلى الحذر من البدع المحظورة في الدين, هكذا يكون المصلح الموفق يأخذ العوامل عاملا عاملا مع مراعاة الأساس المتين, وهو تحقيق شهادة أن لا إله إلا الله, وأن محمدا رسول الله علما وعملا, فهو يعلمها الناس ويعمل بها في نفسه, فيوحد الله, ويخصه بالعبادة وينقاد لشريعته خلف رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم, يتلقى السنة ويعظمها كما عظمها الصحابة , ويسير على نهجها وعلى مقتضاها مع كتاب الله كما سار الصحابة , فإن علم الصحابة من كتاب الله ومن سنة رسوله عليه الصلاة والسلام, ما عندهم كتب أخرى, وإنما جاءت الكتب بعدهم.
أما الصحابة والتابعون فكانت سيرتهم, وكانت أعمالهم مستقاة من الكتاب العظيم, يتدبرونه ويقرءونه بقصد صالح, بقصد العلم والإفادة والعمل, ومن السنة كذلك يدرسونها ويحفظونها, ويأخذون منها العلم والعمل.
هكذا كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم, وهكذا كان التابعون لهم بإحسان قبل وجود المؤلفات في الحديث وغير الحديث.
فقدر لنفسك مع أولئك, واستنبط من كتاب ربك, وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم, ومن كلام أهل العلم ما يعينك على فهم كتاب الله, وعلى فهم السنة, وكن حريصا على العلم والفقه في الدين حتى تستطيع أن توجه المجتمع إلى الطريق السوي, وتأخذ بيده إلى شاطئ السلامة, وحتى تعلم كيف تعمل, فتبدأ بنفسك, وتجتهد في إصلاح سيرتك ومسابقتك إلى كل خير, فتكون مع أول الناس في الصلاة, ومع أول الناس في كل خير, وتكون من أبعدهم عن كل شر, تمتثل تنفيذ كتاب الله, وتنفيذ سنة رسوله صلى الله عليه وسلم في أعمالك وفي أقوالك مع زملائك وإخوانك وأعوانك.
هكذا يكون المؤمن, وهكذا كان الصحابة رضي الله عنهم, وهكذا كان أتباعهم من التابعين, وأتباع التابعين والمصلحين, وأئمة الهدى يدرسون كتاب الله, ويعملون بما فيه ويقرئونه الناس ويعلمونهم إياه, ويرشدونهم إلى معانيه, ويعلمونهم السنة ويحثونهم على التمسك بها والفقه فيها, ويوصونهم بتعظيم الأوامر والنواهي, والوقوف عند الحدود التي حدها الله ورسوله مدة حياتهم في هذه العاجلة.
فكل عامل من عوامل الإصلاح يتطلب إخلاصا وصدقا . فالدعوة إلى توحيد الله تحتاج إلى إخلاص وصدق وبيان معنى لا إله إلا الله , وأن معناها: لا معبود حق إلا الله, وأن الواجب الحذر من الشرك كله دقيقه وجليله, وتحذير الناس منه كما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم, وكما فعل أصحابه رضي الله عنهم وأرضاهم.
وبتدبر القرآن العظيم يتضح هذا المعنى كثيرا, وهكذا السنة تعظيمها والدعوة إليها بعد الإيمان أن محمدا رسول الله, وأن الواجب اتباعه وأن الله أرسله إلى الناس كافة, عربهم وعجمهم, جنهم وإنسهم, ذكورهم وإناثهم, فعلى جميع أهل الأرض أن يتبعوه, كما قال سبحانه:( قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) ]سورة الأعراف الآية 158[ وقال قبلها سبحانه:( فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) ]سورة الأعراف الآية 157[
فمن اتبعه وعظم أمره ونهيه فهو المفلح, ومن حاد عن ذلك وتبع الهوى والشيطان فهو الخاسر الهالك ولا حول ولا قوة إلا بالله.
والعوامل تتعدد بحسب ما تدعو إليه, وما تنهى عنه, فأنت تجتهد في اختيار العامل الذي تقوم به العامل الشرعي الذي عرفت أصله, وعرفت مأخذه من كتاب الله, ومن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم, فأنت تدعو الناس إلى دين الله, وإلى أداء فرائض الله, وإلى ترك محارم الله على الطريقة التي سلكها رسول الله صلى الله عليه وسلم.
والعوامل والمجتمعات تختلف, فالمجتمع المحارب للدين, والذي ليس فيه قائد يعينك على الإصلاح والتوجيه تعمل فيه كما عمل رسول الله صلى الله عليه وسلم في مكة , تدعو إلى الله بالحسنى وبالأسلوب الحسن, وبالكلمات اللينة, حتى يدخل ما تقول في القلوب , وحتى يؤثر فيها فيحصل بذلك انجذاب القلوب إلى طاعة الله وتوحيده, وتتعاون مع إخوانك ومن سار على نهجك في دعوة الناس وإرشادهم بالطرق اللينة في المجتمعات التي يمكن حضورها حتى يثبت هذا الإيمان في القلوب, وحتى ينتشر بين الناس بأدلته الواضحة.
وفي المجتمع الإسلامي, ووجود القائد الإسلامي الذي يعينك يكون لك نشاط أكثر في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, والاتصال بالمسئولين عند وجود المعاندين, والذين يخشى من عنادهم الخطر على المجتمع, وتكون مع ذلك سالكا المسلك القويم بالرفق والحكمة والصبر, كما قال عز وجل: (وَالْعَصْرِ إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ)] سورة العصر الآية 1-3[
فلا بد من صبر وتواص بالحق, ودعوة إليه, حتى تنجح في مهمتك, وكذلك المسئولون والكبار الذين يخشى من شرهم على الدعوة, ينصحون بالأسلوب الحسن, ويوجهون, ويدعون بالكتابة والمشافهة من أعيان الأمة ورجالها وقادتها وأمرائها, كما قال سبحانه:( فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ الآية) ]سورة آل عمران الآية 159[, وكما قال سبحانه لموسى وهارون عليهما الصلاة والسلام لما بعثهما إلى فرعون :( فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى )] سورة طه الآية 44[

فالواجب على المصلحين والدعاة أن يسلكوا هذا السبيل, وأن يعالجوا مشكلات المجتمع بالحكمة والموعظة الحسنة, وأن يخاطبوا كل إنسان بما يليق به, حتى ينجحوا في مهمتهم, ويصلوا إلى غايتهم.
وعلى الداعي أيضا إلى الله سبحانه والراغب في الإصلاح أن يراعي عاملين آخرين, سوى العاملين السابقين وهما: عامل التناصح والتواصي بالحق مع إخوانه وزملائه ومع أعيان المجتمع وقادته . وعامل الصبر على ما قد يقع من الأذى من الأعيان أو غيرهم . عملا بما دلت عليه السورة السابقة وهي قوله سبحانه:( وَالْعَصْرِ إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ) ]سورة العصر الآية1-3[

وتأسيا بالرسل الكرام عليهم الصلاة والسلام, كما قال الله عز وجل لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم في آخر سورة الأحقاف وهي مكية:( فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلَا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ الآية ) ]سورة الأحقاف الآية 35 [, وقال سبحانه في سورة آل عمران وهي مدنية:( لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ) ]سورة آل عمران الآية 186[وقال فيها سبحانه لما نهى عن اتخاذ البطانة من المشركين:( وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ) ]سورة آل عمران الآية 120[ وقال سبحانه في آخر سورة النحل , وهي مكية أيضا:( وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ .إ ِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ) ]سورة النحل الآية 127- 128 [والآيات في هذا المعنى كثيرة.
وكل من سلك مسلك الرسل من الدعاة والمصلحين, نجح في دعوته, وفاز بالعاقبة الحميدة والنصر على الأعداء ومن سبر ذلك, ودرس أخبار المصلحين وسيرتهم علم ذلك وتحققه,
فأسأل الله بأسمائه الحسنى, وصفاته العلى, أن يصلح أحوال المسلمين, ويمنحهم الفقه في الدين, وأن يوفق قادتهم لكل خير, ويصلح لهم البطانة, وأن يعيذ المسلمين جميعا في كل مكان من مضلات الفتن, ومن طاعة الهوى والشيطان, إنه ولي ذلك والقادر عليه.. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله

محمد رافع 52
11-01-2013, 01:38 AM
العقيدة دواء (http://www.4muhammed.org/aqidah-dawa.html)


الحاجة إلى العقيدة :


الإنسان مخلوق ضعيف ، ويرجع ضعفه إلى خصائص فيه وإلى خصائص في البيئة التي تؤويه فمهـما تعاظم الإنسان فلن يستطيع خرق الأرض ولن يستطيع بلوغ الجبال طولا، ومهما تزايدت قوته فلن يكون أقوى من الريح التي تعصف و الرعد الذي يبرق أو البحر الذي يزبد أو غيرها من قوى الطبيعة التي تغلبه لا محالة ورغم هذا فهو في حاجة إليها في طعامه وشرابه وملبسه ومسكنه وموطنه وملعبه وغير ذلك مما يميزه عن الطبيعة من حوله ، وعند محاولة الإنسان تلبية رغباته في العيش فهو يصطدم بهذه القوى و بعض المعوقات الدنيوية البشرية التى تِؤثر على توازنه العقلي أو الجسدي


يقول أحد الباحثين الغربيين : إن عدم استقرار الحياة العصرية و الانفعال الدائم و وانعدام الأمن يخلق حالة من الشعور تجلب الاضطرابات العصبية و العضوية للمعدة و الأمعاء ، وكذا نقص التغذية و تسرب الجراثيم المعوية إلى الدورة الدموية و التهاب الكلى و ما يصاحبه من أمراض الكلى و المثانة ، وإن هي إلا نتائج بعيدة لعدم توازن العقلي و الأدبي


ومن منطلق هذا الضعف وتلبيتا لحاجياته، بدأ الإنسان في رحلت للبحث عن القوة التي تعينه لإتمام حياته فبدأ بالالتجاء إلى غيره من البشر فكانت الجماعات والقبائل غير أن هذه القوة المضافة لم تؤثر كثيرا على قدرته في مواجهة الطبيعة بقسوتها وشراستها.. واستمر ضعفه كما هو، فاتجه إلى محاولة استرضاء هذه الطبيعة بما يتصور أن له علاقة بينه وبينها يستطيع أن ينميها فيخضعها وفشلت هذه المحاولة في الوصول إلى غرضها و الوصول إلى القوة ومن ثم الطمأنينة والأمان وفي بحثه الكوني اتجه إلى تصور القوة الأكبر لله التي تسيطر على كل هذه القوى الأصغر المناوئة له والتي تثير خشيته وخوفه، قال عز وجل عن إبراهيم عليه السلام (وكذلك نرى إبراهيم ملكوت السماوات والأرض وليكون من الموقنين ) (75) . فكانت الملاحظة التي وجهه إليهـا الله عز وجل ملاحظة الكون سماءا وأرضا ليصل في النهاية إلى اليقين. (فلما جن عليه الليل رأى كوكبا قال هذا ربي فلما أفل قال لا أحب الآفلين (76) فلما رأى القمر بازغا قال هذا ربي فلما أفل قال لئن لم يهدني ربي لأكونن من القوم الضالين (77) فلما رأى الشمس بازغة قال هذا ربي هذا أكبر فلما أفلت قال يقوم إني بريء مما تشركون (78) إني وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفا وما أنا من المشركين (79) وحاجه قومه قال أتحاجوني في الله وقد هدان ولا أخاف ما تشركون به. إلا أن يشاء ربي شيئا وسع ربي كل شيء علما أفلا تتذكرون (80) " سورة الأنعام ".


وأخيرا اهتدي الإنسان إلى وجود خالقه وخالق الكون الرازق القادر القاهر المصور لكل ظاهره الباري ، وبهذا بدأت محاولات الإنسان في البحث عن العقيدة من خلال البحث عن الله أملا في طمأنينة وأمن ، وتحقيقا لاحتياجات ورغبات وهكذا بدا أن الاحتياج إلى العقيدة احتياج أساسي ملازم للحياة .


ومع الإحساس الفطري للإنسان بوجود الله الخالق نزلت الديانات السماوية تترى لتنتهي بالعقيدة الكاملة ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا). سورة المائدة/ 3

محمد رافع 52
11-01-2013, 01:40 AM
العقيدة والعلوم النفسية



يقول بريل المحلل النفسي : المرء المتدين لايعاني قط مرضا نفسيا .


ويذكر نهرى لينك العالم الإمريكي في كتابه العودة إلى الإيمان : الذين يترددون إلى دور العبادة يتمتعون بشخصية أقوى و أفضل ممن لادين لهم و لا يقومون بالعبادة.


ومن هنا فالعقيدة تشمل البشر جميعا حتى إننا نستطيع أن نجزم بأنه لا يوجد إنسان بلا عقيدة بمعنى أنه لا يوجد إنسان بلا مفهوم ينظم العلاقة بينه وبين القوى الحاكمة في الكون والحياة أي قوة الله، وهذه العقيدة نجدها في البشر الذين يؤمنون بالديانات السماوية كما نجدها في غيرهم من البشر الذين لا يؤمون بالديانات السماوية.


فالعقيدة فطرة فطر الله الناس عليها وكما في الحديث الشريف الذي معناه كل مولود يولد على الفطرة، أي وجود الاستعداد للعقيدة ، وإنما أبواه يهودانه أو يمجسانه أو ينصرانه.


أي أن نوعية العقيدة هي التي تحدد بالظروف الاجتماعية التي تحكم الإنسان أما الأصل والعقيدة والاتجاه إليها ففطرة إنسانية.


والدراسة النفسية للعقيدة لا تضيف إليها شيئا بينما العقيدة تضيف الكثير إلى العلوم النفسية إذ أنها تبحث في أسباب التدين ولزومه وهو حقيقة ثابتة ثبات الشمس لا تحتاج لكثير من جهد لإثبات وجودها. ونلاحظ أن اهتمام العقيدة والعلوم النفسية بالإنسان اهتمام متبادل وقديم، ففي المرحلة الأولى من حياة البشرية كانت ترد بعض الأمراض النفسية إلى أسباب دينية كما كانت ترد أحيانا إلى أسباب طبيعية وهكذا نشأت ، دراسات علم النفس الديني والطب النفسي الديني في محاولة لفهم الإنسان من خلال معطيات الدين فالمرض في ضوء هذه المفاهيم سواء كان جسمانيا أو نفسيا ما هو إلا نتيجة للخطيئة أو التلبس بالشيطان وعلم النفس في علاقته مع العقيدة والدين اتجه اتجاهين الاتجاه الأول إلى دراسة فلسفة الدين والاجتماع البشري للدين وتطبيقاته العملية في مجال الوقاية والعلاج وهذه تعرفنا على تسميته علم النفس الديني . والاتجاه الثاني درس قضية التدين أي انتماء الفرد إلى عقيدة وكيف يتم ذلك وأسباب ذلك الانتماء وتأثيره على سلوك الفرد والجماعة وهذا الاتجاه أصبح يعرف بعلم نفس التدين .

محمد رافع 52
11-01-2013, 01:43 AM
العلاقة بين الأيمان و الأمن النفسي من الناحية الطبية



إن مرد تلك العلاقة ، يرجع إلى تركيب الجهاز العصبي خصوصا الذاتي منه ، بفرعيه ( السمبثاوي) "Sympathetic Nervous Systam " و ( الباراسمبثاوي "Para Smpathetic " ويسميان كذلك الودي وغير الودي وعلاقة ذلك الجهاز بمراكز المخ العليا من جهة و الغدد الصماء من جهة أخرى من طريق الهيبو ثلاموس أو منطقة تحت المهاد .


فهذا الجهاز يسيطر على الوظائف التي لا سلطان للإنسان عليها مثل نبضات القلب و قوتها وعددها وحركة الأمعاء و إفرازاتها وتدفق الدم في أجزاء الجسم المختلفة و إفرازات بعض الغدد مثل الغدد العرقية وغيرها . ويوجد مركز التحكم في هذا الجهاز في منطقة الهايبوثلاموس تحت المهاد وهذه تتصل بقشرة المخ (Cerbral Cortex) ، ومراكز المخ الأخرى و تتفاعل معها و تتأثر بها .


ومن ناحية أخرى تتصل الهيبوثلاموس بالغدة النخامية ، وهذه الغدة الموجودة في قاع الجمجمة رغم صغرها ، حيث تزن حوالي نصف جرام فإنها تسيطر على عدد من الغدد الصم المنظمة لكثير من وظائف الجسم مثل الغدة الدرقية و الغدة فوق الكلوية أو الكظرية و الخصيتين في الذكور و المبيضين في الإناث وذلك من طريق إفراز مواد كيماوية منشطة أو مثبطة لعمل تلك الغدد ، و العلاقة بينهما متبادلة .


و العلاقة بين نشاط هذه الغدد والحالة النفسية للإنسان وثيقة ، فإن التوتر يؤدي إلى زيادة في إفرازات تلك الغدد أو عدم توازنها . و إذا استمر التوتر فقد يؤدي إلى حالة مرضية بسبب زيادة تلك الإفرازات .


كما يصاحب الامراض العضوية لتلك الغدد تغيير في الحالة النفسية والعصبية للمريض . لا تختلف كثيرا عن الأمراض النفسية .


و الغدد الكظرية تفرز عديدا من الهرومونات ، أهمها الكورتيزول الأدرينالين ، وهما من هرمونات الإجهاد (أي يزيد إفرازهما عند التعرض للضغط و الإجهاد ).


ويؤثر الكورتيزول الذي يفرز من القشرة في كثير من وظائف الجسم فهو يؤثر في التمثيل الغذائي ( الإستقلاب) فيؤدي إلى زيادة معدل الجلوكوز في الدم ، وقد يؤدي إلى ظهور مرض السكري ويساعد على ترسيب الشحوم في مناطق معينة من الجسم ، ويؤثر في الأوعية الدموية فيزيد من ضغط الدم .


وكذلك يؤثر في بعض مكونات الدم والخلايا المناعية وغير ذلك من الآثار ، أما الأدرينالين فيفرزه كل من نخاع الغدة الكظرية و الجهاز السمبثاوي ( الودي) ، وهو يؤدي إلى زيادة ضربات القلب وقوتها ، وزيادة الدم الخارج من القلب ، وزيادة الجهد على القلب وانقباض بعض الأوعية الدموية ، وارتفاع ضغط الدم ، وزيادة معدل الجلوكوز في الدم ، وارتخاء عضلات الشعب الهوائية و الأمعاء ، واتساع حدقة العين وكلا الهرمونين الكورتيزول و الأدرينالين يعدان الجسم للتحفيز و مواجهة المواقف الصعبة والطارئة ، ويبدو ذلك واضحا في حالات الخوف و الانفعال حيث تزداد ضربات القلب ، ويرتفع الضغط و يقف الشعر ويتصبب عرقا بارد يصحبه شحوب في اللون وبرودة في الأطراف . وقد يقبض عضلات الرحم فتؤدي إلى الإجهاض في بعض الحالات.


ومن أثار نشاط الجهاز العصبي الذاتي الودي مايلي :


- اتساع حدقة العين


- زيادة سرعة ضربات القلب وقوتها


- يقلل من سرعة التنفس ، ويسبب ارتخاء عضلات الشعب الهوائية


- ارتخاء عضلات الأمعاء مع انقباض عضلات العصارة ، مسببا إمساكا مزمنا


- ارتخاء عضلات المثانة ، وانقباض عضلاتها العصارة وصعوبة التبول


- انقباض عضلات الحويصلة الصفراء


- ينبه عضلات الرحم ، وقد يؤدي الانفعال الشديد إلى الإجهاض


- يؤدي انقباض عضلات الأوعية الدموية ، مسببا ارتفاع في ضغط الدم


- ينبه بعض غدد الخلايا الجلد ، ويؤدي إلى انقباض عضلات جذور الشعر وينبه الغدد الدمعية وينبه إفراز الغدد اللعابية مؤديا إلى جفاف الحلق


- ينبه الغدة الكظرية فيزيد من إفراز الأدرينالين .


- يؤدي إلى انقباض عضلات الأوعية الدموية لأعضاء التناسل ، مسببا الضعف ال***ي ،وعدم القدرة على الانتصاب ، وسرعة القذف. وهكذا يعبئ الجهاز السمبثاوي الطاقة الجسمية لمواجهة الطوارئ



أما الجهاز الباراسمبثاوي فتتلخص آثاره ووظائفه في مايلي :


- قابض لحدقة العين ، وخافض للجفن العلوي


- يقلل من سرعة ضربات القلب


- زيادة سرعة التنفس ، مع انقباض عضلات الشعب الهوائية


- يغذي غشاء اللسان بألياف للتذوق ، وألياف لاستدرار إفرازه


- قابض للمريء و المعدة والأمعاء


- زيادة إفرازات المعدة والبنكرياس ، مع حدوث تنبيه بسيط لإفرازات الكبد والحويصلة الصفراء


- يغذي للغدد اللعابية


- انقباض عضلات المثانة مع ارتخاء عضلاتها العاصرة ، الأمر الذي يؤدي إلى كثرة البول


- يسبب ارتخاء أوعية أعضاء التناسل وتوسيعها ، خاصة أوعية القضيب و البظر ، فيسبب الانتصاب


* وعلاقة الجهاز العصبي الذاتي (اللاإرادي ) وكذلك أدرينالين الغدة الكظرية بالتوتر و الانفعال ، علاقة وثيقة تظهر في :


1 – التأثير في الجهاز العضلي الإرادي ، كما يحدث في حالات الغضب كذلك البكاء و الضحك و الابتسام


2 –التأثير في الغدد المقناة ، والعضلات الملساء و الأوعية الدموية مؤديا إلى زيادة إفراز العرق وزيادة ضغط الدم و احمرار الوجه أو شحوبه.


3 –التأثير في الجهاز التنفسي ، فيزيد معدل التنفس أو يقل تبعا للموقف وشدته


4 – التأثير في الجهاز الهضمي فقد لوحظ عند الغضب احمرار و تورم و انتفاخ الأغشية الداخلية للمعدة مع زيادة انقباض عضلاتها وارتفاع في نسبة إفراز الحامض وتكف المعدة عن الحركة ويصاحب ذلك إكلينيكيا صعوبة الهضم و انتفاخ البطن ، وإسهال أو إمساك ، و آلام ومغص في المعدة و الأمعاء


ولا يقتصر تأثير التوتر النفسي و الانفعال على هذه الأجهزة بل يمتد إلى أجهزة أخرى و يسبب عللا مختلفة مثل أمراض الحساسية و الربو و أمراض الجلد مثل الأكزيما و الصدفية و مرض السكري و أمراض الغدد الدرقية و أمراض الجهاز البولي و التناسلي في الذكور و الإناث .


هذا إضافة إلى أثر الانفعال في التفكير و القدرة على النقد و التصرف السليم وقوة الذاكرة و سلوك الفرد نحو نفسه ومجتمعه .


و الحالة السوية للإنسان هي حالة التوازن بين الجهازين الودي و الغير ودي حيث أن تأثير أحدهما يضاد تأثير الآخر إلا في حالات نادرة مثل الجماع حيث يعملان معا.


وهذا التوازن يمكن تحقيقه بالهدوء النفسي و الاطمئنان ومواجهة الأمور بحكمة ومواجهة الشدائد بالصبر ، فينعكس أثر ذلك على الجهاز العصبي بفرعيه وعلى الغدد الصماء .


وهنا يتضح دور الإيمان و العقيدة الصادقة و ارتباط الإنسان بخالقه وعلمه بأن ما أصابه لم يكن ليخطئه وما أخطاه لم يكن ليصيبه و أن له بكل بلاء أجرا وبكل شدة مغفرة و فرجا، فتستريح نفسه و تهدأ روحه حتى لو انفعل الإنسان المؤمن المسلم فإنه يعود سريعا إلى هدوئه و سكينته ولا يذهب به الفكر كل مذهب ، كما يحدث في هذا العصر حيث تفشت الأمراض النفسية والعضوية .


وبدلا من اللجوء إلى الله و الاعتصام به ذهب بعض الناس إلى المخدرات و الانغماس في الشذوذ ، بل وصل الأمر عند الغرب إلى التخلص من حياته يأسا وهروبا من الحياة وهربا من تبعاتها ، ولهذا فإن الاسلام أهتم بتربية النفس الانسانية أشد اهتمام و اهتم بالضوابط التي تحكم وتؤثر على النفس وسلوكها حتى لاتنحرف عن السبيل و الطريق السوي الذي رسمه لها الأسلام ومن أدلة ذلك الاهتمام قول الرسول صلى الله عليه وسلم ( إن الرجل ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم و القائم ولا يتم لرجل حسن خلقه حتى يتم عقله فعند ذلك تم إيمانه و أطاع ربه وعصى عدوه إبليس ) – رواه الترميذي و أبو داود -

محمد رافع 52
11-01-2013, 01:45 AM
نفحات من الكتاب و السنة



أنزل ربنا العلي القدير على لسان خليله إبراهيم عليه السلام في سورة الشعراء " و إذا مرضت فهو يشفين " الأية 80


فإبراهيم عليه السلام أسند المرض إلى نفسه ، و إن كان على قدر الله و قضائه وخلقه ولكن أضافه إلى نفسه أدبا مع الله ، أي إذا وقعت في مرض فإنه لا يقدر على شفائي أحد غيره بما يقدر من الأسباب الموصلة إليه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "عجب لأمر المؤمن إن أمره كله خير ، وليس ذاك لأحد إلا المؤمن ، إن أصابته سراء شكر ، فكان خيرا له ، و إن أصابته ضراء صبر ، فكان خيرا له " رواه مسلم .


وعند الإمام أحمد عن صهيب رضي الله عنه قال : بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم قاعد مع أصحابه ، إذ ضحك فقال : " ألا تسألون مم أضحك ؟ "قالوا يا رسول الله ومما تضحك ؟ قال : " عجبت لأمر المؤمن إن أمره كله خير ، إن أصابه ما يحب حمد الله ، وكان خيرا له ، و إن أصابه ما يكره فصبر كان له خير ، وليس كل أحد أمره كله له خير إلا المؤمن "


وكان أحد السلف أقرع الرأس ، أبرص البدن ، أعمى العينين ، مشلول القدمين و اليدين ، وكان يقول : الحمد لله الذي عافاني مما ابتلى به كثيرا ممن خلق وفضلني تفضيلا ، فمر به رجل فقاله : مما عافاك ؟ أعمى و أبرص و أقرع ومشلول ، فمم عافاك ؟ فقال : ويحك يا رجل ، جعل لي لسانس ذاكرا ، وقلبا شاكرا وبدنا على البلاء صابرا .


قال شيخ الإسلام ابن تيميه : العبد دائما بين نعمة من الله يحتاج فيها إلى شكر ، وذنب منه يحتاج فيه إلى الاستغفار، وكل هذه الأمور اللازمة للعبد دائما فإنه لايزال يتقلب في نعم الله و آلائه ، ولا يزال محتاجا إلى التوبة و الاستغفار.


وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ما أنزل الله داء إلا أنزل له شفاء " رواه البخاري


وعموما مفهوم هذا الحديث ، أن جميع الأمراض الظاهرة و الباطنة ، الجسدية و الحسية لها أدوية تقاومها وتداويها بأمر الله عز وجل ، إلا أن هذا لا يمنعنا من تعلم طب الأبدان و القلوب ، بل وجب علينا التعلم لأن هذا العلم هو من جملة الأسباب النافعة بإذن الله


وخير ما نختم به قصة نبي الله أيوب عليه السلام ، قال تعالى في محكم التنزيل : " و اذكر عبدنا أيوب إذ نادى ربه أني مسني الضر و أنت أرحم الرحمين " – الأنبياء 83 -. واختصار للقصة نبي الله أيوب ، أن الله عز وجل أنعم على عبده الخير الكثير الظاهر عليه في جسده و عياله وماله ، فحمد الله حمدا كثيرا ، فابتلاه ربه بأن حبس عليه هذه النعم بل انزل عليه مرضا في بدنه ، فكان نبي الله أيوب من الصابرين الشاكرين ، فدعى ربه فقال " مسني الضر " - الأنبياء و قال " مسني الشيطان بنصب وعذاب " – ص 41-


ويروى أن أيوب عليه السلام كان أكثر الناس بكاء ن قال ابن عباس رضي الله عنهما : فلما ابتلى لم يبك قط مخافة أن يكون جزعا . وبصبره ودعائه لربه شفاه الله وعوضه .وخلاصة قولنا أن المسلم وجب عليه اليقين في أن الله عز وجل هو من ينزل علينا جميع أنواع الأمراض و الأسقام ، وهو ربنا الواحد الأحد الذي يشفينا



االمصادر


* فصول في طب الرسول صلى الله عليه وسلم / د جمال الزكى

* الإسلام والصحة النفسية / د عمر شاهين

محمد رافع 52
11-01-2013, 01:48 AM
http://www.lovely0smile.com/lovely/vcard/images/001.jpg

محمد رافع 52
11-01-2013, 01:50 AM
http://www.lovely0smile.com/lovely/vcard/images/002.jpg


http://www.lovely0smile.com/lovely/vcard/images/003.jpg

محمد رافع 52
11-01-2013, 01:51 AM
http://www.lovely0smile.com/lovely/vcard/images/004.jpg


http://www.lovely0smile.com/lovely/vcard/images/005.jpg

محمد رافع 52
11-01-2013, 01:52 AM
http://www.lovely0smile.com/lovely/vcard/images/007.jpg

محمد رافع 52
11-01-2013, 01:54 AM
http://www.lovely0smile.com/lovely/vcard/images/021.jpg


http://www.lovely0smile.com/lovely/vcard/images/022.jpg


http://www.lovely0smile.com/lovely/vcard/images/023.jpg

محمد رافع 52
11-01-2013, 01:55 AM
http://www.lovely0smile.com/lovely/vcard/images/024.jpg


http://www.lovely0smile.com/lovely/vcard/images/025.jpg

محمد رافع 52
11-01-2013, 02:07 AM
صلة الرحم


عبدالرحمن بن عايد العايد

الحمد لله خلق من الماء بشراً فجعله نسباً وصهراً, أحمده سبحانه واشكره وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له, أحاط بكل شيء خبراً ، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمد عبده ورسوله أعلى الناس منزلة وأعظمهم قدراً, صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. أما بعد:

هذه رسالة كتبتها عن صلة الرحم, وسيكون الكلام فيها عن النقاط التالية:
1- معنى صلة الرحم.
2- حكم صلة الرحم.
3- ما ورد بشأن صلة الرحم وقطعها.
4- مَن الأرحام الذين تجب صلتهم ؟.
5- كيفية الصلة.
6- فوائد صلة الرحم.
7- مظاهر عدم صلة الرحم.
8- أسباب عدم صلة الرحم.
9- الأمور المعينة على الصلة.

أولاً : معنى صلة الرحم :
صلة الرحم تعني الإحسان إلى الأقربين وإيصال ما أمكن من الخير إليهم ودفع ما أمكن من الشر عنهم.
وقطيعة الرحم تعني عدم الإحسان إلى الأقارب, وقيل بل هي الإساءة إليهم.
وفيه فرق بين المعنيين فالمعنى الأول يرى أنه يلزم من نفي الصلة ثبوت القطيعة, والمعنى الثاني يرى أن هناك ثلاث درجات:
1- واصل وهو من يحسن إلى الأقارب.
2- قاطع وهو من يسيء إليهم.
3- لا واصل ولا قاطع وهو من لا يحسن ولا يسيء, وربما يسمى المكافئ وهو الذي لا يحسن إلى أقاربه إلا إذا أحسنوا إليه, ولكنه لا يصل إلى درجة الإساءة إليهم.

ثانياً : حكم صلة الرحم :
لا خلاف أن صلة الرحم واجبة في الجملة, وقطيعتها معصية من كبائر الذنوب, وقد نقل الاتفاق على وجوب صلة الرحم وتحريم القطيعة القرطبي والقاضي عياض وغيرهما.

وصلة الرحم عند الدخول في تفصيلاتها يختلف حكمها باختلاف قدرة الواصل وحاجة الموصول , وباختلاف الشيء الذي يوصل به.

أوضح هذا فأقول :
لو كان لإنسان غني أخ فقير يحتاج للمساعدة فإن الأخ الغني هنا يجب عليه أن يصل رحمه بإعطاء أخيه الفقير, فهنا الإعطاء أصبح من الصلة وهو واجب, بينما لو كان الأخ غنياً لا يحتاج إلى المال لأصبح الإعطاء غير واجب لكن الصلة بالأشياء الأخرى كالسلام والصلة بالكلام هي التي تصبح واجبة. إذن هنا راعينا حاجة الموصول.

كذلك يجب أن تراعى قدرة الواصل فإن كان مقتدراً فإنه تجب عليه الصلة وإلا فلا.

كذلك لا بد من الانتباه إلى الشيء الذي يوصل به فهناك أشياء تكون هي محل الوجوب وهناك أشياء أخرى يكون فعلها على سبيل الاستحباب.

ففي المثال السابق نجد أن الأخ الفقير صلته تكون بإعطائه فالإعطاء هنا واجب بينما إذا كان غنياً فصلته لا تكون بإعطائه فالإعطاء يصبح مستحباُ وليس بواجب.

وأيضاً أمر آخر وهو أن الوجوب يكون على الأقرب فمن بعده فمثلاً إذا كان الغني له أخ فقير وعم فقير ولا يستطيع أن يقوم بحقهما جميعاً فهنا نقول أن الواجب صلة الأخ الفقير لأنه أقرب وتكون صلة العم على سبيل الاستحباب.

أمر آخر يجب التنبيه عليه وهو أن تقصير الأقرب في القيام بواجبه تجاه رحمه لا يعفي البعيد من المسؤولية فمثلاً لو افترضنا أن هناك شخص غني وله أخ فقير يحتاج إلى صلته ولهما عم غني, فهنا صلة الأخ الفقير تجب على أخيه الغني وتكون بالنسبة للعم مستحبة, ولكن لو افترضنا أن الأخ الغني لم يقم بواجبه وقطع رحمه, فإن العم لا يحق له أن يقول إن صلة هذا القريب على أخيه وقد قصر فلا أتحمل أنا المسؤولية, بل ينتقل الوجوب إلى العم وهكذا.

ثالثاً : ما ورد بشأن صلة الرحم وقطعها :
أمر الله بالإحسان إلى ذوي القربى وهم الأرحام الذين يجب وصلهم فقال تعالى : (( وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرائيلَ لا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلَّا قَلِيلاً مِنْكُمْ وَأَنْتُمْ مُعْرِضُونَ) (البقرة:83) .

وقال تعالى : (( لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ)) (البقرة:177) .

وقال تعالى : (( يَسْأَلونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلْ مَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ)) (البقرة:215) .

وقال تعالى : (( وَالَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقّاً لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ . وَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْ بَعْدُ وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا مَعَكُمْ فَأُولَئِكَ مِنْكُمْ وَأُولُوا الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ )) (لأنفال:74ـ 75) .

وقال تعالى : (( وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالاً فَخُوراً )) (النساء:36) .

وقال تعالى : (( إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْأِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ)) (النحل:90).

وقال تعالى : (( وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً * رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِنْ تَكُونُوا صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلْأَوَّابِينَ غَفُوراً * وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلا تُبَذِّرْ تَبْذِيراً * إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُوراً )) (الإسراء:27) .

وقال تعالى : (( فآت ذا القربى حقه والمسكين وابن السبيل ذلك خير للذين يريدون وجه وأولئك هم المفلحون)) .

كما أنه سبحانه عظم قدر الأرحام فقال تعالى : (( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً )) (النساء:1).

وقال سبحانه وتعالى : (( فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ)) (محمد:23).

وقال سبحانه وتعالى : (( وَالَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ)) (الرعد:25).

ووردت أحاديث كثيرة فيها الأمر بصلة الرحم وبيان ثواب الواصل والنهي عن قطيعة الرحم وبيان عقاب القاطع منها ما يلي :

1- عن أبي أيوب الأنصاري- رضي الله عنه - أن رجلاً قال للنبي صلى الله عليه وسلم : أخبرني بعمل يدخلني الجنة . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : (( تعبد الله،ولا تشرك به شيئاً،وتقيم الصلاة،وتؤتي الزكاة،وتصل الرحم)) البخاري-الفتح واللفظ له ، ومسلم .

2- عن أنس-رضي الله عنه- قال: قال رسول الله : (( إن الرحم شُجْنةُ متمِسكة بالعرش تكلم بلسان ذُلَق ، اللهم صل من وصلني واقطع من قطعني ، فيقول ـ تبارك وتعالى ـ : أنا الرحمن الرحيم ، و إني شققت للرحم من اسمي ، فمن وصلها وصلته،ومن نكثها نكثه)) الحديث له اصل في البخاري – الفتح والأدب المفرد ومجمع الزوائد واللفظ له وقال : رواه البزار وإسناده حسن والترغيب والترهيب وقال إسنادة حسن.

3- عن أبي ذر- رضي الله عنه- أنه قال : (( أوصاني خليلي أن لا تأخذني في الله لومةُ لائم ، وأوصاني بصلة الرحم وإن أدبرت )) : ذكره في المجمع وقال : رواه الطبراني في الصغير ورجال الطبراني رجال الصحيح غير سلام بن المنذر وهو ثقه .

4- عن عائشة_ رضي الله عنها_ قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الرحم معلقة بالعرش تقول : من وصلني وصله الله،ومن قطعني قطعه الله )) البخاري- ومسلم وهذا لفظه.

5- عن أنس بن مالك_ رضي الله عنه_ قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من سرهُ أن يبسط له في رزقه ، ويُنسأ له في أثرة فليصل رحمه)) البخاري الفتح ومسلم

6- عن عبدا لله بن سلام _ رضي الله عنه_قال : لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة ، انجفل الناس قِبَلهُ . وقيل : قد قدم رسول لله صلى الله عليه وسلم ، قد قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قد قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثاً فجئت في الناس لأنظُرَ فلما تبينت وجهه عرفت أن وجهه ليس بوجه كذاب ،فكان أول شيء سمعتهُ تكلم به أن قال : (( يا أيها الناس أفشوا السلام ،وأطعموا الطعام،وصلوا الأرحام،وصلوا بالليل والناس نيام،تدخلوا الجنة بسلام)) الترمذي وابن ماجه . واللفظ له . وأحمد . وذكره الألباني .

7- عن أبي هريرة- رضي الله عنه- أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه ، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليصل رحمه،ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت)) البخاري-الفتح واللفظ له ، ومسلم .

8 ـ عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إن أعمال بني آدم تعرض كل خميس ليلة الجمعة فلا يقبل عمل قاطع رحم )) رواه أحمد وإسناده صحيح .

9 ـ وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( ثلاثة لا يدخلون الجنة مدمن خمر وقاطع الرحم)) رواه أحمد .

10 ـ وعن جبير بن مطعم ـ رضي الله عنه ـ قال . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( لا يدخل الجنة قاطع)) أي قاطع رحم .

محمد رافع 52
11-01-2013, 02:21 AM
رابعاً : من الأرحام الذين تجب صلتهم :
اختلف العلماء في من الأرحام الذين تجب صلتهم, فقيل هم المحارم الذين تكون بينهم قرابة بحيث لو كان أحدهما ذكراً والآخر أنثى لم يحل له نكاح الآخر وعلى هذا القول فالأرحام هم الوالدان ووالديهم وإن علو والأولاد وأولادهم وإن نزلوا, والإخوة وأولادهم والأخوات وأولادهن, والأعمام والعمات والأخوال والخالات.

ويخرج على هذا القول أولاد الأعمام وأولاد العمات وأولاد الأخوال وأولاد الخالات فليسوا من الأرحام.

واستدل أصحاب هذا القول بأن الشارع حرم الجمع بين المرأة وعمتها والمرأة وخالتها وقال صلى الله عليه وسلم في إحدى روايات الحديث عند ابن حبان : ((إنكن إن فعلتن ذلك قطعتن أرحامكن)).

ولو كان بنت العم أو العمة أو بنت الخال أو الخالة لو كان هؤلاء من الأرحام ما وافق الشرع على الجمع بين المرأة وابنة عمتها أو ابنة خالتها أو ابنة خالتها . [شرح النووي على مسلم ].

القول الثاني : الأرحام هم القرابة الذين يتوارثون, وعلى هذا يخرج الأخوال والخالات, أي أن الأخوال والخالات على هذا القول لا تجب صلتهم ولا يحرم قطعهم. [القرطبي ] وهذا القول غير صحيح وكيف يكون صحيحاً والنبي صلى الله عليه وسلم قال : ((الخالة بمنزلة الأم)) .

القول الثالث : أن الأرحام عام في كل ما يشمله الرحم, فكل قريب لك هم من الأرحام الذين تجب صلتهم.

وعلى هذا القول فأولاد العم وأولاد العمة وأولاد الخال وأولاد الخالة وأولادهم كل هؤلاء يدخلون تحت مسمى الأرحام.

وإن كان تتنوع كيفية وصلهم فهذا تجب صلته كل يوم وهذا كل أسبوع وهذا كل شهر وهذا في المناسبات وهكذا.

كذلك يتنوع الموصول به فهذا يوصل بالمال وهذا يوصل بالسلام وهذا يوصل بالمكالمة وهكذا.

وقد قيل إن القرابة إلى أربعة آباء فيشمل الأولاد وأولاد الأب وأولاد الجد وأولاد جد الأب . ( المغني ) .

خامساً : كيفية الصلة:
تحت هذا العنوان فقرتان :
الأولى : متى تكون الصلة.
الثانية : بم تكون الصلة.

أما الأولى : متى تكون الصلة:
فأقول : يختلف الأرحام بحسب قربهم وبعدهم من الشخص, البعد النَسَبي والبعد المكاني.

فالرحم القريب نسباً كالوالد والأخ يختلف عن الرحم البعيد كابن العم أو ابن الخال , كذلك الذي يسكن بحيك يختلف عن آخر يسكن في حي آخر والذي يسكن في مدينتك يختلف عن الذي يسكن خارجها وهكذا.

وعلى كل حال نقول إن الرحم القريب أولى بالصلة من البعيد, وليس هناك تحديد للزمن الذي يجب فيه الوصل فلا نستطيع أن نقول يجب عليك أن تصل أخاك كل يوم أو كل يومين أو كل أسبوع وعمك كل كذا إن كان في بلدك وكذا إن كان في غير بلدك.

أقول ليس هناك زمن يمكن تحديده وإنما يرجع في ذلك إلى العرف بحيث يتعارف الناس على أن هذا الرحم يوصل في كذا وكذا وهذا إن كان قريب المسكن فيوصل عند كذا وكذا.

ولكن كما قلت لك أيها الأخ رتب أرحامك على حسب القرب منك وعليه فرتب صلتهم على هذا الأساس.

وأما الثانية : بم تكون الصلة :
تختلف الصلة بحسب حاجة الموصول وحسب قدرة الواصل, فإذا كان الموصول
محتاجاً لشيء ما وأنت تقدر عليه فإنك تصله بهذا الشيء, كما تختلف الصلة
بحسب قرب الرحم منك وبعده عنك فما تصل به الخال قد يختلف عما تصل به
أبناء عمك.

وعموماً الصلة يمكن أن تكون بما يلي:
1- الزيارة : بأن تذهب إليهم في أماكنهم.
2- الاستضافة : بأن تستضيفهم عندك في مكانك.
3- تفقدهم والسؤال عنهم والسلام عليهم: تسأل عن أحوالهم سواء سألتهم عن طريق الهاتف أو بلغت سلامك وسؤالك من ينقله إليهم , أو أرسلت ذلك عن طريق رسالة.
4- إعطاؤهم من مالك سواء كان هذا الإعطاء صدقة إذا كان الموصول محتاجاً أو هدية إن لم يكن محتاجاً, وقد ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( إن الصدقة على المسكين صدقة وعلى ذي الرحم اثنتان صدقة وصلة )) رواه النسائي واللفظ له والترمذي وحسنه.
5- توقير كبيرهم ورحمة ضعيفهم.
6- إنزالهم منازلهم التي يستحقونها وإعلاء شأنهم.
7- مشاركتهم في أفراحهم بتهنئتهم ومواساتهم في أحزانهم بتعزيتهم, فمثلاً هذا تزوج أو رزق بمولود أو توظف أو غير ذلك تشاركه الفرحة بهدية أو مقابلة تظهر فيها الفرح والسرور بفرحة أو مكالمة تضمنها تبريكاتك وإظهار فرحك بما رزقوا, فإن مات لهم أحد أو أصيبوا بمصيبة تواسيهم وتحاول أن تخفف عنهم وتذكرهم بالصبر والأجر للصابرين, وتظهر لهم حزنك لما أصابهم.
8- عيادة مرضاهم.
9- إتباع جنائزهم.
10- إجابة دعوتهم, إذا وجهوا لك الدعوة فلا تتخلف إلا لعذر.
11- سلامة الصدر نحوهم فلا تحمل الحقد الدفين عليهم وليس رئيس القوم من يحمل الحقدا.
12- إصلاح ذات البين بينهم, فإذا علمت بفساد علاقة بعضهم ببعض بادرت بالإصلاح وتقريب وجهات النظر ومحاولة إعادة العلاقة بينهم
13- الدعاء لهم,وهذا يملكه كل أحد ويحتاجه كل أحد.
14- دعوتهم إلى الهدى وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر بالأسلوب المناسب.

سادساً : فوائد صلة الرحم :
1- صلة الرحم سبب لصلة الله للواصل في الحديث المتفق عليه عن أبي هريرة : ((إن الله خلق الخلق حتى إذا فرغ من خلقه قالت الرحم هذا مقام العائذ بك من القطيعة قال نعم أما ترضين أن أصل من وصلك واقطع من قطعك قالت بلى يا رب قال فهو لك)) رواه البخاري واللفظ له ومسلم

2- صلة الرحم سبب لدخول الجنة في الحديث المتفق عليه عن أبي أيوب الأنصاري أن رجلاً سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عمل يدخله الجنة ويباعده من النار فقال صلى الله عليه وسلم : (( تعبد الله لا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصل الرحم )) رواه البخاري ومسلم .

وعن عبدالله بن سلام قال قال صلى الله عليه وسلم (يا أيها الناس أفشوا السلام أطعموا الطعام وصلوا الأرحام وصلوا بالليل والناس نيام تدخلوا الجنة بسلام) رواه الترمذي وابن ماجة وصححه الألباني .

3- صلة الرحم امتثال لأمر الله قال تعالى : (( والذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل ويخشون ربهم ويخافون سوء الحساب)) ( الرعد 21) .

4- صلة الرحم تدل على الأيمان بالله واليوم الآخر: عن أبي هريرة قال قال صلى الله عليه وسلم : ((من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليصل رحمه)) رواه البخاري .

5- صلة الرحم من أحب الأعمال إلى الله: فقد سأل رجل من خثعم رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( أي الأعمال أحب إلى الله؟ قال: الإيمان بالله، قال: ثم مه ؟ قال: ثم صلة الرحم، قال: ثم مه ؟ قال : الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. قال: قلت يا رسول الله أي الأعمال أبغض إلى الله ؟ قال : الإشراك بالله ، قال: قلت يا رسول الله ثم مه؟ قال: ثم قطيعة الرحم، قال: قلت يا رسول الله ثم مه ؟ قال : الأمر بالمنكر والنهي عن المعروف)) رواه أبو يعلى بإسناد جيد, كما ذكر ذلك المنذري في الترغيب والترهيب , وانظر جمع الزوائد .

6- صلة الرحم تنفيذ لوصية النبي صلى الله عليه وسلم في حديث أبي ذر أنه قال (( أوصاني خليلي أن لا تأخذني في الله لومة لائم وأوصاني بصلة الرحم وإن أدبرت)) مجمع الزوائد وقال رواه الطبراني في الصغير والكبير ورجاله رجال الصحيح غير سلام بن المنذر وهو ثقة.

ولا يخفى عليك أخي القارئ الحديث الذي فيه قصة أبي سفيان مع هرقل وأن أبا سفيان أجاب هرقل حينما سأله ماذا يأمركم ؟ قال : قلت (أبو سفيان) قلت يقول : (( اعبدوا الله وحده ولا تشركوا به شيئاً واتركوا ما يقول آباؤكم ويأمرنا بالصلاة والصدق والعفاف والصلة )) رواه البخاري ومسلم

7- الرحم تشهد للواصل بالوصل يوم القيامة عن ابن عباس قال: قال صلى الله عليه وسلم : (( وكل رحم آتية يوم القيامة أمام صاحبها تشهد له بصلة إن كان وصلها وعليه بقطيعة إن كان قطعها)) رواه البخاري في الأدب المفرد والحاكم في المستدرك وقال صحيح على شرط الشيخين.

8- صلة الرحم سبب لزيادة العمر وبسط الرزق عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( من أحب أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أثره فليصل رحمه)) رواه البخاري , مسلم .

وقيل : إن معنى زيادة العمر وبسط الرزق أن يبارك الله في عمر الإنسان ورزقه فيعمل في وقته ما لا يعمله غيره فيه.

وقيل : إن معنى زيادة العمر وبسط الرزق على حقيقتها فيزيد الله في عمره ويزيد في رزقه ولا يشكل على هذا أن الأجل محدود والرزق مكتوب فكيف يزاد ؟ وذلك لأن الأجل والرزق على نوعين : أجل مطلق يعلمه الله وأجل مقيد, ورزق مطلق يعلمه ورزق مقيد, فالمطلق هو ما علمه الله أنه يؤجله إليه أو ما علمه الله أنه يرزقه فهذا لا يتغير, والثاني يكون كتبه الله واعلم به الملائكة فهذا يزيد وينقص بحسب الأسباب .

9- صلة الرحم تعجل الثواب وقطيعتها تعجل العقاب, عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( ليس شيء أُطِيع الله فيه أعجل ثواباً من صلة الرحم وليس شيء أعجل عقاباً من البغي وقطيعة الرحم)) البيهقي في السنن الكبرى وصححه الألباني في صحيح الجامع .

10- صلة الرحم تدفع ميتة السوء عن علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( من سره أن يمد له في عمره ويوسع له في رزقه ويدفع عنه ميتة السوء فليتق الله وليصل رحمه)) رواه عبد الله بن أحمد في زوائده على المسند وصححه أحمد شاكر, وجود إسناده المنذري في الترغيب والترهيب , وانظره في مجمع الزوائد .

11- صلة الرحم أفضل أخلاق أهل الدنيا والآخرة, عن عقبة بن عامر أنه قال لقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فبدرته فأخذت بيده وبدرني فأخذ بيدي فقال : (( يا عقبة ألا أخبرك بأفضل أخلاق أهل الدنيا والآخرة تصل من قطعك وتعطي من حرمك وتعفو عمن ظلمك, ألا ومن أراد أن يمد له في عمره ويبسط في رزقه فليصل ذا رحمه )) الحاكم في المستدرك وسكت عنه الذهبي وذكره المنذري في الترغيب والترهيب .

12- صلة الرحم تثمر الأموال وتعمر الديار عند أحمد ورجاله ثقات عن عائشة رضي الله عنها : (( صلة الرحم وحسن الجوار أو حسن الخلق يعمران الديار ويزيدان في الأعمار)) رواه أحمد , وانظر فتح الباري , والترغيب والترهيب .

وعن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إن الله ليعمّر بالقوم الديار ويثمر لهم الأموال وما نظر إليهم منذ خلقهم بغضاً لهم, قيل وكيف ذلك يا رسول الله قال بصلتهم لأرحامهم)) رواه الطبراني وإسناده حسن انظر جمع الزوائد.

13- صلة الرحم سبب لمحبة الأهل للواصل: روى الترمذي وحسنه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إن صلة الرحم محبة في الأهل مثراة في المال منسأة في الأثر)) وصححه الألباني في صحيح الجامع .

14- أن قاطع الرحم لا يدخل الجنة : في الحديث المتفق عليه عن جبير بن مطعم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( لا يدخل الجنة قاطع)) رواه البخاري ومسلم قال سفيان بن عيينة أحد الرواة يعني قاطع رحم ( فتح الباري ).

15- أن قاطع الرحم لا يقبل عمله : عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إن أعمال بني آدم تعرض كل خميس ليلة الجمعة فلا يقبل عمل قاطع رحم)) رواه أحمد وقال الهيثمي في مجمع الزوائد رجاله ثقات وصحح إسناده أحمد شاكر.

16- أن الرحمة لا تنزل على قوم فيهم قاطع رحم : رواه البخاري في الأدب المفرد قال الطيبي يحتمل أن يراد بالقوم الذين يساعدونه على قطيعة الرحم ولا ينكرونه عليه, ويحتمل أن يراد بالرحمة المطر وأنه يحبس عن الناس بشؤم التقاطع.(فتح الباري ).

محمد رافع 52
11-01-2013, 02:24 AM
سابعاً : مظاهر عدم صلة الرحم:
1- عدم الصدقة على المحتاج من الأرحام, فبعض الأسر فيها أغنياء ومع ذلك تجد أن فيها فقراء محتاجين ربما تصلهم المساعدات من الأباعد.

2- عدم الإهداء إما بخلاً وإما اعتقاداً بأن الموصول ليس بحاجة وأنه ربما يفهمها خطأ بأن هذا ما أعطاه إلا لأنه رأى عليه آثار الحاجة, ومعلوم أن الهدية تجلب المودة وفي الحديث : (( تهادوا تحابوا )) .

3- عدم التزاور بين الأرحام فربما مضت الأيام والشهور والسنون ولم ير الأرحام بعضهم بعضاً.

4- عدم مشاركة الأرحام أفراحهم وأحزانهم.

5- عدم الحضور إلى اجتماع الأرحام إن كان لهم اجتماع.

6- عدم وصل الأقارب إلا إذا وصلوه, وهذا في الحقيقة ليس واصلاً وإنما هو مكافئ في الحديث الذي أخرجه البخاري : (( ليس الواصل بالمكافئ ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها)).

وفي حديث عند مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلاً قال: (( يا رسول الله إن لي قرابة أصلهم ويقطعوني وأحسن إليهم ويسيئون إلي وأحلم عنهم ويجهلون علي, فقال : لئن كنت كما قلت فكأنما تسفهم المل ولا يزال معك من الله ظهير عليهم مادمت على ذلك)).

1- عدم دعوتهم إلى الهدي وعدم أمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر.
2- تحزيب الأقارب وتفريق شملهم وجعلهم جماعات متنافرة.
3- الإساءة إلى الأرحام بالقول أو الفعل.
وغيرها من المظاهر.

ثامناً : أسباب عدم صلة الرحم :
1- الجهل بفضل صلة الرحم وعاقبة قطيعتها.
2- ضعف الدين وبالتالي يزهد بالثواب على صلة الرحم, ولا يأبه للعقاب على قطيعتها.
3- الكِبر: بأن يكون غنياً أو آتاه الله منصباً رفيعاً أو جاهاً عريضاً فيستنكف أن يبادر هو بصلة رحمه.
4- التقليد للوالدين: إذ ربما لم ير من أبيه أنه يصل أقاربه فيصعب على الابن وصل قرابة أبيه, وكذلك بالنسبة للأم.
5- الانقطاع الطويل, فعندما ينقطع عن أرحامه وقتاً طويلاً يستصعب أن يصلهم ويسوف حتى تتولد الوحشة بينهم ويألف القطيعة.
6- العتاب الشديد فبعض الأرحام عندما تزوره يبدأ بمعاتبتك لماذا لم تزرني لماذا ولماذا حتى يضيق الزائر بذلك ويحسب للزيارة الأخرى ألف حساب.
7- الشح والبخل: فقد يكون غنياً ولأنه يخاف أن يطلب أرحامه منه شيئاً يتهرب عنهم.
8- التكلف عند الزيارة: وهذا يضيق به المتكلف والمتكلف له.
9- قلة الاهتمام بالزائر: وهذا عكس السابق والخير في الوسط.
10ـ رغبته عدم إطلاع أرحامه على حاله: فبعض الأغنياء يخرج زكاته إلى الأباعد ويترك الأرحام ويقول إذا أعطيت الأرحام عرفوا مقدار ما عندي.
11- تأخير قسمة الميراث: مما يسبب العداوة بينهم وربما اتهم كل واحد الآخر وأنه يريد أن يأكل من الميراث وهكذا.
12 ـ الانشغال بالدنيا مما يجعل الإنسان لا يجد وقتاً للوصل.
13ـ الخجل المذموم: فتراه لا يذهب إلى رحمه خجلاً منه, ويترك التزاور والصلة بزعمه إلى أن تحين مناسبة.
14ـ الاستغراب والتعجب الذي يجده الزائر من المزور, فبعض الأرحام عندما تزوره دون أن يكون هناك مناسبة للزيارة كعيد أو وليمة تجده وأنت تسلم عليه مستغرباً متعجباً من زيارتك ينتظر منك إبداء السبب لزيارته, وربما فسر زيارتك له بأن وراءها ما وراءها, وهذا يولد شعوراً عكسياً عند الزائر.
15ـ بعد المسافة بين الأرحام مما يولد التكاسل عند الزيارة.
16ـ قلة تحمل الأقارب وعدم الصبر عليهم, فأدنى كلمة وأقل هفوة تسبب التقاطع.
17ـ نسيان الأقارب في دعوتهم عند المناسبات مما يجعل هذا المنسي يفسر هذا النسيان بأنه احتقار لشخصه فيقوده هذا إلى قطع رحمه.

* الحسد: قد يكون في العائلة غنياً أو وجيهاً له مكانته في العائلة فيحسده بعض أفراد العائلة على ما آتاه الله من فضله.

* عدم الاحترام المتبادل بين أفراد العائلة وربما أدى ذلك إلى التقاطع, فالذي يسخر منه ويستهزأ به عند اجتماع العائلة لن يأتي إلى هذا الاجتماع مرة أخرى.

* سوء الظن: بعض الأقارب قد يطلب من قريبه حاجة فلا يستطيع تلبيتها له, ويعتذر منه فيسيء هذا الطالب الظن بقريبه ويتهمه أنه يستطيع ومع ذلك لم يفعل وله مقاصد في رفضه وهذا يولد نفرة وتباغض.

وربما ظن بعض الأقارب بقريبهم أنه غني وعنده مال ومع ذلك لا يعطيهم وقد يكون هذا الشخص محملاً بالديون وإن أظهر للناس الغنى, ومن سوء الظن التفسيرات الخاطئة للمواقف .

* السعي بالنميمة: فالنمام يفسد بين الناس يأتي لهذا القريب وينقل له كلاماً من قريب آخر يسبب هذا النقل تغير الود بينهما.

* قد يكون السبب من بعض الزوجات : إذ إن هناك من الزوجات من تنفر زوجها من أقاربه , ولا تريدهم فتقول وتعمل ما يجعل هذا الزوج ينفر من أرحامه.

فمثلاً بعض الزوجات تحاول إبعاد زوجها عن أرحامه بكلامها فإذا تكلمت معه قالت فلان لا يحبك فلان لا يحترمك فلان يحتقرك إنما جاءك لحاجة فإن لم تكن حاجة نسيك.

وربما استغلت بعض المواقف لتدلل على قولها , مما يثير حفيظة هذا الزوج على أرحامه.

وبعضهن تتضايق من زوجها عندما يصل أرحامه وتغضب وتفتعل الخلاف معه مما ينغص عليه عيشه فيضطر إلى ترك وصل أرحامه.

وبعضهن تقف في طريقه عندما يريد استضافة أرحامه وبعضهن تظهر العبوس والتضايق عندما يأتي أرحام زوجها مما يجعلهم يتراجعون عن زيارته مرة أخرى.

وبعضهن تغار على زوجها من أخواته وربما من أمه ومحارمه فتبدأ بلومه وتقريعه على ممازحته لأخته ومضاحكته لابنة أخيه وهكذا حتى يتضايق من ذلك ويترك هذا خوفاً من لومة الزوجة العزيزة .

ولا شك أن على الزوج أن لا ينقاد لأمر زوجته فيما يغضب الله ويسبب قطيعة الرحم وعدم وصلها.

* قد يكون من الأسباب المعاملات المالية إذ يكون هذا اشترى من هذا شيئاً فتبين له أنه غشه أو انتقص هذا من الثمن, أو أقرضه وماطل في السداد ونحو ذلك من المعاملات المالية.

تاسعاً : الأمور المعينة على الصلة :
1- معرفة ما أعده الله للواصلين من ثواب وما توعد به القاطعين من عقاب.
2- مقابلة الإساءة منهم بالعفو والإحسان وقد سبق الحديث الذي في مسلم (( لئن كنت كما قلت فكأنما تسفهم المل ولا يزال معك من الله ظهير ما دمت على ذلك)).
3- قبول اعتذارهم عن الخطأ الذي وقعوا فيه إذا اعتذروا.
4- التواضع ولين الجانب.
5- التغاضي والتغافل: فلا يتوقف عند كل زلة أو عند كل موقف ويبحث لهم عن المعاذير, ويحسن الظن فيهم.
6- بذل ما استطاع من الخدمة بالنفس أو الجاه أو المال.
7- ترك المنة عليهم والبعد عن مطالبتهم بالمثل.
8- الرضا بالقليل من الأقارب, ولا يعود نفسه على استيفاء حقه كاملاً.
9- فهم نفسياتهم وإنزالهم منازلهم.
10- ترك التكلف بين الأقارب.
11- عدم الإكثار من المعاتبة.
12- تحمل عتاب الأقارب إذا عاتبوا واحملها على أنها من شدة حبهم لك.
13- عدم نسيان الأقارب في المناسبات والولائم.
14- تعجيل قسمة الميراث.
15- الاجتماعات الدورية.
16- اصطحاب أولادك معك لزيارة الأقارب لتعويدهم على الصلة ولتعريفهم بأقاربهم.
17- حفظ الأنساب والتعرف على الأقارب عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( تعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم )) رواه الترمذي وحسنه وصححه الألباني في صحيح الجامع .

أسأل الله عز وجل أن ينفعنا بما قلنا و سمعنا وأن يجعله حجة لنا لا علينا اللهم أغفر لنا و لوالدينا ولإخواننا المسلمين، ربنا هب لنا من أزواجنا… ربنا لا تزغ قلوبنا ... ربنا أتنا في الدنيا حسنة.

و صلى الله على نبينا محمد وسلم.

المصدر : شبكة نور الإسلام

محمد رافع 52
11-01-2013, 02:31 AM
http://www.albetaqa.com/cards/albums/cards/022slasel/Ad3yatElrasoul/Ad3yatElrasoul061.jpg

http://www.albetaqa.com/cards/albums/cards/022slasel/Ad3yatElrasoul/Ad3yatElrasoul060.jpg

محمد رافع 52
11-01-2013, 02:32 AM
http://www.albetaqa.com/cards/albums/cards/022slasel/Ad3yatElrasoul/Ad3yatElrasoul059.jpg

http://www.albetaqa.com/cards/albums/cards/022slasel/Ad3yatElrasoul/Ad3yatElrasoul058.jpg

محمد رافع 52
11-01-2013, 02:33 AM
http://www.albetaqa.com/cards/albums/cards/022slasel/Ad3yatElrasoul/Ad3yatElrasoul057.jpg

http://www.albetaqa.com/cards/albums/cards/022slasel/Ad3yatElrasoul/Ad3yatElrasoul056.jpg

محمد رافع 52
11-01-2013, 02:34 AM
http://www.albetaqa.com/cards/albums/cards/022slasel/Ad3yatElrasoul/Ad3yatElrasoul055.jpg

http://www.albetaqa.com/cards/albums/cards/022slasel/Ad3yatElrasoul/Ad3yatElrasoul054.jpg

محمد رافع 52
11-01-2013, 02:35 AM
http://www.albetaqa.com/cards/albums/cards/022slasel/Ad3yatElrasoul/Ad3yatElrasoul053.jpg

http://www.albetaqa.com/cards/albums/cards/022slasel/Ad3yatElrasoul/Ad3yatElrasoul052.jpg

محمد رافع 52
11-01-2013, 02:35 AM
http://www.albetaqa.com/cards/albums/cards/022slasel/Ad3yatElrasoul/Ad3yatElrasoul051.jpg

http://www.albetaqa.com/cards/albums/cards/022slasel/Ad3yatElrasoul/Ad3yatElrasoul050.jpg

محمد رافع 52
11-01-2013, 02:37 AM
http://www.albetaqa.com/cards/albums/cards/022slasel/Ad3yatElrasoul/Ad3yatElrasoul049.jpg

http://www.albetaqa.com/cards/albums/cards/022slasel/Ad3yatElrasoul/Ad3yatElrasoul048.jpg

محمد رافع 52
11-01-2013, 02:37 AM
http://www.albetaqa.com/cards/albums/cards/022slasel/Ad3yatElrasoul/Ad3yatElrasoul047.jpg

محمد رافع 52
11-01-2013, 02:46 AM
http://www.albetaqa.com/cards/albums/cards/022slasel/Ad3yatElrasoul/Ad3yatElrasoul027.jpg

محمد رافع 52
12-01-2013, 01:37 PM
بارك الله فيكم موضوع اكثر من رائع
جزاكم الله خيرا ونفع الله بكم
رضى الله عنك اخى الكريم
وبارك فيك ويسر كل امورك

محمد رافع 52
16-01-2013, 09:14 PM
بسم الله الذى لا يضر مع اسمه شئ في الارض ولا فى السماء وهو السميع العليم

مفاتيح الاسلام


مفتاح العبادة
وعن النعمان بن بشير رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏
‏"‏الدعاء هو العبادة‏"
‏‏صحيح ابو داود والترمذى

مفتاح العلم والرزق
اللهم انى اساءلك علما نافعا ورزقا طيبا وعملا متقبلا
صحيح ابن ماجه وصحيح الزوائد

مفتاح الرضا
رضيت بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد صلى الله علية وسلم نبيا ورسولا
من قالها 3 مرات صباحا ومساء كان حقا على الله ان يرضيه صحيح الترمذى واحمد

مفتاح الذكر
وعن جابر رضي الله عنه قال‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏
‏"‏أفضل الذكر‏:‏ لا إله إلا الله‏"
اخرجة الترمذى

مفتاح الستر والعافية
اللهم انى اصبحت منك في نعمة وعافية وستر فاتتم نعمتك على وعافيتك وسترك في الدنيا والاخرة
من قالها 3 مرات صباحا ومساء كان حقا على الله ان يتم عليه اخرجه البخارى

مفتاح الشكر
اللهم ما اصبح بي من نعمة او باحد من خلقك فمنك وحدك لا شريك لك فلك الحمد ولك الشكر
من قراها صباحا ومساء فقد ادى شكر يومة اخرجة ابوا داود
....
يا رب لك الحمد كما ينبغى لجلال وجهك وعظيم سلطانك يقول المولى للملكين اكتبوها كما قالها عبدى حتى يلقانى فاجزيه بها رواه احمد وابن ماجه


مفتاح منع الضر
بسم الله الذى لا يضر مع اسمه شئ في الارض ولا في السماء وهو السميع العليم من قالها 3 مرات لم يضرة شئ اخرجه ابو داود والترمذى
...........
اعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق
من قالها 3 مرات صباحا ومساء لم يضرة شئ اخرجة ابو داود و ابن ماجة


مفتاح الدين والغم
{لا اله الا انت سبحانك انى كنت من الظالمين }
ما دعى به مهموم ولا مغموم ولا مكروب ولا مديون فى 3 الا استجيب له رواه الدليمى عن عبد الرحمن بن عوف
..........
وعن علي، رضي الله عنه، أن مكاتبًا جاءه، فقال‏:‏ إني عجزت عن كتابتي‏.‏ فأعني‏.‏ قال‏:‏ ألا أعلمك كلمات علمنيهن رسول الله صلى الله عليه وسلم، لو كان عليك مثل جبل دينا أداه الله عنك‏؟‏ قل‏:‏ ‏"‏اللهم اكفني بحلالك عن حرامك، وأغنني بفضلك عمن سواك‏"
اخرجة الترمذى

محمد رافع 52
16-01-2013, 09:25 PM
مفتاح الهم والكرب
اللهم إنى عبدك و ابن عبدك و ابن أمتك , ناصيتى بيدك , ماضٍ فى حكمك , عدلٌ فى قضائك . أسألك بكل اسمٍ هو لك سميت به به نفسك , أو أنزلته فى كتابك , أو علمته أحداً من خلقك أو استأثرت به فى علم الغيب عندك , أن تجعل القرآن ربيع قلبى , و نور بصرى , و جلاء حزنى , و ذهاب همى الا اذهب الله همه وابدل مكان حزنه فرحا
اخرجة احمد .
...........
اللهم انى اعوذ بك من الهم والحزن واعوذ بك من العجز والكسل واعوذ بك من الجبن والبخل واعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال من قالها صباحا ومساء ذهب همة وقضي دينة
اخرجة ابو داود
...........
وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول عند الكرب‏:‏
‏"‏لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب السماوات ورب العرش الكريم‏"‏
اخرجة البخارى ومسلم

مفتاح المصيبة
اللهم انت ربي لا اله الا انت عليك توكلت وانت رب العرش العظيم ما شاء الله كان وما لم يشاء لم يكن ولا حول ولا قوة الا بالله العلى العظيم اعلم ان الله على كل شئ قدير وان الله قد احاط بكل شئ علما اللهم انى اعوذ بك من شر نفسي ومن شر كل دابة انت اخذ بناصيتها ان ربي على صراط مستقيم
من قالها اول النهار لم تصيبة مصيبة حتى يمسى ومن قالها اخر النهار لم تصبه مصيبة حتى يصبح
رواه السنى وابو داود

مفتاح الدنيا والاخرة
يا حى يا قيوم برحمتك أستغيث فأصلح لى شأنى كله و لا تكلنى إلى نفسى طرفة عين
من قالها فقد دعى بخير الدنيا والاخرة اخرجة الحاكم صحيح الترغيب والترهيب
...........
حسبى الله لا إله إلا هو عليه توكلت و هو رب العرش العظيم . من قالها 7 مرات صباحا ومساء كفاه الله ما اهمه من امر الدنيا والاخرة
اخرجة ابو داود

مفتاح شفاعة الرسول علية وعلى ال بيتة الصلاة والسلام
اللهم صلى على محمد وعلى ال محمد كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد وبارك على محمد وعلى ال محمد كما باركت على ابراهيم وال ابراهيم انك حميد مجيد
من قالها 10 مرات ادركتة شفاعة النبي صلي الله عليه وسلم
رواة الطبرانى في الكبير وصحيح الترغيب والترهيب


مفتاح شفاعة القراءن
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ‏:
‏‏"‏ من القرآن سورة ثلاثون آية شفعت لرجل حتى غفرت له ،وهي‏:‏ تبارك الذي بيده الملك ‏"‏‏.
‏ ‏رواه أبو داود والترمذي وقال ‏:‏‏
"‏ حديث حسن ، وفي رواية أبي داود‏:‏ ‏"‏تشفع ‏"‏‏.

مفتاح القراءن
عن أبي سعيد رافع بن المعلى رضي الله عنه قال ‏:‏ قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏:
‏‏"‏ألا أعلمك أعظم سورة في القرآن قبل أن تخرج من المسجد‏؟‏ فأخذ بيدي ، فلما أردنا أن نخرج قلت
‏:‏ يا رسول الله إنك قلت لأعلمنك أعظم سورة في القرآن ‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏الحمد لله رب العالمين هي السبع المثاني، والقرآن العظيم الذي أوتيته ‏"‏‏.‏
‏رواه البخاري
.............
‏وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏‏ قال
في‏ والذي نفسي بيده، إنها لتعدل ثلث القرآن‏"‏‏.رواه البخاري
‏‏{‏ قل هو الله أحد‏}"‏

مفتاح العصم من الدجال
وعن أبي الدرداء رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏
‏"‏من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف، عصم من الدجال‏"‏ وفي رواية‏:‏ ‏"‏من آخر سورة الكهف‏"‏ ‏رواهما مسلم‏

محمد رافع 52
16-01-2013, 09:36 PM
مفتاح وساوس الشيطان
اللهم فاطر السموات والارض عالم الغيب والشهادة رب كل شئ ومليكة اشهد ان لا اله الا انت اعوذ بك من شر نفسي ومن شر الشيطان وشركه وان اقترف على نفسي سوءا او اجرة على مسلم
من قالها صباحا ومساء تحمية من وساوس الشيطان
اخرجة ابو داود وصحيح الترمذى

مفتاح الحفظ من عند الله
بسم الله الرحمن الرحيم
{ اللّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَالْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا
فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ
أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا
شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا
وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ }
من قراءها لا يزال علية من الله حافظا ولا يقربه شيطان حتى يصبح صحيح البخارى

مفتاح الكفاية
بسم الله الرحمن الرحيم
{ آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ
وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُواْ سَمِعْنَا
وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ لاَ يُكَلِّفُ
اللّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ
رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ
عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلاَ
تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَآ
أَنتَ مَوْلاَنَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ } الايات من284 الى 286 سورة البقرة
من قراءها في ليلة كفتاه اخرجه البخارى ومسلم

مفتاح العتق من النار
اللهم انى اصبحت اشهدك واشهد حملة عرشك وملائتك وجميع خلقك انك انت وحدك لا شريك لك وان محمدا عبدك ورسولك
من قالها 4 مرات حين يصبح ويمسى اعتقة الله من النار رواة ابو داود والبخارىفي الادب المفرد

مفتاح الجنة
اللهم انت ربى لا اله الا انت خلقتنى وانا عبدك على عهدك و وعدك ما استطعت اعوذ بك من شر ما صنعت ابوء لك بنعمتك على و ابوء بذنبي فاغفر لى فانه لا يغفر الذنوب الا انت
من قالها حين يصبح فمات في يومة دخل الجنة من قالها حين يمسي فمات في ليلتة دخل الجنه رواه البخارى
..........
وعن أبي موسى رضي الله عنه قال‏:‏ قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏
‏"‏ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة ‏؟‏‏"‏ فقلت‏:‏ بلى يا رسول الله قال‏:‏ ‏"‏لا حول ولا قوة إلا بالله‏"‏
رواه البخارى ومسلم.


مفتاح المغفرة
سبحان الله وبحمده
من قالها100 مرة حطت خطاياه وان كانت مثل ذبد البحر اخرجه مسلم
..........
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏
‏"‏من قال حين يصبح وحين يمسي‏:‏ سبحان الله وبحمده مائة مرة، لم يأتِ أحد يوم القيامة بأفضل مما جاء به، إلا أحد قال مثل ما قال أو زاد‏"‏
رواه مسلم‏.‏

قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم:
((عشرة تمنع عشرة ))
سورة الفاتــحة ..... تمنع .... غــضـــــــــــب الله
سورة يـــــــس ...... تمنع .... عطش يوم القيامة
سورة الواقــعة ..... تمنع .... الـــــــــــــــفــــــقر
سورة الدخــان ..... تمنع .... أهوال يوم القيامة
سورة المــــلك ..... تمنع .... عــــــــذاب القــبر
سورة الكــــوثر ..... تمنع .... الخـــــــــــــصومة
سورة الكافرون ..... تمنع .... الكــفر عند الموت
سورة الإخلاص ..... تمنع ..... الـــــــــــــــــنفاق
سورة الفــــلق ..... تمنع .... الحـــــــــــــــــسد
سورة الـــناس ..... تمنع .... الـــوســـــــــواس
والله تعالى اعلى واعلم

قال تعالى :
‏(‏‏(‏ كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ)‏‏)‏
(185) ال عمران

سبحان الله وبحمده عدد ما كان
سبحان الله وبحمده عدد ما سيكون
سبحان الله وبحمدة عدد السكون
سبحان الله وبحمده عدد الحركات

يا رب لك الحمد كما ينبغى لجلال وجهك وعظيم سلطانك
تمت بحمد الله الواحد القهار بديع السموات والارض له الحمد والمنة

اللهم انصر الاسلام والمسلمين

الأستاذة ام فيصل
17-01-2013, 01:01 PM
جزاك الله خيرا استاذنا الفاضل
وبارك الله فيك
تحياتي وتقديري

محمد رافع 52
18-01-2013, 02:59 AM
جزاك الله خيرا استاذنا الفاضل

وبارك الله فيك

تحياتي وتقديري


اشكرك اختى الفاضلة
واستاذتنا الكريمة حياك الله
وحفظك وكل اهليك من كل مكروه

محمد رافع 52
18-01-2013, 03:06 AM
نصيحة صالح
http://www.lovely0smile.com/2011/mk/mk-221.jpg

محمد رافع 52
18-01-2013, 03:07 AM
سأل رجل الحسن البصري أمؤمن أنت؟
http://www.lovely0smile.com/2011/mk/mk-240.jpg

محمد رافع 52
18-01-2013, 03:08 AM
التأني
http://www.lovely0smile.com/2011/mk/mk-251.jpg

محمد رافع 52
18-01-2013, 03:09 AM
اوصى حكيم ابنه فقال له
http://www.lovely0smile.com/2011/mk/mk-246.jpg

محمد رافع 52
18-01-2013, 03:09 AM
تواضع ابا بكر
http://www.lovely0smile.com/2011/mk/mk-239.jpg

محمد رافع 52
18-01-2013, 03:10 AM
المروؤة
http://www.lovely0smile.com/2011/mk/mk-230.jpg

محمد رافع 52
18-01-2013, 03:10 AM
اي من الوالدين احب الى قلبك
http://www.lovely0smile.com/2011/mk/mk-222.jpg

محمد رافع 52
18-01-2013, 03:11 AM
من وصايا الفاروق
http://www.lovely0smile.com/2011/mk/mk-211.jpg

محمد رافع 52
18-01-2013, 03:13 AM
http://www.kerzaz08.com/vb/image.php?u=732&type=sigpic&dateline=1355156948

محمد رافع 52
18-01-2013, 03:14 AM
الغش :
http://www.lovely0smile.com/2011/mk/mk-282.jpg

محمد رافع 52
18-01-2013, 03:15 AM
الموت :
http://www.lovely0smile.com/2011/mk/mk-270.jpg

محمد رافع 52
18-01-2013, 03:15 AM
الايدي:
http://www.lovely0smile.com/2011/mk/mk-277.jpg

محمد رافع 52
18-01-2013, 03:16 AM
قضاء الله :
http://www.lovely0smile.com/2011/mk/mk-278.jpg

محمد رافع 52
18-01-2013, 03:17 AM
طاعة الله :
http://www.lovely0smile.com/2011/mk/mk-286.jpg

محمد رافع 52
18-01-2013, 03:18 AM
الحسنة و السيئة :
http://www.lovely0smile.com/2011/mk/mk-290.jpg

محمد رافع 52
18-01-2013, 03:18 AM
الامهال :
http://www.lovely0smile.com/2011/mk/mk-293.jpg

محمد رافع 52
18-01-2013, 03:19 AM
الصبر و الاجر :
http://www.lovely0smile.com/2011/mk/mk-297.jpg

محمد رافع 52
18-01-2013, 03:19 AM
حكمة :
http://www.lovely0smile.com/2011/mk/mk-302.jpg

محمد رافع 52
18-01-2013, 03:22 AM
لا تنام إلا بعد أن تفعل خمسة أشياء:

قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم

...يا علي لا تنم إلا بعد أن تأتي بخمسة أشياء

1. قراءة القرآن كله

2. التصدق بأربعة آلاف درهم

3. زيارة الكعبه

4. حفظ مكانك في الجنه

5. إرضاء الخصوم

قال : علي كيف ذلك يارسول الله؟؟

فقال له :

1. إذا قرأت سورة الأخلاص ثلاث مرات فقد قرأت القرآن كله .

2. إذا قرأت الفاتحه ثلاث مرات فقد تصدقت بأربعة آلاف درهم .

3. و إذا قلت لاإله إلاالله وحده لاشريك له له الملك وله الحمد يحي ويميت وهو على كل شئ قدير عشر مرات فقد زرت الكعبه .

4. وإذا قلت لاحول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم عشر مرات فقد حفظت مكانك في الجنة .

5. وإذا قلت أستغفر الله العظيم الذي لاإله إلاهو الحي القيوم وأتوب إليه عشر مرات فقد أرضيت الخصوم .

محمد رافع 52
18-01-2013, 03:31 AM
الاداب الشرعية والمنح المرعية
ويحرم البهت والغيبة والنميمة وكلام ذي الوجهين عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم { لما عرج بي مررت بقوم لهم أظفار من نحاس يخمشون وجوههم وصدورهم ، فقلت يا جبريل من هؤلاء قال : هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس ويقعون في أعراضهم } رواه أبو داود حدثنا ابن المصفى حدثنا بقية وأبو المغيرة قالا ثنا صفوان حدثني راشد بن سعد وعبد الرحمن بن جبير عن أنس حديث صحيح قال حدثني يحيى بن عثمان عن بقية ليس فيه عن أنس .

وعن سعيد بن زيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال { : إن من أربى الربا الاستطالة في عرض المسلم بغير حق } رواه أحمد وأبو داود .

وروى أحمد حديث أنس عن أبي المغيرة عن صفوان كما سبق .

وقال ابن عبد البر وقال عدي بن حاتم الغيبة مرعى اللئام .

وقال أبو عاصم النبيل : لا يذكر في الناس ما يكرهونه إلا سفلة لا دين له .

وروى أبو داود عن جعفر بن مسافر عن عمرو بن أبي سلمة عن زهير هو ابن محمد عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعا { : إن من أكبر الكبائر استطالة المرء في عرض رجل مسلم بغير حق ، ومن الكبائر السبتان بالسبة } حديث حسن .

وذكر القرظي عن قوم أن الغيبة إنما تكون في الدين لا في الخلقة والحسب ، وإن قوما قالوا عكس هذا ، وإن كلا منهما خلاف الإجماع لكن قيد الإجماع في الأول إذا قاله على وجه العيب ، وأنه لا خلاف أن الغيبة من الكبائر .

وفي الفصول والمستوعب أن الغيبة والنميمة من الصغائر .

وقد روى أبو داود والترمذي وصححه قول عائشة عن صفية أنها قصيرة وأن النبي صلى الله عليه وسلم قال { لقد قلت كلمة لو مزجت بماء البحر لمزجته } .

وعن همام قال : كان رجل يرفع إلى عثمان حديث حذيفة فقال حذيفة : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول { لا يدخل الجنة قتات يعني : نماما } رواه أحمد والترمذي . وفي الصحيحين المسند منه

وعن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا { إن شر الناس عند الله يوم القيامة ذو الوجهين الذي يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه } رواه أحمد والبخاري ومسلم . ولهما { وتجدون شر الناس }

ولأبي داود والترمذي { إن من شر الناس } وهذا ; لأنه نفاق وخداع وكذب وتحيل على اطلاعه على أسرار الطائفتين ; لأنه يأتي كل طائفة بما يرضيها ، ويظهر أنه معها ، وهي مداهنة محرمة ذكر ذلك العلماء قال ابن عقيل في الفنون قال تعالى : { كأنهم خشب مسندة } .

أي : مقطوعة ممالة إلى الحائط لا تقوم بنفسها ولا هي ثابتة ، إنما كانوا يستندون إلى من ينصرهم ، وإلى من يتظاهرون به { يحسبون كل صيحة عليهم } لسوء اعتقادهم { هم العدو } للتمكن بين الشر بالمخاطبة والمداخلة وعن أبي الشعثاء " قال : قيل لابن عمر إنا ندخل على أميرنا فنقول القول فإذا خرجنا قلنا غيره قال : كنا نعد ذلك على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم من النفاق " رواه النسائي وابن ماجه .

وعن ابن عمر رضي الله عنهما مرفوعا { مثل المنافق كالشاة العائرة بين الغنمين تعير إلى هذه مرة وإلى هذه مرة } رواه أحمد ومسلم والنسائي وزاد { لا تدري أيهما تتبع } .

وعن أبي هريرة مرفوعا { آية المنافق ثلاث } زاد مسلم { وإن صام وصلى وزعم أنه مسلم : إذا حدث كذب ، وإذا وعد أخلف ، وإذا عاهد غدر } رواه البخاري ومسلم ، ولهما أيضا ولأحمد وغيره ، { والثالثة وإذا ائتمن خان } .

وعن عبد الله بن عمرو مرفوعا { أربع من كن فيه كان منافقا ، ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها : إذا ائتمن خان ، وإذا حدث كذب ، وإذا عاهد غدر ، وإذا خاصم فجر } رواه البخاري ومسلم ولهما أيضا ولأحمد وغيره { وإذا وعد أخلف بدل وإذا ائتمن خان } قال الترمذي وغيره : معناه عند أهل العلم نفاق العمل وإنما كان نفاق التكذيب على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم .

وعن " حذيفة رضي الله عنه قال : إن كان الرجل ليتكلم بالكلمة على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يصير بها منافقا وإني لأسمعها من أحدكم في المجلس عشر مرات " رواه أحمد ، وفي إسناده من لا يعرف .

وللترمذي عن أبي هريرة مرفوعا { خصلتان لا يجتمعان في منافق : حسن سمت ، وفقه في الدين } .

وعن عقبة بن عامر مرفوعا { أكثر منافقي أمتي قراؤها } رواه أحمد من رواية ابن لهيعة وروي مثله من حديث عبد الله بن عمر .

وقال في النهاية : أراد بالنفاق هنا الرياء لأن كليهما إظهار غير ما في الباطن .

وعن ابن عمر مرفوعا { إن الله قال لقد خلقت خلقا ألسنتهم أحلى من العسل وقلوبهم أمر من الصبر ، فبي حلفت لأتيحنهم فتنة تدع الحليم منهم حيران فبي يغترون أم علي يتجرءون } رواه الترمذي وقال : حسن غريب ، وله معنى من حديث أبي هريرة وفي أوله { يكون في آخر الزمان رجال يختلون الدنيا بالدين ، يلبسون للناس جلود الضأن من اللين ، ألسنتهم أحلى من العسل ، وقلوبهم قلوب الذئاب } يقال : أتاح الله لفلان كذا أي : قدره له وأنزل به وتاح له الشيء .

وقوله : يختلون أي : يطلبون الدنيا بعمل الآخرة يقال : ختله يختله إذا خدعه وراوغه ، وختل الذئب الصيد إذا اختفى له .

وقال ابن عبد البر : قال منصور الفقيه شعرا :


لي حيلة فيمن ينم وليس في الكذاب حيله من كان يخلق ما يقول
فحيلتي فيه قليله


وقال موسى - صلوات الله عليه - يا رب إن الناس يقولون في ما ليس في فأوحى الله إليه يا موسى لم أجعل ذلك لنفسي فكيف أجعله لك ؟

وقال عيسى - صلوات الله عليه - : لا يحزنك قول الناس فيك ، فإن كان كاذبا كانت حسنة لم تعملها ، وإن كان صادقا كانت سيئة عجلت عقوبتها .

وقال ابن حزم : اتفقوا على تحريم الغيبة والنميمة في غير النصيحة الواجبة وقال ابن مسعود { : قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم قسمة فقال رجل من الأنصار : والله ما أراد محمد بهذا وجه الله ، فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته فتمعر وجهه وقال رحمة الله على موسى لقد أوذي بأكثر من هذا فصبر } . وفي البخاري { فأتيته وهو في ملإ فساررته } ، وفي مسلم { قال : قلت لا جرم لا أرفع إليه حديثا بعدها } ، ترجم عليه البخاري ( من أخبر صاحبه بما يقال فيه ) ولمسلم هذا المعنى أيضا . وعندهما وعند غيرهما في أوله أن النبي صلى الله عليه وسلم قال { لا يبلغني أحد عن أحد من أصحابي شيئا فإني أحب أن أخرج إليهم وأنا سليم الصدر } . قال عبد الله فأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الحديث ، وللترمذي فيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لابن مسعود { : دعني عنك فقد أوذي موسى بأكثر من هذا فصبر } .

وروى الخلال عن مالك أنه سئل عن الرجل يصف الرجل بالعور أو العرج لا يريد بذلك شينه إلا إرادة أن يعرف ؟ قال لا أدري هذا غيبة .

وقال محمد بن يحيى الكحال لأبي عبد الله " الغيبة أن تقول في الرجل ما فيه ؟ قال : نعم قال : وإن قال ما ليس فيه فهذا بهت " ، وهذا الذي قاله أحمد هو المعروف عن السلف وبه جاء الحديث رواه أحمد ومسلم وأبو داود من حديث أبي هريرة .

وذكر أبو بكر في زاد المسافر ما نقل عن الأثرم ، وسئل عن الرجل يعرف بلقبه إذا لم يعرف إلا به فقال أحمد الأعمش إنما يعرفه الناس هكذا فسهل في مثل هذا إذا كان قد شهر .

قال في شرح خطبة مسلم قال العلماء من أصحاب الحديث والفقه وغيرهم يجوز ذكر الراوي بلقبه وصفته ونسبه الذي يكرهه إذا كان المراد تعريفه لا تنقصه للحاجة كما يجوز الجرح للحاجة ، كذا قال ويمتاز الجرح بالوجوب فإنه من النصيحة الواجبة بالإجماع ، وفي ذلك أحاديث وآثار كثيرة تأتي ، والكلام في ذلك في فصول العلم وفي الغيبة في فصول الهجرة ، وتحرم البدع المحرمة وإفشاء السر زاد في الرعاية الكبرى المضر والتعدي بالسب واللعن والفحش والبذاء .

وروى أبو داود والترمذي وقال : غريب والإسناد ثقات عن أبي العالية عن ابن عباس { أن رجلا لعن الريح عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال لا تلعن الريح فإنها مأمورة وإنه من لعن شيئا ليس له بأهل رجعت اللعنة إليه } .

، ولأبي داود أيضا هذا المعنى من حديث أبي الدرداء عن نمران ، وفيه جهالة ووثقه ابن حبان .

وعن ابن مسعود مرفوعا { ليس المؤمن بطعان ولا لعان ولا فاحش ولا بذيء } رواه أحمد والترمذي وقال : حسن غريب . وإسناده جيد .

وعن ابن مسعود مرفوعا { سباب المؤمن فسوق ، وقتاله كفر } متفق عليه .

وعن سويد بن حاتم بياع الطعام عن قتادة عن أنس { أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سمع رجلا يسب برغوثا فقال لا تسبه فإنه قد نبه نبيا من الأنبياء لصلاة الصبح . } قال ابن حبان : فيه سويد يروي الموضوعات عن الأثبات وهو صاحب حديث البرغوث ثم رواه بإسناده ، وقال ابن عبد البر : هذا حديث ليس بقوي انفرد به سويد وقال ابن عدي في سويد : هو إلى الضعف أقرب وقال ابن معين : لا بأس به وقال أبو زرعة : ليس بقوي .

وعن أبي هريرة مرفوعا { المستبان ما قالا فعلى البادئ منهما إن لم يعتد المظلوم } رواه مسلم والترمذي وصححه ويأتي في الأمر بالمعروف في لعنة المعين قول النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة { لا تكوني فاحشة فإن الله لا يحب الفحش ولا التفحش } ، وقوله : { يا عائشة عليك بالرفق وإياك والفحش وال*** } ويأتي ما يتعلق بهذا بعد فصول طاعة الأب بالقرب من ثلث الكتاب .

عن ابن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم { إن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة ، وإن الرجل ليصدق حتى يكتب عند الله صديقا ، وإن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار ، وإن الرجل ليكذب حتى يكتب كذابا } رواه البخاري موقوفا . ورواه مسلم مرفوعا .

وله في لفظ آخر { عليكم بالصدق فإن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا ، وإياكم والكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار ، وما يزال الرجل يكذب ، ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا } رواه الترمذي ، وقال : حسن صحيح .

وعن ابن عمر مرفوعا { إذا كذب العبد تباعد منه الملك ميلا من نتن ما يخرج من فيه } رواه الترمذي عن يحيى بن موسى عن عبد الرحيم بن هارون عن عبد العزيز بن أبي رواد عن نافع عنه وقال : حسن غريب تفرد به عبد الرحيم قال الدارقطني : عبد الرحيم متروك قال أبو حاتم : مجهول . وقال ابن عدي : روى مناكير عن قوم ثقات قال ابن حبان : في الثقات يعتد بحديثه إذا روى من كتابه .

محمد رافع 52
18-01-2013, 03:39 AM
خواطر قرآنية (1):
أيها المبادرون ..
هذا ربكم يثني على المبادرين:
http://www.tafsir.net/vb/images/smilies/qos1.png لَا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى http://www.tafsir.net/vb/images/smilies/qos2.png
[الحديد : 10].

خواطر قرآنية (2):
كل من حاد الله ورسوله ـ ومن ذلك محادة الشريعة ـ فهو إلى ذل، بل هو الأذلّ ولا ريب وإن توهم عِزاً في فترة من الفترات.
تأمل: http://www.tafsir.net/vb/images/smilies/qos1.png إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ فِي الْأَذَلِّينَ http://www.tafsir.net/vb/images/smilies/qos2.png [المجادلة : 20]!
ثم تأمل كيف عقبها بقوله: http://www.tafsir.net/vb/images/smilies/qos1.pngكَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قويٌّ عزيِز http://www.tafsir.net/vb/images/smilies/qos2.png [المجادلة : 21]

خواطر قرآنية (3):
هل تجد مشقة في القيام ببعض الأوامر الشرعية؟
إليك هذا الحل اليسر على من يسره الله عليه، إنه سلوك طريق الهداية.
تأمل قول ربنا عن حال المؤمنين حين تغيرت القبلة:
http://www.tafsir.net/vb/images/smilies/qos1.png وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ http://www.tafsir.net/vb/images/smilies/qos2.png
[البقرة : 143].

عيد عبد الستارعبده
18-01-2013, 09:22 AM
حماك الله وأيدك بنصره

محمد رافع 52
18-01-2013, 06:24 PM
حماك الله وأيدك بنصره
واياك اخى الكريم بارك الله فيك

محمد رافع 52
19-01-2013, 01:07 AM
إذا ضاقت بك الدنيا فاطرق هذه الأبواب


أولا الدعاء :
فإذا اشتد كربك وتعاظم همك فاقرع باب الدعاء
اسبغ وضوءك بإحسان وأقبل على الله طاهرا
(( إذا سألك عبادى عنى فإنى قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان
فليستجيبوا لى وليؤمنوا بى لعلهم يرشدون ))
سورة البقرة 186

ثانيا الصلاة :
كلما اشتد عليك الهم فافرغ إلى الصلاة بخشوع ودموع متدبرا آياتها
فإذا مكنت جبينك للسجود بث شكواك
* فأقرب ما يكون العبد من الله وهو ساجد *
وهذا نبيك صلى الله عليه وسلم
( كان إذا حز به أمرا فرغ إلى الصلاة)
رواه البخارى
أفرغ الى قيام الليل وصلى ركعتين قضاء حاجة وتضرع الى الله
دعاء قضاء حاجة : لا إله إلا الله الحليم الحكيم سبحان الله رب
العرش العظيم الحمد لله رب العالمين أسألك اللهم موجبات
رحمتك وعزائم مغفرتك والعصمة من كل ذنب والغنيمة من كل
بر والسلامة من كل اثم اللهم لاتدع لى ذنبا الاغفرته ولا هما
الافرجته ولا حاجة هى لك إلا قضيتها لى يا أرحم الراحمين

ثالثا كلمات الكرب :
كان صلى الله عليه وسلم إذا اشتد عليه هم أو غم أو كرب لهج إلى الله بهذه الكلمات :
( لا إله إلا الله العظيم الحليم لا إله إلا الله رب العرش العظيم
لا إله إلا الله رب السماوات والأرض ورب العرش الكريم )
( يا حى يا قيوم برحمتك أستغيث )
( الله ربى لا أشرك به أحدا )
( اللهم رحمتك أرجو فلا تكلنى إلى نفسى طرفة عين
واصلح لى شأنى كله لا إله الاأنت )
( اللهم إنى عبدك ابن عبدك ابن أمتك ناصيتى بيدك
ماض في حكمك عدل في قضاؤك )
( اللهم إنى أعوذ بك من الهم والحزن والعجز والكسل
والبخل والجبن وغلبة الدين وقهر الرجال )
( اللهم فارج الهم وكاشف الغم مجيب الدعوة رحمن الدنيا والاخرة
ورحيمهما ارحمنى رحمة تغنينى بها عن رحمة من سواك )
( اللهم اجعل من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا
ومن كل بلاء عافية )
( الله أكبر الله أعز من خلقه جميعا الله أعز ممن أخاف وأحذر
أعوذ بالله الذى لا إله إلا هو الممسك السماوات السبع أن يقعن
على الأرض إلا بإذنه من عبدك فلان وجنوده واتباعه واشياعه
من الجن والإنس اللهم كن لى جارا من شرهم جل ثناؤك وعز
جارك وتبارك اسمك ولا إله غيرك )
( اللهم اكفينيهم بما شئت وكيف شئت )
( اللهم احفظنا من بين ايدينا ومن خلفنا وعن ايماننا
وعن شمائلنا ومن فوقنا ونعوذ بعظمتك ان نغتال من تحتنا )

محمد رافع 52
19-01-2013, 04:39 PM
صفات الحبيب صلى الله عليه وسلم كما وصفته ام معبد

وصف أم معبد للرسول صلى الله عليه وسلم

أم معبد هي الوحيدة التي وصفت لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وصفاً دقيقاً مختصراً من أول مرة رأته فيها

لما هاجر الرسول صلى الله عليه وسلم من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة يرافقه أبو بكر رضي الله عنه

، وعامر بن فهيرة مولى أبي بكر ودليلهم عبد الله بن أريقط
فمروا بخيمة أم معبد الخزاعية ، وكانت امرأة قوية الأخلاق عفيفة تقابل الرجال ، فتتحدث إليهم وتستضيفهم ،

وسألها الركب عن التمر أو لحم يشترونه فلم يصيبوا عندها شيئاً من ذلك ، فقد كانت من السنين العجاف ،

فقالت لهم : والله لو كان عندنا شئ ما أعوزكم القرى ، فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى شاة في ركن الخيمة

فقال : (( ما هذه الشاة يا أم معبد ؟ )) ، قالت : هذه شاة خلفها التعب عن الغنم ، فقال صلوات الله وسلامه عليه : (( هل بها من لبن ؟ ))

فقالت : هي أجهد من ذلك ، قال : (( أتأذنين أن أحلبها ؟ )) ، قالت : نعم بأبي أنت وأمي إن رأيت بها حلباً ،

فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالشاة فمسح ضرعها وذكر اسم الله وقال: "اللهم بارك لها في شاتها " ...

فامتلأ ضرع الشاة ودر لبنها ، فدعا بإناء لها كبير ، فحلب فيه حتى ملأه فسقى أم معبد فشربت حتى رويت ،

وسقى أصحابه حتى رووا ، وشرب صلى الله عليه وسلم آخرهم وقال : ( ساقي القوم آخرهم ) فشربوا جميعاً مرة بعد مرة ،

ثم حلب في ثانية عوداً على بدء فغادروا عندها ، ثم ارتحلوا عنها ، فما لبثت أن جاء زوجها يسوق أعنزاً عجافاً هزلي فلما رأى اللبن عجب واستغرب

وقال: من أين لكم هذا ولا حلوبة في البيت؟ ، قالت : لا والله إلا أنه مر بنا رجل مبارك كان من حديثه كيت و كيت ،

قال : والله إني لأراه صاحب قريش الذي يطلب ، صفيه لي يا أم معبد ؟

قالت : رأيت رجلاً ظاهر الوضاءة ،
مبتلج ( الحسن المشرق المضيء ) الوجه حسن الخلق ،
لم تعبه ثجلة ( ضخامة البطن )

ولم تزر به صعلة ( لم يشنه صغر الرأس ) وسيم قسيم ،
في عينيه دعج ، وفي أشفاره وطف ( طويل شعر الأجفان )

وفي صوته صحل ( رخيم الصوت ) أحور أكحل أرج أقرن شديد سواد الشعر ،
في عنقه سطح ( ارتفاع وطول ) وفي لحيته كثافة

، إذا صمت فعليه الوقار وإذا تكلم سما وعلاه البهاء ،
وكأن منطقة خرزات نظم يتحدرن ،
حلو المنطق فصل لا نذر ولا هذر ( لاعي فيه ولا ثرثرة في كلامه )

أجهر الناس وأجملهم من بعيد ،
وأحلاهم وأحسنهم من قريب ،
ربعة ( وسط ما بين الطول والقصر )
لا تشنؤه ( تبغضه ) من طول

ولا تقتحمه عين ( تحتقره ) من قصر ،
غصن بين غصنين ، فهو أنضر الثلاثة منظراً ،
وأحسنهم قدراً له رفقاء يخصون به ،

إذا قال استمعوا لقوله ، وإذا أمر تبادروا إلى أمره ،
محفود ( يسرع أصحابه في طاعته ) ،
محشود ( يحتشد الناس حوله )

لا عابث ولا منفذ ( غير مخزف في الكلام ) .

قال أبو معبد : هذا والله صاحب قريش الذي ذكر لنا من أمره ما ذكر ،
ولو كنت وافقته يا أم معبد لتلمست أن أصحبه ولأفعلن إن وجدت لذلك سبيلا ..
صلوا على الحبيب عليه السلام
اللهم صلي وسلم على نبينا محمد.

محمد رافع 52
19-01-2013, 04:41 PM
http://sphotos-b.xx.fbcdn.net/hphotos-prn1/c0.9.694.331.76986951364/p843x403/46154_457030824362877_1173670743_n.jpg

محمد رافع 52
19-01-2013, 04:43 PM
https://fbcdn-sphotos-h-a.akamaihd.net/hphotos-ak-snc6/197164_140029142729715_5883367_n.jpg

محمد رافع 52
19-01-2013, 04:50 PM
https://fbcdn-sphotos-b-a.akamaihd.net/hphotos-ak-ash4/379271_460195717379721_1207322516_n.jpg

محمد رافع 52
19-01-2013, 04:51 PM
https://fbcdn-sphotos-a-a.akamaihd.net/hphotos-ak-ash4/374067_415527505179876_1503950715_n.jpg

محمد رافع 52
19-01-2013, 04:52 PM
https://fbcdn-sphotos-c-a.akamaihd.net/hphotos-ak-ash3/523832_416451221754171_167257524_n.jpg

محمد رافع 52
25-01-2013, 01:34 AM
معرفة الله عز وجل والإيمان به

[رد الشرك]

1 / - عن أبي هريرة - رضي الله عنه- قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : http://mahawer.al-islam.com/App_Themes/Blue.ar/Images/Tree/MEDIA-H1.GIFمسلم الزهد والرقائق ، ابن ماجه الزهد ، أحمد . " قال الله تعالى : أنا أغنى الشركاء عن الشرك ، من عمل عملا أشرك فيه معي غيري تركته وشركه http://mahawer.al-islam.com/App_Themes/Blue.ar/Images/Tree/MEDIA-H2.GIF .
رواه مسلم .
1 - رواه مسلم كتاب الزهد .
الشرك بالله ينقسم إلى قسمين :
شرك أكبر ، وهو أعظم الذنوب ؛ لأن الله تعالى أخبر أنه لا يغفر إلا بالتربة منه ؛ فمن هذا الشرك : دعاء غير الله والاستغاثة بغير الله وال*** لغير الله والنذر لغير الله .
والقسم الآخر من الشرك : الشرك الأصغر ومنه :
الرياء ، والحلف بغير الله ، وقول الرجل : ما شاء الله وشئت ، وقوله : ما لي إلا الله وأنت ، وأنا متوكل على الله وعليك .
يقول الشيخ المصنف رحمه الله في " كتاب القواعد الأربعة " :
اعلم أرشدك الله لطاعته أن الحنيفية ملة إبراهيم أن تعبد الله وحده مخلصا له الدين كما قال تعالى : http://mahawer.al-islam.com/App_Themes/Blue.ar/Images/Tree/MEDIA-B2.GIF وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون http://mahawer.al-islam.com/App_Themes/Blue.ar/Images/Tree/MEDIA-B1.GIF فإذا عرفت أن الله خلقك لعبادته فاعلم أن العبادة لا تسمى عبادة إلا مع التوحيد ، كما أن الصلاة لا تسمى صلاة إلا مع الطهارة ، فإذا دخل الشرك في العبادة فسدت كالحدث إذا دخل في الطهارة ، فإذا عرفت أن الشرك إذا خالط العبادة أفسدها وأحبط العمل وصار صاحبه من الخالدين في النار ، عرفت أن أهم ما عليك معرفة ذلك لعل الله أن يخلصك من هذه الشبكة وهي الشرك بالله ، الذي قال الله تعالى فيه : http://mahawer.al-islam.com/App_Themes/Blue.ar/Images/Tree/MEDIA-B2.GIF إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء http://mahawer.al-islam.com/App_Themes/Blue.ar/Images/Tree/MEDIA-B1.GIF
وذلك بمعرفة أربع قواعد ذكرها الله تعالى في كتابه :
القاعدة الأولى :

أن تعلم أن الكفار الذين قاتلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم مقرون بأن الله تعالى هو الخالق المدبر ، وأن ذلك لم يدخلهم في الإسلام .
والدليل قول الله تعالى : http://mahawer.al-islam.com/App_Themes/Blue.ar/Images/Tree/MEDIA-B2.GIF قل من يرزقكم من السماء والأرض أمن يملك السمع والأبصار ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ومن يدبر الأمر فسيقولون الله فقل أفلا تتقون http://mahawer.al-islam.com/App_Themes/Blue.ar/Images/Tree/MEDIA-B1.GIF
القاعدة الثانية :

أنهم يقولون : ما دعوناهم وتوجهنا إليهم إلا لطلب القربة والشفاعة .
فدليل القربة قوله تعالى : http://mahawer.al-islam.com/App_Themes/Blue.ar/Images/Tree/MEDIA-B2.GIF والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى إن الله يحكم بينهم في ما هم فيه يختلفون إن الله لا يهدي من هو كاذب كفار http://mahawer.al-islam.com/App_Themes/Blue.ar/Images/Tree/MEDIA-B1.GIF
ودليل الشفاعة قوله تعالى : http://mahawer.al-islam.com/App_Themes/Blue.ar/Images/Tree/MEDIA-B2.GIF ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله http://mahawer.al-islam.com/App_Themes/Blue.ar/Images/Tree/MEDIA-B1.GIF
والشفاعة شفاعتان : شفاعة منفية ، وشفاعة مثبة :
فالشفاعة المنفية ما كانت تطلب من غير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله .
والدليل قوله تعالى : http://mahawer.al-islam.com/App_Themes/Blue.ar/Images/Tree/MEDIA-B2.GIF يا أيها الذين آمنوا أنفقوا مما رزقناكم من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة والكافرون هم الظالمون http://mahawer.al-islam.com/App_Themes/Blue.ar/Images/Tree/MEDIA-B1.GIF
والشفاعة المثبة : هي التي تطلب من الله ، والشافع مكرم بالشفاعة ، والمشفوع له من رضي الله قوله وعمله بعد الإذن ، كما قال تعالى : http://mahawer.al-islam.com/App_Themes/Blue.ar/Images/Tree/MEDIA-B2.GIF من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه http://mahawer.al-islam.com/App_Themes/Blue.ar/Images/Tree/MEDIA-B1.GIF
القاعدة الثالثة :

أن النبي صلى الله عليه وسلم ظهر على أناس متفرقين في عبادتهم ؛ منهم من يعبد الملائكة ، ومنهم من يعبد الأنبياء والصالحين ، ومنهم من يعبد الأشجار والأحجار ، ومنهم من يعبد الشمس والقمر وقاتلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يفرق بينهم .
والدليل قوله تعالى : http://mahawer.al-islam.com/App_Themes/Blue.ar/Images/Tree/MEDIA-B2.GIF وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله http://mahawer.al-islam.com/App_Themes/Blue.ar/Images/Tree/MEDIA-B1.GIF
ودليل الشمس والقمر قوله تعالى : http://mahawer.al-islam.com/App_Themes/Blue.ar/Images/Tree/MEDIA-B2.GIF ومن آياته الليل والنهار والشمس والقمر لا تسجدوا للشمس ولا للقمر واسجدوا لله الذي خلقهن إن كنتم إياه تعبدون http://mahawer.al-islam.com/App_Themes/Blue.ar/Images/Tree/MEDIA-B1.GIF فصلت : 37] .
ودليل الملائكة قوله تعالى : http://mahawer.al-islam.com/App_Themes/Blue.ar/Images/Tree/MEDIA-B2.GIF ولا يأمركم أن تتخذوا الملائكة والنبيين أربابا http://mahawer.al-islam.com/App_Themes/Blue.ar/Images/Tree/MEDIA-B1.GIF
ودليل الأنبياء قوله تعالى : http://mahawer.al-islam.com/App_Themes/Blue.ar/Images/Tree/MEDIA-B2.GIF وإذ قال الله يا عيسى ابن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله قال سبحانك ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحق إن كنت قلته فقد علمته تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك إنك أنت علام الغيوب http://mahawer.al-islam.com/App_Themes/Blue.ar/Images/Tree/MEDIA-B1.GIF
ودليل الصالحين قوله تعالى : http://mahawer.al-islam.com/App_Themes/Blue.ar/Images/Tree/MEDIA-B2.GIF أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم أقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه http://mahawer.al-islam.com/App_Themes/Blue.ar/Images/Tree/MEDIA-B1.GIF
ودليل الأشجار والأحجار قوله تعالى : http://mahawer.al-islam.com/App_Themes/Blue.ar/Images/Tree/MEDIA-B2.GIF أفرأيتم اللات والعزى http://mahawer.al-islam.com/App_Themes/Blue.ar/Images/Tree/MEDIA-B1.GIFhttp://mahawer.al-islam.com/App_Themes/Blue.ar/Images/Tree/MEDIA-B2.GIF ومناة الثالثة الأخرى http://mahawer.al-islam.com/App_Themes/Blue.ar/Images/Tree/MEDIA-B1.GIF وحديث أبي واقد الليثي - رضي الله عنه- قال : http://mahawer.al-islam.com/App_Themes/Blue.ar/Images/Tree/MEDIA-H1.GIFالترمذي الفتن ، أحمد . خرجنا مع النبي صلى الله عليه وسلم إلى حنين ونحن حدثاء عهد بكفر ، وللمشركين سدرة يعكفون عندها وينوطون بها أسلحتهم ، يقال لها : ذات أنواط ، فمررنا بسدرة ، فقلنا : يا رسول الله اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط http://mahawer.al-islam.com/App_Themes/Blue.ar/Images/Tree/MEDIA-H2.GIF ، الحديث (http://javascript<b></b>:void(window.open('/Services.aspx?PageID=683&ID=17318','DisplayWin','scrollbars,height=120,widt h=420'))) .
القاعدة الرابعة :

أن مشركي زماننا أغلظ شركا من الأولين ، لأن الأولين يشركون في الرخاء ويخلصون في الشدة ، ومشركو زماننا شركهم دائم في الرخاء والشدة .
والدليل قوله تعالى : http://mahawer.al-islam.com/App_Themes/Blue.ar/Images/Tree/MEDIA-B2.GIF فإذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين فلما نجاهم إلى البر إذا هم يشركون http://mahawer.al-islam.com/App_Themes/Blue.ar/Images/Tree/MEDIA-B1.GIF

محمد رافع 52
25-01-2013, 01:38 AM
[إن الله لا ينام]

2 - وعن أبي موسى - رضي الله عنه - قال : http://mahawer.al-islam.com/App_Themes/Blue.ar/Images/Tree/MEDIA-H1.GIFمسلم الإيمان ، أحمد . قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بخمس كلمات فقال :
"إن الله تعالى لا ينام ولا ينبغي له أن ينام ، يخفض القسط ويرفعه ، يرفع إليه عمل الليل قبل عمل النهار ، وعمل النهار قبل عمل الليل ، حجابه النور ، لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه http://mahawer.al-islam.com/App_Themes/Blue.ar/Images/Tree/MEDIA-H2.GIF .
رواه مسلم .
2 - رواه مسلم كتاب الإيمان .
قال البغوي :
قوله صلى الله عليه وسلم : http://mahawer.al-islam.com/App_Themes/Blue.ar/Images/Tree/MEDIA-H1.GIFمسلم الإيمان ، أحمد. " يخفض القسط ويرفعه http://mahawer.al-islam.com/App_Themes/Blue.ar/Images/Tree/MEDIA-H2.GIF فيل : أراد به الميزان كما قال تعالى : http://mahawer.al-islam.com/App_Themes/Blue.ar/Images/Tree/MEDIA-B2.GIF ونضع الموازين القسط http://mahawer.al-islam.com/App_Themes/Blue.ar/Images/Tree/MEDIA-B1.GIF أي : ذوات القسط وهو العدل ، وسمى الميزان قسطا لأن العدل في القسمة يقع به ، وأراد أن الله يخفض الميزان ويرفعه بما يوزن من أعمال العباد المرفوعة إليه وبما يوزن من أرزاقهم النازلة من عنده . . .
وقيل : أراد بالقسط الرزق الذي هو قسط كل مخلوق يخفضه مرة فيقتره ، ويرفعه مرة فيبسطه ، يريد أنه مقدر الرزق وقاسمه كما قال تعالى : http://mahawer.al-islam.com/App_Themes/Blue.ar/Images/Tree/MEDIA-B2.GIF يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر http://mahawer.al-islam.com/App_Themes/Blue.ar/Images/Tree/MEDIA-B1.GIF
وقوله : سبحات وجهه ، أي : نور وجهه .
قال الخطابي : ومعنى الكلام أنه لم يطلع الخلق من جلال عظمته إلا على مقدار ما تطقه قلوبهم وتحتمله قواهم ، ولو أطلعهم على كنه عظمته لانخلعت أفئدتهم وزهقت أنفسهم ، ولو سلط نوره على الأرض والجبال لاحترقت وذابت كما قال في قصة موسى عليه السلام : http://mahawer.al-islam.com/App_Themes/Blue.ar/Images/Tree/MEDIA-B2.GIF فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا وخر موسى صعقا http://mahawer.al-islam.com/App_Themes/Blue.ar/Images/Tree/MEDIA-B1.GIF

محمد رافع 52
25-01-2013, 01:40 AM
[ إثبات أن لله يمينا ]

3 - وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - مرفوعا :
http://mahawer.al-islam.com/App_Themes/Blue.ar/Images/Tree/MEDIA-H1.GIFالبخاري تفسير القرآن ، مسلم الزكاة ، الترمذي تفسير القرآن ، ابن ماجه المقدمة ، أحمد . " يمين الله ملأى لفظ : '' يمين '' جاءت في رواية مسلم والترمذي وابن ماجه وأحمد ، أما لفظ البخاري فقال : يد الله . لا تغيضها جاء في المخطوط تغيضها أي : بالتاء . نفقة ، سحاء الليل والنهار أرأيتم ما أنفق منذ خلق السماوات والأرض ؟ فإنه لم يغض ما في يمينه ، والقسط بيده الأخرى يرفع ويخفض " . http://mahawer.al-islam.com/App_Themes/Blue.ar/Images/Tree/MEDIA-H2.GIF
أخرجاه .
3 - رواه البخاري كتاب التفسير ، وفية زيادة ، وكتاب التوحيد ، ومسلم كتاب الزكاة .
وكل من أخرج الحديث أخرجه بالياء إلا في " صحيح البخاري كتاب التفسير وفي " الشرح " ذكرها بالياء ، وأما في كتاب التوحيد في الموضعين فقد ذكرها بالياء .
لا يغيضها : أي لا ينقصها ، من غاض الماء إذا ذهب في الأرض .
سحاء : السح : الصب الدائم ، أي : دائمة العطاء .
ويدل الحديث - مع إثباته صفة اليمين لله - على زيادة الغنى وكمال السعة والنهاية في الجود والبسط في العطاء .

محمد رافع 52
25-01-2013, 01:44 AM
[علم الله سبحانه]

4 - وعن أبي ذر - رضي الله عنه- قال : http://mahawer.al-islam.com/App_Themes/Blue.ar/Images/Tree/MEDIA-H1.GIFأحمد . رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم شاتين ينتطحان فقال : " أتدري فيم ينتطحان يا أبا ذر ؟ " ، قلت : لا ، قال : " لكن الله يدري وسيحكم بينهما http://mahawer.al-islam.com/App_Themes/Blue.ar/Images/Tree/MEDIA-H2.GIF . رواه أحمد .
4 - رواه أحمد (5 / 162 ) : ثنا محمد بن جعفر ثنا شعبة عن سليمان عن منذر الثوري عن أشياخ لهم عن أبي ذر .
ورواه عن ابن معاوية ثنا الأعمش عن منذر بن يعلى عن أشياخ لهم عن أبي ذر ، وفي إسناده مجهول .
ورواه أحمد والبزار كما في " كشف الأستار " من طريق حماد بن سلمة أنا ليث بن أبي سليم عن عبد الرحمن عن ثروان عن الهزيل بن شرحبيل عن أبي ذر http://mahawer.al-islam.com/App_Themes/Blue.ar/Images/Tree/MEDIA-H1.GIFأحمد . أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان جالسا وشاتان تقترنان فنطحت إحداهما الأخرى فأجهضتها ، قال : فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقيل له : ما يضحكك يا رسول الله ؟ قال : " عجبت لها ، والذي نفسي بيده ليقادن لها يوم القيامة http://mahawer.al-islam.com/App_Themes/Blue.ar/Images/Tree/MEDIA-H2.GIF .
وفي إسناده ليث بن أبي سليم وهو ضعيف .
وله شواهد انظرها في "مجمع الزوائد " منها ما رواه أحمد من طريق ابن أبي عدي عن شعبة عن العلاء عن أبيه ، ورواه من طريق محمد بن جعفر عن شعبة عن العلاء عن أبيه .
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : http://mahawer.al-islam.com/App_Themes/Blue.ar/Images/Tree/MEDIA-H1.GIFمسلم البر والصلة والآداب ، الترمذي صفة القيامة والرقائق والورع ، أحمد . لتؤدن الحقوق إلى أهلها يوم القيامة حتى يقاد للشاة الجلحاء من القرناء تنطحها http://mahawer.al-islam.com/App_Themes/Blue.ar/Images/Tree/MEDIA-H2.GIF .
قال الهيثمي : رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح .

محمد رافع 52
25-01-2013, 01:49 AM
[إثبات السمع والبصر لله ]

5 - وعن أبي هريرة - رضي الله عنه- http://mahawer.al-islam.com/App_Themes/Blue.ar/Images/Tree/MEDIA-H1.GIFأبو داود السنة . أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ هذه الآية http://mahawer.al-islam.com/App_Themes/Blue.ar/Images/Tree/MEDIA-B2.GIF إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها http://mahawer.al-islam.com/App_Themes/Blue.ar/Images/Tree/MEDIA-B1.GIF إلى قوله : http://mahawer.al-islam.com/App_Themes/Blue.ar/Images/Tree/MEDIA-B2.GIF إن الله كان سميعا بصيرا http://mahawer.al-islam.com/App_Themes/Blue.ar/Images/Tree/MEDIA-B1.GIF ويضع إبهاميه على أذنيه والتي تليها على عينيه http://mahawer.al-islam.com/App_Themes/Blue.ar/Images/Tree/MEDIA-H2.GIF .
رواه أبو داود وابن حبان وابن أبي حاتم .
5 - رواه أبو داود كتاب السنة ، وابن خزيمة في " التوحيد " وابن حبان ، والبيهقي في " الأسماء والصفات " والحاكم كلهم من طريق عبد الله بن يزيد المقرئ حدثنا حرملة بن عمران عن أبي يونس مولى أبي هريرة - اسمه سليم بن جبير - عن أبي هريرة .
قال الحاكم : صحيح ووافقه الذهبي .
ووضعه صلى الله عليه وسلم أصبعه على أذنيه وعينيه عند قراءته سميعا بصيرا ، معناه إثبات صفة السمع والبصر لله سبحانه وتعالى على ما يليق بجلال الله وعظمته ، فلله سمع وبصر ولكن ليس كسمعنا ولا بصرنا ، قال تعالى : http://mahawer.al-islam.com/App_Themes/Blue.ar/Images/Tree/MEDIA-B2.GIF ليس كمثله شيء وهو السميع البصير http://mahawer.al-islam.com/App_Themes/Blue.ar/Images/Tree/MEDIA-B1.GIF
قال ابن أبي العز في " شرح العقيدة الطحاوية " : اتفق أهل السنة على أن الله ليس كمثله شيء لا في ذاته ولا في صفاته ولا في أفعاله ، ولكن لفظ التشبيه قد صار في كلام الناس لفظا مجملا يراد به المعنى الصحيح وهو ما نفاه عنه القرآن ودل عليه العقل من أن خصائص الرب تعالى لا يوصف بها شيء من المخلوقات ولا يماثله شيء من المخلوفات في شيء من صفاته .
http://mahawer.al-islam.com/App_Themes/Blue.ar/Images/Tree/MEDIA-B2.GIF ليس كمثله شيء http://mahawer.al-islam.com/App_Themes/Blue.ar/Images/Tree/MEDIA-B1.GIF رد على الممثلة المشبهة . . http://mahawer.al-islam.com/App_Themes/Blue.ar/Images/Tree/MEDIA-B2.GIF وهو السميع البصير http://mahawer.al-islam.com/App_Themes/Blue.ar/Images/Tree/MEDIA-B1.GIF رد على النفاة المعطلة ، فمن جعل صفات الخالق مثل صفات المخلوق فهو المشبه المبطل المذموم ومن جعل صفات المخلوق مثل صفات الخالق فهو نظير النصارى في كفرهم ا هـ .
قال العلامة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله :
" ومن الإيمان بالله أيضا الإيمان بأسمائه الحسنى وصفاته العلى الواردة في كتابه العزيز ، والثابتة عن رسوله الأمين من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل ، بل يجب أن تمر كما جاءت بلا كيف مع الإيمان بما دلت عليه من المعاني العظيمة التي هي أوصاف لله عز وجل يجب وصفه بها على الوجه اللائق به من غير أن يشابه خلقه في شيء من صفاته ، كما قال تعالى : http://mahawer.al-islam.com/App_Themes/Blue.ar/Images/Tree/MEDIA-B2.GIF ليس كمثله شيء وهو السميع البصير http://mahawer.al-islam.com/App_Themes/Blue.ar/Images/Tree/MEDIA-B1.GIF وقال تعالى : http://mahawer.al-islam.com/App_Themes/Blue.ar/Images/Tree/MEDIA-B2.GIF فلا تضربوا لله الأمثال إن الله يعلم وأنتم لا تعلمون http://mahawer.al-islam.com/App_Themes/Blue.ar/Images/Tree/MEDIA-B1.GIF
وهذه هي عقيدة أهل السنة والجماعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأتباعهم بإحسان ، وهي التي نقلها الإمام أبو الحسن الأشعري رحمه الله في كتابه " المقالات " عن أصحاب الحديث وأهل السنة ونقلها غيره من أهل العلم والإيمان .
قال الأوزاعي رحمه الله : سئل الزهري ومكحول عن آيات الصفات فقالا : أمروها كما جاءت .
وقال الوليد بن مسلم رحمه الله : سئل مالك ، والأوزاعي والليث بن سعد وسفيان الثوري رحمهم الله عن الأخبار الواردة في الصفات فقالوا جميعا : أمروها كما جاءت بلا كيف .
وقال الأوزاعي رحمه الله : كنا والتابعون متوافرون نقول : إن الله سبحانه على عرشه ونؤمن بما ورد في السنة من الصفات .
ولما سئل ربيعة بن أبي عبد الرحمن شيخ مالك رحمة الله عليهما عن الاستواء قال : "الاستواء غير مجهول والكيف غير معقول ومن الله الرسالة وعلى الرسول البلاغ المبين وعلينا التصديق " .
ولما سئل الإمام مالك رحمه الله عن ذلك قال : "الاستواء معلوم والكيف مجهول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة " ، ثم قال للسائل : " ما أراك إلا رجل سوء ! وأمر به فاخرج " .
وروي هذا المعنى عن أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها .
وقال الإمام أبو عبد الرحمن عبد الله بن المبارك رحمة الله عليه : " نعرف ربنا سبحانه بأنه فوق سماواته على عرشه بائن من خلقه " .
وكلام الأئمة في هذا الباب كثير جدا لا يمكن نقله في هذا المقام ، ومن أراد الوقوف على كثير من ذلك فليراجع ما كتبه علماء السنة في هذا الباب مثل كتاب " السنة " لعبد الله ابن الأمام أحمد ، وكتاب " التوحيد " للإمام الجليل محمد بن خزيمة ، وكتاب " السنة " لأبي قاسم اللالكائي الطبري ، وكتاب " السنة " لأبي بكر بن أبي عاصم ، وجواب شيخ الإسلام ابن تيمية لأهل حماة ، وهو جواب عظيم كثير الفائدة قد أوضح فيه رحمه الله عقيدة أهل السنة ونقل فيه الكثير من كلامهم والأدلة الشرعية والعقلية على صحة ما قاله أهل السنة ، وبطلان ما قاله خصومهم ، وهكذا رسالته الموسومة بالتدمرية قد بسط فيها المقام وبين فيها عقيدة أهل السنة بأدلتها النقلية والعقلية والرد على المخالفين بما يظهر الحق ويدمغ الباطل لكل من نظر في ذلك من أهل العلم بقصد صالح ورغبة في معرفة الحق ، وكل من خالف أهل السنة فيما اعتقدوا في باب الأسماء والصفات أنه يقع ولا بد في مخالفة الأدلة النقلية والعقلية مع التناقض الواضح في كل ما يثبته وينفيه .
أما أهل السنة والجماعة فأثبتوا لله سبحانه وتعالى ما أثبته لنفسه في كتابه الكريم أو أثبته له رسوله محمد صلى الله عليه وسلم في سنته الصحيحة إثباتا بلا تمثيل ونزهوه سبحانه عن مشابهته خلقه تنزيها بريئا من التعطيل ففازوا بالسلامة من التناقض وعملوا بالأدلة كلها .
وهذه سنة الله سبحانه فيمن تمسك بالحق الذي بعث به رسله وبذل وسعه في ذلك وأخلص لله في طلبه أن يوفقه للحق ويظهر حجته ؛ كما قال تعالى : http://mahawer.al-islam.com/App_Themes/Blue.ar/Images/Tree/MEDIA-B2.GIF بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق http://mahawer.al-islam.com/App_Themes/Blue.ar/Images/Tree/MEDIA-B1.GIF وقال تعالى : http://mahawer.al-islam.com/App_Themes/Blue.ar/Images/Tree/MEDIA-B2.GIF ولا يأتونك بمثل إلا جئناك بالحق وأحسن تفسيرا http://mahawer.al-islam.com/App_Themes/Blue.ar/Images/Tree/MEDIA-B1.GIF
وقد ذكر الحافظ ابن كثير رحمه الله في تفسيره المشهور عند كلامه على قول الله عز وجل : http://mahawer.al-islam.com/App_Themes/Blue.ar/Images/Tree/MEDIA-B2.GIF إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش http://mahawer.al-islam.com/App_Themes/Blue.ar/Images/Tree/MEDIA-B1.GIF - الآية- كلاما حسنا في هذا الباب يحسن نقله هاهنا لعظم فائدته ، قال رحمه الله ما نصه : " للناس في هذا المقام مقالات كثيرة جدا ليس هذا موضع بسطها وإنما نسلك في هذا المقام مذهب السلف الصالح مالك والأوزاعي والثوري والليث بن سعد والشافعي وأحمد وإسحاق بن راهويه وغيرهم من أئمة المسلمين قديما وحديثا ، وهو إمرارها كما جاءت من غير تكييف ولا تشبيه ولا تعطيل ، والظاهر المتبادر إلى أذهان المشبهين منفي عن الله فإن الله لا يشبهه شيء من خلقه وليس كمثله شيء وهو السميع البصير ، بل الأمر كما قال الأئمة منهم نعيم بن حماد الخزاعي شيخ البخاري قال : من شبه الله بخلقه كفر ، ومن جحد ما وصف الله به نفسه فقد كفر ، وليس فيما وصف الله نفسه به نفسه ولا رسوله تشبيه ، فمن أثبت لله تعالى ما وردت به الآيات الصريحة والأخبار الصحيحة على الوجه الذي يليق بجلال الله ونفى عن الله تعالى النقائص فقد سلك سبيل الهدى " .

محمد رافع 52
25-01-2013, 01:52 AM
[مفاتيح الغيب خمس لا يعلمها إلا الله ]

6 - وعن ابن عمر - رضي الله عنهما- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
http://mahawer.al-islam.com/App_Themes/Blue.ar/Images/Tree/MEDIA-H1.GIFالبخاري التوحيد ، أحمد . " مفاتيح الغيب خمس لا يعلمها إلا الله : لا يعلم ما في غد إلا الله ، ولا يعلم ما تغيض الأرحام إلا الله ، ولا يعلم متى يأتي المطر أحد إلا الله ، ولا تدري نفس بأي أرض تموت إلا الله ، ولا يعلم متى تقوم الساعة إلا الله تبارك وتعالى http://mahawer.al-islam.com/App_Themes/Blue.ar/Images/Tree/MEDIA-H2.GIF .
رواه البخاري ومسلم .
6 - رواه البخاري كتاب الإستسقاء ، والتفسير ، والتوحيد ، ولم أجد الحديث من مسند ابن عمر عند مسلم ، وقد أخرج مسلم نحوه عن أبي هريرة .
شرح الحديث :
هذا الحديث الشريف رد على من يدعي علم الغيب من الكهنة والسحرة .
قال الحافظ ابن حجر في " فتح الباري " : قال الشيخ أبو محمد بن أبي جمرة :
" عبر بالمفاتيح لتقريب الأمر على السامع لأن كل شيء جعل بينك وبينه حجاب فقد غيب عنك ، والتوصل إلى معرفته في العادة من الباب فإذا أغلق الباب احتيج إلى المفتاح فإذا كان الشيء الذي لا يطلع على الغيب إلا بتوصيله لا يعرف موضعه فكيف يعرف المغيب" ا هـ ملخصا .
قال ابن كثير في تفسير سورة لقمان :
" قال قتادة : أشياء استأثر الله بهن فلم يطلع عليهن ملكا مقربا ولا نبيا مرسلا .
فلا يدري أحد من الناس متى تقوم الساعة في أي سنة أو في أي شهر أو ليل أو نهار ، فلا يعلم أحد متى ينزل الغيث ليلا أو نهارا ، ولا يعلم أحد ما في الأرحام ذكر أم أنثى أحمر أو أسود ، وما هو ؟ ولا تدري يا ابن آدم متى تموت لعلك الميت غدا لعلك المصاب غدا ا هـ .
قلت : أما من يدعي بأن هناك أجهزة تكشف عن الجنين في بطن أمه هل هو ذكر أم أنثى ؟ فهذا لا يدخل في علم الغيب لأن التوصل إلى ذلك كان بواسطة أجهزة فلو قال قائل : أنا أعلم ما في بطن الأم ثم شق بطنها فعلم ما فيه هل نقول : إنه علم الغيب ، ثم إن هذه الأجهزة ليست دقيقة تماما ، بل كثيرا ما تخطئ ، فكم من حامل قيل لها : إن ما في بطنك ولد فإذا هو أنثى !!

محمد رافع 52
25-01-2013, 01:54 AM
[ إثبات صفة الفرح لله ]

7 - وعن أنس بن مالك - رضي الله عنه- قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
http://mahawer.al-islam.com/App_Themes/Blue.ar/Images/Tree/MEDIA-H1.GIFالبخاري الدعوات ، مسلم التوبة ، أحمد . " لله أشد فرحا بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان على راحلته بأرض فلاة فانفلتت منه وعليها طعامه وشرابه فأيس منها ، فأتى شجرة فاضطجع في ظلها وقد أيس من راحلته ، فبينما هو كذلك إذ هو بها قائمة عنده فأخذ بخطامها فقال من شدة الفرح : اللهم أنت عبدي وأنا ربك ، أخطأ من شاة الفرح http://mahawer.al-islam.com/App_Themes/Blue.ar/Images/Tree/MEDIA-H2.GIF .
أخرجاه .
7 - رواه البخاري كتاب الدعوات ومسلم .
هذا الحديث يثبت صفة الفرح لله سبحانه وتعالى ، مع الاعتقاد بأن الله سبحانه وتعالى منزه عن صفات المخلوقين .
والتوبة في الشرع ترك الذنب لقبحه والندم على فعله والعزم على عدم العودة ورد المظلمة إن كانت أو طلب البراءة من صاحبها وهي أبلغ ضروب الاعتذار .
قال الحافظ في "الفتح" :
قال عياض فيه :
" إن ما قاله الإنسان من مثل هذا في حال الدهشة وذهوله لا يؤاخذ به ، وكذا حكايته عنه على طريق علمي وفائدة شرعية لا على الهزل والمحاكاة والعبث " .

محمد رافع 52
25-01-2013, 01:56 AM
[إثبات صفة اليد لله سبحانه وتعالى ]

8 - وعن أبي موسى - رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
http://mahawer.al-islam.com/App_Themes/Blue.ar/Images/Tree/MEDIA-H1.GIFمسلم التوبة ، أحمد . " إن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها http://mahawer.al-islam.com/App_Themes/Blue.ar/Images/Tree/MEDIA-H2.GIF .
رواه مسلم .
8 - رواه مسلم كتاب التوبة .
يثبت هذا الحديث صفة اليد لله سبحانه وتعالى ، وهذه اليد ليست كيدنا بل يد تليق بجلال الله سبحانه وتعالى دون تشبيه ، ولا تمثيل ولا تعطيل .
ويثبت- أيضا- أن التوبة لا يختص قبولها بوقت معين إلا ما حدده الرسول صلى الله عليه وسلم قبل الغرغرة وقبل طلوع الشمس من مغربها .

محمد رافع 52
25-01-2013, 01:58 AM
[إثبات صفة الرحمة لله سبحانه وتعالى ]

9 - ولهما عن عمر - رضي الله عنه- قال : http://mahawer.al-islam.com/App_Themes/Blue.ar/Images/Tree/MEDIA-H1.GIFالبخاري الأدب ، مسلم التوبة . قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبي هوازن ؛ فإذا امرأة من السبي تسعى إذ وجدت صبيا في السبي فأخذته فألزقته ببطنها فأرضعته ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم :
" أترون هذه المرأة طارحة ولدها في النار؟! " قلنا : لا والله ! فقال : " لله أرحم بعباده من هذه بولدها http://mahawer.al-islam.com/App_Themes/Blue.ar/Images/Tree/MEDIA-H2.GIF .
9 - رواه البخاري كتاب الأدب ومسلم كتاب التوبة .
قال الحافظ في "الفتح" :
" وعرف من سياقه أنها كانت فقدت صبيا وتضررت باجتماع اللبن في ثديها فكانت إذا وجدت صبيا أرضعته ليخف عنها فلما وجدت صبيها بعينه أخذته فالتزمته . . . " .
وفي الحديث إشارة إلى أنه ينبغي للمرء أن يجعل تعلقه في جميع أموره بالله وحده وأن كل من فرض أن فيه رحمة ما حتى يقصد لأجلها فالله سبحانه وتعالى أرحم منه فليقصد العاقل لحاجته من هو أشد له رحمة .

محمد رافع 52
25-01-2013, 02:01 AM
[سعة رحمة الله عز وجل]

10 - وعن أبي هريرة - رضي الله عنه- قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
http://mahawer.al-islam.com/App_Themes/Blue.ar/Images/Tree/MEDIA-H1.GIFالبخاري بدء الخلق ، مسلم التوبة ، الترمذي الدعوات ، ابن ماجه الزهد ، أحمد . لما خلق الله الخلق كتب في كتاب فهو عنده فوق العرش : إن رحمتي غلبت غضبي http://mahawer.al-islam.com/App_Themes/Blue.ar/Images/Tree/MEDIA-H2.GIF .
رواه البخاري .
10 - رواه البخاري كتاب بدء الخلق وكتاب التوحيد ، ومسلم كتاب التوبة .
قال أبو سليمان الخطابي :
أراد بالكتاب أحد شيئين : إما القضاء الذي قضاه وأوجبه كقوله سبحانه وتعالى : http://mahawer.al-islam.com/App_Themes/Blue.ar/Images/Tree/MEDIA-B2.GIF كتب الله لأغلبن أنا ورسلي http://mahawer.al-islam.com/App_Themes/Blue.ar/Images/Tree/MEDIA-B1.GIF أي : قضى الله ، ويكون معنى قوله : " فهو عنده فوق العرش " أي : فعلم ذلك عند الله فوق العرش لا ينساه ولا ينسخه ولا يبدله كقوله سبحانه وتعالى : http://mahawer.al-islam.com/App_Themes/Blue.ar/Images/Tree/MEDIA-B2.GIF قال علمها عند ربي في كتاب لا يضل ربي ولا ينسى http://mahawer.al-islam.com/App_Themes/Blue.ar/Images/Tree/MEDIA-B1.GIF وإما أن يكون أراد بالكتاب اللوح المحفوظ الذي فيه ذكر الخلق وبيان أمورهم وذكر آجالهم وأرزاقهم والأقضية النافذة فيهم ومآل عواقب أمورهم .
قلت :
ويثبت هذا الحديث العرش ، وأنه سبحانه فوق العرش على السماء ، ويثبت صفة الرحمة والغضب لله سبحانه وتعالى .

محمد رافع 52
25-01-2013, 02:04 AM
[جعل الله الرحمة في مائة جزء ]
11 - ولهما عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
http://mahawer.al-islam.com/App_Themes/Blue.ar/Images/Tree/MEDIA-H1.GIFالبخاري الرقاق ، مسلم التوبة ، الترمذي الدعوات ، ابن ماجه الزهد ، أحمد ، الدارمي الرقاق. جعل الله الرحمة مائة جزء ، فأمسك عنده تسعة وتسعين جزءا وأنزل في الأرض جزءا واحدا فمن ذلك الجزء تتراحم الخلائق حتى ترفع الدابة حافرها عن ولدها خشية أن تصيبه http://mahawer.al-islam.com/App_Themes/Blue.ar/Images/Tree/MEDIA-H2.GIF .
11 - رواه البخاري كتاب الأدب ، ومسلم كتاب التوبة .
قال الحافظ :
قال القرطبي : مقتضى هذا الحديث أن الله علم أن أنواع النعم التي ينعم بها على خلقه مائة نوع فأنعم عليهم في هذه الدنيا بنوع واحد انتظمت به مصالحهم وحصلت به مرافقهم فإذا كان يوم القيامة كمل لعباده المؤمنين ما بقي فبلغت مائة ، وكلها للمؤمنين ، وإليه الإشارة بقوله تعالى : http://mahawer.al-islam.com/App_Themes/Blue.ar/Images/Tree/MEDIA-B2.GIF وكان بالمؤمنين رحيما http://mahawer.al-islam.com/App_Themes/Blue.ar/Images/Tree/MEDIA-B1.GIF فإن رحيما من أبنية المبالغة التي لا شيء فوقها ويفهم من هذا أن الكفار لا يبقى لهم حظ من الرحمة لا من *** رحمات الدنيا ولا من غيرها إذا كمل كل ما كان في علم الله من الرحمات للمؤمنين ، وإليه الإشارة بقوله تعالى : http://mahawer.al-islam.com/App_Themes/Blue.ar/Images/Tree/MEDIA-B2.GIF فسأكتبها للذين يتقون http://mahawer.al-islam.com/App_Themes/Blue.ar/Images/Tree/MEDIA-B1.GIF
12 - ولمسلم معناه من حديث سلمان ، وفيه :
http://mahawer.al-islam.com/App_Themes/Blue.ar/Images/Tree/MEDIA-H1.GIFمسلم التوبة . كل رحمة طباق ما بين السماء والأرض http://mahawer.al-islam.com/App_Themes/Blue.ar/Images/Tree/MEDIA-H2.GIF وفيه http://mahawer.al-islam.com/App_Themes/Blue.ar/Images/Tree/MEDIA-H1.GIFمسلم التوبة . فإذا كان يوم القيامة كملها بهذه الرحمة http://mahawer.al-islam.com/App_Themes/Blue.ar/Images/Tree/MEDIA-H2.GIF .
12 - رواه مسلم .

محمد رافع 52
25-01-2013, 02:07 AM
[ تعجيل حسنات الكافر في الدنيا]

13 - وعن أنس - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
http://mahawer.al-islam.com/App_Themes/Blue.ar/Images/Tree/MEDIA-H1.GIFمسلم صفة القيامة والجنة والنار ، أحمد . إن الكافر إذا عمل حسنة أطعم بها طعمة في الدنيا ، وأما المؤمن فإن الله يدخر له حسناته في الآخرة ويعقبه رزقا في الدنيا على طاعته http://mahawer.al-islam.com/App_Themes/Blue.ar/Images/Tree/MEDIA-H2.GIF
رواه مسلم .
13 - رواه مسلم كتاب صفات المنافقين من طريق سليمان التيمي عن قتادة عن أنس به .
قال النووي في " شرح صحيح مسلم " :
أجمع العلماء على أن الكافر الذي مات على كفر لا ثواب له في الآخرة ولا يجازى فيها بشيء من عمله في الدنيا متقربا إلى الله تعالى .
وصرح في هذا الحديث بأنه يطعم في الدنيا بما عمله من الحسنات ، أي : بما فعله متقربا به إلى الله تعالى ، فيما لا تفتقر صحته إلى النية كصلة الرحم والصدق والعتق والضيافة وتسهيل الخيرات ونحوها ، وأما المؤمن فيدخر له حسناته وثواب أعماله إلى الآخرة ويجزى بها مع ذلك أيضا في الدنيا ولا مانع من جزائه بها في الدنيا والآخرة ، وقد جاء الشرع به فيجب اعتقاده .
وأما إذا فعل الكافر مثل هذه الحسنات ثم أسلم فإنه يثاب عليها في الآخرة على المذهب الصحيح " .

محمد رافع 52
25-01-2013, 02:09 AM
[إثبات صفة الرضى لله سبحانه وتعالى ]

14 - وله عنه مرفوعا :
http://mahawer.al-islam.com/App_Themes/Blue.ar/Images/Tree/MEDIA-H1.GIFمسلم الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار ، الترمذي الأطعمة ، أحمد . إن الله ليرضى عن العبد يأكل الأكلة فيحمده عليها ، ويشرب الشربة فيحمده عليها http://mahawer.al-islam.com/App_Themes/Blue.ar/Images/Tree/MEDIA-H2.GIF .
14 - رواه مسلم كتاب الذكر والدعاء .
وفي هذا الحديث يثبت الرسول صلى الله عليه وسلم لربه سبحانه وتعالى صفة الرضى ، وأهل السنة والجماعة يثبتون هذه الصفة لله سبحانه وتعالى من غير تكييف ولا تمثيل على حد قوله تعالى : http://mahawer.al-islam.com/App_Themes/Blue.ar/Images/Tree/MEDIA-B2.GIF ليس كمثله شيء وهو السميع البصير http://mahawer.al-islam.com/App_Themes/Blue.ar/Images/Tree/MEDIA-B1.GIF فنثبت صفة الفرح ، فرحا يليق بجلال وجه الله عز وجل وعظيم سلطانه .
وانظر " مجموع الفتاوى " للإمام ابن تيمية .

محمد رافع 52
25-01-2013, 02:14 AM
[ عظمة الله سبحانه وتعالى ]

15 - وعن أبي ذر - رضي الله عنه- قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
http://mahawer.al-islam.com/App_Themes/Blue.ar/Images/Tree/MEDIA-H1.GIFالترمذي الزهد ، ابن ماجه الزهد ، أحمد . أطت السماء وحق لها أن تئط ما فيها موضع أربع أصابع إلا وفيه ملك ساجد لله تعالى ، والله لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا وما تلذذتم بالنساء على الفرش ولخرجتم إلى الصعدات تجأرون إلى الله تعالى http://mahawer.al-islam.com/App_Themes/Blue.ar/Images/Tree/MEDIA-H2.GIF .
رواه الترمذي وقال : حديث حسن .
قوله : http://mahawer.al-islam.com/App_Themes/Blue.ar/Images/Tree/MEDIA-H1.GIFالبخاري الجمعة ، مسلم الكسوف ، النسائي الكسوف ، أحمد ، مالك النداء للصلاة . لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا http://mahawer.al-islam.com/App_Themes/Blue.ar/Images/Tree/MEDIA-H2.GIF ؛ في " الصحيحين " (javascript:void(window.open('/Services.aspx?PageID=683&ID=17321','DisplayWin','scrollbars,height=120,widt h=420'))) . من حديث أنس .
15 - رواه الترمذي كتاب الزهد ، وابن ماجه كتاب الزهد ، وأحمد والطحاوي في " مشكل الآثار " ، وأبو الشيخ الأصبهاني في كتاب " العظمة " ، والحاكم في " المستدرك" ، وأبو نعيم في " دلائل النبوة" ، والبيهقي في " شعب الإيمان" كلهم من طريق إسرائيل عن إبراهيم بن مهاجر عن مجاهد عن مورق عن أبي ذر به .
وعند بعضهم زيادة .
قال الترمذي : حسن غريب .
وفال الحاكم : صحيح الإسناد .
وقال البوصيري : قلت : في إسناده إبراهيم بن مهاجر صدوق لين الحفظ .
وقد توبع : فرواه أبو نعيم في " الحلية " من طريق زائدة بن أبي الرقاد ثنا زياد النميري عن أنس به مختصرا .
وزائدة منكر الحديث وزياد النميري ضعيف .
أطت السماء : الأطيط هو صوت الأقناب ، وأطيط الإبل : صوتها وحنينها ، أي : خرج لها صوت لكثرة ما فيها من الملائكة قد أثقلها حتى أطت .
لخرجتم : أي : من منازلكم .
الصعدات : أي : الطرق ، وقيل : فناء باب الدار وممر الناس بين يديه ، وقيل : المراد بالصعدات البراري والصحاري .
تجأرون إلى الله : أي : تتضرعون إليه بالدعاء ليدفع عنكم البلاء .
لو تعلمون ما أعلم : أي : من عقاب الله للعصاة وشدة المناقشة يوم الحساب لبكيتم كثيرا ، أي : من خشية الله ترجيحا للخوف على الرجاء وخوفا من سوء الخاتمة .

محمد رافع 52
25-01-2013, 02:18 AM
[حرمة التألي على الله]

16 - ولمسلم عن جندب - رضي الله عنه- مرفوعا :
http://mahawer.al-islam.com/App_Themes/Blue.ar/Images/Tree/MEDIA-H1.GIFمسلم البر والصلة والآداب . قال رجل : والله لا يغفر الله لفلان ، فقال الله عز وجل : من ذا الذي يتألى علي أن لا أغفر لفلان ؟ إني قد غفرت له وأحبطت عملك http://mahawer.al-islam.com/App_Themes/Blue.ar/Images/Tree/MEDIA-H2.GIF .
16 - رواه مسلم كتاب البر والصلة .
يتألى : يحلف ، والألية اليمين .
قال النووي في " شرح مسلم " :
" وفيه دلالة لمذهب أهل السنة في غفران الذنوب بلا توبة إذا شاء الله غفرانها ، واحتجت المعتزلة به في إحباط الأعمال بالمعاصي الكبائر ، ومذهب أهل السنة أنها لا تحبط إلا بالكفر ، ويتأول حبوط عمل هذا على أنه أسقطت حسناته في مقابلة سيئاته ، وسمي إحباطا مجازا ، ويحتمل أنه جرى منه أمر آخر أوجب الكفر ، ويحتمل أن هذا كان في شرع من قبلنا وكان هذا حكمهم" .

محمد رافع 52
25-01-2013, 02:20 AM
[المؤمن بين الرجاء والخوف]

17 - وله عن أبي هريرة - رضي الله عنه- مرفوعا :
http://mahawer.al-islam.com/App_Themes/Blue.ar/Images/Tree/MEDIA-H1.GIFمسلم التوبة ، الترمذي الدعوات ، أحمد . لو يعلم المؤمن ما عند الله من العقوبة ما طمع بجنته أحد ، ولو يعلم الكافر ما عند الله من الرحمة ما قنط من جنته أحد http://mahawer.al-islam.com/App_Themes/Blue.ar/Images/Tree/MEDIA-H2.GIF .
17 - رواه مسلم كتاب التوبة .
ورواه البخاري كتاب الرقاق من طريق سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة بمعناه وفيه زيادة .
قال الحافظ في " الفتح " :
" قيل : المراد إن الكافر لو يعلم سعة الرحمة لغطى على ما يعلمه من عظم العذاب فيحصل له الرجاء ، أو المراد أن متعلق علمه بسعة الرحمة مع عدم التفاته إلى مقابلها يطمعه في الرحمة ، فمن علم أن من صفات الله تعالى الرحمة لمن أراد أن يرحمه والانتقام ممن أراد أن ينتقم منه : لا يأمن انتقامه من يرجو رحمته ولا ييأس من رحمته من يخاف انتقامه ، وذلك باعث على مجانبة السيئة ولو كانت صغيرة وملازمة الطاعة ولو كانت قليلة ، وقيل : في الجملة الثانية نوع إشكال فإن الجنة لم تخلق للكافر ولا طمع له فيها فغير مستبعد أن يطمع في الجنة من لا يعتقد كفر نفسه فيشكل ترتب الجراب على ما قبله .
وأجيب : بأن هذه الكلمة سيقت لترغيب المؤمن في سعة رحمة الله التي لو علمها الكافر الذي كتب علية أنه يختم عليه أنه لا حظ له في الرحمة لتطاول إليها ولم ييأس منها إما بإيمانه المشروط وإما لقطع نظره عن الشرط مع تيقنه بأنه على الباطل واستمراره عليه عنادا ، فإذا كان هذا حال الكافر فكيف لا يطمع فيها المؤمن الذي هداه الله للإيمان ! ؟ " .

محمد رافع 52
25-01-2013, 02:22 AM
[قرب الجنة والنار من الإنسان]

18 - وللبخاري عن ابن مسعود - رضي الله عنة- قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
http://mahawer.al-islam.com/App_Themes/Blue.ar/Images/Tree/MEDIA-H1.GIFالبخاري الرقاق ، أحمد . الجنة أقرب إلى أحدكم من شراك نعله ، والنار مثل ذلك http://mahawer.al-islam.com/App_Themes/Blue.ar/Images/Tree/MEDIA-H2.GIF .
18 - رواه البخاري كتاب الرقاق .
الشراك : هو السير الذي يدخل فيه إصبع الرجل ويطلق على كل سير وقي به القدم .
قال الحافظ في " الفتح " :
قال ابن بطال : " فيه أن الطاعة موصلة إلى الجنة وأن المعصية مقربة إلى النار ، وأن الطاعة والمعصية قد تكون من أيسر الأشياء ، وجاء في الحديث : http://mahawer.al-islam.com/App_Themes/Blue.ar/Images/Tree/MEDIA-H1.GIFالبخاري الرقاق ، مسلم الزهد والرقائق ، الترمذي الزهد ، أحمد ، مالك الجامع . إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يلقي لها بالا ، يرفعه الله بها درجات ، وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالا يهوي بها في جهنم http://mahawer.al-islam.com/App_Themes/Blue.ar/Images/Tree/MEDIA-H2.GIFأخرجه البخاري عن أبي هريرة . .
وقال أيضا :
فينبغي للمرء أن لا يزهد في قليل الخير أن يأتيه ولا في قليل من الشر أن يجتنبه ؛ فإنه لا يعلم الحسنة التي يرحمه الله بها ولا السيئة التي يسخط عليه بها .
قال ابن الجوزي :
معنى الحديث أن تحصيل الجنة سهل بتصحيح القصد وفعل الطاعة ، والنار كذلك بمرافقة الهوى وفعل المعصية .

محمد رافع 52
25-01-2013, 02:24 AM
[رحمة الله لمن في قلبه رحمة]

19 - وعن أبي هريرة - رضي الله عنه- مرفوعا :
http://mahawer.al-islam.com/App_Themes/Blue.ar/Images/Tree/MEDIA-H1.GIFالبخاري أحاديث الأنبياء ، مسلم السلام ، أحمد . إن امرأة بغيا رأت كلبا في يوم حار يطيف ببئر قد أدلع لسانه من العطش فنزعت له موقها فسقته فغفر لها به http://mahawer.al-islam.com/App_Themes/Blue.ar/Images/Tree/MEDIA-H2.GIF .
19 - رواه البخاري كتاب أحاديث الأنبياء ، ومسلم كتاب السلام واللفظ له .
المواق : الخف .
في الحديث الحث على الإحسان إلى الناس لأنه إذا حصلت المغفرة بسبب سقي الكلب فسقي المسلم أعظم أجرا .
واستدل به على جواز صدقة التطوع للمشركين وينبغي أن يكون محله إذا لم يوجد هناك مسلم فالمسلم أحق وكذا إذا دار الأمر بين البهيمة والآدمي المحترم واستويا في الحاجة فالآدمي أحق ، والله أعلم .

محمد رافع 52
25-01-2013, 02:26 AM
[تحريم *** الهرة]

20 - وقال : http://mahawer.al-islam.com/App_Themes/Blue.ar/Images/Tree/MEDIA-H1.GIFالبخاري أحاديث الأنبياء ، مسلم البر والصلة والآداب ، الدارمي الرقاق . دخلت النار امرأة في هرة حبستها ؛ لا هي أطعمتها ، ولا هي أرسلتها تأكل من خشاش الأرض http://mahawer.al-islam.com/App_Themes/Blue.ar/Images/Tree/MEDIA-H2.GIF .
قال الزهري قول الزهري ذكره مسلم . لئلا يتكل أحد ولا ييأس أحد .
أخرجاه .
20 - رواه البخاري كتاب الخلق ، ومسلم كتاب السلام .
خشاش الأرض : بفتح الخاء ويجوز ضمها وكسرها ، المراد : هوام الأرض وحشراتها من فأرة ونحوها .
قال الحافظ في " الفتح " : وظاهر الحديث أن المرأة عذبت بسبب *** هذه الهرة بالحبس .
قال عياض : يحتمل أن تكون المرأة كافرة فعذبت بالنار حقيقة أو بالحساب لأن " من نوقش الحساب عذب" (javascript:void(window.open('/Services.aspx?PageID=683&ID=17324','DisplayWin','scrollbars,height=120,widt h=420'))) . ثم يحتمل أن تكون المرأة كافرة فعذبت بكفرها وزيدت عذابا .
ومعنى قول الزهري أنه لما ذكر الحديث الأول خاف أن سامعه يتكل على ما فيه من سعة الرحمة وعظم الرجاء فضم إليه حديث الهرة الذي فيه من التخويف ضد ذلك ليجتمع الخوف والرجاء

محمد رافع 52
25-01-2013, 02:29 AM
[إثبات صفة التعجب لله سبحانه وتعالى]

21 - وعنه مرفوعا :
http://mahawer.al-islam.com/App_Themes/Blue.ar/Images/Tree/MEDIA-H1.GIFأبو داود الجهاد ، أحمد . عجب ربنا من قوم يقادون http://mahawer.al-islam.com/App_Themes/Blue.ar/Images/Tree/MEDIA-H2.GIFيقادون : لفظ أبي داود ، ولفظ البخاري : يدخلون الجنة ، أما أحمد فلفظه : يجاء بهم .http://mahawer.al-islam.com/App_Themes/Blue.ar/Images/Tree/MEDIA-H1.GIF إلى الجنة بالسلاسل http://mahawer.al-islam.com/App_Themes/Blue.ar/Images/Tree/MEDIA-H2.GIF . رواه أحمد والبخاري .
21 - رواه البخاري كتاب الجهاد ، وأحمد .
قال الحافظ في " الفتح " :
قال ابن الجوزي : معناه أنهم أسروا وقيدوا فلما عرفوا صحة الإسلام دخلوا طوعا فدخلوا الجنة ، فكان الإكراه على الأسر والتقييد هو السبب الأول ، وكأنه أطلق على الإكراه التسلسل ولما كان هو السبب في دخول الجنة أقام المسبب مكان السبب .

محمد رافع 52
25-01-2013, 02:32 AM
[صبر الله سبحانه وتعالى على الذين يدعون له ولدا]

22 - وعن أبي موسى الأشعري - رضي الله عنه- قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : http://mahawer.al-islam.com/App_Themes/Blue.ar/Images/Tree/MEDIA-H1.GIFالبخاري الأدب ، مسلم صفة القيامة والجنة والنار ، أحمد . وما أحد أصبر على أذى يسمعه من الله ؛ يدعون له الولد ثم يعافيهم ويرزقهم http://mahawer.al-islam.com/App_Themes/Blue.ar/Images/Tree/MEDIA-H2.GIF .
رواه البخاري .
22 - رواه البخاري كتاب الأدب ، وكتاب التوحيد : ومسلم كتاب التوبة .
هذا الحديث فيه إثبات صفة الصبر لله سبحانه وتعالى .
قال الحافظ في " فتح الباري" :
أصبر : أفعل تفضيل من الصبر ، ومن أسمائه الحسنى سبحانه وتعالى الصبور ، ومعناه الذي لا يعاجل العصاة بالعقوبة . . .
وفي الحديث إشارة إلى القدرة على الإحسان إليهم مع إساءتهم بخلاف طبع البشر فإنه لا يقدر على الإحسان إلى المسيء إلا من جهة تكلفه ذلك شرعا ، وسبب ذلك أن يحمله على المسارعة إلى المكافأة بالعقوبة والله سبحانه قادر على ذلك حالا ومآلا لا يعجزه شيء ولا يفوته بتصرف يسير .

محمد رافع 52
25-01-2013, 02:34 AM
[إثبات صفة الحب لله]

23 - وله عن أبي هريرة - رضي الله عنه- قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
http://mahawer.al-islam.com/App_Themes/Blue.ar/Images/Tree/MEDIA-H1.GIFالبخاري الأدب ، مسلم البر والصلة والآداب ، الترمذي تفسير القرآن ، أحمد ، مالك الجامع. إن الله تبارك وتعالى إذا أحب عبدا نادى : يا جبريل! إن الله يحب فلانا فأحبه ، فيحبه جبريل ، ثم ينادي جبريل في السماء : إن الله يحب فلانا فأحبوه ، فيحبه أهل السماء ويوضع له القبول في الأرض http://mahawer.al-islam.com/App_Themes/Blue.ar/Images/Tree/MEDIA-H2.GIF .
23 - رواه البخاري كتاب التوحيد .
في هذا الحديث إثبات صفة الحب لله سبحانه وتعالى وصفة الكلام له سبحانه ، والمراد بالقبول في هذا الحديث : قبول القلوب له بالمحبة والميل إليه والرضا عنه .
ويؤخذ منه أن محبة قلوب الناس علامة محبة الله ، ويؤيد حديث " أنتم شهداء الله في الأرض "

محمد رافع 52
25-01-2013, 02:37 AM
[إثبات رؤية الله سبحانه وتعالى يوم القيامة للمؤمنين ]

24 - وعن جرير بن عبد الله البجلي - رضي الله عنه- قال : كنا جلوسا عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ نظر إلى القمر ليلة البدر قال :
http://mahawer.al-islam.com/App_Themes/Blue.ar/Images/Tree/MEDIA-H1.GIFالبخاري مواقيت الصلاة ، مسلم المساجد ومواضع الصلاة ، الترمذي صفة الجنة ، أبو داود السنة ، ابن ماجه المقدمة، أحمد . إنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر لا تضامون في رؤيته ، فإن استطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا http://mahawer.al-islam.com/App_Themes/Blue.ar/Images/Tree/MEDIA-H2.GIF ، ثم قرأ : http://mahawer.al-islam.com/App_Themes/Blue.ar/Images/Tree/MEDIA-B2.GIF وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها http://mahawer.al-islam.com/App_Themes/Blue.ar/Images/Tree/MEDIA-B1.GIF
رواه الجماعة .
24 - رواه البخاري كتاب مواقيت الصلاة ، وكتاب التفسير ، وكتاب التوحيد ، ومسلم كتاب المساجد .
هذا الحديث يثبت رؤية الله سبحانه وتعالى للمؤمنين يوم القيامة ، وهي أعظم نعمة تعطى لأهل الجنة ؛ فقد أخرج مسلم وغيره عن صهيب - رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : http://mahawer.al-islam.com/App_Themes/Blue.ar/Images/Tree/MEDIA-H1.GIFمسلم الإيمان ، الترمذي صفة الجنة ، ابن ماجه المقدمة ، أحمد . إذا دخل أهل الجنة الجنة ، قال : يقول الله تبارك وتعالى : تريدون شيئا أزيدكم ؟! فيقولون : ألم تبيض وجوهنا ؟ ألم تدخلنا الجنة وتنجنا من النار ؟ قال : فيكشف الحجاب فما أعطوا شيئا أحب إليهم من النظر إلى ربهم عز وجل http://mahawer.al-islam.com/App_Themes/Blue.ar/Images/Tree/MEDIA-H2.GIF .

محمد رافع 52
25-01-2013, 02:39 AM
[انتقام الله لمن عادى له وليا]

25 - وعن أبي هريرة - رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
http://mahawer.al-islam.com/App_Themes/Blue.ar/Images/Tree/MEDIA-H1.GIFالبخاري الرقاق . إن الله تبارك وتعالى قال : من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب ، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي من أداء ما افترضته عليه ، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه ، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به ، وبصره الذي يبصر به ، ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها ، ولئن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه ، وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن قبض نفس عبدي المؤمن ؛ يكره الموت وأكره مساءته ولا بد له منه http://mahawer.al-islam.com/App_Themes/Blue.ar/Images/Tree/MEDIA-H2.GIF .
رواه البخاري .
25 - رواه البخاري كتاب الرقاق .
قال الحافظ في " الفتح " :
المراد بولي الله : العالم بالله المواظب على طاعته المخلص في عبادته .
آذنته : أي : أعلمته ، والإيذان الإعلام .
قال الفاكهاني : في هذا تهديد شديد لأن من حاربه الله أهلكه ، وإذا ثبت هذا في جانب المعاداة ثبت في جانب الموالاة ، فمن والى أولياء الله ؛ أكرمه الله . . .
ويستفاد من الحديث أن أداء الفرائض أحب الأعمال إلى الله ، قال الطوفي : الأمر بالفرائض جازم ويقع بتركها المعاقبة بخلاف النفل في الأمرين ، وإن اشترك مع الفرائض في تحصيل الثواب فكانت الفرائض أكمل ، فلهذا كانت أحب إلى الله وأشد تقريبا ، وأيضا فالفرض كالأصل والأس ، والنفل كالفرع والبناء ، وفي الإتيان بالفرائض على الوجه المأمور به امتثال الأمر واحترام الآمر وتعظيمه بالانقياد إليه وإظهار عظمة الربوبية وذل العبودية ، فكان التقرب بذلك أعظم العمل ، والذي يؤدي الفرض قد يفعله خوفا من العقوبة ، ومؤدي النفل لا يفعله إلا إيثارا للخدمة فيجازى بالمحبة التي هي غاية مطلوب من تقرب بخدمته .
قال الحافظ : قال ابن هبيرة : يؤخذ من قوله : " ما تقرب . . إلخ " ، أن النافلة لا تقدم على الفريضة لأن النافلة إنما سميت نافلة لأنها تأتي زائدة على الفريضة فما لم تؤد الفريضة لا تحصل النافلة ، ومن أدى الفرض ثم زاد عليه النفل وأدام ذلك تحققت منه إرادة التقرب .

محمد رافع 52
25-01-2013, 02:42 AM
[نزول الله سبحانه وتعالى]

26 - وعنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
http://mahawer.al-islam.com/App_Themes/Blue.ar/Images/Tree/MEDIA-H1.GIFالبخاري الجمعة ، مسلم صلاة المسافرين وقصرها ، الترمذي الصلاة ، أبو داود الصلاة ، ابن ماجه إقامة الصلاة والسنة فيها ، أحمد ، مالك النداء للصلاة ، الدارمي الصلاة . ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى سماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر يقول : من يدعوني فأستجيب له ، من يسألني فأعطيه ، من يستغفرني فأغفر له http://mahawer.al-islam.com/App_Themes/Blue.ar/Images/Tree/MEDIA-H2.GIF .
متفق عليه .
26 - رواه البخاري كتاب التهجد ، وكتاب الدعوات ، وكتاب التوحيد ، ومسلم كتاب صلاة المسافرين ونزول الله سبحانه وتعالى ثابت وهو نزول يليق بجلاله وعظمة سلطانه ، من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تكييف ولا تمثيل .
وللإمام ابن تيمية رحمه الله كتاب مطول ، شرح فيه صفة النزول البينة ، بالأدلة الشرعية والحجج ، فليراجع .

محمد رافع 52
25-01-2013, 02:46 AM
[وصف الجنان والنظر إلى الله سبحانه وتعالى]

27 - وعن أبي موسى الأشعري - رضي الله عنه- قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
http://mahawer.al-islam.com/App_Themes/Blue.ar/Images/Tree/MEDIA-H1.GIFالبخاري تفسير القرآن ، مسلم الإيمان ، ابن ماجه المقدمة ، أحمد ، الدارمي الرقاق . جنتان من ذهب آنيتهما وما فيهما ، وجنتان من فضة آنيتهما وما فيهما ، وما بين القوم وبين أن ينظروا إلى ربهم إلا رداء الكبرياء على وجهه في جنة عدن http://mahawer.al-islam.com/App_Themes/Blue.ar/Images/Tree/MEDIA-H2.GIF .
رواه البخاري .
27 - رواه البخاري كتاب التفسير والتوحيد .
ورواه مسلم كتاب الإيمان .
قال الحافظ في " الفتح " :
وقوله : جنتان ، إشارة إلى قوله تعالى : http://mahawer.al-islam.com/App_Themes/Blue.ar/Images/Tree/MEDIA-B2.GIF ومن دونهما جنتان http://mahawer.al-islam.com/App_Themes/Blue.ar/Images/Tree/MEDIA-B1.GIF وتفسير له ، وهو خبر مبتدأ محذوف أي : هما جنتان وآنيتهما مبتدأ ومن فضة خبر . . . وظاهر الأول أن الجنتين من ذهب لا فضة فيهما وبالعكس ، ويعارضه حديث أبي هريرة : قلنا : حدثنا عن الجنة ما بناؤها ؟ ، قال : لبنة من ذهب ولبنة من فضة ، الحديث أخرجه أحمد والترمذي وصححه ابن حبان (javascript:void(window.open('/Services.aspx?PageID=683&ID=17327','DisplayWin','scrollbars,height=120,widt h=420'))) .
ويجمع بأن الأول صفة ما في كل جنة من آنية وغيرها ، والثاني صفة حوائط الجنان كلها ، ويؤيده أنه وقع عند البيهقي في "البعث" (javascript:void(window.open('/Services.aspx?PageID=683&ID=17328','DisplayWin','scrollbars,height=120,widt h=420'))) من حديث أبي سعيد : http://mahawer.al-islam.com/App_Themes/Blue.ar/Images/Tree/MEDIA-H1.GIFالترمذي صفة الجنة . أن الله أحاط حائط الجنة لبنة من ذهب ولبنة من فضة http://mahawer.al-islam.com/App_Themes/Blue.ar/Images/Tree/MEDIA-H2.GIF .
وقال الحافظ عن رداء الكبرياء بعد ذكر أقوال العلماء :
وحاصله أن رداء الكبرياء مانع عن الرؤية فكأن في الكلام حذفا تقديره بعد قوله إلا رداء الكبرياء فإنه يمن عليهم برفعه فيحصل لهم الفوز بالنظر إليه ، فكأن المراد أن المؤمنين إذا تبوءوا مقاعدهم من الجنة لولا ما عندهم من هيبة ذي الجلال لما حال بينهم وبين الرؤية حائل ، فإذا أراد إكرامهم حفهم برأفته وتفضل عليهم بتقويتهم على النظر إليه سبحانه .

محمد رافع 52
25-01-2013, 02:56 AM
قول الله تعالى
http://mahawer.al-islam.com/App_Themes/Blue.ar/Images/Tree/MEDIA-B2.GIF وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون http://mahawer.al-islam.com/App_Themes/Blue.ar/Images/Tree/MEDIA-B1.GIF
[ الزمر : 67]
[قبض الله سبحانه الأرض وطي السماء بيمينه]

30 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه- قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
http://mahawer.al-islam.com/App_Themes/Blue.ar/Images/Tree/MEDIA-H1.GIFالبخاري الرقاق ، مسلم صفة القيامة والجنة والنار ، ابن ماجه المقدمة ، أحمد ، الدارمي الرقاق . يقبض الله الأرض ، ويطوي السماء بيمينه ثم يقول : أنا الملك ؛ أين ملوك الأرض ؟ http://mahawer.al-islam.com/App_Themes/Blue.ar/Images/Tree/MEDIA-H2.GIF رواه البخاري .
30 - رواه البخاري كتاب التوحيد .
ورواه مسلم كتاب صفة الجنة والنار .
يثبت هذا الحديث أن الله سبحانه وتعالى يقبض الأرض بإحدى يديه وطيه السماء بالأخرى وهما يمينان لربنا سبحانه ، لا شمال له ، تعالى ربنا عن صفات المخلوقين علوا كبيرا .
31 - وله عن ابن عمر - رضي الله عنهما- عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : http://mahawer.al-islam.com/App_Themes/Blue.ar/Images/Tree/MEDIA-H1.GIFالبخاري التوحيد ، مسلم صفة القيامة والجنة والنار ، أبو داود السنة ، الدارمي الرقاق . إن الله يقبض يوم القيامة الأرضين وتكون السماوات بيمينه ثم يقول :
أنا الملك http://mahawer.al-islam.com/App_Themes/Blue.ar/Images/Tree/MEDIA-H2.GIF .
31 - رواه البخاري كتاب التوحيد من طريق القاسم بن يحيى عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر .
ورواه مسلم صفات المنافقين .
32 - وفي رواية عنه http://mahawer.al-islam.com/App_Themes/Blue.ar/Images/Tree/MEDIA-H1.GIFالبخاري تفسير القرآن ، مسلم صفة القيامة والجنة والنار ، الترمذي تفسير القرآن ، أحمد . أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ هذه الآية ذات يوم على المنبر : http://mahawer.al-islam.com/App_Themes/Blue.ar/Images/Tree/MEDIA-B2.GIF وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون http://mahawer.al-islam.com/App_Themes/Blue.ar/Images/Tree/MEDIA-B1.GIFسورة الزمر : 67 . ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول هكذا بيده يحركها ويقبل بها ويدبر : " يمجد الرب نفسه أنا الجبار أنا المتكبر أنا العزيز أنا الكريم "- فرجف برسول الله صلى الله عليه وسلم المنبر حتى قلنا ليخرن به http://mahawer.al-islam.com/App_Themes/Blue.ar/Images/Tree/MEDIA-H2.GIF - . رواه أحمد .
32 - رواه أحمد في " المسند" وابن أبي عاصم في "السنة" وابن خزيمة في "التوحيد" من طريق حماد بن سلمة أخبرنا إسحاق بن عبد الله عن عبيد الله بن مقسم عن ابن عمر . قال الشيخ ناصر : صحيح على شرط مسلم .
33 - ورواه مسلم عن عبيد الله بن مقسم أنه نظر إلى عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما- كيف يحكي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
http://mahawer.al-islam.com/App_Themes/Blue.ar/Images/Tree/MEDIA-H1.GIFالبخاري التوحيد ، مسلم صفة القيامة والجنة والنار ، ابن ماجه الزهد . يأخذ الله سماواته وأرضيه بيديه فيقبضهما ، فيقول : أنا الملك ويقبض أصابعه ويبسطها فيقول : أنا الملك" حتى نظرت إلى المنبر يتحرك من أسفل شيء منه ، حتى إني لأقول : أساقط هو برسول الله صلى الله عليه وسلم ؟! http://mahawer.al-islam.com/App_Themes/Blue.ar/Images/Tree/MEDIA-H2.GIF .
33 - رواه مسلم كتاب صفات المنافقين وابن ماجه من طريق أبي حازم عن عبيد الله بن مقسم أنه نظر إلى عبد الله بن عمر كيف يحكي . . . الحديث .

مستر محمد سلام
01-02-2013, 01:23 AM
قول الله تعالى
http://mahawer.al-islam.com/app_themes/blue.ar/images/tree/media-b2.gif وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون http://mahawer.al-islam.com/app_themes/blue.ar/images/tree/media-b1.gif
[ الزمر : 67]
[قبض الله سبحانه الأرض وطي السماء بيمينه]

30 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه- قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
http://mahawer.al-islam.com/app_themes/blue.ar/images/tree/media-h1.gifالبخاري الرقاق ، مسلم صفة القيامة والجنة والنار ، ابن ماجه المقدمة ، أحمد ، الدارمي الرقاق . يقبض الله الأرض ، ويطوي السماء بيمينه ثم يقول : أنا الملك ؛ أين ملوك الأرض ؟ http://mahawer.al-islam.com/app_themes/blue.ar/images/tree/media-h2.gif رواه البخاري .
30 - رواه البخاري كتاب التوحيد .
ورواه مسلم كتاب صفة الجنة والنار .
يثبت هذا الحديث أن الله سبحانه وتعالى يقبض الأرض بإحدى يديه وطيه السماء بالأخرى وهما يمينان لربنا سبحانه ، لا شمال له ، تعالى ربنا عن صفات المخلوقين علوا كبيرا .
31 - وله عن ابن عمر - رضي الله عنهما- عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : http://mahawer.al-islam.com/app_themes/blue.ar/images/tree/media-h1.gifالبخاري التوحيد ، مسلم صفة القيامة والجنة والنار ، أبو داود السنة ، الدارمي الرقاق . إن الله يقبض يوم القيامة الأرضين وتكون السماوات بيمينه ثم يقول :
أنا الملك http://mahawer.al-islam.com/app_themes/blue.ar/images/tree/media-h2.gif .
31 - رواه البخاري كتاب التوحيد من طريق القاسم بن يحيى عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر .
ورواه مسلم صفات المنافقين .
32 - وفي رواية عنه http://mahawer.al-islam.com/app_themes/blue.ar/images/tree/media-h1.gifالبخاري تفسير القرآن ، مسلم صفة القيامة والجنة والنار ، الترمذي تفسير القرآن ، أحمد . أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ هذه الآية ذات يوم على المنبر : http://mahawer.al-islam.com/app_themes/blue.ar/images/tree/media-b2.gif وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون http://mahawer.al-islam.com/app_themes/blue.ar/images/tree/media-b1.gifسورة الزمر : 67 . ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول هكذا بيده يحركها ويقبل بها ويدبر : " يمجد الرب نفسه أنا الجبار أنا المتكبر أنا العزيز أنا الكريم "- فرجف برسول الله صلى الله عليه وسلم المنبر حتى قلنا ليخرن به http://mahawer.al-islam.com/app_themes/blue.ar/images/tree/media-h2.gif - . رواه أحمد .
32 - رواه أحمد في " المسند" وابن أبي عاصم في "السنة" وابن خزيمة في "التوحيد" من طريق حماد بن سلمة أخبرنا إسحاق بن عبد الله عن عبيد الله بن مقسم عن ابن عمر . قال الشيخ ناصر : صحيح على شرط مسلم .
33 - ورواه مسلم عن عبيد الله بن مقسم أنه نظر إلى عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما- كيف يحكي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
http://mahawer.al-islam.com/app_themes/blue.ar/images/tree/media-h1.gifالبخاري التوحيد ، مسلم صفة القيامة والجنة والنار ، ابن ماجه الزهد . يأخذ الله سماواته وأرضيه بيديه فيقبضهما ، فيقول : أنا الملك ويقبض أصابعه ويبسطها فيقول : أنا الملك" حتى نظرت إلى المنبر يتحرك من أسفل شيء منه ، حتى إني لأقول : أساقط هو برسول الله صلى الله عليه وسلم ؟! http://mahawer.al-islam.com/app_themes/blue.ar/images/tree/media-h2.gif .
33 - رواه مسلم كتاب صفات المنافقين وابن ماجه من طريق أبي حازم عن عبيد الله بن مقسم أنه نظر إلى عبد الله بن عمر كيف يحكي . . . الحديث .




جعله الله في ميزان حسناتك استاذي الفاضل استاذ محمد

محمد رافع 52
02-02-2013, 12:45 AM
جعله الله في ميزان حسناتك استاذي الفاضل استاذ محمد


بارك الله فيك اخى محمد ورضى عنك وعن والديك

محمد رافع 52
03-02-2013, 11:27 AM
كيف نجعل النبي - صلى الله عليه وسلم - يحبنا؟

د. بن يحيى الطاهر ناعوس (http://www.alukah.net/Authors/View/Social/2605/)



ستجد في هذه الورقة ما يجعلُك من أحباب المصطفى، وهي منزلة عظيمة، إذا وفَّقنا الله لبلوغها، فقد فُزنا وربِّ الكعبة، ومَن منا لا يحب أن يكونَ مع زمرة الفائزين بمحبته؛ فهو يريد الخير كلَّ الخير لأمته، بل هو يفرح أشد ما يكون الفرح أن يرى أمَّته سعيدة، متمسكة بالمبادئ السامية والقيم الرفيعة؛ فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسُولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- قال: ((كُل أُمتِي يدخلون الجنةَ إِلا من أبى))، قالُوا: يا رسُولَ اللهِ، ومن يأبى؟ قال: ((مَن أطاعني دخل الجنة، ومن عصانِي فقد أبى))؛ رواه البخاري، وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((والذي نفسي بيده، لتدخلن الجنة كلكم إلا من أبى وشرد على الله كشراد البعير))، قالوا: يا رسول الله، ومن يأبى أن يدخلَ الجنة؟ قال: ((مَن أطاعني دخل الجنة، ومَن عصاني فقد أبى))؛ ابن حبان في صحيحه.

وعليه؛ فنحن أحبابه إذا تمسكنا بجملةٍ من الخصال العظيمة، فإنه كان يجلس مع أصحابه فيقول: ((ودِدتُ لو أني رأيتُ أحبابي))، قالوا: يا رسول الله، ألسْنا أحبابَك؟ قال: ((أنتم أصحابي، أحبابي يأتون بعدي، آمنوا بي ولم يروني))، تخيل، بل تأمل، النبي -صلى الله عليه وسلم- يحبك أنت، ويشتاق لك؛ فإليك الخصالَ الثمانية:

أولاً: ذكر الله في كل حين، عطِّر فمَك بذكر الله -تعالى- وابتعد عن كلِّ ما يَشِينه من أقوال؛ كالنميمة والغِيبة والكذب، والمواد السامة؛ كالتدخين والمخدِّرات والمُسكِرات وغيرها، وقل لي - بصراحة إذا كنت تحبُّ النبيَّ -: هل تستطيع أن تضعَ في فمك سيجارة والرسول واقفٌ أمامك ينظر إليك؟


ثانيًا: الصلاة عليه؛ فقد ذكر ابنُ القيم ثمرة ذلك في قوله: "إن الصلاة عليه أداءٌ لأقل القليل من حقه، وشُكرٌ له على نعمته التي أنعم اللهُ بها علينا، مع أن الذي يستحقه من ذلك لا يُحصى علمًا ولا قدرة ولا إرادة، ولكن الله - سبحانه - لكرمه رضِيَ من عباده باليسير من شُكرِه وأداء حقه"، ومن أحب الكلمات التي يحبها النبيُّ ما ذكره أبو حميد الساعدي قال: قالوا: يا رسول الله، كيف نصلِّي عليك؟ قال: ((قُولُوا: اللهمَّ صلِّ على مُحمد، وعلى أزواجه وذُريته، كما صليتَ على آل إبراهيم، وباركْ على مُحمد، وعلى أزواجِهِ وذريتِه، كما باركتَ على آلِ إبراهيم؛ إنك حميِد مجيد))؛ متفق عليه.

ثالثًا: الطهارة الشاملة: المسلم المحبُّ لرسول الله يحب النظافةَ بكامل معانيها؛ النظافة الحسية والمعنوية؛ فهو يتطهَّر مِن كل المنجسات والمدنسات والأوساخ؛ فهو طاهر البدن، طاهر الثوب، طاهر البيت، طاهر اللسان، طاهر المأكل؛ فلا يأكلُ إلا طيبًا؛ لأنه يعلم بأن اللهَ طيبٌ لا يقبل إلا طيبًا، وأن رسولَ الله قدوته في كل ذلك، يقول: ((إن الله طيبٌ يحب الطيب، كريم يحب الكرم، جَوَاد يحب الجود، نظيف يحب النظافة؛ فنظِّفوا أفنيتكم، ولا تشبهوا باليهود))؛ رواه الترمذي وحسنه الألباني من حديث سعد بن أبي وقاص.

رابعًا: الرِّفق والحِلم والحياء، أخبرتنا السيدة عائشة أمرًا عجَبًا، قالت: قال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: ((إذا أراد اللهُ بأهل بيتٍ خيرًا، أدخل عليهم الرفق))؛ لهذا إذا قدتَ سيارةً لا تُسرع؛ فإن حبيبك يقول: ((الأناة من الله، والعَجلة من الشيطان))؛ فميزات القوة كما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((كرم المرء دينُه، ومروءته عقله، وحسبه خُلقه))، وعن أم سلمة قالت: قال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: ((من لم تكن فيه واحدة من ثلاث، فلا يحتسب بشيء من عمله: من لم تكن فيه تقوى تحجزه عن المحارم، أو حِلم يكفُّه عن غيه، أو خُلق يعيش به في الناس)).

خامسًا: الشخصية القوية: إن التمسكَ بالدين، والالتزام به، والتقرب إلى الله -تعالى- هو من وسائلِ تقوية الشخصية، ودائمًا المسلم القوي خير من المسلم الضعيف، وفي كلٍّ خير، والقوة تأتي بالإيمان والالتزام.

ومن أعظم الأمور المعينة على قوة الشخصية أن تبحثَ وتتخذ القدوة الصالحة وتتمثل بها، وأفضل قدوة هو الرسول -صلى الله عليه وسلم- والصحابة الكرام؛ فهذا أسامة بن زيد قاد جيش الإسلام وهو في سن السابعة عشرة أو الثامنة عشرة.

سادسًا: المحافظة على الصلاة: إن أولَ ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة الصلاةُ؛ كما قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: ((أول ما يُحاسَب عليه العبدُ الصلاةُ؛ فإن صلحت، فقد أفلح وأنجح، وإن فسدت، فقد خاب وخسر))؛ رواه الترمذي وحسنه، والنسائي، وأبو داود.

وماذا يكون جوابك لربِّك حين يسألك عن الصلاة؟ ألا تعرف أن النبي -صلى الله عليه وسلم- يعرف أمَّتَه يوم القيامة بالغُرَّة والتحجيل من أثر الوضوء؟ كيف بالمرء حينما يأتي يوم القيامة وليس عنده هذه العلامة وهي من خصائص الأمةِ المحمدية، بل إن الصلاة راحةٌ وطمأنينة للنفس والقلب، وقد قال فيها الرسول -صلى الله عليه وسلم- لبلال: ((أرِحْنا بها يا بلال)).

سابعًا: أكْلُ الحلال: هذه صفةٌ عظيمة في زمنٍ كَثُر فيه تعلقُ الناس بالأموال مهما كان مصدرها؛ ولهذا قال ابن رجب: "إن أكل الحلال من أعظم الخِصال التي كان عليها النبي -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه"، وثمة تلازُم بين أكل الحلال، وحلاوة المناجاة لله -تعالى- ولذة الأنس والافتِقار إليه - عز وجل - وقد قرَّر الحافظ ابن كثير - في "تفسيره" - أن أكْلَ الحلال عونٌ على العمل، عند تفسيره لقوله -تعالى-: ﴿ يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ ﴾ [المؤمنون: 51].

ثامنًا: إحياء سنَّته، الشباب والشابات في زمننا يُحيُون سنن الممثلين والمغنين والرياضيين ويفتخرون، فعلينا أن نفتخر بإحياءِ سنته؛ فقد قال أنس بن مالك - رضي الله عنه -: قال لي رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: ((يا بني، إن قدرت أن تصبح وتمسي وليس في قلبك غش لأحد، فافعل))، ثم قال لي: ((يا بني، وذلك من سنَّتي، ومن أحيا سنتي فقد أحبَّني، ومَن أحبني كان معي في الجنة))؛ رواه الترمذي.

فعلينا أن نحييَ سنن المصطفى -صلى الله عليه وسلم- وأن نطبِّقها دون خجل، أو تساهل أو خوف من الناس، فكم من سنن الحبيب -صلى الله عليه وسلم- اندثرت؛ نظرًا لتبعيتنا لغيرنا، واللهِ إن إحياء سنَّةٍ كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يدعو إليها أشدُّ على أعدائنا من المقاطعة والشجب والاستنكار؛ لأن ذلك يُظهِر قوَّتَنا واعتزازنا بهذا الدين، وحبَّنا لرسول الله -صلى الله عليه وسلم.

محمد رافع 52
03-02-2013, 11:32 AM
العناد بين السلبية والإيجابية

أحمد مخيمر (http://www.alukah.net/Authors/View/Social/801/)




العناد بين السلبية والإيجابية



بحثتُ عن معنى العِناد في المعاجم، فوجدتُ أنه مصدر "عاند"، وهو يعكس اضطرابًا وظيفيًّا عقليًّا يتميَّز بانحصاره في موضوعٍ واحد؛ "معجم اللغة العربية المعاصر"، أو هو مجانبة الحق ومُفارقته مع المعارضة والمغالبة وتصلب الرأي؛ "معجم معاني الأسماء".

ويرى علماء النفس أن العناد هو حالة مِن التعبير عن الرفض للقيام بعملٍ ما حتى لو كان مفيدًا، أو الانتهاء عن عمل ما وإن كان خاطئًا، والإصرار على ذلك وعدم التراجُع، مهما بُذلت محاولات للإقناع أو حتى الإكراه والقسْر.

والعناد يمكن تقسيمه موضوعيًّا إلى نوعين: عناد إيجابيٌّ، وهو تعبير عن التمسُّك بالحق، وقِيَم العدل، ومُقتضيات العِلم والصلابة، في مواجهة الباطل ومُقاوَمة الظلم والانحراف، متى كان هذا المعنى واضحًا جليًّا مصحوبًا بدقة الفهم، وسلامة القصد، وصحَّة وشرعية الوسائل المستخدمة في ذلك.

وربما خير مثال على هذا النوع قادة ودعاة وعلماء رفع الله شأنهم وشأن أعمالهم، وفعالهم الحميدة التي يَجري عليها وصْف العناد، ومِن ذلك إصرار الخليفة الأول "أبو بكر الصديق" - رضي الله عنه - على محاربة المُرتدِّين ومانعي الزكاة رغم معارضة عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - وكثير مِن الصحابة ومُراجعتهم في ذلك، حتى تبيَّن لهم أنه الحق، وحفظ الله به الإسلام ودولة المسلمين الأولى.

ومثال إصرار الإمام أحمد بن حنبل - رحمه الله - على الجهر "بعدم خلْق القرآن" في مواجهة المأمون والمعتزلة، وظل قامةً وهامةً وقدوةً لجميع العلماء والقضاة في التمسُّك بالشرع وحقائق العلم.

والأمثلة كثيرة على هذا النوع مِن العناد والصلابة في الحق، ومقاوَمة الباطل والعدوان، مهما كلَّف أصحابَه مِن عنَت وإيذاء، واضطهاد وحصار وتجويع، وتغريب وتشريد، ربما وصل لحدِّ التضحية بالنفس الزكية في سبيل الله ونصرة دينه ونصرة الحق وأهله.

وقد يُطلق على هذا النوع مِن العناد: عناد التصميم والإرادة، خاصةً عند الأطفال عندما تجد أحدهم يُحاول إصلاح لعبته أو إعادتها إلى حالتها الأصلية بعد تفكيكها، ويُصرُّ على ذلك مهما منعه الكبار، وهو عنادٌ وتصميم محمود يَجب تشجيعه وعدم منعه.

والنوع الثاني مِن العناد هو العناد السلبي الذي يُقاوم الحق ويجحَد الحقائق، يُصرُّ صاحبه على التمادي في الإثم والغيِّ والعدوان على مقتضيات العقل والحكمة والمنطق والموضوعية، مهما بذل معه مِن محاولات الإقناع أو الحوار، وكثيرًا ما يرفض الحلول والبدائل، حتى التقارُب والحلول الوسَط.

وبالمشاهدة والتجربة تستطيع أن تُميز بين نوعَين يَندرجان تحت العناد السلبي: عناد عقْلي، وهو ناتج عن غياب المعلومات والأحداث والوقائع والدلائل، بعكْس مَنطِق المعاند ورأيه ورؤيته، وليس لديه المصداقية في جميع ما يُطرح عليه من معلومات وحقائق، بل ويقاوم تصديقها.

والآخر هو العناد النفسي، وهو الأعمُّ الأغلب، والعناد هنا لا يقوم على منطق، ولا يسانده دليل ولا حجَّة، بل هو نزعة عدوانية، وسلوك سلبي، وتمرُّد ضدَّ الآخَرين مهما كانت علاقة المعاند بهم (آباء - أزواجًا - إخوة - أصدقاء - ذوي رحم)، تظهر معه إرادة المخالفة والتصادم وعدم الاستجابة للنصْح والتوجيه.

ومن هؤلاء ما حكاه المولى - عز وجل -: ﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ * وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ * وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ ﴾ [البقرة: 204 - 206].

والعناد النفسي والإصرار والممانَعة هنا يَنطلِق مِن دوافع نفسية بحتَة، قد تكون الكبر وغمْط الحق، أو الغيرة والمنافسة على المكانة والصدارة، أو محاولة تحصيل مكاسب أعلى في موقف معيَّن (العناد النفعي أو الانتهازي أو الابتزازي)، وقد تكون بدوافع تحقيق الذات والاستقلالية.

أسباب العناد ودوافعه:
خَلص بعض الباحثين إلى أن أسباب العِناد تكاد تنحصر في ثلاثة أمور:
1- انعدام الثقة.
2- افتقاد الحقوق.
3- عدم إشباع الرغبات والاحتياجات.

فأي بيئة (الأسرة - مؤسَّسات العمل - المجتمع) يَسودها انعدام للثِّقة، يَكثُر فيها العناد المتبادَل بين أفرادها، ولذلك يَعرف الإداريون والتنمويون حالةً تُسمى مقاومة التغيير عند استبدال الإدارات أو إجراء عمليات إحلال وتجديد، خاصة إذا لم يَسبقْها نوع مِن التهيئة والدورات الإيضاحية لطبيعة ومرامي التغيير المنشود.

ومِن المُهمِّ جدًّا منْح أفراد الأسرة - خاصة الشباب في سنِّ المراهقة - الثِّقةَ الكافية، وإتاحة الفُرصة لهم للمُشاركة وتحمُّل الأعباء المنزلية، والمشاركة في توجيه المصروف الشهريِّ؛ مما يُقلِّل حالات التمرُّد والعناد، التي مردُّها إلى محاولة إثبات وتحقيق الذات، وإرادة الشعور بالاستقلالية.

ولا بد مِن الوقوف مليًّا مع دافع إشباع الرغبات والاحتياجات، خاصةً في حالات العناد الأسري؛ لأنه كثيرًا ما يكون خفيًّا، وفي منحى واتجاه مخالف لموضوع العناد ذاته، والعناد في هذه الحالة مجرَّد ردِّ فعل.

العناد بين الزوجين:
ويُعتبَر العناد بين الزوجَين مِن أحدهما أو كلاهما أحد الأسباب الرئيسة لتفاقم المشكلات بينهما، ولا يَخفى على أحد ما يترتَّب على العناد السلبي مِن آثار نفسية وتربوية وانفعالية على الزوجين وأولادهم.

ولا شكَّ أن العلاقة الزوجية القائمة على التفاهم، والوضوح، والتضحية، والتسامح، والتجاوز عن الهفوات، والتغاضي عن الزلات - تساهم في استمرار الحياة الزوجية وقوَّتها بحبٍّ ومودَّة واحترام، أما إن قامت العلاقة بين الزوجين على الأنانية والعِناد، وتصيُّد الأخطاء والمشاجرات المستمرة على كل صغيرة وكبيرة، فإن ذلك يُسرع بتصدُّع الأسرة وتهدُّمها، ويُشتِّت شمل أفرادها، وقد يَقضي على كيانها.

والعناد السلبي بين الزوجَين يأخذ أشكالاً مُختلفة، فهناك عناد مُفتقِد للوعي والإدراك والنضْج، مثال إصرار الزوجة على شراء أشياء كمالية لا داعي لها، وظروف زوجها المالية لا تسمَح؛ مما يُورِّط الزوج في مشكلات عديدة، ويُحدِث بينهما فجوَة وشِقاقًا.

وهناك عناد مردُّه إلى الغيرة لا يقوم على أي أسباب أو دوافع منطقيَّة؛ إنما هو تصريف لمشاعر الغيرة عند المرأة أو عند الرجل، خاصة ذلك الذي يرصُد تقدُّم زوجته عِلميًّا أو مِهنيًّا أو ماليًّا، مع بقائه هو على نفس حاله ودرجته.

وهناك مِن الزوجات مَن تعتقد أن إصرارها على مواقفها يدلُّ على قوة شخصيتها، ويزيد مِن قيمتها ومكانتها عند زوجها؛ فيُحقِّق لها ما تريد، وهناك عناد اكتسبته مِن اقتدائها وتشبُّهها بوالدَيها؛ لأنهما كانا يتعاملان بهذا الأسلوب (عناد المحاكاة).

علاج العناد السلبي:
صفة العناد السلبي في الإنسان تُبيِّن عدم القدْرَة على التوافق والتكيُّف مع الظروف البيئية من حوله، وافتقاده لواحد أو أكثر مِن مُقوِّمات الشخصية الإيجابية؛ كالثقة بالنفس وتحقيق الذات، أو عدم استيفاء حقوق أساسية في حياته، أو عدم إشباع رغباتٍ واحتياجاتٍ، والتي غالبًا ما تكون خفيَّة على مَن حوله.

ويرى المتخصِّصون أن العلاج لهذه الظاهرة يتمثَّل في دراسة كل حالة على حِدة، ومعرفة الأسباب التي دفعتها للعناد، ثم معالجتها.

وفي حالات العناد الأسري يُنصح الآباء والأمهات بضرورة اكتساب مهارات وطرُق التعامل اللازمة مع الأبناء، والمراهقين منهم بشكل خاص، وتزويدهم بأسلوب الثواب والعقاب في التربية الإسلامية، وتغليب أساليب الحوار مع اللطف واللين ودفء المعاملة، والمرونة في المواقف، واستخدام الإقناع المبنيِّ على المَنطِق الواقعي؛ حتى يرتقي فكْر المعاند وتَنضج انفعالاته، مع مراعاة التخفيف مِن الأوامر والنواهي والتدخُّل المُستمِر دون مبرِّر.

محمد رافع 52
03-02-2013, 12:07 PM
التعاون العائلي في سبيل الآخرة والجنة


أ. د. عبدالحليم عويس (http://www.alukah.net/Authors/View/Social/3425/)




إنسانية الإسلام في نظرته إلى الأسرة والمرأة (1)

الأسرة المسلمة أسرة تقوم على التكافُل المعنوي والمادي معًا



فليس بالتكافل المادي في أمور الدنيا يتحقَّق التكافلُ الصحيح الذي تشير إليه الآية الكريمة: ﴿ وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى ﴾ [المائدة: 2]؛ فهذا التعاون هو أسمى أنواع التكافل الباقي والخالد.

وما الفائدة في نهاية الأمر إذا نجحَتِ الأسرة المسلمة في قيادة أبنائها إلى الأموال والمناصب الدنيوية، ثم دخلوا جهنَّم في الآخرة؛ لفسقِهم وتَرَفهم وانحرافهم عن جادَّة الشريعة التي ارتضاها الله لعباده؟!


إنَّها الخسارة الحقيقية مهما كانت أرباح الدنيا الفانية الزائلة المحدودة.

وفي تاريخنا الإسلامي صفحاتٌ حافلة بصور البطولة الصادقة في كل ألوان التكافل العائلي، وصور التضحية والإيثار، وكذلك في ميادين الشجاعة؛ فمواقف الرسول - صلى الله عليه وسلم - في مكة وهو يدعو إلى الله صابرًا محتسبًا واثقًا بنصره - أروعُ أمثلة للشجاعة، وكذلك مواقفه في المدينة وهو يُجَابِه قوى الشرك والنفاق، ولؤم اليهود.

هذه المواقف الكريمة تمثِّل القدوة الأسمى التي اقتدى بها المسلمون!

وقد سار خلفاؤه الراشدون على نهجه، لا تصدُّهم عن الجهاد في سبيل الله عقباتٌ، ولا تَذهَب بألبابِهم الدنيا، رغم أنهم ملكوا كنوز الأرض، ورفعوا راية الإسلام في أكثر الربوع.

ومن صور الشجاعة الرائعة التي رواها تاريخنا، صورةُ التابعي الجليل (صِلَة بن أَشْيَم العدوي) وأسرته (وهو من كبار التابعين من أهل البصرة، ت سنة 77هـ)؛ فقد قدَّم كل أعضاء الأسرة تضحياتٍ كبيرةً في سبيل الإسلام، وإنها لأسرة مباركة بكل المقاييس!

ففي إحدى معارك المسلمين مع الفرس تقدَّم (صِلَة العدوي) وصاحبٌ له، يمهِّدان الطريق للمسلمين، وينشران الرعبَ في جيش المشركين، ولما عَلِم المشركون بأن كل ما أصابهم من خوف ورعب، إنما كان على يدِ اثنين من المسلمين، ازداد هَلَعُهم، حتى قال بعضهم لبعض: "إذا كان رجلان من المسلمين صنعا بنا هذا، فكيف لو قاتلونا كلهم؟!"، وانتهى رأيهم إلى الاستسلام للمسلمين، والنزول على شروطهم، وكفى الله المؤمنين القتال، بفضل شجاعة (صِلَة) وصاحبه.

وفي معركةٍ أخرى خرج (صلة) وولده مجاهدَينِ في سبيل الله، ولما بدأتِ المعركة قال (صِلَة) لولده: "تقدَّم فقاتِل؛ حتى أحتسبك عند الله"، فسارع الابن ملبِّيًا رغبة أبيه، حتى نال الشهادة على مرأى من والده الشجاع!

ثم تقدَّم (صلة) بعد ابنِه يقاتل، حتى استشهد بدوره، ولَقِي الله مطمئنًّا راضيًا، وكأنه كان يريد الاطمئنان على استشهاد ابنه وفوزه بالجنة!

ولم تكن زوجة (صِلَة) الزاهدة العابدة (مُعَاذَة بنت عبدالله العدوية) - أقلَّ بطولة وشجاعة من زوجها وولدها، فعندما ذهبتِ النسوة لتعزيتِها فيهما، رَفَضتِ العزاء وقالتْ لهن: "إن كنتُنَّ جِئْتنَّ لتهنئتي، فمرحبًا بكنَّ، وإن كنتن جئتن لتعزيتي، فارجعن"!

وهكذا كانت الأسرة كلها (صلة، وولده، وزوجته) على هذا المستوى الرفيع من الإخلاص لدين الله، والزهد في الدنيا، والرغبة في الآخرة، وقد يأخذنا العجب - كل العجب - من هذا الأب الذي يريد أن يطمئنَّ على استشهاد ابنه قبل استشهاده، مع أن العكس هو السائد بين الناس الذين يريدون أن يخلفهم أبناؤهم في ثرواتهم وشؤون دنياهم، وقد يَبِيعون دينَهم من أجل دنيا أبنائهم، ناسين الميزان الصحيح للحب، فدخول ابنك الجنة وبقاؤه فيها ملايين السنين هو الأهم والأجدى، حتى بمقياس المصلحة البحتة، وبمقياس التجارة العملية؛ فالنسبة بين التجارة مع الله (التجارة في سبيل الآخرة) أعظم - كمًّا وكيفًا - بملايين المرات من أية تجارات أو أرباح يمكن أن يكتسبها أيُّ إنسان في هذه الدنيا.

المهم أن نفكر بعقل وعلم، لكنه العقل المؤمن الذي يحسب دون ضغوط الغرائز والأهواء، ولكنه العلم الصحيح الذي تمتد رؤيته عبر مساحة الوجود الحقيقية، مساحة الدنيا والآخرة.

وليس مساحة الدنيا المحدودة التي لا تساوي نسبة مليونية بالنسبة للآخرة؛ لأن الآخرة هي دار القرار، ولأنها خير وأبقى، وهكذا فَهِم التابعي الجليل (صِلَة بن أشيم العدوي) المعادلةَ الحقيقية، وهكذا فَهِمتْها أسرتُه الصالحة، وهكذا يجب أن يفهم المسلمون الصادقون.

محمد رافع 52
03-02-2013, 12:11 PM
تربية الأولاد مسؤولية الأسرة المسلمة


الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على مَن لا نبيَّ بعده، نبينا محمد - صلَّى الله عليه وسلَّم.

وبعدُ:
لو تأمَّل المسلم قليلاً من الوقت في حال الأجيال الناشئة في مجتمعنا، لرأى كثيرًا من صُوَر الانحراف في أخلاق وعقول كثيرٍ من شبابنا وأبنائنا؛ إلاَّ ما رحِمَ الله؛ ذلك أنَّ هذه الأجيال فقَدَت كثيرًا من عوامل التربية الإسلامية الرشيدة، والموجِّهة لسلوكهم وأخلاقهم وعقولهم.

مدارس التربية والتناقض الواضح:
فالواقع أنَّ عوامل ومدارس التربية كثيرة، فالبيت أساس التربية، والمدرسة والجامعة لها دورٌ آخر كبير الأثر، والمساجد لها دور عَقَدي إيماني واضح، لكنَّ الإشكال أنَّ هذه المدارس الثلاثة الكبرى للتربية كانت محورًا أساسًا في هذا الباب إلى عهدٍ قريب منَّا، لكننا اليوم أصبحنا نرى خلْطًا وتشويشًا في توجُّهات الأجيال المسلمة الناشئة؛ وذلك لوجود عددٍ من الوسائل الأخرى والتي تُشارك وبقوَّة وتأثير في مهمة التربية، ومن أهمها وسائل الإعلام؛ المرئية، والمسموعة، والمقروءَة، على حدٍّ سواء، والتي بدورها تُسهم في تشكيل العقل والفكر والسلوك، وتُشاركهم طريقة مطعمهم ومَلبسهم، حتى تسريحة شعرهم، ولون حِذائهم.

ولقد أصبَح لهذه الوسائل جاذبيَّة كبيرة في استقطاب نظر الناشئة، وطبقات الشباب والفتيات، والواقع الذي لا مَحيد منه أنَّ جُلَّ القائمين عليها - إلاَّ مَن رحِم الله - لا يرقبون في شباب الأُمَّة إلاًّ ولا ذِمَّة، ولا يحملون الأمانة بصِدق وحِكمة، فأفسدوا كثيرًا بما يقدمون للأجيال من البرامج الغنائية الساقطة، والثقافية التافهة، والمسرحية والدرامية الهزيلة، إلى جانب ذلك الرُّكام من الأفلام والمسلسلات، والتي تجمع في أهدافها هدْمَ القِيَم والأخلاق الثابتة من شعائر الإسلام وشرائعه، وتُمَيِّع الهُوية المسلمة في قلوب أبنائنا، وتُذَوِّبهم في المدِّ الغربي والعلماني الجارف، بعيدًا عن وحْي الله - تعالى - ومنهجه، وتحثُّهم على قتْل قِيَم الحياء والأدب في نفوسهم، وتحثهم على الوقوع في الفواحش والرذيلة، والمعاصي والمنكرات، كما تُغريهم وتعلِّمهم وسائل الانحراف، وتناول المسكِرات والمخدرات، إضافةً إلى الانحراف العقدي والفكري.

كما لا ننسى دور المجلات والدوريَّات التي تأخذ حيِّزًا كبيرًا من أوقات الشباب والفتيات، في مطالعة قَصص الحبِّ والغرام والهيام، وأخبار اللاعبين والفنانين والمطربين، الذين سَرَقوا أوقات وعقول هذه الأُمة، وسَرَقوا أموالها وثرواتها تحت مُسَمَّى رسالة الفن والإبداع.

كما لا ننسى أيضًا بعض التوجُّهات المشبوهة في التعليم الحكومي والجامعي، تلك التي تطمس نورَ الإيمان والعقيدة في قلوب الأجيال، وتزوِّر بعضًا من حقائق التاريخ الإسلامي والإنساني، وتنادي بتمجيد الفن والموسيقا، ورِفعة النحت والتماثيل، وحمْل العود والبيانو والمعازف، ولا تهتم كثيرًا بغرْس القِيَم والدين والأخلاق، ولا تهتم كثيرًا بتعليم سِيَر الصحابة والعلماء والفاتحين، ولا تعبأ بأن تكون حصة التربية الإسلامية حصة أو حصتين على مَدار الأسبوع كلِّه.

إلى جانب آخر من السيطرة والإحكام والتحجيم المتعمَّد على دور المسجد في حياة الشباب المسلم، وإبعادهم بشتَّى الوسائل والطرق عن العلماء والصالحين هنا وهناك، والتضييق عليهم، وقتْل فُرَص التربية الإسلامية الصحيحة في بيوت الله - تعالى - وتحت رعاية أهل العلم الصادقين.

الأسرة المسلمة هي المسؤول الأول عن التربية:
كل هذه الوسائل وغيرها تُشارك في قضية تربية الأجيال والشباب، شِئنا هذا أم أبينا، لكن الحق وكل الحق، أنَّ الأسرة المسلمة والبيت المسلم، هو القاعدة الأساس، والعمود الأوحد في هذه القضية كلها، مهْمَا تعدَّدت مدارس التربية، لماذا؟ لأن هذه الوسائل مهما كَثُر خطرُها، وامتدَّ ضررها، فبالإمكان تضييق الخِناق عليها، وردُّ الباطل منها، وإضعاف تأثيرها، وبالإمكان إبعادها من حياتنا والاستغناء عنها إلى مرحلة تربويَّة صحيحة، تُغْرَس فيها القِيَم، وتُعَلَّم فيها أصولُ الإسلام وعقائدُه.

ثم الأهم من ذلك كله أنَّ الله - تعالى - في كتابه وسُنَّة رسوله - صلَّى الله عليه وسلَّم - بيَّن لنا أن الأسرة هي أصل التربية للأجيال وعمودها، فقال - تعالى -: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ﴾ [التحريم: 6].

قال العلاَّمة ابن سعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية: "أي: يا مَن منَّ الله عليهم بالإيمان، قوموا بلوازمه وشروطه؛ فـ﴿ قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا ﴾ موصوفة بهذه الأوصاف الفظيعة، ووقاية الأنفس بإلزامها أمرَ الله، والقيام بأمره امتثالاً، ونهيه اجتنابًا، والتوبة عمَّا يُسخط الله ويوجِب العذاب، ووقاية الأهل والأولاد، بتأديبهم وتعليمهم، وإجبارهم على أمر الله، فلا يسلم العبد إلاَّ إذا قام بما أمَر الله به في نفسه، وفيما يدخل تحت ولايته من الزوجات والأولاد، وغيرهم ممن هو تحت ولايته وتصرُّفه"[1] (http://www.alukah.net/Social/0/30701/#_ftn1).

وقال العلاَّمة الشوكاني - رحمه الله تعالى -: "﴿ وَأَهْلِيكُمْ ﴾ بأمرهم بطاعة الله، ونَهْيهم عن معاصيه، ﴿ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ ﴾؛ أي: نارًا عظيمة تتوقَّد بالناس وبالحجارة، كما يتوقَّد غيرها بالحطب، وقد تقدَّم بيان هذا في سورة البقرة.

قال مقاتل بن سليمان: المعنى: قوا أنفسكم وأهليكم بالأدب الصالح النارَ في الآخرة، وقال قتادة، ومجاهد: قوا أنفسكم بأفعالكم، وقوا أهليكم بوصيَّتكم".

قال ابن جرير: فعلينا أن نعلِّم أولادنا الدين والخيرَ، وما لا يُسْتغنى عنه من الأدب، ومن هذا قوله: ﴿ وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا ﴾ [طه: 132]، وقوله: ﴿ وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ ﴾ [الشعراء: 214]"[2] (http://www.alukah.net/Social/0/30701/#_ftn2).

وكما جاء في الحديث أنَّ تعليم العقيدة وغرْسها أصلها الأسرة، فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - كان يحدِّث قال: قال النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((ما من مولود إلاَّ يولد على الفطرة؛ فأبواه يهوِّدانه، أو ينصِّرانه، أو يمجِّسانه، كما تنتج البهيمة بهيمة جَمعاء، هل تحسون فيها من جَدَعاء))، ثم يقول أبو هريرة - رضي الله عنه -: "﴿ فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا ﴾ [الروم: 30]" الآية؛ متفق عليه.

وكما جاء أيضًا أنَّ الرجل والمرأة في الأسرة مسؤولان عن تبعة التربية والتنشئة للأولاد، فعن عبدالله بن عمر قال: قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((ألا كلُّكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيَّته، فالإمام الذي على الناس راعٍ وهو مسؤول عن رعيَّته، والرجل راعٍ على أهل بيته وهو مسؤول عن رعيَّته، والمرأة راعية على بيت زوجها وولده وهي مسؤولة عنهم، وعبد الرجل راعٍ على مال سيده وهو مسؤول عنه، ألا فكلُّكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيَّته))؛ متفق عليه.

وجاء في الحديث أيضًا أنَّ غرْسَ القِيَم الشرعيَّة، والشعائر التعبُّدية، إنما هو في الأصل على كاهل الأسرة المسلمة؛ فعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جَدِّه قال: قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((مُروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين، واضربوهم عليها وهم أبناء عشر، وفرِّقوا بينهم في المضاجع))؛ رواه أبو داود، وحسَّنه الألباني.

ولا ننسى هنا بعد هذا وصيَّة الأب الشفوق الناصح لولده، المهذِّب لعقيدته وأخلاقه، ذلكم هو لقمان الحكيم - عليه السلام - وقد ذكَرها الله - تعالى - في كتابه؛ لتكون خيرَ مُعينٍ على البرِّ والتربية، فقال - تعالى -: ﴿ وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ * وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ * وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ * يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ * يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ * وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ * وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ ﴾ [لقمان: 13 - 19].

كل هذه النصوص القرآنية والنبوية وغيرها، تُلقي بالتبعة والمسؤوليَّة التربوية في أصلها على كاهل الوالدين، على الأسرة المسلمة، وتحمِّلهم هذه العبء الثقيل، ورحِم الله أيَّامًا كان الناس فيها يقدِّرون هذه الرسالة، فيذهبون بأولادهم إلى المربِّين والمعلِّمين؛ ليهذِّبوا أخلاقهم، ويُرشدوا عقولَهم، ويَشحذوا هِمَمهم.

وقد ذكَر الراغب الأصفهاني قولَ عُتبة بن أبي سفيان لمؤدِّب ولده:
"ليكن أوَّل إصلاحك لولدي إصلاح نفسك؛ فإن عيونَهم معقودة بعينك، فالحسن عندهم ما استحسنتَه، والقبيح ما استقبحتَه، علِّمهم كتاب الله، ورَوِّهم من الحديث أشرفَه، ومن الشعر أعفَّه، ولا تُكْرههم على علْمٍ فيملُّوه، ولا تَدَعهم فيهجروه، ولا تُخرجهم من علْمٍ إلى علمٍ حتى يُحكِموه، فازدحام العلم في السمع مَضلَّة للفَهم، وعلِّمهم سِيَر الحُكماء وهَدِّدهم وأدِّبهم دوني، ولا تتَّكِل على كفاية منك، واستزدني بتأثيرك، أزدْك - إن شاء الله تعالى".

وجاء في "مروج الذهب"؛ للمسعودي أنَّ الأحمر النحوي قال: "بعَث إليّ الرشيدُ؛ لتأديب ولده محمد الأمين، فلمَّا دخلتُ قال: يا أحمر، إن أمير المؤمنين قد دفَع إليك مهجة نفسه، وثَمرة قلبه، فصَيَّر يدَك عليه مبسوطَة، وطاعتك عليه واجبة، فكنْ له بحيث وضعك أمير المؤمنين، أقْرِئه القرآن، وعرِّفه الآثار، ورَوِّه الأشعار، وعلِّمه السُّنن، وبصِّره مواقع الكلام وبَدْأه، وامْنعه الضَّحك إلاَّ في أوقاته، وخُذْه بتعظيم مشايخ بني هاشم إذا دخلوا إليه، وَرَفْع مجالس القوَّاد إذا حضروا مجلسه، ولا تمرنَّ بك ساعة إلاَّ وأنت مُغتنم فيها فائدة تفيده إيَّاها، من غير أن تَخْرُق به فتُميت ذِهنه، ولا تُمْعِن في مسامحته؛ فيسْتحلِي الفراغ ويأْلفَه، وقوِّمْه ما استطعتَ بالقُرب والملاينة، فإنْ أباهُمَا، فعليك بالشدة والغِلظة"[3] (http://www.alukah.net/Social/0/30701/#_ftn3).

وقد قال الشاعر قديمًا في معرض التربية:

مَشَى الطَّاوُسُ يَوْمًا بِاعْوِجَاجٍ http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif


فَقَلَّدَ شَكْلَ مِشْيَتِهِ بَنُوهُ http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif



فَقَالَ: عَلاَمَ تَخْتَالُونَ؟ قَالُوا: http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif


بَدَأْتَ بِهِ وَنَحْنُ مُقَلِّدُوهُ http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif



فَخَالِفْ سَيْرَكَ الْمِعْوَجَّ وَاعْدِلْ http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif


فَإِنَّا إِنْ عَدَلْتَ مُعَدِّلُوهُ http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif



أَمَا تَدْرِي أَبَانَا كلُّ فَرْعٍ http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif


يُجَارِي بِالخُطَى مَنْ أَدَّبُوهُ http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif



وَيَنْشَأُ نَاشِئُ الْفِتْيَانِ مِنَّا http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif


عَلَى مَا كَانَ عَوَّدَهُ أَبُوهُ http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif






التربية واجب لا مفرَّ منه:
إذًا الواجب على الوالدين القيام بمهام التربية الإسلامية الصحيحة للأولاد، وألاَّ يتخلَّوا عن هذه الأمانة العظيمة في أعناقهم، وألاَّ يقفوا موقف الناظر فحسب، الذي يتألَّم على ما يرى دون أن يقدِّم يدَ العون لغيره، فإن الله - تعالى - نَهانا عن الخيانة لله ولرسوله وللمؤمنين، والذي يضيِّع أمانة التربية لأُسرته، والأخْذ بأيديهم من الهلاك والانحراف، لا ريب أنه واقِعٌ في هذه الخيانة العُظمى.

إنَّ على الأسرة المسلمة أن تقومَ بغَرْس الدين وشعائره ومحبَّته في قلوب أبنائها وبناتها، وعليها أن تغرِسَ حبَّ العبادة والقرآن والذِّكْر فيهم، كما تغرس فيهم قِيَم الإسلام وأخلاقه الفاضلة وآدابه، وعليها أيضًا أنْ تحفظَهم من وسائل الانحراف والضلال، ومن الإعلام المقروء والمرئي والمسموع، وأن تُحَذِّرهم أصدقاء السوء، وأن تَربِطَهم بكتاب الله وسُنة رسوله، والمساجد وأهل العلم؛ فإن الأمانة عظيمة، وإنَّ خَطْبَ الأُمة جَللٌ.

قال العلاَّمة ابن القَيِّم - رحمه الله -: "فمَن أهمَلَ تعليم ولده ما ينفعه، وترَكه سُدًى، فقد أساء إليه غايةَ الإساءة، وأكثر الأولاد إنما جاء فسادُهم من قِبَل الآباء، وإهمالهم لهم، وترْك تعليمهم فرائضَ الدين وسُننه، فأضاعوهم صغارًا، فلم ينتفعوا بأنفسهم ولَم ينفعوا آباءَهم كبارًا"[4] (http://www.alukah.net/Social/0/30701/#_ftn4).

وأخيرًا نقول:
إن قراءة كتاب في فقه التربية الإسلامية للأولاد ووضْعه في مكتبة البيت، لن يُكلفنا كثيرًا من أموالنا وأوقاتنا، واستماع عدَّة محاضرات في فقه التربية لنْ يأخذَ منَّا الكثير من أوقاتنا أيضًا، في سبيل الوصول إلى فقه تربوي صحيح.

وإن مطالعة القرآن وآياته الكريمة، ومطالعة السُّنة النبوية، وقَصص التربية، زادٌ كبير، ورصيد شرعي عظيم لِمَن أراد التوفيق والهداية، والله الموفِّق لكلِّ خير.

[1] (http://www.alukah.net/Social/0/30701/#_ftnref1) تفسير ابن سعدي.
[2] (http://www.alukah.net/Social/0/30701/#_ftnref2)فتح القدير؛ للشوكاني.
[3] (http://www.alukah.net/Social/0/30701/#_ftnref3) انظر: مروج الذهب.
[4] (http://www.alukah.net/Social/0/30701/#_ftnref4) تحفة المودود؛ لابن القيم، ص: 229.

محمد رافع 52
05-02-2013, 09:14 PM
http://downloads.almajdtv.tv/upload/userfiles/images/Hadeeth/Men_wassua_alrasool/26.jpg (http://almajdtv.tv/default.aspx?No=5649&type=2)

من وصايا الرسول صلى الله عليه وسلم (http://almajdtv.tv/default.aspx?No=5649&type=2)
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: استوصوا بالنساء فإن المرأة خلقت من ضلع، وإنّ أعوج شيء في الضلع أعلاه...http://almajdtv.tv/userTools/images/defaultImages/hadith/more.png (http://almajdtv.tv/default.aspx?No=5649&type=2)

محمد رافع 52
06-02-2013, 11:57 PM
الاسلام هو دين الهدى والنور، الذي لا سعادة للبشرية ولا أمن لها، ولا سعادة في الدنيا والآخرة ، الا عندما تهتدي بهداه، وتشتضيء بنوره، وتتبع منهجه ، نابذة كل منهج من المناهج الأرضية المخالفة له.

والاولاد أمانة في اعناق الوالدين، والوالدان مسؤولان عن تلك الأمانة ، والتقصير في تربية الأولاد خلل واضح، وخطأ فادح؛ فالبيت هو المدرسة الأولى للأولاد ، والبيت هو اللبنة التي يتكون من أمثالها بناء المجتمع، وفي الأسرة الكريمة الراشدة التي تقوم على حماية حدود الله وحفظ شريعته، وعلى دعائم المحبة والمودة والرحمة والايثار والتعاون والتقوى_ينشأ رجال الأمة ونساؤها، وقادتها وعظمائها.

محمد رافع 52
07-02-2013, 12:24 AM
http://files.fatakat.com/signaturepics/sigpic461788_8.gif (http://www.google.com.sa/url?sa=i&rct=j&q=%D9%85%D9%86+%D8%A7%D8%B1%D8%A7%D8%AF+%D8%A8%D9% 85%D8%B5%D8%B1+%D8%B4%D8%B1%D8%A7+%D9%81%D8%A7%D8% B4%D8%BA%D9%84%D9%87+%D8%A8%D9%86%D9%81%D8%B3%D9%8 7&source=images&cd=&cad=rja&docid=Y8YshUI9cbR9yM&tbnid=6mhZtZD6LQ0PKM:&ved=0CAUQjRw&url=http%3A%2F%2Fforums.fatakat.com%2Fthread372162 6&ei=l9YSUaWYBMTQsgawyYCgBA&psig=AFQjCNEF91D2peqcUQhF-eqI5o6bnVP6Bw&ust=1360275226436667)

محمد رافع 52
07-02-2013, 01:44 AM
http://downloads.almajdtv.tv/upload/userfiles/images/Hadeeth/Men_wassua_alrasool/Men_Wasaia_Alrasul13.jpg (http://almajdtv.tv/default.aspx?No=7351&type=2)
(http://almajdtv.tv/default.aspx?No=7351&type=2)من وصايا الرسول صلى الله عليه وسلم (http://almajdtv.tv/default.aspx?No=7351&type=2)
عن علي رضي الله عنه قال: كان آخر كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم: الصلاة الصلاة، اتقوا الله فيما ملكت أيمانكم.
http://almajdtv.tv/userTools/images/defaultImages/hadith/more.png (http://almajdtv.tv/default.aspx?No=7351&type=2)

محمد رافع 52
07-02-2013, 08:25 PM
اخلاقنا عنواننا



الأخلاق :
مجموعة الأفعال والأقوال الحميدة التي وردت في الشريعة الإسلامية، من أجل بناء مجتمع إسلامي فاضل..
الأخلاق هي عنوان الشعوب, وقد حثت عليها جميع الأديان, ونادى بها المصلحون, فهي أساس الحضارة, ووسيلة للمعاملة بين الناس وقد تغنى بها الشعراء في قصائدهم ومنها البيت المشهور لأمير الشعراء أحمد شوقي :

وإنما الأمم الأخلاق ما بقيت.... فـإن هُمُ ذهبــت أخـلاقهم ذهــبوا



وللأخلاق دور كبير في تغير الواقع الحالي إلى الأفضل إذا اهتم المسلم باكتساب الأخلاق الحميدة والابتعاد عن العادات السيئة، لذلك قال الرسول " إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق " فبهذه الكلمات حدد الرسول الكريم الغاية من بعثته أنه يريد أن يتمم مكارم الأخلاق في نفوس أمته والناس أجمعين ويريد للبشرية أن تتعامل بقانون الخلق الحسن الذي ليس فوقه قانون, إن التحلي بالأخلاق الحسنة, والبعد عن أفعال الشر والآثام يؤديان بالمسلم إلى تحقيق الكثير من الأهداف النبيلة منها سعادة النفس ورضاء الضمير وأنها ترفع من شأن صاحبها وتشيع الألفة والمحبة بين أفراد المجتمع المسلم وهي طريق الفلاح والنجاح في الدنيا والآخرة.


وقد وصف الله عز وجل رسوله الكريم في التنزيل "وإنك لعلى خلق عظيم".وعن أم المؤمنين عائشة لما سئلت رضي الله عنها عن خلق النبي عليه الصلاة والسلام، قالت : (كان خلقه القرآن) صحيح مسلم .




من مكارم الأخلاق في الإسلام :


http://4.bp.blogspot.com/-TDVNVoWBzxQ/T5NLOp5Aq7I/AAAAAAAAABM/V2Beq61geh0/s200/%25D8%25BA%25D9%2584%25D8%25A7%25D9%2581_chb38.jpg (http://4.bp.blogspot.com/-TDVNVoWBzxQ/T5NLOp5Aq7I/AAAAAAAAABM/V2Beq61geh0/s1600/%25D8%25BA%25D9%2584%25D8%25A7%25D9%2581_chb38.jpg )




http://1.bp.blogspot.com/-daptiLv9aTg/T5NLP6i9YsI/AAAAAAAAABU/2UfWIe7OdMw/s200/helm.jpg (http://1.bp.blogspot.com/-daptiLv9aTg/T5NLP6i9YsI/AAAAAAAAABU/2UfWIe7OdMw/s1600/helm.jpg)




http://4.bp.blogspot.com/-vxiSW9jSU4I/T5NLRTaWRjI/AAAAAAAAABc/ZKo3SYRTxjg/s200/images.jpg (http://4.bp.blogspot.com/-vxiSW9jSU4I/T5NLRTaWRjI/AAAAAAAAABc/ZKo3SYRTxjg/s1600/images.jpg)






http://3.bp.blogspot.com/-Pcr_iPHDXVQ/T5NLVUDyVfI/AAAAAAAAABk/6Q9HbRrGeCE/s200/%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25B5%25D8%25AF%25D9%2582 _oinjk.jpg (http://3.bp.blogspot.com/-Pcr_iPHDXVQ/T5NLVUDyVfI/AAAAAAAAABk/6Q9HbRrGeCE/s1600/%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25B5%25D8%25AF%25D9%2582 _oinjk.jpg)

محمد رافع 52
07-02-2013, 08:27 PM
http://forum.hawahome.com/nupload/82184_1240780081.gif (http://www.google.com.sa/url?sa=i&rct=j&q=%D9%83%D8%A7%D9%86+%D8%AE%D9%84%D9%82%D9%87+%D8% A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86&source=images&cd=&cad=rja&docid=-UF-kKIfL2ILrM&tbnid=L6AFzeT9llRZxM:&ved=0CAUQjRw&url=http%3A%2F%2Fwww.quraan-sunna.com%2Fvb%2Fshowthread.php%3Ft%3D6626&ei=ufETUbiBNtOQhQeAmIDgBQ&psig=AFQjCNEbaEcUVIkjvxeKGoU-uUxan_iwyA&ust=1360347343972240)

محمد رافع 52
07-02-2013, 08:32 PM
http://www.muslmah.net/imgpost/11/73fa3e8dc2a7ce27a08dbf86a21935c3.gif





وأَحسنُ منكَ لم ترَ قطُّ عيني
وَأجْمَلُ مِنْكَ لَمْ تَلِدِالنّسَاءُ
خلقتَ مبرءاً من ْكلّ عيبٍ
كأنكَ قدْ خلقتَ كماتشاءُ





هنـا سنروي لكم قصةُ طفـل يتيم
طفل ,, ليس كباقي الأطفال
تربى يتيمافكان خير أب .. عاش أميّا فكان خير معلم
.. خلق فقيرافكان غنيا بالقناعة والرضى ..


نزع المولى حظ الشيطان من صدره ليكون خير من سارت على الثرى خطاك

كبر هذاالطفل حاملاً كل معاني الإنسانيه في روح بشرية طاهره فطابت الدنيا ببعثه ..
رحل قديماًولكنه لم يرحل
فقد بقي هنا !!
كلما أحتجناه وجدناه
وكلما تألمت أرواحنا قرأنا سيرته فاطمأنت قلوبنا
وكلما تراجعنا تذكرنا إقدامه فزادت همتنا
وكلما أهمتنا تباريح الحياة مثالا للصبر وجدناه
وكلما أشتقنا لرؤياه
أحيينا في داخلناذكراه
أحبته القلوب ..وأشتاقت لرؤيته الأعين .. وأقتدت به الأفئده ..
واعتادت على ذكره الألسـن

هنامهما تكلمنا لن نفي , ومهما كتبنا لن نُعبر , ومهما قصصنا لن نُتمم .

ولـكن: يكفينا أن تمتليء أسطرنا هذه بعبق من أريج المصطفى صلى الله عليه وسلم
فهيا بنا جميعا نسير بخطوات شوق مُشرِّفه
متتبعين فيها خطى رسولناالحبيب صلى الله عليه وسلم ..


حياتك يا رسول الله .. حياة النبي الكريم الأعظم ..


حياتك معجزات وحياتك غزوات وحياتك عظمة قدسُجلت في تاريخ البشرية جمعاء ..
قصة سيد البشر صلى الله عليه وسلم

محمد رافع 52
07-02-2013, 08:33 PM
لك يا رسول الله أهدي محبتي ..
لك يا ربيع الروح أغدو صغيرة أمام سيرتك العظيمة ..
لك أرسم معاني الفخر والاعتزاز بحبك ..
رسول ربي .
ما عدت ألتقط الكلمات الجميلة لأنها لن تُجدي ..
ولأنها لن تنفع أمام رسول عظيم ..
قد جمع قلوبنا على التقوى والصلاح ..
أخرجنا من ظلمات الجهل إلى نور اليقين والعلم ..
رسول ربي ..
جميعاً نقف مشمرين لتطبيق سنتك ..
لأنها سعادة لنا في الحياة ..
ونقلة روحانية تشرح الروح..


وتعيد القلب إلى نسيم التعبد لله ..


رسولي ..


صلوات ربي وسلامه عليك ..

أنحبك !!
بالكلام فقط ..
فهذا ليس حب ..
أنتغنى بأشعار ..!!
فهذا ليس بحب ..
أن نرسم منهجك ..
ونخطوَ خطوك ..
وننتهج دربك ..
ونحيي سنتك ..
إنه الحب ..
أن نطيع أوامرك وننتهي نواهيك ..
نقوم الليل فلا نَمل ..
نسهر بدمعات توسل فلا نندم ..
نتسوك بسواك يحمي من الأمراض السرطانية فلا نُغم ..
نتطهر قبل النوم لتسجد الروح عند عرش الرب ..
نأكل باليمين ونشرب حتى لا يشاركنا إبليس اللعين ..
نذكر الله حين نزول وحين صعود حتى يطمئن القلب .










نُصبح ونُمسي على ذكر وعلى شكر
فما أجملها من سنة تُتَبع ..
رسولي فداك أبي وفداؤك أمي ..
أننشد حبك ونحن لم نُطبق سننك ..
لا يارسول الله ..
سنحيي السنن ..

وسنمحو الظلام والوساوس والجهل ..
سنطلب العلم من المهد إلى اللحد ..
سنظل باللهم رب هذه الدعوة التامة بعد صدى حق يُعلن ..


وسلم



http://www.muslmah.net/imgpost/11/96a1cc4ca0b745f6d431feb5ab72fa51.gif





أين أنتم من سنته ؟؟


أين أنتم من القراءة في سيرته ؟؟


أين أنتم من الاقتداء برحمته وسماحته ؟؟


أتحبوونه ..

وتنتهكون أعراض بني آدام !!
أتحبونه ..!!
وتنسون التواصي على سنته ؟!!!
سنن مهجورة ..
هُجرت في زمن الفتنة ..
هُجرت ..
لكن أين نحن من حبك يا رسول الله ..








سؤال دمع له القلب ..
وانجرح الفؤاد لأمة رسول الله صلوات ربي وسلامه عليه ..
سؤال أتركه لضمير مسلم يعيش ..
ولا يزال على قيد الحياة ..




أين أنتم من حب نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ؟!
كانت اللقاء ببعض أعضائنا الكرام لنتأمل محبة النبي صلى الله عليه وسلم ..
ونشاركهم فيها .. فمحبته واجبة على كل إنسان مسلم ومتيقين ..
..
(1)
بالتأكيد نحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن منا لا يحب الرحمه المهداه والمبعوث رحمه للعالمين
وإلى الآن لم نقدم مايوفيه حقه
ونسأل الله أن يجعلنا ممن يقتدي به وأن يوفقنا للعمل بسنته صلى الله عليه وسلم
( اللهم صلي على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين )

وأقل مايقدم منا في حقه صلى الله عليه وسلم

هو الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم

(2


هل أحببنارسول الله صلى الله عليه وسلم وفيمَ تمثلت تلك المحبة؟
نشهد الله على محبته صلى الله عليه وسلم ونسأل الله أن يجعله أحبَّ إلينا من أنفسنا وأموالنا وأولادنا
... فهذه هي المرتبة الحقيقية لمحبته صلى الله عليه وسلم
المحبة الحقيقية تتمثل في اتباع سنته عليه الصلاة والسلام في كل كبيرة وصغيرة من شؤون حياتنا
ما الذي قدمناه لرسول الله صلىالله عليه وسلم؟
مهما قدمنا فلن نوفي حقه علينا بأبي هو وأمي عليه الصلاة والسلام ... والله ليس لدينا عمل أرجى من شوقنا للقياه عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم ...
نعم أحببناه صلى الله عليه وسلم , المحبة تتمتل بإتباع سنته صلى الله عليه وسلم ,
ولكن للأسف هناك بعض من الناس يحب الرسول صلى الله عليه وسلم ولا أشك بذلك
ولكن للأسف لا يتبع سنته ولا يعلم أنه بإتباع سنته يثبت حقآ حبه له صلوات ربي وسلامه عليه ..


(3)
ما الذي قدمناه لرسول الله صلى الله عليه وسلم ؟
أولا ما قدمناه والواجب علينا دوما تقديمه هوإتباع سنته صلى الله عليه وسلم ونشرها لنكون حقآ أمة محمد صلى الله عليه وسلم , ثانيا الدفاع عنه والوقوف في وجه من يمسه ولو بكلمة لا تليق به صلوات ربي وسلامه عليه
وسلم




(4)


نعم أحببنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وتمثلت تلك المحبة في الصلاة والسلام عليه
وفي الدفاع عنه وإقامة مثل تلك الحملات المباركة
أحببناه وليت تلك المحبة تكفي فوالله الذي لا إله إلا هو لايؤمن أحدنا
حتى يكون أحب إليه من نفسه ووالده وولده
لن يكفي هذا لرسول الله الحبيب صلى الله عليه وسلم ..
لن يكفي يارسول الله ويا حبيبه ..
اللهم اجعل محبتنا له بالقول والفعل اللهم آمين .
الله المستعان لم نقدم شيئا يستحق ..
لم نكن عمر بن الخطاب ولا أبي بكر الصديق رضي الله عنهم وأرضاهم ..
ليتنا نكن مثل ذلك التقديم العظيم لكن لن نستطيع ..
فقط هي اقتداءات نسأل الله أن يتقبلها ..



(5)
منذُ ان بحثت عن سِيرة هذا الانسان
تغييرت حياتي
كيف لا..
وهو من ايقض القلوب
كيف لا
وهو من إتبع الفضائل والمُكرمات
كيف لا
وهو من إمتاز بالحُلم والصبر
كم تحمل وتحمل
من أجل امته كم تحمل من الآلام
قُذِف بالحجارة وضعت النفاياتُ على ظهره
وضعت الاشواك في طريقه
بأبـي وامي يارسول الله
صبر وتحمل من أجل امته
صبر من أجلي وأجلك أنت
ونحن ماذا فعلنا لإجله
يبكي الرسول سألوه لماذا البكاء
يجيب



قالوا: ما يبكيك يا رسول الله ؟


قال: ( اشتقت لإخواني )
قالوا : أولسنا إخوانك يا رسول الله ؟
قال : ( لا أنتم أصحابي، أما إخواني فقوم يأتون من بعدي
يؤمنون بي ولم يروني


بأبي وامي اشتاق لنا

بكى من اجلي واجلكَّ أنت
ونحن ماذا فِعلنا لاجله
سؤال يحتاج لإجابة
سؤال سيُحئ القلوب..!
وقفة..كيف لكَّ ان تحب محمد وانتَّ
لم تعرف سواء إسمه فقط..!






http://www.muslmah.net/imgpost/11/1c63779dc61390737df011a0c9732f89.gif

محمد رافع 52
07-02-2013, 08:35 PM
رسولى فى حياتى قدوة
في ظل متغيرات العصر ..
ومع موجات الفتن العارمة ..
وسيول الهموم التي تكد وأن تقضي على البشرية ..
فنحن بحاجة إلى من يُعيد فينا روحنا الحية ..
حينها لابد وأن نرجع إلى القدوة النبوية ..
لتعيد الأمل في قلوب المسلمين ..
فهل من الممكن أن نتخذ رسولنا
الحبيب صلى الله عليه وسلم في حياتنا ..
,قدوة, في مناجاتنا للرب ..
وفي العبودية ..
وفي التعامل .. مع سائر البشرية ..
حملنا أقلامنا لتنهل من معين سيرته المضيئة ..
وقطفتا ما كان له تأثيراً في سلوكنا وحياتنا ..
إنه رسولي , قدوتي وحبيبي , ..
الرسالة الأولى :



قدوتي برسولي صلوات ربي وسلامه في العلاج :
بعدما طالت السنين ..

في تأوه وأنين بين أسقام وأوجاع ..

وتحت مظلة الأمراض ..
عشت حياتي وكأني وحيدة ..
بين ركام الأيام ..
مضت حالتي كما هي ..
أتجرع مرارة الألم ..
خشيت ألا أبقى في هذه الحياة ..
لم أُخبر بأني مريضة جسديا ..
من مشفى لآخر ..
هكذا كنت أنا ..في يوم من الأيام
كانت إشراقة~حياتي ..أخذت أقلب في وريقات كتاب ..
فقرأت وتأملت الطب النبوي ..
من ملعقة عسل آكلها ومن حبة بركة أتصبح بها ..
ومن ماء زمزم أُرشف قلبي وصدري ..
ومن قرآن يُقرأ ..وآيات رقية تتلى ..
من طب رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
قرأت فيه ..
وطبقت التداوي به ..
ففرجها رب السماوات ..
لم أتيقن يوما ما بأني سأعود لحالتي سليمة معافاة ..
لم أعلم أن ما جاء في سنة رسول الله عليه الصلاة والسلام هو علاجي ..
تعبت ودفعت آلاف الريالات ..
عدت أستنشق عبير رائحة السلامة ..
عدت متأملة أبكي بعدما كنت متألمة أنوح ..
رسولي ..
مَلئت قلوبنا بالسعادة ..
كُنا نسعد بالشفاء ..
نسعد ..
رغم رحيلك من الحياة ..
رسولي ..
إنها بضع دعوات وأطعمة وآيات ..
تركتها لأمتك جمعاء ..رحمة ورأفة ..
تركتها ولم تبخل ..وضحتها وحثثت عليها ..
هي أنا ..
قد عانيت سنوات من التألم والقلق ..
كنت أمر بضيقة شديدة تعكر مزاجي وتُقلق من حولي ..
تجرعت أنواع العذاب ..من النفس والروح والقلب ..
ولكن هي رحمتك لم تنسى أحدا من العالمين ..
..

محمد رافع 52
07-02-2013, 08:41 PM
لنحى سنته صلى الله عليه وسلم

تمر بنــاالأيام ..
وتنتهي بنـا الساعات.
ويمضي الوقت كلمح البصـر...
ونحن ماضون في غفلتنا لا نباهـي ولا نراعــى



http://www.muslmah.net/imgpost/11/413a46f3d0394fe0ba8fd6511dca7660.jpg (http://go.muslmah.net/yzus08lcjbh)


كيف تنقضي وتمـر أوقاتنـا...
فلنذهب بعقولنا ونرجع بذاكرتنا ماذا فعلنا في يومنا!
الكثير مناقد يتجاهل أويتهاون عن كثير من سنن حبيبينا
ورسولنا صلوات ربي وسلام عليه
لقوله صلى الله عليه وسلم في حديث( فعليكم بسنتي )
هل سألت نفسك يوما،
هل أنت ممن تحيي سنته



http://www.muslmah.net/imgpost/11/2fb1e315cec8378c2a6d5c442d0aaef8.jpg (http://go.muslmah.net/p9x45ieawtv)


فلنحيي معا سنن حبيبنا عليه الصلاة والسلام في واقعنا
وفي حياتنااليومية
فلنحيــي سنته ..
قال الله عز وجل:"قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله
ويغفرلكم ذنوبكم والله غفور رحيم"
(آل عمران 31)


وقال عليه الصلاة والسلام:
"من أحيا سنة من سنتي فعمل بها الناس كان له مثل أجر من عمل بها لا ينقص من أجورهم شيئا
ومن ابتدع بدعة فعمل بها كان عليه أوزار من عمل بها لا ينقص من أوزار من عمل بها شيئا,,
(قال الشيخ الألباني في صحيح ابن ماجه :صحيح لغيره)



كثيرة جداً هي السنن التي هجر الناس فعلها.. وفي إتباعه اأجر عظيم ..
وفضل كبير
فمن الكتاب قوله تعالى:
" لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجوا الله واليوم الآخر وذكر الله كثيراً


http://www.muslmah.net/imgpost/11/d3bbb8f4ddb48759d7449bcff10bf608.jpg (http://go.muslmah.net/tdconibbgcd)
وإليكم بعض هذه السنن
ذكر الآخـرة
أين نحن من ذكر الآخرة لقد غاب ذكر الآخرة من حياتنا وكأننا في دار الخلود
أم شغلتنا الدنيا بمصائبها وتقلباتها فأنستنا أخرتنا
قال صلى الله عليه وسلم" من كانت الآخرة همه جعل الله غناه في قلبه وجمع له شمله وأتته
الدنيا وهي راغمة"
فذِكر الآخرة يجمع لنا كل هذا الخير ونتغافل عنه
هذهسنة من بعض سنن حبيبينا صلوات ربي وسلام عليه
أرجو من الأعضاء المشاركة على أن يضع كل عضوسنة واحدة فقط في اليوم لتعم الفائدة

محمد رافع 52
07-02-2013, 08:42 PM
http://www.muslmah.net/imgpost/11/92d3742322644c1e6f7ba6d59228a87a.gif
نور وطمأنينة .. راحة وسكينة .. أنزل على سيد البشر .. فأنار العقول ..
وهذب الخلق .. كان صلوات ربي وسلامه عليه يحمل خلقا كخلق القرآن ..
أفلا نكون كذلك !!

محمد رافع 52
07-02-2013, 08:43 PM
http://www.muslmah.net/imgpost/11/17aa50ba20b3a1b9a54662a729f201cc.gif



تحية المؤمنين عند لقاء المولى تعالى .. وصية رسولنا صلى الله عليه وسلم
لما فيها من تعظيم للمحبة في نفس أخيك المسلم .. فسلم على من تعرف ومن لا تعرف ..
لتنال شرف الدنيا والآخرة معا
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( الصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار )
صلوات ربي وسلامه عليك .. أين أنتَ يا من ابتليت بالأمراض ..



أين المبتلى بالضيق ( داووا مرضاكم بالصدقة )

محمد رافع 52
11-02-2013, 12:12 AM
دلائل النبوة
د. عادل بن محمد السبيعي
الحمد لله الذي بعث في كل أمة نذيراً، وشرف هذه الأمة بمبعث نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، فجعله لها سراجاً منيرًا،ومبشرًا نذيرًا، فملأ به الأرض خيرًا كثيرًا، والصلاة والسلام على نبينا محمد صاحب الدلائل الباهرة، والحجج القاهرة، والبراهين القاطعة الدامغة، بعثه الله بين يدي الساعة بشيرًا ونذيرًا، فبلغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح الأمة، وجاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين، فصلوات الله وسلامه عليه إلى يوم الدين وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين، وأزواجه أمهات المؤمنين، وعلى الصحابة والتابعين، ثم أما بعد:
فمن المعلوم بالاضطرار أن الله لم يترك الخلق هملاً، ولم يذرهم سدًا، بل بعث فيهم المرسلين مبشرين ومنذرين، كما قال سبحانه: (ولقد بعثنا في كل قرية نذيرًا)(ولقد بعثنا في كل أمة رسولاً منهم) وقوله سبحانه وتعالى: (رسلاً مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل).
أيد الله كل نبي بالآيات الباهرات، وأيد كل نبي بالآيات الباهرات التي لا يستطيع ردها أحد من البشر إلا من كابر وعاند كفرعون ونحوه من طواغيت الأرض. ولقد كان لنبينا صلى الله عليه وسلم من هذه الآيات الشيء العظيم والكثير المستمر، لكونه خاتم النبيين وسيد المرسلين، يقول صلى الله عليه وسلم: "ما من نبي من الأنبياء إلا وقد أوتي من الآيات ما آمن على مثله البشر، وإنما كان الذي أوتيته وحياً أوحاه الله إلي فأرجو أن أكون أكثرهم تابعاً يوم القيامة" متفق عليه.
ولهذا تنوعت دلائل نبوته وتعددت وكان القرآن الكريم هو المعجزة العظيمة الباقية الدالة على صدق نبوته وشمول رسالته، صلى الله عليه وسلم، أما سائر الأنبياء عليهم صلوات الله وسلامه فإن دلائل نبوتهم انتهت، كعصا موسى، وناقة صالح، وإبراء الأكمه والأبرص لعيسى عليهم صلوات الله وسلامه، وذلك لأنهم بعثوا إلى قوم خاصين ولم يبعثوا إلى الناس كافة كما هو الحال في نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، من أجل هذا بقيت معجزته العظمى دون سائر الأنبياء، كما أن بعض دلائل نبوته لا يزال باقياً كإخباره ببعض المغيبات التي يتوالى وقوعها زمناً بعد آخر.
وقوله سبحانه:
المقصود بدلائل النبوة :
والمقصود بدلائل النبوة العلامات التي يستدل بها على نبوة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، والبراهين الظاهرة التي يستوي فيها الناس كلهم غالباً نحو انشقاق القمر ونبوع الماء بين أصابعه وتكثير الطعام ونحوها كما سيأتي بيانه.

القرآن مليء بدلائل النبوة:
وقد دل القرآن على شيء كثير من هذه الدلائل واحتواها في آية فمنها على سبيل المثال:
(وما كنت ثاويا في أهل مدين تتلو عليهم آياتنا ولكنا كنا مرسلين) ويقول سبحانه وتعالى:(وما كنت بجانب الطور إذ نادينا ولكن رحمة من ربك لتنذر قوماً ما أتاهم من نذير من قبلك لعلهم يتذكرون). 1) إخباره عن الأمم السابقة وما حصل لهم وحل بهم مما يعلم ضرورة عدم شهود النبي صلى الله عليه وسلم أو إخبار أحد له لكونه لم يلتق عن أهل الكتاب ولم يكن بالقارئ صلى الله عليه وسلم، يقول تعالى بعد ذكره لقصة موسى عليه السلام:
ويقول سبحانه وتعلى في قصة مريم: (وما كنت لديهم إذ يلقون أقلامهم أيهم يكفل مريم وما كنت لديهم إذ يختصمون).
ويقول جل وعلا بعد ذكر خبر يوسف عليه السلام: (ذلك من أنباء الغيب نوحيه إليك وما كنت لديهم إذ أجمعوا أمرهم وهم يمكرون).
(آلم، غلبت الروم، في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون، في بضعسنين.....) ووقع كذلك وقوله جل ذكره: (لقد صدق الله رسوله الرؤيا لتدخلنالمسجد الحرام إن شاء الله آمنين محلقين رؤوسكم ومقصرين لا تخافون). ووقع كما أخبر. وشواهد ذلك كثيرة لا تحصى.

وهناك أمور أخرى احتواها القرآن دلت على صدق نبوته صلى الله عليه وسلم كإبطاله دين اليهود والنصارى بالحجج الباهرة ورده دعاوى اليهود وأكاذيبهم بالبراهين الساطعة وإخباره عن ما أخفوه من كتبهم على الناس، وصدق الله حيث يقول: (وما كان هذا القرآن أن يفترى من دون الله ولكن تصديق الذي بين يديه وتفصيل الكتاب لا ريب فيه من رب العالمين).
2) إخبار القرآن عما سيكون من الحوادث العظام ووقوعها كما أخبر مما يدل على صدق نبوته صلى الله عليه وسلم إذ لا سبيل إلى معرفة ذلك إلا بالوحي الذي لا يكذب يقول تعالى: 3) إخبار القرآن عن اختلاف أهل الكتاب وتفرقهم وسبب الافتراق والاختلاف وحقيقته مما لا يستطيع أحد معرفته إلا من اطلع على كتبهم وعاش بينهم دهرًا وطويلاً ومن المعلوم أن هذا وهذا لم يكن للنبي صلى الله عليه وسلم منه شيء إلا ما أوحى الله تعالى له فعلم بذلك صدق نبوته.
وقد تنوعت دلائل نبوته صلى الله عليه وسلم الحسية والخبرية بشكل لم يحصل لنبي من الأنبياء عليهم جميعاً صلوات الله وسلامه ويمكن أن نقسم دلائل نبوته صلى الله عليه وسلم إلى عد أقسام لتتضح.
أقسام دلائل نبوته:
القسم الأول:ما وقع قبل مولده صلى الله عليه وسلم.
القسم الثاني: ما وقع في حياته صلى الله وعليه وسلم
وهذا القسم يمكن تقسيمه إلى نوعين:
الأول: ما وقع قبل بعثته صلى الله عليه وسلم.
الثاني: ما وقع بعد بعثته صلى الله عليه وسلم.
القسم الثالث: ما وقع بعد موته صلى الله عليه وسلم.
كما أن هناك تقسيمات أخرى ليس هذا مكان بسطها وعلى كل حال فدلائل نبوته لا يجمعها كتاب جامع لكثرتها وقد صنف العلماء في جمعها مصنفات كثيرة.
والمقصود هنا ذكر شيء من هذه الدلائل حسب التقسيم المذكور على وجه الإجمال على أن عامة هذه الدلائل مما أخرجه الشيخان في وسأكتفي بالإجمال خشية التطويل

دلائل النبوة قبل مولده
القسم الأول ما وقع قبل مولده.
وقع قبل مولده دلائل كثيرة تدل على نبوته صلى الله عليه وسلم إما بطريق الالتزام أو التضمن، ومن ذلك ما جاء في أخبار كل من وهب بن منبه وخبر حسان بن ثابت وخبر أبي قيس البخاري وخبر حويصة بن مسعود وكثير مما يدل على بشارة أهل الكتاب بمولده وظهور نجمه ولعل من أهم ما يذكر مثالاً على هذا النوع قصة الفيل الذي غزا الكعبة فصرفه الله عن البيت في السنة التي ولد فيها النبي صلى الله عليه وسلم وهي أشهر من أن تذكر ولهذا امتن الله على أهل مكة بها وطلب منهم معرفتها وشكرها بالإيمان بنبيه وتوحيد ربهم يقول تعالى: (ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل، ألم يجعل كيدهم في تضليل، وأرسل عليهم طيرًا أبابيل، ترميهم بحجارة من سجيل، فجعلهم كعصف مأكول).
وكذا اهتزاز عرش كسرى وقيصر لولادته.
دلائل نبوته في حياته
القسم الثاني:ما كان منها في حياته وهي نوعان:
النوع الأول: ما كان قبل بعثته وقبل أن ينبأ.
فمن ذلك ما حصل عند ولادته من النور الذي رأته أمه وما حصل لحليمة السعدية من البركة لها ولقومها حين استرضع صلى الله عليه وسلم عندهم وقصة رفع الحجر الأسود وتكريم الله له بهذه المهمة وما حصل له من الإغماء عند إرادة التعري عندما أراد حمل حجارة الكعبة على عاتقه مع ما عرف عنه من جميل الخلال وطيب السجايا وكل ذلك ثابت ثبوتاً كما قال أهل لعلم يبلغ درجة الاستفاضة.


النوع الثاني: ما حصل بعد مبعثه وقبل وفاته.
وهذا النوع أكثر من أن يحصى أو يحيط به كتاب لكثرة الروايات الدالة على نبوته وعظم مكانته عليه الصلاة والسلام فمن ذلك تكثير الماء القليل تارةً ونبوعه بين أصابعه تارةً أخرى وتكثير الطعام القليل وإجابة دعاءه في الحال وحنين الجذع له حتى سمع له صوت وإخباره عن الأمم السابقة وما حصل لها مع أنبيائها ورفع الصخرة له عند هجرته وإخباره عما وقع في عصره في نفس الوقت كإخباره عن م*** كسرى وموت النجاشي وما وقع لسراقة بن مالك من الاحتباس حين أراد ضره وما وقع من أخبار الذراع المسموم له بأن فيه سماً وحفظ الله له ممن أراد ***ه وأعظم ذلك انشقاق القمر له حتى رؤي فرقين إلى غير ذلك مما هو ثابت في الصحيحين وغيرهما من وجوه لا تحتمل الشك.

القسم الثالث: ما وقع بعد موته.
فمن ذلك إخباره عن المغيبات التي ستقع بعده ووقعت كما أخبر كأخبار الفتن وم*** بعض أصحابه وما سيجري لبعضهم من الشرور وما سيجعل الله في بعضهم من الخير ومنه إخباره عن هلاك كسرى وأنه لا كسرى بعده وهلاك قيصر وأنه لا قيصر بعده وإخباره عن خروج الكذابين الدجالين مدعي النبوة وإخباره عن ظهور أمته وكرامتها، وعن الطائفة المنصورة وبقائها على أمر الله وإخباره بموت فاطمة بعده وأنها أسرع أهله لحوقاً به إلى غير ذلك وقد صح كل هذا ولله الحمد من طرق كثيرة في الصحيحين وغيرهما.

دلائل نبوته متواتر لا يردها إلى من أعمى الله بصيرته
والمقصود هنا أن دلائل نبوته كثيرة متنوعة تبلغ درجة التواتر ولا يستطيع أحد ردها إلا من أعمى الله بصيرته واستحكم عليه هواه عياذًا بالله، فتباً لقوم به لا يؤمنون ولشريعته لا يتبعون (فهدى الله الذين أمنوا لما اختلفوا فيه من الحق بإذنه) وله الحمد ظاهرًا وباطناً.
الهم اجعلنا لنبيك متبعين وبه مؤمنين وعلى طريقه وطريق أصحابه مقتفين وجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن إنك سميع.

محمد رافع 52
11-02-2013, 12:14 AM
مزايا السيرة النبوية
أولا: التوثيق المعتمد على الرواية المسندة المتصلة عن طريق الثقات الأثبات الذين شاركوا الرسول صلى الله عليه وسلم فترات حياته، ثم التابعين الذين عاصروا الصحابة وسمعوا منهم وحملوا عنهم.
فالصحابة عاشوا مع النبي صلى الله عليه وسلم وشاركوا في صياغة سيرته ثم امتدت حياة الكثيرين منهم لفترة طويلة بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، فعاشوا مع التابعين فترة طويلة، فلو علمنا أن من الصحابة من امتدت به الحياة إلى سنة مائة أو بعدها بقليل من الهجرة فقد توفي أبو الطفيل عامر بن واثلة عام 110هـ ومحمود بن الربيع 99هـ وعبد الله بن بسر المازني 96هـ وأنس بن مالك 93هـ رضي الله عنهم. إذا علمنا ذلك كله ثبت لنا أن تتابع التلقي للسنة والسيرة لم ينقطع قط، ولم تكن هناك فترة فاصلة بين التدوين والتلقي عن الرسول صلى الله عليه وسلم ثم الصحابة ثم التابعين.

ثانيًا: التدوين المبكر للسيرة النبوية: فقد بدأ تدوين السنة والسيرة النبوية جنبًا إلى جنب منذ وقت مبكر في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم، وذلك بكتابة الأحاديث التي تتعلق بالحوادث التي وقعت في زمنه صلى الله عليه وسلم، مثل بعثته صلى الله عليه وسلم، وبداية نزول الوحي عليه، وما لقيه بمكة قبل الهجرة، ثم هجرته إلى المدينة، وهجرة بعض أصحابه إلى الحبشة قبل ذلك، وزيجاته صلى الله عليه وسلم وغزواته، وأسفاره وغير ذلك من الأمور التي تتعلق بشخصه وسلوكه في حياته كلها. فكل هذه الأمور مثبتة في كتب السنة والسيرة.
أما التدوين الشامل للسيرة فقد بدأ منذ عهد معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه، حيث كان عبد الله بن عباس المتوفى سنة (68) هـ رضي الله عنه يدرس تلاميذه نسب النبي صلى الله عليه وسلم ومغازيه وكان تلاميذه يدونون ذلك، وكذلك فعل عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما المتوفى سنة (63)هـ ومثلهما البراء بن عازب رضي الله عنه المتوفى سنة (74)هـ حيث كان يملي تلاميذه مغازي رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ثالثًا: الشمول والوضوح: فقد ثبتت تفاصيل سيرته صلى الله عليه وسلم بصورة شاملة وواضحة في جميع مراحلها قبل البعثة وبعدها، وقبل الهجرة وبعدها إلى وفاته صلى الله عليه وسلم فقد تضمنت مصادر السيرة النبوية كل تفاصيل حياته صلى الله عليه وسلم وجميع أحواله وصفاته الخلقية والخلقية.وهذا ما لم يتهيأ لأحد قبله ولا بعده صلى الله عليه وسلم.
وهذه المزايا الثلاث تجعلنا على يقين تام بصحة هذه السيرة، وأنها سيرة نبي خاتم هو محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، ونوقن يقينًا مبنيًا على أساس علمي منهجي بأنه رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي أرسله الله تعالى إلى الناس كافة.

محمد رافع 52
11-02-2013, 12:15 AM
ثمرة معرفة شمائله صلى الله عليه وسلم
لمعرفة شمائله صلى الله عليه وسلم والنظر فيها فوائد وثمراتٍ عدة، يمكن إيجازها بما يلي:
أولاً: معرفة الكمال البشري الظاهري والباطني الذي اجتمع في النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يجتمع في أحد قطُ قبله، ولن يجتمع في أحد بعده، وهذه الثمرة تستجلب ثمرات عظيمة، تتعلق بعبادة المرء لربه جل وعلا.
إحداها: زيادة الإيمان به صلى الله عليه وسلم، ولا ريب أن الإيمان به صلى الله عليه وسلم أصلٌ من أصول الإيمان، قال الله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا آمنوا بالله ورسوله والكتاب الذي نزل على رسوله والكتاب الذي أنزل من قبل)، وقال تعالى: (قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعاً)؛ ولهذا لا يصح إيمانُ عبدٍ لم يؤمن بالنبي صلى الله عليه وسلم بعد بعثته، كما ثبت عند مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" وَالَّذِى نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لاَ يَسْمَعُ بِى أَحَدٌ مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ يَهُودِىٌّ وَلاَ نَصْرَانِىٌّ ثُمَّ يَمُوتُ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِالَّذِى أُرْسِلْتُ بِهِ إِلاَّ كَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ ".
ولكن الناس يتفاوتون في الإيمان، فليس إيمان أبي بكر الصديق رضي الله عنه وأرضاه كإيمان آحاد الناس؛ فلذا كان مما ينبغي أن يعتني به من هداه الله للإسلام، أن يقوي إيمانه بنبيه محمد صلى الله عليه وسلم؛ ليزداد قربه إلى الله، قال الله تعالى: (والذين اهتدوا زادهم هدى وآتاهم تقواهم) ومما يقوي الإيمان بالنبي صلى الله عليه وسلم معرفة أوصافه وأحواله، التي اشتمل عليها، وكمّلها ربه عز وجل له. ولما كان أبو بكر الصديق رضي الله عنه ألصق الناس بالنبي صلى الله عليه وسلم وأعرفهم به وأولهم إيماناً برسالته، كان أعظم الناس إيماناً بعد الأنبياء. وتأملوا في قصة الإسراء والمعراج لما رجع النبي صلى الله عليه وسلم إلى مكة وأصبح وأخبر عما كان. فلما سمع المشركون قوله صلى الله عليه وسلم، أتوا أبا بكر الصديق رضي الله عنه فقالوا: يا أبا بكر، هل لك في صاحبك ؟ يخبر أنه أتى في ليلته هذه مسيرة شهر، ثم رجع في ليلته. فقال أبو بكر رضي الله عنه: إن كان قاله فقد صدق، وإنا لنصدقه فيما هو أبعد من هذا، نصدقه على خبر السماء. ولذا سُمِّي الصديق رضي الله عنه وأرضاه.
وثاني الثمرتين: زيادة محبته صلى الله عليه وسلم، محبةً تقتضي طاعته واتباعه وتعظيمه وتعزيره وشوقاً إلى رؤيته والورود على حوضه والشرب من يده الكريمة شربة هنيئة لا ظمأ بعدها. وذلك إن المحبة كلما كمُلتْ كان الإتباع أكمل، وكلما ضعُفت المحبةُ ضعف الإتباع، قال الله تعالى: ( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم)؛ فمعرفة شمائله صلى الله عليه وسلم تُشُوقُ العبدَ إلى رؤيته صلى الله عليه وسلم. وقد ثبت عند مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" مِنْ أَشَدِّ أُمَّتِي لِي حُبًّا نَاسٌ يَكُونُونَ بَعْدِى يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ رَآنِي بِأَهْلِهِ وَمَالِهِ ".
وثالثها: أن معرفة هذه الشمائل على ما صحت به الأخبار، وثبتت به الآثار يحقق للمسلم الاعتقاد الصحيح في النبي صلى الله عليه وسلم، فمن جهة اتصافه بصفات البشر يقف المرء بالنبي صلى الله عليه وسلم عند حد العبودية لله، ولا يرفعه إلى منزلة الخالق جل وعلا، أو يعتقد فيه ما هو من خصائص الرب عز وجل، ومن جهة أخرى يعرف للنبي صلى الله عليه وسلم شريفَ قدرِه وعلوِّ مكانته ؛ إذ فضّله الله على البشر بما أعطاه من صفات الكمال، وما جمع فيه من الشمائل التي لا يمكن أن تجتمع إلا في عبد اختاره الله وفضّله، وعندئذ يقف المسلم عند قوله صلى الله عليه وسلم: لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم إنما أنا عبد فقولوا عبد الله ورسوله.
ثـانيـاً: ومن ثمرات معرفة شمائله صلى الله عليه وسلم: الاقتداء به صلى الله عليه وسلم فيما كان منها محلاً للاقتداء، فشمائله صلى الله عليه وسلم نوعان:
1) نوعٌ متعلق بالهيئة التي خلقه الله عليها، كطوله ولونه، فهذه ليست محلاً للاقتداء؛ لأنه ليس للعبد فيها فعل أو اختيار. والنوع الثاني: متعلقٌ بالصفات التي يكون للعبد فيها فعلٌ واختيار على جهة القصد، كزهده وورعه وكرمه وعفوه صلى الله عليه وسلم. فيقتدى به فيها لقوله تعالى: (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة).
ثـالثـاً:ومن ثمرات معرفة شمائله صلى الله عليه وسلم معرفة صفاته الظاهرة صلى الله عليه وسلم كالبياض والطول والشعر، وغيرها، كما وصفها أصحابه رضي الله عنهم، وهذه لها تعلقٌ وثيقٌ برؤيته صلى الله عليه وسلم في المنام، فمن رآه صلى الله عليه وسلم في المنام على هيئته فقد رآه، ومن رأى شخصاً في المنام ليس على هيئته صلى الله عليه وسلم فليس هو. وقد عقد الإمام البخاري في صحيحه بَاباً: مَنْ رَأَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَنَامِ. وخرّج فيه حديثَ أبي هريرة رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "مَنْ رَآنِي فِي الْمَنَامِ فَسَيَرَانِي فِي الْيَقَظَةِ، وَلاَ يَتَمَثَّلُ الشَّيْطَانُ بِي". قَالَ أَبُو عَبْد اللَّهِ: قَالَ ابْنُ سِيرِينَ إِذَا رَآهُ فِي صُورَتِهِ. وفي حديث أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "مَنْ رَآنِي فِي الْمَنَامِ فَقَدْ رَآنِي، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لاَ يتمثلُ بِي، وَرُؤْيَا الْمُؤْمِنِ جُزْءٌ مِنْ سِتَّةٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنْ النُّبُوَّةِ". وفي حديث أَبِي قَتَادَةَ رضي الله عنه قالَ: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ مِنْ اللَّهِ، وَالْحُلْمُ مِنْ الشَّيْطَانِ. فَمَنْ رَأَى شَيْئًا يَكْرَهُهُ فَلْيَنْفِثْ عَنْ شِمَالِهِ ثَلاَثًا وَلْيَتَعَوَّذْ مِنْ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهَا لاَ تَضُرُّهُ، وَإِنَّ الشَّيْطَانَ لاَ يَتَرَاءَى بِي". وفي رواية "مَنْ رَآنِي فَقَدْ رَأَى الْحَقَّ". وفي حديث أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: مَنْ رَآنِي فَقَدْ رَأَى الْحَقَّ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لاَ يَتَكَوَّنُنِي".
وأثر ابن سيرين خرّجه إسماعيل بن إسحاق القاضي قال: "كان محمد - يعني ابن سيرين - إذا قصّ عليه رجلٌ أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم قال: صف لي الذي رأيتَه، فإن وصف له صفةً لا يعرفُها قال: لم تره. قال الحافظ ابن حجر: وسنده صحيح. وقال: ووجدت له ما يؤيده: فأخرج الحاكم من طريق عاصم بن كليب " حدثني أبي قال: قلت لابن عباس رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام قال: صفه لي، قال: ذكرت الحسن بن علي، فشبهته به، قال: قد رأيتَه " وسنده جيد.
لكن ينبغي التنبه إلى أن رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم وإن كانت حقاً لمن رآه على صفته، لا يثبت بها تحليلَ ما حرّم الله، أو تحريمَ ما أحل الله، أو تشريع؛ فإن التشريع مرتبطٌ بالوحي، والوحي قد انقطع بوفاته عليه الصلاة والسلام.
رابعـاً: ومن ثمرات العلم بشمائله وخصاله الحميدة صلى الله عليه وسلم، أنها من أعظم ما يستعان به على هداية المشركين، ودعوتهم إلى الله تعالى والإيمان برسوله صلى الله عليه وسلم. كما أنها سلاح نافذٌ وسيفٌ مُصْلَتٌ، ودرعٌ واقٍ، يقف به المسلم في وجه كل من يريد الإساءة إلى النبي صلى الله عليه وسلم، أو الطعن فيه بأي وجه من الوجوه. لأن النفوس المنصفة، والعقول السليمة، إذا تبصرت في هذه الشمائل رأت أن اجتماعها في بشرٍ واختصاصه بها لا يكون إلا بتفضيل من الخالق جل وعلا له، فقادها ذلك إلى الإيمان به، وتصديقِه في رسالته. كما أن النفوسَ الظالمةَ الشريرةَ التي تنال منه صلى الله عليه وسلم، وتهزأ به، وتحاول صدَّ الناس عنه، بالأقاويل المكذوبة، والقصصِ المفتراه، والرسومِ الساخرة؛ إذا واجهها المسلمون ببيان هذه الشمائل، وإشهارها، وتعريف الناس بها، تبدد ـ بإذن الله ـ ظلام تلك المفتريات، وانكشف الحقيقة. ولكن ثمة تقصيرٌ ظاهر واضحٌ في في هذا الجانب ـ أعني بيان هذه الشمائل ـ فقليل من وسائل الإعلام من يبرزها. ومنه من يخاطب بها المسلمين فحسب، وهناك جهود في بيانها حتى لغير أهل الإسلام وهي قليلة من جانب، ومن جانب آخر أنها قد تفتقر للوسطية والاعتدال، والأصل أنه لا إفراط ولا تفريط ولا غلو ولا جفاء في جناب النبي صلى الله عليه وسلم بل يُنزل المنزلةَ التي أنزله الله إياه وأنه صلى الله عليه وسلم عبد الله ورسوله.
هذه بعض فوائد وثمرات تعلم الشمائل ومعرفتها، وذلك ليس على سبيل الاستقصاء والحصر، ولكنها إشاراتٌ لعل فيها ما يفيد العبد ويستحثه لتعلم هذه الشمائل ليقتدي بصاحبها صلى الله عليه وسلم ويعظمه ويوقره ويعملُ بشريعته، ويدعو إلى دينه وسنته وهديه.

محمد رافع 52
11-02-2013, 12:17 AM
أهمية معرفة شمائل النبي صلى الله عليه وسلم


تكمن أهمية معرفة شمائل النبي صلى الله عليه وسلم وسجاياه وصفاته الخلُقية والخَلقية في عدة نقاط من أهمها:
أولاً: أن من أعظم أصول الدين معرفةَ العبد لنبيه صلى الله عليه وسلم، وهذا الأصل تأتي معرفته بعد معرفةِ العبدِ ربَّه، ومعرفةِ العبدِ دينَه.
وأسئلة القبر -كما هو معلوم - مدارها على هذه الأصول الثلاثة. ولذا صنف الإمام المجدد محمد بن عبدالوهاب الرسالة العظيمة: " ثلاثة الأصول". والمراد بها: معرفة العبد ربه ودينه ونبيه صلى الله عليه وسلم. وذلك لأنه صلى الله عليه وسلم هو الواسطة بيننا وبين الله عز وجل. فالله هو الذي يُشَرِّعُ الشرائعَ ويحكمُ الأحكامَ، ولا يمكن تَلقي أحكامَ الشرعِ إلا عن طريق هذا النبي الكريم صلى الله عليه وسلم. فلا سبيل إلى معرفة الدين إلا بواسطة النبي صلى الله عليه وسلم، بل ولا يمكن أن نقوم بعبادة الله تعالى على الوجه المطلوب إلا عن طريق النبي صلى الله عليه وسلم.
والعبادة لها ركنان: الإخلاص والمتابعة. ولا يمكن للإنسان أن يعبد الله تعالى على علم وبصيرة وتكون عبادته صحيحة مقبولة إلا عن طريق التلقي من النبي صلى الله عليه وسلم. ومعرفة النبي صلى الله عليه وسلم تشتمل على أمور كثيرة: ومن ذلك معرفة اسمه ونسبه سيرته وهديه وسنته وشريعته وشمائله.
ثانياً: أن معرفة شمائله صلى الله عليه وسلم وسيلةٌ إلى امتلاء القلب بتعظيمه، وذلك وسيلة لتعظيم شريعته، وتعظيم شريعته واحترامها وسيلة إلى العملِ بها.
والله تعالى أوجب على المؤمنين تجاه نبيهم صلى الله عليه وسلم واجبات لابد أن يمتثلوا بها ويتمسكوا بها ويعملوا بها. فلقد أوجب الله على المؤمنين الإيمانَ بالنبي صلى الله عليه وسلم {فأمنوا بالله ورسوله النبي الأميّ الذي يؤمن بالله وكلماته واتبعوه لعلكم تهتدون }. وأوجب الله وطاعته وقرن طاعته بطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم في خمسة مواضع من القرآن ورتب على طاعته ثواباً فقال تعالى{ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيماً}. ورتب على معصيته صلى الله عليه وسلم عقاباً {فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذابٌ أليم}. وأوجب الله اتباعه {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم}.
وأوجب الله كذلك محبته {قل إن كان أباؤكم وأبناؤكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموالٌ اقترفتموها وتجارةٌ تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحبَّ إليكم من الله ورسوله فتربصوا حتى يأتي الله بامره والله لا يهدي القوم الفاسقين}.
وأوجب الله تحكيم شريعته صلى الله عليه وسلم {فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا تسليماً}. فهو صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء، وشريعته خاتمة الشرائع {ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين} وقوله تعالى {ما كان محمدُ أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين وكان الله بكل شيءٍ عليماً}.
ثالثاً: أن الله تعالى تعبدنا بالاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم، فقال تعالى { لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا}. قال ابن كثير: هذه الآية الكريمة أصلٌ كبيرٌ في التأسي برسول الله صلى الله عليه وسلم في أقواله وأفعاله وأحواله.اهـ
فرسول الله صلى الله عليه وسلم هو الواسطة بيننا وبين الله تعالى، و لا طريق لنا لأن نعرف ما ينجينا من غضب الله وعقابه، ويقربنا من رضى الله وثوابه إلا بما جاء به نبينا محمدٌ صلى الله عليه وسلم ، لذا قال صلى الله عليه وسلم:" فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهدين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ".
وتتجلى أهمية الشمائل في ذلك أن العبد يجد فيها صفته صلى الله عليه وسلم، وأحواله، وعبادته لربه تعالى، وأخلاقه مع أهله وأصحابه ومع أعدائه. وصفاته الظاهرة في ملبسه ونومه وعبادته لربه في ليله ونهاره، وفي طعامه وشرابه وحليته، وغير ذلك من شمائله الشريفة. وتظهر أهمية معرفة هذه الشمائل في الاقتداء به صلى الله عليه وسلم. قال ابن القيم في المدارج (3/268): فإذا رُزِق العبدُ محبةَ الرسول صلى الله عليه وسلم،واستولت روحانيته على قلبه، جعله إمامَه ومعلمَه وأستاذَه وشيخه وقدوته، كما جعله الله نبيَه ورسولَه وهادياً إليه، فيطالع سيرته ومبادئ أمره وكيفية نزول الوحي عليه، ويعرف صفاتَه وأخلاقَه وآدابَه، في حركاته وسكونه ويقظته ومنامه وعبادته ومعاشرته لأهله وأصحابه، حتى يصير كأنه معه من بعض أصحابه.أهـ بتصرف.
ومن ذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لأهْلِهِ، وأنا خَيْرُكُم لأهْلي". وكان من أخلاقه صلى الله عليه وسلم أنه جَمِيل العِشْرَة دائم البِشْرِ، يُداعِبُ أهلَه، ويَتَلَطَّفُ بهم، ويُوسِّعُهُم نَفَقَته، ويُضاحِك نساءَه، حتى إنه كان يسابق عائشة أم المؤمنين يَتَوَدَّدُ إليها بذلك. قالت: سَابَقَنِي رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فَسَبَقْتُهُ، وذلك قبل أن أحملَ اللحم، ثم سابقته بعد ما حملتُ اللحمَ فسبقني، فقال: "هذِهِ بتلْك". ويجتمع نساؤه كل ليلة في بيت التي يبيت عندها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيأكل معهن العشاء في بعض الأحيان، ثم تنصرف كل واحدة إلى منزلها. وكان ينام مع المرأة من نسائه في شِعار واحد، يضع عن كَتِفَيْه الرِّداء وينام بالإزار، وكان إذا صلى العشاء يدخل منزله يَسْمُر مع أهله قليلا قبل أن ينام، يُؤانسهم بذلك صلى الله عليه وسلم .

محمد رافع 52
11-02-2013, 12:19 AM
هديهُ صلى الله عليه وسلم مع الأطفَال

كان من خلقه صلى الله عليه وسلم في معاملة الصبيان أنه إذا مر بالصبيان سلم عليهم وهم صغار, وكان يحمل ابنته أمامه, وكان يحمل أبنه ابنته أمامه بنت زينب بنت محمد صلى الله عليه وسلم, وهو يصلي بالناس, وكان ينزل من الخطبة ليحمل الحسن والحسين ويضعهما بين يديه.
عن أنس رضي الله عنه قال:" كان صلى الله عليه وسلم يمر بالصبيان فيسلم عليهم ". رواه البخاري واللفظ له ومسلم.
وكان صلى الله عليه وسلم يسمع بكاء الصبي فيُسرع في الصلاة مخافة أن تفتتن أمه. أخرجه الشيخان.
وكان صلى الله عليه وسلم يحمل ابنة ابنته وهو يصلي بالناس إذا قام حملها وإذا سجد وضعها ".
وجاء الحسن والحسين وهما ابنا بنته - وهو يخطب الناس - فجعلا يمشيان ويعثران, فنزل النبي صلى الله عليه وسلم من المنبر فحملهما حتى ووضعهما بين يديه, ثم قال:" صدق الله ورسوله: {وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ} (الأنفال:28) نظرتُ إلى هذين الصبيين يمشيان فيعثران فلم أصبر حتى قطعتُ حديثي ورفعتهما ".
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعوّذ الحسن والحسين « أُعيذكُما بكلمات الله التامة ومن كل شيطان وهامَّة، ومن كل عين لامَّة» (البخاري).
وروى الإمام مسلم في صحيحه- :" أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان عنده رجل اسمه الأقرع بن حابس رضي الله عنه، وكان شديداً -يعني: مجبولاً على الشدة والقسوة، فرأى الأقرع بن حابس النبي عليه الصلاة والسلام يقبل الحسن و الحسين ، فقال: تقبلون أولادكم؟ والله إن لي عشرة من الأولاد ما قبلت أحداً منهم، فغضب النبي عليه الصلاة والسلام، وقال: وما أملك لك إن نزعت الرحمة من قلبك؟! ".
وهذا جابر بن سمرة وهو طفل صغير - والحديث في صحيح مسلم - يقول:" صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الغداة -كان يصلي مع النبي في المسجد صلاة الصبح- فخرج النبي بعد الصلاة من المسجد فقابله الصبيان، فجعل النبي عليه الصلاة والسلام يمسح خدَّ كل واحد منهم واحداً واحداً، قال: ومسح النبي صلى الله عليه وسلم على خدِّي، فشممتُ ليديه ريحاً كأنما أخرجها من جؤنة عطار ".
وروى مسلم في صحيحه: أن عمر بن أبي سلمة - وهو ممن تربَّى في حجر النبي صلى الله عليه وسلم- قال:" كنت غلاماً في حجر النبي صلى الله عليه وسلم، فكانت يدي تطيش في الصحفة -الإناء الذي يوضع فيه الطعام- فقال لي: يا غلام! سم الله، وكل بيمينك، وكل مما يليك ".
وأخرج الحاكم بسند صحيح, عن عبد الله بن عمرو مرفوعاً:" كفى بالمرء إثماً أن يُضَيِّعَ من يَعُول ".
وفي كراهة تفضيل بعض الأولاد في الهبة, حديث النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، أَنَّ أَبَاهُ أَتَى بِهِ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: إِنِّي نَحَلْتُ ابْنِي هذَا غُلاَمًا، فَقَالَ: أَكُلَّ وَلَدِكَ نَحَلْتَ مِثْلَهُ قَالَ: لاَ، قَالَ: فَارْجِعْهُ ". أخرجه البخاري.
وروى مسلم من حديث عائشة رضي الله عنها: جاءتني مِسْكِينَةٌ تَحمِلُ ابنتين لها، فأطْعَمتُها ثَلاَثَ تمْراتٍ، فأعطت كلَّ واحدة منهما تمرةً، ورَفعت إلى فيها تمرةً لتأكُلَها، فَاسْتَطْعَمَتْها ابنَتَاها، فَشَقَّت التمرة التي كانت تريد أن تأكلَها بينهما، فأعجبني شأنُها، فذكرتُ الذي صَنَعَتْ للنبي - صلى الله عليه وسلم - ، فقال: «إنَّ الله عز وجل قد أوجبَ لها بها الجنة ، وأعتقها بها من النار ».
وأخرج الترمذي, وصححه الألباني, عن عائشة قالت: قال صلى الله عليه وسلم: «مَنِ ابْتُلِيَ بشيء من البناتِ فَصَبَرَ عليهنَّ ، كُنَّ له حِجابًا من النَّار».
وكان لعائشة رضي الله عنها لعبٌ كانت تلعب بهنَّ؛ قَالَتْ رضي الله عنها: قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- مِنْ غَزْوَةِ تَبُوكَ أَوْ خَيْبَرَ وَفِي سَهْوَتِهَا سِتْرٌ, فَهَبَّتْ رِيحٌ فَكَشَفَتْ نَاحِيَةَ السِّتْرِ عَنْ بَنَاتٍ لِعَائِشَةَ لُعَبٍ فَقَالَ: « مَا هَذَا يَا عَائِشَةُ ». قَالَتْ بَنَاتِي. وَرَأَى بَيْنَهُنَّ فَرَسًا لَهُ جَنَاحَانِ مِنْ رِقَاعٍ فَقَالَ: « مَا هَذَا الَّذِي أَرَى وَسْطَهُنَّ ». قَالَتْ: فَرَسٌ. قَالَ: « وَمَا هَذَا الَّذِي عَلَيْهِ ». قَالَتْ: جَنَاحَانِ. قَالَ: « فَرَسٌ لَهُ جَنَاحَانِ ؟!». قَالَتْ: أَمَا سَمِعْتَ أَنَّ لِسُلَيْمَانَ خَيْلاً لَهَا أَجْنِحَةٌ! قَالَتْ: فَضَحِكَ حَتَّى رَأَيْتُ نَوَاجِذَهُ ». رواه أبو داود وصححه الألباني.
وكان عليه السلام يلاطف الأولاد ويمزح معهم, فعن أنس بن مالك قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، أَحْسَنَ النَّاسِ خُلُقًا وَكَانَ لِي أَخٌ يُقَالُ لَهُ أَبُو عُمَيْر، وقال: أحبه فَطِيمٌ, وَكَانَ إِذَا جَاءَ قَالَ: يَا أَبَا عُمَيْرٍ، مَا فَعَلَ النُّغيْرُ - نُغَرٌ كَانَ يَلْعَبُ بِهِ ". رواه البخاري.
فهذا نبي الرحمة وهذه أخلاقه الكريمة وعطفه على الأولاد وحبه لهم, وهو أروع نموذج وأكمله, وأعظم مربي بأمي هو وأمي صلى الله عليه وسلم.

محمد رافع 52
11-02-2013, 12:21 AM
من مظاهر العدل في حياة النبي صلى الله عليه وسلم

عدلٌ مطلق لا يوازيه عدل بشر، ذلك العدل الذي اتسمت به شخصية النبي صلى الله عليه وسلم. كان أكثر الناس عدلا، لا يرضى الظلم لأحد ولا لشيء. امتد عدله ليرسل ظلاله إلى الكون كله. كان يعدل ويأمر الناس أن يقتصوا منه لو كان لهم حق عنده.
أرسى قواعد العدل مع النفس ، ومع الغير، وقواعد العدل في حالات الغضب والرضا.
العدل مع النفس:
العدل مع النفس، خُلُق كان النبي حريصا على أن يعلمنا إياه، ويجعلنا عادلين مع أنفسنا لنتعلم كيف نعدل مع الآخرين.
ففي يوم من الأيام، بلغ النبي أن عبد الله بن عمرو كان يصوم النهار ويقوم الليل. ورغم قيمة العبادة في الإسلام إلا أن النبي رفض أن تذهب هذه العبادة بالشخص مذهبا بعيدا عن العدل مع النفس حين يرهق نفسه ويتعبها. فها هو النبي يقول لعبد الله: "يا عبد الله بن عمرو بلغني أنك تصوم النهار، وتقوم الليل فلا تفعل، فإن لجسدك عليك حظا، ولعينك عليك حظا، وإن لزوجك عليك حظا." (رواه مسلم).
وحين يكون المرء عادلا مع نفسه، مدربا إياها على التمتع بالوسطية وعدم الإفراط، وعدم تعريض نفسه لما لا تطيقه، حتما سيتعلم هذا الإنسان كيف يكون عادلا مع الآخرين.
العدل مع الآخرين:
حين يتعلم المرء المبادئ الأولى للعدل مع النفس، تنحو به هذه المبادئ نحو الرقي والتعامل بمنطق العدل مع الآخرين. والرسول حين يوصينا بذلك ويعلمنا، لا يقتصر تعليمه على الوصايا، بل على المواقف الواقعية التي يتعامل بها هو مع الآخرين. فها هو النبي صلى الله عليه وسلم يأمر أحد الصحابة بالاقتصاص منه تطبيقا لمبدأ العدل الذي يعيش به حياته، وقد عرضنا منذ قليل لحديث سواد، وهو خير مثال على ذلك.
وكان يخطب في الناس ويقول : "أيها الناس: من كنت جلدت له ظهرا، فهذا ظهري فليجلده، ومن شتمت له عرضا فهذا عرضي فليشتمه، ومن أخذت منه مالا فهذا مالي فليأخذه مني، ولا يخش الشحناء فإنها ليست من طبيعتي". (رواه البخاري).
وهو الذي يتعامل بمبدأ العدل دوماً، فلا يفضل نفسه على الآخرين، بل يساوي بينهم وبينه تطبيقا لهذا العدل. فها هو يرفض أن يحمل عنه الصحابة نصيبه من العمل.
"كان أبو لبابة وعلي بن أبي طالب زميلي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانت عقبة -دور- رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالا: نحن نمشي عنك، فقال: "ما أنتما بأقوى مني، ولا أنا بأغنى عن الأجر منكما." (رواه أحمد في مسنده).
العدل في الحالات النفسية المختلفة:
ربما يكون الإنسان عادلا في معظم أوقات حياته، ولكن حين يمر بمشاعر معينة، مع أناس معينين، فربما خاف عليهم وظلمهم، وهذا ما يعلمنا الرسول إياه: أن تكون عادلا مع من تحب ومع من تكره.
الحب لا ينسي العدل:
كما نعرف جميعا، كان النبي صلى الله عليه وسلم شديد الحب لعائشة رضي الله عنها، إلا أن ذلك الحب لم ينسه العدل، ولم يجعله يظلم إحدى زوجاته يوما ما، بل كان شديد العدل بينهن في كل صغيرة وكبيرة، حتى إنه "كان يقسم بين نسائه فيعدل ويقول: اللهم هذه قسمتي فيما أملك، فلا تلمني فيما تملك ولا أملك." (رواه الترمذي). ومعنى قوله لا تلمني فيما تملك ولا أملك، أي الحب والمودة القلبية، كما قال أهل العلم.
والمقصود بهذا الحديث أنه كان يطلب من الله العفو، وألا يؤاخذه بسبب حبه لبعض زوجاته أكثر من الأخريات، رغم أنه لا يظلم إحداهن في أي أمر بعيد عن المشاعر والحب.
يروي لنا أنس رضي الله عنه موقفا من مواقف العدل عند النبي مع من يحب.
فعن أنس أنه قال: "أهدت بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم إلى النبي صلى الله عليه وسلم طعاما في قصعة، فضربت عائشة القصعة بيدها، فألقت ما فيها، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: طعام بطعام، وإناء بإناء." (رواه الترمذي والحديث في البخاري بلفظ آخر).
العدل مع الأعداء:
إذا كان الحب عند رسول الله لا يجعله يحيف أو يظلم لحساب من يحب، فإن العداوة كذلك لا يمكنها أن تؤثر على عدل رسول الله، فهو أعدل البشر حتى مع أعدائه، وهذا ما تعلمه من قرآن ربه الذي يقول للمسلمين كافة:{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} [المائدة: 8].
العدل في معالجة الأخطاء:
وإذا كان النبي يعلمنا كيف نتحكم في أنفسنا في الحالات التي نكون فيها مع من نحب أو مع من نعادي أثناء الحكم، فإنه كذلك يعلمنا كيف نعامل من حولنا حين يخطئون بمنطق العدل لا بمنطق الغضب، فها هو الصحابي حاطب بن أبي بلتعة رضي الله عنه حين يخطئ خطأ فادحا أثناء استعداد النبي لفتح مكة، وحين أرسل للمشركين بنية النبي وعزمه على فتح مكة،لم يعاقبه النبي كما قد يتوقع البعض، ووضع في اعتباره نية حاطب التي لم تكن لتنوي المكر بالنبي أو المسلمين.
والقصة في صحيح البخاري عن علي رضي الله عنه قال: "بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبا مرثد والزبير وكلنا فارس. قال: انطلقوا حتى تأتوا روضة خاخ، فإن بها امرأة من المشركين معها كتاب من حاطب بن أبي بلتعة إلى المشركين. فأدركناها تسير على بعير لها، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلنا: الكتاب. فقالت: ما معنا من كتاب. فأنخناها، فالتمسنا فلم نر كتابا. فقلنا: ما كذب رسول الله صلى الله عليه وسلم، لتخرجن الكتاب أو لنجردنك. فلما رأت الجد، أهوت إلى حجزتها وهي محتجزة بكساء فأخرجته، فانطلقنا بها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال عمر: يا رسول الله، قد خان الله ورسوله والمؤمنين. فدعني فلأضرب عنقه. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ما حملك على ما صنعت؟ قال حاطب: والله ما بي أن لا أكون مؤمنا بالله ورسوله صلى الله عليه وسلم. أردت أن تكون لي عند القوم يد، يدفع الله بها عن أهلي ومالي، وليس أحد من أصحابك إلا له هناك من عشيرته من يدفع الله بها عن أهله وماله. فقال صلى الله عليه وسلم: صدق ولا تقولوا إلا خيرا. فقال عمر: إنه قد خان الله والمؤمنين، فدعني فلأضرب عنقه. فقال: أليس من أهل بدر؟ لعل الله اطلع على أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم فقد وجبت لكم الجنة، أو فقد غفرت لكم."
لقد كان الصحابة غاضبين أشد الغضب من موقف حاطب، ويريدون له عقابا ليكون عبرة لغيره، ولكن النبي بلمسته العادلة والحانية، علمهم ألا يأخذهم الغضب بعيدا عن العدل حين يعالجون الأخطاء غير المبيتة، وأن يوازنوا بين حسنات الناس وسيئاتهم، بين أعمالهم الكريمة وبين أخطائهم.
هذا المنطق في العدل قد لا يتبينه الكثيرون في خضم الحياة، ولكن ما أحوج الناس إليه في علاقاتهم الإنسانية بشتى أنواعها، بين الزوجين، وبين الآباء و أبنائهم، بين المعلم والمتعلم.
العدل مع الأبناء:
عَن النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ رضِيَ اللَّه عنْهُمَا أَنَّ أَبَاهُ أَتَى بِهِ رَسول اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم فَقَال: إِنِّي نَحَلْتُ ابْني هذا غُلاماً كَانَ لي، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْه وسَلَّم: " أَكُلَّ وَلَدِكَ نَحلْتَهُ مِثْلَ هَذا؟" فَقَال: لا. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم: "فأَرْجِعْه." (متفقٌ عليه).

محمد رافع 52
11-02-2013, 12:23 AM
مُدَاراتُهُ، وَصَبرُهُ على ما يَكرَهُ صلَّى الله عليه وسلَّم

دارِ منَ النَّاس مَلالاتهم مَنْ لم يدارِ الناسَ ملُّوهُ
وَمُكرِمُ الناسِ حَبيبٌ لهمْ مَن أكرمَ الناسَ أحبُّوهُ
روى الشيخان، عن عائشة رضي الله تعالى عنها: أن رجلاً استأذن على رسول الله صلى الله عليه وسلم, فقال:" ائذنوا له، بئس أخو العشيرة، فلما دخل عليه ألانَ لهُ القولَ وتطلَّق في وجههِ، وانبسط إليه، فلمَّا انطلق الرجلُ، قلتُ: يا رسول الله، حين رأيت الرجل قلت: كذا وكذا، فلما دخل ألنت له القول، وتطلقت في وجهه، وانبسطتَ إليه، فقال صلى الله عليه وسلم:" متى عهدتني فاحشاً إنَّ شرَّ الناس عند الله تعالى منزلةً يوم القيامة مَن تركه الناس اتقاء فحشه ". وفي رواية:" اتِّقاءَ شرِّه ".
وروى أحمد (13363), وقال محققه إسناده صحيح على شرط الشيخين, عن أنس بن مالك قال: دخل النبي صلى الله عليه و سلم المسجد وعليه رداء نجراني غليظ الصنعة, فجاء أعرابي من خلفه فجذب بطرف ردائه جذبةً شديدةً حتى أثَّرت الصنعة في صفح عنق رسول الله صلى الله عليه وسلم, فقال: يا محمد أعطنا من مال الله الذي عندك. قال: فالتفت إليه النبي صلى الله عليه و سلم فتبسم ثم قال: " مُرُوا له ".
تنبيهـات:
الأول: قال الإمام ابن حبان في روضة العقلاء:" الواجب على العاقل أن يلزم المداراة مع من دفع إليه في العشرة من غير مقارفة المداهنة، إذ المداراة من المداري صدقة له؛ والمداهنة من المداهن تكون خطيئةً عليه، والفصل بين المداراة والمدهنة: هو أن يجعل المرء وقته في الرياضة لإصلاح الوقت الذي هو له مقيم بلزوم المداراة من غير ثَلْمٍ في الدِّين من جهة من الجهات، فمتى ما تخلَّق المرء بخلق شابهُ بعض ما كره الله منه في تخلقه، فهذا هو المداهنة، لأن عاقبتها تصير إلى قُلٍّ ويلازم المداراة؛ لأنها تدعو إلى صلاح أحواله، ومن لم يدار الناس مَلُّوه "اهـ.
الثاني : هذا الرجل المبهم - قال ابن بطال والقاضي، والقرطبي، والنووي رحمهم الله تعالى هو عيينة بن حصن بن حذيفة بن بدر الفزاري، وكان يقال له: الأحمق المطاع.
الثالث: قال الخطابي: جمع هذا الحديث علماً، وأدباً، وليس قوله صلى الله عليه سلم لأمَّته في الأمور التي ينصحهم بها، ويضيفها إليهم من المكروه غيبة، وإنما يكون ذلك من بعضهم في بعض، بل الواجب عليه صلى الله عليه وسلم أن يبين ذلك، ويفصح به، ويعرف الناس أمرهم، فإن ذلك من باب النصيحة، والشفقة على الأمة، ولكنه لما جبل عليه من الكرم، وأعطيه من حسن الخلق، أظهر له البشاشة ولم يجبهه بالمكروه ليفتدي به أمته في اتقاء شر من هذا سبيله، وفي مداراته، ليسلموا من شره وغائلته.
الرابع : قال القرطبي: في هذا الحديث جواز غيبة المعلن بالفسق، أو بالفحش، ونحو ذلك مع جواز مداراته اتقاء شره، ما لم يؤد ذلك إلى المداهنة في دين الله تعالى، ثم قال تبعا للقاضي الحسين: الفرق بين المداراة والمداهنة أن المداراة بذل الدنيا، والنبي صلى الله عليه وسلم إنما بذل له من دنياه.
حسن عشرته، والرفق في مكالمته، ومع ذلك فلم يمدحه بقول يناقض قوله فيه فعله، فإن قوله فيه حق، وفعله معه حسن معاشرته، فيزول بهذا التقدير الإشكال.
وقال القاضي رحمه الله تعالى: لم يكن عيينة والله أعلم حينئذ أسلم، فلم يكن القول فيه غيبة، أو كان أسلم، ولم يكن إسلامه ناصحا، فأراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يبين ذلك لئلا يغتر به من لم يعرف باطنه، وقد كانت منه في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، وبعده، أمور تدل على ضعف إيمانه، فيكون ما وصفه به رسول الله صلى الله عليه وسلم من علامات النبوة، وأما إلانة القول له بعد أن دخل فعلى سبيل التألف له قال الحافظ: وقد ارتدَّ عيينة في زمن الصديق رضي الله تعالى عنه وحارب، ثم رجع، وأسلم، وحضر بعض الفتوح في عهد عمر رضي الله تعالى عنه.
الرابع: في بيان غريب ما سبق:
المداراة: بميم مضمومة، فدال مهملة، فألف فراء، فألف، فتاء تأنيث غير مهموز، وقد يهمز: ملاينة الناس، وحسن صحبتهم، واحتمالهم، لئلا ينفروا عنك.
الصبر: حبس النفس عند الجزع من المصيبة، بأن يتصور ما خلق لأجله ورجوعه إلى ربه عز وجل، وتذكره للمنة عليه، فيرى أن ما أبقى له أضعاف ما استرده منه، فيهون بذلك على نفسه.

محمد رافع 52
14-02-2013, 01:58 PM
خصائص امة سيدنا محمد
فضل الله ـ عز وجل ـ هذه الأمة على سائر الأمم، واختصها بخصائص وكرامات كثيرة في الدنيا ليست لغيرها، وذلك إكراما وتشريفا لنبيها محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ سيد الأولين والآخرين. وإنما نالت الأمة ما نالته من تشريف وتكريم، بإيمانها واتباعها لرسولها ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، والسير على سنته، والعمل بشريعته..

خير الأمم

ومن هذه الخصائص العظيمة التي منحها الله وجعلها لأمة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن جعلها أكرم الأمم وأخيرها، وأحسنها وأفضلها عند الله تعالى، وحسبنا شهادةُ القرآن الكريم: { كنتم خير أمة أخرجت للناسِ تأمرون بِالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله } (آل عمران: من الآية110)..
وعن بهز بن حكيم ، عن أبِيه عن جَدِّهِ، أنَه سمع النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول في قوله تَعالَى: {كنتم خير أمة أخرجت للناس }، قَال: ( أنتم تتمون سبعين أمة، أنتم خيرها وأكرمها على الله ) ( الترمذي )..
وعن علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ( أعطيتُ ما لم يُعْط أحد من الأنبياء، فقلنا: يا رسول الله ما هو؟ قال: نُصِرْتُ بالرعبِ، وأُعطيتُ مفاتيح الأرض، وسُميتُ أحمد ، وجُعلَ الترابُ لي طهوراً، وجُعلت أمّتي خير الأمم ) ( أحمد ).

الأرض مسجدا وطهورا

ومن الخصائص التي اختص الله بها نبيه ـ صلى الله عليه وسلم ـ في أمته في الدنيا، أن جعل لها الأرض مسجدا وطهورا، فأيما مسلم أدركته الصلاة، فلم يجد ماء ولا مسجدا، فعنده طهوره ومسجده، بخلاف الأمم السابقة، فإن الصلاة عندهم في أماكن محددة كالبيع والصوامع.. قال ـ صلى الله عليه وسلم: ( وجُعلت لي الأرض مسجدًا وطهورًا، فأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصلِّ ) ( البخاري ).

حل الغنائم

كانت الغنائم للأمم فيمن قبلنا على ضربين، منهم من لم يؤذن لهم في الجهاد فلم تكن لهم غنائم، ومنهم من أذن لهم فيه، فكانوا يغزون ويأخذون أموال وأسلاب أعدائهم، لكن لا يتصرفون فيها بل يجمعونها، وعلامة قبول غزوهم أن تنزل النار من السماء فتأكلها، وعلامة عدم قبوله أن لا تنزل، ومن أسباب عدم القبول أن يقع فيهم الغلول وهوما أخفي من الغنيمة عن القسمة .


فكان من فضل الله على أمتنا أن خصها بحل الغنائم، قال الله تعالى: {لولا كتاب من الله سبق لمسكم فيما أَخذتم عذاب عظيم . فَكلوا مما غنمتم حلالا طيِبا واتَقوا الله إن الله غفور رحيم } (الأنفال: 69:68).
وقال علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس في قوله: { لولا كتاب من الله سبق } يعني: في أم الكتاب الأول، أن المغانم والأسارى حلال لكم.. فحل الغنائم خصوصية من خصوصيات النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في أمته في الدنيا..

محمد رافع 52
14-02-2013, 02:00 PM
التجاوز عن الخطأ والنسيان

ومن هذه الخصائص العظيمة للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لأمته في الدنيا، أن الله ـ عز وجل ـ تجاوز عما صدر منها على سبيل الخطأ والنسيان، وتجاوز لها عما حدثت به أنفسها ما لم تعمل أو تتكلم به..
وذلك لحديث أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: ( إن الله تجاوز لأمتي ما حدثت به أنفسها، ما لم يتكلموا أو يعملوا به ) ( مسلم )..وعن أبي ذر الغفاري ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ( إن الله تجاوز لي عن أمتي الخطأ والنسيان، وما استكرهوا عليه ) ( ابن ماجه )..

أمة التيسير ورفع الحرج

من رحمة الله تعالى وكرمه بهذه الأمة المحمدية أن وضع عنها الآصار والأغلال التي كانت على الأمم قبلها، فأحل لها كثيرا مما حُرِّم على غيرها، ولم يجعل عليها من عنت ولا شدة، كما قال تعالى: { هو اجتباكم وما جعل عليكم في الدين من حرج } (الحج: من الآية78)، وقال: { يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر } (البقرة: من الآية185)، فجعل الله شريعة أمة الإسلام، أكمل الشرائع وأيسرها.. ومن ثم قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ( إني أرسلت بحنيفية سمحة ) ( أحمد ).. وقال ـ صلى الله عليه وسلم ـ لمعاذ وأبي موسى ـ رضي الله عنهما ـ حين بعثهما إلى اليمن ـ يسرا ولا تعسرا، وبشرا ولا تنفرا ) ( البخاري ).. وفي حديث لحذيفة ـ رضي الله عنه ـ ذكر فيه قول النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ... وأحل لنا كثيرا مما شُدِدَ على من قبلنا، ولم يجعل علينا من حرج ) ( أحمد )..

محمد رافع 52
14-02-2013, 02:02 PM
يوم الجمعة



اختصت الأمة المحمدية بخصائص كثيرة في الدنيا لم تعطها غيرها من الأمم، ومن ذلك يوم الجمعة، خير يوم طلعت عليه الشمس، فيه خلق آدم عليه السلام، وفيه أدخل الجنة، وفيه أخرج منها، وفيه تقوم الساعة، وفيه ساعة لا يوافقها عبد مسلم يسأل الله خيرا إلا أعطاه إياه، والأحاديث في ذلك كثيرة..
وهذه الخصوصية لم تكن لأحد قبلنا من الأمم.. عن حذيفة ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: ( أضل الله عن الجمعة من كان قبلنا، فكان لليهود يوم السبت، وكان للنصارى يوم الأحد، فجاء الله بنا فهدانا الله ليوم الجمعة، فجعل الجمعة والسبت والأحد، وكذلك هم تبع لنا يوم القيامة، نحن الآخرون من أهل الدنيا، والأولون يوم القيامة، المقضي لهم قبل الخلائق ) ( مسلم )..



أمة محفوظة من الهلاك والاستئصال

الأمة المحمدية، أمة مصونة مرحومة، فلا تُهلَك بالقحط والجوع والغرق، ولا يسلط عليها عدوا من غيرها، فيستبيح بيضتها ويستأصلها، وهذه جملة خصائص لأمة الحبيب ـ صلى الله عليه وسلم ـ، لقوله ـ صلوات الله عليه ـ : ( سأَلتُ ربِى ثَلاَثًا فَأَعطاني ثِنْتَيْنِ ومنعني واحدة، سأَلْتُ ربِى أَنْ لا يُهْلِكَ أُمَّتِي بِالسَّنَةِ (القحط) فَأَعطانِيها، وسألتُه أَن لاَ يهلك أُمتي بِالْغرقِ فَأَعطانِيها، وسألْته أَن لا يجعل بَأْسَهُمْ بينهم فَمَنَعَنِيهَا ) ( مسلم ) ..

فأمة الإسلام أمة محفوظة باقية، بحفظ الله لها، فلا يُمكن استئصالها من الأرض، مهما حاول الأعداء، ومهما سعوا واجتهدوا في ذلك ..

محمد رافع 52
14-02-2013, 02:03 PM
شهداء الله في الأرض



فضَّل الله ـ تبارك وتعالى ـ هذه الأمة، ورفع ذكرها، بأن أضافها إليه إضافة تشريف وتكريم، فقبل منها قولها وشهادتها.. ومما يدل على هذه الخصوصية العظيمة، ما رواه أنس ـ رضي الله عنه ـ قال: ( مروا بجنازة فأثنوا عليها خيراً، فقال النبي ـ صلى الله عليه و سلم ـ وجبت . ثم مروا بأخرى فأثنوا عليها شراً، فقال وجبت.. فقال عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ ما وجبت؟ قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ : هذا أثنيتم عليه خيرا فوجبت له الجنة، وهذا أثنيتم عليه شراً فوجبت له النار، أنتم شهداء الله في الأرض ) ( مسلم )..



صفوفهم كصفوف الملائكة



خص الله ـ عز وجل ـ أمة الحبيب ـ صلى الله عليه وسلم ـ بجعل صفوفها في الصلاة، كصفوف الملائكة.. ومما يؤيد هذه الخصوصية، ما جاء عن حذيفة ـ رضي الله عنه ـ ، قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ( فضلت على الناس بثلاث، جعلت صفوفنا كصفوف الملائكة، وجعلت لنا الأرض كلها مسجدا، وجعلت تربتها لنا طهورا، وذكر خصلة أخرى ) ( مسلم ).. والخصلة الأخرى هي فضل الآيات من أواخر سورة البقرة، كما جاء ذلك في روايات أخرى..


ومما اختص به ـ صلى الله عليه وسلم ـ في أمته، أن أجر الصلاة في مسجده ـ صلى الله عليه وسلم ـ يحسب بأجر ألف صلاة في غيره من المساجد، عدا المسجد الحرام، ثبت هذا في عدة أحاديث، منها حديث ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ، قال: سمعت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول: ( صلاة في مسجدي هذا، خير من ألف صلاة فيما سواه من المساجد، إلا المسجد الحرام ) ( البخاري )..

محمد رافع 52
14-02-2013, 02:04 PM
أمة لا تجتمع على ضلالة، وطائفة منها على الحق

أكرم الله ـ تبارك تعالى ـ الأمة المحمدية في الدنيا بخصائص وكرامات كثيرة منها بل من أهمها : أنها لا تجتمع على خطأ، تشريفا لها، وتكريما لنبيها ـ صلى الله عليه وسلم ـ، ومنها: وجود طائفة من هذه الأمة على الحق والهدى في كل زمان، لا يضرهم من خالفهم ولا من خذلهم، حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك....
قال الشيخ عز الدين بن عبد السلام في سياق كلامه على خصائص النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ : " ومثلها عصمة أمته بأنها لا تجتمع على ضلالة في فرع ولا في أصل " ..
وبذلك جاءت أحاديث كثيرة، منها: ما رواه عبد الله بن عمر ـ رضي الله عنهما ـ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: ( إن الله لا يجمع أمتي ـ أو قال أمة محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ على ضلالة ) ( الترمذي ).. وعن ثوبان ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ( لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق، لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك ) ( البخاري )...


إن ذكر خصوصياته ـ صلى الله عليه وسلم ـ في أمته كثيرة، وحسبنا في مقامنا هذا أن وقفنا عند بعضها، وإنما حصلت لأمتنا هذه الخصائص وغيرها، لمكانة نبينا ـ صلى الله عليه وسلم ـ ومنـزلته عند الله ..
اللهم صلي وسلم وبارك على الرحمة المهداة وعلى ءاله وازواجه واصحابه وعلى مناتبع سنته الى يوم الدين

محمد رافع 52
14-02-2013, 02:08 PM
(وَقَالُوا حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ)

عمر بن عبد المجيد البيانوني

بسم الله الرحمن الرحيم

(حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ) قالها إبراهيمُ عليه الصلاة والسلام حين أُلقي في النار، فجَعَلَ اللهُ النارَ برداً وسلاماً عليه، (قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدَاً وَسَلَامَاً عَلَى إِبْرَاهِيمَ)، فلا يمكن لشيء أن ينفع أو يضر إلا بإذن الله تعالى، فالله هو الذي جعل النار محرقة فهي لا تحرق بذاتها، فإذا أراد لها أن تكون برداً وسلاماً صارت كذلك، قال ابن عباس: (لو لم يتبع بردها سلاماً لمات إبراهيم من شدَّة بردها).

فالله الذي جعل النار برداً سلاماً هو الذي يجعل المِحَن مِنَحاً وعطايا، ويجعل الفقرَ والحاجةَ سعةً وغنى، ويجعل الهمومَ والأحزانَ أفراحاً ومسرَّات، ويجعل المنعَ عطاءً ورحمةً، وهذا كلُّه لمن توكَّل على الله تعالى وأيقن به وأحسن الظن بالله سبحانه.

(الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانَاً وَقَالُوا حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ).
(حَسْبُنَا اللهُ) أي الله كافينا، (وَنِعْمَ الْوَكِيلُ)، لمن وَكَل حاجته إليه وتوكل في قضائها عليه.
فماذا كان جزاؤهم: (فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللهِ وَاللهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ).
لقد انتصروا عندما أيقنوا أنَّ الله معهم فتوكلوا عليه، وعلموا أنَّ النصر من عند الله، (فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَكِنَّ اللهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللهَ رَمَى).

قال تعالى: (وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ، إِنَّ اللَّهَ بالِغُ أَمْرِهِ)، فمن يتوكل على الله يكفيه ما أهمه، فالله بالغ أمره. فما قدَّر الله كان، وما لم يشأ لم يكن، فالتوكُّل عليه هو توكُّل على القويِّ القادر الفعَّال لما يريد.

والتوكل أن يوقن العبد بكفاية الربِّ، قال الجنيد: (التوكل هو سُكُون الْقَلْب إِلَى مَوْعُودِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ)، وقال بعضهم: (التوكل هو علم القلب بكفاية الربِّ للعبد).

ومتى كان العَبْدُ حَسَنَ الظنِّ بالله، حَسَنَ الرجاءِ له، صادقَ التوكُّلِ عليه : فإن اللهَ لا يخيب أمله فيه، فإنه سبحانه لا يخيب أمل آمل، ولا يضيع عمل عامل.

وصلَّى اللهُ على سيِّدنا محمَّد وعلى آله وصحبه وسلَّم تسليماً كثيراً.

محمد رافع 52
14-02-2013, 02:11 PM
(إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ)

عمر بن عبد المجيد البيانوني

بسم الله الرحمن الرحيم

يقترف أحدهم من السيئات والآثام فيحزن لذلك ويندم، وهذا أمر مطلوب ولكنْ على أن لا يصل حزنه على معصيته وخوفه من الله إلى القنوط من رحمة الله تعالى، فالقنوط من رحمة الله أشد إثماً وأعظم جُرْماً، قال تعالى: (وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلا الضَّالُّونَ)، وقال: (إِنَّهُ لا يَيْأسُ مِنْ رَوْحِ اللهِ إِلا القَوْمُ الْكَافِرُونَ)، فالخوف من الله له حدٌّ ينبغي أن لا يتجاوزه، حتى لا يقنط العاصي من رحمة الله وقبول توبته.

فهذه الآية (إِنَّ الحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ) تجعل المسلم يكثر من فعل الحسنات حتى لو ظلم نفسه وعصى الله تعالى، بل هو في هذه الحالة أحوج من غيره إلى الحسنات، فالحسنات تذهب السيئات، فلا يكون لسان حاله:
... أنا الغريقُ فما خَوْفي مِنَ البَلَلِ
بل يعلم أنَّ رحمةَ اللهِ واسعةٌ، قال تعالى: (وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ)، وقال سبحانه على لسان ملائكته: (رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمَاً).

ولن يدخل أحدٌ الجنةَ بعمله مهما كانت عبادته وتقواه، بل برحمة الله تعالى، قال عليه الصلاة والسلام: (لَنْ يُنْجِيَ أَحَدَاً مِنْكُمْ عَمَلُهُ)، قَالَ رَجُلٌ: وَلا أنت يَا رَسُولَ الله؟ قَالَ: (وَلاَ أنا إِلا أَنْ يَتَغَمَّدَنِيَ اللهُ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ) متفق عليه.
ومِنْ أفضل ما يعتقده المؤمن هو حسن الظن بالله تعالى، فقد قال الله سبحانه في الحديث القدسي: (أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي) متفق عليه.

وقال صلى الله عليه وسلم فِيمَا يَحْكِي عَنْ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ: أَذْنَبَ عَبْدٌ ذَنْبَاً فَقَالَ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي. فَقَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: أَذْنَبَ عَبْدِي ذَنْباً فَعَلِمَ أَنَّ لَهُ رَبَّاً يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأخُذُ بِالذَّنْبِ. ثُمَّ عَادَ فَأَذْنَبَ فَقَالَ: أَيْ رَبِّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي. فَقَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: عَبْدِي أَذْنَبَ ذَنْبَاً فَعَلِمَ أَنَّ لَهُ رَبَّاً يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأْخُذُ بِالذَّنْبِ. ثُمَّ عَادَ فَأَذْنَبَ فَقَالَ: أَيْ رَبِّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي. فَقَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: أَذْنَبَ عَبْدِي ذَنْبَاً فَعَلِمَ أَنَّ لَهُ رَبَّاً يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأخُذُ بِالذَّنْبِ، غَفَرْتُ لِعَبْدِي - ثَلاَثَاً - فَلْيَعْمَلْ مَا شَاءَ. متفق عليه.

فما أوسعَ رحمة الله بخلقه وعباده، وما أعظمَ هذا الكرم الإلهي الذي يفوق تصوُّرَ البشر وحساباتهم، (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللهِ إِنَّ اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ).

وهذه الرحمة لا تدعو إلى معصية الله، وإنما إلى شكر الله على رحمته بعباده، وعدم القنوط من رحمته عند معصيته، بل المسارعة بالتوبة إلى الله والرجوع إليه. (وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى).

وصلَّى اللهُ على سيِّدنا محمَّد وعلى آله وصحبه وسلَّم تسليماً كثيراً.

محمد رافع 52
14-02-2013, 02:13 PM
(وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجَاً)

عمر بن عبد المجيد البيانوني

بسم الله الرحمن الرحيم

يا لها من قاعدة عظيمة تدلُّنا على المخرج من مصائبنا وهمومنا، إنَّ المخرج هو تقوى الله (وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجَاً)، مخرجاً من الضيق والعنت في الدنيا والآخرة، ورزقاً من حيث لا يتوقع الإنسان ولا يحتسب.

والتَّقْوَى من الوِقَاية وهي: حفظُ الشيءِ ممّا يضرُّه ويؤذيه، وجعل الإنسان نفسه في وِقَايَةٍ مما يخاف منه، فالتَّقْوَى هي حفظ النفس عمَّا يؤثم، وذلك بفعل المأمور وترك المحظور.

وقد ورد أنَّ عمر بن الخطاب رضي الله عنه سأل أُبَي بن كعب عن التقوى فقال له: أما سلكتَ طريقاً ذا شوك؟ قال: بلى! قال: فما عملت؟ قال: شمَّرت واجتهدت. قال: فذلك التقوى.
فالتقوى هي الضمير الحي لدى الإنسان والوازع الداخلي فيه، ورقابته الذاتية لنفسه، فيكون ذا إحساس عالٍ في ضميره، ويَقَظَة في شعوره، وخشية مستمرة، وتَوَقٍ لأشواك الطريق.

قال طلق بن حبيب رضي الله عنه في التقوى هي: (العمل بطاعة الله، على نور من الله، ترجو ثواب الله، وترك معصية الله، على نور من الله، تخاف عقاب الله). فبالتقوى يحرص المؤمن على رضا الله تعالى، ويبتعد عمَّا يسخطه ويغضبه.

فتقوى الله هي سبب تفريج الشدائد والمصائب، وهي التي تزيد إيمانه ويقينه بالله سبحانه، قال ابن عطاء: (على قدر قربهم من التقوى أدركوا من اليقين).

قال تعالى: (إِنَّ أكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقاكُمْ)، والكريم حقاً هو الكريم عند الله تعالى، فالميزان الصحيح لقيمة الإنسان هو ميزان التقوى، ميزان الاتصال بالله وذكره وتقواه.

وكفى المتقين جزاءً أنَّ الله معهم بنصره ومعونته وتأييده، قال تعالى: (إِنَّ اللهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ).

فازرع التقوى في قلبك، حتى تنبت نباتاً حسناً، تحصد منه ثماراً يانعة، قطوفها دانية، من التوفيق والفلاح والخيرات والمسرَّات في الدنيا والآخرة، فالله سبحانه أكرم من أن يعامله العبد نقداً فيجازيه نسيئةً، بل يَرَى العبدُ مِنْ ثواب عمله في الدنيا قبل الآخرة من السعادة والسرور وما يكرمهم الله تعالى به من النِّعَم.

وصلَّى اللهُ على سيِّدنا محمَّد وعلى آله وصحبه وسلَّم تسليماً كثيراً.

محمد رافع 52
20-02-2013, 12:10 PM
هــــذه اخــــلاقـــــــــــــــــــــــــــــنا
الحمد لله و الصلاة و السلام على رسوله و آله و صحبه أجمعين
هذه اخلاقنا

عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن رسول الله قال:إن
من أحبكم إلي ، و أقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا ، و إن
أبغضكم إلي و أبعدكم مني مجلسا يوم القيامة الثرثارون ، و المتشدقون ، و
المتفيهقون)، قالوا: قد علمنا " الثرثارون و المتشدقون فما المتفيهقون ؟ " قال : (المتكبرون) صدق رسول الله صلي الله عليه وسلم

قال ابن القيم رحمه الله: (جمع
النبي صلى الله عليه وسلم بين تقوى الله وحسن الخلق، لأن تقوى الله تصلح
ما بين العبد وبين ربه ، وحسن الخلق يصلح ما بينه وبين خلقه ، فتقوى الله
توجب له محبة الله فيدخله الجنه ؛ وحسن الخلق يدعو الناس إلى محبته)

قال القرطبي رحمه الله :عجبت
لمن يغسل وجهه خمس مرات في اليوم مجيباً داعي اللّه، ولايغسل قلبه مرة في
السنة ليزيل ما علق به من أدران الدنيا، وسواد القلب، ومنكر الأخلاق!
واحرص على تعويد النفس كتم الغضب، وليهنأ من حولك بطيب معاشرتك ، وحلو
حديثك، وبشاشة وجهك

عن عباده بن الصامت عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال:اضمنوا
لي ستا من أنفسكم أضمن لكم الجنة: اصدقوا إذا حدثتم، وأوفوا إذا وعدتم،
وأدوا إذا ائتمنتم، واحفظوا فروجكم، وغضوا أبصاركم، وكفوا أيدكم.)


ومما يساعد على حمل العبد نفسه على الالتزام بجميع الطاعات أربعة أمور:

أولاً- المشارطة:

وذلك بأن تشترط عليها أن تقلع عن السوء، وأن تلزم تقوى الله وطاعته وحبذا لو كان ذلك منك في كل صباح حتى تصل إلى ما تريد.


ثانياً- المراقبة:

وذلك بأن تراقب نفسك هل هي فعلاً قد أوفت بما اشترطته عليها أم لا.


ثالثاً- المحاسبة:

بأن تحاسبها على الأفعال والأقوال.


رابعاً- المجاهدة:

بأن تجاهد نفسك على طاعة الله وتلزمها إلزاماً بمخالفة الهوى والشيطان


روى الطبراني عن الحسن البصري أنه قال: إن قوماً ألهتهم أماني المغفرة ورجاء رحمه الله حتى خرجوا من الدنيا وليست لهم أعمال صالحة.
يقول أحدهم: إني لحسن الظن بالله وأرجو رحمة الله، وكذب، ولو أحسن الظن بالله لأحسن العمل لله، ولو رجا رحمة الله لطلبها بالأعمال الصالحة، يوشك من دخل المفازة (الصحراء) من غير زاد ولا ماء أن يهلك

محمد رافع 52
20-02-2013, 12:20 PM
http://www.wamy.ws/tawasol/uploadcenter/uploads/485fde9d29.jpg
الأخلاق ..
من الصفات الحسنة التي يتحلى بها المسلمين
الأخلاق تعكس للناس .. نفوسنا ، و أطباعنا~
فمآ أجمل أن نحسنها .. ونربي نفوسنا عليها
قال تعالى في نبينا صلى الله عليه وسلم :

http://www.wamy.ws/tawasol/uploadcenter/uploads/d4f473aa5c.jpg

محمد رافع 52
20-02-2013, 12:22 PM
كن خلوقاً تنل ذكراً جميلاً
http://www.wamy.ws/tawasol/uploadcenter/uploads/760bc270a0.jpg
يقول الرسول عليه الصلاة والسلام:
أكمل المؤمنين أيمانا
أحاسنهم أخلاقا...
الموطؤون أكنافا
الذين يألفون ويؤلفون
ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف..
صححه الألباني
:: الكلمة الطيبة ::
http://www.wamy.ws/tawasol/uploadcenter/uploads/2190d2d49e.jpg
هي التي تسر السامع وتؤلف القلب
هي التي تحدث أثرا طيباً في نفوس الآخرين
هي التي تثمر عملاً صالحاً في كل وقت بإذن الله
هي التي تفتح أبواب الخير، وتغلق أبواب الشر
قال تعالى:
{ ألم تر كيف ضرب الله مثلاً
كلمةً طيبةً كشجرةٍ طيبةٍ
أصلها ثابت وفرعها في السماء،
تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها ويضرب
الله الأمثال للناس لعلهم يتذكرون }

محمد رافع 52
20-02-2013, 12:24 PM
http://www.betek.info/vb/images/smilies/heart(138).gif (http://www.betek.info/vb/showthread.php?t=15535)أنــــ راقي بأخلاقي ــا (http://vb.m3m7.com/29572-%D8%A7%D9%86%D9%80%D9%80%D9%80%D9%80-%D8%B1%D8%A7%D9%82%D9%8A-%D8%A8%D8%A3%D8%AE%D9%84%D8%A7%D9%82%D9%8A-%D9%80%D9%80%D8%A7.html)http://www.betek.info/vb/images/smilies/heart(138).gif (http://www.betek.info/vb/showthread.php?t=15535)
http://www.wamy.ws/tawasol/uploadcenter/uploads/3fd96fd3e1.gif
قديماً قيل
"الإنسـآن بلا أخلاق كالشجرة بلآ أورآق" ..
http://www.wamy.ws/tawasol/uploadcenter/uploads/96957db0cf.png
ونحن ولله الحمـد كرمنـآإ الله عزوجل بالإسلآم فآرتقينـآ بأخلاقنـآ ..
http://www.qlme.com/wp-content/uploads/2012/02/hands_07-455x200.jpg
فحسن الخلق
من أعظم القُرب التي يزلف بها إلى الله ..
ورتبة عُليا على دين المرء !
يجاور به العبد نبيه صلى الله عليه وسلم في الجنة ..
ويساوي درجة العابد في الدنيا
ذلك الذي يقوم فلا يفتر ويصوم ولا يفطر ..
فَ أيُ درجة ينالها المرء بخُلق الكريم !!
:::

اُمدد كفوف البر ما استطعت مِرارا
و اخفضْ جناحـكَ خُفيـةً وجِهــارا
اَطلـق ملامـح بشْرِكَ ، و ابتسـم
كُن طيبَ الأقوال ليناً مِعشـاراً
كُن آلفاً للناس تكسبْ وِدهم
تحظى برفقة أحمدٍ منزلاً وجِواراً

محمد رافع 52
20-02-2013, 12:27 PM
http://www.muslmah.net/imgpost/11/f628ecf9b52554d57409c06d4dcf80ca.png
http://www.wamy.ws/tawasol/uploadcenter/uploads/ff1a482637.jpg
يجـب أن نعي أن أخلاقنـا
هي مصـدر تعاستنا
أو
سعادتنـا في الدنيـا والآخرة ..
فلنفكـر في ميزاننـا
ولنسعى لنـرجح بإذن الله
كفة الخير بقيمنـا وأخلاقنـا ..
http://www.wamy.ws/tawasol/uploadcenter/uploads/a6731b24b1.jpg
http://www.wamy.ws/tawasol/uploadcenter/uploads/f554d68158.jpg


اللهم حسِّن أخلاقنا
وجَمِّل أفعالنا،
اللهم كما حسَّنت خلقنا
فحسن بمنِّك أخلاقنا
http://www.wamy.ws/tawasol/uploadcenter/uploads/bef5e68046.jpg

محمد رافع 52
20-02-2013, 12:28 PM
http://2.bp.blogspot.com/-WqMuwnzQQsA/UD6V5GnqtHI/AAAAAAAAAK8/BWbYhe9-0Dg/s1600/01.jpg (http://www.google.com.sa/url?sa=i&rct=j&q=%D9%87%D8%B0%D9%87%20%D8%A7%D8%AE%D9%84%D8%A7%D9 %82%D9%86%D8%A7&source=images&cd=&cad=rja&docid=uHgh0b3cNfgQjM&tbnid=C6HYPp9uDA5B_M:&ved=0CAUQjRw&url=http%3A%2F%2Fdam3aasera.blogspot.com%2F2012%2F 08%2Fblog-post_30.html&ei=Q6UkUauZGJHssgb1m4GgCg&psig=AFQjCNGrERoTNk5WAsUYD6yCg-iW9BD4wA&ust=1361441147777096)

محمد رافع 52
20-02-2013, 12:31 PM
الان والان فقط اكتشفت اننا عشنا سنوات وسنوات ونحن نفهم الالتزام والمنهج السلفي بشكل خاطئ
فنحن نتبعهم في المظهر وفي الطلب العلم وفي الطريقة الكلام .. ولكن هل اتبعناهم وتشبهنا بهم في اخلاقنا وقلوبنا وبواطننا؟؟
هل اخلاقنا تشابه اخلاق السلف الذين نتشدق بأننا نتبع منهجهم واخلاقهم؟؟!!
هل نحاول تطبيق ما قرأناه من سيرهم واقوالهم ؟؟!!!
اين رؤية الله والنظر الى الجنة في كل ما نفعل وننطق؟؟!!
اين فقه الخلاف الذي تربينا عليه؟؟!!!
كيف تجرأ صغيرنا على قدح وذم وتسفيه كبيرنا ؟؟!!
فللاسف اجد من مشايخنا الاجلاء الذين لا استطيع ان انقص ابدا ولو ذرة من قدرهم ولا علمهم من يفعل نفس الشيء
تجرأوا على بعضهم البعض .. وسفهوا بعضهم البعض .. وخرجوا امام الملأ يتنابذون بالقدح والتسفيه والسب
فتجرأ الشباب ان يفعل نفس الشيء وقد تجرأ على من عِلمهم فاق علمه وعمرهم عمره بمراحل .. هؤلاء من علمونا الدين يا هذا
اين اجلال العلماء حتى وان كان فيه ما فيه؟؟!!!
ألم نقرأ ان بعض السلف كان يخرج الصدقة كل يوم وهو في طريقه لمجلس شيخه ويقول : اللهم اخفي عيوب شيخي عني ولا تذهب بركة علمه مني؟؟!!!!
اين احترام من كبر سنا وان أخطأ؟؟!!!
كنا ننتقد الشباب الغير ملتزم لعدم احترامهم للكبار والعلماء وسبهم لهم بكل صفاقة
فالان اصبح الملتزمين اقبح منهم منطقا في بعض الاحيان وأسوأ منهم الفاظا واخلاقا


الا يصح ان نرفض فعل فرد بدون تفسيق او تشويه ؟؟!!
الا يصح ان نختلف بدون سب وشتم واقصاء؟؟!!!
الا يمكن ان نختلف مع علمائنا بدون ان نقلل من قدرهم؟؟!!!


نعم انا اختلف مع كثير من الشيوخ الاجلاء في اختياراتهم من بعد الثورة وفتاواهم التي قد تخالف ما كانوا عليه قبل الثورة .. ولكني لا أجرؤ على سبهم والانتقاص من قدرهم وعلمهم .. قد زللت في هذا في بداية صدمتي من بعض افعال بعض مشايخنا الكرام .. ولكن سَخَرَ الله لي من ينبهني ويأخذ على يدي ويربت على كتفي ويقول لي احذري .. فهم بشر مثلنا .. لاهم ملائكة ولا انبياء معصومون .. انما هم بشر عرضة للفتنة والخطأ .. ولكن لكل منهم قدره ومكانته في العلم


نعم اشعر ان الفتنة قد طالت الجميع الا من رحم ربي .. فبعضنا يسفه ويسب ويقدح والبعض الاخر يقدس ويبرر ويسوغ


يااهل الالتزام .. يااهل الدين .. لا افراط ولا تفريط .. لا افراط ولا تفريط


نحن في حاجة ماسة لاعادة مراحل الالتزام بالمنهج من البداية
في حاجة لقراءة سيرة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وصحابته وتابعيهم وتابعيهم من اهل القرون الثلاثة الخيرية الاولى كما اخبر عنهم خير الخلق .. لننهل من اخلاقهم .. ونتعلم كيف نعيش الحياه وعيوننا على الاخرة .. كيف ننسى البشر ونعامل رب العالمين فقط


للاسف .. الان والان فقط اكتشفت انه لم يقم احد من مشايخنا الكبار من قام بتربية جيل التمكين .. للاسف نحن لا نرقى لهذا الشرف .. لاننا لم نربى التربية الصحيحة .. كانت تربيتنا نظرية فقط .. لم نأخذها بشكل عملي .. لم ندخل معسكرات توجيه .. لم نزرع بداخلنا مراقبة الله حقا وعدم النظر للنفس او الدنيا وغنائمها


كم نحتاج جميعا الى وقفة .. وقفة حقيقية والنظر في بواطن نفوسنا عن وجوهنا الحقيقية .. نحن في حاجة لأن يسأل كل منا نفسه هذه الاسئلة :
- هل انا ملتزم ومتدين حقا؟
- هل اعامل الله في كل اموري ام ان نفسي لها نصيب الاسد في معاملاتي؟
- هل عندما ادخل في جدال او نقاش مع اي فرد يخالفني هل اتناقش لمعرفة الحق ام لانتصر لقولي انا وفقط؟
- هل يأتي علي اوقات اتجنب فيها الجدال عملا بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم (( أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقا )) صحيح .. ام اني ابحث عن الجدال ولا اهرب منه ابدا ؟
- هل قد تيقنت من اني افضل من هؤلاء الذين افسقهم واسفههم عند الله؟ ام اني اصبح عندي من اليقين بأني من اهل الجنة وانهم من اهل النار؟


هذا رأيي فيما يحدث امامي الان وما اراه من مَن ارى من حولي .. وان كنت ابقى صامته في اغلب الاحيان .. ولكن الاوضاع الان اصبحت تثير اي فرد .. وتخرج الجميع عن الصمت

محمد رافع 52
20-02-2013, 12:39 PM
هل أخلاقنا مثاليه
السلام ورحمة الله وبركاته

ها أنـــا عـــدت

لألتقي

بنور قلوبكم ..

وصفاء عقولكم

وها هي كلمات تتمنى معانقت قلوبكم وعقولكم ..

وتلقى القبول ..

كلماتي بعنوان
::: أخـــــــــــلاقـــنـــــا مـــثـــــالـــيــــة :::

ولابد وأن تعلم بأن
http://im16.gulfup.com/2012-04-11/133409763392.png (http://www.gulfup.com/show/Xd96ds9lslif)

فبين الفترة والأخرى سأتحدث عن خلق من هذه الأخلاق المثالية

وأول خلق أحبب أن أتحدث عنه هو
:: حسن الظن بالآخرين ::

للأسف اليوم من الناس من يتصف بخلق سيء

ربما يعتبروا هذه الصفة ذكاء ونباهه

هذه الصفة هي
:: سوء الظن ::

قال تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ )
[الحجرات : 12]

فلا يجوز لإنسان أن يسيء الظن بالآخرين

لمجرد التهمة أو رؤيه موقف معين ..

يقول النبي عليه الصلاة والسلام (إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث)متفق عليه

..

بالنسبة لي

الشخص السيئ هو من يظن بالناس السوء

ويجري ليبحث عن عيوبهم
(http://www.gulfup.com/show/X1boftfsqm80)

المؤمن التقي الصالح الذي يسمو بأخلاقه دائما

فإنه ينظر بعين الطيب والخير للآخرين

يلتمس لهم الأعذار، ويظن بهم الخير دائما .

هذا هو الخلق الذي ربانا عليه ديننا الإسلامي ..
http://im20.gulfup.com/2012-04-11/1334098384852.png (http://www.gulfup.com/show/Xd9gle6x3e1i)
ومن سمو الأخلاق ومثاليتها ..

أنك ترجح الخير دائما وتجعله يطغي على الشر

والمسلم الذي يرجح الخير دائما يعيش هنيئا قلبه راضٍ عنه كل الرضا
http://im16.gulfup.com/2012-04-11/1334098610872.png (http://www.gulfup.com/show/Xd8tw00rryjn)
لا تجعل الشيطان يتدخل بيننا ..

لا تجعل الشيطان يجري بدمك ..

تأكد بأنك إن سمحت لذلك الشيطان أن يدخل بحياتك يوما ..

سيعيش معك كل يوم

وتجعله يفرح ويبسم كلما ارتكبت ذنبا والعياذ بالله

::
http://im17.gulfup.com/2012-04-11/1334098815262.png (http://www.gulfup.com/show/Xd9c7ye3reav)

حياتنا تسير بنا .. ولا نعلم متى سنفارقها ..

ربما في هذه اللحظة

وربما بعد ساعات .. وربما بعد أيام وشهور وسنين ..

لذلك اترك لك جانب حسن يتذكرك به الناس بالخير ..

:: فكن كالبدر في حياتك وبعد مماتك ::

وقلوبنا تستحق أن تعيش على الخير والطيب ..

::

أتمنى أن أكون قد وفقت فيما كتبت

اللهم إن أصبت فيما كتبت فمن عندك يا الله

وإن أخطأت فمن عندي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت

محمد رافع 52
01-03-2013, 03:33 AM
أَيَا مَنْ لَيْسَ لِى مِنْهُ مُجِيرٌ... بَعَفْوِكَ مِنْ عَذَابِكَ أَسْتَجِيرُ
أَنَا العَبْدُ المُقِرُّ بِكُلِّ ذَنْبٍ... وَ أَنْتَ السَّيّدُ المَوْلَى الغَفُورُ
فَإِنْ عَذَّبْتَنِي فَبِسُوءِ فِعُلِى... وَإِنْ تَغْفِرْ فَأَنْتَ بِهِ جَدِيرُ
أَفِرُّ إِلَيْكَ مِنْكَ وَأَيْنَ... إِلاّ إِلَيْكَ يَفِرُّ مِنْكَ المُسْتَجِيرُ

محمد رافع 52
03-03-2013, 12:58 AM
أمسح ذنوبك بأكثر من طريقة من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم

http://im17.gulfup.com/2012-02-27/1330292722871.gif

محمد رافع 52
03-03-2013, 12:59 AM
http://im9.gulfup.com/2012-02-27/1330293391621.jpg

محمد رافع 52
04-03-2013, 09:28 AM
http://www.lovely0smile.com/images/Card/379.jpg (http://www.google.com/url?sa=i&rct=j&q=&esrc=s&frm=1&source=images&cd=&cad=rja&docid=lu_WMJsmV2ONmM&tbnid=YPgd_jQ7L6xnkM:&ved=0CAUQjRw&url=http%3A%2F%2Fmontada.echoroukonline.com%2Fshow thread.php%3Ft%3D210479&ei=Dk00UY-3JY3Osgbh54HgBg&psig=AFQjCNF1VIVF-sPj6YqyPCxbSnNonO9LNg&ust=1362468440835842)

محمد رافع 52
04-03-2013, 09:32 AM
https://encrypted-tbn1.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcSilg0zdv7uvCU_NYn0oddwv2WEgZuOq gDm1IqrJZj8M74eqrWTbQ (http://www.google.com/url?sa=i&rct=j&q=&esrc=s&frm=1&source=images&cd=&cad=rja&docid=LjzE1TCC6QYybM&tbnid=QrNxPAQ-dEBC8M:&ved=0CAUQjRw&url=http%3A%2F%2Fforum.jdael.com%2Ft80932&ei=AU40UfiCE8nPtQaQ5oHYDg&psig=AFQjCNHQ4lNuku--C8ZQIoqjCJOzNeobeA&ust=1362468707798299)

محمد رافع 52
04-03-2013, 09:33 AM
http://www.lovely0smile.com/images/Card/324.jpg (http://www.lamst-a.com/vb/showthread.php?t=66616)

محمد رافع 52
04-03-2013, 09:34 AM
http://www.lovely0smile.com/images/Card/325.jpg (http://www.lamst-a.com/vb/showthread.php?t=66616)

محمد رافع 52
04-03-2013, 09:35 AM
http://www.lovely0smile.com/images/Card/323.jpg (http://www.lamst-a.com/vb/showthread.php?t=66616)

محمد رافع 52
04-03-2013, 09:35 AM
http://www.lovely0smile.com/images/Card/322.jpg (http://www.lamst-a.com/vb/showthread.php?t=66616)

محمد رافع 52
04-03-2013, 09:36 AM
http://lovely0smile.com/images/Card/320.jpg (http://www.lamst-a.com/vb/showthread.php?t=66616)

محمد رافع 52
04-03-2013, 09:37 AM
http://www.lovely0smile.com/vcard/images/318.jpg (http://www.lamst-a.com/vb/showthread.php?t=66616)

محمد رافع 52
04-03-2013, 09:40 AM
http://www.lovely0smile.com/vcard/images/316.jpg (http://www.lamst-a.com/vb/showthread.php?t=66616)

محمد رافع 52
04-03-2013, 09:41 AM
http://www.lovely0smile.com/vcard/images/313.jpg (http://www.lamst-a.com/vb/showthread.php?t=66616)

محمد رافع 52
04-03-2013, 09:42 AM
http://www.lovely0smile.com/vcard/images/310.jpg (http://www.lamst-a.com/vb/showthread.php?t=66616)

محمد رافع 52
04-03-2013, 09:43 AM
http://www.lovely0smile.com/vcard/images/309.jpg (http://www.lamst-a.com/vb/showthread.php?t=66616)

محمد رافع 52
04-03-2013, 09:44 AM
http://www.lovely0smile.com/vcard/images/307.jpg (http://www.lamst-a.com/vb/showthread.php?t=66616)

محمد رافع 52
04-03-2013, 09:44 AM
http://www.lovely0smile.com/vcard/images/308.jpg (http://www.lamst-a.com/vb/showthread.php?t=66616)

محمد رافع 52
04-03-2013, 09:45 AM
http://www.lovely0smile.com/vcard/images/306.jpg (http://www.lamst-a.com/vb/showthread.php?t=66616)

محمد رافع 52
04-03-2013, 09:46 AM
http://www.lovely0smile.com/vcard/images/303.jpg (http://www.lamst-a.com/vb/showthread.php?t=66616)

محمد رافع 52
04-03-2013, 09:47 AM
http://www.lovely0smile.com/vcard/images/304.jpg (http://www.lamst-a.com/vb/showthread.php?t=66616)

http://www.lovely0smile.com/vcard/images/301.jpg (http://www.lamst-a.com/vb/showthread.php?t=66616)

محمد رافع 52
04-03-2013, 09:48 AM
http://www.lovely0smile.com/vcard/images/299.jpg (http://www.lamst-a.com/vb/showthread.php?t=66616)

محمد رافع 52
04-03-2013, 09:49 AM
http://www.lovely0smile.com/vcard/images/300.jpg (http://www.lamst-a.com/vb/showthread.php?t=66616)

محمد رافع 52
04-03-2013, 09:49 AM
http://www.lovely0smile.com/vcard/images/297.jpg (http://www.lamst-a.com/vb/showthread.php?t=66616)

محمد رافع 52
04-03-2013, 09:50 AM
http://www.lovely0smile.com/vcard/images/295.jpg

محمد رافع 52
04-03-2013, 09:52 AM
http://www.lovely0smile.com/vcard/images/289.jpg

محمد رافع 52
04-03-2013, 09:53 AM
http://www.lovely0smile.com/vcard/images/286.jpg

محمد رافع 52
04-03-2013, 09:08 PM
النَّـهي عن التَّطـيُّر

الحمد لله رب العالمين وأفضل الصلاة وأتم التسليم على المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله وصحبه أجمعين, وبعد:
الطيرة مايتشاءم به من الفأل الرديء وغيره ، واشتقاقها من الطَّير ، وكانت العرب تتطيَّر من الغراب، وتتشاءم به ، وترى أن ذلك مانع من الخير ، فنفى الإسلام ذلك ، وقال : "لا طيرة ".
والتطيُّر نوع من الشرك بالله- جل وعلا- بشرطه ، والشرك الذي يكون من جهة التطير مناف لكمال التوحيد الواجب ؛ لأنه شرك أصغر . وحقيقة التطير : أنه التشاؤم أو التفاؤل بحركة الطير من السوانح والبوارح ، أو النطيح والقعيد ، أو بغير الطير مما يحدث . فكانوا في الجاهلية إذا أراد أحد أن يذهب إلى مكان ، أو يمضي في سفر ، أو أن يعقد له خيارا ، استدل بما يحدث له من أنواع حركات الطيور ، أو بما يحدث له من الحوادث على أن هذا السفر سفر سعيد فيمضي فيه ، أو أنه سفر سيئ وعليه فيه وبال فيرجع عنه . وعلى هذا فضابط الطيرة الشركية التي من قامت في قلبه وحصل له شرطها وضابطها فهو مشرك الشرك الأصغر ، هو ما جاء في آخر الباب من قوله عليه الصلاة والسلام : « إنما الطيرة ما أمضاك أو ردك » رواه أحمد، فالطيرة شرك ، وهي التي تقع في القلب ، ويبني عليها المرء مضاء في الفعل ، أو نكوصا عنه . فإذا خرج مثلا من بيته وهو ينوي سفرا ، أو رحلة ، أو ينوي القيام بصفقة تجارة ، أو نحو ذلك ، فحصل أمامه حادث ، فهذا الحادث الذي حصل أمامه من تصادم سيارة ، أو اعتداء من واحد على آخر ، أو نحو ذلك ، إن أوقع في قلبه شؤما، واستدل بهذا الحادث على أنه سيفشل في سفره أو في تجارته أو أنه سيصيبه مكروه في سفره ، ورجع ولم يمض فقد حصل له التطير الشركي ، أما إذا حصل ذلك في قلبه وحصل له نوع تشاؤم ، ولكنه مضى وتوكل على الله ، فهذا لا يكاد يسلم منه أحد ، كما جاء في حديث ابن مسعود « وما منا إلا ، ولكن الله يذهبه بالتوكل » كما سيأتي .

فهذه حقيقة التطير الشركي وضابطه ، وتبين أن التطير عام ليس خاصا بالطير وحركاتها, ولأبي داود بسند صحيح عن عقبة بن عامر قال : « ذُكِرَت الطيرة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : « أحسنها الفأل » . الطيرة : يعني التأثر بالكلمة ؛ لأننا ذكرنا أن الطيرة عامة تشمل الأقوال والأعمال التي تحصل أمام العبد ، فإذا كان ثم تطير فإن أحسنه الفأل ، يعني : أن يقع في قلبه أنه سيحصل له كذا وكذا من جراء كلمة سمعها ، أو من جراء فعل حصل له . وأحسن ذلك الفأل وغيره مذموم ، وإنما كان الفأل محمودا وممدوحا ومأذونا به ؛ لما ذكرنا من أنه إذا تطير متفائلا فإنه محسن الظن بالله- جل وعلا- لأن التفاؤل يشرح الصدر ، ويؤنس العبد ، ويذهب الضيق الذي يوحيه الشيطان ويسببه في قلب العبد ، والشيطان يأتي للعبد فيجعله يتوهم أشياء تضره وتحزنه فإذا فتح العبد على قلبه باب التفاؤل أبعد عن قلبه باب تأثير الشيطان في النفس .
هذا, وقد جاء في السنَّة أحاديث عدَّة تنفي الطيرة, وتدعو إلى عدم الالتفات إليها, ومنها:
عن عبد اللَّه بن مسعود -رضي اللَّه عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال : «الطِّيرَةُ شِرْك ، الطِّيرةُ شرك ، الطِّيَرَةُ شِرْك - ثلاثا - وما منَّا إلا ، ولكنَّ اللَّه يُذهبُه بالتوكل». أخرجه أبو داود.
وعن بريدة -رضي اللَّه عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- «كان لا يَتَطَيَّر من شيء، وكان إذا بعث عاملا سأل عن اسمه ؟ فإذا أَعْجَبهُ فَرِحَ به ، وَرُئِيَ بِشْرُ ذلك في وجهه، وإن كَرِه اسَمه رُئِيَ كَرَاهِيةُ ذلك في وجهه ، وإذا دخل قَرية سأل عن اسمها؟ فإن أعجبه اسمها فرح بها ، وَرُئِيَ بِشْرُ ذلك في وجهه ، وإن كره اسمها رُئِيَ كراهية ذلك في وجهه» أخرجه أبو داود.
وعن عروة بن عامر القرشي قال : «ذُكِرَتِ الطِّيَرَةُ عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، فقال : أَحْسَنُها الفألُ ، ولا تَرُدُّ مسلما ، فإذا رأى أحدُكم ما يكره فليقل : اللهم لا يأتي بالحسناتِ إلا أنتَ ، ولا يدفع السيئاتِ إلا أنت، ولا حولَ ولا قوة إلا بك» أخرجه أبو داود.
وعن أنس بن مالك -رضي اللَّه عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال : «لا عَدْوى ، ولا طيرَةَ ، ويُعجِبْني الفَألُ ، قالوا : وما الفَأْلُ؟ قال : كلمة طيَّبة». أخرجه البخاري ومسلم. وللبخاري مثله ، وقال : «ويعجبني الفأُلُ الصَّالحُ : الكلمةُ الحسنةُ».
وعن قَطن بن قبيصة عن أبيه قال : سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول : «العيَافَةُ والطَّيرةَ والطَّرْقُ : من الجِبْتِ». أخرجه أبو داود.
والعيافة : زجر الطير والتفاؤل بها ،كما كانت العرب تفعله ، عاف الطير يعيفه : إذا زجره.
والطرق : الضرب بالعصا ، وقيل : هو الخط في الرمل ، كما يفعله المنجم لاستخراج الضمير ونحوه ، وقد جاء في كتاب أبي داود : «أن الطرق الزجر ، والعيافة الخط».
والجبت : كل ما عُبدَ من دون الله ، وقيل : هو الكاهن والشيطان.
وعن سعد بن مالك -رضي اللَّه عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يقول : «لا هامةَ ، ولا عدوى ، ولا طيرة ، وإن تكن الطَّيرَةُ في شيء : ففي الفرسِ ، والمرأةِ ، والَّدارِ».أخرجه أبو داود.
وعن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من ردته الطيرة من حاجة فقد أشرك». قالوا: يا رسول الله فما كفارة ذلك؟ قال: «يقول أحدهم: اللهم لا خير إلا خيرك،ولا طير إلا طيرك،ولا إله غيرك». قال الهيثمي: رواه أحمد والطبراني وفيه ابن لهيعة وحديثه حسن وفيه ضعف،وبقية رجاله ثقات.
وعن فضالة بن عبيد الأنصاري صاحب النبي صلى الله عليه وسلم ، أنه قال" من ردته الطيرة ، فقد قارف الشِّرك " . السلسلة الصحيحة رقم .
قال الله جل وعلا : {أَلَا إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِنْدَ اللَّهِ}[ الأعراف: 131]؛ فالله بيده الضر والنفع ، وبيده العطاء والمنع ، والطيرة لا أصل لها ، ولكنه شيء يجدونه في صدورهم ولا حقيقة له ، بل هو شيء باطل.
ولذا يجب على المسلم إذا رأى ما يتشاءم به : ألا يَرجِع عن حاجته ، فلو خرج ليسافر ، وصادفه شيء غير مناسب أو ما أشبه ذلك ، فلا يرجع ، بل يمضي في حاجته ويتوكَّل على الله ، فإن رَجَعَ فهذه هي الطيرة ، والطيرة قادحة في العقيدة ولكنها دون الشرك الأكبر ، بل هي من الشرك الأصغر . والله تعالى أعلم.

محمد رافع 52
04-03-2013, 09:16 PM
وقفات مع قوله تعالى: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ}

يقول العلامة الأمين الشنقيطي في كتابه "أضواء البيان" عند قوله تعالى: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ}:

ذكر جل وعلا في هذه الآية الكريمة أن هذا القرآن العظيم الذي هو أعظم الكتب السماوية ، وأجمعها لجميع العلوم ، وآخرها عهدا برب العالمين جل وعلا ، يهدي للتي هي أقوم ; أي الطريقة التي هي أسد وأعدل وأصوب . ف التي نعت لموصوف محذوف . على حد قول ابن مالك في الخلاصة :
وما من المنعوت والنعت عقل ... يجوز حذفه وفي النعت يقل
وقال الزجاج والكلبي والفراء : للحال التي هي أقوم الحالات ، وهي توحيد الله والإيمان برسله .
وهذه الآية الكريمة أجمل الله جل وعلا فيها جميع ما في القرآن من الهدى إلى خير الطرق وأعدلها وأصوبها ، فلو تتبعنا تفصيلها على وجه الكمال لأتينا على جميع القرآن العظيم لشمولها لجميع ما فيه من الهدى إلى خيري الدنيا والآخرة . ولكننا إن شاء الله تعالى سنذكر جملا وافرة في جهات مختلفة كثيرة من هدى القرآن للطريق التي هي أقوم بيانا لبعض ما أشارت إليه الآية الكريمة ، تنبيها ببعضه على كله من المسائل العظام ، والمسائل التي أنكرها الملحدون من الكفار ، وطعنوا بسببها في دين الإسلام ، لقصور إدراكهم عن معرفة حكمها البالغة .
فمن ذلك توحيد الله جل وعلا ، فقد هدى القرآن فيه للطريق التي هي أقوم الطرق وأعدلها ، وهي توحيده جل وعلا في ربوبيته ، وفي عبادته ، وفي أسمائه وصفاته . وقد دل استقراء القرآن العظيم على أن توحيد الله ينقسم إلى ثلاثة أقسام :
الأول : توحيده في ربوبيته ، وهذا النوع من التوحيد جبلت عليه فطر العقلاء ، قال تعالى : ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله الآية [43 \ 87] ، وقال : قل من يرزقكم من السماء والأرض أمن يملك السمع والأبصار ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ومن يدبر الأمر فسيقولون الله فقل أفلا تتقون [10 \ 31] ، وإنكار فرعون لهذا النوع من التوحيد في قوله : قال فرعون وما رب العالمين [26 \ 23] تجاهل عن عارف أنه عبد مربوب ; بدليل قوله تعالى : قال لقد علمت ما أنزل هؤلاء إلا رب السماوات والأرض بصائر الآية [17 \ 102] ، وقوله : وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا [27 \ 14] ، وهذا النوع من التوحيد لا ينفع إلا بإخلاص العبادة لله ، كما قال تعالى : وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون [12 \ 106] ، والآيات الدالة على ذلك كثيرة جدا .
الثاني : توحيده جل وعلا في عبادته ، وضابط هذا النوع من التوحيد هو تحقيق معنى «لا إله إلا الله» وهي متركبة من نفي وإثبات ، فمعنى النفي منها : خلع جميع أنواع المعبودات غير الله كائنة ما كانت في جميع أنواع العبادات كائنة ما كانت . ومعنى الإثبات منها : إفراد الله جل وعلا وحده بجميع أنواع العبادات بإخلاص ، على الوجه الذي شرعه على ألسنة رسله عليهم الصلاة والسلام . وأكثر آيات القرآن في هذا النوع من التوحيد ، وهو الذي فيه المعارك بين الرسل وأممهم أجعل الآلهة إلها واحدا إن هذا لشيء عجاب [38 \ 5] .
ومن الآيات الدالة على هذا النوع من التوحيد قوله تعالى : فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك الآية [47 \ 19] ، وقوله : ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت [16 \ 36] ، وقوله : وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون [21 \ 25] ، وقوله : واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا أجعلنا من دون الرحمن آلهة يعبدون [43 \ 45] ، وقوله : قل إنما يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد فهل أنتم مسلمون [21 \ 108] ، فقد أمر في هذه الآية الكريمة أن يقول : إنما أوحي إليه محصور في هذا النوع من التوحيد ، لشمول كلمة : «لا إله إلا الله» لجميع ما جاء في الكتب ; لأنها تقتضي طاعة الله بعبادته وحده . فيشمل ذلك جميع العقائد والأوامر والنواهي ، وما يتبع ذلك من ثواب وعقاب ، والآيات في هذا النوع من التوحيد كثيرة .
النوع الثالث : توحيده جل وعلا في أسمائه وصفاته . وهذا النوع من التوحيد ينبني على أصلين :
الأول : تنزيه الله جل وعلا عن مشابهة المخلوقين في صفاتهم ، كما قال تعالى : ليس كمثله شيء [42 \ 11] .
والثاني : الإيمان بما وصف الله به نفسه ، أو وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم على الوجه اللائق بكماله وجلاله ، كما قال بعد قوله : ليس كمثله شيء وهو السميع البصير مع قطع الطمع عن إدراك كيفية الاتصاف ، قال تعالى : يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون به علما [20 \ 110] ، وقد قدمنا هذا المبحث مستوفى موضحا بالآيات القرآنية «في سورة الأعراف» .
ويكثر في القرآن العظيم الاستدلال على الكفار باعترافهم بربوبيته جل وعلا على وجوب توحيد في عبادته ; ولذلك يخاطبهم في توحيد الربوبية باستفهام التقرير ، فإذا أقروا بربوبيته احتج بها عليهم على أنه هو المستحق لأن يعبد وحده ، ووبخهم منكرا عليهم شركهم به غيره ، مع اعترافهم بأنه هو الرب وحده ; لأن من اعترف بأنه هو الرب وحده لزمه الاعتراف بأنه هو المستحق لأن يعبد وحده .
ومن أمثلة ذلك قوله تعالى : قل من يرزقكم من السماء والأرض أمن يملك السمع والأبصار [10 \ 31] إلى قوله : فسيقولون الله [10 \ 31] . فلما أقروا بربوبيته وبخهم منكرا عليهم شركهم به غيره ، بقوله : فقل أفلا تتقون [10 \ 31] .
ومنها قوله تعالى : قل لمن الأرض ومن فيها إن كنتم تعلمون سيقولون لله [23 \ 84 ، 85] ، فلما اعترفوا وبخهم منكرا عليهم شركهم بقوله : قل أفلا تذكرون [23 \ 85] ، ثم قال : قل من رب السماوات السبع ورب العرش العظيم سيقولون لله [23 \ 86 - 87] ، فلما أقروا وبخهم منكرا عليهم شركهم بقوله : قل أفلا تتقون [23 \ 87] ، ثم قال : قل من بيده ملكوت كل شيء وهو يجير ولا يجار عليه إن كنتم تعلمون سيقولون لله [23 \ 88 ، 89] ، فلما أقروا وبخهم منكرا عليهم شركهم بقوله : قل فأنى تسحرون [23 \ 89] .
ومنها قوله تعالى : قل من رب السماوات والأرض قل الله [13 \ 16] ، فلما صح الاعتراف وبخهم منكرا عليهم شركهم بقوله : قل أفاتخذتم من دونه أولياء لا يملكون لأنفسهم نفعا ولا ضرا [13 \ 16] .
ومنها قوله تعالى : ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله [43 \ 87] ، فلما صح إقرارهم وبخهم منكرا عليهم بقوله : فأنى يؤفكون [43 \ 87] .
ومنها قوله تعالى : ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض وسخر الشمس والقمر ليقولن الله [29 \ 61] ، فلما صح اعترافهم وبخهم منكرا شركهم بقوله : فأنى يؤفكون [29 \ 61] وقوله تعالى : ولئن سألتهم من نزل من السماء ماء فأحيا به الأرض من بعد موتها ليقولن الله [29 \ 63] ، فلما صح إقرارهم وبخهم منكرا عليهم شركهم بقوله : قل الحمد لله بل أكثرهم لا يعقلون [29 \ 63] ، وقوله : ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن الله [31 \ 25] ، فلما صح اعترافهم وبخهم منكرا عليهم بقوله : قل الحمد لله بل أكثرهم لا يعلمون [31 \ 25] ، وقوله تعالى : آلله خير أم ما أمن خلق السماوات والأرض وأنزل لكم من السماء ماء فأنبتنا به حدائق ذات بهجة ما كان لكم أن تنبتوا شجرها [27 \ 59 - 60] ، ولا شك أن الجواب الذي لا جواب لهم البتة غيره : هو أن القادر على خلق السماوات والأرض وما ذكر معها ، خير من جماد لا يقدر على شيء . فلما تعين اعترافهم وبخهم منكرا عليهم بقوله : أإله مع الله بل هم قوم يعدلون [27 \ 60] ، ثم قال تعالى : أمن جعل الأرض قرارا وجعل خلالها أنهارا وجعل لها رواسي وجعل بين البحرين حاجزا [27 \ 61] ولا شك أن الجواب الذي لا جواب غيره كما قبله ، فلما تعين اعترافهم وبخهم منكرا عليهم بقوله : أإله مع الله بل أكثرهم لا يعلمون [27 \ 61] ، ثم قال جل وعلا : أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض [27 \ 62] ولا شك أن الجواب كما قبله . فلما تعين إقرارهم بذلك وبخهم منكرا عليهم بقوله : أإله مع الله قليلا ما تذكرون [27 \ 62] ، ثم قال تعالى : أمن يهديكم في ظلمات البر والبحر ومن يرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته [27 \ 63] ، ولا شك أن الجواب كما قبله ، فلما تعين إقرارهم بذلك وبخهم منكرا عليهم بقوله : أإله مع الله تعالى الله عما يشركون [27 \ 63] ، ثم قال جل وعلا : أمن يبدأ الخلق ثم يعيده ومن يرزقكم من السماء والأرض [27 \ 64] ، ولا شك أن الجواب كما قبله ، فلما تعين الاعتراف وبخهم منكرا عليهم بقوله : أإله مع الله قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين [27 \ 64] ، وقوله : الله الذي خلقكم ثم رزقكم ثم يميتكم ثم يحييكم هل من شركائكم من يفعل من ذلكم من شيء [30 \ 40] ، ولا شك أن الجواب الذي لا جواب لهم غيره هو : لا ، أي : ليس من شركائنا من يقدر على أن يفعل شيئا من ذلك المذكور من الخلق والرزق والإماتة والإحياء ، فلما تعين اعترافهم وبخهم منكرا عليهم بقوله : سبحانه وتعالى عما يشركون [30 \ 40] .
والآيات بنحو هذا كثيرة جدا ، ولأجل ذلك ذكرنا في غير هذا الموضع أن كل الأسئلة المتعلقة بتوحيد الربوبية استفهامات تقرير ، يراد منها أنهم إذا أقروا رتب لهم التوبيخ والإنكار على ذلك الإقرار ; لأن المقر بالربوبية يلزمه الإقرار بالألوهية ضرورة ; نحو قوله تعالى : أفي الله شك [14 \ 10] ، وقوله : قل أغير الله أبغي ربا [6 \ 164] ، وإن زعم بعض العلماء أن هذا استفهام إنكار ; لأن استقراء القرآن دل على أن الاستفهام المتعلق بالربوبية استفهام تقرير وليس استفهام إنكار ، لأنهم لا ينكرون الربوبية ، كما رأيت كثرة الآيات الدالة عليه .

ثم ذكر رحمه الله ما يستفاد من الآية من وجوه هداية القرآن للتي هي أقوم, ولولا الإطالة لسردته, فليراجعه من أراد الاستزادة والفائدة.

وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد وآله وسلّم.

محمد رافع 52
04-03-2013, 09:21 PM
(لا إله إلا الله) المفهوم والحقيقة (1)

الحمد لله وكفى ، وسلام على عباده الذين اصطفى ، أما بعد :


مقـدمة :
كلمة الإخلاص لا إله إلا الله هي أصل دين الإسلام ومفتاح دار السلام ، وهي العروة الوثقــى وكلمة التقوى ، وهي الحنيفية ملة إبراهيم عليه السلام ، فطر الله عليها جميع المخلوقات وبها قامت الأرض والسموات ، ولأجلها أرسلت الرسل وأنزلت الكتب ، ولأجلها جردت سيوف الجهاد و بها أمر الله جميع العباد ، وهي أساس الفرض والسنة ، وعليها أسست الملة ونصبت القبلة ، وهي الفارق بين الإسلام والكفر ، من استمسك بها فقد سلم ومن اعتصم بها فقد عصم , فلا إله إلا الله قد جمعت الدين كله، وهنا لابد من التنبيه إلى أمرين مهمين :
الأول:

إذا كانت لا إله إلا الله بهذه المنزلة العالية والمرتبة الرفيعة في دين الله ؛ فليعلم أنَّ فرض معرفة شهادة أن لا إله إلا الله مقدم على معرفة فرض الصلاة والصيام ؛ فيجب على العبد أن يبحث عن معنى ذلك أعظم من بحثه عن معاني الصلاة والصيام .
الثاني:

قد تفاوت الناس في هذه الكلمة بحسب حالهم علماً واعتقاداً وعملاً، فمنهم من يقولها وهو يجهل مدلولها ومقتضاها، ومنهم من يقولها وهو لا يجهل مضمونها ومقتضاها لكن يمنعه من قصد ما دلت عليه من الحق والعمل به موانع من آفات النفوس، ومنهم من يقولها ويظن أنه قد أتى بمضمونها ومقتضاها وهو قد وقع فيما يناقضها قولاً وعملاً ، ومنهم من يقولها عن علم ويقين صادقاً مخلصاً من قلبه قد أدى حقوقها وعمل بمقتضاها واستقام على ذلك ولم يأت بما يبطلها فهؤلاء هم المؤمنون حقاً والموحدون صدقاً.


فإليك يا أخي الكريم - ثبتنا الله وإيَّاك على الإسلام والسنة- بعضاً من الإشارات والشذرات حول هذه الكلمة العظيمة.
أولاً:

( فضل لا إله إلا الله )
لو لم يكن في بيان فصلها إلا كونها علماً على الإيمان في الشرع؛ تعصم الدماء والأموال إلا بحقها، وكون إيمان الكافر موقوفاً على النطق بها لكان كافياً للعقلاء ،كيف وقد وردت النصوص الكثيرة في بيان فضلها وعظيم أجرها، ومن ذلك :
1- أنَّها الكلمة العظيمة التي شهد الله بها لنفسه وشهد بها له ملائكته وأولو العلم من خلقه، قال تعالى ( شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)
فتضمنت هذه الآية أجل شهادة وأعظمها وأعدلها وأصدقها من أجل شاهد بأجل مشهود به .
2- أنَّ أعظم آية في كتاب الله - وهي آية الكرسي - افتتحها سبحانه بذكر كلمة التوحيد , قال تعالى ( اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ ..) الآية
3- أنَّ الله وصفها في القرآن بأنَّها الكلمة الطيّبة، قال الله تعالى : (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ).
قال ابن عباس- رضي الله عنهما -(مثلا كلمة طيبة) شهادة أن لا إله إلا الله.
4- قال تعالى (يُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنْذِرُوا أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاتَّقُونِ )
فعندما عدد الله سبحانه على عباده النعم في هذه السورة التي تسمى سورة النعم (وهي سورة النحل) بدأ بذكر التوحيد ، قال سفيان بن عيينة -رحمه الله - ( ما أنعم الله على عبد من العباد نعمة أعظم من أن عرفهم لا إله إلا الله، وإنَّ لا إله إلا الله لأهل الجنة كالماء البارد لأهل الدنيا).
و من النصوص الواردة في السنـة :
1- ما جاء في الصحيحين عن عبادة بن الصامت -رضي الله عنه- عن النبي- صلى الله علــــيه و سلم -قال:( من قال أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأنَّ محمداً عبده ورسوله وأنَّ عيسى عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه وأنَّ الجنة حق والنار حق أدخله الله من أي أبواب الجنة الثمانية شاء ).
2- وفي الصحيحين عن عِتبان بن مالك- رضي الله عنه- عن النبي- صــلى الله عليـــه و سلم -قال:( إنَّ الله حرم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله).
3- عن أنس بن مالك-رضي الله- قال:(كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يُغِيرُ إِذَا طَلَعَ الْفَجْرُ ، وكان يَتَسَمَّعُ الأَذَانَ ، فَإِنْ سَمِعَ أَذَانًا أَمْسَكَ ، وَإِلاَّ أَغَارَ ، فَسَمِعَ رَجُلاً يَقُولُ : اللَّهُ أَكْبَرُ ، اللَّهُ أَكْبَرُ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : عَلَى الْفِطْرَةِ ، ثُمَّ قَالَ : أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ ، أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : خَرَجْتَ مِنَ النَّارِ. فَنَظَرُوا فَإِذَا هُوَ رَاعِي مِعْزًى) رواه مسلم.
والنصوص كما تقدم في هذا الباب كثيرة جداً ، وما سبق ذكره يكفي - إن شاء الله - في هذه العجالة .

ثانياً:

(معنى لا إله إلا الله)
كلمة التوحيد لا تنفع إلا من كان عارفا لمعناها عاملا بمقتضاها، وأخلص لله ولم يشرك به شيئا فهذا تنفعه ،و أما من قالها من غير علم بمعناها ولا اعتقاد ولا عمل بمقتضاها بل أشرك بالله واتخذ الوسائط والشفعاء من دون الله وفعل لهم ما يفعله أهل الجاهلية من المشركين فهذا لا تنفعه بالإجماع بل هي حجة عليه بلا ريب .
وليعلم أنًّ أول واجب على الإنسان هو معرفة معنى هذه الكلمة، قال الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم (فاعلم أنه لا إله إلا الله)، وقال تعالى ( إلا من شهد بالحق ) أي بلا إله إلا الله (وهم يعلمون) أي بقلوبهم ما شهدوا به بألسنتهم ، فأفرض الفرائض معرفة معنى هذه الكلمة ثم التلفظ بها والعمل بمقتضاها .
ولعظم هذا الأمر وأهميته فقد بيَّن الله تعالى في مواضع من القرآن الكريم معنى كلمة الإخــلاص لا إله إلا الله، ولم يكل عباده في بيان معناها إلى أحد سواه .
فمعنى لا إله إلا الله نفي الإلهية عما سوى الله تبارك وتعالى ،وإثباتها كلها لله وحده لا شريك له، ليس فيها حقاً لغيره لا لملك مقرب ولا لنبي مرسل .
فلا إله إلا الله تعني لا معبود بحق إلا الله، هذا هو التفسير الذي دلت عليه النصوص ومن ذلك قوله تعالى (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ (26) إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ) فعبر عن معنى لا إله بقوله (إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ) وعبر عن معنى إلا الله بقوله ( إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي).
وقوله تعالى (وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ) فقوله (أَلَّا تَعْبُدُوا) هو معنى لا إله، وقوله (إِلَّا إِيَّاهُ) هو معنى إلا الله، ونظائر هذه الآيات في القرآن كثيرة ، فتبين بذلك أن معنى لا إله إلا الله هو البراءة من عبادة كل ما سوى الله، وإخلاص العبادة بجميع أنواعها لله تعالى ، وهذا واضح جلي لمن جعل الله له بصيرة ولم تتغير فطرته، فالقرآن كله في تقرير معنى لا إله إلا الله، وما تقتضيه، وما تستلزمه، والله اعلم

وللكلام بقية يأتي - إن شاء الله - في المقال القادم
والحمد لله رب العالمين

محمد رافع 52
04-03-2013, 09:27 PM
(لا إله إلا الله) المفهوم والحقيقة (2)

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين ، أما بعد :
ثالثاً: (شروط لا إله إلا الله)
لا إله إلا الله وما ورد في فضلها حق ثابت يجب الإيمان به ، لكنها جاءت مقيدة بالقيود الثقال التي لابد من الإتيان بجميعها قولاً واعتقاداً ، قال الحسن للفرزدق وهو يدفن امرأته ما أعددت لهذا اليوم؟ قال شهادة أن لا إله إلا الله منذ سبعين سنة، قال الحسن نِعم العُدة لكن لـ (لا إله إلا الله) شروطاً، فإياك وقذف المحصنات ، وقال وهب بن منبه لمن سأله أليس لا إله إلا الله مفتاح الجنة؟ قال بلى، ولكن ما من مفتاح إلا له أسنان، فإن جئت بمفتاح له أسنان فتح لك وإلا لم يفتح لك .
وحاصل ذلك : أنَّ لا إله إلا اللّه سبب لدخول الجنة، والنجاة من النار، ومقتضٍ لذلك، ولكن المقتضي لا يعمل عمله إلا باستجماع شروطه، وانتفاء موانعه، فقد يتخلف عنه مقتضاه لفوات شرط من شروطه، أو لوجود مانع.
وقد ذكر أهل العلم لكلمة التوحيد سبعة شروط وهي كالتالي :
1- (العلم ) بمعناها المراد منها، نفياً وإثباتاً، المنافي للجهل بذلك ، قال تعالى (إِلَّا مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ) أي بلا إله إلا الله وهم يعلمون بقلوبهم معنى ما نطقوا بألسنتهم ، وقال تعالى (فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ)، وفي الصحيح عن عثمان رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "من مات وهو يعلم أنه لا إله إلا الله دخل الجنة " رواه مسلم .
2- (اليقين ) بأن يكون قائلها مستيقناً بمدلول هذه الكلمة يقيناً جازماً ، وهذا ينافي الشك ، قال الله تعالى: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آَمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ)
فاشترط في صدق إيمانهم بالله ورسوله كونهم لم يرتابوا ، أي لم يشكوا ، وفي الصحيح من حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله ، لا يلقى الله بهما عبد غير شاك فيهما إلا دخل الجنة " رواه مسلم.
3- (الانقياد ) لما دلت عليه ظاهراً وباطناً، قال الله عز وجل (وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى) أي بلا إله إلا الله ، ومعنى ( يُسلم وجهه) أي ينقاد .
4- (القبول ) لها فلا يرد شيئاً من لوازمها ومقتضياتها ، قال تعالى في شأن من لم يقبلها (احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ) إلى قوله (إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ (35) وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُوا آَلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَجْنُونٍ)
وقال النبي صلى الله عليه وسلم : " مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل الغيث الكثير أصاب أرضاً فكان منها نقية قبلت الماء فأنبتت الكلأ والعشب الكثير ، وكان منها أجادب أمسكت الماء فنفع الله به الناس فشربوا وسقوا وزرعوا ، وأصاب منها طائفة أُخرى إنما هي قيعان لا تمسك ماءً ولا تُنبت كلأً فذلك مثل من فقه في دين الله ونفعه مابعثني الله به فعلم وعلّم ، ومثل من لم يرفع بذلك رأساً ولم يقبل هدى الله الذي أُرسلت به " .متفق عليه .
5- (الإخلاص ) فيها ، قال تعالى (أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ) وقال تعالى (قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ) و عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :" أسعد الناس بشفاعتي من قال لا إله إلا الله خالصاً من قلبه " رواه البخاري.
6- (الصدق) من صميم القلب لا باللسان ، قال تعالى (فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ ) وعن النبي صلى الله عليه وسلم " ما من أحد يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله صدقاً من قلبه إلا حرمه الله على النار " رواه البخاري.
7- (المحبة) لها ولأهلها ، والموالاة والمعادة لأجلها ، قال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ) وقال سبحانه (لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آَبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ) وعن الني -صلى الله عليه وسلم- قال ( ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما ...) الحديث ، متفق عليه .
رابعاً: (مفاهيم خاطئة حول لا إله إلا الله)
رغم البيان الذي جاءت به النصوص في تحديد المراد من كلمة لا إله إلا الله - وهو البيان الذي ليس فوقه بيان - فقد وقع الخطأ والميل عن الصواب من بعض الناس في معنى هذه الكلمة فمن ذلك :
1- قول بعضهم معنى لا إله إلا الله أي القادر على الاختراع، أو المستغني عما سواه المفتقر إليه ما عداه ، ومعلوم أن المشركين من العرب الذي بعث إليهم محمد- صلى الله عليه وسلم- لم يكونوا يخالفون في هذا المعنى بل كانوا يقرون بذلك ، قال تعالى (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ) وقال تعالى (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ) إلى غير ذلك من الآيات ، وهذا الإقرار منهم بتوحيد الربوبية لم يدخلهم في الإسلام لمَّا جحدوا ما دلت عليه لا إله إلا الله من إخلاص العبادة لله ، والعجيب أن المشركين قد عرفوا المعنى الحقيقي لكلمة التوحيد ، ولهذا لما قال لهم الني -صلى الله عليه وسلم- قالوا لا إله إلا الله قالوا (أَجَعَلَ الْآَلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ) فلا خير في رجل جهال الكفار أعلم منه بمعنى لا إله إلا الله.
(وقفـــة):
إنَّ من أعظم ما يعين على تفهم ومعرفة معنى لا إله إلا الله ؛هو معرفة حال المشركين الذين نزل فيهم القرآن، وماذا كانوا يعتقدون، وبماذا كفروا ، وما الذي أوردهم أودية الباطل، ووحل الوثنية .
2- وقول بعضهم معنى لا إله إلا الله هو تحكيم شريعة الله، ويقصدون بذلك التحاكم إلى شرع الله في أمور الخصومات والمنازعات وجميع مسائل القضاء الأخرى ، لكنهم لا يدخلون في ذلك إفراد الله بالحكم في مسألة العبادة والتوحيد التي هي أساس الملة والشرع , والحق أنَّ هذا التفسير فيه قصور عن المعنى الكلي الذي جاءت به لا إله إلا الله ، فالحاكمية داخلة في معنى لا إله إلا الله وهي جزء منها وليست هي الأصل لهذه الكلمة العظيمة، فقصر معنى لا إله إلا الله على مسألة الحاكمية فيه إخراج لبقية معاني الإلهية , لذلك يلاحظ على القائلين بهذا التفسير أمران :
الأول : أنَّ جهدهم منصب على هذه القضية مع إغفال جوانب التوحيد الأخرى .
الثاني : أنَّ هؤلاء يدعون إلى تحكيم شرع الله في أمور المنازعات والخصومات وسائر المعاملات كما تقدم ، وهذا أمر لا ينازع فيه أحد ويؤيدون عليه ، لكنهم في أمور العقائد يتلاشى عندهم هذا المبدأ ؛ فتجد فيهم ومن بينهم من قد عرف ببدعته وضلاله بل بتلبسه بالشرك الصريح وانحرافه عن المنهج القويم والصراط المستقيم، ومع ذلك يغضون الطرف عنه ، وهذا من التناقض الفاضح !!.
3- قول بعضهم معنى لا إله إلا الله هو إخراج اليقين الفاسد من القلب على الأشياء، وإدخال اليقين الصحيح على ذات الله أنَّه لاخالق إلا الله ولا رازق إلا الله ولا مدبر إلا الله ، فيقال هذا أيضاً لم يزد أصحابه على إعادة تقرير توحيد المعرفة والإثبات (الربوبية) الذي أقر به المشركون كما تقدم .
تنبــيه :
الأول : عقيدة التوحيد والحمد لله ليست بحاجة إلى من يأتي لها بمصطلحات حادثة ،وألفاظ مجملة، أو عبارات قاصرة غير وافية، يندس من خلالها أهل البدع والخرافة .
الثاني : كل من أعرض عن المشروع فإنه يبتلى ولا محالة بالوقوع في الممنوع ،لهذا تجد من أكثر من سماع القصائد بقصد صلاح قلبه نقصت رغبته في سماع القرآن، ومن أكثر من الصلاة والدعاء عند المشاهد القبور قلت رغبته في الدعاء والصلاة في المساجد ، وهكذا من أعرض عن ألفاظ النصوص الشرعية وما دلت عليه فأنه يبتلى بهذه الألفاظ المحدثة التي لا تشفي عليلاً ولا تروي غليلاً، بل تزيد صاحبها حيرة وضلالاً،و يُنفَذُ من خلالها إلى إبطال معاني الأدلة الشرعية والله المستعان .
وختاماً :
فإن لا إله إلا الله شجرة السعادة ، إن غرستها في منبت التصديق، وسقيتها من ماء الإخلاص، ورعيتها بالعمل الصالح ،رسخت عروقها ،وثبتت ساقها، واخضرت أوراقها، وأينعت ثمارها ، وتضاعف أكلها، وإن غرست هذه الشجرة في منبت التكذيب والشقاق ، وسقيتها بماء الرياء والنفاق، وتعاهدتها بالأعمال السيئة ، والأقوال القبيحة تناثرت ثمارها، وتساقطت أوراقها، وتقطعت عروقها، وهبت عليها عواصف القذر ومزقتها كل ممزق،،،


فيها أيها الراجي ســـلامة دينــه *** عليك بتقوى الله ذي العرش تهـتد
وإن رمت أن تنجو من النـــار سالماً *** وتحظى بجــنات وـلد مؤبــد
وروح وريحـــان وأرغــد حبرة *** وحور حســان كاليواقيت خرد
فحقق لتــوحيد العـبادة مخلصــاً *** بأنواعـها لله قصـداً وجـــرد


والحمد لله رب العالمين

محمد رافع 52
06-03-2013, 04:55 PM
الاستغفار هو طلب المغفرة


والمغفرة هي وقاية شر الذنوب مع سترها ،
أي أن الله عز وجل يستر على العبد فلا يفضحه في الدنيا
ويستر عليه في الآخرة فلا يفضحه في ***اتها ويمحو عنه عقوبة ذنوبه بفضله ورحمته . وقد كثر ذكر الاستغفار في القرآن ، فتارة يؤمر به

كقوله تعالى

(وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ)(المزمل/20)

وتارة يمدح أهله

كقوله تعالى :

(وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالأَسْحَارِ)(آل عمران/17) ،

وتارة يذكر الله عز وجل أنه يغفر لمن استغفره

كقوله تعالى :

(وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءاً أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُوراً رَحِيماً) (النساء/110) .

وكثيرًا ما يقرن الاستغفار بذكر التوبة فيكون الاستغفار حينئذ عبارة عن طلب المغفرة باللسان ، والتوبة عبارة عن الإقلاع عن الذنوب بالقلب والجوارح ، وحكم الاستغفار كحكم الدعاء ، إن شاء الله أجابه وغفر لصاحبه لاسيما إذا خرج من قلب منكسر بالذنوب ، أو صادف ساعة من ساعات الإجابة كالأسحار وأدبار الصلوات ، وأفضل الاستغفار أن يبدأ بالثناء على ربه ، ثم يثني بالاعتراف بذنبه ، ثم يسأل ربه بعد ذلك المغفرة ، كما في حديث شداد بن أوس عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال : " سيد الاستغفار أن يقول العبد : اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني ، وأنا عبدك ، وأنا على عهدك ، ووعدك ما استطعت ، أعوذ بك من شر ما صنعت ، أبوء لك بنعمتك عليَّ ، وأبوء بذنبي ، فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت "(رواه البخاري) .

محمد محمود بدر
06-03-2013, 05:35 PM
جزاكم الله خيرا

محمد رافع 52
06-03-2013, 07:05 PM
جزاكم الله خيرا



بارك الله فيكم

محمد رافع 52
16-03-2013, 01:06 PM
أحبابنا في الله:
الإسلام هو الدين القيم الذي فيه صلاح البلاد والعباد، وهو أعظم المنن التي منّ بها الكريم الوهاب، وقد تكفل الله لمن سلكه بسعادة الدنيا والآخرة، فيه المبادئ السامية، والأخلاق العالية، والنظم العادلة. إنه الدين الذي ينبغي لنا أن نفتخر به، وأن نتشرف بالانتساب إليه، فمن لم يتشرف بهذا الدين ويفخر به ففي قلبه شك وقلة يقين.
إن الحق يخاطب حبيبه http://www.islamdoor.com/k/salla-icon.gif قائلاً: http://www.islamdoor.com/k/start-icon.gifوَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْـأَلُونَhttp://www.islamdoor.com/k/end-icon.gif [الزخرف:44]. أي: شرف لك وشرف لقومك وشرف لأتباعك إلى يوم القيامة.

وممـا زادني شـرفاً وتيهـاً وكدت بإخمصي أطأ الثريا


دخولي تحت قولك يا عبادي وأن صيرت أحمد لي نبياً

إن الشرف أن تكون من عباد الله الصالحين، وأن تعمل الصالحات وتجتنب المحرمات.
إن الشرف أن تدعو لهذا الدين، وأن تتبع سنة خير المرسلين http://www.islamdoor.com/k/salla-icon.gif، لقد أدرك سلفنا الأول عظمة هذا الدين، فقدموا أنفسهم وأموالهم رخيصة لهذا الدين.
لقد كان الإسلام هو شرفهم الأول وغاية آمالهم، فهذا عبد الله بن أم مكتوم – رضي الله عنه الذي يقول له النبي http://www.islamdoor.com/k/salla-icon.gif: ((مرحباً بالذي عاتبني فيه ربي)) – لما أتى داعي الجهاد في سبيل الله، وارتفعت راية الإسلام، ونادى النفير للجهاد، فيقول له الصحابة: إنك معذور، أنت أعمى، وذلك لقوله تعالى: http://www.islamdoor.com/k/start-icon.gifلَّيْسَ عَلَى ٱلاْعْمَىٰhttp://www.islamdoor.com/k/end-icon.gif [الفتح:17]. فيجيبهم: لا والله، والله يقول: http://www.islamdoor.com/k/start-icon.gifٱنْفِرُواْ خِفَافًا وَثِقَالاًhttp://www.islamdoor.com/k/end-icon.gif [التوبة:41].
فلما حضرت المعركة أعطوه الراية، وقالوا: إياك أن نؤتى من قبلك فقال رضي الله عنه: بئس حامل القرآن إن أتيتم من قبلي، فوقف مكانه حتى ***، فكان قبره تحت قدميه رضي الله عنه وأرضاه.
وهذا فارس آخر من فرسان الإسلام العظام، الذين تربوا على يد محمد http://www.islamdoor.com/k/salla-icon.gif، فقدموا للبشرية الشرف العظيم في انتمائهم للإسلام وتشرفهم به، إنه جليبيب رضي الله عنه، ذلك الصحابي الذي لم يكن يملك من الدنيا إلا الإيمان الذي ملأ قلبه، فأضاء له الدنيا.
جاء جليبيب إلى رسول الله http://www.islamdoor.com/k/salla-icon.gif، فتبسم عليه الصلاة والسلام لما رآه، وقال: ((يا جليبيب أتريد الزواج))؟ فقال: يا رسول الله، من يزوجني ولا أسرة عندي ولا مال ولا دار ولا شيء من متاع الدنيا؟! فقال عليه الصلاة والسلام: ((اذهب إلى ذلك البيت من بيوت الأنصار، فأقرئهم مني السلام، وقل لهم: إن رسول الله http://www.islamdoor.com/k/salla-icon.gif يأمركم أن تزوجوني))، فذهب وطرق عليهم الباب، فخرج رب البيت، ورأى جليبيباً، فقال له: ماذا تريد؟ فأخبره الخبر، فعاد إلى زوجته، فشاورها، ثم قالوا: ليته غير جليبيب، لا نسب ولا مال ولا دار، فشاروا الفتاة، فقالت: وهل نرد رسول رسول الله http://www.islamdoor.com/k/salla-icon.gif فتزوج بها.
وحضر النبي http://www.islamdoor.com/k/salla-icon.gif غزوة من الغزوات، فلما كتب لهم النصر قال النبي http://www.islamdoor.com/k/salla-icon.gif لأصحابه: ((هل تفقدون من أحد))؟ قالوا: نعم، فلاناً وفلاناً وفلاناً، ثم قال http://www.islamdoor.com/k/salla-icon.gif: ((لكني أفقد جليبيباً، فاطلبوه))، فطلب في ال***ى، فوجدوه إلى جنب سبعة قد ***هم، ثم ***وه، فأتى النبي http://www.islamdoor.com/k/salla-icon.gif فوقف عليه، فقال: ((*** سبعة ثم ***وه، هذا مني وأنا منه))، ثم وضعه على ساعديه، ليس له إلا ساعدا النبي http://www.islamdoor.com/k/salla-icon.gif، ثم حفر له ووضع في قبره. [المسند: 4/422، مسلم: 4/1918].
فانظروا – رحمكم الله – إلى هذا الرجل الذي يفتخر به النبي http://www.islamdoor.com/k/salla-icon.gif، ويضع ساعده الشريف وسادة له حتى يحفر له القبر إكراماً له، مع أنه من الفقراء في المال، لكنه من الأعزاء بالإسلام المتشرفين بالانتساب له.
إنهم عظماء؛ لأنهم عاشوا في كنف محمد http://www.islamdoor.com/k/salla-icon.gif.
واستمعوا إلى قصة عظيمة، إنها قصة عمر رضي الله عنه حينما خرج إلى القدس ليتسلم مفاتيح بيت المقدس – أسأل الله أن يعيده إلينا – يخرج عمر على حاله المعروفة، فيستعرض الجيش الإسلامي العظيم، ويقول قولته المشهورة: نحن قوم أعزنا الله بالإسلام، ومهما ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله. ثم يقترب من أبي عبيدة فيعانقه، ويبكي طويلاً، فيقول عمر: يا أبا عبيدة، كيف بنا إذا سألنا الله يوم القيامة ماذا فعلنا بعد رسولنا http://www.islamdoor.com/k/salla-icon.gif؟ فيقول أبو عبيدة: يا أمير المؤمنين، تعالى نتباكى، ولا يرانا الناس، فانحرفا عن الطريق والجيوش تنظر إليهما، فاتجها إلى شجرة، ثم بكيا طويلاً رضوان الله عليهم أجمعين.
ترى هل سأل أحد منا نفسه ماذا فعلنا بعد رسول الله http://www.islamdoor.com/k/salla-icon.gif؟ هل حافظنا على سنته؟ هل اتبعنا ملته؟ ألم نفرط أو نضيع؟ ومع ذلك لا نرى فينا باكياً.
اللهم إنا نشكو إليك قسوة قلوبنا، فارحمنا برحمتك يا أرحم الراحمين.

محمد رافع 52
16-03-2013, 01:07 PM
إخوة الإسلام أتباع محمد عليه أفضل الصلاة والسلام:
لقد عرف سلفنا – رضوان الله عليهم – أن الحياة إنما تصرف في مرضاة الله وطاعته، وأن عزهم في دينهم وتمسكهم به، وأن ارتباطهم إنما هو بالله الواحد الأحد.
حج هشام بن عبد الملك، فلما كان في الطواف رأى سالم بن عبد الله وهو يطوف وحذاؤه في يديه، وعليه ثياب لا تساوي ثلاثة عشر درهماً، فقال له هشام: يا سالم، أتريد حاجة أقضيها لك؟ قال سالم: أما تستحي من الله، تعرض عليّ الحوائج وأنا في بيت من لا يُعوز إلى غيره؟! فسكت هشام، فلما خرجا من الحرم قال له: هل تريد شيئاً؟ قال سالم: أمن حوائج الدنيا أو الآخرة؟ فقال: من حوائج الدنيا. فقال سالم: والله الذي لا إله إلا هو ما سألت حوائج الدنيا من الذي يملكها تبارك وتعالى، فكيف أسألها منك؟
إنه الإيمان الذي ربى القلوب على التعلق بالله والنزول في حماه والالتجاء إليه والاعتصام به.
إخوة الإسلام: هذه نماذج رائعة أذكرها لكم لكي يكون لنا فيها الأسوة والقدوة في التشرف بالإسلام، والاعتزاز به، والاعتماد على الله، والتوكل عليه، والسير على نهجه، والالتزام بسنة نبيه http://www.islamdoor.com/k/salla-icon.gif، فاتقوا الله عباد الله، واعرفوا الإسلام حق المعرفة، واسلكوا طريقه تفلحوا وتسعدوا.
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بالآيات والذكر الحكيم، أقول قولي هذا وأستغفر الله، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

محمد رافع 52
16-03-2013, 01:08 PM
إخوة الإسلام:
لكي ينشأ أبناؤنا على تعاليم الإسلام وشرائعه، يجب علينا أن نعظم شعائر الله في قلوبهم، يجب أن نربي أبناءنا على تعظيم الله بامتثال أوامره واجتناب نواهيه، وأن نشعرهم بأن الخير من الله، ولا يدفع الشر سواه، وأن أمورنا إنما تكون بأمره سبحانه، فهو المتصرف كيف يشاء، وأن ننزل حاجاتنا به فهو المؤمل سبحانه، يأكل باسم الله، يخرج متوكلاً على الله، يدرس ابتغاء مرضاة الله.
كما يجب أن نعظم في قلوبهم القرآن الكريم حفظاً وتلاوة، ونشعرهم بعظمة هذا القرآن وما فيه من خير وسعادة.
ومما يجب أن يعظم في نفوسهم حب رسول الله http://www.islamdoor.com/k/salla-icon.gif، وذكر سيرته وجهاده ورحمته وشفقته وشفاعته وإحسانه، وأنه الرحمة المهداة، وذلك بكثرة الصلاة والسلام عليه، وتقديم حبه على كل شيء.
إن المسئولية في هذا ملقاة على عواتق أولياء الأمور، فليتقوا الله في ذلك، وليحسنوا التربية حتى تخرج الثمار المباركة. اللهم وفقهم لما تحبه وترضى.
ثم صلوا على الحبيب المصطفى والنبي المجتبى، فقد أمركم بذلك مولانا في محكم التنزيل فقال: http://www.islamdoor.com/k/start-icon.gifإِنَّ ٱللَّهَ وَمَلَـٰئِكَـتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى ٱلنَّبِىّ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلّمُواْ تَسْلِيماًhttp://www.islamdoor.com/k/end-icon.gif [الأحزاب:56].

عبدالرحمن محمد فؤاد
16-03-2013, 02:21 PM
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن في الليل لساعة، لا يوافقها رجل مسلم يسأل الله تعالى خيرا من أمر الدنيا والآخرة، إلا أعطاه إياه، وذلك كل ليلة "

[صحيح مسلم]

محمد رافع 52
16-03-2013, 02:25 PM
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن في الليل لساعة، لا يوافقها رجل مسلم يسأل الله تعالى خيرا من أمر الدنيا والآخرة، إلا أعطاه إياه، وذلك كل ليلة "

[صحيح مسلم]
صلى الله عليه وسلم
بارك الله فيك اخى الكريم

محمد رافع 52
21-03-2013, 08:42 AM
الظلم ظلمات يوم القيامة
دار القاسم
http://www.kalemat.org/gfx/sections/articles/65.jpg
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه، أما بعد:
فإن ظاهرة انتشرت في بعض الناس ذكرها القرآن الكريم والسنة النبوبة المطهرة، إما على سبيل الذم، أو على سبيل بيان سوء عاقبة من فعلها.
إنها ظاهرة الظلم، وما أدراك ما الظلم، الذي حرمه الله سبحانه وتعالى على نفسه وحرمه على الناس، فقال سبحانه وتعالى فيما رواه رسول الله http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif في الحديث القدسي: { يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً، فلا تظالموا } [رواه مسلم].
وعن جابر http://www.kalemat.org/gfx/article_ratheya.gif أن رسول الله http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif قال: { أتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة، واتقوا الشح فإن الشح أهلك من كان قبلكم، حملهم على أن سفكوا دماءهم واستحلوا محارمهم } [رواه مسلم].
والظلم: هو وضع الشيء في غير محله باتفاق أئمة اللغة.

وهو ثلاثة أنواع:

النوع الأول: ظلم الإنسان لربه، وذلك بكفره بالله تعالى، قال تعالى: http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [البقرة:254]. ويكون بالشرك في عبادته وذلك بصرف بعض عبادته لغيره سبحانه وتعالى، قال عز وجل: http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [لقمان:13].
النوع الثاني: ظلم الإنسان نفسه، وذلك باتباع الشهوات وإهمال الواجبات، وتلويث نفسه بآثار أنواع الذنوب والجرائم والسيئات، من معاصي لله ورسوله. قال جل شأنه: http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif وَمَا ظَلَمَهُمُ اللّهُ وَلـكِن كَانُواْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [النحل:33].
النوع الثالث: ظلم الإنسان لغيره من عباد الله ومخلوقاته، وذلك بأكل أموال الناس بالباطل، وظلمهم بالضرب والشتم والتعدي والاستطالة على الضعفاء، والظلم يقع غالباً بالضعيف الذي لا يقدر على الانتصار.
صور من ظلم الإنسان لغيره من عباد الله ومخلوقاته:
غصب الأرض: عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif قال: { من ظلم قيد شبر من الأرض طوقه من سبع أرضين } [متفق عليه].
مماطلة من له عليه حق: عن أبي هريرة http://www.kalemat.org/gfx/article_ratheya.gif قال: قال رسول الله http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif: { مطل الغني ظلم } [متفق عليه].
منع أجر الأجير: عن أبي هريرة http://www.kalemat.org/gfx/article_ratheya.gif عن النبي http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif قال: { قال الله تعالى: ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة...،...، ورجل أستأجر أجيراً فاستوفى منه ولم يعطه أجره } [رواه البخاري].
وأذكر هنا قصة ذكرها أحد المشايخ في كلمة له في أحد المساجد بمكة، قال: ( كان رجل يعمل عند كفيله فلم يعطه راتب الشهر الأول والثاني والثالث، وهو يتردد إليه ويلح وأنه في حاجة إلى النقود، وله والدان وزوجة وأبناء في بلده وأنهم في حاجة ماسة، فلم يستجب له وكأن في أذنيه وقر، والعياذ بالله. فقال له المظلوم: حسبي الله؛ بيني وبينك، والله سأدعو عليك، فقال له: أذهب وأدعوعلي عند الكعبة (انظر هذه الجرأة) وشتمه وطرده. وفعلا استجاب لرغبته ودعا عليه عند الكعبة بتحري أوقات الإجابة، على حسب طلبه، وبريد الله عز وجل أن تكون تلك الأيام من أيام رمضان المبارك http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [الشعراء:227]، ومرت الأيام، فإذا بالكفيل مرض مرضاً شديداً لا يستطيع تحريك جسده وانصب عليه الألم صباً حتى تنوم في إحدى المستشفيات فترة من الزمن. فعلم المظلوم بما حصل له، وذهب يعاوده مع الناس. فلما رآه قال: أدعوت علي؟ قال له: نعم وفي المكان الذي طلبته مني. فنادى على ابنه وقال: أعطه جميع حقوقه، وطلب منه السماح وأن يدعو له بالشفاء ).
الحلف كذباً لإغتصاب حقوق العباد: عن أبي أمامة إياس بن ثعلبة الحارثي http://www.kalemat.org/gfx/article_ratheya.gif أن رسول الله http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif قال: { من اقتطع حق امرىء مسلم بيمينه، فقد أوجب الله له النار، وحرم عليه الجنة }، فقال رجل: وإن كان شيـئاً يسيراً يا رسول الله؟ فقال: { وإن قضيباً من أراك } [رداه مسلم].
السحر بجميع أنواعه: وأخص سحر التفريق بين الزوجين، قال تعالى: http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [البقرة:102]. وعن أبي هريرة http://www.kalemat.org/gfx/article_ratheya.gif عن النبي http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif قال: { اجتنبوا السبع الموبقات }، قالوا: يا رسول الله وما هن؟ قال: { ... والسحر، و*** النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات } [رواه البخاري ومسلم].
عدم العدل بين الأبناء: عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما أنه قال:{ نحلني أبى نحلاً فقالت أمى عمرة بنت رواحة: لا أرضى حتى تشهد عليه رسول الله http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif، فجاءه ليشهده على صدقتي فقال: "أكل ولدك نحلت مثله" قال: لا، فقال: "اتقوا الله واعدلوا في أولادكم"، وقال: "إني لا أشهد على جور"، قال: فرجع أبي فرد تلك الصدقة } [متفق عليه].
حبس الحيوانات والطيور حتى تموت: عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif قال: { عذبت امرأة في هرة حبستها حتى ماتت جوعًا فدخلت فيها النار} [رواه البخاري ومسلم]. حبستها: أي بدون طعام.
شهادة الزور: أي الشهادة بالباطل والكذب والبهتان والافتراء، وانتهاز الفرص للإيقاع بالأبرار والانتقام من الخصوم، فعن انس http://www.kalemat.org/gfx/article_ratheya.gif قال: ذكر رسول الله http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif الكبائر فقال: { الشرك بالله، وعقوق الوالدين و*** النفس، وقال: ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟ قول الزور، أو قال: "شهادة الزور" } [متفق عليه].
وأكل صداق الزوجة بالقوة ظلم.. والسرقة ظلم.. وأذيه المؤمنين والمؤمنات والجيران ظلم... والغش ظلم... وكتمان الشهادة ظلم... والتعريض للآخرين ظلم، وطمس الحقائق ظلم، والغيبة ظلم، ومس الكرامة ظلم، والنميمة ظلم، وخداع الغافل ظلم، ونقض العهود وعدم الوفاء ظلم، والمعاكسات ظلم، والسكوت عن قول الحق ظلم، وعدم رد الظالم عن ظلمه ظلم... إلى غير ذلك من أنواع الظلم الظاهر والخفيى.

فيا أيها الظالم لغيره:

اعلم أن دعوة المظلوم مستجابة لا ترد مسلماً كان أو كافراً، ففي حديث أنس http://www.kalemat.org/gfx/article_ratheya.gif قال: قال رسول الله http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif: { اتقوا دعوة المظلوم وإن كان كافراً؛ فإنه ليس دونها حجاب }. فالجزاء يأتي عاجلاً من رب العزة تبارك وتعالى، وقد أجاد من قال:

لاتظلمن إذا ما كنت مقتدراً *** فالظلم آخره يأتيك بالندم

نامت عيونك والمظلوم منتبه *** يدعو عليك وعين الله لم تنم
فتذكر أيها الظالم: قول الله عز وجل: http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ (42) مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لاَ يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاء http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [ابراهيم:43،42]. وقوله سبحانه: http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif أَيَحْسَبُ الْإِنسَانُ أَن يُتْرَكَ سُدًى http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [القيامة:36]. وقوله تعالى: http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ (44) وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [القلم:45،44]. وقوله http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif: { إن الله ليملي للظالم فإذا أخذه لم يفلته }، ثم قرأ: http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [هود:102]، وقوله تعالى: http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [الشعراء:227].
وتذكر أيها الظالم: الموت وسكرته وشدته، والقبر وظلمته وضيقه، والميزان ودقته، والصراط وزلته، والحشر وأحواله، والنشر وأهواله. تذكر إذا نزل بك ملك الموت ليقبض روحك، وإذا أنزلت في القبر مع عملك وحدك، وإذا استدعاك للحساب ربك، وإذا طال يوم القيامة وقوفك.
وتذكر أيها الظالم: قول الرسول http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif: { لتؤدن الحقوق إلى أهلها يوم القيامة حتى يقاد للشاة الجلحاء من الشاة القرناء } [رواه مسلم]. والاقتصاص يكون يوم القيامة بأخذ حسنات الظالم وطرح سيئات المظلوم، فعن أبي هريرة http://www.kalemat.org/gfx/article_ratheya.gif عن النبي http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif قال: { من كانت عنده مظلمة لأخيه؛ من عرضه أو من شيء، فليتحلله من اليوم قبل أن لا يكون دينار ولا درهم، إن كان له عمل صالح أخذ منه بقدر مظلمته، وإن لم يكن له حسنات أخذ من سيئات صاحبه فحمل عليه } [رواه البخاري]. وعن أبي هريرة http://www.kalemat.org/gfx/article_ratheya.gif أن رسول الله http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif قال: { أتدرون ما المفلس، قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع فقال: إن المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي قد شتم هذا، وقذف هذا وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا، فيعطى هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضى ما عليه، أخذ من خطاياهم وطرحت عليه، ثم طرح في النار } [رواه مسلم].

ولكن أبشر أيها الظالم:

فما دمت في وقت المهلة فباب التوبة مفتوح، قال http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif: { إن الله تعالى يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها } [رواه مسلم]. وفي رواية للترمذي وحسنه: { إن الله عز وجل يقبل توبة العبد ما لم يغرغر }. ولكن تقبل التوبة بأربعة شروط:
1- الإقلاع عن الذنب.
2- الندم على ما فات.
3- العزم على أن لا يعود.
4- إرجاع الحقوق إلى أهلها من مال أو غيره.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

محمد رافع 52
21-03-2013, 08:55 AM
الظلم واثره في هلاك الامم (http://vb.we3rb.com/t87653/)


بسم الله الرحمن الرحيم

الظلم وأثره في هلاك (http://vb.we3rb.com/) الأمم

السماوات و الأرض قامت على العدل
لولا العدل لم تدم الحياة
من سنن الله بقاء الأمم العادلة و إن كانت كافرة فكفرها على نفسها أما عدلها فإنه يبقيها
يهلك الله سبحانه الأمم الظالمة و إن كانت مسلمة ساجدة وراكعة لكنها تظلم

سنة إلهية ومن قرأ التاريخ تيقن بهذا

قال http://vb.we3rb.com/images/smilies/we3rb-com/salla-allah.gif (http://vb.we3rb.com/) [إياكم والظلم فإن الظلم (http://vb.we3rb.com/) ظلمات يوم القيامة ]
وفي الحديث القدسي

(يا عبادي إني حرمت الظلم (http://vb.we3rb.com/) على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا ) .

أمم بادت و قرى أهلكت و أمراء ورؤساء وملوك صاروا كالجرذان ,
ما السبب؟ الظلم


ملوك الأندلس ملكوا حضارات عظيمة لمئات السنين ثم صاروا يباعون في الطرقات كالعبيد


حتى قال ابن لأبيه وهو ذليل حقير بعد أن كان عزيز ذو سلطان
قال يا أبي لما حصل لنا كل هذا .... بعد العز صار لنا هذا الذل
قال له أبوه الملك المقهور والعزيز المذلول: يا بني دعوة مظلوم سرت في جوف الليل ليس بينها وبين الله حجاب

بعض ابناء الإسلام الركع السجد يهربون إلى ديار الكفر لينالوا شيئا من العدالة
بعض المسلمين لا يبالي لأنه قوي لأنه غني
أبنائك الذين هم من صلبك لا يحق لك أن تظلمهم
زوجتك لا يحق لك أن تظلمها
فمن ظلم يأتي يوم القيامة وشقه مائل مفضوح عند الله عز وجل

الناس الذين يعملون بالشهرين والثلاث لا يحصلون من راتبهم على شي

بكى عندي كثيرون واشتكى إلي أكثر من ظلم بعض مدرائهم و مسئوليهم وأرباب العمل عندهم ممن يقهره ويظلمه حقه بأي حق هذا
أتظنون أن الله عز وجل غافل ؟
( ولا تحسبن الله غافلا عن ما يعمل الظالمون ).
(إنما السبيل على الذين يظلمون الناس )
قطة لو ظلمتها قد تدخل النار . . كيف بإنسان ؟ . . . كيف بمسلم ؟
الله حرم علينا ظلم الكفار


( ولا يجرمنكم شنئان قوم على إلا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى )



عمر بن الخطاب

لما لبس ثوب أطول من الناس حوسب وعوتب
حتى نادى ابنه عبد الله قال يا بني اخبرهم
فاخبر الابن أنني تبرعت بنصيبي لأبي تبرعا منه فرضي الناس عن عمر

فتاة بدون ***ية

تبكي لي فتاة على الهاتف
تقول والله تركنا المدارس كلنا أنا وأخواتي
لماذا؟
تقول كنا من المتفوقات والأوائل ممن يضرب بنا المثل في المدارس لكننا ضحينا بالدراسة
قلت : لما
قالت ما عندنا معاش نأكل به ونشرب أبي منع من العمل
أبي طرد . . لأن المصلي الراكع الساجد الصائم قائم الليل ليس عنده ورقة تثبت هويته يعمل بها

بعض الناس فيه حب للظلم


تعرف لما ؟!

فيه كبر فيه غرور
يظن أن له حقا ليس لغيرة
ويظن ان الرزق له ولأولاده لا يحق للناس أن يشاركوه

مسئول الزكاة

يقول أحد مسئولي الزكاة عندنا يقول والله أن هناك عندنا أسر تبحث عن الطعام في القمامات وهناك أناس يأكلون بملاعق ذهب وفضة

أرأيت ..
أين حق الله
(إنما السبيل على الذين يظلمون الناس ويبغون في الأرض بغير الحق أولئك لهم عذاب أليم )
عامل جاءني
قال : منعت من معاشي ثلاثة شهور
وكلما طالبناهم قالوا بعدين بعدين
يقول : عندي فقراء ويتامى عندي أطفال ينتظرون طعامهم كل يوم
فلما اضطررت أن اشتكي عليه أنا ومجموعة من رفقائي
قال صاحب العمل : سوف أسفركم
قلت : ولما ارجع إلى بلادي بعد هذا الكد والتعب بلا مال اجنيه بعرق جبيني
قال : إن اردتم وإلا حولت إقامتكم
قلنا : لا بأس حول إقامتنا على أي شخص آخر قال بشرط أن تكتبوا لي أنكم استلمتم معاشكم ثلاثة شهور
أم السجين

تتصل إمرأه على إحدى البرامج على الهواء مباشرة
تقول الأم : أبني مسجون في أحد بلاد المسلمين منذ 20 عاما ظلما
, تعرفون ماذا تريد لا تريد أن يخرج
تريد إن تعرف مصيرة فقط أحي هو فتنتظر أو هو ميت فينسى

الظلم إذا انتشر آذن الله بهلاك الأمم

قالت أنهلك وفينا الصالحون
قال نعم إذا كثر الخبث . . ومن الخبث الظلم
حتى قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه إن الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه - يعني منعوه من الظلم (http://vb.we3rb.com/) - أوشك الله أن يعمهم بعذاب من عنده , ومن العذاب أن يلبسهم شيعا تحدث الفتن والطائفية والحزبية والطبقية ( واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة )

من نصر مظلوما نصره الله يوم القيامة
انصر أخاك ظالما أو مظلوما
الكفار لا يرضى الله عز وجل على ظلمهم ,
ظلم أن يعطى ناس من المال ويحرم غيرهم

النصارى واليهود

كانوا يعيشون في ظل الشريعة الاسلاميه أفضل حياة

قيل قديما :
أما والله إن الظلم (http://vb.we3rb.com/) شؤم وما زال المسئ هو الظلوم


إلى ديان يوم الدين نمضي وعند الله تجتمع الخصوم

محمد رافع 52
21-03-2013, 09:04 AM
التوبة بعد الظلم
عائض القرني (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=lecview&sid=264)

علم الرسول صلى الله عليه وسلم أصحابه النظام والأدب والتآخي والاجتماع وكان دليلهم إلى صراط الله المستقيم.

ولقد أطاع المؤمنون رسولهم صلى الله عليه وسلم، ورضوا بأحكامه، لأن هذا الرضا شرط في إيمان المؤمنين.على أن هذا لا يعني سلامة الصف الإسلامي تماماً من الشواذ ومن في صدورهم حرج؛ فقد شهدت تلك الأيام الذهبية أناساً خرجوا عن طاعة الله ورسوله يعيشون -على انحرافهم- مع تلك الصفوة من البشر الذين رضي الله عنه وأرضاه الله لهم الهداية ورضي عنهم.


بعض مظاهر النظام والالتزام
المسارعة بالاستغفار وطاعة الرسول بعد ظلم النفسhttp://audio.islamweb.net/audio/images/arrow3.gifإن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.

وأشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أشكركم على هذا الاجتماع الطيب العطر بوجودكم، وأشكر صاحب الفضيلة الدكتورمسفر بن دماس (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=264&ftp=alam&id=1003408&spid=264) على الدعوة المسبقة وعلى إتاحة هذه الفرصة، وأعتذر إن لم يكن هناك شيء من الترتيب قبل أن ألتقي بكم، فما كنت أدري بظروف الامتحان أو بترتيب المحاضرات؛ ولكن يشفع لي عندكم الحب الذي أتى بي إليكم.
وأول من أتى بهذا الحب هو معلم البشر عليه الصلاة والسلام، وهي معجزته الكبرى، فإنه عاش بين الناس رجلاً، وبين الرجال بطلاً، وبين الأبطال مثلاً.
أتى عليه الصلاة والسلام بالحب، أول ما هبطت دعوتُه إلى الأرض هبطت بالحب، والله يعلمه ما هو إنتاجه الحضاري في الناس، فأخبره وقال: http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifوَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌhttp://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif [الأنفال:63].فطبيعة البشرية التي بُعث فيها عليه الصلاة والسلام والجزيرة العربية ما كانت مجتمعة ولا متآخية ولا متجانسة ولا متآلفة، أمة مبعثرة؛ ينحر الأخ أخاه، وي*** الابن أباه، ما اجتمعت على ثقافة ولا على حضارة ولا على فن ولا على دم ولا على وطن، فأتى عليه الصلاة والسلام يحمل لافتة: http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifإِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُhttp://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif [الفاتحة:4] فصلَّوا وراءه جميعاً وصاموا معه جميعاً وحجوا معه جميعاً، كبَّر في الصلاة فكبروا بعده، وسجد فسجدوا وراءه، ورفع فرفعوا بعده، وكان يقول: {استوُوا -يعلمهم الترتيب والنظام- فوالذي نفسي بيده إني لأراكم من وراء ظهري }.ثم أخذ هذا الترتيب أصحابُه من بعده ففتحوا الدنيا وهم صفوف في الصلاة، حَضَرَت المعركة في القادسية ، فأذَّن المؤذن والمعركة على أوارها وعلى أشُدِّها؛ الرماح تندر في الرءوس، والسيوف تهتك الأكتاف، فقال سعد بن أبي وقاص (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=264&ftp=alam&id=1000193&spid=264) رضي الله عنه وأرضاه: استوُوا فلما كبر كبروا بعده، ولما ركع ركعوا بعده، ولما رفع رفعوا بعده، قال رستم (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=264&ftp=alam&id=1000279&spid=264) قائد فارس: علَّم محمد الكلاب الأدب، بل علم صلى الله عليه وسلم الرجال الأدب.

محمد رافع 52
21-03-2013, 09:07 AM
المسارعة بالاستغفار وطاعة الرسول بعد ظلم النفسhttp://audio.islamweb.net/audio/images/arrow4.pngوظلال هذه الكلمة يدور حول آيتين من كتاب الله عزَّ وجلَّ، يقول المولى تقدَّست أسماؤه: http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifوَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّاباً رَحِيماً* فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif [النساء:64-65] والمعنى مجملاً: لو أن هؤلاء البشر وهؤلاء الأتباع إذ ظلموا أنفسهم وتدنسوا بالخطأ وانحرفوا عن المنهج الرباني عادوا إلينا -أي: إلى الله- فاستغفروا لغفر الله لهم.من الذي يغلق باب الملك المفتوح؟! ومن الذي يقطع الحبل الممنوح؟! ومن الذي يقف أمام الرزق الذي يغدو ويروح؟! لا أحد من البشر.والكيانات الأرضية لا تستطيع أن تقول للمخطئين: إننا نراقب حركاتكم وسكناتكم فلتنتبهوا، والأنظمة الوضعية لا تراقب الأفكار ولا المعتقدات، ولا الأسرار ولا الضمائر، ولذلك يقول المولى: http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifوَذَرُوا ظَاهِرَ الْأِثْمِ وَبَاطِنَهُ http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif [الأنعام:120]..
http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifوَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ... http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif [النساء:64] فالعاصي إنما ظلم نفسه: http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifوَمَا ظَلَمُونَا وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif [البقرة:57].فالله عزَّ وجلَّ لا تضره معصية العاصي، والله عزَّ وجلَّ لا يتضرر بانحراف المنحرف، ولو أن أهل الأرض جنهم وإنسهم كانوا على أفجر قلب رجل واحد ما نقص ذلك من ملك الله شيئاً، ثم هو سبحانه لا ينتفع بطاعة الطائعين، ولو امتلأت مساجد الدنيا بالمصلين والمسبحين والخاشعين والعابدين ما زاد ذلك في ملك الله شيئاً؛ لكن العبد يظلم نفسه، والعبد ينسى الله وينحرف عن المنهج الرباني، فتجده في غروره وهواه وشيطانه ودنياه، فينحرف فترة من الفترات ثم يتذكر، قال تعالى: http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifتَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif [الأعراف:201] فكأن الذي وقع في الخطأ أعمى، قال: http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifوَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif [آل عمران:135] وهنا مسألة التحدي، وهي عنصر من عناصر الألوهية التي لا يقبلها إلا الله، وهي: http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifوَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif [آل عمران:135] من هو الذي يستطيع أن يغفر لك ذنبك إلا الواحد الأحد.
وقفنا على الباب يا ذا الملك وصرنا ببابك والحمد لك وهذه شجون العبد، أن يقف بباب الله عزَّ وجلَّ، فيتلفت الإنسان هل يغفر الله الذنوب وهي كثيرة؟! فيقول عليه الصلاة والسلام: {لَلَّهُ أشد فرحاً بتوبة عبده من أحدكم كان على راحلته عليها طعامه وشرابه، فنام تحت شجرة، فضلت منه، فالتمسها فلم يجدها فعاد فنام وأيس منها، فلما استيقظ وجدها عند رأسه، فقال: اللهم أنت عبدي وأنا ربك، أخطأ من شدة الفرح } فالله أشد فرحاً من هذا، فرحاً يليق بجلاله، قال: http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifوَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif [النساء:64] هم دعَوك أنت، وهذا في حياته عليه الصلاة والسلام، والصحيح عند أهل العلم أنه لا يجوز الإتيان إلى قبره عليه الصلاة والسلام في طلب المغفرة، إلا بعض أهل التصوف (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=264&ftp=firak&id=2000011&spid=264) فإنهم فهموا الآية خطأ، فيأتي أحدهم بعد أن يخطئ أو يشرب الخمر أو يسرق أو يزني فيقف عند الروضة، ويأخذ قضبان الحديد عند قبره صلى الله عليه وسلم ويقول:يا رسول الله يا من ذكره في نهار الحشر رمزاً ومقاما فأقل لي عثرتي يا سيدي في اكتساب الذنب في خمسين عاما ولا يقيل العثرة إلا الله؛ لكن في حياته عليه الصلاة والسلام إذا جاء العبد واعترف عنده واستغفر له الرسول عليه الصلاة والسلام فإن الله يغفر له باستغفار الرسول صلى الله عليه وسلم له.اسمع لبعض القصص الحية:مر عبد الله بن سرجس (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=264&ftp=alam&id=1003409&spid=264) على ناقته فقال: {يا رسول الله! السلام عليك ورحمة الله وبركاته، فقال: عليك السلام ورحمة الله وبركاته، قال: غفر الله لك يا رسول الله... } والرسول صلى الله عليه وسلم مغفور له، وعبد الله بن سرجس (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=264&ftp=alam&id=1003409&spid=264) يعلم أن الله قد غفر لرسوله ما تقدم من ذنبه وما تأخر؛ لكن هو يريد أن يدعو له الرسول صلى الله عليه وسلم؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم كريم يرد على الكرم بالمثل وأزْيَد: قال: ولك غفر الله، قال الصحابة: هنيئاً لك يابن سرجس (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=264&ftp=alam&id=1003409&spid=264) ! استغفر لك الرسول عليه الصلاة والسلام، قال: والله لقد استغفر لكم، وقد أمره الله بذلك في قوله سبحانه وتعالى: http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifفَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif [محمد:19] }.وفي صحيح مسلم (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=264&ftp=book&id=4000012&spid=264) : أن رجلاً صلى مع الرسول عليه الصلاة والسلام، فأتى يطرح نفسه عند الرسول صلى الله عليه وسلم، انظروا إلى هذا الأمة! يذنب مذنبها ويأتي ليعترف عند المعصوم عليه الصلاة والسلام ويريد أن يطهره بالحد، حتى إن ابن الوزير (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=264&ftp=alam&id=1000509&spid=264) عالِم اليمن يقول: والله الذي لا إله إلا هو إن عصاة الصحابة أفضل من طائعينا.
مَن مِن طائعي العصر الذي إذا أخطأ خطأًً يذهب إلى القاضي أو الإمام أو الشيخ ويقول: طهرني بالحد؟! من هو الذي لو شهد شهادة زور أو شرب خمراً أو سرق أو زنى أو خان أو غش ذهب يطلب التطهير؟! لا أحد؛ لكن أتى هذا الصحابي فقال: {...
يا رسول الله! أصبتُ حداً فأقمه عليَّ، قال: أصليتَ معنا؟ قال: نعم، قال: اذهب، فقد غفر الله لك } يقول الشراح: من الممكن أن يكون هذا ليس بحد، وظن الصحابي أن فيه حداً، وربما كان قبل أن تنزل الحدود، فقال: {اذهب، فقد غفر الله لك }.قال: http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifوَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّاباً رَحِيماً http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif [النساء:64] وهذا في خطأ العبد.

محمد رافع 52
21-03-2013, 09:14 AM
اقتران الإيمان بالرضا بأحكام الرسول صلى الله عليه وسلم
ثم أتى سبحانه وتعالى بمسألة كبرى تغيب عن أذهان الناس، خاصة أن الجيل الذي يُنتظر منه -من أمثالكم- توجيه الأمة، وترشيد الجيل، وبناء هذه الصحوة على المنهج الرباني الذي أتى به محمد عليه الصلاة والسلام، يُنتظر منه أن يكون هذا المنهج حياً في ذهنه.

يقول سبحانه وتعالى: http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifفَلا وَرَبِّكَhttp://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif [النساء:65]: يقسم برب محمد عليه الصلاة والسلام، http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifلا يُؤْمِنُونَhttp://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif [النساء:65]: ولا يمكن أن يكمل إيمان العبد منهم: http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifحَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْhttp://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif [النساء:65].
والذي نفسي بيده! لا يمكن أن يكون الإنسان مخلصاً لله حتى يرضى بالرسول عليه الصلاة والسلام في عقيدته وعبادته، وأخلاقه وسلوكه، وليله ونهاره، وأن يرضى به شيخاً ومعلماً ومربياً وموجهاً عليه الصلاة والسلام، وأن يسلم له قياد حياته، وأن يجعله نصب عينيه، وأن يرضى بما رضي به الرسول عليه الصلاة والسلام، وأن يغضب لما غضب منه الرسول عليه الصلاة والسلام، وفوق ذلك كله يعلن عليه الصلاة والسلام لأجياله ولشبابه ولأتباعه، فيقول: {والذي نفسي بيده! لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين } فهل يسأل أحدٌ منا نفسه بالله: هل الرسول صلى الله عليه وسلم أحب من أبيه وأمه إليه؟! إن كان ذلك فليحمد الله، وإن لم يكن ذلك فليَبْكِ على نفسه، إلى درجة أن تحب الرسول صلى الله عليه وسلم وتقدمه على نفسك.
أما قصة الآية وسببها كما رواه البخاري (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=264&ftp=alam&id=1000047&spid=264) في صحيحه (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=264&ftp=book&id=4000004&spid=264) من حديث عبد الله بن الزبير (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=264&ftp=alam&id=1000113&spid=264) أن رجلاً من الأنصار كانت له مزرعة، وكانت مزرعة الأنصاري تحت مزرعة الزبير (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=264&ftp=alam&id=1000358&spid=264) ، والزبير (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=264&ftp=alam&id=1000358&spid=264) ابن صفية بنت عبد المطلب (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=264&ftp=alam&id=1001359&spid=264) عمة الرسول صلى الله عليه وسلم، والزبير (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=264&ftp=alam&id=1000358&spid=264) مهاجري، وصاحب المزرعة التي تحت مزرعة الزبير (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=264&ftp=alam&id=1000358&spid=264) أنصاري، فدعوا الرسول صلى الله عليه وسلم ليصلح بينهما بحجة أن الزبير (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=264&ftp=alam&id=1000358&spid=264) كان يغلق الماء ولا يتركه يمر إلى مزرعة الأنصاري، فحضر المعصوم عليه الصلاة والسلام الذي لا ينطق عن الهوى ولا تأخذه في الله لومة لائم، الذي يعلن للبشرية وللدنيا كل الدنيا على المنبر وهو يهز أعواده التي تتباكى تحت يديه، يسمعها مَن يسمعها، ويقبلها مَن يقبلها، ويعلمها مَن يعلمها، ويجهلها مَن يجهلها، ويقول صلى الله عليه وسلم: {وايم الله! لو أنفاطمة بنت محمد (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=264&ftp=alam&id=1000272&spid=264) سرقت لقطعت يدها } قال الزهري (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=264&ftp=alam&id=1000094&spid=264) : وحاشاها أن تسرق.
من يستطيع أن يتحدى أنظمة الأرض والدنيا والوساطات والشفاعات وأسر الأرض في امرأة مخزومية سرقت ويريدون أن يشفعوا فيها، فيقول: {وايم الله -وتالله وبالله- لو أن فاطمة بنت محمد (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=264&ftp=alam&id=1000272&spid=264) سرقت لقطعت يدها } هذه العدالة كل العدالة.
الرسول صلى الله عليه وسلم الذي يقف على المنبر في مرض الموت، فيكشف صلى الله عليه وسلم عن جيبه، فتبدو منه صلى الله عليه وسلم أضلاعُه، أنهكته الأمراض بأبي هو وأمي وبنفسي، ويبدو العرق يتحدَّر كالجُمان والدر من تحت أضلاعه التي أنهكتها الحمى، حتى إنه يقول: {إني لأوعَك كما يوعك الرجلان منكم } يقول: تصيبني الحمى وأمرض مثلما يمرض رجلان منكم، فيقول: {يا أيها الناس! مَن ضربتُه -سبحان الله! كم ضرب عليه الصلاة والسلام!- أو من شتمتُه، أو من أخذتُ من ماله شيئاً فليقتص مني الآن قبل ألا يكون درهم ولا دينار... } فبماذا يرد الناس؟ وماذا يستطيع أن يقول المهاجرون والأنصار له وهو على المنبر؟ أتدرون بماذا ردوا له؟ ردوا بالبكاء، يقول أنس (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=264&ftp=alam&id=1000064&spid=264) : {...
فكان المسجد له خنين }.
فإذا رحمت فأنت أمٌّ أو أبٌّ هذان في الدنيا هما الرحماءُ
وإذا سخوت بلغت بالجود المدى وفعلت ما لا تفعل الأنواءُ
وإذا غضبت فإنما هي غضبة في الحق لا كِبْر ولا ضغناءُ
وإذا سعيت إلى العدا فغضنفر وإذا جريت فإنك النكباء
فيذهب إلى الأنصاري ليصلح بينه وبين ابن عمته صلى الله عليه وسلم؛ لكن الرسول صلى الله عليه وسلم لا يعرف ابن عم، ولا يعرف ابن خال؛ لأنه ميزان من الله، أنزله بالقسط، وأنطقه بالحق، فلا يضل ولا يغوى، ولا يلابسه الشيطان، حتى إنه يقول: {ما منكم من أحد إلا ومعه قرين، قالوا: حتى أنت يا رسول الله؟! قال: حتى أنا، لكن أعانني الله عليه فأسلم } أعلن إسلامه، فلا يأمره شيطانه إلا بخير، لا ينام قلبه إذا نامت قلوب الناس، يقول: {تنام عينيَّ ولا ينام قلبي } لا يحتلم، ولا يلعب عليه الشيطان، ولا يتثاءب، فطيلة عمرِه ثلاثٌ وستون سنة ما تثاءب.
فيحضر المزرعة عليه الصلاة والسلام ومعه كبار الصحابة، فأراد صلى الله عليه وسلم صلحاً بلا حكم؛ لأن الصلح خير، والصلح أحسن، وأراد أن يبر بالأنصاري وأن يكرمه، فقال: يا زبير (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=264&ftp=alam&id=1000358&spid=264) ! اترك الماء حتى يصل إلى الكعب، ثم اتركه يمر إلى مزرعة الأنصاري -وهذا في مصلحة الأنصاري، وهو خيرٌ منه عليه الصلاة والسلام وتفضُّل- قال الزبير بن العوام (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=264&ftp=alam&id=1000358&spid=264) : سمعاً لك وطاعة يا رسول الله! فغضب الأنصاري وقال: أئن كان ابن عمتك؟ -أي: حكمت له؟ وهذه كلمة تكاد تهتز لها الجبال- فقام عمر (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=264&ftp=alam&id=1000029&spid=264) وقال: دعني أضرب عنقه، قال صلى الله عليه وسلم: دعه، ثم أتى بالحكم الشرعي عليه الصلاة والسلام فقال: يا زبير (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=264&ftp=alam&id=1000358&spid=264) ! اترك الماء حتى يعود إلى الجدر، ثم سيِّبْه -ما دام أنه رفض الصلح فهذا هو الحكم- فلما مضى صلى الله عليه وسلم إلى المدينة وهو في الطريق نزل عليه جبريل بالآية: http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifفَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماًhttp://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif [النساء:65] }.
والحرج هذا يعيشه بعض الناس في المعتقد، فتجده لا يسلِّم بالرسالة للرسول عليه الصلاة والسلام، وبعضُهم يقول حتى من أبناء المسلمين ممن يسكن أرضنا ويشرب ماءنا ويستنشق هواءنا: الرسول صلى الله عليه وسلم صحيح، والدين في المسجد، وفي أمور الصلاة والعبادة وصلاة الاستغفار والكسوف، أما أن تُطور الدين ليكون للاقتصاد والإعلام والحياة فهذا ليس بصحيح، فهؤلاء ما قبلوا بالرسول عليه الصلاة والسلام حكماً ولا إماماً، ولا رضوا بمنهجه، ولا اتبعوه كما أراد عليه الصلاة والسلام، وفي قلوبهم حرج.ومنهم من لا يرضون بالرسول صلى الله عليه وسلم في العبادة، فتجده يعبد الله عزَّ وجلَّ لكن على غير السنة، له صلوات وأذكار وأمور على غير سنة الرسول عليه الصلاة والسلام: http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifوَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلَّا ابْتِغَاءَ رِضْوَانِ اللَّهِ فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَاhttp://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif [الحديد:27].ومنهم مَن يخالف الرسول صلى الله عليه وسلم، حتى إنك تجد من يصلي الخمس ويصوم ويحج ويعتمر، فيخالف الرسول صلى الله عليه وسلم في سلوكه الظاهر والباطن، كأن في قلبه حرجاً من اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم، بل بعضهم إذا قام ببعض السنن خجل من الناس، والله يقسم من على العرش، وهو الذي استوى ولا يقول إلا الحق، وهو: http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifيَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍhttp://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif [الأحقاف:30] لا يؤمن أحد حتى يتبع الرسول صلى الله عليه وسلم ويسلم مقاليده له، ثم لا يكون في صدره حرج أبداً، ولا يخجل، ويكون على السنة وعلى الاستقامة وعلى السلوك الحسن.

محمد رافع 52
21-03-2013, 09:23 AM
طاعة الصحابة للرسول صلى الله عليه وسلم وأمثلة على ذلك
ابن رواحةhttp://audio.islamweb.net/audio/images/arrow3.gifعبد الله بن عبد الله بن أبيhttp://audio.islamweb.net/audio/images/arrow3.gifأبو عبيدة ي*** أباهhttp://audio.islamweb.net/audio/images/arrow3.gifطلحة بن عبيد الله يتلقى الطعنات عن الرسول عليه الصلاة والسلامhttp://audio.islamweb.net/audio/images/arrow3.gifعبد الله بن أنيس و***ه خالد بن سفيانhttp://audio.islamweb.net/audio/images/arrow3.gifابن عتيك وابن بشر ي***ان يهودياًhttp://audio.islamweb.net/audio/images/arrow3.gifوانظر إلى طاعة الصحابة للرسول عليه الصلاة والسلام، ثم أسألُ نفسي واسألْ نفسَك: بالله هل أطعناه عليه الصلاة والسلام؟ ماذا قدمنا لطاعته؟ هذه الصلوات التي يصليها ما يقارب ملياراً، وهذه الزكاة والصيام والحج وهو أمر فضيل، ولكن تعالوا إلى طاعة الصحابة لمحمد عليه الصلاة والسلام.
ابن رواحة بعد صلاة الجمعة ألقى صلى الله عليه وسلم كلمة وقال: {يا أيها الناس! اجلسوا } فأتى ابن رواحة (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=264&ftp=alam&id=1000016&spid=264) وهو على الرصيف خارج المسجد في شمس المدينة فجلس مكانه، قال الصحابة: ما لك يا بن رواحة (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=264&ftp=alam&id=1000016&spid=264) ؟ قال يقول عليه الصلاة والسلام: اجلسوا، فجلستُ مكاني، لا يجوز لي أن أتعدى مكاني، ما دام أنه أمر صلى الله عليه وسلم.
عبد الله بن عبد الله بن أبي أتاه عبد الله بن عبد الله بن أبي بن سلول (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=264&ftp=alam&id=1000648&spid=264) قال: {يا رسول الله! سمعتُ أنك تريد *** أبي، فإن كنت تريد *** أبي لا ترسل أحداً من الناس، فإني لا أستطيع أن أعيش وقاتل أبي يمر على الأرض؛ لكن أرسلني لآتيك برأسه، والله يا رسول الله! إن أمرتني أن أ***ه وأ*** أبنائي ل***تهم } ووالله لو أمره عليه الصلاة والسلام أن ي*** أطفاله ل***هم أمامه.يقول سيد قطب (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=264&ftp=alam&id=1000015&spid=264) : حتى أنهم بلغوا أن ***وا نفوسهم أمام الرسول صلى الله عليه وسلم ليرضى الله ثم يرضى رسوله عليه الصلاة والسلام، فيقول صلى الله عليه وسلم: {بل نترحم ونصبر على أبيك }.
ويأتي أبوه يريد دخول المدينة ، فيأتيه فيعترضه بالسيف أمام أنفه؛ لأن أباه يقول في غزوة: http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifيقُولُونَ لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif [المنافقون:8] قال: {والله لا تدخل المدينة حتى يأذن لك الرسول صلى الله عليه وسلم فإنك الأذل وهو الأعز.
فأذن له الرسول صلى الله عليه وسلم فدخل }.
أبو عبيدة ي*** أباهأبو عبيدة (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=264&ftp=alam&id=1000110&spid=264) فيما يُروى في السير مرَّ به أبوه، فأشاح عنه -وأبوه كافر وأبو عبيدة (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=264&ftp=alam&id=1000110&spid=264) مسلم- فاعترضه أبوه، ف***ه أبو عبيدة (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=264&ftp=alam&id=1000110&spid=264)، لماذا؟ لأنها نفوس أسلمت لله، ليس للشيطان فيها حظ، وقدموا أرواحهم دون الرسول عليه الصلاة والسلام.
طلحة بن عبيد الله يتلقى الطعنات عن الرسول عليه الصلاة والسلام وقرأت في سيرة طلحة بن عبيد الله (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=264&ftp=alam&id=1000112&spid=264) ، يقول: [[والله الذي لا إله إلا هو ما في جسمي موضع شبر إلا ضُرب يوم أحد ، قال أبو بكر (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=264&ftp=alam&id=1000018&spid=264) : أما يوم أحد فقد ذهب بهطلحة (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=264&ftp=alam&id=1000112&spid=264)]] كان يأتي السهم الطائش يريد أن يقع في جسم الرسول صلى الله عليه وسلم فيقبل عليه طلحة (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=264&ftp=alam&id=1000112&spid=264) فيقع في صدره، ويُضرب الرسول صلى الله عليه وسلم بالرمح فيضع طلحة (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=264&ftp=alam&id=1000112&spid=264) يده فيقع الرمح في يده، ويأتي السيف ليأخذ من جسم الرسول صلى الله عليه وسلم فيقفز عليه كالأسد فيتلقى ضربة السيف، حتى أصبح مجدَّعاً وشُلَّ في يوم أحد ، أصبح مشلولاً، ولا تتحرك منه إلا يده اليسرى ورجله اليسرى..
وطرفه الأيسر، فهل قدمنا مثل هذا؟ أو معشار عُشر هذا؟ويأتي أحدهم أمام الرسول صلى الله عليه وسلم ويقول: [[اللهم خذ مني هذا اليوم حتى ترضى ]].
عبد الله بن أنيس و***ه خالد بن سفيان وخالد بن سفيان الهذلي (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=264&ftp=alam&id=1000332&spid=264) في عرفة جمع قبائل هذيل وهم قرابة ألف مقاتل، ودربهم على السلاح والاغتيال وقال: أ***ُ محمداً فأريح العرب قاطبة، ولكن الله ي***ه، فإن الله يقول: http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifيَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif [المائدة:67] يقول: أما أنت فلن تُغتال ولن تُ***؛ لكن بلغ الرسالة، ولا تخف فإنا سوف نحرسك بحرسٍ من عندنا لا بحرسك، فلا ت***ك العرب حتى تبلغ الرسالة.
فمهمتك أن تبلغ (لا إله إلا الله) وتغرسها في قلوب الجيل، وتبني صروحها في نفوس الناس، ولكنك لن تُ*** بإذن الله.فأتى خالد (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=264&ftp=alam&id=1000332&spid=264) هذا يريد *** الرسول صلى الله عليه وسلم ومعه ألف مقاتل، قال صلى الله عليه وسلم لأصحابه في المسجد: {من ي*** خالد بن سفيان الهذلي (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=264&ftp=alam&id=1000332&spid=264) وله الجنة؟... } فسكت الناس، فالأمر ليس بالسهل، أن يرسلك صلى الله عليه وسلم وحدك ثم تذهب إلى رجل في عرفة ، من المدينة إلى مكة ، ثم تأتي إليه وهو في ألف مقاتل يريدون اغتيال الرسول صلى الله عليه وسلم، فلن تستطيع، قال: من يذهب وأنا أضمن له الجنة؟ قال عبد الله بن أنيس (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=264&ftp=alam&id=1001075&spid=264) وهو شاب: أنا يا رسول الله.فذهب عبد الله بن أنيس (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=264&ftp=alam&id=1001075&spid=264) وكان ينام النهار ويمشي الليل، حتى اقترب من عرفة ، فلما نام ذاك قام عليه فقطع رأسه، ثم أخذ معه الرأس علامة، وهو أكبر علامة، لأنه إذا أتى بالرأس فمعناه أنه قُتل، أي عليها شاهد: http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifوَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُزْجَاةٍ فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا إِنَّ اللَّهَ يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif [يوسف:88] فجعل رأسخالد بن سفيان (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=264&ftp=alam&id=1000332&spid=264) الذي يريد اغتيال الرسول صلى الله عليه وسلم بألف مقاتل معه في المخلاة وذهب، ووصل إلى المدينة ، فانتهى عليه الماء في وادي ودان ، ووادي ودان عندالصعب بن جثامة (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=264&ftp=alam&id=1001982&spid=264) ، وكاد أن يتلف، وكان كلما أيس من الحياة واقترب من الموت جلس تحت شجرة يبرد ويدعو الله أن يقيم من أوَدِه، حتى وصل إلى المدينة ، فلما رآه صلى الله عليه وسلم رأى شحوب وجهه، ولكن رأى البشرى عليه، فقال: {أفلح وجهُك، قال: ووجهُك يا رسول الله! فألقى الرأس بين يديه، قال صلى الله عليه وسلم: ضمنتُ لك الجنة، قال: يا رسول الله! أعطني علامة، قال: هذه العصا تتوكأ بها في الجنة إن شاء الله } والمتوكئون بالعصي في الجنة قليل، فأخذها معه، فكانت العصا تنام معه، ويقوم بها، ويذهب بها، ويسافر بها، فلما أتته الوفاة دفنت معه.وهي علامة يلقى بها رسول الهدى عليه الصلاة والسلام.
أي صدق وأي اتباع يبلغ هذا المبلغ؟!
ابن عتيك وابن بشر ي***ان يهودياً ذهب منهم ابن عتيك (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=264&ftp=alam&id=1003411&spid=264) وعباد بن بشر (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=264&ftp=alam&id=1000337&spid=264) إلى رجل من اليهود كانت له جارية تغني بسب الرسول صلى الله عليه وسلم، يشرب هذا اليهودي الخمر ويأمر الجارية أن تضرب الدف وتسب الرسول صلى الله عليه وسلم بقصائد ينْظُمُها اليهود، فقال صلى الله عليه وسلم: {مَن ي***ه منكم؟ قالوا: نحن يا رسول الله، وماذا تعطينا؟... } والرسول صلى الله عليه وسلم ليس عنده دنيا، كما يقول أبو الحسن الندوي (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=264&ftp=alam&id=1000230&spid=264) : لم يكن يعرض على أصحابه قصوراً ولا ذهباً ولا فضة، وهو ما شبع أصلاً من خبز الشعير، وكان ينام صلى الله عليه وسلم على الحصير فيؤثر في جنبه، من أين له جوائز ورُتب ونجوم وأوسمة يعطيها هذا الجيل؟ ولو فعل صلى الله عليه وسلم لانحرفت قلوبهم إلى الدنيا وتركت الآخرة، قال: {...
أنا أضمن لكم الجنة، فذهبوا، فصرخ ابن عتيك (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=264&ftp=alam&id=1003411&spid=264) وصرخ عباد بن بشر (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=264&ftp=alam&id=1000337&spid=264) لهذا فخرج من على رأس الدرج، فلما خرج لطموه بالسيوف ف***وه، فنزل ابن عتيك (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=264&ftp=alam&id=1003411&spid=264)-وقيل:محمد بن مسلمة (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=264&ftp=alam&id=1000947&spid=264)- فعثر فانكسرت رجله، فأتى يسحبها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ابسطها أمامي، فبسطها فنفث صلى الله عليه وسلم وقال: باسم الله، فعادت وما كأن بها كسراً، قال: ما خبركم؟ قال عباد بن بشر (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=264&ftp=alam&id=1000337&spid=264) : يا رسول الله! ائذن لي أن أتحدث بخبرنا -وكان شاعراً وهو من سادات الأنصار ومن أشجعهم، *** يوم اليمامة ، وهو من الشهداء الكبار عند الله، وكان يصلي فيبكي في المسجد ويبكي ببكائه نساء الرسول صلى الله عليه وسلم داخل البيت- قال: اعطنا خبرك، فقال عباد بن بشر (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=264&ftp=alam&id=1000337&spid=264) يلقي قصة اغتيال اليهودي:
صرختُ له فلم يعلم بصوتي وأقبل طالعاً من رأس جدرِفعدتُ له فقال مَن المنادي فقلت: أخوك عباد بن بشر (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=264&ftp=alam&id=1000337&spid=264) فأقبل نحونا يهوي سريعاً فقطَّعه أبو عبد بن جبر (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=264&ftp=alam&id=1003412&spid=264)يهوي، أي: اليهودي، وأبو عبد بن جبر (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=264&ftp=alam&id=1003412&spid=264): من الأنصار، *** من قريش في حومة وراء شجرة ثمانية.وأرداه ابن مسلمة (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=264&ftp=alam&id=1000947&spid=264) بسيف شديد الصوت في الكفار يسري وكان الله خامسنا فعدنا بأعظم مِنَّة وعظيم نصرِقال صلى الله عليه وسلم: وجبت لكم الجنة }.

شذى العطر
21-03-2013, 09:24 AM
جزاكم الله كل خير
وجعله في ميزان حسناتكم