مشاهدة النسخة كاملة : هذا ديننا الاسلامى وهذا نبينا محمد (صلى الله عليه وسلم)
محمد رافع 52 06-11-2012, 09:15 AM http://t3.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcR254CPKQnHJsBtvaJDEvpznKZ2clg43 JZPBfl-72E4UoBQYOXB
الى كل انسان
مسلم اوغير مسلم ماذا تعرف عن الاسلام
اولا :احيكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الإسلام لغة واصطلاحًا
كلمة الإسلام يُبحث عنها في المعجم في "سلم"، وهي مصدر لفعل رباعي هو "أسلم". ويُعرَّف الإسلام لُغويًا بأنه الاستسلام، والمقصود الاستسلام لأمر الله ونهيه بلا اعتراض، وقيل هو الإذعان والانقياد وترك التمرّد والإباء والعناد.
أما معناه الاصطلاحي، فهو الدين الذي جاء به "محمد بن عبد الله (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF)"صلى الله عليه وسلم، والذي يؤمن المسلمون بأنه الشريعة التي ختم الله بها الرسالات السماوية. وفي حديث عن "أبي هريرة (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A3%D8%A8%D9%8A_%D9%87%D8%B1%D9%8A%D8%B1%D8%A9)" أن النبي محمد عرّف الإسلام: «بأن تعبد الله ولا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة المكتوبة وتؤتي الزكاة المفروضة وتصوم رمضان وتحج بيت الله».
محمد رافع 52 06-11-2012, 09:18 AM قصيدة عن ديننا الاسلام
اسلام يادين السلام
اسلام يا نور الظلام
اسلام يا قمم الاديان
اسلام ياحب الرحمن
اسلام يا دين السلام
اسلام يا نور الظلام
*اسلام يا نبت الكرام
اسلام ياقهر الحرام
*اسلام يا نبذ الالام
اسلام يا راس الصيام
اسلام يا ضد الالغام
اسلام ياكل القيام
اسلام يا فوز الانام
اسلام يا كل الالتزام
قائد رسل السلام
محمد يا قصد الانام
محمد عقل الانسجام
احمد يا امل السلام
كم تحملت مِن اللئام
كم صليت والناس نيام
كم عدو فى الجهل هام
وظن انه بطل همام
محمد رافع 52 06-11-2012, 09:26 AM أفكار وعقائد
بحسب القرآن، يؤمن المسلمون بالله (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87_(%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7 %D9%85)) وملائكته (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D9%84%D8%A7%D8%A6%D9%83%D8%A9_(%D8%A5%D8%B3 %D9%84%D8%A7%D9%85)) وكتبه (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%AA%D8%A8_%D8%A7%D9%84%D9%85% D9%82%D8%AF%D8%B3%D8%A9_%D9%81%D9%8A_%D8%A7%D9%84% D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85) ورسله (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A3%D9%86%D8%A8%D9%8A%D8%A7%D8%A1_%D8%A7%D9%84% D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85) وبيوم القيامة (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%8A%D9%88%D9%85_%D8%A7%D9%84%D9%82%D9%8A%D8%A7% D9%85%D8%A9). ويضيف إلى ذلك المسلمين السنّة (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A3%D9%87%D9%84_%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%86%D8%A9_ %D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%85%D8%A7%D8%B9%D8%A9)ا لقضاء والقدر (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B6%D8%A7%D8%A1_%D9%88%D8%A7% D9%84%D9%82%D8%AF%D8%B1)،
إعمالاً بحديث مروي في كتب الحديث عن الرسول محمد صلى الله
عليه وسلم عندما قال أن الإيمان هو: "أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره".
يؤمن المسلمون بأن الله هو الإله الواحد الذي خلق الكون بكل ما فيه، وأوحى القرآن (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86) للنبي محمد صلى الله
عليه وسلم عن طريق جبريل (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AC%D8%A8%D8%B1%D9%8A%D9%84)، ويؤمنون بأنه الرسالة الخاتمة للرسالات التي بعث بها الأنبياء الذين سبقوه.
والأنبياء هم رجال اختارهم الله ليكونوا رسله. ويعتقد المسلمون أن الأنبياء هم بشر وليسوا آلهة، وإن كان بعضهم منحه الله القدرة على صنع المعجزات لإثبات نبوتهم. الأنبياء في المعتقد الإسلامي يعتبروا الأقرب إلى الكمال من البشر، وهم من يتلقى الوحي الإلهي، إما مباشرة من الله، أو عن طريق الملائكة. يذكر القرآن أسماء العديد من الأنبياء، بما في ذلك آدم (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A2%D8%AF%D9%85) ونوح (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%86%D9%88%D8%AD) وإبراهيم (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A5%D8%A8%D8%B1%D8%A7%D9%87%D9%8A%D9%85) وموسى (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D9%88%D8%B3%D9%89) وعيسى (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B9%D9%8A%D8%B3%D9%89_%D8%A8%D9%86_%D9%85%D8%B1 %D9%8A%D9%85) وغيرهم.
وبحسب القرآن فإن كافة الأنبياء كانوا مسلمين يدعون إلى الإسلام ولكن بشرائع مختلفة.
يُعرّف الإسلام في القرآن بأنه "فطرة الله التي فطر الناس عليها": http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/6/69/Ra_bracket.png/12px-Ra_bracket.png فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/3/35/Aya-30.png/20px-Aya-30.png http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/1/18/La_bracket.png/12px-La_bracket.png،كما يؤمن المسلمون بأن الحنيفية (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AD%D9%86%D9%8A%D9%81%D9%8A%D8%A9) هي أساس دينإبراهيم (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A5%D8%A8%D8%B1%D8%A7%D9%87%D9%8A%D9%85). ويرون أن الاختلاف بين الأديان الإبراهيمية في الشريعة فقط وليس في العقيدة وأن شريعة الإسلام ناسخة لما قبلها من الشرائع (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%86%D8%B3%D8%AE_(%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85 )). أي أن الدين الإسلامي يتكون من العقيدة والشريعة.
فأما العقيدة فهي مجموعة المبادئ التي على المسلم أن يؤمن (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%A8%D8%A7%D8%AF%D8%A6_%D8%A7%D9%84%D8%A5% D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85) بها وهي ثابتة لا تختلف باختلاف الأنبياء. أما الشريعة فهي اسم للأحكام العملية التي تختلف باختلاف الرسل.
محمد رافع 52 06-11-2012, 09:33 AM الله
http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/c/c9/Allah_1.jpg/170px-Allah_1.jpg (http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D9%85%D9%84%D9%81:Allah_1.jpg&filetimestamp=20090304210043)
يعد أساس الإسلام هو الإيمان بإله واحد هو الله. وهو خالد، حي لا يموت، ولا يغفل، عادل لا يظلم، لا شريك له ولا ند، ولا والد ولا ولد، رحمن رحيم، يغفر الذنوب ويقبل التوبة ولا يفرق بين البشر إلا بأعمالهم الصالحة. وهو خالق الكون ومطلع على كل شيء فيه ومتحكم به.
وفي المعتقد الإسلامي؛ الله ليس كمثله شيء، أي أنه مغاير تمامًا لكل مخلوقاته وبعيد عن تخيلات البشر، لهذا فلا يوجد له صورة أو مجسم، إنما يؤمن المسلمون بوجوده ويعبدونه دون أن يروه. كما أن الله في الإسلام واحد أحد، فضلاً عن رفض ألوهية المسيح (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D9%8A%D8%AD) الذي هو بشر رسول في العقيدة الإسلامية، ومن أهم السور التي يستدل المسلمين بها على ذلك، سورة الإخلاص (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B3%D9%88%D8%B1%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%AE% D9%84%D8%A7%D8%B5): http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/6/69/Ra_bracket.png/12px-Ra_bracket.png قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/c/c2/Aya-1.png/20px-Aya-1.png اللَّهُ الصَّمَدُ http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/3/33/Aya-2.png/20px-Aya-2.png لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/2/29/Aya-3.png/20px-Aya-3.png وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/d/d6/Aya-4.png/20px-Aya-4.png http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/1/18/La_bracket.png/12px-La_bracket.png.
يقول بعض الباحثين أن كلمة "الله" العربية (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%84%D8%BA%D8%A9_%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A%D8%A9) المستخدمة إسلاميًا للدلالة على ذات الرب، إنما هي مكونة من قسمين: "الـ" و"إله"، بينما يقول أخرون أن جذورها آرامية (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%84%D8%BA%D8%A9_%D8%A2%D8%B1%D8%A7%D9%85%D9%8A% D8%A9) ترجع لكلمة "آلوها".
ولله في الإسلام عدة أسماء وردت في القرآن، وهناك تسعة وتسعين اسمًا اشتهرت عند المسلمين السنة باسم "أسماء الله الحسنى (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A3%D8%B3%D9%85%D8%A7%D8%A1_%D8%A7%D9%84%D9%84% D9%87_%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B3%D9%86%D9%89)"، وهي أسماء مدح وحمد وثناء وتمجيد لله وردت في القرآن (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86) أو على لسان أحد من الرسل وفق المعتقد السني،ومنها: الملك، القدّوس، السلام، المؤمن، المهيمن، العزيز، الجبّار، القابض، الباسط، الوكيل، الأول، الرؤوف، ذو الجلال والإكرام، وغيرها. والحقيقة أن هناك خلاف حول عدد الأسماء الحسنى بين علماء السنة، وخلاف حول الأسماء الحسنى ذاتها. إلا أن البعض رجح أن عددها تسعة وتسعين وفقًا لحديث أورده البخاري عن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إن لله تسعة وتسعين اسمًا، مائةً إلا واحدًا، من أحصاها دخل الجنة".
محمد رافع 52 06-11-2012, 09:40 AM الملائكة في الإسلام (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%84%D8%A7%D8%A6%D9%83%D8%A9_% D9%81%D9%8A_%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D 9%85)
يعد الإيمان بالملائكة أحد أساسيات الإسلام. وفقًا للقرآن، فإن الملائكة لا تملك الإرادة الحرة، إنما خلقوا لطاعة الله وتسبيحه وتنفيذ أوامره، فهم لا يأكلون ولا يشربون ولا يتناسلون، بل عباد مكرمون لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون.
تشمل مهام الملائكة توصيل الوحي، حمل عرش الله، تمجيد الله، تدوين أعمال الشخص من سيئات وحسنات وقبض روحه حين وفاته وغيرها.
ويؤمن المسلمون أن الله خلق الملائكة (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D9%84%D8%A7%D9%83) من نور كما خلق الجان (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AC%D9%86) من نار، وخلق آدم (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A2%D8%AF%D9%85) من طين (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B7%D9%8A%D9%86)، وأنها ذات أجنحة يطيرون بها ليبلغوا ما أمروا به سريعًا، وأجنحة الملائكة "مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ" ومنهم من له أكثر من ذلك، ففي الحديث أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم رأى جبريل (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AC%D8%A8%D8%B1%D9%8A%D9%84) ليلة الإسراء (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A1_%D9%88% D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B9%D8%B1%D8%A7%D8%AC) وله ستمائة جناح.
كذلك يؤمن المسلمون أن الكائنات جميعًا ترى الملائكة إلا الإنسان (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A5%D9%86%D8%B3%D8%A7%D9%86)، لقول النبي محمد صلى الله عليه وسلم : "إِذَا سَمِعْتُمْ صِيَاحَ الدِّيَكَةِ (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AF%D8%AC%D8%A7%D8%AC) فَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ فَإِنَّهَا رَأَتْ مَلَكًا وَإِذَا سَمِعْتُمْ نَهِيقَ الْحِمَارِ (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AD%D9%85%D8%A7%D8%B1) فَتَعَوَّذُوا بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%8A%D8%B7%D8%A7%D9%86_%D9%81% D9%8A_%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85) فَإِنَّهَا رَأَتْ شَيْطَانًا".
ومن الملائكة المذكورة في القرآن بأسمائها: جبريل (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AC%D8%A8%D8%B1%D9%8A%D9%84) وميكائيل (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D9%8A%D9%83%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D9%84)، وذلك في سورة البقرة (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B3%D9%88%D8%B1%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%A8%D9%82% D8%B1%D8%A9): http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/6/69/Ra_bracket.png/12px-Ra_bracket.pngمَن كَانَ عَدُوًّا لِّلّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللّهَ عَدُوٌّ لِّلْكَافِرِينَ http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/5/5c/Aya-98.png/20px-Aya-98.png http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/1/18/La_bracket.png/12px-La_bracket.png،وهاروت وماروت (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%87%D8%A7%D8%B1%D9%88%D8%AA_%D9%88%D9%85%D8%A7% D8%B1%D9%88%D8%AA) في نفس السورة: http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/6/69/Ra_bracket.png/12px-Ra_bracket.png وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُوا الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/b/b8/Aya-102.png/20px-Aya-102.png http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/1/18/La_bracket.png/12px-La_bracket.png،وملك الموت (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D9%84%D9%83_%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%88%D8%AA) ، الذي لم يذكر له اسم آخر في القرآن، في سورة السجدة (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B3%D9%88%D8%B1%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%AC% D8%AF%D8%A9): http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/6/69/Ra_bracket.png/12px-Ra_bracket.png قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/c/c7/Aya-11.png/20px-Aya-11.png http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/1/18/La_bracket.png/12px-La_bracket.png. ومن الملائكة الأخرى المذكورة بدون اسم في القرآن: إسرافيل (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A5%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D9%81%D9%8A%D9%84)، رضوان (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B1%D8%B6%D9%88%D8%A7%D9%86)، الزبانية (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%B2%D8%A8%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A9)، حملة العرش، الحفظة، والكرام الكاتبون. ولا يرمز المسلمون إلى الملائكة بأسمائها فقط احترامًا لها، بل يعظموها ويسلمون عليها، فيقولون على سبيل المثال: " جبريل " أو "جبريل ".
محمد رافع 52 06-11-2012, 09:47 AM القرآن (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86)
يعتبر المسلمون أن القرآن (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86) كلام الله الحرفي. وأن آياته أنزلت، بلسان عربيّ (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%84%D8%BA%D8%A9_%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A%D8%A9) مبين، على محمد (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF) صلى الله عليه وسلم من الله عن طريق المَلَك جبريل (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AC%D8%A8%D8%B1%D9%8A%D9%84) في مناسبات عديدة منذ بعثته حوالي عام 610م (http://ar.wikipedia.org/wiki/610) حتى وفاته في 8 يونيو (http://ar.wikipedia.org/wiki/8_%D9%8A%D9%88%D9%86%D9%8A%D9%88) سنة 632م (http://ar.wikipedia.org/wiki/632).
وقد تم تدوين القرآن بواسطة بعض صحابة محمد (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%AD%D8%A7%D8%A8%D8%A9) صلى الله عليه وسلم في حياته، إلا أنه لم يتم جمعه في كتاب واحد في ذلك الحين. وقد جُمع القرآن في كتاب واحد لأول مرة في زمن أبي بكر الصديق (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A3%D8%A8%D9%8A_%D8%A8%D9%83%D8%B1_%D8%A7%D9%84 %D8%B5%D8%AF%D9%8A%D9%82)، الخليفة الأول، ثم تم نسخه في عدة نسخ وتوزيعها علي مختلف الأمصار المسلمة في عهد عثمان بن عفان (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B9%D8%AB%D9%85%D8%A7%D9%86_%D8%A8%D9%86_%D8%B9 %D9%81%D8%A7%D9%86)، الخليفة الثالث. ويؤمن المسلمون بأن القرآن لم يتغير وبأن الله قد تكفل بحفظه. ويجمع المسلمون بمختلف طوائفهم على نسخة واحدة منه.
ينقسم القرآن إلى 114 سورة (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B3%D9%88%D8%B1%D8%A9)، ويحتوي على 6236 آية (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A2%D9%8A%D8%A9). ويوجد بالقرآن آيات مكية وأخرى مدنية. فأما المكية فهي التي نزلت قبل الهجرة (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%87%D8%AC%D8%B1%D8%A9_%D9%86%D8%A8%D9%88%D9%8A% D8%A9)، وكانت تركز أساسًا على بناء العقيدة والإيمان وكذلك المواضيع الأخلاقية والروحية. أما الآيات المدنية اللاحقة فنزلت بعد الهجرة وتهتم بالتشريع والأحكام وبمناقشة القضايا الاجتماعية والأخلاقية اللازمة لبناء المجتمع المسلم خصوصًا والبشري عمومًا.
والقرآن أكثر انشغالاً بالتوجيه المعنوي من التعليمات القانونية، ويعتبر الكتاب المرجعي "للمبادئ والقيم الإسلامية".
ويعتبر معظم المسلمين أن القرآن إلى جانب السنة النبوية (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%86%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D9%86% D8%A8%D9%88%D9%8A%D8%A9) هما المصدران الأساسيان للتشريع الإسلامي.
كلمة القرآن مشتقة من "القراءة"، وتعتبر قراءة القرآن أحد أهم العبادات في الإسلام، ويُقرأ القرآن باللغة العربية ولا يجوز تلاوته بلغة أخرى.
وعلى الرغم من وجود نسخ مترجمة من القرآن بمختلف لغات العالم، إلا أنها لا تتعدى مجرد كونها تفاسير لمعاني القرآن باللغات الأخرى، حيث تستمد قدسية القرآن من حرفيته، وهو ما لا يتاح في الترجمة بسبب الاختلافات اللغوية وأخطاء المترجمين.
وكما يؤمن المسلمون بالقرآن فإنهم كذلك يؤمنون بأن الكتب السابقة على نزول القرآن نزلت من عند الله على بعض الأنبياء، كالتوراة (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AA%D9%88%D8%B1%D8%A7%D8%A9) التي نزلت على موسى (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D9%88%D8%B3%D9%89)، والزبور (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B2%D8%A8%D9%88%D8%B1) المنزل على داود (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AF%D8%A7%D9%88%D8%AF)، وصحف إبراهيم (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B5%D8%AD%D9%81_%D8%A5%D8%A8%D8%B1%D8%A7%D9%87% D9%8A%D9%85)، والإنجيل (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A5%D9%86%D8%AC%D9%8A%D9%84) المنزل على المسيح عيسى بن مريم (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B9%D9%8A%D8%B3%D9%89_%D8%A8%D9%86_%D9%85%D8%B1 %D9%8A%D9%85)، ويعتقدون أن القرآن ناسخ (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%86%D8%B3%D8%AE_(%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85 )) وملغي لما فيها من شرائع، كما يعتقدون أن النسخ الحالية لهذه الكتب طرأ عليها التحريف،والإيمان بهذه الكتب شرط في الإيمان عند المسلمين ومن جحد شيءًا منها يعد كافرًا. ومن الآيات التي يستدل بها المسلمون على ذلك، الأيات التي وردت في سورة المائدة (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B3%D9%88%D8%B1%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%A7% D8%A6%D8%AF%D8%A9): http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/6/69/Ra_bracket.png/12px-Ra_bracket.png إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُواْ لِلَّذِينَ هَادُواْ وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُواْ مِن كِتَابِ اللّهِ وَكَانُواْ عَلَيْهِ شُهَدَاء فَلاَ تَخْشَوُاْ النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلاَ تَشْتَرُواْ بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلاً وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/a/a4/Aya-44.png/20px-Aya-44.png وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالأَنفَ بِالأَنفِ وَالأُذُنَ بِالأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ فَمَن تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَّهُ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/6/6a/Aya-45.png/20px-Aya-45.png وَقَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِم بِعَيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَآتَيْنَاهُ الإِنجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/9/96/Aya-46.png/20px-Aya-46.png وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الإِنجِيلِ بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فِيهِ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/f/f4/Aya-47.png/20px-Aya-47.png وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ عَمَّا جَاءكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاء اللّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَـكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَآ آتَاكُم فَاسْتَبِقُوا الخَيْرَاتِ إِلَى الله مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/5/55/Aya-48.png/20px-Aya-48.png http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/1/18/La_bracket.png/12px-La_bracket.png.
محمد رافع 52 06-11-2012, 09:52 AM الحياة مع القرآن
عادل بن عبد العزيز المحلاوي
الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا , أحمد ه سبحانه جعل كتابه للمؤمنين هدى , وأصلي على من جُعل القرآنُ ربيع قلبه , ونور صدره ثم اهتدى أما بعد :
الحديث عن القرآن حديث عظيم , لأنه حديث عن كتاب عظيم , وما كتبت عن القرآن يوماً أو تحدثت عنه إلا أجتمع لي أمران الفرح والخجل , فأفرح لأني أتكلم عن كلام الله , وأخجل لأني مثلي يتكلم عن هذا الكلام , ولكني أحمده عز وجل أن أذن لمثلي أن يتكلم عن كلامه .
ولو أراد المرء أن يُسهب في الحديث عن كلام الله , لفني العمر ولم ينته من الحديث بعد , ولكن لعلي أتكلم عن كيف يتأثر المسلم بالقرآن , خصوصاً وأن المسلمين يُقبلون عليه في أيام رمضان .
صح عن عثمان رضي الله عنه وأرضاه أنه قال " لو سلمت قلوبكم ما شبعت من كلام ربكم " ذلك أن القرآن كلام الله , وكلامه صفة من صفاته .
تأمل –أولاً- في كرامة القرآن لأهله جاء عند الترمذي رحمه الله من حديث أبي هريرة رضي الله عنه وأرضاه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " يجيء القرآن يوم القرآن فيقول : يارب حله فيُلبس تاج الكرامة , ثم يقول : يارب زده فيُلبس حلة الكرامة , ثم يقول يارب ارض عنه فيرضى عنه " حديث حسن .
فمن لي بمثلك يا صاحب القرآن نلت تاج الكرامة وحلتها وفزت بالرضى من الرحمن .
إن العيش مع القرآن عيش كريم , ونعمة يتفضل بها الله على من شاء من خلقه , وحياة تعجز العبارات أن تعبر عنها , ولذا كان حريٌ بالمؤمن الناصح لنفسه أن يجاهد نفسه للعيش الحقيقي مع القرآن , تأمل في حال السلف وكيف كانت حياتهم مع القرآن , وقارن بين حالنا وحالهم عند التلاوة .
قيل لبعض السلف : إذا قرأت القرآن تُحدث نفسك بشيء؟ فقال : أوَ شيء أحب إلي من القرآن حتى أحدث به نفسي ؟
لقد كانوا يعلمون أن القرآن ليس مثل كلام البشر ,فهم على يقين بصدق أخباره ,
ونفاذ وعده ووعيده , كان لأسلوبه المعجز أثره في نفوسهم ولذا تلذذوا به , وآثروه على حديث الناس فليت شعري متى نصل لهذا الحال ؟
ورمضان فرصة لنا لتجديد العهد مع القرآن أولاً, والعودة الحقيقة للتلاوة المؤثرة للقلوب, المغيرة للسلوك, نريد أن نصل إلى أن يكون حالنا بعد التلاوة غير حالنا قبله, وحياتنا مع القرآن حياة المحبين لآيات الرحمن, المعظمين لها.
ولئن كان رمضان فرصة للازدياد من الختمات , فإن الأولى بنا صرف الهمة للتدبر, حتى تتغير أحوالنا وتتبدل أمورنا إلى كل خير.
انظر إلى حال رسول الله عليه الصلاة والسلام كان يحب أن يتلوا القرآن ويسمعه من غيره , ومن ورائه أبو بكر وعمر كانت تُسمع أصوات بكائهم من وراء الصفوف , ما الذي يجعلهم يبكون وهم الرجال الأبطال ,هل سألنا أنفسنا هذا السؤال ,أما الجواب فتأمله معي في هذه الآيات يقول سبحانه مادحاً خيرة خلقه وأصفيائه من أوليائه( أُولَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرائيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّداً وَبُكِيّاً) (مريم:58) فالبكاء ترجمة حقيقية لتأثر القلب , والعيش الحقيقي مع القرآن , أريدك كلما قرأت القرآن أو استمعت إليه استحضر أنه كلام الله الذي خلقك ورزقك وأنعم عليك , تفكر في كل آية بل وكل كلمة من كلماته وسيحدث في نفسك العجب
ولعلي أن أضع بين يديك طرقاً تصل بها إلى التأثر والانتفاع بتلاوتك فمنها :
- حاول أن تقرأ تفسيراً ميسراً للآيات , خصوصاً الآيات التي تحتاج إلى تفسير.
-( تحسين الصوت) حسن صوتك عند التلاوة ما استعطت إلى ذلك سبيلاً , وفي الحديث " ليس منا من لم يتغن بالقرآن"رواه البخاري
قال النووي : " والترتيل مستحب للتدبر ونحوه "
- الإنصات التام عند سماع القرآن من أهم أسباب الانتفاع به ولا حرج على المرء في تخير الصوت الحسن المؤثر , سأل رجل أحمد بن حنبل عن الصلاة في المسجد البعيد عن الحي , فقال له الإمام " انظر ما هو أنفع لقلبك"
- ترديد الآيات المؤثرة في القلب : لابد للقارئ عند تلاوته أن تمر به آية مؤثرة في قلبه فالأنفع له أن يقف متدبرا لمعاني هذه الآية ً , مستفهماً هذا الخطاب , ولو بقي مع هذه الآية زمناً فهو أنفع له من إكمال السورة دون تبدر, يقول أبو سليمان الداراني رحمه الله : ربما أقمت في الآية الواحدة خمس ليال , ولولا أني أدع الفكر فيها ما جزتها أبدا , ولربما جاءت الآية من القرآن فيطير عقلي لها .
- وأنت تقرأ آيات القرآن اجعل نفسك كأنك المخاطب بها , فإن كثيرا منا لا يستحضر في ذهنه هذه الأمر فيفوت على نفسه الانتفاع .
- حاول العيش مع هذه الآيات بوجدانك , فإذا مررت بآية فيها ذكر الجنة استحضر نفسك كأنك تعيش فيها متلذذاً بملاذها , وإذا مررت بآية فيها ذكر النار خشيت أن تكون من أهلها واستعذت بالله منها , وإذا مررت بقصص السابقين نقلت فؤادك إلى ذلك الزمان وكأنك تعيش تلك الأحداث , وهكذا مع كل آية من الآيات .
- تدبر في آيات الصفات التي تصف الله تعالى وعظمته , وتصف أفعاله العظيمة مثل خلق الجبال والأرض والسماء والأنهار وغيرها , خذ مثالاً هذه الأية العظيمة من سورة لقمان (خَلَقَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَريم* هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ) (لقمان11) تفكر في هذا الصنع العجيب المتقن ( صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ) (النمل:88)
واعلم أن التدبر يوصلك إلى عظمة ربك ومولاك , ويريك حقيقة الدنيا والآخرة , ويبين لك مآل الفريقين , ومستقر الطائفتين , ويزيد في إيمانك , ويرفع في درجاتك , ويقوي استقامتك , ويزهدك في الدنيا , ويرغبك الآخرة , ويطرد عنك الهم , ويزيل عنك الغم , ويُسليك عن الناس , ويجعلك تلج جنة الدنيا , في خيرات لا منتهى لها .
محمد رافع 52 06-11-2012, 10:01 AM تدبر القرآن ووعي معانيه
(أفَلا يَتَدبَّرُونَ القُرآن أمْ على قُلوبٍ أقفالُها) (محمد/ 24).
(قَد بَيَّنّا لَكُم الآياتِ لَعَلّكُم تَعقِلُون) (الحديد/ 17).
(إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الأرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالأنْعَامُ حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الأرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلا أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالأمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) (يونس/ 24).
(كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الألْبَابِ) (ص/ 29).
إنّ قضية وعي القرآن وفهمه واستيعاب دلالاته ومعانيه، هي قضية من أهم قضايا التعامل مع القرآن وفهم الرِّسالة، وبناء السلوك والحياة وإكتشاف آفاقه ومحتوى أعماقه البعيدة. وعندما يغيب دور العقل، ويسيطر الجمود والتحجّر، وتغلق العقول، فلا يمكن إكتشاف معاني القرآن وفهم محتواه، لذا يذمّ القرآن أولئك الذين وضعوا الأقفال على عقولهم، ولم يفكِّروا في دلالات الآيات ولم يتدبّروا معانيها، جاء ذلك في قوله تعالى: (أفَلا يَتَدبَّرُونَ القُرآن أمْ على قُلوبٍ أقفالُها).
ومَن يستقرئ القرآن، يرى أنّ خطابه موجّه للعقل، دعوة للتفكّر والفهم والوعي.. وإستخدام العقل في فهم القرآن وإكتشاف معانيه.. هو ما حثّ عليه القرآن ودعا إليه في العديد من آياته؛ مثل:
(قَد بَيَّنّا لَكُم الآياتِ لَعَلّكُم تَعقِلُون).(الحديد/17)
(إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الأرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالأنْعَامُ حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الأرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلا أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالأمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ).(يونس/24)
حين نزل قوله تعالى:
(إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الأرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأرْضِ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) (البقرة/ 164).
حين نزلت هذه الآية، قرأها رسول الله (صلى الله عليه وسلم) على المسلمين، قال: "ويلٌ لِمَن لاكها بين لحييه ثمّ لم يتدبّرها".
وإذاً، لكي نفهم القرآن، لابدّ من أن نتعامل بالعقل والوعي والتدبّر، ويُحذِّر القرآن عن قفل العقل وغفلته عمّا حمل هذا الكتاب للناس من حقائق وعلوم ومعارف وهداية وصلاح وتشريع وقيم إنسانيّة سامية، ويتحدّث القرآن عن غياب التدبّر والوعي العملي وفهم الدلائل والآيات الطبيعية والحياتية والإجتماعية حتى كأنّ الإنسان لم يرها لأنّه لا يُفكِّر فيها، ولا يستوعب الدروس والعِبَر منها، لذلك يُندِّد القرآن بأولئك المعرضين الغافلين.
قال تعالى: (وَكَأَيِّنْ مِنْ آيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ) (يوسف/ 105).
إنّ تلاوة القرآن الكريم من غير تدبّر ولا وعي، لا تُعطي أهدافها العلميّة والتربوية والإيمانيّة.
لنقرأ كلّ آيات تحريم الخمر كوحدة موضوعية ولنتدبّر فيها، ولندرس الأضرار الصحية والأمنية والإجتماعية والمالية... إلخ، لنعرف لماذا حرّم الله الخمر.
لنقرأ كل آيات الرِّبا في وحدتها الموضوعية ولنتدبّر فيها؛ ولندرس الآيات المدمِّرة للرِّبا وإنعكاساتها على الإقتصاد والحياة المعاشيّة، ولنعرف لماذا حرّم الله الرِّبا.
لنقرأ كلّ الآيات التي تحدّثت عن المال كوحدة موضوعية، لنعرف فلسفة المال وقيمة المال، وكيف نحصل على المال، وكيف ننفقه، ولنعي أخطار تجميد المال واكتنازه وأخطار الفقر والحرمان على الحياة بأسرها الإجتماعية والسياسية والسلوكية والأمنية..
لنقرأ كل الآيات التي تحدّثت عن الإسراف والتبذير، ونتأمّل في أخطارها وأضرارها، لندرك الحكمة من التحريم..
لنقرأ كل الآيات التي تحدّثت عن المرأة والزواج والأسرة والعلاقة الزوجية بوعي وتحليل وفهم، ولنعرف مكانة المرأة وأهمية الأسرة وحقوق الزوج والأبناء، ولنعي الحكمة في كل تشريع ومفهوم ثبّته القرآن في هذا المجال.
لنقرأ الآيات التي تحدّثت عن صفات الله وأسمائه الحُسنى.. ولنعي تجلِّياتها في الشريعة وفي تعامل الخالق مع الخلق وعلاقة المخلوقات بخالقها من خلال وعي دلالات تلك الصفات والأسماء الحُسنى.. لنعرف أنّنا نتعامل مع ربٍّ غفورٍ رحيم، عادل حكيم ودودٍ عليم، قادر على ما يُريد. عدوّ للظلم والظالمين، منتقم من الطُّغاة، فيتحدد موقفنا من الظلم والإستكبار والطغيان ونتعامل مع الخلق بالعفو والرحمة والدفاع عن المظلومين والمستضعفين.
وهكذا نتعامل مع كلّ آية وكلّ مجموعة من الآيات التي تحدّثت عن موضوع موحّد، ولعني مجمل التنزيل وأهداف القرآن ومشروعه المنقذ الرائد على هذه الأرض.
فيما يلي نستعرض أمثلة من تدبّر القرآن العقلي ووعيه وإستنتاج الأحكام والمفاهيم والقيم منه، كما وردت في بيان الرسول الكريم محمد (صلى الله عليه وسلم) وأئمة المسلمين.
رُوي عنه (صلى الله عليه وسلم) قوله: "إنّ الله – عزّوجلّ – كتبَ عليكُم الإحسان في كلِّ شيء، فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة، وليحد أحدكم شفرته، وليريح ذبيحته".
إنّ الرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم) بقوله هذا ينهي عن الإيذاء والتعذيب والإساءة حتى في قتل المستحق للقتل وفي الحروب أو ذبح الحيوان، فإنّ ذلك مخالف لخُلق الرحمة والإحسان التي جاء بها القرآن..
إنّ هذا البيان النبوي الكريم هو بيان لما جاء في كتاب الله تعالى من الدعوة إلى مطلق الإحسان، مثل قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإحْسَانِ...) (النحل/ 90).
ومثل خطابه تعالى للنبي موسى (عليه السلام): (وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الألْوَاحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْعِظَةً وَتَفْصِيلا لِكُلِّ شَيْءٍ فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُوا بِأَحْسَنِهَا سَأُرِيكُمْ دَارَ الْفَاسِقِينَ) (الأعراف/ 145).
وهذا البيان هو دعوة للتدبّر في كتاب الله وتوجيه العقل وتحريكه للتعامل مع القرآن، وإستنتاج الأحكام والمفاهيم وإستنباطها من أعماق محتواه وإرشادات دلالاته.
محمد رافع 52 06-11-2012, 10:09 AM الرسل والأنبياء في الإسلام
يُعرّف الانبياء في الإسلام بأنهم أشخاص اصطفاهم الله ليكونوا رسله للناس. وهم مجرد بشر لكن الله يعطيهم القدرة على عمل المعجزات لإثبات نبوتهم، فمعجزة النبي سليمان (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B3%D9%84%D9%8A%D9%85%D8%A7%D9%86) على سبيل المثال كانت التحدث بلغة الطيور (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B7%D8%A7%D8%A6%D8%B1) ورؤية الجان (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AC%D9%86)، ومعجزة المسيح (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%B3%D9%8A%D8%AD) كانت إبراء المرضى وإقامة الموتى وكلامه وهو ما زال رضيعًا، أما معجزة محمد فهو القرآن بحد ذاته. ويعتقد المسلمون بأن كل الأنبياء كانوا يدعون إلى دين الإسلام ولكن برسالات مختلفة، أي أنهم دعوا إلى ذات المبادئ التي يدعوا إليها الإسلام ولكن وفق ما دعت إليه ظروف عصرهم وأحوال شعبهم، وكانت آخر هذه الرسالات رسالة محمد بن عبد الله (صلى الله عليه وسلم) الذي يعتبرها المسلمون الرسالة الخاتمة وأنه لا أنبياء بعده. ومحمد (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF) (صلى الله عليه وسلم) هو نبي الإسلام، ولا ينظر إليه المسلمون باعتباره مؤسسًا لدين جديد، ولكن مرمم ومجدد للإسلام الأصلي، وعقيدة التوحيد التي أنزلها الله على الأنبياء من قبل كـآدم (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A2%D8%AF%D9%85)وإبراهيم (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A5%D8%A8%D8%B1%D8%A7%D9%87%D9%8A%D9%85) وموسى (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D9%88%D8%B3%D9%89)وعيسى (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B9%D9%8A%D8%B3%D9%89_%D8%A8%D9%86_%D9%85%D8%B1 %D9%8A%D9%85) وغيرهم.
يُنظر إلى محمد (صلى الله عليه وسلم) في التقاليد الإسلامية، على أنه آخر وأعظم الأنبياء.
على مدى السنوات الثلاث والعشرين الأخيرة من حياته، أي ابتداء من سن الأربعين، تلقي محمد (صلى الله عليه وسلم) الوحي من الله عن طريق الملك جبريل، وهو القرآن، وتم حفظه وتسجيله من قبل أتباعه.
وكما يؤمن المسلمون بمحمد (صلى الله عليه وسلم) فإنهم يؤمنون بآدم (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A2%D8%AF%D9%85) ونوح (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%86%D9%88%D8%AD)وإبراهيم (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A5%D8%A8%D8%B1%D8%A7%D9%87%D9%8A%D9%85)وموسى (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D9%88%D8%B3%D9%89)وداود (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AF%D8%A7%D9%88%D8%AF)وسليمان (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B3%D9%84%D9%8A%D9%85%D8%A7%D9%86)وعيسى المسيح (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B9%D9%8A%D8%B3%D9%89_%D8%A8%D9%86_%D9%85%D8%B1 %D9%8A%D9%85) وغيرهم كأنبياء من عند الله. والرسل في الإسلام يمثلون الكمال الإنساني في أرقى صوره وهم أطهر البشر قلوبًا وأزكاهم أخلاقًا وأقواهم قريحة وعقلاً، ويعتقد المسلمون أن الله اصطفى آل إبراهيم وبعث من ذريته جميع الرسل وصولاً إلى محمد (صلى الله عليه وسلم) ليدعوا الناس إلى عبادته ولا يشركوا به شيءًا.
ورد في القرآن (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86) ذكر لخمسة وعشرين نبيًا، بعضهم ذُكر في الإنجيل (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A5%D9%86%D8%AC%D9%8A%D9%84)والتوراة (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AA%D9%88%D8%B1%D8%A7%D8%A9) بنفس الاسم، كالنبي إبراهيم (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A5%D8%A8%D8%B1%D8%A7%D9%87%D9%8A%D9%85)وإسحق (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A5%D8%B3%D8%AD%D9%82)ويعقوب (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%8A%D8%B9%D9%82%D9%88%D8%A8)ويوسف (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%8A%D9%88%D8%B3%D9%81)وآدم (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A2%D8%AF%D9%85)، والبعض ذُكر تحت أسماء أخرى مثل النبي يحيى (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%8A%D8%AD%D9%8A%D9%89)، الذي يُدعى "يوحنا المعمدان (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%8A%D9%88%D8%AD%D9%86%D8%A7_%D8%A7%D9%84%D9%85% D8%B9%D9%85%D8%AF%D8%A7%D9%86)" في الكتاب المقدس (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8_%D8%A7%D9%84% D9%85%D9%82%D8%AF%D8%B3)، وبعضهم ذُكر في تلك الكتب ولم يُذكر في القرآن وإنما ذُكر في الحديث النبوي، مثل النبي دانيال (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%A8%D9%8A_%D8%AF%D8%A7%D9%86% D9%8A%D8%A7%D9%84).
ويُعظم المسلمون الأنبياء ويسلمون عليهم ولا يدعوهم بأسمائهم المجردة احترامًا وتقديرًا لهم، فيقولون على سبيل المثال: " محمد "(صلى الله عليه وسلم), " عيسى المسيح "عليه السلام,"أبانا آدم "عليه السلام، اعتقادًا أن آدم هو أبو البشر كما ورد أيضًا في الكتاب المقدس (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8_%D8%A7%D9%84% D9%85%D9%82%D8%AF%D8%B3). يرفض المسلمين السنة تصوير الأنبياء والرسل في أي شكل، سواء في رسم أو تمثال أو تقمص أحد الناس لشخصيتهم في عمل تمثيلي، وقد وردت بعض الأحاديث التي تفيد بهيئة بعض الأنبياء.
محمد رافع 52 06-11-2012, 10:15 AM إشراق الأرض بالنبوة وظلمتها بفقدها
لــ ابن القيم الجوزية
فأهل الأرض كلهم في ظلمات الجهل والغي إلا من أشرق عليه نور النبوة، كما في المسند وغيره من حيدث عبد الله بن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله خلق خلقه في ظلمة، وألقى عليهم من نوره، فمن أصابه من ذلك النور اهتدى، ومن أخطأه ضل، فلذلك أقول: جف القلم على علم الله".
ولذلك بعث الله رسله ليخرجوا الناس من الظلمات إلى النور، فمن أجابهم خرج إلى الفضاء والنور والضياء، ومن لم يجبهم بقي في الضيق والظلمة التي خلق فيها، وهي: ظلمة الطبع، وظلمة الجهل، وظلمة الهوى، وظلمة الغفلة عن نفسه وكمالها وما تسعد به في معاشها ومعادها. فهذه جملتها ظلمات خلق فيها العبد، فبعث الله رسله لإخراجه منها إلى العلم والمعرفة والإيمان والهدى الذي لا سعادة للنفس بدونه البتة، فمن أخطأه هذا النور أخطأه حظه وكماله وسعادته وصار يتقلب في ظلمات بعضها فوق بعض، فمدخله ظلمة، ومخرجه ظلمة، وقوله ظلمة، وعمله ظلمة، وقصده ظلمة، وهو متخبط في ظلمات طبعه وهواه وجبله، وقلبه مظلم، ووجهه مظلم، لأنه يبقى على الظلمة الأصلية، ولا يناسبه من الأقوال والأعمال والإرادات والعقائد إلا ظلماتها، فلو أشرق له شيء من نور النبوة لكان بمنزلة إشراق الشمس على بصائر الخفاش:
بصائر أغشاها النهار بضوئه ولائمها قطع من الليل مظلم
يكاد نور النبوة يعمي تلك البصائر ويخطفها لشدته وضعفها، فتهرب إلى الظلمات لموافقتها لها وملائمتها إياها.
والمؤمن عمله نور، وقوله نور، ومدخله نور، ومخرجه نور، وقصده نور، فهو يتقلب في النور في جميع أحاله، قال الله تعالى: {اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}، ثم ذكر حال الكفار وأعمالهم وتقلبهم في الظلمات فقال: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئاً وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُوراً فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ}.
محمد رافع 52 06-11-2012, 10:20 AM أحوال العرب قبل الإسلام
كان العرب في شبه الجزيرة العربية قبل بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم يعبدون الأصنام من دون الله، ويقدمون لها القرابين، ويسجدون لها، ويتوسلون بها، وهي أحجار لا تضر ولا تنفع، وكان حول الكعبة ثلاثمائة وستون صنمًا.
ومن عجيب أمرهم أن أحدهم كان يشتري العجوة، ويصنع منها صنمًا، ثم يعبده ويسجد له، ويسأله أن يحجب عنه الشر ويجلب له الخير، فإذا شعر بالجوع أكل إلهه!! ثم يأخذ كأسًا من الخمر، يشربها حتى يفقد وعيه، وفي ذلك الزمان كانت تحدث أشياء غريبة وعجيبة، فالناس يطوفون عرايا حول الكعبة، وقد تجردوا من ملابسهم بلا حياء، يصفقون ويصفرون ويصيحون بلا نظام، وقد وصف الله -عز وجل- صلاتهم فقال: {وما كان صلاتهم عند البيت إلا مكاء وتصدية فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون} [الأنفال:35].
وكانت الحروب تقوم بينهم لأتفه الأسباب، وتستمر مشتعلة أعوامًا طويلة فهذان رجلان يقتتلان، فيجتمع الناس حولهما، وتناصر كل قبيلة صاحبها، لم يسألوا عن الظالم ولا عن المظلوم، وتقوم الحرب في لمح البصر، ولا تنتهي حتى يموت الرجال، وانتشرت بينهم العادات السيئة مثل: شرب الخمر، وقطع
الطرق والزنا.
وكانت بعض القبائل تهين المرأة، وينظرون إليها باحتقار، فهي في اعتقادهم عار كبير عليهم أن يتخلصوا منها، فكان الرجل منهم إذا ولدت له أنثى؛ حزن حزنًا شديدًا. قال تعالى: {وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسودًا وهو كظيم يتواري من القوم من سوء ما بشر به أيمسكه علي هون أم يدسه في التراب ألا ساء ما يحكمون} _[النحل: 58-59] وقد يصل به الأمر إلى أن يدفنها وهي حية، وهي العادة التي عرفت عندهم بوأد البنات.
فهذا رجل يحمل طفلته ويسير بها إلى الصحراء فوق الرمال المحرقة، ويحفر حفرة ثم يضع ابنته فيها وهي حية، ولا تستطيع الطفلة البريئة أن تدافع عن نفسها؛ بل تناديه: أبتاه .. أبتاه .. فلا يرحم براءتها ولا ضعفها، ولا يستجيب لندائها.. بل يهيل عليها الرمال، ثم يمشي رافعًا رأسه كأنه لم يفعل شيئًا!! قال تعالى: {وإذا الموءودة سئلت بأي ذنب قتلت} [التكوير: 7-8] وليس هذا الأمر عامًا بين العرب، فقد كانت بعض القبائل تمنع وأد البنات.
وكان الظلم ينتشر في المجتمع؛ فالقوى لا يرحم الضعيف، والغني لا يعطف على الفقير، بل يُسخره لخدمته، وإن أقرضه مالا؛ فإنه يقرضه بالربا، فإذا اقترض الفقير دينارًا؛ يرده دينارين، فيزداد فقرًا، ويزداد الغني ثراء، وكانت القبائل متفرقة، لكل قبيلة رئيس، وهم لا يخضعون لقانون منظم، ومع كل هذا الجهل والظلام في ذلك العصر المسمى بالعصر الجاهلي، كانت هناك بعض الصفات الطيبة
والنبيلة؛ كإكرام الضيف، فإذا جاء ضيف على أحدهم بذل له كل ما عنده، ولم يبخل عليه بشىء، فها هو ذا حاتم الطائي لم يجد ما يطعم به ضيوفه؛ فذبح
فرسه -وقد كانوا يأكلون لحم الخيل- وأطعمهم قبل أن يأكل هو.
وكانوا ينصرون المستغيث فإذا نادى إنسان، وقال: إني مظلوم اجتمعوا حوله وردوا إليه حقه، وقد حدث ذات مرة أن جاء رجل يستغيث، وينادي بأعلى صوته في زعماء قريش أن ينصروه على العاص بن وائل الذي اشترى منه بضاعته، ورفض أن يعطيه ثمنها؛ فتجمع زعماء قريش في دار عبدالله بن جدعان وتحالفوا على أن ينصروا المظلوم، ويأخذوا حقه من الظالم، وسموا ذلك الاتفاق حلف الفضول، وذهبوا إلى العاص بن وائل، وأخذوا منه ثمن البضاعة، وأعطوه لصاحبه.
وفي هذا المجتمع ولد محمد صلى الله عليه وسلم من أسرة كريمة المعدن، نبيلة النسب، جمعت ما في العرب من فضائل، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نفسه: (إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل، واصطفى قريشًا من كنانة واصطفي من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم) [مسلم].
..............
نسب النبي صلى الله عليه وسلم
هو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن
كلاب بن مرة بن كعب بن لؤى بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن
كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان الذي يصل نسبه إلى إسماعيل بن إبراهيم -عليهما الصلاة والسلام..
جده هاشم وحكاية الثريد:
كان عمرو بن عبد مناف الجد الأكبر للرسول صلى الله عليه وسلم رجلا كريمًا فقد حدث في عصره أن نزل القحط بالناس، فلم يجدوا ما يأكلون، وكادوا يموتون جوعًا، وبدأ كل إنسان يفكر في نجاة نفسه فقط، فالذي عنده طعام يحرص عليه ويحجبه عن الناس، فذهب عمرو إلى بيته وأخرج ما عنده من الطعام، وأخذ يهشم الثريد (أي: يكسر الخبز في المرق) لقومه ويطعمهم، فسموه (هاشمًا)؛ لأنه كريم يهشم ثريده للناس جميعًا.
وعندما ضاق الرزق في مكة أراد هاشم أن يخفف عن أهلها، فسافر إلى الشام صيفًا، وإلى اليمن شتاء؛ من أجل التجارة، فكان أول من علَّم الناس هاتين الرحلتين، وفي إحدى الرحلات، وبينما هاشم في طريقه للشام مر بيثرب، فتزوج سلمى بنت عمرو إحدى نساء بني النجار، وتركها وهي حامل بابنه عبد المطلب لتلد بين أهلها الذين اشترطوا عليه ذلك عند زواجه منها.
جده عبدالمطلب وحكاية الكنز:
كان عبد المطلب بن هاشم جد الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم يسقي الحجيج الذين يأتون للطواف حول الكعبة، ويقوم على رعاية بيت الله الحرام فالتف الناس حوله، فكان زعيمهم وأشرفهم، وكان عبدالمطلب يتمنى لو عرف مكان بئر زمزم ليحفرها؛ لأنها كانت قد ردمت بمرور السنين، ولم يَعُد أحد يعرف مكانها، فرأى في منامه ذات ليلة مكان بئر زمزم، فأخبر قومه بذلك ولكنهم لم يصدقوه، فبدأ عبدالمطلب في حفر البئر هو وابنه الحارث، والناس يسخرون منهما، وبينما هما يحفران، تفجر الماء من تحت أقدامهما، والتف الناس حول البئر مسرورين، وظن عبدالمطلب أنهم سيشكرونه، لكنه فوجئ بهم ينازعونه امتلاك البئر، فشعر بالظلم والضعف لأنه ليس له أبناء إلا الحارث، وهو لا يستطيع نصرته، فإذا به يرفع يديه إلى السماء، ويدعو الله أن يرزقه عشرة أبناء من الذكور، ونذر أن يذبح أحدهم تقربًا لله.
حكاية الأبناء العشرة :
استجاب الله دعوة عبد المطلب، فرزقه عشرة أولاد، وشعر عبدالمطلب بالفرحة فقد تحقق رجاؤه، ورزق بأولاد سيكونون له سندًا وعونًا، لكن فرحته لم تستمر طويلا؛ فقد تذكر النذر الذي قطعه على نفسه، فعليه أن يذبح واحدًا من
أولاده، فكر عبدالمطلب طويلا، ثم ترك الاختيار لله تعالى، فأجرى قرعة بين أولاده، فخرجت القرعة على عبدالله أصغر أولاده وأحبهم إلى قلبه، فأصبح
عبد المطلب في حيرة؛ أيذبح ولده الحبيب أم يعصى الله ولا يفي بنذره؟
فاستشار قومه، فأشاروا عليه بأن يعيد القرعة، فأعادها مرارًا، لكن القدر كان يختار عبدالله في كل مرة، فازداد قلق عبدالمطلب، فأشارت عليه كاهنة بأن يفتدي ولده بالإبل، فيجري القرعة بين عبدالله وعشرة من الإبل، ويظل يضاعف عددها، حتى تستقر القرعة على الإبل بدلا من ولده، فعمل عبدالمطلب بنصيحة الكاهنة، واستمر في مضاعفة عدد الإبل حتى بلغت مائة بعير، وعندئذ وقعت القرعة عليها، فذبحها فداء لعبد الله، وفرحت مكة كلها بنجاة عبد الله، وذبح له والده مائة ناقة فداءً له، وازداد عبد المطلب حبًّا لولده، وغمره بعطفه
ورعايته.
أبوه عبدالله وزواجه المبارك من السيدة آمنة:
كان عبد الله أكرم شباب قريش أخلاقًا، وأجملهم منظرًا، وأراد والده
عبد المطلب أن يزوجه، فاختار له زوجة صالحة، هي السيدة آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة أطهر نساء بني زهرة، وسيدة نسائهم، والسيدة آمنة تلتقي في نسبها مع عبدالله والد النبي صلى الله عليه وسلم في كلاب بن مرة، وتمر الأيام، ويخرج عبدالله في تجارة إلى الشام، بعد أن ترك زوجته آمنة حاملا ولحكمة يعلمها الله، مات عبد الله قبل أن يرى وليده.
حكاية الفيل:
وذات يوم، استيقظ أهل مكة على خبر أصابهم بالفزع والرعب، فقد جاء ملك اليمن أبرهة الأشرم الحبشي بجيش كبير، يتقدمه فيل ضخم، يريد هدم الكعبة حتى يتحول الحجيج إلى كنيسته التي بناها في اليمن، وأنفق عليها
أموالا كثيرة، واقترب الجيش من بيت الله الحرام، وظهر الخوف والهلع على وجوه أهل مكة، والتف الناس حول عبدالمطلب الذي قال لأبرهة بلسان الواثق من نصر الله تعالى: (للبيت رب يحميه).
فازداد أبرهة عنادًا، وأصرَّ على هدم الكعبة، فوجه الفيل الضخم نحوها، فلما اقترب منها أدار الفيل ظهره ولم يتحرك،، وأرسل الله طيورًا من السماء تحمل حجارة صغيرة، لكنها شديدة صلبة، ألقت بها فوق رءوس جنود أبرهة فقتلتهم وأهلكتهم. قال تعالى: {ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل . ألم يجعل كيدهم في تضليل . وأرسل عليهم طيرًا أبابيل . ترميهم بحجارة من سجيل فجعلهم كعصف مأكول} [الفيل] وفي هذا العام ولد الرسول صلى الله عليه وسلم.
محمد رافع 52 06-11-2012, 10:23 AM ميلاد الرسول وطفولته
في يوم الاثنين الثاني عشر من شهر ربيع الأول الذي يوافق عام (571م) ولدت السيدة آمنة بنت وهب زوجة عبد الله بن عبد المطلب غلامًا جميلا، مشرق الوجه، وخرجت ثويبة الأسلمية خادمة أبي لهب -عم النبي صلى الله عليه وسلم- تهرول إلى سيدها أبي لهب، ووجهها ينطق بالسعادة، وما كادت تصل إليه حتى همست له بالبشرى، فتهلل وجهه، وقال لها من فرط سروره:
اذهبي فأنت حرة! وأسرع عبد المطلب إلى بيت ابنه عبد الله ثم خرج حاملا الوليد الجديد، ودخل به الكعبة مسرورًا كأنه يحمل على يديه كلَّ نعيم
الدنيا، وأخذ يضمه إلى صدره ويقبله في حنان بالغ، ويشكر الله ويدعوه، وألهمه الله أن يطلق على حفيده اسم محمد.
حكاية مرضعة الرسول صلى الله عليه وسلم:
جاءت المرضعات من قبيلة بني سعد إلى مكة؛ ليأخذن الأطفال الرُّضَّع إلى البادية حتى ينشئوا هناك أقوياء فصحاء، قادرين على مواجهة أعباء الحياة، وكانت كل مرضعة تبحث عن رضيع من أسرة غنية ووالده حي؛ ليعطيها مالاً كثيرًا، لذلك رفضت كل المرضعات أن يأخذن محمدًا صلى الله عليه وسلم لأنه يتيم، وأخذته السيدة حليمة السعدية لأنها لم تجد رضيعًا غيره، وعاش محمد صلى الله عليه وسلم في قبيلة بني سعد، فكان خيرًا وبركة على حليمة وأهلها، حيث اخضرَّت أرضهم بعد الجدب والجفاف، وجرى اللبن في ضروع الإبل.
حكاية شق الصدر:
وفي بادية بني سعد وقعت حادثة غريبة، فقد خرج محمد صلى الله عليه وسلم ذات يوم ليلعب مع أخيه من الرضاعة ابن حليمة السعدية، وفي أثناء لعبهما ظهر رجلان فجأة، واتجها نحو محمد صلى الله عليه وسلم فأمسكاه، وأضجعاه على الأرض ثم شقَّا صدره، وكان أخوه من الرضاعة يشاهد عن قرب ما يحدث
له، فأسرع نحو أمه وهو يصرخ، ويحكى لها ما حدث.
فأسرعت حليمة السعدية وهي مذعورة إلى حيث يوجد الغلام القرشي فهو أمانة عندها، وتخشى عليه أن يصاب بسوء، لكنها على عكس ما تصورت، وجدته واقفًا وحده، قد تأثر بما حدث، فاصفر لونه، فضمته في حنان إلى
صدرها، وعادت به إلى البيت، فسألته حليمة: ماذا حدث لك يا محمد؟ فأخذ يقص عليها ما حدث، لقد كان هذان الرجلان ملكين من السماء أرسلهما الله تعالى؛ ليطهرا قلبه ويغسلاه، حتى يتهيأ للرسالة العظيمة التي سيكلفه الله بها.
خافت حليمة على محمد، فحملته إلى أمه في مكة، وأخبرتها بما حدث
لابنها، فقالت لها السيدة آمنة في ثقة: أتخوفتِ عليه الشيطان؟ فأجابتها حليمة: نعم، فقالت السيدة آمنة: كلا والله ما للشيطان عليه من سبيل، وإن لابني
لشأنًا؛ لقد رأيت حين حملت به أنه خرج مني نور، أضاء لي به قصور
الشام، وكان حَمْلُه يسيرًا، فرجعت به حليمة إلى قومها بعد أن زال الخوف من قلبها، وظل عندها حتى بلغ عمره خمس سنوات، ثم عاد إلى أمه في مكة.
رحلة محمد صلى الله عليه وسلم مع أمه إلى يثرب:
وذات يوم، خرجت السيدة آمنة ومعها طفلها محمد وخادمتها أم أيمن من مكة متوجهة إلى يثرب؛ لزيارة قبر زوجها عبد الله، وفاء له، وليعرف ولدها قبر
أبيه، ويزور أخوال جده من بني النجار، وكان الجو شديد الحر، وتحملت أعباء هذه الرحلة الطويلة الشاقة، وظلت السيدة آمنة شهرًا في المدينة، وأثناء عودتها مرضت وماتت وهي في الطريق، في مكان يسمى الأبواء، فدفنت فيه، وعادت
أم أيمن إلى مكة بالطفل محمد يتيمًا وحيدًا، فعاش مع جده عبدالمطلب، وكان عمر محمد آنذاك ست سنوات.
محمد صلى الله عليه وسلم في كفالة جده عبد المطلب:
بعد وفاة السيدة آمنة عاش محمد صلى الله عليه وسلم في ظل كفالة جده عبدالمطلب الذي امتلأ قلبه بحب محمد، فكان يؤثر أن يصحبه في مجالسه
العامة، ويجلسه على فراشه بجوار الكعبة، ولكن عبدالمطلب فارق الحياة ومحمد في الثامنة من عمره.
محمد صلى الله عليه وسلم في كفالة عمه أبي طالب:
وتكفَّل به بعد وفاة جده عمه أبو طالب، فقام بتربيته ورعايته هو وزوجته فاطمة بنت أسد، وأخذه مع أبنائه، رغم أنه لم يكن أكثر أعمام النبي صلى الله عليه وسلم مالا، لكنه كان أكثرهم نبلا وشرفًا، فزاد عطفه على محمد صلى الله عليه وسلم حتى إنه كان لا يجلس في مجلس إلا وهو معه، ويناديه بابنه من شدة حبه له.
رحلة إلى الشام:
خرج محمد صلى الله عليه وسلم مع عمه أبو طالب في رحلة إلى الشام مع القوافل التجارية وعمره اثنا عشر عامًا، وتحركت القافلة، ومضت في
طريقها؛ حتى وصلت إلى بلدة اسمها (بصرى) وأثناء سيرها مرت بكوخ يسكنه راهب اسمه (بُحَيْرَى) فلما رأى القافلة خرج إليها، ودقق النظر في وجه محمد صلى الله عليه وسلم طويلا، ثم قال لأبي طالب: ما قرابة هذا الغلام منك؟ فقال أبوطالب: هو ابني -وكان يدعوه بابنه حبًّا له- قال بحيرى: ما هو بابنك، وما ينبغي أن يكون هذا الغلام أبوه حيًّا، قال أبو طالب: هو ابن أخي، فسأله بحيرى: فما فعل أبوه؟ قال أبو طالب: مات وأمه حبلى به؟ فقال له بحيرى: صدقت! فارجع به إلى بلده واحذر عليه اليهود!! فوالله لئن رأوه هنا ليوقعون به شرًّا، فإنه سيكون لابن أخيك هذا شأن عظيم، فأسرع أبو طالب بالعودة إلى مكة وفي صحبته ابن أخيه محمد.
محمد رافع 52 06-11-2012, 10:23 AM محمد في شبابه
كان الشباب في مكة يلهون ويعبثون، أما محمد صلى الله عليه وسلم فكان يعمل ولا يتكاسل؛ يرعى الأغنام طوال النهار، ويتأمل الكون ويفكر في خلق الله، وقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم -بعد أن أوتي النبوة- ذلك العمل، فقال: (ما بعث الله نبيًّا إلا رعى الغنم) فقال أصحابه: وأنت؟ قال: (نعم، كنتُ أرعاها على قراريط لأهل مكة) [البخاري] وكان الله - سبحانه - يحرسه ويرعاه على الدوام؛ فذات يوم فكر أن يلهو كما يلهو الشباب، فطلب من صاحب له أن يحرس أغنامه، حتى ينزل مكة ويشارك الشباب في لهوهم، وعندما وصل إليها وجد حفل زواج، فوقف عنده، فسلط الله عليه النوم، ولم يستيقظ إلا في صباح اليوم التالي.
وعندما كانت قريش تجدد بناء الكعبة، كان محمد صلى الله عليه وسلم ينقل معهم الحجارة للكعبة وعليه إزاره، فقال له العباس عمه: اجعل إزارك على رقبتك يقيك الحجارة، ففعل، فخر إلى الأرض، وجعل ينظر بعينيه إلى
السماء، ويقول: إزاري.. إزاري، فشد عليه، فما رؤى بعد ذلك عريانًا.
التاجر الأمين:
وحين جاوز النبي صلى الله عليه وسلم العشرين من عمره أُتيحت له فرصة السفر مع قافلة التجارة إلى الشام، ففي مكة كان الناس يستعدون لرحلة الصيف التجارية إلى الشام، وكل منهم يعد راحلته وبضاعته وأمواله، وكانت السيدة خديجة بنت خويلد -وهي من أشرف نساء قريش، وأكرمهن أخلاقًا، وأكثرهن مالا- تبحث عن رجل أمين يتاجر لها في مالها ويخرج به مع القوم، فسمعت عن محمد وأخلاقه العظيمة، ومكانته عند أهل مكة جميعًا ، واحترامهم له؛ لأنه صادق أمين، فاتفقت معه أن يتاجر لها مقابل مبلغ من المال، فوافق محمد صلى الله عليه وسلم وخرج مع غلام لها اسمه ميسرة إلى الشام.
تحركت القافلة في طريقها إلى الشام، وبعد أن قطع القوم المسافات
الطويلة نزلوا ليستريحوا بعض الوقت، وجلس محمد صلى الله عليه وسلم تحت شجرة، وعلى مقربة منه صومعة راهب، وما إن رأى الراهب محمدًا صلى الله عليه وسلم حتى أخذ ينظر إليه ويطيل النظر، ثم سأل ميسرة: من هذا الرجل الذي نزل تحت هذه الشجرة؟ فقال ميسرة: هذا رجل من قريش من
أهل الحرم، فقال الراهب: ما نزل تحت هذه الشجرة إلا نبي، وباعت القافلة كل تجارتها، واشترت ما تريد من البضائع، وكان ميسرة ينظر إلى محمد ويتعجب من سماحته وأخلاقه والربح الكبير الذي حققه في مال السيدة خديجة.
وفي طريق العودة حدث أمر عجيب، فقد كانت هناك غمامة في السماء تظل محمدًا وتقيه الحر، وكان ميسرة ينظر إلى ذلك المشهد، وقد بدت على وجهه علامات الدهشة والتعجب، وأخيرًا وصلت القافلة إلى مكة فخرج الناس لاستقبالها مشتاقين؛ كل منهم يريد الاطمئنان على أمواله، وما تحقق له
من ربح، وحكى ميسرة لسيدته خديجة ما رأى من أمر محمد، فقد أخبرها بما قاله الراهب، وبالغمامة التي كانت تظل محمدًا في الطريق؛ لتقيه من الحر دون سائر أفراد القافلة.
زواج محمد صلى الله عليه وسلم من السيدة خديجة:
استمعت السيدة خديجة إلى ميسرة في دهشة، وقد تأكدت من أمانة محمد
صلى الله عليه وسلم وحسن أخلاقه، فتمنت أن تتزوجه، فأرسلت السيدة خديجة صديقتها نفيسة بنت منبه؛ لتعرض على محمد الزواج، فوافق محمد صلى الله عليه وسلم على هذا الزواج، وكلم أعمامه، الذين رحبوا ووافقوا على هذا
الزواج، وساروا إلى السيدة خديجة يريدون خطبتها؛ فلما انتهوا إلى دار خويلد قام أبو طالب عم النبي وكفيله يخطُب خُطبة العرس، فقال: (الحمد لله الذي جعلنا من ذرية إبراهيم وزرع إسماعيل، وجعل لنا بيتًا محجوجًا وحرمًا
آمنًا، وجعلنا أمناء بيته، وسُوَّاس حرمه، وجعلنا الحكام على الناس، ثم إن ابن أخي هذا محمد بن عبد الله لا يوزن به رجل شرفًا ونبلاً وفضلاً، وإن كان في المال قلا، فإن المال ظل زائل، وقد خطب خديجة بنت خويلد وبذل لها من الصداق ما عاجله وآجله من مالي كذا وكذا، وهو والله بعد هذا له نبأ
عظيم، وخطر جليل) وتزوج النبي صلى الله عليه وسلم السيدة خديجة، وعاشا معًا حياة طيبة موفقة، ورزقهما الله تعالى البنين والبنات، فأنجبت له ستة أولاد هم: زينب، ورقية، وأم كلثوم، وفاطمة، وعبدالله، والقاسم، وبه يكنى الرسول فيقال: أبو القاسم.
بناء الكعبة وقصة الحجر الأسود:
اجتمعت قريش لإعادة بناء الكعبة، وأثناء البناء اختلفوا فيمن ينال شرف وضع الحجر الأسود في مكانه، واشتد الخلاف بينهم، وكاد أن يتحول إلى حرب بين قبائل قريش، ولكنهم تداركوا أمرهم، وارتضوا أن يُحكِّموا أول داخل عليهم وانتظر القوم، وكل واحد يسأل نفسه: ترى من سيأتي الآن؟ ولمن سيحكم؟ وفجأة تهللت وجوههم بالفرحة والسرور عندما رأوا محمدًا يقبل عليهم، فكل واحدٍ منهم يحبه ويثق في عدله وأمانته ورجاحة عقله وسداد رأيه، فهتفوا: هذا الأمين قد رضيناه حَكَما، وعرضوا عليه الأمر وطلبوا منه أن يحكم بينهم، فخلع الرسول صلى الله عليه وسلم رداءه ووضع الحجر عليه، ثم أمر رؤساء القبائل فرفعوا الثوب حتى أوصلوا الحجر إلى مكانه من الكعبة، عندئذ حمله الرسول صلى الله عليه وسلم بيده الشريفة ووضعه مكانه، وهكذا كفاهم الله
شر القتال.
محمد رافع 52 06-11-2012, 10:31 AM الوحي
كان محمد صلى الله عليه وسلم يكثر من الذهاب إلى غار حراء، فيجلس وحده فيه أيامًا بلياليها؛ يفكر في خالق هذا الكون بعيدًا عن الناس وما يفعلونه
من آثام، ولقد كان يمشي تلك المسافة الطويلة ويصعد ذلك الجبل العالي، ثم يعود إلى مكة ليتزود بالطعام ويرجع إلى ذلك الغار، وظل مدة لا يرى رؤيا إلا وتحققت كما رآها، وبدأت تحدث له أشياء عجيبة لا تحدث لأي إنسان
آخر، فقد كان في مكة حَجَر يسلم عليه كلما مر به، قال صلى الله عليه وسلم: (إني لأعرف حجرًا بمكة كان يسلم عليَّ قبل أن أبعث، إني لأعرفه الآن) [مسلم].
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يجلس ذات يوم في الغار، وإذا بجبريل -عليه السلام- ينزل عليه في صورة رجل ويقول له: اقرأ. وكان النبي صلى الله عليه وسلم لا يعرف القراءة ولا الكتابة، فخاف وارتعد، وقال للرجل: ما أنا بقارئ. وإذا بجبريل -عليه السلام- يضم النبي صلى الله عليه وسلم إليه بشدة، ثم يتركه ويقول له: اقرأ. فقال محمد: ما أنا بقارئ. وتكرر ذلك مرة ثالثة، فقال جبريل: {اقرأ باسم ربك الذي خلق . خلق الإنسان من علق . اقرأ وربك الأكرم} _[العلق:1-3]. فكانت هذه أولى آيات القرآن التي نزلت في شهر رمضان على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في السنة الأربعين من عمره.
رجع محمد صلى الله عليه وسلم إلى بيته مسرعًا، ثم رقد وهو يرتعش، وطلب من زوجته أن تغطيه قائلا: (زملونى، زملونى) وحكى لها ما رآه في الغار، فطمأنته السيدة خديجة، وقالت له: كلا والله لا يخزيك الله أبدًا، إنك لتصل الرحم وتحمل الكلَّ (الضعيف) وتُكسب المعدوم، وتُقري (تكرم) الضيف، وتعين على نوائب الحق، فلما استمع النبي صلى الله عليه وسلم إلى كلام السيدة خديجة، عادت إليه الطمأنينة، وزال عنه الخوف والرعب، وبدأ يفكر فيما حدث.
حكاية ورقة بن نوفل:
وكان للسيدة خديجة ابن عم، اسمه (ورقة بن نوفل) على علم بالديانة المسيحية فذهبت إليه ومعها زوجها؛ ليسألاه عما حدث، فقالت خديجة لورقة: يابن عم اسمع من ابن أخيك، فقال ورقة: يابن أخي ماذا ترى؟ فأخبره النبي صلى الله عليه وسلم بالذي حدث في غار حراء، فلما سمعه ورقة قال: هذا الناموس الذي كان ينزل على موسى، ثم أخبره (ورقة) أنه يتمنى أن يعيش حتى ينصره، ويكون معه عندما يحاربه قومه، ويُخرجونه من مكة، فلما سمع الرسول صلى الله عليه وسلم ذلك تعجب وسأل ورقة قائلا: أو مُخرجيَّ هم؟ فقال له: نعم، لم يأتِ أحد بمثل ما جئت به إلا عُودِيَ، ومنذ ذلك اليوم والرسول صلى الله عليه وسلم يزداد شوقًا لوحي السماء الذي تأخر نزوله عليه بعد هذه المرة.
عودة الوحي:
وبعد فترة، وبينما كان النبي صلى الله عليه وسلم يمشي إذا به يسمع صوتًا، فرفع وجهه إلى السماء، فرأى الملك الذي جاءه في غار حراء جالسًا على كرسي بين السماء والأرض، فارتعد الرسول صلى الله عليه وسلم من هول المنظر، وأسرع إلى المنزل، وطلب من زوجته أن تغطيه، قائلا: دثرونى . دثرونى، وإذا بجبريل ينزل إليه بهذه الآيات التي يوجهها الله إليه: {يا أيها المدثر . قم فأنذر . وربك فكبر . وثيابك فطهر . والرجز فاهجر} _[المدثر: 1-5] وفي هذه الآيات تكليف من الله سبحانه لرسوله صلى الله عليه وسلم أن يدعو الناس.
الدعوة إلى الإسلام سرَّا:
كان الناس في مكة يعبدون الأصنام منذ زمن بعيد، وقد ورثوا عبادتها عن آبائهم وأجدادهم؛ فبدأ الرسول صلى الله عليه وسلم بالدعوة إلى الإسلام سرَّا، وبدأ بأقرب الناس إليه، فآمنت به زوجته خديجة بنت خويلد، وآمن به أيضًا ابن عمه علي بن أبي طالب، وكان غلامًا في العاشرة من عمره، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الذي يقوم بتربيته، وكان صديقه أبو بكر أول الذين آمنوا به من الرجال، وكان ذا مكانة عظيمة بين قومه، يأتي الناس إليه ويجلسون
معه، فاستغل أبو بكر مكانته هذه وأخذ يدعو من يأتي إليه ويثق فيه
إلى الإسلام، فأسلم على يديه عبدالرحمن بن عوف، وعثمان بن عفان، والزبير ابن العوام، وطلحة بن عبيد الله .. وغيرهم.
ولم تكن الصلاة قد فرضت في ذلك الوقت بالكيفية التي نعرفها، ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي بأصحابه الذين أسلموا سرًّا ركعتين قبل طلوع الشمس وركعتين قبل الغروب، وذلك في مكان بعيد عن أعين الكفار.
وذات يوم كان الرسول صلى الله عليه وسلم يصلي بأصحابه في شِعبٍ من شِعَابِ مكة، إذ أقبل عليهم أبو طالب عم النبي صلى الله عليه وسلم والذي لم يؤمن برسالته، فلما رأى الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه يصلون، سأله عن هذا الدين الجديد، فأخبره الرسول صلى الله عليه وسلم به لأنه يثق في عمه ويأمل أن يدخل الإسلام، ولكن أبا طالب رفض أن يترك دين آبائه وأجداده وطمأن النبي صلى الله عليه وسلم وتعهد بحمايته من أعدائه، وأوصى ابنه عليًّا أن يلزم رسول الله صلى الله عليه وسلم، واستمر الرسول صلى الله عليه وسلم يدعو قومه سرَّا، وعدد المسلمين يزداد يومًا بعد يوم، ويقوى الإيمان في قلوبهم بما ينزله الله عليهم من القرآن الكريم، وظلوا هكذا ثلاث سنوات.
محمد رافع 52 06-11-2012, 10:39 AM مرحلة الدعوة الجهرية
مرحلة الدعوة الجهرية
أمر الله سبحانه رسوله صلى الله عليه وسلم أن يجهر بالدعوة ويبدأ بعشيرته وأهله، فقال تعالى: {وأنذر عشيرتك الأقربين} _[الشعراء:214] فنادى الرسول صلى الله عليه وسلم قريشًا، وقال: (يا بني كعب أنقذوا أنفسكم من النار، يا بني عبد شمس أنقذوا أنفسكم من النار، يا بني عبد مناف أنقذوا أنفسكم من النار، يا بني هاشم وبني عبد المطلب أنقذوا أنفسكم من النار، يا فاطمة أنقذي نفسك من النار، فإني والله لا أملك لكم من الله شيئًا إلا أن لكم رحمًا سأَبُلُّهَا بِبِلالِهَا (سَأصِلُها) ) _[مسلم].
ونزل هذا الكلام على قلوب الكفار نزول الصاعقة، فقد أصبحت المواجهة واضحة بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم، إنه يطلب منهم أن يتركوا الأصنام التي يعبدونها، وأن يتركوا الفواحش، فلا يتعاملون بالربا، ولا يزنون، ولا يقتلون أولادهم، ولا يظلمون أحدًا، لكنهم قابلوا تلك الدعوة بالرفض، وبدءوا يسخرون من النبي صلى الله عليه وسلم، ومن دعوته، فصبر صلى الله عليه وسلم عليهم وعلى تطاولهم.
وذات مرة، كان النبي صلى الله عليه وسلم يطوف بالبيت، فتطاول عليه بعض الكفار بالكلام، ولكنه صبر عليهم ومضى، فلما مرَّ عليهم ثانية تطاولوا عليه بمثل ما فعلوا، فصبر ولم يرد، ثم مرَّ بهم الثالثة، فتطاولوا عليه بمثل ما فعلوا أيضًا، فقال صلى الله عليه وسلم لهم: (أتسمعون يا معشر قريش؟ أما والذي نفسي بيده، لقد جئتكم بالذبح) فخاف القوم حتى إن أكثرهم وقاحة أصبح يقول للرسول
صلى الله عليه وسلم بكل أدب: انصرف يا أبا القاسم، انصرف راشدًا، فوالله ما كنت جهولا.
وذات يوم، أقبل رجل من بلد اسمها (إراش) إلى مكة، فظلمه أبو جهل، وأخذ منه إبله، فذهب الرجل إلى نادي قريش يسألهم عن رجل ينصره على
أبي جهل، وهنا وجد الكفار فرصة للتسلية والضحك والسخرية من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأمروا الرجل أن يذهب إلى الرسول صلى الله عليه وسلم ليأخذ له حقه، فذهب الرجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأخذوا ينظرون إليه ليروا ما سيحدث، فقام النبي صلى الله عليه وسلم مع الرجل ليعيد له حقه من أبي جهل، فأرسلوا وراءه أحدهم؛ ليرى ما سوف يصنعه أبوجهل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذهب الرسول صلى الله عليه وسلم إلى بيت أبي جهل، وطرق بابه، فخرج أبو جهل من البيت خائفًا مرتعدًا، وقد تغير لونه من شدة الخوف، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أعطِ هذا الرجل حقه) فرد أبو جهل دون تردد: لا تبرح حتى أعطيه الذي له، ودخل البيت مسرعًا، فأخرج مال الرجل، فأخذه، وانصرف.
وعندما أقبل أبو جهل على قومه بادروه قائلين: ويلك! ما بك؟ فقال لهم: والله ما هو إلا أن ضرب عليَّ وسمعت صوته فملئت منه رعبًا، ثم خرجت إليه، وإن فوق رأسه لفحلا من الإبل ما رأيتُ مثلَه قط، فوالله لو أبَيتُ لأكلني. [البيهقي]
وبدأ كفار قريش مرحلة جديدة من المفاوضات، فذهبوا إلى أبي طالب عم النبي صلى الله عليه وسلم، وقالوا له: يا أبا طالب، إن ابن أخيك قد سبَّ
آلهتنا، وعاب ديننا، وسفه أحلامنا، وضلل آباءنا، فإما أن تكفه عنا، وإما أن تخلى بيننا وبينه، فردَّ عليهم أبو طالب ردًّا رقيقًا، فانصرفوا عنه.
ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم استمر في إظهار دين الله ودعوة الناس إليه، فجمع الكفار أنفسهم مرة أخرى وذهبوا إلى أبي طالب، فقالوا له: يا أبا طالب، إن لك سنًّا وشرفًا ومنزلة فينا، وإنا قد استنهيناك من ابن أخيك فلم تنهه عنا، وإنا والله لا نصبر على هذا من شتم آبائنا، وتسفيه أحلامنا، وعيب
آلهتنا، حتى تكفه عنا، أو ننازله وإياك في ذلك حتى يهلك أحد الفريقين.
وأرسل أبو طالب إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فلما جاء قال له: يابن أخي! إن قومك قد جاءوني، وقالوا كذا وكذا فأَبقِ علىَّ وعلى نفسك، ولا تُحملني من الأمر ما لا أطيق أنا ولا أنت، فاكفف عن قومك ما يكرهون من قولك، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لعمه: (والله يا عم لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري، ما تركت هذا الأمر حتى يظهره الله أو أهلك فيه) فقال أبو طالب: امضِ على أمرك وافعل ما أحببت، فوالله! لا أسلمك لشيء أبدًا.
لم يستطع المشركون أن يوقفوا مسيرة الدعوة للإسلام، ولم يستطيعوا إغراء الرسول صلى الله عليه وسلم بالمال أو بالجاه، وقد خاب أملهم في عمه
أبي طالب، وها هو ذا موسم الحج يقبل، والعرب سوف يأتون من كل
مكان، وقد سمعوا بمحمد ودعوته، وسوف يستمعون إليه وربما آمنوا به
ونصروه، فتسرب الخوف إلى قلوب الكفار في مكة، وفكروا في قول واحد يتفقون عليه ويقولونه عن محمد صلى الله عليه وسلم حتى يصرفوا العرب
عنه، فالتفوا حول الوليد بن المغيرة، وكان أكبرهم سنًّا؛ فقال أحدهم: نقول إن محمدًا كاهن، فقال الوليد: والله ما هو بكاهن، لقد رأينا الكهان فما هو بزمزمة الكاهن ولا سجعه، فقالوا: نقول إن محمدًا مجنون، فقال لهم: ما هو بمجنون لقد رأينا الجنون وعرفناه، فقالوا: نقول إن محمدًا شاعر، فقال لهم: ما هو بشاعر لقد عرفنا الشعر كله فما هو بالشعر، فقالوا: نقول ساحر، فقال لهم: ما هو بساحر، لقد رأينا السحرة وسحرهم وما هو منهم.
فقالوا للوليد بن المغيرة: فما تقول يا أبا عبد شمس؟ فأقسم لهم أن كلام محمد هو أحلى الكلام وأطيبه، وما هم بقائلين من هذا شيئًا إلا عُرف أنه باطل، وإن أقرب القول فيه أن تقولوا: إن محمدًا ساحر يفرق بين المرء وأخيه وبين الرجل وزوجته والرجل وأبيه، فوافق الكفار على رأيه وانتشروا في موسم الحج يرددون هذه الافتراءات بين الناس، حتى يصدوهم عن دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأنزل الله تعالى في الوليد بن المغيرة قوله: {ذرني ومن خلقت وحيدًا . وجعلت له مالاً ممدودًا . وبنين شهودًا . ومهدت له تمهيدًا . ثم يطمع أن أزيد . كلا إنه كان لآياتنا عنيدًا . سأرهقه صعودًا . إنه فكر وقدر . فقتل كيف قدر . ثم قتل كيف قدر . ثم نظر . ثم عبس وبسر . ثم أدبر واستكبر . فقال إن هذا إلا سحر يؤثر . إن هذا إلا قول البشر . سأصليه سقر . وما أدراك ما سقر . لا تبقي ولا تذر . لواحة للبشر . عليها تسعة عشر} _[المدثر:11-30].
إسلام عمر بن الخطاب:
دعا الرسول صلى الله عليه وسلم الله أن يعز الإسلام بأحد العمرين: عمر بن الخطاب، أو عمرو بن هشام، وكان عمر بن الخطاب قبل أن يسلم شديد الإيذاء للمسلمين، وذات يوم حمل عمر سيفه، وانطلق يبحث عن محمد ليقتله، وفي الطريق قابله رجل، وأخبره أن أخته فاطمة قد أسلمت هي وزوجها سعيد بن زيد، فاتجه عمر غاضبًا نحو دار أخته، ودق الباب، وكان الصحابي خباب بن الأَرَتِّ -رضي الله عنه- يعلِّم أخت عمر وزوجها القرآن الكريم، فلما سمعوا صوت عمر امتلأت قلوبهم بالرعب والخوف، وأسرع خباب فاختبأ في زاوية من البيت، ودخل عمر فقال: لقد أُخبرت أنكما تبعتما محمدًا على دينه، ثم ضرب زوج أخته، وضرب أخته على وجهها حتى سال الدم من وجهها، ولكنها لم تخف، وقالت له في ثبات وشجاعة: نعم أسلمنا وآمنا بالله ورسوله، فاصنع ما شئت.
ندم عمر على ما صنع بأخته، وطلب منها الصحيفة التي كانوا يقرءون
منها، فقالت له: يا أخي إنك نجس وإنه لا يمسه إلا المطهرون، فقام عمر فاغتسل، فأعطته الصحيفة، فقرأ عمر: بسم الله الرحمن الرحيم {طه . ما أنزلنا عليكم القرآن لتشقى . إلا تذكرة لمن يخشى . تنزيلاً ممن خلق الأرض والسموات العلى . الرحمن على العرش استوى . له ما في السموات وما في الأرض وما بينهما وما تحت الثرى . وإن تجهر بالقول فإنه يعلم السر
وأخفى . الله لا إله إلا هو له الأسماء الحسنى} _[طه:1-8].
وكانت هذه الآيات نورًا جذب عمر إلى الإسلام وأضاء له طريق الحق، فما إن قرأها حتى لان قلبه، وهدأ طبعه، وذهب عنه الغضب، وقال -والإيمان يفيض في جوانحه-: ما أحسن هذا الكلام وما أكرمه، ثم ذهب إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأعلن إسلامه، وبعد قليل من إسلام عمر بن الخطاب - رضي الله
عنه - سار رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الكعبة في وضح النهار بين عمر بن الخطاب وحمزة بن عبدالمطلب -رضي الله عنهما- وامتنع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بهما، وكان المسلمون لا يقدرون أن يُصَلُّوا عند الكعبة حتى أسلم عمر بن الخطاب، فلما أسلم هو وحمزة بن عبدالمطلب صلى المسلمون عند الكعبة.
محمد رافع 52 06-11-2012, 12:36 PM يوم القيامة
يوم القيامة (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%8A%D9%88%D9%85_%D8%A7%D9%84%D9%82%D9%8A%D8%A7% D9%85%D8%A9)
يوم القيامة (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%8A%D9%88%D9%85_%D8%A7%D9%84%D9%82%D9%8A%D8%A7% D9%85%D8%A9)، أو يوم الدين، أو اليوم الآخر، أو غيرها من الأسماء التي وردت في القرآن، هو يوم الحساب في العقيدة الإسلامية. وفيه نهاية العالم والحياة الدنيا ويجمع الله جميع الناس لمحاسبتهم على أعمالهم ومن ثم يكون مثواهم الجنة أو النار.
حيث يدخل الجنة - وهي النعيم في العقيدة الإسلامية - من كانت أعماله صالحة، ويعذب في جهنم (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AC%D9%87%D9%86%D9%85) - وهي الجحيم (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%AD%D9%8A%D9%85) في الإسلام- من كانت أعماله سيئة في الحياة الدنيا. ويتناول القرآن والأحاديث وصف أحداث يوم القيامة وأهوالها، وعلامات اقترابها. كما يصف النعيم في الجنة والمتع التي يتمتع بها المرء هناك، كذلك يصف عذاب جهنم ومعاناة المذنبين فيها. يذكر في القرآن أن الله وحده يعلم موعد قيام الساعة، ولا يعلمها أحد من خلقه، وأن الساعة تأتي بغتة دون توقع من أحد. ويؤمن المسلمون السنة أن هناك علامات ليوم القيامة تنقسم إلى جزئين: العلامات الصغرى والعلامات الكبرى.
ويذكر القرآن أهوال يوم القيامة، منها ما جاء في سورة التكوير (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B3%D9%88%D8%B1%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%83% D9%88%D9%8A%D8%B1): http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/6/69/Ra_bracket.png/12px-Ra_bracket.png إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/c/c2/Aya-1.png/20px-Aya-1.png وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/3/33/Aya-2.png/20px-Aya-2.png وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/2/29/Aya-3.png/20px-Aya-3.png وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/d/d6/Aya-4.png/20px-Aya-4.png وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/5/5d/Aya-5.png/20px-Aya-5.png وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/c/c4/Aya-6.png/20px-Aya-6.png وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/4/4d/Aya-7.png/20px-Aya-7.png وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/c/ca/Aya-8.png/20px-Aya-8.png بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/4/48/Aya-9.png/20px-Aya-9.png http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/1/18/La_bracket.png/12px-La_bracket.png.
محمد رافع 52 06-11-2012, 12:45 PM على ضفاف الجنة
مشعل بن عبد العزيز الفلاحي
حديثي عن النعيم المرتقب هناك في الحياة الأخروية ، فإن كثيراً من النفوس لا يأسرها إلا رجاء ما عند ربها ، فتتطلّع للخير ، وتبحث عن أسرار العاقبة ، وكم تتمنى أن تسمع على الأقل حديث وعد ، وفسحة أمل ، نحو عيش السعداء ، فهيا أخي الشاب نلتقي وإياك هذه الليلة على ضفاف الجنة ، وحينما نقف وإياك هناك ، لك أن تتأمّل كثيراً ، وتحسب الفرق بين ما أهل الدنيا فيه وبين نعيم يعيشه الأصفياء والصالحون فقط دون غيرهم . يقول في وصفه ابن القيّم رحمه الله تعالى :
وكيف يقدّر قدر دار غرسها الله بيده ، وجعلها متقرّباً لأحبابه ، وملأها من رحمته وكرمه ورضوانه :
فإن سألت عن أرضها وتربتها : فالمسك والزعفران ، وإن سألت عن سقفها : فهو عرش الرحمن ، وإن سألت عن بلاطها فهو المسك الأظفر ، وإن سألت عن حصبائها : فهو اللؤلؤ والجوهر، وإن سألت عن بنائها : فلبنة من فضة ، ولبنة من ذهب ، وإن سألت عن أشجارها : فما فيها من شجرة إلا وساقها من ذهب وفضة لا من الحطب والخشب . وإن سألت عن ثمارها : كأمثال القلال ألين من الزبد ، وأحلى من العسل .
وإن سألت عن ورقها فأحسن ما يكون من رقائق الحلل ، وإن سألت عن آنيتهم : فآنية الذهب والفضة في صفاء القوارير . وإن سألت عن سعتها : فأدنى أهلها من يسير في ملكه وقصوره وسرره وبساتينه مسيرة ألفي عام . وإن سألت عن خيامها وقبابها : فالخيمة الواحدة من درة مجوّفة طولاها ستون ميلاً من تلك الخيام . وإن سألت عن عرائسهم : فهن الكواعب الأتراب الآتي جرى في أغصانهن ماء الشباب ، فللورد والتفاح مالبسته الخدود ، وللرمان ماتضمنته النهود ، وللؤلؤ المنظوم ما حوته الثغور ، وللرقة واللطافة ما درات عليه الخصور ، تجري الشمس من محاسن وجهها إذا برزت ويضيء القمر من بين ثناياها إذا ابتسمت .
حمر الخدود ثغورهن لآلئن *** سود العيون فواتر الأجفان
والبرق يبدو حين يبسم ثغرها *** فيضيء سقف القصر بالجدران
ولقد روينا أن برقاً ساطعاً *** يبدو فيسأل عنه من بجنان
فيقال هذا ضوء ثغر ضاحك *** في الجنة العليا كما تريان
إذا قابلت حبها فقل ما تشاء في تقابل النيّرين ، وإذا حادثته فما بالك بمحادثة الحبين ، يرى وجهه في صحن خدها ، ويرى مخ ساقها من وراء اللحم لا يستره عظمها ولا جلدها ولا حللها ، لو اطلعت إلى أهل الأرض لملأت ما بين السماء والأرض ريحاً ولا استنطقت أفواه الخلائق تهليلاً وتسبيحاً ، ولتزخرف لها ما بين الخافقين ، ولأغمضت عن غيرها كل عين ، ولطمست ضوء الشمس كما تطمس الشمس ضوء النجوم ، ولآمن من على ظهرها للحي القيوم ، ولنصيفها على رأسها خير من الدنيا وما فيها ، ووصالها اشهى إليه من جميع أمانيها ، لاتزداد مع طول الأحقاب والأزمان إلا حُسناً وجمالاً ، ولا يزداد لها طول المدى إلا محبة ووصالاً ، مبرأة من الحمل والولادة ، والحيض والنفاس ، مطهرة من المخاط والبصاق ، والبول والغائط وسائر الأدناس .
إن سألت عن السن فأتراب في أعدل سن الشباب ، وإن سألت عن الحسن فهل رأيت الشمس والقمر ، وإن سألت عن الحدق فأصفى بياض في أحسن حور ، وإن سألت عن القدود ، فهل رأيت أحسن الأغصان ، وإن سألت عن اللون فكأنه الياقوت والمرجان وإن سألت عن حسن العشرة ولذة ما هنالك : فهن العُرب المتحببات إلى أزواجهن ، فما ظنك بامرأة إذا ضحكت في وجه زوجها أضاءت الجنة من ضحكها ، وإذا انتقلت من قصر لقصر قلت هذه الشمس متنقّلة في برج فلكها ، وإذا حاضرت زوجها فياحسن تلك المحاضرة ، وإن خاصرته فيالذة تلك المعانقة والمخاصرة
وحديثها السحر الحلال لو أنه *** لم يجن قتل المسلم المتحرّز
إن طال لم يملل وإن هي حدّثت *** ودّ المحدّث أنها لم توجز
اهـ كلام ابن القيّم رحمه الله تعالى
هذه هي الجنة أخي الحبيب ، يل هذا جزء يسير من وصفها الفيّاض ، ولك أن تعيد قراءته بين الفينة والأخرى ، ، فإن ما نقله ابن القيّم رحمه الله هو خبر عن الله تعالى أو عن رسوله صلى الله عليه وسلم جاء مستفيضاً في القرآن الكريم ، والسنة النبوية أحببت أن يصل إليك في شهر رمضان خاصة ، الشهر الذي تفتح فيه أبواب الجنان ، وتتزيّن لأهلها ، فإن تاقت نفسك إلى دخولها ، والعيش في هذا النعيّم فذلك ما نتمناه ، وأنت صاحب القرار ، وأمرك بيدك ، لكن تأكد تماماً أن توبتك هي الطريق الوحيد الذي يوصلك إلى هذا العالم الروحاني العجيب ، وشهر رمضان هو أنسب الشهور ، وأعظم الأيام ، وأقرب الفرص التي يُتخذ فيها مثل هذا القرار .
فإن أبيت إلا الإصرار على جلسة الرصيف على الوتر السامر أو أمام شاشة الفضائيات ، أو حتى في ساحات المقهي فحسبي أنني أوصلت الرسالة في أوضح معنى ، وأجلى قيمة ، وتخيّرت لنشرها أعظم الأوقات ونفسك فقط هي التي تأبى الهداية ، وتُصر على الغواية ، وتحاول جاهدة في سبيل المعصية ، فأنّى لها الصلاح ، وكيف تعيش طعم الحياة الحقيقية ، وحينما تجد شيئاً من الآلام أو تشعر بشيء من القسوة ، أو تجد مس الضيق والكآبة فهي التي قررت هذا المصير دون ضغط أو إكراه من أحد ، وقد بذلت لك النصيحة في ثوب جديد ، وخطاب وئيد ، وحسبي أنني اجتهدت ولست مسؤولاً عن فشلك أو عدم نجاحك في رحلة الحياة على وجه العموم .
محمد رافع 52 06-11-2012, 12:53 PM كيف تبني لك بيت في الجنة ..؟
الحمد لله رب العالمين
كم يسعى الإنسان ويشقى في هذه الحياة الدنيا ليبني له بيتاً فيها ، فيخسر من ماله وجهده وفكره ووقته ما لا يخطر على بال .
ثم هذه البيت معرض للبِلى والزوال ، والحرق والهدم ، والتشقق والتصدع ، وان سلم البيت من ذلك كله فلن يسلم صاحبه من الموت ، فكلٌ مسافر مع قافلة الراحلين كما قال الله عز وجل ( أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة ) .
ويكون هذا الشخص قد تحمل الهموم والغموم والأرق والقلق ، ولربما سكب ماء وجهه ، طلباً القرض والدين ، وسائلاً الإمهال والتأجيل ، وفي النهاية هو يعلم أن هذا كله عرضٌ زائل ومتاعٌ حقير .
ولذالك المؤمن تسموا نفسه ويتشوق ليبني له بيت وقصر في الجنة .
وبيوت وقصور الجنة ليس كبيوتنا وقصورنا جاء في وصف بيوت الجنة كما في جاء في الحديث يقول صلى الله عليه وسلم :
( الجنة بناؤها لبنة من فضة و لبنة من ذهب و ملاطها المسك الأذفر و حصباؤها اللؤلؤ و الياقوت و تربتها الزعفران من يدخلها ينعم لا يبأس و يخلد لا يموت لا تبلى ثيابهم و لا يفنى شبابهم) ( حم ت ) عن أبي هريرة رضي الله عنه . قال الألباني : (صحيح) انظر حديث رقم: 3116 في صحيح الجامع.
وهناك أيها الأحبة أعمال رتب عليها النبي صلى الله عليه وسلم أن من عملها فان الله يبني له بيت في الجنة من هذه الأعمال :
1- بناء المساجد
• قال رسول الله صلى الله عليه وسلم http://hazadenona.com/vb/images/smilies/frown.gifمن بنى لله مسجدا بنى الله له بيتا في الجنة ) (متفق عليه)
• قال صلى الله عليه وسلم ( من بنى لله مسجدا ولو كمفحص قطاة بنى الله له بيتا في الجنة ) رواه (هـ) و البزار وابن حبان في ( صحيحه ) عن جابر. قال الألباني : (صحيح) انظر حديث رقم: 6128 في صحيح الجامع.
2- قراءة سورة الإخلاص
• قال صلى الله عليه وسلم (من قرأ { قل هو الله أحد } عشر مرات بنى الله له بيتا في الجنة) ( حم ) عن معاذ بن أنس . قال الألباني : (صحيح) انظر حديث رقم: 6472 في صحيح الجامع.
• وقال صلى الله عليه وسلم [ من قرأ { قل هو الله أحد } حتى يختمها عشر مرات ؛ بنى الله له قصرا في الجنة ] . السلسلة الصحيحة (2/126) قال الألباني ( حسن )
3- الحمد والاسترجاع حال وقوع المصيبة في الولد
• قال صلى الله عليه وسلم (إذا مات ولد العبد قال الله تعالى لملائكته : قبضتم ولد عبدي ؟ فيقولون : نعم فيقول : قبضتم ثمرة فؤاده . فيقولون : نعم فيقول : ماذا قال عبدي ؟ فيقولون : حمدك واسترجعك فيقول الله تعالى : ابنوا لعبدي بيتا في الجنة وسموه بيت الحمد ) . (ت) عن أبي موسى رضي الله عنه قال الألباني ( حسن ) انظر رياض الصالحين [1 / 362 ]
4- دعاء السوق
• قال صلى الله عليه وسلم من دخل السوق فقال ( لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك و له الحمد يحيي و يميت و هو حي لا يموت بيده الخير و هو على كل شيء قدير كتب الله له ألف ألف حسنة و محا عنه ألف ألف سيئة و رفع له ألف ألف درجة و بنى له بيتا في الجنة) ( حم ت هـ ك ) عن ابن عمر . قال الألباني (حسن) صحيح الجامع (1/1118)
5- سد الفرج في صفوف الصلاة
• قال صلى الله عليه وسلم [ من سد فرجة بنى الله له بيتا في الجنة ورفعه بها درجة ] (حم هـ حب ك) عن عائشة. قال الألباني ( صحيح ) السلسلة الصحيحة [4/515]. (حسن) انظر حديث رقم: 1843 في صحيح الجامع.
6- المواظبة على السنن الرواتب
• عن أم حبيبة بنت أبي سفيان رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (من صلى في يوم وليلة ثنتي عشرة ركعة بني له بيت في الجنة ) أخرجه مسلم.
• عن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من ثابر على ثنتي عشرة ركعة من السنة بنى الله له بيتا في الجنة أربع ركعات قبل الظهر وركعتين بعدها وركعتين بعد المغرب وركعتين بعد العشاء وركعتين قبل الفجر )رواه ابن ماجه قال الألباني ( صحيح ) .صحيح ابن ماجة وصحيح سنن الترمذي.
قال الشيخ الألباني [وهو يفيد فضل المواظبة على السنن الرواتب] .
7- من آمن بالنبي صلى الله عليه وسلم وأسلم وجاهد
• قال صلى الله عليه وسلم (أنا زعيم لمن آمن بي و أسلم و هاجر ببيت في ربض الجنة و بيت في وسط الجنة و بيت في أعلى غرف الجنة و أنا زعيم لمن آمن بي و أسلم و جاهد في سبيل الله ببيت في ربض الجنة و بيت في وسط الجنة و بيت في أعلى غرف الجنة فمن فعل ذلك لم يدع للخير مطلبا و لا من الشر مهربا يموت حيث شاء أن يموت ) ( ن حب ك ) عن فضالة بن عبيد . قال الألباني ( صحيح ) صحيح الجامع [1 / 235 ]
8- ترك الجدال ولو كان محقا
• قال صلى الله عليه وسلم ( أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقا .....) (د-ت-جه) قال الألباني ( حسن ) صحيح الترغيب والترهيب [3 / 6 ]
9- ترك الكذب ولو كان مازحا
• قال صلى الله عليه وسلم ( أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقا وببيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحا....) (د-ت-جه)عن أبي أمامة رضي الله عنه قال الألباني ( حسن ) صحيح الترغيب والترهيب [3 / 6 ]
10- حسن الخلق
• قال صلى الله عليه وسلم ( أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقا وببيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحا وببيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه ) (د-ت-جه)عن أبي أمامة رضي الله عنه قال الألباني ( حسن ) صحيح الترغيب والترهيب [3/6 ]
ومن يبني له بيت فإنه يجمّل بيته بالأشجار والنخيل وهذه النخيل عرضة للتلف ومن أراد أن يجمّل بيوته وقصوره في الجنة بالأشجار والنخيل فليقل:
( سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر )
• عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر به وهو يغرس غرسا فقال يا أبا هريرة ما الذي تغرس قلت غراسا لي قال ألا أدلك على غراس خير لك من هذا قال بلى يا رسول الله قال قل سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر يغرس لك بكل واحدة شجرة في الجنة ) ( هـ ك ) عن أبي هريرة قال الألباني : صحيح
• وقال صلى الله عليه وسلم (لقيت إبراهيم ليلة أسري بي فقال : يا محمد أقرئ أمتك مني السلام و أخبرهم أن الجنة طيبة التربة عذبة الماء و أنها قيعان و أن غراسها سبحان الله و الحمد لله و لا إله إلا الله و الله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله ) ( ت) (طب) عن ابن مسعود. قال الألباني : (حسن) انظر حديث رقم: 3460 في صحيح الجامع عن ابن مسعود .
• وقال صلى الله عليه وسلم (من قال : سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر غرس الله بكل واحدة منهن شجرة في الجنة) قال الألباني (صحيح) أنظر السلسلة الصحيحة(6/890)
• قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من قال سبحان الله العظيم وبحمده غرست له نخلة في الجنة " . (ت حب ك) عن جابر. قال الألباني : (صحيح) انظر حديث رقم: 6429 في صحيح الجامع.
ومن أراد أن الله يجعل له كنوز في الجنة فليقل:
لا حول و لا قوة إلا بالله
• قال صلى الله عليه وسلم يوماً لأبي موسى الأشعري رضي الله عنه ( ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة ؟ قال بلى يا رسول الله ، قال تقول : لا حول و لا قوة إلا بالله ) (حم ن هـ حب) عن أبي ذر. قال الألباني : (صحيح) انظر حديث رقم: 7820 في صحيح الجامع.وأصله في الصحيحين
• وقال صلى الله عليه وسلم ( ألا أدلك على كلمة من تحت العرش من كنز الجنة ؟ تقول : لا حول و لا قوة إلا بالله ) ( ك ) عن أبي هريرة . قال الألباني : (صحيح) انظر حديث رقم: 2614 في صحيح الجامع.
• وقال صلى الله عليه وسلم ( أكثر من قول لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم فإنها من كنز الجنة ) (هـ) قال الألباني : (صحيح) انظر حديث رقم: 7907 في صحيح الجامع. وعن أبي هريرة رضي الله عنه حازم بن حرملة الأسلمي رضي الله عنه .
وأخيراً:
هذا ما تيسر جمعه فما أصبت فيه فمن فضل الله عز وجل وتوفيقه وله الحمد والشكر ، وما أخطأت فيه فمن نفسي والشيطان وأستغفر الله العلي العظيم ، وأسال الله أن يجعلنا من التوابين المنيبين إليه وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا ، والحمد لله رب العالمين .
كتبه/ عيسى بن حسن الذياب
محمد رافع 52 06-11-2012, 08:52 PM القضاء والقدر
يؤمن المسلمون السنة أن كل شيء مقدر سلفًا من قبل خلق البشر وذلك لأن الله وحده يعلم ما سيكون، وفقًا لما جاء في الكتاب والسنّة وما استدل به علماء الدين الإسلامي. وعلى الرغم من أن الأحداث مقدرة سلفًا، إلا أن الإنسان يملك إرادة حرة في أن لديه الاختيار بين الصواب والخطأ، وبالتالي فهو مسؤول عن تصرفاته لأنه لم يطلع على ما قد قُدِّر، وكل تلك الأقدار قد تم كتابتها عند الله في اللوح المحفوظ (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%88%D8%AD_%D8%A7%D9%84%D9%85% D8%AD%D9%81%D9%88%D8%B8) قبل خلق الخلق أو خلق آدم. ولهذا فإن السُنة يحصرون دور الإرادة الحرة الفردية في سياق علم الله، والمعرفة المسبقة لجميع الأشياء.
محمد رافع 52 06-11-2012, 09:02 PM القضاء والقدر
هاشم محمدعلي المشهداني
قال تعالى: http://www.islamdoor.com/k/start-icon.gifكتب عليكم القتال وهو كره لكم وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون http://www.islamdoor.com/k/end-icon.gif [البقرة:216].
سبحان من وسع علمه كل شيء، سبحان من جعل أمر المؤمن كله خير ولن يكون العبد مؤمنا حتى يؤمن بقضاء الله وقدره خيره وشره، حلوه ومره.
فما الإيمان بالقضاء والقدر؟ وما هي أنواع القدر؟ وما صفات المؤمن بقضاء الله وقدره؟ وما أثر الإيمان بالقضاء والقدر؟
أما القضاء لغة فهو: الحكم، والقدر: هو التقدير.
فالقدر: هو ما قدره الله سبحانه من أمور خلقه في علمه.
والقضاء: هو ما حكم به الله سبحانه من أمور خلقه وأوجده في الواقع.
وعلى هذا فالإيمان بالقضاء والقدر معناه: الإيمان بعلم الله الأزلي، والإيمان بمشيئة الله النافذة وقدرته الشاملة سبحانه.
وينبغي أن تعلم :
أن مراتب الإيمان بالقضاء والقدر أربع: العلم، والكتابة، والمشيئة، والإيجاد.
فالعلم: أن تؤمن بعلم الله سبحانه بالأشياء قبل كونها، قال تعالى: http://www.islamdoor.com/k/start-icon.gif وما يعزب عن ربك من مثقال ذرة http://www.islamdoor.com/k/end-icon.gif [يونس:61].
والكتابة: أن تؤمن أنه سبحانه كتب ما علمه بعلمه القديم في اللوح المحفوظ، قال تعالى: http://www.islamdoor.com/k/start-icon.gif ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير http://www.islamdoor.com/k/end-icon.gif [الحديد:22].
والمشيئة: أن تؤمن أن مشيئة الله شاملة فما من حركة ولا سكون في الأرض ولا في السماء إلا بمشيئته، قال تعالى: http://www.islamdoor.com/k/start-icon.gifوما تشاءون إلا أن يشاء الله http://www.islamdoor.com/k/end-icon.gif [الإنسان:30].
الإيجاد: أن تؤمن أن الله تعالى خالق كل شيء، قال تعالى: http://www.islamdoor.com/k/start-icon.gifالله خالق كل شيء http://www.islamdoor.com/k/end-icon.gif [الرعد:16].
لا يجوز لأحد أن يحتج بقدر الله ومشيئته على ما يرتكبه من معصية أو كفر، وقد أورد رب العزة ذلك في كتابه ورد عليهم فقال: http://www.islamdoor.com/k/start-icon.gifسيقول الذين أشركوا لو شاء الله ما أشركنا ولا آباؤنا ولا حرمنا من شي كذلك كذب الذين من قبلهم حتى ذاقوا بأسنا قل هل عندكم من علم فتخرجوه لنا إن تتبعون إلا الظن وإن أنتم إلا تخرصون http://www.islamdoor.com/k/end-icon.gif [الأنعام:148].
أي هل اطلع المدعي على علم الله فعلم أنه قد قدر له أن يفعل ففعل، علما أن قدر الله غيب لا يعلمه إلا الله سبحانه فلا يصح أن يقول أحد : كتب الله علي أن أسرق فأنا ذاهب لتنفيذ قدره، فهل اطلع على اللوح المحفوظ فقرأ ما فيه.
إن على العبد المؤمن حقا أن ينفذ أوامر الله وأن يجتنب نواهيه وليس المطلوب أن يبحث عن كنه مشيئة الله وعلمه فذلك غيب ولا وسيلة إليه.
وعقولنا محدودة والبحث في ذلك تكلف لم نؤمر به، بل قد جاء النهي عنه. يقول الإمام الطحاوي رحمه الله: وأصل القدر سر الله تعالى في خلقه لم يطلع على ذلك ملك مقرب ولا نبي مرسل والتعمق والنظر في ذلك ذريعة الخذلان. وفي الحديث: ((خرج علينا رسول الله http://www.islamdoor.com/k/salla-icon.gif ذات يوم والناس يتكلمون في القدر، قال: فكأنما تقفأ في وجهه حب الزمان من الغضب، فقال لهم: ما لكم تضربون كتاب الله بعضه ببعض؟ بهذا هلك من كان قبلكم))([1] (http://www.islamdoor.com/k/35.htm#_ftn1)).
وأما أنواع الأقدار: فلقد قسم العلماء الأقدار التي تحيط بالعبد إلى ثلاثة أنواع :
الأول: نوع لا قدرة على دفعه أو رده ويدخل في ذلك نواميس الكون وقوانين الوجود، وما يجري على العبد من مصائب وما يتعلق بالرزق والأجل والصورة التي عليها وأن يولد لفلان دون فلان.
قال تعالى: http://www.islamdoor.com/k/start-icon.gif والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم http://www.islamdoor.com/k/end-icon.gif [يس:38]. http://www.islamdoor.com/k/start-icon.gif كل نفس ذائقة الموت http://www.islamdoor.com/k/end-icon.gif [آل عمران:185]. http://www.islamdoor.com/k/start-icon.gif ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير http://www.islamdoor.com/k/end-icon.gif [الحديد:22]. http://www.islamdoor.com/k/start-icon.gif إن ربك يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر http://www.islamdoor.com/k/end-icon.gif [الرعد:26]. http://www.islamdoor.com/k/start-icon.gif إذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون http://www.islamdoor.com/k/end-icon.gif [الأعراف:34]. http://www.islamdoor.com/k/start-icon.gif في أي صورة ما شاء ركبك http://www.islamdoor.com/k/end-icon.gif [الانفطار: 8].
ومن ثم فهذا النوع من الأقدار لا يحاسب عليه العبد لأنه خارج عن إرادته وقدرته في دفعه أو رده.
الثاني: نوع لا قدرة للعبد على إلغائه ولكن في إمكانه تخفيف حدته، وتوجيهه ويدخل في ذلك الغرائز والصحبة، والبيئة، والوراثة.
فالغريزة لا يمكن إلغاءها ولم نؤمر بذلك وإنما جاء الأمر بتوجيهها إلى الموضع الحلال، الذي أذن الشرع به وحث عليه وكتب بذلك الأجر للحديث: ((وفي بضع أحدكم أجر))([2] (http://www.islamdoor.com/k/35.htm#_ftn2)).
والصحبة لا بد منها فالإنسان مدني بطبعه، وإنما جاء الأمر بتوجيه هذا الطبع إلى ما ينفع: http://www.islamdoor.com/k/start-icon.gifيا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين http://www.islamdoor.com/k/end-icon.gif [التوبة:119].
والبيئة التي يولد فيها الإنسان ويعيش، لا يمكن اعتزالها ولم نؤمر بذلك وإنما يقع في القدرة التغير والانتقال إلى بيئة أكرم وأطهر، والرجل الذي قتل تسعة وتسعين نفسا أوصاه العالم حتى تصح توبته أن يترك البيئة السيئة إلى بيئة أكرم فقال له: انطلق إلى أرض كذا وكذا فإن فيها أناسا يعبدون الله تعالى فاعبد الله معهم، ولا ترجع إلى أرضك فإنها أرض سوء([3] (http://www.islamdoor.com/k/35.htm#_ftn3)).
وهنا لا يكون الحساب على وجود ما ذكرناه من غريزة وصحبة وبيئة وإنما على كيفية تصريفها وتوجيهها.
الثالث: نوع للعبد القدرة على دفعها وردها، فهي أقدار متصلة بالأعمال الاختيارية والتكاليف الشرعية فهذه يتعلق بها ثواب وعقاب وتستطيع ويدخل في قدرتك الفعل وعدم الفعل معا، وتجد أنك مخير ابتداءً وانتهاءً.
فالصلاة والصيام باستطاعتك فعلها وعدم فعلها، فإذا أقمتها أثابك الله وإذا تركتها عاقبك، والبر بالوالدين باستطاعتك فعله بإكرامهما وباستطاعتك عدم فعله بإيذائهما.
وكذا يدخل في ذلك رد الأقدار بالأقدار.
فالجوع قدر وندفعه بقدر الطعام.
والمرض قدر ونرده بقدر التداوي، وقد قيل: ((يا رسول الله أرأيت أدوية نتداوى بها ورقى نسترقي بها أترد من قدر الله شيئا؟ فقال رسول الله http://www.islamdoor.com/k/salla-icon.gif: هي من قدر الله))([4] (http://www.islamdoor.com/k/35.htm#_ftn4)).
وهذا النوع الثالث هو الذي يدخل دائرة الطاقة والاستطاعة، وهنا يكون الحساب حيث يكون السؤال: أعطيتك القدرة على الفعل وعدم الفعل، فلِمَ فعلت (في المعصية) ولِمَ لم تفعل (في الطاعة) كما يدخل الجانب الثاني من النوع الثاني في توجيه الأقدار كما ذكرنا في النوع السابق فانتبه.
وأما صفات المؤمن بقضاء الله وقدره: فهناك صفات لابد للمؤمن بقضاء الله وقدره منها:
أ- الإيمان بالله وأسمائه وصفاته وذلك بأن الله سبحانه لا شيء مثله، قال تعالى: http://www.islamdoor.com/k/start-icon.gifليس كمثله شيء http://www.islamdoor.com/k/end-icon.gif [الشورى:11]. لا في ذاته ولا في أفعاله ولا في صفاته وقد قال العلماء: ما خطر ببالك فهو على خلاف ذلك فلا تشبيه ولا تعطيل، أي لا نشبه الله بأحد من خلقه ولا ننفي صفات الله تعالى.
ب- الإيمان بأن الله تعالى موصوف بالكمال في أسمائه وصفاته. وفسر ابن عباس قوله تعالى: http://www.islamdoor.com/k/start-icon.gif إنما يخشى الله من عباده العلماء http://www.islamdoor.com/k/end-icon.gif [فاطر:28]. حيث قال: الذين يقولون: أن الله على كل شيء قدير.
ج- الحرص: وهو بذل الجهد واستفراغ الوسع وعدم الكسل والتواني في عمله.
د- على ما ينفع: حرص المؤمن يكون على ما ينفعه فإنه عبادة لله سبحانه.
هـ- الاستعانة بالله: لأن الحرص على ما ينفع لا يتم إلا بمعونته وتوفيقه وتسديده سبحانه.
و- عدم العجز: لأن العجز ينافي الحرص والاستعانة.
ز- فإن غلبه أمر فعليه أن يعلق نظره بالله وقدره والاطمئنان إلى مشيئة الله النافذة وقدرته الغالبة وأن الله سبحانه أعلم بما يصلحه، أحكم بما ينفعه، أرحم به من نفسه، وأن الله لا يقدر لعبده المؤمن إلا الخير.
وذلك مصداق قول النبي http://www.islamdoor.com/k/salla-icon.gif: ((المؤمن القوي أحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز، وإن أصابك شيء فلا تقل: لو أني فعلت كذا لكان كذا ولكن قل: قدّر الله وما شاء فعل فإن لو تفتح عمل الشيطان))([5] (http://www.islamdoor.com/k/35.htm#_ftn5)).
وأما أثر الإيمان بالقضاء والقدر: فإن الإيمان بالقضاء والقدر له آثار كريمة منها:
الأول: القوة: وذلك سر انتصار المسلمين في معاركهم مع أعداء الله، ومعظمها كانوا فيها قلة ولكنهم أقوياء بعقيدة الإيمان بالقضاء والقدر حيث تربوا على قوله تعالى: http://www.islamdoor.com/k/start-icon.gifقل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا http://www.islamdoor.com/k/end-icon.gif [التوبة:51]، وللحديث: ((من سره أن يكون أقوى الناس فليتوكل على الله))([6] (http://www.islamdoor.com/k/35.htm#_ftn6)).
يقول أبو بكر http://www.islamdoor.com/k/radia-icon.gif لخالد بن الوليد http://www.islamdoor.com/k/radia-icon.gif: (احرص على الموت توهب لك الحياة).
ويبعث خالد بن الوليد إلى رستم يقول له: (لقد جئتك بقوم يحبون الموت كما تحبون الحياة).
ثانيا: العزة: فالمؤمن عزيز بإيمانه بالله وقدره فلا يذل لأحد إلا لله سبحانه لأنه علم وتيقن أن النافع الضار هو الله، وأن الذي بيده ملكوت كل شيء هو الله.
وأنه لا شيء يحدث إلا بأمر الله: http://www.islamdoor.com/k/start-icon.gif ألا له الخلق والأمر http://www.islamdoor.com/k/end-icon.gif [الأعراف:54]. فالخلق خلقه، والأمر أمره، فهل بقي لأحد شيء بعد ذلك؟
ثالثا: الرضى والاطمئنان: فنفس المؤمنة راضية مطمئنة لعدل الله وحكمته ورحمته ويقول عمر http://www.islamdoor.com/k/radia-icon.gif: (والله لا أبالي على خير أصبحت أم على شر لأني لا أعلم ما هو الخير لي ولا ما هو الشر لي).
وعندما مات ولد للفضيل بن عياض رحمه الله: ضحك، فقيل له: أتضحك وقد مات ولدك؟ فقال: ألا أرضى بما رضيه الله لي.
وقد ميز الله بين المؤمنين والمنافقين في غزوة أحد، فالاطمئنان علامة، والقلق وسوء الظن بالله علامة النفاق، قال تعالى: http://www.islamdoor.com/k/start-icon.gif ثم أنزل عليكم من بعد الغم أمنة نعاسا يغشى طائفة منكم وطائفة قد أهمتهم أنفسهم يظنون بالله غير الحق ظن الجاهلية http://www.islamdoor.com/k/end-icon.gif [آل عمران:154].
رابعا: التماسك وعدم الانهيار للمصيبة أو الحدث الجلل، قال تعالى: http://www.islamdoor.com/k/start-icon.gif ما أصاب من مصيبة إلا بإذن الله ومن يؤمن بالله يهد قلبه والله بكل شيء عليم http://www.islamdoor.com/k/end-icon.gif [التغابن:11]. قال علقمة رحمه الله: هو الرجل تصيبه المصيبة فيعلم أنها من عند الله فيرضى ويسلم. وقال ابن عباس: (يهدي قلبه لليقين فيعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه وما أخطأه لم يكن ليصيبه).
فلطم الوجوه، وشق الجيوب، وضرب الفخذ، وإهمال العبد لنظافة الجسد، وانصرافه عن الطعام حتى يبلغ حد التلف، كل هذا منهي عنه ومناف لعقيدة الإيمان بالقضاء والقدر.
ولله در الشاعر:
إذا ابتليت فثق بالله وارض به إن الذي يكشف البلوى هو الله
إذا قضى الله فاستسلم لقدرته ما لأمرىً حيلة فيما قضى الله
اليأس يقطع أحيانا بصـاحبه لا تيأسـن فنعـم القـادر الله
خامسا: اليقين بأن العاقبة للمتقين: وهذا ما يجزم به قلب المؤمن بالله وقدره أن العاقبة للمتقين، وأن النصر مع الصبر وأن مع العسر يسرا، وأن دوام الحال من المحال، وأن المصائب لا تعد إلا أن تكون سحابة صيف لابد أن تنقشع وأن ليل الظالم لابد أن يولي، وأن الحق لابد أن يظهر، لذا جاء النهي عن اليأس والقنوط: http://www.islamdoor.com/k/start-icon.gif ولا تيأسوا من روح الله إنه لا ييأس من روح إلا القوم الكافرون http://www.islamdoor.com/k/end-icon.gif [يوسف:87]. http://www.islamdoor.com/k/start-icon.gif لا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمراhttp://www.islamdoor.com/k/end-icon.gif [الطلاق:1]. http://www.islamdoor.com/k/start-icon.gif كتب الله لأغلبن أنا ورسلي إن الله قوي عزيز http://www.islamdoor.com/k/end-icon.gif [المجادلة:21].
([1])رواه أحمد .
([2])مسلم .
([3])رواه البخاري .
([4])زاد المعاد ج3 ص36 .
([5])مسلم .
([6])ابن أبي الدنيا.
محمد رافع 52 06-11-2012, 09:49 PM شعائر وعبادات
أركان الإسلام
تُعد أركان الإسلام الخمسة (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A3%D8%B1%D9%83%D8%A7%D9%86_%D8%A7%D9%84%D8%A5% D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85) أهم العبادات في الإسلام ، وإن كانت تعد أساسيات دخول الإسلام؛ فقد استمد علماء الدين السنّة (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A3%D9%87%D9%84_%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%86%D8%A9) أركان الإسلام (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A3%D8%B1%D9%83%D8%A7%D9%86_%D8%A7%D9%84%D8%A5% D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85) من روايات عن النبي (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF) منها:
روي عن البخاري ومسلم في صحيحيهما :
http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/3/33/Cquote2.png/20px-Cquote2.png (http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D9%85%D9%84%D9%81:Cquote2.png&filetimestamp=20060323135850)عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن عمر (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B9%D8%A8%D8%AF_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87_%D8%A8 %D9%86_%D8%B9%D9%85%D8%B1_%D8%A8%D9%86_%D8%A7%D9%8 4%D8%AE%D8%B7%D8%A7%D8%A8)بن الخطاب (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B9%D9%85%D8%B1_%D8%A8%D9%86_%D8%A7%D9%84%D8%AE %D8%B7%D8%A7%D8%A8) قال: سمعت رسول الله (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF) يقول: "بُني الإسلام (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85) على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B4%D9%87%D8%A7%D8%AF%D8%AA%D8%A7%D9%86)، وأن محمدًا (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF_%D8%A8%D9%86_%D8%B9%D8%A8 %D8%AF_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87) رسول الله، وإقام الصلاة (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B5%D9%84%D8%A7%D8%A9)، وإيتاء الزكاة (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B2%D9%83%D8%A7%D8%A9)، وصوم رمضان (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B5%D9%88%D9%85_(%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85 ))، وحج البيت (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%AC_(%D8%AA%D9%88%D8%B6%D9%8A %D8%AD))".
http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/6/6b/Cquote1.png/20px-Cquote1.png (http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D9%85%D9%84%D9%81:Cquote1.png&filetimestamp=20060429115448)
فأركان الإسلام (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85) كما بينها الحديث (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%AF%D9%8A%D8%AB) هي:
http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/b/bb/Arabic_Plaque%2C_Great_Mosque%2C_Xian.jpg/220px-Arabic_Plaque%2C_Great_Mosque%2C_Xian.jpg (http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D9%85%D9%84%D9%81:Arabic_Plaque,_ Great_Mosque,_Xian.jpg&filetimestamp=20060603201625)
الشهادتان (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B4%D9%87%D8%A7%D8%AF%D8%AA%D8%A7%D9%86) على أحد أسوار مسجد شيان (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%B3%D8%AC%D8%AF_%D8%B4%D9%8A%D8%A7%D9%86) الكبير بجمهورية الصين الشعبية (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AC%D9%85%D9%87%D9%88%D8%B1%D9%8A%D8%A9_%D8%A7% D9%84%D8%B5%D9%8A%D9%86_%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B9%D 8%A8%D9%8A%D8%A9).
1. شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B4%D9%87%D8%A7%D8%AF%D8%AA%D8%A7%D9%86): وتعد هذه الشهادة هي أساس دخول الإسلام
http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/e/e5/Mosque.jpg/220px-Mosque.jpg (http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D9%85%D9%84%D9%81:Mosque.jpg&filetimestamp=20050531020738)
مسلمون يصلون في المسجد الأموي (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D8%AC%D8%AF_%D8%A7%D9%84% D8%A3%D9%85%D9%88%D9%8A)بدمشق (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AF%D9%85%D8%B4%D9%82)، سوريا (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B3%D9%88%D8%B1%D9%8A%D8%A7).
2. الصلاة (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%84%D8%A7%D8%A9_%D9%81%D9%8A_ %D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85): وهي أحد أهم العبادات اليومية التي يقوم بها المسلمون (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D9%84%D9%85%D9%88%D9%86). تجب الصلاة (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%84%D8%A7%D8%A9_%D9%81%D9%8A_ %D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85) على المسلمين (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D9%84%D9%85%D9%8A%D9%86) خمس مرات يوميًا، ويتجه المسلمون (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D9%84%D9%85%D9%88%D9%86) في صلاتهم نحو الكعبة (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%B9%D8%A8%D8%A9)بمكة (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D9%83%D8%A9). وغير الصلاة (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%84%D8%A7%D8%A9_%D9%81%D9%8A_ %D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85) الواجبة هناك صلوات أخرى مثل صلاة العيد (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B5%D9%84%D8%A7%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%8A% D8%AF) وصلاة الجنازة (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B5%D9%84%D8%A7%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%86% D8%A7%D8%B2%D8%A9) وصلاة قضاء الحاجة وغيرها.
في العديد من البلدان الإسلامية، يُنادى بالأذان (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A3%D8%B0%D8%A7%D9%86) من المساجد عند وقت الصلاة (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%84%D8%A7%D8%A9_%D9%81%D9%8A_ %D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85) لتذكير المسلمين (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D9%84%D9%85%D9%8A%D9%86) بها. تتلى الصلوات باللغة العربية، ويقوم المسلم (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D9%84%D9%85) بآداء حركات مثل الركوع والسجود وغيرها من الحركات وتلاوة الآيات (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%A2%D9%8A%D8%A7%D8%AA) القرآنية (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86) والأدعية. وبحال فات على المسلم (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D9%84%D9%85) أداء إحدى الصلوات في وقتها فعليه أدائها متى ذكرها.
3. الزكاة (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B2%D9%83%D8%A7%D8%A9): وهي جزء من المال (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%A7%D9%84) يدفعه الأغنياء من المسلمين (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D9%84%D9%85%D9%8A%D9%86) من أموالهم للفقراء والأيتام والمحتاجين وأوجه أخرى. وهي واجبة على كافة المسلمين (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D9%84%D9%85%D9%8A%D9%86) القادرين، وتختلف عن الصدقات التي يدفعها المسلمون (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D9%84%D9%85%D9%88%D9%86) تطوعًا.
4. صوم رمضان (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B5%D9%88%D9%85_(%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85 )): يمتنع المسلمون (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D9%84%D9%85%D9%88%D9%86) في شهر رمضان (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B1%D9%85%D8%B6%D8%A7%D9%86) عن الطعام والشراب والجماع (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%85%D8%A7%D8%B9) من الفجر (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%81%D8%AC%D8%B1) إلى غروب (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%BA%D8%B1%D9%88%D8%A8) الشمس (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%85%D8%B3)، كما أن عليهم تجنب الخطايا الأخرى، وزيادة الطاعات في هذا الشهر. الصوم (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B5%D9%88%D9%85_(%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85 )) غير واجب على المسافر أو المريض الذين يشق عليهم الصوم (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B5%D9%88%D9%85_(%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85 )) لكن عليهم قضاء ما عليهم بصيام (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B5%D9%88%D9%85_(%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85 )) أيام أخرى حين تتاح لهم الفرصة قبل قدوم رمضان (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B1%D9%85%D8%B6%D8%A7%D9%86) العام القابل، أو بإطعام المساكين لمن لا يقدر على الصوم (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B5%D9%88%D9%85_(%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85 )) أصلا مثل كبار السن الذين يشق عليهم الصوم لكبر سنهم أو ذوي مرض مزمن؛ ولا يعد الصوم (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B5%D9%88%D9%85_(%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85 )) عند المسلمين (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D9%84%D9%85%D9%8A%D9%86) أمرا تكليفيا من أجل إرهاقهم ولكن هدفه روحي وصحي وفق المعتقد الإسلامي، فهو يحافظ على الصحة ويُساهم في الشعور بجوع الفقراء وحاجتهم، ويزيد من تقوى (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AA%D9%82%D9%88%D9%89) الله (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87) ورفع المعاني الإيمانية والروحية.
5. الحج (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%AC_%D9%81%D9%8A_%D8%A7%D9%84 %D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85): وهو الحج إلى الكعبة (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%B9%D8%A8%D8%A9) بيت الله الحرام (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A8%D9%8A%D8%AA_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87_%D8%A7 %D9%84%D8%AD%D8%B1%D8%A7%D9%85) في مدينة مكة (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D9%83%D8%A9) شهرَ ذي الحجة (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B0%D9%8A_%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%AC%D8%A9). وهي واجبة على كل مسلم (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%B3%D9%84%D9%85) قادر على أداء مناسك الحج (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D9%86%D8%A7%D8%B3%D9%83_%D8%A7%D9%84%D8%AD% D8%AC) على الأقل مرة واحدة في حياته.
يجب على المسلم (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D9%84%D9%85) ألا يرتدي ملابس مخيطة أثناء أداء الحج (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%AC_%D9%81%D9%8A_%D8%A7%D9%84 %D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85)، ويستثنى من ذلك النساء. ثم يقوم الحاج بالإحرام (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A5%D8%AD%D8%B1%D8%A7%D9%85)، وهو إعلان نيته عن أداء مناسك الحج (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D9%86%D8%A7%D8%B3%D9%83_%D8%A7%D9%84%D8%AD% D8%AC)، ثم يقوم بالطواف حول الكعبة (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%B9%D8%A8%D8%A9) سبعة مرات، ويقوم بالسعي بين الصفا والمروة (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%81%D8%A7_%D9%88%D8%A7%D9%84% D9%85%D8%B1%D9%88%D8%A9) سبعة أشواط، ثم الوقوف بعرفة (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AC%D8%A8%D9%84_%D8%B9%D8%B1%D9%81%D8%A9) الذي يعد أهم شروط الحج (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%AC_%D9%81%D9%8A_%D8%A7%D9%84 %D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85) التي تميز شعائر الحج (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%AC_%D9%81%D9%8A_%D8%A7%D9%84 %D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85) عن مناسك العمرة (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B9%D9%85%D8%B1%D8%A9).
محمد رافع 52 06-11-2012, 09:50 PM شعائر وعبادات
أركان الإسلام
تُعد أركان الإسلام الخمسة (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A3%D8%B1%D9%83%D8%A7%D9%86_%D8%A7%D9%84%D8%A5% D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85) أهم العبادات في الإسلام ، وإن كانت تعد أساسيات دخول الإسلام؛ فقد استمد علماء الدين السنّة (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A3%D9%87%D9%84_%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%86%D8%A9) أركان الإسلام (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A3%D8%B1%D9%83%D8%A7%D9%86_%D8%A7%D9%84%D8%A5% D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85) من روايات عن النبي (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF) منها:
روي عن البخاري ومسلم في صحيحيهما :
http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/3/33/Cquote2.png/20px-Cquote2.png (http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D9%85%D9%84%D9%81:Cquote2.png&filetimestamp=20060323135850)عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن عمر (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B9%D8%A8%D8%AF_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87_%D8%A8 %D9%86_%D8%B9%D9%85%D8%B1_%D8%A8%D9%86_%D8%A7%D9%8 4%D8%AE%D8%B7%D8%A7%D8%A8)بن الخطاب (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B9%D9%85%D8%B1_%D8%A8%D9%86_%D8%A7%D9%84%D8%AE %D8%B7%D8%A7%D8%A8) قال: سمعت رسول الله (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF) يقول: "بُني الإسلام (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85) على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B4%D9%87%D8%A7%D8%AF%D8%AA%D8%A7%D9%86)، وأن محمدًا (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF_%D8%A8%D9%86_%D8%B9%D8%A8 %D8%AF_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87) رسول الله، وإقام الصلاة (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B5%D9%84%D8%A7%D8%A9)، وإيتاء الزكاة (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B2%D9%83%D8%A7%D8%A9)، وصوم رمضان (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B5%D9%88%D9%85_(%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85 ))، وحج البيت (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%AC_(%D8%AA%D9%88%D8%B6%D9%8A %D8%AD))".
http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/6/6b/Cquote1.png/20px-Cquote1.png (http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D9%85%D9%84%D9%81:Cquote1.png&filetimestamp=20060429115448)
فأركان الإسلام (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85) كما بينها الحديث (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%AF%D9%8A%D8%AB) هي:
http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/b/bb/Arabic_Plaque%2C_Great_Mosque%2C_Xian.jpg/220px-Arabic_Plaque%2C_Great_Mosque%2C_Xian.jpg (http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D9%85%D9%84%D9%81:Arabic_Plaque,_ Great_Mosque,_Xian.jpg&filetimestamp=20060603201625)
الشهادتان (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B4%D9%87%D8%A7%D8%AF%D8%AA%D8%A7%D9%86) على أحد أسوار مسجد شيان (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%B3%D8%AC%D8%AF_%D8%B4%D9%8A%D8%A7%D9%86) الكبير بجمهورية الصين الشعبية (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AC%D9%85%D9%87%D9%88%D8%B1%D9%8A%D8%A9_%D8%A7% D9%84%D8%B5%D9%8A%D9%86_%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B9%D 8%A8%D9%8A%D8%A9).
1. شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B4%D9%87%D8%A7%D8%AF%D8%AA%D8%A7%D9%86): وتعد هذه الشهادة هي أساس دخول الإسلام
http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/e/e5/Mosque.jpg/220px-Mosque.jpg (http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D9%85%D9%84%D9%81:Mosque.jpg&filetimestamp=20050531020738)
مسلمون يصلون في المسجد الأموي (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D8%AC%D8%AF_%D8%A7%D9%84% D8%A3%D9%85%D9%88%D9%8A)بدمشق (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AF%D9%85%D8%B4%D9%82)، سوريا (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B3%D9%88%D8%B1%D9%8A%D8%A7).
2. الصلاة (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%84%D8%A7%D8%A9_%D9%81%D9%8A_ %D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85): وهي أحد أهم العبادات اليومية التي يقوم بها المسلمون (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D9%84%D9%85%D9%88%D9%86). تجب الصلاة (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%84%D8%A7%D8%A9_%D9%81%D9%8A_ %D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85) على المسلمين (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D9%84%D9%85%D9%8A%D9%86) خمس مرات يوميًا، ويتجه المسلمون (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D9%84%D9%85%D9%88%D9%86) في صلاتهم نحو الكعبة (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%B9%D8%A8%D8%A9) بمكة (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D9%83%D8%A9). وغير الصلاة (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%84%D8%A7%D8%A9_%D9%81%D9%8A_ %D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85) الواجبة هناك صلوات أخرى مثل صلاة العيد (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B5%D9%84%D8%A7%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%8A% D8%AF) وصلاة الجنازة (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B5%D9%84%D8%A7%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%86% D8%A7%D8%B2%D8%A9) وصلاة قضاء الحاجة وغيرها.
في العديد من البلدان الإسلامية، يُنادى بالأذان (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A3%D8%B0%D8%A7%D9%86) من المساجد عند وقت الصلاة (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%84%D8%A7%D8%A9_%D9%81%D9%8A_ %D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85) لتذكير المسلمين (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D9%84%D9%85%D9%8A%D9%86) بها. تتلى الصلوات باللغة العربية، ويقوم المسلم (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D9%84%D9%85) بآداء حركات مثل الركوع والسجود وغيرها من الحركات وتلاوة الآيات (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%A2%D9%8A%D8%A7%D8%AA) القرآنية (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86) والأدعية. وبحال فات على المسلم (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D9%84%D9%85) أداء إحدى الصلوات في وقتها فعليه أدائها متى ذكرها.
3. الزكاة (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B2%D9%83%D8%A7%D8%A9): وهي جزء من المال (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%A7%D9%84) يدفعه الأغنياء من المسلمين (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D9%84%D9%85%D9%8A%D9%86) من أموالهم للفقراء والأيتام والمحتاجين وأوجه أخرى. وهي واجبة على كافة المسلمين (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D9%84%D9%85%D9%8A%D9%86) القادرين، وتختلف عن الصدقات التي يدفعها المسلمون (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D9%84%D9%85%D9%88%D9%86) تطوعًا.
4. صوم رمضان (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B5%D9%88%D9%85_(%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85 )): يمتنع المسلمون (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D9%84%D9%85%D9%88%D9%86) في شهر رمضان (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B1%D9%85%D8%B6%D8%A7%D9%86) عن الطعام والشراب والجماع (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%85%D8%A7%D8%B9) من الفجر (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%81%D8%AC%D8%B1) إلى غروب (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%BA%D8%B1%D9%88%D8%A8) الشمس (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%85%D8%B3)، كما أن عليهم تجنب الخطايا الأخرى، وزيادة الطاعات في هذا الشهر. الصوم (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B5%D9%88%D9%85_(%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85 )) غير واجب على المسافر أو المريض الذين يشق عليهم الصوم (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B5%D9%88%D9%85_(%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85 )) لكن عليهم قضاء ما عليهم بصيام (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B5%D9%88%D9%85_(%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85 )) أيام أخرى حين تتاح لهم الفرصة قبل قدوم رمضان (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B1%D9%85%D8%B6%D8%A7%D9%86) العام القابل، أو بإطعام المساكين لمن لا يقدر على الصوم (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B5%D9%88%D9%85_(%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85 )) أصلا مثل كبار السن الذين يشق عليهم الصوم لكبر سنهم أو ذوي مرض مزمن؛ ولا يعد الصوم (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B5%D9%88%D9%85_(%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85 )) عند المسلمين (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D9%84%D9%85%D9%8A%D9%86) أمرا تكليفيا من أجل إرهاقهم ولكن هدفه روحي وصحي وفق المعتقد الإسلامي، فهو يحافظ على الصحة ويُساهم في الشعور بجوع الفقراء وحاجتهم، ويزيد من تقوى (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AA%D9%82%D9%88%D9%89)الله (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87) ورفع المعاني الإيمانية والروحية.
5. الحج (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%AC_%D9%81%D9%8A_%D8%A7%D9%84 %D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85): وهو الحج إلى الكعبة (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%B9%D8%A8%D8%A9) بيت الله الحرام (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A8%D9%8A%D8%AA_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87_%D8%A7 %D9%84%D8%AD%D8%B1%D8%A7%D9%85) في مدينة مكة (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D9%83%D8%A9) شهرَ ذي الحجة (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B0%D9%8A_%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%AC%D8%A9). وهي واجبة على كل مسلم (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%B3%D9%84%D9%85) قادر على أداء مناسك الحج (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D9%86%D8%A7%D8%B3%D9%83_%D8%A7%D9%84%D8%AD% D8%AC) على الأقل مرة واحدة في حياته.
يجب على المسلم (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D9%84%D9%85) ألا يرتدي ملابس مخيطة أثناء أداء الحج (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%AC_%D9%81%D9%8A_%D8%A7%D9%84 %D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85)، ويستثنى من ذلك النساء. ثم يقوم الحاج بالإحرام (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A5%D8%AD%D8%B1%D8%A7%D9%85)، وهو إعلان نيته عن أداء مناسك الحج (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D9%86%D8%A7%D8%B3%D9%83_%D8%A7%D9%84%D8%AD% D8%AC)، ثم يقوم بالطواف حول الكعبة (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%B9%D8%A8%D8%A9) سبعة مرات، ويقوم بالسعي بين الصفا والمروة (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%81%D8%A7_%D9%88%D8%A7%D9%84% D9%85%D8%B1%D9%88%D8%A9) سبعة أشواط، ثم الوقوف بعرفة (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AC%D8%A8%D9%84_%D8%B9%D8%B1%D9%81%D8%A9) الذي يعد أهم شروط الحج (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%AC_%D9%81%D9%8A_%D8%A7%D9%84 %D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85) التي تميز شعائر الحج (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%AC_%D9%81%D9%8A_%D8%A7%D9%84 %D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85) عن مناسك العمرة (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B9%D9%85%D8%B1%D8%A9).
محمد رافع 52 06-11-2012, 09:59 PM http://mazikao.a7babk.com/vb/imgcache/79619.png
محمد رافع 52 06-11-2012, 09:59 PM http://w11m.com/wp-content/uploads/1369-220x300.gif
محمد رافع 52 06-11-2012, 10:00 PM http://getfile1.posterous.com/getfile/files.posterous.com/temp-2012-05-06/AmcoBainqmvCrucJiBmIyIbvsntwJrrygzJlIqqgyGBzqGssmu eGrdohckGy/____________.gif.scaled1000.gif
محمد رافع 52 06-11-2012, 10:00 PM أحبابنا في الله: الإسلام هو الدين القيم الذي فيه صلاح البلاد والعباد، وهو أعظم المنن التي منّ بها الكريم الوهاب، وقد تكفل الله لمن سلكه بسعادة الدنيا والآخرة، فيه المبادئ السامية، والأخلاق العالية، والنظم العادلة. إنه الدين الذي ينبغي لنا أن نفتخر به، وأن نتشرف بالانتساب إليه، فمن لم يتشرف بهذا الدين ويفخر به ففي قلبه شك وقلة يقين.
إن الحق يخاطب حبيبه http://www.islamdoor.com/k/salla-icon.gif قائلاً: http://www.islamdoor.com/k/start-icon.gifوَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْـأَلُونَhttp://www.islamdoor.com/k/end-icon.gif [الزخرف:44]. أي: شرف لك وشرف لقومك وشرف لأتباعك إلى يوم القيامة.
وممـا زادني شـرفاً وتيهـاً وكدت بإخمصي أطأ الثريا
دخولي تحت قولك يا عبادي وأن صيرت أحمد لي نبياً
إن الشرف أن تكون من عباد الله الصالحين، وأن تعمل الصالحات وتجتنب المحرمات.
إن الشرف أن تدعو لهذا الدين، وأن تتبع سنة خير المرسلين http://www.islamdoor.com/k/salla-icon.gif، لقد أدرك سلفنا الأول عظمة هذا الدين، فقدموا أنفسهم وأموالهم رخيصة لهذا الدين.
لقد كان الإسلام هو شرفهم الأول وغاية آمالهم، فهذا عبد الله بن أم مكتوم – رضي الله عنه الذي يقول له النبي http://www.islamdoor.com/k/salla-icon.gif: ((مرحباً بالذي عاتبني فيه ربي)) – لما أتى داعي الجهاد في سبيل الله، وارتفعت راية الإسلام، ونادى النفير للجهاد، فيقول له الصحابة: إنك معذور، أنت أعمى، وذلك لقوله تعالى: http://www.islamdoor.com/k/start-icon.gifلَّيْسَ عَلَى ٱلاْعْمَىٰhttp://www.islamdoor.com/k/end-icon.gif [الفتح:17]. فيجيبهم: لا والله، والله يقول: http://www.islamdoor.com/k/start-icon.gifٱنْفِرُواْ خِفَافًا وَثِقَالاًhttp://www.islamdoor.com/k/end-icon.gif [التوبة:41].
فلما حضرت المعركة أعطوه الراية، وقالوا: إياك أن نؤتى من قبلك فقال رضي الله عنه: بئس حامل القرآن إن أتيتم من قبلي، فوقف مكانه حتى قتل، فكان قبره تحت قدميه رضي الله عنه وأرضاه.
وهذا فارس آخر من فرسان الإسلام العظام، الذين تربوا على يد محمد http://www.islamdoor.com/k/salla-icon.gif، فقدموا للبشرية الشرف العظيم في انتمائهم للإسلام وتشرفهم به، إنه جليبيب رضي الله عنه، ذلك الصحابي الذي لم يكن يملك من الدنيا إلا الإيمان الذي ملأ قلبه، فأضاء له الدنيا.
جاء جليبيب إلى رسول الله http://www.islamdoor.com/k/salla-icon.gif، فتبسم عليه الصلاة والسلام لما رآه، وقال: ((يا جليبيب أتريد الزواج))؟ فقال: يا رسول الله، من يزوجني ولا أسرة عندي ولا مال ولا دار ولا شيء من متاع الدنيا؟! فقال عليه الصلاة والسلام: ((اذهب إلى ذلك البيت من بيوت الأنصار، فأقرئهم مني السلام، وقل لهم: إن رسول الله http://www.islamdoor.com/k/salla-icon.gif يأمركم أن تزوجوني))، فذهب وطرق عليهم الباب، فخرج رب البيت، ورأى جليبيباً، فقال له: ماذا تريد؟ فأخبره الخبر، فعاد إلى زوجته، فشاورها، ثم قالوا: ليته غير جليبيب، لا نسب ولا مال ولا دار، فشاروا الفتاة، فقالت: وهل نرد رسول رسول الله http://www.islamdoor.com/k/salla-icon.gif فتزوج بها.
وحضر النبي http://www.islamdoor.com/k/salla-icon.gif غزوة من الغزوات، فلما كتب لهم النصر قال النبي http://www.islamdoor.com/k/salla-icon.gif لأصحابه: ((هل تفقدون من أحد))؟ قالوا: نعم، فلاناً وفلاناً وفلاناً، ثم قال http://www.islamdoor.com/k/salla-icon.gif: ((لكني أفقد جليبيباً، فاطلبوه))، فطلب في القتلى، فوجدوه إلى جنب سبعة قد قتلهم، ثم قتلوه، فأتى النبي http://www.islamdoor.com/k/salla-icon.gif فوقف عليه، فقال: ((قتل سبعة ثم قتلوه، هذا مني وأنا منه))، ثم وضعه على ساعديه، ليس له إلا ساعدا النبي http://www.islamdoor.com/k/salla-icon.gif، ثم حفر له ووضع في قبره. [المسند: 4/422، مسلم: 4/1918].
فانظروا – رحمكم الله – إلى هذا الرجل الذي يفتخر به النبي http://www.islamdoor.com/k/salla-icon.gif، ويضع ساعده الشريف وسادة له حتى يحفر له القبر إكراماً له، مع أنه من الفقراء في المال، لكنه من الأعزاء بالإسلام المتشرفين بالانتساب له.
محمد رافع 52 06-11-2012, 10:08 PM الجهاد
يعتبر الجهاد (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%87%D8%A7%D8%AF) في سبيل الله أحد الفروض الإسلامية ويُسميه البعض الركن السادس للإسلام، ويُقسم الجهاد إلى نوعين: الجهاد الأكبر وهو جهاد النفس، والجهاد الأصغر وهو القتال في سبيل الله.
بالنسبة للجهاد العسكري، يُعرفه البعض بأنه يهدف فقط لحماية الأمة الإسلامية والتصدي للعدوان الخارجي عليها، أو لمحاربة المرتدين أو المتمردين أو الدول التي تضطهد المسلمين، أو التي تعرقل الدعوة الإسلامية بينما يرى البعض أن الهدف من الجهاد هو الغزو وتوسعة الأراضي الخاضعة لحكم الدولة الإسلامية. معظم المسلمين اليوم يفسرون الجهاد على أنه وسيلة للدفاع عن المسلمين والمقدسات الإسلامية، إضافة لنشر الشريعة الإسلامية وتطبيقها.
والقتال في سبيل الله فرض كفاية على المسلمين، أي أنه يكفي قيام البعض به ليسقط عن البقية؛ ولكنه فرض عين على الحاكم وأصحاب السلطة.
محمد رافع 52 06-11-2012, 10:15 PM الجهاد في سبيل الله
علي بن عبدالعزيز الراجحي
تعريف الجهاد :
الجهاد لغة : مصدر من الجهد والجهد بفتح الجيم وضمها وهما الطاقة والمشقة ، تقول : جهد دابته وأجهدها : بلغ جهدها وحمل عليها في السير فوق طاقتها .
والاجتهاد : بذل الوسع والمجهود . أما في الشرع ، فله إطلاقان :
أ ـ إطلاق خاص ، ويراد به : بذل الجهد في قتال الكفار والبغاة .
ب ـ إطلاق عام ، وقد عرفه شيخ الإسلام ابن تيمية. ـ رحمه الله ـ بقوله: ( الجهاد حقيقة الاجتهاد في حصول ما يحب الله من الإيمان والعمل الصالح ، ومن دفع ما يبغضه الله من الكفر والفسوق والعصيان ). (مجموع الفتاوي 10 /191)
وعلى هذا ، فكل ما يبذله المؤمن من جهد في الإيمان بالله تعالى وطاعته، ومقاومة الشر والفساد والانحراف ، ومجاهدة النفس في استقامتها على دين الله تعالى، ومجاهدة الشيطان لدفع وسواسه ، كذلك من الجهاد في سبيل الله .
أقسام الجهاد :
ينقسم الجهاد باعتبار إطلاقه إلى ما يلي :
1- مجاهدة النفس ، ويكون بالتزود من العلم الشرعي الذي ينير البصيرة ، ويوضح الطريق ثم بمجاهدتها للاستقامة على العمل الصالح المبني على العلم الصحيح .
ومن جهاد النفس : مجاهدتها بكبح أهوائها وغرائزها التي تجنح بالإنسان إلى الانغماس في الشهوات المحرمة ، يقول تعالى ( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا ) . (سورة العنكبوت آية 69) .
ومن جهادها أيضاً : بذل المال في وجوه الخير بعامة ، وفي إعداد القتال بخاصة ، يقول تعالى : ( وما تنفقوا من شيء في سبيل الله يوف إليكم وأنتم لا تظلمون ). (سورة الأنفال آية 60)
2- مجاهدة الشيطان ، ويكون بدفع ما يلقي الشيطان في النفس من الشبهات المضلة ، والشهوات المحرمة .
3- مجاهدة الفساق ، ويكون بأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر ، وتوجيههم وإرشادهم ونصحهم بالتي هي أحسن .
4- مجاهدة المنافقين ، ويكون بأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر ، ودحض شبهاتهم وإرجافاتهم ، وبيان زيف ادعاءاتهم .
5- مجاهدة الكفار بدعوتهم وقتالهم.ينظر : ( زاد المعاد لابن القيم 3/5 ) .
فضل الجهاد في سبيل الله :
الجهاد في سبيل الله الذي هو قتال الكفار ذورة سنام الإسلام ، وبه قام هذا الدين ، وارتفعت رايته ، وهو من أعلى القربات ، وأجل الطاعات ، شرع لإعلاء كلمة الله تعالى ، وتبليغ دعوته للناس كافة ، والآيات الكثيرة ، والأحاديث النبوية دالة على هذا الفضل ، يقول تعالى ( إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعداً عليه حقاً في التوراة والإنجيل والقرآن ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم ) (سورة التوبة آية 111) ويقول تعالى ( الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم أعظم درجة عند الله وأولئك هم الفائزون * يبشرهم ربهم برحمة منه ورضوان وجنات لهم فيها نعيم مقيم * خالدين فيها أبدا إن الله عنده أجر عظيم) (سورة التوبة الآيات 20 ـ22 ) ويقول تعالى ( ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون * فرحين بما أتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون * يستبشرون بنعمة من الله وفضل وأن الله لا يضيع أجر المؤمنين ). (سورة آل عمران الآيات 169 ـ 171) .
وروى الشيخان عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل : أي العمل أفضل ؟ فقال : ( إيمان بالله ورسوله ) ، قيل : ثم ماذا ؟ قال : ( الجهاد في سبيل الله .. ) الحديث (أخرجه البخاري في صحيحه ، كتاب الإيمان ، باب من قال إن افيمان هو العمل 1/77 برقم 26 ، وأخرجه مسلم في صحيحه كتاب الإيمان ، باب كون الإيمان بالله تعالى أفضل الأعمال 1/88 برقم83 ) .
وأخرجا أيضاً عن أنس رضي الله عنه مرفوعاً : ( لغدوة أو روحة في سبيل الله خير من الدنيا وما فيها ). (أخرجه البخاري ، كتاب الجهاد ، باب الغدوة والروحة في سبيل الله 6/13 برقم2792 ، وأخرجه مسلم ، كتاب الإمارة ، باب فضل الغدوة والروحة 3/1499 برقم 1880 ) .
حكم الجهاد :
اتفق علماء المسلمين على أن جهاد الكفار وقتالهم لنشر دين الله فرض ، ولكنه فرض كفاية ، إذا قام به من يكفي سقط الإثم عن الباقين ، وذلك لقوله تعالى : ( لا يستوي القاعدون من المؤمنين أولي الضرر والمجاهدون في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة ) . (سورة النساء آية 95)
قال ابن قدامة رحمه الله : ( وهذا يدل على أن القاعدين غير آثمين مع جهاد غيرهم). (المغني 13/6).
وقال تعالى ( وما كان المؤمنون لينفروا كافة فلو لا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون ) (سورة التوبة آية 122) فنفى الله تعالى أن ينفر المسلمون للجهاد كافة ، وحض على أن ينفر من كل فرقة منهم طائفة تقوم بفرض الجهاد الذي يسقط عن الطائفة الباقية .
الحالات التي يتعين فيها الجهاد :
ذكر العلماء أن الجهاد يتعين على الشخص في حالات ثلاث :
1- إذا تقابل الصفان ، فيحرم على من حضر الانصراف ، يقول تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم الذين كفروا زحفاً فلا تولوهم الأدبار* ومن يولهم يومئذ دبره إلا متحرفاً لقتال أو متحيزاً إلى فئة فقد باء بغضب من الله ومأواه جهنم وبئس المصير ). (سورة الأنفال آيات 15 ، 16) .
2- إذا نزل الكفار ببلد معين ، تعين على أهله قتالهم ودفعهم ، فالدفاع عن النفس واجب ، قال تعالى : ( وقاتلوا في سبيل الله الذي يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين ) (سورة البقرة آية 190) .
3- إذا استنفر ولي الأمر قوماً لزمهم النفير ، قال تعالى ( يا أيها الذين آمنوا ما لكم إذا قيل لكم انفروا في سبيل الله أثاقلتم إلى الأرض أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة فما متاع الحياة الدنيا في الآخرة إلا قليل * إلا تنفروا يعذبكم عذاباً أليماً ويستبدل قوماً غيركم ولا تضروه شيئاً والله على كل شيء قدير ) (سورة التوبة آيات 38 ، 39)
متى يكون القتال جهاداً في سبيل الله ؟
لا يخرج القتال عن مقصدين :
1- أن يكون تلبية لأمر الله ، وتضحية في سبيله ، ونشراً لعقيدة التوحيد ، ودفاعاً عن حياض الإسلام وديار المسلمين وإعلاء لكلمة الله ، فهذا الجهاد في سبيل الله .
2- أن يكون خلاف ذلك المقصد ، كأن يقاتل شجاعة ، أو حمية أو قومية ، أو طلباً لمال ، ونحو ذلك من الشعارات والمذاهب الباطلة ، فهذا لا يكون في سبيل الله . سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الرجل يقاتل شجاعة ، ويقاتل حمية ، ويقاتل رياء ، أي ذلك في سبيل الله ؟ قال : ( من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا ، فهو في سبيل الله ). (أخرجه البخاري ، كتاب الجهاد ، باب من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا 6/28 ، برقم 2810 ، وأخرجه مسلم كتاب الإمارة ، باب من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا 3/1512 برقم 1904 )
الجهاد ماضٍ إلى يوم القيامة :
من حكمة الله تعالى أن جعل الصراع بين الحق والباطل باقٍ إلى يوم القيامة ، وما دام هذا الصراع موجوداً فالجهاد موجود ، لا يحد بوقت معين ، فمتى وجد الباطل والضلال والكفر ، فالجهاد ماض ، وفضيلته باقية بحسب كل زمان ومكان ، قال تعالى ( ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا ) (سورة البقرة آية 217)
وعن جابر رضي الله عنه مرفوعاً ( لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة ) . ( رواه مسلم في الإمارة باب قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا تزال طائفة .. ) 3/1524 رقم 1923. وقال صلى الله عليه وسلم ( الخير معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة ) (رواه البخاري رقم 2849 ، ومسلم رقم 1871 ) .
محمد رافع 52 07-11-2012, 01:13 PM و لسوف يعطيك ربك فترضى
عبدالعزيز بن محمد أمين
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله وحده و الصلاة و السلام على من لا نبي بعده
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
للهموم وجوه كثيرة أسوأها الوقوف عند حافة اليأس و فقدان الأمل وفي الآونة الأخيرة زار قلبي ضيف ثقيل لا يكاد يبرح مقامه فقد ابتليت بأمر أرهقني فالغم لازمني و الحزن صاحبني و الهم أحرق مقلتي و الدمع أغرقني... الفرح إن حضر يوما غاب بقية أيامي, القلب بحرارة يشتكي و ينادي الذي أهمني و لكن لا حياة لمن ينادي فبقي الألم يواسيني و الظلام يحضنني... نظرت للسماء شاكيا همي ألتمس رؤية الحمام لكني وجدتها مليئة بالغمام كأنها محملة بالغموم و كافة أنواع الهموم... و نظرت للأرض باكيا قلبي وجدت الحب فيها سرابا و القلوب مملوءة حقدا و عذابا...
فقدت ما أريد و أقام في قلبي كل هم كئيب و فقدت الكنز الثمين و كدت أفقد اليقين إلا أني رفضت الإنكسار و وجهت وجهي للعزيز الغفار له الحمد و الثناء مقتديا بالأنبياء... فتحت المصحف فسبحان الله وقع بصري على الآية: "وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى" هاج قلبي و ضج و أحسست بأن الخطاب موجه لي:
"يا أيها المهموم الكسير يا أيها المغموم الحسير... يا أسير الحزن أبشر ثم أبشر ثم أبشر فما ودعك ربك... إذا غطى ظلمة الحزن بجلبابه نهارك و أطبق الغم بجناحيه عالمك فلسوف نعطيك و نرضيك...
إن عصفت بك عواصف الهم و زلزل قلبك الغم و أغرقك أمواج الحزن و اجتمعت عليك المصائب و نوائب الدهر و كثر عليك المصاعب فاهتف باسم رب المشارق و المغارب و سيزول كل تلك المتاعب... إن ضاق صدرك بالهموم و الغموم فاهتف يا حي يا قيوم فسترضى بالمقسوم...
وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى
يا عبدالعزيز ربك أعلم بك منك و أعلم بمصابك و بلواك و يعلم متقلبك و مثواك و مأواك و يسمع دعائك و نجواك ... إذا ألم البلوى قصم ظهرك و أوهن جسمك فسيكشف غمك و ينقض ظهرك... إن داهمك أمر عظيم سيكفيك ربك العظيم...
وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى
إن باعدك الأصحاب فرب الأرباب أدناك و اختارك من خلقه و ابتلاك... إن لم ينفعك الأقارب و الأنساب و تقطعت بك الأسباب فما ودعك ربك و ما قلاك... إن فقدت عزيز و إن فارقك حبيب فنحن منك قريب و أقرب من حبل الوريد...
وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى
إذا الهم طغى و بغى و كل من صاحب رجوته اتبع هواه فهوى و غوى و ودعك و قلى و لم تعرف كيف تستقيم على طريقتك الأولى و الفرح اختفى و تولى فاذكر شديد القوى محيى الموتى الذي أنشأك النشأة الأولى فهو قادر على أن يعيدك سيرتك الأولى إن وجدك عبدا إذا ذكر ربه صلى و نهى النفس عن الهوى و كان على الهدى...
وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى
إن ابتليت بمصيبة تحل النقم و ذنوب تغير النعم و حرمان ورث الندم و إن زللت للحصول على مريدك و ذكرتنا فنحن نغفر الزلة ونضع عنك وزرك و إن أذلك مريدك فنحن نجبر تلك الذلة و ننقض ظهرك و نشرح صدرك و نرفع لك ذكرك... إن همت نفسك بالمعصية و ابتليت بارتكاب السيئة فأكرمناك بفعل الحسنة و محونا عنك الخطيئة...
وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى
إن كنت في أمرك في حيرة عمياء و أذن الآخرين عن سماعك صماء و أصابتك الضراء فاعلم أن ربك يسمع و يرى و لسوف يعطيك ربك فترضى وليذيقنك نعماء بعد ضراء... إن لم يفهمك إلا القلة فسنجعلهم لك نعم الخلة و لسوف نعطيك و نرضيك ألم نجنبك فعل الرذيلة و أكرمناك بالأخلاق الكريمة الفضيلة!؟
وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى
إن أحاطك الشيطان و لم تجد من يعطيك الحنان فتذكر الرحمن الذي وسعت رحمته كل شيء المنان خالق الأكوان الذي أغرقك بالنعم على مر الأزمان فاعتصم بالقرآن فهو الركن إن خانتك أركان و لسوف يعطيك ربك ما لم يكن في الحسبان و كل منه إحسان...
وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى
إذا ابتغيت أمرا و لم تبلغه و منعك الآخرون فما كان عطاء ربك محظورا بل ممنوح يغدو و يروح... إن طلبت ذوي الشأن و ردوك فتذكر ربك الذي كل يوم هو في شأن يعز و يزل يضيق و يوسع يبتلي فلان بالمحنة و يدفع عن علان النقمة و ذلك منه منة. يقي الإنسان شر نفسه و سلمه من شرور خلقه يسهل الشديد و منجز الوعيد...
وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى
إن كان حب المرضى من الورى بحب ليلى و سلمى و ندى و منى ذاك الحب الداني لنرزقنك قلبا يسري شوقا للقاء ربك الأعلى و لنكرمنك بالحب الراقي كمثل النبي موسى حين قال: "وعجلت إليك رب لترضى"
وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى
إن كنت في زمرة المحزونين ذوي القلوب المنكسرة الخاشعة الصادقة فالله يغيث المنكوبين و ينصر المستضعفين و الصادقين و يجيب دعوة المضطرين رب إذا سئل لا يرد سائله و إذا رجي لا يخيب رجاءه أهل التقوى و أهل المغفرة...
وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى
إن أظلمت أمامك الدروب و اشتدت الخطوب و الكروب فاذكر علام الغيوب بالخضوع و الخشوع ليشع قلبك نورا و يمتلئ صدرك سرورا و حبورا فمنك الدعاء و منه الإجابة فهو ربك الأعلى و لسوف يعطيك فترضى... إن انقطعت الآمال و أكثرت السؤال و شكوت لربك الحال ليبدلنك الحال...
وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى
يا عبدالعزيز سبح اسم ربك الأعلى و لسوف يعطيك ربك فترضى... إن ضاق صدرك وسعناه و إن مرضت شفيناك و إن ابتليت عافيناك... إن أخطأت فذاك طبع الإنسان و الكامل الله الرحمن...
حينها اغتنمت الثلث الأخير في غياهب السحر تحت ظلال الصمت حين ينزل رب العزة نزولا يليق بجلاله لزمت الإستغفار و دعوت العزيز الجبار بسهام الليل مستخدما بريد الإنكسار بعثت شكوتي إلى محكمة العدل في السماء ورفعت يدي و بسطت إليه أكف الضراعة أشكو همي و بثي و حزني إلى قاضي السماء من قاضي الأرض الذي عاملني بجفاء و أنا غارق بدموعي بكل جهد و عناء... قلت: "اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك المنان يا بديع السماوات و الأرض يا ذا الجلال و الإكرام يا حي يا قيوم يا رب أدعوك دعاء الغريق في بحر همومه الذي لا يجد كشف ما هو فيه إلا أنت فيا رب لا تترك عبدك هالكا... اللهم يا الله برحمتك أستغيث و من غيرك أستغيث اللهم أغلقت الأبواب إلا بابك و خاب الرجاء إلا في جنابك و إنقطعت الآمال إلا فيك و خشعت الأصوات إلا صوتك, اللهم يا مقلب القلوب اللهم يا علام الغيوب اللهم إليك أشكو ضعف قوتي، وقلة حيلتي، وهواني على الناس. يا أرحم الراحمين إلى من تكلني؟ إلى عدو يتجهمني أم إلى قريب ملكته أمري؟ إن لم تكن ساخطا علي فلا أبالي، غير أن عافيتك أوسع لي. أعوذ بنور وجهك الكريم الذي أضاءت له السموات والأرض، وأشرقت له الظلمات، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة، أن تحل علي غضبك، أو تنزل علي سخطك، ولك العتبى حتى ترضى، ولا حول ولا قوة إلا بك"... فلم أزل أناجي ربي حتى سمعت بخاطري (و لسوف يعطيك ربك فترضى) فتبسمت رغم معاناتي و علمت أن ربي سيحقق العدل لي و ينهي ماساتي و لسوف يعطيني فيرضيني إن شاء... سكن دمي و جف عرقي... رق عظمي و ضعف... و هدأ قلبي و صمت ...
محمد رافع 52 07-11-2012, 01:13 PM وقفة مع قوله تعالى:
( إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ )
( لــ ابن القيم الجوزية)
قال سفيان عن زياد بن إسماعيل المخزومي ثنا محمد بن عباد بن جعفر ثنا أبو هريرة قال:جاء مشركو قريش إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يخاصمون في القدر فنزلت هذه الآية: {إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلالٍ وَسُعُرٍ يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ} رواه مسلم وقد روى الدارقطني من حديث حبيب بن عمرو الأنصاري عن أبيه قال قال رسول الله تعالى صلى الله عليه وسلم: "إذا كان يوم القيامة نادى مناد أين خصماء الله وهم القدرية" ولكن حبيب هذا قال الدارقطني: مجهول والحديث مضطرب الاسناد ولا يثبت والمخاصمون في القدر نوعان
أحدهما: من يبطل أمر الله ونهيه بقضائه وقدره كالذين قالوا لو شاء الله ما أشركنا ولا آباؤنا
والثاني: من ينكر قضاءه وقدره السابق والطائفتان خصماء الله قال عوف: من كذب بالقدر فقد كذب بالإسلام إن الله تبارك وتعالى قدر اقدارا وخلق الخلق بقدر وقسم الآجال بقدر وقسم الأرزاق بقدر وقسم البلاء بقدر وقسم العافية بقدر وأمر ونهى وقال الإمام أحمد:القدر قدرة الله واستحسن ابن عقيل هذا الكلام جدا وقال:هذا يدل على دقة علم أحمد وتبحره في معرفة أصول الدين وهو كما قال أبو الوفاء فإن إنكار القدر إنكار لقدرة الرب على خلق أعمال العباد وكتابها وتقديرها وسلف القدرية كانوا ينكرون علمه بها وهم الذين اتفق سلف الأمة على تكفيرهم وسنذكر ذلك فيما بعد إن شاء الله وفي تفسير علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله تعالى: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء} قال: "الذين يقولون إن الله على كل شيء قدير " وهذا من فقه ابن عباس وعلمه بالتأويل ومعرفته بحقائق الأسماء والصفات فإن أكثر أهل الكلام لا يوفون هذه الجملة حقها ولو كانوا يقرون فمنكرو القدر وخلق أفعال العباد لا يقرون بها على وجهها ومنكرو أفعال الرب القائمة به لا يقرون بها على وجهها بل يصرحون أنه لا يقدر على فعل يقوم به ومن لا يقر بأن الله سبحانه كل يوم هو في شأن يفعل ما يشاء لا يقر بأن الله على كل شيء قدير ومن لا يقر بأن قلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء وأنه سبحانه مقلب القلوب حقيقة وأنه إن شاء يقيم القلب أقامه وإن شاء أن يزيغه أزاغه لا يقر بأن الله على كل شيء قدير ومن لا يقر بأنه استوى على عرشه بعد أن خلق السماوات والأرض وأنه ينزل كل ليلة إلى سماء الدنيا يقول من يسألني فأعطيه من يستغفرني فأغفر له وأنه نزل إلى الشجرة فكلم موسى كلمه منها وأنه ينزل إلى الأرض قبل يوم القيامة حين تخلو من سكانها وأنه يجيء يوم القيامة فيفصل بين عباده وأنه يتجلى لهم يضحك وأنه يريهم نفسه المقدسة وأنه يضع رجله على النار فيضيق بها أهلها وينزوي بعضها إلى بعض إلى غير ذلك من شؤنه وأفعاله التي من لم يقر بها لم يقر بأنه على كل شيء قدير" فيا لها كلمة من حبر الأمة وترجمان القرآن وقد كان ابن عباس شديدا على القدرية وكذلك الصحابة كما سنذكر ذلك إن شاء الله تعالى.
محمد رافع 52 07-11-2012, 01:15 PM فذكر بالقرآن من يخاف وعيد
الحمد لله الذي جعل لكل شيء سبباً، وأنزل على عبده كتاباً عجباً، فيه من كل شيء حكمة ونبأ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد أشرف الخليقة عجماً وعرباً، وأزكاهم حسباً ونسباً، وعلى آله وأصحابه السادة النجباء، أما بعد:
ذاك هو كتاب الله يخاطب القلب فيخشع، والعين فتدمع، والإذن فتسمع، ولو نزل على جبل لتصدع يقول سبحانه: {لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ}1، لا ينتفع بمواعظه الجمة، ولا يتدبر معانيه العظيمة، ولا يتشرب آياته الحكيمة إلا من {كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ}2، ولذا لما أمر الله سبحانه نبيه محمد - صلى الله عليه وسلم - أن يذكر بالقرآن أو يخوف به؛ ألمح إليه من تنفعه الذكرى بالقرآن فقال: {فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ}، ثم أشار إلى هذا الصنف المنتفع فإذا هو {مَن يَخَافُ وَعِيدِ}3، وإلى هذا يشير الله - سبحانه - في أكثر من موطن فيقول: {إِنَّمَا تُنذِرُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِالغَيْبِ}4، فلا يجد القرآن وقعاً في قلب أحد إلا أولئك الذين {يخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا}5.
أخرج ابن جرير عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: قالوا: يا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لو خوفتنا" فنزلت: {فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَن يَخَافُ وَعِيدِ}6 قال ابن القيم: "ومدار السعادة، وقطب رحاها على التصديق بالوعيد، فإذا تعطل من قلبه التصديق بالوعيد؛ خرب خراباً لا يرجى معه فلاح البتة، والله - تعالى - أخبر أنه إنما تنفع الآيات والنذر لمن صدق بالوعيد، وخاف عذاب الآخرة، فهؤلاء هم المقصودون بالإنذار، والمنتفعون بالآيات دون من عداهم قال الله - تعالى -: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّمَنْ خَافَ عَذَابَ الآخِرَةِ ذَلِكَ يَوْمٌ مَّجْمُوعٌ لَّهُ النَّاسُ وَذَلِكَ يَوْمٌ مَّشْهُودٌ}7، وقال: {إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرُ مَن يَخْشَاهَا}8، وأخبر - تعالى - أن أهل النجاة في الدنيا والآخرة هم المصدقون بالوعيد الخائفون منه فقال - تعالى -: {وَلَنُسْكِنَنَّكُمُ الأَرْضَ مِن بَعْدِهِمْ ذَلِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِي وَخَافَ وَعِيدِ}9"10.
والتذكير هو تذكير بما تقرر في العقول والفطر من محبة الخير وإيثاره وفعله، ومن بغض الشر ومجانبته، وإنما يتذكر بالتذكير من يخاف وعيد الله، وأما من لم يخف الوعيد ولم يؤمن به فلا، فهذه فائدة تذكيره إقامة الحجة عليه؛ لئلا يقول: {مَا جَاءنَا مِن بَشِيرٍ وَلاَ نَذِيرٍ}11"12.
قال أحمد بن حمدان: "لا يتعظ لمواعظ القرآن إلا الخائفون على إيمانهم وإسلامهم، وعلى كل نفس من أنفاسهم؛ لأنهم في محل البعد والهلاك"13، وقال بعض السلف: "من لم يعظه القرآن ولا الشيب فلو تناطحت بين يديه الجبال ما اتعظ".
هولاء هم الخائفون:
كان الربيع بن خثيم إذا جن عليه الليل لا ينام، فتناديه أمه ألا تنام، فيقول: يا أماه، من جن عليه الليل وهو يخاف البيات، حق له أن لا ينام، فلما بلغ، ورأت ما يلقى من البكاء والسهر قالت: يا بني لعلك قتلت قتيلاً، فقال: نعم يا أماه، فقالت: ومن هذا القتيل، فلو علم أهله ما تلقى من البكاء والسهر لرحموك، فقال: هي نفسي.
وقالت له ابنته: يا أبت ألا تنام؟ فقال: يا بنيه إن جهنم لا تدعني أنام.14
خذ الذكرى:
لقد وعظ القرآن المجيد، يبدي التذكار عليكم ويعيد، فما بال الغفلة منكم لا تحيد، وبين أيديكم كتابه يخوفكم عذابه ويكرر التهديد، {فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَن يَخَافُ وَعِيدِ}.
إن في القرآن ما يلين الجلاميد، لو فهمه الصخر كأن الصخر يميد، كم أخبرك بإهلاك الملوك الصيد؟ وأعملك أن الموت بالباب والوصيد {فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَن يَخَافُ وَعِيدِ}.
إن مواعظ القرآن تذيب الحديد، وللفهوم كل لحظة زجر جديد، وللقلوب النيرة كل يوم به عيد، غير أن الغافل يتلوه ولا يستفيد {فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَن يَخَافُ وَعِيدِ}.
أما الموت للخلائق مبيد، أما تراه قد مزقهم في البيد، أما داسهم بالهلاك دوس الحصيد، لا بالبسيط ينتهون ولا بالتشديد، أين من كان لا ينظر بين يديه؟ أين من أبصر العبر، ولم ينتفع بعينيه، أين من بارز بالذنوب المطلع عليه؟ {وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ}15.
أين من كان يتحرك في أغراضه ويميد، ويغرس الجنان لها طلع نضيد، ويعجبه نغمات الورق على الورق بتغريد، كان قريباً منا فهو اليوم بعيد {فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَن يَخَافُ وَعِيدِ}.
أحضروا قلوبكم فإلي متى التعامي والتبليد؟ وأنتم ترون شبح المنون يخطف الشيخ الكبير والوليد،أما فيكم من يذكر أنه في قبره وحيد، أما فيكم من يتصور تمزيقه والتبديد.
غداً يباع أثاث البيت فمن يزيد؟، غداً يتصرف الوارث كما يريد، غداً يستوي في بطون اللحود الفقير والسعيد.
يا قوم: ستقومون للمبدئ المعيد، يا قوم ستحاسبون على القريب والبعيد، يا قوم المقصود كله، وبيت القصيد: {فمنهم شقي وسعيد}"16.
عبد الله: يا ذا النفس اللاهية تقرأ القرآن وهي ساهية، أمالك ناهية في الآية الناهية؟ كم خوفك القرآن من داهية؟ أما أخبرك أن أركان الحياة واهية؟ أما أعلمك أن أيام العمر متناهية؟ أما عرفك أسباب الغرور كما هيه؟
قد يرعوي المرء يوماً بعد هفــوته ويحكـم الجاهل الأيام والعبر
والعلم يجلي العمى عن قلب صاحبه كما يجلي سواد الظلمة القمر
والذكر فيه حياة للقلوب كمـــا يحيي البلاد إذا ما ماتت المطر
ألهمنا الله وإياكم ما ألهم الصالحين، وأيقظنا من رقاد الغافلين، ووفقنا الله وإياكم للتزود قبل النقلة، وألهمنا اغتنام الزمان ووقت المهلة، إنه سميع قريب .
محمد رافع 52 07-11-2012, 01:15 PM الآداب والطعام
تندرج بعض العادات والممارسات في فئة "الآداب الإسلامية"، مثل رد التحية، والتحية الإسلامية التقليدية هي التلفظ بعبارة "السلام عليكم (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85_%D8%B9%D9%84% D9%8A%D9%83%D9%85)"، والرد المقابل لها هو "وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته"، والتسمية قبل تناول الطعام أو الشراب وذلك بقول "بسم الله الرحمن الرحيم"، والأكل باليد اليمنى، وحمد الله عند الانتهاء بقول "الحمد لله".
إضافة إلى ذلك يحث الإسلام على الاعتناء بالنظافة الشخصية، وختان (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AE%D8%AA%D8%A7%D9%86) الذكور - والإناث في بعض الآراء-، والتطهر بالماء (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%A7%D8%A1) أو التراب (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AA%D8%B1%D8%A7%D8%A8) الطاهر بحال مس ما يُعد من النجاسة، مثل البول (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A8%D9%88%D9%84) والغائط (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%BA%D8%A7%D8%A6%D8%B7) والدم (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AF%D9%85)، بالإضافة إلى تجهيز وغسل وتكفين جثة المتوفي ومراسم دفنه والصلاة عليه. أيضًا هناك أدعية الأحوال مثل دعاء الخروج من المنزل، ودعاء دخول المسجد، ودعاء دخول بيت الخلاء، وغير ذلك. ولا ينبغي للمسلمين النظر إلى عورات الآخرين ويجب أن يغضوا أبصارهم عنها.
أما بالنسبة للطعام، فهناك أطعمة يعتبرها المسلمين محرمة ولا يقدمون على تناولها، مثل لحم الخنزير (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AE%D9%86%D8%B2%D9%8A%D8%B1)الدم (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AF%D9%85) والجيف والكحول (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%B4%D8%B1%D9%88%D8%A8%D8%A7%D8%AA_%D9%83% D8%AD%D9%88%D9%84%D9%8A%D8%A9)، والحيوانات اللاحمة (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%84%D9%88%D8%A7%D8%AD%D9%85) وما لم يُذكر اسم الله عليه عند ذبحه، ومن الآيات التي يستدل المسلمون عليها بذلك ما ورد في سورة المائدة (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B3%D9%88%D8%B1%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%A7% D8%A6%D8%AF%D8%A9): ﴿حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالْدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلاَّ مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ﴾. أما الميتة فهي الحيوان الذي نفق دون ذبح شرعي، ويأخذ حكم الميتة الحيوان المذبوح من قبل شخص من غير أهل الكتاب (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A3%D9%87%D9%84_%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%AA%D8%A7% D8%A8) كالمجوسي (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%AC%D9%88%D8%B3%D9%8A%D8%A9) أو البوذي (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A8%D9%88%D8%B0%D9%8A%D8%A9)، والدم المسفوح السائل محرّم سواء كان دم ذبيحة من الحيوانات المحلل أكلها أو غيرها وسواء كان مائعًا أو جمد بعد خروجه، أما الدم غير السائل كالكبد (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%83%D8%A8%D8%AF) والطحال (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B7%D8%AD%D8%A7%D9%84) فحلال أكله في الإسلام، ولحم الخنزير محرّم كذلك الأمر سواء كان خنزيرًا بريًا (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AE%D9%86%D8%B2%D9%8A%D8%B1_%D8%A8%D8%B1%D9%8A) أم مستأنسًا، وذلك لاعتبار الخنزير من الحيوانات النجسة في الإسلام وأن طهي لحمه على النار (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%86%D8%A7%D8%B1) لا يزيل النجاسة. وما أهلّ لغير الله به هو ما ذبح لعبادة غير الله كتعظيم الأصنام، والمنخنقة هي البهيمة التي نفقت جرّاء الخنق، والموقوذة هي التي ضربت بالعصا أو بشيء ثقيل حتى ماتت من قوّة الألم، والمتردّية هي التي وقعت وتردّت من علو كأنْ وقعت من أعلى الجبل فماتت، والنطيحة هي التي ماتت بالانتطاح مع بهيمة أخرى، وما أكل السبع يُقصد به ما اقتات عليه الحيوان اللاحم أو انتزع منه قطعة فمات، أما إذا أخذ منها السّبع شيئا من جسدها ولم يقتلها ثم ذُبحت فأكلها حلال عدا القسم الذي انتزع منها. وينبغي أن يكون ذابحي الحيوانات من المسلمين أو أهل الكتاب لكي يجوز للمسلم تناوله.
ويُسمى الطعام الذي يصح للمسلم تناوله "طعام حلال (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B7%D8%B9%D8%A7%D9%85_%D8%AD%D9%84%D8%A7%D9%84)". أما بالنسبة للمشروبات الكحولية (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%B4%D8%B1%D9%88%D8%A8%D8%A7%D8%AA_%D9%83% D8%AD%D9%88%D9%84%D9%8A%D8%A9) فيستدل المسلمون على تحريمها من عدّة آيات كتلك التي وردت في سورة البقرة (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B3%D9%88%D8%B1%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%A8%D9%82% D8%B1%D8%A9): ﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَآ أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا﴾،فالمسلمون يؤمنون أن للمشروبات الكحولية منافع مختلفة لكن مضارها تبقى أكثر من نفعها، لذا فهم يجتنبونها كما ورد الأمر بالنص القرآني.
محمد رافع 52 07-11-2012, 01:16 PM الشريعة والفقه الإسلامي
الشريعة الإسلامية (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B4%D8%B1%D9%8A%D8%B9%D8%A9_%D8%A5%D8%B3%D9%84% D8%A7%D9%85%D9%8A%D8%A9) هي مجموعة القوانين المفروضة بالقرآن (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86_%D8%A7%D9%84% D9%83%D8%B1%D9%8A%D9%85) والأحاديث النبوية (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AD%D8%AF%D9%8A%D8%AB_%D9%86%D8%A8%D9%88%D9%8A) وأقوال السلف الصالح (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B3%D9%84%D9%81_(%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85 )) واجتهادات علماء الدين الإسلامي، والتي تحدد علاقة الإنسان (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A5%D9%86%D8%B3%D8%A7%D9%86) بالله وبالناس وبالمجتمع والكون.
وتحدد ما يجوز فعله وما لا يجوز. وأهم هذه الشرائع أركان الإسلام (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A3%D8%B1%D9%83%D8%A7%D9%86_%D8%A7%D9%84%D8%A5% D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85) الخمس.
تُقسم الأحكام التي تشتمل عليها الشريعة الإسلامية إلى ثلاثة أقسام رئيسية هي:
الأحكام العقائدية: وهي تشمل كل الأحكام التي تتعلق بذات الله وصفاته والإيمان به وهو ما يُعرف بالإلهيات، ومن هذه الأحكام أيضًا كل الأحكام التي تتعلق بالرسل وبالإيمان بهم وبالكتب التي أنزلت عليهم وما إلى ذلك وهو ما يُعرف بالنبوات، ومن هذه الأحكام أيضًا كل الأمور الغيبيّة وهي ما يُعرف بالسمعيات. وهذه الأحكام العقائدية يجمعها علم واحد يُسمى "علم التوحيد (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B9%D9%84%D9%85_%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%88%D8%AD% D9%8A%D8%AF)"
الأحكام التهذيبية: وهي الأحكام التي تدعوا إلى التحلي بالفضيلة والتخلي عن الرذيلة، فهناك أحكام تتعلق ببيان الفضائل التي يجب على الإنسان أن يتحلى بها كالصدق والأمانة والشجاعة والوفاء والصبر وما إلى ذلك، وهناك أحكام تتعلق بالرذائل التي يجب على الإنسان أن يتخلى ويبتعد عنها كالكذب والخيانة وخلف الوعد والغدر وما إلى ذلك، وهذه الأحكام التهذيبية يجمعها علم يُسمى "علم الأخلاق (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B9%D9%84%D9%85_%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%AE%D9%84% D8%A7%D9%82)"
الأحكام العملية: وهي الأحكام التي تتعلق بعمل الإنسان أو بفعل الإنسان، وهذه الأحكام محل دراستها علم الفقه الإسلامي.
يرى الإسلاميين ضرورة حكم وإدارة البلاد وفقا للشريعة الإسلامية، وتطبق على المسلمين ومن في عهدتهم كأهل الذمة (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A3%D9%87%D9%84_%D8%A7%D9%84%D8%B0%D9%85%D8%A9) والمعاهدين والمستأمنين. كما يرون ضرورة توقيع العقوبة المعروفة بالحد (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AD%D8%AF_(%D8%B9%D9%82%D9%88%D8%A8%D8%A9)) على المسلم الذي يتخطى حدود الشريعة ويرتكب ما نهت عنه، والحد في المفهوم الشائع هو العقوبة التي وردت في القرآن أو في الحديث النبوي لكل من خالف أمر الله، وتوقع هذه في بضعة حالات أساسية هي: الزنا (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B2%D9%86%D8%A7)، قذف المحصنات (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%82%D8%B0%D9%81_(%D8%B1%D9%85%D9%8A_%D8%A8%D8%A 7%D9%84%D8%B2%D9%86%D8%A7)) أي اتهام إحدى النساء بالزنا دون دليل، شرب الخمر (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%B4%D8%B1%D9%88%D8%A8%D8%A7%D8%AA_%D9%83% D8%AD%D9%88%D9%84%D9%8A%D8%A9)، السرقة (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B3%D8%B1%D9%82%D8%A9)، اللواط (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%84%D9%88%D8%A7%D8%B7)، المحاربة (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AD%D8%A7%D8%B1%D8%A8%D8%A9)، القتل (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%82%D8%AA%D9%84)، والردة (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%AF%D8%A9).
وتختلف العقوبة الموقعة على الشخص باختلاف الفعل الذي ارتكبه. وكانت الشريعة الإسلامية تُطبق في الدول الإسلامية المتتالية بصفتها القانون الأساسي، أما اليوم فقلة من الدول تطبقها كالقانون الوحيد للدولة وهي السعودية التي تطبق الشريعة على المنهج السلفي وإيران على المنهج الاثنا عشري والصومال في المناطق الخاضعة لسيطرة حكومة المحاكم الإسلامية وحركة شباب المجاهدين على منهجين مختلفين من المناهج السنية. بينما تطبقها دول أخرى إلى جانب قوانينها الوضعية، وتطبقها أخرى في مسائل الأحوال الشخصية فقط.
أما الفقه الإسلامي (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%81%D9%82%D9%87_%D8%A7%D9%84%D8%A5% D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85%D9%8A) فهو عبارة عن العلم بالأحكام الشرعية العملية المستنبطة من الأدلة التفصيلية، والمراد هنا الفهم، ومن الأحكام الشرعية العملية خطابات الشارع المنظمة لكل ما يتعلق بأعمال العباد وأفعالهم، والمقصود بالمستنبطة أي المأخوذة من الأدلة، والمراد من الأدلة التفصيلية: القرآن (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86)والسنّة النبوية (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B3%D9%86%D8%A9_%D9%86%D8%A8%D9%88%D9%8A%D8%A9) وإجماع علماء الشريعة (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%AC%D9%85%D8%A7%D8%B9) والقياس (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%82%D9%8A%D8%A7%D8%B3) على أمور معلومة مسبقًا والعرف السائد والاستحسان (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D8%AD%D8%B3%D8%A7%D 9%86) وغير ذلك من أدلة أو مصادر الفقه الإسلامي.
والفقه الإسلامي يُقسم إلى عدة أنواع يختلف في تحديدها وتعدادها الفقهاء، ولكن يمكن تقسيمها إلى أربعة أنواع أساسية:
العبادات: وهي الأحكام التي تنظم علاقة الفرد بربه، مثل الصلاة (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%84%D8%A7%D8%A9_%D9%81%D9%8A_ %D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85) الزكاة (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B2%D9%83%D8%A7%D8%A9) والصوم (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%88%D9%85_%D9%81%D9%8A_%D8%A7 %D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85) والحج (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%AC_%D9%81%D9%8A_%D8%A7%D9%84 %D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85) الجهاد (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AC%D9%87%D8%A7%D8%AF) والنذر وغير ذلك.
المعاملات: وهي العلاقات التي تنظم علاقة الفرد بأخيه الفرد كالأحكام المتعلقة بالعقود الوضعية مثل عقد البيع والإيجار والقرض والسلم والهبة والوديعة والعارية والكفالة وغير ذلك من العقود.
السياسة الشرعية: وهي الأحكام التي تنظم علاقة الدولة بالأفراد أو بالدول الأخرى، ومن أمثلتها الأحكام التي تتحدث عن موارد بيت المال ومصارفه الشرعية، بالإضافة إلى الأحكام التي تتحدث عن القضاء، والأحكام التي تبين الجرائم والعقوبات سواء أكانت حدود أم تعزيزات.
أحكام الأسرة: ويشمل هذا النوع الأحكام التي تنظم الزواج (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B2%D9%88%D8%A7%D8%AC) والطلاق (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B7%D9%84%D8%A7%D9%82) وحقوق الأولاد والميراث (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D8%AB) والوصية (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%88%D8%B5%D9%8A%D8%A9) إلى غير ذلك مما يُطلق عليه مصطلح "الأحوال الشخصية"، وهذه الأحكام هي التي تشتمل عليها قوانين الأحوال الشخصية.
محمد رافع 52 07-11-2012, 01:20 PM الفرق بين الشريعة الإسلامية والفقه
قال الشيخ مصطفى الزرقا في كتابه ( الفقه الإسلامي ومدارسه )
من المهم جداً التمييز بين قولنا : الشريعة الإسلامية ، وقولنا : الفقه الإسلامي .
فالشريعة هي : نصوصُ القرآن الموحى به من الله تعالى إلى رسوله محمد صلى الله عليه وسلم ، والسنةُ النبوية وهي أقوال الرسول صلى الله عليه وسلم وأفعاله التي هي
وتفصيل لما أجمله القرآن ، وتطبيق عملي لأوامره ونواهيه وإباحاته ، باعتبار أن كل ما يصدر عن الرسول صلى الله عليه وسلم متصلاً بتفسير الشريعة وتطبيقها ليس من عند نفسه ومن رأيه الشخصي ، وإنما هو بوحي من الله تعالى إليه ، وفقاً لقوله تعالى في القرآن الكريم ( وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحيٌ يُوحى ) سورة النجم
أما الفقه : فهو ما يفهمه العلماء من نصوص الشريعة ، وما يستنبطونه من تلك النصوص ، ويقررونه ويؤصلونه ، وما يقعِّدونه من القواعد المستمدة من دلالات النصوص .
ولا يجوز الخلط وعدم التمييز بين مفهوم الشريعة الإسلامية ومفهوم الفقه الإسلامي ، لأن الشريعة معصومة وهي في العقيدة الإسلامية صواب وخير كلها تهدي الحياة الإنسانية إلى الطريق السليم المستقيم .
أما الفقه فهو من عمل الفقهاء في طريق فهم الشريعة وتطبيق نصوصها ، وفيه يختلف فَهمُ فقيه عن فهم فقيه آخر ، وفهمُ كل واحد مهما علا قدره يحتمل الخطأ والصواب لأنه غير معصوم ، وليس معنى ذلك أنه لا قيمة له ، بل له قيمة عظيمة وتقدير كبير ، ولكن المقصود أن ليس له القدسية التي للشريعة نفسها المتمثلة بنصوصها من الكتاب والسنة الثابتة ، فالفقه وهو فَهمُ الفقيه ورأيُه ، ولو كان مبنياً على النص الشرعي هو قابل للمناقشة والتصويب والتخطئة ، ولكن التخطئة تنصرف إلى فهم الفقيه لا إلى تخطئة النص الشرعي ، ومن ثم اختلفت آراء الفقهاء ، وردَّ بعضهم على بعض ،وخطَّأ بعضهم بعضاً ، ونشأت المذاهب الفقهية المختلفة .
وقال الشيخ مصطفى الزرقا أيضاً :
هناك نقطة مهمة هي محل اشتباه وينبغي تجليتها والتنبيه عليها ، وهي أن الفقه الإسلامي يتضمن نوعين من الأحكام مختلفين في طبيعتهما :
ـ النوع الأول : أحكام قررتها نصوص في الكتاب ( القرآن ) وفي السنة ، وهي أحكام قطعية الثبوت والدلالة تمثل إرادة الشارع الإسلامي الواضحة فيما يفرضه على المكلفين نظاماً للإسلام ملزماً لهم ، لم يُترك لتفسيرهم وفهمهم واستنتاجاتهم ، وذلك مثل أصل وجوب الصلاة والزكاة وصوم رمضان والوفاء بالعقود ، والجهاد بحسب الحاجة وقدر الطاقة ، ونحو ذلك مما جاءت به النصوص في الكتاب والسنة المتواترة .
ـ النوع الثاني : أحكام سكت عنها الكتاب والسنة ، وتُركت للاجتهاد واستنتاج علماء الشريعة ، أو جاءت بها نصوص غير قطعية الثبوت أو الدلالة ، تحتمل اختلاف آراء العلماء في ثبوتها أو دلالتها ، وهي محل اجتهادهم في فهمها واستنتاج الأحكام منها .
فالفقه الإسلامي ومدوناته تتضمن كلا النوعين هذين ، فما قلناه عن الفرق بين الشريعة والفقه منصرف إلى هذا النوع الثاني من الأحكام الفقهية الذي هو استنتاج الفقهاء واجتهادهم في تفسير النصوص المحتملة غير القطعية الدلالة أو من أقيستهم ، أو ما قرروه بطريق الاستحسان حيث يرون سبباً يقتضي الخروج عن حكم القياس ، أو ما قرروه بطريق الاستصلاح والمصالح المرسلة حيث لا نصَّ يحكم في الموضوع وإنما قرروا فيه الحكم نتيجة للموازنة بين ما فيه من مصلحة أو ضرر بالنظر الإسلامي ، ونحو ذلك من الأحكام الاجتهادية وهي أكثر ما يتضمنه فقه المذاهب ، فهذا النوع هو الذي من عمل الفقهاء واستنتاجهم ، ولا يتمتع بالقدسية التي للنصوص التشريعية ، أما النوع الأول فله قدسية النصوص التشريعية نفسها
محمد رافع 52 07-11-2012, 01:58 PM ما الفرق بين أحكام الشريعة ومبادئ الشريعة؟ (http://feker.net/ar/2012/10/12/12583/)
http://feker.net/ar/wp-content/uploads/2012/10/522920_515821635113218_2090399442_n.jpg
د. جاسر عودة | نائب مدير مركز دراسات التشريع الإسلامي والأخلاق بمؤسسة قطر
من المهم قبل أن نتحدث عن ما ينبغي أن نرجع فيه إلى “المبادئ الكلية” – كما ورد في “وثيقة الأزهر” مثلاً، وغيرها من الوثائق والأطروحات التأسيسية الهامة في هذه المرحلة – من المهم أن نجيب عن السؤال التالي: ما هي “مبادئ الشريعة الإسلامية”؟ وما علاقتها بالأحكام الفقهية المختلفة؟ وما مدى حجيتها وثبوتها؟ وهل يعني الرجوع إليها “مصدراً أساسياً للتشريع” أننا بالضرورة لا يمكن أن نعود إلى تفاصيل الشريعة كما فهمها الفقهاء في أي مسألة؟
أولًا: الاسم العلمي لمبادئ الشريعة وكلياتها وأهدافها هو “مقاصد الشريعة”، ومقاصد الشريعة هي الغايات والمصالح والمعاني والأهداف والعلل والحكَم والأسباب (على تفصيل في مفاهيم هذه المصطلحات المتقاربة عند أهل هذا العلم)، والتي أتت الشريعة لتحقيقها في دنيا الناس. والأساس الفلسفي الذي بنيت عليه هذه المقاصد هو أن الله عز وجل لا يفعل شيئاً عبثاً، وهو قد منّ علينا بإرسال الرسول – صلى الله عليه وسلم – وإنزال هذه الشريعة (بمعنى ما نزل به الوحي من الله)، وهذا لم يكن عبثاً ولكنه لتحقيق مصالح وغايات وأهداف ومعاني معينة. من أهم هذه المقاصد والمعاني -على سبيل المثال- العدل، إذ يقول تعالى: {لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ }، واللام في “ليقوم” هي “اللام السببية”، وبالتالي فالعدل مقصد وهدف رئيس من إرسال الرسل وإنزال الكتب، وهو من مقاصد الشريعة “العامة” و”الكلية”، بالإضافة إلى مقاصد أخرى ذكرها العلماء في نظرياتهم المختلفة.
وتأمل هنا في أن هذا العدل ورفع الظلم هو الذي إذا مات إنسان في سبيل تحقيقه فهو شهيد، كما مرّ في حديث الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم.
والمقاصد والمبادئ بهذا المعنى هي من الفقه والفهم للشريعة وليست هي الشريعة في ذاتها وإنما هي نظريات وفهم عميق ومهم لهذه الشريعة. ولذلك، فإن هذا الفقه له نظريات متعددة وليس نسق واحد. ورغم أن المقام لا يتسع لتفصيلها، إلا أننا سوف نلقي الضوء هنا على بعض التقسيمات الأساسية، ألا وهي التي تتعلق بما يسمى الضرورات، والحاجيات، والتحسينيات.
أما الضرورات، فمعناها مسائل الحياة والموت، فالشيء الضروري هو الذي يتوقف عليه بقاء الناس أو هلاكهم. وأما الحاجيات، فهي تأتي بعد الضرورات وتشمل كل ما يحتاجه الناس مما لا يدخل تحت مسائل الحياة أو الموت، فهي حاجات استهلاكية لكنها مطلوبة ومهمة. والقسم الثالث هو التحسيني أو الكمالي، أي المسائل الاستهلاكية الغير أساسية أو ضرورية. ودرجات المصالح هذه كلها مما أتت الشريعة لتحقيقه في دنيا الناس واستهدفت توفيرها على مستويات مختلفة.
وأما الضرورات، فقد قال العلماء في هذا المجال على أن الضرورات الشرعية هي “عصمة” أو “حفظ” التالي: (1) الدين و(2) النفس و(3) العقل و(4) النسل و(5) العرض و(6) المال، على خلاف في بعض تفاصيل الترتيب والمصطلحات. والإمام الغزالي له كلام جميل يدور على أن الحفظ هذا له جانب إيجابي وجانب سلبي: الجانب السلبي هو الحفاظ على المصلحة من النقص والتضييع، والجانب الإيجابي هو الحفظ من باب التنمية والتزكية، وينبغي مراعاة الجانبين في التطبيق والتفعيل.
فمثلا، حفظ الدين المقصود به حماية أصل الدين، أي أصل الإيمان بالله سبحانه وتعالى، لأن كل شيء في الإسلام له علاقة بالدين، لكن حفظ الدين -بهذا المعنى أي الأولوية الأولى في ما نزلت الشريعة لتحقيقه من مصالح وغايات- هو حفظ أصل الإيمان بالله من ما ينقضه من عقائد وأفكار، وهذا للمسلمين.
أما لغير المسلمين، فحفظ الدين في حقهم مكفول وضروري في الشريعة أيضاً لأن: (لهم ما لنا وعليهم ما علينا) – عن طريق حفظ أصل حرية الاعتقاد عندهم، والقرآن صريح في قوله: (لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ)، و(فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ)، (أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ)، وهذه آيات مطلقة واضحة محكمة على أن غير المسلم لا يصح أن يُكره على الإسلام أو على أيّ من أحكامه الخاصة بالمسلمين، وهذا من حفظ الدين في حقه، وتعبير الشيخ الإمام الطاهر بن عاشور في نفس المعنى هو “حرية الاعتقادات”.
أما حفظ النفس فيتعلق بحفظ الحياة البشرية في الإسلام، بكل صورها وفي كل مراحلها، ويتعلق عمليًا بدرء ما يفوّت هذه الحياة من قتل وما يؤدي إلى الضرر بالنفس بكل أشكاله، أي ما يضر بالإنسان ضرراً بالغاً يفقده أحد أعضائه أو يُفقد الحامل جنينها أو يؤدي إلى المرض مثلاً، ثم يتعدى المقصد المذكور ذلك المعنى السلبي إلى معنى إيجابي يتعلق بشرعية كل ما من شأنه أن ينمّي صحة الإنسان ويوفّر الوقاية من الأمراض والعلل والعدوى وما إلى ذلك. بل إن حفظ النفس في الإسلام يتعلق أيضاً بحفظ أشكال الحياة المختلفة كأمم الحيوان والنبات ومكونات البيئة، فالتعديّ على الحياة بشتى صورها محرّم في الشريعة والإبقاء عليها مشروع ومقصود.
وأما حفظ العقل فربطه العلماء قديمًا بقضية تحريم الخمر في الشريعة الإسلامية وقالوا إن هذا يعني حفظ العقل من الغياب عن الوعي بكل مسكر أو مخدر مهما كانت الأسماء والمسميات وبغض النظر عن طريقة الصنع والمواد المؤثرة! ولكن حفظ العقل في الإسلام في حقيقته وكما يبين القرآن هو أيضاً معنى إيجابي أوسع من المعنى السلبي للحفظ والحماية، لأنه يتعلق بمفاهيم تنموية، كطلب العلم، وتنمية المهارات، والحفاظ على عقول الناس من الخرافة والشعوذة والاتباع الأعمى، والحرص على البراهين والأدلة العقلية في كل مسألة (أياً كان المنهج العقلي والفلسفي)، ولو كانت المسألة هي وجود الله تعالى أو صدق الرسل، ومحاربة عقلية القطيع والإمعة، والحفاظ على عقول النشء، إلى غير ذلك من المعاني.
أما حفظ النسل، فلا يتعلق في الشريعة بالحفاظ على نسب الأولاد إلى أبيهم فحسب، بل يضاف إلى ذلك إلى حفظ الطفولة وحفظ الأسرة بالمعنى السلبي وبالمعنى الإيجابي أيضًا، أو الحماية والتنمية في آن واحد. ففي واقعنا المعاصر، الأسرة هي الأساس في الحفاظ على الأمة وفي تنشئة الأولاد وتربيتهم، ولذلك فحفظ النسل كمفهوم اتسع في الاجتهاد المعاصر في مقاصد الشريعة ليشمل حفظ الأسرة -كما شاع في الكتابات المعاصرة- وكل ما يتعلق بها من نظم اجتماعية وثقافية وقانونية.
وأما حفظ العرض، فهو مفهوم يمتد كذلك وراء كونه متعلقاً بالحفاظ على سمعة الإنسان –رجلا كان أو امرأة- من أي قذف أو تجريح أو تشهير أو اتهام بالباطل أو تجسس، إلى أن يكون متعلقاً بكرامة الإنسان و”حقوق الإنسان الأساسية” كما نعرفها اليوم في المواثيق الحقوقية المعاصرة. ولكننا هنا ينبغي أن نفرق بين حقوق الإنسان الأساسية التي يتفق عليها كل البشر (كحق الحياة وحرية الاختيار والحماية من التعذيب وحرية التعبير والعدالة القضائية، إلى آخره)، وبين تطبيقات لهذه المعاني في الثقافات المختلفة قد تختلف بين أهل الشرق والغرب وبين المسلمين وغيرهم – دون أن يلزم أن تجبر أي ثقافة الثقافات الأخرى على تبنّي مفاهيمها وتطبيقاتها التفصيلية أياً كانت. ولكننا نرى أحيانا بعض الدول ذات النفوذ أو ذات الغنى والثروة تحاول أن تفرض ثقافتها الخاصة على الآخرين باسم حقوق الإنسان، وهذا الأمر –في معرض الحديث عن الشريعة- يحتاج إلى تنويه، خاصة في مجال الأسرة، كما سيأتي.
وأما حفظ المال فهو في الفقه يتعلق بالعقوبات التي فرضتها الشريعة على السرقة والغش والاحتكار والاختلاس، ولكن المعنى المعاصر الفقهي أضاف بعدًا إيجابيًا يمتد إلى حفظ الحقوق والملْكيات (بما فيها الحقوق والملْكيات الفكرية)، وحفظ الاقتصاد من الانهيار والبطالة والتضخم، وقس إلى ذلك.
وللشيخ محمد الطاهر بن عاشور رحمه الله طرح تأسيسي حول “ضرورات الفرد” و”ضرورات الأمة”، إذ قال إن مصلحة الأمة مقدمة على مصلحة الفرد، وبالتالي فإن دين الأمة ونفسها وعقلها ونسلها وعرضها ومالها مقدّم كله على دين الفرد ونفسه وعقله ونسله وعرضه وماله. وهذا معنى مهم كذلك في التطبيق والتفعيل للشريعة خاصة في مجال الأولويات والسياسات، وهو في المعنى المعاصر بمعنى أن المصلحة العامة تقدم –كقاعدة عامة– على مصلحة الفرد، مما سيأتي أيضًا.
وأما الحاجيات، فهي قضايا ومصالح يحتاجها الناس على درجة أقل من الضرورات لأنها ليست مسائل حياة أو موت، وقد ضرب العلماء أمثلة على هذه الحاجيات كالزواج والسفر والتجارة، بمعنى أنه لا يموت الشخص إذا لم يتاجر، أو يتزوج (أرجو ذلك!)، أو يتاجر، وهكذا. ولكنّ بعض الأصوليين قالوا أيضا إن (الحاجة إذا عمت نزلت منزلة الضرورة)، أي أنه إذا كان هناك كساد عام في التجارة أصبحت التجارة ضرورة، وإذا كان هناك كساد عام في الزواج أصبح الزواج ضرورة، وهكذا. وهذه الحاجات –إذن- مهمة ولكنها تأتي بعد الضرورات ولا تتقدم عليها في سلم الأهمية والاهتمام. والنظر إلى “مبادئ الشريعة” لابد أن يراعي هذا الترتيب ولا يخل به، وهو ترتيب منطقي على أي حال يتفق عليه العقلاء.
وأما التحسينيات: فمن فضل الله سبحانه وتعالى وكرمه ووده أن جعل من أهداف الشريعة ومقاصدها أن تحسّن حياتنا وتجملها حتى بالكماليات، وليس فقط بما نحتاجه على سبيل الضرورة أو الحاجة، وذلك كتزيين البيوت والمساجد وتعبيد الطرقات، وكأمور الترفيه المباح والروائح الطيبة، والطعام والشراب الشهي المباح، والأثاث المريح والألوان الجميلة، وما إلى ذلك، وتحقيق هذا كله من مقاصد الشريعة وأهدافها ولكنه يأتي في المرتبة التي تلي الحاجات وتقدم وتمهد لها، ولا يصح أن تتقدم عليها في سلم الأولويات والاهتمامات والسياسات والميزانيات مثلًا!
وبالإضافة إلى هذا التقسيم المشهور من تقسيمات المقاصد، هناك تقسيمات أخرى تتعلق بما يسمى بالكليات العامة. فقد قال العلماء إن العدل من مقاصد الشريعة الكلية، وقالوا إن مراعاة الفطرة أي الطبيعة البشرية التي فطر الله عليها الناس من مقاصد الشريعة الكلية أيضاً، وقالوا كذلك إن مراعاة السنن الإلهية بمعنى النظم والقوانين الكونية التي جعلها الله عز وجل حاكمة على حركة الكون والحياة – قالوا إن الشريعة تتغيا مراعاة هذه القوانين ولا تقصد أبدًا أن تصطدم معها، وذكروا “حفظ نظام الأمة” ضمن المقاصد الكلية العامة التي تستهدفها الشريعة بتفاصيلها المختلفة، مما له أهمية خاصة في كلامنا عن أولويات ما بعد الثورات.
ومن معاني الكليات العامة التي ذكرها علماء المقاصد كذلك: السماحة، والتيسير، والحكمة، والمصلحة العامة، والتعاون، والتعايش، والتكافل، والأمانة، والتطوع، وغير ذلك من القيم المجتمعية التي نطلق عليها اليوم “قيم مدنية”.
إذن، فالرجوع إلى “مبادئ الشريعة الإسلامية” هو رجوع إلى كل هذه المعاني والغايات المذكورة أعلاه، والتي تغيّتها الشريعة وراعتها كمصالح وحقوق مطلقة. وهذا الرجوع للمبادئ ميزته أنه لا يختلف فيه العقلاء نظراً لأن هذه المقاصد “مراعاة في كل ملة” –على حد تعبير الإمام الشاطبي رحمه الله- ويقبلها العقل السليم بداهة ولا يجادل فيها أياً كانت ديانته أو أيديولوجيته، وهي إذن أرضية مشتركة بين كافة القوى السياسية في أي مشروع سياسي عام، وهو مهم في سياق كلامنا عن الشريعة ومرحلة ما بعد الثورات.
على أن هناك أحكام من الشريعة الإسلامية (كالأحوال الشخصية مثلاً) لا يسع المسلمين أغلبيات أو أقليات، ولا في أي بلد ولا تحت أي سلطان أن لا يلتزموا بها، ولا يكفيهم فيها أن يعود المشرّع القانوني إلى “المبادئ العامة” والمعاني المطلقة، بل لابد للمسلم سواء فرديًا أو باسم بالقانون إن أمكن، لابد أن يعود إلى التفاصيل والأركان والشروط والأسباب والموانع المحددة التي نصت عليها الشريعة، وذلك على ألا يخرج تفسير النصوص التفصيلية عن المبادئ والمقاصد الكلية المذكورة – وهكذا تكون الموازنة بين النصوص المحددة الثابتة والمقاصد الكلية العامة.
أما التفريق بين المجالات التي تكفي فيها المبادئ والمقاصد العامة وبين ما يجب العودة فيه إلى التفاصيل الفقهية والتفسيرات المذهبية، فهذا مما سوف نزيده تفصيلاً في سياق الحديث عن الموازنة بين “الديني” و”المدني”، كما سيأتي.
محمد رافع 52 07-11-2012, 03:09 PM سبْعة ٌ في ظلِّ عرْش ِ اللهْ ***** يَوْمَ لا ملجا ولا ظلَّ سِواهْ
هُمْ إمامٌ نهْجُهُ نُورُ الكتابْ ***** عادِلٌ يَخشى مِنَ اللهِ الحِسابْ
وَالشبابُ الغَضُّ في ظِلِّ الخُضُوعِ ***** بَينَ ذِكرٍ وصَلاةٍ وخُشوع ِ
فَهمَا في ظلٍّ كريمْ **** وَوَرِيفٍ مِنْ نَعيمْ
يَوْمَ لا ظلَّ سِوى ظلِّ الإلهْ
وَتقيٌّ قلبُهُ في المسجِدِ ***** في رِياض ِ الرَّاكعينَ السُّجَّدِ
لمْ يَكدْ يخرُجُ منْهُ ***** قلبهُ يهْفو إليه ِ
بهوَىً يؤْثرُ عنهُ ***** لمْ يبارِحْ أصغرَيه ِ
ذاكَ في ظلٍّ كريمْ **** وَوَرِيفٍ منْ نعِيمْ
يَوْمَ لا ظلَّ سِوى ظلِّ الإلهْ
وَحَميمان ِ على حُبِّ الإلهِ انطلقا *****وعلى حبِّ الإلهِ الواحِدِ افترَقا
فَهمَا في ظلٍّ كريمْ **** وَوَرِيفٍ مِنْ نَعيمْ
يَوْمَ لا ظلَّ سِوى ظلِّ الإلهْ
فدَعتهُ ذاتُ حسْن ٍ وَجَمالْ ***** وَهوَ بالعِفه غَنيٌّ ذو شَبابْ
فهوَ يخشى رَبهُ يوْمَ المَآبْ ***** رَاغِبا في خَيْرِ أجْرٍ في الحِسابْ
فَهوَ في ظلٍّ كريمْ **** وَوَرِيفٍ مِنْ نَعيمْ
يَوْمَ لا ظلَّ سِوى ظلِّ الإلهْ
وَسخِيٌّ يبْذ ُلُ المَالَ الحَلالْ ***** مَا سختْ يُمْناهُ لا تَدري الشِمالْ
فَهوَ في ظلٍّ كريمْ **** وَوَرِيفٍ مِنْ نَعيمْ
يَوْمَ لا ظلَّ سِوى ظلِّ الإلهْ
وتقيٌّ ذَكرَ اللهَ وَحِيدا ***** فَهَمى الدَّمْعُ رُكوعًا وَسُجودا
ذاكرٌ للهِ يخفي رَوْعهُ ***** فهَمى بالحبِّ خَوْفا دَمعُهُ
فَهوَ في ظلٍّ كريمْ **** وَوَرِيفٍ مِنْ نَعيمْ
يَوْمَ لا ظلَّ سِوى ظلِّ الإلهْ
محمد رافع 52 07-11-2012, 03:48 PM أرضي هي الإسلام
الشاعر النعيمي: طارق حسين دغيم
سجّر حروفاً من لظى البركانِ
واجعل يقينكَ ثابتَ الأركانِ
سجّل على ***يّةٍ حُمِّلتَها
أناْ لستُ سوريّاً ولا لبناني
من لازبٍ قد شرّفتني قولتي
أناْ مسلمٌ ***يّتي إيماني
أناْ فوقَ هذا قد علوتُ فإنني
من جندِ أحمدَ مرسلِ الرحمنِ
كالطّيرِ قدْ ألِفَ العلا فإذا بهِ
يشدو بلا وطنٍ من الأوطانِ
لغتي هي القرآن خُطَّ كلامُه
بفؤادِ قلبي ناطقاً ببياني
فالصّمتُ نورٌ والكلامُ لآلئٌ
في كُلِّها كلٌّ من الإتقانِ
وجوازيَ المحمولُ بينَ جوانحي
أن ليسَ غيرُ الله ذا السلطانِ
بيتي بنيتُ من الهدى جدرانَهُ
وأساسَه أنعم به بنياني
وجعلتُ من آي الكتابِ طريقةً
وجعلتُ قصدي موطنَ الإحسانِ
أناْ لا أقدِّمُ للترابِ رخيصةً
أو نقطةً يجري بها شِرْياني
قِس أيَّ شيءٍ بالترابِ فهل ترى
شيئاً يُقدّمُ في سبيلِ الداني
إني وما ملكت يدايَ لخالقي
وفدى الحبيبِ المرسلِ العدنانِ
أرضي هيَ الإسلامُ حيثُ حلولُه
لولاه ما أحببتُ أيّ مكانِ
أفدي ديارَ الدّينِ بالروحِ التي
خُلِقَت لتفنى في هدى الديّانِ
لا ليسَ في سايِكْسِ بيكو فاصلاً
فحدودُهم كالرّسمِ في الشطآنِ
خسئَ الشيوعيّونَ حين تقوّلوا
غاياتُنا هيَ خدمةُ الأوثانِ
هوَ قولُهم واللهُ يعلمُ كفرَهم
فلقد تحدّوا مذهبَ الشيطانِ
مسخوا لنا الغاياتِ في أفكارِهم
إذ ربّهم جعلوهُ في الأوطانِ
والحقُّ أنّ اللهَ كلُّ مرادِنا
فبذا كسِبنا تلكما الأمرانِ
فالأرضُ نحميها بغايةِ حبِّنا
لله ليسَ لمسلكِ الكفرانِ
واللهَ نعبده فحُقَّ فداؤنا
للأرضِ في ضوءٍ من القرآنِ
يا ربُّ نشكو حالَنا وضياعَنا
وعراكَنا في دوحةِ الغربانِ
في سفسفِ الأمرِ اصطنعنا فتنةً
ملأت صدورَ الناسِ بالأضغانِ
لو تسألوا الخرطومَ عما قد جرى
في ساحها من سبّةٍ وطعانِ
وإذا سألتَ عن العدوِّ وخصمِه
لعلِمتَ أنهما من الإخوانِ
ما بينَ مصرٍ والجزائرِ قصّة
كُتِبَت سفاهتُها وفي السّودانِ
كرةٌ قد امتلأت هواءً قطّعت
أرحامَهم في ملعب الهذَيانِ
ما حالُ أمّتنا ترى وجهاءَها
سفهاءَ هذا اليومِ في الوديانِ
لعبت بنا قدمُ اليهودِ كأننا
كرةٌ تقاذف في يدِ الطغيانِ
صرخاتنا تعلو لأجل رخيصةٍ
وصراخُ غزّة باءَ بالخذلانِ
كم طفلةً صرخت تنادي أمتي
كالرعدِ تجفلُ أعظمَ الفرسانِ
نادت وما عاد الندا بنتيجةٍ
فدموعُها سحّت بلا استئذانِ
أينَ الذينَ قدِ ادّعوا وطنيّةً
أتباعُ ماركسٍ من الديدانِ
أفلَم يروا سفك الدماءِ ويسمعوا
صوتَ الثّكالى بينَ ألفِ جبانِ
يا أيّها الدنيا بربكِ وقّعي
أنّ العقيدة كفّة الميزانِ
رَجَحَانُها إعلاءُ راياتِ الهدى
وعُلوُّها هوَ واقعُ الخسرانِ
يا واقعاً أبلى كرامةَ أمةٍ
وعلى الجباهِ مشى بشرّ زمانِ
أفَلَم يئنْ للشمسِ في إشراقةٍ
أفلم يئن للفجرِ من إعلانِ
يا من إليهِ المشتكى غيّر لنا
حالاً ووحّد شملَنا المتواني
واجعلْ لنا من بعدِ ذلّ عزّةً
واغفرْ لنا يا صاحب الإحسانِ
محمد رافع 52 07-11-2012, 04:17 PM مصادر التشريع الإسلامي
http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/a/af/Sura24.pdf/page1-220px-Sura24.pdf.jpg (http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D9%85%D9%84%D9%81:Sura24.pdf&page=1&filetimestamp=20090410005542)
إحدى أبرز الأمثلة على الدلالة القطعية للأحكام في القرآن عند المسلمين هي ما ورد في سورة النور (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B3%D9%88%D8%B1%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%88% D8%B1) عن عقوبة الزانية والزاني، حيث جاء: http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/6/69/Ra_bracket.png/12px-Ra_bracket.png الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِئَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/3/33/Aya-2.png/20px-Aya-2.png http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/1/18/La_bracket.png/12px-La_bracket.png، فهذه الآية قطعية الدلالة فيما اشتملت عليه من أعداد أو مقدار معين لأن الألفاظ الواردة بها لا تحتمل إلا معنى واحد دون زيادة أو نقصان.
1. القرآن (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86_%D8%A7%D9%84% D9%83%D8%B1%D9%8A%D9%85): هو وحي الله لنبيه محمد (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF) صلى الله عليه وسلم ، وهو المصدر الأول للتشريع، وهو ما نزل لفظه ومعناه من عند الله على النبي محمد صلى الله عليه وسلم باللفظ العربي (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%84%D8%BA%D8%A9_%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A%D8%A9) ، وقد تعهده الله بحفظه من التبديل والتحريف.
وقد ظهر في العصر الحديث أقلية تقول بأن القرآن (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86_%D8%A7%D9%84% D9%83%D8%B1%D9%8A%D9%85) هو المصدر الوحيد للشريعة الإسلامية عرفوا لاحقًا بالقرآنيين (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86%D9%8A%D9%88%D9%86).
وعند المسلمين فالقرآن هو أصل وأساس التشريع الأول، وقد يُبين فيه أسس الشريعة ومعالمها في العقائد وفي العبادات والمعاملات ما بين تفصيل وإجمال.
والقرآن عند علماء الشريعة قطعي الثبوت، أما دلالته على الأحكام فقد تكون قطعية وقد تكون ظنية، وهي تكون قطعية بحال كان اللفظ الوارد فيه الحكم لا يحتمل إلا معنى واحدًا، وتكون دلالة القرآن على الأحكام ظنية إذا كان اللفظ فيه يحتمل أكثر من معنى.
2. السنّة النبوية (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B3%D9%86%D8%A9_%D9%86%D8%A8%D9%88%D9%8A%D8%A9) : وينص القرآن (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86_%D8%A7%D9%84% D9%83%D8%B1%D9%8A%D9%85) على وجوب اتباع أوامر الرسول محمد بن عبد الله (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF) صلى الله عليه وسلم ، ويقول علماء الدين الإسلامي أن اتباع الرسول يتمثل في التمسك بالسنّة النبوية (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B3%D9%86%D8%A9_%D9%86%D8%A8%D9%88%D9%8A%D8%A9) وهي كل قول أو فعل أو تقرير يصدر عن الرسول عليه الصلاة والسلام، ويؤمنون أن كلام الرسول كله وحي من الله (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87)، ولذلك تعتبر السنّة النبوية (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B3%D9%86%D8%A9_%D9%86%D8%A8%D9%88%D9%8A%D8%A9) المصدر الثاني في التشريع الإسلامي، وقد قام العلماء بجمع السنة النبوية (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B3%D9%86%D8%A9_%D9%86%D8%A8%D9%88%D9%8A%D8%A9) في مجموعة من الكتب مثل صحيح البخاري (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF_%D8%A8%D9%86_%D8%A5%D8%B3 %D9%85%D8%A7%D8%B9%D9%8A%D9%84_%D8%A7%D9%84%D8%A8% D8%AE%D8%A7%D8%B1%D9%8A) وصحيح مسلم (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%B3%D9%84%D9%85) وغيرهما من كتب الحديث. وتنقسم السنّة باعتبار سندها، أي روايتها، إلى ثلاث أقسام عند الأحناف (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%B0%D9%87%D8%A8_%D8%AD%D9%86%D9%81%D9%8A) : سنّة متواترة وسنّة مشهورة، وسنّة آحاد، أما جمهور الفقهاء فيقسمون السنّة إلى متواترة وأحادية.
أما السنّة المتواترة فهي ما رواها عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم جمع من الصحابة يستحيل تواطؤهم على الكذب عادةً ثم رواها عنهم جمع من التابعين يمتنع اتفاقهم على الكذب عادةً، ثم رواها عنهم جمع من تابعي التابعين يستحيل اتفاقهم على الكذب عادةً، وحكم السنّة المتواترة أنها قطعية الثبوت وتفيد العلم واليقين ويجب العمل بها. والسنّة المشهورة هي ما رواها عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم واحد أو اثنان أو جمع من الصحابة لم يبلغ حد التواتر ولا يمنع توطؤهم على الكذب عادةً، ثم رواها عنهم جمع من التابعين يستحيل تواطؤهم على الكذب ثم رواها عنهم جمع من تابعي التابعين يستحيل اتفاقهم على الكذب عادةً.
وحكم السنّة المشهورة أنها تفيد الطمأنينة والظن القريب من اليقين ومنكرها ليس بكافر بل يُحكم بخطئه. والسنّة الأحادية هي ما رواه عن الرسول واحد أو اثنان أو جمع من الصحابة لم يبلغوا حد التواتر ولا يمنع تواطؤهم على الكذب عادةً، ثم رواها عنهم جمع من التابعين وتابعي التابعين لم يبلغ حد التواتر أيضًا، وحكم هذه السنّة أنها لا تفيد اليقين ولا العلم وإنما تفيد الظن.
http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/6/69/Constantinople%281878%29-ulema.png/220px-Constantinople%281878%29-ulema.png (http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D9%85%D9%84%D9%81:Constantinople( 1878)-ulema.png&filetimestamp=20070315194542)
فقيه مسلم من العصر العثماني.
3. الإجماع (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A5%D8%AC%D9%85%D8%A7%D8%B9_%D8%A7%D9%84%D8%B9% D9%84%D9%85%D8%A7%D8%A1_(%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7% D9%85)): وهو اتفاق جمع كبير من علماء الأمة على حكم مسألة بعينها استدلالاً بالنصوص الواردة فيها، وقد استنبط علماء الدين الإسلامي فكرة الإجماع وفقًا لتفسيرات بعض آيات القرآن والأحاديث التي يرونها دالة على ذلك.
ولا ينعقد الاجماع إلا بتحقيق الأمور التالية: أن يكون الاتفاق على الحكم من المجتهدين الذين بلغوا درجة الاجتهاد عند أهل السنّة (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A3%D9%87%D9%84_%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%86%D8%A9_ %D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%85%D8%A7%D8%B9%D8%A9)، وبالتالي فلا عبرة باتفاق غيرهم من العامّة.
كذلك يجب أن يتفق جميع المجتهدين فلا يشذ واحد منهم، فلو خالف واحد منهم فلا ينعقد الإجماع وفقًا للرأي الراجح.
أيضًا يجب أن يكون المجتهدون من أمة النبي محمد (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF) صلى الله عليه وسلم وبالتالي فلا عبرة باتفاق المجتهدين من غير هذه الأمة، ويجب أن يكون اتفاق المجتهدين بعد وفاة محمد صلى الله عليه وسلم إذ لا وجود للإجماع في حياته بما أن مصادر التشريع في عصره كانت محصورة في القرآن (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86) والسنّة (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B3%D9%86%D8%A9_%D9%86%D8%A8%D9%88%D9%8A%D8%A9) .
وأخيرًا يجب أن يكون الاتفاق على حكم شرعي قابلاً للاجتهاد كالإجماع على أن أمرًا ما واجب أو حرام أو مندوب أو ما إلى ذلك. والإجماع نوعان: الإجماع الصريح وهو أن يتفق المجتهدون في عصر من العصور على حكم شرعي في واقعة ما بإبداء كل منهم رأيه صراحة، والإجماع السكوتي وهو أن يتحدث بعض المجتهدين في عصر من العصور بحكم شرعي في واقعة ما ويعلم بذلك باقي المجتهدين في نفس العصر فيسكتون دون إبداء موافقة أو مخالفة صريحة.
4. القياس (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%82%D9%8A%D8%A7%D8%B3%D8%A7%D8%AA): وهو إلحاق أمر غير منصوص على حكمه في القرآن أو السنّة أو الإجماع بأمر آخر منصوص على حكمه في القرآن أو السنّة أو الإجماع لاشتراكهما في علّة الحكم. ومن أمثلة القياس تحريم النبيذ (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%86%D8%A8%D9%8A%D8%B0) قياسًا على تحريم الخمر (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%B4%D8%B1%D9%88%D8%A8%D8%A7%D8%AA_%D9%83% D8%AD%D9%88%D9%84%D9%8A%D8%A9)، فقد ورد في سورة المائدة (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B3%D9%88%D8%B1%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%A7% D8%A6%D8%AF%D8%A9) أن حكم الخمر هو التحريم وأن علّة التحريم هي الإسكار، ونفس العلّة موجودة في النبيذ، لذا اتفق العلماء على أنه يأخذ حكم الخمر المنصوص عليه.
5. الاجتهاد (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D8%AC%D8%AA%D9%87%D8%A7%D8%AF_%D8%A5%D8%B3% D9%84%D8%A7%D9%85%D9%8A): وهو تطوع أحد العلماء أو مجموعة من العلماء لاستنتاج حكم مسألة معينة لم يرد نص معين فيها؛ كالأمور الحديثة من التقنيات وغيرها. وقد اشترط العلماء شروطًا فيمن يحق له الاجتهاد.
محمد رافع 52 07-11-2012, 04:26 PM المذاهب الفقهية الكبرى
انتشار المذاهب الفقهية الإسلامية المختلفة حول العالم.
المذاهب الفقهية منها ماهو فردي ومنها ماهو جماعي، والمذاهب الفردية يُقصد بها المذاهب التي تكونت من آراء وأقوال مجتهد أو فقيه واحد، ولم يكن لتلك المذاهب أتباع وتلاميذ يقومون بتدوينها ونشرها، فلم تُنقل إلى العصور اللاحقة بشكل كامل. أما المذاهب الفقهية الجماعية فيُقصد بها تلك المذاهب التي تكونت من آراء وأقوال الأئمة المجتهدين مضافًا إليها آراء تلاميذهم وأتباعهم، ثم أُطلق على هذه المذاهب أسماء هؤلاء الأئمة ونُسبت إليهم باعتبارهم المؤسسين لها، ولقد قام تلاميذ وأتباع هذه المذاهب الجماعية بنشرها وتدوينها مما ساعد على بقائها حتى الآن. ومن أشهر المذاهب الفقهية الباقية المذاهب الأربعة المعروفة وهي بحسب الترتيب التاريخي: المذهب الحنفي (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B0%D9%87%D8%A8_%D8%A7%D9%84% D8%AD%D9%86%D9%81%D9%8A) والمذهب المالكي (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B0%D9%87%D8%A8_%D8%A7%D9%84% D9%85%D8%A7%D9%84%D9%83%D9%8A) والمذهب الشافعي (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B0%D9%87%D8%A8_%D8%A7%D9%84% D8%B4%D8%A7%D9%81%D8%B9%D9%8A) والمذهب الحنبلي (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B0%D9%87%D8%A8_%D8%A7%D9%84% D8%AD%D9%86%D8%A8%D9%84%D9%8A) والمذهب الظاهري (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B0%D9%87%D8%A8_%D8%A7%D9%84% D8%B8%D8%A7%D9%87%D8%B1%D9%8A)، وتُسمى هذه المذاهب بمذاهب أهل السنّة،
المذهب الحنفي
صاحب هذا المذهب هو الإمام أبو حنيفة النعمان بن ثابت (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A3%D8%A8%D9%88_%D8%AD%D9%86%D9%8A%D9%81%D8%A9_ %D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B9%D9%85%D8%A7%D9%86) الملقب "بالإمام الأعظم"، فارسي (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%81%D8%B1%D8%B3) الأصل؛ وُلد في الكوفة (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%83%D9%88%D9%81%D8%A9) سنة 699م (http://ar.wikipedia.org/wiki/699)، الموافقة سنة 80هـ (http://ar.wikipedia.org/wiki/80%D9%87%D9%80)، ونشأ بها وتوفي ببغداد (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A8%D8%BA%D8%AF%D8%A7%D8%AF) سنة 767م (http://ar.wikipedia.org/wiki/767)، الموافقة سنة 150هـ (http://ar.wikipedia.org/wiki/150%D9%87%D9%80). يتجه بعض المؤرخين والعلماء إلى القول أن أبو حنيفة يُعد من "التابعين (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%A7%D8%A8%D8%B9%D9%88%D9%86)" أي من الجيل الذي عاصر بعض صحابة النبي محمد (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%AD%D8%A7%D8%A8%D8%A9)، ذلك أنه نقل بعض الأحاديث من الصحابي أنس بن مالك (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A3%D9%86%D8%B3_%D8%A8%D9%86_%D9%85%D8%A7%D9%84 %D9%83) شخصيًا، بالإضافة لعدد من الصحابة الآخرين،. بينما يقول مؤرخون آخرون أنه يعتبر من "تابعي التابعين".
http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/6/6d/Abu_Hanifa_Mosque%2C_2008.jpg/250px-Abu_Hanifa_Mosque%2C_2008.jpg (http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D9%85%D9%84%D9%81:Abu_Hanifa_Mosq ue,_2008.jpg&filetimestamp=20080906173921)
مسجد الإمام الأعظم (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%B3%D8%AC%D8%AF_%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%85% D8%A7%D9%85_%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B9%D8%B8%D9%85) "أبو حنيفة النعمان (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A3%D8%A8%D9%88_%D8%AD%D9%86%D9%8A%D9%81%D8%A9_ %D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B9%D9%85%D8%A7%D9%86)" في بغداد (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A8%D8%BA%D8%AF%D8%A7%D8%AF)، العراق (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A7%D9%82).
يُعد أساس المنهج الاجتهادي لأبي حنيفة هو الأخذ بالقرآن (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86)، ثم بالسنّة النبوية الصحيحة (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B3%D9%86%D8%A9_%D9%86%D8%A8%D9%88%D9%8A%D8%A9) ، وبأقضية الخلفاء الراشدين (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%AE%D9%84%D9%81%D8%A7%D8%A1_%D8%A7% D9%84%D8%B1%D8%A7%D8%B4%D8%AF%D9%8A%D9%86) وعامّة الصحابة (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%AD%D8%A7%D8%A8%D8%A9)، ثم اللجوء إلى القياس.
لكنه لم يكن يلتزم بآراء التابعين "فهم رجال ونحن رجال" كما يقول. كان أبو حنيفة متشددًا إلى أبعد الحدود في مسألة الحديث، فكان لا يقبل الحديث عن النبي محمد إلا إذا روته جماعة عن جماعة؛ أو كان حديثًا اتفق فقهاء الأمصار على العمل به؛ أو رواه واحد من الصحابة في جمع منهم فلم يخالفه أحد. كما أنه كان يرفض الأحاديث المقطوعة وأحاديث الآحاد، ويشترط في الحديث المتواتر أن يكون الراوي عرف المروي عنه، وعاشره وتيقن من أمانته.
وعلى الجملة كان أبو حنيفة يُفضل القياس على الحديث غير الموثوق، وتوسع في استعمال الرأي لاستنباط العلّة الجامعة بين المسائل المقاسة على بعضها البعض، فقال "بالاستحسان"، وهو أمر أوسع من القياس عملاً بالحديث النبوي (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AD%D8%AF%D9%8A%D8%AB_%D9%86%D8%A8%D9%88%D9%8A) : "ما رآه المسلمون حسنًا فهو عند الله حسن"، والمراد بذلك تحقيق المصالح المتنوعة في حدود الدين. وكان أبو حنيفة يأخذ بالأعراف التي لا تخالف نصًا من النصوص الشرعيّة ويوجب العمل بها، خصوصًا في مجال التجارة (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AA%D8%AC%D8%A7%D8%B1%D8%A9) الذي كان له فيه خبرة واسعة.
وبهذا قيل عن فقه أبي حنيفة أنه كان "يسير مع الحياة ويراعي مشاكلها المتنوعة".
المذهب المالكي
مؤسس هذا المذهب هو الإمام مالك بن أنس (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%A7%D9%84%D9%83_%D8%A8%D9%86_%D8%A3%D9%86 %D8%B3) المُلقب "بشيخ الإسلام (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B4%D9%8A%D8%AE_%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%84% D8%A7%D9%85)" و"حجة الجماعة"، وُلد في المدينة المنورة (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AF%D9%8A%D9%86%D8%A9_%D8%A7% D9%84%D9%85%D9%86%D9%88%D8%B1%D8%A9) سنة 711م (http://ar.wikipedia.org/wiki/711)، الموافقة سنة 96هـ (http://ar.wikipedia.org/wiki/96%D9%87%D9%80)، وتوفي سنة 795م (http://ar.wikipedia.org/wiki/795) الموافقة سنة 179هـ (http://ar.wikipedia.org/wiki/179%D9%87%D9%80). يتمثل أساس التشريع عند مالك في القرآن (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86)والسنّة النبوية (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B3%D9%86%D8%A9_%D9%86%D8%A8%D9%88%D9%8A%D8%A9) .
وكان المحدثون في المدينة كثيرين ويعرف بعضهم بعضًا. لكن مالكًا لم يكن يرفض القياس، أي بناء الأحكام على نظائرها من التي أجمع عليها أهل المدينة، وما أثر من فتاوى الخلفاء الراشدين (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%AE%D9%84%D9%81%D8%A7%D8%A1_%D8%A7% D9%84%D8%B1%D8%A7%D8%B4%D8%AF%D9%8A%D9%86) وسائر الصحابة شرط ألا يُخالف ذلك مصلحة متوافقة مع مقاصد الشريعة. وذهب مالك إلى القول بالمصالح المرسلة أو مبدأ "الاستصلاح" وهو قريب من مبدأ "الاستحسان"؛ وشرطه أيضًا أن تكون هذه المصالح متلائمة مع مقاصد الشريعة وأصولها. فالمراد بالاستصلاح تشريع الحكم في واقعة لا نص فيها ولا إجماع، مراعاة لمصلحة مرسلة غير مقيدة بنص يدل على إثباتها أو نفيها، فهو بهذا بديل عن القياس بحال كان الأخير مستحيلاً بسبب فقدان حكم الأصل المقاس عليه. وكان مالك يعتبر عمل أهل المدينة حجة تشريعية مقدمة على الخبر والقياس؛ وعندما يستغلق عليه أمر، كان يقول باللاأدريّة حتى لا يقع في حرام.
وأدّت به جرأته أحيانًا إلى صدام مع السلطة. فقد قال: "ليس على مستكره بيعة"؛ فاعتبر الخليفة أبو جعفر المنصور (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A3%D8%A8%D9%88_%D8%AC%D8%B9%D9%81%D8%B1_%D8%A7 %D9%84%D9%85%D9%86%D8%B5%D9%88%D8%B1) هذا الكلام طعنًا بخلافته. وقال أيضًا بعدم شرعية زواج المتعة (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B2%D9%88%D8%A7%D8%AC_%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AA% D8%B9%D8%A9)، فاستعدى عليه بعض العبّاسيين.
يختلف أتباع المذهب المالكي في صلاتهم عن أتباع باقي المذاهب الإسلامية من حيث طريقة الوقوف ووضعية الأيدي.
المذهب الشافعي
مؤسس هذا المذهب هو الإمام محمد بن إدريس الشافعي (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF_%D8%A8%D9%86_%D8%A5%D8%AF %D8%B1%D9%8A%D8%B3_%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%A7%D9%81% D8%B9%D9%8A)، وُلد في غزة (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%BA%D8%B2%D8%A9) سنة 767م (http://ar.wikipedia.org/wiki/767)، الموافقة سنة 150هـ (http://ar.wikipedia.org/wiki/150%D9%87%D9%80) وتوفي سنة 820م (http://ar.wikipedia.org/wiki/820) الموافقة سنة 204هـ (http://ar.wikipedia.org/wiki/204%D9%87%D9%80). لازم مالكًا في المدينة المنورة (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AF%D9%8A%D9%86%D8%A9_%D8%A7% D9%84%D9%85%D9%86%D9%88%D8%B1%D8%A9) وحفظ كتاب الموطأ (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%88%D8%B7%D8%A3) فعُرف في بغداد (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A8%D8%BA%D8%AF%D8%A7%D8%AF) "بناصر الحديث".
ولازم أيضًا أئمة العراق (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A7%D9%82) كالإمام "الشيباني"، وأخذ عنه فقه الرأي، ثم سافر إلى مصر (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%B5%D8%B1)، فانتشر مذهبه هناك وعُرف "بصاحب المذهبين".
وأساس التشريع عند الشافعي هو القرآن والسنّة النبوية. ولا يشترط في الحديث أن يكون متواترًا؛ بل إنه يقبل أحاديث الآحاد، شرط أن يكون الرواة صادقين موثوقين، كما يقبل الشافعي بإجماع الصحابة وأهل المدينة، لكنه يُفضل إجماع علماء الأمة في كل الأمصار، لأنه أكثر ضمانة لوحدة الأمة ومصلحتها، وهذا ما يمكن تسمته بالإجماع الموسع. ويأتي بعد ذلك القياس ثم الاجتهاد إذا كان مبنيًا على قياس؛ لذلك أنكر الشافعي الاستحسان الذي يتجاوز القياس ويتأثر بالتالي بالعامل الذاتي. بل إنه يُفضل القياس على الاستحسان باعتباره أكثر ضمانة لشرعيّة الأحكام لاعتماده أحكام سابقة مبنية على أصل أو إجماع. فالعودة إلى الأصول أكثر تحقيقًا للعدالة الشرعية.
يختلف الشافعيّة في هيئة صلاتهم عن باقي المذاهب الأخرى من بعض النواحي، مثل وضعيّة الأيدي عند القيام والركوع، وإبقاء السبّابة مرتفعة حتى التسليم.
المذهب الحنبلي
صاحب هذا المذهب هو الإمام أحمد بن حنبل (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A3%D8%AD%D9%85%D8%AF_%D8%A8%D9%86_%D8%AD%D9%86 %D8%A8%D9%84)، وُلد سنة 780م (http://ar.wikipedia.org/wiki/780) الموافقة سنة 164هـ (http://ar.wikipedia.org/wiki/164%D9%87%D9%80) في بغداد (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A8%D8%BA%D8%AF%D8%A7%D8%AF)، وتوفي بها 12 ربيع الأول (http://ar.wikipedia.org/wiki/12_%D8%B1%D8%A8%D9%8A%D8%B9_%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9% 88%D9%84) سنة 855م (http://ar.wikipedia.org/wiki/855) الموافقة سنة 241هـ (http://ar.wikipedia.org/wiki/241%D9%87%D9%80). هو تلميذ للشافعي؛ أخذ عنه ميله إلى الحديث. وُلد وعاش في العصر العبّاسي (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AE%D9%84%D8%A7%D9%81%D8%A9_%D8%B9%D8%A8%D8%A7% D8%B3%D9%8A%D8%A9) الذي كثر فيه الجدل الكلامي والفقهي، فرأى في ذلك الجدل انحرافًا عن الحقيقة الشرعيّة. وكانت مصنفات الحديث قد وضعت حدًا لظاهرة الوضع، فصار الاعتماد على الحديث أمرًا مضمونًا؛ فاعتمد أحمد بن حنبل عليه، وعُرف مذهبه بأنه محافظ.
اعتمد أحمد بن حنبل على الحديث، واعتبره كافيًا بصورة عامّة للتشريع بعد القرآن (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86).
كما أنه يرجع إلى فتاوى الصحابة (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%AD%D8%A7%D8%A8%D8%A9)، وخصوصًا الخلفاء الراشدين (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%AE%D9%84%D9%81%D8%A7%D8%A1_%D8%A7% D9%84%D8%B1%D8%A7%D8%B4%D8%AF%D9%8A%D9%86) شرط ألا تكون مخالفة لأي حديث. وكان يُقدم الحديث المرسل الضعيف الإسناد، وحديث الأحاد والحديث المقطوع على القياس. فهو لا يلجأ إلى القياس إلا نادرًا، لذلك اعتبره بعضهم رجل حديث لا رجل فقه.
مذاهب أخرى
تُعتبر المذاهب الخمسة سالفة الذكر أكثر المذاهب الإسلامية انتشارًا، ويوجد إلى جانبها بضعة مذاهب أخرى أقل انتشارًا وأخرى مندثرة. ومن هذه المذاهب: المذهب الزيدي ومؤسسة الإمام زيد بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B2%D9%8A%D8%AF_%D8%A8%D9%86_%D8%B9%D9%84%D9%8A ) المولود سنة 80هـ (http://ar.wikipedia.org/wiki/80%D9%87%D9%80) والمقتول سنة 122هـ (http://ar.wikipedia.org/wiki/122%D9%87%D9%80).
والمذهب الزيدي قريب في أحكامه الفقهية من مذاهب أهل السنّة وخاصة المذهب الحنفي، والسبب في هذا التقارب هو احتكاك زيد بفقهاء العراق (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A7%D9%82) وأخذه عنهم وأخذهم عنه وبخاصة إمام مدرسة الرأي أبو حنيفة النعمان (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A3%D8%A8%D9%88_%D8%AD%D9%86%D9%8A%D9%81%D8%A9_ %D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B9%D9%85%D8%A7%D9%86). ويُعتبر القرآن (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86) أول مصادر استنباط الأحكام عند الزيديّة ويليه السنّة النبوية، ولم يقتصر الفقه الزيدي على روايات أهل البيت (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A3%D9%87%D9%84_%D8%A7%D9%84%D8%A8%D9%8A%D8%AA) في الحديث بل تلقى بالقبول روايات غيرهم من الصحابة (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%AD%D8%A7%D8%A8%D8%A9)، مع ملاحظة اقتصار علمائهم على مرويات رجالهم وأئمتهم في بعض المسائل التي تتصل وأصل مذهبهم كما هو الحال بالنسبة لمسألة الإمامة.
كما اعتمدوا على الاجتهاد بالرأي، فمن أصولهم اشتراط الاجتهاد في الأئمة وهم يوجبون الاجتهاد على المسلمين، فإن عجز المسلم عن الاجتهاد جاز له التقليد، وتقليد أهل البيت أولى من تقليد غيرهم، كما أخذوا أيضًا بالاستصحاب والمصالح المرسلة. ومن أشهر كتب زيد: كتاب المجموع الفقهي الكبير وكتاب الجماعة
أيضًا هناك المذهب الأباضي ومؤسسه الإمام جابر بن زيد الأزدي (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AC%D8%A7%D8%A8%D8%B1_%D8%A8%D9%86_%D8%B2%D9%8A %D8%AF)، وهذا المذهب قريب من مذاهب أهل السنّة ولا تكاد تختلف مصادر أئمته في استنباط الأحكام عن مصادر مذاهب أهل السنّة في الجملة، ولهذا لا يوجد بينهم وبين أهل السنّة خلاف إلا في بعض الأحكام منها إجازة الوصية للوارث والقول بالوصية الواجبة، وغيرها كذلك هناك المذهب الظاهري الذي أسسه الإمام داود بن علي بن خلف الأصفهاني (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AF%D8%A7%D9%88%D8%AF_%D8%A8%D9%86_%D8%B9%D9%84 %D9%8A_%D8%A7%D9%84%D8%B8%D8%A7%D9%87%D8%B1%D9%8A) ، والمشهور بداود الظاهري لتمسكه بظواهر نصوص الكتاب والسنّة في استنباط الأحكام. وقد كان الظاهري في البداية شافعي المذهب لكنه اتخذ لنفسه بعد ذلك مذهبًا خاصًا نهج فيه الأخذ بظواهر النصوص ونفى القياس إلا إذا كان منصوص العلّة ووجدت هذه العلّة في الفرع، ويرى الظاهري أن في عموميات الكتاب والسنّة النبوية ما يفي بأحكام الشريعة. وقد برز في وقت لاحق عالم آخر قام بتدوين المذهب ونشره وبيانه فأطلق عليه لقب المؤسس الثاني للمذهب الظاهري، وهذا الإمام هو ابن حزم الأندلسي (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D8%A8%D9%86_%D8%AD%D8%B2%D9%85_%D8%A7%D9%84 %D8%A3%D9%86%D8%AF%D9%84%D8%B3%D9%8A).
وأصول المذهب الظاهري في استنباط الأحكام هي القرآن ثم السنّة النبوية، ويُعتبر هذا المذهب من أكثر المذاهب توسعًا في العمل بالسنّة، ثم الإجماع، ولكن كان مفهوم الإجماع عند الظاهري مقصور فقط على إجماع الصحابة دون غيرهم، وكان المذهب الظاهري لا يأخذ بالقياس وأنكر العمل به وبالرأي إلا في حالة الضرورة عندما لا تسعفه النصوص، وكان يُسمي ذلك استدلالاً أو دليلاً. كما لم يأخذ بالاستحسان ولا بسد الذرائع ولا المصالح المرسلة. وللإمام الظاهري مصنفات كثيرة منها: كتاب إبطال القياس وكتاب إبطال التقليد.
ومن المذاهب التي لم يُكتب لها البقاء، المذهب الأوزاعي الذي تأسس على يديّ الإمام أبو عمرو عبد الرحمن بن عمرو بن يُحْمَد الأَوْزَاعِيُّ (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%88%D8%B2%D8%A7%D8%B9%D9%8A) المولود في مدينة بعلبك (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A8%D8%B9%D9%84%D8%A8%D9%83) بلبنان (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%84%D8%A8%D9%86%D8%A7%D9%86) سنة 707م (http://ar.wikipedia.org/wiki/707) الموافقة سنة 88هـ (http://ar.wikipedia.org/wiki/88%D9%87%D9%80) والمتوفى في بيروت (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A8%D9%8A%D8%B1%D9%88%D8%AA) سنة 774م (http://ar.wikipedia.org/wiki/774) الموافقة سنة 157هـ (http://ar.wikipedia.org/wiki/157%D9%87%D9%80).
كان الأوزاعي أحد أهم الفقهاء الذين أثروا في مسيرة الفقه الإسلامي في بلاد الشام (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A8%D9%84%D8%A7%D8%AF_%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%A7% D9%85) والأندلس (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%86%D8%AF%D9%84%D8%B3) خصوصًا، حيث بقي أهل دمشق (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AF%D9%85%D8%B4%D9%82) وما حولها من البلاد على مذهبه نحوًا من مائتين وعشرين سنة. ثم انتقل مذهبه إلى الأندلس وانتشر هناك فترة، ثم ضعف أمره في الشام أمام مذهب الشافعي، وضعف في الأندلس أيضًا أمام مذهب مالك الذي وجد أنصارًا وتلاميذ في الأندلس، بينما لم يجد مذهب الأَوْزَاعِيِّ الأنصار والتلاميذ.
وكذلك كان الحال بالنسبة لمذهب الإمام الليث بن سعد (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%8A%D8%AB_%D8%A8%D9%86_%D8%B3 %D8%B9%D8%AF) المصري.
الأستاذة ام فيصل 07-11-2012, 06:21 PM بارك الله بحضرتك
وجزاك الله كل الخيرات
على هذا الموضوع الرائع الجامع لكثير من المعلومات
جعل الله ماتقدمه من عمل في ميزان حسناتك استاذي الفاضل
http://n4hr.com/up/uploads/216b1e4a65.jpg
مستر محمد سلام 07-11-2012, 07:02 PM جزاكم ربي خيرا
محمد رافع 52 07-11-2012, 09:38 PM بارك الله بحضرتك
وجزاك الله كل الخيرات
على هذا الموضوع الرائع الجامع لكثير من المعلومات
جعل الله ماتقدمه من عمل في ميزان حسناتك استاذي الفاضل
http://n4hr.com/up/uploads/216b1e4a65.jpg
اشكرك اختى الفاضلة
بارك الله فيك ورضى عنك
بل انتم من يستحق التقدير
على حسن تقديركم
محمد رافع 52 07-11-2012, 09:40 PM جزاكم ربي خيرا
بارك الله فيك اخى الكريم ورضى عنك
محمد رافع 52 07-11-2012, 11:07 PM http://sphotos-a.ak.fbcdn.net/hphotos-ak-snc6/281315_255043374508322_1920987_n.jpg
http://sphotos-a.ak.fbcdn.net/hphotos-ak-ash4/260585_243109419035051_7597347_n.jpg
محمد رافع 52 07-11-2012, 11:10 PM هذا هو ديننا (http://www.wahet-aleslam.com/vb3/showthread.php?t=16800)
http://profile.ak.fbcdn.net/hprofile-ak-snc6/211092_227992800546713_214364374_n.jpg (http://www.wahet-aleslam.com/vb3/showthread.php?t=16800)
عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه ..
- بينما نحن عند رسول الله ذات يوم ،
إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب ،
شديد سواد الشعر ، لا يرى عليه أثر السفر ولا يعرفه منا أحد ،
حتى جلس إلى رسول الله ، فأسند ركبتيه إلى ركبتيه ،
ووضع كفيه على فخذيه ، ثم قال : يا محمد أخبرني عن الإسلام ؟
قال : أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ،
وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة ، وتصوم رمضان ،
وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا .
قال : صدقت فعجبنا إليه يسأله ويصدقه ،
ثم قال : أخبرني عن الإيمان ؟
قال : أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر كله خيره وشره
قال : صدقت .
قال : فأخبرني عن الإحسان ؟ قال :
أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك
قال : فأخبرني عن الساعة ؟ قال :
ما المسؤول عنها بأعلم بها من السائل
قال : فأخبرني عن أماراتها ؟ قال :
أن تلد الأمة ربتها وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء ، يتطاولون في البنيان .
قال عمر : فلبثت ثلاثا ،
ثم قال لي رسول الله : يا عمر هل تدري من السائل
قلت : الله ورسوله أعلم
قال : فإنه جبريل عليه السلام أتاكم ليعلمكم أمر دينكم
الراوي: عمر بن الخطاب المحدث: الألباني - المصدر: صحيح النسائي -
(http://www.wahet-aleslam.com/vb3/showthread.php?t=16800)
محمد رافع 52 08-11-2012, 12:10 PM سؤال وجواب
فى الاسلام وتاريخه
بسم الله الرحمن الرحيم
1- ما أول ما نزل من التوراة ؟
بسم الله الرحمن الرحيم .
2ـ ما أول هدية أهديت إلى الرسول صلى الله عليه وسلم بالمدينة ؟
قصعة خبزاً وسمناً ولبناً وهي هدية من زيد بن حارثة .
3ـ من أول من قُتل من المشركين في غزوة بدر الكبرى ؟
الأسود بن عبد الأسد المخزومي والذي قتله حمزة بن عبد المطلب .
4ـ من هي أول امرأة بكر هاجرت ؟
أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط .
5ـ من أول من صام ؟
آدم عليه السلام .. صام ثلاثة أيام في كل شهر .
6ـ ما أول ما تكلم به رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قدم المدينة ؟
" صلوا الأرحام ، وصلوا والناس نيام تدخلوا الجنة بسلام " .
7ـ من أول من صنف تفسير القرآن الكريم بالإسناد ؟
مالك بن انس .
8ـ من أول من هاجر من المسلمين إلى الحبشة ؟
حاطب بن عمرو .
9ـ من أول من لبس السروال ؟
إبراهيم عليه السلام .
10ـ من أول من قاتل بالسيف ؟
إبراهيم الخليل عليه السلام .
11ـ من أول من سمي أحمد ؟
هو رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يسم أحمد قبله .
12ـ من أول من ولي بيت المال ؟
أبو عبيدة الجراح .
13ـ ما أول جبل وضع في الأرض ؟
جبل أبي قبيس بمكة .
14ـ من أول من ألف في أحكام القرآن ؟
الإمام الشافعي رضي الله عنه .
15ـ من أول داعية إسلامي ؟
مصعب بن عمير .
16ـ من أول من أضاف اسم الله إلى اسمه من الخلفاء ؟
المعتصم .. فقيل المعتصم بالله .
17ـ من أول من فتق لسانه بالعربية ؟
إسماعيل عليه السلام وهو ابن أربع عشرة سنة .
18ـ من أول من طاف بالبيت العتيق ؟
الملائكة .
19ـ من أول من قال الشعر؟
آدم عليه السلام .
20ـ من أول من استلم الحجر الأسود من الأئمة ؟
ابن الزبير .
21ـ ما أول سورة نزلت في مكة المكرمة ؟
العلق .
22ـ من أول من اتخذ الدفاتر للدولة ؟
يوسف عليه السلام .
23ـ من أول من يفيق بعد النفخ في الصور ؟
الرسول صلى الله عليه وسلم .
24ـ من أول أمير في الإسلام ؟
عبد الله بن جحش الأسدي .
25ـ من أول من نقض العهد مع الرسول صلى الله عليه وسلم من القبائل اليهودية ؟
يهود بني قينقاع .
26ـ من أول من كتب لا إله إلا الله محمد رسول الله على العملة ؟
الحجاج بن يوسف الثقفي .
27ـ ما أول دار بنيت في مكة ؟
دار الندوة .
28ـ من أول من أدخل عبادة الأصنام ؟
أبو خزاعة عمرو بن لحي .
29ـ من أول من سل سيف في سبيل الله ؟
الزبير بن العوام .
30ـ من أول ملك فرعوني آمن بالتوحيد ؟
اخناتون .
31ـ من أول جبار في الأرض لعنه الله ؟
النمرود .
32ـ من أول مسلم ركب بحر الروم ؟
معاوية بن أبي سفيان .
33ـ من أول من قال أما بعد ؟
نبي الله داود عليه السلام .
34ـ من أول قاضي في البصرة ؟
أبو مريم الحنفي .
35ـ من أول قاضي في الكوفة ؟
جبير بن القشعم .
36ـ من أول قاضي في مصر ؟
قيس بن أبي العاص .
37ـ من أول من عمل الأوزان ؟
الحجاج بن يوسف .
38ـ من أول من أمر بتجويف المحاريب ؟
الوليد بن عبد الملك .
39ـ من أول من فرش المسجد بالحصبة ؟
عمر بن الخطاب .
40ـ ما أول جيش خرج من المدينة بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم ؟
جيش سلمة بن الزبير .
41ـ من أول من تمنى الموت ؟
يوسف عليه السلام .
42ـ ما أول صلاة فرضت على الرسول صلى الله عليه وسلم ؟
صلاة الظهر .
43ـ من أول من أذن في السماء ؟
جبريل عليه السلام .
44ـ من أول من قدر الساعات الاثنى عشرة ؟
نوح عليه السلام في السفينة ليعرف مواقيت الصلاة .
45ـ من أول من قال سبحان ربي الأعلى ؟
إسرافيل عليه السلام .
46ـ من أول من أظهر التوحيد بمكة ؟
قس بن ساعدة ـ ورقة بن نوفل .
47ـ ما أول شيء بناه الله ؟
السماء .
48ـ ما أول ما كتب القلم ؟
أنا التواب أتوب على من تاب .
49ـ ما أول يوم خلقه الله ؟
يوم الأحد .
50ـ من أول من بنى السجون في الاسلام ؟
علي بن أبي طالب رضي الله عنه .
محمد رافع 52 08-11-2012, 12:13 PM 51ـ من هم القضاة العرب ؟
أبو بكر ، عمر ، ابن مسعود ، أبو موسى رضي الله عنهم جميعاً .
52ـ من هم الدهاة الأربعة ؟
معاوية ، عمرو ، المغيرة ، زياد رضي الله عنهم .
53ـ من هو الصحابي الذي كانت الملائكة تسلم عليه ؟
عمران بن حصين رضي الله عنه .
54ـ من هو الذي كان تستحي منه ملائكة السماء ؟
عثمان بن عفان رضي الله عنه .
55ـ ماهو ثاني مسجد صلى النبي صلى الله عليه وسلم فيه الجمعة ؟
مسجد جواثا .
56ـ أين ماتت أم الرسول صلى الله عليه وسلم ؟
في الابواء : بين مكة والمدينة وهي عائدة من عند أهلها .
57ـ كم دامت سنوات خلافة كلاً من: أبو بكر ، عمر، عثمان، علي رضي الله عنهم ؟
أبو بكر سنتين ، عمر عشر سنوات ، عثمان اثنا عشر ، علي ست سنوات
58ـ ما المسجد الذي استشهد فيه علي بن أبي طالب رضي الله عنه ؟
مسجد الكوفة .
59ـ من الذي لقبه الرسول الكريم بالطيب المطيب ؟
عمار بن ياسر .
60ـ ما هو الحج الأصغر ؟
العمرة .
62ـ ما أعظم سورة في القرآن الكريم ؟
الفاتحة .
63ـ ماهي السورة التي لا تحوي حرف الميم ؟
سورة الكوثر .
64ـ كم عدد من قتل من المسلمين في غزوة مؤتة ؟
12
65ـ من هو الصحابي المستجاب الدعاء ؟
سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه .
66ـ ما هي السورة التي تسمى سورة المنافقين ؟
التوبة .
67ـ كم عدد السور التي افتتحت بثلاث أحرف ؟
13 سورة .
68ـ كم عدد المواضع التي اقسم الله بنفسه في القرآن ؟
سبعة مواضع .
69ـ في أي الغزوات أسرت الشيماء أخت الرسول صلى الله عليه وسلم من الرضاعة ؟
في غزوة حنين .
70ـ من أسد الله ؟
حمزة بن عبد المطلب .
71ـ من الذي اهتز لموته عرش الرحمن ؟
سعد بن معاذ رضي الله عنه .
72ـ من هو النجاشي ؟
مصحمه " أصحم " ومعناه بالعربية عطيه .
73ـ من هي المجادلة ومن زوجها ؟
خولة بنت ثعلبة زوجها أوس .
74ـ من كبير المنافقين في الإسلام ؟
عبدالله بن أبي ويعرف بأبن سلول سيد الخزرج في المدينة .
75ـ من هم الثلاثة الذين تخلفوا عن غزوة تبوك ؟
كعب بن مالك ، مرارة بن الربيع ، هلال بن أمية .
76ـ على من يطلق لقب ابن الذبيحين ؟
على الرسول صلى الله عليه وسلم .
77ـ كم عدد أبواب النار ؟
سبعة أبواب ما منهن ( بابان ) إلا يسير الراكب بينهما 70 عاما .
78ـ كم عدد الأنبياء ؟
1.124000 مائة ألف وأربعة وعشرون ألفاً .
79ـ من الغلام الذي كان يرافق السيدة خديجة قبل ان تتزوج الرسول صلى الله عليه وسلم ؟
ميسره .
80ـ من هم الأنصار ؟
هم الخزرج وهي قبيلة عربية من الأزد .
81ـ أين يوجد قبر النبي هود ؟
في حضر موت .
82ـ ما أخر سورة نزلت كاملة ؟
المدثر محاطة بسبعين ملك .
83ـ من هي أم المؤمنين الصوامة القوامة ؟
حفصة بنت عمر .
84ـ من الذي افتداه الرسول صلى الله عليه وسلم بأبويه يوم أحد ؟
سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه .
85ـ كم عدد الملائكة الذين قاتلوا مع الرسول صلى الله عليه وسلم والمسلمين في بدر ؟
5000 .. ذكر ذلك في سورة الأنفال آية 9.
86ـ أين تقع الأعراف ؟
بين الجنة والنار .
87ـ ما اسم امرأة لوط ؟
والهة .
88ـ ما اسم امرأة نوح ؟
والغة .
89ـ من قاتل الحسين في كربلاء ؟
عمر بن سعد بن أبي وقاص .
90ـ ما اسم والدة مريم العذراء ؟
حنة .
91ـ كم عدد غزوات النبي صلى الله عليه وسلم ؟
27 غزوة .
92ـ ما هو أول مسجد في الإسلام ؟
مسجد قباء .
93ـ ما هو ثاني مسجد في الإسلام ؟
المسجد النبوي .
94ـ من هي الصحابية التي استطاعت أن تخلص أخوها من الأسر ؟
خولة بنت الأزور .
95ـ في أي سنة حج النبي صلى الله عليه وسلم حجة الوداع ؟
في السنة العاشرة .
96ـ كم عدد الرسل الذين ذكروا في القرآن ؟
25.
97ـ ما هو يوم السبع ؟
يوم القيامة .
98ـ من الذي أودي مزمار من مزامير آل داود ؟
أبو موسى الأشعري رضي الله عنه .
99ـ ما هما المدينتان اللتان أطلق عليهما القريتان ؟
مكة والطائف في سورة الزخرف .
100ـ اين توفي بلال ؟
في دمشق .
محمد رافع 52 08-11-2012, 12:16 PM 101ـ من قاتل أمية بن خلف ؟
بلال بن رباح رضي الله عنه .
102ـ من التي أشارت على الرسول صلى الله عليه وسلم بأن يحلف يوم الحديبية ؟
أم المؤمنين أم سلمه رضي الله عنها.
103ـ من هو الصحابي الذي لقب ببحر الجود لكرمه ؟
عبدالله بن جعفر رضي الله عنه .
104ـ ما اسم سيف رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟
ذو الفقار .
105ـ من الذي أوجد التجنيد الاجباري ؟
حجاج بن يوسف الثقفي .
106ـ كيف مات عمر بن عبد العزيز ؟
مسموماً .
107ـ أين ولد سيدنا إبراهيم عليه السلام ؟
في أول .
108ـ من الذي قال عنه الرسول صلى الله عليه وسلم هذا فرعون قومه ؟
أبا جهل " عمرو بن هشام ".
109ـ ما اسم الجبل المقام عليه المسجد الأقصى ؟
جبل موريا .
110ـ ما الاسم الثاني لبئر زمزم ؟
بئر اسماعيل .
111ـ من هو النبي الذي آمن به جميع قومه ؟
يونس عليه السلام .
112ـ من هم الذين جلدوا في حادثة الأفك ؟
سطح بن اثاثة ، حمنة بنت جحش ، حسان بن ثابت .
113ـ ما هي صلاة البردين ؟
الفجر والعصر .
114ـ ما المقصود بحمر النعم ؟
الإبل المحمودة .
115ـ ما اسم زوجة فرعون ؟
آسيا .
116ـ أين دفن أبو الرسول صلى الله عليه وسلم ؟
في دار النابغة .
117ـ من الذي كناه الرسول صلى الله عليه وسلم بأبي المساكين ؟
جعفر بن أبي طالب ولقبه ( ذي الجناحين ) .
118ـ من الذي أصر على الجهاد في غزوة أحد ؟
عمرو بن الجموح .
119ـ ما كنية عبد الله بن قيس ؟
أبي موسى الأشعري .
120 ـ من الذي قتل علي رضي الله عنه ؟
عبد الرحمن بن ملجم .
121ـ من هو الصحابي الذي حج سراً ؟
خالد بن الوليد رضي الله عنه .
122ـ مَنُ مِنْ الخلفاء الراشدين كان الأكبر سناً عندما لقي ربه ؟
عثمان بن عفان رضي الله عنه وكان عمره 82 سنة .
123ـ كم كان عمر علي بن أبي طالب رضي الله عنه حين استشهد ؟
63 سنة .
124ـ ماهي السورة التي فاضت عينا النجاشي بالدمع عند سماعها ؟
سورة مريم .
125ـ ما المقصود بالعسكران ؟
عرفة ومنى .
126ـ كم عدد أولي العزم ؟
خمسة : نوح ، ابراهيم ، موسى ، عيسى ، محمد صلى الله عليه وسلم .
127ـ من الذي قتله الرسول صلى الله عليه وسلم بأحد ؟
أبي بن خلف .
128ـ في أي عام ولد النبي صلى الله عليه وسلم ؟
عام 571 م .
129ـ في أي عام توفي النبي صلى الله عليه وسلم ؟
عام 632م ـ 10 هـ .
130ـ من التي يطلق عليها جدة العرب ؟
هاجر .
131ـ من أكثر الأنبياء ذكراً بالقرآن ؟
موسى عليه السلام وذكر 236مرة .
132ـ ما هو اسم أبو ذر الغفاري ؟
جندب بن جناده رضي الله عنه.
133ـ من المقصود بقول الله تعالى : " سنسمه على الخرطوم " ؟
الاخنس بن شريق .
134ـ متى لقب الصديق بالصديق ؟
في حادثة الإسراء والمعراج .
135ـ من إمام القراء ؟
معاذ بن جبل رضي الله عنه.
136ـ من هو حبر الأمة ؟
عبد الله بن عباس بن عبد المطلب بن هاشم عم الرسول صلى الله عليه وسلم .
137ـ من الذي توسل به عمر من أجل الغيث وهطول المطر ؟
عم الرسول صلى الله عليه وسلم العباس بن عبد المطلب ( ساقي الحرمين ) .
138ـ من الذي كان شعاره ( الله والجنة ) ؟
البراء بن مالك رضي الله عنه.
139ـ من الذي عرف عند المسلمين الأوائل بأنه الرجل الذي معه من الله نور ؟
عباد بن بشر رضي الله عنه.
140ـ ما هو القول الذي ردده جميع الرسل ؟
" يا قوم اعبدوا الله مالكم من آله غيره "
141ـ من هم الأنبياء من العرب ؟
هود ـ صالح ـ شعيب ـ محمد صلى الله عليه وسلم .
142ـ ما السور التي بدأت بالحمد ؟
الفاتحة ـ الأنعام ـ الكهف ـ سبأ ـ فاطر .
143ـ ما عاصمة الخلافة الإسلامية ؟
دمشق .
144ـ من هي الملقبة بحارسة القرآن ؟
حفصة بنت عمر .
145ـ من الملقبة بالمرأة الشهيدة ؟
أم ورقة .
146ـ ما اسم اخو يوسف عليه السلام من أمه وأبيه ؟
بنيامين .
147ـ لماذا أحضر المشركون نسائهم في غزوة احد ؟
حتى لا يفروا أمامهن .
148ـ كم كان عمر الرسول صلى الله عليه وسلم حين توفيت أمه ؟
أربع سنين .
149ـ كم كان عمر الرسول صلى الله عليه وسلم حين توفى أبوه ؟
لم يكن مولوداً .
150ـ كم كان عمر الرسول صلى الله عليه وسلم حين توفي جده ؟
ثمان سنين .
محمد رافع 52 08-11-2012, 12:17 PM 151ـ على من يطلق المصدود ؟
الذي يمنع من الحج .
152ـ من النبي الذي كان يسمى بشرى ؟
ذا الكفل .
153ـ من ادخل الخوارزمي في الإسلام ؟
قتيبة بن مسلم رضي الله عنه
154ـ ما اسم القوم الذين لقوا سيدنا إسماعيل ووالدته عند بئر زمزم ؟
جرهما .. تولوا أمر البيت وملآوا فجاج مكة .
155ـ من الذي عدلت شهادته شهادة الرجلين ؟
خزيمة بن ثابت رضي الله عنه .
156ـ ماذا تسمى الميته التي تقع من مكان مرتفع ؟
المترديه .
157ـ ماهما الآيتان اللتان أعطيا النبي صلى الله عليه وسلم وهما من كنوز العرش ؟
أواخر سورة البقرة .
158ـ من آخر من توفى من الصحابة ؟
أنس بن مالك .
159ـ من الملقب بذي النورين ؟
عثمان بن عفان .
160ـ ما الفرق بين سندس واستبرق ؟
السندس : رقيق الديباج أو الحرير .. الإستبرق : الغليظ من الديباج أو الحرير .
161ـ ما المقصود بذي الرحم الكاشح ؟
الذي يضمر العداوة من ذوي القرابة
162ـ كم عدة المرأة المتوفى زوجها ؟
أربع أشهر وعشرة أيام .
163ـ كم عدة المرأة المطلقة ؟
ثلاث قروء أي ثلاث حيضات .
164ـ فيمن قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لقد رفعوا إلي في الجنة ) ؟
زيد بن حارثه حيث استشهد وجعفر وعبد الله بن رواحه رضي الله عنهما جميعاً .
165ـ متى تم بناء مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم ؟
في السنة الأولى من الهجرة وكان وقتها يقيم بدار أبي أيوب
166ـ متى شرع الآذان ؟
1هـ .
167ـ متى كانت غزوة الأبوء او غزوة ودان ؟
2هـ
168ـ ما اسم خازن الجنة ؟
رضوان .
169ـ متى كانت غزوة بدر الأولى ؟
2هـ
170ـ متى تم تحويل القبلة ؟
2هـ قبل غزوة بدر الأولى ( العظمى )
171ـ متى شرع رمضان ؟
2هـ
172ـ ما اسم خازن النار ؟
مالك .
173ـ ما السورتان المسماتان بالزهراوين ؟
البقرة وآل عمران .
174ـ من هم المؤذنون الذين كانوا يؤذنون في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم ؟
بلال بن رباح ـ عبد الله بن أم مكتوم ـ أبو محذورة رضي الله عنهم .
175ـ متى كانت غزوة بني النضير ؟
4هـ ونزلت فيها سورة الحشر
176ـ ما المكان الذي اتخذه الرسول صلى الله عليه سلم مركزاً سرياً للدعوة في مكة المكرمة ؟
دار الأرقم بن أبي الأرقم .
177ـ متى كانت غزوة ذات الرقاع ؟
4هـ
178ـ متى كانت غزوة بدر الآخرة ؟
4هـ
179ـ من الملقب بذي النور ؟
الطفيل بن عمرو .
180ـ متى كانت غزوة الخندق أو الأحزاب ؟
5هـ
181ـ متى كانت غزوة بني قريظة ؟
5هـ
182ـ متى كانت غزوة ذي قرد ؟
6هـ
183ـ متى كانت غزوة المصطلق من خزاعه ؟
6هـ
184ـ متى كانت الحديبية ؟
6هـ
185ـ متى كانت غزوة خيبر ؟
7هـ
186ـ متى كانت عمرة القضاء ؟
7هـ
187ـ من الذي قبل أمير المؤمنين رأسه وقال : حقاً على المؤمنين أن يقبلوا رأسه ؟
عبد الله بن حذافة بن قيس السهمي الخرافي .
188ـ من أول من دون الفقه ؟
أبو حنيفة رضي الله عنه .
189ـ فيمن أنزلت الهمزة ؟
أمية بن خلف .
190ـ من سمى الجمعة الجمعة ؟
كعب بن لؤي .
191ـ من أشباه الرسول صلى الله عليه وسلم ؟
الحسن بن علي ، جعفر بن أبي طالب ، أبو سفيان بن الحارث ، قثيم بن العباس بن عبد المطلب ، السائب بن عبيد بن عبد مناف رضي الله عنهما وأرضاهم .
192ـ ما الكتب التي أنزلها الله على أنبيائه ورسله ؟
القرآن على محمد ، التوراة على موسى ، الإنجيل على عيسى ، صحف على إبراهيم ، الزبور على داود .
193ـ ما هي السورة التي كانت سببا في إسلام عمر بن الخطاب رضي الله عنه ؟
سورة طه .
194ـ ما هي السورة التي تسمى الفاضحة ؟
سورة التوبة .
195ـ ماهي السورة التي تسمى القتال ؟
سورة محمد .
196ـ ماهي السورة التي تسمى بني اسرائيل ؟
الإسراء .
197ـ ماهي السورة التي يطلق عليها عروس القرآن ؟
سورة الرحمن .
198ـ ماهي السورة التي يطلق عليها قلب القرآن ؟
سورة ياسين .
199ـ كم تزن كسوة الكعبة ؟
650 كلغرام .
200ـ من الصحابي الذي أعطاه الرسول صلى الله عليه وسلم مفتاح الكعبة عند فتح مكة ؟
عثمان بن طلحة رضي الله عنه .
محمد رافع 52 08-11-2012, 12:19 PM 201 – ماهى حادثة إنشقاق القمر؟
إن كفار مكة قالوا للرسول صلى الله عليه وسلم : إن كنت صادقا فشق لنا القمر فرقتين ، ووعدوه بالإيمان إن فعل ، وكانت ليلة بدر ، فسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم ربه أن يعطيه ما طلبوا ...فانشق القمر نصف على جبل الصفا ، ونصف على جبل قيقعان المقابل له ، حتى رأوا حراء بينهما .
202 – من الذى أشترى نفسه إبتغاء مرضات الله؟ وماذا قاال فيه الرسول الكريم؟ والآية التى نزلت؟
صهيب بن سنان – قال الرسول صلى الله عليه وسلم فيه : ربح البيع أبا يحيى – الآية التي نزلت فيه قال تعالى : ( ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله، والله رؤوف بالعباد )
203ـ من آخر من يموت ؟
جبريل وميكائيل واسرافيل وملك الموت عليهم السلام.
204ـ متى فرض صيام رمضان ؟ وكم رمضان صامهم الرسول ؟
رمضان فرض فى السنة الثانية من هجرة النبى، أى ان النبى صام 9 (تسعة رمضانات ) .
205– ما حكم إذا سلم المصلي قبل تمام الصلاة ناسياً؟
إن ذكر بعد مضي زمن طويل استأنف الصلاة من جديد . وإن ذكر بعد زمن قليل كخمس دقائق فإنه يكمل صلاته ويسلم منها .ثم يسجد بعد السلام للسهو سجدتين ويسلم مره ثانية .
206– ما حكم إذا زاد المصلي في صلاته قياماً أو قعوداً أو ركوعاً أو سجوداً ؟
إن ذكر بعد الفراغ من الزيادة فليس عليه إلا السجود للسهو وإن ذكر في أثناء الزيادة وجب عليه الرجوع عن الزيادة .ثم يسجد للسهو بعد السلام ويسلم ثانية .
207- هل الرسول صلى الله عليه وسلم جُرد من ملابسه عند غسله ؟
غسل النبي وعليه ثيابه ولم يُرَ من رسول الله صلى الله عليه وسلم شيء مما يُرَى من الميت .
208 – من غُسل الرسول صلى الله عليه وسلم ؟
علي بن أبي طالب والعباس بن عبد المطلب والفضل بن العباس وقُثَم بن العباس وأسامة بن زيد وشُقران مولى الرسول هم الذي وَلُوا غسله ، وأن أوسَ بن خَوْلِّي حضر غُسلَ رسول الله.
209- ما حكم التهنئة بدخول شهر رمضان؟
التهنئة بدخول شهر رمضان هذا من قبيل العادات التي لاتخالف الشرع في شئ.
210- هل يختص الاعتكاف بالمساجد الثلاثة؟
الصحيح من أقوال العلماء أن الاعتكاف يشرع في كل مسجد تقام فيه الجماعة ولا يختص بالمساجد الثلاثة.
211- متى تخرج زكاة الفطر؟ وما مقدارها؟ وهل تجوز الزيادة عليها؟ وهل تجوز بالمال؟
فرض النبي صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر من رمضان صاعاً من تمر، أو صاعاً من شعير . وزمن إخراجها صباح العيد قبل الصلاة، أما إخراجها نقداً فيجعلها خفية، وقد يحابي الإنسان نفسه إذا أخرجها نقداً فيقلل قيمتها، فاتباع الشرع هو الخير والبركة.
212- ما حكم تارك الصوم بغير عذر؟
من ترك الصوم بغير عذر فإنه أتى كبيرة من كبائر الذنوب؛ لأنه أخل بركن من أركان الإسلام وواجب من واجباته العظام.
213– ما هى الأيام البيض ؟
الأيام البيض وهي ثلاثة أيام من كل شهر يسن صيامها وهي يوم 13, 14, 15من كل شهرهجري.
214– ما هو نسب الرسول صلى الله عليه وسلم ؟
هو أبو القاسم محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان. هذا هو المتفق عليه في نسبه صلى الله عليه وسلم واتفقوا أيضاً أن عدنان من ولد إسماعيل عليه السلام.
215– ما هى أسماء الرسول صلى الله عليه وسلم ؟
للرسول أسماء فيقول أنا محمد، وأنا أحمد، وأنا الماحي وأنا الحاشر وأنا العاقب والمقفي، والحاشر، ونبي التوبة، ونبي الرحمة
216– ما هو القرآن ؟
هو كلامُ اللهِ تعالى وَوَحْيُهُ المُنَزَّلُ على خَاتَمِ أَنْبِيَائـِهِ محمدٍ صلى الله عليه وسلم المَكتُوبُ في المُصْحَفِ ، المِنقُولُ إلينا بالتَّوَاتُرِ ، المُتَعَبَّدُ بتِلاوَتـِهِ ، المُتَحَدَّى بإِعجَازِهِ .
217 – ما هو الوحى ؟
هُوَ كَلامُ الَّلهِ تَعَالى ، المُنَزَّلُ على نَبِيٍّ مِنْ أَنبيائـِهِ ، بطَرِيقَةٍ سِرِّيـَّةٍ خَفِيَّةٍ غَيْرِ مُعْتَادَةٍ لِلبَشَرِ ، بواسِطَةِ جِبريلَ ، أو بالرُّؤْيـَا الصَّالحَةِ في المَنَامِ ، أَوِ التَّكْلِيمِ الإلهِيِّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ .
218– ما هى السور المكية ؟
ما نَزَلَ مِنَ القُرآنِ في مَكَّةَ قَبْلَ الهِجْرَةِ ، وَمُدَّتُهُ حَوَالي ثَلاَثَةَ عَشْرَ عاماً وفي القُرآنِ حَوَالي اثنَانِ وَ ثمَانُونَ (82) سُورَةً مَكِّيـَّةَ .
219– ما هى السور المدنية ؟
مَا نَزَلَ مِنَ القُرآنِ بعدَ الهِجْرةِ إلى المَدِينَةِ طُوالَ نَحْوِ عَشْرِ سَنَوَاتٍ ، وفي القُرآنِ نَحْوَ اثنَانِ وَ ثَلاثُونَ (32)سُورةً مَدَنِيَّةً .
220– هل تعلم الإعجاز فى لفظ الجلالة ( الـلـه ) ؟
مكونات حروفه دون الأسماء جميعها يأتي ذكرها من خالص الجوف , لا من الشفتين فـلفظ الجلالة لا تنطق به الشفاه لخلوه من النقاط ومن إعجاز اسمه انه مهما نقصت حروفه فإن الاسم يبقى كما هو .
221- ماهى أسماء القران الكريم ؟
أسماء القران الكريم هي: القرآن، المصحف، الفرقان، الكتاب، الذكر
222- ما عدد سور القرآن الكريم ؟
عدد سور القرآن الكريم هي 114 سورة
223- ماعدد آيات القران الكريم ؟
عدد الآيات 6236 وهذا العدد يتكون من الآيات كلها بما فيها البسملة لأن البسملة تعتبر آية من آيات القرآن الكريم
224- هل عدد البسملات في القرآن يطابق عدد السور؟
عدد البسملات في القرآن 113 في بداية كل سورة ما عدا سورة براءة، ويكتمل عدد البسملات في القرآن الكريم ليطابق عدد السور في سورة النمل حيث الآية: "((إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْم اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ))؟
225- ماهى السورة التى لا تبدأ ببسم الله الرحمن الرحيم؟
سورة التوبة لا تبدأ ببسم الله الرحمن الرحيم
226ـ من هو الذي دعا له الرسول صلى الله عليه وسلم قائلاً : اللهم فقه في الدين وعلمه التأويل ؟
عبد الله بن عباس رضي الله عنه
227- ماهى السور التي يطلق عليها الطواسين؟
ثلاث سور وهي: سورة الشعراء، وسورة النمل، وسورة القصص. وأطلق هذا الإسم عليهم لأن السورتين الأوليين تبتدئان بالحروف ((طسم))، ولأخيرة تبدأ بالحروف ((طس))، فلوجود هذه الحرفان الطاء والسين سميت بهذا الاسم
228- ما أسماء فاتحة الكتاب؟
سورة الفاتحة تسمى بـ:"أم الكتاب" و "وأم القرآن" و"السبع المثاني."
229- ما أطول سورة في القرآن الكريم؟
أطول سورة في القرآن الكريم هي سورة البقرة
230- ما أقصر سورة في القرآن الكريم؟
أقصر سورة في القرآن الكريم هي سورة الكوثر
231- ما أقسام السور؟
أقسام السور هي: السبع الطوال، المئون، المثاني، المفصل
232- ماهى الآيات التى يجب عليك السجود عند قراءتك أو سماعك لها؟
آية 15 من سورة السجدة وآية 37 من سورة فصلت وآية 62 من سورة النجم وآية19من سورة العلق .
234- ماهى السورة التى لو قرأتها ثلاث مرات تعدل ختم القرآن؟
قراءة سورة الإخلاص (قل هو الله أحد...)
235- كيف تأمن ضغطة القبر؟
من قرأ سورة النساء في كل جمعة أمن ضغطة القبر
236- من هن أمهات الرسول؟
آمنة بنت وهب: " أمه ولادة "- حليمة السعدية : " أمه رضاعة "- بَرَكة ثعلبة (أم أيمن) : "أمه حضانة - فاطمة بنت أسد الهاشمية : " أمه تكريماً "
237- من هم أشهر شيوخ المفسرين للقرآن من الصحابة؟
المدينة: أبي بن كعب. مكة : عبد الله بن عبّاس. العراق : عبد الله بن مسعود.
238- ما الفرق بين المكي والمدني في القرآن الكريم؟
المكّي ما نزل قبل الهجرة والمدني ما نزل بعدها.
239- ماعدد بنات النبي صلى الله عليه وسلّم وأسمائهم؟
بنات النبي صلى الله عليه وسلّم أربعة وهم: زينب ورقية وأم كلثوم وفاطمة
240- ماهىالسورة قال عنها النبي: لهي أحب إليّ مما طلعت عليه شمس؟
سورة الفتح .
241- من هم القرّاء السبع ؟
نافع المدني وابن كثير وأبو عمرو بن العلاء وابن عامر الدمشقي وعاصم بن أبي النجود وحمزة الزيات والكسائي
242- ما هىأنواع القراءات في القرآن؟
المتواتر والأحاد والموضوع والشاذ والمشهور والمدرج
243- مامعنى لفظ الفتنة في القرآن الكريم؟
جاء لفظ الفتنة في القرآن الكريم بمعان مختلفة وهذه بعضها: الشرك - التعذيب بالنار - الإبتلاء والإمتحان.
244- ماهى أشهر الحج؟
الحج أشهر معلومات وهي: شوال وذو القعدة وعشر من ذي الحجة.
245- ماالفرق بين النبي والرسول؟
الرسول من أوحى إليه بشرع جديد والنبي المبعوث لتقرير شرع من قبله.
246- ماهى الآيات التسع التي أرسل بها موسى إلى فرعون؟
العصا واليد والسنين ونقص الثمرات والطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم.
247- من هو شاعر الرسول صلى الله عليه وسلم؟
حسان بن ثابت.
248- من هوخطيب الرسول صلى الله عليه وسلم:
ثابت بن قيس رضي الله عنه.
249- من الذى لقّبه الرسول صلى الله عليه وسلم بالشهيد الحي؟
طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه.
250- ما هى السورة التى خاصمت عن صاحبها حتى غفر له؟
تبارك.
محمد رافع 52 08-11-2012, 11:30 PM ( وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ )
صلى عليك (http://forum.rjeem.com/t106895.html)الله (http://forum.rjeem.com/t106895.html)يا علم الهدى (http://forum.rjeem.com/t106895.html)*** واستبشرت (http://forum.rjeem.com/t106895.html)بقدومك (http://forum.rjeem.com/t106895.html)الأيامُ
هتفت لك الأرواح من أشواقها *** وازينــت بحديثك الأقلامُ
ما أحسن الاسم والمسمَّى ، وهو النبي العظيم في سورة عمّ ، إذا ذكرته هلَّت الدموع السواكب ، وإذا تذكرته أقبلت الذكريات من كل جانب .
وكنت إذا ما اشتدّ بي الشوق والجوى *** وكادت عُرى الصبر الجميل تفصمُ
أُعلِّل نفسي بالتلاقي وقربــــه *** وأوهمــها لكنّــــها تتوهم
المتعبد في غار حراء ، صاحب الشريعة الغراء ، والملة السمحاء ، والحنيفية البيضاء ، وصاحب الشفاعة والإسراء ، له المقام المحمود ،
واللواء المعقود ، والحوض المورود ، هوالمذكور في التوراة والإنجيل , وصاحب الغرة والتحجيل ، والمؤيد بجبريل
خاتم الأنبياء ،وصاحب صفوة الأولياء ، إمام الصالحين ، وقدوة المفلحين
( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ ) .
السماوات شيّقات ظِمـــاءُ *** والفضــا والنجوم والأضواءُ
كلها لهفة إلى العلَم الهــــا *** دي وشـوق لذاتــه واحتفـاءُ
تنظم في مدحه الأشعار ، وتدبج فيه المقامات الكبار ، وتنقل في الثناء عليه السير والأخبار ، ثم يبقى كنـزاً محفوظاً لا يوفّيه حقه الكلام ،
وعلماً شامخاً لا تنصفه الأقلام ، إذا تحدثنا عن غيره عصرنا الذكريات ، وبحثنا عن الكلمات ، وإذا تحدثنا عنه تدفق الخاطر، بكل حديث عاطر ، وجاش الفؤاد ، بالحب والوداد ، ونسيت النفس همومها ، وأغفلت الروح غمومها ، وسبح العقل في ملكوت الحب ، وطاف القلب بكعبة القرب ،
هو الرمز لكل فضيلة ، وهو قبة الفلك للخصال الجميلة ، وهو ذروة سنام المجد لكل خلال جليلة .
مرحباً بالحبيب والأريب والنجيب الذي إذا تحدثت عنه تزاحمت الذكريات ، وتسابقت المشاهد والمقالات .
صلى الله (http://forum.rjeem.com/t106895.html)على ذاك القدوة ما أحلاه ، وسلم الله (http://forum.rjeem.com/t106895.html)ذاك الوجه ما أبهاه ، وبارك الله (http://forum.rjeem.com/t106895.html)على ذاك الأسوة ما أكمله وأعلاه ، علَّمَ الأمة الصدق
وكانت في صحراء الكذب هائمة ، وأرشدها إلى الحق وكانت في ظلمات الباطل عائمة ، وقادها إلى النور وكانت في دياجير الزور قائمة .
وشبَّ طفل الهدى (http://forum.rjeem.com/t106895.html)المحبوب متشحاً *** بالخير متزراً بالنور والنار
في كفه شعلة تهدي وفي دمـــه *** عقيدة تتحـــدى كل جبارِ
كانت الأمة قبله في سبات عميق ، وفي حضيض من الجهل سحيق ، فبعثه الله (http://forum.rjeem.com/t106895.html)على فترة من المرسلين ، وانقطاع من النبيين ، فأقام الله (http://forum.rjeem.com/t106895.html)به الميزان ، وأنزل عليه القرآن ، وفرق به الكفر والبهتان ، وحطمت به الأوثان والصلبان ، للأمم رموز يخطئون ويصيبون ، ويسدّدون ويغلطون
لكن رسولنا صلى الله (http://forum.rjeem.com/t106895.html)عليه وسلم معصوم من الزلل ، محفوظ من الخلل ، سليم من العلل ، عصم قلبه من الزيغ والهوى ، فما ضل أبداً وما غوى ،
(إنْ هو إلا وحي يوحى) .
للشعوب قادات لكنهم ليسوا بمعصومين ، ولهم سادات لكنهم ليسوا بالنبوة موسومين ، أما قائدنا وسيدنا فمعصوم من الانحراف
محفوف بالعناية والألطاف .
قصارى ما يطلبه سادات الدنيا قصور مشيدة ، وعساكر ترفع الولاء مؤيدة، وخيول مسومة في ملكهم مقيدة ، وقناطير مقنطرة في خزائنهم مخلدة ، وخدم في راحتهم معبدة.
أما محمّد عليه الصلاة والسلام فغاية مطلوبه ، ونهاية مرغوبه ، أن يُعبد الله (http://forum.rjeem.com/t106895.html)فلا يُشرك معه أحد ، لأنه فرد صمد
(لم يلد ولم يولد ، ولم يكن له كفواً أحد) .
يسكن بيتاً من الطين ، وأتباعه يجتاحون قصور كسرى وقيصر فاتحين ، يلبس القميص المرقوع ، ويربط على بطنه حجرين من الجوع ،
والمدائن تُفتَح بدعوته ، والخزائن تُقسم لأمته .
إن البرية يوم مبعث أحـــمدٍ *** نظر الإله لــها فبدّل حالها
بل كرَّم الإنسان حين اختار من *** خير البريــة نجمها وهلالها
لبس المرقع وهو قائـــد أمةٍ *** جبت الكنوز وكسَّرت أغلالها
لما رآها الله (http://forum.rjeem.com/t106895.html)تمشي نـــحوه *** لا تبتـغي إلا رضاه سعى لها
ماذا أقول في النبي الرسول ؟
هل أقول للبدر حييت يا قمر السماء ؟
أم أقول للشمس أهلاً يا كاشفة الظلماء ، أم أقول للسحاب سَلِمتَ يا حامل الماء ؟
اسلك معه حيثما سلك ، فإن سنته سفينة نوح من ركب فيها نجا ومن تخلف عنها هلك ، نزل بزُّ رسالته في غار حراء ، وبيع في المدينة ،
وفصل في بدر ، فلبسه كل مؤمن فيا سعادة من لبس ، ويا خسارة من خلعه فتعس وانتكس ، إذا لم يكن الماء من نهر رسالته فلا تشرب ،
وإذا لم يكن الفرس مسوَّماً على علامته فلا تركب ، بلال بن رباح صار باتِّباعه سيداً بلا نسب ، وماجداً بلا حسب ، وغنيّاً بلا فضة ولا ذهب ،
أبو لهب عمه لما عصاه خسر وتبَّ ، (سيصلى ناراً ذات لهب) .
الفرس والروم واليونان إن ذكروا *** فعند ذكرك أسمال على قزم
هم نـمَّقوا لوحة بالـرِّقِ هائمـة *** وأنت لوحك محفوظ من التهمِ
وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم ، وإنك لعلى خُلُق عظيم ، وإنك لعلى نهج قويم ، ما ضلَّ ، وما زلَّ ، وما ذلَّ ، وما غلَّ ، وما ملَّ
وما كلَّ ،
فما ضلَّ لأن الله (http://forum.rjeem.com/t106895.html)هاديه، وجبريل يكلمه ويناديه ، وما زلّ لأن العصمة ترعاه ، والله أيده وهداه ، وما ذلّ لأن النصر حليفه ،
والفوز رديفه ، ما غلّ لأنه صاحب أمانة ، وصيانة ، وديانة، وما ملّ لأنه أُعطي الصبر ، وشُرح له الصدر ، وما كلّ لأن له عزيمة
وهمة كريمة ،
ونفساً طاهرة مستقيمة .
كأنك في الكتاب وجدت لاءً *** محرمة عليــك فلا تحلُّ
إذا حضر الشتاء فأنت شمسٌ *** وإن حل المصيف فأنت ظلُّ
صلى الله (http://forum.rjeem.com/t106895.html)عليه وسلم ما كان أشرح صدره ، وأرفع ذكره ، وأعظم قدره ، وأنفذ أمره ، وأعلى شرفه ، وأربح صفقة من آمن به وعرفه ،
مع سعة الفناء ، وعِظَم الآناء ، وكرم الآباء ، فهو محمد الممجد ، كريم المحتد ، سخي اليد ، كأن الألسنة والقلوب ريضت على حبه
وأنست بقربه ، فما تنعقد إلا على وده ، ولا تنطق إلا بحمده ، ولا تسبح إلا في بحر مجده .
نور العرارة نوره ونسيمــــه *** نشر الخزامى في اخضرار الآسِ
وعليه تاج محبة من ربـــه *** ما صيغ من ذهب ولا من ماسِ
إن للفطر السليمة ، والقلوب المستقيمة ، حباً لمنهاجه ، ورغبة عارمة لسلوك فجاجه، فهو القدوة الإمام
الذي يهدي به الله (http://forum.rjeem.com/t106895.html)من اتبع رضوانه
سُبُل السلام .
صلى الله (http://forum.rjeem.com/t106895.html)عليه وسلم، علَّم اللسان الذكر ، والقلب الشكر ، والجسد الصبر ، والنفس الطهر ، وعلَّم القادة الإنصاف ، والرعية العفاف
وحبب للناس عيش الكفاف ، صبر على الفقر ، لأنه عاش فقيرا ، وصبر على جموع الغنى لأنه ملك ملكاً كبيرا ، بُعث بالرسالة ، وحكم بالعدالة ، وعلّم من الجهالة ، وهدى من الضلالة ، ارتقى في درجات الكمال حتى بلغ الوسيلة ، وصعد في سُلّم الفضل حتى حاز كل فضيلة .
أتاك رسول المكرمـات مسلمـاً *** يريد رســـــول الله (http://forum.rjeem.com/t106895.html)أعظم متقي
فأقبل يسعى في البساط فـما درى *** إلى البحر يسعى أم إلى الشمس يرتقي
هذا هو النور المبارك يا من أبصر ، هذا هو الحجة القائمة يامن أدبر ، هذا الذي أنذر وأعذر ، وبشر وحذر ، وسهل ويسر ، كانت الشهادة صعبة فسهّلها من أتباعه مصعب ، فصار كل بطل بعده إلى حياضه يرغب ، ومن مورده يشرب ، وكان الكذب قبله في كل طريق ، فأباده بالصديق ،
من طلابه أبو بكر الصديق ، وكان الظلم قبل أن يبعث متراكماً كالسحاب ، فزحزحه بالعدل من تلاميذه عمر بن الخطاب ،
وهو الذي ربى عثمان ذا النورين ، وصاحب البيعتين ، واليمين والمتصدق بكل ماله مرتين ، وهو إمام علي حيدرة ، فكم من كافر عفرّه ،
وكم من محارب نحره ، وكم من لواء للباطل كسره ، كأن المشركين أمامه حُمُرٌ مستنفرة ، فرَّت من قسوره .
إذا كان هذا الجيل أتباع نهــــجه *** وقد حكموا السادات في البدو والحَضَرْ
فقل كيف كان المصطفى وهو رمزهم *** مـــع نوره لا تذكر الشمس والقَمرْ
كانت الدنيا في بلابل الفتنة نائمة ، في خسارة لا تعرف الربح ، وفي اللهو هائمة، فأذّن بلال بن رباح ، بحيَّ على الفلاح ، فاهتزت القلوب ،
بتوحيد علاّم الغيوب ، فطارت المهج تطلب الشهادة ، وسبَّحت الأرواح في محراب العبادة ، وشهدت المعمورة لهم بالسيادة .
كل المشارب غير النيل آسنةٌ *** وكل أرض سوى الزهراء قيعانُ
لا تُنحرُ النفس إلا عند خيمته *** فالموت فوق بلاط الحب رضوانُ
أرسله الله (http://forum.rjeem.com/t106895.html)على الظلماء كشمس النهار ، وعلى الظمأ كالغيث المدرار ، فهزّ بسيوفه رؤوس المشركين هزّاً
لأن في الرؤوس مسامير اللات والعُزَّى ، عظمت بدعوته المنن ، فإرساله إلينا أعظم منّة ، وأحيا الله (http://forum.rjeem.com/t106895.html)برسالته السنن
فأعظم طريق للنجاة إتباع تلك السنة .
تعلَّم اليهود العلم فعطَّلوه
عن العمل ، ووقعوا في الزيغ والزلل ، وعمل النصارى بضلال ، فعملهم عليهم وبال
وبعث عليه الصلاة والسلام بالعلم المفيد ، والعلم الصالح الرشيد .
أخوك عيسـى دعا ميْتـاً فقام له *** وأنت أحييت أجيالاً من الرممِ
قحطان عدنان حازوا منك عزّتهم *** بك التشرف للتـاريخ لا بهمِ
بأبي أنت وأمي يا رسول الله
محمد رافع 52 09-11-2012, 01:30 AM 251- من أول من يدخل الجنة؟
أول من يدخلها سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد أن يشفع للمؤمنين بدخولها
252ـ ما أعلى درجات الجنة؟
أعلاها الفردوس الأعلى وهو تحت عرش الرحمن جل وعلا
253- ماهى أنهار الجنة الأربعة الرئيسية؟
أنهار الجنة الأربعة الرئيسية ( نهر اللبن - نهر العسل - نهر الخمر - نهر الماء ) .
254- ماهو أعلى مقام فى الفردوس الأعلى؟
أعلى مقام فى الفردوس الأعلى هو مقام الوسيلة وهو مقام سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم
255- ما أسماء أشجار الجنة؟
شجرة طوبى وسدرة المنتهى وجميعها سيقانها من الذهب وأوراقها من الزمرد الأخضر والجوهر
256- من هن أزواج الرسول اللاتى ماتوا فى حياته؟
ست توفاهنَّ الله قبله وهنَّ:خديجة بنت خويلد رضي الله عنها- زينب بنت خزيمة الهلالية- سبا بنت الصَّلت أو سناء بنت الصَّلت- أساف أو شِراف أخت دحية الكلبي- خولة بنت الهُذيل- خولة بنت حكيم السلمية
257- من هن أزواج الرسول اللاتى مات عنهن؟
عائشة بنت الصِدَّيق - سودة بنت زُمعة- حفصة بنت عمر بن الخطاب - أم حبيبة بنت أبي سفيان واسمها رملة- أم سَلَمَة- ميمونة بنت الحارث - صفية بنت حُيَيّ بن أخطب - جويرية بنت الحارث من بني المصطلق - زينب بنت جحش .
258- على ماذا قاتل الرسول صلى الله عليه وسلم النااس وعلى ماذا قاتل علي الناس ؟
الرسول صلى الله عليه وآله وسلم قاتل الناس على تنزيل القرآن، والإمام علي قاتل على تأويله
259- ماذا قال الوليد بن المغيرة فى جمال لغة القرآن؟
من جمال لغة القرآن قال فيه ألد أعدائه ـ الوليد بن المغيرة ـ "والله إن لقوله حلاوة، وإن عليه لطلاوة، وإن أعلاه لمثمر، وإن أسفله لمعذق، وإنه ليعلوا وما يعلى عليه.
260- لماذا اخفى الله موعد الموت؟
حتى يتوقعه الإنسان في أية لحظة فكلما اغترتذكر انه قد يفارق الدنيا بعد ساعة أو ساعات فرجع عن غروره ورجع إلى الله سبحانه وتعالى .
261- هل للنبى محمد صلي الله عليه وسلم إخوة اشقاء؟
ليس له إخوة اشقاء.
262ـ من هم اخوان الرسول من الرضاعة؟
عبد الله بن عبد الأسد المخزومي وحمزة بن عبد المطلب و عبد الله بن الحارث و أنيسة بنت الحارث وجدامة بنت الحارث ( الشيماء) و أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب
263- ما هى الغزوات التي قادها صلي الله عليه وسلم؟
غزوة ودان ( الأبواء)-غزوة بواط -غزوة بدر الأولي -غزوة بدر الكبرى- غزوة العشيرة -بنو قينقاع من اليهود - بنو سليم - غزوة السويق - ذو أمر من اليهود - غزوة بحران - غزوة أحد -غزوة حمراء الأسد - بنو النضير من اليهود - غزوة ذات الرقاع - غزوة بدر الأخرة - غزوة دومة الجندل - بنو المصطلق - غزوة الخندق - بنو قريظة من اليهود - بنو لحيان - غزوة ذو قرد – الحديبية - غزوة خيبر - عمرة القضاء - فتح مكة - غزوة حنين - حصار الطائف - غزوة تبوك
264- كم عدد العمر التي اعتمرها الرسول عليه الصلاة والسلام؟
اربعة - عمرهى عمرة الحديبية ذو القعدة 6هـ - عمرة القضية ذو القعدة 7هـ - عمرتة من الجعرانة ذو القعدة 8هـ - عمرته التي قرنها مع حجتة 10هـ
265- كم عدد أبواب الجنة وأسماؤها؟
أبواب الجنة ثمانيه قيل أن أسماؤها : باب محمد صلى الله عليه وسلم وهو باب (التوبه) و باب الصلاه و باب الصوم وهو باب (الريان) وباب الزكاة وباب الصدقه وباب الحج والعمرة وباب الجهاد وباب الصله
266- ماذا تعرف عن نهر الكوثر ؟
هو نهر أعطى لرسول الله صلى الله عليه وسلم فى الجنة ويشرب منه المسلمون فى الموقف يوم القيامة شربة لا يظمأون من بعدها أبدا بحمد الله .
267- ماذا تعرف عن نهر البيدخ ؟
هو نهر يغمس فيه الشهداء فيخرجون منه كالقمر ليلة البدر وقد ذهب عنهم ما وجدوه من أذى الدنيا
268- ماذا تعرف عن نهر بارق ؟
هو نهر على باب الجنه يجلس عنده الشهداء فيأتيهم رزقهم من الجنة بكرة وعشيا.
269- ماذا تعرف عن عين تسنيم ؟
هى أشرف شراب أهل الجنة وهو من الرحيق المختوم ويشربه المقربون صرفا ويمزج بالمسك لأهل اليمين .
270- ماذا تعرف عن عين سلسبيل ؟
هى شراب أهل اليمين ويمزج لهم بالزنجبيل
271ـ ماذا تعرف عن عين مزاجها الكافور؟
هى شراب الأبرار
272- هل تعرف طعام أهل الجنة؟
طعام أهل الجنة من اللحم والطير والفواكه وكل ما اشتهت أنفسهم ( لهم ما يشاءون فيها ولدينا مزيد ) ق – 35
273- ما هى ثمار الجنة؟
ثمار الجنة ( التين - العنب - الرمان - الطلح ( الموز ) والبلح ( النخيل ) والسدر ( النبق ) وجميع ما خلق الله
274- من هو البراء بن مالك الأنصاري ؟
هو البطل الكرار الفارس المغوار صاحب رسول الله صلى الله عليه و سلم و أخو أنس بن مالك رضي الله عنه خادم الرسول صلى الله عليه و سلم
275- ماذا تعرف عن حادثة الإسراء والمعراج؟
تضيء معجزة الإسراء والمعراج بفيض من النور الرباني العظيم كمعجزة فريدة في تاريخ الأنبياء والمرسلين.. وهي المعجزة التي اختص الله تعالى بها نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم . فقد جاءت هذه المعجزة تأييداً وتعظيماً ، وتشريفاً وتكريماً للنبي المصطفى .
276- ما فضائل المبادرة إلى المسجد؟
المبادرةُ إلى المسجد وانتظارُ إقامة الصلاة والاشتغالُ بالذكر والقراءة والنوافل من أسباب المغفرة ومن أعظم الخيرات ، وهو دليل على تعظيم الصلاة وتعلق القلب بالمسجد ، يقول النبي صلى الله عليه وسلم " ولو يعلمون ما في التهجير [أي التبكير] لا ستبقوا إليه "
277- هل تعرف دعاء آدم - عليه الصلاة والسلام؟
قال : اللهم إنك تعلم سري وعلانيتي فاقبل معذرتي - وتعلم حاجتي فاعطني سؤالي - وتعلم مافي نفسي فاغفرلي ذنوبي - اللهم إني أسألك إيمانا يباشر قلبي - ويقينا صادقا حتى أعلم أنه لن يصيبني إلا ما كتبته علي ، والرضا بما قسمته لي ياذا الجلال والإكرام
278- ما حكم تارك الصلاة ؟
تارك الصلاة أحد نفرين من الناس: الأول: ينكر الصلاة كأمر تكليفى وهذا هو الكافر والثانى: يتهاون فى الصلاة كسلآ لكنه يؤمن بأنها ركن أساسى وتكليف من الله.
279- هل يجب الوضوء من لحوم الغنم والأبل أم ؟
فقط لحم الجزور هو الوارد يحب الوضوء بعد أكله لأن النبى صلى الله عليه وسلم أمر الصحابة بالوضوء .
280- ما هى دلالات أركان الإسلام فى الصلاة؟
فى الصلاة شهادة ألا إله إلا الله وأن محمد رسول الله وفيها الزكاة فأنت تزكى بوقتك وفيها الصوم فأنت تصوم عن شهوتى البطن والفرج وعن الكلام وعن كل شىء وفيها الحجه لأنك تستحضر بيت الله وأنت تصلى وتتجه إليه بقلبك .
281ـ ماذا تسمى سورة قريش ؟
سورة الإيلاف .
282ـ ماذا تسمى سورة النصر ؟
سورة التوديع .
283ـ سورة الفاتحة لماذا سميت بفاتحة الكتاب رغم أنها ليست أول ما نزل من القرآن ؟
لكونه افتتح بها ، وهي أول ما يكتبه الكاتب من المصحف ، وأول ما يتلوه التالي من الكتب العزيز .
284ـ من هم " المغضوب عليهم " ؟ ولماذا ؟
اليهود ، لأنهم علموا الحق فتركوه وحادوا عنه على علم فاستحقوا غضب الله .
285ـ من هم " الضالين " ؟ ولماذا ؟
النصارى لأنهم حادوا عن الحق جهلاً فكانوا على ضلال بين في شأن عيسى عليه السلام .
286ـ ما اجر من قال بسم الله الذي لا يضر مع أسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم ؟ .
حمته من كل ضرر ، وكفته فجأة البلاء ، ولا يضره شيء .
287ـ لماذا خلق الله النجوم ؟
خلقها لثلاث : زينة للسماء ، ورجوماً للشياطين وعلامات يهتدى بها في البر والبحر .
288ـ ما المقصود بالهماز واللماز ؟
الهماز الذي يذكر الناس بالشر في وجههم ، اللماز الذي يذكرهم في مغيبهم .
289ـ ما معنى " سنسمه على الخرطوم " ؟
أي سوف نجعل له الوسم بالسواد على انفه فيكون له على انفه علامه وذلك حين يسود وجهه بالنار قبل دخوله النار. فيلحق به شيناً لا يفارقه يعرف به .
290ـ " سأل سائل بعذاب واقع " من هو هذا السائل ؟
النضر بن الحارث .
291ـ ما هي السورة التي استمع لها الجن وقالوا سمعناً قرآناً عجبا ؟
سورة العلق " اقرأ باسم ربك الذي خلق " .
292ـ " يوم ترجف الراجفة ".. ما المقصود بالراجفة ؟
النفخة الأولى التي يموت بها جميع الخلائق .
293ـ " تتبعها الرادفة " ما المقصود بالرادفة ؟
النفخة الثانية التي يكون عندها البعث .
294ـ 1ـ كم عدد سجدات التلاوة ؟
15 في 14سورة .
295ـ ما هو اسم أبو لهب ؟
عبد العزى
296ـ ما أجر من كظم غيظه ؟
دعاه الله يوم القيامة على روؤس الخلائق حتى يخيره في أي الحور شاء .
297ـ ما هو أجر من بنى لله مسجداً يبتغي به وجه الله ؟
بنى الله له بيتاً في الجنة .
298ـ ما فضل قراءة آية الكرسي بعد الفرائض وعند النوم ؟
من قرائها لا يقربه شيطان ولم يمنعه من دخول الجنة إلا الموت .
299ـ ما فضل ذكر أذكار الصباح والمساء ؟
من داوم عليها كان حقاً على الله أن يتم عليه نعمته وعافيته وستره .
300ـ ما أجر قول سبحان الله العظيم وبحمده ؟
من قالها غرست له نخلة في الجنة .
محمد رافع 52 09-11-2012, 01:35 AM 301ـ ما اجر قراءة سورة الإخلاص عشر مرات ؟
بنى الله لقارئها بيتاً في الجنة .
302ـ ما أوضع وأذل اسم عند الله ؟
رجل تسمى بملك الملوك
303ـ ما أجر من فقد بصره فصبر ؟
عوضه الله عنهما الجنه .
304ـ ما أجر إزالة الأذى من الطريق ؟
جعله الله فاعلها يتقلب في الجنة في شجرة قطعها من ظهر طريق كانت تؤذي الناس .
305ـ ما اجر الإحسان إلى البنات ؟
كن ستراً له من النار .
306ـ من السبعون ألفاً الذين يدخلون الجنة بلا حساب ولا عذاب ؟
الذين لا يكتوون ولا يسترقون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون .
307ـ ما أجر من صلى لله أربعين يوماً في جماعة مدرك التكبيرة الأولى ؟
كتبت له براءتان : براءة من النار وبراءة من النفاق .
308ـ ما أجر من صلى العشاء في جماعة ؟
كان كمن قام نصف الليل .
309ـ ما هو أجر الإكثار من السجود ؟
لا تسجد لله سجدة إلا رفعك الله بها درجة وحط عنك خطيئة .
310ـ ما أجر من صلى الصبح في جماعة ؟
كان كمن صلى الليل كله وهو في ذمة الله .
311ـ ما اجر كثرة الخطى إلى المساجد ؟
أعد الله لمن غدا أو راح نزلاً في الجنة .
312ـ ما فضل صلاة الجماعة عن صلاة الفذ ؟
صلاة الجماعة تفضل صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة .
313ـ ما أجر من صلى ركعتين بعد الوضوء ؟
من اقبل على الركعتين بقلبه ووجهه وجبت له الجنة .
314ـ ما اجر إتقان الوضوء ؟
من توضأ فأحسن الوضوء خرجت خطاياه من جسده حتى تخرج من تحت اظفاره .
315ـ ما اجر من شهد الجنازة حتى الصلاة وحتى الدفن ؟
من شهدها حتى الصلاة فله قيراط اما حتى الدفن كان له قيراطان ، قيل ما القيراطان قال مثل الجبلين العظيمين
316ـ ما اجر من صلى في يوم وليلة اثنتي عشرة ركعة ؟
بني له بيت في الجنة . والركعات كالتالي : " أربعاً قبل الظهر وركعتين بعدها ، وركعتين بعد المغرب ، وركعتين بعد العشاء ، وركعتين قبل صلاة الفجر " .
317ـ متى تقال أذكار الصباح ؟ ومتى تقال أذكار المساء ؟
أذكار الصباح تقال بعد صلاة الفجر .. وأذكار المساء تقال بعد صلاة العصر .
318ـ ما هي أركان العمرة ؟
ثلاثة : الإحرام ـ طواف العمرة ـ سعي العمرة .
319ـ ما هي واجبات العمرة ؟
اثنان : الإحرام من الميقات ـ الحلق أو التقصير .
320ـ ما هي الحاقة ولماذا سميت بهذا الإسم ؟
القيامة وسميت بالحاقة لأنها تظهر فيها الحقائق .
321ـ ما القارعة ؟
القيامة وسميت بذلك لأنها تقرع الناس بأهوالها .
322ـ " وأما عاد فأهلكوا بريح صرصر " .. ما الريح الصرصر ؟
أي الشديدة البرد .
323ـ " .. مؤمنات قانتات تائبات عابدات سائحات .. " ما معنى سائحات ؟
صائمات
324ـ كم مدة موقف العباد للحساب ؟
خمسين ألف سنة ، ثم يستقر بعد ذلك أهل الجنة في الجنة ، وأهل النار في النار .
325ـ " كأنهم حمر مستنفرة " ما هي الحمر المستنفرة ؟
الحمير الشديدة النفار .
326ـ ما هو الصور ؟
القرن الذي ينفخ فيه اسرافيل .
327ـ " فلا اقسم بالخنس " ما الخنس ؟
الكواكب ، فهي تخنس بالنهار فتختفي تحت ضوء الشمس ولا ترى .
328ـ " والعاديات ضبحا " ما معنى ضبحا ؟
الضبح صوت أنفاس الخيل إذا عدت .
329ـ ما أجر قراءة آخر آيتين من سورة البقرة ؟
من قرائهما قبل النوم كفته من شرور كل شيء .
330ـ على من يطلق اسم اسرائيل ؟
على يعقوب بن اسحاق .
س331- ما حكم تارك الصلاة ؟
تارك الصلاة أحد نفرين من الناس: الأول: ينكر الصلاة كأمر تكليفى وهذا هو الكافر والثانى: يتهاون فى الصلاة كسلآ لكنه يؤمن بأنها ركن أساسى وتكليف من الله.
س332- هل يجب الوضوء من لحوم الغنم والأبل أم ؟
فقط لحم الجزور هو الوارد يحب الوضوء بعد أكله لأن النبى أمر الصحابة بالوضوء
س333- ما هى دلالات أركان الإسلام فى الصلاة؟
فى الصلاة شهادة ألا إله إلا الله وأن محمد رسول الله وفيها الزكاة فأنت تزكى بوقتك وفيها الصوم فأنت تصوم عن شهوتى البطن والفرج وعن الكلام وعن كل شىء وفيها الحجه لأنك تستحضر بيت الله وأنت تصلى وتتجه إليه بقلبك .
س334- ما ثواب الصلاة فى المسجد الحرام؟
قال رسول الله : الصلاة فى المسجد الحرام أفضل من مائه الف صلاة فيما سواه.
س335- ما فضل صلاة الصبح فى جماعة؟
قال رسول الله : من صلى الصبح فى جماعة وقعد يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم صلى ركعتين كان كأجر حجة وعمرة تامة تامة تامة.
س336- ما فضل صلاة العشاء فى جماعه؟
قال رسول الله : من صلى العشاء فى جماعة فكأنما أقام نصف الليل
س337- هل تجوز الصلاة فى المساجد التى بها أضرحة؟
الأضرحة تسمى مقصورة أى محبوسة عن المسجد وعليه فالمكروه هو الصلاة فى نفس الضريح لا فى المسجد الذى فيه الضريح فمسجد رسول الله فيه ضريحه والناس يصلون ولا حجة فى القول بأنه رسول الله ففى الضريح دفن ايضآ عمر بن الخطاب وابو بكر والناس يصلون.
س338- ما هى أوقات الصلاة المكروهة؟
الأوقات التى تكره فيها الصلاة النافلة وليست الفريضة خمسة مواضع هى :
الأولى: بعد أداء صلاة الصبح حتى مطلع الشمس وترتفع والثانية: عند مقارنة طلوعها سواء صلى الصبح أم لا حتى ترتفع الشمس قدر رمح والثالثة: عند الاستواء حتى نزول الشمس والرابعة: بعد أداء صلاة العصر حتى تغرب الشمس بكاملها والخامسة: عند مقاربة الغروب حتى يتكامل غروبها.
س339- ما فضل السحور؟
ج- يكون مراده امتثال المسلم امر الله جل جلاله بسحوره ، وشكره الله له على ما جعله اهلا له بتدبيره ، وان يتقوى بذلك الطعام على مهام الصيام ، وان يعبد الله تعالى بهذه المرادات ، لانه جل جلاله اهل للعبادات .
س340- كيف انتهت غزوة بدر وعدد قتلى الفريقين؟
ج- انتهت المعركة بهزيمة ساحقة بالنسبة إلى المشركين، وبفتح مبين بالنسبة للمسلمين وقد استشهد من المسلمين في هذه المعركة أربعة عشر رجلاً، ستة من المهاجرين وثمانية من الأنصار.أما المشركون فقد لحقتهم خسائر فادحة، قتل منهم سبعون وأسر سبعون. وعامتهم القادة والزعماء والصناديد.
س341- ماذا تعرف عن الشيخ محمد ناصر الدين الألباني؟
ج- العلامة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني هو أحد أبرز العلماء المسلمين في العصر الحديث، ويعتبر من علماء الحديث البارزين المتفردين في علم الجرح والتعديل، وهو حجة في مصطلح الحديث .
س342- ماهى البساتين الأربعة ؟
ج- بستان الروح عبادة الله وبستان اللسان ذكر الله وبستان العقل العلم النافع وبستان العين التأمل فى مخلوقات الله تعالى.
س343- هل يجوز أن نقول " يا رسول الله " ؟
ج- لا يجوز دعاء غير الله لا في الرخاء ولا عند الشدة مهما عظم شأن المدعو ، ولو كان نبياً مقرباً ، أو ملكاً من ملائكة الله ؛ لأن الدعاء عبادة .
س344- كيف نستجلب البركة؟
ج- تقوى الله عز وجل مفتاح كل خير وقراءة القرآن والدعاء وعدم الشح والشره في أخذ المال والصدق في المعاملة من بيع وشراء وإنجاز الأعمال في أول النهار وإتباع السنة في كل الأمور وحسن التوكل على الله عز وجل واستخارة المولى عز وجل في الأمور كلها وترك سؤال الناس والإنفاق والصدقة والبعد عن المال الحرام والشكر والحمد لله على عطائه ونعمه وأداء الصلاة المفروضة والمداومة على الاستغفار
س345- ما الفرق بين الغيبة والبهتان والإفك وحكمها ؟
ج- الغيبة فهو أن تقول في أخيك ما هو فيه والإفك فأن تقول فيه ما بلغك عنه والبهتان فأن تقول فيه ما ليس فيه.وحكم الغيبة :الغيبة حرام بإجماع أهل العلم.
س346- هل للغيبة كفارة؟
ج- كفارة الغيبة:الغيبة كغيرها من الكبائر فرض الله التوبة منها: فقال تعالى: وتوبوا إلى الله جميعاً أيها المؤمنون لعلكم تفلحون (النور:31)
س347- ماهو دعاء كفارة المجلس؟
ج- سبحان اللهم و بحمدك نشهد أنه لا أله انت نستغفرك و نتوب أليك.
س348- ما أول طعام يأكله أهل الجنة؟
ج- قال رسول الله زيت كبد الحوت ثم ينحر لهم ثور الجنة الذى كان يأكل من أطرافها.
س349- هل أهل الجنة يتغوطون؟
ج- إن أهل الجنة لا يتغوطون وعزا ذلك إلى أنهم سيأكلون بأسلوب مختلف عن تناول الطعام فى الدنيا.
س350- هل هناك من يدخلون الجنة بغبر حساب؟
ج- أجل ... أولئك الذين أباح الله لهم الأسباب فلم يستعملوها احتراماً لقضاء الله عليهم.
محمد رافع 52 09-11-2012, 08:57 AM س351- من هن النساء التى يحرم على المسلم الزواج بإحداهن ؟
ج- زوجة الأب – الأم والجدة – البنت – الأخت – العمة – الخالة – بنات الأخ – بنات الأخت – الأم بالرضاعة – الأخوات والعمات والخالات بالرضاعة – أم الزوجة – بنت الزوجة ( الربيبة ) – زوجة الأبن – الجمع بين الأختين – المرأة المتزوجة – المرأة الملحدة غير المسيحية أو اليهودية.
س352- هل صوت المرأة عورة ؟
ج- نعم – إذا كان فيه خضوعاً ( فلا تخضعن بالقول فيطمع الذى فى قلبه مرض ) .
س353- كم مرة ورد أسم سيدنا محمد – صلى الله عليه وسلم فى القرآن ؟
ج- ورد أسم سيدنا محمد – صلى الله عليه وسلم فى القرآن أربع مرات – كما ورد أسمه على لسان سيدنا عيسى باسم أحمد .
س354- ما المقصود بمكر الله ؟
ج- المكر هو تبييت باطن وتغليفه بظاهر – وعندما يربد الله سبحانه أن يبيت أمراً فمن ذا الذى يستطيع أن يعرفه إذن لايمكن لأى مخلوق أن يمكر مع الله أبدا – والله سبحان وتعالى عندما يمكر فمكره خير.
س355- مأجمل دعاء يدعو المسلم به الله ؟
ج- ما علمه النبى صلى الله عليه وسلم للسيدة عائشة – اللهم إنك عفو تحب العفو فأعف عنى .
س356- ما حكمة زكاة الفطر ؟
ج- تطهير نفس الصائم مما يكون قد علق بها من آثار اللغو والرفث كما أنها تغنى الفقراء والمساكين يوم العيد عن السؤال .
س357ماهى أنواع الصيام ؟
ج- صيام الفرض – صيام القضاء – صيام النذر – صيام الكفارات – صيام التطوع .
س358- هل تبكى السماء على أحد ؟
ج- لكل إنسان بابان فى السماء باب يصعد منه عمله وباب ينزل منه رزقه فإذا مات العبد المؤمن بكيا عليه ويقال أن السماء والأرض تبكيان على موت المؤمنين الصالحين .
س359- ماهو حكم التصوير ؟
ج- لاشىء فى التصوير لأن الصورة هى ظل للخلقة الموجودة بالفعل .
س360- ما الفرق بين صلاة الصبح وصلاة الفجر ؟
ج- صلاة الصبح هى الصلاة المفروضة ووقتها من طلوع الفجر إلى شروق الشمس وقد قال الناس عن صلاة الصبح صلاة الفجر لأنها تأتى وقت الفجر
س361- هل تقضى سنن فائتة ؟
لصلاة الصبح سنة مؤكدة قبلها فهى تقضى كالفرض فقط .
س362- ما عدد المرات التى ذكر فيها اسم مصر فى القرآن الكريم ؟
ج- ذكر اسم مصر فى القرآن الكريم خمس مرات .
س363- هل حفظ القرآن الكريم فرض ؟
ج- لم يكلف الله تعالى إنساناً بأن يحفظ القرآن وإنما كلفه أن يحفظ من القرآن ما يقيم به عبادته ثم يقرأ القرآن بعد ذلك وإن حفظه خير وبركة وإن لم يتيسر فلا شىء عليه .
س364- ما معنى قول الرسول صلى الله عليه وسلم إذا عاد مريضاً طهور إن شاء الله ؟
ج- معناه أن فى المرض تكفيراً للذنوب .
س365- ما حكم الخل الأبيض والأحمر ؟
ج- الخل بأنواعه ليس حراماً بل إن النبى صلى الله عليه وسلم قال – نعم الإدام الخل .
س366- ما خضراء الدمن ؟
ج- المرأة الحسناء فى منبت السوء – والدمن هى آثار الإبل والغنم وأبوالها وأبعارها .
س367- هل آدم من أولى العزم ؟
ج- آدم ليس من أولى العزم ( وأولو العزم من الرسل هم - نوح – إبراهيم – موسى – عيسى – محمدعليه الصلاة والسلام ) .
س368- ماهى اللات والعزى ومناة الثالثة ؟
ج- هى أصنام كان الناس فى الجاهلية يعبدونها ويدعون أنه آلهة وشركاء لله .
س369- ما الفرق بين ترتيب المصحف وترتيب النزول ؟
ج- إن نزول القرآن كان على حسب الأحداث التى تتطلب الأحكام وأما كتابته على حسب وجود المصحف الشريف فى اللوح المحفوظ فهناك فلاق بينهما .
س370- لماذا يشعر الإنسان فى مكة برهبة وخوف فى حين يشعلا فى المدينة براحة وطمأنينة ؟
ج- فى المدينة يتجلى الله باسم الجمال ففيها يكون اتصال بيننا وبين قبر الرسول صلى الله عليه وسلم وهو رحمة للعالمين بينما فى مكة يكون الأتصال بغيب فالله غيب وبيته غيب فيكون الشعور بالرهبة والخوف وكلا الشعورين مطلوب
371ـ من هو الخليفة الأموي الذي أمر ببناء قبة الصخرة ؟
الخليفة عبد الملك بن مروان .
372ـ قال تعالى : " قال موعدكم يوم الزينة وان يحشر الناس ضحى " ؟ ما هو يوم الزينة ؟
يوم عاشوراء
373ـ هناك اسم أخر لقابيل ما هو ؟
قاين .
374ـ من حامل لواء المسلمين ببدروأحد ؟
مصعب بن عمير
375ـ من الخليفة الذي أمر بترجمة الكتب إلى العربية ؟
أبو جعفر المنصور .
376ـ قال تعالى : " وإذ أسر النبي على بعض أزواجه " من هي ؟
حفصة بنت عمر .
377ـ ما معنى قولهم : رواه السبعة ؟
أي البخاري ، ومسلم ، وأبو داود ، والترمذي ، والنسائي ، وابن ماجه ، وأحمد .
378ـ من هي الصحابية التي قتلت سبعة من الكافرين في ليلة زفافها ؟ وما اسم زوجها ؟
أم حكيم بنت الحارث ، وزوجها عكرمة بن أبي جهل .
379ـ متى تحولت القبلة من بيت المقدس إلى البيت الحرام ؟
بعد 18 شهراً من هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المدينة .
380ـ كم يحج إلى البيت المعمور في السماء السابعة من الملائكة في اليوم الواحد وهل من حج يعود مرة أخرى ؟
70 ألف ، ومن يحج لا يعود له مرة أخرى .
381ـ من هو الصحابي الذي وصفه الرسول صلى الله عليه وسلم أنه أعلم الأولين والآخرين بعد الأنبياء والرسل ؟
هو الصحابي معاذ بن جبل رضي الله عنه .
382ـ من هو الصحابي الذي كان يعرف بالمنحور ؟
هو الصحابي أبو رهم الغفاري ، وسمي كذلك ؛ لأنه رمي يوم أحد بسهم في نحره ، فبصق عليه النبي صلى الله عليه وسلم فبرأ .
383ـ ما هي الآية التي جمعت كل حروف اللغة العربية ؟
هي آخر آية في سورة الفتح .
384ـ النفخات في الصور ثلاث ؟ ما هي ؟
نفخة الفزع ، نفخة الصعق ، نفخة البعث .
385ـ صحابيان جليلان عاش كل منهما ستين عاماً في الجاهلية وستين عاماً في الإسلام من هما ؟
حسان بن ثابت ، حكيم بن حزام .
386ـ قال تعالى : " يخلقكم في بطون أمهاتكم خلقا من بعد خلق في ظلمات ثلاث " فما هي هذه الظلمات ؟
ظلمة البطن ـ ظلمة الرحم ـ ظلمة المشيمة .
387ـ ما هي الآيات العشر التي تعصم الإنسان من الدجال ؟
هن أول عشر آبات من سورة الكهف .
388ـ من هو الصحابي الذي اهتز لموته عرش الرحمن ؟
سعد بن معاذ الأنصاري رضي الله عنه .
389ـ من أخر من مات من الصحابة ؟
أبو الطفيل عامر بن وائلة .
390ـ من الذي استشهد من أكلة أكلها مع الرسول صلى الله عليه وسلم من الشاة التي سمتها زينب بن الحارث اليهودية ؟
بشر بن البراء رضي الله عنه .
391ـ من الذي قال عنه أبو بكر الصديق إن لصوته في الجيش خير من ألف رجل ؟
القعقاع بن عمر رضي الله عنه وكان من الشجعان الفرسان .
392ـ ما هو الملتزم وما هو الحطيم ؟
الملتزم : المسافة من الركن الشرقي للكعبة والحجر إلى باب الكعبة . والحطيم : هو القوس المبني حول الكعبة قبالة الحائط الشمالي .
393ـ ما هو اليوم الموعود وماهو اليوم المشهود ؟
اليوم الموعود يوم القيامة ، واليوم المشهود يوم عرفة .
394ـ ماهو الإسراء وماهو المعراج ؟
الإسراء : خروج النبي ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى . والمعراج صعود النبي صلى الله عليه وسلم إلى السماوات العليا .
395ـ بم سميت معركة بدر ؟ ولماذا ؟
معركة بدر سميت بـ " غزوة الفرقان " لأن الله فرق بين الحق والباطل .
396ـ كم موضع ورد لفظ إبليس في القرآن الكريم ؟
11 موقعاً .
397ـ ماهي الأشهر الحرم عند العرب ؟
أربعة : ذو القعدة ، وذو الحجة ومحرم ، ورجب .
398ـ في أحكام المواريث يوجد ما يسمى بـ " الكلالة " فما هي ؟
هو أن يموت أحد ولا يوجد من يرثه .
399ـ من آخر من مات من زوجات النبي صلى الله عليه وسلم ؟
عائشة بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنها .
400 ـ من الذي رأى رؤيا الآذان ؟
عبدالله بن زيد .
محمد رافع 52 09-11-2012, 09:02 AM 401 ـ من هو" الأواب البطل "؟
لقب عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق رضي الله عنه ، وكان اسمه عبد الكعبة فغيره النبي صلى الله عليه وسلم إلى عبد الرحمن .
402 ـ ماهي المعركة العظيمة التي وقعت في زمن النبي صلى الله عليه وسلم وانتهت بإنسحاب الجيشين ؟
مؤته وهي بين المسلمين والروم عام 8هـ وعدد المسلمين 3000رجل وعدد الروم 200 ألف .
403 ـ كم مرة احتلت مدينة القدس عبر التاريخ ؟
24 مرة .
404 ـ ما السورة التي ابتدأت باسم ثمرتين ؟
سورة التين .
405 ـ ذكر لفظ الأنف في القرآن مرة واحدة في أي سورة ؟
سورة المائدة .
406 ـ كلما ارتفع الإنسان في أجواء السماء قلت نسبة الأكسجين وشعر بصعوبة في التنفس ، حقيقة علمية أشار إليها القرآن الكريم ، اذكر الآية واسم السورة ؟
" فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقاً حرجاً كأنما يصعد في السماء كذلك يجعل الله الرجس على الذين لا يؤمنون " .. سورة الأنعام آية 125.
407ـ ما اسم العلم الذي يرفعه الجيش في الحروب ؟
في اللغة هو الدرفل .
408ـ ما هي الركعات التي قال عنها الرسول صلى الله عليه وسلم : " انهما خير من الدنيا وما فيها " ؟
ركعتا الفجر .
409ـ ما هي شروط الحديث الصحيح ؟
اتصال السند ـ عدالة الرواة ـ ضبط الرواة ـ السلامة من الشذوذ ـ السلامة من العلل .
410ـ كم تبلغ القاعدة المقامة فوقها الكعبة المشرفة ؟
75سم ارتفاع عن سطح الأرض .
411ـ ما الذي كان يعجب الرسول صلى الله عليه وسلم من أمور الدنيا ؟
التطيب والنساء وجعلت قرة عينه في الصلاة .
412ـ من أشهر العلماء الذين اعتنوا بالتأليف في أسباب النزول؟
علي بن المديني شيخ البخاري ، الواحدي ، الجعبري ، شيخ الإسلام ، ابن حجر ، السيوطي .
413ـ كيف كان يؤذن بلال ؟
كان يرتقي اسطوانة مرتفعة في دار عبدالله بن عمر المواجه للمسجد النبوي .
414ـ ما هي الخمس خصال أعطيت للرسول صلى الله عليه وسلم ولم يعطهن من الأنبياء أحداً قبله ؟
قال الرسول صلى الله عليه وسلم :" أعطيت خمساً لم يعطهن أحد من الأنبياء قبلي : نصرت بالرعب مسيرة شهر ، وجعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً ، وأحلت لي الغنائم ، وأعطيت الشفاعة ، وبعثت للناس كافة " .
415ـ ماهي السبع الموبقات ؟
الشرك بالله ـ السحر ـ قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق ، أكل الربا ، أكل مال اليتيم ، التولي يوم الزحف ، قذف المحصنات المؤمنات الغافلات .
416ـ من هما الخلفاء الراشدين الذين تزوجتهم أسماء بنت عميس ؟
تزوجت من أبي بكر الصديق وعلي بن ابي طالب رضي الله عنهما .
417ـ من كان أمير أول سرية خرجها المسلمون للقاء العدو ؟
حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه .
418ـ ما المقصود بقوله تعالى : " الحج أشهر معلومات " ؟
المقصود أن هذه الأشهر شوال ، ذو القعدة ، وعشر من ذي الحجة .هي التي يجوز فيها الإحرام بالحج والشروع فيها ، فلو أحرم بالحج قبلها لم يصح .
419ـ من هم أمراء المؤمنين في الحديث ؟
أبو الزناد ـ وشعبة ـ والبخاري ـ وأحمد ـ والدارقطني .
س420- أين دفن عثمان بن عفان رضي الله عنه ؟
في البقيع
س421- ما أول المخلوقات وما آخرها ؟
كان أول المخلوقات القلم ؛ ليكتب المقادير قبل كونها ، وجعل آدم آخر المخلوقات.
س422- ماعدد الملائكة التي تحيط بالإنسان أثناء يومه؟
أن الملائكة التي تحيط الإنسان عددها عشرة
س423- لمن كانت أول راية عقدت في الإسلام ؟
لعبيدة بن الحارث رضي الله عنه .
س424- ماهي السورة التي فيها سجد تين ؟
سورة الحج
س425-أين صنعت أول كسوة للكعبة المشرفة ؟
في مصر
س426- صحابي قتل في أحدى المعارك وهو على جنابة فغسلتة الملائكة ؟
حنظلة بن عامر
س427- كم كان عمر والد النبي صلى الله علية وسلم عندما تزوج آمنة ؟
خمسة وعشرون سنة
س428من هي الصحابية التي نزلت فيها أحكام الطهارة ؟
خولة بنت ثعلبة
س429- من هم أول من فتحوا باب الغلو في الدين ؟
الخوارج
س430 ماهي أطول آية في القرآن الكريم ؟
آية الدين في سورة البقره
س431- احد أسماء جبريل علية السلام المذكورة في القرآن الكريم ؟
ج- ذو مرة
س432- في أي شهر نزل جبريل علية السلام بالوحي على النبي ؟
ج- شهر ذو القعدة
س433- بماذا لقب إسماعيل علية السلام ؟
ج- الذبيح
س434بماذا لقبت أسماء بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنه ؟
ج- ذات النطاقين
س435- ما هو أللقب الذي أطلق علي جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه ؟
ج- ذو الجناحين
س436- من هو الصحابي الذي يأتي جبريل علية السلام في صورتة وكان من أجمل الناس ؟
ج- دحيه الكلبي
س437- ماهو الشرك الاصغر ؟
ج- الرياء
س438- انتظار الصلاة ألى الصلاة ؟
ج- رباط
س439- ماهي الشجرة التي تنبت في قعر جهنم كما جاء في القرآن الكريم ؟
ج- الزقوم
س440- من هو كافل مريم بنت عمران ؟
ج- زكريا علية السلام
س441- في أي سورة جاء ذكر غزوة تبوك ؟
في سورة التوبة
س442- يقول المؤذن في صلاة الفجر ( الصلاة خير من النوم ) ما اسم هذه الصفة ؟
تثويب
س443- جبل يقع في مكة اختبأ فية الرسول وأبو بكر ؟
جبل ثور
س444- في أي عام هجري فرض الصوم ؟
السنة الثانية
س445- الإنس والجن ورد ذكرهما في القرآن الكريم باسم يجمعهما ؟
الثقلان
س446- ماهو أحب الطعام عند الرسول ويتكون من الخبز والمرق ؟
الثريد
س447- كم آية نزلت في الخمر ؟
ثلاث
س448- كم بقيت الدعوة إلي الإسلام في مكة سرا ؟
ثلاث سنوات
س449- من أول من شكل الأحرف بالمصحف ؟
أبو الأسود الدؤلي .
س450- أين كانت تعيش قوم عاد ؟
في الاحقاف قرب حضرموت
محمد رافع 52 09-11-2012, 10:46 AM س451- كم عام أقام النبي صلى الله عليه وسلم في مكة بعد البعثة ؟
ج- ثلاثة عشر عاما
س452- من هو أول من أسلم من الرجال ؟
ج-أبو بكر الصديق
س453- من هو النبي الذي ابتلاه الله بالمرض فصبر وشكر ؟
ج- أيوب علية السلام
س454- من هي أول من أسلمت من النساء ؟
ج- خديجة بنت خويلد
س455- على أي الأنبياء نزل الزبور ؟
ج- داوود علية السلام
س456- من هو النبي الذي قاتل جالوت ؟
ج- داوود علية السلام
س457- ماذا أطلق على سيدنا يونس علية السلام في القرآن ؟
ج- ذو النون
س458- من هو أول من يقرع باب الجنة ؟
ج- الرسول الله صلى الله علية وسلم
س459- من هو النبي الذي كان يعمل نجارا ؟
ج-زكريا علية السلام
س460- من أول من صنع الصابون ؟
ج-سليمان علية السلام
س461- من الشخص الذي قتل ربع سكان العالم في حين الزمان ؟
ج- قابيل
س462- ماهو أول مسجد بناه الرسول في المدينة النبوية ؟
ج- قباء
س463- في أي سورة ذكرت قصة أصحاب الجنة ؟
ج- القلم
س464- ماهو الشئ الذي لاينفذ ؟
ج- كلام الله
س465- من هي النصرانية تزوجها الرسول صلى الله عليه وسلم بعد إسلامها ؟ج- مارية القبطية
س466- أين كانت تسكن أصحاب الأيكة ؟
في مدين القريبة من الحجر
س467- من هوصاحب هذا اللقب ) الأمين ) ؟
ج- محمد صلى الله علية وسلم
س468- من هو النبي الذي سأل رؤية ربه ؟
ج- موسى علية السلام
س469- من هو آخر خليفة عباسي ؟
ج- المستعصم بالله
س470- من هو أول من بعث من الرسل إلى الناس ؟
ج- نوح علية السلام
س471-خليفة عباسي كان زمانة زمان خيروجهاد في سبيل الله ؟
هارون الرشيد س472- لماذا سمي العام العاشر للبعثة بعام الحزن ؟
لموت عم النبي - أبي طالب -وموت زوجية خديجة في ذلك العام
س473- من هو الخليفة الأموي الذي شيد الجامع الأموي في دمشق ؟
الوليد بن عبد الملك
س474-من هو النبي الذي أمرة الله بأن يأخذ الكتاب بقوة ؟
يحيى علية السلام
س475- من هو أول من عمل القراطيس ؟
يوسف علية السلام
س476- من هو النبي الذي الملقب ( بذي النون ) ؟
يونس علية السلام
س477- ما اسم الفتى الذي كان يصاحب موسى علية السلام ؟
يوشع بن نون
س478- من هو الصحابي الذي أمره الرسول صلى الله عليه وسلم بالبقاء عند أمه في معركة بدر ؟
أبو أمامة .
س479- من هو الذي قتل سمية أم عمار بن ياسر ؟
أبو جهل
س480- من هو أول من ولي بيت المال وقد لقبة الرسول )امين هذه الأمة ) ؟
أبو عبيدة عامر بن الجراح
س481- من هو النبي الذي بعث إلى مدين ؟
شعيب عليه السلام
س482- من أسماء الله تعالى ويعني السيد المصمود إليه في الحوائج ؟
الصمد
س483- من هو أول من لقب بأمير المؤمنين ؟
عمر بن الخطاب رضي الله عنه
س484- من أول من جهر بالقرآن الكريم من الصحابة ؟
عبدالله بن مسعود
س485- في عهد أي خليفة كانت معركة ذات الصواري ؟
عثمان بن عفان رضي الله عنة
س486- من هي الصحابية روت الكثير من الحديث للرسول ؟
عائشة بنت أبي بكر رضي الله عنها
س487- من هو أول مولود في الإسلام بالمدينة ؟
عبدا لله بن الزبير
س488- من أول فدائي بالإسلام ؟
علي بن أبي طالب رضي الله عنه
س489- أين كانت منطقة ثمود ؟
في الحجر اسمها الآن مدائن صالح
س490-من هم الأئمة الأربعة أصحاب المذاهب ؟
الإمام أبو حنيفة النعمان ـ مالك بن أنس ـ محمد بن إدريس الشافعي ـ أحمد بن حنبل .
س491- ما هي أطول رحلة في التاريخ البشرية ؟
الإسراء والمعراج
س492- في أي سورة ذكرت قصة أصحاب الأخدود ؟
سورة البروج
س493- ما هو الدعاء الذي كان الرسول يقولة عند كل أمر يفعله ؟
بسم الله
494- ما الوجه الإعجازي في قوله تعالى : "ويعلمكم ما لم تكونوا تعلمون " ؟
أن كل حرف من حروفها يقابل سنة من سني الرسالة 23 حرفاً .
س495- ماهي أول مدينة إسلامية بناها المسلمون خارج الجزيرة العربية ؟
البصرة
س496- من هو أول من اهتم من العلماء بالأحاديث الصحيحة ؟
البخاري
س497- في أي مدينة طبع القرآن الكريم لأول مرة بواسطة ماكينات طباعة ؟
البندقية
س498- ما هي السورة الخالية من البسملة ؟
سورة التوبة
س499- بماذ لقب الشيخ أبو حامد الغزالي ؟
حجة الإسلام
س500- ما هو التيامن؟
هو البدء بغسل اليمين قبل اليسار من اليدين أو الرجلين
محمد رافع 52 10-11-2012, 03:40 PM نتابع معاً الأسئلة والأجوبة عن الاسلام وتاريخه
501ـ من أول من خطب على ارض مرتفعة ؟
قس بن ساعدة .
502ـ من هو المخضرم ؟
من عاش بين عصرين الجاهلية والإسلام
503ـ كم دامت خلافة أبو بكر الصديق رضي الله عنه ؟
سنتان
504ـ كم دامت خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه ؟
10 سنوات
505ـ كم دامت خلافة عثمان بن عفان رضي الله عنه ؟
12سنة
506ـ من هو الذي أمر الله سبحانه وتعالى نبيه محمد عليه السلام تعليمه أحكام التجويد والأحرف التي أنزل عليها القرآن كما تلقاها الرسول الكريم عن جبريل عن الله سبحانه وتعالى ؟
أبي بن كعب .
507ـ من صاحب كتاب جوامع السيرة ؟
ابن حزم
508ـ اسم سيدنا موسى عليه السلام له علاقة بشخصيته فما معنى كلمة موسى ؟
كلمة موسى تعني ابن الماء والشجر .. فعندما ألقته أمه في اليم فيما يشبه الزورق أوقفته شجرة وبهذا يكون إسم على مسمى
509ـ لمن كتاب الطب النبوي ؟
ابن قيم الجوزية
510ـ لماذا أطلق العرب على مدينة الكوفة هذا الاسم ؟
لأن الجنود تجمعوا فيها ومعناها في اللغة الكوفة التجمع وقد بنيت في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه
511ـ لمن كتاب الرسالة والأم ؟
للشافعي أبو عبدالله محمد بن أدريس الشافعي
512ـ ما أسماء ناقة الرسول صلى الله عليه وسلم ؟
العضباء . الجدعاء
513ـ ما المقصود بالمكوس ؟
أصلها مكس أي دراهم كانت تؤخذ من بائع السلع في الجاهلية أي انها جباية والماكس هو العشار
514ـ بمعنى الضرائب وكانت تفرض على غير المسلمين ؟
الخراج
515ـ ما إسم زوجة يعقوب أم يوسف عليه السلام ؟
رحيل
516ـ كم عدد أبواب سور القدس الشريف ؟
ثمانية أبواب : من الشرق باب الأسباط ، الباب الذهبي ، ومن الغرب باب النبي داود ، باب الخليل وباب الجديد ، ومن الشمال باب العامود ، باب الساهرة ، من الجنوب باب المغاربة
517ـ من هو الصحابي الذي دعى له الرسول الكريم بأن يلقى الله ضاحكاً ؟
طلحة بن البراء
518ـ بماذا يعرف كتابة خط المصحف الشريف ؟
بالرسم العثماني وهو خط الرقعة ويعرف بالبديع
519ـ ما أول حركة صدرت عن آدم عليه السلام ؟
العطاس
520ـ ما اسم الملك الذي أمر بحرق سيدنا إبراهيم عليه السلام ؟
النمرود
521ـ من حامل لواء المسلمين ببدروأحد ؟
مصعب بن عمير
522ـ من الخليفة الذي أمر بترجمة الكتب إلى العربية ؟
أبو جعفر المنصور .
523ـ ما اسم المنظمة الإسلامية للتربية والثقافة والعلوم؟
الاسيسكو .
524ـ في أي عهد بنيت أول مآذنة في الإسلام ؟
في عهد معاوية بن أبي سفيان وهي مآذنة المسجد الجامع الكبير في دمشق
525ـ كيف كان يؤذن بلال ؟
كان يرتقي اسطوانة مرتفعة في دارعبدالله بن عمر المواجه للمسجد النبوي .
526ـ لمن الفقه الكبير؟
للإمام أبو حنيفة بن نعمان الثابت ولد في بغداد توفي 150هـ
527ـ مادة عطرية تستعمل للتخدير ذكرت في القرآن ؟
الكافور
528ـ ماهي معارك فلسطين بالترتيب ؟
اليرموك ـ داثن ـ اجنادين ـ مرج الصفر ـ فحل بيسان .
529ـ كم تعادل الصلاة في المسجد الحرام ؟
100ألف صلاة .
530ـ لماذا يطلق على مكة بكة ؟
لأنها كانت تبك أي تكسر أعناق الجبابرة إذا أحدثوا فيها شيئاً
531ـ من القائل : عجزت النساء أن يلدن مثل خالد ؟
أبو بكر الصديق .
532ـ من الذي لقب عمر بن الخطاب بأمير المؤمنين ؟
لبيد بن ربيعة .
533ـ متى احتفل المسلمون بعيد الفطر ؟
بالسنة الثانية للهجرة .
534ـ من الذي كان يصوم يوم ويفطر يوم ؟
محمد بن سيرين
535ـ من هو الذي قال له الرسول صلى الله غليه وسلم أعني على نفسك بكثرة السجود ؟
ربيعة بن كعب الاسلمي
536ـ ماهي السورة التي حث الرسول صلى الله غليه وسلم فيها الناس على حفظها ؟
النور .
537ـ ماهي الهجرة الثانية ؟
هجرة النبي صلى الله عليه وسلم بصحبة أبي بكر رضي الله عنه إلى المدينة
538ـ من الذي استخلفه الرسول صلى الله غليه وسلم على النساء في موقعة تبوك ؟
علي رضي الله عنه .
539ـ ما الدار التي كانت تجتمع فيها قريش قبل البعثة للتشاور في أمورها بمكة المكرمة ؟
دارالندوة .
540ـ ماهي الهجرة الأولى ؟
هجرة أصحاب النبي إلى الحبشة
541ـ من هم أصحاب الأعراف ؟
قوم استوت حسناتهم بسيئاتهم فيكونون على جبل بين الجنة والنار إلى أن يقضي الله فيهم .
542ـ من هما سبطا الرسول صلى الله عليه وسلم ؟
الحسن والحسين .
543ـ من الذي كتب الصحيفة التي نصت على مقاطعة بين بني هاشم وبني عبد المطلب ؟
منصور بن عكرمة وقد دعا عليه الرسول صلى الله عليه وسلم فشلت أصابعه .
544ـ من هو الصحابي الذي تبناه الرسول صلى الله عليه وسلم وقال أنه ابني ارثه ويرثني ؟
زيد بن حارثه رضي الله عنه .
545ـ ماهي القبيلة التي دافعت عن الكعبة إثرهجوم إبرها ؟
هوزيل .
546ـ من كاتب الرسول صلى الله عليه وسلم ؟
عبد الله بن رواحه .
547ـ ثلاث من أولي العزم كفلتهم نساء من هم؟
موسى عليه السلام كفلته امرأة فرعون ، وعيسى عليه السلام كفلته أمه مريم بنت عمران ومحمد صلى الله عليه وسلم كفلته أمه .
548ـ هل أذن بلال بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم ؟
لا . لكن مرة واحد بطلب من عمر بن الخطاب في مؤتمر الجابية التي من نتائجها العهدة العمرية .
549ـ كم مرة ذكر شهر رمضان بالقرآن الكريم ؟
مرة واحدة .
550ـ ما الفرق بين مكة وبكة ؟
مكة هي كل المدينة من الكعبة المشرفة إلى البطحاء ، وبكة هي جزء من مكة أي بطنها الكعبة المشرفة والحرم وما حوله .
محمد رافع 52 10-11-2012, 04:33 PM 551ـ ما الغار الذي كان اختبأ به الرسول صلى الله عليه وسلم ؟
غار ثور
552ـ ما الغار الذي كان يتعبد به الرسول صلى الله عليه وسلم قبل البعثة ؟
غار حراء
553ـ ما السورة التي تسمى سورة النبي ؟
سورة التحريم .
554ـ من شعراء الرسول صلى الله عليه وسلم ؟
حسان بن ثابت ، عبد الله بن رواحه ، كعب بن مالك
555ـ كم سنة استمرت الدعوة في مكة قبل الهجرة ؟
13 سنة
556ـ ماهي العروة الوثقى ؟
لا إله إلا الله .
557ـ ما معجزات عيسى عليه السلام ؟
إحياء الموتى ـ إبراء الأكمه والأبرص ـ إخبار الناس بما يأكلون وما يدخرون في بيوتهم .
558ـ ما اسم ناقة الرسول صلى الله عليه وسلم ؟
القصواء .
559ـ ماهي الغزوة التي جرح فيها الرسول صلى الله عليه وسلم وشج رأسه وكسرت سنه ؟
غزوة أحد .
560ـ كم عدد السرايا التي أرسلها الرسول صلى الله عليه وسلم ؟
60 سرية
561ـ ما أول معركة وقعت بين المسلمين والروم ؟
أجنادين قائدها عمرو بن العاص .
562ـ من أول يهودي أسلم ؟
عبدالله بن سلام .
563ـ من أول شهيدة في الاسلام ؟
سمية أم عمار بن ياسر
564ـ من أول المسلمين ؟
الأرقم بن عبد مناف وهو مخزومي قرشي كان يجتمع المسلمون في بيته بمكة قبل الهجرة .
565ـ من أول من كسى الكعبة بالقماش ؟
تبع ملك حمير وكانت تكسى بالحصير سابقاً .
566ـ من أول من أسلم من العرب بعد الأنصار ؟
أهل اليمن وعبد القيس أهل البحرين .
567ـ ما أول مدينة بنيت خارج الجزيرة العربية ؟
البصرة وبناها عقبة المازني .
568ـ من أول من هاجر إلى المدينة من أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم ؟
أبو سلمه عبدالله بن عبد الاسد بن هلال بن عبدالله بن مخزوم.. وهو من قريش
569ـ من أول من اجلي من أهل الكتاب من جزيرة العرب ؟
بنو النضير .
570ـ من أول من يشفع يوم القيامة ؟
هم الأنبياء ، ثم العلماء ، ثم الشهداء
571ـ كم عدد المشركين في غزوة بدر ؟
1000 ثلاثة أضعاف المسلمين .
572ـ متى كانت وقعة بدر الكبرى ؟
17/9/2هـ
573ـ ماهي كتب الصحاح الست ؟
صحيحي البخاري ومسلم ، وسنن الترمذي والنسائي ، وأبي داود وابن ماجه .
574ـ ما المقصود بالجبت ؟
الأصنام .
575ـ من اليهودية التي وضعت السم في طعام الرسول صلى الله عليه وسلم ؟
زينب بنت الحارث امرأة سالم بن مشكم .
576ـ من خدم الرسول صلى الله عليه وسلم ؟
أنس بن مالك ـ هند وأسماء ابنتا حارثة الأسلمي ـ أبو هريرة ـ سلمى ـ خضرة ـ رضوى ـ ميمونة بنت سعد ـ أم ايمن ـ أنجشه ـ شقران ـ سفينه ـ توبان ـ رباح ـ اسلم يسار التوبى ـ فضاله ـ مدعم .
577ـ من كان يشبه جبريل عليه السلام من الصحابة رضوان الله عليهم ؟
دحية بن خليفة الكلبي رضي الله عنه وكان جميلاً أبيض جسيماً .
578ـ مسجد القبلتين لماذا سمي بهذا الاسم ؟
لصلاة الناس فيه صلاة واحدة بقبلتين حيث كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي فيهم صلاة الظهر فأمره الله بالإتجاه الى الكعبة فأدوا الركعتين الباقيتين بإتجاه مكة .
579ـ زوجتين من زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم لم تدفنا في بقيع الغرقد من هن ؟
خديجة وميمونة رضي الله عنهن .
580ـ أين رسا فلك نوح بعد الطوفان ؟
على الجودي وهي جبال في كردستان بإقليم بوتان شمال شرقي جزيرة ابن عمر
581ـ كم عدد الأضلاع التي شيدت عليها قبة الصخرة المشرفة بالقدس ؟
8 أضلع .
582ـ اين يوجد مسجد عمر بن الخطاب ؟
بدومة الجندل وينسب لعمر لقولهم انه بناه سنة 17هـ أثناء توجهه إلى بيت المقدس .
583ـ كم دام عام الرمادة ؟
تسعة أشهرمن عام 18هـ وكان بالمدينة والحجاز وسمي بالرمادة لأن الريح كانت تسف تراباً كالرماد .
584ـ ما هو مقام إبراهيم ؟
حجرأتى به إسماعيل لأبيه إبراهيم عليه السلام عندما ارتفع البيت عن قامته فوقف عليه يكمل البناء .
585ـ ما معنى حياك الله وبياك ؟
بؤاك مكاناً عالياً .
586ـ متى كانت معركة احد ؟
15/10/3هـ
587ـ متى تزوجت فاطمة بنت الرسول صلى الله عليه وسلم من علي رضي الله عنه ؟
21/1/2هـ
588ـ ما هي المدينة المعروفة بمتجر قريش ؟
الحبشة .
589ـ كم استغرقت رحلة نوح ؟
150 يوماً واستقرت بهم على الجودي شهراً .
590ـ كم مكث قبل الطوفان نوح عليه السلام بين قومه ؟
ألف سنة إلا خمسين عام وعاش بعد الطوفان 350 سنة
591ـ من قتل سمية بنت الخياط أم عمار بن ياسر؟
أبو جهل .
592ـ ما اسم المعركة التي استشهدوا فيها أولاد الخنساء ؟
القادسية عام 637هـ .
593ـ أين يوجد طريق الفيله الذي سلك لهدم الكعبة ؟
في محافظة ظهران الجنوب سلكها أبرهة الأشرم حينما جهز جيشاً لهدم الكعبة حيث قام جيشه برصف الطريق بالحجارة ليسهل مرور الفيلة عليه .
594ـ ما هي أكلة الثريد ؟
فتة الخبز بالمرق .
595ـ من الذي هزم الروم بحراً واستولى على أسطولهم ؟
العباس بن فضل .
596ـ من أين أتى اسم الكعبة ؟
من الكعوب وهي الارتفاع .
597ـ ما هو عام الحزن ؟
الذي توفى فيه أبي طالب وخديجة رضي الله عنها .
598ـ من سدنة الكعبة بالماضي والحاضر ؟
بنو شيبة وهم بطن من قصي من قريش من العدنانية هذا في الماضي أما الحاضر فعبد العزيزالشبيي .
599ـ من ثالث أبناء أدم وحواء ؟
شيت
600ـ من هي المرأة التي أدعت النبوة من بني تميم ؟
سجاح
MAHMOUD ALLAM 10-11-2012, 06:35 PM http://t3.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcR254CPKQnHJsBtvaJDEvpznKZ2clg43 JZPBfl-72E4UoBQYOXB
الى كل انسان
مسلم اوغير مسلم ماذا تعرف عن الاسلام
اولا :احيكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الإسلام لغة واصطلاحًا
كلمة الإسلام يُبحث عنها في المعجم في "سلم"، وهي مصدر لفعل رباعي هو "أسلم". ويُعرَّف الإسلام لُغويًا بأنه الاستسلام، والمقصود الاستسلام لأمر الله ونهيه بلا اعتراض، وقيل هو الإذعان والانقياد وترك التمرّد والإباء والعناد.
أما معناه الاصطلاحي، فهو الدين الذي جاء به "محمد بن عبد الله (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF)"صلى الله عليه وسلم، والذي يؤمن المسلمون بأنه الشريعة التي ختم الله بها الرسالات السماوية. وفي حديث عن "أبي هريرة (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A3%D8%A8%D9%8A_%D9%87%D8%B1%D9%8A%D8%B1%D8%A9)" أن النبي محمد عرّف الإسلام: «بأن تعبد الله ولا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة المكتوبة وتؤتي الزكاة المفروضة وتصوم رمضان وتحج بيت الله».
جزاكم الله خيرا
محمد رافع 52 10-11-2012, 06:42 PM جزاكم الله خيرا
بارك الله فيكم
محمد رافع 52 10-11-2012, 07:07 PM التاريخ الإسلامي
http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/5/5b/Umayyad750ADloc.png/220px-Umayyad750ADloc.png (http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D9%85%D9%84%D9%81:Umayyad750ADloc .png&filetimestamp=20090422161751)
الدولة الأموية في أقصى اتساعها. لاحظ امتدادها لبضعة مناطق لم تصل إليها جيوش الخلفاء الراشدين.
http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/8/84/Rashidun654wVassal.png/220px-Rashidun654wVassal.png (http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D9%85%D9%84%D9%81:Rashidun654wVas sal.png&filetimestamp=20120617094135)
دولة الخلفاء الراشدين في أقصى اتساعها سنة 654. تظهر المناطق التابعة اسميًا للخلافة باللون الأخضر الباهت.
جرت العادة على تقسيم تاريخ الإسلام إلى عهود الخلافة المتنوعة التي مرّت على الدول الإسلامية والأسر الحاكمة التي حكمتها. وبطبيعة الحال يبدأ تاريخ الإسلام منذ عهد النبي محمد (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF)، ويُطلق على تلك المرحلة تسمية "العصر النبوي" أو "صدر الإسلام"، وفيها بدأت الدعوة الإسلامية بين العرب (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B9%D8%B1%D8%A8) وانتشر الدين الجديد شيءًا فشيئًا حتى اعتنقه أغلب سكان شبه الجزيرة العربية (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B4%D8%A8%D9%87_%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%B2%D9%8A% D8%B1%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A%D 8%A9).
وبعد وفاة محمد تولّى شئون المسلمين 4 من كبار الصحابة (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%AD%D8%A7%D8%A8%D8%A9) هم أبو بكر الصديق (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A3%D8%A8%D9%88_%D8%A8%D9%83%D8%B1_%D8%A7%D9%84 %D8%B5%D8%AF%D9%8A%D9%82) وعمر بن الخطّاب (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B9%D9%85%D8%B1_%D8%A8%D9%86_%D8%A7%D9%84%D8%AE %D8%B7%D8%A7%D8%A8) وعثمان بن عفّان (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B9%D8%AB%D9%85%D8%A7%D9%86_%D8%A8%D9%86_%D8%B9 %D9%81%D8%A7%D9%86) وعليّ بن أبي طالب (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B9%D9%84%D9%8A_%D8%A8%D9%86_%D8%A3%D8%A8%D9%8A _%D8%B7%D8%A7%D9%84%D8%A8)، وعُرفوا بالخلفاء الراشدين (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%AE%D9%84%D9%81%D8%A7%D8%A1_%D8%A7% D9%84%D8%B1%D8%A7%D8%B4%D8%AF%D9%8A%D9%86)، وفي عهدهم بدأ التوسع الإسلامي خارج شبه الجزيرة العربية. وبعد عهد الخلفاء الراشدين جاء العهد الأموي أو العصر الأموي (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AE%D9%84%D8%A7%D9%81%D8%A9_%D8%A3%D9%85%D9%88% D9%8A%D8%A9) الذي استفرد فيه بنو أميّة (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A8%D9%86%D9%88_%D8%A3%D9%85%D9%8A%D8%A9) بالخلافة وفيه استمر التوسع الإسلامي حتى بلغ شبه الجزيرة الأيبيرية (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B4%D8%A8%D9%87_%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%B2%D9%8A% D8%B1%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%8A%D8%A8%D9%8A%D 8%B1%D9%8A%D8%A9)، وفي أواخر هذا العصر ثار بنو العبّاس بن عبد المطلب (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A8%D8%A7%D8%B3_%D8%A8%D9%86_ %D8%B9%D8%A8%D8%AF_%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B7%D9%84% D8%A8) عمّ النبي محمد على الحكم وخلعوا الأمويين واستفردوا بالحكم فعُرفت هذه الفترة باسم "العصرالعبّاسي (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AE%D9%84%D8%A7%D9%81%D8%A9_%D8%B9%D8%A8%D8%A7% D8%B3%D9%8A%D8%A9)"، وفيها بلغت الحضارة الإسلامية أوج تقدمها وازدهارها وتقدمت فيها العلوم والآداب تقدمًا لم تعرفه العرب من قبل فعُرف هذا العصر أيضًا "بالعصر الذهبي للإسلام (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B5%D8%B1_%D8%A7%D9%84%D8%B0% D9%87%D8%A8%D9%8A_%D9%84%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%84%D 8%A7%D9%85)"،وفي أواخره دبّ الضعف إلى جسم الدولة وتراجعت هيبة الخلافة لأسباب مختلفة،فما كان إلا أن استفرد عدد من الحكام بأقاليم مختلفة ودعوا لنفسهم مثل الطولونيين (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B7%D9%88%D9%84%D9%88%D9%86%D9%8A%D9%88%D9%86) والإخشيديين (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A5%D8%AE%D8%B4%D9%8A%D8%AF%D9%8A%D9%88%D9%86) والحمدانيين (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AD%D9%85%D8%AF%D8%A7%D9%86%D9%8A%D9%88%D9%86) والفاطميين (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AE%D9%84%D8%A7%D9%81%D8%A9_%D9%81%D8%A7%D8%B7% D9%85%D9%8A%D8%A9) والسلجوقيين (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B3%D9%84%D8%A7%D8%AC%D9%82%D8%A9)، ثم حلت ثالثة الأثافي بالمسلمين؛ فكانت الحروب الصليبية (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B1%D9%88%D8%A8_%D8%A7%D9%84% D8%B5%D9%84%D9%8A%D8%A8%D9%8A%D8%A9)، حيث شنّت الممالك الأوروبية الغربيّة حملة على بلاد الشام (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A8%D9%84%D8%A7%D8%AF_%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%A7% D9%85) للاستيلاء على مدينة القدس (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%AF%D8%B3) من أيدي المسلمين، فتمكنت من ذلك وبقي الصليبيون في الأراضي المقدسة (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B1%D8%A7%D8%B6%D9%8A_%D8%A7% D9%84%D9%85%D9%82%D8%AF%D8%B3%D8%A9) مئة وأربعًا وتسعين سنة.
http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/e/e1/Abbasids850.png/220px-Abbasids850.png (http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D9%85%D9%84%D9%81:Abbasids850.png&filetimestamp=20120325104247)
الدولة العبّاسية في أقصى اتساعها قرابة سنة 850.
http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/c/c0/Ottoman_1683.jpg/220px-Ottoman_1683.jpg (http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D9%85%D9%84%D9%81:Ottoman_1683.jp g&filetimestamp=20080904134117)
الدولة العثمانية في أقصى اتساعها سنة 1683.
وخلال هذه الفترة قامت بضع دول إسلامية استمرت بقتال الصليبيين واسترجعت منهم بعض المدن والقلاع أحيانًا وفقدتها لصالحهم في أوقات أخرى مثل دولة الأتابكة (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A3%D8%AA%D8%A7%D8%A8%D9%83) والأيوبيين (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A3%D9%8A%D9%88%D8%A8%D9%8A%D9%88%D9%86) ،قبل أن تقوم دولة المماليك (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D9%85%D8%A7%D9%84%D9%8A%D9%83) في مصر (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%B5%D8%B1) وتهزم الصليبيين وتردهم على أعقابهم وتسترجع كامل بلاد الشام.
وخلال هذه الفترة كان المغول (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%BA%D9%88%D9%84) بقيادة هولاك و خان (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%87%D9%88%D9%84%D8%A7%D9%83%D9%88_%D8%AE%D8%A7% D9%86) قد غزوا عاصمة الخلافة بغداد (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A8%D8%BA%D8%AF%D8%A7%D8%AF) وأمعنوا فيها تدميرًا وخرابًا، فنقل الخلفاء العباسيون مقرهم إلى مدينة القاهرة (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%A7%D9%87%D8%B1%D8%A9) إلا أن خلافتهم كانت قد أصبحت خلافة صورية ذلك أن سلاطين المماليك كانوا قد أصبحوا سادة الموقف بحق.
وبعد ذلك لم يعد للمسلمين دولة قويّة توحدهم كما كان الحال في بداية العهد العبّاسي، إلى أن ظهرت الدولة العثمانية (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%88%D9%84%D8%A9_%D8%A7%D9%84% D8%B9%D8%AB%D9%85%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A9) على يد السلطان عثمان الأول (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B9%D8%AB%D9%85%D8%A7%D9%86_%D8%A7%D9%84%D8%A3% D9%88%D9%84)، فقد قام خلفاؤه بالاستيلاء على عدد من الدول التي لم يسبق للمسلمين فتحها، كدول البلقان (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D9%84%D9%82%D8%A7%D9%86)، ونشر الإسلام فيها، وفي عهد سابع سلاطين هذه الدولة، محمد الثاني (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF_%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%A7% D8%AA%D8%AD)، افتتحت القسطنطينية (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B3%D8%B7%D9%86%D8%B7%D9%8A%D 9%86%D9%8A%D8%A9) بعد محاولات عديدة فاشلة خلال الأزمنة السابقة،وفي سنة 1516 (http://ar.wikipedia.org/wiki/1516) فتح حفيد السلطان سالف الذكر، سليم الأول (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B3%D9%84%D9%8A%D9%85_%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%88% D9%84)، بلاد الشام (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A8%D9%84%D8%A7%D8%AF_%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%A7% D9%85) ومصر (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%B5%D8%B1) وقضى على السلطنة المملوكية وجعل آخر خلفاء بني العبّاس يتنازل له عن الخلافة، فأصبح بنو عثمان بذلك خلفاء المسلمين طيلة 408 سنوات، وعُرف هذا العصر "بالعصر العثماني"، وفيه برزت بضع دول إسلامية في إيران (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A5%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86) وما ورائها مثل الدولة التيمورية (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AA%D9%8A%D9%85%D9%88%D8%B1%D9%8A%D9%88%D9%86) والدولة الصفوية (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B5%D9%81%D9%88%D9%8A%D9%88%D9%86) والدولة الهوتكيانية. وبعد انهيار الدولة العثمانية تفرّق شمل المسلمين وقامت عدّة دول مستقلة يجمعها رابط اللغة أو الثقافة أو الأخوّة دون أن تكون موحدة فعلاً.
محمد رافع 52 10-11-2012, 07:26 PM العصر النبوي (610–632)
http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/2/2b/Cave_Hira.jpg/220px-Cave_Hira.jpg (http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D9%85%D9%84%D9%81:Cave_Hira.jpg&filetimestamp=20101114040321)
غار حراء، حيث يؤمن المسلمون أن الوحي الإلهي نزل على محمد هناك.
نشأ الدين الإسلامي على يد محمّد بن عبد الله بن عبد المطلب (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF) من بني هاشم (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A8%D9%86%D9%88_%D9%87%D8%A7%D8%B4%D9%85)(صلى الله عليه وسلم)، أحد فروع قبيلة قريش (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%82%D8%B1%D9%8A%D8%B4) العربية العريقة.
كان محمد (صلى الله عليه وسلم)، وفقًا للمصادر الإسلامية، حنيفيًا (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AD%D9%86%D9%8A%D9%81%D9%8A%D8%A9) قبل الإسلام يعبد الله على ملة إبراهيم (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A5%D8%A8%D8%B1%D8%A7%D9%87%D9%8A%D9%85) ويرفض عبادة الأوثان والممارسات الوثنية.
وكان يذهب إلى غار حراء (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%BA%D8%A7%D8%B1_%D8%AD%D8%B1%D8%A7%D8%A1) في جبل النور على بعد نحو ميلين من مكة فيأخذ معه السويق والماء فيقيم فيه شهر رمضان (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B1%D9%85%D8%B6%D8%A7%D9%86)، وكان يختلي فيه ويقضي وقته في التفكر والتأمل.
يؤمن المسلمون أن الوحي نزل لأول مرّة على محمد (صلى الله عليه وسلم)وهو في غار حراء، حيث جاءه الملاك جبريل (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AC%D8%A8%D8%B1%D9%8A%D9%84)، فقال: "اقرأ"، قال: "ما أنا بقارئ" - أي لا أعرف القراءة، قال: "فأخذني فغطَّني حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني" فقال: "اقرأ"، قلت: "ما أنا بقارئ"، قال : "فأخذني فغطَّني الثانية حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني" فقال: "اقرأ"، فقلت: "ما أنا بقارئ، فأخذني فغطَّني الثالثة، ثـم أرسلني"، فقال: http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/6/69/Ra_bracket.png/12px-Ra_bracket.png اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/c/c2/Aya-1.png/20px-Aya-1.png خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/3/33/Aya-2.png/20px-Aya-2.png اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/2/29/Aya-3.png/20px-Aya-3.png الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/d/d6/Aya-4.png/20px-Aya-4.png عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/5/5d/Aya-5.png/20px-Aya-5.png http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/1/18/La_bracket.png/12px-La_bracket.png، فأدرك محمد
(صلى الله عليه وسلم) أن عليه أن يعيد وراء جبريل هذه الكلمات، ورجع بها يرجف فؤاده، فدخل على زوجته خديجة بنت خويلد (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AE%D8%AF%D9%8A%D8%AC%D8%A9_%D8%A8%D9%86%D8%AA_ %D8%AE%D9%88%D9%8A%D9%84%D8%AF)، فقال:
"زَمِّلُونى زملوني"، فزملوه حتى ذهب عنه الروع، ثم أخبر زوجته بما حصل معه، فانطلقت به إلى ابن عمها ورقة بن نوفل (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%88%D8%B1%D9%82%D8%A9_%D8%A8%D9%86_%D9%86%D9%88 %D9%81%D9%84) وكان حبرًا مسيحيًا (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%B3%D9%8A%D8%AD%D9%8A%D8%A9) يكتب الكتاب العبراني، فيكتب من الإنجيل (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A5%D9%86%D8%AC%D9%8A%D9%84)بالعبرانية (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%84%D8%BA%D8%A9_%D8%B9%D8%A8%D8%B1%D9%8A%D8%A9) ، وكان شيخًا كبيرًا فأخبره خبر ما رأى، فقال له ورقة: "هذا الناموس الذي أنزله الله على موسى (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D9%88%D8%B3%D9%89)". ويؤمن المسلمون أن جبريل آتى محمدًا مرة أخرى جالسًا على كرسي بين السماء (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B3%D9%85%D8%A7%D8%A1)الأرض (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A3%D8%B1%D8%B6)، ففر منه رعبًا حتى هوى إلى الأرض، فذهب إلى زوجه خديجة فقال: "دثروني، دثروني، وصبوا علي ماءً باردًا"، فنزلت سورة المدثر: http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/6/69/Ra_bracket.png/12px-Ra_bracket.png يَاأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/c/c2/Aya-1.png/20px-Aya-1.png قُمْ فَأَنْذِرْ http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/3/33/Aya-2.png/20px-Aya-2.png وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/2/29/Aya-3.png/20px-Aya-3.png وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/d/d6/Aya-4.png/20px-Aya-4.png وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/5/5d/Aya-5.png/20px-Aya-5.png http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/1/18/La_bracket.png/12px-La_bracket.png، وهذه الآيات هي بداية رسالته ثم بدأ الوحي ينزل ويتتابع لمدة ثلاثة وعشرين عاماً حتى وفاته.
أعلن محمد رسالته إلى أسرته سرًا، فكان ممن سبق إلى الإسلام زوجته خديجة بنت خويلد، وابن عمه علي بن أبي طالب، وصديقه المقرّب أبو بكر، وأخذ محمد يدعو إلى ترك عبادة الأصنام وعبادة إله واحد لا شريك له والإيمان بالآخرة، ولكنه ما كاد يجهر بالدعوة حتى سخرت منه قبيلته قريش، وآذته أشد الإيذاء، وعذّبت أتباعه من المستضعفين، فأخبرهم محمد أن الله أذن لهم بالهجرة إلى الحبشة (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%A8%D8%B4%D8%A9)، فخرج قرابة 80 منهم وضموا عثمان بن عفان (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B9%D8%AB%D9%85%D8%A7%D9%86_%D8%A8%D9%86_%D8%B9 %D9%81%D8%A7%D9%86) ومعه زوجته رقية بنت محمد (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B1%D9%82%D9%8A%D8%A9_%D8%A8%D9%86%D8%AA_%D9%85 %D8%AD%D9%85%D8%AF)، وأبو حاطب بن عمرو (http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D8%A3%D8%A8%D9%88_%D8%AD%D8%A7%D8 %B7%D8%A8_%D8%A8%D9%86_%D8%B9%D9%85%D8%B1%D9%88&action=edit&redlink=1)وجعفر بن أبي طالب (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AC%D8%B9%D9%81%D8%B1_%D8%A8%D9%86_%D8%A3%D8%A8 %D9%8A_%D8%B7%D8%A7%D9%84%D8%A8).
فأمّن نجاشي (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%86%D8%AC%D8%A7%D8%B4%D9%8A)الحبشة (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A5%D8%AB%D9%8A%D9%88%D8%A8%D9%8A%D8%A7) "أصحمة بن أبحر (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A3%D8%B5%D8%AD%D9%85%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D9%86% D8%AC%D8%A7%D8%B4%D9%8A)" المسلمين على أرواحهم وأعطاهم حرية البقاء في بلاده، فبقي منهم من بقي في شتى أنحاء القرن الإفريقي (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D9%86_%D8%A7%D9%84%D8%A5% D9%81%D8%B1%D9%8A%D9%82%D9%8A) عاملاً على نشر الدين الإسلامي هناك.
http://upload.wikimedia.org/wikipedia/ar/thumb/9/96/Abuhamza0001.jpg/220px-Abuhamza0001.jpg (http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D9%85%D9%84%D9%81:Abuhamza0001.jp g&filetimestamp=20100609202226)
جانب من جبل أحد (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AC%D8%A8%D9%84_%D8%A3%D8%AD%D8%AF) من فوق جبل الرماة (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AC%D8%A8%D9%84_%D8%A7%D9%84%D8%B1%D9%85%D8%A7% D8%A9).
وزاد في حرج موقف النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) وأتباعه في مكة وفاة عمّه أبي طالب ووفاة زوجته خديجة، فخسر بفقدهما مساعدين قويين، وهكذا اشتد اضطهاد قريش للمسلمين من أتباع محمد، الذين كانوا يتحملون الاضطهاد صابرين، عندئذ لم يجد النبي بدًا من أن يأمر المسلمين بالهجرة سرًا من مكة (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D9%83%D8%A9) إلى مدينة يثرب (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%8A%D8%AB%D8%B1%D8%A8)، وكان نحوٌ من سبعين رجلاً من أهلها قد آمنوا برسالته في إحدى زياراتهم لمكة. وما لبث محمد أن لحق بأتباعه إلى يثرب يرافقه أبو بكر، وعندما وصلها قابله أهلها بتحية النبوّة وسُميت "المدينة المنورة (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AF%D9%8A%D9%86%D8%A9_%D8%A7% D9%84%D9%85%D9%86%D9%88%D8%B1%D8%A9)". وأخذ عدد المسلمين يتكاثر شيءًا فشيئًا، إلى أن استطاعوا أن يواجهوا أهل مكة في ساحات المعارك، فكانت غزوة بدر (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%BA%D8%B2%D9%88%D8%A9_%D8%A8%D8%AF%D8%B1) بتاريخ 17 مارس (http://ar.wikipedia.org/wiki/17_%D9%85%D8%A7%D8%B1%D8%B3) سنة624م (http://ar.wikipedia.org/wiki/624)، الموافق في 17 رمضان (http://ar.wikipedia.org/wiki/17_%D8%B1%D9%85%D8%B6%D8%A7%D9%86) سنة اثنتين للهجرة (http://ar.wikipedia.org/wiki/2_%D9%87%D9%80). وانتصر جيش المسلمين وقُتِل من المكيين حوالي 70 قتيلا منهم أبو جهل عمرو بن هشام المخزومي (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A3%D8%A8%D9%88_%D8%AC%D9%87%D9%84) سيد قريش، في حين قتل من المسلمين ما لا يتجاوز أربعة عشر شخصًا. ذلك بالرغم من التفوق العددي لجيش مكة.
كما تم أسر 70 فردًا من قوات جيش مكة، وأُطلق سراح الكثير منهم لاحقًا مقابل فدية.
وقد أثارت الهزيمة أهل مكة فجمعوا جموعهم في العام التالي، والتقوا بالمسلمين عند جبل أحد (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AC%D8%A8%D9%84_%D8%A3%D8%AD%D8%AF) وكرّوا عليهم وهزموهم. قُتل عدد كبير من المسلمين في هذه المعركة (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%B9%D8%B1%D9%83%D8%A9_%D8%A3%D8%AD%D8%AF) من ضمنهم حمزة بن عبد المطلب (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AD%D9%85%D8%B2%D8%A9_%D8%A8%D9%86_%D8%B9%D8%A8 %D8%AF_%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B7%D9%84%D8%A8) عم محمد الذي يلقبه المسلمون السنّة "سيد الشهداء".
وبعد معركة أحد أقدم أبو سفيان على حشد جيش كبير، وتوجه به نحو المدينة المنورة قاصدًا احتلالها. أعد محمد كذلك جيشًا كبيرًا لمواجهة الغزو، واستخدم أسلوبًا جديدًا لم يكن معروفًا في شبه جزيرة العرب في ذلك الحين، حيث أخذ بمشورة سلمان الفارسي (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B3%D9%84%D9%85%D8%A7%D9%86_%D8%A7%D9%84%D9%81% D8%A7%D8%B1%D8%B3%D9%8A) وقام بحفر خندق حول المدينة وأضرم فيه النيران. حينما وصل تحالف العرب إلى المدينة يوم 31 مارس (http://ar.wikipedia.org/wiki/31_%D9%85%D8%A7%D8%B1%D8%B3) سنة 627م (http://ar.wikipedia.org/wiki/627) فوجئوا بالخندق فقرروا محاصرة المدينة. استمر الحصار لمدة أسبوعين، بعدها قرر المحاصرون العودة إلى ديارهم. وفي العام التالي أبرم محمد معاهدة سلام مع المكيين عُرفت بصلح الحديبية (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B5%D9%84%D8%AD_%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%AF%D9%8A% D8%A8%D9%8A%D8%A9)، واتفقوا أن تسري مفاعيلها طيلة عشر سنوات.
http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/a/a8/Bilal.jpg/220px-Bilal.jpg (http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D9%85%D9%84%D9%81:Bilal.jpg&filetimestamp=20070826182126)
رسم فارسي لبلال بن رباح (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A8%D9%84%D8%A7%D9%84_%D8%A8%D9%86_%D8%B1%D8%A8 %D8%A7%D8%AD) وهو يؤذن على سطح الكعبة بعد دخول المسلمين لمكة.
توّجه المسلمون إلى خيبر (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AE%D9%8A%D8%A8%D8%B1) بعد أن أراحوا بالهم من جهة المكيين، وكانوا ألف وست مئة مقاتل، في مطلع ربيع الأول (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B1%D8%A8%D9%8A%D8%B9_%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%88% D9%84) من العام السابع الهجري (http://ar.wikipedia.org/wiki/7%D9%87%D9%80)، وأحاط محمد (صلى الله عليه وسلم) تحركه بسرية كاملة لمفاجأة اليهود (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D9%87%D9%88%D8%AF).
فوصل منطقة تدعى الرجيع تفصل بين خيبر وغطفان (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%BA%D8%B7%D9%81%D8%A7%D9%86) وفي الظلام حاصر المسلمون حصون خيبر واتخذوا مواقعهم بين أشجار النخيل. وفي الصباح بدأت المعارك، حتى سقطت آخر حصونهم على يد سرية بقيادة علي ابن أبي طالب (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B9%D9%84%D9%8A_%D8%A7%D8%A8%D9%86_%D8%A3%D8%A8 %D9%8A_%D8%B7%D8%A7%D9%84%D8%A8). فاتفق معهم محمد على أن يعطوه نصف محصولهم كل عام على أن يبقيهم في أراضيهم.
كما بعث محمد (صلى الله عليه وسلم) في تلك السنة رسائل إلى العديد من حكام الدول المجاورة، داعيًا إياهم إلى اعتناق الإسلام. فأرسل رسله إلى هرقل (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%87%D8%B1%D9%82%D9%84) إمبراطور الإمبراطورية البيزنطية (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%85%D8%A8%D8%B1%D8%A7%D8%B7%D 9%88%D8%B1%D9%8A%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%A8%D9%8A%D8 %B2%D9%86%D8%B7%D9%8A%D8%A9)، وكسرى (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%83%D8%B3%D8%B1%D9%89) شاه فارس (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%81%D8%A7%D8%B1%D8%B3)، والمقوقس (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%83%D9%8A%D8%B1%D8%B3_(%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%82 %D9%88%D9%82%D8%B3)) عامل الروم في مصر (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%B5%D8%B1)، وبعض البلدان الأخرى. وفي السنوات التي أعقبت صلح الحديبية، أرسل محمد (صلى الله عليه وسلم) قواته إلى الشمال فالتقوا مع القوات البيزنطية في غزوة مؤتة (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%BA%D8%B2%D9%88%D8%A9_%D9%85%D8%A4%D8%AA%D8%A9) ، لكنهم انهزموا بسبب الفارق العددي الكبير.
وبعد مضيّ ثماني سنوات على هجرة النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) من مكة، استطاع أن يعود إليها فاتحًا دون قتال، وأعلن عفوًا عامًا عن كل أهل مكة، باستثناء عشرة منهم ممن قاموا بنظم الشعر لهجائه، فسارع أهلها إلى الانضواء تحت لوائه واعتناق الإسلام دينًا، ثم أقدم على تدمير جميع تماثيل الآلهة العربية بداخل الكعبة وحولها.
وأمر بلال بن رباح (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A8%D9%84%D8%A7%D9%84_%D8%A8%D9%86_%D8%B1%D8%A8 %D8%A7%D8%AD) الحبشي، أحد الصحابة وأول مؤذن في الإسلام، أن يصعد الكعبة ويؤذن بالصلاة (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%84%D8%A7%D8%A9_%D9%81%D9%8A_ %D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85).
وعاش النبي محمد سنتين بعد فتح مكة (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%81%D8%AA%D8%AD_%D9%85%D9%83%D8%A9)، وفي السنة العاشرة للهجرة (http://ar.wikipedia.org/wiki/10%D9%87%D9%80) خرج للحج في أكثر من مائة ألف من المسلمين. وعند جبل عرفات (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AC%D8%A8%D9%84_%D8%B9%D8%B1%D9%81%D8%A7%D8%AA) ألقى عليهم خطبته التي تعتبر دستور الإسلام، فقد بيّن فيها أسس الإسلام ومبادئه، ونادى بالمساواة بين الناس، لا فرق في ذلك بين العبد الحبشي والشريف القرشي، وقرأ عليهم آخر ما نزل من القرآن (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86): ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا﴾ ولم يمض على حجة الوداع (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AD%D8%AC%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%AF%D8%A7% D8%B9) ثلاثة أشهر حتى مرض النبي محمد بالحمّى (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AD%D9%85%D9%89)، فلمّا رأى الأنصار اشتداد المرض عليه أحاطوا بالمسجد، فخرج متوكئًا على علي والعبّاس والفضل أمامهما، فجلس في أسفل مرقاه من المنبر وقال للناس أنه ملاق ربه لا محال، فلم يسبق لنبي (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%86%D8%A8%D9%8A) قبله أن خلد في قومه حتى يخلد فيهم، وبعد أن أوصى المسلمين بالمهاجرين والأنصار خيرًا، توفي النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) يوم 8 يونيو (http://ar.wikipedia.org/wiki/8_%D9%8A%D9%88%D9%86%D9%8A%D9%88) سنة 632م (http://ar.wikipedia.org/wiki/632)، الموافق في 13 ربيع الأول (http://ar.wikipedia.org/wiki/13_%D8%B1%D8%A8%D9%8A%D8%B9_%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9% 88%D9%84) سنة 11 هـ (http://ar.wikipedia.org/wiki/11_%D9%87%D9%80)، وهو في الثالثة والستين من عمره، ودُفن ببيت زوجته عائشة (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B9%D8%A7%D8%A6%D8%B4%D8%A9_%D8%A8%D9%86%D8%AA_ %D8%A3%D8%A8%D9%8A_%D8%A8%D9%83%D8%B1) بجانب المسجد النبوي (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D8%AC%D8%AF_%D8%A7%D9%84% D9%86%D8%A8%D9%88%D9%8A)، وفي هذا الوقت كان الإسلام قد انتشر في شبه الجزيرة العربية (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B4%D8%A8%D9%87_%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%B2%D9%8A% D8%B1%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A%D 8%A9) بالكامل.
محمد رافع 52 10-11-2012, 07:44 PM عصر الخلفاء الراشدين (632–661)
http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/b/b9/Petra_Treasury.jpg/220px-Petra_Treasury.jpg (http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D9%85%D9%84%D9%81:Petra_Treasury. jpg&filetimestamp=20060117091148) (http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D9%85%D9%84%D9%81:Petra_Treasury. jpg&filetimestamp=20060117091148)
أنقاض مدينة البتراء (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%AA%D8%B1%D8%A7%D8%A1) القديمة، إحدى أول المدن الشاميّة التي سقطت بيد المسلمين الفاتحين في عهد الخليفة أبي بكر الصديق (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A3%D8%A8%D9%8A_%D8%A8%D9%83%D8%B1_%D8%A7%D9%84 %D8%B5%D8%AF%D9%8A%D9%82).
بعد وفاة محمد اختلف أتباعه على هوية الشخص الذي سيخلفه في الحكم، حيث اجتمع جماعة من المسلمين في سقيفة بني ساعدة (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B3%D9%82%D9%8A%D9%81%D8%A9_%D8%A8%D9%86%D9%8A_ %D8%B3%D8%A7%D8%B9%D8%AF%D8%A9)، فرشّح سعد بن عبادة (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B3%D8%B9%D8%AF_%D8%A8%D9%86_%D8%B9%D8%A8%D8%A7 %D8%AF%D8%A9) نفسه وأيده في ذلك الأنصار (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%86%D8%B5%D8%A7%D8%B1)، في حين رشح عمر بن الخطاب (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B9%D9%85%D8%B1_%D8%A8%D9%86_%D8%A7%D9%84%D8%AE %D8%B7%D8%A7%D8%A8) أبا بكر الصديق (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A3%D8%A8%D9%88_%D8%A8%D9%83%D8%B1) مؤكدًا على أحقية المهاجرين في الخلافة.
ولقي هذا الترشيح تأييد المسلمين ممن كانوا في السقيفة، في حين اعترض عليه لاحقًا مجموعة من المسلمين كانوا منشغلين بتجهيز جثمان محمد ودفنه؛ متمسكين بعلي بن أبي طالب (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B9%D9%84%D9%8A_%D8%A8%D9%86_%D8%A3%D8%A8%D9%8A _%D8%B7%D8%A7%D9%84%D8%A8) كخليفة نظرًا لقرابته ومكانته من محمد، ويضيف بعض المؤرخين لهذة الأسباب مبايعة المسلمين له في غدير خم (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%BA%D8%AF%D9%8A%D8%B1_%D8%AE%D9%85) وإن كان هناك خلاف حول صحة وقوع هذا الحدث. بعد استقرار الأمر لأبي بكر في المدينة، عمل على حمايتها ومحاربة بعض القبائل التي ارتدت عن الإسلام بعد وفاة النبي، وفي أيامه كان ظهور مسيلمة الكذاب (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%B3%D9%8A%D9%84%D9%85%D8%A9_%D8%A7%D9%84% D9%83%D8%B0%D8%A7%D8%A8) الذي ادعى النبوة، فأرسل إليه من حاربه وقتله، وعُرفت هذه الحروب "بحروب الردة (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AD%D8%B1%D9%88%D8%A8_%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%AF% D8%A9)"، وكذلك ادعت سجاح بنت الحارث (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B3%D8%AC%D8%A7%D8%AD) النبوة وبقيت على ذلك إلى خلافة معاوية بن أبي سفيان (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%B9%D8%A7%D9%88%D9%8A%D8%A9_%D8%A8%D9%86_ %D8%A3%D8%A8%D9%8A_%D8%B3%D9%81%D9%8A%D8%A7%D9%86) فأسلمت وحسن إسلامها. ولم يكد أبو بكر يفرغ من قتال المرتدين حتى وجّه جيوشه لفتح البلاد الواقعة خارج شبه الجزيرة العربية (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B4%D8%A8%D9%87_%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%B2%D9%8A% D8%B1%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A%D 8%A9)، فوجّه عدّة جيوش إلى بلاد الشام (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A8%D9%84%D8%A7%D8%AF_%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%A7% D9%85)، وولّى عليها كلها أبا عبيدة بن الجراح (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A3%D8%A8%D9%88_%D8%B9%D8%A8%D9%8A%D8%AF%D8%A9_ %D8%A8%D9%86_%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%B1%D8%A7%D8%AD) ، وكان منها سرية كان قد أعدها محمد قبل مماته بقيادة أسامة بن زيد (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A3%D8%B3%D8%A7%D9%85%D8%A9_%D8%A8%D9%86_%D8%B2 %D9%8A%D8%AF) لمحاربة الروم (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%B1%D9%88%D9%85) رغم اعتراض البعض لصغر سن قائدها.
وكان أول اصطدام هو الذي وقع في وادي عربة (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%88%D8%A7%D8%AF%D9%8A_%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D8%A9) جنوبي البحر الميت (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%AD%D8%B1_%D8%A7%D9%84%D9%85% D9%8A%D8%AA)، فانتصرت فيه الحملة العربية بقيادة يزيد على قوّات البيزنطيين التي تراجعت نحو غزة (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%BA%D8%B2%D8%A9). ولمّا بلغت هرقل (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%87%D8%B1%D9%82%D9%84)، إمبراطور الروم، أنباء المعارك الأولى التي خاضتها القوات العربية في الشام، أسرع إلى الجنوب حيث نظّم خطة الدفاع، وولّى أخاه ثيودورس قائدًا على جيش الروم، فأرسل أبو بكر إلى خالد بن الوليد (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AE%D8%A7%D9%84%D8%AF_%D8%A8%D9%86_%D8%A7%D9%84 %D9%88%D9%84%D9%8A%D8%AF) الذي كان يُقاتل الفرس (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%81%D8%B1%D8%B3) في العراق (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A7%D9%82) يطلب إليه أن يسرع إلى نجدة القوات العربية في الشام، فلبّى خالد طلبه بعد أن كانت مدينة الحيرة (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%8A%D8%B1%D8%A9) قد استسلمت له، فكانت بذلك أول غنيمة نالها المسلمون خارج شبه الجزيرة العربية. ما كاد خالد يبلغ بصرى (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A8%D8%B5%D8%B1%D9%89) حتى اجتمع قوّاد القوات العربية وأمروه عليهم، فرتب الجيش ترتيبًا جديدًا، وبدأت الغارات المنظمة على مدن الشام. وبتاريخ 8 أغسطس (http://ar.wikipedia.org/wiki/8_%D8%A3%D8%BA%D8%B3%D8%B7%D8%B3) سنة 634م (http://ar.wikipedia.org/wiki/634)، مرض أبو بكر مرضًا شديدًا، فأدرك دنوّ أجله وأقدم على إعلان خلافة عمر بن الخطاب (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B9%D9%85%D8%B1_%D8%A8%D9%86_%D8%A7%D9%84%D8%AE %D8%B7%D8%A7%D8%A8) كي لا يصبح هناك شقاق بين المسلمين بعد وفاته، على الرغم من أن الجدال كان قائمًا عما إذا كان ينبغي أن يتولى علي بن أبي طالب (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B9%D9%84%D9%8A_%D8%A8%D9%86_%D8%A3%D8%A8%D9%8A _%D8%B7%D8%A7%D9%84%D8%A8) الخلافة أم لا. توفي أبو بكر يوم الإثنين في 23 أغسطس (http://ar.wikipedia.org/wiki/23_%D8%A3%D8%BA%D8%B3%D8%B7%D8%B3) من نفس السنة ودُفن إلى جانب النبي محمد.
http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/4/4b/Battlefield_of_yarmouk-mohammad_adil.jpg/220px-Battlefield_of_yarmouk-mohammad_adil.jpg (http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D9%85%D9%84%D9%81:Battlefield_of_ yarmouk-mohammad_adil.jpg&filetimestamp=20080918150352) (http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D9%85%D9%84%D9%81:Battlefield_of_ yarmouk-mohammad_adil.jpg&filetimestamp=20080918150352)
موقع معركة اليرموك (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%B9%D8%B1%D9%83%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D9%8A% D8%B1%D9%85%D9%88%D9%83) التي فتحت الباب على مصراعيه أمام المسلمين لفتح بلاد الشام (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A8%D9%84%D8%A7%D8%AF_%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%A7% D9%85).
تولّى عمر بن الخطاب (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B9%D9%85%D8%B1_%D8%A8%D9%86_%D8%A7%D9%84%D8%AE %D8%B7%D8%A7%D8%A8) الخلافة بعد وفاة أبو بكر، فتابع الفتوحات التي بدأها المسلمون في عصر سلفه، فسقطت مدينة بصرى (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A8%D8%B5%D8%B1%D9%89) ثم تبعتها فحل (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%81%D8%AD%D9%84) على ضفة الأردن الشرقية (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%86%D9%87%D8%B1_%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B1%D8%AF% D9%86). وبعد حصار ستة أشهر استسلمت دمشق (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AF%D9%85%D8%B4%D9%82) بعد أن غادرتها حاميتها البيزنطية. وقد أعطى خالد بن الوليد أهل دمشق أمانًا على أنفسهم وأولادهم وأموالهم وكنائسهم وبيوتهم ما داموا يؤدون الجزية. ودخلت القوى العربية حمص (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AD%D9%85%D8%B5) وحماة (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AD%D9%85%D8%A7%D8%A9)، ولكن أنباء الحشد الكبير الذي أعده هرقل (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%87%D8%B1%D9%82%D9%84)، بقيادة أخيه ثيودورس في فلسطين (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%81%D9%84%D8%B3%D8%B7%D9%8A%D9%86)، والذي قيل أنه وصل في تعداده إلى 100,000 رجل، جعلت خالدًا يتخلّى عن بعض المدن الشاميّة ليواجه جيش الروم في وقعة حاسمة، فانحدر إلى وادي اليرموك (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%B1%D9%85%D9%88%D9%83) الذي يصب نهره في الأردن، وجمع جيوشه كلها وعسكر بها على مرتفع جنوبيّ النهر، فكان النهر فاصلاً بين جيوشه وبين الروم، فإذا هاجمها العدوّ استطاعت أن تنجو بنفسها إلى الصحراء (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B5%D8%AD%D8%B1%D8%A7%D8%A1) التي تمتد ورائها، فيتعذر على الروم اللحاق بها. ولكن ما أن انجلى غبار المعركة الكبرى التي نشبت بين الفريقين حتى ظهرت هزيمة البيزنطيين في فرار عدد من كتائب الجيش وفي كثرة الجرحى والقتلى. وكان من بين القتلى ثيودورس نفسه.
وفي الوقت نفسه توجهت قوة عربية بقيادة أبي عبيدة بن الجرّاح إلى سهل البقاع (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B3%D9%87%D9%84_%D8%A7%D9%84%D8%A8%D9%82%D8%A7% D8%B9)، ورابطت خارج أسوار بعلبك (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A8%D8%B9%D9%84%D8%A8%D9%83)، وبعد حصار طويل وقتال شديد استسلمت الحامية البيزنطية في المدينة. وتوجهت قوة عربية أخرى بقيادة يزيد بن أبي سفيان (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%8A%D8%B2%D9%8A%D8%AF_%D8%A8%D9%86_%D8%A3%D8%A8 %D9%8A_%D8%B3%D9%81%D9%8A%D8%A7%D9%86) إلى سواحل لبنان (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%84%D8%A8%D9%86%D8%A7%D9%86)، فتم الاستيلاء على صور (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B5%D9%88%D8%B1) وصيدا (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B5%D9%8A%D8%AF%D8%A7) وبيروت (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A8%D9%8A%D8%B1%D9%88%D8%AA) وجبيل (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AC%D8%A8%D9%8A%D9%84) وعرقة (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B9%D8%B1%D9%82%D8%A9) صلحًا.
http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/e/e5/Ctesiphon%2C_Iraq_%282117465493%29.jpg/220px-Ctesiphon%2C_Iraq_%282117465493%29.jpg (http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D9%85%D9%84%D9%81:Ctesiphon,_Iraq _(2117465493).jpg&filetimestamp=20080203095111) (http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D9%85%D9%84%D9%81:Ctesiphon,_Iraq _(2117465493).jpg&filetimestamp=20080203095111)
أنقاض إيوان كسرى (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A5%D9%8A%D9%88%D8%A7%D9%86_%D9%83%D8%B3%D8%B1% D9%89)، قصر السلالة الساسانية، في المدائن (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AF%D8%A7%D8%A6%D9%86) بالعراق (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A7%D9%82).
كانت الحملة العربية في العراق (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A7%D9%82) بقيادة سعد بن أبي وقّاص (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B3%D8%B9%D8%AF_%D8%A8%D9%86_%D8%A3%D8%A8%D9%8A _%D9%88%D9%82%D8%A7%D8%B5) تُنازل جيش الفرس بقيادة القائد رستم فرخزاد (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B1%D8%B3%D8%AA%D9%85_%D9%81%D8%B1%D8%AE%D8%B2% D8%A7%D8%AF)، في معركة القادسية (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%B9%D8%B1%D9%83%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D9%82% D8%A7%D8%AF%D8%B3%D9%8A%D8%A9) قرب الحيرة. وكانت النتيجة أن قُتل رستم وتشتت الجيش الفارسي ومضى سعد بجيشه إلى المدائن (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AF%D8%A7%D8%A6%D9%86) عاصمة الفرس، فدخلها بعد أن فرّ منها يزدجرد الثالث (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%8A%D8%B2%D8%AF%D8%AC%D8%B1%D8%AF_%D8%A7%D9%84% D8%AB%D8%A7%D9%84%D8%AB) آخر الأكاسرة الساسانيين (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B3%D8%A7%D8%B3%D8%A7%D9%86%D9%8A%D9%88%D9%86)، مع فلول من الجيش، ولكن سعدًا طاردهم من مدينة إلى مدينة حتى اشتبك معهم في آخر واقعة كبيرة وهي معركة نهاوند (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%B9%D8%B1%D9%83%D8%A9_%D9%86%D9%87%D8%A7% D9%88%D9%86%D8%AF).
وكانت مقاومة الفرس أشد من مقاومة الروم في الشام، فكثرت المعارك، وكثرت الضحايا، ولم يتم فتح فارس (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A8%D9%84%D8%A7%D8%AF_%D9%81%D8%A7%D8%B1%D8%B3) إلا عام 640م (http://ar.wikipedia.org/wiki/640).
وكان العرب قد اتخذوا الكوفة (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%83%D9%88%D9%81%D8%A9) معسكرًا يوجهون منه القوّات لإخضاع الفرس الذين كانت تتجدد مقاومتهم، حتى تم إخضاع الأقاليم الشرقية كخراسان (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AE%D8%B1%D8%A7%D8%B3%D8%A7%D9%86) ومنها تقدموا إلى ما وراء النهر (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%A7_%D9%88%D8%B1%D8%A7%D8%A1_%D8%A7%D9%84 %D9%86%D9%87%D8%B1) وفتحوا بعد ذلك أذربيجان (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A3%D8%B0%D8%B1%D8%A8%D9%8A%D8%AC%D8%A7%D9%86) وأرمينيا (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A3%D8%B1%D9%85%D9%8A%D9%86%D9%8A%D8%A7) وكامل القوقاز (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%82%D9%88%D9%82%D8%A7%D8%B2). وانطلق عمرو بن العاص (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B9%D9%85%D8%B1%D9%88_%D8%A8%D9%86_%D8%A7%D9%84 %D8%B9%D8%A7%D8%B5) من القدس (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%AF%D8%B3) إلى مصر (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%B5%D8%B1)، بعد أن شاور الخليفة، سالكًا الطريق التي سلكها قبله قمبيز (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%82%D9%85%D8%A8%D9%8A%D8%B2) والإسكندر الأكبر (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%83%D9%86%D8%AF%D8%B1_% D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%83%D8%A8%D8%B1).
واصطدمت القوة العربية بالروم في مدينة الفرماء، مدخل مصر الشرقية، فسقطت المدينة بيد عمرو، ثم تبعتها بلبيس (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A8%D9%84%D8%A8%D9%8A%D8%B3). وكان المقوقس (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%83%D9%8A%D8%B1%D8%B3_(%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%82 %D9%88%D9%82%D8%B3))، عامل الروم على مصر، قد تحصن بحصن إزاء جزيرة الروضة (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AC%D8%B2%D9%8A%D8%B1%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%B1% D9%88%D8%B6%D8%A9) على النيل (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%8A%D9%84)، ورابط عمرو في عين شمس (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B9%D9%8A%D9%86_%D8%B4%D9%85%D8%B3).
ولما وصلت الإمدادات من الخليفة عمر، تقاتل الفريقان في منتصف الطريق بين المعسكرين، فانهزم المقوقس واحتمى بالحصن، ولمّا ضيّق عمرو عليه الحصار اضطر إلى القبول بدفع الجزية.
وتابع عمرو استيلائه على المدن المصرية، ولم يبق إلا الإسكندرية (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%83%D9%86%D8%AF%D8%B1%D 9%8A%D8%A9) قصبة الديار المصرية وثانية حواجز الإمبراطورية البيزنطية (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%85%D8%A8%D8%B1%D8%A7%D8%B7%D 9%88%D8%B1%D9%8A%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%A8%D9%8A%D8 %B2%D9%86%D8%B7%D9%8A%D8%A9).
وكان الاسطول البيزنطي يحميها من البحر، ولكن شدّة الغارات البريّة العربية، وموت هرقل وارتقاء ابنه قسطنطين الثاني (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%82%D8%B3%D8%B7%D9%86%D8%B7%D9%8A%D9%86_%D8%A7% D9%84%D8%AB%D8%A7%D9%86%D9%8A) عرش الإمبراطورية وكان حديث السن، جعلت الروم يوافقون على شروط الصلح، فجلت قواتهم وأسطولهم عن المدينة ودخلها المسلمين فاتحين، وأطلقوا الحرية الدينية للأقباط (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%83%D9%86%D9%8A%D8%B3%D8%A9_%D9%82%D8%A8%D8%B7% D9%8A%D8%A9) وأمّنوهم على ممتلكاتهم وأرواحهم. وبتاريخ 1 نوفمبر (http://ar.wikipedia.org/wiki/1_%D9%86%D9%88%D9%81%D9%85%D8%A8%D8%B1) سنة 644م (http://ar.wikipedia.org/wiki/644)، الموافق في 24 ذي الحجة (http://ar.wikipedia.org/wiki/24_%D8%B0%D9%88_%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%AC%D8%A9) سنة 23هـ (http://ar.wikipedia.org/wiki/23%D9%87%D9%80)، طُعن عمر بن الخطاب على يد أبو لؤلؤة الفارسي (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A3%D8%A8%D9%88_%D9%84%D8%A4%D9%84%D8%A4%D8%A9) وهو يُصلي، ولم يلبث طويلاً حتى فارق الحياة في 7 نوفمبر (http://ar.wikipedia.org/wiki/7_%D9%86%D9%88%D9%81%D9%85%D8%A8%D8%B1) من نفس السنة، ودُفن إلى جانب النبي محمد (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF) وأبي بكر (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A3%D8%A8%D9%8A_%D8%A8%D9%83%D8%B1). وكان عمر أوّل من حمل لقب "أمير المؤمنين (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A3%D9%85%D9%8A%D8%B1_%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%A4% D9%85%D9%86%D9%8A%D9%86)"، وبلغ عدد المدن التي افتتحت في خلافته حوالي 4050 مدينة، وفي عهده دوّنت الدواوين وأُنشئ البريد ووُضع التاريخ الهجري.
http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/d/d4/Quran_of_Caliph_Uthman_reign-mohammad_adil_rais.JPG/220px-Quran_of_Caliph_Uthman_reign-mohammad_adil_rais.JPG (http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D9%85%D9%84%D9%81:Quran_of_Caliph _Uthman_reign-mohammad_adil_rais.JPG&filetimestamp=20100606132830) (http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D9%85%D9%84%D9%81:Quran_of_Caliph _Uthman_reign-mohammad_adil_rais.JPG&filetimestamp=20100606132830)
مصحف عثمان (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%B5%D8%AD%D9%81_%D8%B9%D8%AB%D9%85%D8%A7% D9%86)، إحدى أقدم النسخ من القرآن الباقية حتى اليوم.
وبعد عمر بن الخطاب بويع عثمان بن عفّان (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B9%D8%AB%D9%85%D8%A7%D9%86_%D8%A8%D9%86_%D8%B9 %D9%81%D8%A7%D9%86) خليفة للمسلمين،وأشهر ما حدث في خلافته فتح شمال أفريقيا (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B4%D9%85%D8%A7%D9%84_%D8%A3%D9%81%D8%B1%D9%8A% D9%82%D9%8A%D8%A7) وغزو سواحل شبه الجزيرة الأيبيرية (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B4%D8%A8%D9%87_%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%B2%D9%8A% D8%B1%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%8A%D8%A8%D9%8A%D 8%B1%D9%8A%D8%A9) وجزيرة قبرص (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%82%D8%A8%D8%B1%D8%B5) ونسخ القرآن (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86) الذي جُمع في خلافة أبي بكر (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A3%D8%A8%D9%8A_%D8%A8%D9%83%D8%B1) وإرسال نسخ منه إلى جميع البلدان المفتوحة حديثًا وحرق ما سواه من النسخ. وفي عهد عثمان بدت بوادر الانشقاق بين الهاشميين (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A8%D9%86%D9%88_%D9%87%D8%A7%D8%B4%D9%85) والأمويين (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A8%D9%86%D9%88_%D8%A3%D9%85%D9%8A%D8%A9)، ذلك أن عثمانًا أوكل بعض الأمور إلى نفر من أهله وأقاربه، فعزل أغلب الولاة وولّى الكوفة (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%83%D9%88%D9%81%D8%A9) الوليد بن عقبة (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%88%D9%84%D9%8A%D8%AF_%D8%A8%D9%86_ %D8%B9%D9%82%D8%A8%D8%A9)، وكان أخاه من أمه؛ وعزل عمرو بن العاص (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B9%D9%85%D8%B1%D9%88_%D8%A8%D9%86_%D8%A7%D9%84 %D8%B9%D8%A7%D8%B5) عن مصر (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%B5%D8%B1) وولاها عبد الله بن أبي السرح العامري (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B9%D8%A8%D8%AF_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87_%D8%A8 %D9%86_%D8%A3%D8%A8%D9%8A_%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%B1 %D8%AD)، وكان أخا عثمان من الرضاعة؛ وعزل أبا موسى الأشعري (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A3%D8%A8%D9%88_%D9%85%D9%88%D8%B3%D9%89_%D8%A7 %D9%84%D8%A3%D8%B4%D8%B9%D8%B1%D9%8A) عن البصرة (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%B5%D8%B1%D8%A9) وولاها ابن خاله عبد الله بن عامر (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B9%D8%A8%D8%AF_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87_%D8%A8 %D9%86_%D8%B9%D8%A7%D9%85%D8%B1_%D8%A8%D9%86_%D9%8 3%D8%B1%D9%8A%D8%B2)، فنقم عليه كثير من الناس وأتت المدينة المنورة (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AF%D9%8A%D9%86%D8%A9_%D8%A7% D9%84%D9%85%D9%86%D9%88%D8%B1%D8%A9) وفود من مصر (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%B5%D8%B1) والكوفة (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%83%D9%88%D9%81%D8%A9) والعراق (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A7%D9%82) وحاصروا مقر الخليفة، فدافع عنه بعض الصحابة مثل محمد بن أبي بكر (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF_%D8%A8%D9%86_%D8%A3%D8%A8 %D9%8A_%D8%A8%D9%83%D8%B1) والحسن (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B3%D9%86_%D8%A8%D9%86_%D8%B9 %D9%84%D9%8A_%D8%A8%D9%86_%D8%A3%D8%A8%D9%8A_%D8%B 7%D8%A7%D9%84%D8%A8) والحسين (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B3%D9%8A%D9%86_%D8%A8%D9%86_ %D8%B9%D9%84%D9%8A_%D8%A8%D9%86_%D8%A3%D8%A8%D9%8A _%D8%B7%D8%A7%D9%84%D8%A8) ابنيّ علي بن أبي طالب (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B9%D9%84%D9%8A_%D8%A8%D9%86_%D8%A3%D8%A8%D9%8A _%D8%B7%D8%A7%D9%84%D8%A8) وعبد الله بن الزبير (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B9%D8%A8%D8%AF_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87_%D8%A8 %D9%86_%D8%A7%D9%84%D8%B2%D8%A8%D9%8A%D8%B1)، ولكنهم لم يتمكنوا من حمايته فقُتل على يد الثوّار في داره بتاريخ 17 يوليو (http://ar.wikipedia.org/wiki/17_%D9%8A%D9%88%D9%84%D9%8A%D9%88) سنة 656م (http://ar.wikipedia.org/wiki/656)، الموافق في 18 ذي الحجة (http://ar.wikipedia.org/wiki/18_%D8%B0%D9%88_%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%AC%D8%A9) سنة 35هـ (http://ar.wikipedia.org/wiki/35%D9%87%D9%80)، ودُفن في مقبرة البقيع (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D9%82%D8%A8%D8%B1%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%A8% D9%82%D9%8A%D8%B9).
بعد مقتل عثمان حصلت البيعة لعليّ بن أبي طالب (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B9%D9%84%D9%8A_%D8%A8%D9%86_%D8%A3%D8%A8%D9%8A _%D8%B7%D8%A7%D9%84%D8%A8)، فبايعه جميع من كان في المدينة من الصحابة (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%AD%D8%A7%D8%A8%D8%A9) والتابعين (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%A7%D8%A8%D8%B9%D9%8A%D9%86) والثوّار. يروى إنه كان كارهًا للخلافة في البداية واقترح أن يكون وزيرًا أو مستشارًا إلا أن بعض الصحابة حاولوا إقناعه فضلا عن تأييد الثوار له، ويروي ابن خلدون (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D8%A8%D9%86_%D8%AE%D9%84%D8%AF%D9%88%D9%86) والطبري (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%B7%D8%A8%D8%B1%D9%8A) أنه قبل خشية حدوث شقاق بين المسلمين.
ومنذ اللحظة الأولى في خلافته أعلن علي أنه سيطبق مبادئ الإسلام وترسيخ العدل والمساواة بين الجميع بلا تفضيل أو تمييز، كما صرح بأنه سيسترجع كل الأموال التي اقتطعها عثمان لأقاربه والمقربين له من بيت المال، فأقدم في سنة 36 هـ (http://ar.wikipedia.org/wiki/36_%D9%87%D9%80) على عزل الولاة الذين عينهم عثمان وتعيين ولاة آخرين يثق بهم، مخالفًا بذلك نصيحة بعض الصحابة مثل ابن عباس (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D8%A8%D9%86_%D8%B9%D8%A8%D8%A7%D8%B3) والمغيرة بن شعبة (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%BA%D9%8A%D8%B1%D8%A9_%D8%A8% D9%86_%D8%B4%D8%B9%D8%A8%D8%A9) الذين نصحوه بالتروي في اتخاذ القرار.
وبعد بضعة أشهر من استلامه الحكم، طالبت عائشة بنت أبي بكر (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B9%D8%A7%D8%A6%D8%B4%D8%A9_%D8%A8%D9%86%D8%AA_ %D8%A3%D8%A8%D9%8A_%D8%A8%D9%83%D8%B1) وزوجة النبي محمد (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF)، طالبت الأخذ بثأر عثمان، وانضم إليها طلحة (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B7%D9%84%D8%AD%D8%A9_%D8%A8%D9%86_%D8%B9%D8%A8 %D9%8A%D8%AF_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87) والزبير بن العوام (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%B2%D8%A8%D9%8A%D8%B1_%D8%A8%D9%86_ %D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%88%D8%A7%D9%85) وساروا ومن تبعهم إلى البصرة (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%B5%D8%B1%D8%A9) للاستيلاء عليها، فلحقهم علي وحصلت بين الفريقين معركة الجمل (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%B9%D8%B1%D9%83%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%AC% D9%85%D9%84) المشهورة، فانتصر علي ومن معه وقُتل طلحة وولى الزبير ومن بقي معه إلى المدينة، وأرسل علي عائشة إلى المدينة مع أخاها محمد بن أبي بكر (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF_%D8%A8%D9%86_%D8%A3%D8%A8 %D9%8A_%D8%A8%D9%83%D8%B1)، وبذلك انتهت الفتنة في هذه الجهة. ثم جمع علي جيوشه لقتال معاوية بن أبي سفيان والي بلاد الشام لامتناعه عن مبايعته ومطالبته بأخذ ثأر عثمان، فوقعت بين الفريقين معركة صفين (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%B9%D8%B1%D9%83%D8%A9_%D8%B5%D9%81%D9%8A% D9%86) الشهيرة، وبعدها اتفق علي مع معاوية أن يعين كل منهما حكمًا من طرفه ليفصلا الخلاف، وتهادنا على ذلك وحررا به عهدًا بين أبي موسى الأشعري بالنيابة عن علي وعمرو بن العاص بالنيابة عن معاوية، واجتمع الحكمان لإيجاد حل للنزاع، فدار بينهما جدال طويل، واتفقا في النهاية على خلع معاوية وعلي وترك الأمر للمسلمين لاختيار الخليفة. خرج الحكمان للناس لإعلان النتيجة التي توصلا إليها، فأعلن أبي موسى الأشعري خلع علي ومعاوية، لكن عمرو بن العاص أعلن خلع علي وتثبيت معاوية.
بعد حادثة التحكيم عاد القتال من جديد واستطاع معاوية أن يحقق بعض الانتصارات وضم عمرو بن العاص مصر بالإضافة إلى الشام وقتل واليها محمد بن أبي بكر (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF_%D8%A8%D9%86_%D8%A3%D8%A8 %D9%8A_%D8%A8%D9%83%D8%B1). ورغم أن علي لم يقم بأي فتوحات طوال فترة حكمه إلا أنها اتصفت بالكثير من المنجزات المدنية والحضارية منها تنظيم الشرطة (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B4%D8%B1%D8%B7%D8%A9_(%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7 %D9%85)) وإنشاء مراكز متخصصة لخدمة العامة كدار المظالم ومربد الضوال وبناء السجون.
وأمر أبا الأسود الدؤلي (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A3%D8%A8%D9%8A_%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B3%D9%88% D8%AF_%D8%A7%D9%84%D8%AF%D8%A4%D9%84%D9%8A) بتشكيل حروف القرآن (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86) لأول مرة
http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/a/a3/Meshed_ali_usnavy_%28PD%29.jpg/220px-Meshed_ali_usnavy_%28PD%29.jpg (http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D9%85%D9%84%D9%81:Meshed_ali_usna vy_(PD).jpg&filetimestamp=20100723163103) (http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D9%85%D9%84%D9%81:Meshed_ali_usna vy_(PD).jpg&filetimestamp=20100723163103)
مسجد الإمام علي بالنجف (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%B3%D8%AC%D8%AF_%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%85% D8%A7%D9%85_%D8%B9%D9%84%D9%8A_%D8%A8%D8%A7%D9%84% D9%86%D8%AC%D9%81) حيث دُفن علي بن أبي طالب حسب الرواية الشيعية.
وبتاريخ 24 يناير (http://ar.wikipedia.org/wiki/24_%D9%8A%D9%86%D8%A7%D9%8A%D8%B1) سنة 661م (http://ar.wikipedia.org/wiki/661)، الموافق في 17 رمضان (http://ar.wikipedia.org/wiki/17_%D8%B1%D9%85%D8%B6%D8%A7%D9%86) سنة 40هـ (http://ar.wikipedia.org/wiki/40%D9%87%D9%80)، كان علي يؤم المسلمين بصلاة الفجر (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B5%D9%84%D8%A7%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%AC% D8%B1) في مسجد الكوفة (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%B3%D8%AC%D8%AF_%D8%A7%D9%84%D9%83%D9%88% D9%81%D8%A9)، وأثناء الصلاة (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%84%D8%A7%D8%A9) ضربه عبد الرحمن بن ملجم (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B9%D8%A8%D8%AF_%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%AD%D9%85% D9%86_%D8%A8%D9%86_%D9%85%D9%84%D8%AC%D9%85) بسيف مسموم على رأسه، وتقول بعض الروايات أن علي بن أبي طالب كان في الطريق إلى المسجد حين قتله بن ملجم،فحُمل إلى بيته وجيء له بالأطباء الذين عجزوا عن معالجته فتوفي بعدها بثلاثة أيام، تحديدًا ليلة 21 رمضان (http://ar.wikipedia.org/wiki/21_%D8%B1%D9%85%D8%B6%D8%A7%D9%86) سنة 40 هـ (http://ar.wikipedia.org/wiki/40_%D9%87%D9%80) عن عمر يناهز 64 سنة حسب بعض الأقوال.
واختُلف في المحل الذي دُفن فيه.
محمد رافع 52 10-11-2012, 07:58 PM 601ـ من أول من دل على تركيب الأفلاك وعلومها ؟
سيدنا ادريس عليه السلام .
602ـ من أول من أضاف المنارات بقباء المساجد ؟
عمر بن عبدالعزيز وذلك عام 91هـ وقد استحدث المحراب لأول مرة
603ـ من أول مولود في الإسلام بعد الهجرة ؟
عبد الله بن الزبير
604ـ من أول من حفر بئر زمزم ؟
قصي بن كلاب .
605ـ ما أول أحاديث صحيح البخاري وما أخرها ؟
أولها ( إنما الأعمال بالنيات ) أخرها ( كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان بالميزان )
606ـ من أول مرضعة للرسول صلى الله عليه وسلم ؟
ثويبة .
607ـ ما أول مسجد بني في الإسلام بمآذنه ؟
الجامع الأموي وبناه عبد الملك بن مروان .
608ـ ما أول سورة نزلت بعد الهجرة ؟
البقرة .
609ـ من أول من سن رحلتا الشتاء والصيف ؟
هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب .
610ـ من أول من كسى الكعبة ؟
أسعد الحميري : تيان أسعد أبوعرب
611ـ من أول من استشهد يوم بدر ؟ ومن قتله ؟
مهجع مولى عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، قتله عامر بن الحضرمي .
612ـ من أول من أفتى من الصحابة رضي الله عنهم ؟
أبو بكر الصديق رضي الله عنه .
613ـ من أول من أذن في بلاد الروم ؟
عبد الله بن طيب رضي الله عنه .
614ـ من أول من قسم الميراث في الجاهلية للذكر مثل حظ الأنثيين ؟
عامر بن جثم اليشكري .
615ـ ما الاسم الذي يعرف به مسجد القبلتين بالمدينة المنورة ؟
مسجد بني سلمه .
616ـ من أصحاب الأيكة وأين كان سكنهم ؟
هم قوم شعيب وكانوا يسكنون مدين وهي قرية من أرض معان من أطراف الشام مما يلي ناحية الحجاز قريباً من بحيرة لوط .
617ـ قوم هود أين كان سكنهم ؟
بالاحقاف باليمن وهم عاد الأولى الذين كانوا يسكنون الخيام ذوات الأعمدة الضخمة .
618ـ كم كان عمر الرسول صلى الله عليه وسلم حين بعث للرسالة ؟
40 عاماً .
619ـ متى طبع القرآن الكريم لأول مرة ؟
عام 1113 في هامبورج بألمانيا .
620ـ متى كانت بيعة العقبة الأولى ؟
سنة 12 للبعثة
621- ما أول ما يقضي بين الناس يوم القيامة ؟
الدماء
622- ذكر في القرآن الكريم للريح اسم فما هو هذا الاسم ؟
الذاريات
623- من هو حواري الرسول صلى الله علية وسلم ؟
الزبير بن العوام
624- من هو الصحابي الذي صاحب الرسول عند خروجة إلى الطائف ؟
زيد بن الحارثة
625- من أسماء ملائكة العذاب التي ذكرت في سورة العلق ؟
الزبانية
626- من أول من اسلم من الموالي ؟
زيد بن الحارثة
627- من هو زوج الصحابية أسماء بنت أبي بكر رضى الله عنهما ؟
الزبير بن العوام
628- بما ذا كان يلقب على بن الحسين بن على بن أبي طالب ؟
زين العابدين
629- من أشر النااس عند الله منزلة يوم القيامة ؟
رجل يفضي إلى امرأته وتفضي اليه ثم ينشر سرها
630- من هو الصحابي الذي أشار بحفر الخندق ؟
سلمان الفارسي
631- من هو الصحابي الذي اهتز لموتة عرش الرحمن ؟
سعد بن معاذ رضي الله عنه
632- من هو أول من رمى سهم في سبيل الله و الملقب بذي (( العمامة )) ؟
سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه
633- ما عدد المصاحف التي كتبت في عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه ؟
سبع
634- الصحراء الذي أقام فيها موسي مع قومة بعد أن نجاهم الله من فرعون ؟
سيناء
635- من هي زوجة إبراهيم وأم إسحاق عليهما السلام ؟
سارة
636- صحابي جليل لقب (( الباحث عن الحقيقة )) فمن هو ؟
سلمان الفارسي رضي الله عنه
637- إلي أين كانت رحلة الصيف لأهل مكة ؟
الشام
638- إلى أين كانت رحلة الشتاء لأهل مكة ؟
اليمن
639- بما ذا لقب حسان بن ثابت الأنصاري رضي الله عنة ؟
شاعر الرسول صلى الله علية وسلم
640- ماهو الاسم الحقيقي لابن قيم الجوزية رحمة الله ؟
شمس الدين محمد بن ابي بكر
641- من المرأة التي حرم الله عليها رائحة الجنة ؟
قال الرسول صلى الله علية وسلم : " ايما امرأة سألت زوجها الطلاق من غير ما بأس فحرام عليها رائحة الجنة "
642- بماذا لقب الإمام العلامة احمد بن تيميه ؟
شيخ الإسلام
643- ما هي آخر وصايا الرسول صلى الله علية وسلم قبل موتة ؟
الصلاة الصلاة وما ملكت أيمانكم
644- ما أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة ؟
الصلاة
645ـ ما حكم من اغتصب أرضاً ؟
طوقه الله إياه يوم القيامة من سبع أرضين
646- من سور القرآن الكريم التي بدأت بحرفين ؟
طه
647- ما أجر من صام يوماً في سبيل الله ؟
بعد الله وجهه عن النار سبعين خريفاً
648- من هو قائد رماة المسلمين في معركة احد ؟
عبد الله بن جبير
649- من هو الصحابي الذي قال الرسول صلى الله عليه وسلم انه سيطأ الجنة بعرجته ؟
عمر بن الجموح
650- بما ذا لقب الصحابي الجليل حنظلة بن عامر رضي الله عنه ؟
غسيل الملائكة
محمد رافع 52 10-11-2012, 08:18 PM http://www.eslam.de/begriffe/i/images/islam.gif
محمد رافع 52 10-11-2012, 08:19 PM http://im23.gulfup.com/2012-06-04/133882239214.jpg
محمد رافع 52 10-11-2012, 08:20 PM قوله تعالى :
أفمن شرح الله صدره للإسلام فهو على (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=2976&idto=2976&bk_no=48&ID=2423#docu)
نور من ربه فويل للقاسية قلوبهم من
ذكر الله أولئك في ضلال مبين .
قوله تعالى : أفمن شرح الله صدره للإسلام (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=2976&idto=2976&bk_no=48&ID=2423#docu)شرح فتح ووسع .
قال ابن عباس : وسع صدره للإسلام حتى ثبت فيه .
وقال السدي (http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=14468): وسع صدره بالإسلام للفرح به والطمأنينة إليه ، فعلى
هذا لا يجوز أن يكون هذا الشرح إلا بعد الإسلام ، وعلى الوجه الأول
يجوز أن يكون الشرح قبل الإسلام .
فهو على نور من ربه (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=2976&idto=2976&bk_no=48&ID=2423#docu)أي على هدى من ربه .
كمن طبع على قلبه وأقساه . ودل على هذا المحذوف قوله :
فويل للقاسية قلوبهم (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=2976&idto=2976&bk_no=48&ID=2423#docu)قال المبرد : يقال : قسا القلب إذا صلب ،
وكذلك عتا وعسا مقاربة لها . وقلب قاس أي : صلب لا يرق ولايلين .
والمراد بمن شرح الله صدره هاهنا فيما ذكر المفسرون علي وحمزة -
رضي الله عنهما . وحكى النقاش أنه عمر بن الخطاب - رضي الله
عنه - . وقال مقاتل : عمار بن ياسر (http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=56). وعنه أيضا والكلبي : رسول
الله صلى الله عليه وسلم . والآية عامة فيمن شرح الله صدره بخلق
الإيمان فيه . وروى مرة عن ابن مسعود قال :
قلنا : يا رسول الله ، قوله تعالى :
أفمن شرح الله صدره للإسلام فهو على نور من ربه (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=2976&idto=2976&bk_no=48&ID=2423#docu)
كيف انشرح صدره ؟ قال : إذا دخل النور القلب انشرح وانفتح .
قلنا : يا رسول الله ، وما علامة ذلك ؟ . قال : الإنابة إلى دار الخلود
، والتجافي عن دار الغرور ، والاستعداد للموت قبل نزوله وخرجه
الترمذي الحكيم (http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=14155)في نوادر الأصول من حديث ابن عمر : أن رجلا
قال : يا رسول الله ، أي المؤمنين أكيس ؟ قال : أكثرهم للموت ذكرا
، وأحسنهم له استعدادا ، وإذا دخل النور في القلب انفسح واستوسع .
قالوا : فما آية ذلك يا نبي الله ؟ قال : الإنابة إلى دار الخلود ،
والتجافي عن دار الغرور ، والاستعداد للموت قبل نزول الموت فذكر -
صلى الله عليه وسلم - خصالا ثلاثة ، ولا [ ص: 221 ]
شك أن من كانت فيه هذه الخصال فهو الكامل الإيمان ، فإن الإنابة
إنما هي أعمال البر ; لأن دار الخلود إنما وضعت جزاء لأعمال البر ،
ألا ترى كيف ذكره الله في مواضع في تنزيله ثم قال بعقب ذلك :
" جزاء بما كانوا يعملون " فالجنة جزاء الأعمال ، فإذا انكمش العبد
في أعمال البر فهو إنابته إلى دار الخلود ، وإذا خمد حرصه عن الدنيا
، ولها عن طلبها ، وأقبل على ما يغنيه منها فاكتفى به وقنع ، فقد
تجافى عن دار الغرور . وإذا أحكم أموره بالتقوى فكان ناظرا في كل
أمر ، واقفا متأدبا متثبتا حذرا يتورع عما يريبه إلى ما لا يريبه ، فقد
استعد للموت . فهذه علامتهم في الظاهر . وإنما صار هكذا لرؤية
الموت ، ورؤية صرف الآخرة عن الدنيا ، ورؤية الدنيا أنها دار
الغرور ، وإنما صارت له هذه الرؤية بالنور الذي ولج القلب .
وقوله تعالى : فويل للقاسية قلوبهم (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=2976&idto=2976&bk_no=48&ID=2423#docu)
قيل : المراد أبو لهب وولده ، ومعنى : " من ذكر الله " أن قلوبهم
تزداد قسوة من سماع ذكره . وقيل : إن من بمعنى عن ، والمعنى
قست عن قبول ذكر الله . وهذا اختيار الطبري . وعن أبي سعيد (http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=44)
الخدري أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال :
قال الله تعالى : اطلبوا الحوائج من السمحاء ؛ فإني جعلت فيهم
رحمتي ، ولا تطلبوها من القاسية قلوبهم ؛ فإني جعلت فيهم سخطي .
وقال مالك بن دينار : ما ضرب عبد بعقوبة أعظم من قسوة قلب ،
وما غضب الله على قوم إلا نزع الرحمة من قلوبهم .
محمد رافع 52 10-11-2012, 08:33 PM تبيين الكتاب بالسنة وما جاء في ذلك
قال الله تعالى :
وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=12&idto=12&bk_no=48&ID=13#docu)
[ النحل : 44 ] .
وقال تعالى :
فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=12&idto=12&bk_no=48&ID=13#docu)
[ النور : 63 ] .
وقال تعالى :
وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=12&idto=12&bk_no=48&ID=13#docu)
[ الشورى : 52 ] .
وفرض طاعته في غير آية من كتابه وقرنها بطاعته عز وجل ،
وقال تعالى :
وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=12&idto=12&bk_no=48&ID=13#docu)
[ الحشر : 7 ] .
ذكر ابن عبد البر (http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=13332)في كتاب العلم له عن عبد الرحمن
بن يزيد : أنه رأى محرما عليه ثيابه فنهى المحرم ;
فقال إيتني بآية من كتاب الله تنزع ثيابي ; قال :
فقرأ عليه وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=12&idto=12&bk_no=48&ID=13#docu).
وعن هشام بن جحير قال :
كان طاوس يصلي ركعتين بعد العصر ، فقال ابن عباس : اتركهما ; فقال : إنما نهى عنهما أن تتخذا
سنة ; فقال ابن عباس : قد نهى رسول الله - صلى
الله عليه وسلم - عن صلاة بعد العصر ، فلا أدري
أتعذب عليهما أم تؤجر ؟ لأن الله تعالى قال :
وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=12&idto=12&bk_no=48&ID=13#docu)
أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم
[ الأحزاب : 36 ] .
وروى أبو داود عن المقدام بن معديكرب (http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=241)عن رسول
الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال :
ألا وإني قد أوتيت الكتاب ومثله معه ألا يوشك رجل شبعان على أريكته يقول عليكم بهذا القرآن فما وجدتم فيه من حلال فأحلوه وما وجدتم فيه من حرام فحرموه ألا لا يحل لكم الحمار الأهلي ولا كل ذي ناب من السباع ولا لقطة معاهد إلا أن يستغني عنها صاحبها ومن نزل بقوم فعليهم أن يقروه فإن لم يقروه فله أن يعقبهم بمثل قراه
.قال الخطابي (http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=14228): قوله : أوتيت الكتاب ومثله معه يحتمل وجهين من
التأويل : أحدهما : أن معناه أنه أوتي من الوحي الباطن غير المتلو ،
مثل ما أعطي من الظاهر المتلو . والثاني : أنه أوتي
الكتاب وحيا
يتلى ، وأوتي من البيان مثله ، أي أذن له أن يبين ما في الكتاب فيعم
ويخص ويزيد عليه ويشرح ما في الكتاب ; فيكون في وجوب العمل
به ولزوم قبوله كالظاهر المتلو من القرآن . وقوله : " يوشك رجل
شبعان " الحديث . يحذر بهذا القول من مخالفة السنن التي سنها مما ليس له في القرآن ذكر على ما
ذهبت إليه الخوارج والروافض ،
فإنهم تعلقوا بظاهر القرآن وتركوا السنن التي قد ضمنت بيان
الكتاب ; قال : فتحيروا وضلوا ; قال : والأريكة : السرير ، ويقال :
إنه لا يسمى أريكة حتى يكون في حجلة قال : وإنما أراد بالأريكة
أصحاب الترفه والدعة الذين لزموا البيوت لم يطلبوا
العلم من مظانه . وقوله : إلا أن يستغني عنها صاحبها معناه أن يتركها
صاحبها لمن أخذها استغناء عنها ; كقوله : فكفروا وتولوا واستغنى (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=12&idto=12&bk_no=48&ID=13#docu)
الله معناه تركهم الله استغناء عنهم . وقوله : فله أن
يعقبهم بمثل قراه
هذا في حال المضطر الذي لا يجد طعاما ويخاف التلف
على نفسه ،
فله أن يأخذ من مالهم بقدر قراه عوض ما حرموا من قراه .
و ( يعقبهم ) يروى مشددا ومخففا من المعاقبة ، ومنه قوله تعالى :
وإن عاقبتم (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=12&idto=12&bk_no=48&ID=13#docu)أي فكانت الغلبة لكم فغنمتم منهم ، وكذلك لهذا أن يغنم
من أموالهم بقدر قراه . قال : وفي الحديث دلالة على أنه لا حاجة
بالحديث [ ص: 50 ] إلى أن يعرض على الكتاب ، فإنه مهما ثبت
عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان حجة بنفسه ; قال : فأما
ما رواه بعضهم أنه قال : ( إذا جاءكم الحديث فاعرضوه على كتاب الله فإن وافقه فخذوه وإن لم يوافقه فردوه )
فإنه حديث باطل لا أصل له .
ثم البيان منه - صلى الله عليه وسلم - على ضربين : بيان لمجمل في
الكتاب ، كبيانه للصلوات الخمس في مواقيتها وسجودها وركوعها
وسائر أحكامها ، وكبيانه لمقدار الزكاة ووقتها وما الذي تؤخذ منه
من الأموال وبيانه لمناسك الحج ; قال - صلى الله عليه وسلم - إذ
حج بالناس : خذوا عني مناسككم . وقال : صلوا كما رأيتموني أصلي . أخرجه البخاري (http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=12070).
وروى ابن المبارك عن عمران بن حصين أنه قال لرجل : إنك رجل
أحمق ، أتجد الظهر في كتاب الله أربعا لا يجهر فيها بالقراءة ! ثم
عدد عليه الصلاة والزكاة ونحو هذا ، ثم قال : أتجد هذا في كتاب الله
مفسرا ! إن كتاب الله تعالى أبهم هذا ، وإن السنة تفسر هذا .
وروى الأوزاعي عن حسان بن عطية قال : كان الوحي ينزل على
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ويحضره جبريل بالسنة التي
تفسر ذلك . وروى سعيد بن منصور (http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=16000): حدثنا عيسى بن يونس عن
الأوزاعي عن مكحول قال : القرآن أحوج إلى السنة من السنة إلى
القرآن . وبه عن الأوزاعي قال : قال يحيى بن أبى كثير : السنة
قاضية على الكتاب ، وليس الكتاب بقاض على السنة . قال الفضل
بن زياد : سمعت أبا عبد الله - يعني أحمد بن حنبل (http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=12251)- وسئل عن هذا
الحديث الذي روي أن السنة قاضية على الكتاب فقال : ما أجسر على
هذا أن أقوله ، ولكني أقول : إن السنة تفسر الكتاب وتبينه .
وبيان آخر وهو زيادة على حكم الكتاب كتحريم نكاح المرأة على
عمتها وخالتها ، وتحريم الحمر الأهلية وكل ذي ناب من السباع ،
والقضاء باليمين مع الشاهد وغير ذلك ، على ما يأتي بيانه إن شاء
الله تعالى .
محمد رافع 52 11-11-2012, 10:31 AM هذا ديننا حلقه 1
الشيخ رمضان عبد المعز
http://i4.ytimg.com/vi/7APR5Kk_hyU/default.jpg
http://youtu.be/0vgiyw3_Y-Q (http://youtu.be/0vgiyw3_Y-Q)
هذا ديننا حلقه 2
http://youtu.be/7APR5Kk_hyU (http://youtu.be/7APR5Kk_hyU)
هذا ديننا حلقه 3
http://youtu.be/m13FTtnab3c (http://youtu.be/m13FTtnab3c)
محمد رافع 52 11-11-2012, 10:38 AM الحلقة 4
http://youtu.be/DJexgJjUxCE (http://youtu.be/DJexgJjUxCE)
الحلقة 5
http://youtu.be/DJexgJjUxCE (http://youtu.be/DJexgJjUxCE)
الحلقة 6
http://youtu.be/N3mrNYZzIUk (http://youtu.be/N3mrNYZzIUk)
محمد رافع 52 11-11-2012, 10:38 AM الحلقة 7
http://youtu.be/f4WQTqqHqgY
الحلقة 8
http://youtu.be/n73T-n3O4hI (http://youtu.be/n73T-n3O4hI)
الحلقة 9
http://youtu.be/XYrErKL2K0s (http://youtu.be/XYrErKL2K0s)
الحلقة 10
http://youtu.be/bLggU9NJtY0 (http://youtu.be/bLggU9NJtY0)
محمد رافع 52 11-11-2012, 10:45 AM هذا ديننا حلقه 11
http://youtu.be/JTVKswFkb2o (http://youtu.be/JTVKswFkb2o)
هذا ديننا حلقه 12
http://youtu.be/G78QI6JxBnA (http://youtu.be/G78QI6JxBnA)
هذا ديننا حلقه 13
http://youtu.be/bnpG3smdnPo (http://youtu.be/bnpG3smdnPo)
مستر محمد سلام 12-11-2012, 12:50 AM بارك الله فيك
استاذ محمد رافع
وبارك في اوقاتك وحياتك
وجهله الله في ميزان حسناتك
محمد رافع 52 14-11-2012, 10:11 PM بارك الله فيك
استاذ محمد رافع
وبارك في اوقاتك وحياتك
وجهله الله في ميزان حسناتك
جزاكم الله عنا خيرا
ورضى عنك وعن والديك
محمد رافع 52 15-11-2012, 03:36 AM http://alnebrass.net/wp-content/uploads/2011/11/hijri.jpg
علينا وعلى الامة الاسلامية جمعاء
http://t2.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcQL4iN02tUEZoygBCVEx-r9x-v6jUTEO63O3-141_OrQCTw59SiEQwQmLR4fQ
محمد رافع 52 15-11-2012, 11:30 AM 651- ما هي الشجرةالتي سيحتمي خلفها اليهود اثناء حربهم مع المسلمين؟
الغرقد
652- في أي بلدة ولد عيسي ابن مريم عليه السلام ؟
بيت لحم / فلسطين
653- ماهي أعظم سورة في القرآن الكريم ؟
سورة الفاتحة
654- من أول من لحق بالنبي صلى الله علية وسلم من أهله بعد موتة ؟
فاطمة رضي الله عنها
655- بما ذا لقب عمر بن الخطاب رضي الله عنه ؟
الفاروق
656- بما ذا تميزت أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنه وعنها ؟
أول فدائية في الإسلام
657- سورة بدأت بالحمد لله مثل سورة الفاتحة؟
سورة فاطر
658- ماهى أطول كلمة في القرآن الكريم لفظا وكتابة بلا زيادة ؟
فسيكفيكهم
659- ماهو اسم الصحابية (( أم هاني )) ؟
فاختة بنت أبي طالب
660- من هو الملك الذي مزق كتاب الرسول صلى الله علية وسلم ؟
كسرى ابرويز
661- ما هو الشيء الذي لا ينفذ ؟
كلام الله عز وجل
662- ما هو أول بيت وضع للعبادة في الأرض ؟
الكعبة المشرفة بمكة المكرمة
663- من هو الصحابي الذي وضع معالم الحرم التي لم تزل حتي الآن ؟
كرز بن علقمة
664- من هو اليهودي الذي سحر الرسول صلى الله علية وسلم ؟
- لبيد بن الاعصم
665- في أي شهر يوم عاشوراء ؟
- في شهر محرم
666- من هو أول والي مسلم في الأندلس ؟
- موسي بن نصير
667- من أول من أم المسلمين في المدينة المنورة؟
- مصعب بن عمير
668- من أول صحابي اسلم من الانصار ؟
- معاذ بن عفراء
669- ملك آمن بالنبي واسلم ولم يره فلما مات صلى النبى علية صلاة الغائب ؟
النجاشي ملك الحبشة
670- ماهو أول ما أكل آدم عليه السلام من ثمار الأرض حين هبط إليها؟
النبق
671- من هي أول أمرأة اتخذت المنطق ؟
- هاجر أم إسماعيل علية السلام
672- سورة في القرآن الكريم من قراها كل ليلة لم تصبة فاقة أبدا ؟
- سورة الواقعة
673- ماهو ركن الحج الأعظم ؟
- الوقوف بعرفة
674- ماهي اول غزوة غزها الرسول صلى الله علية وسلم ؟
- ودان
675- من هو ورقة بن نوفل؟
هو الرجل الذي عرف ان الرسول نبي هذة الأمة بعد أن
أخبرته خديجة بحاله وآمن به قبل البعث
676- بم وصف القرآن الكريم ( ام جميل بنت حرب ) ؟
- حمالة الحطب
677- من هو ابن السبيل ؟
- المسافر
678- كم عدد سنوات نزول القرآن على الرسول؟
- تم نزول القرآن على رسول الله في 23 سنة
679- ماهى أعظم آية فى القرآن؟
- أعظم آية في كتاب الله آية الكرسي آية 255
680- كم متراً أرتفاع الكعبة المشرفة؟
- يبلغ ارتفاع الكعبة المشرفة 13 متراً
681- ما هى السورة التي تسمى سورة النبي ؟
سورة التحريم
682- ما هى العقيقة ؟
العقيقة هي الذبيحة التي تُذبح عن المولود وهي سُنة مؤكدة
683- من هم الذين لا تجب عليهم صلاة الجمعة ؟
هم : المرأة ، الصبي ، الصغير ، العبد ، المريض ، المسافر
684- ما هى السورة التي ورد لفظ الجلالة ( الله ) في كل آيه من آياتها ؟
سورة المجادلة
685- فى أى يوم تقوم الساعة ؟
تقوم الساعة في يوم الجمعة
686- فى أى سنة كان صلح الحديبية ؟
كان صلح الحديبية في السنة السادسة للهجرة
687- ما هى الغزوة التي جرح فيها الرسول وشُج رأسه وكسرت سِنُّه ؟
هي غزوة أحد
688- ما أسم خازن الجنة وخازن النار ؟
خازن الجنة اسمه رضوان وخازن النار اسمه مالك
689- بماذا أهلك الله قارون ؟
أهلك الله قارون بخسف الأرض به وبداره
690- من هو سيد القراء ؟
هو أُبي بن كعب رضي الله عنه
691- ما هما السورتان المسمَّاتان بالزهراوين ؟
هما البقرة وآل عمران
692- ما المقصود بالمعجزة ؟
المعجزة أمر خارق للعادة يُجريه الله على يد الرسل والأنبياء
693- ما هو الملتزَم ؟
الملتزَم هو المسافة من الركن الشرقي للكعبة ( الحِجر) إلى باب الكعبة
694- ما هو الحطيم ؟
الحطيم هو القوس المبني حول الكعبة قُبالة الحائط الشمالي
695- ما هو أكثر طعام الرسول وما فراشه ؟
كان أكثر طعام الرسول التمر والماء وكان فراشه الحصير
696- بماذا كُنِّي الرسول؟
كُنِّي الرسول بأبي القاسم
697- ماهى الفواسق الخمس؟
هي التي يقتلن في الحل والحرم وهي : الحية ، الغراب ، الفأرة ، الكلب العقور ، الحدأة
698- ما هى الكلمة التي تُعتبر مُنصِّفة للقرآن؟
هي كلمة ( وليتلطف ) في سورة الكهف
699- من هى اليهودية التي وضعت السم للرسول صلى الله عليه وسلم في الطعام؟
هي زينب بنت الحارث ، امرأة سلام بن مشكم
700- ما اسم ناقة الرسول صلى الله عليه وسلم؟
القصواء
محمد رافع 52 15-11-2012, 11:37 AM س701- كم تعدل الصلاة في المسجد الحرام ؟
ج- الصلاة في المسجد الحرام تعادل مائة ألف صلاة
س702- كم تعدل الصلاة في المسجد النبوي ؟
ج- الصلاة في المسجد النبوي تعادل ألف صلاة
س703- كم تعدل الصلاة في المسجد الأقصى ؟
ج- الصلاة في المسجد الأقصى تعادل 500 صلاة
س704- كم عدد الهاجرين الذين هاجروا الهجرة الأولى للحبشة ؟
ج- عددهم 16 شخصاً وكانت هجرتهم سنة 5 للبعثة
س705- ما المدة التي قضاها المسلمون في حفر الخندق حول المدينة ؟
ج- حفر الخندق في غزوة الأحزاب 15 يوماً
س706- فى أى سنة كانت بيعة العقبة الأولى و الثانية ؟
ج- بيعة العقبة الأولى في السنة 12 للبعثة وبيعة العقبة الثانية في السنة 13 للبعثة
س707- ما أسماء أسياف الرسول ؟
ج- هي : ذو الفقار ، بتار ، الحيف ، رسوب ، المخذم
س708- ما هو تاريخ الهجرة إلي المدينة المنورة ؟
ج- كانت في يوم 16 يوليو عام 624 م
س709- من هم أصهار رسول الله الذين تزوجوا بناته ؟
ج- هم : علي ابن أبي طالب ، عثمان بن عفان ، العاص بن الربيع ، عتبة بن أبي لهب ، عُتيبة بن أبي لهب
س710- من هم أصحاب الأعراف ؟
ج- هم قوم استوت حسناتهم وسيئاتهم فيكونون على جبل بين الجنَّة والنار إلى أن يقضي الله سبحانه وتعالى فيهم
س711- ماهى عدد القراءات الصحيحة للقرآن ؟
ج- عشر قراءات
س712- ما هما العينان اللتان التي لا تمسهما النار؟
ج- عين بكت من خشية الله وعين باتت تحرس في سبيل الله
س713- لمن أُرسل النبي هود ؟
ج- إلى قوم عاد
س714- لمن أُرسل النبي صالح ؟
ج- إلى قوم ثمود
س715- لمن أُرسل النبي شعيب ؟
ج- إلى أصحاب الأيكة
س716- لمن أُرسل النبي يونس ؟
ج- إلى أهل نينوى
س717- لمن أُرسل النبي عيسى ؟
ج- إلى بني إسرائيل
س718- ما هى أشهر كتب تفسير القرآن الكريم ؟
ج- هي : تفسير القرآن العظيم لابن كثير، تفسير فتح القدير للشوكاني ، تفسير الطبري ، تفسير البغوي ، تفسير أبي السعود ، تفسير السعدي ، في ظلال القرآن لسيد قطب، تفسير الخازن ، تفسير القرطبي
س719- ماذا تعرف عن حرب الفجَّار؟
ج- وقعت بين قبائل العرب في الأشهر الحُرُم قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم
س720- ماهى سُور الحواميم (حم) السبعة ؟
ج- هي : غافر ، فصلت ، الشورى ، الزخرف ، الدخان ، الجاثية ، الأحقاف
س721- من هو الذي استضاف الرسول في بيته عندما قدم المدينة ؟
ج- أبو أيوب الأنصاري
س722- ما هو مكان دُفن الرسول ؟
ج- في حجرة عائشة رضي الله عنها بجوار مسجده في المدينة المنورة
س723- ماذا تعرف عن السواك ؟
ج- هو عود خشب من نوع خاص من شجر يسمي شجر الآراك واستخدام السواك سنة مؤكدة.
س724- ماهى مفسدات القلب الخمسة ؟
ج- هي كثرة الخلطة، والتمني، والتعلق بغير الله، والشبع، والمنام.
س725- من أول من أذن في السماء؟
ج- جبريل عليه السلام
س726- من أول من قدر الساعات الاثنى عشرة ؟
ج- نوح عليه السلام في السفينة ليعرف مواقيت الصلاة
س727- من أول أول من ركب الخيل ؟
ج- إسماعيل عليه السلام
س728- من أول من قال سبحان ربي الأعلى ؟
ج- إسرافيل عليه السلام
س729- ماذا يمرض الجسم ؟
ج- أربعة أشياء الكلام الكثير والنوم الكثير والأكل الكثير والجماع الكثير
س730- ماذايهدم البدن ؟
ج- أربعة الهم والحزن والجوع والسهر
س731- ماذاييبّس الوجه ويذهب ماءه وبهجته؟
ج- أربعة الكذب والوقاحة والكثرة السؤال عن غير علم وكثرة الفجور
س732- ماذايزيد في ماء الوجه وبهجته ؟
ج- أربعة التقوى والوفاء والكرم والمروءة
س733- ماذا يجلب الرزق؟
ج- أربعة قيام الليل وكثرة الاستغفار بالأسحار وتعاهد الصدقة والذكر أول النهار وآخرة
س734- ماذا يمنع الرزق ؟
ج- أربعة نوم الصبحة وقلة الصلاة والكسل والخيانة
س735- ما فضل قراءة سورة الصمد؟
ج- الصمد : من قراها عدلت ثلث القران الكريم
س736- ما فضل قراءة سورة الكافرون؟
ج- الكافرون : من قراها عدلت ربع القران الكريم
س737- ما فضل قراءة سورة التكاثر؟
ج- التكاثر : من قراها في كل ليلة كأنه قرأ ألف آية
س738- ما فضل قراءة سورة الزلزلة؟
ج- الزلزلة : من قراها في ليلة كانت له عدل نصف القران
س739- ما فضل قراءة سورة ألا على؟
ألا على : كان رسول الله صلى الله علية وسلم يحب هذه السورة
س740- ما حكم العائد في هيبته ؟
قال صلى الله عليه وسلم " العائد في هيبته كالكلب يقئ ثم يعود في قيئه "
س741- ما فضل قراءة سورة الملك؟
الملك : من قراءها شفعت لصاحبها حتى يغفر له وهي المانعة المنجية من عذاب القبر
س742- ما فضل قراءة سورة الواقعة؟
الواقعة : من قراءها كل ليلة لم تصبه فاقه أبدا
س743- ما فضل قراءة سورة الحشر؟
الحشر : من قرأ خواتيم الحشر في يوم أو نهار فمات من يومه أو ليلته أوجب الله له الجنة
س744- ما فضل قراءة سورة الدخان؟
الدخان : من قراها في ليلة الجمعة أو يوم الجمعة بنى الله له بيتا بالجنة
س745- ما فضل قراءة سورة الصافات؟
الصافات : من قرا (يس) و (الصافات) يوم جمعه ثم سال الله أعطاه الله سؤاله
س746- ما فضل قراءة سورة يس؟
يس : من قراها في ليلة اصبح مغفورا له.من قراها كتب له قراءتها قراءه القران عشر مرات
س747- ما فضل قراءة سورة السجدة ؟
السجدة من قرأ (الملك ) و ( السجدة ) بين المغرب والعشاء الآخرة فكأنما قام ليلة القدر
س748- ما فضل قراءة سورة الكهف؟
الكهف من حفظ 10 آيات من أول سورة الكهف عصم من الدجال
س749- ما فضل قراءة سورة الأنعام؟
الأنعام : من صلى الفجر في جماعه وقعد في مصلاه وقرأ ثلاث آيات من سورة الأنعام وكل به سبعين ملكاً يسبحون الله ويستغفرون له الى يوم القيامة
س750- ما فضل قراءة سورة آل عمران؟
آل عمران(190-200) : من قرأ آخر آل عمران في ليلة كتب له قيام ليلة
محمد رافع 52 15-11-2012, 12:27 PM نتابع حلقات هذا ديننا للشيخ رمضان عبد المعز
الحلقة 14
http://youtu.be/Bjc5E89ywPI (http://youtu.be/Bjc5E89ywPI)
الحلقة 15
http://youtu.be/dvVcjMxOj00 (http://youtu.be/dvVcjMxOj00)
الحلقة 16
http://youtu.be/RNNvoZTjogo (http://youtu.be/RNNvoZTjogo)
محمد رافع 52 15-11-2012, 12:33 PM الحلقة 17
http://youtu.be/-RV1gIIRJyw (http://youtu.be/-RV1gIIRJyw)
الحلقة 18
http://youtu.be/L7o6diJOFn8
الحلقة 19
http://youtu.be/vsVrUA0VGys (http://youtu.be/vsVrUA0VGys)
الحلقة 20
http://youtu.be/fHYqxeU6noc (http://youtu.be/fHYqxeU6noc)
محمد رافع 52 15-11-2012, 12:43 PM س751- ما فضل قراءة سورة البقرة؟
البقرة (284-286) : من قراهما في ليلة كفتاه
س752- هل تريد أن تكون قريباً من الله ؟
قال صلى الله علية وسلم : أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا الدعاء. مسلم .
س753- هل تريد أجر حجة ؟
قال صلى الله علية وسلم : العمرة في رمضان تعدل حجة أو حجة معي. متفق عليه
س754- هل تريد ان يرفعك الله ؟
قال صلى الله عليه وسلم : وما تواضع احد لله الا رفعه الله عز و جل . مسلم .
س755- هل تريد ان يصلي الله عليك ؟
قال صلى الله عليه وسلم : من صلي علي صلاة صلى الله
عليه بها عشراً . مسلم
س756- هل تريد ان يُباعد بينك وبين النار سبعين خريفاً؟
قال صلى الله عليه وسلم : من صام يوماً في سبيل الله بعد
الله وجهه عن النار سبعين خريفاً. البخاري
س757- هل تريد بيتا في الجنة ؟
قال صلى الله عليه وسلم : من بنى مسجدا لله بنى الله له
في الجنة مثله . مسلم
س758- هل تريد ان تنال رضى الله سبحانه وتعالى ؟
قال صلى الله عليه وسلم : إن الله ليرضى عن عبد يأكل
الأكلة فيحمده عليها ويشرب الشربة فيحمده عليها . مسلم
س759- هل تريد ان تغفر ذنوبك وان كانت كثيرة ؟
قال صلى الله عليه وسلم : من قال سبحان الله وبحمده في
يوم مائة مرة حطت خطاياه وان كانت مثل زبد البحر . متفق عليه
760- هل تريد ان يحفظك الله ؟
قال صلى الله عليه وسلم : من صلى الصبح فهو في ذمة الله. مسلم
س761- هل تريد ان يكتب لك اجر صيام سنة كاملة ؟
قال صلى الله عليه وسلم : صوم ثلاث ايام من كل شهر
صوم الدهر كله . متفق عليه
س762- هل تريد ان يستجاب لدعائك ؟
قال صلى الله عليه وسلم : الدعاء لا يرد بين الأذان والإقامة . ابو داوود
س763- هل تريد ان يحب الله لقاءك ؟
قال صلى الله عليه وسلم : من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه . البخاري
س764- هل تريد أن يبسط لك في رزقك ويطال في عمرك ؟
قال صلى الله عليه وسلم : من سره ان يبسط له في رزقه او ينسأ له في اثره فليصل رحمه . البخاري
س765- هل تريد حسنات كالجبال ؟
قال صلى الله عليه وسلم : من شهد الجنازة حتى يصلي
عليها فله قيراط ومن شهدها حتى تدفن فله قيراطان ، قيل
وما القيرطان ، قال : مثل الجبلين العظيمين . متفق عليه
س766- هل تريد مرافقة النبي في الجنة ؟
قال صلى الله عليه وسلم : أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا
وأشار بالسبابة والوسطى . البخاري
س767- لماذا سميت غزوة السويق بهذا الإسم ؟
سميت بذلك لأن أكثر ما طرح القوم من ازو ادهم فيها السويق فهجم المسلمون على كثير منه . والسويق : مطحون الحنطة أو الشعير ويؤكل ممزوجاً باللبن والعسل والسمن ، أو بالماء
س768- ما هي أول رابة عقدها عليه السلام ؟
سرية عبيدة بن الحارث
س769- هل تريد اجر مجاهد في سبيل الله أو صائم أو قائم ؟
قال صلى الله عليه وسلم : الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله واحسبه قال : وكالقائم لا يفتر وكالصائم لا يفطر . متفق عليه
س770- هل تريد ان يضمن لك النبي صلى الله عليه وسلم الجنة بنفسه ؟
قال صلى الله عليه وسلم : من يضمن لي ما بين لحييه
وما بين رجليه اضمن له الجنة . متفق عليه
س771- هل تريد اجر قيام ليلة كاملة ؟
قال صلى الله عليه وسلم : من صلى العشاء في جماعة
فكأنما قام نصف الليل ، ومن صلى الصبح في جماعة فكأنما صلى الليل كله . مسلم
س772- هل تريد ان لا ينقطع عملك بعد الموت ؟
قال صلى الله عليه وسلم إذا مات الانسان انقطع عمله إلا من ثلاث : صدقة جارية ، او علم ينتفع به او ولد صالح يدعو له . مسلم
س773- ماهي غزوة سفوان ؟
غزوة بد الأولى
س774- ما هو سر رقم 7 ؟
خلق الإنسان : إن الله سبحانه وتعالى خلق الإنسان في سبعة أطوار ، قال تعالى : ( ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين ، ثم جعلناه نطفةً في قرارٍ مكينٍ ، ثم خلقنا النطفة علقةً فخلقنا العلقة مضغةً فخلقنا المضغة عظاماً فكسونا العظام لحماً ثم أنشأنه خلقاً ءاخر فتبارك الله أحسن الخالقين )12 – 14 المؤمنون
س775- ما هو سر رقم 7 ؟
سبعه يظلهم الله بظله يوم لاظل إلا ظله
س776- ما هو سر رقم 7 ؟
ج- قال تعالى ( ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم )
س777- ما هو سر رقم 7 ؟
ج- مضاعفة الحسنة في 7 سنابل.
س778- ما هو سر رقم 7 ؟
في الحج نطوف 7 مرات حول الكعبه..ونسعى 7 أشواط..ونرمي الجمار 7 مرات..وفي كل مرة نرمي 7 جمرات..
س779- ما هو سر رقم 7 ؟
رزق الإنسان : جعل الله رزقه في سبعةٍ قال الله تعالى : ( أنا صببنا الماء صباً ، ثم شققنا الأرض شقاً ، فأنبتنا فيها حباً ، وعنباً وقضباً ، وزيتوناً ونخلاً ، وحدائق غلباً ، وفاكهةً وأباً )
س780- ما هو سر رقم 7 ؟
خلق الله السموات والأرض فى سبعة ايام
س781- ما هو سر رقم 7 ؟
مواضع السجود في القرآن سبعة .
س782- ما هو سر رقم 7 ؟
تكبيرة العيدين سبع تكبيرات .
س783- ما هو سر رقم 7 ؟
السماء 7 طبقات تكررت 7 مرات في 7 أيات.
س784- ما هو سر رقم 7 ؟
شهادة التوحيد .. عدد ألفاضها سبعة .. لا.. إله.. إلا.. الله .. محمد .. رسول .. الله
س785- ماذا تعرف عن آدم عليه السلام ؟
أبو البشر، خلقه الله بيده وأسجد له الملائكة وعلمه الأسماء وخلق له زوجته وأسكنهما الجنة وأنذرهما أن لا يقربا شجرة معينة ولكن الشيطان وسوس لهما فأكلا منها فأنزلهما الله إلى الأرض ومكن لهما سبل العيش بها وطالبهما بعبادة الله وحده وحض الناس على ذلك، وجعله خليفته في الأرض، وهو رسول الله إلى أبنائه وهو أول الأنبياء..
س786- ماذا تعرف عن شيث عليه السلام ؟
لما مات آدم عليه السلام قام بأعباء الأمر بعده ولده شيث عليه السلام وكان نبياً. ومعنى شيث: هبة الله، وسمياه بذلك لأنهما رزقاه بعد أن قُتِلَ هابيل. فلما حانت وفاته أوصى إلى أبنه أنوش فقام بالأمر بعده، ثم بعده ولده قينن ثم من بعده ابنه مهلاييل - وهو الذي يزعم الأعاجم من الفرس أنه ملك الأقاليم السبعة.
س787- ماذا تعرف عن إدريس عليه السلام ؟
كان صديقا نبيا ومن الصابرين، أول نبي بعث في الأرض بعد آدم، وهو أبو جد نوح، أنزلت عليه ثلاثون صحيفة، ودعا إلى وحدانية الله وآمن به ألف إنسان، وهو أول من خط بالقلم وأول من خاط الثياب ولبسها، وأول من نظر في علم النجوم وسيرها.
س788- ماذا تعرف عن نوح عليه السلام ؟
كان نوح تقيا صادقا أرسله الله ليهدي قومه وينذرهم عذاب الآخرة ولكنهم عصوه وكذبوه، ومع ذلك استمر يدعوهم إلى الدين الحنيف فاتبعه قليل من الناس، واستمر الكفرة في طغيانهم فمنع الله عنهم المطر ودعاهم نوح أن يؤمنوا حتى يرفع الله عنهم العذاب فآمنوا فرفع الله عنهم العذاب ولكنهم رجعوا إلى كفرهم، وأخذ يدعوهم 950 سنة ثم أمره الله ببناء السفينة وأن يأخذ معه زوجا من كل نوع ثم جاء الطوفان فأغرقهم أجمعين.
س789- ماذا تعرف عن هود عليه السلام ؟
أرسل إلى قوم عاد الذين كانوا بالأحقاف، وكانوا أقوياء الجسم والبنيان وآتاهم الله الكثير من رزقه ولكنهم لم يشكروا الله على ما آتاهم وعبدوا الأصنام فأرسل لهم الله هودا نبيا مبشرا، كان حكيما ولكنهم كذبوه وآذوه فجاء عقاب الله وأهلكهم بريح صرصر عاتية استمرت سبع ليال وثمانية أيام.
س790- ماذا تعرف عن صالح عليه السلام ؟
أرسله الله إلى قوم ثمود وكانوا قوما جاحدين آتاهم الله رزقا كثيرا ولكنهم عصوا ربهم وعبدوا الأصنام وتفاخروا بينهم بقوتهم فبعث الله إليهم صالحا مبشرا ومنذرا ولكنهم كذبوه وعصوه وطالبوه بأن يأتي بآية ليصدقوه فأتاهم بالناقة وأمرهم أن لا يؤذوها ولكنهم أصروا على كبرهم فعقروا الناقة وعاقبهم الله بالصاعقة فصعقوا جزاء لفعلتهم ونجى الله صالحا والمؤمنين
س791- ماذا تعرف عن إبراهيم عليه السلام ؟
هو خليل الله، اصطفاه الله برسالته وفضله على كثير من خلقه، كان إبراهيم يعيش في قوم يعبدون الكواكب، فلم يكن يرضيه ذلك، وأحس بفطرته أن هناك إلها أعظم حتى هداه الله واصطفاه برسالته، وأخذ إبراهيم يدعو قومه لوحدانية الله وعبادته ولكنهم كذبوه وحاولوا إحراقه فأنجاه الله من بين أيديهم، جعل الله الأنبياء من نسل إبراهيم فولد له إسماعيل وإسحاق، قام إبراهيم ببناء الكعبة
مع إسماعيل.
س792- ماذا تعرف عن لوط عليه السلام ؟
أرسله الله ليهدي قومه ويدعوهم إلى عبادة الله، وكانوا قوما ظالمين يأتون الفواحش ويعتدون على الغرباء وكانوا يأتون الرجال شهوة من دون النساء فلما دعاهم لوط لترك المنكرات أرادوا أن يخرجوه هو وقومه فلم يؤمن به غير بعض من آل بيته، أما امرأته فلم تؤمن ولما يئس لوط دعا الله أن ينجيهم ويهلك المفسدين فجاءت له الملائكة وأخرجوا لوط ومن آمن به وأهلكوا الآخرين بحجارة مسومة.
س793- ماذا تعرف عن إسحاق عليه السلام ؟
هو ولد سيدنا إبراهيم من زوجته سارة، وقد كانت البشارة بمولده من الملائكة لإبراهيم وسارة لما مروا بهم مجتازين ذاهبين إلى مدائن قوم لوط ليدمروها عليهم لكفرهم وفجورهم، ذكره الله في القرآن بأنه "غلام عليم" جعله الله نبيا يهدي الناس إلى فعل الخيرات، جاء من نسله سيدنا يعقوب.
س794- ماذا تعرف عن يعقوب عليه السلام ؟
ج- ابن إسحاق يقال له "إسرائيل" وتعني عبد الله، كان نبيا لقومه، وكان تقيا وبشرت به الملائكة جده إبراهيم وزوجته سارة عليهما السلام وهو والد يوسف.
س795- ماذا تعرف عن اليسع عليه السلام ؟
من العبدة الأخيار ورد ذكره في التوراة كما ذكر في القرآن مرتين ، ويذكر أنه أقام من الموت إنسانا كمعجزة.
س796- ماذا تعرف عن عزير عليه السلام ؟
من أنبياء بني إسرائيل، أماته الله مئة عام ثم بعثه، جدد الدين لبني إسرائيل وعلمهم التوراة بعد أن نسوها.
س797- ماذا تعرف عن زكريا عليه السلام ظ
عبد صالح تقي أخذ يدعو للدين الحنيف، كفل مريم العذراء، دعا الله أن يرزقه ذرية صالحة فوهب له يحيى الذي خلفه في الدعوة لعبادة الله الواحد القهار.
س798- ماذا تعرف عن يحيى عليه السلام ؟
ابن نبي الله زكريا، ولد استجابة لدعاء زكريا لله أن يرزقه الذرية الصالحة فجعل آية مولده أن لا يكلم الناس ثلاث ليال سويا، وقد كان يحيى نبيا وحصورا ومن الصالحين ، كما كان بارا تقيا ورعا منذ صباه.
س799- ماذا تعرف عن أيوب عليه السلام ؟
من سلالة سيدنا إبراهيم كان من النبيين الموحى إليهم، كان أيوب ذا مال وأولاد كثيرين ولكن الله ابتلاه في هذا كله فزال عنه، وابتلي في جسده بأنواع البلاء واستمر مرضه 13 أو 18 عاما اعتزله فيها الناس إلا امرأته صبرت وعملت لكي توفر قوت يومهما حتى عافاه الله من مرضه وأخلفه في كل ما ابتلي فيه، ولذلك يضرب المثل بأيوب في صبره وفي بلائه، روي أن الله يحتج يوم القيامة بأيوب عليه السلام على أهل البلاء.
س800- ماذا تعرف عن ذو الكفل عليه السلام ؟
من الأنبياء الصالحين، وكان يصلي كل يوم مائة صلاة، قيل إنه تكفل لبني قومه أن يقضي بينهم بالعدل ويكفيهم أمرهم ففعل فسمي بذي الكفل
محمد رافع 52 15-11-2012, 12:46 PM http://imagecache.te3p.com/imgcache/2de07824b06ac672656ad6391a1c45f3.jpg (http://www.almadina55.com/vb/t95126/)[/URL][URL="http://www.almadina55.com/vb/t95126/"] (http://www.almadina55.com/vb/t95126/)
(http://www.almadina55.com/vb/t95126/)
محمد رافع 52 15-11-2012, 12:47 PM http://imagecache.te3p.com/imgcache/4c5ded95b0aff0751ff293912921d2be.jpg (http://www.almadina55.com/vb/t95126/)[/URL] (http://www.almadina55.com/vb/t95126/)[URL="http://www.almadina55.com/vb/t95126/"] (http://www.almadina55.com/vb/t95126/)
محمد رافع 52 15-11-2012, 12:48 PM http://imagecache.te3p.com/imgcache/9bfdd2f4b67ef95405e559697e88ba38.jpg (http://www.almadina55.com/vb/t95126/)[/URL][URL="http://www.almadina55.com/vb/t95126/"] (http://www.almadina55.com/vb/t95126/)
(http://www.almadina55.com/vb/t95126/)
محمد رافع 52 15-11-2012, 12:53 PM http://im23.gulfup.com/2012-06-04/133882239214.jpg (http://forum.sedty.com/)
محمد رافع 52 15-11-2012, 12:54 PM http://im20.gulfup.com/2012-06-04/1338822732937.jpg (http://forum.sedty.com/)
محمد رافع 52 15-11-2012, 01:03 PM هذا هو ديننا
سؤال يطرح نفسه في ظل هذه الهجمات الشرسة لتعطيل دين الله في أرض الله
هل تجنّب الإسلام والابتعاد عنه يوفر ويضمن :
العدالة - والحرية - والأمن - ومحاربة الفساد - والمساواة ............ ؟
هذه الأشياء هي التي يبحث عنها الجميع ولكن بعيداً عن الإسلام .
لقد شهد البعض من غير المسلمين بأنه ليس بمقدور أي أحد أن يوفّر هذه الأشياء وغيرها إلا الإسلام . وهذا حق وصدق ، فهذا هو ديننا : الذي إذا حَكَمَ صلحت به الدنيا والآخرة .
* هذا هو ديننا : الذي يحقق العدل المنشود فيجعل رئيس الدولة كأقل واحد فيها بل هو خادم قومه
* هذا هو ديننا : الذي يحقق العدل بين الحاكم والمحكوم ، وبين الغني والفقير، وبين الشريف والوضيع .
* هذا هو ديننا : الذي يجعل الشورى بين الحاكم والمحكومين .
* هذا هو ديننا : الذي يحرم إضاعة المال ويحارب أكل أموال الناس بالباطل .
* هذا هو ديننا : الذي يجعل للفقير حق في مال الغني دون الضرر بأموال الغني .
* هذا هو ديننا : الذي يحقق الحرية المنضبطة و يعاقب المفسدين في الأرض .
* هذا هو ديننا : الذي يحث على العلم والتطور والحضارة .
* هذا هو ديننا : الذي يضمن لغير المسلمين سلامتهم ويحرم قتلهم أو إيذائهم مادام لهم عهد .
* هذا هو ديننا : الذي يضمن للمرأة حقوقها في كل شيء ، في الزواج، والميراث، والذمة المالية
* هذا هو ديننا : الذي يحث على الرفق بالحيوان والإحسان إليه ، والرفق بالحيوان ليست جمعية في الإسلام ، وإنما هو ديننا .
وأخيراً أقول لكم : إن تحكيم الإسلام في كل جوانب الحياة هو الحل الوحيد لجميع قضايا المجتمع ولكن تطبيقه كما أنزله الله مستندين على كتاب الله وعلى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم .
قال تعالى : { أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ }
وقال تعالى{ إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ وَلَا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيمًا}
فالأصل في الأحكام الشرعية أنها لمصلحة الخلق ، وتحقيق العدل ، وحفظ التوازن في الحياة .
محمد رافع 52 15-11-2012, 01:07 PM http://t0.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcTu5UHv_-SWVH7cfGk9sW9_Jejb6Ansf0GTxl3XQrY9zcGHBlirDHfuYhAs 9w
محمد رافع 52 15-11-2012, 01:13 PM خلق التسامح في ديننا العظيم:
محمد سعيد (http://www.facebook.com/profile.php?id=100002909851951)
خلق التسامح في ديننا العظيم:
الإسلام دين الفطرة، دين الحنيفية السمحة، دين التسامح والمحبة والأخلاق العظيمة.
والتسامح خلق الإسلام كدين منذ أن خَلَق الله الأرض ومن عليها، منذ أن بعث الأنبياء والرسل، فكانت رسالة السماء تُسمّى على مر العصور، وفي زمن كل الأنبياء بالحنيفية السمحة كدليل على التسامح والتواصل والمحبة.
ثمّ جاء رسول الله _صلّى الله عليه وسلم_ حاملاً هذه الرسالة العظيمة المتضمنة لكل معاني القيم الإنسانية والحضارية، وفي طليعة هذه القيم التسامح، وقد جسّد هذا الخُلُق في مفاهيم عملية فحوّلها من مجرد قيمة إلى مفهوم عملي لازم حياته في جميع مراحلها، قبل البعثة وبعدها، في حالات الضعف كما في حالات القوة.
لقد دعا رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ إلى إشاعة جو التسامح والسلام بين المسلمين، وبينهم وبين غيرهم من الأمم، واعتبر ذلك من مكارم الأخلاق، فكان في تعامله مع المسلمين متسامحاً حتى قال الله _تعالى_ فيه: " لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ" (التوبة:128)، وكان مع غير المسلمين ينطلق من هذا المبدأ العظيم ليكرّس قاعدة التواصل والتعاون والتعارف بين الناس، ولتكون العلاقة الطيبة الأساس الذي تُبنى عليه علاقات ومصالح الأمم والشعوب، وحتى مع أعدائه الذين ناصبوه العداء كان متسامحاً إلى حد العفو عن أسراهم واللطف بهم والإحسان إليهم.
فها هو أثناء عودته من الطائف، وبعد أن أدموه وأغروا به سفهاءهم وغلمانهم، وبعد أن طردوه من قريتهم، وأساؤوا معاملته، يأتيه ملك الجبال يقول: مُر يا محمد. فيقول رسول الله: لعلّ الله يخرج من أصلابهم من يعبده وينصر هذا الدين. لقد كان ملك الجبال ينتظر منه إشارة ليطبق عليهم الأخشبين ويغرقهم في ظلمات الأرض فلا ينجو منهم أحد، ولكن الرحمة في قلبه وخُلُق التسامح الذي تربّى عليه دفعه إلى الاعتذار من ملك الجبال، وقال قولته الشهيرة التي تنمّ عن مسؤولية عظيمة وخُلُق فاضل.
ولم يكن الأمر أقل أهمية مع أهل مكة الذين ناصبوه العداء، وأخرجوه من أحب أرض الله إلى قلبه – مكة – وخاضوا حروباً ضده في بدر وأُحد والخندق، فقتلوا من المسلمين وقُتل منهم، وأسروا من المسلمين و أُسر منهم، وردّوه عام الحديبية وقد جاء إلى مكة حاجّاً معتمراً، وأساؤوا إلى أصحابه فعذبوهم وطردوهم وأخرجوهم، ومع كل ذلك فإنه يوم الفتح، وبعد أن منّ الله على المسلمين بنصر ميمون، وسقط الشرك والباطل في عاصمة الجزيرة العربية، يومها قال لجموع أهل مكة وقد احتشدوا واصطفوا للقائه، ينتظرون ماذا هو فاعل بهم. قال: ماذا تظنون أني فاعل بكم؟ قالوا أخ كريم وابن أخ كريم. قال: اذهبوا فأنتم الطلقاء. فما أعظم هذا الخُلُق، وما أروع هذه الخصال.
ثمّ في علاقته بالمسلمين لم يكن أقلّ تسامحاً، فها هو يعفو عن حاطب بن أبي بلتعة وقد أفشى سر جيش الفتح، فأراد البعض أن يقتص منه، ولكن رسول الله قال: لعلّ الله اطّلع على أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم فإني قد غفرت لكم. وكان حاطب من أهل بدر. وكذلك الأعرابي الذي جاء يطلب مالاً وقد جذبه من طرف ردائه فعلّم ذلك في صفحة عنق رسول الله، يومها غضب عمر لهذا التصرف الأرعن من ذاك الأعرابي، فأراد أن يضرب عنقه، ولكن رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ قال له ماذا تريد؟ قال: يا محمد مر لي من مال الله الذي عندك. قال: أعطه يا عمر. ثمّ مضى. فما أروع مكارم الأخلاق، وما أجمل أن نكون متسامحين مع بعضنا البعض في معاملتنا وعلاقتنا وبيعنا وشرائنا وكل حياتنا.
إن العالم اليوم في مشارق الأرض ومغاربها يحتاج إلى تعميم ثقافة وخُلُق التسامح على كافة المستويات، حتى تكون ثقافة عامة، يعمل بها الراعي والرعية، الصغير والكبير، الرجل والمرأة، الموظّف والتاجر، المزارع والصناعي، العامل ورب العمل، السياسي ورجل الأمن، المواطن والمسؤول، الشرقي والغربي، المسلم وغير المسلم، لأن من شأن ذلك، التوجه بالعالم الحائر المضطرب إلى شاطئ وبر الأمان.
إن ما يواجهه العالم اليوم، وما تواجهه المجتمعات الشرقية والغربية على حد سواء، سببه الرئيس تعميم ثقافة الانتقام، والبغض والحقد، ثقافة القنص والغصب وأكل الحقوق، ثقافة المجهر الذي يعمل من الحبة قبة، ثقافة الجدل المفضي إلى النار والهلاك، ثقافة بث الرعب والشك والظن، حتى وصلنا إلى ما وصلنا إليه من مجانبة الصواب، واتباع شريعة الغاب والذئاب، فبات العالم اليوم حيراناً لا يُعرف له قرار، ولا ينجلي فيه نهار.
إننا في وطننا الاسلامى وكأمة مسلمة، آمنت بربها واهتدت بهدي نبيها، مطالبون أن نعمّم ثقافة التسامح والتواصل، لا ثقافة الانتقام من كل شيء في هذا الوجود، من الأخضر واليابس ومن كل كائن حي، فهذا ليس من هدي ديننا، وإن التعبير عن حالة السخط والفوضى والتراجع والتخلّف والضعف الذي تعيشه أمتنا، لا يكون بضرب القيم الأخلاقية العظيمة التي قام عليها كيان هذه الأمة، وفي مقدمتها قيمة التسامح، كما لا يكون بنشر الرعب في مجتمعاتنا والفوضى في صفوف أمتنا، والارتهان للخارج الذي لا يريد خيراً لنا.
إن ثقافة التسامح تشكّل صمام الأمان لعالم مطمئن ومزدهر ومتقدّم، كما تشكّل الأساس المتين لعلاقات طيبة على مستوى الأفراد والمجتمعات، لذا من واجب الجميع العمل على نشر قيم وفضائل التسامح حتى تصير ثقافة عامة، فنعيش في عالم مطمئن ومتقدم.
محمد رافع 52 15-11-2012, 01:23 PM http://sphotos-f.ak.fbcdn.net/hphotos-ak-prn1/48011_144412172261282_6559388_n.jpg
محمد رافع 52 15-11-2012, 01:26 PM http://sphotos-f.ak.fbcdn.net/hphotos-ak-prn1/39011_135230189846147_3331686_n.jpg
محمد رافع 52 15-11-2012, 03:22 PM http://sphotos-g.ak.fbcdn.net/hphotos-ak-ash4/281467_250117195000940_777400_n.jpg
http://sphotos-a.ak.fbcdn.net/hphotos-ak-ash4/260585_243109419035051_7597347_n.jpg
هذا هو دين رسولنا العظيم ان كنتم لاتعلمون
بقلم / مبارك رضوان
إن الإسلام هو دين سماوي ورسالة عالمية وليس دين إرهاب واجرام كما بدا يروج له البعض سواء من أعداءه أم من المغرر بهم من أبناء جلدتنا للأسف الشديد ، و رسالة هذا الدين العظيم الذي جاء به اعظم خلق الله أجمعين لا تقف عند حد معين من حيث المكان والزمان ، فقد جاء هذا الدين مكمل للرسالات السابقة ، فهو منهج حياة متكامل منزل من عند الله عز وجل خالق البشر ، وهو العالم بما ينفعهم في دنياهم وأخرتهم .
فعندما نتكلم عن الإسلام وعن هذا الدين الذي جاء به سيدنا وحبيبنا وشفيعنا محمد صلوات الله وسلامه علية كمنهج حياة للبشر فلا نقصد النواحي الدينية المتعلقة بالعبادات وكيفية أدائها ، فالإسلام لم يشمل هذا فقط ، فهو منهج حياة متكامل من حيث العادات والعبادات كما يشمل تنظيم حياة البشر في شتى النواحي سواء من حيث التعامل والسلوكيات وحسن الخلق أو من حيث تنظيم حياة البشر من حيث الاقتصاديات والاجتماعيات وما الشعائر التي يأمر بها ديننا العظيم ماهي إلا مظاهر متممه لهذه الأمور الأخلاقية والسلوكية ودالة عليها . ولذا فان الإنسان الذي ينفذ الشعائر الدينية فقط ويترك جوانب الأخلاقيات وحسن المعاملة وبقية الأمور التي دعى إليها هذا الدين العظيم وامر الإنسان بتنفيذها فانه أي الإنسان يعتبر مقصرا ولا تفيده عباداته .
إن ديننا الإسلامي هو دين الحرية وشعاره كما قال الله تعالى (( لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي ، فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى ، لا انفصام لها والله سميع عليم )) وهذا اكبر دليل على أن ديننا العظيم ليس دين إرهاب ولا دين إجرام ولا دين عنف كما بداء يروج له الأعداء ، وليس الهدف منه دفع الناس وإكراههم على الإسلام واعتناق هذا الدين بالقوة أو باستخدام أساليب خبيثة كما يستخدمها البعض في محاربة هذا الدين والتشكيك به ، فديننا العظيم لا يجبر أحد في اعتناقه فهو يعطي الحرية والاختيار لمن يريد اعتناقه بعد التفكير والاقتناع التام والدليل على هذا الكلام ما حدث لسيدنا العظيم ورسولنا محمد عندما اثقل على نفسه في أمر الدعوة وحزن لعناد بعض المعاندين فخفف الله تعالى عليه الأمر بقوله (( فذكر إنما أنت مذكر ، لست عليهم بمسيطر ))
هذا هو ديننا يا من تدعون انه دين إرهاب وانتقام واجرام .
كان بعض المستشرقين قبل أحداث الحادي عشر من سبتمبر يهاجمون الإسلام والمسلمين بالافتراء تارة والغمز واللمز تارة أخرى وهم يرتدون نظارات سوداء من الحقد والكراهية لتشويه صورة الإسلام، أما الآن فقد ظهرت الأنظمة والمذاهب المتطرفة التي تدعو إلى الإلحادية والرافضه للأديان السماوية ( الدين الإسلامي على وجه التحديد ) وبدأت هذه المنظمات بالظهور إلى العلن وخلعت النظارة السوداء التي كانت تلبسها وباتت أعمالها وأهدافها واضحة للقاصي والداني ، فهؤلاء يقولون انهم ضد الأديان لكننا نراهم يهاجمون الدين الإسلامي ، بحجة انه ضد التطور والتقدم واستخدام الوسائل والأساليب الحديثة وينسبون للإسلام تصرفات بعض المسلمين التي لا يقرها الإسلام، كتهمة الإرهاب رغم أن ديننا الإسلامي لا يقر الإرهاب وقتل النفس ، فالإرهاب ظاهرة عالمية مارسها أتباع كل الأديان ، والدليل على هذا انه في العام 1995 وضعت جماعات التعصب المسيحي في أوكلاهما طنا ونصف الطن من الديناميت أمام أحد المباني الفيدرالية، وفجروا هذه الكمية من المتفجرات عن بُعد، ودُمر المبني، وقُتل 168 وأصيب 320 أمريكيا، وقُتل 20 طفلا كانوا موجودين في حضانة أبناء الموظفين بالمبنى. وذكرت وكالات الأنباء أن من قام بهذا العمل 3 أشخاص ملامحهم شرق أوسطية، ثم ثبت أن مرتكب الحادث شخص ينتمي لجماعة متطرفة مسيحية. فهل قال أحد إن هذا إرهاب مسيحي؟!.وفي عام 1996 قامت جماعات العنف المسيحية بمهاجمة بعض المباني في فرنسا، ووضعوا متفجرات في محطات مترو الأنفاق، وقتلوا 194 شخصا. هذا بالإضافة إلى ما يفعله الإسرائيليون كل يوم، وما فعلوه في قانا وفي صبرا وشاتلا. وكلنا نتذكر الإرهابي الإسرائيلي الذي دخل المسجد الإبراهيمي عام 1996، وقتل بمدفع رشاش 94 مسلما، فهل قال أحد إن هذا إرهاب يهودي؟!
فالغرب إذن يركز على مهاجمة الإسلام لأغراض سياسية ويساعدهم في هذا غفلة من المؤمنين من أبناء جلدتنا وللآسف الشديد .
أخيرا وليس نقول لكل من يشكك بديننا الإسلامي ولكل الذين يقولون أن دين الإسلام هو دين الكذب والخداع ودين الإرهاب والقتل وان محمدا لم يكن على حق . نقول لهم بالله عليكم هل رأيتم رجلا كاذبا يستطيع أن يخلق دينا ويتعهده بالنشر بهذه الصورة ؟ أن الرجل الكاذب لا يستطيع أن يبني بيتا من الطوب بجهله خصائص مواد البناء ، وان بناه فما الذي يبنيه إلا كومه من أخلاط هذه المواد ، فما بالكم بالذي يبني بيتا دعائمه هذه القرون العديدة ، وتسكنه هذه الملايين الكثيرة من الناس ؟ وعلى ذالك فمن الخطاء أن يعد سيدنا محمد هذا الرجل العظيم رجلا كاذبا أو دجالا متمتعا بالحيل والوسائل لغاية أو مطمع . وما الرسالة التي أداها إلا الصدق والحق وما كلمته إلا صوت حق صادق صادر من العالم المجهول ، وما هو إلا شهاب أضاء هذا العالم اجمع ذالك أمر الله وذالك فضل الله يؤتيه من يشاء وهذا هو دين رسولنا العظيم إن كنتم لا تعلمون .
محمد رافع 52 15-11-2012, 03:38 PM حقوق الإنسان بين تعاليم الإسلام وإعلان الأمم المتحدة
قال تعالى: {وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا} [الإسراء 85]،
وقال سبحانه: { قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ
إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَاب } [الزمر 9].
يحتوي باب السياسة الشرعية في الفقه الإسلامي على مباحث مهمة ، ولهذا الباب مصادر ومراجع كثيرة، أحببت أن أطلعكم على شيء منها، وأقدم بين أيديكم تقريراً في الخطبة عن واحد من هذه المصادر لنفيدَ منه ويفيد مَنْ يستمع إلى هذه الخطب علماً وعملاً.
اسم الكتاب: (حقوق الإنسان بين تعاليم الإسلام وإعلان الأمم المتحدة). المؤلف: الشيخ محمد الغزالي، المفكر الإسلامي المصري المعروف. صدرت الطبعة الرابعة من الكتاب سنة 2005، عن دار نهضة مصر، وجاء الكتاب في ست وعشرين ومائتي صحيفة، تحدث فيها المؤلف عن حقوق الإنسان في الإسلام ثم قارنها بما جاء في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الصادر عن الجمعية العمومية للأمم المتحدة سنة 1948م، ثم عرض وثيقة حقوق الإنسان في الإسلام الصادرة عن المجلس الإسلامي الدولي.
وزع الغزالي حديثه عن حقوق الإنسان أقساماً، فتحدث عن حق المساواة العامة، وعن الحقوق القضائية، وعن الحريّات، وعن الحقوق الاجتماعية بين الرجل والمرأة، وعن الأسرة، وعن حق الهجرة، وعن الكرامة الاقتصادية، وعن الحقوق الثقافية. مقدماً ذلك كله بتمهيد قال فيه :( إنَّ قدَر الإنسان في ظل الإسلام رفيع، والمكانة المنشودة له تجعله سيداً في الأرض والسماء، وذلك أنه يحمل بين جنبيه نفحةً من روح الله، وقبَساً من نوره الأقدس، وهذا النسب السماوي هو الذي رشّحه ليكون خليفة عن الله في أرضه.
وصحيح أن للبشر أخطاء لا يليق أن يتورطوا فيها، وأن لهم مسالك ما كان ينبغي أن تقع منهم، ولكن كرامة ال*** الإنساني في جملته لا تسقط بهذه الأخطاء وتلك المسالك، وأن نعمة إيجاده وإمداده لا تهدر لهذه العثرات البشرية ).
ومما قاله المؤلف في حديثه عن الحقوق القضائية: ( إن من أهم بواعث الأمن واستتباب السكينة والشعور بالراحة النفسية والكرامة الخاصة أن يحسّ كل إنسان بأنه في حصانة تامة من أي حيف قانوني، وأن القوانين موضوعة لحمايته لا لإهانته، وأن ما يُنسَب إليه أو إلى غيره من خطأ أو انحراف لا يصدق لأول وهلة، بل يأخذ طريقاً واضحاً من التحقيق والتثبّت.
إن سَوق التهم جزافاً، وإيقاع العقوبات حسب الأهواء زلازل تدك معالم الجماعة، وتهوي بها إلى درك سحيق. وقد كان المستبدون -ولا يزالون- يتصيدون خصومهم، ثم يلصقون بهم الشبهات، ويُصدرون ضدهم الأحكام...
والحاكم حين ينفذ القانون بأمانة لا يوصَف باستبداد, والرعية حين تستجيب لهذا التنفيذ وتعين عليه لا توصَف بذِلَّة, وإنما يجيء الاستبداد عندما يكون هوى الحاكم شرعاً, وتجيء الذلة عندما يكون انقياد الناس ضعفاً ورهبة).
يتابع المؤلف: (وأمام القانون تُهدَر الفوارق الدينية؛ فالمؤمن والكافر أمام القانون سواء, وكذلك تُهدَر الفوارق الطبقية؛ فلا تمييز لحاكم على محكوم، ولا لغني على فقير، ولا لكبير على صغير، فالأمير إذا أساء لكانس الطريق وجب منه القصاص، ووقَفَا على سواء أمام القانون لتُقام فيهما العدالة، لا يعوقها عائق).كتب عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- منشوراً للناس يقول فيه: (إني لم أبعث عمالي -الولاة- ليضربوا جلودكم، ولا ليأخذوا أموالكم, فمن فُعِل به ذلك فليرفعه إليّ لأقتصّ له. فقال عمرو بن العاص: لو أن رجلاً أدّب بعض رعيته أتقصّه منه؟ فقال عمر: إي والذي نفسي بيده، لأقصّنه منه، وقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقصّ من نفسه) [رواه أحمد]
محمد رافع 52 15-11-2012, 03:50 PM حقوق الإنسان في الإسلام
لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة والتسليم على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم، اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا، وزدنا علماً وأرنا الحق حقاً وارزقنا إتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.
أيها الإخوة الكرام:
كتمهيد لبعض الحقائق التي أود أن اعرضها بين أيديكم في هذا الدرس الطيب إن شاء الله أنه لو أدعى أحد أنه يستطيع أن يبني بناءاً شامخاً من دون حديد من اسمنت غير مسلح، وهذا الكلام يعد ثورة في عالم البناء، لأن ثمن الحديد باهظ جداً، أيهما أفضل أن نرد عليه نظرياً وقد يرد على ردنا أم أن نسمح له أن يبني بناء من دون حديد، فإذا انهار البناء انهارت نظريته مع انهيار البناء وانتهى الأمر.
نحن معنا كتاب الله، معنا وحي السماء، معنا حقائق من عند خالق الأكوان، هذه الحقائق لأنها من عند خالق السماوات والأرض لا يمكن أن تكون خاطئة، لأن هذا القرآن كما قال الله عز وجل:
﴿لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ﴾
( سورة فصلت الآية: 42 )
الآن الطرف الآخر الذي لا يؤمن بالله، يؤمن بذاته، أنا سأسميه الإنسان المتأله، يستطيع في ظروف مديدة أن يطرح شعارات رائعة، أن يتحدث عن حقوق الإنسان، أن يتحدث عن الحرية، عن المساواة، عن حق التقاضي، عن العدل للجميع، والله طرحت قيم تأخذ بالألباب، ودول غنية، وبلادها جميلة، وفكرها مفلسف، فهؤلاء خطفوا الأبصار، الله ماذا فعل كي يحطمهم ؟ استفزوا، وهذا الاستفزاز في 11 من أيلول دفعهم إلى أن ينتقموا، فظهرت وحشيتهم بشكل يتبرأ منه الوحوش، الوحوش يتبرؤون من وحشيتهم، الآن ماذا حصل أيها الأخوة ؟ الآن في إنجاز والله لو دفعت ألوف المليارات من قبل أهل الحق لا يستطيعون أن يحصلوا هذه النتائج التي تحققت، ما هي النتائج ؟ أننا كفرنا بالكفر.
﴿أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ (1) فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ (2)﴾
( سورة الماعون )
﴿فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ﴾
( سورة القصص الآية: 50 )
الآن قيم الغرب جملة وتفصيلاً كل طروحات الغرب سقطت في الوحل، قبل أن آتي إليكم جاءني اتصال هاتفي من أمريكا، يقول الذي اتصل بي، قال لي والله لا نعلم عن الحرب شيئاً، نحن في تعتيم إعلامي لم يسبق له مثيل، ونظن بحسب إخبارهم أن وصلوا إلى بغداد واحتلوها كلها، أين حرية الكلمة ؟ أين الخبر الموضوعي ؟ سبحان الله وصلوا إلى مستوى من الكذب، في كذب صفيق، في كذب محبوك أيام الإنسان الذكي يكذب لكن، الذكي غير المؤمن طبعاً، يكذب كذبة محبوكة، أما صار في كذب صفيق، كذب فاضح، فالكذب والجريمة والقتل، وقتل الأبرياء، وقبل مجيئي إليكم في موقع معلوماتي وجدت أنهم سيغيرون خططهم في قصف المدن، سيستهدفون المدنين من دون استثناء، فقدوا صوابهم، كل قيمهم أصبحت تحت أقدامكم، تحت أقدام الصغار والكبار، والمتوسعين بالفهم، والمقتصدين بالفهم، والله أحد الأخوة الكرام قال لي كلاماً سمعه في الأخبار أن أحد أعضاء مجلس الشيوخ بكى في المجلس عندهم، سئل لمَ تبكي ؟ قال هذه الدولة العظيمة تفقد مصداقيتها في العالم، ترتكب جرائم يندى لها الجبين، ترتكب جرائم تتناقض مع كل مبادئها المطروحة سابقاً، فقدنا كل الأصدقاء.
حدثني أخ جزاه الله خيراً الذي ألقى كلمة في الدرس الماضي يعرف رجلاً يحمل جواز سفر من هذه البلاد المعتدية من 30 سنة وقد درس هناك في أرقى الجامعات، وهو يعتز بهذه البلاد اعتزاز لا حدود له، التقى به قبل يومين من مجيئه إليكم، فسمع منه شتماً وسباباً لهذه البلاد بلا حدود الإنجاز الذي حصل أيها الأخوة والله لو أنفقنا ألوف المليارات لا نستطيع أن نحصله، وقد حصل، الحمد لله أن أكبر عقبة في طريق الإسلام قد تلاشت، ولم يبقَ في الساحة إلا الإسلام، وأن كل الذي يتبجحون به تحت أقدامكم، وحشية ما بعدها وحشية، إذلال ما بعده إذلال، تناقض بينما يقولون، وبينما يفعلون ما بعده تناقض، جئنا كي نحرركم، يضعون بأيديهم القيود، ويعصبون عيونهم، ويركلونهم بأقدامهم، قال جئنا كي نحرركم، جئنا فاتحين فإذا هم مستعمرين، قال جئنا مخلصين، فإذا هم مجرمين، الحمد لله الذي كشفهم الله عز وجل فهذا الذي يدعي أنه يستطيع أن يبني بناء من دون حديد، لو ناقشناه نظرياً لتملص ورد أقوالنا، وفند أدلتنا، ودخلنا في متاهة لا تنتهي، قلنا له ابني بناء من دون حديد، وقع البناء، سقوط البناء هو سقوط لنظريته يعني أقول لكم كلمة واضحة صريحة من دون مواربة، لا يمكن أن تكون كاملاً إلا عن طريق الدين، لا يمكن، ومستحيل، وألف ألف مستحيل وألف ألف مستحيل، وحينما ترى كمالاً من كافر يجب أن تعلم علم اليقين، وحينما ترى كمالاً من كافر يجب أن تعلم علم اليقين أنه كمال تمثيلي، وأن قلبه ينطوي على قسوة أقسى من الحجر، وأنه ليس منضبطاً لا بقيمة ولا بخلق ولا بمبدأ، والذي حصل كما قال هذا أحد أعضاء مجلس الشيوخ قال فقدنا مصداقيتنا، أصبح العالم كله عدواً لنا ناقضنا كل القيم التي طرحت على الساحة من قبلنا، أصبحنا أمة في أشد أنواع التخلف، والله كأنهم وحوش، حينما كنت أقرأ عن المغول والتتار والله أيها الأخوة كنت أعتقد هذه القضية انتهت، هذه قضية الاجتياحات والقهر والإذلال والقتل قتل الأبرياء بدون سبب، انتهت هذه، هذه انتهت مع هولاكو مع التتار والفرنجة، فإذا به نجدها من جديد، على يد من يدعون التقدم، والرقي الحضاري، والعلم، وحقوق الإنسان والديمقراطية، لا ديمقراطية ولا حقوق إنسان، ولا رحمة، ولا، الله عز وجل قال:
﴿وَجَعَلْنَا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً ﴾
( سورة الحديد الآية: 27 )
النبي عليه الصلاة والسلام فيما ترويه الآثار لأنه لما مثلوا بعمه حمزة رضي الله عنه قيل له يا رسول الله مثل بهم، المعاملة بالمثل فتروي بعض الآثار أنه قال:
((لا أمثل بهم فيمثل الله بي ولو كنت نبياً ))
أرأيت إلى هذا الانضباط.
فيا أيها الأخوة:
الذي حدث يؤكد لا يمكن أن يسمو الإنسان إلا من خلال اتصاله بالله، فإذا أراد أن يسمو بعيداً عن الله وبعيداً عن الدين يستطيع أن يمثل إلى أمد لا بأس به لكن الله سبحانه وتعالى متكفل أن يكشفه على حقيقته، متكفل أن يعريه، والله عز وجل يقول:
﴿مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ
الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ﴾
( سورة آل عمران الآية: 179 )
أخوتنا الكرام:
صدقوني أنه ينبغي ألا نحترم إلا المنهج الإنساني، قد تجد إنسان يعتني بشعبه عناية تفوق حد الخيال، يوفر لهم رخاء ما بعده رخاء، يوفر لهم دخلاً مرتفعاً ما بعده دخل مرتفع، يفر لهم حرية ما بعدها حرية، ولكن هذه الميزات على حساب الشعوب المقهورة والضعيفة والمسلوبة الحق، والتي أذلت، هذا اتجاه عنصري، يجب أن نحتقرهم، النبي عليه الصلاة والسلام كان إنسانياً الذي لا يقبله للمؤمنين لا يقبله لغيرهم، الإسلام إنساني، يعني يعامل البشر جميعاً معاملة إنسانية.
أنا في إعدادي لهذا الدرس كنت في حيرة ماذا أقول ؟ السلسلة السابقة سلسلة تربية الأولاد في الإسلام انتهت، وأنا مقدم إن شاء الله على سلسلة من دروس العقيدة، وأعلق عليها آمال كبيرة إن شاء الله لكن قبل أن بدأ هذه الدروس أردت أن نستروح في موضوعات يكثر الحديث عنها، من هذه الموضوعات حقوق الإنسان، عثرت على حقوق الإسلام من زاوية الإسلام، فمن هذه الحقوق: البشر جميعاً أسرة واحدة الدليل:
﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (13)﴾
( سورة الحجرات )
فالبشر جميعاً أسرت واحدة جمعت بينهم العبودية لله والنبوية لآدم، وجميع الناس متساوون في أصل الكرامة الإنسانية، أنا مضطر أن أريكم بعض التناقضات التي لا تحتمل، يعني الأسرى يعرضون بشكل مهين، ويدفعون، ويركلون، وتعصب عيونهم، وتوضع القيود في أيديهم، وقد يضربون ضرباً مبرحاً من دون حياء ولا خجل، أما إذا عرض أسير من بلادهم تقوم الدنيا ولا تقعد، قال خالفنا اتفاقية جنيف ومتى استمعتم إلى هذه الاتفاقية ؟ البشر جميعاً أسرة واحدة، جمعت بينهم العبودية لله عز وجل والنبوة لآدم، وجميع الناس متساوون في أصل الكرامة الإنسانية، بحسب السلم الاجتماعي، بالمقاييس المادية من يعمل في جمع القمامة يعني مرتبته الاجتماعية في أدنى مستوى عند الناس، وقد يكون هذا الذي يقوم في جمع القمامة قد يكون مؤمناً طاهر القلب كما قال عليه الصلاة والسلام:
(( رب أشعث أغبر ذي طمرين لا يؤبه لو أقسم على الله لأبره ))
[ أخرجه مسلم عن أبي هريرة ]
أقول عند الناس، عند يقع في الدرجة الدنيا اجتماعياً.
امرأة تقم المسجد في عهد النبي عليه الصلاة والسلام لما توفيت يعني الصحابة الكرام وجدوا أن شأنها الضعيف، وأن عملها الذي لا يلتفت إليه أقل من أن يخبروا النبي بموتها، النبي سأل عنها، قالوا والله ماتت يا رسول الله، قال لمَ لم تعلموني ؟ خجلوا، معقول نعلمك بموت امرأة تقم المسجد وبشكل استثنائي ذهب إلى قبرها وصلى عليها ودعا لها هذا الإسلام.
يقول سيدنا عمر لما جاء سيدنا بلال وهو عبد حبشي وعمر شريف قرشي، قال قوموا بنا نستقبل سيدنا بلال، خليفة المسلمين على رأس أمة عالية يقول سيدنا عمر قوموا بنا نستقبل سيدنا بلال، وكان أصحاب النبي رضوان الله عليهم، كانوا يقولون إذا ذكر الصديق هو سيدنا و أعتق سيدنا، يعني بلال، وسيدنا الصديق حينما رأى بلال يعذب فاشتراه من أمية بن خلف، فقال له أمية احتقاراً لبلال والله لو دفعت به درهماً لبعته، فأجابه سيدنا الصديق ليجبر قلب بلال، قال له والله لو طلبت به مئة ألف لأعطيتك، وأعتقه ووضع يده في يده وقال هذا أخي حقاً، هذا الإسلام.
الناس جميعاً متساوون في أصل الكرامة الإنسانية، وفي أصل التكليف والمسؤولية دون تمييز بسبب عرق، قال: اسمعوا وأطيعوا ولو تولى عليكم عبد رأسه كالزبيبة، أو اللون، أو اللغة، أو ال***، أو الوضع الاجتماعي، أو غير ذلك من الاعتبارات، أنا والله أيها الأخوة أقول هذه الكلمة، إذا قلت مؤمن لا يمكن أن يضاف عليها ولا كلمة أبداً تعجب به فقيراً، عفيف، متجمل، صابر، تعجب به غنياً، متواضع سخي، تعجب به غير متعلم، متواضع يطلب العلم، تعجب به عالماً متواضع يعطي العلم، تعجب به مدنياً، تعجب به ريفياً، الإسلام صبغه ولا يمكن أن نرقى إلا إذا وضعنا تحت أرجلنا كل الفروقات الجاهلية مؤمن وكفى.
﴿إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ﴾
( سورة الحجرات: 13 )
سيدنا عمر قال لسيدنا سعد وقد قال عنه النبي هذا خالي أروني خالاً مثل خالي، يداعبه، إذا دخل عليه كان يقول لسيدنا رسول الله لسيدنا سعد هذا خالي أروني خالاً مثل خالي، وما فدا أحداً بأبيه وأمه إلا سعداً، قال له ارمٍ سعد فداك أبي وأمي، لما التقى سيدنا عمر بسيدنا سعد قال له يا سعد لا يضرنك أنه قد قيل خال رسول الله، فالخلق كلهم عند الله سواسية ليس بينه وبينهم قرابة إلا طاعتهم له، هذه حقوق الإنسان في الإسلام.
مادة ثانية:
(( الْخَلْقُ كُلُّهُمْ عِيَالُ اللّهِ ))
والله أيها الأخوة إذا قلبك لا يرق لإنسان معذب لا تعرفه، ولا ينتمي إليك، لإنسان أي إنسان لست مؤمناً، الإيمان مرتبة خلقية مرتبة إنسانية.
(( الْخَلْقُ كُلُّهُمْ عِيَالُ اللّهِ، وَأَحَبُّهُمْ إِلَيْهِ أَنْفَعُهُمْ لِعِيَالهِ ))
ولا فضل لأحد على الآخر إلا بالتقوى والعمل الصالح هذا بند ثاني من بنود حقوق الإنسان في الإسلام.
وحينما نادى الإسلام بحقوق الإنسان أين كان الغرب ؟ حينما قال سيدنا عمر: متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا، كان الغرب غارقين في الظلم الاجتماعي، والله قرأت قصة عن سمرقند لا تصدق لعلي ذكرتها لكم سابقاً السمرقند فتحت بلاده، فتحها المسلمون بعد أن فتحوها واستقروا زمناً طويلاً وبدؤوا يتعلمون أحكام الشريعة وجدوا أن الذي فتحها، أن القائد الذي فتحها لم يكن فتحه لها شرعياً يعني ما عرض عليهم الإسلام قبل فتحها، ولا عرض عليهم دفع الجزية قاتلهم ففتحها، فذهب وفد منهم سراً إلى خليفة المسلمين عمر بن عبد العزيز وأطلعوه على هذه المخالفة الشرعية، تروي كتب التاريخ أن سيدنا عمر قصاصة ورق صغيرة أمر القائد أن ينسحب وأن يعرض عليهم الإسلام أولاً ثم الجزية ثانياً ثم ليقاتلهم إن رفضوا ثالثاً، هذا الوفد وجد ورقة صغيرة، فإذا بلد محتلة فلسطين من خمسين سنة أعطيه ورقة لشارون واطلع، الآن قال لهم اخرجوا من العراق يخرجوا ؟ ما هذا الإسلام، هذا الوفد معقول أن يخرجوا بهذه الورقة، قصاصة، والله لما وصلوا وقدموها قبلها وقال سمعاً وطاعة، لما رأوه بهذا الانضباط قالوا نحن أسلمنا، هذا الإسلام شيء كبير الإسلام، لكن نحن مساكين، فهمنا فقط صلاة وصوم وحج وزكاة فقط، ما فهمناه خلق، ما فهمناه انضباط ما فهمناه منظومة قيم.
أيها الأخوة:
قد يغيب عنا جميعاً أن أي دم يسفك من آدم إلى يوم القيامة لا بد من أن يتحمله الذي سفكه يوم القيامة، هذا الجهل الفاضح، مات !! نعتذر، ماتوا ثلاثين !! خطأ لا تأخذونا، ماتوا مئة بعرس بقصف !! خطأ، السلاح غير دقيق، هؤلاء الذين ماتوا من الذي يحمل دمائهم القاتل إذا قتل يحمل دمه الله لأنه حد شرعي، فقط، وما سوى الحد الشرعي أي قطرة دم تغرق لا بد من جهة تتحملها يوم القيامة، لذلك يظل المسلم بخير ما لم يسفك دماً، بألوف قتلى، الجرحى بعشرات الألوف.
سيدنا نعيم بن مسعود والله لا أنسى قصته، هذا الرجل كان زعيم غطفان، وجاء ليحارب النبي في معركة الخندق، وكان في خيمته وقد أصابه الأرق، فخاطب نفسه خطاب ذاتي، قال يا نعيم لماذا جئت لمقاتلة هذا الرجل هل نهب مالاً، هل سفك دماً، هل انتهك عرضاً لماذا تقاتله ؟ أين عقلك يا نعيم ؟ وجد نفسه على خطأ، فقام واتجه إلى معسكر المسلمين، ودخل إلى خيمة النبي، قال له النبي نعيم ! قال له نعيم، هذا قائد جيش عدو، قال له ما الذي جاء بك إلينا ؟ قال له جئت مسلماً، امرني ماذا أفعل، قال له أنت واحد، قال خذل عنا، وقام بخطة بأعلى درجات الذكاء، أسلم ولم تعلم قريش بإسلامه، وأسلم ولم يعلم اليهود بإسلامه، فجاء إلى قريش قال إن اليهود ندموا على خيانة النبي، واتفقوا معه سراً على أن يأخذوا منكم سبعين رهينة ليقتلوهم تكفيراً لذنب خيانتهم في عهدهم مع رسول الله، وأنا ناصح لكم أمين إياكم أن تتابعوا القتال إلا إن أخذتم منهم الرهائن، وأنا ناصح أمين بارك الله بك ما عهدنا عنك شيئاً، جاء لليهود، قال هؤلاء قريش يذهبون وأنتم باقون أمام النبي فينتقم منكم، فأنصحكم أن لا تعاونوا اليهود على حربهم، أوقع بينهم، فاشتبكوا مع بعضهم، وإن شاء الله الآن يشتبك هذا مع هذا، والاثنين الذي اشتركوا لم يحصلوا على شيء من المولد بالمرة، فاختلفوا فالله أرسل رياح، قلبت قدورهم، وأطفأت نيرانهم، وانهارت خيامهم، والله عز وجل قال:
﴿وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ ﴾
( سورة الأحزاب الآية: 25 )
إذا الله تدخل يحسمها، الحاسم هو الله، الذي يحسم هو الله لكن على أن نكون معه، على أن نكون طائعين له، لذلك الحياة هبة الله مكفولة لكل إنسان، وأية جهة تعتدي عليها تدفع الثمن، الحياة مقدسة قتل خطأ، والدليل:
﴿وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ
وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً (93) ﴾
( سورة النساء )
هل رأيتم في القرآن وعيد كهذا الوعيد، قال تعالى:
﴿وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ (8) بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ (9)﴾
( سورة التكوير )
من حقوق الإنسان في الإسلام:
أنه لا يجوز قتل من لا مشاركة له في القتال، كالشيخ والمرأة والطفل والجريح والمريض هذا كله ممنوع أن يعتدى عليه، لقوله تعالى:
﴿وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ﴾
( سورة البقرة الآية: 190 )
أما هذه الأسلحة الفتاكة ليس فيها شجاعة فيها جبن، فيها قذارة يرى المدينة من ارتفاع شاهق، يراها بدقائقها رأي العين على شاشة الكمبيوتر، ثم يضع هذه الإشارة إشارة الضرب فوق أحد المباني بعد أن يكبر المبنى ويضغط على زر الصاروخ يدمر، أين الشجاعة ؟ أين البطولة ؟ أين الجرأة ؟ الحرب بين آلتين فيها شيء من الشجاعة، أما الآن بين عقلين الحرب.
فلذلك الحياة هبة الله ولا يمكن أن ينزعها إلا الله، أي إنسان يعتدي على إنسان من دون ذنب هو فعل جرماً عند الله كبير، والله المشكلة أنه هذه الشعوب الإسلامية تجهل حقيقة دينها، فتترنم بكلمة حقوق إنسان، ولو عادوا إلى قرأنهم وإلى سنة نبيهم لوجدوا من الحقوق ما لا يوصف، إنها أوسع وأشمل وأعمق وأكثر واقعية، لكن جهل المسلمين بدينهم يجعلهم يتسكعون على فتات الأمم وفتات مبادئها وفتات قيمها.
يولد الإنسان حراً وليس لأحد أن يستعبده أو يذله أو يقهره أو يستغله ولا عبودية لغير الله، وكان المسلمون يقولون الحمد لله الذي أخرجنا من جور الحكام إلى عدل الإسلام ,
هارون الرشيد كان ببيت الله الحرام وهو خليفة المسلمين، وهو الخليفة الذي لا تغيب الشمس عن مملكته، بل كان يقول للغيمة اذهبِ أينما شئتِ يأتيني خراجك، قال أريد عالماً أنتفع بعلمه فاذهبوا إلى إمام دار الهجرة الإمام مالك، أنه أجب أمير المؤمنين، قال قولوا لهم يا هارون العلم يؤتى ولا يأتي، بكل بساطة، لأن الإسلام أخرج الناس من جور الحكام إلى عدل الإسلام، قال لهم صدق أنا آتي، بلغوه، قال لهم قولوا له إذا جاء إلى مجلسي لا ينبغي أن يتخطى الرقاب، يجب أن يجلس حيث ينتهي به المجلس، قال لهم صدق، فلما وصل إلى مجلسه أعطوه كرسياً فقال الإمام مالك من تواضع لله رفعه ومن تكبر وضعه قال خذوا عني هذا الكرسي، هذا الإسلام، الإسلام فيه حرية، في كرمة.
النبي كان مع أصحابه الكرام في سفر أرادوا أن يعالجوا شاة فقال أحدهم علي ذبحها، وقال الثاني علي سلخها، وقال الثالث علي طبخها، وقال عليه الصلاة والسلام: وعلي جمع الحطب، قالوا نكفيك ذلك يا رسول الله قال:
(( أعلم أنكم تكفونني، ولكن الله يكره أن يرى عبده متميزاً على أقرانه ))
هذا الإسلام.
والدعاة إلى الله أيها الأخوة إذا قلدوا رسولهم بأصول الدعوة إلى الله تألقوا والتمع نجمهم، أما إذا خالفوه أثاروا حولهم جدلاً طويلاً النبي الكريم له سنة في الدعوة، كيف دعا إلى الله، وكيف عامل أصحابه، وكيف أحبهم، وكيف خدمهم، وكيف تواضع لهم، وكيف قلق على سلامتهم، وكيف آلمه ألمهم، وكيف أفرحه فرحهم، هكذا عامل النبي.
أسأل الله سبحانه وتعالى أن تسقط قيم الغرب كلياً وأن نحتقرها وأن نزدريها، وأن نركلها بأقدامنا وأن ننظر إلى قيم الإسلام على أنها هي الملاذ الوحيد لنا، أن نعتز بهذا الدين، الآن الساحة فارغة يا أخوان الساحة فارغة إلا من هذا الإسلام العظيم، وما سوى هذا الإسلام سقط سقوطاً مريعاً وكأن الله كشفه على حقيقته وأظهر الخلل الخطير والعيب الكبير.
والحمد لله رب العالمين
محمد رافع 52 15-11-2012, 03:56 PM بسم الله الرحمن الرحيم
حقوق الانسان في الاسلام:الخصائص و المقاصد
يوسف بن تاشفين اكادير
اولا:مفهوم حقوق الانسان في الاسلام و انواعها:
1-مفهوم حقوق الانسان في الاسلام:
المقصود بها مجموع الحريات و الحقوق التي تضمن كرامة الانسان سواء توجهت الى الله ام الى النفس ام الى الاخر,وهي اصيلة في كل انسان ,تولد معه و يجب المحافظة عليها و اعمالها.وقد جاء الاسلام بكل الحقوق الضرورية ليعيش الانسان كريما و ليؤسس مجتمع الحقوق المبني على العدالة و المساواة و الاخوة,فكل الحقوق التي تضمنتها مختلف المواثيق و الدساتير اليوم ومنها الاعلان العالمي لحقوق الانسان قد اعلن عنها الاسلام منذ ازيد من 14 قرنا .
2-انواعها:
هي كثيرة يمكن تقسيمها الى ثلاث مجموعات كبرى هي:الحقوق المدنية و السياسية –الحقوق الاقتصادية و الاجتماعية-الحقوق البيئية و الثقافية:
-حق الحرية:
لا يجوز استعباد الانسان او الحط من قيمته ,فالحرية حق اصيل في كل انسان مهما اختلف لونه او ***ه اومستواه الثقافي او الاجتماعي,و قد اكد الاسلام هذا الحق سواء في العبادة او من خلال الحث على تحرير العبيد او اختيار الانشطة الثقافية او السياسية او التعبير عن الذات و ابداء الراي شرط مراعاة حرية الاخرين.
و في المجال السياسي اقر الاسلام للافراد حرية اختيار حكامه بتكريس مبدأ البيعةو شجعهم على المشاركة في تسيير شوون المجتمع بتكريس مبدأ الشورى.
حق الحياة:
من اعظم الحقوق التي اكد عليها الاسلام وشرع القصاص للحفاظ عليه,و هو حق لا يحق لاي كان التصرف فيه او المس به و لو كان صاحبه,فقد حرم الاسلام القتل و الانتحار و الاجهاض.
حق التملك:
اقر الاسلام حرية الاشخاص في تملك الاموال سواء كسبا او انفاقا شريطة مراعاة احكام الشرع ,و قد جعل الفقهاء المال ضمن الضرورات الخمس التي لا تستقيم حياة الافراد و المجتمعات الا به و حرم الاسلام كل اعتداء علىيه كما في حديث الرسول الكريم:( كل المسلم على المسلم حرام:دمه و ماله و عرضه ).
حق التعلم:
من الحقوق المقدسة في الاسلام حتى عده الرسول الكريم فريضة على كل مسلم ,فبالعلم يسمو الانسان و يستحق التكريم الالهي و يترفع عن مستوى الحيوان و يكسب احترام الاخرين ,و قد جعل الفقهاء هذا الحق من الضرورات الخمس التي لا تستقيم الحياة الا بها.
ثانيا:خصائص حقوق الانسان في الاسلام و مقاصدها:
أ- الخصائص:
--الاسبقية و الالزامية:
لقد اقر الاسلام هذه الحقوق قبل كل التشريعات الحديثة و منها الدستور الامريكي 1787 واعلان حقوق الانسان و المواطن في فرنسا 1791 و الاعلان العالمي لحقوق الانسان 1948 ,و قد اعتبر هذه الحقوق اصيلة و منحة الهية لا يحق لاي كان الاعتداء عليها او تعطيلها او التنازل عنها.
--الحماية و الضمانات:
الحقوق في الاسلام فريضة يجب تنفيدها باقامة شرع الله و معاقبة كل معتد و تحريم التنازل عنها لانها امانة من الله وجب الحفاظ عليها.
العالمية:
حقوق الانسان في الاسلام راعت الفطرة الانسانية و بالتالي فهي موجهة لكل الناس في كل مكان و زمان.
ومن خصائصها ايضا الحياد فهي لكل انسان دون تمييز او تحيزاو هوى....ومن مميزاتها ايضا الشمول و الثبات...
ب- المقاصد:
يسعى الاسلام بتشريع حقوق الانسان الى الحفاظ على كرامة الانسان و تحقيق العبودية لله و تكريس مبدأ الاخوة في التعامل بين افراد المجتمع و تاكيد المساواة بين الناس مهما اختلفت الوانهم و اجناسهم و شعوبهم و ثقافاتهم, و الحرص على اقامة العدل بين المواطنين.ان ضمان حقوق الانسان التي نادى بها الاسلام منذ ازيد من 14 قرنا و تربية المسلمين عليها سيساهم في سلام المجتمع و رقيه و ازدهاره.
محمد رافع 52 15-11-2012, 04:06 PM حقوق ألمراة فى الاسلام
لقد رفع الإسلام مكانة المرأة، وأكرمها بما لم يكرمها به دين سواه؛ فالنساء في الإسلام
شقائق الرجال، وخير الناس خيرهم لأهله؛ فالمسلمة في طفولتها لها حق الرضاع،
والرعاية، وإحسان التربية، وهي في ذلك الوقت قرة العين، وثمرة الفؤاد لوالديها وإخوانها.
وإذا كبرت فهي المعززة المكرمة، التي يغار عليها وليها، ويحوطها برعايته، فلا يرضى
أن تمتد إليها أيد بسوء، ولا ألسنة بأذى، ولا أعين بخيانة.
وإذا تزوجت كان ذلك بكلمة الله، وميثاقه الغليظ؛ فتكون في بيت الزوج بأعز جوار،
وأمنع ذمار، وواجب على زوجها إكرامها، والإحسان إليها، وكف الأذى عنها. أن
الإسلام حرم الزنا، وشدَّد في تحريمه؛ لما فيه من المفاسد العظيمة التي تفوق الحصر
والعد، والتي منها: اختلاط الأنساب، وقتل الحياء، والذهاب بالشرف وكرامة الفتاة؛ إذ
الزنا يكسوها عاراً لا يقف حده عندها، بل يتعداه إلى أهلها وأقاربها.
ومن أضرار الزنا: أن فيه جناية على الجنين الذي يأتي من الزنا؛ حيث يعيش مقطوع
النسب، محتقراً ذليلاً.والإسلام حين حرَّم الزنا وشدَّد في تحريمه فتح باباً مشروعاً يجد
فيه الإنسان الراحة، والسكن، والطمأنينة ألا وهو الزواج، حيث شرع الزواج،
ومن إكرام الإسلام للمرأة أن جعل لها نصيباً من الميراث؛ فللأم نصيب معين، وللزوجة
نصيب معين، وللبنت وللأخت ونحوها نصيب على نحو ما هو مُفَصَّل في مواضعه.
ومن تمام العدل أن جعل الإسلام للمرأة من الميراث نصف ما للرجل، وقد يظن بعض
الجهلة أن هذا من الظلم؛ فيقولون: كيف يكون للرجل مثل حظ الأنثيين من الميراث؟
ولماذا يكون نصيب المرأة نصف نصيب الرجل؟.
والجواب أن يقال: إن الذي شرع هذا هو الله الحكيم العلم بمصالح عباده.
ثم أي ظلم في هذا؟ إن نظام الإسلام متكامل مترابط؛ فليس من العدل أن يؤخذ نظام، أو
تشريع، ثم ينظر إليه من زاوية واحدة دون ربطه بغيره، بل ينظر إليه من جميع جوانبه؛
فتتضح الصورة، ويستقيم الحكم.
ومما يتبين به عدل الإسلام في هذه المسألة: أن الإسلام جعل نفقة الزوجة واجبة على
الزوج، وجعل مهر الزوجة واجباً على الزوج-أيضاً
ولنفرض أن رجلاً مات، وخلَّف ابناً، وبنتاً، وكان للابن ضعف نصيب أخته، ثم أخذ كل
منهما نصيبه، ثم تزوج كل منهما؛ فالابن إذا تزوج مطالب بالمهر، والسكن، والنفقة على
زوجته وأولاده طيلة حياته.
أما أخته فسوف تأخذ المهر من زوجها، وليست مطالبة بشيء من نصيبها لتصرفه على
زوجها، أو على نفقة بيتها أو على أولادها؛ فيجتمع لها ما ورثته من أبيها، مع مهرها من
زوجها فالمرأة هى نصف المجتمع وهى التى تربى النصف الاخر وهى الام و الاخت
و الزوجه و الابنه و مصدر الحنان و العاطفه فى الحياة وقد جعلها الله سكن للزوج
وجعل بينهما مودة ورحمه ...كما كرم الله الام ووصى بها احسانا فى القرآن فأذا صلحت
المرأة صلح المجتمع كله وكانت بمائة رجل وحملت الدين على اكتافها نجد ايضا ان هناك
سورة فى القرآن اسمها سورة النساء وتتكلم عن العدل والرحمة مع المستضعفين فى
الارض وخاصة النساء فقد جعل الله عز وجل حسن معاملة الأم سبباً رئيسياً لدخول
الجنة ، بل وجعل طاعة الوالدين بعد طاعة الله عزوجل ، قال تعالى :{و قضى ربك ألاَّ تعبدوا إلاَّ إياه وبالوالدين إحسانا } ،
و قال تعالى:{أن اشكر لي ولوالديك} ، إلاَّ أنَّ للأم
مزيد عناية و تقدير ، فقد سأل رجل النبي عليه الصلاة والسلام :من أحق الناس بحسن
صِحابتي ، فقال : ( أمُّك ) ، قال ثم من ، قال : ( أمُّك ) ،قال ثم من قال : ( أمُّك ) ، قال
ثم من قال: ( أبوك ) حفظ الإسلام حق المرأة :- إذا كانت بكراً فلا تزوج إلا بإذنها لقوله عليه الصلاة والسلام (( ولا تنكح البكر حتى تستأذن )) حفظ الإسلام حق المرأة :- في
صيانة عرضها ، فحرم النظر إليها (( قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ )) حفظ الإسلام
حق المرأة :- في معاقبة من رماها بالفاحشة ، من غير بينة بالجلد (( وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً ))
وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ المَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي المَحِيضِ وَلا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ المُتَطَهِّرِينَ (222) نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ وَقَدِّمُوا لأَنْفُسِكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُم مُّلاقُوهُ وَبَشِّرِ المُؤْمِنِينَ (223)
قول الله عز وجل (وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ المَحِيضِ) أرد بذلك توضيح كل ما يخص بالمحيض من ( الدم + مكان الحيض + زمان الحيض ) وهذا للتوضيح ، لأنهم ثلاث نقاط متصلين ببعضهم البعض .
فهل دم المحيض أذى للرجل والمرأة ؟ .... نعم للاثنين معاً ، لأن الآية أقرت بذلك ...
لأن دم المحيض هو دم يحتوي على أنسجة غير حية وهذا يعرض الطرفين لأضرار
صحية ، غير أن المرأة تكون بحالة ضعف شديدة في قوتها وجسدها ، بدليل أن الله
سبحانه وتعالى رخص لها عدم الصيام والصلاة في هذه الفترة ، فرحمة الله الواسعة
على عباده ، فأمر الرجل أن يعتزل المرأة في هذه الفترة لكي لا يرهقها بأكثر مما هي عليه .
وقول الله عز وجل (فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي المَحِيضِ وَلا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ ) ...
وتطهرن تعني أن يغتسلن استجابة لتشريع الله لهن بالتطهر ، فلا مباشرة قبل الاغتسال
محمد رافع 52 15-11-2012, 04:17 PM حقوق الطفل في الاسلام
لما كانت مرحلة الطفولة من المراحل المهمة والأساسية في بناء شخصيَّة الفرد إيجابًا أو سلبًا، وفقًا لما يُلاقيه من اهتمام، جاء الإسلام ليُقَرِّرَ أن لهؤلاء الأطفال حقوقًا وواجبات، لا يمكن إغفالها أو التغاضي عنها، وذلك قبل أن تُوضَع حقوق ومواثيق الطفل بأربعة عشر قرنًا من الزمان!
http://uploads.sedty.com/imagehosting/288589_1345828676.jpg (http://forum.sedty.com/)
كما سبق الإسلام غيره من النظم في الاهتمام بهذه الحقوق في مراحل متقدمة للغاية تبدأ من اختيار الأم الصالحة، ثم الاهتمام به في حالة الحمل فأقرّ تحريم إجهاضه وهو جنين، وإجازة الفطر في رمضان للمرأة الحامل، وتأجيل حدِّ الزنا حتى يُولد وينتهي من الرضاع، وإيجاب الدية على قاتله.
وجعل من حقوقه بمجرد ولادته الاستبشار بقدومه، والتأذين في أذنيه، واستحباب تحنيكه حلق شعر رأسه والتصدق بوزنه، واختيار الاسم الحسن للمولود، والعقيقة، إتمام الرضاعة، والختان والحضانة والنفقة والتربية الإسلامية الصحيحة.
كما راعى الإسلام جوانب متعددة للتربية منها التربية الإيمانية العبادية، والتربية البدنيَّة، والتربية الأخلاقية، والتربية العقلية، والتربية الاجتماعية.
ومن طرق التربية التي اعتمدها الإسلام التربية بالملاحظة والتربية بالإشارة، والتربية بالموعظة وهدي السلف، والتربية بالعادة، والتربية بالترغيب والترهيب.
كما أن من وسائل التربية الإسلامية كذلك التربية بالقدوة، والتربية بالجليس الصالح، والإفادة من العلم الحديث ومخترعاته، والإفادة من الدوافع الفطرية...
حقوق الطفل قبل الميلاد
الأطفال في الإسلام هم زهرة الحياة الدنيا وزينتها، وهم بهجة النفوس وقُرَّة الأعين، وهم شباب الغد الذي تنعقد عليهم آمال المستقبل.
والطفولة عند الإنسان هي المرحلة الأولى من مراحل عمره، وتبدأ منذ ميلاده وتنتهي ببلوغه سنَّ الرشد، حيث يكمل نمو عقل الإنسان ويقوى جسمه ويكتمل تمييزه، ويُصْبِح مخاطَبًا بالتكاليف الشرعيَّة، يقول الأستاذ سيد قطب: "والطفل الإنساني هو أطول الأحياء طفولة، تمتدُّ طفولته أكثر من أي طفل آخر للأحياء الأخرى؛ ذلك أن مرحلة الطفولة هي فترة إعداد وتهيُّؤ وتدريب للدور المطلوب من كل حيٍّ باقية حياته، ولما كانت وظيفة الإنسان هي أكبر وظيفة، ودوره في الأرض هو أضخم دور، امتدَّت طفولته فترة أطول، ليَحْسُن إعدادُهُ وتدريبُهُ للمستقبل"
وتُعَدُ مرحلة الطفولة اللَّبِنَة الأساسيَّة في بناء شخصيَّة الفرد إيجابًا أو سلبًا، وفقًا لما يُلاقيه من اهتمام، وجاء الإسلام ليُقَرِّرَ أن لهؤلاء الأطفال حقوقًا وواجبات، على اعتبار أنهم شريحة مهمَّة من المجتمع لا يمكن إغفالها أو التغاضي عنها، وذلك قبل أن تُوضَع حقوق ومواثيق الطفل بأربعة عشر قرنًا من الزمان!
وعلى هذا فثَمَّة حقوق مهمَّة حفظها الإسلام للطفل، فاقت في شمولها ومراحلها كل الأنظمة والقوانين الوضعيَّة قديمها وحديثها، حيث اهتم الإسلام به في كل مراحل حياته: جنينًا، ورضيعًا، وصبيًّا، ويافعًا، ثم شابًّا، إلى أن يصل إلى مرحلة الرجولة، بل اهتم الإسلام بالطفل قبل أن يكون جنينًا!! وذلك كله بهدف إخراج رجال أسوياء، قادرين على تحدِّي كل المستحدثات الحضاريَّة.
وهذه الحقوق التي كفلها الإسلام متعددة الجوانب, فمنها حقه فبل ولادته, وأثناء فترة الحمل والولادة, ثم بعد وضعه إلى بلوغه.
ولما كان الدور الأكبر في رعاية وتنشئة الطفل تنشئة سليمة يتمثَّل في دور الوالدين، فقد حرص الإسلام على أن تنشأ الأسرة في الأساس بزوج تقيٍّ وزوجة صالحة، وفي ذلك أمر النبي صلى الله عليه وسلم الزوج باختيار الزوجة الصالحة ذات الدين فقال: "تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ لِأَرْبَعٍ لِمَالِهَا وَلِحَسَبِهَا وَجَمَالِهَا وَلِدِينِهَا فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ"
وفي ذلك لم يَقِف الإسلام في وجه من أراد المرأة الجميلة، أو ذات المال أو الحسب، ولكن بشرط ألا تتعارض مع الأخلاق والدين.
وكذلك أمر النبي صلى الله عليه وسلم الزوجة باختيار زوجها على نفس المعيار والأساس؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إِذَا خَطَبَ إِلَيْكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ فَزَوِّجُوهُ، إِلاَّ تَفْعَلُوا تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ وَفَسَادٌ عَرِيضٌ".
وكذلك هنا لم يَقِف الإسلام مانعًا من زواج المرأة للرجل الغني بشرط ألا يكون ذلك على حساب الدين.
ولا ريب في أن هذا الاختيار وذاك الأساس من شأنه أن يعود بالنفع التامِّ والمصلحة المباشرة على الطفل الذي يكون ثمرة هذين الزوجين الصالحين، لينشأ بعد ذلك في أسرة ودودة متحابَّة، تعيش في ظلِّ تعاليم الإسلام.
ومن حقِّ الطفل أيضًا قبل ولادته ذاك التوجيه النبوي الشريف في الدعاء عند الجماع، والذي يحفظ الجنين من الشيطان؛ فعن ابن عباس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا أَتَى أَهْلَهُ قَالَ: بِاسْمِ اللَّهِ، اللَّهُمَّ جَنِّبْنَا الشَّيْطَانَ، وَجَنِّبِ الشَّيْطَانَ مَا رَزَقْتَنَا، فَقُضِيَ بَيْنَهُمَا وَلَدٌ، لَمْ يَضُرُّهُ".
وكذلك من حقوق الطفل التي أقرَّها الإسلام قبل ولادته: تحريم إجهاضه وهو جنين، وإجازة الفطر في رمضان للمرأة الحامل، وتأجيل حدِّ الزنا حتى يُولد وينتهي من الرضاع، وإيجاب الدية على قاتله.
محمد رافع 52 15-11-2012, 04:28 PM ما هي حقوق الطفل حقوق الطفل في الاسلام مفهوم حقوق الطفل
ما هي حقوق الطفل حقوق الطفل في الاسلام مفهوم حقوق الطفل ما هي حقوق الطفل حقوق الطفل في الاسلام مفهوم حقوق الطفل ما هي حقوق الطفل حقوق الطفل في الاسلام مفهوم حقوق الطفل
حقوق الطفل في الإسلام
الطفولة عند الإنسان هي المرحلة الأولى من مراحل عمره ... حيث تبدأ منذ ميلاده وتنهي ببلوغه سن الرشد حيث يكمل نمو عقل الإنسان ويقوى جسمه ويكتمل تميزه ويصبح مخاطبا بالتكاليف الشرعية .
" قال تعالى "
( ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلاً ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ ) (1)
فواجب الوالدين ولا سيما الأم في هذه المرحلة من أكبر الواجبات الملقاة على عاتقها إذ لا بد وأن يهتما بطفلهما من جميع جوانبه ، حيث أن توجيه الوالدين في هذه المرحلة له أثره العظيم في حسن تقويم الطفل وصقل مواهبه واستعداده ، ولن يتأتى ذلك إلا من خلال وعى الأب والأم في اختيار كل منهما الآخر ، إذ في مقدمة الحقوق التي شرعها المولى للطفل مايلي :
" الحق الأول : حق اختيار الزوجة والزوج "
حسن اختيار كل من الزوجين لصاحبه يعتبر حقاً من حقوق الطفل التي أمر بها الإسلام ، ونجمل في هذا المقام أهم الأسس للاختيار فنقول :
(1) أن تختار المرأة الرجل ذا الخلق والدين عملا بقوله " إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير " (2 )
(2) هناك صفات في المرأة مرغوب فيها شرعاً وقد حض الإسلام عليها لما فيها من بقاء الألفة ودوام العلاقة الزوجية
" منها الزواج بالمرأة الولود "
قال عليه السلام : " تزوجوا الولود الودود فإني مكاثر بكم الأمم يوم القيامة " (3 ) " ومنها أن تكون المرأة صالحة " فعن ابن عمر أن رسول الله قال :" الدنيا متاع وخير متاعها المرأة الصالحة " (4) لو تأملنا هذه التوجيهات الإسلامية لادركنا كيف أن الإسلام أهتم بتربية النشء من قبل ميلاده لما له من أثر في تكوين البيت الذي يكتنفه الحب والوفاء لإنجاب الذرية القوية ذات العقل والذكاء والصلاح ، ولأدركنا أن الإسلام سبق النظريات التربوية في عصرنا الحاضر والتي تنادي بضرورة البدأ بتربية الطفل منذ ولادته .
" الحق الثاني : واجب رعاية الأم للجنين " أرشدتنا الشريعة إلى أهم الأسس التي يجب أن يرعاها كل من الزوجين عند اختيار الآخر بهدف إيجاد النسل والذرية السلمية لحفظ النوع الإنساني لعمارة الكون ، ووضعت الشريعة الإسلامية القواعد والأسس التي تحمى هذه الذرية منذ تكوينها في بطن الأم حتى تخرج لنا إلى الحياة قوية مكتملة البنية .
ويتضح لنا هدف الشارع في المحافظة على الجنين من جهة :
(1) توجيه الآباء باتخاذ كافة الوسائل والتدابير التي تكون بها حماية الطفل وصيانته من نزغات الشيطان وذلك عند وضعه في الرحم ، حيث قال عليه الصلاة والسلام :
" أما لوأن أحدكم يقول حين يأتي أهله بسم الله اللهم جنبني الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا ثم قدر أن يكون بينهما في ذلك وقضي ولد لم يضره شيطان أبداً " (5)
(2) أيضاً نلاحظ من شدة حرص الشارع على الجنين والعناية به قبل أن يكتمل نموه أنه أباح للمرأة الحامل الفطر في رمضان فقد روى عن النبي أنه قال : إن الله وضع عن المسافر شطر الصلاة وعن الحامل أوالمرضع الصوم ـ أوالصيام ـ والله لقد قالها النبي كليهما أو أحدهما " (6)
وكذلك على الأم أن تتناول الأطعمة الغنية بالفيتامينات والعناصر الغذائية اللازمة لتكوين الجنين وحمايته ، واكتمال نموه .
(3) أيضا نلاحظ من شدة حرص الشارع على تعهد الجنين أنه قرر تأجيل إقامة الحد على المرأة الحامل حتى تضع حملها وذلك حماية له ، وقد أجمع فقهاء المسلمين على عدم جواز القصاص من الحامل قبل وضعها سواء كانت حاملا وقت وقوع الجناية أو حملت بعدها وسواء كان القصاص في النفس أو في طرف من أطرافها كل ذلك صيانة ووقاية لهذا المخلوق الضعيف الذي يقطن أحشاءها .
(4) ولقد أثبت الشرع أهلية الجنين غير أنها أهلية ناقصة فأثبت حقه في الإرث إن خرج إلى الدنيا حيا وقد اتفق الفقهاء على ذلك ، وعلى أن يوقف توزيع التركة قبل الولادة لحين ولادته حتى يتضح أهو ذكر أم أنثى ، وهل هو مفرد أم متعدد وذلك فيما إذا لم يكن معه وراث أصلا أو كان معه وراث محجوب به .
" حقوق الطفل بعد الميلاد "
" أولا : حق الأذان والإقامة في أذن المولود "
من المعلوم أن من أجل النعم التي يهبها الباري لعبده نعمة الإنجاب، قال تعالى ( الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ) (7) ومن هنا نجد أن المولود يعتبر هبة من الله للإنسان تفضل بها عليه ليأنس به في صغره ويستعين به في كبره ويدعو له بعد موته .
لذلك فمن حق الواهب أن يشكر على ما أعطى ، ومن حق الوليد أن يقرع سمعه شعار المالك لمخلوقاته
" وهو قول : لا إله إلا الله "
حيث أن هذا الشعار متضمن لكلمة التوحيد التي يدخل بها العبد في دينه ولما كانت الشهادة هي أول ماينطق به الداخل في الإسلام ، فكان ذلك كتلقين الطفل شعار الإسلام عند دخوله إلى الدنيا كما يلقن كلمة التوحيد عند خروجه منها .
وغير مستبعد وصول أثر الأذان إلى قلبه وتأثيره به وإن لم يشعر ، وهناك فائدة أخرى وهي هروب الشيطان من كلمات الآذان .
فعلى الوالدين أن يدركا ذلك ويحرصا على تنفيذ ما فعله رسول الله مع الحسن بن علي " ثانيا : تحنيك المولود "
التحنيك معناه " وضع التمر ودلك حنك المولود به وذلك بوضع جزء من التمر الممضوغ على الإصبع وإدخاله في فم المولود ، ثم القيام بتحريكه يمنة ويسرة بحركة لطيفة " .
وذلك تطبيقاً للسنة المطهرة واقتداء بفعل رسول الله ولعل الحكمة من ذلك تقوية عضلات الفم بحركة اللسان مع الحنك مع الفكين حتى يتهيأ المولود لعملية الرضاعة وامتصاص اللبن بكل قوة وبحالة طبيعية .
ومن الأفضل أن يقوم بعملية التحنيك من يتصف بالتقوى والورع والصلاح تبركا وتفاؤلا بصلاح المولود وتقواه ، ومن الأحاديث التي استدل بها الفقهاء على استحباب التحنيك ما فعن أبي موسى قال : " ولد لي غلام فأتيت النبي فسماه إبراهيم فحنكه بتمرة ودعا بالبركة ودفعه إلي " (8)
" ثالثا : حق الطفل في الغذاء (( الرضاعة )) "
عملية الرضاعة عملية جسمية ونفسية لها أثرها البعيد في التكوين الجسدي والانفعالي والاجتماعي في حياة الإنسان وليدا ثم طفلاً .
ولقد أدركت الشريعة الإسلامية ما لعملية الرضاعة من أهمية للطفل حيث يكون بمأمن من الأمراض الجسمية والجدب النفسي التي يتعرض لها الطفل الذي يتغذى بجرعات من الحليب الصناعي .
فقد فرض المولى سبحانه على الأم أن ترضع طفلها حولين كاملين ، وجعله حقاً من حقوق الطفل
" يقول المولى عز وجل "
( وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ المعروف ) (9)
ولقد أثبت البحوث الصحية والنفسية في الوقت الحاضر أن فترة عامين ضرورية لنمو الطفل نموا سليما من الوجهتين الصحية والنفسية ، بيد أن نعمة الله وكرمه على الأمة الإسلامية لم تنتظر نتائج البحوث والتجارب التي تجرى في معامل علم النفس وخلافها من قبل العلماء النفسيين والتربويين بل سبقت ذلك كله .
فالطفل في أيامه الأولى، وبعد خروجه من محضنه الدافئ الذي اعتاد عليه فترة طويلة يحتاج إلى التغذية الجسمية والنفسية ليعوض ما اعتاده وألفه وهو في وعاء أمه .
لذلك نجد أن أول ما تبد به الأم بعد الوضع هو ممارسة عملية التغذية عن طريق الرضاعة ، أي إرضاع الطفل من ثديها ، تهديها فطرتها التي فطرها الباري عليها لما يتميز به لبنها من تكامل عناصره وخلوه من الميكروبات ، ومناعة ضد الأمراض، ولما يحتويه على نسبة من البروتينات المساعدة لعملية الهضم السريع وكمية المعادن والأملاح كالبوتاسيوم والصوديوم ونسبتها بعضها لبعض المساعدة على إراحة الكليتين ، بالإضافة إلى تواجد فيتامين (( ث )) وفيتامين ((أ)) .
أما الفوائد النفسية والاجتماعية من هذه العملية فتنعكس على الوليد في شعوره بالدفء والحنان والأمان وهو ملتصق بوالدته يحس نبضات قلبها .
ولقد أكد علماء النفس أن الرضاعة " ليست مجرد إشباع حاجة عضوية إنما هو موقف نفسي اجتماعي شامل ، تشمل الرضيع والأم وهو أول فرصة للتفاعل الاجتماعي ".
" ولسائل أن يسأل لماذا حددت فترة الرضاعة بعامين ... ؟ "
في الواقع أن العلم الإلهي في إدراك مدى حاجة الطفل إلى هذه الفترة والتي يتسم فيها نمو الطفل بالاستمرار ، فهي تعتبر مرحلة انطلاق القوى الكامنة ، حيث أنا نلاحظ على الطفل نموا جسميا سريعا وتزايداً حسيا وحركيا ملحوظا في السيطرة على الحركات (( حيث تبدو حركات القدمين ثم الجلوس فالحبو فالوقوف ثم المشي )) الإضافة إلى تعلم الطفل الكلام واكتساب اللغة ونمو الاستقلال والاعتماد النسبي على النفس والاحتكاك الاجتماعي بالعالم الخارجي .
ثم تنتهي هذه المرحلة بالفطام الذي يتطلب من الأم التدرج والصبر والحلم وعدم القيام بهذه العملية فجأة ، إذ أن ذلك يسبب للطفل صدمة نفسية قاسية لاسيما إذا لجأت الأم إلى استخدام الوسائل البدائية في عملية الفطام .
ومن الممكن أن تتم عملية الفطام بطريقة أكثر فعالية ، كأن تستبعد رضعة أو رضعتين خلال الأسبوع وتحل مكانها وجبة غذائية أو تقديم كوب من الحليب بدلا من الزجاجة .
ونلاحظ مدى اهتمام الشريعة بالرضاعة وجعلها حقاً من حقوق الطفل إلا أن ذلك الحق لم يكن مقتصراً على الأم فقط إذ أن هناك مسؤولية تقع على كاهل الأب ، وتتمثل هذه المسؤولية في وجوب إمداد الأم بالغذاء والكساء حتى تتفرغ لرعاية طفلها وتغذيته .
وبذلك فكل منهما يؤدي واجبه ضمن الإطار الذي رسمته له الشريعة السمحة .
محافظا على مصلحة الرضيع المسندة إليه رعايته وحمايته على أن يتم ذلك في حدود طاقتهما وإمكانيتهما
" قال تعالى : لا يكلف الله نفساً إلا وسعها "
" رابعا : تسمية المولود باسم حسن "
قررت الشريعة الإسلامية أن من ضمن حقوق الطفل على والديه أن يحسنا اختيار اسمه الذي سيدعى به بين الناس مستقبلا ولقد جاء توجيه رسول الله في قوله : ( إنكم تدعون يوم القيامة بأسمائكم وأسماء آبائكم فأحسنوا أسماءكم ) (10)
وقال عليه الصلاة والسلام : " تسموا بأسماء الأنبياء وأحب الأسماء إلى عبد الله وعبد الرحمن وأصدقها حارث وهمام وأقبحها حرب ومرة " (11)
فهذا دليل واضح على ضرورة أن يحسن الوالدان اختيار اسم طفلهما ولعل الحكمة من ذلك حتى يكون إيحاء للمعاني الخيرة التي يحملها هذا الاسم ، كما أن للفرد الحق في تغيير اسمه إن كان الاسم يحمل معنى سيئاً وقد ثبت عن رسول الله أنه غير اسم عاصية فعن ابن عمر : أن ابنة لعمر كان يقال لها عاصية فسماها رسول الله جميلة (12) كما أنه يستحب أن تكون تسمية المولود يوم السابع ، يقول رسول الله : " كل غلام مرتهن بعقيقته تذبح عنه يوم السابع ويحلق رأسه ويسمى " (13)
" خامسا : عقيقة المولود "
العقيقة معناها : ذبح الشاة عن المولود يوم السابع من ولادته وحكمها سنة مؤكدة عن النبي أنه قال : " من أحب أن ينسك عن ولده فليفعل " (14)
سئل رسول الله عن العقيقة فقال:لا يحب الله العقوق كأنه كره الاسم وقال : من ولد له ولد فأحب أن ينسك عنه فلينسك عن الغلام شاتان مكافئتان ، وعن الجارية شاة "(15)
والحكمة هي إظهار البشر والسرور بالنعمة ونشر النسب بالمولود ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد ولكن لها أيضا فوائد كثيرة نذكر منها .
(1) أنها إحياء لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم .
(2) أنها قربان يقرب عن المولود في أول خروجه إلى الدنيا.
(3) أنها تفك الرهان المرتهن به المولود ، ولهذا قال عليه الصلاة والسلام : " إن مع الغلام عقيقة فأهريقوا عنه دما وأميطوا عنه الأذى " (16)
" سادسا : استحباب حلق شعر الرأس والتصدق بوزنه فضة على الفقراء والمستحقين "
ومن هنا نستطيع أن نستخلص حكمتين من ذلك :
حكمة صحية : لأن في إزالة شعر الرأس تقوية له وفتحا لمسام الرأس بالإضافة إلى تقوية حاسة السمع والبصر الشم .
وحكمة اجتماعية : لأن التصدق بوزن شعره فضة معناه فتح ينبوع من ينابيع التكافل الاجتماعي ، وفي ذلك تحقيق لظاهرة التعاون والتراحم والتكامل في ربوع المجتمع . ومن الأحاديث الدالة على ذلك ما رواه أنس ابن مالك أن رسول الله أمر بحلق رأس الحسن والحسين يوم سابعهما فحلقا وتصدق بوزنه فضة .
" سابعا : ختان المولود "
هو من أبرز الشعائر التي يتميز بها المسلم عن غيره ، فهو واجب العمل به ومقدم على غيره من الواجبات وهو سنة للرجال ، مكرمة للنساء ، ولقد روى عن رسول الله أنه قال للرجال الذي قال قد أسلمت فقال النبي " ألق عنك شعر الكفر واختتن " (17) والختان يعتبر من خصال الفطرة الخمسة بل يأتي في مقدمتها ... يقول رسول الهدى صلوات الله وسلامه " الفطرة خمس الختان ، والاستحداد ، وقص الشارب ، وتقليم الأظافر ، ونتف الإبط ".
والحكمة من ذلك أنه تشريع إلهي شرعه الله لعباده ليكمل به فطرتهم ولأنه بواسطته يمكن التخلص من الإفرازات الدهنية ، كما أنه يقلل من إمكان الإصابة بالسرطان ، وأيضا يجنب الأطفال من الإصابة بسلس البول الليلي .
" ثامنا : حق الطفل في الحضانة والنفقة "
أوجبت الشريعة للطفل رعايته والمحافظة على حياته وصحته وتربيته وتثقيفه على الابوين هذا ما يعرف بمرحلة الحضانة ، ولكي يكتمل نمو هذه النبتة الغضة فقد جعل للأم الحق في حضانة طفلها في حالة وقوع الخلافات الزوجية حتى سن السابعة من العمر ، التي يكون الطفل قد اجتاز فيها المرحلتين ، مرحلة المهد و مرحلة الطفولة المبكرة إذ تعتبر هاتان المرحلتان من أهم المرحل في حياة الطفل حيث يقرر بعدها بقاءه مع أمه أوأبيه ويترك له حرية الاختيار بينهما ، فهذا منتهى العدل والرحمة الإلهية التي تضع الأمور في نصابها.
وبالإضافة إلى حق الطفل في الحضانة أيضاً له الحق في النفقة ، والنفقة تشمل الطعام والكسوة والسكن .
" تاسعا : حق الطفل في تربيته من خلال طاقاته المختلفة "
اهتم الإسلام بالقواعد الأساسية في تكوين الأسرة ، و رسم المنهج الذي ينبغي أن يحتذي به كل من الزوج والزوجة عند تكوين الأسرة ، ثم بين الحقوق التي يجب أن يؤديها كل منهما للطفل حتى يتمكنا من تنشئته التنشئة الصالحة .
والإسلام عندما يوضح ذلك كله لا يقف عند هذا الحد إذ أنه يعتبر مرحلة الطفولة من المراحل المهمة والأساسية التي فيها تبني شخصية الطفل .
وتظهر العلاقات الدالة على مدى نجاحه مستقبلا في تحقيق الرسالة التي خلق من أجلها ، وذلك عن طريق استغلال جميع الطاقات الكامنة لديه ـ الجسمية والعقلية والروحية ـ والتي من خلالها يكتسب الطفل العلوم والمعارف ليتحقق الهدف الأسمى الذي وجد من أجله .
(1) التربية الجسمية :
المقصود بالتربية الجسمية إعداد الجسم كله إعداد سليما ، حيث أننا بالإضافة إلى الاهتمام بالعضلات وحواس الطفل يجب الاهتمام بالطاقة الحيوية المنبثقة من الجسم والمتمثلة في مشاعر النفس، وطاقة الدوافع الفطرية والنزعات والانفعالات ، حيث يراعي الإسلام أمرين هامين :
(ا ) يراعي الجسم من حيث هو جسم يحتاج إلى الغذاء الجيد والمسكن الصحي ، والراحة والنوم الجيد والحصانة من الأمراض .
( ب ) يوفر الطاقة الحيوية اللازمة لتحقيق أهداف الحياة ، وهي أهداف تشمل كيان الإنسان كله .
فالغذاء يلعب دوراً هاما في نمو الطفل ، فهو يزود الجسم بالطاقة التي يحتاج إليها للقيام بنشاطه ، وتكوين الخلايا وزيادة مناعة الجسم ضد الأمراض ووقايته منها .
أيضا من الأمور التي يجب أن تهتم بها الأم حاجة الطفل إلى النوم إذ أن عملية النوم تعتبر من الحاجات العضوية الجوهرية اللازمة لنموه ومن الأفضل تعويده على النوم على الشق الأيمن أسوة برسول الله
فعن عبد الله أن النبي كان إذا أوى إلى فراشه وضع يده اليمنى تحت خده ثم قال : " اللهم قني عذابك يوم تبعث أو تجمع عبادك "
ولقد تمكن العلماء مؤخراً من التوصل إلى أن النوم على الشق الأيسر يضر بالقلب ويعيق التنفس .
كما وأن حاجة الطفل إلى الملبس يجب أن تحظى بنفس القدر من الاهتمام بالحاجات السابقة ، إذ أن على الأم الواعية أن تدرك احتياجات طفلها للملابس الصيفية أو الشتوية على أن تعوده عند الشروع في الارتداء أن يبدأ باليد اليمنى إقتداء بصاحب السيرة العطرة محمد
أيضاً يحبب إليه ممارسة الألعاب الرياضة مثل العدو والسباحة وركوب الخيل والسباق ... إلخ حيث كان يسابق ويرشد أمته إلى الأخذ بأسباب القوة .
وعلى الوالدين أثناء الاهتمام بتربية الطاقة الجسمية للطفل أن يعوداه على حياة الجد ويبعداه عن التراخي والميوعة والانحلال وكل ما يرهق العقل والجسم فهذه الأسس والمبادئ إن حظيت بعناية الأم واهتمامها فإنها بلا أدنى شك تكون قد تمكنت من تربية طفلها التربية الجسمية السلمية ، وهي بذلك تكون قد أدت جزءاً من الأمانة المذكورة في قوله تعالى " والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون ".
( 2 ) التربية العقلية
أعتني الإسلام بالتربية العقلية باعتباره دين الفطرة فهو يحترم الطاقات البشرية كلها ، إذ لا يهمل جانباً منها أو يطغي جانباً على آخر شأن بعض الفلسفات
" يقول الباري جل ذكره"
( قل هُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلاً مَا تَشْكُرُونَ) (18
فالإسلام يحترم الطاقة العقلية ويشجعها ويضع للأم الوسائل المعينة لها في إعداد طفلها .. إن من مسؤولياتها الكبرى توعيته فكريا منذ نعومة أظافره إلى أن يصل إلى سن الرشد والنضج .
ومن هذه المسؤوليات مسؤولية تعليمه وتعويده على الاغتراف من معين الثقافة والعلم والتركيز على حفظ القرآن الكريم ، ومعرفة السيرة النبوية .
" وهناك عدة طرق للتربية العقلية نذكرها منها "
(1) التلقين الواعي من قبل الوالدين حيث يجب أن يلقن الطفل حقيقة الإسلام و تعاليمه .
(2) المطالعة الواعية وهذا يتطلب من الوالدين أن يضعا بين يدي الطفل مكتبة صغيرة تشتمل على مجموعة من قصص الأنبياء والصحابة والسيرة النبوية بالإضافة إلى بقية كتب أخرى تشتمل على أنواع العلوم المعارف المفيدة والتي سبق وأن أعدت بما يتلاءم وسنه ونموه وقدراته على الاستيعاب .
(3) كما أن على الوالدين اختيار الرفقاء الصالحين المتميزين عن غيرهم بثقافتهم الإسلامية .
إن تقصير الآباء في تربية أولادهم التربية العقلية وإهمالهم يكون له أثر كبير على سلوكهم ومستقبلهم العلمي ، وبذلك يكونون قد حادوا عن الطريق وعجزوا عن أداء الأمانة التي وجدوا من أجلها .
وصدق رسول الله عندما قال في الحديث الذي يرويه ابن عمر : " كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته والأمير راع والرجل راع على أهل بيته والمرأة راعية على بيت زوجها وولده فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته " (19)
( 3 ) التربية الروحية
إن الإنسان لا يبلغ رقيه وحقيقة إنسانيته إلا بصحوة روحه وتزكية طاقاتها وعقد الصلة الدائمة بينها وبين الملأ الأعلى ومنهج القرآن في تزكية الروح وتربيتها يقوم على :
(1) البدء بتأصيل الإيمان بالله الواحد تأصيل معرفة وحب وتقوى وطمأنينة لذلك فواجب الأم يتضح في قدرتها على تحين الفرص لتفتح ذهن طفلها للتدبر والتفكر في عظمة الله .
(2) وتقتضي هذه العقلية السليمة من صاحبها أن يحقق في ذاته معاني العبودية الحقة لله ، حيث أن العبادة هي الصلة المباشرة بين العبد وربه فالصلاة التي يعتاد عليها الطفل وتعرفه بها أمه يعتبرها الطفل لقاء ودعاء .
وكذلك الصوم يعتبر في نظر الطفل هجر لما تحبه النفس وإيثار لما يحبه الله والحج زيارة لبلد الله .. وممارسة للأركان الخمسة . والزكاة تطهير للنفس وإحساس بالفضل
إن هذه الحياة الروحية التي يحياها الطفل . وذلك بعد ترويضه وتشجيعه على المداومة عليها وأدائها بإخلاص في كل الأقوال والأفعال والحركات قاصدا بذلك وجه المولى منطلقا من الآية القرآنية الكريمة :
" لا نريد منكم جزاءً ولا شكوراً (20) "
.......
(1 ) سورة الحج الاية رقم : 5
(2 ) رواه الترمذي
(3) رواه أبو داود
(4) رواه مسلم
(5) رواه البخاري
(6) رواه الترمذي
(7) سورة الكهف الاية رقم 46
(8) ورد في الصحيحين
(9) سورة البقرة الاية رقم 233
(10) رواه أبو داود
(11) رواه أبو داود
(12) رواه مسلم
(13) رواه أحمد والترمذي
(14) رواه أبو داود
(15) رواه أبو داود
(16) رواه الترمذي
(17) رواه أحمد وأبو داود
(18) ) سورة لملك الاية رقم 23
(19) رواه البخاري
(20) سورة الدهر الاية رقم 9
منقول / مكتبة نادي دنيا الاطفال
محمد رافع 52 15-11-2012, 08:56 PM حقوق (http://www.nogooom.com/forums/showthread.php?t=17889)الجار (http://www.nogooom.com/forums/showthread.php?t=17889)في الإسلام
بقلم الدكتور محمد راتب النابلسي
الشيء الذي يُلفتُ النّظر في الأحاديث النبوية الشريفة أنّ النبي عليه الصلاة والسلام ربَط الإيمان كلّهُ بإكرام
الجار (http://www.nogooom.com/forums/showthread.php?t=17889)، بل نفى عن الذي لا يأمنُ جارهُ أذاه نفى عنه الإيمان ! إذًا كم هي علاقة هذا الخلق بالإيمان ؟ علاقةٌ وشيجة ، بل هي علاقة ترابطيّة ، فلو أُلغِيَت هذه الفضيلة لأُلغيَ الإيمان .
للجار على الجار (http://www.nogooom.com/forums/showthread.php?t=17889)في القِيَم الإسلاميّة ، وفي الآداب الشرعيّة حقوقٌ تُشبِهُ حقوق (http://www.nogooom.com/forums/showthread.php?t=17889)الأرحام ، وهو الشيء الذي يلفتُ النظر ، من هذه الحقوق المواصلة بالزيارة ، والتهادي ، أن يُهْدِيَ كلٌّ منهم الآخر هديّة تعبيرًا عن المودّة ، والعيادة حين المرض ، والمواساة حين المصيبة ، والمعونة حين الحاجة ، وكفّ الأذى .
ماذا يفسّر العلماء كلمة : المعاشرة بالمعروف ، مع الفارق طبعًا ، ليْسَت المعاشرة بالمعروف أنْ تمْتَنِعَ أن إيقاع الأذى ، بل المعاشرة بالمعروف تعني أن تحْتَمِلَ الأذى ، وفرْقٌ كبير بين أن تمتَنِعَ عن إيقاع الأذى بالجار ، وبين أن تحْتَمِل الأذى منه ، احْتِمال الأذى ، المناصرة بالحق ، النّصْح للجار ، تَهْنِئَة الجار (http://www.nogooom.com/forums/showthread.php?t=17889)، تَعْزِيَة الجار (http://www.nogooom.com/forums/showthread.php?t=17889)، مشاركة الجار (http://www.nogooom.com/forums/showthread.php?t=17889)في المسرات والأفراح ، مُواساتهُ في المصائب والأحزان ، حقّ الشُّفْعة ، وحقّ الشّفعة عدَّه بعض العلماء حقًّا مُلزِمًا ، أيْ إذا كنتَ تسْكن في بيتٍ ، ولك جار في الطابقٍ نفسه ، وأراد الجارٌ أن يبيعَ بيتهُ يجب أن يسألك قبل كلّ شيءٍ ، فهو مُلزمٌ أن يبيعهُ لك بالسّعر الرائج فإذا باعهُ لِغَيرك يمكن أن تُقيم عليه دعْوى ، والقاضي يُلزمُه بِفَسْخ البيع وبيْعِهِ لك ، هذا هو حقّ الشّفعة ، في بعض المذاهب حقّ مُلْزم ، لذا المواصلة بالزيارة ، والتهادي ، والعيادة ، والمواساة والمعونة ، وكفّ الأذى ، واحتمال الأذى ، والمناصرة بالحقّ ، والتّهْنِئة ، والتّعزِيَة ، والمشاركة في المسرات والأفراح ، والمواساة في المصائب والأحزان ، وحقّ الشّفعة .
في القرآن الكريم آيةٌ دقيقة ، يقول الله جلّ جلاله :
وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُورًا
[ سورة النساء ]
مَوْطن الشاهد ؛ والجار ذي القربى ، وقد انقسمَ المفسّرون في تفسير والجار ذي القربى والجار الجنب إلى فريقين ؛ الفريق الأوّل فَهِمَ الجار (http://www.nogooom.com/forums/showthread.php?t=17889)ذا القربى هو الجار (http://www.nogooom.com/forums/showthread.php?t=17889)الأقرب ، والقريب الملاصق ، الآن الأبنيَة الحديثة في مستوى واحد ، أنت في شقّة ، وهو في شقّة ، هذا هو الجار (http://www.nogooom.com/forums/showthread.php?t=17889)الأقرب ، والجار ذي القربى ، وأما الجار (http://www.nogooom.com/forums/showthread.php?t=17889)الجنب فهو الذي جانبَكَ ، أيْ ابْتَعَدَ عنك ، وفي حديث سيَرِدُ بعد قليل : ((إن أربعين دارًا شرقًا كلّهم جيرانك ...)) .
وقد نضيفُ وأربعين فوقًا ، وهذا في الأبْنِيَة الشاهقة ، وفي بعض البلدان : وأربعين تحتًا ، ستّ جهات كلّهم جوار ، الاتِّجاه الآخر في معنى الجار (http://www.nogooom.com/forums/showthread.php?t=17889)ذي القربى ، والجار الجُنُب ، الجار (http://www.nogooom.com/forums/showthread.php?t=17889)القريب نسبًا ، والجار الجُنب ؛ الجار (http://www.nogooom.com/forums/showthread.php?t=17889)غير القريب نسبًا ، جارٌ وجار أقرب هو المعنى الأوّل ، المعنى الثاني جارٌ قريبٌ نسبًا ، وجارٌ لا يمدّ لك بِنَسبٍ ، على كلٍّ الله جلّ جلاله ، والنبي عليه الصلاة والسلام أوصى بالجار عُمومًا ، وخصّ الجار (http://www.nogooom.com/forums/showthread.php?t=17889)المسلم والجار القريب بِميزَتَين ، فإذا كان لكل جارٍ حقّ عليه ، فللجار المسلم حقّان ؛ حقّ الجِوار وحقّ الإسلام ، والجار المسلم القريب ثلاثة حُقوق ؛ حقّ الجار (http://www.nogooom.com/forums/showthread.php?t=17889)، وحق الإسلام ، وحقّ القرابة .
في السنّة النبويّة المطهّرة حديث عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ((مَا زَالَ يُوصِينِي جِبْرِيلُ بِالْجَارِ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ سَيُوَرِّثُهُ)) .
[ رواه البخاري ]
علاقات الإرث هي علاقات القرابة فقط ، والنبي صلى الله عليه وسلم يعطيه حقاً يقترب من حق القرابة ، أغلبُ الظّن أنّ القريب تراه في الأسبوع مرّة ، وهناك قريب تراه في الشّهر مرّة ، ومعظم الأقارب تراه في العام مرّة ؛ في العيد فقط ، لكنّ الجار (http://www.nogooom.com/forums/showthread.php?t=17889)تراه كلّ يومٍ عشر مرّات ، خمسين مرّة ، فالجار دائمًا أنت وإيّاه في مكان واحد ، لذلك لمّا جاء عمرَ بن الخطاب رجلٌ ، وسألهُ : هل يعرفُك أحد ؟ قال : نعم ، فلان يعرفني ، فقال : ائتني به ، فلما جاء به ، قال له : هل تعرفهُ ؟ فقال : نعم ، قال : هل جاورْتَهُ ؟ قال : لا ، قال : هل سافرتَ معه ؟ قال : لا ، قال : هل حاككْتَهُ بالدّرْهم والدِّينار ؟ قال : لا ، فقال عمر : أنت لا تعرفهُ ، لذلك من الذي يعرفُك حقّ المعرفة ؟ جارُك ، لأنّهُ مطّلِعٌ عليك ، في مَدْخلك ، ومخرجك ، وفي شأنك كلّه ، لذلك : ((مَا زَالَ يُوصِينِي جِبْرِيلُ بِالْجَارِ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ سَيُوَرِّثُهُ)) .
عَنْ أَبِي شُرَيْحٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ((وَاللَّهِ لَا يُؤْمِنُ وَاللَّهِ لَا يُؤْمِنُ وَاللَّهِ لَا يُؤْمِنُ قِيلَ وَمَنْ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ الَّذِي لَا يَأْمَنُ جَارُهُ بَوَايِقَهُ)) .
[ رواه البخاري ]
شيءٌ مُخيف ، نفى عنه الإيمان كليَّةً بِقَسَمٍ وتَكرار ، القسَم مؤَكِّد ، والتَّكْرار مُؤَكِّد ، والبوائق جمْعُ بائقة ، الشرور والغوائل ، وفي رواية لمسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ((قَالَ لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ لَا يَأْمَنُ جَارُهُ بَوَائِقَهُ)) .
[رواه مسلم ]
كلُّ الذي أُريدُه أنْ يكون واضحاً أن الإسلام أخلاق ، الإسلام قِيَم ، الإسلام مُثُل ، الإسلام الْتِزام ، والبخاري ومسلم في صحيحيهما عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ((مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلَا يُؤْذِ جَارَهُ وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ)) .
[ متفق عليه ]
يعني من لوازم الإيمان بالله تعالى ، وباليوم الآخر ، إكرام الجار (http://www.nogooom.com/forums/showthread.php?t=17889)، وإكرام الضَّيف ، والتّكلم بالحق ، والسّكوت عن الباطل ، هذه أساسيّات أخلاق المسلم .
عَنْ أَبِي شُرَيْحٍ الْخُزَاعِيِّ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ((مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيُحْسِنْ إِلَى جَارِهِ وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَسْكُتْ)) .
[ رواه مسلم ]
كُنَّا في كفّ الأذى ، وفي النّهي عن الأذى ، وفي أن يأْمَنَ جارُه بوائقهُ ، والآن إذا كنتَ مؤمنًا بالله واليوم الآخر عليك أن تُحْسِن إلى جارك ، كنّا في المواقف السَّلْبيّة ؛ عدم الأذى ، وعدم الإقلاق ، عدم الإزعاج ، والآن في المواقف الإيجابية : الإحْسان .
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ((خَيْرُ الْأَصْحَابِ عِنْدَ اللَّهِ خَيْرُهُمْ لِصَاحِبِهِ وَخَيْرُ الْجِيرَانِ عِنْدَ اللَّهِ خَيْرُهُمْ لِجَارِهِ)) .
[ رواه الترمذي ]
صاحبان ، صديقان ، شريكان ، جاران ، خيرُ الأصحاب عند الله خيرهم لصاحبه ، إذا فقْتَهُ بالإحسان فأنت أفضلُ منه ، إذا فقْتَهُ في الانضباط فأنت أفضلُ منه ، إذا فقْتَهُ في العفو فأنت خير منه ، ((خَيْرُ الْجِيرَانِ عِنْدَ اللَّهِ خَيْرُهُمْ لِجَارِهِ)) .
نحن نتحدّث عن أقوال النبي عليه الصلاة والسلام نطْربُ لها ، والله الذي لا إله إلا هو ، لو طبَّق أحدهم بعض هذه الأحاديث لطربَ حينما يطبّقها ، وحينما يشعر أنَّه وفق السنّة ، لقطَفَ ثِمارها ، شتّان إذا تخيَّلْت جارًا محسنًا لجاره شعَرْتَ بِنَشْوَة ، فكيف إذا أحْسنْتَ فِعلاً ؟ المَوْقف العملي أبلغُ بِكَثير من أيّ مَوْقفٍ نظري .
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الصَّامِتِ عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ((يَا أَبَا ذَرٍّ إِذَا طَبَخْتَ مَرَقَةً فَأَكْثِرْ مَاءَهَا وَتَعَاهَدْ جِيرَانَكَ)) .
[ رواه مسلم ]
هذه سنّة ؛ أنْ يتهادى الجيران بعض الطّعام ، وهذه تَزيدُ المودّة مودَّةً ، وتزيدُ العلاقة متانةً ، تزيدُ الأخوّة أخوَّةً ، تزيدُ الحبّ حبًّا ، ((يَا أَبَا ذَرٍّ إِذَا طَبَخْتَ مَرَقَةً فَأَكْثِرْ مَاءَهَا وَتَعَاهَدْ جِيرَانَكَ)) .
قد تقَدِّمُ شيئًا لا يُذْكَر ، لكن له معنى كبير .
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ((يَا نِسَاءَ الْمُسْلِمَاتِ لَا تَحْقِرَنَّ جَارَةٌ لِجَارَتِهَا وَلَوْ فِرْسِنَ شَاةٍ) .
[ رواه البخاري ]
لا تحْقرنّ هديَّة تقدِّمها لجارتها ولو فرْسنَ شاة ، وفرْسَن الشاة هو ظفرها أعليهِ لحْمٌ ؟ لا ، هذا إذا كنت أيّتها الجارة لا تمْلكينَ غيره ، قدِّميهِ لجارتك طبعًا ليس المَقصود تقديم ظفْر شاة ، بل المقصود عدم الاسْتِحياء من إعطاء القليل ، فإنّ الحِرْمان أقلّ منه .
والنبي عليه الصلاة والسلام يأمرنا أن نأْذَنَ لِجِيراننا أن يستخدموا بعض حِيطان بيوتنا ، وليس المقصود الآن حائط البيت ، فالبيوت فيما مضى كانت متراكبة ، فقد يحتاجُ الجار (http://www.nogooom.com/forums/showthread.php?t=17889)أن يضعَ خشبةً على حائط جاره ، لكن المقصود أن تبْذلَ له بعض المعونة ، وتسْمَحَ له بِبَعض التّصرفّات إن كانت تنْفعُهُ ، ولا تؤذيك ، فقد روى البخاري ومسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ((لَا يَمْنَعْ جَارٌ جَارَهُ أَنْ يَغْرِزَ خَشَبَهُ فِي جِدَارِهِ)) .
[ متفق عليه ]
عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ : ((إِنَّ لِي جَارَيْنِ فَإِلَى أَيِّهِمَا أُهْدِي ؟ قَالَ : إِلَى أَقْرَبِهِمَا مِنْكِ بَابًا)) .
[ رواه البخاري ]
إذا دُعِيَت إلى دَعْوَتَين ، فأنت ينبغي أن تؤدّي الأولى زمنًا ، المؤمن يُلبّي الأولى ، إذا أردت أن تهدي جارًا فالأقرب إليك .
عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ : ((مَنْ كَانَ لَهُ شَرِيكٌ فِي حَائِطٍ فَلَا يَبِعْهُ حَتَّى يَعْرِضَهُ عَلَيْهِ)) .
[ رواه أحمد ]
أي لا يَبِعْ حقّه في الشِّرْكة أو حقّه في البيت إذا كان له جارٌ حتى يستأذن جارهُ أو شريكه ، وهذا لَعَمْري لَمِن أدقّ الحقوق التي بيّنها النبي عليه الصلاة والسلام .
الجار (http://www.nogooom.com/forums/showthread.php?t=17889)في نَظَر الإسلام مُعين ، ناصِر ، حارِس ، أمين ، يُطْعمُكَ إذا جُعْت يُهْدي إليك من طبْخه ، ولو لم تكُن جائعًا ، يُشارك في الأفراح والأتراح يُواسي ويُعزِّي في المصائب والأحزان ، يُرْشِد ، وينصَح ، يتعاوَن معك على البرّ والتقوى ، يعودُك إذا مرِضْت ، يزورُك زيارة الأخوّة الخالصَة يحْفظُك في أهلك وذريّتِكَ ، لا يخونك في مالٍ ولا أهلٍ ولا ولد ،
كَمْ مِن رجلٍ هَجَرَ بيتهُ ضجرًا من جارهِ ؟ وكم من بيْتٍ بيعَ بنِصْف ثمنهِ ؟ فِرارًا من الجار (http://www.nogooom.com/forums/showthread.php?t=17889)ذي الأخلاق السيّئة ، كان في الشام أمير اسمهُ عبد القادر الجزائري ، كان رجلاً عظيمًا ، كان له جارٌ ضاقَتْ به الدنيا ، واضْطرّ إلى بيْعِ بيْتِهِ فعَرَضَهُ للبيْع فَدُفِعَ له ثمنٌ بخْس ، فانْفَعَل وقال : والله لا أبيعُ جِوارَ الأمير بهذا المَبْلغ ، هناك مَنْ أوْصَلَ هذا الخبَر إلى هذا الأمير ، فاسْتَدْعى جارهُ وأعطاهُ المبلغ كلّه ، وقال : ابْقَ جارًا لي !! إنَّك لا تبيعُ جيرتي بهذا المبلغ ، وأنا لا أبيعُك أبدًا .
من سعادة المرء أن يعيشَ مع جيرانٍ أفاضل ، من مُتَع الحياة الدنيا أن تطمئنّ ، إلى أنّ الذي إلى جانبك ، والذي فوقك ، والذي تحتك ، يحبّك وتحبّه ، يحفظ حرمتَكَ ، وتحفظُ حرمتهُ ، تحرصُ مالهُ ، وتحرصُ ماله ، ويتفقّد أهلك ، وتتفقّد أهلهُ في غيبَته ، نحن نتذوّق القِيَم الإسلاميّة نظريًا ، ولكن والله لو عِشناها لشَعَرنا بِسَعادةٍ لا توصَف ، على الوصْف نسْعَد بسماعها ، فكيف إذا عِشْناها ؟ كيف إذا عِشْنا هذه القِيَم؟ وكيف إذا كُنّا كما أراد النبي؟ كيف إذا كُنّا كما وجّهنا النبي عليه الصلاة والسلام ؟
يقول النبي عليه الصلاة والسلام : ((مَا تَقُولُونَ فِي الزِّنَا ؟ قَالُوا : حَرَّمَهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ ، فَهُوَ حَرَامٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، قَالَ : فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَصْحَابِهِ : لَأَنْ يَزْنِيَ الرَّجُلُ بِعَشْرِ نِسْوَةٍ أَيْسَرُ عَلَيْهِ مِنْ أَنْ يَزْنِيَ بِامْرَأَةِ جَارِهِ ، قَالَ فَقَالَ : مَا تَقُولُونَ فِي السَّرِقَةِ ؟ قَالُوا : حَرَّمَهَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ ، فَهِيَ حَرَامٌ ، قَالَ : لَأَنْ يَسْرِقَ الرَّجُلُ مِنْ عَشْرِ أَبْيَاتٍ أَيْسَرُ عَلَيْهِ مِنْ أَنْ يَسْرِقَ مِنْ جَارِهِ)) .
[ رواه أحمد ]
عرّف النبي المؤمن بأنّ نفسهُ في غَناء ، والناس منه في راحة ، هو الإنسان حينما ينحرف ، حينما يأخذ ما ليس له يُصبحُ مع نفسهِ في حرْب وهذه هي الفِطرة ، فطرتهُ سليمة ، فإذا حادَ عن مبادئها شعَرَ بِتَأنيب الضّمير ، وشعر بما يُسمّى بِعُقدة الذّنب ، دائمًا في حرْبٍ مع نفسهِ ، فالمؤمن من صفاته أنَّه في غَناءٍ مع نفسه ، والناس منه في راحة ، أيْ علامة المؤمن أنّ الناسَ يأمنونه ، ولا يقْلقون منه ، لا تأتيهم منه مُقلقات رجلٌ سلام ، رجل محبّة ، رجل عطاء ، رجل مسامحة ، رجل عفْو ، لذلك علامة المؤمن أنّ الناسَ يأمنونه ، وعلامة المسلم أنّ المسلمون يسْلمون من يده ولسانه ، السلامة غير الأمْن ، قد تُسالِم فلانًا ، ولا تؤذِيهِ ، ولكنّه يخافُ منك ، لكنّ علامة الإيمان مرتبةٌ فوق السّلامة ، المسلم من سلِم المسلمون من لسانه ويده ، ولكنّ المؤمن مَنْ أمِنَه الناس على أموالهم ، وعلى أعراضهم ، عُنْصُرُ الأمْن أبلَغ من عُنْصُر السّلامة ، قد تقعُ فريسة القلق وأنت في سلامة ، قد تعيشُ طول حياتك من الأمراض ، لكنّك تخاف بعض الأمراض، أنت من خوف المصيبة في مصيبة ، الناس قد يسْلمون ولا يأْمَنُون ، لكن علامة الإيمان أنّ الناس يأْمَنُونك ، لا يسْلمون منك ، إذا قال قائلٌ : أنا جاوَرْتُ فلانًا ثلاثين سنة فلَمْ يُقْلِقني إطلاقًا ، إذًا سلِمُوا منك ، ولكنّ المؤمن لا يُمكن أن يتوقّع منك الإزعاج ، فرْقٌ كبير بين السلامة والأمْن ، المسلم لا يؤذي ، لكنّ المؤمن يعتقدُ الناس اعتقادًا جازمًا أنَّه لا يمكن أن يؤذي ، ليس هذا من شأنه ، ولا من طبيعته ، وهذا معنى تقول فلان لمْ يسْرق ، وفلان ما كان له أن يسرق ، في العبارة الأولى نفَيْتَ الحَدَث ، لكن في العبارة الثانيَة نفيْتَ الشّأن كلّه .
عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
((وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا يُؤْمِنُ عَبْدٌ حَتَّى يُحِبَّ لِجَارِهِ أَوْ قَالَ لِأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ)) .
[ رواه مسلم ]
ألا إنّ أربعين دارًا جارًا ، أربعون جارًا من أربع جِهات ، وهناك عشرة نحو الأعلى ، أو أقلّ من ذلك ، هؤلاء كلّهم جيرانك ، وأنت مُطالبٌ أن تُحسِن إليهم ، وأنْ تكفّ الأذى عنهم ، وأن تحْتَمِلَ أذاهم ، وأن تُحْسِنَ إليهم ، إذا كنتَ كذلك فنحن في بَحْبوحة ، ونحن في خير ، والله في عَوْن العبد ما دام العبد في عون أخيه .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من آذى جاره فقد آذاني ، ومن آذاني فقد آذى الله ، ومن حارب جاره فقد حاربني ، ومن حاربني فقد حارب الله)) .
[ رواه أبو نعيم ]
لأنّك أنت حينما تؤذي
الجار (http://www.nogooom.com/forums/showthread.php?t=17889)أنت تُسْقِطُ عباداتك كلّها ، وتؤكّد للناس أنّ الدِّين كلامٌ فارغ ، وأنّ الدّين رابطةٌ واهيَة ، الدِّينُ معاملة ، الدِّين تَضْحيَة ، الدِّين أمانة .
ما قولكم بهذا الحديث الشريف ، أخرج الطبراني من حديث ابن عمر قال : خرج رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم في غزاة فقال : (( لا يصحبنا اليوم من آذى جاره )) .
[ رواه الطبراني ]
كي نقطف ثِمار الإسلام ، بادِرْ أنت ، اقْطَع لسان جارك ، كيف تقْطعْهُ ؟ بالإحسان إليه ، بادِرْ أنت السيّئ بالإحسان يصبحُ صالحًا فالسيّئ إذا أحْسنْتَ إليه حجَّمْتَهُ ، حجَّمته وأربكْتهُ ، وأسْكَنْتَ لِسانهُ .
سأل النبي عليه الصلاة فقال : أتَدْرون ما حقّ
الجار (http://www.nogooom.com/forums/showthread.php?t=17889)؟ قال : إذا استعان بك أعنته ، وإذا اسْتنْصرَك نصرْتهُ ، وإن مرضَ عُدْتهُ ، وإن أصابهُ خيرٌ هنَّأتهُ ، وإن أصابتهُ مصيبةٌ عزَّيْتهُ ، وإن مات شيَّعْتهُ ، ولا تستطل عليه بالبناء ، فتحجُب عنه الرّيح إلا بإذنه ، وإن اشْتريْتَ فاكهةً فأهْدِ له منها ، فإن لم تفعل فأدْخِلها سرًّا .
ماذا يُقاس على هذا التوجيه ؟ إذا أرسلْت مع ابنك إلى المدرسة فاكهة غاليَة الثّمن أو نادرة، أو قِطع من الحلويّات غاليَة جدًّا ، وأكلها أمام زملائِهِ الفقراء ، هذا يدخلُ في هذا التوجيه ، فإذا اشْتريْتَ فاكهةً فأهْدِ له منها ، فإن لم تفعل فأدْخِلها سرًّا ، ولا يخرج بها ولدك لِيَغيضَ ولدهُ ، ولا تؤْذِهِ بِقُتار قدرك ، إلا أن تغرف له منها .
هناك عِلاج ذكره النبي عليه الصلاة والسلام ، مرَّةً حدّثني رجل كان مقيماً في بلدٍ غربي ، في هذا البلد الذي يرتكبُ مخالفةً في البيع والشّراء يُعاقبُ بالطريقة التاليَة : يوضَعُ له على باب محلّه التّجاري لَوْحة كبيرة بِحُروفٍ بارزةٍ وضّاءة أنّ هذا البائع يغشّ زبائنهُ ، لا يُطالب بِغَرامات ماليّة ، ولا يُغلقُ محلّه ، ولا يُساق إلى السِّجن ، إنّما : يوضَعُ له على باب محلّه التّجاري لَوْحة كبيرة بِحُروفٍ بارزةٍ وضّاءة أنّ هذا البائع يغشّ زبائنهُ !! هذا اسمهُ إسقاط الاعتبار الاجتماعي .
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَشْكُو جَارَهُ فَقَالَ اذْهَبْ فَاصْبِرْ فَأَتَاهُ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا فَقَالَ : ((اذْهَبْ فَاطْرَحْ مَتَاعَكَ فِي الطَّرِيقِ ، فَطَرَحَ مَتَاعَهُ فِي الطَّرِيقِ، فَجَعَلَ النَّاسُ يَسْأَلُونَهُ فَيُخْبِرُهُمْ خَبَرَهُ فَجَعَلَ النَّاسُ يَلْعَنُونَهُ ، فَعَلَ اللَّهُ بِهِ ، وَفَعَلَ وَفَعَلْ ، فَجَاءَ إِلَيْهِ جَارُهُ فَقَالَ لَهُ : ارْجِعْ لَا تَرَى مِنِّي شَيْئًا تَكْرَهُهُ)) .
[ رواه أبو داود ]
معنى ذلك أنّ الإنسان يعيشُ بِسُمعته ، ويعيشُ بِكَرامته ، يعيشُ بِثَناء الناس عليه ، فحينما بالغ هذا
الجار (http://www.nogooom.com/forums/showthread.php?t=17889)
بالإساءة إلى جاره ، النبي عليه الصلاة والسلام أهْدَرَ كرامته ، هذا لا كرامة له ، ولا غيبة له ، اُذْكر ما يفعلهُ لِيَحذر الناس منه .
الحديث الشريف ، عن أبي هريرة قال : قيل للنبي صلى الله عليه وسلم : إن فلانة تقوم الليل ، وتصوم النهار ، وتفعل ، وتصدق ، وتؤذي جيرانها بلسانها ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(( لا خير فيها ، هي من أهل النار ، قالوا : وفلانة تصلي المكتوبة ، وتصوم رمضان، وتصدق بأثوار ، ولا تؤذي أحدا ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : هي من أهل الجنة)) .
[ رواه البيهقي ]
معنى ذلك أنّ الدّين معاملة ، ولا قيمة لصلاتها الكثيرة ، ولا قيمة لِصِيامها الكثير ، ولا قيمة لِصَدقتها ، إنما القيمة بالإحسان .
حديث آخر ، إنّ فلانة تصوم النهار ، وتقوم الليل ، وتؤذي جيرانها ، فقال: هي في النار!
هذه المرأة التي تبْدو مسلمة من حجابها ، من سُبحتها ، ولكنّها تكيد ، وتفعَل ، وتفرّق بين الأحبّة ، وتنمّ وتغْتاب ، وتؤذي الناس ، وتكيد لهم حجابها ، وصيامها ، وصلاتها ، وصدقتها ، وأورادها لا ينْفعانها من الله شيئًا .
قالوا إنّ فلانة - بالعكس - تصلّي المكتوبات فقط ، وتصدّق بالأُقط ، ولا تؤذي جيرانها قال : هي في الجنّة " الأقْط اللّبن سُحب خيره وجفّف .
وأخرج ابن أبي شيبة عن عبد الله بن عمرو قال : (( ألا أخبركم بالثلاث الفواقر ؟ قيل : وما هن ؟ قال : إمام جائر ، إن أحسنت لم يشكر ، وإن أسأت لم يغفر ، وجار سوء ، إن رأى حسنة غطاها ، وإن رأى سيئة أفشاها ، وامرأة السوء ، إن شهدتها غاظتك ، وإن غبت عنها خانتك)).
[ رواه ابن أبي شيبة ]
الفواقر جمع فاقرة ، أو فِقْرة عَظْمة الظّهر ، أيْ ثلاثة يحطِّمْن عظيمات الظّهر ، أيْ يقصِمن الظّهر .
وعن أنس رضي الله عنه ، قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم : ((ما آمن بي من بات شبعان وجاره جائع إلى جنبه ، وهو يعلم به)) .
[ رواه البزار]
وهذا الحديث ينفي عن المسلم الإيمان إذا لم يساعد جاره فكيف إذا أوقع فيه الأذى ، وإذا قلتَ لا أعلم أقول لك : من لم يتفقَّد شؤون من حوله فليس مؤمناً .
وكم من جارٍ متعلّق بِجاره يوم القيامة ، يقول : يا ربّ ، سلْ هذا لما أغلق عنّي داره ، ومنعني فضلهُ ؟ بل إنّ عبد الله بن عمر رضي الله عنه ذُبِحَت له ذبيحة ، فقال : هل أهْدَيتُم لِجارنا ، وكان جارهُ ليس مسلماً ، معنى ذلك أيّ جارٍ يجبُ أن تُحسنَ إليه ، ولو لم يكن مسلمًا ، وهذا حديث صحيح أخذه عن النبي صلى الله عليه وسلّم .
محمد رافع 52 15-11-2012, 09:07 PM حقوق غير المسلمين في المجتمع المسلم
بقلم الدكتور منقذ محمود السقار
تمتع غير المسلمين - المقيمون في بلاد المسلمين – بسلسلة من الضمانات التي منحها لهم المجتمع المسلم بهدي من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم .
ولسوف نعرض لأهم هذه الضمانات، ونوثقها بشهادة التاريخ ونصوص الفقهاء، حراس الشريعة، ورثة النبي صلى الله عليه وسلم .
ومن هذه الضمانات:
أولاً : ضمان حرية المعتقد
يعتقد المسلمون أن دينهم هو الحق المبين، وأن ما عداه إنما هي ديانات حُرفت ونُسخت بالإسلام أو ضلالات وقع فيها البشر جهلاً منهم بحقيقة الدين والمعتقد.
وقد عمل المسلمون على استمالة الأمم والشعوب التي اختلطوا بها إلى الإسلام، وذلك بما آتاهم الله من حجة ظاهرة وخلق قويم ودين ميسر تقبله الفطر ولا تستغلق عن فهم مبادئه العقول.
ولم يعمد المسلمون طوال تاريخهم الحضاري العظيم إلى إجبار الشعوب أو الأفراد الذين تحت ولايتهم، وذلك تطبيقاً لمجموعة من المبادئ الإسلامية التي رسخت فيهم هذا السلوك:
أً. حتمية الخلاف وطبيعته
إن التعدّد في المخلوقات وتنوّعها سنة الله في الكون وناموسه الثابت، فطبيعة الوجود في الكون أساسها التّنوّع والتّعدّد.
والإنسانية خلقها الله وفق هذه السنة الكونية، فاختلف البشر إلى أجناس مختلفة وطبائع شتى، وكلّ من تجاهل وتجاوز أو رفض هذه السُّنة الماضية لله في خلقه، فقد ناقض الفطرة وأنكر المحسوس.
واختلاف البشر في شرائعهم هو أيضاً واقع بمشيئة الله تعالى ومرتبط بحكمته، يقول الله: [لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجاً ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة ولكن ليبلوكم فيما آتاكم فاستبقوا الخيرات إلى الله مرجعكم جميعاً] (المائدة: 48).
قال ابن كثير : "هذا إخبار عن الأمم المختلفة الأديان باعتبار ما بعث اللّه به رسله الكرام من الشرائع المختلفة في الأحكام المتفقة في التوحيد ".[1]
وقال تعالى: [ولو شاء ربك لجعل الناس أمةً واحدةً ولا يزالون مختلفين # إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم ] ( هود : 118– 119).
قال ابن حزم: "وقد نص تعالى على أن الاختلاف ليس من عنده، ومعنى ذلك أنه تعالى لم يرض به، وإنما أراده تعالى إرادة كونٍ، كما أراد الكفر وسائر المعاصي".[2]
وقال ابن كثيرعن قول الله [ولا يزالون مختلفين ,, إلا من رحم ربك] : "أي: ولا يزال الخلف بين الناس في أديانهم واعتقادات مللهم ونحلهم ومذاهبهم وآرائهم .. قال الحسن البصري: الناس مختلفون على أديان شتى إلا من رحم ربك، فمن رحم ربك غير مختلف".[3]
ولما كان الاختلاف والتّعدّد آية من آيات الله، فإنّ الذي يسعى لإلغاء هذا التّعدّد كلية، فإنما يروم محالاً ويطلب ممتنعاً، لذا كان لابد من الاعتراف بالاختلاف.
ب. مهمة المسلمين الدعوة إلى الله لا أسلمة الناس
أدرك المسلمون أن هداية الجميع من المحال، وأن أكثر الناس لا يؤمنون، وأن واجب الدعاة الدأب في دعوتهم وطلب أسباب هدايتهم. فإنما مهمتهم هي البلاغ فحسب، والله يتولى حساب المعرضين في الآخرة، قال الله مخاطباً نبيه صلى الله عليه وسلم : [فإن تولوا فإنما عليك البلاغ[ (النحل: 82). وقال تعالى: [فإن أسلموا فقد اهتدوا وإن تولوا فإنما عليك البلاغ والله بصيرٌ بالعباد] (آل عمران: 20).
قال القرطبي: " فإن تولوا أي أعرضوا عن النظر والاستدلال والإيمان؛ فإنما عليك البلاغ، أي ليس عليك إلا التبليغ، وأما الهداية فإلينا".[4]
قال الشوكاني في سياق شرحه لقول الله تعالى: [ فإنما عليك البلاغ وعلينا الحساب] (الرعد: 40): " أي: فليس عليك إلا تبليغ أحكام الرسالة، ولا يلزمك حصول الإجابة منهم، لما بلّغته إليهم، [وعلينا الحساب] أي: محاسبتهم بأعمالهم ومجازاتهم عليها، وليس ذلك عليك".[5]
وقال تعالى: [فذكر إنما أنت مذكر ,, لست عليهم بمسيطر] (الغاشية: 21-22).
ولذلك فإن المسلم لا يشعر بحالة الصراع مع شخص ذلك الذي تنكب الهداية وأعرض عن أسبابها، فإنما حسابه على الله في يوم القيامة ، فقد قال الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم: [ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء ] (البقرة: 272). وقال له وللأمة من بعده: [فلذلك فادع واستقم كما أمرت ولا تتبع أهواءهم وقل آمنت بما أنزل الله من كتاب وأمرت لأعدل بينكم الله ربنا وربكم لنا أعمالنا ولكم أعمالكم لا حجة بيننا وبينكم الله يجمع بيننا وإليه المصير] (الشورى: 15).
ج. التكريم الإلهي للإنسان، ومبدأ عدم الإكراه على الدين
خلق الله آدم عليه السلام، وأسجد له ملائكته [ وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس قال أأسجد لمن خلقت طيناً [ (الإسراء: 61)، وندبه وذريته من بعده إلى عمارة الأرض بمنهج الله: ] إني جاعل في الأرض خليفة] (البقرة: 30).
ووفق هذه الغاية كرم الله ال*** البشري على سائر مخلوقات الله [ ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثيرٍ ممن خلقنا تفضيلاً ] (الإسراء: 70).
وأكد نبينا صلى الله عليه وسلم وصحبه احترام النفس الإنسانية ، ففي الخبر أن سهل بن حنيف وقيس بن سعد كانا قاعدين بالقادسية، فمروا عليهما بجنازة فقاما، فقيل لهما: إنها من أهل الأرض، أي من أهل الذمة فقالا: إن النبي صلى الله عليه وسلم مرت به جنازة فقام. فقيل له: إنها جنازة يهودي؟! فقال: ((أليست نفساً)).[6]
ومن تكريم الله لل*** البشري ما وهبه من العقل الذي يميز به بين الحق والباطل {وهديناه النجدين } (البلد: 10) ، وبموجبه وهبه الحرية والإرادة الحرة لاختيار ما يشاء { إنا هديناه السبيل إما شاكراً وإما كفوراً } (الإنسان: 3) { ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعاً أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين } (يونس: 99).
وعليه فالإنسان يختار ما يشاء من المعتقد{ لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي} (البقرة: 256) ، والله يتولى في الآخرة حسابه {وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر إنا أعتدنا للظالمين ناراً أحاط بهم سرادقها} (الكهف: 29).
قال ابن كثير : "أي لا تُكرِهوا أحدًا على الدخول في دين الإسلام، فإنه بَيِّن واضح، جلي دلائله وبراهينه، لا يحتاج إلى أن يكره أحد على الدخول فيه، بل من هداه الله للإسلام وشرح صدره ونور بصيرته؛ دخل فيه على بينة، ومن أعمى الله قلبه وختم على سمعه وبصره؛ فإنه لا يفيده الدخول في الدين مكرهاً مقسوراً".[7]
و يقول تعالى: {قل الله أعبد مخلصاً له ديني ,, فاعبدوا ما شئتم من دونه قل إن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم و أهليهم يوم القيامة ألا ذلك هو الخسران المبين} (الزمر: 14- 15)، ويقول: [وإن جادلوك فقل الله أعلم بما تعملون ,, الله يحكم بينكم يوم القيامة فيما كنتم فيه تختلفون] (الحج: 68-69).
وقد امتثل سلفنا هدي الله، فلم يلزموا أحداً بالإسلام إكراهاً، ومن ذلك أن عمر بن الخطاب قال لعجوز نصرانية: أسلمي تسلمي، إن الله بعث محمداً بالحق قالت: أنا عجوز كبيرة، والموت أقرب إليّ! فقال عمر: اللهم اشهد، وتلا: [ لا إكراه في الدين] (البقرة: 256).[8]
والإيمان ابتداء هو عمل قلبي، فليس بمؤمن من لم ينطو قلبه على الإيمان، ولو نطق به كرهاً فإنه لا يغير في حقيقة قائله ولا حكمه، وعليه فالمكره على الإسلام لا يصح إسلامه، ولا تلزمه أحكامه في الدنيا، ولا ينفعه في الآخرة.
قال الإمام محمد بن الحسن الشيباني تلميذ أبي حنيفة: "لم ينقل عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أحد من خلفائه؛ أنه أجبر أحداً من أهل الذمة على الإسلام ... وإذا أكره على الإسلام من لا يجوز إكراهه كالذمي والمستأمن فأسلم؛ لم يثبت له حكم الإسلام حتى يوجد منه ما يدل على إسلامه طوعاً؛ مثل أن يثبت على الإسلام بعد زوال الإكراه عنه، وإن مات قبل ذلك فحكمه حكم الكفار، وإن رجع إلى دين الكفر لم يجز قتله ولا إكراهه على الإسلام .. ولنا أنه أكره على ما لا يجوز إكراهه عليه، فلم يثبت حكمه في حقه، كالمسلم إذا أكره على الكفر والدليل على تحريم الإكراه قول الله تعالى : [ لا إكراه في الدين ] (البقرة: 256)".[9]
وبمثله قال الفقيه الحنبلي ابن قدامة: "وإذا أكره على الإسلام من لا يجوز إكراهه كالذمي والمستأمن فأسلم؛ لم يثبت له حكم الإسلام حتى يوجد منه ما يدل على إسلامه طوعاً".[10]
وهذا ما حصل بالفعل زمن الحاكم بأمر الله الذي يصفه ترتون بالخبل والجنون، وقد كان من خبله أن أكره كثيرين من أهل الذمة على الإسلام، فسمح لهم الخليفة الظاهر بالعودة إلى دينهم، فارتد منهم كثير سنة 418هـ. [11]
ولما أُجبر على التظاهر بالإسلام موسى بن ميمون فر إلى مصر، وعاد إلى دينه، ولم يعتبره القاضي عبد الرحمن البيساني مرتداً، بل قال: "رجل يكره على الإسلام، لا يصح إسلامه شرعاً"، وعلق عليها الدكتور ترتون بقوله: "وهذه عبارة تنطوي على التسامح الجميل".[12]
لقد فقه المسلمون هذا ووعوه، فتركوا لرعاياهم من غير المسلمين حرية الاعتقاد وممارسة الشعائر التعبدية، ولم يأمروا أحداً باعتناق الإسلام قسراً وكرهاً.
محمد رافع 52 15-11-2012, 09:11 PM http://gem-flash.com/upz/images/804_muslim_gar0003.jpg
محمد رافع 52 15-11-2012, 09:15 PM http://www.zeinz.com/wp-content/uploads/475169696-500x374.jpg
محمد رافع 52 15-11-2012, 10:48 PM نتابع معاً الأسئلة والأجوبة عن الاسلام وتاريخه
س801- ماذا تعرف عن يونس عليه السلام ؟
أرسله الله إلى قوم نينوى فدعاهم إلى عبادة الله وحده ولكنهم أبوا واستكبروا فتركهم وتوعدهم بالعذاب بعد ثلاث ليال فخشوا على أنفسهم فآمنوا فرفع الله عنهم العذاب، أما يونس فخرج في سفينة وكانوا على وشك الغرق فاقترعوا لكي يحددوا من سيلقى من الرجال فوقع ثلاثا على يونس فرمى نفسه في البحر فالتقمه الحوت وأوحى الله إليه أن لا يأكله فدعا يونس ربه أن يخرجه من الظلمات فاستجاب الله له وبعثه إلى مائة ألف أو يزيدون
س802- ماذا تعرف عن شعيب عليه السلام ؟
أرسل شعيب إلى قوم مدين وكانوا يعبدون الأيكة وكانوا ينقصون المكيال والميزان ولا يعطون الناس حقهم فدعاهم إلى عبادة الله وأن يتعاملوا بالعدل ولكنهم أبوا واستكبروا واستمروا في عنادهم وتوعدوه بالرجم والطرد وطالبوه بأن ينزل عليهم كسفا من السماء فجاءت الصيحة وقضت عليهم جميعا.
س803- ماذا تعرف عن أنبياء أهل القرية ؟
أرسل الله رسولين لإحدى القرى لكن أهلا كذبوهما، فأرسل الله تعالى رسولا ثالثا يصدقهما. ولا يذكر ويذكر لنا القرآن الكريم قصة رجل آمن بهم ودعى قومه للإيمان بما جاؤوا بهن لكنهم قتلوه، فأدخله الله الجنة.
س804- ماذا تعرف عن موسى عليه السلام ؟
أرسله الله تعالى إلى فرعون وقومه، وأيده بمعجزتين، إحداهما هي العصا التي تلقف الثعابين، أما الأخرى فكانت يده التي يدخلها في جيبه فتخرج بيضاء من غير سوء، دعا موسى إلى وحدانية الله فحاربه فرعون وجمع له السحرة ليكيدوا له ولكنه هزمهم بإذن الله تعالى، ثم أمره الله أن يخرج من مصر مع من اتبعه، فطارده فرعون بجيش عظيم، ووقت أن ظن أتباعه أنهم مدركون أمره الله أن يضرب البحر بعصاه لتكون نجاته وليكون هلاك فرعون الذي جعله الله عبرة للآخرين.
س805- ماذا تعرف عن هارون عليه السلام ؟
أخو موسى ورفيقه في دعوة فرعون إلى الإيمان بالله لأنه كان فصيحا ومتحدثا، استخلفه موسى على قومه عندما ذهب للقاء الله فوق جبل الطور، ولكن حدثت فتنة السامري الذي حول بني إسرائيل إلى عبادة عجل من الذهب له خوار ، فدعاهم هارون إلى الرجوع لعبادة الله بدلا من العجل ولكنهم استكبروا فلما رجع موسى ووجد ما آل إليه قومه عاتب هارون عتابا شديدا.
س806- ماذا تعرف عن يوشع بن نون عليه السلام ؟
ورد أنه الفتى الذي صاحب موسى للقاء الخضر. وهو النبي الذي أخرج الله على يديه بني إسرائيل من صحراء سيناء، وحاربوا أهل فلسطين وانتصروا عليهم.
س807- ماذا تعرف عن داود عليه السلام ؟
آتاه الله العلم والحكمة وسخر له الجبال والطير يسبحن معه وألان له الحديد، كان عبدا خالصا لله شكورا يصوم يوما ويفطر يوما يقوم نصف الليل وينام ثلثه ويقوم سدسه وأنزل الله عليه الزبور وقد أوتي ملكا عظيما وأمره الله أن يحكم بالعدل.
س808- ماذا تعرف عن سليمان عليه السلام ؟
آتاه الله العلم والحكمة وعلمه منطق الطير والحيوانات وسخر له الرياح والجن، وكان له قصة مع الهدهد حيث أخبره أن هناك مملكة باليمن يعبد أهلها الشمس من دون الله فبعث سليمان إلى ملكة سبأ يطلب منها الإيمان ولكنها أرسلت له الهدايا فطلب من الجن أن يأتوا بعرشها فلما جاءت ووجدت عرشها آمنت بالله.
س809- ماذا تعرف عن إلياس عليه السلام ؟
أرسل إلى أهل بعلبك غربي دمشق فدعاهم إلى عبادة الله وأن يتركوا عبادة صنم كانوا يسمونه بعلا فآذوه، وقال ابن عباس هو عم اليسع.
س810- ماذا تعرف عن إسماعيل عليه السلام ؟
هو ابن إبراهيم البكر وولد السيدة هاجر، سار إبراهيم بهاجر - بأمر من الله - حتى وضعها وابنها في موضع مكة وتركهما ومعهما قليل من الماء والتمر ولما نفد الزاد جعلت السيدة هاجر تطوف هنا وهناك حتى هداها الله إلى ماء زمزم ووفد عليها كثير من الناس حتى جاء أمر الله لسيدنا إبراهيم ببناء الكعبة ورفع قواعد البيت، فجعل إسماعيل يأتي بالحجر وإبراهيم يبني حتى أتما البناء ثم جاء أمر الله بذبح إسماعيل حيث رأى إبراهيم في منامه أنه يذبح ابنه فعرض عليه ذلك فقال "يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين" ففداه الله بذبح عظيم، كان إسماعيل فارسا فهو أول من استأنس الخيل وكان صبورا حليما، يقال إنه أول من تحدث بالعربية البينة وكان صادق الوعد، وكان يأمر أهله بالصلاة والزكاة، وكان ينادي بعبادة الله ووحدانيته
س811- ماذا تعرف عن يوسف عليه السلام ؟
ولد سيدنا يوسف وكان له 11 أخا وكان أبوه يحبه كثيرا وفي ذات ليلة رأى أحد عشر كوكبا والشمس والقمر له ساجدين، فقص على والده ما رأى فقال له ألا يقصها على إخوته، ولكن الشيطان وسوس لإخوته فاتفقوا على أن يلقوه في غيابات الجب وادعوا أن الذئب أكله، ثم مر به ناس من البدو فأخذوه وباعوه بثمن بخس واشتراه عزيز مصر وطلب من زوجته أن ترعاه، ولكنها أخذت تراوده عن نفسه فأبى فكادت له ودخل السجن، ثم أظهر الله براءته وخرج من السجن ، واستعمله الملك على شئون الغذاء التي أحسن إدارتها في سنوات القحط، ثم اجتمع شمله مع إخوته ووالديه وخروا له سجدا وتحققت رؤياه.
س812- ماذا تعرف عن عيسى عليه السلام ؟
مثل عيسى مثل آدم خلقه الله من تراب وقال له كن فيكون، هو عيسى بن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم، وهو الذي بشر بالنبي محمد، آتاه الله البينات وأيده بروح القدس وكان وجيها في الدنيا والآخرة ومن المقربين، كلم الناس في المهد وكهلا وكان يخلق من الطين كهيئة الطير فينفخ فيها فتكون طيرا، ويبرئ الأكمه والأبرص ويخرج الموتى كل بإذن الله، دعا المسيح قومه لعبادة الله الواحد الأحد ولكنهم أبوا واستكبروا وعارضوه، ولم يؤمن به سوى بسطاء قومه، رفعه الله إلى السماء وسيهبط حينما يشاء الله إلى الأرض ليكون شهيدا على الناس.
س813- ماذا تعرف عن محمد عليه الصلاة والسلام ؟
النبي الأمي العربي، من بني هاشم، ولد في مكة بعد وفاة أبيه عبد الله بأشهر قليلة، توفيت أمه آمنة وهو لا يزال طفلا، كفله جده عبد المطلب ثم عمه أبو طالب، ورعى الغنم لزمن، تزوج من السيدة خديجة بنت خويلد وهو في الخامسة والعشرين من عمره، دعا الناس إلى الإسلام أي إلى الإيمان بالله الواحد ورسوله، بدأ دعوته في مكة فاضطهده أهلها فهاجر إلى المدينة حيث اجتمع حوله عدد من الأنصار عام 622 م فأصبحت هذه السنة بدء التاريخ الهجري، توفي بعد أن حج حجة الوداع. بهذا النبي الكريم ختم الله سبحانه وتعالى سلسلة هداة البشرية من الأنبياء.
س814- ماذا تعرف عن أبو بكر الصديق ؟
الرجل الذى كان شعاره فى كل أزمة و كل فتنة ( إن كان محمدا قد قال ذلك فقد صدق ... لذا سمى بالصديق(إنه القائل والله لو منعونى عقال بعير لقاتلتهم عليه
إنه أول خليل رسول و خير صحابته و خير متبع لسنته و كتاب ربه وأول من خلف رسول الله ..هو عبد الله بن أبي قحافة عثمان بن كعب التيمي القرشي، أبو بكر. أمه أم الخير سلمى بنت صخر بن عامر التيمي. ولد سنة 51 ق. هـ (573م) .وتوفي وهو ابن ثلاث وستين سنة
س815- ماذا تعرف عن عمر بن الخطاب ؟
ج- لم تتحقق الدولة الإسلامية بصورتها المثلى في عهد أيٍّ من عهود الخلفاء والحكام مثلما تحققت في عهد الخليفة الثاني "عمر بن الخطاب" (رضي الله عنه) الذي جمع بين النزاهة والحزم، والرحمة والعدل، والهيبة والتواضع، والشدة والزهد.ونجح الفاروق (رضي الله عنه) في سنوات خلافته العشر في أن يؤسس أقوى إمبراطورية عرفها التاريخ، لقد استطاع "عمر" (رضي الله عنه) أن يقهر هاتين الإمبراطوريتين فقامت دولة الإسلام، بعد سقوط إمبراطورتي "الفرس" و"الروم"
س816- ماذا تعرف عن عثمان بن عفان ؟
ثالث الخلفاء الراشدين عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية ، يجتمع نسبه مع رسول الله-صلى الله عليه وسلم- في عبد مناف ، ولد في السنـة السادسة بعد عام الفيـل ، نشأ في بيت كريم ذي مال وجاه ، وشب على حسن السيرة والعفة والحياء فكان محبوبا في قومه أثيـرا لديهم ... كان رجل تستحي منه الملائكة تزوج عثمان -رضي الله عنه- من رقية بنت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فلما توفيـت تزوج أختها أم كلثوم ولذلك سمي (ذي النورين) .
س817- ماذا تعرف عن عمر بن عبد العزيز ؟
هو أبو حفص عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم الأموي القرشي، وأمه أم عاصم ابنة عاصم بن عمر بن الخطاب، تابعي جليل، ولد بالمدينة، ورحل إلى مصر مع أبيه حين ولي عليها، حفظ القرآن في صغره، فبعثه أبوه إلى المدينة فتفقه فيها حتى بلغ رتبة الاجتهاد وهو خامس الخلفاء الراشدين اهتم عمر بأمور المدينة وجدد المسجد النبوي وأحيا الله به السنن التي تركت وقد اغتنى الناس في عهده، فكان عامل الزكاة يطوف على الناس بالمال العظيم يبحث عن الفقير والمحتاج فلا يجد أحداً منهم، فيرده إلى بيت المال. كان شديد الخشية لله كثير البكاء ومدة خلافته سنتان ونصف.
س818- ماذا تعرف عن زيد بن الخطّاب؟
انه أخو عمر بن الخطّاب..أجل أخوه الأكبر، والأسبق فكان أكبر منه سنا..وسبقه إلى الإسلام.. كما سبقه إلى الشهادة في سبيل الله..وكان زيد بطلا باهر البطولة.. وكان العمل الصامت الممعن في الصمت جوهر بطولته.وكان إيمانه بالله وبرسوله وبدينه إيمانا وثيقا، ولم يتخلّف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في مشهد ولا في غزاة.وزيد في بغضه النفاق والكذب، كأخيه عمر تماما..!
س819- ماذا تعرف عن زينب أكبر بنات رسول الله ؟
هي زينـب بن محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم القرشيـة تزوّجها ابن خالتها أبو العاص بن ربيع بن عبد العزى بن عبد شمس قبل الإسلام وفي حياة أمها ، وولدت له أمامة التي تزوجها علي بن أبي طالب بعد فاطمة ، كما ولدت له علي بن أبي العاص الذي مات صبياً ، فلما كان الإسلام فُرِّق بين أبي العاص وبين زينب فلمّا أسلم أبو العاص ردّها الرسول -صلى الله عليه وسلم- عليه بالنكاح الأول
س820- ماذا تعرف عن عائشة بنت الصديق ؟
السيدة عائشة (رضي الله عنها) لها عقل نير، وذكاء حاد ، وعلم جم. ودورها الفعال في خدمة الفكر الإسلامي من خلال نقلها لأحاديث رسول الله وتفسيرها لكثير من جوانب حياة الرسول واجتهاداتها . وهي كذلك المرأة التي تخطت حدود دورها كامرأة لتصبح معلمة أمة بأكملها ألا وهي الأمة الإسلامية. لقد كانت من أبرع الناس في القرآن والحديث و الفقه، كانت من أحب نساء الرسول إليه،توفيت في الثامنة والخمسين للهجرة.
س821- ماذا تعرف عن أم هانئ بنت أبي طالب الهاشمية؟
اختلف في اسمها هل هو فاختة أم فاطمة وهند وعاتكة والأصح فاختة بنت أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم القرشية الهاشمية، ابنة عم الرسول صلى الله عليه وسلم وأخت علي وجعفر وعقيل أبناء أبي طالب، وأبوها أبو طالب بن عبد المطلب شيخ بني هاشم في عهده، وأمها فاطمة بنت أسد بن هاشم، فهي هاشمية بنت هاشمية، وكنيتها أم هانئ وأم طالب.روت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم (46) حديثاً وعاشت حتى شهدت خلافة أخيها علي رضي الله عنه، وتوفيت عام 40هـ رحمها الله.
س822- من الكذابان اللذان أدعيا النبوة ؟
مسيلمة بن حبيب الكذاب باليمامة في بني حنيفة والأسود بن كعب العنسي بصنعاء
س823- ماذا تعرف عن رملة أم حبيــــــبة ؟
أم المؤمنين، السيدة المحجبة، من بنات عم الرسول- صلى الله عليه وسلم- ، رملة بنت أبي سفيان صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف . صحابية جليلة، ابنة زعيم، وأخت خليفة، وزوجة خاتم النبيين محمد- عليه الصلاة والسلام-. فأبوها أبو سفيان، زعيم ورئيس قريش، والذي كان في بداية الدعوة العدو اللدود للرسول- عليه الصلاة والسلام- وأخوها معاوية بن أبي سفيان، أحد الخلفاء الأمويين، فليس هناك من هي أكثر كرماً وصداقاً منها، ولا في نسائه من هي نائية الدار أبعد منها. وهذا دليل على زهدها وتفضيلها لنعم الآخرة على نعيم الدنيا الزائل.
س824- ماذا تعرف عن صفية بنت عبد المطلب ؟
هى السيدة الجزلة الرزان التي كان يحسب لها الرجال ألف حساب هى الصحابية الباسلة التي كانت أول امرأة قتلت مشركاً في الإسلام هى المرأة الحازمة التي انشأت للمسلمين أول فارس سل سيفاً في سبيل الله ...إنها صفية بنت عبد المطلب الهاشمية القرشية عمة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) .اكتنف المجد صفية بنت عبد المطلب من كل جانب: فأبوها , عبد المطلب بن هاشم جد النبي وزعيم قريش.وأمها, هالة بنت وهب أخت آمنة بنت وهب والدة الرسول
س825- ماذا تعرف عن صفية بنت حُييّ بن أخطب بن سعيد ؟
أم المؤمنين من ذرية نبي الله هارون عليه السلام من سبط اللاوي بن يعقوب - نبي الله إسرائيل- بن إسحاق بن إبراهيم عليه السـلام ، ولِدَت - رضي اللـه عنها - بعد البعثة بثلاثة أعوام ، وكانت شريفـة عاقلة ، ذات حسبٍ وجمالٍ ، ودين وتقوى ، وذات حِلْم ووقار أعتقها - صلى الله عليه وسلم- وتزوجها ، وكان عتقُها صداقُها. توفيت -رضي الله عنها- حوالي سنة خمسين للهجرة ، والأمر مستتب لمعاوية بن أبي سفيان ، ودفنت في البقيع مع أمهات المؤمنين
س826- ماذا تعرف عن حفصة بنت عمر بن الخطاب ؟
السيدة حفصة بنت عمر بن الخطاب -رضي الله عنهما- ، ولدت قبل المبعث بخمسة أعـوام ، وتزوّجها النبـي -صلى اللـه عليه وسلم- سنة ثلاث من الهجرة ،
طلق الرسول -صلى الله عليه وسلم- حفصة طلقةً رجعية ، وذلك لإفشائها سِرّاً
استكتمها إيّاه ، فلم تكتمه فنزل جبريل -عليه السلام على النبي وقال : ( أرْجِع حفصة ، فإنها صوّامة قوّامة ، وإنها زوجتك في الجنة (.بعد وفاة النبي بقيت حفصة عاكفة على العبادة ، صوّامة قوّامة إلى أن توفيت أول ما بويع معاوية سنة إحدى وأربعين ، ودفنت مع أمهات المؤمنين - رضي الله عنهن.
س827- ما أسماء أبواب جهنم السبعة ؟
الباب الأول يسمى جهنم الباب الثاني ويسمى لظــى الباب الثالث يقال له سقر الباب الرابـع يقال له الحطمة الباب الخامس يقال له الجحيم الباب السادس يقال له السعير البـاب السابع يقال له الهاوية
س828- ماذا تعرف عن فرش وغشاوة وأرض النار ؟
فرشها من حديد.. والشوك وغشاوتها الظلمة وأرضها نحاس ورصاص وزجاج أوقد عليها ألف عام حتى احمرت وآلف عام حتى ابيضت وآلف عام حتى اسودت فهي سوداء مظلمة قد مزجت بغضب الله.
س829- متى كانت غزوة الطائف ؟
في سنة ثمان
س830- ما هو مفتاح الجنه ؟
إن كلـــمة التوحيد هي عنوان الدخول في الإسلام وهى مفتاح الجنة ، وقد جعلها الله من أسباب النجاة من النار، ولذلك بين الرسول صلى الله عليه وسلم تحريم دخول النار على من أتى بالشهادتين ، قال صلى الله عليه وسلم) : ما من عبد قال لا إله إلا الله ثم مات على ذلك إلا دخل الجنة ( لكن هذا السبب لا يعمل عمله إلا باجتماع شروطه وانتفاء موانعه .
س831- من هو السفير بين الله وبين أنبيائه عليهم السلام ؟
هو جبريل عليه السلام
س832- متى كانت غزوة حنين ؟
في سنة ثمان ، بعد الفتح
س833- لماذا تم اختيار دار الأرقم بالذات لتعليم المسلمين أمور دينهم؟
كانت هذه الدار في أصل الصفا ، بعيدة عن أعين الطغاة ومجالسهم، فاختارها رسول الله صلى الله عليه وسلم ليجتمع فيها بالمسلمين سرًا، فيتلو عليهم آيات الله ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة ؛ وليؤدى المسلمون عبادتهم وأعمالهم، ويتلقوا ما أنزل الله على رسوله وهم في أمن وسلام، وليدخل من يدخل في الإسلام ولا يعلم به الطغاة من أصحاب السطوة والنقمة.
س834- متى كان فتح مكة ؟
سنة ثمان شهر رمضان
س835- متى كانت غزوة مؤتة ؟
سنة ثمان في جمادى الأولى
س836- متى كانت عمرة القضاء ؟
في ذي القعدة سنة سبع
س837- متى كان صلح الحديبية ؟
في آخر سنة ست
س838- متى كانت حادثة الإفك ؟ وفي إي غزوة ؟
في سنة ست في غزوة المصطلق
س839- متى كانت غزوة بني قريظة ؟
في سنة خمس
س840- من هم الأنبياء المذكورين في القرآن؟
25 نبيا وهم: محمد- آدم- إبراهيم- إسماعيل- الياس- إدريس- أيوب- عيسى- موسى-نوح- لوط- يوسف- يعقوب- يوشع- هود- يونس- صالح- شعيب- داوود- يحيى- زكريا- ذو الكفل- سليمان- هارون - اسماعيل صادق الوعد.
س841- متى كانت غزوة دومة الجندل ؟
في شهر ربيع الأول سنة خمس
س842- بماذا لقب بعض الأنبياء؟
آدم ( أبو البشرية ) إدريس ( اخنوج) نوح ( شيخ المرسلين) هود ( عابر) إبراهيم الخليل ( ابو الانبياء ) إسماعيل ( الذبيح ) يعقوب ( إسرائيل ) يوسف ( الصديق) أيوب (الصابر) ذو الكفل ( بشرى ) موسى بن عمران (كليم الله ).
س843- ماهي عجائب الصدقة ؟
سبب في شفاء الأمراض- تظل صاحبها يوم القيامة - تطفيء غضب الرب - محبة الله عز وجل - الرزق ونزول البركات قال الله تعالى " يمحق الله الربا وبربي الصدقات - " البر والتقوى – تفتح لك أبواب الرحمة - يأتيك الثواب وأنت في قبرك - توفيتها نقص الزكاة الواجبة - إطفاء خطاياك وتكفير ذنوبك - تقي مصارع السوء - تطهر النفس وتزكيها
"ما نقص مال من صدقة " , " اتقوا النار ولو بشق تمرة "
س844- كيف إن العبد ليعمل الذنب يدخل به الجنة؟
يعمل الذنب فلا يزال نصب عينيه خائفا منه مشفقا وجلا باكيا نادما مستحيا من ربه تعالى ناكس الرأس بين يديه منكسر القلب له فيكون ذلك الذنب سبب سعادة العبد وفلاحه حتى يكون ذلك الذنب أنفع له من طاعات كثيرة بما ترتب عليه من هذه الأمور التي بها سعادة العبد وفلاحه حتى يكون ذلك الذنب سبب دخوله الجنة.
س845- كيف إن العبد ليعمل الحسنة يدخل بها النار؟
ويفعل الحسنة فلا يزال يمن بها على ربه ويتكبر بها ويرى نفسه ويعجب بها ويستطيل بها ويقول: فعلتُ وفعلتُ فيورقه ذلك من العجب والكبر والفخر والاستطالة ما يكون سبب هلاكه فإذا أراد الله تعالى بهذا المسكين خيرا ابتلاه بأمر يكسره به ويذل به عنقه ويصغر به نفسه عنده وإن أراد الله به غير ذلك خلاه وعجبه وكبره وهذا هو الخذلان الموجب لهلاكه , فإن العارفين كلهم مجمعون على أن التوفيق : أن لا يكلك الله تعالى إلى نفسك والخذلان : أن يكلك الله تعالى إلى نفسك.
س846- ماذا كان يلقب علي بن ابي طالب سلمان الفارسى رضى الله عنهما ؟
لقمان الحكيم.
س847- كم نوع لذكر الله تعالى ؟
ذكر الله على سبعة أنواع : ذكر العينين البكاء ذكر الأذنين الإصغاء ذكر اللسان الثناء
ذكر البدن الوفاء ذكر اليدين العطاء ذكر الروح الخوف والرجاء ذكر القلب التسليم والرجاء
س848- لماذا حدد الله مواعيد الصلاة في وقتها ؟
قال النبي صلى الله عليه وسلم : صلاة الظهر فإنها الساعة التي تسعر فيها جهنم فما من مؤمن يصلي هذه الصلاة الا حرم الله تعالى عليه نفحات جهنم يوم القيامة صلاة العصر فإنها الساعة التي أكل أدم علية السلام فيها من الشجرة فما مؤمن يصلي هذه الصلاة إلا خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه ثم تلا قوله تعالى ( حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى ) صلاة المغرب فإنها الساعة التي تاب الله فيها على أدم علية السلام فما من مؤمن يصلي هذه الصلاة محتسبا ثم يسال الله تعالى شيئا إلا أعطاه إياه ، صلاه العتمه فان القبر ظلمه ويوم القيامة ظلمه فما من مؤمن مشى في ظلمه الليل إلى صلاه العتمة إلا حرم الله علية وقود النار ويعطي نورا يجوز به على صراط ، صلاة الفجر فما من مؤمن يصلي الفجر أربعين يوما في جماعة إلا أعطاه الله براءتين براءة من النار وبراءة النفاق .
س849- ماالفرق بين القضاء والقدر؟
في القران الكريم قوله تعالى : ( قضي الأمر ) يونس41 وقال تعالى : ( والله يقضي بالحق )غافر 20فالقدر تقدير الله تعالى الشيء في الأزل والقضاء قضاؤه به عند وقوعه.
س850- متى كانت غزوة الخندق ؟
في شوال سنة خمس
محمد رافع 52 18-11-2012, 08:56 AM س851- متى كانت غزوة يدر الآخرة ؟
في شعبان سنة أربع
س852- متى كانت غزوة ذات الرقاع ؟
في السنة الرابعة
س853- متي تم إجلاء بني النضير ؟
في السنة الرابعة
س854- كيف تحمي نفسك؟
آية الكرسي - آخر آيتين من سورة البقرة - الإخلاص والمعوذتين - قول : لا حول ولا قوة إلا بالله - قول: بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السمبع العليم - قول : أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق - قول : حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم - قول : لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير..... وإذا دخل السوق زاد بعد ( له الحمد ) ( يحي ويميت وهو حي لا يموت بيده الخير وهو على كل شيء قدير)- قول : بسم الله ، توكلت على الله ، ولا حول ولا قوة إلا بالله - قول : أعوذ بالله العظيم وبوجهه الكريم وبسلطانه القديم من الشيطان الرجيم - استغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه - الإكثار من الصلاة على النبي - المحافظة على صلاة الجماعة في المسجد - قول : أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه
س855- ما هى وسائل الوقاية من الهموم والأحزان؟
قل" اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن وأعوذ بك من العجز والكسل وأعوذ بك من الجبن والبخل وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال"نسأل الله أن ينفع به وصلي الله علي نبينا محمد قال صلي الله عليه وسلم ((احفظ الله يحفظك)) رواه الترمذي.
س856- ما هى وسائل الوقاية من الوسواس؟
الإستعاذه بالله من الشيطان ووسوسته.وقراءة سورة الناس والفلق.وذكر الله فهو أنفع علاج في دفع الوسوسة.وعدم الإلتفات والاسترسال مع تلك الوساوس.
س857- ما هى وسائل الوقاية من العين؟
قراءة سورة الإخلاص والمعوذتين و آية الكرسي وفاتحة الكتاب.وقول "أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق"وتعويذ الصبيان كما كان الرسول صلي الله عليه وسلم يعوذ الحسن والحسين" أعيذكما بكلمات الله التامه من كل شيطان وهامه ومن كل عين لامه "وستر محاسن من يخشى عليه من الإصابة من العين.
س858- ما هى وسائل الوقاية من السحر؟
قراءة سورة الإخلاص والمعوذتين.والتحصن بالأذكار والتعويذات المأثورة.قال سماحة الشيخ ابن باز : " وهذه الأذكار والتعويذات من أعظم الأسباب في اتقاء شر السحر وغيره من الشرور لمن حافظ عليها ".وأكل سبع تمرات عجوة في الصباح (من تمر المدينة) قال الشيخ ابن باز " ويرجى أن يعم ذلك جميع أنواع التمر".
س859- ما هى وسائل الوقاية من الجن؟
قراءة آية الكرسي.وقول” بسم الله"عند كل عمل.وقول "أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق" عند نزول أي منزل.والمحافظة علي أذكار الصباح والمساء ودخول المنزل والخروج منه ودخول الخلاء وغيرهما من الأذكار.
س860- ما هى وسائل الوقاية من الشياطين؟
المحافظة علي جميع الفرائض والواجبات والابتعاد عن جميع المحرمات والتوبة من جميع السيئات.وقراءة سورة البقرة فإن الشيطان ينفرمن البيت الذي تقرأ فيه.وقراءة آية الكرسي فمن قرأها عند النوم فإنه لا يقربه شيطان حتى يصبح .قول " لا إله إلا الله وحده لا شريك له , له الملك وله الحمد وهو علي كل شيء قدير". (مائة مره) فإنها حرزا من الشيطان اليوم كله.وذكر الله, فإن الشياطين تخنس عند ذكر الله.وإمساك الصبيان ساعة الغروب فإن الشياطين تنتشر حينئذ. والاستعاذة بالله من كيدهم.
س861- على ماذا بايع الأثنى عشر رجلاً في بيعة العقبة الأولى الرسول صلى الله عليه وسلم ؟
على بيعة النساء وذلك قبل أن تفترض الحرب ، على عدم الشرك بالله شيئاً ، وعدم السرقة وعدم الزنى وعدم قتل الأولاد وعدم الإتيان ببهتان يفترونه بين أيديهم وأرجلهم وعد عصيانه في معروف
س862- ما الآية التى نزلت في ذي نواس وجُنده ؟
ج- قال تعالى ( قُتِلَ أَصْحَابُ الأُخدُود * النِّارِ ذَاتِ الْوَقُود * إذْ هُمْ عَلَيهَا قُعُودُ * وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤمِنِينَ شُهُودُ * وَمَا نَقَموا مِنْهمْ إلاّ أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ )
س863- ما هى الآية التى نزلت في أبي لهب وامرأته أم جميل؟
قال تعالى : ( تَبَّتْ يَدَا أبي لَهبٍ وَتَبَّ * مَا أَغْنَى عَنْهُ مَا لُهُ وَمَا كَسَبَ * سَيَصْلَى نَاراً ذَاتَ لَهَبٍ * وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ * فِي جِيدِهَا حَبْلُ مِن مَسَد )
س864- ما سبب نزول آيــة الكرســي؟
سأل بني إسرائيل رسولهم موسي هـــل ينام ربك؟ فقال موسى ... اتقوا الله! فناداه ربه عز و جل: سألوك يا موسي هل ينام ربك؟ فخذ زجاجتين في يديك و قم الليل .ففعل موسى ، فلما ذهب منه الليل ثلثه نعس فوقع لركبتيه ، ثم انتعش فضبطهما حتي اذا كان أخر الليل نعس موسي فسقطت الزجاجتان عنه فانكسرتا .فقال تعالى: يا موسى لو كنت أنام لسقطت السماوات و الأرض فهلكن كما هلكت الزجاجتان في يديك.و لهذا السبب أنزلت أية الكرسي.
س865- ماهى آداب تلاوة القرآن الكريم؟
يتمثل في الطهارة ، والتلاوة بأدب ، وطمأنينة ، وبصوت حزين ، ومسموع ، مع مراعاة قواعد التجويد ، وأداء الحقوق في السجدة والاستعاذة ، قبل التلاوة ، والتصديق بعدها.
س866- ماهى الظلمات الثلاث؟
ظلمة الأغشية التي تحيط بالجنين وهي : غشاء الأمنيون ، والغشاء المشيمي ، والغشاء الساقط .ظلمة الرحم الذي تستقر به تلك الأغشية. ظلمة البطن الذي تستقر فيه الرحم.
س867- ماهى فائدة قراءة القرآن ؟
تورث الخشية وتلين القلب وتورث السكينة .
تورث اليقين الذي هو الأيمان كله .
تورث الخوف والحذر من الدار الآخرة .
يحقق الدعوة الى الله تعالي وحده لا شريك له .
يهدي للتي هي أقوم .
س868- ماهي آيات الحج في القرآن الكريم؟
قال تعالى: ( إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا وهدى للعالمين. فيه آيات بينات مقام إبراهيم ومن دخله كان آمناً. ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلاً ومن كفر فإن الله غني عن العالمين ) سورة آل عمران...( الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج. وما تفعلوا من خير يعلمه الله وتزودوا فإن خير الزاد التقوى وأتقوى يا أولي الألباب ) سورة البقرة (...وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الأنعام فكلوا منها وأطعموا البائس الفقير ) سورة الحج
س869- على من تجب فريضة الحج ؟
فريضة الحج ، فإنه لايجب على أحد إلا بشروط خمسة ذكرها العلماء : الأول : الإسلام ، فإن الكافر لايقبل منه حج ولا عمرة، ولا أي عبادة من العبادات ، في دين الله إلا إذا اسلم ودخل في دين الله 0 الثاني : العقل ، فالمجنون لا يجب عليه حج ولا عمرة 0 الثالث : البلوغ ، وهو ظهور أحد علامته وهي : إنزال المني 0 نبات شعر العانة 0 تمام خمس عشرة سنة 0 وتزيد المرأة بأمر وهو : الحيض0الرابع : الحرية ، فلا يجب الحج أو العمرة على المملوك 0الخامس: الاستطاعة ، وتكون بالمال والبدن 0ومن الاستطاعة وجود المحرم للمرأة، فإن المرأة منهية عن السفر للحج وغيره بدون محرم ، ويجب أن يكون هذا المحرم مميزاً عاقلاً بالغاً فإن الطفل لا يصح أن يكون محرماً 0
س870- ما هى أركان الحج ؟
الإحرام 0 الطواف 0السعي بين الصفا والمروة 0الوقوف بعرفة 0وهناك خلاف بين العلماء في بعضها 0ولا يتم الحج إلا بأداء هذه الأركان ، فمن ترك ركنا ً فسد حجه 0
س871- ما هى خطوات العمرة؟
الإحرام - الطواف - الصلاة عند المقام - السعي - حلق الشعر أو تقصيره بعد الحلق أو التقصير يتحلل المعتمر من إحرامه وبه تنتهي عمرته .
س872- ما هي الأوقات التي يستجاب فيها الدعاء ؟
جوف الليل .دُبر كل صلاة .بين الآذان والإقامة . الثلث الأخير من الليل . عند النداء للصلوات المكتوبة .عند نزول الغيث . آخر ساعة من يوم الجمعة .عند الشرب من ماء زمزم مع النية الصادقة. في السجود .
س873- ماهى الأضحية وحكمها وفضلها ؟
تعريفها: هي الشاة التي تذبح بعد صلاة عيد الأضحى تقرباً إلى الله تعالى
حكمها : هي سنة مؤكدة ( أو واجبة عند الأحناف ) كل عام لمن وجد سعة في رزقه وهي أحب الأعمال إلى الله تعالى بعد صلاة عيد الأضحى المبارك
فضلها : للمضحي حسنة بكل شعرة من شعر الأضحية والحسنة بعشر أمثالها والله يضاعف لمن يشاء , ويغفر ذنبه بأول قطرة من دمها .
س874- ماهو وقت الذبح وأفضل تقسيم للأضحية ؟
وقت الذبح: بعد صلاة عيد الأضحى ويستمر إلى عصر اليوم الرابع من أيام العيد
التقسيـــم: الأفضل تقسيم الأضحية إلى ثلاثة أقسام : ثلث كصدقة للفقراء والمساكين - ثلث كهدية للجيران والأقارب والأصدقاء ( ولو كانوا أغنياء - (ثلث له ولأهل بيته , وإذا وزّع أكثرها فأجره أعظم
س875- هل تعلم ما هو جزاء من يتوفى له ثلاثة أو اثنين من الولد ويصبر على ذلك ؟
الإجابة في الأحاديث التالية :عن أنس رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( ما من الناس من مسلم يتوفى له ثلاث لم يبلغوا الحنث إلا أدخله الله الجنة بفضل رحمته إياهم) رواه البخاري * وعن أبي سعيد رضي الله عنه أن النساء قلن للنبي صلى الله عليه وسلم : اجعل لنا يوما فوعظهن وقال: ( أيما امرأة مات لها ثلاثة من الولد كانوا حجابا من النار قالت امرأة واثنان قال واثنان) رواه البخاري* وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( لا يموت لمسلم ثلاثة من الولد فيلج النار إلا تحلة القسم ) قال أبو عبد الله ( وَإِن مِّنكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا) رواه البخاري
س876- ماهى أنواع النسك ؟
الأنساك ثلاثة : يجب على كل من أراد الحج أن يختار أحد هذه الأنساك الثلاثة التمتع : عمرة – حج - عليه هدي … الإحرام بالعمرة في أشهر الحج وفي اليوم الثامن من ذي الحجة يحرم ويخرج إلى المشاعر ويتم الحج. القِران :عمرة – حج - عليه هدي . الإحرام بالعمرة والحج جميعاً الإفراد : حج فقط …ليس عليه هدي . الإحرام بالحج وحده وأفضل الأنساك التمتع لمن لم يسق الهدي .. وهو النسك الذي أمر به النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه ..
س877- لمن أرسل الرسول صلى الله عليه وسلم كتباً يدعوهم إلى الإسلام ؟
كسرى ملك الفرس وهرقل ملك الروم والمقوقس عظيم القبط بمصر .
س878- من النفر الذين كانوا يؤذون رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيته ؟
أبا لهب والحكم بن أبي العاص ، وعقبة بن أبي معيط ، وعدي بن حمراء الثقفي ، وابن الأصداء الهذلي وكانوا جيرانه لم يسلم منهم احد إلا الحكم بن أبي العاص
س879- متى كانت عمرة رسول الله من الجعرانه ؟
سنة ثمان .
س880- متى كانت غزوة تبوك ؟
في السنة التاسعة .
881ـ لماذا عام الرمادة سمي بهذا الاسم ؟
لأن الأرض اسودت من قلة المطر حتى عاد لونها شبيها بالرماد ..
وقيل لأنها تسفي الريح تراباً كالرماد .
882ـ لماذا سميت عرفات بهذا الاسم؟
لأن آدم وحواء تعارفا عليه ولأن الناس يعترفون بذنوبهم عليه وأيضاً لأن الحجيج يتعارفوا عليه .
883ـ من هو النبي الذي يكنى بأبا الضيفان ؟
ابراهيم عليه السلام .
884ـ ما الإسم الآخر لغزوة المصطلق ؟
غزوة المريسيع .
885ـ كم عدد أبواب الجنة ؟
8 أبواب .
886ـ من هو الصحابي الذي أرسله الرسول صلى الله عليه وسلم إلى كسرى ؟
عبد الله بن حذافة .
887ـ لماذا سميت أيام التشريق بهذا الاسم ؟
لأن اللحوم تشرق فيها أي كانت تنشف على الحجر لعدم وجود وسائل تبريد وهي 11/12/13.
888ـ من أول من أختتن وضاف الضيف ؟
سيدنا إبراهيم عليه السلام .
889ـ ما اسم والد خالد بن الوليد ؟
الوليد بن المغيرة
890ـ من أول من ألف في الفقه الإسلامي ؟
مالك بن انس الذي له الموطأ
891ـ إلى أي قوم أرسل النبي يونس ؟
نينوى
892ـ من أول من بنى مآذنة للحرم المكي الشريف ؟
أبو جعفر المنصور .
893ـ من أول من سجد لله بعد الرسول صلى الله عليه وسلم ؟
خديجة بنت خويلد رضي الله عنها .
894ـ من أول قاضي في الإسلام ؟
عمر بن الخطاب
895ـ لمن كتاب : أسد الغابة في معرفة الصحابة ؟
أبي الحسن عز الدين الجزري ( ابن الأثير ) .
896ـ من أوجد التجنيد الإجباري ؟
الحجاج بن يوسف الثقفي .
897ـ من أول مسلم دخل مكة ملبياً ؟
ثمامة بن أثال ( ملك اليمامة ) .
898ـ من أول من سمي أبو الشهداء ؟
الحسين بن علي
899ـ ما معنى الأحقاف ؟
جمع حقف وهو تلال من الرمل وكان يسكنها قوم عاد .
900ـ ماذا يسمى هواء الجنة ؟
سجسج أي معتدل
محمد رافع 52 18-11-2012, 09:31 AM http://im23.gulfup.com/2012-06-04/1338822392203.jpg
محمد رافع 52 18-11-2012, 09:32 AM 901ـ من أول من حفظ القرآن عن ظهر قلب بعد محمد صلى الله عليه وسلم ؟
علي بن أبي طالب رضي الله عنه .
902ـ من أول من اتخذ جهاز شرطة في الإسلام ؟ وجعل لها جهازا مستقلا لحفظ الأمن ؟
عثمان بن عفان .
903ـ ما أول ما يتكلم من الانسان يوم القيامة ويشهد عليه ؟
فخذه وكفاه .
904ـ ما هي أسماء سورة النازعات ؟
الساهرة والطامة .
905ـ من أول من جاهد في سبيل الله .
أدريس عليه السلام .
906ـ من أول من جز شاربه ؟
إبراهيم عليه السلام .
907ـ كم صام النبي صلى الله عليه وسلم ؟
تسع مرات
908ـ كم المدة التي قضاها المسلمون في حفر الخندق حول المدينة المنورة في غزوة الأحزاب ؟
15 يوماً .
909ـ ما الأعمال التي يجري ثوابها للإنسان بعد موته ؟
الصدقة الجارية ، ودعاء الولد الصالح ، العلم المنتفع به .
910ـ كم تعادل الصلاة في المسجد الأقصى ؟
500 صلاة
911ـ كم تعادل الصلاة في المسجد النبوي ؟
ألف صلاة .
912ـ كم تعادل الصلاة في المسجد الحرام ؟
مائة ألف صلاة
913ـ ما هي كتب الصحاح الستة ؟
صحيح البخاري ، صحيح مسلم ، سنن الترمذي ، سنن النسائي ، سنن ابن داود ، سنن ابن ماجه .
914ـ من أول من أجرى الأرزاق على القراء وقوامي المساجد ؟
الوليد بن عبد الملك .
915ـ من أول من صنف كتاباً في الأحاديث الصحيحة ؟
محمد بن اسماعيل بن ابراهيم بن المغيرة الجعفي الولاء البخاري .
916ـ ما هو يوم الحج الأكبر ؟
يوم النحر .
917ـ ماهي أطول كلمة في القرآن الكريم ؟
فأسقيناكموه
918ـ ماهي السورة التي نزلت في يهود بن النضير؟
الحشر
919ـ ماهي السورة التي فيها اسم يوسف غير سورة يوسف ؟
غافر .
920ـ من أول من توفيت من بنات الرسول صلى الله عليه وسلم ؟
رقية
921ـ كم عدد أحاديث البخاري ؟
7563حديث .
922ـ كم عدد كلمات القرآن الكريم ؟
79000 كلمة
923ـ كم عدد أحرف القرآن الكريم ؟
323670
924ـ كم دامت خلافة أبو بكر الصديق رضي الله عنه ؟
سنتان وثلاثة أشهر
925ـ من هو الصحابي الذي لقبه الرسول صلى الله عليه وسلم بالشهيد الحي ؟
طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه .
926ـ من الذي قال عنه الرسول صلى الله عليه وسلم ( ويل أمه مسعر حرب لو كان معه رجال ) ؟
أبو بصير عتبة بن أسيد .
927ـ من هو الصحابي الجليل الذي بايع الرسول صلى الله عليه وسلم أن لا يسأل الناس شيئاً ؟
ثوبان مولى الرسول صلى الله عليه وسلم
928ـ من الصحابي الذي أمره الرسول صلى الله عليه وسلم بتعلم لغة اليهود ؟
زيد بن ثابت وقد تعلمها في 15 يوم .
929ـ من الصحابي الذي ولد في بطن الكعبة ؟
حكيم بن حزام .
930ـ من كان دليل الرسول صلى الله عليه وسلم في الهجرة من مكة للمدينة ؟
عبد الله بن أريقط
931ـ من هو الوحيد الذي جاءت كنيته في القرآن الكريم ؟
أبو لهب .
932ـ ما الاسم الثاني لبئر زمزم ؟
بئر اسماعيل
933ـ ما اسم امرأة العزيز ؟
راعيل ولقبها زليخا
934ـ من هو الصحابي الذي لقب بالشهيد الأعرج ؟
عمرو بن الجموح .
935ـ من أول ولي عهد في الإسلام ؟
يزيد بن معاوية بن أبي سفيان .
936ـ من هو حِبُ الرسول صلى الله عليه وسلم ؟
أسامة بن زيد رضي الله عنه .
937ـ ما هي الكلمة التي تعتبر منصفة للقرآن ؟
" وليتلطف " من سورة الكهف .. أي تكون في النصف حين ننصف القرآن نصفين .
938ـ من أول امرأة طبق عليها حد السرقة في الإسلام ؟
قلابة بنت سفيان المخزومية .
939ـ من أول امرأة طبق عليها حد القذف في الإسلام ؟
حمنة بنت جحش .
940ـ من أول ممرضة في الإسلام ؟
رفيدة بنت سعد الأسلمية
941ـ اين جمعت رقاع القرآن الكريم ؟
عند حفصة زوجة الرسول صلى الله عليه وسلم .
942ـ من أول ملكة في الإسلام ؟
شجرة الدر .
943ـ من أول من أضاء المساجد ؟
تميم بن أوس الداري .
944ـ من أول من شرب من ماء زمزم ؟
إسماعيل عليه السلام .
945ـ من أول من اشتهر بالكتابة في الإسلام من الصحابة ؟
عمر ـ عثمان ـ علي ـ ابي بكربن كعب ـ زيد بن ثابت
946ـ من أول من حيا الرسول صلى الله عليه وسلم بتحية الإسلام ؟
أبو ذر الغفاري رضي الله عنه .
947ـ من التي أشارت على الرسول صلى الله عليه وسلم بأن يحلف يوم حديبية ؟
أم المؤمنين أم سلمه رضي الله عنها .
948ـ من أول من ارتد عن الإسلام ؟
الأسود العنسي الذي ادعى النبوة .
949ـ من أول من سن أضحية ؟
ابراهيم الخليل عليه السلام .
950ـ من أول من اسلم من الفرس ؟
سلمان الفارسي
محمد رافع 52 18-11-2012, 09:37 AM http://i3.makcdn.com/wp-content/blogs.dir/104375/files//2009/04/d982d8b1d8a7d98611.jpg
محمد رافع 52 18-11-2012, 10:04 AM http://im20.gulfup.com/2012-06-04/1338822732991.jpg
محمد رافع 52 18-11-2012, 10:19 AM http://sphotos-h.ak.fbcdn.net/hphotos-ak-ash4/374875_428271130565259_2065703213_n.jpg
محمد رافع 52 18-11-2012, 10:21 AM http://sphotos-d.ak.fbcdn.net/hphotos-ak-ash4/229951_428215427237496_216146244_n.jpg
محمد رافع 52 18-11-2012, 10:26 AM http://sphotos-d.ak.fbcdn.net/hphotos-ak-ash3/581426_314893811952211_875032434_n.jpg
محمد رافع 52 18-11-2012, 10:30 AM http://theonlyquran.com/quran_text/42_11.png
الله سبحانه وتعالى هو خالق السماوات والأرض ومبدعهما بقدرته ومشيئته وحكمته، جعل لكم من أنفسكم أزواجًا؛ لتسكنوا إليها، وجعل لكم من الأنعام أزواجًا ذكورًا وإناثًا، يكثركم بسببه بالتوالد، ليس يشبهه تعالى ولا يماثله شيء من مخلوقاته، لا في ذاته ولا في أسمائه ولا في صفاته ولا في أفعاله؛ لأن أسماءه كلَّها حسنى، وصفاتِه صفات كمال وعظمة، وأفعالَه تعالى أوجد بها المخلوقات العظيمة من غير مشارك، وهو السميع البصير، لا يخفى عليه مِن أعمال خلقه وأقوالهم شيء، وسيجازيهم على ذلك.
محمد رافع 52 18-11-2012, 10:30 AM http://theonlyquran.com/quran_text/42_11.png
الله سبحانه وتعالى هو خالق السماوات والأرض ومبدعهما بقدرته ومشيئته وحكمته، جعل لكم من أنفسكم أزواجًا؛ لتسكنوا إليها، وجعل لكم من الأنعام أزواجًا ذكورًا وإناثًا، يكثركم بسببه بالتوالد، ليس يشبهه تعالى ولا يماثله شيء من مخلوقاته، لا في ذاته ولا في أسمائه ولا في صفاته ولا في أفعاله؛ لأن أسماءه كلَّها حسنى، وصفاتِه صفات كمال وعظمة، وأفعالَه تعالى أوجد بها المخلوقات العظيمة من غير مشارك، وهو السميع البصير، لا يخفى عليه مِن أعمال خلقه وأقوالهم شيء، وسيجازيهم على ذلك.
محمد رافع 52 19-11-2012, 12:39 AM 951ـ من أول من اسلم من الروم ؟
صهيب بن سنان الرومي
952ـ ما اول شيء ينتن من الإنسان إذا مات ؟
بطنه .
953ـ ما أول شيء يأكله أهل الجنة إذا دخلوها ؟
كبد الحوت .
954ـ من أول فلكي كبير في الإسلام ؟
محمد بن إبراهيم الفزاري .
955ـ من أول من جمع الناس لقيام رمضان ؟
عمر بن الخطاب
956ـ من أول مسلمة قتلت يهودياً ؟
صفية بنت عبد المطلب في غزوة الخندق .
957ـ من أول من يدخل الجنة بعد الرسول صلى الله عليه وسلم ؟
أبو بكر الصديق .
958ـ من أول من ختم القرآن في ركعة ؟
عثمان بن عفان رضي الله عنه .
959ـ من أول من أسرج السراج في المسجد ؟
تميم بن أوس رضي الله عنه .
960ـ اين عقد أول مؤتمر إسلامي ومتى ؟
في المغرب عام 1969م
961ـ من أول من كسا الكعبة بالديباج ؟
عبد الله بن الزبير رضي الله عنه .
962ـ ممن كان أول خلع أثبته الإسلام ؟
من عامر بن الظرب وزوجته .
963ـ من أول من حكم أن الولد للفراش ؟
أكثم بن صيفي .
964ـ من أول من رجم في الزنا ؟
ربيعة بن حدار الأسدي .
965ـ من أول من خلع نعليه لدخول الكعبة ؟
الوليد بن المغيرة .. فخلع لذلك الناس في الإسلام .
966ـ من أول زوجة من زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم توفيت بعد وفاته ؟
زينب بنت جحش رضي الله عنها .
967ـ من أول من كتب بسم الله الرحمن الرحيم ؟
سليمان بن داود .
968ـ يهودي ينسب له حصن أثري جنوب شرقي المدينة المنورة ؟ من هو ؟
كعب بن الأشرف وهو احد زعماء اليهود بالمدينة أمر النبي صلى الله عليه وسلم بقتله فقتل عام 2هـ .
969ـ ما أول ما بدئ به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوحي ؟
هو الرؤيا الصالحة .
970ـ كم عدد الحصى التي يجمعها الحاج الغير متعجل ؟
70
971ـ من الصحابي الذي سمى بيته " بيت الإسلام " وولي الصدقات ؟
أبو عبدالله بن الأرقم .
972ـ في عهد أي خليفة ضرب أول درهم إسلامي ؟
علي بن أبي طالب رضي الله عنه .
973ـ لمن كتاب نهج البلاغة ؟
علي بن ابي طالب رضي الله عنه .
974ـ كم عدد مآذن الحرم المكي ؟
7
975ـ من أول من طبق منع التجول في الإسلام ؟
ابن ابيه .
976ـ كلمة أي شاعر قال عنها النبي صلى الله عليه وسلم " أصدق كلمة شاعر" ؟
كلمة لبيد : " ألا كل شيء ما خلا الله باطل وكل نعيم لا محالة زائل .
977ـ من أول من دون الحديث ؟
ابن شهاب محمد الزهري
978ـ من المعروف بخطيب الأنبياء ؟
شعيب
979ـ من شيخ الإسلام ؟
تقي الدين أحمد بن تيمية .
980ـ من هي أول امرأة صنع لها نعش ؟
زينب بنت جحش زوج الرسول صلى الله عليه وسلم
981ـ ما اسم الفرقة التي أثارت مسألة " خلق القرآن "؟
المعتزلة
982ـ من هو العالم الذي رفض القول بـ " خلق القرآن " ؟
الإمام احمد بن حنبل
983ـ من هو الصحابي الذي أناخت عند بيته ناقة النبي صلى الله عليه وسلم في يوم الهجرة ؟
أبو أيوب الأنصاري
984ـ من هما المرأتان اللتان جعلهما الله مثالاً للإيمان ؟
امرأة فرعون ومريم عليهما السلام
985ـ من اعتبر إمام المؤذنين إلى قيام الساعة ؟
بلال بن رباح رضي الله عنه
986ـ من عنى النبي صلى الله عليه وسلم حين قال عنه : " إن ساقيه أثقل يوم القيامة من جبل أحد ؟
الصحابي عبدالله بن مسعود رضي الله عنه
987ـ في كفالة من كانت مريم عليها السلام ؟
في كفالة زكريا عليه السلام
988ـ من أي بطريق تسلم عمر بن الخطاب القدس ؟
من البطريق سفرونيوس
989ـ من هي النصرانية التي أسلمت ثم تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم؟
مارية القبطية
990ـ من هما المرأتان اللتان جعلهما الله مثالاً للكفر ؟
زوجة نوح وامرأة لوط
991ـ أي البلاد هي الأحب إلى الله تعالى ؟
مكة المكرمة
992ـ من هو الخليفة العباسي الذي شيد " دار الشجرة " ؟
المقتدر
993ـ كم يبلغ ارتفاع كل منارة من منارات المسجد الحرام ؟
تسعون متراً
994ـ من هم العبادلة الأربعة ؟
ابن عمر ، ابن الزبير ، ابن عباس ، وابن عمرو بن العاص
995ـ من هو الذي نزلت الملائكة على صورته ؟
الزبير بن العوام رضي الله عنه
996ـ ما اسم الشهيد المصلوب ؟
حبيب بن عدي الأنصاري رضي الله عنه
997ـ ما هي أبرز الأسماء التي وردت في القرآن الكريم لـ النار؟
جهنم ـ الحطمة ـ لظى ـ سقر ـ الهاوية ـ السعير
998ـ كم من السنين مكث أهل الكهف نياماً ؟
309 ثلاثمائة وتسع سنوات
999ـ من هم الداخلون الأوائل إلى الجنة في الإسلام ؟
فقراء المهاجرين
1000ـ ما هي الآية التي نزلت في جوف الكعبة ؟
" إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها ".
محمد رافع 52 19-11-2012, 01:22 AM الرسول في موسم الحج
جاء موسم الحج في السنة العاشرة من البعثة، فاجتمعت القبائل من كل مكان وبدأ الرسول صلى الله عليه وسلم يدعوهم قائلا: (يا أيها الناس، قولوا لا إله إلا الله تفلحوا، وتملكوا بها العرب، وتذل لكم العجم، وإذا آمنتم كنتم ملوكًا في الجنة)
[الطبراني وابن سعد]
ووجد الرسول صلى الله عليه وسلم ستة رجال من (يثرب) يتحدثون، فاقترب منهم، وقال لهم: (من أنتم؟)
قالوا: نفر من الخزرج.
قال: أَمِنْ موالى يهود (أي من حلفائهم)؟
قالوا: نعم.
قال: أفلا تجلسون أكلمكم؟. قالوا: بلى.
فجلس معهم وحدثهم عن الإسلام، وتلا عليهم القرآن، فانشرحت له صدورهم، وظهرت علامات القبول على وجوههم، وكانت بينهم وبين اليهود عداوة، فكان اليهود يهددونهم بظهور نبي، وسوف يؤيدونه ويقاتلونهم معه، فلما سمعوا كلام الرسول صلى الله عليه وسلم نظر بعضهم لبعض وقالوا: تعلمون والله إنه النبي الذي توعدكم به اليهود فلا يسبقُنَّكُم إليه .. فأجابوا الرسول صلى الله عليه وسلم فيما دعاهم إليه، ووعدوه بأن يقابلوه في العام المقبل، ثم انصرفوا إلى قومهم وحدثوهم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فانتشرت أخباره في يثرب.
[ابن إسحاق].
محمد رافع 52 19-11-2012, 01:23 AM بـيعة العقبة الأولى:
وفي شهر ذي الحجة سنة إحدى عشرة من البعثة، قدم إلى مكة اثنا عشر رجلا من أهل يثرب من بينهم خمسة من الستة الذين كلموا الرسول صلى الله عليه وسلم في العام الماضي، واجتمع معهم رسول الله صلى الله عليه وسلم في مكان اسمه العقبة؛ فآمنوا به صلى الله عليه وسلم، وبايعوه على ألا يشركوا بالله
شيئًا، ولا يسرقوا، ولا يرتكبوا الفواحش والمنكرات، ولا يقتلوا أولادهم، ولا يعصوه صلى الله عليه وسلم في معروف يأمرهم به.
وكانت هذه هي بيعة العقبة الأولى، وعندما عادوا إلى يثرب أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم معهم مصعب بن عمير -رضي الله عنه- ليعلمهم أمور الدين ويقرأ عليهم القرآن، فأسلم على يديه كثير من أهل يثرب.
بـيعة العقبة الثانية:
وفي شهر ذي الحجة من العام الثاني عشر من البعثة، ذهب ثلاثة وسبعون رجلا وامرأتان من أهل يثرب إلى الحج، ليبايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم على الإسلام، وفي ليلة الحادي عشر من ذي الحجة تسلل الرجال والمرأتان وذهبوا إلى العقبة، وجاء إليهم الرسول صلى الله عليه وسلم ومعه عمه العباس بن عبدالمطلب، ولم يكن قد آمن وقتئذ، ولكنه جاء ليطمئن على اتفاق ابن أخيه مع أهل يثرب، وليبين لهم أنه قادر على حمايته في مكة إن لم يكونوا قادرين على حمايته في المدينة.
وتمت بيعة العقبة الثانية، وفيها عاهد الأنصار النبي صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة، وقال لهم : (تبايعوني على السمع والطاعة، في النشاط والكسل، وعلى النفقة في العسر واليسر، وعلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وعلى أن تقولوا في الله لا تأخذكم لومة لائم، وعلى أن تنصروني إذا قدمت عليكم، وتمنعوني مما تمنعون منه أنفسكم وأزواجكم وأبناءكم
ولكم الجنة) _[أحمد].
وأصبح لرسول الله صلى الله عليه وسلم أتباع أقوياء مستعدون لنصرته، والقتال من أجل الإسلام، حتى إن أحدهم وهو العباس بن عبادة -رضي الله عنه- قام وقال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: والله الذي بعثك بالحق، إن شئت لنميلن على أهل منى غدًا بأسيافنا، ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم لا يفعل إلا ما يأمره الله به، فقال له : (لم نؤمر بذلك، ولكن ارجعوا إلى رحالكم) [ابن إسحاق] واختار رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم اثني عشر رجلا؛ ليكونوا أمراء عليهم حتى يهاجر إليهم.
وفي الصباح، تسلل الخبر إلى كفار قريش، فاكتشفوا أمر ذلك الاجتماع
الخطير، وخرجت قريش تطلب المسلمين من أهل يثرب فأدركوا (سعد بن عبادة) وأسروه وأخذوا يعذبونه ويَجُرُّونه حتى أدخلوه مكة، وكان سعد يجير ويحمي تجارة اثنين من كبار مكة إذا مرا ببلده، وهما جبير بن مطعم بن عدي والحارث بن حرب بن أمية، فنادى باسميهما فجاءا وخلصاه من أيدي
المشركين، وعاد سعد بن عبادة -رضي الله عنه- إلى يثرب.
محمد رافع 52 19-11-2012, 01:24 AM الهجرة من مكة إلى المدينة
أصبح كفار مكة في غيظ شديد، بعدما صار لرسول الله صلى الله عليه وسلم أنصار في يثرب، وهم أهل حرب يجيدون القتال، وسوف ينصرون
الإسلام، فشعر كفار مكة أن الأمر سيخرج من أيديهم، فانقضوا على المسلمين بالتعذيب والأذى، والتف المسلمون حول نبيهم الكريم صلى الله عليه وسلم يطلبون منه الإذن في ترك مكة كلها، ويهاجرون بدينهم، حتى يستطيعوا أن يعبدوا الله تعالى وهم آمنون، فأذن لهم الرسول صلى الله عليه وسلم بالهجرة إلى المدينة. فبدأ المسلمون يتسللون سرًّا إلى المدينة، تاركين ديارهم وأموالهم من أجل دينهم.
وجاء أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- إلى الرسول صلى الله عليه وسلم يستأذنه في الهجرة، فطلب منه الرسول صلى الله عليه وسلم أن ينتظر لعل الله يجعل له صاحبًا، ففهم أبو بكر أنه سيظفر بالهجرة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فانتظر مسرورًا، وأخذ يُعِدُّ للرحلة المباركة، فجهزَّ ناقتين ليركبهما هو ورسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة.
المؤامرة:
اجتمع زعماء مكة في دار الندوة -ذلك البيت الكبير الواسع الذي كان
لقصي بن كلاب- وعلى وجوههم الغضب؛ للتشاور في أمر الرسول صلى الله عليه وسلم، فقد شعروا أنه يعد نفسه للهجرة إلى المدينة، وإذا تم له ذلك فسوف تصبح المدينة مركزًا كبيرًا يتجمع فيه المسلمون من كل مكان حول النبي صلى الله عليه وسلم، وبذلك يشكلون خطرًا على تجارة أهل مكة عندما تمر بالمدينة في طريقها إلى الشام ذهابًا وإيابًا، وبدأ النقاش، فقال بعضهم: نُخرج محمدًا من بلادنا فنستريح منه، وقال آخرون: نحبسه حتى يموت.
وقال أبو جهل: نأخذ من كل قبيلة شابًّا قويًّا، ونعطي كلا منهم سيفًا صارمًا قاطعًا، لينقضوا على محمد، ويضربوه ضربة قاتلة، وهكذا لا يستطيع عبد مناف -قوم محمد- محاربة القبائل كلها، فيقتنعون بأخذ ما يريدون من مال تعويضًا عن قتل محمد، وكان الشيطان اللعين يجلس بينهم في صورة شيخ نجدي وهم لا يعرفونه، فلما سمع ذلك الرأي قال في حماس: القول ما قال الرجل، وهذا الرأي لا رأى غيره، فاتفقوا جميعًا عليه.
وسجل القرآن الكريم ما دار في اجتماع المشركين ذلك، فقال تعالى: {إذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين} _[الأنفال: 30] وتدخلت عناية الله؛ فجاء جبريل إلى الرسول صلى الله عليه وسلم يأمره ألا يبيت هذه الليلة في فراشه وأن يستعد للهجرة، قالت عائشة -رضي الله عنها-: فبينما نحن يومًا جلوس في بيت أبي بكر في حَرِّ الظهيرة، قال قائل لأبي بكر: هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يكن يأتينا في مثل هذه الساعة، فقال أبو بكر -رضي الله عنه-: فداءً له أبي وأمي، والله ما جاء به في هذه الساعة إلا أمر.
فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاستأذن، فأذن له، فدخل، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي بكر: (أخرج مَنْ عندك) فقال أبو بكر: إنما هم أهلك بأبي أنت يا رسول الله، قال: (فإني قد أذن لي في الخروج) فقال أبو بكر: الصحبة بأبي أنت يا رسول الله، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (نعم).
أحداث الهجرة:
كان الله -سبحانه- قادرًا على أن يرسل ملكًا من السماء يحمل رسوله إلى المدينة كما أسرى به ليلا من مكة إلى المسجد الأقصى وعرج به السماء، ولكن جعل الهجرة فرصة كبيرة لنتعلم من رسول الله صلى الله عليه وسلم دروسًا عظيمة في كيفية التفكير والتخطيط والأخذ بالأسباب التي توصل إلى النجاح.
ولنبدأ بأول هذه الدروس، فكيف يخرج النبي صلى الله عليه وسلم هو وصاحبه أبو بكر -رضي الله عنه- من بين هؤلاء الكفار دون أن يلحقوا بهما؟ فلو خرجا من مكة سالمين فإن المسافة طويلة بين مكة والمدينة وسوف يخرج وراءهما الكفار ويدركونهما، لابد إذن من الاختباء في مكان ما؛ حتى ييأس الكفار من البحث عنهما، ومن هنا وضع رسول الله صلى الله عليه وسلم خطة محكمة لتتم الهجرة بسلام.
فأمام بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وقف مجموعة من شباب قريش في الليل، ينتظرون حتى يخرج الرسول صلى الله عليه وسلم، فينقضوا عليه
ويقتلوه، وكان هؤلاء الكفار يتطلعون بين الحين والحين إلى فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم ليطمئنوا على وجوده، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم
عليَّ بن أبي طالب -رضي الله عنه- بالنوم في فراشه، وأن يتغطى ببردته، وطمأنه بأن المشركين لن يؤذوه بإذن الله.
واستجاب عليٌّ -رضي الله عنه- بكل شجاعة وحماس، ونفذ ما أمره الرسول صلى الله عليه وسلم به، وأراد الرسول صلى الله عليه وسلم من ذلك تضليل المشركين، فإذا نظروا إليه من الباب ووجدوه في فراشه، ظنوا أنه صلى الله عليه وسلم ما زال نائمًا، وقد كانت عند الرسول صلى الله عليه وسلم أمانات كثيرة تركها المشركون عنده، فأراد الرسول صلى الله عليه وسلم أن يردها إلى أصحابها، فأمر عليًّا أن ينتظر في مكة لأداء هذه المهمة، رغم أنهم أخرجوا المسلمين من ديارهم، وآذوهم، ونهبوا أموالهم ولكن المسلم يجب أن
يكون أمينًا.
وكان أبو جهل يقول لأصحابه متهكمًا برسول الله صلى الله عليه وسلم: إن محمدًا يزعم أنكم إن تابعتموه أصبحتم ملوك العرب والعجم، ثم بعثتم من بعد موتكم، فدخلتم الجنة، وإن لم تفعلوا ذبحكم ثم بعثتم من بعد موتكم فتدخلون النار تحرقون فيها.
ونام علي -رضي الله عنه- في فراش الرسول صلى الله عليه وسلم، وتوجه النبي صلى الله عليه وسلم إلى الباب، وخرج وفي قبضته حفنة من التراب فنثرها على رءوس المشركين، وهو يقرأ سورة يس إلى قوله تعالى: {وجعلنا من بين أيديهم سدًّا ومن خلفهم سدًّا فأغشيناهم فهم لا يبصرون} _[يس: 9] وإذا برجل يمر عليهم فرأى التراب على رءوسهم، فقال لهم: خيبكم الله، قد خرج عليكم محمد، ثم ما ترك منكم رجلا إلا وقد وضع على رأسه ترابًا، أفما ترون ما بكم؟ فوضع كل رجل منهم يده على رأسه فإذا عليه التراب.
فنظروا من الباب، فوجدوا رجلا نائمًا في مكان الرسول صلى الله عليه وسلم وعليه غطاؤه، فقالوا: هذا محمد في فراشه، وعليه بردة، ثم اقتحموا دار النبي صلى الله عليه وسلم، فوجدوا عليًّا في فراشه، فخرجوا يبحثون عن الرسول صلى الله عليه وسلم في كل مكان، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم خلال هذه الفترة قد وصل إلى بيت صاحبه أبي بكر -رضي الله عنه- وعزما على الذهاب إلى غار ثور ليختبئا فيه.
وحمل أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- كل ماله، وخرج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من باب صغير في نهاية المنزل حتى لا يراهما أحد، وانطلقا حتى وصلا الغار، وهناك وقف رسول الله صلى الله عليه وسلم ودخل أبوبكر
أولا؛ ليطمئن على خلوِّ الغار من الحيَّات والعقارب، ثم سدَّ ما فيه من فتحات حتى لا يخرج منها شيء، وبعد ذلك دخل الرسول صلى الله عليه وسلم.
وها هي ذي أسماء بنت أبي بكر يدخل عليها جدها أبو قحافة بعد أن علم بخروج ولده أبي بكر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان رجلا كبيرًا قد عَمِىَ، يسألها عما تركه أبو بكر في بيته ويقول: والله إني لأراه فجعكم بماله مع نفسه، قالت: كلا يا أبتِ! إنه قد ترك لنا خيرًا كثيرًا، وأخذت أحجارًا فوضعتها في المكان الذي كان أبوها يضع ماله فيه، ثم وضعت عليها ثوبًا، ثم أخذت بيده وقالت: يا أبت، ضع يدك على هذا، فوضع يده عليه فقال: لا بأس ، فإن كان ترك لكم هذا فقد أحسن، وفي هذا بلاغ لكم.
أما كفار مكة فإنهم حيارى، يبحثون عن الرسول صلى الله عليه وسلم وصاحبه ويضربون كفًّا بكف من الحيرة والعجب، فالصحراء على اتساعها مكشوفة أمامهم، ولكن لا أثر فيها لأحد ولا خيال لإنسان، فتتبعوا آثار الأقدام، فقادتهم إلى غار ثور، فوقفوا أمام الغار، وليس بينهم وبين الرسول صلى الله عليه وسلم وصاحبه سوى أمتار قليلة، حتى إن أبا بكر رأى أرجلهم فقال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله، لو نظر أحدهم تحت قدميه لرآنا، فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم : (يا أبا بكر، ما ظنك باثنين الله ثالثهما)
[متفق عليه].
وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد انصرف القوم، ولم يفكر أحدهم أن ينظر في الغار، وسجل القرآن هذا، فقال تعالى: {إلا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا فأنزل الله سكينته عليه وأيده بجنود لم تروها وجعل كلمة الذين كفروا السفلى وكلمة الله هي العليا والله عزيز حكيم} [التوبة: 40].
ومكث الرسول صلى الله عليه وسلم وصاحبه في الغار ثلاثة أيام، وكان
عبدالله بن أبي بكر يذهب إليهما بأخبار الكفار ليلا، وأخته أسماء تحمل لهما الطعام، أما عامر بن فهيرة راعي غنم أبي بكر فقد كان يسير بالأغنام فوق آثار أقدام عبدالله وأسماء حتى لا يترك أثرًا يوصل إلى الغار، وبعد انتهاء الأيام
الثلاثة، خف طلب المشركين للرسول صلى الله عليه وسلم وصاحبه، فخرجا من الغار، والتقيا بعبد الله بن أريقط، وقد اتفقا معه على أن يكون دليلهما في هذه الرحلة مقابل أجر.
تحرك الركب بسلام، وأبو بكر لا يكف عن الالتفات والدوران حول النبي صلى الله عليه وسلم خوفًا عليه، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ القرآن، ولا يلتفت حوله فهو واثق من نصر الله -تعالى- له، ولا يخشى أحدًا، وبينما أبو بكر يلتفت خلفه إذا بفارس يقبل نحوهما من بعيد، كان الفارس هو سراقة بن مالك وقد دفعه إلى ذلك أن قريشًا لما يئست من العثور على الرسول صلى الله عليه وسلم وصاحبه، جعلوا مائة ناقة جائزة لمن يرده إليهم حيًّا أو ميتًا.
فانطلق سراقة بن مالك بفرسه وسلاحه في الصحراء طمعًا في الجائزة، فغاصت أقدام فرسه في الرمال مرتين حين رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فنزل سراقة مسرعًا عن الفرس، حتى نزعت أقدامها من الرمال، فأيقن سراقة أن الله تعالى يحرس رسوله صلى الله عليه وسلم، ولن يستطيع إنسان مهما فعل أن ينال منه، فطلب من رسول الله أن يعفو عنه، وعرض عليه الزاد فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: (لا حاجة لنا، ولكن عمِّ عنا الخبر) فوعده سراقة ألا يخبر
أحدًا، وعاد إلى مكة، وهكذا خرج سراقة يريد قتلهما وعاد وهو يحرسهما ويبعد الناس عنهما، فسار النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبه إلى المدينة تحرسهما عناية الله.
وأثناء رحلة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر إلى المدينة مرَّا بمنازل خزاعة ودخلا خيمة أم معبد الخزاعية، وكانت سيدة كريمة، تطعم وتسقي من مرَّ بها، فسألاها: عما إذا كان عندها شيء من طعام؟ فأخبرتهما أنها لا تملك شيئًا في ذلك الوقت، فقد كانت السنة شديدة القحط، فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى شاة في جانب الخيمة فقال: ما هذه الشاة يا أم معبد؟
فأخبرته أنها شاة منعها المرض عن الخروج إلى المراعي مع بقية الغنم، فقال: هل بها من لبن؟ قالت: هي أجهد من ذلك، فقال: أتأذنين لي أن أحلبها؟ قالت: نعم إن رأيت بها حلبًا فاحلبها.
فمسح رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده ضرعها، وسمى الله ودعا، وطلب إناء فحلب فيه حتى علته الرغوة، فسقاها فشربت حتى شبعت، وسقى رفيقيه أبا بكر وعبد الله بن أريقط حتى شبعا، ثم شرب، وحلب فيه ثانية حتى ملأ الإناء، ثم تركه صلى الله عليه وسلم وانصرف.
الرسول صلى الله عليه وسلم في قباء:
علم أهل المدينة بهجرة الرسول صلى الله عليه وسلم إليهم، فكانوا يخرجون كل يوم بعد صلاة الصبح إلى مشارف المدينة، وعيونهم تتطلع إلى الطريق، وتشتاق لمقدم الرسول صلى الله عليه وسلم إليهم، ولا يعودون إلى بيوتهم إلا إذا اشتد حر الظهيرة، ولم يجدوا ظلا يقفون فيه.
وفي يوم الاثنين الثاني عشر من ربيع الأول انتظر أهل يثرب رسول الله صلى الله عليه وسلم كعادتهم، حتى اشتد الحر عليهم، فانصرفوا لبيوتهم، وبعد قليل أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبه، فأبصرهما رجل يهودي كان يقف على نخلة، فصاح بأعلى صوته: يا بني قيلة، هذا صاحبكم قد جاء، فأسرع المسلمون لاستقبال نبيهم وصاحبه أبي بكر الذي كان يُظل رسول الله صلى الله عليه وسلم بردائه من حر الشمس.
وبينما الرسول صلى الله عليه وسلم في قُبَاء، في بيت سعد بن خيثمة يستقبل الوافدين عليه، أقبل عليُّ بن أبي طالب من مكة بعد أن ظل فيها ثلاثة أيام بعد خروج الرسول صلى الله عليه وسلم؛ ليرد الأمانات إلى أهلها، وقد ظل الرسول صلى الله عليه وسلم في قباء أربعة أيام يستقبل أهل المدينة، وعندما أقبل يوم الجمعة ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم قباء متوجهًا للمدينة بعد أن أسس مسجد قباء، وهو أول مسجد بني في الإسلام، وقال الله -عز وجل- عنه: {لمسجد أسس على التقوى من أول يوم أحق أن تقوم فيه فيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين} _[التوبة: 108].
وكانت الهجرة حدثًا فاصلا بين عهدين، فقد أعز الله المسلمين بعد أن كانوا مضطهدين، وصارت لهم دار آمنة يقيمون فيها، ومسجد يصلون فيه، ويؤدون فيه شعائرهم، ويتشاورون في أمورهم، لهذا كله اتفق الصحابة على جعل الهجرة بداية للتاريخ الإسلامي، فقد تحول المسلمون من الضعف والحصار والاضطهاد إلى القوة والانتشار ورد العدوان.
محمد رافع 52 19-11-2012, 01:25 AM الرسول في المدينة
كانت يثرب قبل الهجرة تموج بالصراعات والحروب والدسائس، فنار العداوة مشتعلة بين قبيلتي الأوس والخزرج، والحرب بينهما سجال، فإذا انتصر أحدهما عمل الآخر بكل طاقته على إلحاق الهزيمة به، حتى فني الرجال، وترملت النساء وتيتم الأبناء، وكان اليهود يقفون خلف الستار، يزيدون النار اشتعالا، فيمدون الطرفين بالسلاح، ويثيرون بينهما العداوات والفتن؛ آملين أن يقضي بعضهم على بعض، حتى تكون لليهود السيادة والكلمة الأولى في المدينة.
واجتمع أهل يثرب على (عبدالله بن أبي بن سلول) لتكون له الكلمة العليا في إدارة المدينة، ولكن الله أراد السلامة للمدينة؛ وأراد لها أن تكون مركز الدولة الإسلامية، فأقبل موكب رسول الله صلى الله عليه وسلم على المدينة، فاستقبله أهلها استقبالا عظيمًا؛ وكان أمل كل واحد منهم أن يستضيف الرسول صلى الله عليه وسلم في بيته، فكلما مرت الناقة التي تحمل رسول الله صلى الله عليه وسلم ببيت، خرج أهل ذلك البيت، وتعلقوا بزمامها، وهم يرجون أن ينزل رسول الله صلى الله عليه وسلم عندهم، فكان يقول لهم: (دعوا الناقة فإنها مأمورة) أي اتركوا الناقة فإنها ستقف وحدها حيث أمرها الله تعالى.
وفي مكان يملكه يتيمان من بني النجار أمام دار أبي أيوب الأنصاري بركت الناقة، فقال صلى الله عليه وسلم: (هذا إن شاء الله المنزل) فحمل أبو أيوب رحل النبي صلى الله عليه وسلم إلى بيته. [ابن إسحاق] وإذا بفتيات صغيرات من بني النجار، يخرجن فرحات بمقدم الرسول صلى الله عليه وسلم وينشدن:
نَحْنُ جَوارٍ مِن بنـي النـَّجَّـار يا حبَّـذَا محمـدٌ مـن جـَـارِ
وفي بيت أبي أيوب الأنصاري المكون من طابقين، نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم في الطابق السفلي، فقال له أبو أيوب: يا نبي الله، بأبي أنت وأمي، إني لأكره وأعظِّم أن أكون فوقك، وتكون تحتي، فاظهر (اصعد) أنت فكن في الأعلى، وننزل نحن فنكون في السفل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(يا أبا أيوب، إنه لأرفق بنا وبمن يغشانا أن نكون في أسفل البيت) _[أحمد].
وهكذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم لا يثقل على أهل البيت، وكان الصحابي أبو أيوب الأنصاري كريمًا في ضيافته، فإن صنع طعامًا لا يأكل هو زوجته إلا بعد أن يأكل رسول الله صلى الله عليه وسلم منه أولا، ثم يأكلان من موضع أصابعه حبًّا فيه وطلبًا لبركته.
بناء المسجد:
عاش المسلمون في المدينة حياة آمنة مطمئنة، يغشاها الهدوء والسكينة، ورسول الله صلى الله عليه وسلم بينهم في وطنهم الجديد، لقد أصبحت لهم دولة دينها الإسلام، وقائدها الرسول صلى الله عليه وسلم، وكان أول ما فكر فيه الرسول صلى الله عليه وسلم هو بناء مسجد يجتمعون فيه، فيؤدون فيه صلاتهم، ويقضون أمورهم، ويتشاورون فيما يخصهم، فاشترى صلى الله عليه وسلم الموضع الذي بركت فيه الناقة؛ ليبني فيه المسجد.
وتجمع المسلمون لبناء المسجد، ورسول الله صلى الله عليه وسلم معهم، ينظف المكان، ويحمل معهم الطوب، ويشارك في البناء، فهذا يقطع النخيل، وهذا يحفر أماكن الأعمدة، وذاك يقيم الجدار، وآخر يعد الطين، وهذا يحمل الطوب، كلهم ينشدون:
لَئِنْ قَـعَـدنا والنبــي يَعمَــل لـَذَاك منـَّا العمـلُ المضَـلَّلُ
وينشدون أيضًا::
لا عَيْشَ إلا عيـشُ الآخِـرَة اللَّهُمَّ فارحَمِ الأنْصَارَ والمهاجِرَة
ومن المسجد بدأ رسول الله صلى الله عليه وسلم ينظم دولته، وكان أهم شيء في هذه الدولة هم الأفراد الذين يعيشون فيها؛ لأنها تنهض بهم وتعتمد عليهم، فكان المسلمون في المدينة عندئذ قسمين:
-المهاجرون، وهم أهل مكة الذين هاجروا بدينهم إلى المدينة.
-الأنصار، وهم أهل المدينة الأصليون، الذين اعتنقوا الإسلام، واستضافوا المسلمين في بلدهم، ونصروا الرسول صلى الله عليه وسلم.
وفي بداية الهجرة كان المهاجرون في المدينة يعانون من الوحشة والإحساس بالغربة، فحياة المدينة وجَوُّها يختلفان عن مكة، مما جعل أكثرهم يتعرض للمرض، فتوجه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ربه ودعاه أن يحبب المدينة إلى قلوب المهاجرين، وأن يزيل مرض الحمى عنهم، فاستجاب الله تعالى لنبيه وحبَّبَ إلى المهاجرين العيش في المدينة، وصاروا يتحركون في شوارعها، وسوقها بحماس ومرح كأنهم ولدوا ونشئوا فيها.
الصلح بن الأوس والخزرج:
وكان الأنصار قبيلتين كبيرتين: الأوس، والخزرج، وكانت الحروب لا تنقطع بينهما قبل أن يعتنقوا الإسلام، فصالح الرسول صلى الله عليه وسلم بينهما، ونزع الله من قلوبهم العداوة والكراهية، وحل محلها الحب والمودة والوئام.
المؤاخاة:
والآن بعد أن استقر المهاجرون، وصلح حال الأنصار، بقي أن يندمجوا سويًّا فيصبحوا أخوة مسلمين، فلا فرق بين مهاجر وأنصاري، لذلك آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينهم فجعل لكل مهاجر أخًا من الأنصار، فأبو بكر الصديق أخ لخارجة بن زهير، وعمر بن الخطاب أخ لعتبان بن مالك، وعبد الرحمن بن عوف أخ لسعد بن الربيع، ولم تكن الأخوة مجرد كلمة تقال، بل طبقها المسلمون تطبيقًا فعليًّا فهذا سعد بن الربيع الأنصاري يأخذ أخاه
عبد الرحمن بن عوف، ويعرض عليه أن يعطيه نصف ما يملك، ولكن عبد الرحمن بن عوف يشكره ويقول له: بارك الله لك في أهلك ومالك، ولكن دُلَّني على السوق، وذهب عبدالرحمن إليه فربح وأكل من عمل يده. _[البخاري].
ولم يقتصر ذلك على سعد بن الربيع بل فعله كثير من الصحابة حتى إنه كان يرث بعضهم بعضًا بناءً على هذه الإخوة، فيرث المهاجر أخاه الأنصاري، ويرث الأنصاري أخاه المهاجر، وظلوا على ذلك حتى جعل الله التوارث بين ذوي الأرحام، وقد أثنى الله -عز وجل- على المهاجرين والأنصار، فقال تعالى: {للفقراء والمهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلاً من الله ورضوانًا وينصرون الله ورسوله أولئك هم الصادقون . والذين تبوءوا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون} _[الحشر: 8-9].
وجمعهم الله سبحانه في آية واحدة، فقال تعالى: {والذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله والذين آووا ونصروا أولئك هم المؤمنون حقًّا لهم مغفرة ورزق كريم} [الأنفال: 74] وفي هذا المجتمع الآمن المستقر، حيث يحب كل مسلم أخاه، أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلم أصحابه أمور دينهم فيدعوهم إلى كل خير، وينهاهم عن كل شر، وهم ينفذون ذلك راضين سعداء بهداية الله لهم، ووجود رسول الله صلى الله عليه وسلم بينهم، وبدأ الناس يتوافدون إلى المدينة، معلنين إسلامهم وانضمامهم لهذه الدولة المنظمة.
اليهود في المدينة:
وكان يسكن مع المسلمين في المدينة اليهود وبعض المشركين الذين يحقدون على الإسلام، ويكرهون قيام دولته، لذلك وضع الرسول صلى الله عليه وسلم معاهدة تنظم العلاقة بين المسلمين وغيرهم حتى يأمن مكر الكفار، وهذه بعض المبادئ التي احتوتها المعاهدة:
1-المهاجرون والأنصار أمة من دون الناس يتعاونون فيما بينهم، وهم يد واحدة على من عاداهم.
2-دماؤهم محفوظة، فلا يقتل مؤمن مؤمنًا، ولا ينصر مؤمن كافرًا على أخيه المؤمن.
3-لليهود حريتهم الدينية فلا يُجبرون على الإسلام.
4-اليهود الذين يسكنون المدينة يشاركون في الدفاع عنها، ولا يعينون أعداء الإسلام، ولا ينصرونهم.
5-كل ظالم أو آثم أو متهاون خائن لا ينفذ ما في هذا العهد عليه اللعنة والغضب، ويقوم الآخرون بحربه.
6-إذا حدث خلاف في أي أمر، فإن الحكم هو كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.
وهكذا وضَّح الرسول صلى الله عليه وسلم حقوق كل طائفة في المدينة وواجباتها، ورسم المنهج الذي يتعاملون به بكل أمانة وعدل، فلم يظلم اليهود بل حفظ لهم حقوقهم، ورغم ذلك أظهر اليهود وجههم القبيح، وكراهيتهم للرسول صلى الله عليه وسلم رغم علمهم أنه صادق، واتضح ذلك في موقفهم من عبدالله بن سلام عندما أسلم.
فقد كان عبد الله بن سلام من علماء اليهود، ومن ساداتهم، فلما أسلم كتم إسلامه، ولم يخبر اليهود، وطلب من النبي صلى الله عليه وسلم أن يسألهم عنه أولاً، فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهم فقال: (أي رجل فيكم ابن سلام؟) قالوا: ذاك سيدنا وابن سيدنا، وأعلمنا وابن أعلمنا، فقال: (أفرأيتم إن أسلم؟) فقالوا: حاشا لله، ما كان ليسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يابن سلام، اخرج عليهم) فخرج فقال لهم: (يا معشر يهود، اتقوا الله، فوالله الذي لا إله إلا هو إنكم لتعلمون أنه رسول الله، وأنه جاء بالحق) فقالوا: كذبت. [البخاري].
وهكذا كانت عداوة اليهود للنبي صلى الله عليه وسلم وللمسلمين واضحة منذ أول يوم في المدينة رغم أنهم يعرفون أنه رسول الله حقًّا وصدقًا، وقد اشتدوا في تكذيب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإظهار حقدهم عليه عند تحويل القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة، وظهرت سفاهة عقولهم واضحة حين تشاوروا فيما بينهم، واتفقوا أن يؤمنوا بدين الله أول النهار، ويكفروا في آخره حتى يسعى الناس إلى تقليدهم، والسير على خطاهم، ولكن الله فضحهم بكفرهم في كتابه الحكيم، وأظهر حقدهم على المسلمين بعد تآلف قلوب أهل المدينة من الأوس والخزرج، وسعيهم إلى الوقيعة فيما بينهم، ولكنهم لم يفلحوا في ذلك.
زواج الرسول صلى الله عليه وسلم من السيدة عائشة:
وبعد ثمانية أشهر من الهجرة كان الرسول صلى الله عليه وسلم قد أنهى بناء المسجد، واستقر المسلمون في المدينة، فأتم الرسول صلى الله عليه وسلم زواجه بالسيدة عائشة ودخل بها، وكان قد عقد عليها قبل الهجرة، وكان الرسول
صلى الله عليه وسلم بعد زواجه منها يقدرها، ويفضلها، فعن عمرو بن العاص قال: قلت يا رسول الله، أي الناس أحب إليك؟ قال: (عائشة) قلت: ومن الرجال؟ قال: (أبوها) _[الترمذي].
محمد رافع 52 19-11-2012, 01:26 AM مرحلة الجهاد
لقد ترك المسلمون مكة كلها للكفار، وهاجروا إلى المدينة، ولكن الصراع بينهما لم ينته، بل زاد عما كان عليه في مكة، واتخذ شكلا جديدًا، بعد أن نزل الإذن من الله بقتال المشركين، قال تعالى: {أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وأن الله على نصرهم لقدير . الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرًا ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز . الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور} [الحج: 39-41].
وقد أصبح المسلمون في المدينة قوة كبيرة بانضمام الأنصار إليهم، فلماذا لا يستردون حقوقهم المسلوبة؟ وخاصة أن المدينة تقع على الطريق بين مكة والشام حيث تمر قوافل أهل مكة التجارية، لذلك قرر رسول الله صلى الله عليه وسلم إرسال سرايا من جيش المسلمين يزعجون قريشًا ويستطلعون أخبارها، ومن هذه السرايا:
سرية سيف البحر:
في شهر رمضان من السنة الأولى للهجرة خرج حمزة بن عبد المطلب ومعه ثلاثون من المهاجرين لاعتراض قافلة لقريش قادمة من الشام يقودها أبو جهل في ثلاثمائة رجل، ولكن رجلا اسمه مجدي بن عمرو صَالَحَ بين الفريقين، ولم يحدث قتال، وعرف الكفار منذ ذلك الوقت أن المسلمين مستعدون لمواجهتهم.
سرية رابغ:
وفي شهر شوال من السنة نفسها خرج عبيدة بن الحارث بن عبد المطلب ومعه ستون رجلا من المهاجرين، واعترضوا قافلة بقيادة أبي سفيان، وكان بينهما رمي بالنبال، ولكن لم يقع قتال.
سرية الخرار:
كانت في شهر ذي القعدة من السنة الأولى، وفيها خرج سعد بن أبي وقاص ومعه عشرون مسلمًا، ولكنهم لم يعثروا على القافلة التي خرجوا من
أجلها، وهكذا تحول المسلمون من الضعف إلى القوة، وأصبحوا مصدرًا لرعب الكفار.
غزوة الأبواء (ودان):
وفي العام الثاني من الهجرة واصل الرسول صلى الله عليه وسلم إرسال السرايا لمعرفة أخبار أهل مكة، وليدرب المسلمين على مواجهة قريش، وكان صلى الله عليه وسلم يشارك في بعض هذه الأعمال العسكرية، ومن الغزوات التي شارك فيها غزوة الأبواء (ودان)، وفيها خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم بنفسه مع سبعين من المهاجرين في شهر صفر لاعتراض قافلة لقريش، لكنه لم يلتقِ بها فعقد معاهدة مع بني ضمرة أمَّنَهُم على أنفسهم، ووعدوه ألا يحاربوه ولا يعينوا عليه أعداءه، وأن يقفوا إلى جانبه إذا دعاهم لذلك، وهكذا كان صلى الله عليه وسلم لا يترك صغيرة أو كبيرة يؤمِّن بها دولته، ويقوِّي علاقتها بجيرانها إلا فعلها.
غزوة بواط:
وفيها خرج النبي صلى الله عليه وسلم في شهر ربيع الأول من السنة الثانية، ومعه مائتان من الصحابة؛ لاعتراض قافلة لقريش يقودها أمية بن خلف لكنه لم يلحق بها.
غزوة بدر الأولى:
وسببها أن رجلا اسمه كرز بن جابر الفهري اعتدى هو وبعض المشركين على مراعي المدينة ومواشيها، فطارده الرسول صلى الله عليه وسلم وبعض المسلمين ولكنه فرَّ هاربًا، وقد وقعت هذه الغزوة قريبًا من بئر بدر ولذلك سميت بدر الأولى.
غزوة العُشَيرة:
وقد حاول فيها الرسول صلى الله عليه وسلم ومن معه اعتراض قافلة لقريش ذاهبة من مكة إلى الشام، ولكنه لم يدركها، فعقد رسول الله صلى الله عليه وسلم معاهدة مع بني مدلج حلفاء بني ضمرة.
سرية نخلة:
خرج فيها عبد الله بن جحش الأسدي مع ثمانية مهاجرين، وأمرهم الرسول صلى الله عليه وسلم أن يعسكروا بين مكة والطائف في مكان يسمى نخلة فمرت قافلة لقريش في آخر يوم من شهر الله الحرام رجب، فهاجمها عبد الله
ومن معه، فقتل من المشركين عمرو بن الحضرمي، وأسروا عثمان بن عبدالله بن المغيرة، والحكم بن كيسان، وفر نوفل بن عبد الله.
وعادت السرية إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأنكر عليهم القتال في شهر الله الحرام، واشتد غضب المشركين، وقالوا: إن محمدًا قد أحل القتال في الأشهر الحرم، فاشتد ذلك على المسلمين؛ فأنزل الله -عز وجل- قوله: {يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل قتال فيه كبير وصد عن سبيل الله وكفر به والمسجد الحرام وإخراج أهله منه أكبر عند الله والفتنة أكبر من القتل} [_البقرة: 217].
فهؤلاء المشركون الذين ينكرون على المسلمين القتال في الأشهر الحرم، قد فعلوا أكبر من ذلك، حين أشركوا بالله، وأخرجوا المؤمنين من ديارهم، وحرموهم من أموالهم وأولادهم وهذا أكبر عند الله -عز وجل- في الإثم والعقوبة.
محمد رافع 52 19-11-2012, 01:26 AM تحويل القبلة
كان المسلمون بعد هجرتهم إلى المدينة، يتوجهون في صلاتهم نحو بيت المقدس في فلسطين، وظلوا على ذلك ستة عشر شهرًا أو سبعة عشر شهرًا، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينظر إلى السماء داعيًا الله -تعالى- أن تكون قبلة المسلمين تجاه الكعبة، فاستجاب الله دعاء نبيه، وأنزل القرآن الكريم آمرًا المسلمين بالتوجه إلى المسجد الحرام بمكة في صلاتهم، قال تعالى: {قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام وحينما كنتم فولوا وجوهكم شطره} [البقرة: 144] وكان بعض المسلمين قد ماتوا قبل تحويل القبلة، فقال رجال من المسلمين: وددنا لو علمنا من مات منا قبل أن نصرف إلى القبلة (أي: المسجد الحرام) وكيف بصلاتنا نحو بيت المقدس؟ فأنزل الله: {وما كان الله ليضيع إيمانكم إن الله بالناس لرءوف رحيم} [_البقرة: 143].
وقد شنَّ اليهود حربًا من الجدل على المسلمين إثر تحويل القبلة، إذ قالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم: يا محمد، ما ولاك عن قبلتك التي كنت عليها، وأنت تزعم أنك على ملة إبراهيم ودينه؟ ارجع إلى قبلتك التي كنت عليها نتبعك ونصدقك، فنزل قول الله تعالى: {سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها قل لله المشرق والمغرب يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم} [البقرة: 142].
وقال تعالى: {ولله المشرق والمغرب فأينما تولوا وجوهكم فثم وجه الله إن الله واسع عليم} [_البقرة: 115].
وقال تعالى: {ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين} [البقرة: 177].
فالله سبحانه رب الأمكنة والأزمنة جميعًا، ولقد كانت عودة المسلمين إلى الكعبة رجوعًا إلى الأصل الذي بناه أبو الأنبياء إبراهيم -عليه السلام- فتوجه المسلمون بعد ذلك إلى مكة كل يوم في صلاتهم خمس مرات، وكان تحويل القبلة في العام الثاني من الهجرة، وفي ذلك العام فرض الله الصوم والزكاة.
محمد رافع 52 19-11-2012, 01:27 AM بعث الرجيع
جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم أناس من المشركين من قبيلتي عضل والقارة وطلبوا منه أن يرسل معهم من يعلمهم الدين ويقرئهم القرآن، فاستجاب لهم النبي صلى الله عليه وسلم، وأرسل معهم عشرة من أصحابه بقيادة عاصم بن ثابت -رضي الله عنه- لعل الله أن يهديهم، وعندما اقترب عاصم وأصحابه من قبيلة هذيل، هجم عليهم هؤلاء المشركون المخادعون، فاستشهد سبعة من المسلمين، ووقع ثلاثة في الأسر، وهم: خبيب بن عدي، وزيد بن الدثنة
وعبد الله بن طارق -رضي الله عنهم- وأخذهم نفر من قبيلة هذيل، ليبيعوهم في مكة، فأفلت عبد الله بن طارق من قيوده، فلحق به الكفار وقتلوه، وباعوا زيدًا لصفوان بن أمية ليقتله ثأرًا لأبيه أمية بن خلف، واجتمع كفار مكة ليشهدوا قتل زيد، فاقترب أبو سفيان منه، وقال له: أنشدك الله يا زيد، أتحب أن محمدًا الآن عندنا مكانك نضرب عنقه، وأنك في أهلك؟ فأجابه زيد قائلاً: والله ما أحب أن محمدًا صلى الله عليه وسلم الآن في مكانه الذي هو فيه، تصيبه شوكة
تؤذيه، وأني جالس في أهلي، فقال أبو سفيان: ما رأيتُ من الناس أحدًا يحب أحدًا كحب أصحاب محمدٍ محمدًا، ثم قُتل زيد.
أما خبيب فقد اشتراه عقبة بن الحارث ليقتله؛ لأنه قتل أباه الحارث بن عامر
يوم بدر، وخرج به المشركون في مكان واسع، وصنعوا له صليبًا من خشب ليصلبوه عليه، فقال لهم خبيب: إن رأيتم أن تدعوني حتى أركع ركعتين فافعلوا وبعد أن صلى آخر ركعتين في حياته قال لهم: أما والله لولا أن تظنوا أني إنما طولت جزعًا من القتل لاستكثرت من الصلاة، فكان خبيب أول من سن ركعتين عند القتل، وعندما ربطوه في الخشبة توجه إلى الله تعالى، وقال: اللهم أحصهم عددًا، واقتلهم بددًا، ولا تغادر منهم أحدًا.
وأما عاصم بن ثابت، فقد رفض أن يستسلم للمشركين، وقاتلهم حتى قتل فأرادوا أن يأخذوا رأسه ليبيعوها لسلافة بنت سعد، وكانت قد نذرت حين أصاب ابنيها يوم أحد لئن قدرت على رأس عاصم لتشربن فيها الخمر، لكن النحل تجمع حول جسد عاصم فلم يقدروا على قطع رأسه، فقالوا: دعوه حتى يمسي فيذهب عنه الدبر (النحل) فنأخذه، فبعث الله سيلا في الوادي، فاحتمل عاصمًا، فذهب به، وكان عاصم قد أعطى الله عهدًا ألا يمسه مشرك ولا يمس مشركًا أبدًا، فحفظه الله بعد موته، ولم يسمح للمشركين بمسه.
محمد رافع 52 19-11-2012, 01:27 AM يوم بئر معونة
رغم ما حدث للعشرة الذين قتلوا في بعث الرجيع، ما زال المسلمون يقدمون أرواحهم في سبيل نشر الدين، فقد باعوا أنفسهم لله تعالى، واشتروا بها
الجنة، فقد قدم عامر بن مالك على رسول الله صلى الله عليه وسلم
المدينة، فعرض عليه الإسلام، فلم يسلم ولم يرفض، وقال للرسول صلى الله عليه وسلم: لو بعثت رجالا من أصحابك إلى أهل نجد، فدعوهم إلى أمرك رجوت أن يستجيبوا لك، فقال صلى الله عليه وسلم: إني أخشى عليهم أهل نجد، فقال عامر: أنا لهم جار (أي: سوف أحميهم).
فبعث معه رسول الله صلى الله عليه وسلم سبعين رجلا من صحابته ليدعوا قبائل نجد إلى الإسلام، فسار الصحابة في الصحراء، وكانوا يجمعون الحطب نهارًا ويبيعونه حتى يكسبوا معاشهم، وينامون بعض الليل، ثم يستيقظون لعبادة الله بقية ليلهم، وظلوا هكذا حتى وصلوا إلى بئر معونة، وهناك أرسلوا أحدهم، ويدعى حرام بن ملحان -رضي الله عنه- برسالة من الرسول صلى الله عليه وسلم يدعو فيها عامر بن الطفيل إلى الإسلام.
ولكن هذا المشرك طعن حرام بن ملحان بكل غدر وحمق وجهالة، فصاح ذلك الصحابي -والدم يسيل من جسده الطاهر- قائلا: فزت ورب الكعبة، ولم يكتفِ عامر بن الطفيل بما فعله، وإنما جمع أعوانه من الكفار، وأحاطوا بالمسلمين وهم في رحالهم، وقتلوهم جميعًا إلا كعب بن زيد الذي عاش حتى قتل يوم الخندق شهيدًا، وكان في سرح الدعاة اثنان لم يشهدا الموقعة الغادرة، أحدهما
عمرو بن أمية الضمري ولم يعرف النبأ إلا فيما بعد، ورجل من الأنصار، فأقبلا يدافعان عن إخوانهما، فقتل الأنصاري، وأسر عمرو بن أمية، ولكن عامر بن الطفيل أطلق سراحه، فرجع إلى المدينة.
وفي الطريق لقى رجلين ظنهما من بني عامر فقتلهما، ثم تبين لما وصل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أنهما من بني كلاب، وأن النبي صلى الله عليه وسلم قد أجارهما، فالتزم الرسول صلى الله عليه وسلم بدفع ديتهما، حزن الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته حزنًا شديدًا على هؤلاء الصحابة، وظل الرسول صلى الله عليه وسلم شهرًا يقنت في صلاة الصبح ويدعو على قبائل سليم، مؤجلا الرد عليهم حتى يتخلص من أعداء المسلمين في المدينة؛ لأن خطرهم أشد، ألا وهم يهود بني النضير.
محمد رافع 52 19-11-2012, 01:28 AM غزوة بني النضير
كان بين يهود بني النضير ورسول الله صلى الله عليه وسلم عهد وجوار، فذهب إليهم الرسول صلى الله عليه وسلم؛ ليعينوه في دية الرجلين اللذين قتلهما عمرو بن أمية عند رجوعه من بئر معونة، فقالوا له: نعم يا أبا القاسم، نعينك على ما أحببت.
ثم خلا بعضهم إلى بعض، فتشاوروا على الغدر برسول الله صلى الله عليه وسلم فقد كان وجوده صلى الله عليه وسلم بينهم في ذلك الوقت فرصة قد لا
تتكرر، فاتفقوا أن يصعد عمرو بن جحاش فوق بيت من بيوتهم ثم يلقي صخرة على الرسول صلى الله عليه وسلم الذي كان يجلس إلى جدار بيت من بيوتهم ومعه أبو بكر وعمر وعلى وطائفة من أصحابه، ولكن الله تعالى أخبر نبيه بما دبره اليهود.
وإذا برسول الله صلى الله عليه وسلم ينصرف مسرعًا من جوار الجدار ويعود إلى المدينة، والصحابة يتبعونه، وهم متعجبون لما حدث، ولا يعرفون سبب عودته بهذه السرعة، فأخبرهم الرسول صلى الله عليه وسلم أن اليهود أرادوا أن يغدروا به، وأن الله تعالى أخبره بذلك.
وهكذا نقض اليهود عهدهم، وأظهروا ما في نفوسهم من غدر وخيانة، فكان لابد من طردهم من المدينة، فأرسل الرسول صلى الله عليه وسلم
محمد بن مسلمة إليهم يأمرهم بالخروج من المدينة، وحدد لهم عشرة أيام يخرجون خلالها، ومن وجد في المدينة منهم بعدها سوف يقتله المسلمون، وبعد أن هم اليهود أن يخرجوا أرسل إليهم المنافق عبد الله بن أبي بن سلول يشجعهم على العصيان، ويعدهم بانضمام ألفين من جنوده إليهم ليدافعوا عنهم.
وإذا بهم يدخلون حصونهم، ويقولون لرسول الله صلى الله عليه وسلم: يا محمد افعل ما بدا لك، فحاصرهم الرسول صلى الله عليه وسلم ست ليالٍ، وأمر بحرق زروعهم ونخلهم حتى يرعبهم، فقذف الله في قلوبهم الرعب، ولم يجدوا وفاء من المنافقين، فاضطروا إلى الاستسلام، فصالحوا رسول الله صلى الله عليه وسلم على أن يخرجوا من المدينة، ويأخذوا معهم ما حملته الإبل ما عدا السلاح.
وهدم اليهود بيوتهم بأيديهم، وأخرجوا نساءهم وأبناءهم، وحملوا ما قدروا على حمله من متاعهم فوق الإبل، وهذا جزاء الخائن للعهد الذي يفكر في
الغدر، فخرج بعضهم إلى خيبر، وبعضهم إلى الشام، وأسلم منهم
يامين بن عمرو، وأبو سعد بن وهب، فترك الرسول صلى الله عليه وسلم لهما أموالهما.
محمد رافع 52 19-11-2012, 01:29 AM غزوة بدر الثانية
حزن المسلمون على قتلاهم في غزوة أُحُد حزنًا شديدًا، وتمنوا أن يحدث بينهم وبين كفار قريش لقاء قريب يثأرون فيه لشهدائهم، وكان أبو سفيان قد واعد المسلمين على الحرب عند بدر في العام المقبل، فاستعد المسلمون لهذا اللقاء استعدادًا جيدًا، وخرج المسلمون مع الرسول صلى الله عليه وسلم في الموعد المحدد إلى ماء بدر، بعد أن أدبوا اليهود والأعراب، وأقاموا هناك ينتظرون جيش المشركين.
وخرج أبو سفيان يقود جيش المشركين، ولكنه خاف من مواجهة المسلمين فعاد بجيشه إلى مكة بحجة أن هذا العام لا مطر فيه، وقد أجدبت الأرض، والوقت غير مناسب للحرب، أما المسلمون فظلوا هناك ثمانية أيام، عادوا بعدها إلى المدينة وقد سمعت القبائل بما حدث من انسحاب المشركين.
غزوة دومة الجندل
جاءت أخبار إلى الرسول صلى الله عليه وسلم أن القبائل العربية التي تقيم حول دومة الجندل تقطع طريق المارين عليها، وتنهب أموالهم، وأنهم قد احتشدوا لمهاجمة المدينة، فخرج الرسول صلى الله عليه وسلم في ألف من المسلمين إلى دومة الجندل ، وكان يسير بالجيش ليلا فقط حتى يفاجئ أعداءه، ووصل الرسول صلى الله عليه وسلم إلى مكان الأعداء فجأة، ففرت الجيوش من أمامه، وغنم المسلمون كل ما تركه الأعداء خلفهم، وفر كذلك أهل دومة الجندل ، فأقام الرسول صلى الله عليه وسلم هناك أيامًا يرسل السرايا في كل ناحية، فلم يثبت أمام المسلمين أحد، وبعدها عاد المسلمون إلى المدينة.
محمد رافع 52 19-11-2012, 01:29 AM غزوة بني المصطلق
كانت العيون تأتي بالأخبار للمسلمين عن العرب جميعًا، يراقبونهم حتى لا يفاجئوهم بحرب أو خيانة، وعلم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن زعيم بني المصطلق -وهم من اليهود- يجهز قومه للهجوم على المدينة، ولما تأكد رسول الله صلى الله عليه وسلم من هذه الأنباء جهز جيشه، وغزا بني المصطلق، واتخذهم أسارى وسبايا، وكان في السبي جويرية بنت الحارث -بنت سيد بني المصطلق- فأعتقها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتزوجها، ولما انتشر الخبر بين
الناس، قالوا: أصهار رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأعتقوا مائة أهل بيت من بني المصطلق إكرامًا لمصاهرة الرسول صلى الله عليه وسلم لهم، فكانت أكبر نعمة عليهم إلى جانب نعمة مصاهرة الرسول صلى الله عليه وسلم لهم.
المنافقون في هذه الغزوة:
ظهرت طبيعة المنافقين في هذه الغزوة، فبينما المسلمون يسقون من بئر تزاحم على الماء جهجاه بن مسعود -غلام عمر بن الخطاب- مع رجل من الأنصار اسمه سنان بن وبرة حليف الخزرج، وتضاربا، وكاد الخلاف يتحول إلى معركة فقد اختلف المهاجرون والأنصار، فهدأهم الرسول صلى الله عليه وسلم فأطاعوه، وانتهى الخلاف، ولكن المنافق عبد الله بن أُبي اتخذ هذه الواقعة فرصة لتقوية الخلاف بين المهاجرين والأنصار، فقال: أو قد فعلوها؟ قد نافرونا وكاثرونا في بلادنا، والله ما مثلنا ومثل محمد إلا كما قال القائل: سَمِّن كلبك يأكلك، أما والله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل.
وأراد ابن سلول طرد الرسول صلى الله عليه وسلم والمسلمين من المدينة، وأخذ يحرِّض الناس على المهاجرين، ويأمرهم بعدم التعاون معهم أو الإحسان إليهم حتى يتركوا المدينة ويرحلوا عنها، وسمع زيد بن أرقم كلام عبد الله، وكان زيد غلامًا صغيرًا، فأسرع إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، وأخبره بما قاله
عبدالله بن أُبي، فغضب عمر -رضي الله عنه- وطلب من الرسول صلى الله عليه وسلم أن يقتل هذا المنافق، لكن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (كيف يا عمر إذا تحدث الناس إن محمدًا يقتل أصحابه) _[ابن سعد].
وعندما علم أسيد بن حضير بما قاله عبد الله بن أبي قال للنبي صلى الله عليه وسلم: فأنت يا رسول الله تخرجه منها إن شئت، هو -والله- الذليل وأنت العزيز، ثم قال : يا رسول الله، ارفق به، فوالله لقد جاءنا الله بك، وإن قومه لينظمون -يعدون- له الخرز (فصوصًا من الجواهر) ليتوجوه، فإنه يرى أنك قد سلبته ملكه.
وعلم عبد الله بن أبي أن زيدًا أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم بما قاله، فأسرع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يحلف له كذبًا أنه ما قال شيئًا، ودافع بعض الحاضرين عنه، فقالوا: عسى أن يكون الغلام أوهم في حديثه، ولم يحفظ ما قال الرجل، وإذا بالقرآن ينزل فيفضح المنافق عبد الله بن أُبي ويصدق زيد بن أرقم قال تعالى: {هم الذين يقولون لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا ولله خزائن السموات والأرض ولكن المنافقين لا يفقهون . يقولون لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون} [المنافقون: 7-8].
وكان للمنافق عبد الله بن أبي ابن مؤمن مخلص في إيمانه اسمه عبد الله أيضًا، فلما علم بذلك تبرأ من أبيه، ووقف على أبواب المدينة يرفع سيفه، ويمنع أباه من دخولها، ويقول لأبيه: إن رسول الله هو العزيز وأنت الذليل، ولن تدخل حتى يأذن في دخولك، ولكن النبي صلى الله عليه وسلم أذن له ورفض أن يقتل
عبد الله والده، وقال له النبي صلى الله عليه وسلم: (بل نترفق به ونحسن صحبته ما بقي معنا).
حادثة الإفك:
بعد غزوة بني المصطلق، وفي طريق العودة، استراح الجيش بعض الوقت، وبعد فترة استعدوا للرحيل، وبدأ الرجال يرحلون، وذهب بعض المسلمين إلى هودج السيدة عائشة زوج الرسول صلى الله عليه وسلم، وهو خباء يوضع على البعير فحملوه على بعيرها، وهم يظنون أنها بداخله، ولكنه كان خاليًا، فقد ذهبت السيدة عائشة -رضي الله عنهما- تبحث عن عقد فقدته، فلما رجعت وجدت المكان خاليا وقد رحل القوم، فجلست وحدها تنتظر، وكان في مؤخرة الجيش الصحابي صفوان بن المعطل -رضي الله عنه- وكان يتأخر ليجمع ما يقع من الجنود، فلما مر بالمكان وجد السيدة عائشة جالسة فقال: إنا لله وإنا إليه راجعون .. ثم أناخ الجمل، وأدار ظهره حتى ركبت السيدة عائشة، وانطلق يقود الجمل حتى لحق بالمسلمين.
ووجد المنافقون فرصتهم الكبيرة في التشنيع على أم المؤمنين والنيل من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأشاعوا أن صفوان بن المعطل اعتدى على السيدة عائشة واتهموهما بالفاحشة، وهكذا روَّج المنافق عبدالله بن أُبي وآخرون معه هذا الكلام البذيء، حتى صدقه بعض الناس، وأراد الله تعالى أن يختبر المؤمنين، وأن يعلمهم درسًا عمليًّا في عدم تصديق الشائعات.
فلم ينزل الوحي بهذا الشأن شهرًا كاملا، وظل خلاله الرسول صلى الله عليه وسلم حزينًا، وأبو بكر لا يدري ما يصنع، أما السيدة عائشة فقد عادت مريضة من الغزوة، ولزمت الفراش، ولم تعلم بما يقوله الناس، فلما علمت ظلت تبكي ليل نهار، وعندما اشتد بها المرض استأذنت من الرسول صلى الله عليه وسلم وذهبت إلى بيت أبيها فجاءها الرسول صلى الله عليه وسلم يطلب منها أن تستغفر الله إن كانت فعلت ذنبًا، وإن كانت بريئة فسوف يبرئها الله، فسكتت السيدة عائشة عن البكاء، وقالت: لو قلت لكم إني مذنبة صدقتموني، وإن قلت لكم بريئة لم تصدقوا، والله يعلم أني بريئة، ولا أقول سوى ما قال أبو يوسف: {فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون} [يوسف: 18].
ونزل الوحي يبين أن السيدة عائشة -رضي الله عنها- بريئة من هذه التهمة، قال تعالى: {إن الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم لا تحسبوه شرًا لكم بل هو خير لكم لكل امرئ منهم ما اكتسب من الإثم والذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم . لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرًا وقالوا هذا إفك مبين . لولا جاءوا عليه بأربعة شهداء فإذ لم يأتوا بالشهداء فأولئك عند الله هم الكاذبون . ولولا فضل الله عليكم ورحمته في الدنيا والآخرة لمسكم في ما أفضتم فيه عذاب عظيم . إذ تلقونه بألسنتكم وتقولون بأفواهكم ما ليس لكم به علم وتحسبونه هينًا وهو عند الله عظيم . ولولا إذ سمعتموه قلتم ما يكون لنا أن نتكلم بهذا سبحانك هذا بهتان عظيم . يعظكم الله أن تعودوا لمثله أبدًا إن كنتم
مؤمنين . ويبين الله لكم الآيات والله عليم حكيم . إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون . ولولا فضل الله عليكم ورحمته وإن الله رءوف رحيم}
[النور: 11-20].
وعادت الفرحة إلى الرسول صلى الله عليه وسلم والمسلمين جميعًا، وعاقب الرسول صلى الله عليه وسلم الذين اتهموا السيدة عائشة بالفاحشة، وكانوا يروجون هذا الكلام الكاذب، فأقام عليهم حد القذف ثمانين جلدة، وكان منهم مسطح بن أثاثة ابن خالة أبي بكر، وكان أبو بكر ينفق عليه لفقره وحاجته فأقسم ألا يعطيه درهمًا واحدًا بعد ما قاله في حق ابنته، ولكن الله -تعالى- أراد أن يستمر عطاء أبي بكر، وإحسانه إلى مسطح، فكفَّر أبو بكر عن يمينه، وأعطى ابن خالته ما كان يعطيه.
محمد رافع 52 19-11-2012, 01:29 AM غزوة ذات الرقاع
ما زال الكفار يهددون المسلمين، ويشكلون خطرًا عليهم، فهذه قبائل غطفان تتجمع للهجوم على المدينة، فكان لابد من الخروج إليهم وردعهم قبل أن يهاجموا المسلمين.
فخرج المسلمون في شهر ربيع الأول من العام السابع من الهجرة، وهم لا يبالون بالتعب، يتبادل كل ستة منهم ركوب بعير واحد، ويسيرون في الجبال، وفوق الصخور، حتى أصيبت أقدامهم وسقطت أظافرهم، فأخذوا يلفون أرجلهم بالخرق والرقاع (القماش القديم)، فسميت هذه الغزوة باسم ذات الرقاع، وتسمى أيضًا بغزة نجد.
فلما علمت قبائل غطفان بقدوم المسلمين هربت، فلم يقع قتال، وعاد المسلمون منتصرين. وفي طريق العودة اشتد الحر عليهم، وجاء وقت القيلولة فنزلوا في وادْ كثير الأشجار، وتفرق المسلمون يستظلون فيه.
وقد نام الرسول ( تحت شجرة وعلق سيفه بها، فإذا بأعرابي كافر يأتي فيأخذ السيف، فشعر به الرسول، واستيقظ من نومه، فقال الأعرابي: من يمنعك مني؟ فقال رسول الله (: "الله". وإذا بالأعرابي يرتعد ويسقط السيف من يده، فأخذه النبي ( ثم عفا عن الأعرابي وتركه. [متفق عليه].
محمد رافع 52 19-11-2012, 01:30 AM عمرة القضاء
في العام السابع الهجري، أصبح للمسلمين الحق في دخول مكة للعمرة حسب اتفاقهم مع قريش في العام السابق، فخرج رسول الله ( ومعه ألفان من المسلمين ودخلوا مكة حاملين سيوفهم، وأخذوا يطوفون حول الكعبة في عزٍّ وقوة، حتى قال أهل مكة من الكفار، وهم ينظرون في دهشة إلى المسلمين وقوتهم: هؤلاء هم الذين قلتم: إن حُمَّى المدينة أضعفتهم! [أحمد]
وقضى المسلمون عمرتهم ثم خرجوا من مكة بعد ثلاثة أيام احترامًا للاتفاق الذي عقدوه في صلح الحديبية مع كفار قريش، وسميت هذه العمرة بعمرة القضاء؛ لأن المشركين صدوا رسول الله ( عام الحديبية عن البيت الحرام، فكان مجيئه في العام التالي لقضاء ما فاته.
وبينما الرسول ( وحوله أصحابه عائدون،إذا بفتاة تخرج من مكة، تجري خلفهم وتنادي رسول الله ( قائلة: يا عم. يا عم.
إنها ابنة حمزة سيد الشهداء الذي استشهد في أحد، فأخذها علي بن أبي طالب، وسلمها إلى السيدة فاطمة زوجته، وإذا بزيد بن حارثة وجعفر يتنافسان على أيهما أحق بكفالتها.
فقال جعفر: ابنة عمي وخالتها زوجتي. وقال علي: أنا أخذتها وهي بنت عمي.
وقال زيد: ابنة أخي؛ لأن النبي ( قد آخى بين زيد وحمزة. فحكم النبي ( بأن تكون مع جعفر وزوجته. وقال: "الخالة بمنزلة الأم" [البخاري].
وفي هذه العمرة تزوج الرسول ( من السيدة ميمونة بنت الحارث الهلالية
-رضي الله عنه-.
إسلام عمرو بن العاص:
أمام انتصارات الإسلام المتتالية، وازدياد قوة المسلمين يومًا بعد يوم، وقف عمرو بن العاص مع نفسه، فهداه تفكيره إلى أن يرحل إلى الحبشة ويراقب من هناك صراع الإسلام مع المشركين من قريش، فإذا انتصر المسلمون كان آمنًا، وإذا انتصر الكفار عاد إليهم.
وبينما عمرو بن العاص يستعد للدخول إلى النجاشي ملك الحبشة إذا به يرى عمرو بن أمية الضمري -رضي الله عنه- خارجًا من عنده، فلما دخل عمرو على النجاشي قال له: أيها الملك إن قد رأيت رجلاً يخرج من عندك وهو رسول رجل عدو لنا فأعطنيه لأقتله فإنه قد أصاب من أشرافنا وخيارنا.
فغضب النجاشي، ولطم أنفه بضربة شديدة، حتى ظن عمرو أن أنف النجاشي قد كسرت، وارتعد عمرو من الخوف، لكنه تماسك وقال للنجاشي: أيها الملك! والله، لو ظننت أنك تكره هذا ما سألتكه. قال: أتسألني أن أعطيك رسول رجل يأتيه الناموس الأكبر الذي كان يأتي موسى فتقتله؟ فقال عمرو: أيها الملك، أكذاك هو؟ فقال النجاشي: ويحك يا عمرو! أطعني واتبعه فإنه والله لعلى الحق، وليظهرن على من خالفه كما ظهر موسى بن عمران على فرعون وجنوده.
فقال عمرو: أفتبايعني له على الإسلام؟ قال: نعم.
فبسط عمرو يده، فبايعه على الإسلام. فلما قدم عمرو المدينة ذهب إلى رسول الله ( ليبايعه وقال لرسول الله (: يا رسول الله إني أبايعك على أن تغفر لي ما تقدم من ذنبي ولا أذكر ما تأخر. فقال رسول الله (: "يا عمرو بايع، فإن الإسلام يجُبُّ (يهدم) ما كان قبله، وإن الهجرة تَجُبُّ ما كان قبلها"[ابن إسحاق] فأسلم عمرو، وكان إسلامه في العام الثامن الهجري.
إسلام خالد بن الوليد:
وقف خالد بن الوليد بعد صلح الحديبية حائرًا، فقد فَطن إلى أن النصر سيكون للمسلمين على قريش، وبدأ يفكر في مكان يذهب إليه.
وعندما وصل المسلمون مكة في عمرة القضاء، ومعهم الوليد بن الوليد أخو خالد، ظل الوليد يبحث عن أخيه خالد، فلما لم يجده ترك له رسالة، قال فيها: بسم الله الرحمن الرحيم. أما بعد، فإني لم أر أعجب من ذهاب رأيك عن الإسلام، وعقلك عقلك! ومثلُ الإسلام جهله أحد؟! وقد سألني رسول الله ( عنك فقال: "أين خالد؟" فقلت: يأتي الله به. فقال: "مثله جهل الإسلام! ولو كان جعل نكايته وجدَّه مع المسلمين على المشركين، لكان خيرًا له، ولقدَّمناه على غيره". فاستدرك يا أخي ما فاتك من مواطن صالحة. قرأ خالد هذه الكلمات الصادقة، فانشرح صدره للإسلام وتوجه إلى رسول الله (.
وفي الطريق، التقى بعمرو بن العاص، وعثمان بن طلحة فتوجهوا معًا إلى المدينة وقد جمع الإسلام بين قلوبهم، فلما رآهم الرسول ( أشرق وجهه بابتسامة عذبة، وبايعهم على الإسلام.
محمد رافع 52 19-11-2012, 01:31 AM غزوة مؤتة
في العام الثامن الهجري، أرسل رسول الله ( الحارث بن عمير الأزدي
-رضي الله عنه- إلى أمير بُصرى؛ ليدعوه وقومه إلى الإسلام، فطغى أمير بصرى وأتباعه، وقتلوا هذا الصحابي الجليل، فغضب رسول الله ( والمسلمون من هذا الغدر وهذه الخيانة، وجهز جيشًا من ثلاثة آلاف جندي؛ لتأديب هؤلاء القوم، وجعل رسول الله ( زيد بن حارثة قائدًا على الجيش، فإن قتل فجعفر بن أبي طالب، فإن قتل فعبد الله بن رواحة. [البخاري]
وانطلق الجيش حتى بلغ الشام، وفوجئ المسلمون بأن جيش الروم يبلغ مائتي ألف مقاتل، فكيف يواجهونه بثلاثة آلاف مقاتل لا غير؟
وقف عبد الله بن رواحة الأسد، يشجع الناس ويقول لهم: يا قوم والله إن التي تكرهون للتي خرجتم تطلبون.. الشهادة، وما نقاتل الناس بعدد ولا قوة ولا كثرة، وما نقاتلهم إلا بهذا الدين الذي أكرمنا الله به. فانطلقوا فإنما هي إحدى الحسنيين: إما ظهور (نصر) وإما شهادة.
فقال الناس: قد والله صدق ابن رواحة. فمضى الناس، وقد امتلأت قلوبهم ثقة بالله -سبحانه-.
ورغم هذا الفارق الكبير في العدد، حيث إنَّ كل مسلم منهم يواجه وحده حوالي سبعين مشركاً، فقد دخلوا في معركة حامية وهم مشتاقون إلى الشهادة، والموت في سبيل الله.
والتقى الجيشان، وقاد زيد بن حارثة جيش المسلمين، وهو يحمل راية رسول الله ( حتى استشهد -رضي الله عنه-، فأخذ الراية جعفر بن أبي طالب، واشتدت المعركة، فنزل جعفر عن فرسه وعقرها (قطع أرجلها) حتى لا يأخذها أحد الكفار فيحارب عليها المسلمين، وحمل جعفر الراية بيمينه فقطعت، فأخذها بشماله فقطعت، فاحتضنها بعضديه حتى استشهد -رضي الله عنه-، فحمل الراية عبد الله بن رواحة، ووجد في نفسه بعض التردد، فحث نفسه على الجهاد بقوله:
أقسمت يا نفسُ لتنزلنه لتنزلن أو لتكرهنه
إن أجلب الناس وشدوا الرنة مالي أراك تكريهن الجنة
وقاتل حتى استشهد في سبيل الله.
عندئذ كان لابد من أن يبحث المسلمون عن قائد يدير المعركة بعد استشهاد القادة الثلاثة، فاتفق الناس على خالد بن الوليد.
فقاد خالد -رضي الله عنه- أولى تجاربه العسكرية التي يخوضها بعد إسلامه. فوجد الفرق كبيرًا بين عدد المشركين وعدد المسلمين، ولابد أمامه من الحيلة حتى لا يفنى المسلمون جميعهم، ويحافظ على جيشه سليمًا، فكان يقاتل الأعداء كأسد جسور، وكلَّما انكسر في يده سيف أخذ سيفًا آخر، حتى انكسرت في يده تسعة أسياف.
وعندما جاء الليل وتوقف القتال، أخذ خالد يعيد ترتيب جيش، فجعل الميمنة ميسرة، والميسرة ميمنة، والمقدمة مؤخرة.
وفي الصباح نظر الروم إلى المسلمين، فوجدوا الوجوه غير وجوه الأمس، فظنوا أن المسلمين قد جاءهم مدد، فخافوا وارتعدوا، وفرُّوا خائفين رغم كثرتهم، فلم يتبعهم المسلمون، لكنهم عادوا إلى المدينة.
فقابلهم الصبية وهم يرمون التراب في وجوههم؛ لأنهم تركوا الميدان ورجعوا، وكان يعيرونهم قائلين: يا فُرَّار، أفررتم في سبيل الله؟
ولكن رسول الله ( كان يعلم المأزق الذي كان فيه جيشه فقال لهم: "ليسوا بالفرار ولكنهم الكرار إن شاء الله" [ابن سعد].
وأطلق على خالد بن الوليد في هذه المعركة سيف الله المسلول، تقديرًا لذكائه وحسن تصرفه الذي أنقذ به المسلمين من الهلاك المحقق.
سرية ذات السلاسل:
رأينا شجاعة خالد بن الوليد وعبقريته في غزوة مؤتة، وها هو ذا عمرو بن العاص يخرج على رأس جيش من المسلمين في جمادى الآخرة من العام الثامن الهجري؛ لتأديب القبائل الموالية للروم قرب بلاد الشام، وهناك بجوار ماء يسمى (السلاسل) أقام المسلمون ينتظرون المدد من رسول الله (، وإذا بجيش كبير يقبل عليهم فيه أبو بكر وعمر ويقوده أبو عبيدة بن الجراح الذي أوصاه رسول الله ( بعدم الخلاف مع عمرو بن العاص.
ولما جاء وقت الصلاة أراد أبو عبيدة أن يؤم الناس فمنعه عمرو، وقال: إنما قدمت على مددًا وأنا الأمير. فأطاع له أبو عبيدة حتى لا يكون سببًا في الفرقة بين المسلمين.
وانطلق المسلمون خلف قائدهم تحت راية الإسلام، يطاردون القبائل التي تشكل تهديدًا للمسلمين، ففروا منهزمين أمامهم. وقد أظهرت هذه المعارك كفاءة عمرو الحربية، وأدخلت الرعب في نفوس الأعداء.
محمد رافع 52 19-11-2012, 01:31 AM فتح مكة
بعد أن تم عقد صلح الحديبية بين المسلمين والمشركين من قريش، دخلت قبيلة خزاعة في حلف المسلمين، ودخل بنو بكر في حلف قريش، وحدث أن اعتدى بنو بكر على خزاعة، وإذا بقريش تساعدهم، وترسل لهم السلاح، وبذلك خانت قريش عهدها مع رسول الله (.
وأقبل عمرو بن سالم الخزاعي يشكو لرسول الله ( الغدر والخيانة، فوعده الرسول ( بالانتصار لهم. وفي مكة ندم الكفار على خيانتهم للعهد، وشعروا بفداحة جُرمهم، وأدركوا أنهم أصبحوا مهددين، فذهب أبو سفيان إلى المدينة ليقابل رسول الله ( ويعتذر ويؤكد المعاهدة بين قريش والمسلمين.
أخذ أبو سفيان يبحث عمن يتوسل به إلى رسول الله (، فذهب إلى ابنته أم حبيبة، زوجة رسول الله (، لتشفع له عند رسول الله (، فلما همَّ بالجلوس، رفعت السيدة أم حبيبة الفراش من أمامه حتى لا يجلس عليه، وقالت له: أنت رجل مشرك نجس، ولا أحب أن تجلس على فراش رسول الله (. [ابن إسحاق]
ثم خرج أبو سفيان فكلَّم رسول الله ( فلم يرد عليه، وذهب إلى أبي بكر ليكلم له رسول الله ( فرفض أبو بكر، فذهب أبو سفيان إلى عمر بن الخطاب فرد عليه عمر ردًّا غليظًا، فلجأ إلى عليّ بن أبي طالب، فنصحه عليٌّ بأن يعود إلى مكة من حيث جاء، فرجع أبو سفيان إلى مكة خائبًا، وظل المشركون ينتظرون قدوم المسلمين إليهم في رعب وخوف وقلق.
وبدأ النبي ( يستعد للسير إلى مكة، ولم يُعلم الناس بمقصده، وقال: "اللهمَّ خذ العيون والأخبار عن قريش حتى نبغتها في بلدها" [ابن إسحاق].
وكان حاطب بن أبي بلتعة قد كتب إلى قريش يخبرهم بقدوم النبي (، وأعطى الكتاب لامرأة لكي تبلغه إلى قريش، فجاء النبي ( خبر من السماء يعلمه بما فعل حاطب.
فأرسل الرسول ( علي بن أبي طالب والزبير بن العوام في طلب المرأة، فلحقا بها، وقالا لها: أخرجي الكتاب. فقالت ما معي كتاب. فقالا لها: لتخرجن الكتاب أو لنلقين الثياب. فأخرجته من شعرها، فأتيا به رسول الله (، فقال: "يا حاطب، ما حملك على هذا؟" فقال: يا رسول الله، أما والله إني لمؤمن بالله ورسوله ما غيرتُ ولا بدلتُ، ولكني كنتُ امرءًا ليس لي في القوم من أهل ولا عشيرة، وكان ليبين أظهرهم ولد وأهل، فصانعتهم عليهم (ليكون لي جميل عندهم).
وأراد عمر بن الخطاب أن يقتل حاطبًا، فقال له رسول الله (: "وما يدريك يا عمر، لعل الله قد اطلع على أصحاب بدر يوم بدر، فقال اعلموا ما شئتم، فقد غفرتُ لكم" [متفق عليه].
وزلت الآيات الأولى من سورة الممتحنة في ذلك، فقال الله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة وقد كفروا بما جاءكم من الحق يخرجون الرسول وإياكم أن تؤمنوا بالله ربكم إن كنتم خرجتم جهادا في سبيلي وابتغاء مرضاتي تسرون إليهم بالمودة وأنا أعلم بما أخفيتم وما أعلنتم ومن يفعله منكم فقد ضل سواء السبيل) [الممتحنة].
وفي العاشر من رمضان في السنة الثامنة للهجرة، خرج الرسول ( ومعه المسلمون يملئون الصحراء، في عشرة آلاف مقاتل متجهين إلى مكة.
ومن مكة، خرج أبو سفيان ومعه بديل بن ورقاء وحكيم بن حزام؛ ليتجسسوا على المسلمين، ولم يكونوا على علم بقدوم الرسول ( إليهم. وفي جوف الليل، رأوا النيران المشتعلة تملأ الصحراء.. يا للعجب! ما كل هذه النيران؟ فقال أحدهم: هذه خزاعة. فقال أبو سفيان: خزاعة أقل وأذل من أن تكون هذه نيرانها وعسكرها.
وسمع العباس عم النبي ( -وكان قد أسلم- صوت أبي سفيان في جوف الليل، فناداه وأخبره أنها نيران المسلمين، ووقف أبو سفيان مندهشًا ينظر إلى جنود المسلمين ويسأل نفسه: ما كل هذه الجنود؟ وكيف تجمعوا حول محمد؟ كيف صار بهذه القوة بعد أن خرج من مكة ضعيفًا لا حول له ولا قوة؟!
وفي انبهار أخذ العباس وأبو سفيان يشاهدان قوة جيش المسلمين، فقال
أبو سفيان للعباس: ما لأحد بهؤلاء قبل ولا طاقة.
وتوجه أبو سفيان مع العباس إلى رسول الله (، فلما رآه الرسول ( قال: "ويحك يا أبا سفيان، ألم يأن لك أن تعلم أنه لا إله إلا الله؟". قال: بأبي أنت وأمي، ما أحلمك وأكرمك وأوصلك! والله لقد ظننتُ أن لو كان مع الله إله غيره لقد أغنى عني شيئًا بعد.
فقال رسول الله (: "ويحك يا أبا سفيان ألم يأن لك أن تعلم أني رسول الله؟" قال: بأبي أنت وأمي ما أحلمك وأكرمك وأوصلك، أما هذه والله فإن في النفس منها حتى الآن شيئًا.
فقال العباس: ويحك، أسلم وأشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله قبل أن تضرب عنقك. فشهد أبو سفيان شهادة الحق وأسلم. [ابن إسحاق].
وعندما دخل الرسول ( والمسلمون مكة أراد أن يكرم أبا سفيان، فقد كان رجلاً يحب الفخر، فقال الرسول (: "من دخل دار أبي سفيان فهو آمن، ومن أغلق بابه فهو آمن، ومن دخل المسجد فهو آمن".
وعفا الرسول ( عن أهل مكة الذي آذوه وطردوه هو أصحابه، وبإسلامه سوف يسلم كثير من أهل مكة دون قتال وإراقة دماء، فانطلق أبو سفيان إلى قومه ونادى فيهم بأعلى صوته: يا معشر قريش، هذا محمد قد جاءكم فيما لا قبل لكم به، فمن دخل دار أبي سفيان فهو آمن، ومن أغلق بابه فهو آمن، ومن دخل المسجد فهو آمن.
وأسرع الناس إلى بيوتهم يختبئون، وامتلأت شوارع مكة بالمسلمين دون قتال سوى اشتباك قليل بين خالد بن الوليد وبعض الكفار في جنوب مكة.
وفي لحظة واحدة تغيَّر الحال، فدخل الرسول ( الكعبة، وظهرها من الأصنام بعد أن كانت من قبل مليئة بها، وهدَّم الرسول والمسلمون ثلاثمائة وستين صنمًا كانت حولها، والرسول ( يقرأ قوله تعالى: (وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقًا) [الإسراء: 81]، (وقل جاء الحق وما يبدئ الباطل وما يعيد) [سبأ: 49].
وانطلق صوت بلال بن رباح يدوي في الآفاق ويؤذن للصلاة فوق البيت العتيق، فاطمأن الناس على أنفسهم وبدأوا يخرجون من بيوتهم، ويقبلون على رسول الله (، فوقف على باب الكعبة، وقال: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، صدق وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده".
ثم قال: "يا معشر قريش، ما ترون أني فاعل بكم؟" قالوا: خيرًا أخ كريم وابن أخ كريم. فنظر إليهم الرسول ( نظرة كلها عفو ورحمة، وقال: "لا أقول لكم إلا كما قال يوسف لإخوته: (لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين). اذهبوا فأنتم الطلقاء". [ابن إسحاق وابن سعد]
وأقام الرسول ( في مكة تسعة عشر يومًا يعلِّم الناس أركان الإسلام، ويرسل القادة والفرسان لهدم أصنام القبائل المجاورة.
محمد رافع 52 19-11-2012, 01:32 AM غزوة حنين
تجمعت قبائل هوازن وثقيف التي تسكن قريبًا من مكة في أعداد كثيرة؛ يريدون قتال المسلمين، وكان قائدهم مالك بن عوف قد أمرهم بحمل أموالهم وأبنائهم ونسائهم معهم كي لا يفروا ويتركوا ساحة المعركة. وأمر مالك جيشه أن يختبئوا على مداخل وادي حنين، فإذا ظهر المسلمون هجموا عليهم مرة واحدة.
وأقبل النبي ( ومعه اثنا عشر ألف مسلم، واغترَّ المسلمون بكثرتهم، فظنوا أنهم لن يُهزموا أبدًا، فأراد الله تعالى أن يعطيهم درسًا عظيمًا، وبين لهم أن الكثرة وحدها لا تحقق النصر، فقد وقعوا في المكيدة التي دبرها لهم مالك بن عوف، وانهال عليهم المشركون بالسهام من كل ناحية، فانهزموا، وفرَّوا، وإذا بالنبي ( يثبت أمام الكفار وينادي المسلمين: "إليَّ يا عباد الله، أنا محمد بن عبد الله، أنا النبي لا كذب، أنا ابن عبد المطلب" [متفق عليه].
وأخذ العباس عم النبي ( ينادي الناس، فتجمع المسلمون حول النبي ( صائحين: لبيك. لبيك. وانهالوا على الكفار يقتلونهم، فقال (: "الآن حمي الوطيس" [مسلم]. ثم أخذ بيده الشريفة حصيات من الارض، فرمى بهن وجوه الكفار ثم قال: "انهزموا ورب الكعبة" [مسلم]. وقذف الله في قلوب المشركين الرعب، فانهزموا، وفر قائدهم مالك بن عوف تاركًا أمواله وأهله، وتوجه هو ورجاله إلى الطائف. وغنم المسلمون أربعة وعشرين ألفا من الغنم، وستة آلاف أسير، وكثيرًا من الفضة.
وانتظر الرسول ( هوازن بضعة عشر يومًا، ربما أتت إليه مسلمة معتذرة فيرد لهم أموالهم، لكنهم لم يأتوا، فوزعها على المسلمين. ثم توجه المسلمون إلى الطائف، للقضاء على ثقيف ومن فرَّ من هوازن، وحاصروا حصونها خمس عشرة ليلة، اكتشفوا خلالها أن المشركين يستطيعون الصمود خلف الحصون عامًا كاملاً بما لديهم من غذاء ومؤنة، فأمر ( المسلمين بالرحيل، ودعا لثقيف قائلاً: "اللهمَّ اهد ثقيفًا وأت بهم مسلمين" [الترمذي].
فاستجاب الله لنبيه ( وجاء وفد ثقيف مسلمًا. وقدم وفد هوازن ممن أسلموا وسألوه أن يرد عليهم أموالهم وسبيهم، فقال (: "اختاروا إحدى الطائفتين: إما السبي وإما المال"، فقالوا: يا رسول الله، خيرتنا بين أحسابنا وأموالنا، فالحسب أحب إلينا، فقال ( للمسلمين: "إن إخوانكم قد جاءوا تائبين، وإني رأيت أن أراد سبيهم، فأذنوا في ذلك فأعيدوا إلى هوازن سبيها" [البخاري].
محمد رافع 52 19-11-2012, 10:57 AM ذكر جمل من فضائل القرآن والتركيب فيه
وفضل طالبه وقارئه ومستمعه والعامل به
أن هذا الباب واسع كبير ، ألف فيه العلماء كتبا كثيرة ، نذكر من ذلك نكتا تدل على فضله ، وما أعد الله لأهله ، إذا أخلصوا الطلب لوجهه ، وعملوا به . فأول ذلك أن يستشعر المؤمن من فضل القرآن أنه كلام رب العالمين ، غير مخلوق ، كلام من ليس كمثله شيء ، وصفة من ليس له شبيه ولا ند ، فهو من نور ذاته جل وعز ، وأن القراءة أصوات القراء ونغماتهم ، وهي أكسابهم التي يؤمرون بها في حال إيجابا في بعض العبادات ، وندبا في كثير من الأوقات ; ويزجرون عنها إذا أجنبوا ، ويثابون عليها ويعاقبون على تركها . وهذا مما أجمع عليه المسلمون أهل الحق ، ونطقت به الآثار ، ودل عليها المستفيض من الأخبار ; ولا يتعلق الثواب والعقاب إلا بما هو من أكساب العباد ، على ما يأتي بيانه . ولولا أنه - سبحانه - جعل في قلوب عباده من القوة على حمله ما جعله ، ليتدبروه وليعتبروا به ، وليتذكروا ما فيه من طاعته وعبادته ، وأداء حقوقه وفرائضه ، لضعفت ولاندكت بثقله ، أو لتضعضعت له وأنى تطيقه ; وهو يقول - تعالى جده - وقوله الحق : لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=3&idto=3&bk_no=48&ID=4#docu)[ الحشر : 21 ] . فأين قوة القلوب من قوة الجبال ! ولكن الله تعالى رزق عباده من القوة على حمله ما شاء أن يرزقهم ; فضلا منه ورحمة .
وأما ما جاء من الآثار في هذا الباب : فأول ذلك : ما خرجه الترمذي عن أبي سعيد قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : يقول الرب تبارك وتعالى من شغله القرآن وذكري عن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين - قال : - وفضل كلام الله على سائر الكلام كفضل الله على خلقه .
قال : هذا حديث حسن غريب . وروى أبو محمد الدارمي السمرقندي في مسنده عن عبد الله قال : السبع الطول مثل التوراة ، والمئون مثل الإنجيل ، والمثاني مثل الزبور ، وسائر القرآن بعد فضل . وأسند عن الحارث عن علي رضي الله عنه وخرجه الترمذي قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : ستكون فتن كقطع الليل المظلم قلت : يا رسول الله وما المخرج منها ؟ قال : كتاب الله تبارك وتعالى فيه نبأ من قبلكم وخبر ما بعدكم وحكم ما بينكم هو الفصل ليس بالهزل من تركه من جبار قصمه الله ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله هو حبل الله المتين ونوره المبين والذكر الحكيم وهو الصراط المستقيم وهو الذي لا تزيغ به الأهواء ولا تلتبس به الألسنة ولا تتشعب معه الآراء ولا يشبع منه العلماء ولا يمله الأتقياء ولا يخلق على كثرة الرد ولا تنقضي عجائبه وهو الذي لم تنته الجن إذ سمعته أن قالوا إنا سمعنا قرآنا عجبا ، من علم علمه سبق ومن قال به صدق ومن حكم به عدل ومن عمل به أجر ومن دعا إليه هدي إلى صراط مستقيم خذها إليك يا أعور . " الحارث " رماه الشعبي بالكذب وليس بشيء ولم يبن من الحارث كذب ، وإنما نقم عليه إفراطه في حب علي وتفضيله له على غيره . ومن هاهنا - والله أعلم - كذبه الشعبي ; لأن الشعبي يذهب إلى تفضيل أبي بكر ، وإلى أنه أول من أسلم . قال أبو عمر بن عبد البر : وأظن الشعبي عوقب لقوله في الحارث الهمداني : حدثني الحارث وكان أحد الكذابين .
وأسند أبو بكر محمد بن القاسم بن بشار بن محمد الأنباري النحوي اللغوي في كتاب " الرد على من خالف مصحف عثمان " عن عبد الله بن مسعود (http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=10)قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : إن هذا القرآن مأدبة الله فتعلموا من مأدبته ما استطعتم إن هذا القرآن حبل الله وهو النور المبين والشفاء النافع عصمة من تمسك به ونجاة من اتبعه لا يعوج فيقوم ولا يزيغ فيستعتب ولا تنقضي عجائبه ولا يخلق عن كثرة الرد فاتلوه فإن الله يأجركم على تلاوته بكل حرف عشر حسنات أما إني لا أقول الم حرف ولا ألفين أحدكم واضعا إحدى رجليه يدع أن يقرأ سورة البقرة فإن الشيطان يفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة وإن أصفر البيوت من الخير البيت الصفر من كتاب الله . وقال أبو عبيد في غريبه عن عبد الله قال : إن هذا القرآن مأدبة الله فمن دخل فيه فهو آمن . قال : وتأويل الحديث أنه مثل ، شبه القرآن بصنيع صنعه الله عز وجل للناس . لهم فيه خير ومنافع ، ثم دعاهم إليه . يقال : مأدبة ومأدبة ; فمن قال : مأدبة ; أراد الصنيع يصنعه الإنسان فيدعو إليه الناس . ومن قال : مأدبة ; فإنه يذهب به إلى الأدب ، يجعله مفعلة من الأدب ، ويحتج بحديثه الآخر : إن هذا القرآن مأدبة الله عز وجل فتعلموا من مأدبته . وكان الأحمر يجعلهما لغتين بمعنى واحد ، ولم أسمع أحدا يقول هذا غيره . قال : والتفسير الأول أعجب إلي .
وروى البخاري (http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=12070)عن عثمان بن عفان عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : خيركم من تعلم القرآن وعلمه . وروى مسلم عن أبي موسى قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن مثل الأترجة ريحها طيب وطعمها طيب ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن مثل التمرة لا ريح لها وطعمها حلو ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن مثل الريحانة ريحها طيب وطعمها مر ومثل المنافق الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة لا ريح لها وطعمها مر . وفي رواية : " مثل الفاجر " بدل المنافق . وقال البخاري (http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=12070): مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن كمثل الأترجة طعمها طيب وريحها طيب ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن كمثل التمرة . . وذكر الحديث .
وذكر أبو بكر الأنباري : وقد أخبرنا أحمد بن يحيى الحلواني حدثنا يحيى بن عبد الحميد حدثنا هشيم ، ح . وأنبأنا إدريس حدثنا خلف حدثنا هشيم عن العوام بن حوشب : أن أبا عبد الرحمن السلمي كان إذا ختم عليه الخاتم القرآن أجلسه بين يديه ووضع يده على رأسه وقال له : يا هذا ، اتق الله ! فما أعرف أحدا خيرا منك إن عملت بالذي علمت . وروى الدارمي عن وهب الذماري قال : من آتاه الله القرآن فقام به آناء الليل وآناء النهار ، وعمل بما فيه ومات على الطاعة ، بعثه الله يوم القيامة مع السفرة ، والأحكام .
قال سعيد : السفرة الملائكة ، والأحكام الأنبياء .
وروى مسلم عن عائشة قالت : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة والذي يقرأ القرآن ويتتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران التتعتع : التردد في الكلام عيا وصعوبة ; وإنما كان له أجران من حيث التلاوة ومن حيث المشقة ; ودرجات الماهر فوق ذلك كله ، لأنه قد كان القرآن متعتعا عليه ، ثم ترقى عن ذلك إلى أن شبه بالملائكة . والله أعلم . وروى الترمذي عن عبد الله بن مسعود (http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=10)قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة والحسنة بعشر أمثالها لا أقول الم حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف . قال : حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه ، وقد روي موقوفا . وروى مسلم عن عقبة بن عامر قال : خرج علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ونحن في الصفة ; فقال : أيكم يحب أن يغدو كل يوم إلى بطحان أو إلى العقيق فيأتي منه بناقتين كوماوين في غير إثم ولا قطع رحم فقلنا : يا رسول الله ، كلنا نحب ذلك ; قال : أفلا يغدو أحدكم إلى المسجد فيعلم أو يقرأ آيتين من كتاب الله عز وجل خير له من ناقتين وثلاث خير له من ثلاث وأربع خير له من أربع ومن أعدادهن من الإبل .
وعن أبي هريرة (http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=3)قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : من نفس عن مسلم كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة ومن ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه ومن سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له طريقا إلى الجنة وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده ومن أبطأ به عمله لم يسرع به نسبه .
وروى أبو داود والنسائي (http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=15397)والدارمي والترمذي (http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=13948)عن عقبة بن عامر قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : الجاهر بالقرآن كالجاهر بالصدقة والمسر بالقرآن كالمسر بالصدقة قال الترمذي : حديث حسن غريب . وروى الترمذي عن أبي هريرة (http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=3)عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : يجيء صاحب القرآن يوم القيامة فيقول رب حلة فيلبس تاج الكرامة ثم يقول يا رب زده فيلبس حلة الكرامة ثم يقول : يا رب ارض عنه فيرضى عنه ، فيقال له : اقرأ وارق ويزاد بكل آية حسنة . قال : حديث صحيح . وروى أبو داود عن عبد الله بن عمرو قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : يقال لصاحب القرآن اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها ، وأخرجه ابن ماجه في سننه عن أبي سعيد الخدري (http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=44)قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : يقال لصاحب القرآن إذا دخل الجنة اقرأ واصعد فيقرأ ويصعد بكل آية درجة حتى يقرأ آخر شيء معه .
وأسند أبو بكر الأنباري عن أبي أمامة الحمصي (http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=481)قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : من أعطي ثلث القرآن فقد أعطي ثلث النبوة ومن أعطي ثلثي القرآن فقد أعطي ثلثي النبوة ومن قرأ القرآن كله فقد أعطي النبوة كلها غير أنه لا يوحى إليه ويقال له يوم القيامة اقرأ وارق فيقرأ آية ويصعد درجة حتى ينجز ما معه من القرآن ثم يقال له اقبض فيقبض ثم يقال له أتدري ما في يديك فإذا في يده اليمنى الخلد وفي اليسرى النعيم .
حدثنا إدريس بن خلف حدثنا إسماعيل بن عياش عن تمام عن الحسن قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : من أخذ ثلث القرآن وعمل به فقد أخذ أمر ثلث النبوة ومن أخذ نصف القرآن وعمل به فقد أخذ أمر نصف النبوة ومن أخذ القرآن كله فقد أخذ النبوة كلها . قال : وحدثنا محمد بن يحيى المروزي أنبأنا محمد وهو ابن سعدان حدثنا الحسين بن محمد عن حفص عن كثير بن زاذان عن عاصم بن ضمرة عن علي رضي الله عنه قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : من قرأ القرآن وتلاه وحفظه أدخله الله الجنة وشفعه في عشرة من أهل بيته كل قد وجبت له النار . وقالت أم الدرداء (http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=12328): دخلت على عائشة رضي الله عنها فقلت لها : ما فضل من قرأ القرآن على من لم يقرأه ممن دخل الجنة ; فقالت عائشة رضي الله عنها : إن عدد آي القرآن على عدد درج الجنة ، فليس أحد دخل الجنة أفضل ممن قرأ القرآن . ذكره أبو محمد مكي . وقال ابن عباس : من قرأ القرآن واتبع ما فيه هداه الله من الضلالة ، ووقاه يوم القيامة سوء الحساب ; وذلك بأن الله تبارك وتعالى يقول : فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=3&idto=3&bk_no=48&ID=4#docu)[ طه : 123 ] . قال ابن عباس : فضمن الله لمن اتبع القرآن ألا يضل في الدنيا ولا يشقى في الآخرة . ذكره مكي أيضا . وقال الليث : يقال ما الرحمة إلى أحد بأسرع منها إلى مستمع القرآن ، لقول الله جل ذكره : وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=3&idto=3&bk_no=48&ID=4#docu)[ الأعراف : 204 ] . و " لعل " من الله واجبة .
وفي مسند أبي داود الطيالسي (http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=14724)- وهو أول مسند ألف في الإسلام - عن عبد الله بن عمرو عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : من قام بعشر آيات لم يكتب من الغافلين ومن قام بمائة آية كتب من القانتين ومن قام بألف آية كتب من المقنطرين . والآثار في معنى هذا الباب كثيرة ، وفيما ذكرنا كفاية ، والله الموفق للهداية .
محمد رافع 52 19-11-2012, 11:07 AM في أقسام المعجزة
إذا ثبت هذا فاعلم أن المعجزات على ضربين : الأول : ما اشتهر نقله وانقرض عصره بموت النبي - صلى الله عليه وسلم - . والثاني : ما تواترت الأخبار بصحته وحصوله ، واستفاضت بثبوته ووجوده ، ووقع لسامعها العلم بذلك ضرورة ; ومن شرطه أن يكون الناقلون له خلقا كثيرا وجما غفيرا ، وأن يكونوا عالمين بما نقلوه علما ضروريا ، وأن يستوي في النقل أولهم وآخرهم ووسطهم في كثرة العدد ، حتى يستحيل عليهم التواطؤ على الكذب ; وهذه صفة نقل القرآن ، ونقل وجود النبي عليه الصلاة والسلام ، لأن الأمة رضي الله عنها لم تزل تنقل القرآن خلفا عن سلف والسلف عن سلفه إلى أن يتصل ذلك بالنبي عليه السلام المعلوم وجوده بالضرورة ، وصدقه بالأدلة المعجزات ; والرسول أخذه عن جبريل عليه السلام عن ربه عز وجل ، فنقل القرآن في الأصل رسولان معصومان من الزيادة والنقصان ، ونقله إلينا بعدهم أهل التواتر الذين لا يجوز عليهم الكذب فيما ينقلونه ويسمعونه ، لكثرة العدد ، ولذلك وقع لنا العلم الضروري بصدقهم فيما نقلوه من وجود محمد - صلى الله عليه وسلم - ، ومن ظهور القرآن على يديه وتحديه به . ونظير ذلك من علم الدنيا علم الإنسان بما نقل إليه من وجود البلدان ، كالبصرة والشام والعراق وخراسان والمدينة ومكة ، وأشباه ذلك من الأخبار الكثيرة الظاهرة المتواترة ; فالقرآن معجزة نبينا - صلى الله عليه وسلم - الباقية بعده إلى يوم القيامة ، ومعجزة كل نبي انقرضت بانقراضه ، أو دخلها التبديل والتغيير ، كالتوراة والإنجيل .
ووجوه إعجاز القرآن الكريم عشرة :
منها : النظم البديع المخالف لكل نظم معهود في لسان العرب وفي غيرها ; لأن نظمه ليس من نظم الشعر في شيء وكذلك قال رب العزة الذي تولى نظمه : وما علمناه الشعر وما ينبغي له (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=23&idto=23&bk_no=48&ID=24#docu)[ يس : 69 ] وفي صحيح مسلم أن أنيسا أخا أبي ذر قال لأبي ذر : لقيت رجلا بمكة على دينك يزعم أن الله أرسله ; قلت : فما يقول الناس ؟ قال يقولون : شاعر ، كاهن ، ساحر ; وكان أنيس أحد الشعراء قال أنيس : لقد سمعت قول الكهنة ، فما هو بقولهم ، ولقد وضعت قوله على أقراء الشعر فلم يلتئم على لسان أحد بعدي أنه شعر ، والله إنه لصادق وإنهم لكاذبون . وكذلك أقر عتبة بن ربيعة أنه ليس بسحر ولا شعر لما قرأ عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " حم " فصلت ، على ما يأتي بيانه هنالك ; فإذا اعترف عتبة على موضعه من اللسان وموضعه من الفصاحة والبلاغة ، بأنه ما سمع مثل القرآن قط كان في هذا القول مقرا بإعجاز القرآن له ولضربائه من المتحققين بالفصاحة والقدرة على التكلم بجميع أجناس القول وأنواعه .
ومنها : الأسلوب المخالف لجميع أساليب العرب .
ومنها : الجزالة التي لا تصح من مخلوق بحال وتأمل ذلك في سورة ق والقرآن المجيد (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=23&idto=23&bk_no=48&ID=24#docu)[ ق : 1 ] إلى آخرها ، وقوله سبحانه : والأرض جميعا قبضته يوم القيامة (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=23&idto=23&bk_no=48&ID=24#docu)[ الزمر : 67 ] إلى آخر السورة ، وكذلك قوله سبحانه : ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=23&idto=23&bk_no=48&ID=24#docu)[ إبراهيم : 42 ] إلى آخر السورة . قال ابن الحصار : فمن علم أن الله سبحانه وتعالى هو الحق ، علم أن مثل هذه الجزالة لا تصح في خطاب غيره ; ولا يصح من أعظم ملوك الدنيا أن يقول : لمن الملك اليوم (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=23&idto=23&bk_no=48&ID=24#docu)[ غافر : 16 ] ، ولا أن يقول : ويرسل الصواعق فيصيب بها من يشاء (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=23&idto=23&bk_no=48&ID=24#docu)[ الرعد : 42 ] .
قال ابن الحصار : وهذه الثلاثة من النظم ، والأسلوب ، والجزالة ، لازمة كل سورة ، بل هي لازمة كل آية ; وبمجموع هذه الثلاثة يتميز مسموع كل آية وكل سورة عن سائر كلام البشر ; وبها وقع التحدي والتعجيز ، ومع هذا فكل سورة تنفرد بهذه الثلاثة ، من غير أن ينضاف إليها أمر آخر من الوجوه العشرة ; فهذه سورة " الكوثر " ثلاث آيات قصار ، وهي أقصر سورة في القرآن ، وقد تضمنت الإخبار عن مغيبين : أحدهما : الإخبار عن الكوثر وعظمه وسعته وكثرة أوانيه ، وذلك يدل على أن المصدقين به أكثر من أتباع سائر الرسل . والثاني : الإخبار عن الوليد بن المغيرة ، وقد كان عند نزول الآية ذا مال وولد ، على ما يقتضيه قوله الحق : ذرني ومن خلقت وحيدا وجعلت له مالا ممدودا وبنين شهودا ومهدت له تمهيدا (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=23&idto=23&bk_no=48&ID=24#docu)[ المدثر : 11 - 14 ] ثم أهلك الله - سبحانه - ماله وولده ; وانقطع نسله .
ومنها : التصرف في لسان العرب على وجه لا يستقل به عربي ; حتى يقع منهم الاتفاق من جميعهم على إصابته في وضع كل كلمة وحرف موضعه .
ومنها : الإخبار عن الأمور التي تقدمت في أول الدنيا إلى وقت نزوله من أمي ما كان يتلو من قبله من كتاب ، ولا يخطه بيمينه ; فأخبر بما كان من قصص الأنبياء مع أممها ، والقرون الخالية في دهرها وذكر ما سأله أهل الكتاب عنه ، وتحدوه به من قصة أهل الكهف ، وشأن موسى والخضر عليهما السلام ، وحال ذي القرنين (http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=15873); فجاءهم وهو أمي من أمة أمية ، ليس لها بذلك علم بما عرفوا من الكتب السالفة صحته ; فتحققوا صدقه .
قال القاضي ابن الطيب : - ونحن نعلم ضرورة أن هذا مما لا سبيل إليه إلا عن تعلم ; وإذ كان معروفا أنه لم يكن ملابسا لأهل الآثار ، وحملة الأخبار ، ولا مترددا إلى المتعلم منهم ، ولا كان ممن يقرأ فيجوز أن يقع إليه كتاب فيأخذ منه ; علما أنه لا يصل إلى علم ذلك إلا بتأييد من جهة الوحي .
ومنها : الوفاء بالوعد ، المدرك بالحس في العيان ، في كل ما وعد الله سبحانه ; وينقسم : إلى أخباره المطلقة ، كوعده بنصر رسوله عليه السلام ، وإخراج الذين أخرجوه من وطنه . وإلى وعد مقيد بشرط ، كقوله : ومن يتوكل على الله فهو حسبه (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=23&idto=23&bk_no=48&ID=24#docu)[ الطلاق : 3 ] ومن يؤمن بالله يهد قلبه (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=23&idto=23&bk_no=48&ID=24#docu)[ التغابن : 11 ] ومن يتق الله يجعل له مخرجا (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=23&idto=23&bk_no=48&ID=24#docu)[ الطلاق : 3 ] و إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=23&idto=23&bk_no=48&ID=24#docu)[ الأنفال : 65 ] وشبه ذلك .
ومنها : الإخبار عن المغيبات في المستقبل التي لا يطلع عليها إلا بالوحي ; فمن ذلك : ما وعد الله نبيه عليه السلام أنه سيظهر دينه على الأديان بقوله تعالى : هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=23&idto=23&bk_no=48&ID=24#docu)[ التوبة : 33 ] الآية . ففعل ذلك . وكان أبو بكر رضي الله عنه إذا أغزى جيوشه عرفهم ما وعدهم الله في إظهار دينه ، ليثقوا بالنصر ، وليستيقنوا بالنجح ، وكان عمر يفعل ذلك ; فلم يزل الفتح يتوالى شرقا وغربا ، برا وبحرا ، قال الله تعالى : وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=23&idto=23&bk_no=48&ID=24#docu)[ النور : 55 ] وقال : لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله آمنين (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=23&idto=23&bk_no=48&ID=24#docu)[ الفتح : 27 ] . وقال : وإذ يعدكم الله إحدى الطائفتين أنها لكم (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=23&idto=23&bk_no=48&ID=24#docu)[ الأنفال : 7 ] وقال : الم غلبت الروم في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=23&idto=23&bk_no=48&ID=24#docu)[ الروم : 1 - 3 ] . فهذه كلها أخبار عن الغيوب التي لا يقف عليها إلا رب العالمين ، أو من أوقفه عليها رب العالمين ، فدل على أن الله تعالى قد أوقف عليها رسوله لتكون دلالة على صدقه .
ومنها : ما تضمنه القرآن من العلم الذي هو قوام جميع الأنام ، في الحلال والحرام ، وفي سائر الأحكام .
ومنها : الحكم البالغة التي لم تجر العادة بأن تصدر في كثرتها وشرفها من آدمي .
ومنها : التناسب في جميع ما تضمنه ظاهرا وباطنا من غير اختلاف قال الله تعالى : ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=23&idto=23&bk_no=48&ID=24#docu)[ النساء : 82 ] .
قلت : فهذه عشرة أوجه ذكره علماؤنا رحمة الله عليهم ، ووجه حادي عشر قاله النظام وبعض القدرية : أن وجه الإعجاز هو المنع من معارضته ، والصرفة عند التحدي بمثله . وأن المنع والصرفة هو المعجزة دون ذات القرآن ، وذلك أن الله تعالى صرف هممهم عن معارضته مع تحديهم بأن يأتوا بسورة من مثله . وهذا فاسد ، لأن إجماع الأمة قبل حدوث المخالف أن القرآن هو المعجز ; فلو قلنا إن المنع والصرفة هو المعجز لخرج القرآن عن أن يكون معجزا ، وذلك خلاف الإجماع ، وإذا كان كذلك علم أن نفس القرآن هو المعجز ، لأن فصاحته وبلاغته أمر خارق للعادة ، إذ لم يوجد قط كلام على هذا الوجه ، فلما لم يكن ذلك الكلام مألوفا معتادا منهم ، دل على أن المنع والصرفة لم يكن معجزا . واختلف من قال بهذه الصرفة على قولين : أحدهما : أنهم صرفوا عن القدرة عليه ; ولو تعرضوا له لعجزوا عنه . الثاني : أنهم صرفوا عن التعرض له مع كونه في مقدورهم ; ولو تعرضوا له لجاز أن يقدروا عليه .
قال ابن عطية : ( وجه التحدي في القرآن إنما هو بنظمه وصحة معانيه ، وتوالي فصاحة ألفاظه . ووجه إعجازه : أن الله تعالى قد أحاط بكل شيء علما ، وأحاط بالكلام كله علما ، فعلم بإحاطته أي لفظة تصلح أن تلي الأولى ، وتبين المعنى بعد المعنى ، ثم كذلك من أول القرآن إلى آخره ، والبشر معهم الجهل والنسيان والذهول ، ومعلوم ضرورة أن بشرا لم يكن محيطا قط ; فبهذا جاء نظم القرآن في الغاية القصوى من الفصاحة . وبهذا النظر يبطل قول من قال : إن العرب كان في قدرتها أن تأتي بمثل القرآن في الغاية القصوى من الفصاحة ، فلما جاء محمد - صلى الله عليه وسلم - صرفوا عن ذلك ، وعجزوا عنه . والصحيح أن الإتيان بمثل القرآن لم يكن قط في قدرة أحد من المخلوقين ، ويظهر لك قصور البشر في أن الفصيح منهم يضع خطبة أو قصيدة يستفرغ فيها جهده ، ثم لا يزال ينقحها حولا كاملا ، ثم تعطى لآخر بعده فيأخذها بقريحة جامة فيبدل فيها وينقح ، ثم لا تزال بعد ذلك فيها مواضع للنظر والبدل ، وكتاب الله تعالى لو نزعت منه لفظة ، ثم أدير لسان العرب أن يوجد أحسن منها لم يوجد .
ومن فصاحة القرآن أن الله تعالى جل ذكره ، ذكر في آية واحدة أمرين ، ونهيين ، وخبرين ، وبشارتين وهو قوله تعالى وأوحينا إلى أم موسى أن أرضعيه (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=23&idto=23&bk_no=48&ID=24#docu)[ القصص : 7 ] الآية . وكذلك فاتحة سورة المائدة : أمر بالوفاء ونهي عن النكث ، وحلل تحليلا عاما ، ثم استثنى استثناء بعد استثناء ، ثم أخبر عن حكمته وقدرته ، وذلك مما لا يقدر عليه إلا الله سبحانه ، وأنبأ سبحانه عن الموت ، وحسرة الفوت ، والدار الآخرة وثوابها وعقابها ، وفوز الفائزين ، وتردي المجرمين ، والتحذير من الاغترار بالدنيا ، ووصفها بالقلة بالإضافة إلى دار البقاء بقوله تعالى : كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيامة (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=23&idto=23&bk_no=48&ID=24#docu)[ آل عمران : 185 ] الآية . وأنبأ أيضا عن قصص الأولين والآخرين ومآل المترفين ، وعواقب المهلكين ، في شطر آية وذلك في قوله تعالى : فمنهم من أرسلنا عليه حاصبا ومنهم من أخذته الصيحة ومنهم من خسفنا به الأرض ومنهم من أغرقنا (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=23&idto=23&bk_no=48&ID=24#docu). وأنبأ جل وعز عن أمر السفينة وإجرائها وإهلاك الكفرة ، واستقرار السفينة واستوائها ، وتوجيه أوامر التسخير إلى الأرض والسماء بقوله عز وجل : وقال اركبوا فيها بسم الله مجراها ومرساها (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=23&idto=23&bk_no=48&ID=24#docu)[ هود : 41 ] إلى قوله : وقيل بعدا للقوم الظالمين (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=23&idto=23&bk_no=48&ID=24#docu)[ هود : 44 ] إلى غير ذلك .
فلما عجزت قريش عن الإتيان بمثله وقالت : إن النبي - صلى الله عليه وسلم - تقوله أنزل الله تعالى : أم يقولون تقوله بل لا يؤمنون فليأتوا بحديث مثله إن كانوا صادقين (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=23&idto=23&bk_no=48&ID=24#docu)[ الطور : 33 - 34 ] . ثم أنزل تعجيزا ; أبلغ من ذلك فقال : أم يقولون افتراه قل فأتوا بعشر سور مثله مفتريات (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=23&idto=23&bk_no=48&ID=24#docu)[ هود : 13 ] . فلما عجزوا حطهم عن هذا المقدار ، إلى مثل سورة من السور القصار ; فقال جل ذكره : وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=23&idto=23&bk_no=48&ID=24#docu)[ البقرة : 23 ] . فأفحموا عن الجواب ، وتقطعت بهم الأسباب ، وعدلوا إلى الحروب والعناد ، وآثروا سبي الحريم والأولاد ، ولو قدروا على المعارضة لكان أهون كثيرا ، وأبلغ في الحجة وأشد تأثيرا . هذا مع كونهم أرباب البلاغة واللحن . وعنهم تؤخذ الفصاحة واللسن .
فبلاغة القرآن في أعلى طبقات الإحسان ، وأرفع درجات الإيجاز والبيان ; بل تجاوزت حد الإحسان والإجادة إلى حيز الإرباء والزيادة . هذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مع ما أوتي من جوامع الكلم ، واختص به من غرائب الحكم ; إذا تأملت قوله - صلى الله عليه وسلم - في صفة الجنان ، وإن كان في نهاية الإحسان ، وجدته منحطا عن رتبة القرآن ; وذلك في قوله عليه السلام : فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر فأين ذلك من قوله عز وجل : وفيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=23&idto=23&bk_no=48&ID=24#docu)[ الزخرف : 71 ] . وقوله : فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=23&idto=23&bk_no=48&ID=24#docu)[ السجدة : 17 ] . هذا أعدل وزنا ، وأحسن تركيبا ، وأعذب لفظا ، وأقل حروفا ; على أنه لا يعتبر إلا في مقدار سورة أو أطول آية ، لأن الكلام كلما طال اتسع فيه مجال المتصرف ، وضاق المقال على القاصر المتكلف ; وبهذا قامت الحجة على العرب ، إذ كانوا أرباب الفصاحة ، ومظنة المعارضة ; كما قامت الحجة في معجزة عيسى عليه السلام على الأطباء ، ومعجزة موسى عليه السلام على السحرة ; فإن الله سبحانه إنما جعل معجزات الأنبياء عليهم السلام بالوجه الشهير أبرع ما يكون في زمان النبي - صلى الله عليه وسلم - الذي أراد إظهاره ; فكان السحر في زمان موسى عليه السلام قد انتهى إلى غايته ; وكذلك الطب في زمن عيسى عليه السلام ، والفصاحة في زمن - محمد - صلى الله عليه وسلم - .
محمد رافع 52 19-11-2012, 11:12 AM باب تبيين الكتاب بالسنة وما جاء في ذلك
قال الله تعالى : وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=12&idto=12&bk_no=48&ID=13#docu)[ النحل : 44 ] . وقال تعالى : [ ص: 49 ] فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=12&idto=12&bk_no=48&ID=13#docu)[ النور : 63 ] . وقال تعالى : وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=12&idto=12&bk_no=48&ID=13#docu)[ الشورى : 52 ] . وفرض طاعته في غير آية من كتابه وقرنها بطاعته عز وجل ، وقال تعالى : وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=12&idto=12&bk_no=48&ID=13#docu)[ الحشر : 7 ] . ذكر ابن عبد البر (http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=13332)في كتاب العلم له عن عبد الرحمن بن يزيد : أنه رأى محرما عليه ثيابه فنهى المحرم ; فقال إيتني بآية من كتاب الله تنزع ثيابي ; قال : فقرأ عليه وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=12&idto=12&bk_no=48&ID=13#docu). وعن هشام بن جحير قال : كان طاوس يصلي ركعتين بعد العصر ، فقال ابن عباس : اتركهما ; فقال : إنما نهى عنهما أن تتخذا سنة ; فقال ابن عباس : قد نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن صلاة بعد العصر ، فلا أدري أتعذب عليهما أم تؤجر ؟ لأن الله تعالى قال : وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=12&idto=12&bk_no=48&ID=13#docu)[ الأحزاب : 36 ] . وروى أبو داود عن المقدام بن معديكرب (http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=241)عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : ألا وإني قد أوتيت الكتاب ومثله معه ألا يوشك رجل شبعان على أريكته يقول عليكم بهذا القرآن فما وجدتم فيه من حلال فأحلوه وما وجدتم فيه من حرام فحرموه ألا لا يحل لكم الحمار الأهلي ولا كل ذي ناب من السباع ولا لقطة معاهد إلا أن يستغني عنها صاحبها ومن نزل بقوم فعليهم أن يقروه فإن لم يقروه فله أن يعقبهم بمثل قراه
. قال الخطابي (http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=14228): قوله : أوتيت الكتاب ومثله معه يحتمل وجهين من التأويل : أحدهما : أن معناه أنه أوتي من الوحي الباطن غير المتلو ، مثل ما أعطي من الظاهر المتلو . والثاني : أنه أوتي الكتاب وحيا يتلى ، وأوتي من البيان مثله ، أي أذن له أن يبين ما في الكتاب فيعم ويخص ويزيد عليه ويشرح ما في الكتاب ; فيكون في وجوب العمل به ولزوم قبوله كالظاهر المتلو من القرآن . وقوله : " يوشك رجل شبعان " الحديث . يحذر بهذا القول من مخالفة السنن التي سنها مما ليس له في القرآن ذكر على ما ذهبت إليه الخوارج والروافض ، فإنهم تعلقوا بظاهر القرآن وتركوا السنن التي قد ضمنت بيان الكتاب ; قال : فتحيروا وضلوا ; قال : والأريكة : السرير ، ويقال : إنه لا يسمى أريكة حتى يكون في حجلة قال : وإنما أراد بالأريكة أصحاب الترفه والدعة الذين لزموا البيوت لم يطلبوا العلم من مظانه . وقوله : إلا أن يستغني عنها صاحبها معناه أن يتركها صاحبها لمن أخذها استغناء عنها ; كقوله : فكفروا وتولوا واستغنى الله (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=12&idto=12&bk_no=48&ID=13#docu)معناه تركهم الله استغناء عنهم . وقوله : فله أن يعقبهم بمثل قراه هذا في حال المضطر الذي لا يجد طعاما ويخاف التلف على نفسه ، فله أن يأخذ من مالهم بقدر قراه عوض ما حرموا من قراه . و ( يعقبهم ) يروى مشددا ومخففا من المعاقبة ، ومنه قوله تعالى : وإن عاقبتم (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=12&idto=12&bk_no=48&ID=13#docu)أي فكانت الغلبة لكم فغنمتم منهم ، وكذلك لهذا أن يغنم من أموالهم بقدر قراه . قال : وفي الحديث دلالة على أنه لا حاجة بالحديث [ ص: 50 ] إلى أن يعرض على الكتاب ، فإنه مهما ثبت عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان حجة بنفسه ; قال : فأما ما رواه بعضهم أنه قال : ( إذا جاءكم الحديث فاعرضوه على كتاب الله فإن وافقه فخذوه وإن لم يوافقه فردوه ) فإنه حديث باطل لا أصل له .
ثم البيان منه - صلى الله عليه وسلم - على ضربين : بيان لمجمل في الكتاب ، كبيانه للصلوات الخمس في مواقيتها وسجودها وركوعها وسائر أحكامها ، وكبيانه لمقدار الزكاة ووقتها وما الذي تؤخذ منه من الأموال وبيانه لمناسك الحج ; قال - صلى الله عليه وسلم - إذ حج بالناس : خذوا عني مناسككم . وقال : صلوا كما رأيتموني أصلي . أخرجه البخاري (http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=12070). وروى ابن المبارك عن عمران بن حصين أنه قال لرجل : إنك رجل أحمق ، أتجد الظهر في كتاب الله أربعا لا يجهر فيها بالقراءة ! ثم عدد عليه الصلاة والزكاة ونحو هذا ، ثم قال : أتجد هذا في كتاب الله مفسرا ! إن كتاب الله تعالى أبهم هذا ، وإن السنة تفسر هذا .
وروى الأوزاعي عن حسان بن عطية قال : كان الوحي ينزل على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ويحضره جبريل بالسنة التي تفسر ذلك . وروى سعيد بن منصور (http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=16000): حدثنا عيسى بن يونس عن الأوزاعي عن مكحول قال : القرآن أحوج إلى السنة من السنة إلى القرآن . وبه عن الأوزاعي قال : قال يحيى بن أبى كثير : السنة قاضية على الكتاب ، وليس الكتاب بقاض على السنة . قال الفضل بن زياد : سمعت أبا عبد الله - يعني أحمد بن حنبل (http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=12251)- وسئل عن هذا الحديث الذي روي أن السنة قاضية على الكتاب فقال : ما أجسر على هذا أن أقوله ، ولكني أقول : إن السنة تفسر الكتاب وتبينه .
وبيان آخر وهو زيادة على حكم الكتاب كتحريم نكاح المرأة على عمتها وخالتها ، وتحريم الحمر الأهلية وكل ذي ناب من السباع ، والقضاء باليمين مع الشاهد وغير ذلك ، على ما يأتي بيانه إن شاء الله تعالى .
محمد رافع 52 19-11-2012, 11:14 AM في تفسير القرآن وأهله
قال علماؤنا رحمة الله عليهم : وأما ما جاء في فضل التفسير عن الصحابة والتابعين ، فمن ذلك : أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه ذكر جابر بن عبد الله (http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=36)ووصفه بالعلم ; فقال له رجل : جعلت فداءك ! تصف جابرا بالعلم وأنت أنت ! فقال : إنه كان يعرف تفسير قوله تعالى : إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=8&idto=8&bk_no=48&ID=9#docu)[ القصص : 85 ] . وقال مجاهد : أحب الخلق إلى الله تعالى أعلمهم بما أنزل . وقال الحسن : والله ما أنزل الله آية إلا أحب أن يعلم فيما أنزلت وما يعني بها . وقال الشعبي : رحل مسروق إلى البصرة في تفسير آية ، فقيل له : إن الذي يفسرها رحل إلى الشأم ; فتجهز ورحل إلى الشأم حتى علم تفسيرها . وقال عكرمة في قوله عز وجل : ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=8&idto=8&bk_no=48&ID=9#docu)[ النساء : 100 ] طلبت اسم هذا الرجل أربع عشرة سنة حتى وجدته . وقال ابن عبد البر (http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=13332): هو ضمرة بن حبيب ، وسيأتي . وقال ابن عباس : مكثت سنتين أريد أن أسأل عمر عن المرأتين اللتين تظاهرتا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، ما يمنعني إلا مهابته ، فسألته فقال : هي حفصة وعائشة (http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=25). وقال إياس بن معاوية : مثل الذين يقرءون القرآن وهم لا يعلمون تفسيره ، كمثل قوم جاءهم كتاب من ملكهم ليلا وليس عندهم مصباح ، فتداخلتهم روعة ولا يدرون ما في الكتاب ; ومثل الذي يعرف التفسير كمثل رجل جاءهم بمصباح فقرءوا ما في الكتاب .
محمد رافع 52 19-11-2012, 11:19 AM التنبيه على أحاديث وضعت في فضل سور القرآن وغيره
لا التفات لما وضعه الواضعون ، واختلقه المختلقون ، من الأحاديث الكاذبة ، والأخبار الباطلة ، في فضل سور القرآن ، وغير ذلك من فضائل الأعمال ; قد ارتكبها جماعة كثيرة ، اختلفت أغراضهم ومقاصدهم في ارتكابها ; فمن قوم من الزنادقة مثل : المغيرة بن سعيد الكوفي ، ومحمد بن سعيد الشامي المصلوب في الزندقة ، وغيرهما ، وضعوا أحاديث وحدثوا بها ليوقعوا بذلك الشك في قلوب الناس ; فمما رواه محمد بن سعيد عن أنس بن مالك في قوله - صلى الله عليه وسلم - : أنا خاتم الأنبياء لا نبي بعدي إلا ما شاء الله ، فزاد هذا الاستثناء لما كان يدعو إليه من الإلحاد والزندقة .
قلت : وقد ذكره ابن عبد البر (http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=13332)في كتاب ( التمهيد ) ولم يتكلم عليه ; بل تأول الاستثناء على الرؤيا ; فالله أعلم .
ومنهم قوم وضعوا الحديث لهوى يدعون الناس إليه ; قال شيخ من شيوخ الخوارج بعد أن تاب : إن هذه الأحاديث دين ، فانظروا ممن تأخذون دينكم ، فإنا كنا إذا هوينا أمرا صيرناه حديثا .
ومنهم جماعة وضعوا الحديث حسبة كما زعموا ، يدعون الناس إلى فضائل الأعمال ، كما روي عن أبي عصمة نوح بن أبي مريم المروزي ، ومحمد بن عكاشة الكرماني ، وأحمد بن عبد الله الجويباري ، وغيرهم . قيل لأبي عصمة : من أين لك عن عكرمة عن ابن عباس في فضل سور القرآن سورة سورة ؟ فقال : إني رأيت الناس قد أعرضوا عن القرآن واشتغلوا بفقه أبي حنيفة ومغازي محمد بن إسحاق ; فوضعت هذا الحديث حسبة . قال أبو عمرو عثمان بن الصلاح في كتاب ( علوم الحديث ) له : وهكذا الحديث الطويل الذي يروى عن أبي بن كعب عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في فضل القرآن سورة سورة ; وقد بحث باحث عن مخرجه حتى انتهى إلى من اعترف بأنه وجماعة وضعوه ، وأن أثر الوضع عليه لبين . وقد أخطأ الواحدي المفسر ومن ذكره من المفسرين في إيداعه تفاسيرهم .
ومنهم قوم من السؤال والمكدين يقفون في الأسواق والمساجد ، فيضعون على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أحاديث بأسانيد صحاح قد حفظوها ، فيذكرون الموضوعات بتلك الأسانيد ; قال جعفر بن محمد الطيالسي : صلى أحمد بن حنبل (http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=12251)ويحيى بن معين (http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=17336)، في مسجد الرصافة ، فقام بين أيديهما قاص فقال : حدثنا أحمد بن حنبل (http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=12251)ويحيى بن معين (http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=17336)قالا أنبأنا عبد الرزاق قال أنبأنا معمر عن قتادة عن أنس قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : من قال لا إله إلا الله يخلق من كل كلمة منها طائر منقاره من ذهب وريشه مرجان . وأخذ في قصة نحو من عشرين ورقة ; فجعل أحمد ينظر إلى يحيى ويحيى ينظر إلى أحمد ; فقال : أنت حدثته بهذا ؟ فقال : والله ما سمعت به إلا هذه الساعة ; قال : فسكتا جميعا حتى فرغ من قصصه ، فقال له يحيى : من حدثك بهذا الحديث ؟ فقال : أحمد بن حنبل (http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=12251)ويحيى بن معين (http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=17336); فقال : أنا ابن معين ، وهذا أحمد بن حنبل (http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=12251)، ما سمعنا بهذا قط في حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فإن كان ولا بد من الكذب فعلى غيرنا ; فقال له : أنت يحيى بن معين ؟ قال : نعم ، قال : لم أزل أسمع أن يحيى بن معين (http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=17336)أحمق ، وما علمته إلا هذه الساعة ; فقال له يحيى : وكيف علمت أني أحمق ؟ قال : كأنه ليس في الدنيا يحيى بن معين (http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=17336)وأحمد بن حنبل (http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=12251)غيركما ، كتبت عن سبعة عشر أحمد بن حنبل (http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=12251)غير هذا . قال : فوضع أحمد كمه على وجهه وقال : دعه يقوم ; فقام كالمستهزئ بهما . فهؤلاء الطوائف كذبة على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، ومن يجري مجراهم . يذكر أن الرشيد كان يعجبه الحمام واللهو به ; فأهدي إليه حمام وعنده أبو البختري القاضي (http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=11828)فقال : روى أبو هريرة (http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=3)عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : لا سبق إلا في خف أو حافر أو جناح فزاد : أو جناح ، وهي لفظة وضعها للرشيد ، فأعطاه جائزة سنية ; فلما خرج قال الرشيد : والله لقد علمت أنه كذاب ، وأمر بالحمام أن يذبح ; فقيل له : وما ذنب الحمام ؟ قال : من أجله كذب على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ; فترك العلماء حديثه لذلك ، ولغيره من موضوعاته ، فلا يكتب العلماء حديثه بحال .
قلت : فلو اقتصر الناس على ما ثبت في الصحاح والمسانيد وغيرهما من المصنفات التي تداولها العلماء ، ورواها الأئمة الفقهاء ، لكان لهم في ذلك غنية ، وخرجوا عن تحذيره - صلى الله عليه وسلم - حيث قال : اتقوا الحديث عني إلا ما علمتم فمن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار الحديث . فتخويفه - صلى الله عليه وسلم - أمته بالنار على الكذب ، دليل على أنه كان يعلم أنه سيكذب عليه . فحذار مما وضعه أعداء الدين ، وزنادقة المسلمين ، في باب الترغيب والترهيب وغير ذلك ; وأعظمهم ضررا أقوام من المنسوبين إلى الزهد ، وضعوا الحديث حسبة فيما زعموا ، فتقبل الناس موضوعاتهم ، ثقة منهم بهم ، وركونا إليهم ، فضلوا وأضلوا .
محمد رافع 52 19-11-2012, 01:35 PM وفيما يلى ان شاء الله نتكلم عن المعاملات فى الاسلام
قواعد متعلقة بالعقود من المعاملات المالية والنكاحية وغيرها
وأما العقود من المعاملات المالية والنكاحية وغيرها
فنذكر فيها قواعد جامعة عظيمة المنفعة ، [ فإن ذلك فيها أيسر منه في العبادات] .
فمن ذلك : صفة العقود . فالفقهاء فيها على ثلاثة أقوال :
أحدها : أن الأصل في العقود : أنها لا تصح إلا بالصيغ والعبارات التي قد يخصها بعض الفقهاء باسم الإيجاب والقبول ، سواء في ذلك : البيع ، والإجارة ، والهبة ، والنكاح ، والوقف ، والعتق ، وغير ذلك . وهذا ظاهر قول الشافعي ، وهو قول في مذهب أحمد ، يكون تارة رواية منصوصة في بعض المسائل ، كالبيع والوقف ، ويكون تارة رواية مخرجة ، كالهبة والإجارة .
محمد رافع 52 19-11-2012, 01:36 PM بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
اركان عقد البيع:-
1- العاقدان :وهما البائع والمشتري
2- المعقود عليه : وهو الثمن والمثمن
3- صيغة العقد : وينعقد البيع بكل قول او فعل يدل على إرادة البيع والشراء وللبيع صيغتان
أ- الصيغه القولية وتسمى الايجاب والقبول
ب- الصيغه الفعلية : وتسمى المعاطاه
شروط البيع:-
لايكون البيع صحيحاً حتى تتوفر فيه سبعة شروط متى فقد شرط منها صار البيع باطلا :
1- التراضي بين المتبايعين .
2- أن يكون العاقد جائز التصرف .
3- أن تكون العين مباحة النفع من غير حاجة .
4- أن يكون البيع من مالك أو من يقوم مقامه .
5- أن يكون المبيع مقدوراً على تسليمه .
6- أن يكون المبيع معلوماً برؤية أو وصف منضبط .
7- أن يكون الثمن معلوماً .
محمد رافع 52 19-11-2012, 01:37 PM من آداب البيع والشراء:-
- أن لا يسم على سوم أخيه، كأن يعرض ثمنا على البائع ليفسخ البيع في فترة الاختيار، وهذا بخلاف المزايدات قبل استقرار الثمن ليتم الاختيار الحر ويتوفر الوقت له؛ قال صلى الله عليه وسلم ''لا يسم المسلم على سوم أخيه'' مسلم·
يتراضيا بثمن ويقع الركون به فيجيء آخر فيدفع للمالك أكثر أو مثله
- أن لا يبيع على بيع أخيه، كأن يعرض على المشتري في فترة الاختيار فسخ البيع مقابل بيعه ما هو أجود أو أرخص ليتم الاختيار الحر·
قال صلى الله عليه وسلم: ''لا يبع بعضكم على بيع بعض'' مسلم·
يتراضيا على ثمن سلعة فيقول آخر أنا أبيعك مثلها بأنقص من هذا الثمن
- أن لا يروّج للسلعة بالكذب وبما ليس فيها وبالقسم بالله باطلا وبالتضليل والغش والغدر كأن يدعي كذبا أنه اشتراها بثمن معين أو دفع له ثمن معين·
عن عبد الله بن أبي أوفى - رضي الله عنه- أن رجلا أقام سلعة في السوق فحلف بالله لقد أعطى فيها ما لم يعطَ ليوقع فيها رجلا من المسلمين، فنزل قوله تعالى: ''إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا أولئك لا خلاق لهم في الآخرة ولا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم'' آل عمران/.77
وقال صلى الله عليه وسلم: ''من حلف على يمين وهو فيها فاجر ليقطع بها مال امرئ مسلم لقي الله وهو عليه غضبان'' البخاري·
- أن تكون مواصفات السلعة وثمنها معلومة لدى المتابعين·
- وأن تبيَّن عيوب السلعة وثمنها ولا يحاول إخفاءها حتى تنتفي كل جهالة أو غموض أو غش في السلع وفي النقود، ويقدم المشتري على الشراء عن ثقة ويتجنب التخاصم·
قال صلى الله عليه وسلم: ''البيّعان بالخيار ما لم يتفرقا، فإن صدق البيعان بورك لهما في بيعهما، وإن كتما وكذبا فعسى أن يربحا ربحا ويمحقا بركة بيعهما'' مسلم·
وقال صلى الله عليه وسلم: ''من باع عيبا لم يبيّنه، لم يزل في مقت الله ولم تزل الملائكة تلعنه'' ابن ماجة·
- على المشتري والبائع التحلي بالسماحة والرفق في المعاملة
- على المشتري أن يكون جادًا في الشراء ، فلا يتعب البائع بهدف التسلية وقضاء الوقت .
- لا تبع مالا تملك ولا تبع السلعة قبل حيازتها .
- احذر من بخس الناس أشياءهم فهذا يؤذي البائع
- احذر النجش وهو أن تزيد ثمن السلعة ولا تريد شراءها بهدف تربيح التاجر على حساب الزبون
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تناجشوا رواه البخاري ومسلم
- لا تبع مسروقا أو مغتصبا فأنت بهذا مشترك في اثمها
-إقالة النادم : أن تقبل إرجاع السلعة بعد بيعها لحاجة المشتري إلى المال أو اكتشافه أنه غير محتاج لها وندمه على الشراء فمن حسن المعاملة الشرعية أن يقبل التاجر السلعة من المشتري النادم وله من الله في هذا الفعل الأجر والمثوبة.
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله : من أقال مسلما بيعته أقاله الله عثرته يوم القيامة. رواه أبو داود وابن ماجه وابن حبان
محمد رافع 52 19-11-2012, 01:37 PM س1/ كيف يكون نظام المعاملات في الشريعة ؟
يكون على الطريقة الإسلامية الصحيحة.
س2/ ما خصائص المعاملات في الشريعة الإسلامية ؟
1- ربانية المصدر فهي من خالق البشر.
2- إنها مبنية على العدل الكامل فلا يميل منها على حساب آخر.
3- أنها مبنية على مراعاة الأخلاق الفاضلة، والصدق من أعظم دعامات المعاملات الشرعية.
4- أنها مرتبطة بالعقيدة فهي منبثقة من الاعتقاد بتوحيد الله تعالى.
5- إن تطبيق أحكام المعاملات الشرعية مرتبطة بإيمان المرء زيادة ونقصانا.
6- إن تطبيق أحكام المعاملات الشرعية مرتبطة بمراقبة الله تعالى وخشيته.
7- ارتباط المعاملات بالجزاءين الدنيوي والأخروي.
8- إن المعاملات الشرعية ينظر فيها إلى المقاصد لا إلى صورة التعامل.
9- إن ما شرعه الله في المعاملات كامل شامل لجميع شؤونها.
10- إن أحكام المعاملات جزء لا يتجزأ من الشريعة الإسلامية.
س3/ ما الأصل في المعاملات ؟ مع ذكر الدليل ؟
الإباحة فلا يحرم منها إلا بدليل شرعي لقول الله تعالى (واحل الله البيع وحرم الربا).
س4/ اذكر آداب التجارة ؟
1- يتأكد على التاجر أن يتعلم أحكام البيع والشراء والدليل قال عمر
بن الخطاب (لا يبع في سوقنا إلا من قد تفقه في الدين ).
2- عدم الغش والدليل قول الرسول http://forum.amrkhaled.net/images/smilies/salla-icon.gif (من غش فليس مني ).
3- تجنب كثرالحلف والدليل قول الرسول http://forum.amrkhaled.net/images/smilies/salla-icon.gif ( إياكم وكثرة الحلف في البيع فانه ينفق ثم يمحق )
4- عدم التشاغل عما يهمه في أمر دينه من صلاة وبر وصلة رحم.
5- أن يحسن النية في تجارته فينوي بها إعفاف نفسه.
6- أن يقصد الكسبه الحلال وان يبعد عن الحرام.
7- حسن التعامل مع زبائنه.
8- عدم الكذب في ثمن السلعة والدليل قول الرسول http://forum.amrkhaled.net/images/smilies/salla-icon.gif (الدين النصيحة).
9- أن يتحرى في بيعة ما ينفع الناس ويتجنب ما يضرهم.
س5/ عرف البيع لغة واصطلاحا ؟
لغة - اخذ شي وإعطاء شي آخر.
اصطلاحا – مبادلة مال بمال لغرض التملك.
س6/ ما حكمه ؟
جائز والدليل قوله تعال (( واحل الله البيع وحرم الربوا)). وقول الرسول http://forum.amrkhaled.net/images/smilies/salla-icon.gif
( البيعان بالخيار ما لم يتفرقا ) وقد اجمع العلماء على إباحته .
س7/ ما الحكمة من إباحته ؟
المصالح العظيمة إذ لا تقوم حياة الناس إلا فيها .
س8/ اذكر أركان عقد البيع ؟
1- العاقدان. 2- المعقود عليه
3- صيغة العقد وينقسم هذا النوع إلى قسمين:-
أ- الصيغة القولية .
ب- الصيغة الفعلية.
س9/ ما هي شروط التراضي ؟
1- التراضي من المتبايعين والدليل قوله http://forum.amrkhaled.net/images/smilies/salla-icon.gif ( إنما البيع عن تراضي ) وقوله تعالى ( يأيها الذين امنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إلا أن تكون تجارة عن تراض منكم )
س10/ ما الذي يستثنى منه الرضا ؟
أن يكون الإكراه بحق ومثاله : رجل عليه ديون للناس فاكره القاضي على بيع بعض ما يملك ليسدد ديونه .
2- أن يكون كل واحد من المتبايعين ممن يجوز تصرفه في المال. والدليل قوله تعالى ( ولا تؤتوا السفهاء أموالكم التي جعل الله لكم قيماً )
س11/ ما الذي يستثنى من شروط من يجوز تصرفه ؟
تصرف الصغير أو السفيه بإذن الولي .
3- أن يكون المبيع مما يباح الانتفاع به فلا يجوز بيع ما يحرم الانتفاع به : كالخمر وجميع المسكرات ونحوه .
4- أن يتولى البيع أو الشراء صاحب المال أو من يقوم مقامه .
مثل : وكيله أو وليه لقوله http://forum.amrkhaled.net/images/smilies/salla-icon.gif ( لا تبع ما ليس عندك )
س12/ ما هو بيع الفضولي ؟
هو تولي شخص بيع مالاً لا يملكه ، ولم يؤذن له فيبيعه فان البيع لا يصح بذلك إلا إن أجازه المالك .
5- أن يكون المبيع مقدوراً على تسليمه ولا يصح بيع ما لا يقدر على تسليمه . مثل : سيارة مفقودة أو قلم ضائع .والدليل قوله http://forum.amrkhaled.net/images/smilies/salla-icon.gif (نهى عن بيع الغرر )
6- أن يكون المبيع معلوما عند البائع والمشتري فلا يصح بيع الشي المجهول . مثل : كأن يقول بعتك ما في الكيس والمشتري لا يعلم ما فيه .
7- أن يكون ثمن السلعة معلوماً فلا يصح بيع شي قبل تحديد ثمنه .
مثل : أن يقول اشتريت منك هذه السيارة بما في هذا الشيك والبائع لا يدري ماذا فيه .
س13/ ما حكم من باع شيئا قبل أن يقبضه ودلل على ذلك وعلل ؟
لا يجوز . وذلك لأنه قد لا يتمكن من تسلمه والدليل قول الرسول http://forum.amrkhaled.net/images/smilies/salla-icon.gif
( من ابتاع طعاما فلا يبعه حتى يستوفيه ) .
س14/ كيف يحصل القبض للمبيعات ؟ ومثل لذلك ؟
كل شي بحسبه . مثال الذهب والماس والفضة يكون بأخذها باليد أما أكياس الرز والسكر يكون بنقلها من مكانها ونحوه .
س15/ اذكر البيوع المنهي عنها ووضحها مع الأدلة ؟
1- بيع الرجل على بيع أخيه محرم والدليل قوله http://forum.amrkhaled.net/images/smilies/salla-icon.gif ( لا يبيع بعضكم على بيع أخيه ) . مثل : أن يشتري محمد من عبد الله خروفا بخمسمائة ريال ، فيأتي سعيد فيقول لمحمد عندي مثله بأربع مئة ريال ، أو عندي أطيب منه بخمس مئة ريال .
2- شراء الرجل شراء اخيه محرم .
مثل : أن يشتري محمد من عبد الله كتابا بسبعين ريالا ، فيأتي صالح لعبد الله فيقول : أنا اشتريه منك بمائة ريال .
س16/ اذكر عقود مشابهة للبيع ؟
بيع العقود كالإجارة أو عقد التقدم لعمل وظيفة
17/ ما الحكمة من تحريم ما تقدم ؟
أ?- ايغارة صدور بعضهم على بعض .
ب- إيجاد الخلاف والتنازع فيما بينهم .
3- البيع والشراء في المسجد . لا يجوز وذلك لحديث عبد الله بن عمرو بن العاص أن رسول الله http://forum.amrkhaled.net/images/smilies/salla-icon.gif ( نهى عن الشراء والبيع في المسجد )
4- النجش .
مثل وقع مزاد على سلعة ما فأتى الناجش فاخذ يزداد في سعر السلعة وهو لا يريد شراءها
س18/ عرف النجش لغة و اصطلاحا .
لغة : الإثارة
اصطلاحا : الزيادة في ثمن السلعة ممن لا يريد شراءها .
س19/ اذكر حكمه ؟ ودلل وعلل ؟ واذكر مثاله ؟
حرام . لقوله http://forum.amrkhaled.net/images/smilies/salla-icon.gif ( لا تناجشوا ) وذلك لان فيه تغرير بالمشتري وخديعته . والمثال إن محمد كان يبيع وجاء علي قال كم السلعة هذه قال محمد 5 ريال قال زيد أنا اشتريه بـ 7 ريال وهو لا يريد شراءها كالمزاد عندما يقول 500 ريال وهو لا يريد شراءها .
س20/ هل بيع النجش صحيح ؟
نعم صحيح .
محمد رافع 52 19-11-2012, 01:38 PM الزواج
الزواج سنة من سنن الأنبياء، وضرورة من ضروريات الحياة، به تصان الأعراض وتحفظ الحرمات، ويقضى الإنسان شهوته، وهو وسيلة لحفظ النسل وبقاء ال*** البشرى واستمرار الحياة. كما أنه يُسهم في تقوية أواصر المحبة والتعاون من خلال المصاهرة أو النسب، فتتسع دائرة الأقارب ، ومن هنا دعا الإسلام إلى الزواج ورغَّب فيه، قال تعالى:{ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجًا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون}[الروم: 21]. وقال صلي الله عليه وسلم: (يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج، ومَنْ لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه له وجاء (وقاية) [متفق عليه].
والزواج واجبٌ على كل مسلم إن كان قادرًا على القيام بأعبائه، وكان ممن يخاف على نفسه الوقوع في الفاحشة، ومن كان لا يستطيع الزواج لعدم القدرة المادية فليكثر من الصيام فيحفظه ويقيه من الانحراف.
وإن كان لديه القدرة على أعباء الزواج، ولكنه لا يخاف على نفسه الوقوع في الفاحشة كان الزواج في حقه مستحبًا.
صفات المرأة المخطوبة:
1- ذات الدين: على المسلم إذا أراد الزواج أن يحسن اختيار الزوجة، فيختار صاحبة الدين، الصالحة، المطيعة؛ لقول الرسول صلي الله عليه وسلم: (تُنكح المرأة لأربع: لمالها، ولحسبها، ولجمالها، ولدينها. فاظفر بذات الدين تربت يداك) [متفق عليه]. وسئل النبي صلي الله عليه وسلم عن أي النساء خير للرجل؟ قال: (التي تسره إذا نظر، وتطيعه إذا أمر، ولا تخالفه في نفسها ومالها بما يكره ) [النسائي].
وقال أيضًا: (الدنيا متاع، وخير متاع الدنيا المرأة الصالحة) [مسلم والنسائي وابن ماجة]. وهذا لا يمنع أن يختار الرجل من بين الصالحات الجميلة أو الغنية أو صاحبة الحسب، وإنما يكون الدين هو الميزان الأول والسابق لأي معيار آخر.
2- الولود: وللرجل كذلك أن يختار المرأة الولود، ويعرف ذلك بسلامة بدنها وبمقارنتها بأخواتها وعماتها وخالاتها، قال صلي الله عليه وسلم: (تزوجوا الودود الولود؛ فإني مكاثر بكم الأمم يوم القيامة) [أبو داود والنسائي].
3- البكر: كما يستحب أن تكون الزوجة بكرًا لقوله صلي الله عليه وسلم لجابر -رضى الله عنه-: (فهلا بكرًا تلاعبها وتلاعبك) [متفق عليه].
4- أن تكون أجنبية: لأن ذلك أدعى للألفة والعشرة أكثر من القريبة، لما ذلك من فوائد، منها:
أ - الحفاظ على صلة الرحم وعدم قطعها، لأنه في الغالب ما تحدث خلافات بين الزوجين، فلا يفضي إلا إلى قطع الرحم.
ب- ليكون الولد أقوى؛ لأنه غالبًا ما يكون المولود من القريبة ضعيف الجسد. ولكن زواج الأقارب ليس فيه أية شبهة.
5- أن يكون بها نسبة من الجمال: لتسكن به نفسه، ويغض به بصره، ولتكمل المودة بين الزوجين؛ إن نظر إليها سرته. والجمال نسبي، يختلف من شخص لآخر.
وكما أن من حق الزوج أن يختار زوجته، فإن على الزوجة أن تختار لها صاحب الدين والخلق والقدرة على تحمل أعباء الزواج، الذي يصون عرضها ويحسن معاشرتها، قال صلي الله عليه وسلم: (إذا جاءكم مَنْ ترضون دينه وخلقه فأنكحوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد) [الترمذي وابن ماجة].
الخطبة:
وهى طلبٌ للزواج ووعدٌ به في المستقبل، فيتقدم الرجل فيطلب من المرأة أو من ولىِّ أمرها أن تكون زوجة له، كما يجوز لولى أمر الفتاة أن يعرض على الرجل الذي يراه كفئًا للزواج، أن يتزوج من ابنته، فقد ورد أن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- حين مات زوج ابنته حفصة قال: أتيت عثمان بن عفان فعرضت عليه حفصة فقال: سأنظر في أمري، فلبثت ليالي، ثم لقيني فقال: قد بدا لي أن لا أتزوج. فقال عمر: فلقيت أبا بكر الصديق فقلت: إن شئت زوجتك حفصة بنت عمر. فصمت أبو بكر فلم يرجع إلىَّ شيئًا، وكنت أوجد (أغضب) عليه منى على عثمان، فلبثت ليالي، ثم خطبها رسول الله صلي الله عليه وسلم فأنكحتها إياه، فلقيني أبو بكر فقال: لعلك وجدت علىَّ حين عرضت علىَّ حفصة فلم أرجع إليك شيئًا؟ قال عمر: نعم. قال أبو بكر: فإنه لم يمنعني أن أرجع إليك فيما عرضت علىّ إلا أنى كنت علمت أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قد ذكرها، فلم أكن لأفشى سر رسول الله صلي الله عليه وسلم ، ولو تركها رسول الله صلي الله عليه وسلم قبلتها) [البخاري والنسائي].
وقد أباح الإسلام لمن أراد الخطبة أن ينظر إلى مَنْ أراد خطبتها فينظر إلى وجهها وكفَّيْها، لأن ذلك أدعى لحصول الألفة والمودة بينهما، قال صلي الله عليه وسلم: (إذا خطب أحدكم المرأة، فإن استطاع أن ينظر إلى ما يدعوه إلى نكاحها فليفعل) [أبو داود والترمذي وأحمد]. وقال صلي الله عليه وسلم للمغيرة بن شعبة عندما خطب امرأة: أنظرت إليها؟ قال المغيرة: لا. فقال النبي صلي الله عليه وسلم: (انظر إليها، فإنه أحرى أن يؤدم بينكما) [الترمذي وابن ماجة].
ويجوز للخاطب أن يرسل إلى المرأة التي يريد خطبتها امرأة يثق بها تنظر إليها ثم تعود إليه فتصفها له، فقد ورد أن النبي صلي الله عليه وسلم أرسل أم سليم تنظر إلى جارية فقال: (انظري إلى عرقوبها (أسفل ساقيها مع القدم) وشُمِّى عوارضها (فمها) [أحمد والطبراني والبيهقي].
وكما يجوز للرجل أن ينظر إلى المرأة التي يريد خطبتها، فإنه يجوز للمرأة أيضًا أن تنظر إلى الرجل المتقدم لخطبتها، حتى تحصل الألفة بين كل منهما ، فيرتاح إلى الآخر.
ويجوز للخاطب والمخطوبة أن يجلسا معًا في وجود مَحْرَم، فإن لم يُوجد المحْرم فلا يحل لهما الجلوس معًا. قال صلي الله عليه وسلم: (لا يخلون رجلٌ بامرأة إلا مع ذي محْرم) [متفق عليه].
ولا يحلّ لأحدهما إن جلسا معًا في وجود محْرم أن يلمس أحدهما الآخر، كما لا يجوز للمخطوبة أن تظهر لخطيبها شيئًا من جسدها، لأنها أجنبية عنه ، فالخطبة مجرد وعد بالزواج فقط ، والمخطوبة أجنبية عن خطيبها حتى يتم العقد.
وعلى الرجل أن يتخيَّر الأوقات التي يتقدم فيها لخطبة المرأة، فلا يتقدم لخطبة المطلقة وقت عدتها، أو من مات زوجها قبل انتهاء عدتها، ويجوز له التعريض بالخطبة لمن مات زوجها، أما التي طلَّقها زوجها طلاقًا رجعيّا فيحرم عليه التقدم للخطبة لا بالتعريض ولا بالتصريح؛ لأنها مازالت في عصمته ، وله الحق أن يراجعها، فإن كان الطلاق بائنًا جاز التعريض فقط عند جمهور الفقهاء؛ لأن العلاقة بينها وبين زوجها قد انتهت.
وإذا علم الرجل أن شخصًا ما سبق إلى خطبة هذه المرأة فلا يحل له أن يتقدم هو الآخر لخطبة المرأة نفسها إلا إذا علم بانتهاء الخطبة، فعندئذٍ يجوز له أن يتقدم، وقد نهى النبي صلي الله عليه وسلم أن يخطب الرجل على خطبة أخيه حتى يترك الخاطب قبله أو يأذن له. [رواه الجماعة] ، إلا إذا كان الرجل قد تقدَّم ولم يردَّ عليه أهلها ، وإن خطبها على خطبة أخيه، صحَّت الخطبة ، وأثم لانتهاكه حقوق غيره.
وعلى الولي أن يسأل عن حال منْ تقدم لخطبة ابنته، فيسأل عنه بين أهله، أو في مكان عمله، أو بين أصدقائه.
ولابد من رضا المرأة وإذنها لقوله صلي الله عليه وسلم: (لا تنكح الأيم حتى تُستأمر ، ولا البكر حتى تُستأذن). قالوا: يا رسول الله وكيف إذنها؟ قال: (أن تسكت) [رواه الجماعة].
الآثار المترتبة على فسخ الخطبة:
يجوز لكل من الخاطب والمخطوبة العدول عن الخطبة أو فسخها إذا وُجدت ضرورة لذلك . فإذا وُجدت الضرورة كان التعجيل بالفسخ أفضل.
فإذا تمّ الفسخ تُردّ هدايا الخاطب التي لم تهلك إليه إذا كان الفسخ من جانب المخطوبة، وقيل: لا تُردّ لأنها في حكم الهبة ولا يجوز للواهب أن يرجع في هبته.
وإذا ترتب على فسخ الخطبة ضرر ، وكان العادل عنها هو السبب في هذا الضرر، وجب عليه التعويض، كأن يشترط الخاطب أن تترك خطيبته عملها فوافقت، ثم فسخ هو الخطوبة، فعليه في هذه الحالة تعويضها عن هذا الضرر.
تأثيث البيت: تأثيث البيت من واجبات الرجل، والأثاث ملك له مادام قد جهَّزه بماله، ودفع للعروس مهرها، فإن اتفق مع أهل العروس على أن يدفع مهرًا معينًا ويقومون هم بتأثيث بيت الزوجية جاز ذلك، ولكن يصبح الأثاث ملكًا للزوجة ، فإن اشترك الزوج والزوجة في تأثيث البيت فالأثاث لهما بالمشاركة، وإن لم يدفع الرجل مهرًا على أن يقوم بتأثيث بيت الزوجية أصبح الأثاث ملكًا للزوجة وعوضًا عن المهر.
محمد رافع 52 19-11-2012, 01:39 PM شروط الزواج: يشترط لصحة الزواج ما يلي:
1- إذن ولى المرأة: وهو والدها أو أخوها أو قريبها من ناحية الأب في حالة عدم وجود أب أو أخ ، أو من تختاره المرأة -في حالة عدم وجود هؤلاء- وترى أنه يحرص على سعادتها ومصلحتها. ويرى جمهور الفقهاء أنه لا يجوز للمرأة أن تزوِّج نفسها بدون إذن وليها، قال صلي الله عليه وسلم: (لا نكاح إلا بولى) [أبو داود]. وقال صلي الله عليه وسلم: (أيما امرأة نكحت بغير إذن وليها فنكاحها باطل) [أبو داود والترمذي وأحمد].
ويشترط في الولى أن يكون رجلا بالغًا عاقلا مسلمًا فلا يكون أنثى ولا صبيًا صغيرًا ولا مجنونًا ولا مشركًا.
2- أن يكون الزوج مسلمًا: وألا تكون الزوجة مُحَرَّمة على الرجل، كأن تكون إحدى المحارم، أو تكون غير مسلمة أو كتابية.
3- رضا الرجل والمرأة: فإن أكره أحدهما فلا يصح الزواج.
4- الإشهاد على الزواج: ويكون برجلين مسلمين عاقلين بالغين حُرّين عَدْلَين ممّن يعرفان بالأمانة والصدق لقول الرسول صلي الله عليه وسلم: (لانكاح إلا بولى وشاهدى عدل) [ابن حبان والدارقطنى].
ويشترط سماع الشهود وكلام العاقدين وفهم المراد منه وهو الزواج، ولذا لا ينعقد النكاح بشهادة نائمين أو أصمين وكذلك لا تصح شهادة السكران.
5- أن يكون العقد مؤبدًا: فلا يُحدد بفترة زمنية معينة ، كأن يتزوج الرجل المرأة لمدة عام مثلا، وهو ما يعرف بزواج المتعة، وهو حرامٌ .
6- تعيين الزوجين بالاسم: فيقول الرجل لغيره زوجتك ابنتى فاطمة مثلا وهكذا.
7- ألا يكون أحد الزوجين أو الولى مُحْرِمًا بالحج أو العمرة: قال صلي الله عليه وسلم: ( لايُنكِح المُحرم ولا يُنكَح ولا يخطب) [رواه الخمسة].
8- يتم الزواج بإيجاب وقبول: فيعبر الرجل عن رغبته في الزواج لولىِّ المرأة، فيقبل الولى بعد رضاها كأن يقول: زوجنى ابنتك فلانة. ويذكر اسمها فيقول الولى: زوجتك إياها. أو أن يكتب له أو يشير له بإشارة مفهومة إن كان لا يستطيع الكلام فيوافق الولى، فالزواج يتم بعاقدين ، وأجاز بعض الفقهاء أن ينعقد الزواج بعاقد واحد إذا كانت له ولاية على الطرفين، كأن يكون جد الزوجين، أو وكيلًا لهما.
شروط الزوجة في وقت العقد:
ويجوز للمرأة أن تشترط على زوجها شرطًا في عقد الزواج مادام الشرط لا يحلُّ حرامًا ولا يحرِّم حلالا ، ولا يسقط حقَّا من حقوق الزوج ، كأن تشترط عليه ألا تسافر معه إذا سافر، وعلى الرجل الوفاء به، قال صلي الله عليه وسلم: (أحق الشروط أن تُوفُوا بها ما استحللتم به الفروج) [متفق عليه].
الإعلان: ويجب إعلان الزواج لقول النبي صلي الله عليه وسلم: (أعلنوا النكاح) [الترمذي وأحمد والحاكم].
الزفاف: لا بأس بزفاف العروس إلى زوجها لإظهار السعادة والفرح، وتنشد الأناشيد ويضرب بالدف مع الالتزام التام بآداب الإسلام في عدم الاختلاط بين الرجال والنساء، يقول النبي صلي الله عليه وسلم: (فصل ما بين الحلال والحرام ضرب الدفِّ والصوت في النكاح) [الترمذي والنسائي].
الدعوة والوليمة: ويحرص الزوج على دعوة الأهل والأصدقاء لحضور العرس لدعم روح المحبة والتعاون، كما يجب على المدعو أن يقبل دعوة العرس، قال صلي الله عليه وسلم: (أجيبوا هذه الدعوة إذا دعيتم لها) [متفق عليه].
ويستحب لصاحب العرس أن يُولم وليمة (يُعد طعامًا للمدعوىن) قال صلي الله عليه وسلم لعبد الرحمن بن عوف -رضى الله عنه- عندما علم بزواجه: ( أَوْلِمْ ولو بشاة) [مسلم]. وعلى المدعو لوليمة العرس أن يقبل الدعوة لقوله صلي الله عليه وسلم: (إذا دُعى أحدكم إلى الوليمة فليأتها) [متفق عليه].
وعلى صاحب العرس ألا ينسى الفقراء في الدعوة إلى الوليمة لقوله صلي الله عليه وسلم: (شرُّ الطعام طعام الوليمة يُدعى لها الأغنياء ويترك الفقراء) [متفق عليه].
الخُطبة : ويستحب للزوج أن يخطب خُطبة، ويقال كلام طيب قبل عقد الزواج عن التماس التزويج.
الدعاء للزوجين: كما يستحب الدعاء للزوجين، فعن أبى هريرة أن النبي صلي الله عليه وسلم كان إذا رفَّأ الإنسان (دعا للمتزوج) قال: (بارك الله لك، وبارك عليك، وجمع بينكما في خير) [أبو داود والترمذي].
وإذا دخل الرجل بأهله ، فيستحب له أن يصلي ركعتين بأهله ثم يأخذ برأسها ، ويدعو بما ورد عن النبي صلي الله عليه وسلم ، فعنه صلي الله عليه وسلم قال: (إذا تزوج أحدكم امرأة، أو اشترى خادمًا ، فليقل:اللهم إني أسألك خيرها ، وخير ما جبلت عليه ، وأعوذ بك من شرها وشر ما جبلتها عليه) [أبو داود]،
المهر: هو المال الذي تستحقه الزوجة بالعقد عليها أو بالدخول بها حقيقة، من الرجل وله أسماء كثيرة، منها: المهر والصداق والصدقة والنحلة والأجر والفريضة وغيرها ، وهو واجب على الرجل دون المرأة لما دلت على ذلك أدلة الكتاب والسنة وإجماع المسلمين.
والحكمة من وجوب المهر هو إظهار قيمة هذا العقد ومكانته ، وإعزاز المرأة وإكرامها ، وتقديم الدليل على حسن النية في معاشرتها بالمعروف ودوام الزواج ، وفيه أيضًا مساعدة للزوجة على أن تتهيأ للزوج بما يلزمها من ثياب ونفقة.
وليس للمهر حد أدنى ولا حد أقصى، فللرجل أن يدفع للمرأة مهرًا قدر استطاعته ولا يعنى ذلك المغالاة في المهور، فقد دعا الإسلام إلى عدم المغالاة في المهور ، واعتبر أكثر النساء بركة أقلهن مهرًا، وقد ورد أن النبي صلي الله عليه وسلم زوَّج رجلا ببعض آيات يحفظها من القرآن، وعندما عرضت عليه امرأة نفسها، فلم يرغب في زواجها، فقام رجل فقال: يارسول الله، أنكحنيها. فقال صلي الله عليه وسلم: (هل عندك من شىء؟) قال: لا. قال: (اذهب فاطلب ولو خاتمًا من حديد). فذهب، ثم جاء فقال: ما وجدت شيئًا، ولا خاتمًا من حديد. فقال صلي الله عليه وسلم: (هل معك من القرآن شىء؟). قال: معى سورة كذا وسورة كذا .فقال صلي الله عليه وسلم: (اذهب فقد أنكحتكها بما معك من القرآن) [البخارى]. وهذا حكم خاص بهذا الصحابي، لا يجوز لغيره.
كما روى أن عمر بن الخطاب -رضى الله عنه- قال: لا تغالوا صداق النساء فإنها لو كانت مكرمة في الدنيا أو تقوى عند الله، كان أولاكم وأحقكم بها محمد صلي الله عليه وسلم، ما أصدق امرأة من نسائه، ولا أُصدِقت امرأة من بناته أكثر من اثنتى عشرة أوقية ) [ابن ماجة]. (والأوقية: عشرون درهمًا).
ويدفع المهر للمرأة وقت العقد أو فيما بعد ، أو يُعطى بعضه مقدمًا وبعضه مؤخرًا، فإن أخِّر المهر أو أخِّر جزءًا منه فهو دَيْنٌ على الزوج يجب عليه أن يؤديه . فإن وهبته المرأة له أو تبرَّعت به له أو تنازلت عنه فلا شىء عليه ، فإن لم تتبرَّع به ولم تهبه له، فقد وجب على الزوج أداؤه.
محمد رافع 52 19-11-2012, 01:40 PM الحقوق والواجبات الزوجية
وهى على أنواعٍ ثلاثة:
أ- حق الزوج على زوجته:
فهناك حقوق للزوج تؤديها الزوجة كواجبات عليها تجاه زوجها، ومنها:
(1) الطاعة: فللزوج على زوجته أن تطيعه مادام لم يأمرها بمعصية، قال صلي الله عليه وسلم: (أيما امرأة ماتت وزوجها عنها راضٍ دخلت الجنة) [ابن ماجة].
(2) التزين: فعلى المرأة أن تتزين لزوجها حتى تبدو حسنة المظهر مما يديم العشرة ويزيد المودة بين الزوجين، وكي لا ينظر الزوج إلى امرأة غير الزوجة ، فعليها أن تكفيه.
(3) الاستئذان: فعلى الزوجة أن تستأذن زوجها في معظم أمورها ، فلا تخرج إلا بإذنه ولا تسمح لأحدٍ بدخول بيته إلا بإذنه، ولا تصوم تطوعًا إلا بإذنه، قال صلي الله عليه وسلم: (لايحل للمرأة أن تصوم وزوجها شاهد (أي حاضر معها في البيت) إلا بإذنه، ولا تأذن في بيته إلا بإذنه) [متفق عليه].
(4) القيام بأعباء المنزل: من طهى الطعام وتربية الأولاد وغسل الثياب إلى غير ذلك من الأعمال المنزلية،إذا كان قد جرى العرف بقيام الزوجة بأعمال الزوجية، أما إذا كانت المرأة من وسط لا تخدم فيه ، فعلى الزوج أن يستأجر لها خادمة لتقوم بخدمتها وليصح في هذا الأمر العرف السائد ، وقد كانت فاطمة بنت النبي صلي الله عليه وسلم تعمل لعليّ في بيته.
(5) المحافظة على عرضه وماله وبيته وولده عند غيبته: جاء في الحديث: (.. والمرأة راعية على بيت زوجها وولده...) [متفق عليه].
ب- حقوق الزوجة على زوجها:
للزوجة على زوجها حقوق مالية، وحقوق غير مالية:
أولاً: الحقوق المالية:
(1) المهر: أعطى الإسلام للمرأة حقها في التملك، ومن وسائل هذا التملك المهر، وهو فرض لها على الرجل ، وليس لأبيها ولا لغيره الحق فيه أو أخذ شىء منه إلا بإذنها ورضاها.
(2) النفقة: والمقصود بها توفير ما تحتاج إليه الزوجة من طعام وسكن وخدمة ودواء وغيره لقول الله تعالى: {أسكنوهن من حيث سكنتم من وجدكم ولا تضاروهن لتضيقوا عليهن وإن كن أولات حمل فأنفقوا عليهن حتى يضعن حملهن} [الطلاق: 6]. وقوله تعالى: {لينفق ذو سعة من سعته ومن قدر عليه رزقه فلينفق مما آتاه الله لا يكلف الله نفسًا إلا ما آتاها} [الطلاق: 7].
ثانيًا: الحقوق غير المالية: منها:
(1) حسن المعاشرة: فيجب على الزوج أن يحسن معاملة زوجته وأن يعاشرها بالمعروف، ويقدم ما يمكن تقديمه إليها مما يؤلف قلبها ، ويخلق جوَّا من الحب والسعادة بينهما، قال تعالى: {وعاشروهن بالمعروف فإن كرهتموهن فعسي أن تكرهوا شيئًا ويجعل الله فيه خيرًا كثيرًا} [النساء: 19].
(2) أن يعلمها أحكام دينها: ويراقبها في تصرفاتها، فاهتمام الزوج بزوجته لا يقف عند الجانب المادى فقط بل يتعدى ذلك إلى الجانب المعنوى ، وذلك بتعليمها أحكام دينها والاهتمام بتهذيب خلقها، وذلك عن طريق النصح الواعى البعيد عن التوبيخ أو التجريح، قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارًا وقودها الناس والحجارة} [التحريم: 6]. وقال تعالى: {وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها} [طه: 132].
(4) ألا يفشى سرها: وذلك لقول النبي صلي الله عليه وسلم: (إن من أشر الناس عند الله منزلة يوم القيامة الرجل يفضى إلى امرأته وتفضى إليه ، ثم ينشر سرها) [مسلم].
(5) العدل بين الزوجات: إذا كان الزوج متزوجًا بأكثر من زوجة كان عليه العدل بينهن في المبيت والنفقة، وكان رسول الله صلي الله عليه وسلم يعدل بين نسائه، فقد قالت السيدة عائشة -رضى الله عنها- كان رسول الله صلي الله عليه وسلم يعدل بين نسائه ويقول: (اللهم هذا قسمى فيما أملك ، فلا تلمنى فيما تملك ولا أملك) [أبو داود].
ج- الحقوق المشتركة بـين الزوجين:
(1) حق التوارث: فكل من الزوجين يرث الآخر بعد موته.
(2) تلبية الرغبة ال***ية: فالزوجة تلبى رغبة زوجها إذا طلبها للفراش، قال صلي الله عليه وسلم: (إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه، فأبت، فبات غضبان عليها، لعنتها الملائكة حتى تصبح) [متفق عليه].
وكذلك على الرجل أن يلبى رغبة زوجته ال***ية ما لم تكن حائضًا، ولا يحل له أن يترك جماع زوجته أكثر من أربعة أشهر، أو ستة أشهر إن كان مسافرًا، فكل منهما يغني صاحبه في قضاء حاجته.
(3) حسن المعاشرة: على المرأة أن تسرَّ زوجها إن نظر إليها، وأن تعاونه وتحفظ سره وتشاركه أفراحه وأحزانه، وتخلص له الودَّ والحب وتصدقه الحديث، فلا تكذب عليه أبدًا، وتبتعد عما يؤذيه أو يغضبه قدر استطاعتها. وعلى الرجل ألا يؤذى زوجته أو يضربها بغير ذنب، وأن يحسن الكلام معها ويتلطف في ذلك كما كان الرسول صلي الله عليه وسلم يفعل مع أزواجه.
محمد رافع 52 19-11-2012, 01:40 PM المحرمات من النساء
ليست كل النساء حل للرجل ، فهناك نساء يحرم على الرجل الزواج منهن ، والمحرمات من النساء نوعان:
1- نوع يحرم حرمة مؤبدة.
2 - نوع يحرم حرمة مؤقتة.
النوع الأول: المحرمات حرمة مؤبدة:
وهى التي تحرم على الرجل أبدًا بسبب دائم إما من جهة النسب أومن جهة المصاهرة أو من جهة الرضاع.
(ا) المحرمات بسبب النسب وهن: (الأم والبنت، والأخت، وبنت الأخت، وبنت الأخ، والعمة، والخالة).
(ب) المحرمات بسبب المصاهرة وهن: (زوجة الأب أو الجد، وزوجة الابن أو ابن الابن أو ابن البنت، وأم الزوجة وجدتها وبنت الزوجة المدخول بها).
(جـ) المحرمات بسبب الرضاع:
القاعدة العامة التي تحكم المحرمات من الرضاعة هى قول النبي صلي الله عليه وسلم: (يحرم من الرضاعة ما يحرم من النسب) [رواه الجماعة].
وقد اختلف الفقهاء فيما يثبت به التحريم من الرضاع فقيل: لا يثبت بأقل من خمس رضعات مشبعات متفرقات. وقيل: بل يثبت بثلاث رضعات فأكثر. وقيل: إن قليل الرضاع وكثيره يثبت التحريم والأرجح أن التحريم يثبت بخمس رضعات مشبعات؛ لأن بها يتم التأثير الفعلي في تكوين جسم الجنين من خلال الرضاعة.
النوع الثانى: المحرمات حرمة مؤقتة:
وهن اللائى يحرم الزواج بهن حرمة مؤقتة بسبب معين، فإذا زال السبب زالت الحرمة، وهن خمسة أصناف هى:
(1) المطلقة ثلاثـًا: فلا تحل المرأة لمن طلقها ثلاث مرات إلا إذا تزوحت بغيره ، ودخل بها هذا الغير ثم طلقها باختياره، أو مات عنها فتعود إلى الزوج الأول كزواج جديد بعقد ومهر جديدين.
(2) المرأة المتزوجة: فلا يحل لأحد أن يعقد عليها مادامت متزوجة، والمرأة المعتدة، وهى التي تكون في أثناء العدة من زواج سابق سواء عدة طلاق أو وفاة، فلا يحل لأحد غير زوجها الأول التزوج بها حتى تنقضى عدتها، لأن المرأة تكون مرتبطة به في وقت العدة، فله أن يراجعها ، فلا يسقط حقه بالطلاق الرجعي في وقت العدة.
(3) المرأة المشركة التي لا تدين بدين سماوى: وهى التي تعبد إلهًا آخر غير الله كالأصنام أو الكواكب أو النار أو الحيوان، ومثلها المرأة الملحدة أو المادية وهى التي تؤمن بالمادة إلهًا ، وتنكر وجود الله ، ولا تعترف بالأديان السماوية، فإذا أسلمت هذه المرأة جاز الزواج بها ؛ لإبطال سبب المنع وهو الكفر.
(4) الجمع بين الأخت وعمتها أو خالتها أو غيرها من المحارم: فيحرم على الرجل أن يجمع بين الأختين أو بين المرأة وعمتها وخالتها لقوله تعالى: {وأن تجمعوا بين الأختين إلا ما قد سلف} [النساء: 23]. وعن أبى هريرة -رضى الله عنه- قال: نهى النبي صلي الله عليه وسلم أن تنكح المرأة على عمتها أو خالتها. [رواه الجماعة] ، لما في ذلك من قطيعة الرحم التي أمر الله أن توصل.
(5) المرأة الخامسة لمتزوج بأربع سواها: فلا يجوز للرجل أن يجمع أكثر من أربع زوجات في عصمته في وقت واحد، فإن أراد أن يتزوج بخامسة فعليه أن يطلق إحدى زوجاته الأربع، ثم يتزوج بمن أراد. قال تعالى: {فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثني وثلاث ورباع فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة أو ما ملكت أيمانكم ذلك أدني ألا تعولوا} [النساء:3].
أنواع محرمة من الزواج:
(1) زواج الشغار: وهو أن يزوج الرجل أخته أو ابنته لرجلٍ على أن يزوجه هذا الرجل ابنته أو أخته، دون دفع مهر، قال صلي الله عليه وسلم: (لاشغار في الإسلام) [مسلم والنسائي].
(2) زواج المتعة: وهو الزواج المحدد بوقت كأن يتفق الرجل مع المرأة على أن يتزوجها لمدة شهرين مثلا.
(3) زواج التحليل: وهو إذا طلق الرجل امرأته ثلاث طلقات، فإنها تعتبر بذلك حرامًا عليه، لا يحل له زواجها وإعادتها إلى عصمته، حتى تنكح زوجًا غيره زواجًا صحيحًا بقصد الإحصان ودوام العشرة، فإذا حدث وطلقها هذا الرجل أو مات عنها فإنها تصير بذلك حلالا للزوج الأول إن رغب في زواجها ورغبت فيه، بعقد ومهر جديدين.
ولكن قد يحدث أن تتزوج المرأة المطلقة ثلاثًا رجلا ليحلها لزوجها الأول، فهذا النوع من الزواج هو زواج التحليل وهو محرم، وفاعله (الزوج الثانى) والمفعول له (الزوج الأول) كلاهما ملعون، والمرأة لاتحل به لزوجها الأول.
محمد رافع 52 19-11-2012, 01:41 PM الوكالة في الزواج:
يجوز للرجل أن يوكل غيره في أن يزوجه امرأة مادام بالغًا عاقلا حرَّا. أما المرأة فيرى جمهور الفقهاء أنه لا يصح لها أن توكل غير وليها في الزواج ؛ لأنها لا تملك إتمام العقد بنفسها، فلا تملك توكيل غيرها فيه، وذلك لاستطاعة الرجل أن يحكم عقله فيما هو صالح له، أما المرأة ففي الأغلب تتبع هواها ، فقد تخدع ببعض المظاهر.
والوكالة نوعان مقيدة ومطلقة:
فالوكالة المقيدة: هى أن يُقَيَّد الموكِّل الوكيل بأوصاف معينة فيمن يختارها له، أو بمهرٍ معيّن لا يدفع أكثر منه، أو بامرأة معينة لا يزوجه غيرها.وفى هذه الحالة يجب على الوكيل أن ينفذ ما طلبه الموكل وألا يتعدّاه.
وأما الوكالة المطلقة: فهى التي لا يعيِّن الموكل فيها صفات ولا مهرًا ولا امرأة بعينها، وهنا يتقيّد الوكيل بالمتعارف عليه، فيختار له مَنْ هى كفء له، ويعيِّن مهرًا معقولاً متعارفًا لا مبالغة فيه، فإن فعل غير ذلك توقف الزواج على إجازة الموكل.
ولا يطالب الوكيل في الزوج بحقوق عقد الزواج كأداء المهر أو زفاف المرأة إلى زوجها أو النفقة عليها أو غير ذلك، لأن الوكيل ما هو إلا سفير ومعبِّر عن رغبة الموكِّل.
تعدد الزوجات:
أباح الإسلام للرجل أن يتزوج أكثر من واحدة، بشرط ألا يجمع في عصمته أكثر من أربع نسوة في وقت واحد، واشترط عليه لهذا التعدد أن يعدل بين الزوجات في الطعام والكساء والسكن والمبيت وكل ما كان في قدرته، فإن كان الشيء خارجًا عن قدرته كالميل العاطفى، فلا شيء عليه إن لم يستطع ذلك، وقد كان رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول: "اللهم هذا قسمى فيما أملك (يقصد المأكل والملبس ومثلهما) فلا تلمني فيما تملك ولا أملك (يقصد العاطفة)" [أبو داود والترمذي].
وإن خاف الرجل ألا يعدل بين الزوجات فيما يملك وجب عليه الاقتصار على زوجة واحدة، قال تعالى: {فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة أو ما ملكت أيمانكم} [النساء: 3].
وقد أباح الإسلام تعدد الزوجات لأسباب عديدة، منها: أن المرأة قد تكون مريضة بمرض لا يُرجى شفاؤها منه، فيتزوج الرجل ليحصن نفسه من الوقوع في الرذيلة، أو قد تكون المرأة عقيمة لا تلد، فيتزوج حتى ينجب الولد.
النشوز بـين الزوجين:
إن وجد الرجل نشوزًا من زوجته (أي عصيانًا منها أو امتناعًا منها عن حق من حقوقه) قام بوعظها أولاً، فإن لم ينفع الوعظ اشتد عليها في القول دون تجريح، فإن لم تستقم هَجَرَهَا في المضجع فلا يجامعها بشرط ألا تزيد مدة الهجر عن أربعة أشهر، فإن لم تستقم ضربها ضربًا خفيفًا ويتجنب ضرب وجهها، فإن لم تستقم رفع الأمر إلى القاضى لتوجيه حكمين إليهما حكمًا من أهله وحكمًا من أهلها؛ لينظرا في أمرهما فإما الصلح وإما الطلاق، شريطة أن يتوفر في الحكمين الرغبة في الإصلاح ، ولذا اشترط أن يكونا من أهل الزوجين ، وأن يعرف عنهما الإصلاح، فإذا لم يتوفر الإصلاح فيهما ، أو عرف عنهما عدم الرغبة في الإصلاح بعث ولي الأمر حكمين من أهل الحل والعقد؛ قال تعالي : {واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجرهن في المضاجع واضربوهن فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلاً إن الله كان عليًا كبيرًا. وإن خفتم شقاق بينكم فابعثوا حكمًا من أهله وحكمًا من أهلها إن يريدا إصلاحًا يوفق الله بينهما أن الله كان عليمًا خبيرًا} [ النساء:34- 35]. وكذلك الحال ، إن خافت المرأة من زوجها نشوزًا أو إعراضًا، فلُيبعث من أهلها حكم، ومن أهله حكم، قال تعالي: {وإن امرأة خافت من بعلها نشوزًا أو إعراضًا فلا جناح عليهما إن يصلحا بينهما صلحًا والصلح خير} [النساء: 128].
محمد رافع 52 19-11-2012, 01:43 PM الطـلاق
الطلاق إنهاء للعلاقة الزوجية بسبب من الأسباب، وقد أباحه الشرع عندما تصبح الحياة بين الزوجين مستحيلة، وعندما يشتد الشقاق والنزاع بينهما.
الطلاق حل نهائى لما استعصى حله على الزوجين وأهل الخير والحكمين بسبب اختلاف الأخلاق، وتنافر الطباع، وفشل استمرار مسيرة الحياة بين الزوجين، مما قد يؤدى إلى ذهاب المحبة والمودة وتوليد الكراهية والبغضاء؛ فيكون الطلاق عندئذ طريقًا للخلاص من كل ذلك.
ويكون الطلاق بيد الزوج، لأنه أكثر تحكمًا في الأمور من المرأة، فهى سريعة الانفعال والاندفاع، كما أن الرجل عادة أكثر تقديرًا لعواقب الأمور وأبعد عن الطيش في اتخاذ القرارات، وأشد تحكمًا في عاطفته من المرأة، ومع ذلك فمن حق المرأة أن تطالب بطلاقها في حالة سوء العشرة وغيرها من الحالات.
أركان الطلاق:
للطلاق أركان هي: المطلق، والقصد في الطلاق، ومحل الطلاق.
أولاً: المطلق.
ثانيًا: القصد في الطلاق: وهو أن يقصد المتكلم الطلاق إذا تلفظ به، فلا تقع طلاق الفقيه، إذا لم يقصده لأنه عادة ما يكرره، ولا طلاق من يحكي الطلاق عن نفسه أو غيره، ولا طلاق أعجمي لقن لفظ الطلاق بلا فهم منه لمعناه، كما لا يقع طلاق مَرَّ بلسان نائم، أو من زال عقله؛ لعدم توافر القصد في الطلاق.
ثالثًا: محل الطلاق:
محل الطلاق هو المرأة، فهي التي يقع عليها الطلاق، وذلك إذا كانت في حال زواج صحيح قائم فعلاً، ولو قبل الدخول، أو في أثناء العدة من طلاق رجعي، لأن الطلاق الرجعي لا تزول به العلاقة الزوجية.
ولا يقع الطلاق على المرأة إذا كانت في عدة الطلاق البائن بينونة كبرى، لأن العلاقة الزوجية انتهت بين الزوجين، وكذلك لا يقع في الطلاق البائن بينونة صغرى عند الجمهور، ولا يقع عند الأحناف لبقاء بعض الأحكام الزوجية كوجوب النفقة أو السكنى في بيت الزوجية وعدم حل زواجها بآخر في العدة، كما لا يقع الطلاق على المرأة بعد انتهاء العدة.
محمد رافع 52 19-11-2012, 01:47 PM أنواع الطلاق وحكم كل نوع:
ينقسم الطلاق إلى عدة تقسيمات باعتبارات متنوعة كالتالي:
(ا) من حيث الموافقة للسنة وعدمها ينقسم الطلاق إلى سني موافق للسُّنة، وبدعي (مخالف للسُّنة).
(ب) من حيث الرجعة وعدمها ينقسم إلى رجعى وبائن.
(جـ) من حيث الصيغة ينقسم إلى صريح وكناية.
أولاً: تقسيم الطلاق من حيث السنة والبدعة:
ينقسم الطلاق من حيث موافقته للسنة أو البدعة إلى سنى وبدعى.
الطلاق السني: هو الطلاق الواقع على الوجه الذي ندب إليه الشرع؛ وهو أن يطلق الزوج زوجته طلقة واحدة في طهرٍ (غير حائض)، لم يمسسها فيه (أي لم يجامعها فيه)، وهو الطلاق المشروع، ويكون بأن يطلق مرة يعقبها رجعة، ثم مرة ثانية يعقبها رجعة، ثم يخير نفسه بعد ذلك إما أن يمسكها بمعروف أو يفارقها بإحسان، قال تعالى: {الطلاق مرتان فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان} [البقرة :229]. فإن طلقها الثالثة فلا يحل له أن يراجعها إلا بعد أن تتزوج زوجًا غيره زواجًا صحيحًا.
الطلاق البدعى: هو الطلاق المخالف للشرع كأن يطلقها ثلاثًا بكلمة واحدة، أو متفرقات بمجلس واحد، كأن يقول: أنت طالق، أنت طالق، أنت طالق، أو يطلقها اثنتين بكلمة واحدة، أو يطلقها في حيض أو نفاس أو في طهر جامعها فيه، وقد أجمع العلماء على أن الطلاق البدعى حرام وأن فاعله آثم، واختلفوا هل يقع أم لا، فقال بعضهم: يقع. وقال البعض الآخر: لا يقع.
ثانيًا: تقسيم الطلاق من حيث الرجعة:
ينقسم الطلاق من حيث رجوع الزوجة إلى زوجها أو عدم رجوعها إلى: طلاق رجعى، وطلاق بائن.
أ- الطلاق الرجعى: هو الطلاق الأول أو الثانى الذي يوقعه الزوج على زوجته التي دخل بها حقيقة حيث يكون له بعده حق إرجاع الزوجة إليه مادامت في عدتها.
فللرجل أن يُرجع زوجته إن طلقها طلقة واحدة أو اثنتين وكانت لا تزال في عدتها، ويكون الرجوع بالكلام كأن يقول لها: راجعتك. أو بالفعل كأن يقبِّلها أو يجامعها.
ويستحب الإشهار على الرجعة عند جمهور الفقهاء لكنه لا يشترط.
ورجوع الزوجة حق للرجل خلال مدة العدة، فإذا انقضت مدة العدة فلا مراجعة.
ب- الطلاق البائن:
فهو الطلاق الذي يوقعه الزوج بزوجته وهو نوعان:
1- طلاق بائن بينونة صغرى: مثل الطلاق قبل الدخول، والطلاق بالطلقة الأولى أو الثانية مع انقضاء عدة الطلاق دون رجوع من الزوج.
وبهذا الطلاق تصبح المرأة أجنبية عن زوجها فلا يحل الاستمتاع بها، ولا يتوارثان، ولا يحل للرجل أن يُرجع زوجته إلا بعقد ومهر جديدين وبرضاها، وتنقص به عدد الطلقات التي يملكها الرجل، ويحل به مؤخر الصداق.
2- طلاق بائن بينونة كبرى: وهو طلاق الرجل للمرأة للمرة الثالثة، وبه تنفصل المرأة عن الرجل انفصالا نهائي، فلا يحلُّ له أن يتزوجها إلا إذا تزوجت غيره زواجًا صحيحًا، فإن تزوجها غيره زواجًا صحيحًا، ثم طلقت منه حلَّ له أن يتزوجها، وهذا الطلاق يمنع التوارث، ويحل به الصداق المؤجل، وتُحَرَّم به المطلقة تحريمًا مؤقتًا على الزوج حتى تتزوج بآخر ويدخل بها دخولا حقيقيًا ثم يطلقها أو يموت عنها، فالطلاق البائن بينونة كبرى لا يبقى للزوجية أثرًا على الإطلاق سوى العدة.
ثالثًا: تقسيم الطلاق من حيث الصيغة:
يقع الطلاق باللغة العربية أو بغيرها من اللغات ، سواء أكان الطلاق باللفظ أم بالكتابة أم بالإشارة.
الطلاق يقع بلفظ من الزوج يفيد إنهاء العلاقة الزوجية، مثل: أنت طالق أو أنت مطلقة، أو فارقتك أو سرحتك أو بالألفاظ غير الصريحة مثل: اذهبى إلى بيت أبيك ولا تعودى إلىَّ أبدًا إذا قصد بهذا القول الطلاق.
وينقسم الطلاق من حيث الصيغة إلى صريح وكناية:
الطلاق الصريح: ويكون باللفظ الذي يفهم منه المراد ويغلب استعماله عرفًا في الطلاق مثل (أنت طالق) و(مطلقة) و(طلقتك) وغير ذلك مما هو مشتق من لفظ الطلاق، وألفاظ الطلاق الصريحة كما جاءت في القرآن ثلاثة: الطلاق والفراق والسراح.
ويقع الطلاق بهذه الألفاظ دون حاجة إلى نية تبين المراد منه لظهور دلالته ووضوح معناه.
طلاق الكناية: وهو كل لفظ يحتمل الطلاق وغيره ولم يتعارف عليه الناس في الطلاق مثل قول الرجل لزوجته: الحقى بأهلك أو اذهبى أو اخرجى أو أنت بائن أو أنت علىَّ حرام إلى غير ذلك. ولايقع الطلاق بهذه الألفاظ إلا بالنية.
كما يقع الطلاق بالكتابة ، فإن كانت الكتابة صريحة بالطلاق يقع الطلاق، وإن كانت الكتابة فيها كناية ، فهي تفتقر إلي النية، فإن كان الطلاق وقع ، وإلا فإنه لا يقع.
كما يكون الطلاق بإرسال رسول إلى الزوجة ، فيقول الزوج للرسول : قل لها : أنت طالق، ويقع الطلاق بمجرد أن يتلفظ بهذا اللفظ.
والطلاق يقع بالإشارة للأخرس، لعدم قدرته على النطق ، أما إذا أشار المتكلم فإن إشارته لا تجدي في الطلاق ولا الزواج.
وللرجل أن يفوض امرأته في تطليق نفسها كأن يقول لها: أمرك بيدك، أو طلقى نفسك إن شئت. فإن اختارت الطلاق كان الطلاق طلاقًا بائنًا. وإن اختارت البقاء فلا شىء عليهما ولا يُعد ذلك طلاقًا.
الإشهاد على الطلاق: كما يجب الإشهاد على الزواج يستحب الإشهاد عند الطلاق وعند الرجعة، قال تعالى: {فإذا بلغن أجلهن فأمسكوهن بمعروف أو فارقوهن بمعروف وأشهدوا ذوي عدل منكم} [الطلاق: 2].
التفريق بالقضاء: وقد تلجأ المرأة إلى القضاء لتمكينها من إنهاء العلاقة الزوجية التي لا تستطيع إنهاءها بنفسها، فإن حُكم لها بالتفريق بينها وبين زوجها لعدم إنفاق زوجها عليها، أو لعيوب جسمية أو ***ية خاصة بالرجل تمنع الاستمتاع والإنجاب، أو لسوء العشرة عُدّ هذا التفريق طلاقًا بائنًا، وإن كان لسبب يمنع استمرار الزواج كاكتشاف أن الزوجين أخوان في الرضاعة، عُدّ هذا التفريق فسخًا للزواج، وبه تنتهى الحياة الزوجية حين حدوثه.
محمد رافع 52 19-11-2012, 01:53 PM قيود إيقاع الطلاق :
الزواج رباط مقدس، وحل هذا الرباط فيه كثير من الأضرار في الغالب، لذا فإن الشرع قد وضع قيودًا لإيقاع الطلاق هي :
- أن يكون الطلاق لحاجة مقبولة: فإن كان لحاجة غير مقبولة ، فإنه يقع ويأثم المطلِّق.
- أن يكون في طهر لم يجامعها فيه: فقد طلق ابن عمر زوجته وهي حائض ، فذكر ذلك للنبي صلي الله عليه وسلم فقال: (مره ، فليراجعها أو ليطلقها طاهرًا أو حاملا) [البخاري]. والطلاق في العدة فيه ضرر على المرأة، وذلك لإطالة مدة العدة إلا من الحيضة التي وقع فيها الطلاق لا تحتسب من العدة ، والطلاق في الحقيقة يقع عند المذاهب الأربعة ، مع أنه إثم ، لأن هذا الطلاق هو الطلاق البدعي ، وقال الشيعة الإمامية والظاهرية وابن تيمية وابن الهيثم أن الطلاق لا يقع.
- أن يكون الطلاق مفرقًا ليس بأكثر من واحدة: ومن حلف ثلاثًا بلفظ واحد ، فالجمهور - ومنهم المذاهب الأربعة والظاهرية على أنه يقع ثلاثًا ، ويرى الشيعة الإمامية أنه لا يقع به شىء.
المتعة: هى مالٌ يدفعه المطلق إلى مطلقته بحسب حاله بين الغنى والفقر، وهو واجبٌ في الطلاق الذي يكون قبل الدخول في زواجٍ لم يُحدد فيه المهر لا قبل العقد ولا بعده، قال تعالى: {لا جناح عليكم إن طلقتم النساء ما لم تمسوهن أو تفرضوا لهن فريضة ومتعوهن علي الموسع قدره وعلي المقتر قدره متاعًا بالمعروف حقًا علي المحسنين} [البقرة: 236].
وفى المتعة أقوال كثيرة للفقهاء بين الوجوب والاستحباب، والأرجح أن المتعة واجبة لكل مطلقة سواء أكان الطلاق قبل الدخول أم بعده، إلا للمطلقة قبل الدخول والتي حُدد لها مهرٌ ، فإنه يكتفى لها بنصف المهر.
اللعان:
وهو أن يتهم الرجل زوجته بالزنى، أو أن ينفى نسب طفل ولدته زوجته إليه، فيقسم أربع شهادات بالله إنه صادق في اتهامه، ويقسم قسمًا خامسًا بأن لعنة الله عليه إن كان من الكاذبين، فإن أنكرت الزوجة أقسمت أربع مرات إنه من الكاذبين، وتقسم قسمًا خامسًا أن غضب الله عليها إن كان من الصادقين. قال تعالى: {والذين يرمون أزواجهم ولم يكن لهم شهداء إلا أنفسهم فشهادة أحدهم أربع شهادات بالله إنه من الصادقين. والخامسة أن لعنت الله عليه إن كان من الكاذبين. ويدرأ عنها العذاب أن تشهد أربع شهادات بالله إنه من الكاذبين. والخامسة أن غضب الله عليها إن كان من الصادقين} [النور: 6-9].
ويُقدِّم الحاكمُ الزوج فيشهد قبل المرأة، فإن امتنع عن اللِّعَان أقام عليه حدَّ القذف، وإن امتنعت هى عن اللعان أقام عليها حد الزنى، وتتم التفرقة بين الزوجين باللعان، ولا يحل لهما الزواج ببعضهما أبدًا.
الإيلاء:
وهو أن يقسم الزوج أن يمتنع عن مجامعة زوجته مدة لا تزيد عن أربعة أشهر، فإن عاد فجامعها كانت عليه كفارة يمين، وإن مضت الشهور الأربعة ولم يرجع الزوج في قسمه يكون بذلك قد عزم الطلاق.
والإيلاء حرام عند الجمهور للإيذاء، لأنه يمين على ترك واجب.
وكفارة الإيلاء هى نفسها كفارة اليمين؛ وهى أن يطعم عشرة مساكين يومًا واحدًا أو كسوتهم أو تحرير رقبة، فمن لم يجد شيئًا من ذلك وجب عليه صيام ثلاثة أيام متتابعات، وذلك كله إذا رجع عن يمينه، أما إذا لم يجامع الزوج زوجته قبل مرور أربعة أشهر ولم يقربها يكون قد طلقها طلقة بائنة.
الظهار:
وهو أن يقول الرجل لامرأته: أنت علىَّ كظهر أمى. والظهار حرام، وبه تكون المرأة محرمة على زوجها .
وكفارة ذلك أن يعتق المسلم رقبة، فإن لم يجد يصوم شهرين متتابعين، فإن لم يستطع يطعم ستين مسكينًا، يقول تعالى: {والذين يظاهرون من نسائهم ثم يعودون لما قالوا فتحرير رقبة من قبل أن يتماسا ذلكم توعظون به والله بما تعملون خبير. فمن لم يجد فصيام شهرين متتابعين من قبل أن يتماسا فمن لم يستطع فإطعام ستين مسكينًا ذلك لتؤمنوا بالله ورسوله وتلك حدود الله وللكافرين عذاب أليم} [المجادلة: 3-4].
الخلع:
هو أن يفارق الرجل زوجته مقابل بدل يحصل عليه منها ؛ فقد لا تقدر المرأة على المعيشة مع زوجها لعدم الوفاق بينهما مثلا أو لكراهيته، فترد لزوجها كل ما أخذت منه (المهر الذي دفعه لها) إلا أن يقبل هو بأقل مما ما دفع لها، وبذلك تكون قد خلعت نفسها منه، قال تعالى: {فإن خفتم ألا يقيما حدود الله فلا جناح عليهما فيما افتدت به} [البقرة: 229].
وعن ابن عباس قال: جاءت امرأة ثابت بن قيس بن شماس إلى رسول الله صلي الله عليه وسلم فقالت: يارسول الله، إني ما أعتب عليه في خلق ولا دين، ولكني أكره الكفر في الإسلام، فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم: (أترين عليه حديقته؟ قالت: نعم. فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم: (أقبل الحديقة، وطلقها تطليقة) [البخاري والنسائي]. وقيل طلاق بائن.
العدة: هى مدة محدودة، لا يحل للمرأة فيها الزواج، وتبدأ من لحظة فراق زوجها بالطلاق أو الموت، وهى واجبة على المرأة.
أنواع العدة:
1- عدة الحامل: تنتهى بوضع الحمل سواء أكانت المرأة مطلقة أم متوفى عنها زوجها، لقول الله تعالى: {وأولات الأحمال أجلهن أن يضعن حملهن} [الطلاق: 4].
سواء أكان الحمل حيًّا أم ميتًا، تام الخلقة أو ناقصها، نفخ فيه الروح أو لم ينفخ.
2- عدة المتوفى عنها زوجها: وعدتها أربعة أشهر وعشرة أيام مالم تكن حاملا، لقول الله تعالى: {والذين يتوفون من منكم ويذرون أزواجًا يتربصن بأنفسهن أربعة أشهر وعشرًا} [البقرة: 234]. ولا فرق بين أن يكون الرجل قد دخل بزوجته أو لم يدخل بها.
3- عدة المطلقة: إذا طلقت المرأة ولم تكن حاملا، وكانت من ذوات الحيض فعدتها ثلاثة قروء، قال تعالى: {والمطلقات يتربصن بأنفسهن ثلاثة قروء} [البقرة: 228]. والقروء: جمع قُرْء. وهو الحيض، وعلى ذلك فعدة المطلقة هنا ثلاث حيضات.
أما إذا كانت المرأة من غير ذوات الحيض كالصغيرة التي لم تبلغ أو الكبيرة التي لا تحيض حيث بلغت سن اليأس فعدتها ثلاثة أشهر، لقول الله تعالى: {واللائي يئسن من المحيض من نسائكم إن ارتبتم فعدتهن ثلاثة أشهر واللائي لم يحضن وأولات الاحمال أجلهن أن يضعن حملهن} [الطلاق: 4] .
وإذا طلق الرجل زوجته قبل الدخول بها فلا عدة عليها، لقول الله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا إذا نكحتم المؤمنات ثم طلقتموهن من قبل أن تمسوهن فما لكم عليهن من عدة تعتدونها} [الأحزاب: 49].
4- عدة المفقود زوجها: عدة المرأة التي غاب عنها زوجها ولم يُعْرَف أحىٌّ هو أم ميت، قيل: فعلى الزوجة عدتها أن تنتظر أربع سنوات، ثم تعتد عدة الوفاة وهى أربعة أشهر وعشرة أيام؛ ودليل ذلك ما روى عن عمر -رضى الله عنه- أن رجلا غاب عن امرأته وفقد، فجاءت امرأته إلى عمر، فذكرت ذلك له، فقال: تربصى (انتظرى) أربع سنين. ففعلت، ثم أتته فقال: أين ولى هذا الرجل؟ فجاءوا به، فقال: طلقها. ففعل. فقال عمر: تزوجى من شئت. [الدارقطنى].
وقيل: ليس لها أن تعتد حتى يتحقق موته أو طلاقه لها.
5- عدة المختلعة: المختلعة وهى المرأة التي خلعت نفسها من زوجها بأن أعطته ما دفعه من مهر وغيره مقابل طلاقه لها، فعدتها حيضة واحدة ودليل ذلك ما قاله رسول الله صلي الله عليه وسلم لثابت: (خذ الذي لها عليك وخل سبيلها). قال: نعم. فأمرها رسول الله صلي الله عليه وسلم أن تعتد بحيضة واحدة وتلحق بأهلها) [النسائي].
أحكام المعتدة وحقوقها:
1- تحريم الخطبة: لا يجوز للأجنبى خطبة المعتدة صراحة سواء أكانت مطلقة أم متوفى عنها زوجها، لأن المطلقة طلاقًا رجعيَّا في حكم الزوجة، ولا يجوز التعريض بالخطبة للمعتدة عدة طلاق، ويجوز ذلك في عدة الوفاة، لقوله تعالى: {ولا جناح عليكم فيما عرضتم به من خطبة النساء} [البقرة: 235].
2- تحريم الزواج: لا يجوز للأجنبى إجماعًا زواج المعتدة، لقوله تعالى: {ولا تعزموا عقدة النكاح حتى يبلغ الكتاب اجله} [البقرة 235]، أي لا تعقدوا عقد النكاح حتى تنقضى العدة التي كتبها الله على المعتدة، وإذا وقع الزواج كان باطلا.
3- تحريم الخروج من البيت: لا يجوز للمعتدة الخروج من البيت إلا لعذر، ولا يجوز لها المبيت خارج بيتها.
4- النفقة: وهى واجبة على الزوج.
فإذا كانت المعتدة مطلقة طلاقًا رجعيًا وجبت لها النفقة بأنواعها المختلفة من طعام وكساء وسكن، لأنها تعد زوجة ما دامت في العدة.
وإذا كانت معتدة من طلاق بائن فهى إما أن تكون حاملا أو غير حامل، فإن كانت حاملا وجبت لها النفقة بأنواعها المختلفة؛ لقوله تعالى: {وإن كن أولات حمل فأنفقوا عليهن حتى يضعن حملهن} [الطلاق: 6].
وإن كانت غير حامل وجب لها النفقة عند بعض الفقهاء، ولا يجب لها ذلك عند البعض الآخر، وقيل: يجب لها السكن فقط.
أما إذا كانت معتدة من وفاة فلا نفقة لها باتفاق العلماء لانتهاء الحياة الزوجية بالموت، ولها السكن عند بعضهم مدة العدة.
التفريق القضائي:
يكون التفريق القضائي عند تعسف الرجل في عدم تطليق المرأة إذا كانت هناك أسباب تدعو إلى ذلك ، وربما كان التفريق القضائي فسخًا للعلاقة الزوجية بين الزوجين.
والتفريق القضائي يكون طلاقًا بسبب عدم الإنفاق أو بسبب الإيلاء ،و أو لعلل معينة ، وللشقاق بين الزوجين، أو للغيبة أو للحبس ، أو للتعسف. وقد يكون التفريق القضائي فسخًا لعقد الزوجية ، كما هو الحال في العقد الفاسد، كالتفريق بسبب الردة وإسلام أحد الزوجين .
التفريق لعدم الإنفاق :
للمرأة الحق في رفع دعوى بالتفريق بينها وبين زوجها إذا كان الزوج لاينفق عليها .
- فإن كان للزوج مال معلوم ، نفذ الحكم عليه بأن ينفق عليها من ماله ، ولا داعي للتفريق.
- فإن لم يكن له مال ظاهر معلوم، فإن كان حاضرًاِ ولم يثبت عجزه عن الإنفاق، وأصر على الامتناع؛ فرق القاضي بينهما في الحال.
- فإن ثبت عجز الزوج عن الإنفاق ، أمهله القاضي ثلاثة شهور علي الأكثر أو أي مدة يراها القاضي فإن مضت المدة ولم ينفق الزوج عليها فالقاضي يفرق بينهما.
فإن كان غائبًا وليس له مال ظاهر فيجب إعذاره وإمهاله إلي مدة لا تتجاوز ثلاثة أشهر، فإن مضت المدة ولم ينفق علي الزوجة فرق القاضي بينهما .
والتفريق القضائي بسبب عدم الإنفاق هو رأي الجمهور، ويرى الحنفية أنه لا يجوز التفريق بسبب عدم الإنفاق .
والتفريق القضائي طلاق رجعي عند المالكية فإن أيسر الزوج في العدة وأنفق علي زوجته ؛ جاز له إرجاعها ويرى الشافعية والحنابلة أن الفرقة لأجل النفقة فسخ لا طلاق.
التفريق بسبب العيوب:
يجوز للقاضي التفريق بين الزوجين إذا كان أحدهما مريضًا مرضًا ***يًا ، وهو قطع الذكر ، والعنة ، وهي العجز عن الجماع بسبب صغر الذكر أو غير ذلك ، والخصاء وهو استئصال أو قطع الخصيتين وذلك بالنسبة للرجل ، أما المرأة ، فإن كان بها الرتق ، وهو أن يكون الفرج مسدودًا ملتصقًا بلحم من أصل الخلقة لا مسلك للذكر فيه. والقرن ، وهو عظم أو غدة تمنع دخول الذكر. والغفل ، وهو رغوة تمنع لذة الوطء. ونخر الفرج، وهو رائحة منتنة تثور في الوطء ، وانخراق ما بين القبل والدبر.
أو كان التفريق لمرض منفر ، بحيث لا يمكن المقام معه ، كالجنون والجذام والبرص، إلا إذا كان يمكن مداواته المرض، فإن لم يكن من الممكن علاجه، تم التفريق بينهما. والتفريق بين الزوجين لمرض أو علة، يعد طلاقًا بائنًا.
التفريق للشقاق أو الضرر وسوء العشرة:
فإذا ثبت إضرار الزوج لزوجته ، وسوء عشرته لها ، كأن يضربها ضربًا مبرحًا ،أو يشتمها شتمًا مقذعًا ،أو يحملها على معصية الله، أو يعرض عنها من غير سبب ، جاز للمرأة رفع أمرها للقاضي، فإذا ثبتت دعواها فللقاضي أن يفرق بينهما، وهذا رأي المالكية. أما الأحناف والحنابلة والشافعية ،فهم لا يجيزون التفريق بسبب الشقاق وسوء العشرة ،بل على القاضي أن يؤدبه حتى يستقيم أمره ، فإن لم ينصلح حاله ، يبعث حكمًا من أهله وحكمًا من أهلها لأجل الإصلاح ، أو ما يتفق عليه لمصلحة الزوجين .
محمد رافع 52 19-11-2012, 01:56 PM الرَّضاع
حق الصغير في الرضاع:
للولد حق في الرضاع، وهو يجب على الأم شرعًا، فإن قصرت في ذلك، تسأل عنه أمام الله، ولكن هل يجب عليها من ناحية القضاء؟
يرى المالكية أنه يجب على الأم إرضاع ولدها إذا كانت زوجة أو معتدة من طلاق رجعي، فلو امتنعت ولم يكن لها عذر في ذلك أجبرها القاضي، ويستثنى من ذلك المرأة الشريفة إلا إذا كانت لاترضع، وقبل الولد الرضاعة من غيرها، واستدلوا بقوله تعالى : {والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة} [البقرة: 233].
ولأن المطلقة طلاقًا رجعيًا لها النفقة على زوجها، فلا تأخذ أجرًا على الرضاعة، بخلاف المطلقة طلاقًا بائنًا، فيصبح الإرضاع حقًا في جانب الأب، يجب أن يستأجر من ترضع ولده، ولو كانت أمه، وقد ورد عن النبي صلي الله عليه وسلم قوله: (تقول لك المرأة: أنفق عليَّ وإلا طلقني. ويقول لك العبد أطعمني واستعملني. ويقول لك ابنك: أنفق عليّ إلى من تكلني) [البخاري].
ويرى الجمهور أن إرضاع الأم ولدها قضاء مندوب لا تجبر عليه؛ لأن قوله تعالى: {والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة وعلي المولود له رزقهن وكسوتهن بالمعروف لا تكلف نفسٌ إلا وسعها لا تضار والدة بولدها ولا مولود له بولده وعلي الوارث مثل ذلك} [البقرة: 233].
أمر يدل على الندب والإرشاد للوالدات أن يرضعن أولادهن إذا لم يقبل الولد غير ثدي أمه.
وجوب الإرضاع من الأم:
- أن يرفض الولد كل ثدي غير ثدي أمه، فيجب عليها إرضاعه، لإنقاذه من الهلاك.
- عدم وجود مرضعة غيرها ترضع ولدها.
- إذا كان الأب معدومًا، أو فقيرًا، لا يستطيع أن يستأجر له مرضعًا.
- كما أوجب الشافعية على الأم إرضاع ولدها اللبن النازل أول الولادة، لحاجة الولد له خاصة، لأن تركه قد يؤدي إلى وفاته.
استئجار المرضع:
إذا امتنعت الأم عن الإرضاع، وجب على الأب أن يستأجر لولده من يرضعه، وعلى المستأجرة أن ترضعه في بيت أمه، لأن الحضانة حق لها، فإن امتنع الأب، طالبته أمه بدفع أجرة الإرضاع، ولا تأخذ هي الأجرة إلا إذا كانت طالقًا طلاقًا بائنًا لا رجعة فيه، أو بعد انتهاء مدة العدة.
واجب المرضع وأجرها:
يجب على المرضع إرضاع الولد وما يجب عليها من أمور يحتمها العرف، مثل: إصلاح طعامه وخدمته؛ فإن أرضعته بلبن شاة فلا أجر لها، لأنها لم تفعل ما يجب عليها أصلاً وهو الإرضاع. وتأخذ المرضع أجرًا سواء كانت الأم أم غيرها إذا كانت مستحقة للأجر.
محمد رافع 52 19-11-2012, 02:02 PM ما حرم بالرضاع:
ثبت التحريم بالرضاع بقول الله تعالى: {وأمهاتكم اللاتي أرضعنكم وأخواتكم من الرضاعة} [النساء: 23].
ومما روت أم المؤمنين عائشة -رضى الله عنها- أن النبي صلي الله عليه وسلم قال: (إن الرضاعة تحرم ما تحرم الولادة)[متفق عليه]. وقد رفض رسول الله صلى الله عليه وسلم الزواج من ابنة عمه حمزة، فقال:"لا تحل لي، يحرم من الرضاع ما يحرم من النسب، وهي ابنة أخي من الرضاعة"[متفق عليه].
عدد الرضعات:
اختلف الفقهاء في عدد الرضعات التي تحرم علي أقوال:
1- يثب التحريم بثلاث رضعات، إلي ذلك ذهب أبو ثور، وأبو عبيد، وداود الظاهري وابن المنذر، واستدلوا علي ذلك بقول رسول الله ( "لا تحرم المصة ولا المصتان"[مسلم والنسائي]
2- تحرم عشر رضعات، إلي ذلك ذهبت حفصة بنت عمر زوج النبي (، قالت: "لا يحرم دون عشر رضعات"[البيهقي].
3- يحرم القليل والكثير، وإليه ذهب علي وابن عباس، وسعيد ابن المسيب، والحسن البصري، ومكحول وغيرهم، وهو رواية عن الإمام أحمد.
4- التحريم بخمس رضعات فصاعدًا، وهذا رأي عائشة، وابن مسعود، وابن الزبير، وعطاء والحارس، وهو قول الشافعي، وهو المختار لدي المحققين من الأئمة، واستدلوا علي ذلك بما يلي:
1-قول عائشة رضي الله عنها:"كان فيما أنزل من القرآن، عشر رضعات معلومات يحرمن، ثم نسخن بخمس معلومات، فتوفي رسول الله ( وهن مما يقرأن من القرآن"[مسلم ومالك]
2-كان أبو حذيفة قد تبني سالمًا، ثم حرم الله التبني، فلما كبر سالم، كان يدخل علي زوجة أبي حذيفة، وقد تكون كاشفة رأسها، فكانت تتحرج من ذلك، فذهبت إلي النبي ( وقالت له: يارسول الله، كنا نري سالمًا ولدًا يأوي معي ومع أبي حذيفة، ويراني فضلي (أي متبذلة في ثيابها أو كاشفة رأسها)، وقد أنزل الله عز وجل فيهم ما قد علمت، فقال ( :"أرعيه خمس رضعات". فكان بمنزلة ولدها من الرضاعة [مالك وأحمد]
المدة التي تحرِّم بالرضاع:
تعددت آراء العلماء حول تقدير المدة التي يقتضي الرضاع فيها التحريم، وهي:
الأول: لا يحرم منه إلا ما كان في الحولين، وإليه ذهب عمر، وابن عباس وابن مسعود والشافعي وأبو حذيفة ومالك وغيرهم.
الثاني: ما كان قبل الفطام، وإليه ذهبت أم سلمة والحسن والزهري والأوزاعي وغيرهم.
الثالث: الصغر يقتضي التحريم، وهو قول أمهات المؤمنين عدا عائشة، وابن عمرو، وسعيد بن المسيب.
الرابع: ثلاثون شهرًا، وهو رواية عن أبي حنيفة وزفر تلميذه.
الخامس: في الحولين وما قاربهما، وهو رواية عن مالك.
السادس: ثلاث سنين، وهو رأي الحسن بن صالح وجماعة من الكوفة.
السابع: سبع سنين، وهو رأي عمر بن عبدالعزيز.
الثامن: عامًا واثنا عشر يومًا، وهو رأي ربيعة.
التاسع: الرضاع يعتبر فيه الصغر إلا فيما دعت إليه الحاجة، مثل رضاع الكبير الذي لا تستغني المرأة عن دخوله عليها، ويشق احتجابها منه، وهو رأي الإمام ابن تيمية والمختار لدي الإمام الشوكاني وهذا الرأي الأخير هو الراجح، لأنه يجمع بين الأحاديث، وقد جعل قصة سالم مخصصة لعموم الأحاديث الأخري، مثل:"لا يحرم من الرضاع إلا ما فتق الأمعاء في الثدي، وكان قبل الفطام"[الترمذي].
محمد رافع 52 19-11-2012, 02:03 PM شروط الرضاع للزواج:
يشترط في الرضاع ليكون محرِّمًا للزواج ما يلي:
1- أن يكون لبن آدمية ولو ميتة، فلو رضع رجل وامرأة من بهيمة، يحل لهما الزواج، ولو رضعت المرأة في إناء ثم ماتت، يثبت التحريم، لأن اللبن لا يموت، ومنه يكون اللحم.
2- أن يكون الإرضاع من طريق الفم.
3- ألا يخلط اللبن بغيره، خلطًا يغيره، فإن غيره لم يحرمه، وإن غلب اللبن علي الشيء الذي خالطه، كان في حكم اللبن، فيحرم.
4 أن يصل اللبن إلي معدة الرضيع حتى يحصل التغذي به.
5- أن يكون الرضاع في حالة الصغر، إلا ما كان من رضاع الكبير الذي لا تستغني المرأة عن دخوله عليها، لحديث سهلة بنت سهيل، وهو حديث صحيح، وبذا يجمع بين الأحاديث كما رأي ابن تيمية -رضي الله عنه-.
طرق إثبات الرضاع:
يثبت الرضاع من خلال أمرين: "الإقرار، والبينة الإقرار" إذا أقر كل من الزوجين بالرضاع، أو أقر الرجل دون المرأة، أو أقرت المرأة ثم وافقها الرجل، فلا يحل لهما الزواج، وإن تم الإقرار بعد الزواج يفسخ العقد، ويترتب عليه ما يترتب علي الفسخ من آثار.
ولا يعترف بإقرار المرأة بعد الزواج إذا خالفها الزوج"البينة" وطريقها الإخبار في مجلس القضاء بثبوت الرضاعة بين زوجين، ويكون إثبات الرضاع بشهادة رجلين ورجل وامرأتين، وقد قال عمر بن الخطاب-رضي الله عنه-:"لا يقبل علي الرضاع أقل من شاهدين"، وكان ما قاله في وجود الصحابة-رضوان الله عليهم-، ولم ينكر عليه أحد منهم، فكان بمكانة الإجماع.
وقال الشافعي: "يثبت الرضاع بشهادة أربع نسوة، لاختصاص النساء بالاطلاع عليه غالبًا، كالولادة، ولا يثبت بدون أربع نسوة"، لأن كل امرأتين بمثابة رجل، وتقبل شهادة أم الزوجة وبنتها مع غيرهما حسبة بدون تقديم دعوى.
محمد رافع 52 19-11-2012, 02:14 PM الحضانة
تعريفها: الحضانة هي القيام بحفظ الصغير أو الصغيرة، أو المعتوه الذي لا يميز، ولا يستقل بأمره، وتعهده بما يصلحه، ووقايته مما يؤذيه ويضره، وتربيته جسميا ونفسيا وعقليا، حتى يقوي علي النهوض بتبعات الحياة والاضطلاع بما عليه من مسئوليات.
حكمها:
والحضانة واجبة للصغير والصغيرة، لأن المحضون يهلك بتركها، فوجبت حفاظًا عليه من المهالك والمخاوف.
لمن حق الحضانة:
للأم حق الحضانة مادام الولد صغيرًا، فعن عبد الله بن عمرو أن امرأة قالت: يا رسول الله، إن ابني هذا كان بطني له وعاء، وحجري له حواء، وثديي له سقاء، وزعم أبوه أنه ينزعه مني. فقال: "أنت أحق به مالم تنكحي[أحمد وأبو داود]
وعن القاسم بن محمد قال:"كانت عند عمر بن الخطاب امرأة من الأنصار، فولدت له عاصم بن عمر، ثم إن عمر فارقها، فجاء عمر قباء، فوجد ابنه عاصمًا يلعب بفناء المسجد، فأخذ بعضده، فوضعه بين يديه علي الدابة، فأدركته جدة الغلام، فنازعته إياه حتى أتيا أبا بكر الصديق. فقال عمر: ابني. وقالت المرأة: ابني. فقال أبو بكر: خَلِّ بينها وبينه، فما راجعه عمر الكلام. [مالك].
وقال بعض العلماء: إن الحضانة تتعلق بها ثلاثة حقوق معًا: حق الحاضنة، وحق المحضون، وحق الأب أو من يقوم مقامه، فإن أمكن الجمع بين الحقوق، وجب العمل بها، وإلا فيعتبر الأوفق للمحضون، وتعتبر أمور- تجبر الأم علي حضانة ولدها إذا لم يوجد غيرها، أما إذا وجد غيرها فهي الأولي إلا أن يكون عندها مانع لا يصح أن يأخذ الأب الولد لحضانته من الأم إلا لأمر شرعي، كأن تكون الأم قد تفسد الولد في التربية، والأب سيصلحه.
ترتيب أصحاب الحقوق في الحضانة:
تقدم الأم علي الأب في الحضانة، وقد فهم كثير من العلماء من ذلك أنه يقدم أقارب الأم علي أقارب الأب في الحضانة أيضًا، ورتبوا أصحاب الحقوق في الحضانة علي النحو التالي: الأم، فإن وجد مانع، فأم الأم وإن علت، فإن وجد مانع فأم الأب ثم إلي الأخت الشقيقة، ثم إلي الأخت لأم ثم الأخت لأب، ثم بنت الأخت الشقيقة، فبنت الأخت لأم، ثم الخالة الشقيقة، فالخالة لأم، فالخالة لأب، ثم بنت الأخت لأب ثم بنت الأخ الشقيقة فبنت الأخ لأم، فبنت الأخ لأب، ثم العمة الشقيقة، فالعمة لأم، فالعمة لأب، ثم خالة الأم، فخالة الأب، فعمة الأم، فعمة الأب، وتقدم الشقيقة علي غيرها في كل ذلك.
فإن لم يكن للصغير قريبات من هذه المحارم، أو وجدت وليست أهلا للحضانة، انتقلت الحضانة إلي العصبات من المحارم من الرجال، علي النحو التالي: الأب ثم أب الأب، وإن علا، ثم إلي الأخ الشقيق، ثم إلي الأخ لأب، ثم ابن الأخ لأب، ثم العم الشقيق، فالعم لأب، ثم عم أبيه الشقيق، ثم عم أبيه لأب،فإذا لم يوجد من عصبته من الرجال المحارم أحد، أو وجد وليس فيهم من هو أهل للحضانة، انتقلت الحضانة إلي محارمه من الرجال غير العصبة، وهم علي النحو التالي.
الجد لأم، ثم الأخ لأم، ثم ابن الأخ لأم، ثم العم لأم، ثم الخال الشقيق، ثم الخال لأب، ثم الخال لأم، فإذا لم يكن للصغير قريب من ذلك كله عين القاضي له من يقوم بحضانته.
شروط الحضانة:
تنقسم الشروط التي تعتبر في الحضانة إلي ثلاثة أقسام: قسم مشترك بين الرجال والنساء، وقسم خاص بالنساء، وقسم خاص بالرجال.
الشروط المشتركة:
يشترط فيمن له حق الحضانة من الرجال والنساء البلوغ والعقل والقدرة علي تربية المحضون، واشترط البعض الأمانة والخلق، فيمنع الفاسق والفاسقة من الحضانة، وقيد بعض علماء الحنفية الفسق الذي يضيِّع الولد، ويري الإمام ابن القيم أن هذا الشرط غير معتبر لأمور.
1- أن اشتراط العدالة في الحضانة فيه ضياع لأطفال العالم، لمانع ذلك من المشقة علي الأمة.
2- انتزاع الطفل من أبويه بسبب الفسق فيه من عسر وحرج علي الأمة، لأن الفسق منتشر وهو موجود مادامت الحياة باقية.
3- لم يمنع النبي ( ولا أحد من الصحابة فاسقًا في تربية ابنه أو حضانته له.
4- العادة تشهد أن الفاسق يكون حريصًا علي ابنته، فهو يحتاط لها ويحرص علي ما ينفعها.
5- لو كان الفسق مانعًا للحضانة، لاشتهر هذا الأمر بين الأمة لأنه مما تعم به البلوي.
واشترط الشافعية والحنابلة الإسلام، لأن الحضانة ولاية، ولم يجعل الله ولاية للكافر علي المؤمن؛ لقوله تعالى: (ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلاً)[النساء: 141]. كما أنه يخشي عليه أن يغير دينه، ويري الأحناف وابن القاسم من المالكية وأبو ثور أن الحضانة لا يشترط فيها الإسلام لأن مناط الحضانة الشفقة، وهي لا تختلف باختلاف الدين، لكن الأحناف يشترطون ألا تكون مرتدة لأن المرتدة تحبس حتى ترجع إلي الإسلام أو تموت في الحبس، كما أنهم اشترطوا أن يكون الصغير معها حتى سن السابعة، كي لا يتأثر بها في عقائدها، وأن تغذيه لحم الخنزير وتسقيه الخمر، وقالت المالكية يبقي عندها مدة الحضانة شرعًا، لكنها تمنع من إطعامه ما حرم الله، أو أن تذهب به إلي المعابد ونحو ذلك.
شروط خاصة في النساء:
يشترط في المرأة ألا تكون متزوجة بأجنبي عن الصغير أو بقريب غير محرم منه، لأن الزوج قد يعامله بقسوة، لانشغالها به عن حق الزوج، ولقول الرسول ( :"أنت أحق به مالم تنكحي"[أحمد وأبو داود]. فإن كانت قد تزوجت بقريب محرم للمحضون كعمه وابن عمه فلا يسقط عنها حق الحضانة، وأن تكون ذات رحم محرم كأمه وأخته وجدته، فلا حضانة لبنات العم والعمة ولا لبنات الخال والخالة بالنسبة للصبي، خلافًا للحنفية فهم يجوزون ذلك، إلا أن تكون قد امتنعت عن حضانته مجانًا، بسبب عسر الأب، فإن قبلت أخري الحضانة، سقط حق الأولي، وألا تقيم الحاضنة بالصغير في بيت يبغضه ويكرهه.
شروط خاصة بالرجال:
يشترط في الرجل الحاضن أن يكون محرمًا للمحضون إذا كانت أنثي تشتهي، وقد حدد الفقهاء سنها بسبع سنين، حذرًا من الخلوة بها، وإن لم تبلغ حد الشهوة، أعطيت له بلا خلاف، وتعطي لغير المحرم إذا لم يوجد غيره وكان مأمون الجانب، وأن يكون عند الحاضنة من النساء من تقوم علي خدمة المحضون.
شروط حق الحضانة:
يسقط حق الحضانة بأربعة أسباب؛ هي:
1- أن يسافر الحاضن سفر نقلة وانقطاع إلي مكان بعيد، قدره العلماء بمائة وثلاثة وثلاثين كيلو مترًا، فأكثر.
2- أن يكون في جسد الحاضن ضرر كالجنون والجذام والبرص.
3- أن يكون الحاضن فاسقًا غير الأب.
4- أن تتزوج الحاضنة، إلا أن تكون جدة الطفل زوجًا لجده، أو تتزوج الأم عمًا له، فلا يسقط حق الحضانة، لأن الجد أو العم محرم للصغير.
أجر الحضانة:
يري جمهور الفقهاء غير الأحناف أنه ليس للحاضن أجرة علي الحضانة، سواء كانت الحاضن أمّا أم غيرها، لأن الأم تستحق النفقة إن كانت زوجة، وغير الأم نفقتها علي غيرها وهو أبوها، لكن إذا احتاج المحضون إلي خدمة، فللحاضن الأجرة.
ويري الأحناف أن الأم لا تستحق الأجرة إلا إذا طلقت طلاقًا بائنًا، وانقضت عدتها، أما إذا كانت الحاضنة غير الأم فلها أجرتها.
مدة الحضانة:
يري الأحناف أن الحاضنة أحق بالغلام حتى يستغني عن خدمة النساء، وقدر زمن استقلاله بسبع سنين، والحاضنة أحق بالفتاة الصغيرة حتى تبلغ سن الحيض أو الإنزال أو بعد تسع سنين أو إحدي عشرة سنة، ويري المالكية أن الحضانة تستمر في الغلام حتى البلوغ، وفي الأنثي إلي الزواج ودخول الزوج بها، ولو كانت الأم كافرة، وليس هناك تخيير للولد عند الأحناف والمالكية، لأنه قد يتبع من يتركه يفعل ما يشاء، وليس هو أقدر علي معرفة ما يصلحه، وعند الشافعية يخير الولد عند سن التمييز، وعند الحنابلة يخير الغلام غير المعتوه عند سبع سنين، ويكون التخيير شرطين: أن يكون الأبوان أو غيرهما من أهل الحضانة، فإن كان أحدهما غير أهل للحضانة، فلا تخيير، وألا يكون الغلام معتوهًا، فإن كان معتوهًا فيعطي للأم ولا يخير.
أما الفتاة إذا بلغت سبع سنين، فالأب أحق بها، ولا تخير، لأن الأب يرعي مصلحتها عند هذه السن أكثر من الأم.
محمد رافع 52 19-11-2012, 02:18 PM العقيقة
معناها:
العقيقة في الأصل تعني الشعر الذي علي المولود، ثم أطلقت العرب علي الذبيحة التي تذبح عند حلق شعر المولود عقيقة، علي عادتهم في تسمية الشيء باسم سببه، وقيل: سميت العقيقة بهذا الاسم لأنه يشق حلقها بالذبح.
فالعقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم السابع من ولادته.
حكمها:
للعلماء في حكم العقيقة أربعة آراء هي: السنية، والوجوب، والإباحة، والنسخ.
أولا: السنية.
ذهب جمهور العلماء إلي أن العقيقة سنة مستحبة غير واجبة، فمن فعلها فله الأجر والثواب، والدليل ما يلي:
1- ما رواه ابن عباس أن رسول الله ( عق عن الحسن والحسين كبشًا كبشًا[أبو داود] ولقوله (:"من أحب أن ينسك عن ولده فليفع[أحمد وأبو داود].
2- أن فعله يدل علي الاستحباب.
ثانيا: الوجوب.
وبه قال الحسن البصري والليث بن سعد والظاهرية، واستدلوا بحديث سمرة عن النبي ( أنه قال: "كل غلام رهينة بعقيقته، تذبح عنه يوم سابعه، ويسمي فيه، ويحلق رأسه"[رواه الخمسة وصحهه الترمذي] وقالوا: إن الولد محبوس عن الشفاعة لوالديه حتى يعق عنه، وهذا دليل الوجوب.
ثالثًا: الإباحة.
ويري أبو حنيفة أن العقيقة مباحة، فمن فعلها، فمن باب التطوع، وذلك لقول النبي ( لما سئل عن العقيقة، قال: "لا أحب العقوق" وورد أنه ( كره أن تسمي ذبيحة المولود عقيقة، لارتباطها بالعقوق.
رابعًا: الجاهلية.
ويري محمد بن الحسن صاحب أبي حنيفة أن الأضحية نسخت كل ذبيحة كانت قبل الإسلام، وعليه، فإن العقيقة من فعل الجاهلية.
ولكن هذا القول هو قول شاذ، والأرجح هو قول الجمهور: إن العقيقة سنة، ويؤجر الإنسان علي فعلها.
أحكامها:
وللعقيقة أحكام تتعلق بها، أهمها:
الوقت:
وقت العقيقة يوم السابع من الولادة، فإن لم يكن ففي اليوم الرابع عشر، فإن لم يتمكن ففي اليوم الواحد والعشرين، وذلك لحديث عبد الله بن بريدة عن أبيه عن النبي ( قال: "العقيقة تذبح لسبع ولأربع عشرة، ولإحدي وعشري"[البيهقي]. وتعيين اليوم السابع من باب الاختيار، فإذا تأخرت حتى بلغ المولود سن البلوغ، سقطت عن والده، أو عمن تجب عليه نفقته، لكن إن أراد أن يعق هو عن نفسه فعل، وإن مات المولود قبل السابع سقطت عنه العقيقة.
العدد:
ويذبح عن الذكر في العقيقة شاتان، وعن الجارية شاة واحدة، فعن أم كرز الكعبية، أنها سألت رسول الله ( عن العقيقة، فقال:"نعم عن الغلام شاتان، وعن الأنثي واحدة، لا يضركم ذكرانًا كن أو إناثًا"[أحمد والترمذي وصححه]
ويري بعض الفقهاء أنه يذبح شاة عن الولد أو الجارية، استدلالا بحديث ابن عباس أن النبي ( عق عن الحسن والحسين كبشًا كبشًا[أبو داود].
والأرجح إن صح حديث النبي ( في اقتصاره علي ذبح شاة، ففيه دليل علي أن الشاتين مستحبة وليست متعينة، وذبح الشاة جائز غير مستحب.
التدمية:
وكره جمهور العلماء تدمية رأس المولود أو جسده بوضع خرقة فيها دم عند الذبح علي الرأس أو الجسد، فعن عائشة-رضي الله عنها-قالت: كانوا في الجاهلية إذا عقوا عن الصبي، خضبوا بطنه بدم العقيقة، فإذا حلقوا رأس المولود وضعوها علي رأسه، فقال النبي ( :"اجعلوا مكان الدم خلوقًا[ابن حبان].
ولكن يستحب وضع زعفران أو غيره علي رأس المولود بعد الحلق، فعن بريدة الأسلمي-رضي الله عنه-قال: "... فلما جاء الإسلام كنا نذبح شاة، ونحلق رأسه، ونلطخه بالزعفران"[أبو داود].
عدم كسر العظام:
ويراعي عند ذبح النسيكة "العقيقة" ألا تكسر من عظمها شيء سواءً كان عند الذبح أو الأكل، فعن جعفر بن محمد عن أبيه، أن النبي ( قال في العقيقة التي عقتها فاطمة عن الحسن والحسين: أن ابعثوا إلي القابلة منها برجل، وكلوا وأطعموا ولا تكسروا منها عظمًا.[أبو داود].
فينفصل قطع كل عظم من مفصل بلا كسر، لما يلي:
1- أن هذا الفعل أجل وأعظم في الجود والكرم للفقراء، وإظهار منزلة هذا الطعام في نفوس الفقراء والأقارب.
2- أن يتيمن بهذا الفعل بسلامة أعضاء المولود وصحتها وقوتها، لأن العقيقة تجري مجري الفداء للمولود.
محمد رافع 52 19-11-2012, 02:19 PM شروط الذبيحة:
يشترط لذبيحة النسيكة (العقيقة) ما يشترط للأضحية، وهذه الشروط هي:
1- أن يكون عمرها سنة، ودخلت في الثانية إذا كانت من الضأن أو المعز، ويجوز في الضأن السمين أن يكون عمره ستة أشهر، شريطة ألا يفرق بينه وبين الذي له سنة، أما الماعز فلابد من الشرط.
2- السلامة من العيوب، فلا يصح ذبح العمياء ولا العوراء ولا الهزيلة، ولا العرجاء التي لا تستطيع المشي إلي الذبح، ولا التي ذهبت أسنانها، ولا التي لا أذن لها بسبب الخلقة، ولا المجنونة يمنعها من الرعي، ولا مقطوعة الذنب أو الإلية إذا ذهب أكثر من ثلثها، أما العيوب البسيطة فيجوز الذبح، وإن كان الأولي أن تكون خالية من كل عيب.
3- لا يصح الاشتراك في ذبيحة النسيكة (العقيقة) لأن الذبح فيه إراقة دم عن الولد، فهي من باب الفداء عنه.
4- يصح الذبح بالإبل أو البقر، بشرط أن يكون عن مولود واحد.
5- يصح في العقيقة الإهداء والتصدق والأكل، لنشر الود بين أفراد المجتمع.
6- يجوز أن يتولي ذبح العقيقة عن والد المولود، فله أن ينيب غيره لقول النبي:"يذبح عنه يوم سابعه"[رواه الخمسة]. ببناء الفعل للمجهول.
الحكمة من النسيكة (العقيقة):
للذبح عن المولود حكم عظيمة، منها
- والتقرب إلي الله-سبحانه-عن المولود من أول أيام حياته.
- فكان لرهان المولود في الشفاعة لوالديه يوم القيامة، كما جاء الحديث بذلك.
- زيادة منابع التكافل الاجتماعي بمنبع جديد، يحقق سلامة مبادئ العدالة الاجتماعية، ويمحو عنها ظواهر الفقر والجوع.
- زيادة الروابط بين الأقارب والأصدقاء وأفراد المجتمع.
- إظهار السرور والفرح بإقامة سنة من السنن النبوية.
- فداء للمولود عن أن تصيبه المصائب والآفات.
- البهجة للزوجين والشكر لله علي ما أنعم عليهما من نعمة الولد.
محمد رافع 52 19-11-2012, 02:25 PM الإجهاض
الإجهاض هو إلقاء الجنين من بطن أمه قبل تمام وقته.
حكمه:
والإجهاض محرم إذا كان بدون عذر بعد الشهر الرابع (120 يومًا) عند الحنابلة والحنفية، وعند المالكية يحرم إخراج المني المتكون في الرحم ولو قبل الأربعين. وقيل: يكره إخراجه قبل الأربعين. وقال الشافعية: يباح الإجهاض مع الكراهة إذا تم في فترة الأربعين يومًا من بدء الحمل، بشرط أن يكون برضا الزوجين، وألا يترتب علي ذلك ضرر بالحامل، ويحرم بعد الأربعين يومًا.
عقوبة الإجهاض:
إذا انفصل الجنين عن أمه ميتًا، فعقوبة الجاني هي دية الجثة، ودية الجثة غرة-عبدًا أو أمة-، قيمتها من الإبل، أي نصف عشر الدية، أو ما يعادلها وهو خمسون دينارًا أو خمسمائة درهم عند الحنفيه، أو ستمائة درهم عند الجمهور.
ودليل تلك العقوبة ما رواه أبو هريرة-رضي الله عنه-قال: اقتتلت امرأتان من هذيل، فرمت إحداهما الأخري بحجر، فقتلها وما في بطنها، فاختصموا إلي رسول الله (، فقضي دية جنينها غرة-عبد أو أمة-وقضي بدية المرأة علي عاقلتها.[أحمد والبخاري ومسلم].
وتستحب الكفارة في الإجهاض عند الحنفية والمالكية، وتجب عند الشافعية والحنابلة.
إلقاء الجنين حيًّا:
إذا انفصل الجنين حيا ثم مات بسبب الجناية عمدًا وجب القصاص إذا كان الضرب قد أدي إلي الموت، وتجب الدية فقط لا الغرة إذا لم يؤد الفعل غالبًا إلي نتيجة كالضرب علي اليد أو الرجل، إلي ذلك ذهب المالكية، وعند الأحناف والحنابلة والأصح عند الشافعية أن الجناية علي الجنين لا تكون عمدًا، وإنما هي شبه عمد أو خطأ، لأنه لا يتحقق وجود الجنين وحياته حتى يقصد، فتجب الدية كاملة، ولا يرث الضارب منها شيئًا إن كان ممن يرث.
ويوجب الأحناف الكفارة في مثل هذه الحالة، ويوجبها الشافعية والحنابلة مطلقًا، سواءً كان الجنين حيا أو ميتًا.
وتتعدد الدية بتعدد الأجنة، وإن ماتت الأم قبل الجنين أو بعده، فعلي الجاني ديتان، واحدة للأم، وواحدة للجنين.
وإذا كان الجنين غير مسلم، ففيه غرة، لكن يختلف تقديرها من الجنين المسلم إلي غيره عند المالكية والشافعية، فغرة الذمي عند المالكية تساوي عشر دية الأم، وعند الشافعية ثلث غرة المسلم، ويري الحنفية والحنابلة أن غرة الذمي كغرة المسلم.
محمد رافع 52 19-11-2012, 02:31 PM الميراث
أعطى الإسلام الميراث اهتمامًا كبيرًا، وعمل على تحديد الورثة، أو من لهم الحق في تركة الميت، ليبطل بذلك ما كان يفعله العرب في الجاهلية قبل الإسلام من توريث الرجال دون النساء، والكبار دون الصغار، فجاء الإسلام ليبطل ذلك لما فيه من ظلم وجور، وحدد لكل مستحق في التركة حقه، فقال سبحانه: {يوصكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين فإن كن نساء فوق اثنتين فلهن ثلثا ما ترك وإن كانت واحدة فلها النصف ولأبويه لكل واحد منهما السدس مما ترك إن كان له ولد فإن لم يكن له ولد وورثه أبواه فلأمه الثلث فإن كان له إخوة فلأمه السدس من بعد وصية يوصي بها أو دين آباؤكم وأبناؤكم لا تدرون أيهم أقرب لكم نفعًا فريضة من الله إن الله كان عليمًا حكيمًا} [النساء: 11].
التركة
هى ما يتركه الميت من الأموال مطلقًا، سواء كانت أموالا عينية مثل الذهب، والنقود، والأراضى والعمارات، أو المنافع مثل إيجار شقة معينة تورث لورثته عند الجمهور ماعدا الأحناف، والحقوق مثل حق التأليف، وحق الشفعة، وحق قبول الوصية، فلو أوصى أحد لشخص بمبلغ معين، ومات الموصى له قبل قبضه قبضه ورثته.
الحقوق المتعلقة بالتركة:
1- تكفين الميت وتجهيزه.
2- قضاء دين الميت.
3- تنفيذ وصيته في حدود الثلث إلا إذا أجاز الورثة.
4- تقسيم الباقى بين الورثة.
أسباب الإرث :
1- النسب الحقيقى: لقوله تعالي: {وأولو الأرحام بعضهم أولي ببعض في كتاب الله} [الأنفال: 75].
2- الزواج الصحيح: ويدخل فيه المطلقة رجعيًا مادامت في عدتها، والمطلقة للمرة الثالثة إذا وجدت قرائن تؤكد أن الطلاق كان بهدف حرمانها من الميراث، وكانت في عدتها، ولم تكن قد رضيت بالطلاق.
موانع الإرث:
1- الرق: فالعبد لا يرث سيده.
2- القتل العمد: الذي يوجب القصاص أو الكفارة عند المالكية، وأيضًا شبه العمد والخطأ عند الجمهور.
3- اختلاف الدين: كمن يتزوج مسيحية فلا يتوارثان، ومن ارتد فلا يرث أقاربه، وهم يرثونه على المختار.
شروط الميراث:
1- موت المورث حقيقة أو حكمًا كأن يحكم القاضى بموت المفقود، أو تقديرًا كانفصال الجنين نتيجة لجناية كضرب الأم مثلا.
2- حياة الوارث حياة حقيقة، أو تقديرية كالحمل.
3- ألا يوجد مانع للإرث.
علم المواريث:
هو القواعد التي يعرف بها نصيب كل مستحق في التركة.
الفرائض وأصحابها:
الفرائض: جمع فريضة، وهى النصيب الذي قدره الشارع للوارث، وتطلق الفرائض على علم الميراث.
وأصحاب الفرائض: هم الأشخاص الذين جعل الشارع لهم قدرًا معلومًا من التركة وهم اثنا عشر: ثمان من الإناث، وهن الزوجة، والبنت، وبنت الابن، والأخت الشقيقة، والأخت لأب، والأخت لأم، والأم، والجدة الصحيحة. وأربعة من الذكور: هم: الأب، والجد الصحيح، والزوج، والأخ لأم.
العصبة:
هم بنو الرجل وقرابته لأبيه الذين يستحقون التركة كلها إذا لم يوجد من أصحاب الفروض أحد، أو يستحقون الباقى بعد أصحاب الفروض وهم ثلاثة أصناف.
ميراث المرأة نصف ميراث الرجل:
الرجل من واجبه الإنفاق على من في حوزته من النساء، وكذلك مطالب بتوفير مسكن للزوجية وتجهيزه، ومطالب بدفع المهر للزوجة، ومطالب بالإنفاق عليها، وعلى الأولاد، وهذا كله يستغرق جانبًا من ماله قد يفوق بكثير ذلك النصف الذي فضل به على الأنثى، فمال الرجل عرضة للنقصان، ومال المرأة موضع للزيادة لأنها ليست ملزمة بشيء من ذلك.
ومع ذلك نجد أن هناك حالات في الميراث تتساوى فيها المرأة مع الرجل، وحالات أخرى تزيد فيها المرأة على الرجل، مثل ذلك إذا مات الرجل تاركًا زوجة وبنتين وأمّا وأخًا، فيكون وللزوجة الثمن، وللبنتين الثلثان، وللأم السدس وللأخ الباقي، فيكون نصيب الزوجة ثلاثة أمثال هذا الأخ، ونصيب البنت ثمانية أمثاله، ونصيب الأم أربعة أمثاله، وقد يموت الرجل تاركًا بنتين وأما وأبا، فيكون للبنتين الثلثان، وللأم السدس، وللأب السدس، فيكون نصيب كل من البنتين ضعف نصيب الأب، ويكون نصيب الأم مساويًا لنصيبه، بينما الإخوة لأم يرثون على التساوى فيما بينهم للذكر مثل حظ الأنثيين.
الحجب في الميراث:
الحجب: منع شخص من ميراثه كله أو بعضه، فمثلاً: الزوج يرث من زوجته النصف إن لم يكن لها ولد ، فإن كان لها ولد فإنه يرث الربع، وهذا يسمى حجب نقصان، أي أن وجود الولد أنقص ميراث الزوج من النصف إلى الربع، والجد في غياب الأب يرث، فإن وجد الأب فلا يرث الجد، فالأب هنا حجب الجد حجبًا تامًا عن الميراث، وهو ما يسمى بحجب حرمان أو حجب إسقاط.
الفرق بـين المحروم من الميراث والمحجوب عنه:
المحروم ليس أهلاً للإرث كالقاتل، بينما المحجوب أهل له إلا أن شخصا أولى منه بالميراث حجبه عنه.
والمحروم لا يحجب غيره من الميراث أصلاً، ولكن قد يحجب المحجوب غيره، فالإخوة محجوبون بالأب، والأم، ومع ذلك فوجودهم يحجب الأم حجب نقصان فترث السدس بدلاً من الثلث.
التخارج في الميراث:
إذا ارتضى أحد الورثة أن يأخذ قدرًا معلومًا من التركة قبل توزيعها ويخرج من الميراث، فلا يرث مع باقى الورثة، جاز له ذلك، وهذا هو التخارج.
ويستبعد الجزء الذي أخذه الخارج من أصل التركة، ثم يوزع الباقى من التركة على باقى الورثة حسب أنصبتهم.
الرد في الميراث:
إذا أخذ أصحاب الفروض أنصبتهم من التركة، وبقى منها شيء، ولم يكن للميت عاصب يرث الباقى بالتعصيب، يرد الباقى على أصحاب الفروض، ويقسم بينهم حسب أنصبتهم من التركة.
ميراث الخنثى:
الخنثى: هو الشخص المشكل، فلا يعرف أذكر هو أم أنثى.
وعند توريثه ينظر إلى حاله، فإن تبين أنه ذكر يعطى ميراث الذكر، وإن تبين أنه أنثى يعطى ميراث الأنثى.
أما إذا خفى أمره، فيقسم الميراث مرة باعتباره ذكرًا، ومرة باعتباره أنثى، ثم ينظر إلى الحالين يكون نصيب الخنثى فيه أقل، فيقسم الميراث على أساسه.
ميراث الحمل:
إذا مات الرجل تاركًا وراءه زوجة حاملا، فقد اختلف الأئمة في أمر ميراثه: فذهب المالكية إلى وقف القسمة حتى تضع المرأة، وكذلك قال الشافعية إلا أنهم قسموا لمن لا يتغير نصيبه، وذهب الحنابلة إلى تقدير الحمل باثنين، ذكورًا أو إناثًا بحسب الأكبر نصيبًا، وتوزيع التركة على هذا الأساس إلا أن تلد المرأة فتعدل القسمة بحسبه، أما الأحناف فيرون أن يوقف للحمل نصيب ابن واحد أو بنت واحدة، أيهما أكثر نصيبًا، ثم توزع التركة على هذا الأساس إلى أن تلد المرأة فتعدل القسمة بعد ذلك.
ميراث المفقود:
المفقود : هو الغائب المجهول الحال، فلا يدرى أهو حى أم ميت.
حكمه في الميراث: يوقف ميراثه إلى أن يتبين موته حقيقة أو يقضى بموته بعد مدة محددة، حددها بعض الفقهاء بأربعة أعوام، وتوزع تركته على ورثته الموجودين بعد تحقق موته، أو انقضاء المدة، ولا ميراث لمن مات منهم قبل ذلك، أما إذا كان للمفقود ميراث من ميت مات، فيوقف له نصيبه إلا أن يعود أو يتبين موته، فإذا تبين موته عاد نصيبه إلى شركائه في التركة.
ميراث الأسير:
الأسير كغيره من المسلمين يرثهم ويرثونه، إلا أن ينجح الأعداء في فتنته في دينه، فيتركه. فيكون حكمه حكم المرتد، فإذا لم يعلم حاله من ناحية دينه وحياته، فحكمه حكم المفقود.
الوصية الواجبة:
إذا مات الولد في حياة أبويه، وخلف وراءه أولادًا، ثم مات أبواه أو أحدهما فالميراث لأولاد هذا الولد مع إخوته، فليس من الحكمة أن يترك أولاد ذلك الولد يقاسون الفقر والحاجة بعد أن قاسوا ألم اليتم لفقد العائل الذي لو قدر له أن يعيش إلى موت أبويه لورث كما ورث إخوته، لهذا فقد جعل الله لهؤلاء الأولاد حقًا في التركة التي خلفها جدهم أوجدتهم.
وتكون الوصية الواجبة لأبناء الولد (ذكرًا أو أنثى) الذي مات في حياة أبويه.
حكم الوصية الواجبة:
- إذا كان الولد المتوفى في حياة أبويه ذكرًا، كانت الوصية الواجبة حقا لابنه وابن ابنه وإن نزل، فإن كان المتوفى أنثى كان ذلك الحق لأولاد البنت فقط، أما أولاد أولادها فلا شيء لهم.
- يحجب كل أصل فرعه دون فرع غيره.
- تكون الوصية الواجبة في فرع الولد الذي مات مع والديه في حادث سيارة أو ما شابه ذلك .
- المقدار الحاصل للفروع بالوصية يوزع فيما بينهم طبقًا لقواعد الميراث للذكر مثل حظ الأنثيين.
- يرث الفرع نصيب الأصل ما لم يزد نصيبه عن ثلث التركة، فإذا زاد عنها رد إلى الثلث، فإن الوصية لا تجوز أن تكون أكثر من الثلث .
شروط الوصية الواجبة:
- ألا يستحق أولاد الابن الذي توفى في حياة والديه شيئًا من الميراث، فإن استحقوا شيئًا فلا وصية لهم.
- ألا يكون الميت قد وهب لأبناء الابن المتوفى ما يساوى القدر المستحق بالوصية، فإن كان قد أعطاهم أقل من القدر المستحق، استكملوا ما نقص من نصيبهم بالوصية الواجبة.
توزيع التركة في حالة الوصية الواجبة:
- تقسم التركة بين المستحقين بما فيهم الولد الميت.
- إن كان نصيب الولد الميت في حياة أبويه مساويًا لثلث التركة أو يقل عنه، يدفع نصيبه إلى ورثته للذكر مثل حظ الأنثيين.
- إن زاد نصيبه عن الثلث، يرد إلى الثلث، ويعطى لورثته، ثم يقسم باقى التركة وهو ثلثها مع باقى الورثة حسب فرائضهم الشرعية.
الكلالة:
هم من يرثون الميت من غير فرعه ولا أصله عند غياب الفرع والأصل، فإذا مات الميت ولم يكن له من ولد ولا والد، وورثه غيرهم من قرابته، فالتوريث بهذه الطريقة يسمى ميراث الكلالة.
أمور عامة في الميراث:
* إذا اجتمع في الوارث سببان مختلفان يرث بهما الميت، ورث بهما معًا.
مثال: إذا ترك الميت ابنى عم، وكان أحدهما أخاه لأمه، فإن أخاه لأمه يرث السدس من التركة، ثم يوزع الباقى بينه وبين الآخر على التساوي.
* قد تزيد أنصبة أصحاب الفرائض عن الواحد الصحيح، فلابد هنا من تقليل هذه الأنصبة كى تتساوى مع الواحد الصحيح، حتى يتسنى توزيع التركة من غير جور على أحد، فإذا ماتت امرأة مثلاً وتركت زوجًا وأختين شقيقتين فيأخذ الزوج النصف، والأختان الثلثين، فيكون مجموع الأنصبة أكبر من الواحد الصحيح:
فعندئذ نجعل البسط مقامًا ويكون نصيب الزوج 2/1 ونصيب الأختين 3/2 وهذا ما يسمى بالعول فيقال إن المسألة عالت من 6 إلى 7 وهكذا.
* إذا مات جماعة من أسرة واحدة معًا كما يحدث إذا تحطمت طائرة أو غرقت سفينة فلا يعرف من مات منهم أولا، فإنهم لا يتوارثون فيما بينهم، ويكون مال كل واحد منهم لورثته الأحياء.
* لا يرث ذوو الأرحام الأقارب من جهة النساء إلا عند انعدام العصبات وأصحاب الفروض. قال تعالي: {وألوا الأرحام بعضهم أولي ببعض في كتاب الله} [الأحزاب: 6]. وذوو الأرحام يرثون وفقًا لهذا الترتيب، بحيث يحجب صاحب الترتيب المتقدم من بعده:
1- فرع الميت كأولاد البنت وإن نزلوا، وأولاد بنات الابن كذلك .
2- أجداده الفاسدون وإن علوا كأب الأم، وكذلك الجدات الفاسدات والجد الفاسد أو الجدة الفاسدة هى التي بينها وبين الميت أنثى كأم أمه، وأبي الأم.
3- فرع أبويه كبنات الأخ.
4- فرع أجداده كالعمة والخالة.
- لا يعتد بإخراج المورث أحد ورثته من التركة، فإن التركة بعد وفاة صاحبها تكون حقا لغيره وهم الورثة، فلا يملك المورث التصرف فيها.
* إذا طلق الرجل امرأته طلاقًا رجعيًا فلها الحق في الميراث مادامت في فترة العدة.
* إذا تأخر تقسيم التركة، فزادت قيمتها في هذه الفترة، فإن التركة وزيادتها ملك لجميع الورثة، ومن حق أي وارث أن يأخذ نصيبه في التركة ومن الربح الناتج من العمل فيها.
محمد رافع 52 19-11-2012, 03:46 PM أود أن أطرح عليكم سؤالا وهو...
فى قوله سبحانه وتعالى (الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا أنا لله
وأنا إليه راجعون)،
فما معنى المصيبة وما هى هذه المصائب هل هي فقط الخوف
والجوع ونقص الأموال والأنفس والثمرات هل المرض من
المصائب هل الطلاق من المصائب هل الحب والعشق من
المصائب فما هي هذه المصائب هل كل ما يبتلى به الإنسان
مصيبة، وقول إنا لله وأنا إليه راجعون متى يكون هل عند حدوث
المصيبة أو سماع خبر المصيبة وهل قول الإنسان لا إله إلا الله
أو لا حول ولا قوة إلا بالله تكفى عن قول إنا لله وإنا إليه
راجعون، اعذروني على كثرة الاسئلة والإطالة بارك الله فيكم
وسدد خطاكم وجعل ما تقومون به من خدمة للناس وتعليم وتنوير
جعلها الله فى ميزان حسناتكم يوم القيامة؟
محمد رافع 52 19-11-2012, 03:52 PM خلاصة :
كل ما يبتلى به المؤمن مما يؤذيه يعتبر مصيبة ولو كان شوكة أو هما أو غما أو غيرهما، والاسترجاع يكون عند حدوث المصيبة أو السماع بها؛ بل يشرع عند تذكرها ولو مضى عليها زمن طويل.. ثم إن الذكر الذي يستحب عند المصيبة بصفة خاصة هو الاسترجاع، فقد جعله الله ملجأ لأهل المصائب وعصمة لهم لما اشتمل عليه من التوحيد والإقرار بالعبودية لله تعالى والإيمان بالبعث بعد الموت، ولا يكفي عنه غيره.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن كل ما يبتلى به المؤمن مما يؤذيه يعتبر مصيبة بما في ذلك المرض والطلاق والابتلاء بالعشق بل ولو كان شوكة أو هما أو غما أو غيرهما، والاسترجاع يكون عند حدوث المصيبة أو السماع بها؛ بل يشرع عند تذكرها ولو مضى عليها زمن طويل، قال القرطبي رحمه الله تعالى عند تفسير الآية المشار إليها: المصيبة: كل ما يؤذي المؤمن ويصيبه، يقال: أصابه إصابة
ومصابة ومصاباً، والمصيبة واحدة المصائب.. والمصيبة: النكبة
ينكبها الإنسان وإن صغرت، وتستعمل في الشر، روى عكرمة:
أن مصباح رسول الله صلى الله عليه وسلم أنطفأ ذات ليلة فقال:
إنا لله وإنا إليه راجعون، فقيل: أمصيبة هي يا رسول الله؟ قال:
نعم. كل ما آذى المؤمن فهو مصيبة.
قلت: هذا ثابت معناه في الصحيح، أخرج البخاري ومسلم واللفظ
لمسلم عن أبي سعيد وعن أبي هريرة رضي الله عنهما أنهما
سمعاً رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ما يصيب المؤمن من
وصب ولا نصب ولا سقم ولا حزن حتى الهم يهمه إلا كفر به من
سيئاته.
أخرج ابن ماجه في سننه حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا وكيع
بن الجراح عن هشام زياد عن أمه عن فاطمة بنت الحسين عن أبيها قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.. من أصيب بمصيبة فذكر مصيبته فأحدث استرجاعا وإن تقادم عهدها كتب الله له من الأجر مثله يوم أصيب. انتهى.
ثم إن الذكر الذي يستحب عند المصيبة بصفة خاصة هو الاسترجاع، فقد جعله الله ملجأ لأهل المصائب وعصمة لهم لما اشتمل عليه من التوحيد والإقرار بالعبودية لله تعالى والإيمان بالبعث بعد الموت، ولا يكفي عنه غيره. قال القرطبي أيضاً: قوله تعالى: قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون. جعل الله تعالى هذه الكلمات ملجأ لذوي المصائب، وعصمة للممتحنين، لما جمعت من المعاني المباركة، فإن قوله: إنا لله توحيد وإقرار بالعبودية والملك. وقوله: وإنا إليه راجعون إقرار بالهلك على أنفسنا والبعث من قبورنا، واليقين أن رجوع الأمر كله إليه كما هو له. قال سعيد بن جبير رحمه الله تعالى: لم تعط هذه الكلمات نبيا قبل نبينا، ولو عرفها يعقوب لما قال: يا أسفى على يوسف... إلى أن قال: أي القرطبي، وروى مسلم عن أم سلمة قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ما من مسلم تصيبه مصيبة فيقول ما أمره الله عز وجل إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم أجرني في مصيبتي وأخلف لي خيراً منها إلا أخلف الله له خيراً منها... قال: وفي البخاري وقال عمر رضي الله عنه: نعم العدلان ونعم العلاوة: الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون* أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون. أراد بالعدلين الصلاة والرحمة.. وبالعلاوة الاهتداء، قيل: إلى استحقاق الثواب وإجزال الأجر، وقيل: إلى تسهيل المصائب وتخفيف الحزن.
والله أعلم.
محمد رافع 52 19-11-2012, 03:54 PM اللهم اكشف الغمة عن هذه الأمة
يا ذا الجلال والإكرام
محمد رافع 52 19-11-2012, 03:58 PM فلسفة المصيبة في الإسلام
بقلم: فياض العبسو
قال الله تعالى:
( ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين*الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون* أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون *) .
كل شيء يولد صغيراً ثم يكبر ، إلا المصيبة ، فإنها تولد كبيرة ثم تصغر شيئاً فشيئاً. والمصيبة هي كل ما يصيب المؤمن بمكروه سواء كان في نفسه أو أهله وولده أو ماله ، والمصيبة في ظاهرها نقمة وفي باطنها نعمة ، ولولا مصائب الدنيا لوردنا القيامة مفاليس ، كما قال أحد الصالحين.
وقال الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه:
ما أصبت في دنياي بمصيبة إلا رأيت لله فيها ثلاث نعم:
الأولى: أنها لم تكن في ديني ، والثانية: أنها لم تكن أ عظم مما كانت ، والثالثة: أنني أرجو ثواب الله عليها .
وفي الحديث الصحيح:
" ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه "، متفق عليه .
وقال صلى الله عليه وسلم:
" من يرد الله به خيراً يصب منه "، رواه البخاري .
وقال عليه الصلاة والسلام:
" إن عظم الجزاء مع عظم البلاء وإن الله إذا أحب قوماً ابتلاهم فمن رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط "، رواه الترمذي ، وفي رواية أخرى: " إذا أحب الله عبداً ابتلاه فمن رضي فله الرضا ومن سخط فعليه السخط "، وفي حديث آخر: " أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل ، يبتلى الرجل على حسب دينه فإن كان في دينه صلابة زيد عليه البلاء وإن كان في دينه خفة خفف عنه البلاء " ... " وإن الله ليبتلي العبد حتي يمشي على الأرض ما عليه من خطيئة ".
فالمصائب تكفير للسيئات أو رفع للدرجات ، وحلاوة الثواب تنسي مرارة العذاب ، وإذا كان الله أخذ فكثيراً ما أعطى ، وإذا كان ابتلى فكثيراً ما عافى ، كما قال عروة ابن الزبير رحمه الله تعالى . وفي الحديث الصحيح: " عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله له خير وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له وان أصابته ضراء صبر فكان خيراً له " ، رواه مسلم عن صهيب بن سنان الرومي .
وأخرج الطبراني بإسناده عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:
" يؤتى بأهل البلاء يوم القيامة فلا ينصب لهم ميزان ولا ينشر لهم ديوان فيصب عليهم الأجر صباً حتى إن أهل العافية يتمنون في الموقف أن أجسادهم قرضت بالمقاريض من حسن ثواب الله تعالى ".
وفي الحديث القدسي الجليل عن رب العزة والجلال جل جلاله: " إذا ابتليت عبدي بمصيبة في ماله أو في ولده أو في جسده واستقبل ذلك بصبر جميل استحييت منه يوم القيامة أن أنصب له ميزاناً أو أنشر له ديواناً وأدخله الجنة بغير حساب "، ومصداق ذلك قوله تعالى:
( إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب ) .
وإذا أصيب المسلم بمصيبة فإنه يستقبلها بصبر جميل ، والصبر الجميل هو الذي لا شكوى معه إلى أحد من الخلق ، كصبر أيوب ويعقوب عليهما السلام:
( إنما أشكو بثي وحزني إلى الله ) .
وعن كعب الأحبار أنه قال: من بات يشكو مصابه إلى الناس فإنما يشكو ربه .
وإذا شكوت إلى ابن آدم فإنما = تشكو الرحيم إلى من لا يرحم
أتشكو من يرحمك إلى من لا يرحمك ؟. أخرج الطبراني وابن مردويه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:" أعطيت أمتي شيئاً لم يعطه أحد من الأمم أن يقولوا عند المصيبة: ( إنا لله وإنا إليه راجعون ) . وفي الحديث النبوي الشريف: " ما من عبد يصاب بمصيبة فيقول كما أمره الله: ( إنا لله وإنا إليه راجعون ) ، اللهم أجرني في مصيبتي وأخلف لي خيرا منها إلا آجره الله في مصيبته وأخلف له خيراً منها "، أو كما قال النبي صلى الله عليه وسلم .
والموت مصيبة ... كما قال تعالى: ( أو ضربتم في الأرض فأصابتكم مصيبة الموت ) والمصيبة واحدة فإذا جزعت فهما مصيبتان ، المصيبة عينها ، وفقدت الأجر عليها ، وهو أعظم من المصيبة . ومصائب قوم عند قوم فوائد ، وفي الحديث الشريف:
" من أصيب بمصيبة فليذكر مصابه بي " .
اصبر لكل مصيبة وتجلد = واعلم بأن المرء غير مخلد
وإذا أصبت بمصيبة تفزع لها = فاذكر مصابك بالنبي محمد
اللهم رضنا بقضائك ، وصبرنا على بلائك ، وأوزعنا شكر نعمائك .
اللهم آمين ، وسلام على المرسلين ، والحمد لله رب العالمين .
فياض العبسو .
محمد رافع 52 19-11-2012, 04:17 PM الحدود الشرعية
الحد في اللغة: المنع. وسميت العقوبات حدودًا، لأنها تمنع من ارتكاب أسبابها كالزنى والسكر وغير ذلك، وأيضًا تسمى حدودًا؛ لأنها أحكام الله التي وضعها وحدها وقدرها.
والحد هو العقوبة المقدرة شرعًا، سواء أكانت حقَّا لله أم للعبد.
وقد حذَّر الله -تعالى- من اقتراف الحدود، فقال تعالى: (وتلك حدود الله ومن يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه) [الطلاق:1].
وقال أيضًا: (ومن يعص الله ورسوله ويتعد حدوده يدخله ناراً خالداً فيها)[النساء: 14].
وقال -جل شأنه-: (تلك حدود الله فلا تقربوها) [البقرة: 187].
وقال (: "حد يُعْمَل في الأرض خير لأهل الأرض من أن يمطروا أربعين صباحًا)[النسائى، وابن ماجة].
وقد أمر الرسول ( بإقامة الحدود، فقال: (أقيموا حدود الله في القريب والبعيد،ولاتأخذكم في الله لومة لاِئم)[ابن ماجة].
الحدود رحمة:
إقامة حدود الله في الأرض رحمة للعباد، فلم يشرع في الكذب قطع اللسان ولا القتل، ولا في الزنى الخصاء، ولا في السرقة إعدام النفس، وإنما شرع لهم في ذلك ما هو موجب أسمائه وصفاته من حكمته ورحمته، ولطفه وإحسانه وعدله، لتزول النوائب، وتنقطع الأطماع عن التظالم والعدوان، ويقتنع كل إنسان بما آتاه الله مالكه وخالفه، فلا يطمع في أخذ حق الآخرين.ويحاول البعض من أعداء الإسلام أن يصوروا تطبيق الحدود على أنه تعذيب وقسوة وتنكيل، وهم حين يفكرون في ذلك الأمر، يفكرون في منظر تقطيع اليد، أو الجلد أو الرجم لمن أتى حدًا من حدود الله، ويتناسون نهائيا الأضرار التي نجمت عن ارتكابهم الحدود، من أموال الناس التي انتهبت، والتي ربما تسببت في فقر أصحابها، أو هتك الأعراض واختلاط الأنساب وفساد المجتمع، أليس من الأنفع للمجتمع أن تقطع يدٌ كلَّ عام، ويشيع الأمن بين الناس، ويطمئن الناس على أموالهم وأعراضهم، بدلا من إشاعة الخوف في نفوسهم وقلوبهم من أولئك الذين يرتكبون جرمًا في حق أنفسهم قبل أن يرتكبوا جرمًا أعظم في حق الناس.
ثم إن الناظر إلى تطبيق الحدود يعلم أن هذا التطبيق يمنع ارتكابه وتكرره مرة أخرى، وإن إقامة الحدود في عهد الرسول ( وعهد الخلفاء الراشدين لم يتعد حدود أصابع اليدين، ثم إن اللين لا يجدي في كل موقف من المواقف، بل القسوة والشدة لهما أثرهما في الإصلاح أحيانا كثيرة.
والإسلام حين وضع الحدود لم يكن يهدف من ورائها إشباع شهوة تعذيب الناس، بل يطبق الحدود في حدود ضيقة، فيدرأ الحد بأدنى شبهة، ولا يقام إلا إذا وصل إلى الحاكم المسلم، فإن لم يصل، فللذى ارتكب الحد أن يتوب إلى الله تعالى.
ولقد أخرج المجتمع الإسلامى الأول أناسا ارتكبوا حدودًا، وكان لهم أن يستروا على أنفسهم، لكنهم كانوا هم الذين يذهبون بأنفسهم لإقامة الحد عليهم، أفبعد ذلك كله، يأتى من يجهلون الإسلام ويقولون: إن الحدود تعذيب وقسوة ؟! بل إن الحدود حفاظ ورحمة.
محمد رافع 52 19-11-2012, 04:20 PM نظام الحكم في الإسلام
الحاكمية لله وحده:
تتميز الشريعة الإسلامية بأن الحكم فيها لله وحده، فحق التشريع، وحق الحل والحرمة لله وحده، لا يشاركه فيه أحد، لا نبي مرسل ولا ملك مقرب، قال تعالي: {إن الحكم إلا لله} [الأنعام: 57]. وما يقوم به الحاكم أو ما ينوب عنه، إنما هو تطبيق لمنهج الله وشريعته، وحراسة دينه، أما الطوائف الأخري كاليهود والنصاري، فالحكم عندهم للأحبار والرهبان، فيحلون ما يريدون ويحرمون ما يهوون، ولذا وصفهم الله -تعالي- بقوله: {اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابّا من دون الله والمسيح ابن مريم، وما أمروا إلا ليعبدوا إلهًا واحدًا} [التوبة: 31]. فالتشريع الحقيقي لله وحده، أما إطلاق صفة التشريع علي المجتهدين، فهو من قبيل المجاز، بمعني الكشف عن أحكام الله وإبانتها للناس، وتعريفهم بضوابطها وقيودها، وتوضيح غاياتها، وإفتائهم بما يستجد من القضايا.
محمد رافع 52 19-11-2012, 04:21 PM إدارة الدولة
الإدارة في عهد الخلفاء الراشدين:
تميز المسلمون في مجال إدارة الدولة، وكانت النواة في عهد النبي (، فقد كان يبث الدعوة، ويجاهد العدو، ويأخذ الغنائم والصدقات والعشور، ويقسمها بين المجاهدين وأهل البلاد الفقراء والمهاجرين والأنصار، ويوزع العمل بين عماله، ويرسل القضاة والمعلمين إلي بعض البلدان .
وسار أبو بكر علي نهج النبي ( ، وزاد أن قسم جزيرة العرب إلي ولايات وأعمال، مثل مكة، والمدينة، والطائف.. إلخ ،فقسمت الحجاز إلي ثلاث ولايات ، واليمن إلي ثمانٍ، والبحرين وما يتبعها ولاية، وكان يهتم بمراقبة الموظفين والإداريين.
ووضحت صورة التنظيم الإداري في عهد عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- لاتساع رقعة الدولة الإسلامية، فعين العمال وراقبهم، وأحصي القبائل، وفرض الفروض والعطايا، ودوَّن الدواوين التي تشبه الوزارات اليوم، فوضع أول ديوان للخراج في الإسلام وكان أول من استقضي القضاة، وأحدث التاريخ الهجري، وكان يحدد راتب العامل بحسب حاجته وبلده، وغير ذلك من التقسيمات والتنظيمات الإدارية.
وحافظ عثمان بن عفان-رضي الله عنه- علي هذا النظام وإن حدث اضطراب في نهاية عهده، بسبب الخارجين عليه. وكان علي -كرم الله وجهه- كسابقيه في الإدارة.
محمد رافع 52 19-11-2012, 04:28 PM الإمامة
هي رئاسة عامة في حراسة أمر الدين والدنيا، خلافة عن النبي (.
حكمها :
يري جمهور علماء المسلمين أنها واجبة علي الكفاية، فقد اجتمع الصحابة بعد وفاة النبي ( علي استخلاف أبي بكر الصديق، فكان ذلك إجماعًا، لأن الناس لا يصلحون بدون قائد في كل زمان.
وقد جاء الشرع بتفويض الأمور إلي ولي في الدين، قال-عز وجل- : {يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم} [النساء: 59]. ويعني هذا أن طاعة أولي الأمر تقتضي وجوب نصبهم وإقامتهم.
وقد مارس الرسول ( سلطات سياسية لا تصدر من غير قائد دولة،كإقامة الحدود وعقد المعاهدات وتعيين الجيوش وتعيين الولاة وفصل الخصومات بين الناس في الشئون المالية والجنائية ونحو ذلك.
وشذت طائفة وقالت: إن إقامة الإمام جائزة، ولا يلتفت لكلامهم، فإن في الأخذ بهذا الرأي ضياع للدين والدنيا، وفساد لمصالح الناس.
كيفية اختيار الإمام:
ذكر الفقهاء أربع طرق لتعيين الإمام، وهي: النص، والبيعة، وولاية العهد، والقهر والغلبة، وطريقة الإسلام الصحيحة عملا بمبدأ الشوري، وفكرة الفروض الكفائية هي طريقة واحدة وهي بيعة أهل الحل والعقد، وانضمام رضا الأمة باختياره، ماعدا ذلك، فمستند ضعيف، بسبب التعسف في تأويل النصوص، والاعتماد علي نصوص واهية، وأهواء خاصة، أو إقرار واقع قائم لم يجد المسلمون حكمة أو مصلحة في الثورة عليه،أو القضاء علي وجوده، حقنًا للدماء، ومنعًا للفوضي، ومراعاة لظروف خارجية.
أما التعيين بالنص، فالوارد هو اقتصاره علي عَلِيِّ بن أبي طالب كما فهمت الشيعة، واستدلوا بأحاديث ووقائع أولوها لتوافق رأيهم، إلا إنها بجملتها ليس فيها شيء يصح في تولية عَلِيِّ بعد النبي (، وإلا كان الصحابة آثمين حينما ولوا أبا بكر وعمر وعثمان -رضي الله عنهم-ولوكان علي أحق بالخلافة لكان أمرًا مشتهرًا بين الصحابة، ولكن هذا لم يحدث.
أما التعيين بولاية العهد فقد أجازه الفقهاء مادام الموصي إليه أهل للإمامة، وقد أوصي أبو بكر لعمر، وأوصي عمر لأهل الشوري، ولم يكن في ذلك خلاف من أحد، فكان إجماعًا معتدًا به، مع رضا الأمة بذلك، ولا تجوز أن تورث الإمامة.
أما الإمامة بالقهر وبالغلبة فهي حالة استثنائية غير متفقة مع الأصل الموجب لكون السلطة قائمة بالاختبار، وإقرارها فيه مراعاة لحال واقعة للضرورة، ومنعًا من سفك الدماء.
ولا يجوز الخروج علي الحاكم المسلم مهما كان فاسقًا مادام يقيم شعائر الإسلام، فإن في قتاله إزهاقًا لأرواح كثير من المسلمين، بل يجب الصبر عليه، والنصح والإرشاد له، والدعاء أن يهديه الله، والقلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء.
طريقة البيعة:
اتفق فقهاء المسلمين -عدا الشيعة الإمامية- أن تعيين الخليفة يكون بالبيعة، وهي الاختيار والاتفاق بين الأمة وشخص الخليفة، فهي عقد يتم بإرادة كل منهما علي أساس من التراضي.
ونظرية البيعة في الإسلام سبقت كل متحدث في كيفية تولية الحاكم، كنظرية جان جاك روسو الذي افترض أن أساس السلطة السياسية عقد اجتماعي بين الشعب والحاكم.
وأهل الحل والعقد يمثلون الأمة في اختيار الإمام، وأن الأمة هي مصدر السلطة التنفيذية، لأن حق التعيين والعزل ثابت لها.
وأهل الحل والعقد هم المجتهدون والرؤساء ووجوه الناس الذين يقومون باختيار الإمام نيابة عن الأمة.
وظيفة أهل الحل والعقد
وترتكز وظيفة أهل الحل والعقد علي الترشيح والترجيح في اختيار الإمام وفق المصلحة والعدل، فيقدم للبيعة منهم أكثرهم فضلا، وأكملهم شروطًا، ومن يسرع الناس في طاعته، فإن توافرت الشروط في أكثر من واحد روعي السن، والعلم والشجاعة، وغير ذلك في الأفضلية.
شروط أهل الحل والعقد:
يشترط فيمن يكون أهلا ليمثل أهل الحل والعقد ما يلي:
1- العدالة: ويقصد بها أنها ملكة تحمل صاحبها علي ملازمة التقوي والمروءة، من حيث امتثال أوامرالله، واجتناب المنهيات الشرعية.
2- العلم: الذي يتوصل به إلي معرفة من يستحق الإمامة علي الشروط المعتبرة فيها.
3- الرأي والحكمة في تدبير الأمور والمصالح: لكون الإمام لا يستغني عنهما.
عدد أهل الحل والعقد:
اختلفت الآراء في عدد أهل الحل والعقد، والأصوب أنه ليس هناك ارتباط بين اختيار أهل الحل والعقد وبين العدد، وما سبق من الآراء مصحوبة بحوادث كأدلة، كالقول بأن بيعة أبي بكر انعقدت بخمسة، وجعل عمر أهل الشوري الذين يختارون الخليفة منهم ستة. وقيل: تنعقد بثلاثة. وقيل: تنعقد بواحد. فليس في كل ما ذكر أمر معتبر، وإنما هو اجتهاد غير ملزم؛ لاختلاف الأحوال والأزمان ومصالح الناس.
شروط الإمام:
يشترط فيمن يرشح للإمامة أو الوزارة ، ما يلي:
1- أن يكون مسلمًا، حرّا، ذكرًا، بالغًا، عاقلا: فلا يصلح العبد، أو الأنثي، أو الصبي، أو المجنون.
2- العدالة: ويقصد بها الديانة والأخلاق الفاضلة، وهي في الجملة التزام الواجبات الشرعية، والامتناع عن المنكرات والمعاصي المحرمة في الدين.
3- الكفاية العلمية: وذلك حتي يكون قادرًا علي استنباط الأحكام فيما يجد من حوادث ونوازل، أو ما يستنبط من أحكام شرعية، وغيرها من أحوال السياسة الشرعية.
4- حصافة الرأي في القضايا السياسية والحربية والإدارية.
5- صلابة الصفات الشخصية: بأن يتوافر فيه الجرأة والشجاعة والنجدة، وجهاد الأعداء، وإقامة الحدود، وإنصاف المظلوم.
6- سلامة الحواس من السمع والبصر واللسان: ليتمكن من مباشرة أعمال الخلافة وقد فصّل العلماء الكلام في هذا الأمر.
* وقد اشترط بعض العلماء أن يكون الخليفة من قريش، وهو أمر لا اتفاق عليه، والأولي أن يختار الإمام وفق ما هو أصلح للأمة بعيدًا عن المكان أو النسب.
وظائف الإمام وواجباته
قسم الفقهاء واجبات الإمام إلي وظائف دينية، ووظائف سياسية.
الوظائف الدينية:
يجب علي الإمام القيام بوظائفه الدينية، وهي:
1- حفظ الدين: وذلك بالمحافظة علي أحكامه، وحماية حدود الله، وعقاب من يخالفها.
2- الجهاد في سبيل الله: ضد كل عدو أو معتد، أو خارج عن الإسلام، لأن الجهاد هو السياج الذي يحفظ الدين {قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويخزهم وينصركم عليهم ويشف صدور قوم مؤمنين} [التوبة: 14]. وغير ذلك من الآيات التي تدعو إلي الجهاد.
3- جباية الفيء والغنيمة والصدقات: والصدقات هي ما تؤخذ من أموال المسلمين تطهيرًا لهم. أما الفيء فهو كل ما وصل من المشركين عفوًا من غير قتال. والغنيمة:ما وصل من أموال المشركين عنوة وبقتال. والفيء والغنيمة أموال تؤخذ من الكفار انتقامًا، والصدقات توزع في مصارفها الشرعية الثمانية، أما أموال الفيء والغنيمة فتصرف في المصالح العامة.
4- القيام علي شعائر الدين: من أذان وإقامة الصلوات وصيام وحج، ويعين الخليفة الإمام والمؤذن للصلاة، ويصون المساجد ويرعاها، ويؤم الناس في الصلاة إذا حضر، وييسر للحجيج إقامة شعائر الحج، ويشرف علي وقت الصيام بدءًا ونهاية، والإشراف علي كل ما يتعلق بالدين.
الوظائف السياسية:
للخليفة وظائف سياسية يجب القيام بها، أهمها:
1- المحافظة علي الأمن والنظام العام في الدولة.
2- الدفاع عن الدولة في مواجهة الأعداء.
3- الإشراف علي الأمور العامة بنفسه.
4- إقامة العدل بين الناس.
5- إدارة المال.
6- تعيين الموظفين في الدولة.
انتهاء ولاية الحاكم:
تنتهي ولاية الحاكم بموته،أو بخلع نفسه، أو بعزله إذا تغير حاله، كجرح عدالته، أونقص في بدنه نقصًا لا يليق بالخلافة.
حقوق الإمام الحاكم:
للحاكم تجاه المحكومين حقان: الطاعة في غير معصية، والنصرة ما لم يتغير حاله.
1- حق الطاعة: إذا بويع الإمام؛ وجبت طاعته من كل الرعية بلا استثناء، يقول النبي ( :(يد الله مع الجماعة، ومن شذ، شذ في النار) [الترمذي]. وعنه ( قال:(علي المرء المسلم السمع والطاعة فيما أحب وكره، إلا أن يؤمر بمعصية،فإن أمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة) [أحمد وأصحاب السنن].
وإذا أخطأ الحاكم خطأ غير أساسي لا يمس أصول الشريعة؛ وجب علي الرعية تقديم النصح له باللين والموعظة الحسنة، يقول النبي (: (الدين النصيحة). قلنا: لمن يا رسول الله؟ قال:(لله ولرسوله ولكتابه ولأئمة المسلمين وعامتهم) [مسلم].
ولكن لا طاعة له إذا ظهرت معصية تتنافي مع تعاليم الإسلام القطعية الثابتة، لقول النبي (: (لا طاعة لأحد في معصية الله، إنما الطاعة في المعروف) [متفق عليه].
ولا يجوز الخروج علي الحاكم بثورة مسلحة إلا إذا أعلن الكفر صراحة، فإن أعلن الكفر صراحة وجب عزله، فعن عوف بن مالك الأشجعي أن النبي ( قال: (خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم، وتصلون عليهم ويصلون عليكم[يعني الدعاء]،وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم، وتلعنونهم ويلعنونكم. قلنا: يا رسول الله، أفلا ننابذهم عند ذلك؟ قال: (لا، ما أقاموا فيكم الصلاة، لا، ما أقاموا فيكم الصلاة)[مسلم].
وعن عبادة بن الصمت قال: (دعانا النبي (، فبايعناه علي السمع والطاعة، في منشطنا ومكرهنا، وعسرنا ويسرنا وأثرة علينا، وألا ننازع الأمر أهله، إلا أن تروا كفرًا بواحًا، عندكم من الله فيه برهان) [البخاري].
2-مناصرة الإمام ومؤازرته: يجب علي الأمة أن يتعاونوا مع الحاكم في كل ما يحقق التقدم والخير والازدهار في جميع المجالات الخارجية والداخلية، بإقامة المجتمع الخير، وتنفيذ أحكام الله. قال تعالي: {ولتكن منكم أمة يدعون إلي الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون} [آل عمران: 104]. وقال أيضا: كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله [آل عمران: 110].
وقد جعل رسول الله ( مسئولية الرعاية علي كل فرد في المجتمع، يقول النبي (: (كلكم راع، وكلكم مسئول عن رعيته، فالإمام راع وهو مسئول عن رعيته، والرجل راع في أهله ومسئول عن رعيته، والمرأة راعية ومسئولة عن رعيتها...) [متفق عليه].
وعنه ( أنه قال: (والذي نفسي بيده، لتأمرنّ بالمعروف، ولتنهونّ عن المنكر، أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عقابًا منه، ثم تدعونه، فلا يستجيب لكم)[الترمذي].
وتتحدد سلطات الخليفة في الإسلام بالأسس التالية:
1- يخضع الخليفة للتشريع الإسلامي: ويطالب بتنفيذ أحكامه، وإصدار القوانين لما قرره الشرع.
2- ليس للحاكم سلطة التشريع: فالتشريع حق لله وحده.
3- يلتزم الحاكم وأعوانه بقواعد نظام الحكم الإسلامي ومبادئه العامة: التي حددها الكتاب والسنة الصحيحة الثابتة عن رسول الله (.
وأهم هذه القواعد: الشوري، والعدل، والمساواة في الحكم بين الناس، والحفاظ علي كرامة الإنسان، والحرية في العقيدة والفكر والقول ما لم تكن هناك مخالفة لقواعد الدين، ورقابة الأمة بحيث تكون هي التي تراقبه في تطبيق الشرع، وإذا انحرف عن الشرع نصحته، وإلا عزلته.
محمد رافع 52 19-11-2012, 04:34 PM أقسام الولايات
كانت الولايات تقسم إلى أربعة أقسام:
أصحاب الولاية العامة في الأعمال العامة وهم الوزراء. وأصحاب الولاية العامة في أعمال خاصة، وهم أمراء الأقاليم والبلدان. وأصحاب الولاية الخاصة في الأعمال العامة كقاضي القضاة، وقائد الجيوش الأعلى، وحرس الحدود وغير ذلك. وذو الولاية الخاصة في الأعمال الخاصة، كقاضي بلد، أو قائد جيش ونحو ذلك .
الوزارة في الإسلام :
وجد معنى الوزراء من قديم الزمن، وقد مارس المسلمون الوزارة، ولكنها لم تعرف بهذا الاسم إلا في عهد العباسيين، حيث استعاره الأمراء من الفرس، والوزارة في الإسلام قسمان: وزارة تفويض، ووزارة تنفيذ.
وزارة التفويض:
هي أن يستوزر الإمام من يفوض إليه تدبير الأمور برأيه، وإمضائها على اجتهاده، وهي ما تعرف برئاسة الوزراء اليوم .
والوزير المفوض له كل سلطات الإمام من تعيين الحكَّام والنظر في المظالم، وقيادة الجيش، وتعيين القائد، وتنفيذ الأمور التي يراها . إلا ثلاثة أمور هي:
ولاية العهد، واستعفاء الأمة من الإمامة، وعزل من قلده الإمام، أما الإمام فله أن يعزل من ولاه الوزير.
وينسق بين الإمام ووزير التفويض بما يلي:
1- يطالب وزير التفويض بمطالعة الإمام لما أمضاه من تدبير، وأنفذه من ولاية وتقليد لئلا يصبح باستبداده كالإمام.
2-يتصفح الخليفة أفعال الوزير وتدبيره الأمور، ليقر منها، ما وافق الصواب ويستدرك المخالفة .
وشروط وزارة التفويض كشروط الإمامة، إلا شرط أن يكون قرشيَّا، وهو شرط غير معتبر . ولا يجوز أن يعين الإمام وزيري تفويض، بل يجب أن يكون واحدًا.
وزارة التنفيذ:
وهذه الوزارة أقل رتبة من وزارة التفويض، لأن الوزير فيها يقوم بتنفيذ ما يأمره الإمام به، ويمضي أحكامه، ويبلغ من قلدهم الولاية أو تجهيز الجيوش ويعرض عليهم ما ورد منهم، وتجدد من أحداث طارئة، فليس له استقلال في السلطة كما للوزير المفوض. فوزير التنفيذ وسيط بين الإمام والرعية، ويختص وزير التنفيذ بأمرين:
1- أن يؤدي إلى الخليفة ما يبلغه من قضايا .
2- أن يؤدي إليه أوامر الخليفة لتنفيذها .
شروط وزير التنفيذ:
يمكن حصر هذه الشروط فيما يتعلق بجانب الأخلاق،والجانب السياسي، وهي :
1- الأمانة وصدق اللهجة؛ حتى يوثق في أمره ونهيه. والمسالمة، لأن العداء يمنع من التناصف والتعاطف. وأن يكون حاضر البديهة. وأن يكون ذكيًا فطنًا؛ حتى لا تلتبس عليه الأمور. وألا يكون من أهل الأهواء، حتى لا يحيد عن الحق.
ولا يجوز أن يتولى هذه الوزارة -وكذلك وزارة التفويض- امرأة ؛ لقول النبي صلي الله عليه وسلم :"ما أفلح قوم ولوا أمرهم امرأة" [البخاري ].
ويجوز للخلفية أن يُعين أكثر من وزير في وزارة التنفيذ، بخلاف وزارة التفويض التي لا يجوز فيها إلا وزير واحد، وأهم ما يميز هذه الوزارة عن وزارة التفويض أن سلطات الوزير فيها محدودة، فهو منفذ لأوامر الإمام ونواهيه، ولا يحق له مباشرة أي عمل إلا بإذنه.
محمد رافع 52 19-11-2012, 04:41 PM إمارة الأقاليم أو البلاد
كانت الدولة في عهد عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- تقسم إلى أقسام إدارية، ثم اتسعت في عهد الدولة الأموية، فكانت خمس ولايات، ثم اتسع نظام الحكم والإدارة في عهد الدولة العباسية، وقد استفادوا من الفرس، ولذا فقد نظر الفقهاء إلى الإمارة، فقسموها إلى قسمين ؛ عامة، وخاصة :
أولا: الإمارة العامة:
وهي: التي تختص بجميع الأمور المتعلقة بالإقليم، سواء فيما يتعلق بالأمن وحاجات الدفاع، أم بالقضاء ، وشئون الحال، وهي نوعان : إمارة استكفاء، وإمارة استيلاء.
أ- إمارة الاستكفاء:
هي التي يعقدها الإمام لشخص كفؤ عن رضا واختيار، فيعطيه جميع الصلاحيات العامة،وقد كانت هذه الإمارة منتشرة منذ عهد الراشدين، والعهد الأموي، والعصر الذهبي للدولة العباسية .
ويمارس صاحب هذه الإمارة ثمانية أعمال ؛ هي :
1- النظر في تدبير الجيوش وترتيبهم في النواحي، وتقدير أرزاق الجند، إلا إذا كان الخليفة قدرها .
2- النظر في الأحكام وتقليد القضاة والحكام .
3- جباية الخراج، وقبض الصدقات، وتقليد العمال لها، وتفويض ما استحق منها .
4- حماية الدين والدفاع عن الحرمات، وإقامة شعائر الدين، والحفاظ عليه من التزييف أو التبديل .
5- إقامة الحدود في حق الله وحقوق الآدميين.
6- الإمامة في صلاة الجمع والجماعات بنفسه، أو بالاستخلاف عليها .
7- تسهيل أداء فريضة الحج كل عام.
8- الجهاد في سبيل الله ضد الأعداء المعتدين ولا سيما في البلاد الساحلية،وتقسيم الغنائم والفيء وفقد أحكام الشريعة الغراء.
وشروط أمير الاستكفاء هي نفس الشروط المطلوبة في وزارة التفويض، ويجوز لأمير الإقليم أن يستوزر لنفسه وزير تنفيذ بإذن الخليفة، أو بغير إذن،ولكن لا يجوز أن يستوزر وزير تفويض إلا بإذن الخليفة.
إمارة الاستيلاء:
هي التي يعقدها الخليفة لأمير استولى على السلطة، فيعقدها له اضطرارًا، فيستولى هذا الأمير على أمور السياسة، والتربية، ويحتفظ الخليفة بما يتعلق بأمور الدين، وقد ظهرت هذه الإمارة في العصر العباسي الثاني . وقد أقر الفقهاء هذه الإمارة حفاظًا على شرعية الدولة، ولكن إقرارها مشروط بما يلي:
1- الحفاظ على منصب الإمامة،وتدبير أمور الدين، وحفظ الشريعة .
2- إظهار الطاعة الدينية التي يزول معها حكم العناد والانشقاق.
3- اجتماع الكلمة على الألفة والتناصر، ليكون المسلمون يدًا على من سواهم .
4- أن تكون عقود الولايات الدينية جائزة، والأحكام والأقضية، نافذة .
5- أن يكون استيفاء الأموال الشرعية بحق، تبرأ به ذمة مؤديها،ويستبيحه آخذها.
6- استيفاء حق الحدود، وأن تكون قائمة على مستحق.
7- الورع عن محارم الله.
وهذا يجوز لأمير الاستيلاء أن يعين وزير تفويض، ووزير تنفيذ.
ثانيا: الإمارة الخاصة :
وهي تتحدد فيها سلطات الأمير بصلاحيات معينة، كتدبير الجيش وساسية الرعية وحماية الإقليم،والدفاع عن المحارم،وليس له أن يتعرض للقضاء والأحكام وجباية الخراج والصدقات .
ويلاحظ أن الإمامات كانت في صدر الإسلام عامة، ثم بدأت تخصص بتوسع الدولة وتعقد الجهاز الإداري، حتى أصبحت سلطة الأمير مقصورة على قيادة الجيش وإمامة الصلاة.
محمد رافع 52 19-11-2012, 04:46 PM الأحكام الاقتصادية والمالية
الأحكام الاقتصادية والمالية تختص بالموارد المالية التي تدخل الدولة عن طريق الأنفال والفيء والغنيمة والنذور والزكاة وغير ذلك.
الأنفال:
قد يترتب على الحروب بعض المكاسب المادية، عرفها الفقهاء بأموال الفىء والغنيمة، وقد يخص الإمام بعض المجاهدين ببعض الأموال تحريضًا على القتال، وحثًا لهم على الحمية في الجهاد، وهو جائز لقوله تعالى:{يا أيها النبي حرض المؤمنين على القتال} [الأنفال : 65]. وأما السلب الذي هو ثياب المقتول وسلاحه ودابته وما كان معه من مال فيرى الحنفية والمالكية أنها من الغنيمة، فتكون لجماعة الغانمين، ويرى الشافعية والحنابلة أن السلب حق للقاتل في كل حال بدون إذن الإمام، لقول الرسول (: (من قتل قتيلاً فله سلبه) [رواه الجماعة إلا النسائي]. والحنفية والمالكية استدلوا على رأيهم بأن الرسول الله ( جعل السلب حقًا للقاتل بوصفه إمامًا،وأما الشافعية والحنابلة، فيرون أن جعل السلب نفلاً كان تصرفًا من الرسول الله ( بطريق الفُتيا، ويشترط لجواز التنفيل أن يكون قبل أن تكون الغنيمة في أيدي الغانمين، فإن حصلت في أيديهم فلا نفل إلا في الخمس.
الفىء:
هو المال الذي يؤخذ من أهل الحرب من غير قتال عن طريق الصلح والجزية، وكان الفىء لرسول الله ( خاصة، لقول الله تعالى: {وما أفاء الله علي رسوله منهم فما أوجفتم عليه من خيل ولا ركاب ولكن الله يسلط رسله علي من يشاء والله علي كل شيء قدير} [ الحشر : 6]. وعن عمر بن الخطاب- رضي الله عنه - قال :( كانت أموال بني النضير مما أفاء الله - عز وجل - على رسوله (، وكانت خالصة له،وكان ينفق فيها على أهله نفقة سنة، وما بقى جعله في الكراع (الخيل والبغال والحمير) والسلاح ) [متفق عليه].
والفىء لجماعة المسلمين بعد وفاة رسول الله ( وليس للأئمة، وذلك لأن الأئمة ينصرون بقوة قومهم المعنوية، أما رسول الله ( فقد كان يُنصر بما أعطاه الله من مهابة، لقوله (: (نُصرت بالرعب مسيرة شهر) [ متفق عليه ].
الغنيمة:
هي ما أخذ من أموال أهل الحرب عنوة بطريق القهر والغلبة،وتقسم أموال الغنيمة كما في قوله تعالى: {واعلموا أن ما غنتم من شيء فأن لله خمسه وللرسول ولذي القربي واليتامي والمساكين وابن السبيل إن كنتم آمنتم بالله وما أنزلنا علي عبدنا يوم الفرقان يوم التقي الجمعان والله علي كل شيء قدير} [الأنفال :41] .
فتقسم الغنيمة خمسة أقسام، قسم لمن ذكرتهم الآية، وأربعة أخماس الغنيمة الباقية للغانمين، فيعطى للفارس ثلاثة أسهم وللراجل سهم واحد، لقول الرسول (: (للفارس ثلاثة أسهم: للفرس سهمان، وللراجل سهم) [ متفق عليه ].
أما حديث: (للفارس سهمان، وللراجل سهم) فهو ضعيف السند، ويسهم لمن دخل الحرب بغرض الجهاد، ولو دخل بفرسه، ثم مات فرسه فيسهم له بسهم الفرسان، ويستحق الراجل ما دام قد دخل أرض المعركة بنية الجهاد وإن لم يجاهد لقول أبي بكر وعمر -رضي الله عنهما-: (إنما الغنيمة لمن شهر الوقعة). [البخاري]. ويجوز أن يقسم الإمام الغنائم في دار الحرب لما في ذلك من رفع الروح المعنوية للجنود، وقد قسم رسول الله ( الغنائم في حنين ولم يكن قد رجع. [البخاري].
وقسم غنائم بني المصطلق في ديارهم. هذا هو رأي الجمهور، ورأي الأحناف أن الغنائم تُقسم في دار الإسلام.
محمد رافع 52 19-11-2012, 04:49 PM الهدنة
هي مصالحة أهل الحرب علي ترك القتال مدة معينة بعوض أو غيره، سواء أكان فيهم من يقر علي دينه ومن لم يقر، دون أن يكونوا تحت حكم الإسلام، والذي يعقد الهدنة هو الإمام أو نائبه، فإذا عقدها أحد الأفراد، عُدَّ ذلك خروجًا علي الإمام أو نائبه، ولم يصح العقد عند الجمهور.
وتجب الهدنة في (حالتين):
الحالة الأولي: إذا طلبها العدو، فإنه يجاب إلي طلبه، ولو كان العدو يريد الخديعة، مع وجوب الحذر والاستعداد، قال تعالي: {وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل علي الله إنه هو السميع العليم. وإن يريدوا أن يخدعوك فإن حسبك الله هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين} [الأنفال: 61- 62].
ولقد هادن رسول الله ( مشركي مكة علي أن يدخلها فيقيم بها ثلاثًا، ولا يدخلها إلا بجُلُبَّان السلاح: السيف وجرابه، ولا يخرج بأحد من أهلها، ولا يمنع أحدًا يمكث بها ممن كان معه.
الحالة الثانية: الأشهر الحرم، فإنه لا يجوز فيها أن يبدأ المسلمون القتال، إلا إذا بدأ العدو، فإنه يجب عندئذ القتال، حتى ولو كان ذلك في المسجد الحرام مع ما له من حرمة، لأن حرمة المسلم أشد حرمة عند الله من حرمة المسجد الحرام، والأشهر الحرم هي: ذو القعدة، وذو الحجة، ومحرم، ورجب. قد أذن الله للمسلمين بالقتال فيها إذا بدأ الأعداء القتال، قال تعالي: {يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل قتال فيه كبير وصد عن سبيل الله وكفر به والمسجد الحرام وإخراج أهله منه أكبر عند الله} [البقرة: 217] .
وقال تعالي: {ولا تقاتلوهم عند المسجد الحرام حتى يقاتلوكم فيه فإن قاتلوكم فاقتلوهم} [البقرة: 191].
ركن الهدنة :
ركن الهدنة الإيجاب والقبول بين الإمام أو نائبه والأعداء.
حكم الهدنة:
يترتب علي الهدنة إنهاء الحرب بين المتحاربين، ويأمن الأعداء علي أنفسهم وأموالهم ونسائهم وأولادهم، لأن الهدنة عقد أمان أيضًا.
محمد رافع 52 20-11-2012, 02:04 PM المزارعة
والمزارعة عمل بها الرسول (، فعن ابن عباس أن رسول الله ( عامل أهل خيبر لشطر ما يخرج من زرع أو ثمر.[متفق عليه]، وقد زارع كثير من أصحاب رسول الله ( كعلي وسعد بن مالك، وعبد الله بن مسعود -رضي الله عنه-، وزارع كثير من التابعين مثل عمر بن عبد العزيز، وعروة بن العزيز، وآل أبي بكر، وابن سيرين. [البخاري].
والمزارعة هي إجارة الأرض ببعض ما يخرج منها بين المالك والزارع، والمزارعة من فروض الكفاية، فيجب علي الإمام أن يجبر الناس عليها، فقد ورد أن النبي ( قال "ما من مسلم يغرس غرسًا أو يزرع زرعًا، فيأكل منه طير أو إنسان أو بهيمة إلا كان له به صدقة"[متفق عليه].
أباح الإسلام المزارعة لما فيها من مصلحة للمالك والمزارع، فالمالك قد لا يستطيع زراعة أرضه لسبب من الأسباب، والمزارع قد يكون فقيرًا، ففي هذا مساعدة له، ولا عجب، فالإسلام دين اليسر، والتعاون علي البر والتقوي.
وقد زرع أهل خيبر لرسول الله ( أرض خيبر بشرط أن يأخذوا النصف ويأخذ الرسول النصف مما يخرج منها من زرع أو ثمر.
أحكام خاصة بالمزارعة:
حرم الإسلام الظلم، ومن هنا فكان لا يجوز للمالك أن يحدد جزءًا من الأرض يكون إنتاجه ومحصوله له دون المزارع، فقد يتلف الزرع في بقية الأرض، وقد يتلف الزرع في الجزء الخاص بالمالك ولا يتلف في الباقي، وهذا ظلم للمالك. ولكن هل هناك أشياء يتفق عليها الطرفان (نعم) فهما يتفقان علي ما سيزرع، وقد يترك الأمر للمزارع يزرع ما يشاء، ويجوز للمالك أن يشترط علي المزارع ألا يزرع في الأرض ما يضر بها أو بما فيها من شجر أو غيره؛ لأنه لا ضرر ولا ضرار في الإسلام.
وإذا أراد المالك إخراج المزارع من الأرض فعليه أن يعوض المزارع عما أنفقه علي الأرض لصاحبها في أي وقت، فله ذلك إذا كان قبل الزراعة، فإذا كان بعد الزراعة فلا يجوز له إخراج المزارع إلا بعد أن يصبح الزرع صالحًا للانتفاع به.
وبعد حصد المزارع يأخذ كل من المالك والمزارع نصيبه، فإذا بلغ نصيب كل منهما المقدار الذي يجب فيه الزكاة؛ أخرج زكاة نصيبه.
شرط صحة المزارعة:
يشترط في عقد المزارعة أن يكون العاقد عاقلاً، فلا يصح عقد المجنون ولا الصبي غير المتميز، أما إذا كان مميزًا ولو لم يبلغ الحلم صح عقده ويشترط فيما يخرج ما يلي:
1- أن يكون معلوم النوع في العقد:
2- أن يكون مشتركًا بين العاقدين، فلا يكون لأحدهما دون الآخر، وإلا فسد:
3- أن يكون الناتج معلوم القدر كالنصف والثلث ونحو ذلك؛ درءًا للاختلاف.
4- أن يكون جزءًا مشاعًا ، فلا يخصص أحدهما جزءًا بعينه، وإلا فسد العقد.
ويشترط في المزارعة أن تكون الأعمال التي يقوم بها العامل زراعة، فإذا كانت غير زراعة كقطع الشجر، أو رصف جوانب الطرق ونحو ذلك؛ فليست بمزارعة.
كراء الأرض بالنقد:
تجوز المزارعة بالنقد والطعام وبغيرهما مما يعد مالاً، فعن حنظلة ابن قيس -رضي الله عنه- قال: سألت رافع بن خديج عن كراء الأرض، فقال نهي رسول الله ( عنه. فقلت بالذهب والورق والفضة؟ فقال: أما الذهب والورق، فلا بأس به[الخمسة إلا الترمذي].
وقد ردَّ زيد بن ثابت -رضي الله عنه- ما ذكر رافع بن خديج -رضي الله عنه- من أن رسول الله ( قد نهي عن كراء الأرض، فقال رافع: يغفر الله لرافع بن خديج، أنا والله أعلم بالحديث منه. إنما جاء النبي ( رجلان من الأنصار، قد اقتتلا. فقال (: "إن كان هذا شأنكم، فلا تكروا المزارع" فسمع رافع قوله:" فلا تكروا المزارع"[أبو داود والنسائي].
محمد رافع 52 20-11-2012, 02:04 PM إحياء الموات
مشروعية إحياء الموات:
شرع الإسلام إحياء الموات واستصلاح الأراضي وتعميرها؛ لأن في ذلك مصلحة للفرد والمجتمع، حيث يستفيد الأفراد من زراعة الأرض ومن السكن فيها، وحيث يزداد الإنتاج الزراعي فيكفل للمجتمع الحياة الرغدة، ويساعد علي التغلب علي بعض المشاكل التي يمكن أن يعاني منها كمشكلة التضخم السكاني ومشكلة الغذاء ومشكلة الأيدي العاملة، فاتساع الأراضي المزروعة يستلزم عاملة كثيرة.
ويختلف إحياء الأرض عن إقطاعها لشخص، فإحياء الأرض هو أخذ هذه الأرض بقصد استصلاحها، وبعد الاستصلاح تصير هذه الأرض ملكًا لمستصلحها، ولا يجوز انتزاعها منه أو التعدي عليها. سواء كان هذا الاستصلاح بإذن الحاكم أم بغير إذنه، فالإحياء سبب الملكية. أما الإقطاع فهو أن يقطع الحاكم العادل بعض الأفراد من الأرض الميتة والمعادن أو المياه للمصلحة، وقد أقطع رسول الله ( الصحابة، وأقطع من بعده الخلفاء الراشدون -رضي الله عنهم-.
فعن عمرو بن دينار قال: لما قدم النبي ( أقطع أبا بكر وأقطع عمر بن الخطاب -رضي الله عنهما-.
ولا يجوز للحاكم أن يقطع أحدًا إلا ما يقدر علي إحيائه، لأن في إقطاعه أكثر من ذلك تضييقًا علي المسلمين.
وإقطاع الأرض لا يعني تملكها، وإنما يعني أن لمن أقطعت له الحق في الانتفاع بها وإن شاء الإمام أن يستردها في أي وقت جاز له ذلك لمصلحة يراها.
وقد حث النبي ( علي تعمير الأراضي واستصلاحها، فقال:"من أحيا أرضًا ميتة فهي له" [البخاري]. وقال: "من أعمر أرضًا ليست لأحد فهو أحق بها" [البخاري وأحمد والبيهقي].
ويشترط لاستصلاح الأرض ما يأتي:
1- أن تكون الأرض في بلاد المسلمين: فإن كانت بلاد غير المسلمين فلا يحق استصلاحها إلا بإذن أهل هذه البلاد.
2- ألا تكون الأرض المراد إحياؤها ملكًا لأحد: مسلمًا كان أو غير مسلم، فإذا تبين له بعد ذلك ملكيتها لأحد من الناس، فعليه أن يطلب منه مقابل استصلاحها أو يشتريها من صاحبها.
3- ألا تكون الأرض قريبة من العمران: فلا تكون مرفقًا من مرافقه. كالشوارع والحدائق والنوادي التي يجتمع فيها الناس وغير ذلك.
4- أن يكون الاستصلاح بإذن الحاكم أو نائبه: اتفق الفقهاء علي أن الإحياء سبب الملكية، ولكنهم اختلفوا في اشتراط إذن الحاكم، وأكثر العلماء علي أن من أحيا أرضًا فهي له ولورثته من بعده، وعلي الحاكم أن يسلم بملكيتها له، ولا يجوز له انتزاعها منه أو التعدي عليها، وذلك لقول رسول الله ( فيما رواه عنه جابر بن عبد الله:"من أحيا أرضًا ميتة فهي له"[البخاري].
فإذا توفرت هذه الشروط كان للرجل أن يبدأ في استصلاح الأرض والانتفاع بها وبما حولها من المرافق التي يحتاج إليها.
ولا بد من توفر النية لاستصلاح الأرض الموات لدي الراغب في الاستصلاح، والنية لا تتأكد بمجرد أن يقوم بتنقية الأرض من العشب والحشائش مثلاً وإنما تتأكد بزراعة الأرض أو بالبناء عليها أو ما شابه ذلك. وإذا ترك المستصلح الأرض ثلاث سنوات دون استصلاح؛ انتزعت منه، فقد أعطي النبي ( لقوم من جهينة أو مزينة (قبيلتان) قطعة أرض، فلم يستصلحوها، فجاء قوم آخرون فاستصلحوها. فتخاصموا إلي عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- فقال: لو كانت مني أو من أبي بكر لرددتها (أخذتها)، ولكنها قطيعة (عطية)رسول الله ( ثم قال: من كانت له أرض ثم تركها ثلاث سنين فلم يعمرها وعمرها قوم آخرون فهم أحق بها.
وإن كانت الأرض التي أخذها المستصلح كبيرة فلم يستطع استصلاحها كلها؛ أخذ منه ما لم يستطع استصلاحه، وترك له ما استصلحه. فقد روي عن بلال بن الحارث أن رسول الله ( أقطعه العقيق (وادي بالمدينة المنورة) أجمع، فلما كان زمان عمر بن الخطاب قال لبلال: إن رسول الله ( لم يقطعك؛ لتحتجزه عن الناس، إنما أقطعك لتعمل، فخذ منها ما قدرت علي عمارته، ورد الباقي.[البيهقي].
محمد رافع 52 20-11-2012, 02:05 PM المساقاة
مشروعية المساقاة:
ولم ترد تسمية المساقاة في القرآن والسنة، وقد شرعها الله لما فيها من مصلحة للمالك والمساقي، فقد ورد عن أبي هريرة: أن الأنصار قالت للنبي ( أقسم بيننا وبين إخواننا المهاجرين النخيل.
قال (:"لا". فقالوا: تكفونا المؤونة (العمل)، ونشرككم في الثمرة؟ قالوا: سمعنا وأطعنا. [البخاري].
فقد وافق الرسول ( علي أن يرعي المهاجرون نخيل إخوانهم الأنصار، في مقابل أن يأخذوا نصف ثماره، وهذه مساقاة.
شروط صحة المساقاة:
هناك شروط لصحة المساقاة، وهي:
1- أن يكون الشجر الذي سيقوم المساقي برعايته معلومًا؛ لأنه لا يصح أن يتعاقد رجلان علي شيء مجهول.
2- أن تحدد المدة التي سيقوم المساقي فيها برعاية الشجر.
3- أن يتم الاتفاق بين صاحب الشجر والمساقي قبل نضج الثما
4- أن يحدد نصيب المساقي قبل البدء في رعاية الشجر، كأن يتفقان علي أن يأخذ المساقي النصف أو الربع.
ما تكون فيه المساقاة وما يقوم به المساقي:
تجوز المساقاة في كل ما يحتاج إلي رعاية من سقي وتطهير من الحشائش وغيرها مثل النخيل والكروم وغيرهما..
ويقوم العامل بسقي الأشجار وتطهيرها من كل ما يضر بها من حشائش وحشرات ضارة، والمحافظة علي الثمار وقطفها بعد نضجها.ويتحمل العامل كل ما يحتاج إليه من أدوات رش الحشرات والمبيدات، وثمن السقي وغير ذلك، إلا إذا تطوع المالك بالمساعدة معه بأي شيء فله ذلك.
عجز العامل(المساقي) عن القيام برعاية الأشجار بنفسه:
إذا لم يستطع المساقي أن يقوم برعاية الأشجار بنفسه لمرض أو سفر مفاجئ، وكان المالك قد اشترط عليه أن يرعي الزرع بنفسه؛ بطل الاتفاق الذي بينهما، وإذا لم يكن المالك قد اشترط عليه ذلك؛ جاز له أن يستأجر من يقوم برعاية الأشجار بدلا عنه.
موت المالك:
إذا مات المالك حل ورثته محله، وتستمر المساقاة حتى تنتهي المدة المتفق عليها، ويأخذ المساقي نصيبه.
موت المساقي:
إذا مات المساقي قام ورثته برعاية الشجر بدلا عنه، ويأخذون نصيب أبيهم في الثمار، وإذا رفضوا العمل مكان أبيهم في رعاية الثمار فللمالك أو ورثته أن يتخذ أحد المواقف التالية:
1- قطع الثمار بعد نضجها وتقسيمها حسب الذي كان بين المساقي والمالك وإعطاء ورثة المساقي نصيب أبيهم
2- أن يعطي ورثة المساقي -في الحال- قيمة نصيب أبيهم من الثمر وهو ناضج -مالاً.
وفي النهاية عند نضج الثمار، توزع الثمار بين المالك والمساقي حسب الاتفاق الذي بينهما.
فسخ المساقاة:
تنفسخ المساقاة إذا مات أحد المتعاقدين، ويري الشافعي أنه يجوز للوارث إتمام العمل. والأولي أنه إذا مات أحد المتعاقدين انفسخ العقد، لأنه عقد عمل أساسه المهارة، كما أن أساس العقد الأمانة والرضا بين الطرفين أو ربما لا تتوفر في الورثة.
وينفسخ العقد في حياة المتعاقدين إذا ظهر عدم الأمانة، كما ينفسخ بانقضاء المدة المتفق عليها.
عمل السقا:
يلحق بالمساقاة عمل (السقا)، وهو نقل الماء من مصادره المباحة إلي المنازل، بغرض الانتفاع به نظير أجر حمل الماء ونقله لا بيعه، لأن الماء مملوك لجماعة المسلمين، وهذا العمل يدخل ضمن المساقاة من باب القياس.
محمد رافع 52 20-11-2012, 02:06 PM الإجارة
مشروعية الإجارة:
شرع الإسلام الإجارة ليسهل علي الناس قضاء حوائجهم التي يحتاجون فيها إلي أشياء لا يملكونها، فيستأجر الإنسان بيتًا ليسكن فيه إن لم يستطع شراءه، ويستأجر الإنسان سيارة ليسافر بها إن كان لا يستطيع شراء سيارة وهكذا.
وقد يستأجر الإنسان شخصًا، فُيسمي ذلك الشخص (أجيرًا)، كأن يستأجر الإنسان خياطًا ليخيط له الثياب، أو مهندسًا ليبني له بيتًا. وهكذا فينتفع ذلك بالأجر الذي يحصل عليه. مثال من القرآن: استأجر الرجل الصالح من مدين موسي -عليه السلام- علي أن يعمل أجيرًا عنده لمدة ثماني سنين مقابل أن يزوجه إحدي ابنتيه، وقد أخبرنا القرآن عن ذلك، فقال علي لسان الرجل الصالح حينما كلمه موسي - عليه السلام- :(قال إني أريد أن أنكحك إحدى ابنتي هاتين على أن تأجر ني ثماني حجج.) [القصص: 27].
وتحديد المدة ليس شرطًا في جميع الإجارات، بل هو شرط في بعض دون بعض، فمن الإجارات ما لابد فيه من تعيين العمل دون المدة. كخياطة ثوب، أو زراعة أرض، أو ري زرع، ومنها ما لابد فيه من ذكر المدة دون العمل كسكني الدار، وركوب السيارة، ومنها ما لابد فيه من الأمرين معًا ذكر المدة والعمل كعمل الخادم والموظف ونحو ذلك.
شروط صحة الإجارة:
1- الأهلية: ألا يكون المستأجر أو المالك (المؤجر) سفيهًا أو مجنونًا أو صبيا غير راشد أومكرهًا علي الإجارة.
2- أن يحدد الشيء المراد استئجاره: كأن يري بالعين أو يصفه وصفًا دقيقًا.
وإن كان الشيء المؤجر أرضًا زراعية، حددت مساحتها والشيء الذي سيزرع (قمحًا أو ذرة ونحو ذلك) إلا أن يأذن المؤجر للمستأجر أن يزرع ما شاء.
3-ألا يستعمل الشيء المؤجر في شيء محرم، فلا يؤجر المحل؛ ليباع فيه الخمور أو يؤجر الرجل ليقتل رجلا آخر.
4-ألا تكون الإجارة لأداء شيء يجب علي المستأجر القيام به بنفسه، فلا يؤجر الرجل رجلاً ليصلي بدلا منه مثلاً. فإن كانت الإجارة لشيء لا يشترط فيه أن يؤديه المستأجر بنفسه جازت، فيجوز للرجل أن يستأجر رجلا ليعلم ابنه تلاوة القرآن، أو ليحفظه القرآن.
5- أن تكون الأجرة محددة ومتفق عليها قبل البدء في العمل، كأن يتفق المؤجر والأجير علي عشرة جنيهات مثلاِ مقابل خياطة الثوب إن كان الأجير خياطًا، أو مقابل الكشف الطبي عليه إن كان الأجير طبيبًا. وهكذا.
فعن أبي سعيد قال: "إذا استأجرت أجيرًا؛ فأعلمه أجره" [النسائي].
ويدفع للأجير أجره بمجرد انتهائه من العمل. قال ( :"أعطوا الأجير أجره قبل أن يجف عرقه"[ابن ماجة]، إلا أن يكون المؤجر قد اتفق مع الأجير علي أن يعطيه أجره مقدمًا، أو أن يعطيه نصف الأجر، والنصف الآخر حين ميسرة، فذلك جائز ما دام قد اشترط المؤجر ذلك ووافق الأجير؛ فقد قال ( :"المسلمون عند شروطهم"[البخاري].
ومن استأجر أجيرًا لمدة معينة كعشرة أيام مثلًا في مقابل مبلغ معين مائة جنيه مثلًا؛ جاز أن يعطيه عن كل يوم يعمله عشرة جنيهات، لأن الأجرة إنما هي علي العمل. فلكل جزء من العمل جزء من الأجرة.
ومن استأجر دارًا أو شيئًا آخر؛ فله أن يؤجره لغيره بنفس الأجرة أو بأقل أو أكثر، ومن استأجر أجيرًا فللأجير أن يستأجر غيره لأداء العمل المؤجر له. فكل ذلك جائز ما لم يتعين ساكن الدار والأجير.
ما يجب علي المستأجر:
علي المستأجر أن يحافظ علي الشيء الذي استأجره، ولا يقصر في الحفاظ عليه، فإن بدأ العمل فيه فأتلفه أو ضيعه نتيجة تقصير منه، وكان هناك دليل علي ذلك وجب عليه التعويض، فالشيء المؤجر أمانة عنده، وعليه كذلك ألا يستعمل الشيء الذي استأجره في غير الغرض المتفق عليه أو فيما لا يصلح له الشيء المؤجر، وألا يزيد عن المدة المتفق عليها مع صاحب الشيء المؤجر، فإن أجر الإنسان آلة ما لساعة من الزمن فاستخدمها الساعتين وجب عليه التعويض، فيعطي صاحب الآلة إيجار الساعة الزائدة.
وعلي الأجير أن يتقن عمله أو صنعته علي أكمل وجه. قال ( :"إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملًا أن يتقنه"[البيهقي].
وعلي الأجير ألا يعمل لدي رجلٍ آخر غير الرجل الذي استأجره أثناء مدة الاستئجار، فإن فعل نقص من أجره بقدر عمله. وعلي المستأجر ألا يستعمل الشيء المؤجر فيما لا يصلح له وعلي المستأجر أن يرد ما استأجره بعد انتهاء مدة الإيجار، فإن كان آلة سلمها إلي صاحبها، وإن كان أرضًا سلمت خالية من الزرع، وإن كان بيتًا أو محلًا سلم خاليا من المتاع.
محمد رافع 52 20-11-2012, 02:07 PM المضاربة
ورد أن عبد الله وعبيد الله ابني عمر بن الخطاب -رضي الله عنهم- خرجا في جيش العراق، فلما رجع أبو موسى الأشعري، وهو أمير علي البصرة، رحب بهما، وقال: هنا مال أريد أن أبعث به إلي أمير المؤمنين، فأسلفكما فتبتاعان (تشتريان) به متاعًا من العراق، ثم تبيعانه في المدينة، وتوفران رأس المال يأخذه أمير المؤمنين لبيت مال المسلمين، ويكون لكما ربحه، فقالا: رضينا. ففعل، ثم كتب إلي عمر أن يأخذ منهما المال، فلما قدما وباعا وربحا قال عمر: أكل الجيش قد أسلف كما أسلفكما فقالا: لا. فقال عمر: ابنا أمير المؤمنين فأسلفكما، أديا (أي) إدفعًا. المال وربحه،فسكت عبد الله ابن عمر، وتكلم عبيد الله، فقال: يا أمير المؤمنين لو هلك، لغنمناه فقال عمر: أديا المال. فقال رجل من الجلساء يا أمير المؤمنين لو جعلته مضاربة، فرضي عمر وأخذ رأس المال ونصف ربحه، وأخذ عبد الله وعبيد الله نصف ربح المال.[مالك والدارقطني].
المضاربة: هي أن يأتي رجل معه مال، إلي أخٍ مسلم ويعطيه ماله، فيتاجر به ويكون لصاحب المال نصف الربح أو أكثر أو أقل حسب الاتفاق وللمتاجر فيه الباقي.
وقد كانت هذه المضاربة قبل الإسلام، وأقرها الرسول ( لما فيها من مصلحة لصاحب المال وللذي يتاجر فيه.
شروط المضاربة:
1- أن يكون رأس المال أموالًا نقدية: فإن أعطي رجل أخاه شيئًا يبيعه ليتاجر بثمنه جاز ذلك.
2- ألا يكون رأس المال دينًا علي المتاجر به: فلا يحق صاحب دين علي رجل آخر أن يطلب منه أن يتاجر في الدين الذي عنده في مقابل أن يكون له نصف الربح أو أكثر أو أقل.
3- أن تحدد نسبة تقسيم الربح قبل البدء في المتاجرة برأس المال.
4- ألا يحدد وقت للمضاربة عند أكثر العلماء: فقد لا يربح المتاجر بالمال في هذه المدة، وقد لا يباع شيء إلا بعدها.
5- أن يستعمل المتاجر المال بنفسه: فلا يجوز له أن يعطي رأس المال لرجل غيره ليتاجر به.
إذا ضاع رأس المال من المتاجر به بسبب تقصير فيه أو إهمال تحمله المتاجر، فإذا ضاع المال أو تلف نتيجة حريق مثلا أو غيره فلا شيء عليه، ويقسم لصاحب المال أنه ما قصر في الحفاظ عليه وعلي صاحب المال أن يصدقه.
ما يفسخ به عقد المضاربة:
يفسخ عقد المضاربة في أي وقت يريد صاحب المال أو المتاجر، فإذا تم الفسخ، تباع السلعة ويأخذ صاحب المال ماله، ويقسم الربح بينهما حسب الاتفاق، وإن كان هناك خسارة تحملها الاثنان.
وإذا مات صاحب رأس المال فعلي المتاجر فيه أن يرجع إلي ورثة صاحب المال، فإذا وافقوا علي استمراره، وإلا أنهي المضاربة وأخذ نصيبه في الربح وأعطاهم رأس المال ونصيبهم في الربح.
وفي النهاية علي كل من صاحب المال والمتاجر فيه أن يتقي الله، فلا يبخس صاحب المال من المتاجر جزءًا من الربح مادام قد اتفقا، وعلي المتاجر ألا يخفي شيئًا من الربح لنفسه، دون إذن صاحب المال.
محمد رافع 52 20-11-2012, 02:18 PM الحوالة
هي انتقال الدَّين من ذمة المدين إلي ذمة الملتزم بدفعه فتسمي بـ(الحوالة) أو الإحالة، وذلك بأن يكون لإنسان علي آخر دين، ويكون هذا المدين له دين علي رجل ثالث، فيقول الذي له عليه دين لي دين عند فلان، فيحيله عليه، فإن وافق المحيل، انتقل الدين من علي الذي نقل الدين إلي من هو له دين عنده.
وقد أجاز الإسلام الحوالة لأن فيها رحمة بالمدين، فربما يكون المدين غير قادرٍ علي سداد الدين فيدفعه عنه غيره، ولأن الدائن يحصل علي حقه، ولا يضيع عليه بعدم قدرة المدين علي السداد، ولذلك يستحب للدائن قبول الحوالة. قال (:"مطلُ الغني ظلم، وإذا أُتبع أحدكم علي ملي فليتبع"[متفق عليه] والمليُّ: هو الثري أو الغني، والمقصود بقوله (إذا أتبع أحدكم علي ملي فليتبع) أي: أنه إذا أُحيل الدائن علي ثري قادرٍ علي سداد الدين فليقبل.
ولصحة الحوالة شروط هي:
1- أن يكون كل من المحيل والمحال عليه ممن لهم أهلية التصرف، فلا يكون أحدهم مجنونًا أو صبيا صغيرًا.
2- رضا المحيل دون المحال والمحال عليه: فإن أكره أحدهما علي الإحالة كانت غير صحيحة. ويشترط بعض الفقهاء رضا المحال عليه خاصة إذا كان عليه دين للمحيل.
3- أن يكون المحال عليه غنيا حتى يستطيع سداد الدين.
4- أن يتماثل ما سيأخذه المحال من المحال عليه مع الدين الذي علي المحيل في النوع والمقدار والجودة. فإذا كان الدين عشرة جرامات من الذهب عيار واحد وعشرين، وجب أن يعطي المحال عليه للدائن عشرة جرامات من الذهب عيار واحد وعشرين، فلا يعطيه خمسة جرامات أو يعطيه فضة أو يعطيه ذهبًا عيار ثمانية عشر إلا أن يتفق المحال عليه مع المحال، علي أن يعطيه ما يعادل الدين، كأن يعطيه قيمة الدين نقدًا، أو شيئًا في نفس قيمة الدين.
فإذا استوفت الحوالة هذه الشروط يكون المحيل (المدين) بذلك قد وفي المحال (الدائن) حقه مادام قد رضي بها، ولا يحق له الرجوع للمحيل ومطالبته بالدين عند جمهور الفقهاء فإذا مات المحال عليه قبل أن يوفي المحيل حقه، أو أفلس ولم يعد لديه المال لسداد الدين، أو أنكر الحوالة ولم يكن للمحال دليل علي الحوالة أو اكتشف المحال أن المحال عليه فقير أو غير قادر علي سداد الدين، وأن المحيل (المدين) قد خدعه، كان للمحال (الدائن) حق الرجوع إلي المحيل ومطالبته بالدين عند بعض الفقهاء.
محمد رافع 52 20-11-2012, 02:19 PM الشفعة
تعريف حق الشفعة:
الشفعة هي حق الشريك في شراء نصيب شريكه فيما هو قابل للقسمة، حتى لا يلحق الشريك ضرر. وإن كان هناك شركاء كثيرون اشتركوا جميعًا في هذا الحق، فلا يجوز البيع لأحدهم دون الباقين.
مشروعية الشفعة:
والشفعة جائزة، فقد ورد عن جابر -رضي الله عنه- قال: قضي النبي ( بالشفعة في كل شركة تقسم: ربعة (منزل)، أو حائط (بستان)، لا يحل له (للشريك) أن يبيع (نصيبه) حتى يؤذن (يعلم) شريكه، فإن شاء أخذ، وإن شاء ترك، فإن باع ولم يؤذنه فهو أحق به [مسلم].
حكم استئذان الشريك قبل البيع:
واستئذان الشريك قبل البيع واجب، وقيل: مستحب. وقيل: إن عدم إعلامه مكروه، بل إن للحاكم الحق في القضاء بالشفعة من الشركاء للشفيع إذا لجأ إليه.
من تحق له الشفعة:
يري جمهور الفقهاء: أن الشفعة تحق للمسلم والذمي (اليهودي والنصراني)، الذي يكون بينه وبين المسلمين عهد أو أمان، ورأي بعض الفقهاء أنه لا تجوز الشفعة للنصارى، قال رسول الله (: "لا شفعة لنصراني"[الدار قطني].
شروط الشفعة:
1- أن يكون الشفيع شريكًا في المشفوع منه، وأن تكون الشركة لم تقسم.
2- ألا تكون الشفعة في منقول كالثياب والحيوان، وإنما تكون في المشاع من أرض ودور، لأن في المشاع يتصور الضرر.
الشفعة بعد تقسيم الشركة:
إذا قسمت الشركة فللفقهاء آراء في جواز الشفعة.
فمنهم من قال: إذا قسمت الشركة، ووضعت الحدود، وعلم كل منهم حقه، فلا شفعة. واستدلوا علي ذلك بقول جابر -رضي الله عنه-: قضي النبي ( بالشفعة من كل ما لم يقسم، فإذا وقعت الحدود، وصرفت الطرق فلا شفعة.[الجماعة إلا مسلمًا].
وقال بعض الفقهاء تجوز الشفعة للشريك بعد تقسيم التركة بشرط أن يكون قد بقي شيء، ويشتركان في الانتفاع به بعد التقسيم.
وفريق ثالث من الفقهاء قال: إنه تجوز الشفعة للجار الملاصق، واستدلوا بقول رسول الله ( :"جار الدار أحق بدار الجار أو الأرض"[أبو داود والترمذي].
مطالبة الشريك بحق الشفعة بعد البيع لغيره وهو يعلم.
وإذا باع الشريك نصيبه لغير شريكه، علم الشريك لكنه سكت ثم جاء بعد مدة وطالب حق الشفعة، فلا شفعة له، وقال آخرون: إن حقه لا يسقط في الشفعة،ولو مرت سنوات عديدة.
وإذا عرض الشفيع علي شريكه مبلغًا أقل:
ومن شروط الشفعة ألا يشتري الشفيع بثمن أقل من الثمن المعروض بالأسواق، فإذا باع الرجل نصيبه بثمن ما، ثم جاء شريكه يطالب بحق الشفعة، فيلزمه أن يشتري بالثمن الذي عرضه أو يزيد عليه.
وإذا عجز الشفيع عن شراء نصيب شريكه، دفع الثمن بالتقسيط أو يؤخره شريكه حتى يستطيع السداد، فإن عجز عن ذلك أيضًا؛ سقط حقه في الشفعة.
سقوط حق الشفيع في الشفعة:
يسقط حق الشفيع في الشفعة إذا أراد شراء جزء من نصيب الشركة فقط، لأنه من شروط الشفعة أن يشتري الشفيع المشفوع فيه كله، كما يسقط حقه إذا قال شريكه إنه ليس له رغبة في شراء نصيبه.
وكذلك يسقط حق الشفعة إذا مات الشفيع، وبالتالي لا يجوز لورثته أن يطالبوا بالشفعة إلا إذا كان الشفيع قد طالب بحقه في الشفعة؛ قبل موته فتجب له، وذلك لأن عقد الشركة ينتهي بموت أحد الشريكين، فينتهي تبعًا له حق الشفعة لأنه سبحانه جعل هذا الحق للشفيع بالاختيار والاختيار لا يورث.
وحق الشفعة لا يباع ولا يوهب، فليس له من وجبت الشفعة أن يبيعها أو يهبها، لأن البيع والهبة منه فينفي هدف الشفعة وهو الضرر الذي يلحق به.
ما تكون فيه الشفعة:
تعددت آراء الفقهاء فيما تكون فيه الشفعة، فمنهم من رأي أنها تكون في العقارات فقط، مثل: الدار، والأرض ونحو ذلك، وذلك لما روي عن جابر -رضي الله عنه- أن النبي ( قضي بالشفعة في كل شركة لم تقسم: ربعة أو حائط. [مسلم]. والربعة هي المنزل، والحائط هو البستان.
ورأي بعض الفقهاء أن الشفعة تكون في كل شيء لقول رسول الله ? کشرك في أرض، أو ربع، أو حائط، لا يصلح له أن يبيع حتى يعرض علي شريكه، فيأخذ أو يدع، فإن أبي فشريكه أحق به حتى يؤذنه [مسلم وأبو داود والنسائي].
وهناك من قال إن الشفعة تكون في الموهوب بدون عوض (الهدايا) وفي الموروث، وفي الموصي به.
محمد رافع 52 20-11-2012, 02:20 PM الوكالة
هي أن يستنيب شخص من ينوب عنه في أمر من أمور التي يجوز فيها النيابة، كالبيع والشراء وغير ذلك.
حكي لنا القرآن أمثلة من القرآن أن يوسف - عليه السلام- خاطب ملك مصر وقال له: (اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظٌ عليمٌ).[يوسف: 55]. أي اجعلني وكيلاً لك في إدارة أموال البلاد.
وقد بعث رسول الله ( أبا رافع ورجلاً من الأنصار، فزوجاه من السيدة ميمونة بنت الحارث -رضي الله عنها-[مالك].
وقد وكل الرسول ( أنسًا لتحقيق أمر المرأة التي زنت مع أجيرها حتى يقام عليها الحد إن ثبت هذا الأمر، فقال له النبي ( :"اغد يا أنس إلي امرأة هذا، فإن اعترفت فارجمها"[البخاري].
مشروعية الوكالة:
أجاز الإسلام الوكالة، فليس كل إنسان قادرًا علي أن يباشر أعماله كلها بنفسه، فيحتاج إلي تفويض أو توكيل أحد يقوم ببعضها نيابة عنه.
شروط صحة الوكالة:
1- أن يكون كل من الموكل والوكيل أهلاً للتصرف: بحيث يستطيع كل واحد منها تمييز الأمور، وأن يكون كل منهما عاقلًا غير مجنون.
2- أن يكون الشيء الموكل فيه ملكًا للموكل ومعلومًا: بمعني أن يحدد ما سيقوم بعمله، كأن يطلب منه شراء قميص، فيقول له: اشتر لي قميصًا مثلًا أو بنطلونًا أو غير ذلك:
3- أن تكون الوكالة في الأمور التي يجوز فيها الإناب: أي في الأمور المباحة، كإثبات حق الموكل أمام القضاء إن كان الوكيل محاميا، وفي حضور الاجتماعات، وفي إدارة أموال الموكل وفي بعض العقود كالزواج، أو الرهن، أو التأجير، أو بعض العبادات المالية كالحج، والصدقة، والزكاة، كما تصح في إقامة الحدود. وهناك أمور لا تجوز فيها الإنابة أو الوكالة، ويجب علي الموكل أن يقوم بها بنفسه مثل :الحلف باليمين، العبادت البدنية كالصلاة، والصوم وغير ذلك.
أنواع الوكالة:
والوكالة نوعان؛ إما مطلقة وإما مقيدة: فإذا قال الموكل لوكيله اشتر لي قميصًا، ولم يبين له لونه، أو لم يحدد له ثمنه، أو متي يشتريه له؛ يكون ذلك وكالة مطلقة. وعلي الوكيل أن يشتري لموكله ما يعتقد أنه يناسبه، وأن يشتريه بسعر السوق، فلا يدفع في الشيء أكثر من حقه، فإن فعل ذلك كان للموكل الحق في عدم نفاذ الشراء وإلزام الوكيل بما اشتراه.
وأما إذا قال الوكيل لموكله: اشتر لي قميصًا لونه أحمر، أو ثمنه عشرة جنيهات، فهنا يكون الموكل قد أناب الوكيل إنابة مقيدة، لأنه حدد الثمن واللون، ولا يحل للوكيل أن يخالف أمر موكله إلا إذا وجد له قميصًا بنفس الصفات المطلوبة، ولكنه أرخص منه مثلاً، كأن يجده بثمانية جنيهات، فيفضله علي نظيره الذي ثمنه عشرة جنيهات، فقد أعطي النبي ( عروة البارقي دينارًا يشتري به شاة، فساوم البائع، واشتري منه شاتين بدينار، ثم باع إحداهما بدينار، وجاء بالشاة والدينار إلي رسول الله ( فذكر له ما كان من أمره فدعا له الرسول ( "بارك الله لك في صفقة يمينك"[الترمذي].
وإذا نفّذ الوكيل ما أراده الموكل دون تعد منه؛ ألزم الموكل بالشيء الذي وكله فيه.
ما يجب علي الوكيل:
علي الوكيل أن يكون أمينًا علي الشيء الموكل به، فلا يفرط فيه إن كان مالًا مثلا وإلا وجب عليه التعويض لموكله.
كذلك لا يجوز اعتراف الوكيل عن موكله في الأمور التي فيها حدود أو قصاص، فلا يجوز له أن يقول: اعترف نيابة عن موكلي بأنه قام بالقتل مثلًا أو السرقة.
فسخ عقد الوكالة:
للموكل والوكيل الحق في فسخ الوكالة متي شاء أحدهما ذلك.
متي ينتهي عقد الوكالة:
1- إذا مات الموكل أو الوكيل أو أصيب أحدهما بالجنون.
2- إذا عزل الموكل وكيله عن الإنابة عنه، أو عزل الوكيل نفسه.
3- أن ينتهي العمل الذي أسنده الموكل إلي وكيله. فانتهاء العمل معناه انتهاء الوكالة التي بينهما.
4- أن يصبح الموكل غير مالك للشيء الذي وكل فيه غيره فإن كان الموكل صاحب شركة مثلًا، ووكل غيره لإداراتها، ثم بيعت الشركة ولم يعد الموكل صاحبًا لها. هنا تنتهي وكالة غيره بإدارة الشركة.
وتصح الوكالة مقابل أجر، ويشترط فيها تحديد الأجرة، وبيان العمل الذي يقوم به الموكل.
محمد رافع 52 20-11-2012, 02:55 PM الأسرة في الإسلام (http://www.al-islam.com/loader.aspx?pageid=1244&FolderID=664)
الوظيفة الاقتصادية للأسرة
إعداد: تهاني الفضل
الزواج سنة كونية من سنن الحياة قال تعالى: ﴿وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً﴾ [سورة الرعد آية: 38].
فإذا بلغ الشاب مبلغ الرجال، وكان في ميسرة تتيح له أن ينفق على نفسه وعلى زوجه فليبادر بالزواج. قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ( يا معشر الشباب: من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج.. ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء ).
وهذا يدل على أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- يأمر الشباب أن يبادر كل منهم إلى الزواج متى أحس ثورة الميل الغريزي في نفسه إلى المرأة، ومتى وجد الكفاية المالية التي تتيح أن يكون أسرة من منزل وزوجة وأولاد لينفق عليهم.
وفي دعوة الإسلام إلى حياة الأسرة وترغيبه في إقامتها تبرز لها وظائف جليلة، وتظهر ثمرات ذات أثر فاعل في حياة الفرد والمجتمع، إذ هي نعمة من نعم الله وآية من آياته، قال تعالى: ﴿وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ﴾ [سورة النحل آية: 72].
للأسرة وظائفها الخاصة مثل الوظيفة التربوية، والاجتماعية، والاقتصادية وغيرها من الوظائف التي لا غنى عنها، فهي المؤسسة الأولى التي ينشأ فيها الأبناء، وبما أن أساس تكوين الأسرة هو المقدرة المادية فإن تعريف الوظيفة الاقتصادية: توفير الدعم المادي لأفراد الأسرة لضمان حياة كريمة لأفراد الأسرة من خلال إنفاق الدخل المادي بما ينفعها، وتأمين مستقبل لأفرادها من خلال التوفير.
فالأسرة في الإسلام يلقى على كاهلها مسئولية توفير الحاجات الأساسية التي تضمن بقاءها، ولذا فعليها ممارسة نشاط اقتصادي معين، وعليها السعي الجاد في طلب الرزق، والمشي في مناكب الأرض، استجابة لقول الله تعالى:﴿هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ﴾ [سورة الملك آية: 15].
أجمع العلماء على وجوب نفقة الزوج على زوجته وعلى الأولاد، ولا خلاف بين العلماء على أن النفقة يتحملها الأب وحده دون الأم، ولذا يجب على من له زوجة أن يقوم بحقها الذي أوجبه الله عليه وألزمه به، ولا يجوز له أن يماطل في ذلك لقوله تعالى:وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ. [سورة البقرة آية: 233] وقال تعالى:﴿ لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ. [سورة الطلاق آية: 7]
أيضا إذا كانت الزوجة تعمل أو غنية أو لها إرث من والديها أو أحدهما، فليس واجبا عليها النفقة على زوجها وأولادها لأن الزوج هو المسئول عن النفقة. أما إذا رغبت الإنفاق فإن ما تنفقه من راتبها أو مالها الخاص على بيتها فهو صدقة تثاب عليها وليس واجبا، وقد حدث مع زينب زوجة عبد الله بن مسعود -رضي الله عنهما- عندما أنفقت من مالها على زوجها حيث كانت غنية وزوجها فقيرا.
فللزوجة ذمتها المالية الخاصة بها، تتصرف فيها كيفما تشاء، فتشتري لنفسها ما ترغب وتنفق على أهلها، وتدخر منه في حسابها. أما إذا اشترط عليها أن تساهم بشيء من راتبها مقابل أن تعمل فعليها أن تنفق بجزء بسيط من مالها على بيتها ونفسها.
ما يخل بالوظيفة الاقتصادية للأسرة:
· غلو بعض الناس في الإسراف في كل شيء بالمأكل والمشرب والملبس ودخولهم في عداد المسرفين المبذرين.
· ما أن يكثر المال لدى بعض الأسر - هداهم الله - فإنهم يستسلموا للراحة والتنعم، والانغماس بالملذات، فلا فرق بين كماليات وضروريات، حتى أنهم عودوا أطفالهم الإسراف وحب المال.
· حدوث المشاكل بين الزوجين بسبب نقص المال وعدم توافر الإمكانيات التي تمنعهم من تحقيق أهدافهم، والوصول إلى توافق مع من حولهم في الحياة العامة والخاصة.
· بخل الزوج مع توفر الإمكانيات المادية لديه.
بعض النصائح لتوفير حياة معيشية هانئة:
عدم الإسراف والتبذير قال تعالى:﴿إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا﴾ [سورة الإسراء آية: 27].
· لا يحق للزوج الإضرار بزوجته وأولاده بإنفاق ماله عبثا فقد جاء في الحديث الصحيح: ( أن تذر ورثتك أغنياء خير من أن تذرهم عالة يتكففون الناس ).
· إذا كان الزوج بخيلا فلا مانع من أخذ الزوجة من مال زوجها لما هو ضروري، عن عائشة - رضي الله عنها -: ) قالت هند امرأة أبي سفيان: يا رسول الله: إن أبا سفيان رجل شحيح ليس يعطيني ما يكفيني وولدي إلا ما أخذت منه وهو لا يعلم، فقال: خذي ما يكفيك وولدك بالمعروف (.
· يجب الاحتفاظ بمبلغ من المال تحسبا للظروف، وأن يكون الإنفاق ضمن الدخل الشهري حتى لا يضطر إلى الاستدانة، أو شراء شيء بالتقسيط. إلا إذا كانت الظروف تسمح تماما لتسديدها دون عبء زائد.
عزيزي رب الأسرة:
إن المؤمن يأبى الظلم أو التقصير في حق رعيته، لأنه يعلم أن الله تعالى سيسأله يوم الدين عما استرعاه حفظ أم ضيع، وتضييع الأولاد وترك الإنفاق عليهم وإهمال رعايتهم إثم كبير قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ( كفى بالمرء إثماً أن يضيع من يقوت ).
فالإسلام يوجب نفقة الأولاد على الوالد ما داموا عاجزين عن العمل والكسب، قال -صلى الله عليه وسلم-: ( أفضل الصدقة ما ترك غنى واليد العليا خير من اليد السفلى وابدأ بمن تعول، تقول المرأة: إما أن تطعمني وإما أن تطلقني ويقول العبد: أطعمني واستعملني، ويقول الابن: أطعمني إلى من تدعني) .
الوظيفة الاقتصادية للأسرة إعداد: تهاني الفضلالزواج سنة كونية من سنن الحياة قال تعالى: ﴿وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً﴾ [سورة الرعد آية: 38].
فإذا بلغ الشاب مبلغ الرجال، وكان في ميسرة تتيح له أن ينفق على نفسه وعلى زوجه فليبادر بالزواج. قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ( يا معشر الشباب: من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج.. ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء ).
وهذا يدل على أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- يأمر الشباب أن يبادر كل منهم إلى الزواج متى أحس ثورة الميل الغريزي في نفسه إلى المرأة، ومتى وجد الكفاية المالية التي تتيح أن يكون أسرة من منزل وزوجة وأولاد لينفق عليهم.
وفي دعوة الإسلام إلى حياة الأسرة وترغيبه في إقامتها تبرز لها وظائف جليلة، وتظهر ثمرات ذات أثر فاعل في حياة الفرد والمجتمع، إذ هي نعمة من نعم الله وآية من آياته، قال تعالى: ﴿وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ﴾ [سورة النحل آية: 72].
للأسرة وظائفها الخاصة مثل الوظيفة التربوية، والاجتماعية، والاقتصادية وغيرها من الوظائف التي لا غنى عنها، فهي المؤسسة الأولى التي ينشأ فيها الأبناء، وبما أن أساس تكوين الأسرة هو المقدرة المادية فإن تعريف الوظيفة الاقتصادية: توفير الدعم المادي لأفراد الأسرة لضمان حياة كريمة لأفراد الأسرة من خلال إنفاق الدخل المادي بما ينفعها، وتأمين مستقبل لأفرادها من خلال التوفير.
فالأسرة في الإسلام يلقى على كاهلها مسئولية توفير الحاجات الأساسية التي تضمن بقاءها، ولذا فعليها ممارسة نشاط اقتصادي معين، وعليها السعي الجاد في طلب الرزق، والمشي في مناكب الأرض، استجابة لقول الله تعالى:﴿هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ﴾ [سورة الملك آية: 15].
أجمع العلماء على وجوب نفقة الزوج على زوجته وعلى الأولاد، ولا خلاف بين العلماء على أن النفقة يتحملها الأب وحده دون الأم، ولذا يجب على من له زوجة أن يقوم بحقها الذي أوجبه الله عليه وألزمه به، ولا يجوز له أن يماطل في ذلك لقوله تعالى:وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ. [سورة البقرة آية: 233] وقال تعالى:﴿ لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ. [سورة الطلاق آية: 7]
أيضا إذا كانت الزوجة تعمل أو غنية أو لها إرث من والديها أو أحدهما، فليس واجبا عليها النفقة على زوجها وأولادها لأن الزوج هو المسئول عن النفقة. أما إذا رغبت الإنفاق فإن ما تنفقه من راتبها أو مالها الخاص على بيتها فهو صدقة تثاب عليها وليس واجبا، وقد حدث مع زينب زوجة عبد الله بن مسعود -رضي الله عنهما- عندما أنفقت من مالها على زوجها حيث كانت غنية وزوجها فقيرا.
فللزوجة ذمتها المالية الخاصة بها، تتصرف فيها كيفما تشاء، فتشتري لنفسها ما ترغب وتنفق على أهلها، وتدخر منه في حسابها. أما إذا اشترط عليها أن تساهم بشيء من راتبها مقابل أن تعمل فعليها أن تنفق بجزء بسيط من مالها على بيتها ونفسها.
ما يخل بالوظيفة الاقتصادية للأسرة:
· غلو بعض الناس في الإسراف في كل شيء بالمأكل والمشرب والملبس ودخولهم في عداد المسرفين المبذرين.
· ما أن يكثر المال لدى بعض الأسر - هداهم الله - فإنهم يستسلموا للراحة والتنعم، والانغماس بالملذات، فلا فرق بين كماليات وضروريات، حتى أنهم عودوا أطفالهم الإسراف وحب المال.
· حدوث المشاكل بين الزوجين بسبب نقص المال وعدم توافر الإمكانيات التي تمنعهم من تحقيق أهدافهم، والوصول إلى توافق مع من حولهم في الحياة العامة والخاصة.
· بخل الزوج مع توفر الإمكانيات المادية لديه.
بعض النصائح لتوفير حياة معيشية هانئة:
عدم الإسراف والتبذير قال تعالى:﴿إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا﴾ [سورة الإسراء آية: 27].
· لا يحق للزوج الإضرار بزوجته وأولاده بإنفاق ماله عبثا فقد جاء في الحديث الصحيح: ( أن تذر ورثتك أغنياء خير من أن تذرهم عالة يتكففون الناس) .
· إذا كان الزوج بخيلا فلا مانع من أخذ الزوجة من مال زوجها لما هو ضروري، عن عائشة - رضي الله عنها -: ( قالت هند امرأة أبي سفيان: يا رسول الله: إن أبا سفيان رجل شحيح ليس يعطيني ما يكفيني وولدي إلا ما أخذت منه وهو لا يعلم، فقال: خذي ما يكفيك وولدك بالمعروف ).
· يجب الاحتفاظ بمبلغ من المال تحسبا للظروف، وأن يكون الإنفاق ضمن الدخل الشهري حتى لا يضطر إلى الاستدانة، أو شراء شيء بالتقسيط. إلا إذا كانت الظروف تسمح تماما لتسديدها دون عبء زائد.
عزيزي رب الأسرة:
إن المؤمن يأبى الظلم أو التقصير في حق رعيته، لأنه يعلم أن الله تعالى سيسأله يوم الدين عما استرعاه حفظ أم ضيع، وتضييع الأولاد وترك الإنفاق عليهم وإهمال رعايتهم إثم كبير قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ( كفى بالمرء إثماً أن يضيع من يقوت ).
فالإسلام يوجب نفقة الأولاد على الوالد ما داموا عاجزين عن العمل والكسب، قال -صلى الله عليه وسلم-:( أفضل الصدقة ما ترك غنى واليد العليا خير من اليد السفلى وابدأ بمن تعول، تقول المرأة: إما أن تطعمني وإما أن تطلقني ويقول العبد: أطعمني واستعملني، ويقول الابن: أطعمني إلى من تدعني ).
محمد رافع 52 20-11-2012, 03:03 PM المنهج التربوي العام في العلاقات الأُسرية
العلاقات الأُسرية لها دورٌ كبير فيتوثيق بناء الاسرة وتقوية التماسك بين أعضائها ولها تأثيراتها على نمو الطفلوتربيته ، وايصاله إلى مرحلة التكامل والاستقلال.
والأجواء الفكرية والنفسية والعاطفية التي تخلقها الاَُسرة للطفل تمنحه القدرة على التكيّف الجدّي مع نفسه ومع اسرته ومع المجتمع ، ومن هذا المنطلق فان الاسرة بحاجة إلى منهج تربوي ينظم مسيرتها ،فيوزع الادوار والواجبات ويحدّد الاختصاصات للمحافظة على تماسكها المؤثر فيانطلاقة الطفل التربوية.
وتتحدد معالم المنهج التربوي بما يلي :
أولاً : الاتفاق على منهج مشترك
للمنهج المتبنّى في الحياة تأثير على السلوك ، فهو الذي يجعل الايمان والشعور الباطني به حركة سلوكية في الواقع ويحوّل هذه الحركة إلى عادة ثابتة ، فتبقى فيه الحركة السلوكية متفاعلة مع ما يُحدد لها من تعاليم
وبرامج ، ووحدة المنهج تؤدي إلى وحدة السلوك ، فالمنهج الواحد هو المعيار والميزان الذي يوزن فيه السلوك من حيثُ الابتعاد أو الاقتراب من التعاليم والبرامج الموضوعة ، فيجب على الوالدين الاتفاق على منهج واحد مشترك يحدّد لهما العلاقات والادوار والواجبات في مختلف الجوانب ، والمنهج الاسلامي بقواعده الثابتة من أفضل المناهج التي يجب تبنيها في الاسرة المسلمة ، فهو منهج ربانّي موضوع من قبل الله تعالى المهيمن على الحياة بأسرها والمحيط بكل دقائق الامور وتعقيدات الحياة ، وهو منهج منسجم مع الفطرة الإنسانية لا لبس فيه ولا غموض ولا تعقيد ولا تكليف بما لا يُطاق ، وهو موضع قبول من الإنسان المسلم والاَُسرة المسلمة ، فجميع التوجيهات والقواعد السلوكية تستمد قوتها وفاعليتها من الله تعالى ، وهذه الخاصية تدفع الاسرة إلى الاقتناع باتباع هذا المنهج وتقرير مبادئه في داخلها ، فلا مجال للنقاش في خطئه أو محدوديته أو عدم القدرة على تنفيذه ، فهو الكفيل بتحقيق السعادة الأُسرية التي تساعد على تربية الطفل تربية صالحة وسليمة ، وإذا حدث خلل في العلاقات أو تقصير في أداء بعض الادوار ، فان تعاليم المنهج الاسلامي تتدخل لانهائه وتجاوزه.
والمنهج الاسلامي وضع قواعد كلية في التعامل والعلاقات والادوار والسلوك ، امّا القواعد الفرعية أو تفاصيل القواعد الكلية ومصاديقها فانها تتغير بتغير الظروف والعصور ، فيجب على الوالدين الاتفاق على تفاصيل التطبيق ، وعلى قواعد ومعايير ثابتة ومقبولة من كليهما ، سواءً في العلاقات القائمة بينهما أو علاقاتهما مع الاطفال والاسلوب التربوي الذي يجب اتّباعه معهم ؛ لانّ الاختلاف في طرق التعامل وفي اسلوب
العلاقات يؤدي الى عدم وضوح الضوابط والقواعد السلوكية للطفل ، فيحاول إرضاء الوالد تارة والوالدة تارة أُخرى فيتّبع سلوكين في آنٍ واحد ، وهذا ما يؤدي إلى اضطرابه النفسي والعاطفي والسلوكي. ( فان الاطفال الذين يأتون من بيوت لا يتفق فيها الاب والام فيما يخصتربية اطفالهم يكونون اطفالاً معضلين أكثر ممن عداهم ) (١).
محمد رافع 52 20-11-2012, 03:05 PM ثانياً : علاقات المودّة
من واجبات الوالدين إشاعة الودّ والاستقرار والطمأنينة في داخل الاسرة ، قال تعالى : (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودّة ورحمة.. ) (٢).
فالعلاقة بين الزوج والزوجة أو الوالدين علاقة مودّة ورحمة وهذه العلاقة تكون سكناً للنفس وهدوءاً للاعصاب وطمأنينة للروح وراحة للجسد ، وهي رابطة تؤدي إلى تماسك الاسرة وتقوية بنائها واستمرار كيانها الموّحد ، والمودّة والرحمة تؤدي إلى الاحترام المتبادل والتعاون الواقعي في حل جميع المشاكل والمعوقات الطارئة على الاسرة ، وهي ضرورية للتوازن الانفعالي عندالطفل ، يقول الدكتور سپوك : ( اطمئنان الطفل الشخصي والاساسي يحتاج دائماً إلى تماسك العلاقة بين الوالدين ويحتاج إلى انسجام الاثنين في مواجهة مسؤوليات الحياة )(٣).
__________________
(١) علم النفس التربوي ، للدكتور فاخر عاقل : ١١١ ـ دار العلم للملايين ١٩٨٥ ط ١١.
(٢) الروم ٣٠ : ٢١ ، يراجع الميزان.
(٣) مشاكل الآباء فيتربية الابناء ، للدكتور سپوك : ٤٤ ـ المؤسسة العربية للدراسة والنشر ١٩٨٠ ط ٣.
محمد رافع 52 20-11-2012, 03:13 PM أصول تربية الآطفال في الآسلام
المفهوم الربانى للتربية
آباء كثيرون مفهوم التربية عندهم معكوس ينحصرفى الإنفاق والتعليم ..
فى حين أن القرآن الكريم يحرص على أن يسبق التعليم بالتربية .ويذكر كلمة التزكية بدلا من كلمة التربية .يقول الله سبحانه وتعالى :
"كما أرسلنا فيكم رسولاً منكم يتلو عليكم آياتنا ويزكيكم ويعلمكم الكتاب والحكمة" هذا هو المفهوم القرآنى للتربية وقد وردت هذه الآية وتكررت أربع مرات فى القرآن الكريم منها ثلاث مرات بنفس الترتيب ومرة واحدة على لسان سيدنا إبراهيم ,كان يظن أن العلم قبل التزكية فكرر الله سبحانة وتعالى الآيه ثلاث مرات بالترتيب الصحيح وهو أن التزكية قبل التعليم فالله تبارك وتعالى هو الذى يربى عباده حتى كلمة الرب اشتقت منها كلمة تربية (http://forum.mn66.com/t184035.html)ربانية لذلك أعجب من الذين حفظوا القرآن ولم يتربوا منه.
ما الأشياء التى أستند إليها لكى أقول أن شخصاً ما تربى ؟
1 أخلاقه
2 الذوق الذى عنده فهناك شخص أمين لا يكذب وإذا عاهدك لا يخلف عهده لكنه يفتقد للذوق المتعارف عليه حسن الذوقيات هذا تربية (http://forum.mn66.com/t184035.html)فى البيت طريقته فى اللبس والكلام ومستوى نبره صوته وسلوكياته التلقائية مع الآخرين وهذه المسالة لا علاقة لها بالمستوى المادى فقد يكون الإنسان شديد الثراء ومفتقداً لأبسط قواعد الذوق وقد يكون فقيراً لكنه ممتلىء بالذوق والإحساس .
هناك إمرأة تقابل رجلاً تعلق على نظرته أنها كانت وقحة وبأن ألفاظة جريئة .
هذا إنسان يفتقد التربية وآداب التعامل مع المرأة وطريقة تعامل الرجل مع المرأة تدل على أسلوب تربيته .
لذلك فإن ابنة شعيب ذهبت لأبيها وقالت له : "يا أبت استأجره إن خير من استأجرت القوى الأمين" .
لقد خبرت أخلاق وتربية سيدنا موسى خلال لحظات سقيا الماء .
المرأة تفهم الرجل من نظرة عينيه وأى امرأة بفطرتها تستطيع أن تحكم على الرجل إذا كان أمينا أم لا .
مسئولية الوالدين
نفس الشىء فى طريقة الحديث مع الوالدين وكبار السن ؟
التربية مسئولية الأب والأم وأول إثنين تنعكس مسئولية التربية عليهما هما الأب والأم من يربى أبناءه بشكل جيد لا يمكن أن يتخلوا عنه بعد أن يكبر .
انا لا أنسى مشهداً حدث أمامى فى إنجلترا كنت أمشى مع أحد الأصدقاء ومعه والده الذى جاء لزيارته من مصر والصديق الذى كنت أمشى معه أستاذ بالجامعة فى أكبر جامعات إنجلترا وحاصل على الدكتوراة فى تخصص نادر فوجىء صديقى أثناء سيرنا بأن رباط الحذاء الخاص بوالده قد أنفك فرأيته يجلس على الأرض فى وسط الشارع ليربط لوالده الحذاء .
حين ترى هذا المشهد ألا تدرك أن الرجل أحسن تربية (http://forum.mn66.com/t184035.html)أبنه ؟
الرياضة ..ليست ترفاً
هناك أسس للتربية البدنية للإنسان المسلم هل تحدثنا عنها ؟
عمر ابن الجطاب يوصى الآباء والأمهات علموا أولادكم السباحة والرماية وركوب الخيل .
والرسول صلى الله عليه وسلم كان يعلم المسلمين الرماية وكان يرمى العشرة سهام فلا يخطىء فى واحد .
وكان عمر ابن الخطاب يقيم للشباب مسابقات الجرى فى المدينة المنورة الشاب فى هذا الزمان لا يستطيع الجرى مائة متر بسبب تدخين السجائر فيشعر بالنهجان والتعب والتربية البدنية للشاب لا يسأل عنها الأب والأم فقط إنما تسأل عنها المدرسة أيضاً التى صارت بلا ملاعب ولا أنشطة رياضية وتسأل عنها أجهزة الإعلام. التربية البدنية صارت مفتقدة فى هذا الزمان الآباء والأمهات لم يعودوا يشجعوا أبنائهم على ممارسة الرياضة لأن إشتراكات النوادى صارت باهظة ولأن الاباء يريدون من الأبناء التركيز فى المذاكرة ولأن الشارع لم يعد ساحة للعب الكرة مثلما كان فى الماضى بعد إزدحامه بالسيارات .
التربية البدنية ليست ترفاً لأن انعكاسها شديد عل النضج العقلى وانعكاسها شديد على ترك المعاصى فالبطل الرياضى لا يدخن ولا يتعاطى المخدرات وهو رصيد لقوة المجتمع كله "وأعدوا لهم ما أستطعتم من قوة" ومنها القوة البدنية. وحديث الرسول صلى الله عليه وسلم واضح : المؤمن القوى خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف.
طريقة التوجيه الإعلامى الآن تؤدى إلى خروج شباب مستهتر فالشاب ذو الشعر المفرود تهتم به البنات والذى يفتح أزرار قميصه ويضع رائحة عطرية نفاذة تجرى البنات وراءه هذه هى الإعلانات المؤثرة فى حياتنا الآن كذلك راكب السيارة الفارهة. هم بهذا يقتلون اسس التربية الصحيحة لا بد من غرس حب الرياضة فى الأطفال (http://forum.mn66.com/t184035.html)منذ سنواتهم الأولى وشخصية الإنسان الرياضى تكون أكثر نضجاً ويكون صاحبها أكثر ثقة بالنفس ولا يكون انطوائياً.
احترم عقل طفلك
الإسلام حرص على تربية (http://forum.mn66.com/t184035.html)العقل وقال لنا اطلبوا العلم ولو فى الصين كيف تكون التربية العقلية والفكرية ؟
يجب أن تحترم عقل طفلك وتعاملة كأنه كبير وأنا رآيت آباء يناقشون أطفالهم فى الأمور المهمة فى حياة الأسرة مثل مثل اختيار مكان الإصطياف أو أختيار ديكورات المسكن .
مثلا لو مارس الولد شقاوته أثناء وجود ضيوف بالمنزل يمكن للأب ان ينهره بقسوة او يعاقبه ويمكن أن يتفاهم معه بالعقل ويقنعه بان هذا غير لائق امام الضيوف وهكذا يجب أن يستشعر الإبن أن له رأياً يحترم داخل الأسرة لذلك تجد ان النبى صلى الله عليه وسلم كان يعين قائداً لجيش المسلمين عمره 18 سنة "أسامة بن زيد" وكان هذا الجيش يضم أبو بكر وعمر هل كان النبى يغامر بحياة جيشة أم انه كان واثقاً من صواب قرارة الخطير ؟
كان الرسول صلى الله عليه وسلم واثقا أن اسامة بن زيد قد تمت تربيتة عقلياً وبدنيأً بشكل يسمح له بقيادة الجيش أفضل من غيره وخرج أسامة بالجيش فعلا وعادا منتصراً محمد الفتح مثلاً فتح القسطنطينية وعمره 20 سنة .
ما يتم فى التربية العقلية الصحيحة هو :
1 إحترام عقل الطفل .
2 تنميه مهاراته .
3استشارته فى الأمور العائلية
4 تحمله المسئوليه منذ الصغر واحتكاكه بالمجتمع
وهناك حديث للرسول صلى الله عليه وسلم موجها حديثة إلى غلام ( عبد الله بن عباس ) يقول فيه يا غلام ..احفظ الله يحفظك واحفظ الله تجده تجاهك .إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله .
النبى صلى الله عليه وسلم كان يجلس فى مجلس كله من كبار السن ما عدا الجالس على يمينه كان طفلاً عمره عشر سنوات وكان بيد النبى إناء به لبن وأراد أن يعطيه إلى الآخرين بدءا من يمينه لكى يشربوا منه فنظر لنبى صلى الله عليه وسلم إلى الصبى الجالس إلى جواره وقال له :أتأذن لى أن تبدأ بمن هم اكبر منك سناً هكذا كان النبى يربى الأمه وهكذا كان يحترم عقلية وكرامة الطفل المسلم .
محمد رافع 52 20-11-2012, 03:15 PM القدوة والتربية
القرآن الكريم حافل بمعانى التربية الاخلاقية للطفل أو الشاب المسلم تحدثنا عن ذلك ؟
أولى خطوات التربية الأخلاقية هى القدوة أن يكون ا?ب قدوة لابنه .الأب الذى يطلب من ابنه ان يقول لمن اتصل به تليفونياً إنه غير موجود يعلم ابنه الكذب والابن الذى يرى أباه يزور فى الورق للحصول على مصلحة معينة يبدأ بالغش فى الإمتحان .
وعندنا فى القرآن الكريم سورة لقمان التى يعظ فيها لقمان ابنه ويرشدنا إلى تعاليم جميلة للتربية الأخلاقية يقول الله سبحانه وتعالى :"يا بنى إنها أن تك مثقال حبة من خردل فتكن فى صخرة أو فى السماوات أو فى الأرض يأت بها الله إن الله لطيف خبير يا بنى أقم الصلاة وأمر بالمعروف وانه عن المنكر واصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور .ولا تصعر خدك للناس ولا تمش فى الأرض مرحاً إن الله لا يحب كل مختال فخور واقصد فى مشيك واغضض من صوتك إن أنكر الأصوات لصوت الحمير"
السورة الكريمة تضمنت تربية (http://forum.mn66.com/t184035.html)العقيدة وتربية العبادة وحثاًعلى الأخلاق الكريمة ونهياً عن الغرور ودعوة إلى تربية (http://forum.mn66.com/t184035.html)الزوق والحس .
الثواب والعقاب
ماذا عن الثواب والعقاب فى التربية الإسلامية ؟
أسلوب الثواب والعقاب أسلوب تربوى اتبعه الله سبحانه وتعالى مع عباده واتبعه علماء النفس فهو من الأساليب المؤثرة فى إنضاج الشخصية .
الأب يحب أن يجعل الثواب أكثر من العقاب. فالتركيز فى القرآن على العقوبة أقل كثيراً من التركيذ على الثواب .
وليس من الأصل أن كل خطاً يواجه بعقاب لا بد من مساحه سماح وعدل ومرونه بعد ذلك لا بد أن يكون هناك عقاب .
والعقاب لا ينبغى أن يكون أكبر من حجم الخطأ والا يؤدى إلى نتائج عكسية والضرب لا يجب ان نلجأ إليه إلا عند الأخطاء الفادحة ولا يتم الضرب أمام الناس والأب الذى يذهب إلى المدرسة ليضرب ابنه أمام زملائه من الطلبة يهين ابنه إهانة ستؤثر فى شخصيته إلى أن يموت والضرب لا ينبغى أن يكون على الوجه ابداً والأب الذى يضرب كثيراً سوف يفقد ابنه كثيراً فالولد لن يقبله كأب بعد ذلك. نظرة غاضبة من الأب ترضع الإبن أكثر من الضرب أم البنات فلا ينصح أبداً بعقابهن بالضرب و الرسول صلى الله عليه وسلم لم يضرب إمرأة قط وكلمة أضربوهن الموجودة فى القرآن جاءت بخصوص المرأة الناشز وكلمة ناشز فى القرآن تعنى أنها فعلت مصيبة والضرب لم يأت للمرأة فى القرآن إلا فى هذه الحالة الخاصة جداً التى فيها مصيبة أخلاقية شديدة .
أما ضرب المرأة خارج هذا الإطار يعتبر فعلاً يغضب الله تبارك وتعالى .
محمد رافع 52 20-11-2012, 03:17 PM اهمية البناء التربوي للطفل في الاسلام (http://forum.mn66.com/redirector.php?url=http%3A%2F%2Fmka2222.%2A%2A%2A% 2A%2A%2A.com%2Fmka3%2Farchive%2F( 2012 )( 2012 )( 2012 )( 2012 )%2F1%2F138314.html)
ان الهدف الرئيسي لاي مبدأ او تنظيم في التربية هو اعداد مواطنين صالحين لخدمة الدولة وقادرين على كسب عيشهم
.
اما الاسلام فينظر الى الآمر نظرة اخطر من ذلك بكثير. فالانسان في نظر الاسلام هو خليفة الله في الارض (اني جاعل في الارض خليفة) والشباب المسلم هو حامل رسالة السماء الى الانسانية كلها. ولهذا الهدف العظيم والرسالة الكبيرة يعد الاسلام ابناءه ليكونوا قادرين على اداء الرسالة وحفظ الامانة وقيادة الانسانية كلها واخراجها من الظلمات الى نور الاسلام يبني شخصية
الطفل من ثلاثة جوانب: -
الاول: هو بناء ضميره ووجدانه: -
وذلك بخلق ضمير اسلامي حي يقظ ونفس سليمة خالية من العقد والاحقاد. وتهذيب الغرائز والعواطف البدائية في الطفل وذلك بتعليمه الرحمة والمحبة والتعاون والعزة والكرامة والكرم، وحب الخير وبر الابوين، وطاعة اولي الآمر . وحب الله ورسوله، وحب الوطن وكل هذه المعاني لايتعلمها النشء الا في الدين وحده.
فالرحمة والمحبة والعطف والاحسان الى الاخرين والتواضع وحسن الخلق لا توجد في كتاب علمي او قاموس او في كتب الجغرافيا والتاريخ. انما يتلقها من التربية الصالحة. ويقتنيها من أبويه وسائر افراد اسرته.
ان العلم بدون اخلاق لاينفع الانسان. واذا لم يتلق الطفل التربية الاسلامية فانه مهما تلقى من علوم الدنيا لايكون سعيدا. وسواء اصبح طبيبا او مهندسا او عالما فانه يظل غرضه للانحراف وتطغى عليه الروح المادية. وبدلا من ان يصبح العلم في يديه رحمة للانسانية فقد يصبح وسيلة للتدمير والتخريب والاستغلال. وهذا هو اخطر ما يعانيه مجتمعنا.
الآمر الثاني: هو البناء العقلي والذهني: -
وقد يقول قائل : ان العلوم والمعارف التي يتلقاها الطفل في المدرسة من علوم وحساب وتاريخ تسد حاجة التلميذ في هذه الناحية. وهذا ايضا خطأ . فهناك فرق بين حشر المعلومات في رأس التلميذ وبين تنمية مدارك الطفل لتوسيع افقه وتفكيره، وتعليمه الابتكار وابداء الرأي وملاحظة الظواهر بدقة.
الاسلام يدعو الطفل منذ نشأته الى تأمل كل شيء في الحياة من حوله يدعوه الى تأمل الخلق والمخلوقات. والسماء والنجوم والشمس والقمر والليل والنهار. والى التأمل في الارض والجبل والبحر والانهار، والطير والحيوان والانسان. ان يتأمل في نفسه وفي جسمه وفي خلقه، في امه عندما حملته وهنا على وهن وارضعته عامين ثم فطمته، وسهرت لتحميه من البرد والحر والجوع والعطش. ثم بعد هذا كله يدعوه الى التفكير فيمن خلق هذا الكون كله وأبدعه. وكل هذه الامور وهذا الفكر يوسع مدارك الطفل في الحياة. ويزيد من حدة ذكائه ويجعله اكثر قدرة على استيعاب كل ما يتلقاه بعد ذلك من علوم الدنيا، وخاصة ان هذه المعلومات لا توجد في كتب الدراسة والعلم..
واهم شيء ان يتعلم الطفل كيف ينظر الى الامور باستقلالية؟ ويميز بين الغث والسمين، بين الخطأ والصواب، ولا يتقبل كل شيء دون تأمل وتدبر وتفكير.
الامر الثالثة: هو البناء الجسمي: -
الاسلام يهتم بالصحة والسلامة، ويدعو الى خلق جيل قوي البنية، يتمتع بالقوة والحيوية والنشاط ، خال من العاهات الوراثية والامراض . ثم
تربية (http://forum.mn66.com/t184035.html)هذا النشء على حب الرياضة بأنواعها. وبذلك يخلق جيلا واثقا بقدراته ومواهبه وقادرا على حمل الرسالة وعلى الجهاد في سبيل الله.
هذه العوامل الثلاثة هي التي تشكل شخصية الطفل المسلم الروح والعقل والجسم. اما الحضارة الحديثة وما تدعو اليه من الحر ية ال***ية والتمتع بكل ملاذ الحياة باية طر يقة. فانها تجلب الامراض ويكفي في هذه النقطة ما تبثه وسائل الاعلام انه في سنة 2001 توفي ثلاثة ملايين انسان بمرض الايدز . وبلغ عدد المصابين (40) مليون مصاب في تلك السنة. منهم (600) الف طفل لم يبلغوا الخامسة عشر من العمر.
محمد رافع 52 20-11-2012, 03:28 PM الأسرة في الإسلام (http://www.al-islam.com/loader.aspx?pageid=1244&FolderID=664)
وظيفة التنشئة الاجتماعية في الأسرة
إعداد: تهاني الفضل
التنشئة الاجتماعية واسعة، ويتسع نطاقها بدءًا من آداب المائدة إلى التعاليم الدينية، ومن الاتجاهات الدينية تتسع معاني الاقتصاد والادخار وأساليبه، ومن المنزل والتعامل مع الأب والأم والأخوة، إلى المجتمع من الأقارب والمعلمين والأصدقاء.
تتعدد عناصر التنشئة الاجتماعية وتتفاوت في بساطتها وتعقيدها، فالطفل يتعلم معظم التدريبات والآمال والمعاني دون أن يشعر بذلك شعورًا واضحًا، فقد يكتسب من الرفاق بعض الأساليب الاجتماعية وبعض معايير النجاح، فعملية التطبيع الاجتماعي تختلف من حيث بساطتها وتعقيدها من مجتمع إلى آخر، فلكل مجتمع نموه التاريخي وأنماطه الثقافية العامة، ومشكلاته وحاجاته، وفي المجتمعات البسيطة تتحكم التقاليد والعادات في عملية التطبيع الاجتماعي، أما في المجتمعات المعقدة فإن العملية تكون معقدة أكثر، فلا يقتصر على تقليد الأبناء إنما يكون لديهم أنماط مختلفة، وقد تكون متعارضة مع الأهل، فيجب تقبل ما يختارونه منها وتوجيه سلوكهم على ضوئها.
المقصود بالتربية الاجتماعية:
تأديب الولد منذ نعومة أظفاره على التزام آداب اجتماعية فاضلة، وأصول نفسية نبيلة تنبع من العقيدة الإسلامية، والشعور الإيماني العميق، ليظهر الولد في المجتمع على خير ما يظهر من حسن التعامل، والأدب والاتزان والعقل الناضج، والتصرف الحكيم...
وهذه المسؤولية في التنشئة من أهم المسئوليات لدى الآباء، بل هي حصيلة التربية الإيمانية، والخلقية والنفسية، لكونها الظاهرة السلوكية والوجدانية التي تربي الولد على أداء الحقوق، والتزام الآداب والرقابة الاجتماعية، وحسن التعامل مع الآخرين.
بعض الوسائل العملية التي تؤدي إلى تنشئة اجتماعية فاضلة:
غرس الأصول النفيسة النبيلة التي لا تتكامل إلا بتحقيقها، وهي بالوقت نفسه قيمة إنسانية خالدة والتي يسعى الإنسان إلى غرسها بأبنائه:
التقوى:
فتقوى الله هي منبع الفضائل الاجتماعية كلها، والسبيل الوحيد في اتقاء المفاسد والشرور والآثام والأشواك، بل هي الوسيطة الأولى التي توجد في الفرد وعيه الكامل لمجتمعه، ولكل من يلتقي معهم من أبناء الحياة. ولقد أكد عليها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في قوله ) التقوى ها هنا ( ما يؤكد أهمية هذا الأصل في التربية الاجتماعية ولا سيما في النهي عن مساس الكرامة، والإضرار بالناس.
الأخوة:
هي رابطة تورث الشعور العميق بالعاطفة والمحبة والاحترام.. فهذا الشعور الأخوي الصادق يولد في نفس المسلم أصدق العواطف النبيلة في اتخاذ مواقف إيجابية من التعاون والإيثار والرحمة والعفو عند المقدرة، قال تعالى: ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ﴾ (سورة الحجرات، آية: 10).
وقال -عليه الصلاة والسلام-: ) مثل المؤمنين في توادهم وتعاطفهم وتراحمهم، كمثل الجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو، تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى (أخرجه البخاري ومسلم. فيجب أن نُنشِّئ أبناءنا على خُلق الأخوة والمحبة.
الرحمة:
هي رقة في القلب وحساسية في الضمير تستهدف الرأفة بالآخرين والعطف عليهم، وتهيب بالمؤمن أن ينفر من الإيذاء، ويبعد عن الجريمة ويصبح مصدر خير وبر وسلام للناس أجمعين: قال -عليه الصلاة والسلام-: )الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء ( أخرجه الترمذي وأبو داود وأحمد. فعلى هذا الخُلق النبيل نُنشِّئ أبناءنا.
الإيثار:
هو خُلق نبيل يترتب على تفضيل الإنسان غيره ويقصد به وجه الله تعالى، ويدل على صدق في الإيمان وصفاء السريرة وطهارة النفس، وهو دعامة كبيرة من دعائم التكامل الاجتماعي، قال -سبحانه وتعالى-: ﴿ وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَلَا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ ﴾ (سورة البقرة، آية: 237). فهذا الخلق العظيم من العفو والصفح والتسامح والحلم يدل على إيمان راسخ وأدب إسلامي رفيع.
التزام الآداب الاجتماعية العامة: من القواعد التي وضعها الإسلام في تربية الولد اجتماعيًّا تعويده منذ نعومة أظافره على آداب اجتماعية عامة أدبنا عليه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في أحاديثه الشريفة، مثل: آداب الشراب وآداب الأكل. عن عائشة رضي الله عنها قال -عليه الصلاة والسلام-: ) إذا أكل أحدكم فليذكر اسم الله تعالى، فإن نسي أن يذكر اسم الله في أوله فليقل: باسم الله أوله وآخره ( رواه أبو داود والترمذي.
وقال -عليه الصلاة والسلام-: )يا غلام سَمِّ الله وكل بيمينك وكل مما يليك ( وعن ابن عباس رضي الله عنهما ) أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن يتنفس في الإناء أو ينفخ فيه (.
إنمن أهم العلاقات التي يعيشها الابن هي بشكل خاص مع أفراد أسرته، إلا أننا نريد أن يكون له علاقة جيدة مع الآخرين من أقارب وأصدقاء، فمن الآداب التي نربي أبناءنا عليها في التعامل مع الآخرين: آداب السلام، والاستئذان، والعطاس، وغيرها من الآداب الاجتماعية.
قال -سبحانه وتعالى-: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا﴾ (سورة النور، آية: 27).
وقال -عليه الصلاة والسلام-: ) يسلم الراكب على الماشي، والماشي على القاعد، والقليل على الكثير (رواه الشيخان.
قال -سبحانه وتعالى-: ﴿وَإِذَا بَلَغَ الْأَطْفَالُ مِنْكُمُ الْحُلُمَ فَلْيَسْتَأْذِنُوا كَمَا اسْتَأْذَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ﴾ (سورة النور، آية: 59).
وقال -عليه الصلاة والسلام-: ) الاستئذان ثلاث، فإن أذن لك وإلا فارجع (.
روى ابن السني وأبو داود عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: ) إذا التقى المسلمان فتصافحا وحمدا الله تعالى واستغفرا، غفر الله عز وجل لهما (.
من الآداب الاجتماعية الهامة التي يجب على الأهل أن يهتموا بها هي أدب الحديث والكلام مع الآخرين، وكيف يستمع منهم، وكيف يحاورهم.
مراعاة حقوق الآخرين: مثل حق الوالدين، والمعلم، والأرحام، والكبير، والرفيق، فيجب تدريب الأبناء وتنشئتهم على احترام الوالدين قال تعالى: ﴿وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّي ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا﴾ (سورة الإسراء، آية: 24).
فيعتبر احترام الوالدين وبرهما من أفضل الحقوق ومنبع الفضائل الاجتماعية، فمن السهل على الولد الذي تربى على بر والديه واحترامهما أن يتربى على احترام الجار والكبير والمعلم واحترام الناس جميعًا. فهذه الآداب تدل على أن الإسلام دين اجتماعي جاء لإصلاح المجتمعات الإنسانية.
لا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح أولها، فما على الوالدين والمربين إلا أن يربوا هذا الجيل الناشئ على هذه الآداب الاجتماعية الفاضلة، وأن يبدءوا معهم منذ الصغر لتكون الثمرات أفضل، والنتائج أحسن، والله سبحانه سيثيبهم خيرًا.
محمد رافع 52 20-11-2012, 03:33 PM وسائل التربية الاسلامية:-
تقوم التربية الاسلامية للنشء على دعامتين في وقت واحد:-
الاكرام مع التأديب . وذلك لقول رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم):-
«اكرموا اولادكم واحسنوا آدابهم».
والقصد بالتأديب هو التوجيه والتنبيه على الاخطاء، والتعليم مع احترام شخصية الطفل ومنحه الحب والحنان والعطف، وبهذا الاسلوب السليم في التربية، لاينشأ الطفل محروما أو مهانا فيحقد، ولا يصبح مدللا منعما فيفسد
.
اكرام الطفل:-
1 - أول مبادىء الاكرام عدم سب الطفل لآي سبب. فلايقال له ياشقي او ياغبي او ياكسول. او يقال الله يلعنك، هذه الامور لا تجوز في الاسلام. وفي هذا يقول الرسول (http://forum.amrkhaled.net/images/smilies/salla-icon.gif):
«سباب المسلم فسوق»، واذا كان الاسلام قد نهى عن سب البهائم ولعنها. فما بالك بسب الانسان. سمع رسول الله رجلا يسب ناقته فعاقبه رسلو الله وقال له:-
«يا عبد الله لا تصاحبنا اليوم على ناقة ملعونة، فحط عنها رحالها وأطلقها.
ويكره في الاسلام ضرب الطفل المسلم الا لذنب كبير، وينهى نهيا قاطعا عن ضربه على الوجه. لان الوجه هو خلقة الله التي كرمها. فالشرع لايقر معاقبة الطفل. بشدة ولا يسوغ ضرب الوجه
.
ويكره ضرب البهائم على وجوهها لانها تسبح الله تعالى:
«وان من شيء الا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم». واذا كان ضرب البهائم على وجوهها غير جائز . فكيف بضرب الاطفال الصغار؟
3 - الاسلام يدعو الابوين ان يكونا قدوة لابنائهما. فاذا كانا متحابين ودودين عطوفين. انتقلت هذه الصفات الى ابنائهما. واذا كان الاب بارا بوالديه. فان ابناءه يبرونه ايضا والعكس بالعكس. يحذر الاسلام الابوين من الكذب على طفلهما الاي سبب سواء كان هذا للتخلص من بكائه او طلباته او لآي سبب آخر.
رأى رسول الله (http://forum.amrkhaled.net/images/smilies/salla-icon.gif) امرأة تنادي طفلها وتقول له: تعال اعطيك. قال لها: ماذا أردت ان تعطيه؟ قالت اعطيه تمرة. فقال لها الرسول: اما انك لو لم تفعل شيئا كتبت عليك كذبة
.
4 - ينصح الرسول الامهات بتولي تربية (http://forum.mn66.com/t184035.html)ابنائهن بانفسهن وعدم الاعتماد على الخدم والخادمات في تربية (http://forum.mn66.com/t184035.html)الطفل. وفي ذلك يقول احد الفقهاء: (أدب ولدك يكن لك بدل الخادم خادمان) التربية الصحيحة تجعل الطفل مطيعا لآبيه محبا لاسرته واثقا بنفسه تربية (http://forum.mn66.com/t184035.html)الخدم تجعل من الاطفال اطفالا غير مهذبين. لاختلاف العادات والتقاليد والقيم الخلقية بين الاهل وبين الخدم.
5 - ومن روائع الاسلام في مجال التربية انه يحترم مشاعر الطفل، ويأمر الرسول المسلمين بالتلطف واللعب مع الاطفال. لان هذا الامر يخلق روح المودة والترابط في الاسرة ، يقول (http://forum.amrkhaled.net/images/smilies/salla-icon.gif) : «من كان له صبي فيتصاب له» وقد كان رسول الله (http://forum.amrkhaled.net/images/smilies/salla-icon.gif) مثالا للمودة والعطف والحنان مع أولاده وذريته، ومع اطفال المسلمين. فكان الصحابة اذا زاروه في بيته خرج اليهم وهو يحمل حفيده الحسن على كتفه، وكان الرسول (http://forum.amrkhaled.net/images/smilies/salla-icon.gif) يداعب ولديه الحسن والحسين. ويلاعبهما .، وكان اذا سجد يركبان فوق ظهره. ويقبلهما كثيرا ويحنو عليهما.
8 - كان الرسول (http://forum.amrkhaled.net/images/smilies/salla-icon.gif) يعلم الانسان كيف يعامل طفله؟ كيف يكون ودودا مع اطفاله ليزرع الثقة في نفوسهم ويزرع الحب والحنان والعطف في قلوب الاطفال، ليسهل على الابناء تقبل توجيهات آبائهم وتعليماتهم لما يلقون من بذور المحبة ومن المعاملة الحسنة. وقد قال رسول الله (http://forum.amrkhaled.net/images/smilies/salla-icon.gif) : «رحم الله والدين اعانا ابنهما على برهما».
جاءه رجل فقال يا رسول الله اني اجد قساوة في قلبي وجمودا في عيني . فماذا عساني افعل؟
قال له رسول الرحمة http://forum.amrkhaled.net/images/smilies/salla-icon.gif: «ابحث عن طفل يتيم وامسح على رأسه واعطف عليه وأدخل السرور في قلبه ترى من انك شفيت من قساوة القلب وجمود العين
.
الرسول يدعو الى الرحمة بالاطفال والاحسان اليهم، وترك القسوة والشدة والعقاب في التربية والتعليم كما ينهى عن ترك الحبل على الغارب واهمال الطفل وعدم العناية بتربيته.
ومن اداب الاسلام مساعدة الاطفال. فاذا رأى المسلم صبيا يسير على قدميه في الشمس او الحر او رآه ينتظر من يوصله ان يتوقف له بسيارته وان يوصله الى بيته كما يوصل ابنه تماما، عملا بقول رسول الله (http://forum.amrkhaled.net/images/smilies/salla-icon.gif): «من كان له فضل ظهر فليعد به على من لا ظهر له».
اي من كان له مكان زائد على ناقته فيقدمه الى من لاناقة له. وقد كان رسول الله اذا رأى صبيا في الطريق وهو على ناقته يتوقف له وينيخ راحلته، وينادي على الصبي ويمسح راسه في عطف وحنان ومحبة. ثم يحمله خلفه على ناقته حتى يوصله الى بيته.
ويوصي الاسلام بعدم التفرقة بين الابناء في المعاملة وخاصة في الامور المالية والميراث، وقد جاء الى الرسول (http://forum.amrkhaled.net/images/smilies/salla-icon.gif) رجل فقال للرسول: «اشهدك يا رسول الله اني قد اوصيت لولدي هذا من بعدي بكذا وكذا ... فقال له الرسول: وهل فعلت ذلك لكل اولادك؟ ام هذا وحده؟.
فقال الرجل: هذا وحده.
فقال له الرسول: اذهب فلا وصاية لك عندي ولا تشهدين على جور.هذا في الامور المادية والوراثية.
اما في الامور العاطفية، فان الاسلام يأمر بالعدل والمساواة في اظهار الحب والمودة فلا يفضل احد للاطفال على غيره بالحنان والعطف. فلذك يثير الحسد ويخلق العداوة ويثير الحقد بين الاخوة والاخوات.
والاسلام يأمر بعدم التمييز بين الولد والبنت في المعاملة الا في حدود ما امر الله من ناحية الميراث حيث يكون للذكر مثل حظ الانثيين.
وحكمة ذلك ان الذكر يكون مسؤولا عن الانفاق في اسرته وزوجته.. اما للانثى فليست ملزمة بالانفاق على زوجها واسرتها من مالها ولكن على زوجها ان ينفق عليها.
وليس للابوين ان يفرقا في المعاملة وفي العطف والمودة بين الولد والبنت.
بل لقد كان رسول الله اكثر عطفا على البنات واكثر وصاية بهن حتى يزيل من نفوس العرب عادة الجاهلية البغيضة. وفي هذا الصدد يقول الرسول (http://forum.amrkhaled.net/images/smilies/salla-icon.gif): «من كان له انثى فلم يهنها ولم يؤثر ولده عليها واحسن تعليمها كانت له سترا من النار» وكثيرا ما كان رسول الله (ص) يحمل امامة بنت ابي العاص وهي ابنة ابنته زينب ويدللها ويضعها تحت عباءته ليدفئها في البرد ويحن عليها ويداعبها في طفولتها.
محمد رافع 52 20-11-2012, 03:34 PM وللاسلام نظرة عميقة في أمره المسلم بالتعاطف مع الطفل والحنان عليه واحترامه. فهو لايهدف الى مصلحة الطفل وحده. ولكن الى غرس روح المحبة والتعاون في نفوس الكبار.. والى تهذيب مشاعرهم. ولا يكتفي الاسلام بأمر الناس بحسن رعاية اولادهم بل ان المسلمين جميعا ملتزمون بالتضامن مع الدولة في رعاية الاطفال الايتام او الذين لا عائل لهم، فنشأة الطفل اليتيم في اسرة مسلمة صالحة خير له من نشأته في ملجأ حكومي. ولذلك فقد جعل الاسلام تربية (http://forum.mn66.com/t184035.html)اليتامى احد واجبات الاسرة المسلمة حسب استطاعتها.
وفي ذلك يقول الرسول (http://forum.amrkhaled.net/images/smilies/salla-icon.gif): «خير بيت في المسلمين بيت فيه يتيم يحسن اليه، وشر بيت في المسلمين بيت فيه يتيم يساء اليه».
وقال رسول الرحمة (http://forum.amrkhaled.net/images/smilies/salla-icon.gif) :- «انا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين» واشار باصبعيه معا.
وقد نشأ رسول الله يتيما فرعاه جده عبد المطلب. ثم رعاه ودافع عن رسالته عمه ابو طالب.
فلما شب الرسول واستطاع ان يكسب عيشه بدأ هو ايضا برعاية اليتامى والفقراء في بيته.
واول طفل تولى الرسول رعايته رغم ان والديه كانا أحياء هو ابن عمه علي بن ابي طالب عليه السلام. فعاش مع رسول الله منذ صغره غذاه رسول الله بالعلم وكساه حلل الايمان زينه بالادب. كما كان رسول الله يرعى في بيته زيد بن حارثة.. وكان زيد طفلا اختطفه الاعراب من قبيلته فلم يعرف له اهلا فاشترته خديجة واهدته الى الرسول فتبناه الرسول وأعتقه. ولما جاء اهله وعشيرته الى الرسول ليأخذوه منه. خيره رسول الله بين الاقامة عنده وبين الذهاب مع اهله، فاختار الاقامة عند رسول الله (http://forum.amrkhaled.net/images/smilies/salla-icon.gif) لما لقيه من الحب والحنان والعطف مما لايجده الطفل عند والديه واقرب الناس اليه.
يقول الامام الغزالي : - «الصبي امانة عند والديه وقلبه الطاهر جوهرة نفيسة ساذجة خالية من كل نقش وصورة وهو قابل لكل نقش وقول الغزالي هذا يتفق مع أحدث النظريات في علم التربية. ذلك ان الطفل البشري يولد وهو في حالة من العجز الشديد بحيث اذا ترك وشأنه هلك. ومن أجل ذلك كانت رحمة الله بالاطفال ماثلة في عاطفه الامومة وعاطفة الآبوة. حيث يتولى الابوان رعاية اطفالهما الى حد تفضيلهما على نفسيهما.
ودور الاب يتفوق على دور الام في تربية (http://forum.mn66.com/t184035.html)الابناء بعد السنوات الثلاث الاولى من عمر كل منهم، وفي هذا يقول النبي (http://forum.amrkhaled.net/images/smilies/salla-icon.gif) : «ما نحل والد ولده افضل من ادب حسن».
ان الابناء بنين وبنات هم ثمرات القلوب وافلاذ الاكباد، وهم امانة جليلة في اعناق الأباء. واداء الامانة يتمثل في حسن الرعاية ودقة التربية واستقامة التنشئة الاجتماعية.
ومن الواجب على الوالد ان يحرص اولا وقبل كل شيء على غرس بذور الاخلاق الفاضلة في نفس الولد او البنت، وتعويدهما العادات الكريمة والخصال الحميدة والأداب الرفيعة وتجنيبهما الترف الزائد والبذخ ، وابعادهما عن قرناء السوء. وفي هذا يقول الغزالي عن تربية (http://forum.mn66.com/t184035.html)الوالد لولده و صيانته، بان يؤدبه ويعلمه محاسن الاخلاق ويحفظه من قرناء السوء ولا يعوده التنعم والترف، ولا يحبب اليه الزينة واسباب الرفاهية فيضيع عمره في طلبها اذا كبر فيخسر عمره، بل ينبغي ان يراقبه من اول عمره.
والتربية الصحيحة تبدأ من اول فترة الرضاع حيث يطالب الاسلام الابوين باختيار المرضعة الصالحة والمربية الفاضلة ويشترط في المرضعة ان تكون متدينة ذات خلق وعفة وتأكل من حلال حتى تؤثر في الوليد تأثيرا صالحا.
كان المسلمون الاوائل يهتمون كثيرا بمسألة التربية وعرفت الامثال التي تشير الى هذا المعنى مثل قولهم: «من أدب ولده صغيرا سر به كبيرا» وقولهم ايضا: التعلم في الصغر كالنقش على الحجر.
وكذلك قولهم: «اطبع الطين ما كان رطبا واعصر العود ما كان لدنا».
ويقول علماء التربية المعاصرين: بادروا بتعليم الاطفال قبل تراكم الاشغال. وانه وان كان الكبير اوقد عقلا، فانه اشغل قلبا ويقول الشاعر:
اذا المرء أعيته المروءة ناشيئا
فمطلبها كهلا عليه شديد
وينبغي تعليم الطفل المهنة التي يحبها ويعشقها ويبذل جهده في تعلمها والاستفادة منها.
التربية الاجتماعية في الاسلام
هذا النوع من التربية تضع الام الاساس الاول له، ثم يستكمله مع الام الآب والمعلم والقريب والجار والصديق والزميل، وعلى الكبار داخل الاسرة ان يعودوا صغيرهم على آداب المائدة لضرورتها بالنسبة له. ومن اداب الطعام في الاسلام ان لايكون الانسان شرها في الاكل (كلوا واشربوا ولا تسرفوا) من المهم الاعتدال في الطعام وعدم التخمة والاسراف في الآكل.
يقول الغزالي في هذا الصدد: «أول ما يغلب على الطفل من الصفات شره الطعام فينبغي ان يؤدب فيه مثل الا يأخذ الطعام الا بيمينه. وان يقول عليه بسم الله عند اخذه ، وان يأكل مما يليه. والا يبادر الى الطعام قبل غيره وألا يحدق النظر اليه ولا الى من يأكل.
وان يجيد المضغ، وان لا يوالي بين الفم، ولا يلطخ يديه أو ثوبه ويقبح عنده كثرة الآكل ، بان يشبه كل من يكثر الآكل بالبهائم . وبأن يذم بين يديه الصبي الذي يكثر الاكل. ويمدح عنده الصبي المتأدب القليل الآكل وان يحبب اليه الايثار بالطعام، وقلة المبالاة به والقناعة بالقليل.
وكل تلك الامور ينبغي ان يلتفت اليها الوالدان في تربية (http://forum.mn66.com/t184035.html)الابناء وتعليمهم آداب المائدة واساليب تناول الطعام وكيفية الجلوس على المائدة.
«ويمنع من ان يفتخر على أقرانه وأترابه بشيء مما يملكه والداه، او بشيء من مقتنياته وملابسه او لوحه وأدواته.
وينبغي ان يعود التواضع والاكرام لكل من عاشره والتلطف في الكلام معهم. واذا عجز الوالدان عن ذلك. او اذا كان الطفل قد فقد احدهما او كليهما. فعلى المدرس والمربي والاخصائي الاجتماعي ان يبعد الطفل ويعلمه اداب المائدة باعتبارها من اهم الاداب الاجتماعية
.
واذا كان من الخير ان نعود الطفل الشعور بمشاعر الاخرين والتجاوب معهم عاطفيا ومشاركتهم وجدانيا في الفرح والحزن ، فانه من الخير في مجال الصحة النفسية ان نجنب الطفل حدة العواطف المثيرة حتى لاتستبد به وتضله عن الطريق السوي.
محمد رافع 52 20-11-2012, 03:39 PM ويقول الفيلسوف الاسلامي والطبيب الذائع الصيت ابن سينا: انه يجب علينا ان نجنب الطفل الغضب الشديد والخوف الشديد والحزن والسهر. وان نقدم اليه مايحتاجه ليعتدل مزاجه فتعتدل اخلاقه. لآن الاخلاق الحسنة نابعة لصغار المزاج. وهكذا نجد التربية الاجتماعية الاسلامية تتناول التربية بجانبيها الاجتماعي والنفسي وكذلك الصحة النفسية وتلك هي الصورة المتكاملة للتربية .
التربية الصحية:
على الوالدين ايضا تعويد اطفالهما على النظافة وما يجلب الصحة وتجنيبهم العادات القبيحة التي قد تؤثر على صحتهم وعلى الصحة العامة . وفي هذا يقول الغزالي : ينبغي ان يعود الطفل الا يبصق في مجالسه او في الطريق العام او في مكان يراه احد. ولا يتثاءب بحضره غيره واذا اراد ان يعطس يعطس في منديل ولا يتمخط. واذا تثاءب ان يضع كفه مقلوبا على فمه.
التربية الرياضية
:
والتربية الرياضية او البدنية لها اهميتها القصوى في التربية الاسلامية على اعتبار ان العقل السليم في الجسم السليم. وفي هذا يقول الرسول (http://forum.amrkhaled.net/images/smilies/salla-icon.gif): «ان لبدنك عليك حقا».
وفي الحديث الشريف: «علموا اولادكم السباحة والرماية وركوب الخيل» ومن الالعاب الاساسية لعبة الرمي، وهي لعبة تؤدي الى زيادة القوة البدنية.
ويقول الغزالي في هذا الصدد: «وينبغي ان يؤذن للتلميذ بعد الانصراف عن الكتاب ان يلعب لعبا جميلا يستريح اليه من تعب المكتب. بحيث لا يتعب في اللعب فان منع الصبي من اللعب وارهاقه في التعليم يميت قلبه ويبطل ذكاءه وينغص عليه العيش حتى يطلب الحيلة في الخلاص منه».
واللعب الجميل الذي يشير اليه الغزالي ليس لعب الكرة في الشارع داخل الاحياء السكنية، ولا لعب الكمبيوتر واجهزة الاتاري مما يسبب للطفل اضرارا فادحة. بسبب مافيها من عنف مما يغير سلوك الطفل نحو اخوانه ووالديه. وما يؤدي الى اضرار جسدية ونفسية. حيث ان الغزالي ينهى عن الالعاب الضارة للاطفال ايا كانت. واللعب الجميل الذي يشير اليه هو اللعب المنظم داخل ملاعب المدارس والمعاهد والكليات الجامعية والاندية الرياضية تحت اشراف المتخرجين في مختلف اقسام المعاهد العالية للتربية الرياضية.
وهذا اللعب من وجهة نظر الغزالي ضرورة علمية وعقلية واجتماعية ونفسية تجدد ذهن الطفل او اليافع او الشاب الصغير حتى يعود الى دراسته او عمله وهو اكثر اشتياقا اليه وقواه متجددة حتى لايسأمه ويفر منه وممن يفرضون عليه بمختلف الحيل النفسية المعروفة.
وعلى الوالدين ان يقتديا بلقمان في توجيه ابنائهم الى مايتفق مع الفطرة السليمة التي ولدوا عليها. وكما جاء في القرآن الكريم: «يا بني انها ان تك مثقال حبة من خردل فتكن في صخرة او في السماوات او في الارض يأتي بها الله ان الله لطيف خبير يابني أقم الصلاة وأمر بالمعروف وانه عن المنكر واصبر على ما اصابك ان ذلك من عزم الامور” ولا تصعر خدك للناس ولا تمشي في الارض مرحا ان الله لايحب كل مختال فخور” واقصد في مشيك واغضض من صوتك ان أنكر الآصوات لصوت الحمير.
محمد رافع 52 20-11-2012, 03:50 PM دور الأم في تربية الطفل تربية إسلامية
للأم دور هام في تربية الطفل تربية إسلامية، فالطفل عادة ما يرتبط بأمه في أول سنوات عمره، لذلك يُعد توجيه الأم للطفل غاية في الأهمية لكي ينشأ في كنف الإسلام ويتربي تربية إسلامية سليمة. وهناك بعض الأمور تؤثر إيجاباً في تربية الطفل تربية إسلامية منها:
القدوة الحسنة:
التقليد هو السمة الأساسية لدى الطفل؛ فهو يحاكي دائماً من حوله؛ ولابد أن يجد الطفل أمه مثالا ً للقدوة الحسنة يحتذي بها في كل أقواله وأفعاله؛ ويمكن أن تقوم الأم عند إعداد أو تقديم الطعام بقول أذكار الطعام فيتعلمها الطفل ويعتاد بعد ذلك أن يقول أذكار الطعام دوماً.
الرحمة:
لابد أن تتعامل الأم مع الطفل برحمة وعطف كما قال الرسول الكريم – عليه الصلاة والسلام للأقرع بن جالس لما أخبره أنه لا يُقبل أحداً قط من أولاده فرد عليه النبي وقال له " من لا يرحم لا يُرحم ".
العدل:
يجب على الأم الحذر من الوقوع في التفريق بين طفل وأخر فهذا من شأنه أن يخلق العداوة والبغضاء بين الأطفال؛ لذا لابد أن تحرص الأم على العدل بين الأطفال حتى ينشئوا هم أيضاً على مفهوم العدل.
سرد القصص:
للقصة أثر طيب في نفس الطفل، ومن خلال قصة قبل النوم يمكن أن تحكي الأم للطفل قصة صغيرة كالقصص الهادفة أو قصص الأنبياء المليئة بالعبر والقيم الإنسانية التي يمكن أن يكتسبها الطفل؛ وتجعل الطفل يدرك أمور عديدة ومفاهيم كثيرة تُقرب له المعاني والأفكار.
ويمكن أيضاً للأم أن تسرد للطفل قصص الأنبياء فيها العديد من العبر والقيم الإنسانية التي يمكن أن يكتسبها الطفل؛ حيث تتمثل فيها نماذج رائعة للتربية بجميع أنواعها، خاصة أن الطفل حينما يعيش في جو القصص النبوية القرآنية فإنه يعيش مجالس النبوة، ويعيش أحداثها، وفي ذلك تعليم وتربية، إلى جانب المتعة والراحة النفسية.
على الأم أن تعلم الطفل القرآن الكريم وسير الأنبياء والصحابة ليقتدي بهم.
تعويد الطفل على طاعة والديه واحترام من هم أكبر منه سناً.
إبعاد الطفل عن الصحبة السيئة وأقران السوء حتى لا يكتسب منهم ما هو سلبي وغير إسلامي.
على الأم أن تكافئ الطفل إذا قام بعمل حميد وتثني عليه وتمدحه؛ وإذا ما قام بعمل قبيح عليها أن تعاتبه؛ فصيغة اللوم هامة لتربية الطفل مع الحرص أن لا تكون أمام أقرانه
محمد رافع 52 22-11-2012, 10:13 AM توطئة للآيات الكونية الباهرة الدالة على عظمة الله:
1- كيف يشهد الله لنبيه بصدق رسالته:
إن الله عز وجل حينما يبعث رسولاً ومعه منهج، معنى منهج افعل ولا تفعل، فيه أمر ونهي، فيه حرام وحلال، فيه واجب وفرض، فهذا النبي الكريم والرسول الكريم معه منهج، والمنهج فيه تقييد، والإنسان المتفلت من أي منهج لا يروق له أن يخضع لمنهج، لذلك رد فعل الناس حينما يأتيهم رسول معه منهج أن يكذبوه، قال تعالى:
﴿ وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَسْتَ مُرْسَلاً ﴾
( سورة الرعد )
فلا بد من أن يشهد الله لخلقه أن هذا الإنسان الذي أرسله هو رسوله، كيف يشهد ؟ الحقيقة الله عز وجل لا تدركه الأبصار ولكن تصل إليه العقول لا أقول تحيط به، قال تعالى:
﴿ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ ﴾
( سورة البقرة )
2- خرق نواميس الكون:
ولكن الله عز وجل يجري على يد هذا الرسول خرقاً لنواميس الكون، هذا الخرق لا يخلقه إلا خالق السماوات والأرض، إذاً: خرق النواميس شهادة الله لهذا الرسول أنه رسوله، هذا جرى مع الأنبياء السابقين، لأن كل نبي له قوم، فالمعجزة حسية، وهي كعود الثقاب، تألقت وانطفأت، وأصبحت خبراً يصدقه من يصدقه، ويكذبه من يكذبه، ولكن بعثة نبينا عليه الصلاة والسلام بعثة عامة لكل الأمم والشعوب على مدى القرون، ولنهاية الدوران، وكتابه كتاب خاتم، هو خاتم الأنبياء والمرسلين، وكتابه خاتم الكتب.
3-الإعجاز العلمي في القرآن والسنة:
إذاً: لا يمكن أن تكون المعجزة خرقاً للنواميس حسية تقع مرة واحدة، وتنتهي، فتصبح خبرا يجرؤ كل واحد على تكذيبه، إذاً: لا بد من أن تكون معجزة النبي عليه الصلاة والسلام، ونحن في حلقة عنوانها العقيدة والإعجاز، لا بد من أن تكون معجزة النبي عليه الصلاة والسلام معجزة مستمرة، ولن تكون مستمرة، لأن النبي سيرتحل إلى الرفيق الأعلى، ولن تكون مستمرة إلا إذا كانت علمية، من هنا يكون الإعجاز في القرآن والسنة.
4-النبي لم يشرح الآيات الكونية:
http://nabulsi.com/images/inside-arts/ar/1447/01.jpg
في القرآن عدد كبير جداً يقترب من ألف أو يزيد من الآيات الكونية، وفي هذه الآيات سبق علمي، أي إشارة إلى حقيقة لم تكن معروفة من قبل، وسيمضي سنوات وسنوات وعقود وحقب، وهذه الحقيقة لا يعرفها أحد، إلى أن يظهر التطور العلمي الجديد، فإذا بالعلم يكشف عن هذه الحقيقة، إذاً: الإعجاز في القرآن الكريم آيات تشير إلى حقائق لم تكن معروفة على عهد النبي عليه الصلاة والسلام، والذي يلفت النظر أن النبي عليه الصلاة والسلام لم يشرح هذه الآيات، لماذا ؟ الله أعلم، أنا أرجح أنه لم يشرحها بتوجيه من الله، أو باجتهاد منه، وحكمة عدم شرحها أنه لو شرحها شرحاً مبسطاً يتناسب مع أفهام من حوله لأنكرنا نحن عليه، ولو شرحها شرحاً عميقاً، لأن الله أراه آياته كلها، لو شرحها شرحاً عميقاً لأنكر عليه أصحابه، فتُركت هذه الآيات كإعجاز لهذا القرآن، وكشهادة الرحمن على أن محمد عليه الصلاة والسلام رسوله.
إذاً: الإعجاز محوره الأساسي أنت تقرأ الآية، فإذا بأحدث بحوث علمية تؤكدها، ولم يكن هذا معروفاً من قبل، إذاً: الذي خلق الأكوان هو الذي أنزل القرآن، قال تعالى:
﴿ فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ * وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ ﴾
( سورة الواقعة ).
جواب القسم، قوله تعالى:
﴿ إِنَّهُ لَقُرْآَنٌ كَرِيمٌ ﴾
( سورة الواقعة ).
وفضل كلام الله على كلام خلقه كفضل الله على خلقه.
محمد رافع 52 22-11-2012, 10:14 AM بعض الآيات الكونية الباهرة الدالة على عظمة الله:
1 – سرعة الضوء:
﴿وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ ﴾
http://nabulsi.com/images/inside-arts/ar/1447/02.jpg
إخوتنا الكرام، العالم الفيزيائي الشهير أنشتاين الذي جاء بالنظرية النسبية، والتي قلبت مفاهيم الفيزياء والطاقة والقدرة والحركة في العالم، هذه النظرية تقوم على أنه اكتشف السرعة المطلقة في الكون، إنها سرعة الضوء، وأي شيء سار مع الضوء أصبح ضوءًا، وأي جسم سار مع الضوء يؤدي هذا المسير إلى توقف الزمن، كيف ؟
هذا اللقاء الطيب يصدر عنه موجات كهرطيسية إلى الفضاء الخارجي، لو أمكن لإنسان افتراضاً أن يصنع مركبة سرعتها كسرعة الضوء، وتمشي هذه المركبة مع أمواج الضوء، هذا المنظر يبقى إلى أبد الآبدين، ويكون كل مَن في هذا المجلس بعد مئة عام تحت أطباق الثرى، وهذا المنظر مستمر، إذا سار الإنسان مع الضوء توقف الزمن، فإذا سبقه تراجع الزمن، ومن الممكن افتراضاً لو صنعت مركبة تمشي بأسرع من الضوء، ومعنا أجهزة للالتقاط هذه الموجات لرأينا رأي العين موقعة بدر، وموقعة أحد، والخندق، والقادسية، وموقعة حطين، لرأينا هذا رأي العين، هذا كله شيء افتراضي، إذا سرنا مع الضوء توقف الزمن، وإذا سبقنا الضوء تراجع الزمن.
عُقد مؤتمر في موسكو البلد كان يرفع شعار ( لا إله )، عقد مؤتمر الإعجاز العلمي الخامس في موسكو، وهذه معجزة ؛ أن يعقد مؤتمر الإعجاز العلمي في القرآن والسنة في بلد كان يرفع شعار ( لا إله، والمادة كل شيء )، عرضوا في هذا المؤتمر بحثا مطولا عندي أصله، وسأقدم لكم تلخيصه.
2 – دورة القمر حول الأرض:
﴿وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ ﴾
قال الله عز وجل:
﴿ وَإِنَّ يَوْماً عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ ﴾
( سورة الحج ).
http://nabulsi.com/images/inside-arts/ar/1447/03.jpg
الله عز وجل يخاطب العرب، مما تعدون أنتم، لأن العرب كانوا يستخدمون التقويم القمري، ويعدون السنوات القمرية، القمر يدور حول الأرض دورة كل شهر، الآن دققوا، وأنا أطالب إخوتي الصغار طلاب العلم ممن ينتسب إلى المدارس، ودرس شيئا من الرياضيات، القمر يدور دورة حول الأرض لو أخذنا مركز الأرض ومركز القمر، نصل بينهما بخط، قال الرياضيون والمهندسون هذا الخط طوله نصف قطر الدائرة التي هي مسار القمر حول الأرض وحسابها سهل جداً، نصف قطر الأرض مع نصف قطر القمر مع المسافة بينهما هذا الخط نصف قطر الدائرة التي هي مسار القمر حول الأرض، ضرب 2 قطر، ضرب 3،14 المحيط، ضرب 12 بالسنة، ضرب ألف بألف سنة، طالب من طلاب المرحلة الإعدادية بآلة حاسبة يمكن أن يحسب لنا كم يقطع القمر في رحلته حول الأرض في ألف عام،هذا الرقم بالكيلو مترات ودائماً حساب السرعات المسافة على الزمن أليس كذلك ؟ بين دمشق وحماة مئتا كيلو متر قطعناها في ساعتين، كم هي السرعة ؟ مئة، المسافة على الزمن، لو قسمنا المسافة التي يقطعها القمر في رحلته حول الأرض في ألف عام على ثوان اليوم، اليوم كم ساعة ؟ أربع وعشرون، ستون بستين بأربع وعشرين، اليوم أربع وعشرون ساعة، الساعة ستون دقيقة، الدقيقة ستون ثانية، لو قسمنا هذا الرقم على ثوان اليوم، لأن الله قال:
﴿ وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ ﴾
يعني أنكم تعدون دورة القمر حول الأرض، ما يقطعه القمر في رحلته حول الأرض في ألف عام يقطعه الضوء في يوم واحد، لو قسمنا الرقم على ثوان اليوم لكانت سرعة الضوء الدقيقة 299752، فما يقطعه القمر في رحلته حول الأرض في ألف عام يقطعه الضوء في يوم واحد، وفي هذه الآية المؤلفة من بضع كلمات تنطوي بها هذا الاكتشاف الذي تاه به الغرب، وهو النظرية النسبية التي تتحدث عن سرعة الضوء، وهناك إشارة قرآنية قبل ألف وأربعمئة عام يؤكدها العلم الحديث في عام ألف وتسعمئة وخمسة وتسعين، هذا من الإعجاز.
3 – دورة الأرض حول الشمس:
http://nabulsi.com/images/inside-arts/ar/1447/04.jpg
شيء آخر، أيها الإخوة الكرام، الأرض تدور حول الشمس في مسار إهليلجي بيضوي، وهذا المسار الإهليلجي يعني أن هناك قطرين، قطرا أدنى، وقطرا أعلى، الأرض تمشي بكم ؟ سرعة الأرض في الثانية الواحدة ثلاثون كيلو مترا، نحن بدأنا الدرس قبل ستة عشر دقيقة، لو بدأنا قبل عشر دقائق، الأرض تقطع في الثانية ثلاثين كيلو مترا، في الدقيقة ضرب ستين، ألف وثمانمئة كيلو متر في عشر دقائق، الآن نحن سرنا في الفضاء الخارجي حينما قلت: بسم الله الرحمن الرحيم، حتى الآن ثمانية عشر ألف كيلو متر، هذه حقائق بسيطة من مسلّمات علم الفلك، قال تعالى:
﴿ وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ ﴾
( سورة النمل )
هذه الأرض قطعنا في عشر دقائق ثمانية عشر ألف كيلو متر، وفي عشر دقائق أخرى ستة وثلاثين ألفا، وإذا كان الدرس ستين دقيقة يكون الرقم فلكيا.
الأرض تسير بسرعة ثلاثين كيلو مترا في الثانية، لكن على مسار بيضوي، هناك قطر أكبر وقطر أصغر، الآن هي هنا سارت، ووصلت إلى هنا المسافة فصغرت، قانون الجاذبية متعلق بالكتلة والمسافة، فكلما زادت الكتلة زادت الجاذبية، وكلما قلّت المسافة زادت الجاذبية، الكتلة ثابتة، أما المسافة فقصرت، فصار هناك احتمال كبير جداً أن تنجذب الأرض إلى الشمس، وإذا انجذبت إليها تبخرت في ثانية واحدة، وانتهت الحياة على سطح الأرض، تبخرت بجبالها وبحارها وقطبيها وصخورها وقاراتها، لذلك، قال تعالى:
﴿ وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ ﴾
( سورة الزمر )
الأرض هنا ترفع سرعتها، هذه السرعة إذا ارتفعت نشأت قوة نابذة تكافئ القوة الجاذبة، فبقيت الأرض على مسارها، الآن دققوا، قال تعالى:
﴿ إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولَا ﴾
( سورة فاطر )
تمعن في هذه النعمة الربانية:إن الله يمسك السماوات والأرض أن تزولا:
إنّ تبدل سرعة الأرض بحسب المسافة بينها وبين الشمس، هذا التبدل من أجل أن يبقيها على مسارها، وبقاء الأرض على مسارها آية من آيات الله الدالة على عظمته.
﴿ إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولَا ﴾( سورة فاطر )
هذه الآية تندرج في الإعجاز العلمي، الآن الأرض تابعت سيرها، وصلت إلى هنا، سرعتها زائدة، وقوة الجذب ضعفت، وقوة النبذ أشد، وهناك احتمال كبير أن تبقى سائرة في الفضاء الكوني، وعندئذ تصبح حرارة الأرض مئتين وسبعين تحت الصفر، الصفر المطلق، وهو موت محقق، فالأرض إذا انجذبت إلى الشمس تتبخر في ثانية واحدة، وإذا تفلتت من جاذبيتها يكون الدمار من شدة البرد، هنا تخفض الأرض سرعتها لينشأ من انخفاض السرعة قوة نابذة أقلّ تكافئ القوة الجاذبة الأقل، فتبقى على مسارها، قال تعالى:
﴿ إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولَا ﴾
( سورة فاطر )
http://nabulsi.com/images/inside-arts/ar/1447/05.jpg
هناك عالم اقترح لو أن الأرض تفلتت من جاذبية الشمس لسارت في الفضاء الكوني، وأردنا أن نرجعها للشمس قال: نحتاج لمليون مليون حبل فولاذي، وكل حبل قطره خمسة أمتار، ومعنى حبل فولاذي قطره خمسة أمتار أي يحمل مليونين طن قوة جذبه، نحن عندنا قوى الشد وقوى الضغط، بالضغط أقسى عنصر الماس، أما بالشد فأمتن عنصر فهو الفولاذ المضغوط، لذلك ( التلفريك ) والمصاعد والجسور المعلقة كلها فولاذ مضفور الأمتن يقاوم قوى الشد، والأقسى يقاوم قوى الضغط، الإسمنت على الضغط السنتمتر مكعب من الإسمنت يحمل خمسمئة وخمسين كيلوا، أما على الشد فيكسر بخمسة كيلو، إذاً: لا بد من إسمنت مسلح بالحديد، وإلا ينهار البناء، نحتاج لمليون مليون حبل فولاذي لإعادة الأرض إلى جاذبية الشمس، إذا زرعناها على سطح الأرض يكون بين كل حبلين خمسة أمتار، فلا زراعة، ولا صناعة، ولا معامل، ولا بناء، ولا إبحار، ولا سفن، ولا مواصلات، ولا، شمس، غابة الحبال تحجب أشعة الشمس، فتنتهي الحياة، الآن دقق:
﴿ اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ﴾
(سورة الرعد)
أي بأعمدة لا ترونها، قوى الجاذبية موجودة، لكن لا نراها، نمشي داخلها.
هناك بناء لكلية الطب من عشرة طوابق، هل يمكن لأهل الأرض مجتمعين أن يبنوا بناء من عشرة طوابق ليس له علاقة بالأرض، تحته فارغ هواء ؟ مستحيل، هكذا الكون، هناك قوى ترابط، لكن لا تراها بالعين، تمشي خلالها، نحن نحتاج إلى دعائم، لذلك:
﴿ اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ﴾
(سورة الرعد)
هذه الآيات من آيات الله الدالة على عظمته.
محمد رافع 52 22-11-2012, 10:16 AM 4 – أدنى منطقة في الأرض غور فلسطين:
غُلِبَتِ الرُّومُ فِي أَدْنَى الْأَرْضِ
أيها الإخوة الكرام، بعد اكتشاف أشعة الليزر، هذه الأشعة تنطلق، وتعود إذا اصطدمت في جسم، استخدمت هذه الأشعة الآن لقياس المسافات الطويلة بالميليمترات، و يمكن أن نقيس المسافة بيننا وبين القمر على مستوى الملليمترات، والآن مع المهندس جهاز، يقف في طرف البيت فيضغط فتنطلق أشعة من الجهاز، وتصطدم بالجدار، وتعود، يقول لك: ثلاثة عشر مترا وسبعمئة وخمسين مليمترا، بعد اكتشاف أشعة الليزر قيست المسافات في الأرض، وقيس غور فلسطين، فكان أعمق نقطة على اليابسة، أعمق نقطة في البحر خليج مريانة في المحيط الهادي، والتاريخ يؤكد أن المعركة التي جرت بين الروم والفرس في غور فلسطين، وقد قال الله عز وجل:
﴿ غُلِبَتِ الرُّومُ * فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ * فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ ﴾
( سورة الروم ).
هذا سبق علمي، الآن اكتشف أن غور فلسطين أعمق نقطة على سطح اليابسة، وقد سافرت إلى غور فلسطين قبل الاحتلال، ونحن في الطريق مكتوب: هنا سطح البحر، نزلنا ستمئة متر تحت سطح البحر، قال تعالى:
﴿ غُلِبَتِ الرُّومُ * فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ * فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ ﴾
( سورة الروم ).
وهذه الآية تندرج مع الإعجاز العلمي.
5 – الوردة الجورية:
فَإِذَا انْشَقَّتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ
http://nabulsi.com/images/inside-arts/ar/1447/07.jpg
وكالة ناسا الفضائية أضخم وكالة فضائية في العالم، تعرض كل يوم صورة لمجرة يومياً على موقعها في الإنترنت، اسم الموقع ناسا، كل يوم هناك صور لمجرات مذهلة من عشرين سنة، مرة عرضوا صورة إذا تأملتها، ولم تقرأ التعليق لا تشك ثانية واحدة أنها وردة جورية بكل معاني الكلمة، بأوراقها الحمراء الداكنة، ووريقاتها الزرقاء الزاهية، وكأسها الأزرق في الوسط، التعليق صورة انفجار لنجم اسمه عين القط، يبعد عنا ثلاثة آلاف سنة ضوئية، تفتح القرآن، قال تعالى:
﴿ فَإِذَا انْشَقَّتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ * فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ﴾
( سورة الرحمن ).
والله أيها الإخوة، لا أرى لهذه الآية من تفسير إلا الصورة، صورة الوردة التي كالدهان.
6 – نطفة الرجل هي التي تحدد نوع الجنين:
http://nabulsi.com/images/inside-arts/ar/1447/08.jpg
شيء آخر، قالوا: الإنسان أحياناً تنجب زوجته البنات فيغضب أشد الغضب، وهناك رجال من الحمق إلى درجة أنهم يطلقون زوجتهم التي تنجب لهم البنات، مع أن العلم أثبت أن المرأة لا علاقة لها إطلاقاً بنوع الجنين، الذي يحدد نوع الجنين النطفة، وليست البويضة، هذا نتيجة بحوث علمية متعلقة بعلم الأجنة، فإذا قرأنا القرآن الكريم:
﴿ مِنْ نُطْفَةٍ إِذَا تُمْنَى ﴾
( سورة النجم ).
لا من بويضة، وهذه أيضاً آية تندرج تحت آيات الإعجاز العلمي.
محمد رافع 52 22-11-2012, 10:17 AM 7 – عالَم الذرة وحركةُ الكون:
http://nabulsi.com/images/inside-arts/ar/1447/09.jpg
الآن اكتشف أن كل عناصر الكون مؤلف من ذرات، وأن الذرة أصغر وحدة وظيفية لا بنائية، والذرة عالَم قائم بذاته، نواة ومسارات وكهارب، وسرعات، والصورة المشهورة دائرة فيها عدة مسارات، على هذه المسارات الكهارب التي تدور حولها، كل شيء في الكون يتحرك، هذا الخشب، هذا الحجر، أي شيء تقع عينك عليه يتحرك، كأس البلور، الطاولة، الكرسي، أي شيء تقع عينك عليه يتحرك، هذا علم الذرة، قال تعالى:
﴿ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ ﴾
( سورة يس ).
من الذرة إلى المجرة، ومن المجرة إلى الذرة، كل شيء يدور، الله عز وجل قال:
﴿ وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ ﴾
( سورة الطارق )
8 – طبقةُ الأثير:
http://nabulsi.com/images/inside-arts/ar/1447/10.jpg
يفهم من هذه الآية أن بخار الماء يصعد إلى السماء، فيرجع مطراً، ثم اكتشف أن البث الكهرطيسي في البث الإذاعي، وأرسلوها إلى الفضاء، فعادت، ما الذي أرجعها ؟ اكتشف أن هناك طبقة اسمها طبقة الأثير ترجع هذا البث إلى الأرض، ولولا هذه الطبقة لما كان بث إذاعي إطلاقاً، الإذاعة تبث أمواجها إلى السماء إلى طبقات السماء العليا هذه الطبقة طبقة الأثير هي التي ترد هذه الأمواج إلى الأرض لا كان في بث إذاعي ولا كان في بث مرئي إطلاقاً لولا طبقة الأثير، حملنا الآية معنى جديد:
﴿ وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ ﴾
( سورة الطارق )
ثم اكتشف أن كل كوكب في الكون يدور في مدار مغلق حول كوكب آخر، بحيث يرجع إلى مكان انطلاقه النسبي، إذاً، قال تعالى:
﴿ وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ ﴾
( سورة الطارق )
العظمة أن هذه الصيغة تحتمل رجوع بخار الماء مطراً، وتحتمل رجوع البث الكهرطيسي بثاً، وتحتمل رجوع الكوكب إلى مكان انطلاقة النسبي، قال تعالى:
﴿ وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ ﴾
( سورة الطارق )
9 – ظاهرة انتثار الضوء:
http://nabulsi.com/images/inside-arts/ar/1447/11.jpg
أيها الإخوة، رواد الفضاء لما صعدوا بمركبة إلى الفضاء الخارجي الذي حصل أن أحد الرواد بعد ردح من الوقت، أي بعد أن قطع خمسة وستين ألف كيلو متر باتجاه الفضاء، الخمسة وستون ألف كيلو متر هي طبقة الهواء، وفي بالهواء ظاهرة اسمها انتثار الضوء، بمعنى أن أشعة الشمس حينما تسلط على ذرات الهواء، هذه الذرات تعكسها على ذرات أخرى، لذلك تجد في الأرض مكانا فيه أشعة الشمس ومكانا فيه ضياء الشمس، النهار فيه ضوء، وما كل مكان فيه أشعة الشمس، لكن كل مكان فيه ضوء، هذا اسمه انتثار الضوء، فلما تجاوز رواد الفضاء طبقة الهواء خمسة وستين ألف كيلو متر صار الفضاء الخارجي أسود سواداً عجيباً، فصاح رائد الفضاء: لقد أصبحنا عمياً لا نرى شيئاً، وكان هاك عالم مسلم كبير من علماء الفلك في المحطة نفسها التي سمع بأذنه صيحة رائد الفضاء: لقد أصبحنا عميا، الآن افتح القرآن الكريم:
﴿ وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَاباً مِنَ السَّمَاءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ * لَقَالُوا إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَسْحُورُونَ ﴾
( سورة الحجر )
هذه الآية نتدرج أيضاً تحت باب الإعجاز العلمي، سبق علمي فيه إشارة إلى قانون من قوانين الكون، جاء به القرآن، واكتشفه الإنسان بعد ألف وأربعمئة عام، هذه أدلة قاطعة على أن هذا القرآن الكريم كلام الله، قال تعالى:
﴿ وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ ﴾
( سورة الحج )
محمد رافع 52 22-11-2012, 10:18 AM 10 – كروية الأرض:
http://nabulsi.com/images/inside-arts/ar/1447/12.jpg
في المنطق: من كل فج بعيد، من الصين، من اليابان، من أمريكا، الآية قالت: عميق، ما معنى عميق ؟ لمَ لمْ يقل: من كل فج بعيد ؟ لأن الكرة إذا ابتعدت عن نقطة فيها خط منحنٍ يصبح الفج عميقا، لو كانت الأرض مسطحة لكانت: لكل فج بعيد، أما لأنها كرة فلكل فج عميق، هناك انحناء، وعمق الخطوط المنحنية التي على سطح الأرض خطوط تشكل انحناء، والانحناء معه عمق، لو كان الخط مستمرا هكذا لقال: وعلى كل ضامر يأتين من كل فج بعيد، ولأن الأرض كرة فإنه: من كل فج عميق، وهذه الإشارة إلى كروية الأرض.
هناك إشارة أخرى، قال تعالى:
﴿ وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الْأَرْضَ ﴾
( سورة الرعد )
ما مِن شكل هندسي تستمر عليه الخطوط على ما لا نهاية إلا الكرة، وأيّ شكل آخر كالمكعب فيه حرف، الموشور، أو متوازي المستطيلات فيه حرف، أما الكرة فلا حرف لها، لذلك الخطوط تمشي عليها مستمرة، قال تعالى:
﴿ وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الْأَرْضَ ﴾
( سورة الرعد )
الآن هناك إشارات، قال تعالى:
﴿ اللَّهَ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ ﴾
( سورة الحج )
ما مِن شكل هندسي أمام منبع ضوئي يدور إلا ويتداخل الضوء مع الظلام، نحن في أثناء النهار هناك شمس، وفي أثناء الليل ليس هناك شمس، لكن من وقت الفجر إلى وقت الشروق هناك تداخل بين الليل والنهار، ولا يكون هذا التداخل إلا في الكرة، ولو كانت الأرض مكعبة فإن الشمس تشرق فجأة، وتغيب فجأة، لكنّ الشمس تغيب، ويبقى نورها مستمراً لفترة طويلة إلى العشاء، إلى غياب الشفق الأحمر، قال تعالى:
﴿ اللَّهَ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ ﴾
( سورة الحج )
أيضاً هذه الآية من الآيات الدالة على عظمة الله عز وجل.
11 – الحاجز بين البحرين:
http://nabulsi.com/images/inside-arts/ar/1447/13.jpg
رواد الفضاء حينما ركبوا مركبتهم، وصوروا وجدوا خطاً بين كل بحرين، خطّا بين البحر الأبيض والأحمر في قناة السويس، وخطا بين البحر الأحمر والبحر العربي في باب المندب، وخطأ بين البحر الأبيض والأسود في البوسفور، وخطا بين البحر الأبيض والأطلسي في جبل طارق، لما بحثوا في هذا الأمر وجدوا في الخط تباين لونين، هذا التباين يعني أن لكل بحر مكوناته وملوحته، وخصائصه وكثافته.
ذهبت مرة إلى العقبة، ووضعت في فندق على البحر، وضعت قدمي في ماء البحر، وجدت ماء البحر في العقبة خفيفا جداً، يحس كل إنسان أن ماء البحر الأحمر خفيف، والبحر الأبيض أثقل، ومن حيث الكثافة والملوحة والمكونات والخصائص لكل بحر له مكوناته وخصائصه وملوحته بشكل واضح، ولا تختلط مياه بحر بمياه البحر الآخر، افتح القرآن الكريم:
﴿ مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ * بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَا يَبْغِيَانِ * فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ﴾
( سورة الرحمن )
حار فيها العلماء، إلى أن كشف العلم حقيقة هذه الآية، مرج البحرين، البحر متلاطم، حتى إن بعض علماء البحر الألمان جاءوا بكمية ضخمة من قصاصات الورق وضعوها عند الخط، وهناك صور من البحر تشعر بوجود الخط كجدار، فمياه البحر لها خصائصها، وهذه القصاصات لم تنتقل أبداً.
﴿ مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ * بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَا يَبْغِيَانِ * فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ﴾
( سورة الرحمن )
وهذه أيضاً آية تندرج تحت آيات الإعجاز العلمي.
12 – خصائص الماء:
http://nabulsi.com/images/inside-arts/ar/1447/14.jpg
الآن كأس الماء، هل تصدقون أن لهذه الماء خاصة، لو لم تكن لما كان هذا الدرس، ولما كان هذا المسجد، ولما كانت هذه المدينة، ولما كان إنسان على سطح الأرض، بهذا الماء خاصة لولاها لما كانت حياة لا إنسانية، ولا حيوانية، ولا نباتية، لماذا ؟ لأن كل شيء على التسخين يتمدد، كل شيء من دون استثناء.
نظرياً لو سخت صخور البازلت لأصبحت سائلاً، والبراكين صخور البازلت تمشي كالأنهار، ولو رفعت الحرارة أيضاً لتبخرت، وهناك بخار البازلت، وهذا قانون عام في الأرض، أيّ عنصر يتمدد بالتسخين، , ينكمش بالتبريد، هذا قانون مطرد شامل له استثناء واحد في الماء، لولا هذا الاستثناء لما كانت حياة على سطح الأرض إطلاقاً، ما هذا الاستثناء ؟
هذا الماء شأنه كأي ماء، إذا سخنته يتمدد، وإذا بردته ينكمش لكن في أثناء التبريد من أربعين إلى أربع درجات ينشأ انقلاب، بدل أن ينكمش يزداد حجمه، سبحانك يا رب، الكثافة علاقة الحجم بالوزن، وحدة الكثافة الماء علاقة الحجم للوزن، والماء بشكل واحد لما تبرده تحت أربعة يتوسع ويتمدد، بعكس قوانين الأرض، لذلك لما تأتيها البحارَ موجاتُ برد شديدة تتجمد، ولما تتجمد تقلّ كثافتها، فتطفوا، وتبقى أعماق البحار سائلة ودافئة، وفيها الكائنات، وهذا الثلج يذوب في أشهر الصيف، أما لو كان الماء كأي عنصر آخر إذا بردناه انكمش، فزادت كثافته، فغاص في أعماق البحر حقبا وراء حقب، وقرونا وراء قرون تتجمد جميع البحار، وينعدم التبخر، وتعدم الأمطار، ويموت النبات كله، ويتبعه الحيوان، وآخر من يموت هو الإنسان، وتنتهي الحياة.
كلما شربت كأس ماء فتذكّر أن في هذا الماء خاصة لولاها لما كانت حياة على سطح الأرض، هذه الدقة البالغة، لذلك هناك آية عظيمة دالة على عظمة الله، أن هذا الماء عند الدرجة زائد أربع يتوسع، والدليل: ائت بقارورة واملأها ماء، ثم أحكم إغلاقها، وضعها في الثلاجة، بعد أربع ساعات تراها قد تحطمت.
بالمناسبة، الماء إذا أراد أن يتمدد فما مِن قوة في الأرض تمنعه، الآن جبال الرخام تقتلع عن طريق التمدد، تحفر ثقوب في الصخور، وتملأ ماء، وتبرد فتخرج كرة أو مكعبة من الرخام، وهناك محرك مصنوع من خلائط معدنية عالية جداً، إذا لم يضع الإنسان في المحرك مادة مضادة للتجمد يتشقق المحرك، وحتى ماء العين، والفضل لله عز وجل فيها مادة مضادة للتجمد، لو سافر واحد إلى القطب، هناك درجة الحرارة سبعون تحت الصفر، وماء العين يلامس الهواء الخارجي، فلا بد من تجمد العين، وفقد البصر، لذلك أودع الله في ماء العين مادة مضادة للتجمد.
13 – خاصية التبخّر وعلاقتها بالأمطار:
http://nabulsi.com/images/inside-arts/ar/1447/15.jpg
الآن الهواء يحمل بخار الماء، لكن يحمل بخار الماء بكميات متناسبة مع حرارته، فالهواء الحار يحمل كميات بخار أعلى، إذا بردته يتخلى عن بعض الأجزاء، لولا هذا القانون ما كانت أمطار أبداً، تسلط أشعة الشمس على البحار فتسخن، فتتبخر مياه البحار، وتصبح بخارا يحمله الهواء، الهواء يسير إلى منطقة باردة، يبرد نسب بخار الماء المتعلقة بالحرارة، فلما يبرد يتخلى الهواء عن بعض بخار الماء على شكل قطرات فتكون الأمطار.
شيء دقيق جداً أيها الإخوة، الهواء إذا سخنته يتخلخل، فيصبح ضغطه منخفضا، وإذا بردته يتراكم، فيصبح ضغطه مرتفعا.
ينتقل الهواء من الضغط المرتفع إلى الضغط المنخفض، قم تجربة، دفئ غرفة الجلوس بشكل جيد، وشق الباب لسنتين، وضع شمعة عند فتحة الباب، فإنك ترى لهيب الشمع نحو الداخل، في الخارج الهواء بارد مضغوط ضغطا عاليا، الضغط العالي يتجه نحو الضغط الأخف، الهواء ساخن في الغرفة، ضغط الهواء فيها أقلّ، لذلك الطائرات أحيانا في الأماكن الحارة إلى أن تحلق في الجو تحتاج إلى مسافة أكبر، الهواء مخلخل لا يحملها سريعاً، في الأماكن الباردة تصعد هكذا، وفي الأماكن الدافئة تصعد هكذا، الهواء مخلل، هذا نظام، لذلك الله عز وجل جعل الماء من آيات الله الدالة على عظمته، قال تعالى:
﴿ وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ ﴾
( سورة الأنبياء )
محمد رافع 52 22-11-2012, 10:19 AM التفكر في آيات الله الكونية والتكوينية والقرآنية سبيلٌ لمعرفة الله:
أيها الإخوة الكرام، طبعاً هذا غيض من فيض، آيات الله الدالة على عظمته لا تعد ولا تحصى، ولكن من أجل أن تعرف الله يجب أن تتفكر في خلق السماوات والأرض، قال تعالى:
﴿ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآَيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ ﴾
( سورة الجاثية )
والآيات كما تعرفون آيات كونية، هذه التي تحدثنا عنها، وهناك آيات تكوينية هي أفعال الله، وهناك آيات قرآنية، هي كلام الله، وطريق معرفة الله التفكر في آياته الكونية، وفي آياته التكوينية، وفي آياته القرآنية، وإذا فعلنا هذا اقتربنا من معرفة الله عز وجل، ومعرفة الله أصل الدين،
(( ابن آدم اطلبني تجدني، فإذا وجدتني وجدت كل شيء، وإن فتك فاتك كل شيء، وأنا أحب إليك من كل شيء ))
[ ورد في الأثر ].
والحمد لله رب العالمين
محمد رافع 52 22-11-2012, 10:22 AM http://download.mrkzy.com/e/0211_md_13017478942.gif
محمد رافع 52 22-11-2012, 10:26 AM النجوم والكواكب يظهرون على شكل خيوط
http://n4hr.com/up/uploads/28365438ee.bmp
محمد رافع 52 22-11-2012, 10:38 AM نعمة وجود الشمس
د. زياد موسى عبد المعطي أحمد
إضغط على الصورة لتكبيرها ... أبعاد الصورة الأصلية 720x220 وحجمها 47 كيلو بايت . (http://www.r-alnoor.com/vb/showthread.php?t=7182)
http://www.hiramagazine.com/images/title/21/422.jpg
(http://www.r-alnoor.com/vb/showthread.php?t=7182)
الشمس آية من آيات الله الكونية الواضحة الجلية، أقسم الله سبحانه وتعالى بها في القرآن في مستهل سورة سميت باسمها. ففي بداية سورة الشمس أقسم الله تعالى بقوله: ﴿وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا﴾ (الشمس:1).
لكي نفكر في هذه المنحة الربانية، ونستفيد بها الاستفادة القصوى في حياتنا.
وإذا ما تأمل الإنسان في الشمس كآية كونية تدل على عظمة الله سبحانه وتعالى، فسيجد أن الشمس ثروة للبشرية منذ بدء الخلق حتى أوقاتنا الحالية، وأن الشمس لها أفضال كثيرة على ال*** البشري. فالشمس نعمة من الله للمخلوقات، وهذه السطور محاولة للتفكر في نعمة الشمس وفضلها على حياة البشرية.
الشمس هي النجم الذي تدور حوله الأرض، والأرض أحد كواكب المجموعة الشمسية. وقد تدور الأرض حول الشمس دورة يومية حول محورها فينتج عنها الليل والنهار، كما تدور الأرض في مدارها حول الشمس دورة كاملة كل 365 يوم وربع اليوم، أي في عام كامل. فتعاقبُ الليل والنهار، والأيام والسنين، له الفضل في تعليم الحساب والأرقام للبشر: ﴿هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللهُ ذَلِكَ إِلاَّ بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ﴾ (يونس:5).
أشعة الشمس تصل للأرض في أكثر من ثماني دقائق، حيث إن سرعة أشعة الشمس 300 كم في الثانية الواحدة، ولنا أن نتخيل المسافة بين الشمس والأرض التي تصل إلى مليارات الكيلومترات.
أشعة الشمس هي مصدر الضوء الأساسي في الأرض، ومن حكمة الله عز وجل، دوران الأرض حول محورها وتعاقب الليل والنهار؛ إذ جعل الله سبحانه وتعالى النهار لمعيشة الناس ونشاطهم، وجعل الليل وقتاً للراحة والسكن والنوم: ﴿وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتًا * وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا * وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا﴾ (النبأ:9-11).
ولو شاء الله لذهب بضوء الشمس وجعل الحياة مظلمة، أو جعل ضوء الشمس موجوداً طوال الوقت: ﴿قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللهِ يَأْتِيكُمْ بِضِيَاءٍ أَفَلاَ تَسْمَعُونَ * قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللهُ عَلَيْكُمُ النَّهَارَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللهِ يَأْتِيكُمْ بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ أَفَلاَ تُبْصِرُونَ﴾ (القصص:71-72).
وحتى نور القمر مصدره ضوء الشمس، فنور القمر يحدث نتيجة لانعكاس ضوء الشمس على سطح القمر.
الأرض تمتص أشعة الشمس
الشمس مصدر الطاقة والدفء على الأرض، فلو ابتعدت الأرض قليلاً عن الشمس لتجمدت الأرض وما عليها، ولو اقتربت الأرض قليلاً من الشمس لاحترقت الأرض وما عليها.
أشعة الشمس لا تسبب الدفء وارتفاع حرارة الأرض من تلقاء نفسها، بل الأرض تمتص هذه الأشعة، ثم تبثها في الغلاف الجوي، ولذلك فإن المكان المرتفع عن سطح البحر تنخفض فيه درجات الحرارة عن الأماكن الأقل ارتفاعاً، فنجد الجبال الشديدة الارتفاع يغطيها الجليد، وقد تكون الأماكن المجاورة لها غير المرتفعة معتدلة الحرارة.
ضوء الشمس أساسي لعمليات البناء الضوئي للنباتات والطحالب وبعض الميكروبات ذاتية التغذية، فتقوم هذه الكائنات بتكوين غذائها ذاتياً باستخدام الماء والأملاح المعدنية وثاني أكسيد الكربون لتكوين غذائها. ووجودُ الشمس ضروري لإتمام التفاعلات في عملية البناء الضوئي، فهذه العملية تتوقف في الظلام.
ومن ثم تلعب الشمس دوراً رئيسياً في تغذية الحيوانات والإنسان، حيث لولا وجود النباتات ذاتية التغذية، ما كان هناك غذاء للحيوان والإنسان.
تعقيم الهواء من الميكروبات
ومن ثم فالشمس أساس تكوّن الوقود الحفري (البترول والغاز الطبيعي والفحم)، حيث إن هذا الوقود تكوّن عبر ملايين السنين نتيجة تحلل أجسام النباتات والحيوانات الميتة تحت سطح الأرض.
يستفيد البشر من الطاقة الشمسية في تعقيم الهواء من الميكروبات؛ فالأماكن المغلقة التي لا تدخلها الشمس، تكون معرضة لتكاثر الميكروبات الضارة. ومن ذلك ما كان يعرف سابقاً بـ"لعنة الفراعنة"، فمن يفتح قبور قدماء المصريين، يصاب بالأمراض ويموت نتيجة استنشاق الهواء الفاسد، وذلك بسبب تكاثر ميكروبات ضارة وإفرازها سموماً في هواء المقابر الفرعونية المغلقة منذ آلاف السنين.
وتفادى العلماء ذلك بفتح المقابر وعدم دخولها مباشرةً إلا بعد فترة يتم فيها تلقائياً تغيير هواء المقابر ودخول أشعة الشمس لها، التي تعقم المكان وتقتل الميكروبات الضارة، ولذلك فمن الضروري فتح نوافذ الغرف والشقق حتى تدخل أشعة الشمس وتطهر البيوت من الكثير من الميكروبات الضارة، ولذلك فهناك حكمة قديمة تقول: "البيت الذي تدخله الشمس لا يدخله الطبيب" كنايةً عن عدم وجود أمراض.
وكذلك بالنسبة للملابس بعد الغسيل، يتم نشرها في الشمس فتكون هناك فائدتان، الأولى تجفيف الملابس، والثانية تعقيم وتطهير الملابس من الميكروبات الضارة، ولذلك تجد الملابس التي تجف في مكان مظلم بعيداً عن ضوء الشمس، ذات رائحة عفنة نتيجة تكاثر ميكروبات تفرز مواد ذات رائحة عفنة.
وكذلك أشعة الشمس، تعقم وتقتل الميكروبات الضارة في الأراضي الزراعية، فأحد فوائد تقليب وحرث وعزق الحقول الزراعية، هو تعقيم التربة بواسطة أشعة الشمس، وقتل العديد من الميكروبات الضارة بالنبات. وتعقيم التربة الزراعية بأشعة الشمس هو ما يعرف بـ"التشميس" (Solaraization) .
محمد رافع 52 22-11-2012, 10:42 AM مصدر المياه العذبة في الأرض
والشمس هي أساس وجود المياه العذبة في الأرض، سواء أكانت هذه المياه هي مياه الأنهار أو المياه الجوفية. فكما هو معروف، إن أشعة الشمس تتسبب في تسخين المياه الموجودة في البحار والمحيطات، ولذلك تبدأ عمليات التبخير التي تحدث لهذه المياه - والتبخير يبدأ من درجة واحد مئوية حتى ما قبل درجة الغليان- فيتصاعد بخار الماء إلى طبقات الجو العليا، ويتم تكثيف بخار الماء مكوناً السحُب، وهذه السحُب تصطدم ببعضها البعض فينتج عن ذلك سقوط الأمطار التي تختلف في سقوطها من منطقة لأخرى، وهذه الأمطار هي أساس تكوّن المياه العذبة في الأرض، وهي مصدر مياه الأنهار والمياه الجوفية. وحديثاً تستخدم الطاقة الشمسية لتحلية مياه البحار في بعض الدول لإنتاج مياه عذبة، لمواجهة نقص المياه الصالحة للشرب.
هذا وقد يَستغل الطاقةَ الشمسية بعضُ سكان المناطق الحارة في إعداد الطعام؛ ومن ذلك ما يعرف "الخبز الشمسي"، حيث يتم إعداد الخبز وتركه في الشمس لينضج بدلاً من استخدام الأفران.
علاجٌ لأمراض العظام
الشمس علاج لأمراض العظام ومصدر لفيتامين "د". فالتعرض لأشعة الشمس هو علاج لمرضى الكساح وتقوس الساقين، ولذلك ينصح الأطباء أمهات الأطفال اللواتي يعانين من تقوس الساقين، بتعريض أبنائهم لأشعة الشمس وقت الشروق أو الغروب. وكذلك ينصح الأطباء كبار السن الذين يعانون من هشاشة العظام، بالتعرض لضوء الشمس وقت الشروق أو وقت الغروب. وأيضاً يلاحظ أن الذين يمارسون الأعمال اليدوية ويتعرضون للشمس أوقاتاً طويلة، تكون عظامهم أقوى بكثير ممن يجلسون في المكاتب أوقاتاً طويلة.
والتعرض لأشعة الشمس قد يضر بالبشرة ويسبب أمراضاً للجلد، وقد يحدث ضربة شمس للأشخاص غير المتعوّدين على التعرض لأشعة الشمس. ومن حكمة الله سبحانه وتعالى أن جعل سكان المناطق الاستوائية الحارة، ذوي بشرة سمراء، حيث يحتوي جلدهم على كمية كبيرة من صبغة الميلانين التي تقيهم شر التعرض لأشعة الشمس، الأمر الذي يجعلهم أكثر تكيفاً مع أشعة الشمس من غيرهم. ولذلك فنرى أن الشخص الذي لا يوجد في جلده صبغ الميلانين لا يستطيع تحمل أشعة الشمس، إذ يطلق عليه "عدو الشمس" أو "الأمهق".
مصدر الطاقة المتجددة في التنمية
والطاقة الشمسية أحد مصادر الطاقة المتجددة التي سوف يعتمد عليها مستقبل البشر في السنوات القادمة. وهذا الاعتماد يعود إلى اقتراب نفاد الوقود الحفري (البترول والغاز الطبيعي والفحم)، وإلى التغيرات المناخية التي تحدث بسبب انبعاث الغازات الناجمة عن احتراق الوقود الحفري، وهذه التغيرات المناخية تدفع البشرية لاستخدام وسائل للطاقة أكثر أمناً، والتي لا ينتج عنها أدخنة وغازات ضارة.
فالطاقة الشمسية بدأ - بالفعل- العديد من الدول في الاعتماد عليها، وإنشاء بعض محطات لاستغلال الطاقة الشمسية لتوليد الكهرباء، بل إن الدول الأوربية بدأت في الإعداد لتوليد الطاقة الكهربية في الصحاري الإفريقية وتصديرها إلى أوربا، لأن الشمس تشع بكثافة أكبر ولمدة أطول في منطقة شمال أفريقيا والشرق الأوسط بالمقارنة إلى أوروبا، بالإضافة إلى وجود مساحات كبيرة غير مستغلة في هذه المنطقة، مع العلم أن استغلال نسبة صغيرة منها قد يكفي لتغطية حاجة أوروبا من الطاقة.
http://www.leguideduchauffage.com/photogallery/chauffe-eau-solaire/schema-chauffe-eau-solaire.JPG (http://www.r-alnoor.com/vb/showthread.php?t=7182)
ومن فضل الله عز وجل على الدول الإسلامية أن أشعة الشمس ساطعة في أغلبها، ويمكن للدول الإسلامية الاستفادة من هذه الطاقة المتجددة في التنمية، وأن تصبح الدول الإسلامية مصدراً للطاقة الشمسية في العالم كما هو كائن الآن، حيث إن الدول الإسلامية هي المصدر الرئيسي في الوقود الحفري في العالم.
وللطاقة الشمسية آفاق مستقبلية واسعة ورحبة في السنوات القادمة كأحد مصادر الطاقة المتجددة، ويبدو أنه في المستقبل القريب، سوف يكون هناك سيارات تسير بالطاقة الشمسية؛ يكون لها خلايا شمسية أعلى السيارة، تستقبل أشعة الشمس وتحولها إلى طاقة كهربية يتم استخدامها في تسيير السيارات وتخزين الطاقة، ليُتمكّن من استخدام السيارة في الليل أيضاً.
أخت يوشع
سميت الشمس أيضاً بـ"أخت يوشع"، نسبةً للنبي يوشع بن نون عليه السلام. ويروى أن النبي يوشع بن نون عليه السلام دعا الله سبحانه وتعالى أن يؤخر غروب الشمس، لكي ينتصر جيشه على جيش أعدائه، فنبي الله يوشع بن نون، وهو الذي خرج ببني إسرائيل من التيه ودخل بهم بيت المقدس بعد حصار وقتال شديد، وعندما صار النصر قاب قوسين أو أدنى، كان وقت العصر قد أزف، واليوم كان يوم الجمعة واليوم التالي هو يوم السبت -وهو يوم السبوت وعدم العمل لدى اليهود- وإن دخل عليهم المغيب، لَدخل بغياب الشمس يوم السبت فلا يتمكنون معه من القتال، فنظر إلى الشمس ثم دعا ربه بأن لا تغيب الشمس حتى يتم استثمار الهجوم والنصر، وبقدرة الله سبحانه وتعالى كان له ذلك.
يقول أمير الشعراء أحمد شوقي:
قفي يا أخت يوشع خبرينا *** أحاديث القرون الغابرينا
الشمس مخلوق من خلق الله عز وجل، ومن أفضالها العديدة على البشرية، عبدَها الناس في العصور المختلفة، وظنوا أنها إلهٌ يعبد في الأرض، وذكر الله سبحانه وتعالى لنا أن سيدنا إبراهيم عليه السلام، في مرحلة بحثه عن الحق والحقيقة، والاهتداء إلى أن الله سبحانه وتعالى هو الإله الواحد الأحد، وقبل أن يوحى إليه ويصبح نبياً، كفر بالأصنام، وتفكر في الخلق؛ ولما رأى الشمس بازغة مشرقة، ظن أنها الإله الخالق، ولكن لما رأى الشمس تغرب تبرأ مما يعبده الناس من غير الله سبحانه وتعالى، وأعلن أنه يعبد الله وحده مخلصاً له الدين: ﴿فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ * إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾ (الأنعام:78-79).
فسبحانك اللهم خالق الشمس وخالق الكون وخالق الخلق، مالك الملك، ذو الجلال والإكرام... نحمدك على نعمة وجود الشمس وأنت القائل: ﴿وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ الإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ﴾ ، ﴿وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ اللهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ﴾(النحل:18)..
.
http://img4.imageshack.us/img4/7659/gpw20070201unitedstatesk.jpg (http://www.r-alnoor.com/vb/showthread.php?t=7182)
محمد رافع 52 22-11-2012, 10:50 AM بعض الصور التى تدل على عظمه الله
http://j3.tagstat.com/image04/4/adb3/001802oxaSP.jpg
http://j6.tagstat.com/image03/4/adb3/001702oxaSP.jpg
محمد رافع 52 22-11-2012, 10:51 AM http://www.ce4arab.com/vb7/pub11900/117545.jpg
محمد رافع 52 22-11-2012, 11:01 AM اروع الآيات الكونية التي تدل على عظمة الخالق
الطارق (http://www.ayyam.co.nr/)
http://www.ce4arab.com/vb7/pub11900/117536.jpg
اكتشف العلماء وجود نجوم نابضة تصدر أصوات طرق أشبه بالمطرقة،ووجدوا أن هذه النجوم تصدر موجات جذبية تستطيع اختراق وثقب أي شيء بما فيها الأرضوغيرها، ولذلك أطلقوا عليها صفتين: صفة تتعلق بالطرق فهي مطارق كونية، وصفة تتعلق بالقدرة على النفاذ والثقب فهي ثاقبة، هذا ما لخصه لنا القرآن في آية رائعة، يقول تعالى في وصف هذه النجوم من خلال كلمتين وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ * النَّجْمُ الثَّاقِبُ (الطارق: 1-3). فكلمة (الطارق) تعبر تعبيراً دقيقاً عن عمل هذه النجوم، وكلمة (الثاقب) تعبر تعبيراً دقيقاً عن نواتج هذه النجوم وهي الموجات الثاقبة، ولا نملك إلا أن نقول: سبحان الله
الكنس (http://www.ayyam.co.nr/)
http://www.ce4arab.com/vb7/pub11900/117537.jpg
اكتشف العلماء حديثاً وجود نجوم أسموها بالثقوب السوداء، وتتميز بثلاث خصائص: 1- لا تُرى، تجري بسرعات كبيرة، 3- تجذب كل شيء إليها وكأنها تكنس صفحة السماء، حتى إنالعلماء وجدوا أنها تعمل كمكنسة كونية عملاقة، هذه الصفات الثلاثة هي التي حدثنا عنها القرآن بثلاث كلمات في قوله تعالى فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ * الْجَوَارِ الْكُنَّسِ (التكوير: 15-16). فالخنَّس أي التي لا تُرى والجوارِ أي التي تجري، والكُنَّس أي التي تكنس وتجذب إليها كل شيء بفعل الجاذبية الهائلة لها، هذه الآية تمثل سبقاً للقرآن في الحديث عن الثقوب السوداء قبل أن يكتشفها احد
الشفق
http://www.ce4arab.com/vb7/pub11900/117538.jpg
هذه صورة للشفق القطبي، الذي يظهر في منطقة القطب الشمالي عادة، إن هذه الظاهرة من أعجب الظواهر الطبيعية فقد استغرقت من العلماء سنوات طويلة لمعرفة أسرارها، وأخيراً تبين أنها تتشكل بسبب المجال المغنطيسي للأرض، وهذا الشفق يمثل آلية الدفاع عن الأرض ضد الرياح الشمسية القاتلة التي يبددها المجال المغنطيسي و"يحرقها" ويبعد خطرها عنا وبدلاً من أن تحرقنا نرى هذا المنظر البديع، ألا تستحق هذه الظاهرة العظيمة أن يقسم الله بها؟ يقول تعالى فَلَا أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ * وَاللَّيْلِ وَمَا وَسَقَ * وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ * لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَقٍ * فَمَا لَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ * وَإِذَا قُرِئَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآَنُ لَا يَسْجُدُونَ
(الانشقاق: 16- 21)
محمد رافع 52 22-11-2012, 11:08 AM وجعلنا سراجا وهاجا
http://www.ce4arab.com/vb7/pub11900/117539.jpg
في زمن نزول القرآن لم يكن أحد على وجه الأرض يعلم حقيقة الشمس، ولكن الله تعالى الذي خلق
الشمس وصفها وصفاً دقيقاً بقوله تعالى وَجَعَلْنَا سِرَاجًا وَهَّاجًا (النبأ: 13)،
وهذه الآية تؤكد أن الشمس عبارة عن سراج والسراج هو آلة لحرق الوقود وتوليد الضوء والحرارة وهذا ما تقوم به الشمس،
فهي تحرق الوقودالنووي وتولد الحرارة والضوء، ولذلك فإن تسمية الشمس بالسراج هي تسمية دقيقة جداًمن الناحية العلمية
محمد رافع 52 22-11-2012, 11:10 AM السقف المحفوظ
http://www.ce4arab.com/vb7/pub11900/117540.jpg
نرى في هذه الصورة كوكب الأرض على اليمين ويحيط به مجال
مغنطيسي قوي جداً وهذا المجال كما نرى يصد الجسيمات التي
تطلقها الشمس وتسمى الرياح الشمسية القاتلة، ولولا وجود هذا
المجال لاختفت الحياة على ظهر الأرض، ولذلك قال تعالى
وَجَعَلْنَا السَّمَاءَ سَقْفًا مَحْفُوظًا وَهُمْ عَنْ آَيَاتِهَا مُعْرِضُونَ (الأنبياء: 32)
-------------------------------------------------------------------------
نسيج من المجرات
http://www.ce4arab.com/vb7/pub11900/117541.jpg
محمد رافع 52 22-11-2012, 11:13 AM البحر المسجور
http://www.ce4arab.com/vb7/pub11900/117542.jpg
ذه صورةلجانب من أحد المحيطات ونرى كيف تتدفق الحمم
المنصهرة فتشعل ماء البحر، هذه الصورةالتقطت قرب القطب
المتجمد الشمالي، ولم يكن لأحد علم بهذا النوع من أنواع البحار
زمن نزول القرآن، ولكن الله تعالى حدثنا عن هذه الظاهرة
المخيفة والجميلة بل وأقسم بها، يقول تعالى
وَالطُّورِ * وَكِتَابٍ مَسْطُورٍ * فِي رَقٍّ مَنْشُورٍ * وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ *
وَالسَّقْفِ الْمَرْفُوعِ * وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ * إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ *
مَا لَهُ مِنْ دَافِعٍ (الطور: 1-8).
والتسجير في اللغة هو الإحماء تقول العرب سجر التنور أي
أحماه، وهذا التعبير دقيق ومناسب لما نراه حقيقة في الصور
اليوم من أن البحر يتم إحماؤه إلى آلاف الدرجات المئوية، فسبحان الله
-----------------
والسماء بناء
http://www.ce4arab.com/vb7/pub11900/117543.jpg
في البداية ظن العلماء أن الكون في معظمه فراغ، فأطلقوا عليه
اسم (فضاء)، وبقي هذا
المصطلح صحيحاً حتى وقت قريب، ولكن في أواخر القرن
العشرين، اكتشف العلماء شيئاً جديداً أسموه (البناء الكوني)،
حيث تبين لهم يقيناً أن الكون عبارة عن بناء محكم لا وجود
للفراغ فيه أبداً، فبدأوا باستخدام كلمة (بناء)، ولو تأملنا كتاب الله
تعالى وجدنا أنه استخدم هذه الكلمة قبل علماء الغرب بقرون
طويلة، يقول تعالى اللَّهُ
الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَرَارًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ
وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَتَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ
(غافر: 64)
محمد رافع 52 22-11-2012, 11:15 AM مرج البحرين
http://www.ce4arab.com/vb7/pub11900/117544.jpg
نرى في هذه الصورة منطقة تفصل بين بحرين مالحين، هذه
المنطقة تسمى البرزخ المائي، وقد وجد
العلماء لها خصائص تختلف عن كلا البحرين على جانبيها،
ووجدوا أيضاً لكل بحر خصائصه التي تختلف عن خصائص
البحر الآخر.
وعلى الرغم من اختلاط ماء البحرين عبر هذه
المنطقة إلا أن كل بحر يحافظ على خصائصه ولا يطغى على
البحر الآخر.
هذه حقائق في علم المحيطات لم تُكتشف إلا منذ سنوات فقء
فسبحان الذي حدثنا عنها بدقة كاملة في قوله تعالى
مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ * بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَا يَبْغِيَانِ * فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ
(الرحمن: 19-21)
محمد رافع 52 22-11-2012, 03:06 PM الأسرة في الإسلام
ثقافة الاعتدال في الاستهلاك (1)
جمع وإعداد: عفاف بنت يحيى آل حريد
بسم الله الرحمن الرحيم
حياتنا والاستهلاك (1)
ما أدق الخيوط والفواصل التي تفصل بين الشيء وضده، بين الإيجاب والسلب، في ميزان الله عز وجل.
وما أدق الفارق بين الشح والادخار، بين الكرم والتبذير، بين الاكتفاء والزهد، وبين الزهد والحرمان، وما أسرع ما تطيش كفة على حساب كفة أخرى عندما يفقد الإنسان أو يغفل عن دقة وزن الأمور بالقسط، على النحو الذي يبينه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في حديثه للناس كافة:( يا ابن آدم، إنك إن تبذل الفضل خير لك، وإن تمسكه شر لك، ولا تلام على كفاف، وابدأ بمن تعول، واليد العليا خير من اليد السفلى) ( رواه مسلم) .
تلك هي الخطوط العريضة التي تحدد نمط معيشة متوازنًا ومتكاملًا، تدفع بالإنسان أولًا إلى تأمين ما يسد احتياجاته الضرورية، واحتياجات من يعيل من أفراد أسرته؛ ليكون له بعدها ثواب بسط الفضل -الزائد عن الحاجة- إلى من هو بحاجة إليه في مجتمعه، فإمساك ما هو زائد عن الحاجة شر وعبء، يوصل صاحبه إلى الإصابة بعارض الاحتقان المزمن، ويمنع تكافله مع أفراد مجتمعه.
لكن مسلم اليوم عاجز في عصر الاستهلاك عن بذل ما هو زائد عن الحاجة؛ لأنه عاجز عن تحديد معيار الحاجة.
إن الوسطية والاعتدال هي أعظم تجليات الرسالة الخاتمة، وهي التي أكسبت المسلمين يومًا موقع الشهادة: ﴿ وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا ﴾ [البقرة: 143].
ومنذ أن بدأنا نطفف ونخسر الميزان أصاب حياتنا ومعيشتنا الخلل، وفقدنا الاعتدال.
علينا أن نعترف بمرض خطير أصابنا: إنه مرض حمى الاستهلاك، وعلينا أيضًا أن نعرف ما هي أعراض هذا المرض.
العوارض المرضية:
العارض الأول: حمى التسوق.
مما يساعد ويدعم حمى التسوق: شبكة الاتصالات (الإنترنت)، والدعاية والإعلان.
حينما نقوم بزيارة لأحد المجمعات التسويقية الضخمة، نجد كل ما يغرينا ويدفعنا إلى التسوق، ألوان من التسلية والترفية، تنقلها لنا أجواؤها البراقة.
لقد بات كثير منا ينظر إلى تلك المجمعات التسويقية على أنها المكان الأمثل لالتقاء الأسرة، وفي الواقع فإن كل فرد يذهب بمعزل عن الآخر إلى المكان الذي يستهويه.
لقد كان الرسول -صلى الله عليه وسلم- يدرك يقينًا ما يمكن أن تحدثه التجارة أو اللهو من وقع على النفس، والله -عز وجل- يقول: ﴿ وإذا رأوا تجارة أو لهو انفضوا إليها وتركوك قائما قل ما عند الله خير من اللهو ومن التجارة والله خير الرازقين ﴾ [الجمعة: 11].
فإذا كان هوى النفس قد حمل الصحابة على ترك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو قائم في مسجده؛ بحثًا عن اللهو أو التجارة! فكيف بمسلم اليوم وسيل رغباته إذا ما رأى تجارة مقترنة بلهو؟!
العارض الثاني: طفح الإفلاسات.
إن أكثر ما يدفع الناس إلى التسوق والاستهلاك هو "بطاقة الائتمان"، حيث سهولة استخدام تلك البطاقة من جهة، وسهولة الحصول عليها من جهة أخرى، قد جعلت الناس يقبلون على كثرة التسوق، وشراء المزيد من البضائع لغير حاجة.
إن وفرة وسهولة تلك البطاقات قد جعلت الناس ينسون أنهم يتعاملون مع مال حقيقي، وهذا ما يجعلهم يستغرقون بالتسوق إلى أن يصبحوا عاجزين تمامًا عن سداد ما عليهم من أقساط، فتزداد الديون تراكمًا، إلى أن يصلوا حد الإفلاس.
كثيرًا ما ننظر إلى جانب من المسألة دون آخر، لا شك أن بطاقات الائتمان باتت اليوم من مستلزمات العصر، فهي أكثر سهولة ويسرًا في التداول والتعامل المالي من الأوراق النقدية، كما تعين على حرية التنقل من مكان لآخر، دون خوف من سرقة أو عملية نشل.
المشكلة إذن ليست في الوسيلة، بل فيمن يستخدمها.
على الرغم من عدم انتشار ظاهرة استخدام البطاقات الائتمانية في بلادنا العربية، إلا أن شعوبنا باتت عاجزة عن رفع الديون عن كاهلها، طفح الديون بين أبناء الطبقة المتوسطة، والطبقة الفقيرة، بل حتى بين أبناء الطبقة الغنية، يعود إلى انتشار ثقافة الاستهلاك الوبائية.
العارض الثالث: انتفاخ التطلعات وتضخم الأطماع.
إن ما يمتلكه أبناء هذا الجيل أكثر مما كان يمتلكه أبناء الجيل السابق، وبالمقابل فأطماعهم وتطلعاتهم باتت أكثر.
فإذا نظرنا إلى مستوى المعيشة سابقًا كيف كان وكيف أصبح الآن؟
أصبح الكل يتطلع اليوم إلى منازل واسعة، كذلك إلى سيارات مزودة بوسائل الراحة والجمال، أيضًا تناول الأطعمة الغربية الدخيلة أمرًا اعتياديًا مألوفًا، ولهذا فإن الحاجة تزداد يومًا فيومًا إلى تجربة ما هو أجد.
المسلم مأمور بالتطلع، بل بـ (انتفاخ التطلعات والأطماع)، ولكن بموازين مختلفة، فإذا كان التطلع متوجهًا إلى الثراء المادي، أتى الأمر من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بتحويل الوجهة والنظر إلى من يعيش ظروفًا مادية أدنى؛ ليستشعر الإنسان عظيم نعم الله عليه ويعمل على تأديته ( انظروا إلى من هو أسفل منكم، ولا تنظروا إلى من هو فوقكم؛ فهو أجدر ألا تزدروا نعمة الله عليكم ) ( متفق علي)ه.
وإذا ما كان التطلع متوجهًا إلى الثراء النوعي، يدفع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بأمته إلى مزيد من التطلع؛ بل وإلى انتفاخ الأطماع بقوله: (لا حسد إلا في اثنتين: رجل آتاه الله مالًا فسلطه على هلكته في الحق، ورجل آتاه الله الحكمة فهو يقضي بها ويعلمها) .
المرجع:
• "حمى الاستهلاك - رؤية نقدية في حوار مع الآخر"، لسحر العظم، بتصرف.
محمد رافع 52 22-11-2012, 03:07 PM ثقافة الاعتدال في الاستهلاك (2)
جمع وإعداد: عفاف بنت يحيى آل حريد
بسم الله الرحمن الرحيم
حياتنا والاستهلاك (2)
تكلمنا في المقال السابق عن عوارض مرض حمى الاستهلاك، والآن نكمل هذه العوارض.
العارض الرابع: احتقان مزمن.
ماذا نعني باحتقان مزمن؟
لقد أصبحنا محشورين في البيوت، في الشوارع، وفي أماكن العمل، بأكوام من الأشياء، وأشياؤنا تتطلب منا أن نعتني بها أولًا، نخزنها ثم نرميها، لنقوم من جديد بشراء بديل عنها ... إلخ.
وكلما حصلنا على شيء جديد، نضطر إلى شراء شيء آخر معه.
عندما نتكلم عن الأمس، نجد أمثلة بسيطة قد تكشف لنا كيف تغلغلت اليوم ثقافة الاستهلاك.
الأم في الماضي حينما يكون عندها فائض من الطعام، فإنها بمهارة تحوله إلى طبق آخر، وكذلك سرعان ما كان يتحول ثوب الشقيقة الكبرى ليلائم الصغرى، بإضافة لمسات أنيقة فيبدو زاهيًا جديدًا.
واليوم فإن الأم الفقيرة بل المعدمة لا تفكر بالقيام بمثل تلك الأشياء!
فكيف بالأم التي تعيش في منزلها محشورة بالأكوام المتراكمة من المقتنيات والأشياء؟!
لقد أبدع آباء اليوم تربية جيل أتقن فن التبذير والاستهلاك.
ألسنا نحن الآباء من نعزز النزعة الفردية، الأنانية، حب التملك والاستئثار عند أبنائنا، عندما نلبي على الفور طلباتهم ورغباتهم، التي تتنامى طردًا مع تنامي الأشياء من حولهم؟
فكيف نتوقع من صغارنا مستقبلًا أن يجيدوا -فضلًا عن أن يهتموا- الحديث حول المضامين الهامة والخطيرة، إذا ما تمت تنشئتهم في الحلية والمتاع والرفاهية والزينة؟!.
لقد لخص أعظم من أوتي البيان والعلم بالإنسان: سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- وبسطر واحد فقط، كل ما جاء به العلماء في الغرب، عن أثر الأنماط الفكرية والثقافة المعاشة التي درج عليها الآباء في تشكيل قيم ومفاهيم الأبناء: (كل مولود يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه، أو ينصرانه، أو يمجسانه) رواه مسلم.
العارض الخامس: ضغط الإفراط (تحت وطأة الاستزادة).
نحن اليوم نعيش دوامة التقدم والازدهار، التقدم الاقتصادي يعني إنتاجًا أكثر، والإنتاج يتطلب إثارة رغبات استهلاكية أكثر، واستهلاك ما هو أكثر يستدعي ساعات عمل أطول، وكثافة ساعات العمل أدت إلى ضغط الوقت، وهذا أدى بدوره إلى مرض الإجهاد الحاد.
وأما ما تبقى لنا من وقت، فإننا نمضيه في مشاهدة التلفاز الذي أدى بدوره إلى انخفاض ساعات نومنا والإضرار بصحتنا.
هناك نعم أهدرت من أجل التنافس على متاع الدنيا الزائل، ولشد ما يلحق الغبن بالإنسان إذا ما أهدر، كما قال -صلى الله عليه وسلم-:( نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة، والفراغ) متفق عليه.
وما أسعد من سخر صحته، ووقته وعمره في ولوج مضمار التقوى: التسابق على الطاعة، والخير والبر والإحسان إلى الناس؛ ليفوز بجنة عرضها السماوات والأرض.
العارض السادس: تشنجات أسرية.
هنالك اليوم تنافر ما بين القيم المادية والقيم الأسرية.
إن التعارض القائم ما بين الرغبة بالنمو الاقتصادي السريع والتغيير الاقتصادي الجذري من جهة، وبين الحاجة من جهة أخرى إلى القيم الأسرية والاستقرار الاجتماعي، أمر شديد التناقض، ومن الممكن أن يبقى التعارض قائمًا ومستمرًا ما رفضنا وبعدائية النظر فيه.
إننا نحن الناس الذين نشكل المجتمع، نحن الآباء والأبناء الذين يرغبون أن يعيشوا أجواء العدل ضمن بيئة صحية جميلة.
وقد آن أوان التحليل وربط الأسباب بمسبباتها، لندرك كيف تم التحول عن الأخلاق والقيم الإيمانية إلى القيم المادية، وكيف كانت مخالفة سنن الله -عز وجل- في الأنفس السبب في الانهيار الأسري القائم اليوم.
لقد وقفت الأسرة في مجتمعاتنا على شفا جرف هار، منذ أن صدّعت المادية أسس البناء الأسري، أو بكلمة أكثر صحة أساس البناء الفكري والقيمي للمسلم، وكاد أن ينهار أهم معقل من معاقل الإسلام (الأسرة).
وقد آن الأوان أن نعيد تأسيس البنيان الأسري على تقوى من الله ورضوان؛ لتكون كما أرادها -عز وجل- آية من آياته، قال تعالى: ﴿ ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجًا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون ﴾ [الروم: 21].
إن بناء شراكة زوجية يجد فيها كل شريك بالآخر الأنس والسكنى والسكينة والسكن الدائم، لا تقوم بوصفة سحرية، أو بخارقة من السماء، بل بعمل دؤوب، يسعى فيه كل من الشريكين وبموجب الميثاق الغليظ الذي عقداه أمام الله، على أداء الواجب قبل المطالبة بالحق.
بل يجب أن يتجاوزا الواجب إلى الرحمة، رحمة كل طرف منهما بالآخر؛ لتكون رابطة المودة والرحمة الوجه الملموس والمظهر المجلي لكلمة (حب)، حتى الحب يصنع صناعة، ويبنى يومًا فيومًا، وساعة ساعة بالإرادة.
المرجع:
• "حمى الاستهلاك - رؤية نقدية في حوار مع الآخر"، لسحر العظم، بتصرف.
محمد رافع 52 22-11-2012, 03:08 PM ثقافة الاعتدال في الاستهلاك (3)
جمع وإعداد: عفاف بنت يحيى آل حريد بسم الله الرحمن الرحيم
حياتنا والاستهلاك (3)
العارض السابع: اتساع الحدقات لدى الأطفال.
إن أكثر الاتجاهات سخونة في عالم الإعلان التجاري والتسويقي اليوم هو ذاك الموجَه للأطفال، حيث لاحظت الشركات أن الأطفال وخاصة صغار السن أسرع إلى تبني نمط المعيشة الاستهلاكي.
أصبحنا لا نتقن التعبير عن حبنا لأبنائنا إلا بمقدار ما نتسوقه لهم من أشياء، ولا غرابة أن نجد الطفل يقول لأبوية عندما لا يلبيان طلبه: إنكم لا تحبونني، بل إن ما يسترعي الانتباه أن نجد الطفل يرمي بالشيء الذي ألح على اقتنائه وكأنه يوجه رسالة لأبويه: أنا لست بحاجة إلى ما في جيوبكم، بقدر حاجتي إلى تواجدكم، والتواصل معكم، والإحساس بحنانكم.
الطفل أشبه بالصفحة البيضاء وهو يرنو بفطرته إلى الحق، ولكن إذا ما كان الباطل أسرع وصولًا إليه من الحق، أملى في صحيفته ما يشاء.
بعض من منهجية التربية والتعامل السليم مع الطفل:
1. وفق ميزان الوسطية والاعتدال:
قال تعالى: ﴿ إنا كل شيء خلقناه بقدر﴾ [القمر: 49]، الطفل بحاجة إلى أخذ كل شيء بقدر، القدر الذي يكفيه من الحب والحنان، والقدر الذي يكفيه من الحزم، ليحسن الانضباط بالنظم الأسرية القائمة على القواعد والأخلاق الإيمانية.
2. البدائل:
لا يمكن أن نصرف صغارنا عن نمط معيشة استهلاكي، إلا إذا أعددنا البديل الذي يحمل لعالمهم السعادة والتشويق، فالطفل ينزع بطبعه إلى المرح والاكتشاف، وهو بحاجة لشيء يشبع فضوله للمعرفة ويحقق له التسلية بآن معًا، ومن هنا يمكن للآباء إشباع احتياجات صغارهم بإعداد بدائل تحقق متعة المشاركة، والتواصل، والتسلية، والفائدة، مثل:
أ. ابتكار وصنع الألعاب، من أدوات وأشياء بسيطة يمكن أن توجد في أي منزل.
ب. المشاركة في قراءة القصص والاطلاع على الكتب، أو مشاهدة برامج عبر التلفاز أو الكمبيوتر، من شأنها أن تطور فيهم ملكة الربط والاستنتاج العقلي، وملكة الذوق؛ تذوق معنى الجمال في الأخلاق، وفي الفن والأدب عبر استحسان كل ما هو جميل وراقٍ.
ج. التواصل عبر المشاركة في ممارسة رياضة أو هواية ما، أو القيام برحلات ونزهات في أحضان الطبيعة تحقق لجميع أفراد الأسرة الحبور، أو القيام برحلات إلى المناطق الأثرية والأحياء العريقة، تؤصل في صغارنا الارتباط بالجذور والاعتزاز بالهوية، والانتماء وحب الوطن.
3. غرس مفهوم العمل والإحساس بالمسؤولية:
علينا كآباء أن نعلم صغارنا معنى أداء الواجب والالتزام بالعمل، بدءًا من ترتيب الطفل أغراضه وسريره، إلى مساعدة الأم في الشؤون المنزلية البسيطة.
إن قيامنا عن صغارنا بأداء ما يمكنهم فعله، قد جعل منهم كبارًا شبابًا متواكلًا وأنانيًا، يُحسن الأخذ دون العطاء.
العارض الثامن: قشعريرة ... جماعية.
إن مجتمعنا منذ أن أصيب بمرض الاستهلاك، بات يدور في حلقة مفرغة، أصبحنا أفرادًا نفضل الأشياء على الأشخاص؛ الأمر الذي أدى إلى عزلتنا عن الحياة الاجتماعية، ودفعنا إلى مزيدٍ من الاستهلاك، ومزيدٍ من التفكك والانعزال.
لقد أفاد علماء الصحة أن الأشخاص الذين يتمتعون بروابط الصداقة والألفة مع الجيرة، هم أقل احتياجًا من غيرهم للرعاية الصحية.
ما أسرع ما انتقل الوباء من الفرد إلى الجيرة والحي، ليشمل المجتمع العربي بطبقاته وأطيافه كافة، فتخدرت المشاعر، وتبلد الحس العام بعد أن أصاب فيروس ثقافة الاستهلاك العصب الحسي، فلم نعد نحرص كعهدنا سابقًا على بر الآباء والأبناء، وعلى صلة الأرحام والجيران، بل لم نعد نشعر بمصاب أبنائنا في فلسطين والعراق الذين تنزف جراحهم دمًا.
إن مشكلة الاستهلاك ليست في كثرة طعام وشراب ومقتنيات فحسب، بل هي مشكلة ثقافة أنماط جديدة من التفكير المرضي، مغايرة تمامًا لعقيدة المسلم المحددة لنمط حياته، تغلغلت في عمق القاعدة العريضة من المسلمين فأفسدتهم.
ليس الخوف من تبدل شكل مدننا: أسواقنا، أحيائنا، وبيوتنا، بل الخوف الحقيقي هو تبدل المعايير الأخلاقية والقيم الإيمانية التي بها تشكلت روابطنا وتوطدت علاقاتنا الأسرية والاجتماعية.
العارض التاسع: ندبات اجتماعية.
نعني بندبات اجتماعية أن الاحتفال اللا محدود بالثراء وبالأشياء التي يشتريها المال، قد خلق علامات على الوجه تنبي بـ: أنا ثري، أما أنت .. فلا، ومواقف وأوضاع صنفت الناس إلى صنفين: إما رابحون أو خاسرون، إما أمراء أو عالة.
وما أن أخذ وباء الاستهلاك المفرط في الانتشار بالعالم أجمع، حتى ازدادت الفجوة بين الغني والفقير عمقًا واتساعًا.
إن خمس سكان العالم أي ما يقارب مليار إنسان يعيشون في فقر مدقع، ويموتون ببطء من الجوع والمرض، بالإضافة إلى ملايين آخرين يتطلعون بيأس للحصول على مزيد من الأشياء.
الإسلام هو الذي أسس الاقتصاد القائم على عدالة التوزيع في الأرباح بموجب قانون إلهي (الزكاة)، وفيما سواها من حق في المال كالصدقات، ليضمن تفتيت الثروات وسيولة المال في قنوات المجتمع، منعًا لأن يكون حكرًا لدى فئة قليلة من الناس، كما بين الله -عز وجل-: ﴿ كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنْكُمْ ﴾ [الحشر: 7].
الاقتصاد الذي حدد الإسلام فيه آلية صرف أموال الزكاة وفق نظام الدوائر: دائرة الأسرة الصغيرة، ثم الأرحام، فالجوار والحي، ثم المجتمع المحلي، فالمجتمعات العربية والإسلامية، انتهاء بدائرة المجتمع العالمي.
إن الاقتصاد الذي جعل الله -عز وجل- فيه حق معلوم، من المال الذي يؤديه الغني طواعية بلا منة ولا فضل إلى الفقير، يسفر عن مجتمع متكافل متلاحم بأفراده وبطبقاته كافة كالبنيان المرصوص، لا مكان فيه لفجوات أو ندبات تنزف اليوم دمًا في ظل العولمة لاقتصاد قائم على فرط الاستهلاك.
إن الإستراتيجية الاقتصادية في الإسلام التي رسم إطارها الإله، لا تستهدف زيادة ترف الإنسان المادية، بل تعمل على زيادة رقيه الإنساني، وإشباع نزعته الفطرية إلى حياة كريمة يعيش في ظلها معاني:
1. العدل والإنصاف: في عدالة التوزيع في الأرباح.
2. السلام: في سلامة المجتمع وسلامة صدور أفراده من حقد، وغل وحسد وبطر، وكبر وشح وأنانية.
3. التوازن في معيشة قائمة على التوسط والاعتدال.
المرجع:
• حمى الاستهلاك - رؤية نقدية في حوار مع الآخر، لسحر العظم.
محمد رافع 52 22-11-2012, 03:10 PM ثقافة الاعتدال في الاستهلاك (4)
جمع وتلخيص: عفاف بنت يحيى آل حريد بسم الله الرحمن الرحيم
حياتنا والاستهلاك (4)
العارض العاشر: الثراء والسعادة.
نحرص على حرياتنا الشخصية ونحن في أمس الحاجة إلى التواصل، إننا في عصر الفيض والوفرة، نفتقر بشدة إلى الغذاء الروحي.
نحن نفتش عن السعادة والرضا من خارجنا، بينما لا تنبع إلا من داخلنا.
إن الإحساس بالسعادة ينبع من خلال إنجاز أهداف جوهرية، مثل: توطيد الروابط الإنسانية القائمة على الحب المتبادل.
أما إنجاز الأهداف اللا جوهرية مثل: الثروة النقدية، الشهرة، والمظاهر، فإنها مجرد أهداف بديلة خارجية يحاول الناس من خلالها تعويض الخواء والفراغ الداخلي.
ولكن هذا لا يعني أن الأثرياء كافة هم أشخاص تعساء، فالسعادة والتعاسة مرتبطة بكيفية توظيف المال.
كلنا ينشد السعادة في الحياة، أيًّا كانت الأفكار والقناعات التي نحملها، وأي قيمة لثقافة فكر أو فلسفة أو مذهب أو دين، إذا ما كانت تحول دون مشاعر السعادة والرضا؟!
وما أكثر فرص السعادة التي سرقت منا في نمط الحياة الاستهلاكي الذي نعيشه؛ وما أكثر النعم التي كنا فيها فاكهين ولم ندرك قيمتها إلا بعد أن ولّت عنا.
الحياة لا تبنى بلا طموح وعمل، بقدر ما ترمز إلى أن السعادة ليست أن تملك أكثر، بل في أن تتمتع بما لديك أكثر، وألا تفوت في غمرة انشغالك في الحياة فرص سعادة حقيقية.
طريقة العلاج والاستشفاء من مرض الاستهلاك:
لقد أعطانا الله -عز وجل- من النعم ما لا يعد ولا يحصى، ولكنه أمرنا باستثمارها على أكمل وجه.
ما من شيء إلا ويمكنك استثماره: بيتك، ملابسك، جسدك، حواسك، قلمك، وأولها عقلك؛ لأن التفكر بآيات الله وآلائه أعظم عبادة.
نحن لا نستعمل أكثر من 1% من الطاقات والإمكانات التي أودعها فينا.
فلنبدأ إذن بتوسيع دائرة الطاقة وحدود استعمالنا لها، لتكون حياتنا وأفعالنا وبيوتنا مثالًا يحتذي للآخرين؛ فيتبعونا بدلًا من أن نكون تبعًا لتفاهمات الآخرين، نحن الأجدر بأن نُتبع لا أن نكون تبعًا، ولن يتحقق ذلك إلا إذا تطابق عملنا مع ما ندعو إليه.
لا يكفي أن نقول الربا حرام، بل علينا أن نؤسس لعمل استثماري نظيف يحل محل الخبيث، ولا يكفي أن ننتقد الإعلام المزيف، بل علينا أن نخترق عالم الإعلام، علينا أن نتواجد في كل مكان، وأن نتصدر كل جانب من جوانب الحياة.
نحن نظن أننا نعيش عصر المعلومات، وأن هنالك ثورة معلوماتية، ولكن المعلومة الحقيقية والتي كانت بمتناول البشر وغابت عن حيز تفكيرنا، هي معرفة (من نحن) ... وكيف نعيش الحياة؟
إن تبديل الأفكار داخل عقولنا هو أعظم عمل يمكن للإنسان أن يقوم به، فالاقتصاد ذو الكفاءة والفاعلية العالية هو ذاك الذي يكفل للإنسان ادخار المال بدلًا من أنفاقه على أشياء تضطره لدفع مزيد من المال على صحته.
والتحول من الكم إلى النوع - المنتج الوافي - تجعل أصحاب الدخل المحدود أكثر المستفيدين.
لقد قام مجموعة من العلماء بوضع مقترحات مفيدة، لمساعدة الناس على فهم احتياجاتهم وأولوياتهم الضرورية، وانتقاء الأنسب من الأشياء والمنتجات التي تسوق.
وهم لا يهدفون بهذا الضغط على المستهلك، بل لجم اندفاعه ليبدأ بالتوقف والتفكير قبل الإقدام على تسوق واستهلاك ما اعتاده، فإثارة الوعي بأمور قليلة يمكن أن تحدث فروق كبيرة، سواء في نمط الحياة (المعاش)، أم من حيث التأثيرات السلبية على البيئة.
مثال ذلك: عندما نقلص من حجم استهلاكنا للحوم، ونستعيض عنها بالخضروات والفواكه؛ فإننا نخفف وبشكل جذري الصدمة على الأرض.
فاستهلاك اللحوم يتطلب مساحات شاسعة من الأراضي الرعوية تقدر بـ 20ضعفًا، زيادة عن المساحة التي نحتاجها لزراعة الحبوب والبقول؛ وتتطلب تربية الماشية وزراعة العلف كميات هائلة من المياه النقية، تخرج ملوثة بسبب الأسمدة الكيميائية التي تحتاجها الأعلاف، ونسبة تلوث المياه بسبب النفايات الحيوانية تزيد 17ضعفًا عمّا تسفر عنه زراعة الحبوب، ناهيك عمّا تسببه المخلفات الحيوانية من تلوث في الهواء.
إن الوعي بمعلومة كهذه لا بد سيخفف من حجم استهلاكنا للحوم، ويثير اهتمامنا بأطباق الخضار والفواكه الشهية، وسيجنبنا خطر الإصابة بالأمراض الهضمية والقلبية.
فالمستحيل اليوم ليس مستحيلًا غدًا، وكلما بذل الإنسان ما في وسعه، وسّع الله عليه دائرة وسعه.
ومن وسائل العلاج البساطة:
إن مفهوم البساطة أشمل من أن يكون مجرد تراجع عن كم الاستهلاك، بل تراجع عن الأفكار العقيمة، ومشاعر الضغط والضياع، برمي كل ما هو صناعي ومصنَّع، مقابل الحصول على كل ما هو حقيقي وأصيل.
إن البساطة ليست فقط في أسلوب تناول الأشياء، بل وفي بساطة ونقاوة الهدف، وصفاء الذهن الذي يقودنا إلى حياة أكثر رضا وترابطًا، بدلًا من البقاء في حيرة وتخبط.
وعندما نصحو من غفوتنا سوف يكون لدينا الوعي كيف نلبي احتياجاتنا دون الحاجة لأكياس مليئة بالأشياء الباهظة الثمن.
حقيقة قالها سيدنا عمر بن الخطاب: «نحن قوم أعزنا الله بالإسلام، وإن ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله».
فالذل اليوم نتيجة اختلال الثقة بعظمة الموروث الفكري الديني الذي جاءت بها منظومة التوحيد في الإسلام.
الذل نتيجة التقليد الأعمى لتفاهمات كنا في غنى عنها، لو حصرنا تطلعنا إلى الآخر في علومه ومعارفه الإنسانية.
الذل في الوهن الذي أصابنا نتيجة الإدمان على حب الدنيا؛ فكرهنا الموت.
مؤشرات الأمل:
مؤشرات الأمل في وعي آباء وأمهات بدؤوا يلحظون خطر ثقافة تسرق أبناءهم؛ فعمدوا إلى جلسات نقاش يحاولون من خلالها إيجاد سبل وقايتهم.
مؤشرات الأمل في حرقة جيل من الكتّاب الشباب وأصحاب دور نشر تعمل على نهضة جديدة.
قاعدة الوسطية والاعتدال التي جاء بها الإسلام هي التي تعيد إلينا التوازن الفكري والنفسي والصحي والبيئي والمعيشي، قال تعالى: ﴿ وكذلك جعلناكم أمة وسطًا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدًا ﴾ [البقرة: 143].
المرجع:
• "حمى الاستهلاك - رؤية نقدية في حوار مع الآخر" لسحر العظم، بتصرف.
محمد رافع 52 22-11-2012, 03:12 PM كيف نصلح حال بيوتنا؟
جمع وإعداد: عفاف بنت يحيى آل حريد
حينما نطرح سؤالًا مثل هذا نجد أنه يشمل عدة اتجاهات مهمة، فالبيت هو اللبنة الأولى في المجتمع؛ إذا صلح البيت صلح المجتمع، وإذا فسد سيكون هناك خلل في المجتمع.
يقول الله -عز وجل-: ﴿ والله جعل لكم من بيوتكم سكنًا ﴾.
(سورة النحل الآية 80).
قال ابن كثير -رحمه الله-: "يذكر -تبارك وتعالى- تمام نعمه على عبيده، بما جعل لهم من البيوت التي هي سكن لهم، يأوون إليها ويستترون، وينتفعون بها سائر وجوه الانتفاع".
فالمؤمن مكلف من الله -عز وجل- بهداية أهله وإصلاح بيته، كما هو مكلف بهداية نفسه وإصلاح قلبه، نحن نعلم أن أول واجبات المسلم أن يوجه أهله إلى أداء الفرائض التي تصلهم بالله، وما أروع الحياة في ظلال بيت أهله كلهم يتجهون إلى الله، قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ﴾ (التحريم: 6).
ومن هنا نقول: إن الدوافع إلى إصلاح البيوت كثيرة، من أهمها:
أن في هذه الآية يأمر الله -عز وجل- عباده المؤمنين بأن يؤدوا واجبهم في بيوتهم، من التربية والتوجيه والتذكير؛ ليقوا أنفسهم وأهليهم النار.
أن رب البيت مسئول عن الرعية التي تحت يده، يقول -صلى الله عليه وسلم-: )إن الله تعالى سائل كل راع عما استرعاه: أحفظ ذلك أم ضيعه؟ حتى يسأل الرجل عن أهل بيته(.
ومن الدوافع أن البيت هو المكان لحفظ النفس، والسلامة من الشرور وكفها عن الناس، وهو الملجأ الشرعي عند الفتنة، يقول -صلى الله عليه وسلم-: )طوبى لمن ملك لسانه، ووسعه بيته، وبكى على خطيئته(، ويقول -صلى الله عليه وسلم-: )خمس من فعل منهن كان ضامنا على الله: من عاد مريضًا، أو خرج غازيًا، أو دخل على إمامه يريد تعزيره وتوقيره، أو قعد في بيته فسلم الناس منه وسلم من الناس(.
وقال -صلى الله عليه وسلم-: )سلامة الرجل من الفتنة أن يلزم بيته(.
وهناك فائدة عظيمة لصلاح البيت، حيث إنه الملجأ عندما لا يستطيع أن يغير كثيرًا من المنكرات، وهو أيضًا ملجأ من كل عمل محرم، سواء في نفسه أو أهله.
وكذلك أن الناس يقضون أكثر أوقاتهم في الغالب داخل بيوتهم، ولا بد من صرف الأوقات في الطاعات، وإلا ستضيع في المحرمات.
ومن أهم الدوافع على الإطلاق أن الاهتمام بالبيت هو الوسيلة الكبيرة لبناء المجتمع المسلم، فإن المجتمع يتكون من بيوت هي لبناته، والبيوت أحياء، والأحياء مجتمع، فلو صلحت اللبنة لكان مجتمعًا قويًّا بأحكام الله، صامدًا في وجه أعداء الله، يشع الخير ولا ينفذ إليه شر.
وبصلاح البيوت يخرج لنا الداعية القدوة، وطالب العلم، والمجاهد الصادق، والزوجة الصالحة، والأم المربية، وبقية المصلحين.
وهذا الموضوع ذو أهمية عظيمة؛ يجب علينا كمصلحين أن نهتم به ونركز على أهم أسباب الإصلاح، ومن أقوى وأعظم الأسباب:
1. الزوجة الصالحة، حيث وجهنا ديننا الحنيف إلى حسن اختيار المرأة الصالحة، فهي خير معين على تكوين بيت صالح يسد ثغرًا من ثغور المسلمين، يقول الله -عز وجل-: ﴿ وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله والله واسع عليم ﴾ [سورة النور الآية 32].
ينبغي على صاحب البيت انتقاء الزوجة الصالحة بالشروط الآتية:
1. " تنكح المرأة لأربع: لمالها، ولحسبها، ولجملها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك " متفق عليه، ويقول أيضًا: )الدنيا كلها متاع، وخير متاع الدنيا المرأة الصالحة( رواه مسلم.
2. تعليم أهل البيت الدين وما يتعلق بالبيوت من أحكام شرعية، قال البخاري -رحمه الله تعالى- في صحيحه: (باب تعليم الرجل أمته وأهله)، ثم ساق حديثه -صلى الله عليه وسلم-: )ثلاثة لهم أجران: ... ورجل كانت عنده أمة فأدبها فأحسن تأديبها، وعلمها فأحسن تعليمها، ثم أعتقها فتزوجها، فله أجران (.
قال ابن حجر -رحمه الله- في شرح الحديث: مطابقة الحديث للترجمة -أي عنوان الباب- في الأمة بالنص، وفي الأهل بالقياس، إذ الاعتناء بالأهل الحرائر في تعليم فرائض الله وسنن رسوله آكد من الاعتناء بالإماء.
وفي غمرة مشاغل الرجل ووظيفته وارتباطاته قد يغفل عن تفريغ نفسه لتعليم أهله، فمن الحلول لهذا أن يخصص يومًا يجعله موعدًا عامًّا لأهل البيت، وحتى غيرهم من الأقرباء، لعقد مجلس علم في البيت، ويعلم الجميع بهذا الموعد، فينضبط حضورهم فيه، ويتشجعوا لإتيانه، ويصبح ملزمًا أمامهم وعند نفسه بالحضور، وإليك ما حصل منه -صلى الله عليه وسلم- في هذا الشأن.
3. أن يكون البيت عامرًا بالذكر، حيث وردت أحاديث تدل على مكانة الذكر في حياتنا اليومية، ومن ذلك قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: )مثل البيت الذي يذكر الله فيه، والبيت الذي لا يذكر الله فيه، مثل الحي والميت (.
4. جعل البيت مكانًا للعبادة، وخاصة في حال الاستضعاف.
ضرورة وجود مكتبة في البيت، سواء المقروءة أو الصوتية، وليس بشرط أن تكون كبيرة؛ فالعبرة بالكتب الموجودة فيها.
5. حفظ أسرار البيوت:
وهذا يشمل أمورًا منها:
- عدم نشر أسرار الاستمتاع.
- عدم تسريب الخلافات الزوجية.
- عدم البوح بأي خصوصية يكون إظهارها ضرر بالبيت أو أحد أفراده.
فأما المسألة الأولى فدليل تحريمه قوله -صلى الله عليه وسلم-: )إن من أشر الناس عند الله منزلة يوم القيامة الرجل يفضي إلى امرأته وتفضي إليه، ثم ينشر سرها( (رواه مسلم 4/157). ومعنى يفضي: أي يصل إليها بالمباشرة والمجامعة كما في قوله تعالى: ﴿وقد أفضى بعضكم إلى بعض ﴾ [سورة النساء الآية 21].
6. التخلق بخلق الرفق، فأمره عظيم وقد دل حديث الرسول -صلى الله عليه وسلم- على هذا: )إذا أراد الله -عز وجل- بأهل بيت خيرًا أدخل عليهم الرفق( رواه الإمام أحمد في المسند، فالرفق نافع جدًّا بين الزوجين، ومع الأولاد، ويأتي بنتائج لا يأتي بها العنف كما قال -صلى الله عليه وسلم-: )إن الله يحب الرفق، ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف، وما لا يعطي على سواه( رواه مسلم.
7. مساعدة ومعاونة أهل البيت في عمل البيت، كثير من الرجال يأنفون من العمل البيتي، وبعضهم يعتقد أن مما ينقص من قدره ومنزلته أن يخوض مع أهل البيت في مهنتهم. فأما رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقد كان )يخيط ثوبه، ويخصف نعله، ويعمل ما يعمل الرجال في بيوتهم ( رواه الإمام أحمد في المسند.
8. اختيار الجار ذو الصفات الحسنة، فالجار في عصرنا له مزيد من التأثير على جاره، بفعل تقارب المساكن، وتجمع الناس في البنايات والشقق، والمجمعات السكنية.
وقد أخبر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن أربع من السعادة، وذكر منها: الجار الصالح، وأخبر عن أربع من الشقاء وذكر منها: الجار السوء. رواه أبو نعيم في الحلية.
ولخطر هذا الأخير كان -صلى الله عليه وسلم- يتعوذ منه في دعائه فيقول: )اللهم إني أعوذ بك من جار السوء في دار المقامة -أي الذي يجاورك في مكان ثابت- فإن جار البادية يتحول ( رواه الحاكم.
مما ينور بيوتنا ويجعل فيها الخير والبركة ويبعدها عنها الشياطين ما يلي:
1ـ قراءة سورة البقرة، فقد ثبت في الحديث الصحيح أن البيت الذي تقرأ فيه لا يدخله شيطان.
2ـ الإكثار من صلاة النافلة.
3ـ الإكثار من تلاوة القرآن وذكر الله تعالى عمومًا، وخصوصًا أذكار الصباح والمساء، ودخول المنزل والخروج منه، ونحوها.
4ـ الحرص على عدم وجود منكرات داخل البيت أو أشياء محرمة كمشاهدة الأفلام الخليعة، أو صور يحرم نظرها.
وإذا كان البيت عامرًا بذكر الله تعالى، خاليًا من المحرمات والمنكرات، مع اتصاف أهله بالاستقامة على أوامر الله تعالى، فستصلح كل أموره، ويكون مباركا على أهله ويعيشون في سعادة ووئام.
محمد رافع 52 22-11-2012, 03:18 PM دور الأسرة في إكساب القيم التربوية
إعداد: تهاني عبد الرحمن
الأسرة هي الخلية الأولى التي يفتح الطفل عينيه عليها، وتأثيرها عليه يلعب دورا كبيرا في توجيهه وتكوينه، وبالقدر الذي تقدمه الأسرة للطفل من مميزات تربوية بقدر ما يكون وينمو ويواجه المجتمع بمشكلاته العريضة.
فالأب والأم هما حجر الأساس فاستعداد الأبوين لبذل الجهد التربوي، وإضفاء القدر المناسب لتنمية الطفل له أبلغ الأثر في تشكيله وتنميته، فالوراثة والبيئة لهما أبلغ الأثر في تشكيل شخصيته، وتسير الوراثة إلى الخصائص والاستعدادات الفطرية للكائن البشري، والبيئة تسير إلى مجموعة العوامل الخارجية التي تؤثر في الكائن البشري منذ بداية تكوينه وهو جنين في بطن أمه إلى أن يولد ويترعرع ويشتد عوده إلى آخر حياته.
تستطيع الأسرة بما لها من رصيد ثقافي ضخم، وما تملكه من قيم تربوية أن تكسب الطفل وتوجهه لاكتساب التراث الثقافي والقيم التربوية التي يعايشها ومن أهمها الصدق والأمانة. ولكل أسرة طريقتها الخاصة في تحديد القواعد التربوية وتطبيقها، فبعض الأهل أقل تشددا من غيرهم الذين يحاولون إعادة تطبيق النظام الذي ورثوه عن أهلهم.
التربية ليست المقياس الذي يميز الأهل الجيدين عن الأهل السيئين، إنما هي سلسلة متتابعة من الأنظمة والقواعد والأصول تنتقل من جيل إلى جيل وتندرج في سياق التاريخ العائلي ولكل شخص تفسيرها بطريقته.
تشكل القيم الإيمانية والقيم الأخلاقية اللبنات الأساسية في حياة الأفراد والأسر، يقصد بالقيم الإيمانية أنها المبادئ والأحكام والأصول الثابتة التي تحكم عقيدة المسلم، وتمثل الدستور الذي يحكم علاقته بربه، ويعتبر الالتزام بها من دليل الإيمان بالله سبحانه وتعالى، وبملائكته، وكتبه، ورسله واليوم الآخر، وبالقضاء خيره وشره، وهذه القيم من الثوابت التي لا تتغير مع تغير الزمان والمكان ويجب أن يربى الطفل عليها وتظل معه حتى الموت.
ويقصد بالقيم الأخلاقية السجية أو العادات الفطرية السوية الحسنة التي ترافق الإنسان في أعماله وتصرفاته وعلاقاته مع الناس، وتعتبر الأخلاق الإسلامية من الثوابت، وتنمى في ضوء القيم الإيمانية، وهى قرينتها في المجال التربوي، فالقيم الإيمانية الصادقة تقود إلى قيم أخلاقية حسنة.
فما هي السن المناسبة التي تغرس فيها القيم الصالحة والأخلاق الحميدة؟
إن السنوات الست الأولى من عمر الطفل هي الأمثل لغرس القيم الصالحة مثل الصدق والأمانة والاستقامة والرضا بقضاء الله وقدره،.... وغيرها الكثير من القيم.
ويجب المداومة على تأكيد هذه القيم والأخلاق والمفاهيم ولا نملّ من التأكيد المتكرر عليها، فيجب على الوالدين أن يجعلا من أنفسهما قدوة فيها، فالأخلاق لا تكتسب بالنصائح العابرة، بل بالتهذيب والتدريب المستمر وبكثير من الصبر والجهد والوقت.
أن نربي أولادنا يعني أن نوفر لهم الوقت اللازم، ونحفزهم فيما يتعلق بمستقبلهم، ونجعلهم يحبون الحياة مع تلقينهم الأخطار التي قد تعترض مسيرتهم من دون قطع سبيل التواصل معهم.
إن الله عز وجل فطر بني آدم على قيم موحدة مثل الشجاعة والكرم والصبر والبر والقوة والمال والتعاطف والتسامح وغيرها كلها قيم موحدة بين البشر ولها قيمة عالية جدا فمن النادر أن تجد من لا يهتم لها.
فكيف تكون عائلة أفضل قيما من عائلة أخرى؟ هناك أمران أساسيان:
الأول: إيمان الأسرة بمبادئ وقيم لا تؤمن بها أسر أخرى، فالأسرة المسلمة تؤمن بالله سبحانه وتعالى وباليوم الآخر، وتحمل في نفسها مشاعر العبودية والإذعان لله تعالى، ولها نظرة خاصة تجاه الطهارة والعورة والعلاقة بين ال***ين، وتجاه المأكولات والمشروبات، وهذا كله يؤثر في مسار حياتها.
ثانيا: سُلّم القيم ودرجة الاهتمام، وهذا هو الشيء الأساسي الذي يصنع الفرق بين كثير من الأفراد والأسر. إن الحب شرط أساسي في تربية الطفل المسلم، بل توصل بعض الباحثين في هذا المجال إلى أن أهم العوامل التي تساعد الطفل على الطاعة والالتزام بالقيم هي الحب والحنان الذي يشعر به الطفل من كل أفراد الأسرة، ومنبع هذا الحب هما الوالدان فحب الأطفال للوالدين هو رد فعل لحب الوالدين لهما، بل إن هذا الحب هو ما يعين الطفل على استيعاب القيم وهو يوفر المناخ الملائم للنمو الخلقي في النفس.
قيم الأسرة المسلمة مستمدة من عقيدتها وأحكام شريعتها:
فالرسول صلى الله عليه وسلم قد أكد في أكثر من أمر، وأكثر من وصية ضرورةالعناية بالأولاد، ووجوب القيام بأمرهم، والاهتمام بتربيتهم.قال صلى الله عليه وسلم: )أدبوا أولادكم وأحسنوا أدبهم (.
هذه بعض القيم التي يجب على الأسرة الانتباه إليها والاهتمام بها:
§ نية الخير، والحرص على نقاء سرائرنا. نية الخير تعني حبه، وتعني التطلع إليه، والطموح إلى تحقيقه، والتطلع إلى الخير يدل على خيرية المتطلع وكرمه ونبله، وإن ذلك يشكل شيئا أساسيا في حياة الأسرة المسلمة.
المسلم يعمل الخير، ويمضي في طريقه، فإذا لم تساعده الظروف، فإنه ينويه، ويسأل الله أن يهيئ له السبيل إليه، فيكون له أجر، وقد قال صلى الله عليه وسلم: )فمن همّ بحسنة فلم يعملها كتبها الله له عنده حسنة كاملة (.
إلى جانب ذلك لا بد من تطهر القلب من الرياء والحسد وسوء الظن، فيجب أن نجل العفو والصفح والمسامحة منهجا بالتعامل مع كل مسلم، يقول صلى الله عليه وسلم: )لا تحاسدوا ولا تباغضوا، ولا تناجشوا.....(.
§ التطوع، فهناك أحاديث كثيرة تشير إلى أشكال التطوع الذي يجب أن نغرسه في أبنائنا، مثل:
o إماطة الأذى عن الطريق.
o الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
o التبسم في وجوه من نقابلهم، والمبادرة بإلقاء السلام.
o التبكير إلى المسجد.
o صلة الرحم.
§ المروءة وسمو الذات، إن الأخلاق والأفعال التي ترفع الإنسان ليكون من أصحاب المروءة والسمو الشخصي كثيرة جدا، نذكر بعضها:
o ترك المرء التدخل في الأمور التي لا تعنيه، قال صلى الله عليه وسلم: )من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه(.
o قلة المزاح، وعدم الإسراف في مباسطة الناس.
o نظافة البدن وطيب الرائحة والعناية بالمظهر.
o التأدب بآداب الطعام مثل عدم الإسراف في الأكل، والأكل مما يليه... وغيرها.
§ الصدق في كلامنا: فالصدق من أعظم القيم، وهو أساس متين. قال عليه الصلاة والسلام: )عليكم بالصدق، فإن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة، وما يزال الرجل يصدق، ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا، وإياكم والكذب، فإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وما يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا(.
فيجب على الأسرة أن يصدق الكبار أولا فيما يتحدثون، حتى يعرف الصغار فضيلة الصدق وخطورة الكذب.
§ النظام داخل الأسرة، إن اتفاق الأبوين على نظام معين داخل الأسرة مثل تناول الطعام، النوم والاستيقاظ، الدراسة، مشاهدة التلفزيون، ضروري لجميع الأسرة، فلو تأملنا الأسر المفككة لوجدنا أن عدم وعي الأبوين بأهمية النظام داخل الأسرة، بالإضافة إلى فقدان الأسرة للروح الجماعية، مما يؤدي إلى انتشار الفوضى.
§ من أهم القيم أيضا الارتقاء بلغتنا، البعد عن اللعن والسب والشتم، مخاطبة الأبناء بأحب الأسماء إليهم، عدم التشبيه بالحيوان، تجنب الغيبة والنميمة، هجر الكلام الفاحش والبذيء.......... وغيرها.
إن الصغار يكتسبون اللغة على فترة طويلة فيجب أن لا يملّ الأهل من توجيههم وإرشادهم وتصحيح أخطائهم.
تلك هي بعض القيم التي تغرسها الأسرة في أبنائهم منذ نعومة أظافرهم.
ولكن هل هناك معوقات حالت بين الأسرة وبين تحقيق الأهداف بما يحقق إكساب الطفل القيم التربوية؟؟
الحديث عن معوقات إكساب القيم التربوية في الجزء الثاني بإذن الله.
المراجع:
- (كيف تربي طفلك) أ.د محمد علي المرصفي.
- (110 نصائح لتربية طفل صالح) مجاهد مأمون ديرانية.
- (مسار الأسرة) أ.د عبد الكريم بكار.
محمد رافع 52 22-11-2012, 03:21 PM معوقات إكساب القيم التربوية للطفل
إعداد: تهاني عبد الرحمن
لا شك أن الإنسان يأخذ ويتعلم من أسرته وأبويه كل القيم والأخلاق الحميدة، ثم من زملائه وبيئته، قال تعالى: ﴿وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا﴾[سورة النحل آية: 78]وقال -صلى الله عليه وسلم-: )كل مولود يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه(.
والإسلام في دعوته إلى تحمل المسئوليات، حمل الآباء والأمهات مسئولية كبرى في تربية الأبناء، وإعدادهم الإعداد الكامل لحمل أعباء الحياة، وتهددهم بالعذاب الأكبر إذا فرطوا وقصروا، قال تعالى:
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ﴾ [سورة التحريم آية: 6]، وقال عليه الصلاة والسلام في تحمل الأهل المسئولية: ).... والرجل راع في أهله ومسئول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسئولة عن رعيتها....(.
فالأم في تحمل المسئولية كالأب، بل مسئوليتها أهم وأخطر، باعتبار أنها ملازمة لأبنائها منذ الولادة وحتى يكبروا ويترعرعوا. فعندما يتخلى الوالدان أو أحدهما عن واجبه تجاه أبنائه في تنشئتهم وتربيتهم، فحتما سيؤدي إلى انحراف الأبناء وفساد خلقهم، فهذا يعتبر من أهم المعوقات في إكساب القيم التربوية للأبناء. والحديث في معوقات إكساب القيم طويل ولكن سنذكر بعضها والأكثر انتشارا بين الأسر وهي:
· تقصير الأم في الواجب التربوي نحو أولادها، لانشغالها مع معارفها وصديقاتها واستقبال ضيوفها، وخروجها من بيتها، فهي كما ذكرت أكثر مسئولية على أبنائها قال عليه الصلاة والسلام: )... والمرأة راعية في بيت زوجها ومسئولة عن رعيتها....(.
· غياب الأب لفترات طويلة عن المنزل: فالحياة مليئة بالضغوط على رب الأسرة، وذلك لبذل الجهد لتغطية متطلبات الحياة الأمر الذي أدى إلى غياب الآباء عن المنزل لفترة طويلة. فإن العبء يزداد على الأم التي بطبعها كائن ضعيف رقيقة الإحساس والمشاعر، ولا تستطيع أن تواجه الكثير من مشكلات الأطفال وحدها، فيظهر الضعف والميوعة في الأبناء وهذا يترتب عليه نتائج وخيمة.
· الاعتماد على الخدم في تربية الأبناء في حال الخروج للعمل.فخدم المنازل يأتون من بيئات تختلف اختلافا كليا عن بيئتنا الإسلامية بعاداتها وتقاليدها وأحكامها الشرعية. ومما يزيد الأسف على أبناء هذه الأسرة إذا كانت الخادمة غير مسلمة لها دينها الذي تتبعه في أي وقت ومكان.
· بسبب غياب الأب وانشغال الأم فإن بعض الأسر يتركون دور التربية وإكساب القيم التربوية إلى المدرسة ليتعلموا منها كل شيء.
· وسائل الإعلام بشتى أنواعها، والقنوات الفضائية وما تقدمه من دروس مجانية في الغزو الفكري المدمر والجريمة بأنواعها.
· المشاكل الزوجية وعدم توافق الوالدين يؤثر في تلقين الأبناء القيم التربوية.
· التناقض والازدواجية عند الآباء والأمهات من قيمة إلى أخرى، كأن يتبع الأب أسلوب الكذب على أبنائه وهو ينهاهم عنه، فهذا يؤثر على تفكيرهم حيث يُحدث عندهم نوعا من الاختلاط والتشتت. فكيف لهذا الابن أن يميز بين الصحيح والخاطئ؟ لماذا حُرم من شيء في حين أبواه يفعلانه.
ولله دره من قال:
ليس اليتيم من انتهى أبواه
من الحياة وخلفاه ذليلا
إن اليتيـم هـو الـذي تلقـى له
أما تخلت أو أبا مشغولا
فلا شك أن الأبناء ينشئون نشأة اليتامى، ويعيشون عيشة المشردين، بل سيكونون سبب فساد، وأداة إجرام للأمة بأسرها.
فماذا ننتظر من أولاد آباؤهم وأمهاتهم على هذه الحال من الإهمال والتقصير؟!
فلا ننتظر منهم إلا الانحراف، لانشغال الأم عن تربية أبنائها، وإهمال الأب في تأديبه ومراقبته.
المراجع:
- (كيف تربي طفلك) أ.د محمد علي المرصفي.
- (استراتيجيات التربية الأسرية في الإسلام) لجنة البحوث والدراسات.
- (أولادنا من الطفولة إلى الشباب).
محمد رافع 52 23-11-2012, 01:48 AM دور العبادات والمعاملات في بناء الحضارة الإسلامية
عبير بنت حمد بن علي العباد (http://www.alukah.net/Authors/View/Culture/3375/)
يسعى البعض جاهدًا في بناء الحضارة بمفهومها المتكامِل في حياته؛ حيث يَمزج بين العبادات والمعاملات، ويعدُّها خطًّا مُستقيمًا يسير عليه لتطبيقِ الشريعة الإسلامية وَفْقَ أسس صحيحة، وهذا الذي يُسهم في بنائها.
ومع ذلك لا نُعاني في عصرنا الحاضر ظاهرةَ قِلَّة التدين، بل نعاني عبثَ تطبيقه؛ حيث يعتقد بعضُ الناس أنَّ الصلاة والصوم هما فقط العبادة، وأنَّ مُعاملة الناس ومراعاتِهم وأداء حقوقهم بعيدًا تَمامًا عن تَطبيقها وَفْقَ ما جاء به الإسلام، فانعكست آثارُ ذلك على سلوكيات المجتمع الذي يُمثل حضارته، فأصبح من يُمثل حضارته في سلوكه قِلَّة نجدهم خلف ستار مسرح الحياة.
وذلك بسبب ظهور الفكر الارتجالي الذي ظهر دون أسس وطيدة في الشريعة الإسلامية، ونقص القناعة بأهمية الحضارة في بناء الحياة، وعدم إدراك أهمية الحضارة باعتبارها ترفًا زاخرًا، وأنَّ الحياةَ عبارةٌ عن إطار مُحدد ينصبُّ في داخلها العبادة فقط، وفك الارتباط والعلاقة الوطيدة بين الحضارة والعبادة، مع الاقتناع بأنَّ الحضارةَ لا تقوم إلاَّ بعيدة عن العبادة؛ لكي ينهض المجتمع حضاريًّا.
مما نتج عنه تراجع مؤشر النمو الحضاري في المجتمع الإسلامي، وأصابه الوهن، وغَرَق في مشكلات لا حصر لها، واخْتَلَّ توازُنُه في مجانسة بين العبادات والمعاملات، حتى استنزف المجتمع طاقاته باتجاهاتٍ معاكسة لنموِّه الحضاري، وأصبح عاجزًا عن رفع هامته، فدخل المجتمعُ في صراعٍ حضاري؛ نتيجةً لتفكُّك أجزائه التي هي عبارة عن خليطٍ من عِدَّة اتجاهات، كلّ منها له مفهوم حضاري مُخالف لغيرها أو موافق لفكرها وآرائها.
فمن تلك الاتجاهات التي تُفرِّق بين الدين والمعاملات، وأصبحت عائقًا في بناء الحضارة: أصحابُ الفكر الليبرالي، والعَلماني، وغيرهم؛ مِمَّا نتج عن اختلافِ وجهات النظر والأفكار صِراعٌ حضاري بين كِفَّةٍ تَخلَّت عن الحضارة، واعتقاد أنَّ العبادة تُعيشُه فقط على هامش الحياة.
وأخرى تَخلَّت عن العبادة، وأعجبت بالحضارة، واعتقدت أنَّ الدين هو أحد مُعَوِّقَات الحضارة، وهم متغافلون عن دور الدين، الذي يُسْهِم في رفع وتناغُم الحضارة.
ومن هنا نشأت مُشكلة التضارُب الحضاري؛ لذلك علينا أنْ نسلكَ طريقَ الوسطية، وأن نوازن بين العبادات والمعاملات؛ حتى نرتقيَ بفكرنا وحياتنا، ومن هنا نخلّد حضارتنا.
محمد رافع 52 23-11-2012, 01:49 AM سهولة الإسلام وشموله لأنواع العبادات
سماحة الشيخ محمد بن صالح العثيمين (http://www.alukah.net/Authors/View/Sharia/794/)
الحمد لله الذي جعل الآجال مقادير للأعمار، وجعل هذه الأعمار مواقيت للأعمال، وكتب الفلاح لمن شغلها بالأعمال الصالحات والخسارة لمن فرط فيها فأضاعها، وشغلها بالأعمال السيئات، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له رب الأرض والسماوات، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أفضل المخلوقات صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان ما تعاقبت الأزمان والأوقات وسلم تسليماً.
أما بعد: أيها الناس اتقوا الله تعالى، واعلموا أن عمل المؤمن لا ينتهي بانتهاء مواسم العبادة وإنما ينتهي بالموت؛ لأن العمر كله محل للطاعة، قال الله تعالى لنبيه - صلى الله عليه وسلم -: {وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ} فاعمروا أوقاتكم بطاعة الله وما يقربكم إليه، واعلموا أن الله تعالى قد سهل العبادة، ويسرها غاية التيسير، وجعل للخير أبواباً ليلجها من للخير يقصد ويسير، انظروا إلى الصلاة التي هي آكد أركان الإسلام بعد التوحيد تجدوها قليلة الكلفة كثيرة الأجر فهي خمس في الفعل وخمسون في الميزان مفرقة في أوقات مناسبة حتى لا يحصل الملل للكسلان، وإذا أقامها الإنسان في جماعة كانت الصلاة مع الجماعة أفضل من صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة، وهذه النوافل التابعة للمكتوبات اثنتا عشرة ركعة؛ أربع قبل الظهر، وركعتان بعدها، وركعتان بعد المغرب، وركعتان بعد العشاء، وركعتان قبل صلاة الفجر من صلاهن بنى الله له بيتا في الجنة، وهذه الأذكار خلف الصلوات المكتوبات من سبح الله دبر كل صلاة ثلاثاً وثلاثين، وحمد الله ثلاثاً وثلاثين، وكبر الله ثلاثاً وثلاثين فتلك تسع وتسعون، وقال: تمام المئة لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير غفرت خطاياه ولو كانت مثل زبد البحر، وهذا الوتر سنة النبي - صلى الله عليه وسلم - وقال: ((إن الله وتر يحب الوتر وأقله ركعة واحدة، وأكثره إحدى عشرة ركعة وهو مؤكد لا ينبغي للإنسان تركه)) قال الإمام أحمد: من ترك الوتر فهو رجل سوء لا ينبغي أن تقبل له شهادته، ووقت الوتر من صلاة العشاء الآخرة ولو في حال الجمع إلى طلوع الفجر، وإذا توضأ الإنسان فأسبغ الوضوء، ثم قال: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداًً عبده ورسوله اللهم اجعلني من التوابين، واجعلني من المتطهرين فتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء وهذه الصدقات إذا كانت بنية خالصة ومن كسب طيب فإن الله يقبلها بيمينه ويربيها لصاحبها حتى يكون ما يعادل التمرة مثل الجبل العظيم، فالرجل ينفق على نفسه، وينفق على أهله، وينفق على ولده، وينفق على بهائمه يحتسب الأجر بذلك على الله، فيكون له أجر، قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((إن الله ليرضى عن العبد يأكل الأكلة، فيحمده عليها، ويشرب الشربة، فيحمده عليها)) وقال لسعد بن أبي وقاص: ((واعلم أنك لن تنفقنفقة تبتغي بها وجه الله إلا أجرت عليها حتى ما تجعله في فم امرأتك))، وقال: ((الساعي على الأرملة والمساكين كالمجاهد في سبيل الله، وأحسبه قال: كالصائم لا يفطر، وكالقائم لا يفتر))، والساعي على الأرملة والمساكين هو الذي يطلب الرزق لهم، ويكون في حاجتهم، فأولادك الصغار الذين لا يستطيعون القيام بأنفسهم هم عن المساكين، فالسعي عليهم كالجهاد في سبيل الله، وفي صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((خلق الله ابن آدم على ستين وثلاث مئة مفصل من ذكر الله، وحمد الله، وهلل الله، وسبح الله، وعزل حجراً عن طريق المسلمين، أو عزل شوكة، أو عزل عظماً، أو أمر بمعروف، أو نهى عن منكر عدد تلك الستين والثلاث مئة أمسى من يومه، وقد زحزح نفسه عن النار، وقال: يصبح على كل سلامى يعني كل عضو من أحدكم صدقة، فكل تسبيحة صدقة، وكل تحميدة صدقة، وكل تهليلة صدقة، وكل تكبيرة صدقة، وأمر بالمعروف صدقة، ونهي عن المنكر صدقة، ويجزي من ذلك ركعتان يركعهما في الضحى)) وقال: ((ما أطعمت نفسك فهو لك صدقة، وما أطعمت ولدك فهو لك صدقة، وما أطعمت زوجك فهو لك صدقة))، وقال: ((في بضع أحدكم، يعني إتيان أهله صدقة))، فأبواب الخير كثيرة جدا، فالكيس من دان نفسه، وعمل لما بعد الموت، والعاجز من اتبع نفسه هواها، وتمنى على الله الأماني أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَ مَتَاعُ الْغُرُورِ}. بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم.
محمد رافع 52 23-11-2012, 01:50 AM سهولة الدين وإصلاحه للمجتمع
سماحة الشيخ محمد بن صالح العثيمين (http://www.alukah.net/Authors/View/Sharia/794/)
الحمد لله الذي خلق السماوات والأرض وجعل الظلمات والنور وتبارك الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملاً وهو العزيز الغفور والحمد لله الذي شرع لعباده ويسر ودعاهم لما تزكو به نفوسهم وتتطهر وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وكل شيء عنده بأجل مقدر وأشهد أن محمداً عبده ورسوله الذي بشر وأنذر صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان ما أشرق الضياء وأنور وسلم تسليماً.
أما بعد أيها الناس: اتقوا الله تعالى: {يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلاَ تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلاَ يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ * إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ} [فاطر:5،6] فإذا كان يوم القيامة تبرأ منهم وقال إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم وما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا أنفسكم ما أنا بمصرخكم وما أنتم بمصرخي وحينئذ ينادون بالويل والثبور يقولون لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير.
أيها المسلمون: إن من عداوة الشيطان أن يصور لكم دينكم بأبشع صورة وأشدها تنفيراً عنه إنه يصور لكم دينكم بأنه حبس للحرية وتضييق على العبد ومنع من التقدم والرفاهية هكذا يصور الشيطان لنا ديننا حتى لا نقبل عليه ولا نتمسك به وإن العاقل إذا نظر إلى الدين بعلم وعدل وجده بريئاً من كل هذه الصفات وإنه على العكس من ذلك فهو دين الحرية الحقة المعتدلة ودين السعة والسهولة والتقدم والسعادة ولنستعرض قليلاً من تشريعات هذا الدين لنقيس عليها ما سواها.
فالدين أيها المسلمون مبني على خمس، شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداًً رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت الحرام. وهذه الأصول الخمسة كلها يسيرة سهلة وكلها تهذيب للأخلاق وإصلاح للقلوب وتقويم للأحوال فشهادة أن لا إله إلا الله تجريد القلب من التأله والعبادة لأحد من المخلوقين وانحصار العبودية لله رب العالمين الذي من عليك بالوجود والرزق فأنت بالنسبة إليه عبد وبالنسبة إلى من سواه حر وإن من الحمق بمكان أن تنطلق من عبودية الله التي هي الحق وتقيد نفسك بعبودية هواك أو عبودية دنياك أو عبودية فلان وفلان وشهادة أن محمداًً رسول الله تجريد المتابعة لأحد من المخلوقين سوى رسول رب العالمين الذي كلف بالرسالة إليك وكلفت باتباع رسالته فعنها يسأل بلاغاً وأنت تسأل عنها اتباعا: {فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ} وما من شك في أن كل واحد من الناس سوف يسير في عمله على خطة مرسومة فإما أن تكون طريقة النبيين أو طريق الضالين فانظر أي الطريقين أهدى وأقوم. أما إقامة الصلاة فما أيسرها وأسهلها وما أنفعها للقلب والبدن والفرد والمجتمع فهي صلة بينك وبين ربك تقوم بين يديه خاشعاً خاضعاً متقرباً إليه بما شرعه لك سائلاً منه حاجات دنياك وأخراك تنمي دينك وتحط ذنوبك وتلحقك بالصالحين وتستعين بها على أمور دينك ودنياك وتنهاك عن الفحشاء والمنكر.
أما إيتاء الزكاة وهو القسط المعلوم الذي تؤديه عن مالك لمواساة إخوانك أو لصالح الإسلام فما أيسره وما أنفعه يتطهر به المزكي من الأخلاق الرذيلة ومن الذنوب المثقلة إن الصدقة تطفيء الخطيئة كما يطفئ الماء النار وهو قسط ضئيل من مالك ربع العشر من الذهب والفضة والعروض من كل مائتين خمسة دراهم. أما صيام رمضان فشهر واحد في السنة تمتنع فيه في النهار عما تشتهيه نفسك من طعام وشراب ونكاح تقرباً إلى ربك وتقديماً لمرضاته على ما تشتهيه مع ما فيه من فوائد كثيرة معلومة. وأما حج البيت فمرة واحدة في العمر على المستطيع يتوجه إلى بيت الله وشعائره يعظم ربه عندها ويعبده ويسأله حوائج دينه ودنياه ولا تسأل المحب عن حبه لبيت حبيبه وأماكن قربه والتعبد له في تلك الأماكن العظيمة مع ما في الحج من المنافع الدينية والدنيوية.
ثم الإسلام أيها المسلمون مفخرة عظيمة لأهله لأنه يأمر بكل خلق فاضل وينهى عن كل خلق سافل يأمر بكل تقدم إلى ما فيه الخير، يقول الله تعالى: {هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ ذَلُولاً فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ} - {هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً} - {وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً مِنْهُ} والنبي - صلى الله عليه وسلم - يقول ((المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير)). ((احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز وإن أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت كذا كان كذا فإن لو تفتح عمل الشيطان)) فهل بعد هذا من دليل أو برهان على أن هذا الدين دين الحق واليسر والسهولة والتقدم فلا باطل ولا عسر ولا تأخر ولكن حق ويسر وتقدم للخير ورجوع عن الشر ومن شك في ذلك فلينظر لتاريخ ماضينا وأمجادنا في الإسلام فتحوا القلوب بالإيمان والعلم وفتحوا البلاد بالحق والعدل نسأل الله أن يبصرنا في ديننا ويرزقنا التمسك به والوفاة عليه أنه جواد كريم.
محمد رافع 52 23-11-2012, 01:51 AM سهولة الدين وإصلاحه للمجتمع أيضاً
سماحة الشيخ محمد بن صالح العثيمين (http://www.alukah.net/Authors/View/Sharia/794/)
الحمد لله الذي خلق السماوات والأرض وجعل الظلمات والنور وتبارك الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملاً وهو العزيز الغفور والحمد لله الذي شرع لعباده فيسر ودعاهم لما تزكوا به أنفسهم وتتطهر وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وكل شيء عنده بأجل مقدر وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أبلغ من وعظ وأصدق من وعد وأنصح من بشر وأنذر صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه خير صحب ومعشر وعلى التابعين لهم بإحسان إلى يوم المحشر وسلم تسليماً.
أما بعد: أيها المسلمون اتقوا الله تعالى واعلموا أن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا إنما يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير فإذا كان يوم القيامة تبرأ منهم وقالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير.
ألا وإن من عداوة الشيطان أن يصور لكم دينكم أبشع تصوير يصوره لكم بأنه يحبس الحرية ويضيق على العبد ويكلفه بما لا يطيق ويمنعه من التقدم والانطلاق إلى غير ذلك مما يوسوس به لكم ولكن العاقل إذا تأمل أقل تأمل تبين له أن دين الإسلام هو دين اليسر والسهولة والتعقل والتقدم النافع والانطلاق إلى الخير.
أيها المسلمون: لقد بني الإسلام على خمسة أركان شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت من استطاع إليه سبيلاً وكل هذه الأركان يسيرة سهلة على من يسرها الله عليه فهل من الصعب أن تشهد بلسانك معتقداً بقلبك بأنه لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله هل من حبس الحرية أن تكون عبداً لربك الذي خلقك ورزقك وأمدك بما تحتاجه وهيأك وأعدك لما يلزمك من شؤونك لا والله بل هذا هو الحرية وإنما حبس الحرية أن تكون عبدا لهواك أو للدرهم والدينار أو لفلان وفلان أم هل من حبس الحرية أن تكون متبعاً لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - الذي كانت سنته أفضل سنة، سنة مبنية على القصد بلا غلو ولا تفريط فليس فيها تهور تكون نتيجته عكسية وليس فيها تماوت وتفريط تفوت به الأمور بل هي طريقة وسط لا وكس فيها ولا شطط وإن أي إنسان يتجرد من متابعة نبيه - صلى الله عليه وسلم - فلا بد أن يكون متبعاً لغيره ممن ضل عن الصراط المستقيم فماذا بعد الحق إلا الضلال. أيها الناس هل من الصعوبة أن تقوم قانتاً في كل يوم وليلة خمس مرات فقط بهذه الصلوات الخمس تتنعم بذكر ربك وتحيي قلبك بالصلة به وتسأل ما شئت من حاجات دنياك وآخرتك وأقرب ما تكون من ربك وأنت ساجد ومع ذلك فهذه الصلوات الخمس لا تستغرق إلا جزءا يسيراً من وقتك وهي مفرقة على الساعات في اليوم والليلة حتى لا تتعب بأدائها دفعة واحدة ولئلا تنقطع الصلة بينك وبين ربك مدة أكثر ثم هذه الصلوات لها من النتائج الطيبة للقلب والإيمان والثواب ما هو معلوم فالصلوات الخمس مكفرات لما بينهن من الذنوب ما اجتنبت الكبائر. والصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر وهي نور في القلب والوجه والقبر والقيامة. أيها الناس هل من الصعوبة أن يبذل الإنسان جزءاً من ماله الذي أنعم الله به عليه لمواساة إخوانه الفقراء والغارمين أو من أجل مصلحة المسلمين والإسلام فالزكاة أمر يسير من كل مائتي درهم خمسة دراهم ومن كل عشرين ديناراً نصف دينار فهل في ذلك من مشقة ألم يك في الأنظمة الجائرة أن يكون الإنسان مقيداً في ماله مشاركاً في كل جزء منه فاحمدوا الله على نعمة الإسلام واسألوه أن يثبتكم عليها ويحفظها لكم. أيها المسلمون هل من المشقة أن يصوم الإنسان شهراً واحداً من السنة تقرباً إلى الله وتقديراً لنعمته عليه بالغنى وتكميلاً لعبوديته بترك ما تشتهيه نفسه لما يرضي ربه ثم مع ذلك للصيام فوائد كثيرة معلومة أم هل من الصعوبة أن يؤدي العبد فريضة الحج مرة واحدة في العمر إن استطاع إلى ذلك سبيلاً فيتعبد لله تعالى بأداء المناسك وتعظيم الحرمات والشعائر ويحصل له الاجتماع بالمسلمين من كل قطر فيتعرف عليهم ويفيدهم ويفيدونه ثم من حج البيت ولم يرفث ولم يفسق خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة.
أيها المسلمون، الإسلام يأمركم بكل تقدم نافع قال الله تعالى: {هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ ذَلُولاً فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ} فأمرنا بالمشي في مناكب الأرض أي جهاتها ثم أمرنا بالأكل من رزقه ومعنى ذلك أن نسعى بطلب هذا الرزق إذ لا يمكن تحصيله إلا بأسبابه والناس يختلفون في سلوك ما يلائمهم من أسباب الرزق فمنهم من يحصله بالتجارة ومنهم من يحصله بالصناعة ومنهم من يحصله بالزراعة ومنهم من يحصله بالعمل إلى غير ذلك من أسباب الرزق ثم قال تعالى: {وَإِلَيْهِ النُّشُورُ} وهذا تحذير من الله لعباده أن يسلكوا في تحصيل رزقهم سبلاً حرمها الله عليهم فإنهم راجعون إليه ومحاسبهم عليها.
فالإسلام دين اليسر والسهولة والمصالح والانطلاق النافع لا صعوبة فيه ولا تهور ولا خمول ولا فوضى فنسأل الله تعالى الكريم المنان الواسع الفضل أن يمن علينا وعليكم بلزوم الإسلام والوفاة على الإيمان إنه جواد كريم.
محمد رافع 52 23-11-2012, 01:52 AM الأمن الديني للمجتمع المسلم 1
محمد فريد فرج فراج (http://www.alukah.net/Authors/View/Culture/4141/)
أمن المجتمع
أولاً: الأمن الديني
بِسْمِ الله الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ، وَالحَمْدُ لله رَبِّ العالمينَ، وَالصَّلاةُ والسَّلامُ عَلَى أشْرَفِ الْمُرْسَلِيْنَ - صلَّى الله عليه وسلَّم.
انتهيْنا في المقال السابِق أنَّ الإسلام حفِظ لكلِّ فرْد أهمَّ خمس جوانب في حياته، وكما حقَّق الإسلام الأمنَ للفرْد في أهمِّ جوانب الحياة، فقدْ أوْلَى أهميةً أكبر لأمْن المجتمع.
لا أقصد القول بالفَصْل ما بيْن أمْن الفرد، وأمْن المجتمع.
كلاَّ! ولكن أردتُ فقط التذكير بأنَّ هناك جانبًا أمنيًّا أعظم مِن الجانب الذي تحدَّثْنا عنه سابقًا، وهو أمْن المجتمع، فهو وإنْ كان بطبيعته لا ينفكُّ عن أمْن كلِّ فرْد مِن أفراده، لكن هناك قضايا تهدِّد المجتمع مِن خلال أحد أفراده، نعم هي تؤثِّر في المجتمع بلا شك، وإنْ بطريقة غير مباشرة.
فثَمَّ جرائم أخرى تهدِّد المجتمع ككلٍّ بصور مباشرة.
وهي قضايا أمْن المجتمع ككل.
وهذا الأمْن يسمُّونه في العصر الحديث بـ(أمن الدولة/ أو بالأمن القومي).
وأمْن المجتمع ينقسِم لقسمين رئيسين: (أمْن دِيني/ أمن جنائي:
أولاً - الأمن الدِّيني:
وهو جهازُ الأمْن الذي يحارب الجرائمَ التي يرتكبها أصحابُها باسم الدِّين، ويظنُّون أنهم بهذه الجرائم البشِعة يخدمون الإسلام، ويتقرَّبون إلى الله، ويدخُلون الجَنَّة وينالون رِضاه!
وأول جماعة ضالَّة عرَفها الإسلام كانتْ تسفك الدماء، وتهتِك الأعراض، وتسلُب الأموال باسمِ الدِّين هي جماعة الخوارج.
وتاريخ نشأة هذه الجماعة الضالَّة مِن تاريخ الإسلام نفْسه؛ إذ ظهرتْ في عهد النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - كما في الحديث الصحيح عن أبي سعيدٍ - رضِي الله عنه - قال: بعَث عليٌّ - رضي الله عنه - إلى النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - بذهيبة، فقسمها بيْن الأربعة: الأقرع بن حابس الحنظلي، ثم المجاشعي، وعُيينة بن بدرٍ الفَزَاري، وزيد الطائي، ثم أحد بني نبهان، وعلقمة بن علاثة العامِري، ثم أحد بني كلاب، فغضبتْ قريشٌ والأنصار، قالوا: يُعطي صناديدَ أهلِ نجد ويدَعُنا! قال: ((إنَّما أتألَّفُهم)) فأقبل رجلٌ غائِر العينين، مشرف الوجنتين، ناتئ الجبين، كث اللحية، محلوق، فقال: اتَّقِ الله يا محمَّد، فقال: ((مَن يُطِع الله إذا عصيتُ؟! أيأمَنُني اللهُ على أهل الأرْض فلا تأمنوني؟!)) فسأله رجل قتلَه أحسبه خالد بن الوليد، فمنعه، فلمَّا ولَّى قال: ((إنَّ مِن ضِئْضِئ هذا - أو في عقِب هذا - قوم يَقرؤون القُرآنَ لا يُجاوز حناجرَهم، يَمرُقون من الدِّين مروقَ السهم مِن الرمية يقتُلون أهلَ الإسلام، ويَدَعون أهلَ الأوثان، لئن أنا أدركتُهم لأقتلنهم قتْلَ عاد))؛ (حم/خ/م).
وفي حديثٍ آخر عن أبي سعيدٍ الخُدري، وأنس بن مالك، عن رسولِ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((سيكون في أُمّتي اختلافٌ وفُرقة، قوم يُحسنون القيلَ ويُسيئون الفعلَ، ويقرؤون القرآن لا يُجاوز تراقيَهم، يمرُقون من الدِّين مُروقَ السهم مِن الرميَّة، لا يرجعون حتى يرتدَّ على فوقه، هم شرُّ الخلْق والخليقة، طوبَى لمن قتَلهم وقتلوه يَدْعون إلى كتابِ الله وليسوا منه في شيء، مَن قاتلهم كان أوْلَى بالله منهم))، قالوا: يا رسولَ الله، ما سِيماهم؟ قال: ((التحليق))؛ [ص] (حم/د).
وقدْ ورَد في هذه الجماعة أحاديثُ كثيرةٌ ليس هذا موضعَ بسْطها الآن، ولكن الخلاصة: أنَّ هذه الجماعة كانتْ أوَّل مَن ارتكب الجريمةَ ويزعُم أنَّه يريد بها رِضا الله والجنة!
وهذه الجماعة وإنْ وُلِدَت في عهده - صلَّى الله عليه وسلَّم - لكنَّها لم تظهرْ كجماعة ذات كيان إلاَّ في عهد الخليفة الراشِد عليِّ بن أبي طالب - رضي الله عنه - والذي شرَّفَه الله تعالى فيما شرَّفه بأمورٍ كثيرة كان مِن أهمها أنَّه قتَلَهم في جهادِه في سبيلِ الله تعالى، وثانيًا: شرَّفه الله تعالى بشهادته في سبيلِ الله على يدِ أحد مُجرميهم - انتقَم الله منه بما هو أهله - وهو ابن ملجم - ألْجَمه الله في النار.
وفي الحديث تظهَر مسألتان تجِب الإشارةُ إليهما:
المسألة الأولى:
أنَّ النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - أمَر بقتْلهم، وحضَّ عليه ووعَد به الجزاءَ الحسن والأجْر العظيم، مما يؤكِّد على ضرورةِ وجود الأمْن الدِّيني الذي يَحْفَظ به اللهُ على العباد دِينَهم ويحميهم مِن الجرائم المرتكَبة باسمِ الدِّينِ والدِّينُ منها براء.
المسألة الثانية:
إذا كان النبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - أمَر بقتْلهم، ووعَد عليه الجزاءَ الحَسَن والأجْر الجميل، فلماذا لم يفعلْ هو بنفسه ما أمَر به، لا سيَّما أنَّه - صلَّى الله عليه وسلَّم - كان قادرًا على وأِد البذْرة التي سيخرج منها بعدَ ذلك جماعةٌ كبيرة يذوق منها المسلمون العذابَ الأليم؟!
إنَّ امتناعَه - صلَّى الله عليه وسلَّم - عن قتْل الأبِ الأوَّل للخوارج يبيِّن لنا نظريةً أمنيةً أخرى ضِمنَ المنهج الأمْني للإسلام، وهي نظرية (درء الفتن)، وسيأتي الحديثُ عنها لاحقًا - بإذن الله تعالى - في حديث مستقلٍّ ليس هذا أوانَه.
ولكن نستفيد مِن الحديث في الدرجة الأولى أنَّ أهمَّ جهاز أمْني في الدولة المسلِمة هو جهازُ الأمْن الدِّيني، والذي يكافح الجرائمَ المرتكَبة باسم الدِّين، وقداسة هذا النوع مِن الجهاد في سبيلِ الله الذي يحفظ الله به الأُمَّة مِن شرِّ هؤلاء الطُّغاة المجرمين.
وقدْ تكرَّر ظهور أمثال هؤلاء الضالِّين بقلَّة شديدة ونُدرة عظيمة في عهدِ الخلافة الراشِدة، وكان الخلفاء الراشدون يتصدَّون لمِثل هذا الإجرام بكلِّ حزْم وشدَّة.
ومِن ذلك ما فَعَله الصِّدِّيق - رضي الله عنه - ضدَّ فِرق الضلال التي عقبتْ وفاة النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - حيث عقَد أحدَ عشرَ لواءً مِن جند الله الأبرار في ساعةٍ مِن نَهار ليقاتل بها الضالِّين مِن: (المرتدين / المتنبِّئين/ مانعي الزَّكاة)، وكانتْ من أعظم الملاحِم التي قام فيها المجاهِدون في سبيل الله بجهادِ الأعداء المنتسبين للأمَّة.
وهذه حروبٌ مبسوطة في كُتب السير، وليس هذا أيضًا موضعَ بسطها.
ولكن الخلاصة هي: وجوبُ جهاد الأمَّة للخارجين عليها بمفهوم دِيني ضالٍّ، كمَن منعوا الزكاة؛ زَعمًا منهم أنها تسقط عنهم بوفاةِ النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم.
ومِن هذا التطرُّفِ الدِّيني الذي نشأ في عهد الخلفاء الراشدين: ما فعله الفاروقُ عمرُ - رضي الله عنه - مع صَبيغ بن عسل، وملخَّص القصَّة أنَّ صَبيغًا كان متفيهقًا يتكلَّم في القرآن برأيه وهواه، فبلَغ ذلك عمرَ - رضي الله عنه - فبعث إليه وقدْ أعدَّ له عراجينَ النخل، فلمَّا دخَل عليه جلس.
فقال له عمر - رضي الله عنه -: مَن أنت؟
فقال: أنا عبد الله صَبيغ.
فقال عمر - رضي الله عنه -: وأنا عبدُ الله عمر، ثم أهْوَى إليه فجعَل يضربه بتلك العراجين، فما زال يَضرِبه حتى شجَّه فجَعل الدم يسيل على وجهِه، فقال: حسبك يا أمير المؤمنين! فقد واللهِ ذهَب الذي كنتُ أجِد في رأسي.
وفي رواية أنه قال: إنْ كنتَ تريد قتْلي فأجهِز عليَّ، وإن كنتَ تُريد شفائي فقد شَفيتني شفاك الله فأرْسلَه عمرُ.
وكتب إلى أهل البصرة ألاَّ يُجالسوه.
وفي رواية: فأمَر به عمرُ - رضي الله عنه - فضُرِب مائة، وجُعل في بيت، فإذا برِئ دعا به فضرَبه مائة أخرى، ثم حمله عل قتْب، وكتَب إلى أبي موسى: حرِّم على الناس مجالستَه، وأن يُحرَم عطاءَه ورِزقَه، واحملوه على قتْب، وأبلغوا به حيَّه. ثم ليقم خطيبٌ فيقُلْ: إنَّ صَبيغًا طلَب العِلم وأخطأه.
قال: فلو جاءَ ونحن مائة لتفرَّقْنا.
وكان صَبِيغ بالبصرة كأنَّه بعيرٌ أجْرَب، يجيء إلى الحلقة، ويجلس، وهم لا يعرفونه، فتُناديهم الحلقة الأخرى: عزمة أمير المؤمنين عمر، فيقومون ويدَعونه، فلم يزلْ كذلك حتى أتى أبا موسى فحلَف له بالأَيمان المغلَّظة ما يجِد في نفسه ممَّا كان شيئًا، فكتب في ذلك إلى عمر، فكتَب إليه: ما إخاله إلاَّ قدْ صدَق، فخلِّ بيْنه وبيْن مجالسته الناس.
فلم يزلْ وضيعًا في قومه بعدَ أنْ كان سيدًا فيهم؛ راجع: (سُنن الدارمي، والموطأ، والبزار، وغيرهم).
فكان الخلفاءُ الرَّاشِدون يقظِين لمِثل هذا التطرُّف الدِّيني الذي يُهدِّد عقائدَ الناس، وأمنَهم بمفهوم دِيني ضالّ.
وبَعْدَ غائر العينين وصَبِيغ وابن ملجم، نشأ العديدُ مِن الفرق الضالَّة التي ارتكبَتِ الجرائم باسمِ الإسلام، والإسلام منها بريء براءةَ الذئب مِن دمِ ابن يعقوب.
ومَن شاء فليرجع لكتاب "الملل والنحل" لابن حزم، وللشهرستاني، ليعلم كم كان ضلالُهم، وكم كان شرُّهم وخطرُهم على الأمَّة، وكم نحن محتاجون إلى مِثل هذا الجهاز الأمني لحماية عقائدِ الأمَّة من الضالِّين، وحمايتهم مِن الجرائم البشعة المرتكَبة باسمِ الدِّين.
فهؤلاء الضالُّون يجب أن يُعامَلوا كما تَعامَل معهم الخلفاءُ الراشدون، كلٌّ بحسب موقفه، ورحِم الله الشافعي إذ يقول: "حُكْمِي في أَهْلِ الكَلامِ، حُكْمُ عُمَرَ في صَبِيْغٍ"؛ "سير أعلام النبلاء".
التحريف العصري لأمْن الدولة:
وفي عصرِنا هذا قام العديدُ مِن الحكَّام المستبدِّين بإنشاء جهاز أمْن الدولة، ولكنَّهم لا يحاربون به التطرُّفَ الدِّيني، بل يحاربون به أهلَ السُّنَّة، والدعاةَ إلى الله، ويُنكِّلون بكلِّ مَن حاول التقويمَ لشيءٍ مِن اعوجاجهم.
فمن خالف هواهم ساموه سوءَ العذاب، وأليمَ العِقاب؛ إذ اختزلوا الدِّين والدولة كليهما في أشخاصِهم.
فجعلوا من مسألة بقائِهم في السلطة القضيةَ المقدَّسة، التي تستحقُّ أن ينفقوا عليها أموالَ الأمَّة جميعها، وأن يقتُلوا أبناء الأمَّة كلها!!
وأرجو مِن الله تعالى أنْ أكون موفقًا في توضيحِ أهمية الأمْن الدِّيني وعظيم خطرِه في النِّظام الأمني الإسلامي.
وآخِرُ دَعْوانَا أَنِ الحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالَمِيْنَ، سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، أَشْهَدُ ألاَّ إِلَهَ إلاَّ أَنْتَ، أَسْتَغْفِرُكَ، وَأَتُوبُ إِلَيْكَ.
محمد رافع 52 23-11-2012, 01:54 AM الأمن الجنائي للمجتمع المسلم 2
محمد فريد فرج فراج (http://www.alukah.net/Authors/View/Culture/4141/)
أمن المجتمع
ثانيًا: الأمن الجنائي
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ، والحَمْدُ للهِ رَبِّ العالمينَ، وَالصَّلاةُ والسَّلامُ عَلَى أَشْرَفِ الْمُرْسَلِيْنَ - صلَّى الله عليه وسلَّم.
تحدَّثْنا من قبلُ عن ضمان الإسلام لأمْن الفرد، ثم تحدَّثْنا عن ضمانِ الإسلام لأمْن المجتمع، وذكرنا أنَّه ينقسم لشقين: ((ديني/ جنائي))، وتناولْنا آنفًا الشقَّ الدِّيني، وهو أهمهما؛ بل هو أهمُّ أركان المنهج الأمْني في الإسلام طُرًّا.
وهنا نتحدَّث عن أمْن المجتمع بشقِّه الجنائي:
ونقصد بأمْن المجتمع: هو الجهاز الأمْني الذي يُكافِح الجريمةَ التي تُرتَكب في حقِّ المجتمع بأَسْره وتهدِّد سلامته، وليستْ خاصَّةً بأحد أفراده.
ويندرج تحتَ هذا اللون مِن الجرائم: (ال******/ السِّرِقة بالإكراه/ قطْع الطريق/ تجارة المخدِّرات/ الغش في موادِّ البناء/ غش السِّلع التي يسبِّب غشها كوارثَ عامَّة/ الغش في السِّلع الغذائية/....)، وقِس على هذا كلَّ جريمة تهدِّد أمْنَ وسلامةَ المجتمع ككل، وتجعل أفرادَه في حالة رُعْب وفزَع.
ولعِظمِ هذه الجرائم فقدْ شدَّد الإسلام عقوبتَها، بحيث جعلَها أعْلى عقوبةٍ في الإسلام كما يتَّضح في القرآن الكريم؛ ﴿ إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ * إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [المائدة: 33 - 34].
وقد حدَثتْ واقعة بشِعة في عهدِ النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - مِن جِنس هذا الإجرام، كما في الحديث عن أَنَسِ بنِ مالِكٍ: أنَّ ناسًا من عُرينةَ قدِموا على رسولِ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - المدينةَ فاجتووها، فقال لهم رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((إنْ شِئتُم أن تخرجوا إلى إبلِ الصَّدَقة فتشربوا مِن ألبانِها وأبوالِها))، ففَعلوا فصحُّوا، ثم مالوا على الرِّعاءِ فقتلوهم وارتدُّوا عن الإسلام، وسمَّلوا أعينَ الرِّعاء، وساقوا ذودَ رسولِ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - فبَلغ ذلك النبيَّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - فبَعث في أثرِهم فأُتِي بهم فقطع أيديَهم وأرجلَهم، وسمَّل أعينَهم، وترَكهم في الحرَّةِ حتى ماتوا؛ (حم/خ/م).
وهنا وقفةٌ شديدةُ الأهمية؛ إذ لم تعرِفِ البشرية أرحمَ ولا أحنَّ مِن رسولِ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - ولكن لماذا تصرَّف النبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - بهذا الحزْم والحسْم الشديدَيْنِ؟!
لقدْ كان النبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - يتألَّف قلوبَ الناس بكلِّ ما يملك مِن المال، حتى حَكَى عنه الصحابة - رضي الله عنهم - أنَّه كان يُطعِم ضيوفَه من الكفَّار ما لديه مِن الطعام وينام هو جائِع البطْن.
واشتهر عنِ النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - بيْن العرَب أنه يُعطي عطاءَ مَن لا يخشى الفقر.
وهناك الكثيرون مِن الأعراب يعيشون على السلْب والنهب، ولا وظيفةَ لهم إلا القتْل وال******، ومِن قبل قام بعضُ هذه القبائل بتتبُّع بعض الصحابة وقاموا بقتْل بعضهم، وبيع الآخَرين لقريشٍ فقتلوهم.
وبعدَ ذلك طلبتْ بعضُ القبائل مِن النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - مجموعةً من الصحابة ليعلِّموهم دِينَهم، فأعطاهم النبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - سبعين رجلاً مِن خيرة قُرَّاء وعلماء الصحابة - رضي الله عنهم أجمعين - فغَدَروا بهم، وقتَلوهم جميعًا، وتكرَّر هذا الغدرُ مِرارًا!!
حتى جاء هؤلاء الغادرون، وأظْهروا الإسلام، فأكْرَمهم النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - وجعَلهم يمكُثُون في المدينة يأكلون ويشربون بلا عملٍ ولا وظيفة، يخدمُهم الرعاةُ ابتغاءَ وجه الله، فما إنْ صحَّت جسومُهم حتى كافؤوا النبيَّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - والمسلمين، فارتدُّوا عن الإسلام، وقتَلوا الرعاة، وسمَّلوا عيونَهم، وقطعوا آذانَهم، ومثَّلوا بهم، واستاقوا الإبل!
وعليك أن تتصوَّر ما يَفعله خبرٌ كهذا إذا شاع بيْن مجموعةٍ مِن الأعراب الأجلاف الذين يعيشون على السَّلْب والنهب؟!
لو تُرِك الأمر هكذا؛ إذًا لأصبحتِ المدينة صيدًا سهلاً، فما على أيِّ مجرِم محترف إلا الرحلة إلى النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - ثم إظهار الإسلام والمكْث في المدينة لحين غِرَّة مِن أهلها فيقتل ويغتصِب ما يشاء، ثم يرجع آمنًا متسربلاً بسماحةِ الإسلام!!
ولتعيش المدينة بعدَ ذلك في رُعْب وهلَع وفزَع، لا يسلَم منه طفلٌ ولا امرأةٌ ولا شيخ!
فهذا الصِّنْف مِن الجرائم يجب أن يتصدَّى له المجتمعُ بكلِّ الحسْم والحزم الشديدَيْنِ اللَّذَين أمَر بهما ربُّنا في كتابه - سبحانه وتعالى؛ حفظًا على أمْن المجتمع وسلامته مِن عبَث العابثين، وكما فعَل - صلَّى الله عليه وسلَّم - مع هؤلاء الغادرين.
وآخِرُ دَعْوانا أَنِ الحَمْدُ للهِ رَبِّ العالَميْنَ، سُبْحانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، أَشْهَدُ ألاَّ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ، أَسْتَغْفِرُكَ، وَأَتُوبُ إِلَيْكَ.
محمد رافع 52 23-11-2012, 01:56 AM الأمن مسئوليتنا جميعا
أ. د. عبدالله بن محمد الطيار (http://www.alukah.net/Authors/View/Sharia/1969/)
الحمد لله الذي امتنَّ على خلقه بالأمن، فقال: ﴿وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ﴾ [قريش: 4]، وأشهد ألا إله إلا الله حرَّم الظلم وتوعَّد الظالمين بأليم العقوبة، وأشهد أن محمدًا عبدالله ورسوله القائل: ((كل المسلم على المسلم حرام؛ دمه وماله وعرضه))، صلى الله عليه وآله وصحبه، وسلم تسليمًا كثيرًا.
أما بعد:
فاتقوا الله - عباد الله؛ ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾ [آل عمران:102].
أيها المؤمنون:
الأمن مطلب لا تستقر الحياة دونه، وهو مسؤولية الناس جميعًا، ولا طعم للحياة بلا أمن، بل الحاجة إليه كالحاجة للطعام والشراب، فلا قوام للحياة دونه.
وفي هذه الليالي والأيام المباركة من هذا الشهر الكريم يأبَى أصحاب النفوس الحاقدة، والأفكار المنكوسة إلا تكدير الصفو على الآمنين، ومحاولة خرق سفينة المجتمع؛ لتحقيق ما يطمع له أعداء هذه البلاد من زعزعة الأمن، وبث الفرقة، وتسليط أدوات من هذا المجتمع عشعش الفكر الضال في عقولهم، فخدموا أعداء الدين من حيث يشعرون أو لا يشعرون.
عباد الله:
إن مسؤوليتنا الشرعية والخلقية والوطنية تحتِّم علينا المساهمة كل على قدر استطاعته في الحفاظ على الأمن بمفهومه الشامل، وردع الظالمين، وفضح مَن تسوِّل له نفسه العبث بأمن البلاد أو الاعتداء على حُرمات العِباد، وينبغي ألا تأخذنا العواطف في التسامح والتساهل مع المجرمين أيًّا كان نوعهم، ومهما كانت مشاربهم.
عباد الله:
لقد كفلت شريعة الإسلام حقوق المسلمين وغيرهم؛ يقول - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((من آذى ذِمِّيًّا، فأنا خصمه يوم القيامة))، هذا في حق غير المسلمين من أهل الذمة، أما أهل الإيمان فالله - جل وعلا - حرم أذيتهم قولاً وفعلاً، وعظم أمرها ورتب العقوبات الصارمة عليها، وأنتم تقرؤون في كتاب الله: ﴿وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا﴾ [الأحزاب: 58].
وإن ما حدث ليلة البارحة من محاولة الاعتداء على صاحب السمو الملكي الأمير/ محمد بن نايف بن عبدالعزيز مساعد وزير الداخلية للشئون الأمنية من أشنع الظلم؛ إذ يجتمع في هذه الجريمة أنواعُ الظلم كلها.
لقد روعت هذه الفعلة النكراء الآمنين، وأقضت مضاجع المؤمنين، وكدرت ليلة الخاشعين العابدين، ومَن يدري لعلَّ الله حفظ سمو الأمير، وكفاه شر هذه الجريمة بدعوات الراكعين والساجدين الذين يدعون له ولغيره من ولاة الأمر، الذين يسهرون لتحقيق الأمن لهذه البلاد، ولكل مَن يقيم على ثراها.
أيها المؤمنون:
لقد أخذ الإرهاب أشكالاً متعددة وطرقًا ملتوية؛ لتحقيق مكاسب لأعداء الدين وأعداء المسلمين، وهذا الفكر الذي يخدم أعداءنا يجب أن نقف في وجهه بكل حزم وقوة، فبلادنا - ولله الحمد والمنة - تمدُّ ذراعيها لكل من يريد الخير، وتفتح صدرها لكل من يتعاون معها لخير البلاد والعباد، لكننا أيها الإخوة، محسودون على ما ننعم به من نعمة الدين والأمن والاجتماع، وحتى الثروة في بلادنا هناك من يطمع بها من أصحاب القلوب المريضة، فلنكن يدًا واحدة، ولنتعاون جميعًا على الخير، فكل منَّا حارس وكل منَّا على ثغره، وهو مسؤول عنها، فاجتهدوا - وفقكم الله - وضعوا أيديكم بأيدي ولاة أمركم، وكونوا سدًّا منيعًا أمام هؤلاء الأعداء، وصدق الله العظيم إذ يقول: ﴿فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ * الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ﴾ [قريش: 3 - 4].
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، واستغفروا الله يغفر لي ولكم؛ إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله رب العالمين، ولا عُدوان إلا على الظالمين، وأشهد ألا إله إلا الله ولي المؤمنين، وأشهد أن محمدًا عبد الله ورسوله، أكرم الصائمين، وأصدق القائمين، صلى الله عليه وآله وصحبه، وسلم تسليمًا كثيرًا.
أما بعد:
فاعلموا أيها المؤمنون - بارك الله فيكم - أن الحياة مَيدان للصراع بين الحق والباطل، فللحق جنوده ورجاله، وللباطل أنصاره وأعوانه، ولكن سَرعان ما يزهق الباطل، وصدق الله إذ يقول: ﴿وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا﴾ [الإسراء: 81].
عباد الله:
﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ﴾ [النحل:90].
﴿رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ﴾ [البقرة:201].
صلوا وسلموا على خير خلق الله محمد بن عبدالله، صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم، وأقم الصلاة.
محمد رافع 52 23-11-2012, 01:57 AM الأمن أهم مطالب الحياة
د. زيد بن محمد الرماني (http://www.alukah.net/Authors/View//2846/)
يعتبر الأمن من أهم مطالب الحياة، بل لا تتحقق أهم مطالبها إلا بتوفره؛ حيث يعتبر ضرورة لكل جهد بشري، فردي أو جماعي؛ لتحقيق المصالح العامة للجميع.
والتاريخ الإنساني يدل على أن تحقيق الأمن للأفراد والجماعات الإنسانية، كان غاية بعيدة المنال، وفي فترات طويلة من التاريخ، وأن الأمن لم ينبسط على الناس في المعمورة إلا خلال فترات قليلة.
فالحرب والقتال بين البشر ظاهرة اجتماعية لم تختف حتى الآن، وكان تغير الدول والإمبراطوريَّات قديمًا، ونشأتها وضَعفها وانتهاؤها، مرتبطًا في الغالب بالحروب ونتائجها.
إن الأمن معنى شامل في حياة الإنسان، ولا يتوفر الأمن للإنسان بمجرد ضمان أَمْنِه على حياته فحسب، فهو كذلك يحتاج إلى الأمن على عقيدته التي يؤمن بها، وعلى هُويته الفكرية والثقافية، وعلى موارد حياته المادية.
يقول د. عبدالله بن عبدالمحسن التركي في كتابه «الأمن في حياة الناس»: إن تكامل عناصر الأمن في مجتمع معين، هو البداية الحقيقية للمستقبل الأفضل، وتوفر عناصر الأمن الديني والاجتماعي والاقتصادي، والثقافي وبقاؤه في المجتمع - ضمان له لاستعادة أَمْنه الخارجي؛ حتى لو فقده بصفة مؤقتة.
ويقول - عزَّ وجلَّ -: {وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا} [البقرة : 125] ، ويقول – سبحانه -: {وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً} [النحل : 112].
فالأمن على نفس الإنسان وعلى سلامة بدنه من العِلل، والأمن على الرزق - هو الأمن الشامل الذي أوجز الإحاطة به وتعريفه حديث رسوله الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((مَنْ أصبح منكم آمنًا في سِرْبه، معافى في جسده، عنده قوت يومه، فكأنما حِيزت له الدنيا))؛ رواه البخاري - رحمه الله - في "الأدب المفرد".
إن الفطرة الإنسانية تقتضي الاجتماع، ومتى وجد جماعة من الناس، تعيّن أن تقوم فيهم سلطة حاكمة ترى مصالحهم، وتعمل من أجل بقائهم وتقدُّمهم، وتحجز بين أفرادهم حين تختلف المصالح.
فالمسلم يحتاج في إقامة دينه وأداء شعائره، والأمن على نفسه وعرضه وماله - إلى مجتمع آمن؛ حتى ولو كان يعيش في بلد ومجتمع غير مسلم.
فالأمن من أول مطالب الإنسان في حياته.
إذ يحتاج الفرد في حياته إلى الأمن على نفسه ودينه وعرضه وماله.
لذا جعلت الشريعة السمحة الحفاظ على هذه الضروريات من أهم مقاصدها.
فأنزلت الحفاظ على الدين والنفس، والعقل والنسل، والعرض والمال - منزلة الضرورة التي لا تستقيم الحياة إلا بها، وجعلت حاجات الإنسان التي تُيسر حياته في مرتبة تالية (مرتبة الحاجات).
وأفسحت مجالاً تكتمل به حياة الإنسان فيما عدته من الكماليات والتحسينات.
فلا شك أن أمن الإنسان لا يمكن أن يتحقق إلا إذا توافرت له ضرورات الحياة هذا في أي مجتمع يعيش فيه.
إن الأمن الفردي؛ أي: أَمْن الإنسان على نفسه وماله وعرضه ضد أي اعتداء يقع عليه من غيره، مكفول عن طريق تطبيق الأحكام الشرعية التي تحمي الأنفس والأعراض والأموال.
محمد رافع 52 23-11-2012, 01:59 AM الأمن نعمة
الشيخ أحمد الفقيهي (http://www.alukah.net/Authors/View/Sharia/1326/)
عباد الله:
نِعَمُ الله على الناس تَتْرى، وآلاؤُه ومنافعه لا تُعَدُّ ولا تُحصى، ما غابتْ نعمةٌ إلا ظهَر غيرُها، ولا فُقِدَتْ منةٌ إلا أنْعَم على الناس مثلَها، أو خيرًا منها.
أيها المسلمون:
نعمةٌ من نِعَم الله - تعالى - لا يهنأ العيشُ بدونها، ولا يقَرُّ قرارٌ عند فَقْدها، إنها النِّعْمَةُ التي يبحث عنها الكثيرُ، ويخطب ودَّها الصغيرُ والكبير.
هي نعمة لا أجَلّ منها ولا أعظم إلا نِعْمة الإسلام، أعرَفْتُم تِلْكم النعمة - يا عباد الله - إنَّها نعمة الأَمْن والأمان، والسلامة والاستقرار في الأوطان.
عباد الله:
نعمةُ الأمن امْتَنَّ الله بها على قريش، حين أعْرَضُوا عن دين محمد - صلى الله عليه وسلم - فقال - سبحانه -: {أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَمًا آمِنًا يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ}[1] (http://www.alukah.net/Sharia/0/8488/#_ftn1)، وذَكَّرَهُم - سبحانه - بأحوال الذين فَقَدُوها مِنْ حَوْلِهم؛ فقال - عز مَن قائل سبحانه -: {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ}[2] (http://www.alukah.net/Sharia/0/8488/#_ftn2)، ثم جَعَلَها - تعالى - لعِظَمِها داعيًا لهم إلى الإيمان؛ فقال - جلَّ ذِكْرُه -: {فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ * الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ} [قريش: 3، 4].
أيها المسلمون:
وحين خاطَبَ المولى - سبحانه - صحابَةَ نبيِّه - صلى الله عليه وسلم - ذَكَّرَهُم بتفَضُّلِه عليهم بنعمة الأمان، وامْتَنَّ عليهم بنصره لهم وإيوائه: {وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ تَخَافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}[3] (http://www.alukah.net/Sharia/0/8488/#_ftn3).
أيها المسلمون:
إنَّ أول أمرٍ طلَبَهُ إبراهيم - عليه السلام - من ربِّه هو أن يجعلَ هذا البلَد آمنًا؛ {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ}[4] (http://www.alukah.net/Sharia/0/8488/#_ftn4)، وفي آية أخرى قدَّم - عليه السلام - في ندائه لرَبِّه نعْمَةَ الأمن على نعْمة العَيْش والرِّزْق؛ فقال: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ}[5] (http://www.alukah.net/Sharia/0/8488/#_ftn5).
عباد الله:
إنَّ استقرار المجتمع المسلم الذي يهنأ فيه بالطعام والشراب، ويكون نهاره معاشًا، ونومه سباتًا، وليله لباسًا - لا يُمكن أن يتَحَقَّق إلا تحت ظِلِّ الأمن والأمان، فكم منَ البلاد حولنا عاقَبَهُمُ الله بِنَزْع الأمن والأمان من بلادهم؛ فعاش أهلُه في خوفٍ وذُعْرٍ، وفي قلَقٍ واضطراب، لا يَهْنَؤُون بطعام، ولا يَتَلَذَّذُون بشراب، ولا ينعمون بنَوْمٍ، الكل ينتظر حتْفَه بين لحظةٍ وأخرى! وقد قيل لحكيم: أين تجد السرور؟ قال: في الأمن، فإنِّي وجدتُ الخائف لا عيش له.
أيها المسلمون:
إن مكانة الأمن كبيرة، وكان نبيُّكم - صلى الله عليه وسلم - إذا دَخَلَ شهرٌ جديد، ورأى هلاله، سأل الله أن يجعلَه شهر أمن وأمان، وقال: ((اللهُمَّ أهِلَّهُ علينا بالأمن والإيمان، والسلامة والإسلام، والتوفيق لما تُحب وترضى))[6] (http://www.alukah.net/Sharia/0/8488/#_ftn6).
وفي الحديث الآخر يُذَكِّر - صلى الله عليه وسلم - الناس بهذه النِّعمة؛ فيقول: ((مَنْ أصبح منكم آمناً في سِرْبه، معافًى في جسَده، عنده قُوت يومِه، فكأنَّما حِيزَتْ له الدُّنيا بحذافيرها))[7] (http://www.alukah.net/Sharia/0/8488/#_ftn7).
عباد الله:
إذا تفَيَّأ المجتمعُ ظلال الأمْنِ والأمان، وجَدَ لذَّة العبادة، وذاق طعْمَ الطاعة، فعمرت المساجد، وأُقيمَت الصلوات، وحُفِظَت الأعراض، وانْتَشَر الخيرُ.
وإذا ضعف الأمْنُ واختَلَّ، تبَدَّلَ الحال، ولَمْ يهنأ أحدٌ براحة بال، فتختل المعايِشُ، وتُهْجَر الديار، وتُفارَق الأوطان، فتُقْتَل أنفس بريئة، ويُيَتَّم أطفال، وتُرَمَّلُ نساء، ولن يدركَ ذلك إلا مَن ذاق وَيْلات الحروب، واصطلى بِنِيرانِها.
أيها المسلمون:
لقد أنْعَم الله على كثيرٍ من الأُمَم بنِعْمَة الأمن، لكنهم لما كَفَرُوا بنعمة الله، وأعْرَضُوا عن شرع الله؛ عاقَبَهُم الله، فبَدَّلَ أمنهم خوفًا، فلا تسلْ عما يحلُّ بهم بعد ذلك؛ يقول سبحانه: {وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ}[8] (http://www.alukah.net/Sharia/0/8488/#_ftn8).
عباد الله:
إنَّ دوام النِّعَم وشُكْرها مقترنان؛ فكُفْرُ النِّعمة يعرضها للزوَال، وشُكرها يطيل أمَد البقاء، فالذنوبُ مُزِيلَةٌ للنِّعَم، وبها تحل النِّقَم؛ قال سبحانه: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ}[9] (http://www.alukah.net/Sharia/0/8488/#_ftn9).
ألا وإنَّ منَ الخطأ - عباد الله - قصر مفهوم الأمن على نطاق ضَيِّقٍ، يَتَمَثَّل في مُجَرَّد حماية المجتمع من السَّرِقة، أو النَّهْب، أو القتل، وما شابه ذلك؛ فمفهومُ الأمن أعَمُّ مِنْ ذلكم وأجَلُّ؛ حيث يشمَلُ التمَسُّك بعقيدة التوحيد، والبُعْد عن الشِّرْك وموالاة الأعداء، ومحارَبة مَن يسْعَون إلى تنْحِيَة شرْع الباري - جلَّ شأنُه - عن واقع الحياة، أو مُزاحمة شرْع الله بشَرْع غَيْرِه؛ {أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ}[10] (http://www.alukah.net/Sharia/0/8488/#_ftn10).
أيها المسلمون:
إنَّ أمن العُقُول لا يقل أهمية عن أمْنِ الأرواح والأموال، فكما أنَّ للأرواح والأموال لصوصًا؛ فإنَّ للعقول لصوصًا كذلك، ولصوصُ العقول أشَدُّ خطرًا، وأنكى جُرحًا، من سائر اللصوص.
اللهُمَّ إنا نسألك الأمن والأمان، والسلامة والإسلام، يا ذا الجلال والإكرام.
الخطبة الثانية
عباد الله:
إنَّ الاختلال الأمْني المتَمَثِّل في كثْرة القتل، وإزهاق الأنْفُس البريئة، من غير برهان - لَهُوَ من علامات آخر الزمان المنذرة بِدُنُوِّ الساعة، التي لا يعلمها إلا الله؛ ففي الصحيحَيْن: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((يتقارَبُ الزمان، وينقص العمل، ويلقى الشح، وتظهر الفتَن، ويكثر الهرْج))، قالوا: يا رسول الله، وما الهرْج؟ قال: ((القتْل، القتْل))[11] (http://www.alukah.net/Sharia/0/8488/#_ftn11).
أيها المسلمون:
إنَّ حفظَ الأمن واستمراره في بلاد الحرمين آكَد من سائر البلدان، فعلى مكة نزَلَ الوحي، وبين لابتي طابة شعَّ النور في الآفاق، وفي بلاد الحرمَيْن بيتُ الله قائم، ومسجد رسوله - صلى الله عليه وسلم - عامر.
ولأجل الأمن - أيها المسلمون:
الذي تَنْعَمُ به بلاد الحرمَيْن ببركة دعاء إبراهيم - عليه السلام - في قوله: {رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا}[12] (http://www.alukah.net/Sharia/0/8488/#_ftn12)، لأجل هذا الأمن والأمان الذي تنعم به بلاد الحرمين شرَّق الأعداء، فراحوا يُدَبِّرُون الخطَط والمؤامَرات؛ للإفساد في الأرض، وترْويع الآمنين، ومَن كان في قلبِه إيمانٌ صحيحٌ فلا يُمكن أن يَتعاوَنَ على أهل الإسلام وبلاد الإسلام.
ألا فانهلوا - عباد الله:
من منبع الكتاب والسنة، من غير تحريف ولا تأويل لنُصُوصهما، واثبتوا في الكرْب عند ورثة الأنبياء، واستنيروا بآرائهم؛ فهي سدادٌ في الرأي، وتوفيق للصواب، ودَرْءٌ للفساد.
عباد الله:
صلُّوا على مَن أمركم اللهُ بالصلاة والسلام عليه.
ــــــــــــــــــــــــــــ
[1] (http://www.alukah.net/Sharia/0/8488/#_ftnref1) [القصص: 57].
[2] (http://www.alukah.net/Sharia/0/8488/#_ftnref2) [العنكبوت: 67].
[3] (http://www.alukah.net/Sharia/0/8488/#_ftnref3) [الأنفال: 26].
[4] (http://www.alukah.net/Sharia/0/8488/#_ftnref4) [إبراهيم: 35].
[5] (http://www.alukah.net/Sharia/0/8488/#_ftnref5) [البقرة: 126].
[6] (http://www.alukah.net/Sharia/0/8488/#_ftnref6) أخرجه التِّرمذي.
[7] (http://www.alukah.net/Sharia/0/8488/#_ftnref7) أخرجه التِّرمذي.
[8] (http://www.alukah.net/Sharia/0/8488/#_ftnref8) [النحل: 112].
[9] (http://www.alukah.net/Sharia/0/8488/#_ftnref9) [الأنفال: 53].
[10] (http://www.alukah.net/Sharia/0/8488/#_ftnref10) [آل عمران: 83].
[11] (http://www.alukah.net/Sharia/0/8488/#_ftnref11) أخرجه الشيخان.
[12] (http://www.alukah.net/Sharia/0/8488/#_ftnref12) [البقرة: 126].
مستر مصطفى الناقه 23-11-2012, 06:27 AM بارك الله فيك
محمد رافع 52 23-11-2012, 01:01 PM بارك الله فيك
جزاك الله خير
محمد رافع 52 24-11-2012, 01:43 AM السبيل إلى الأمن والرزق (1)
الشيخ إبراهيم بن محمد الحقيل (http://www.alukah.net/Authors/View/Sharia/2556/)
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلَّ له، ومن يضلِلْ فلا هادِيَ له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} [آل عمران: 102]، {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} [النساء: 1]، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا} [الأحزاب: 70-71].
أما بعد: فإن أصدق الحديث كلام الله - تعالى - وخير الهدي هدي محمد - صلى الله عليه وسلم - وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
أيها الناس: بعث اللهُ - تعالى - محمدًا - صلى الله عليه وسلم - بالهدى ودين الحق، وأنزل عليه القرآن هُدًى لِلنَّاس وبينات من الهدى والفرقان، فما من شيء ينفع الناس، ويحقق مصالحهم إلا دلت عليه شريعة الله - تعالى - وحذرتهم من كل ما يضرهم أو يسبب شقاءهم {مَا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ} [الأنعام: 38]، {وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ} [النحل: 89].
شريعة كاملة شاملة، اختارها ربُّنا - جل جلاله - ورضيها، وأمر الناس بالأخذ بها {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة: 21]، {إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللهِ الإِسْلَامُ} [آل عمران: 19]، {وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ للهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَاتَّخَذَ اللهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً} [النساء: 125].
شريعةٌ أنزلها وفرضها من يملك السموات والأرض، ويحي ويميت، ويقدر الأرزاق والآجال والسعادة والشقاوة {وَللهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَانَ اللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطًا} [النساء: 126].
شريعةٌ تحقق الأمن والطمأنينة في الدنيا والآخرة، فمن تمسك بها، ووقف عند حدودها؛ فله الأمنُ في الدنيا والآخرة، ولن يشقى أو يخاف، ولو اجتمع أهلُ الأرض كلهم على إخافته وشقاوته فلن يستطيعوا ذلك؛ لأن السعادة والشقاوة، والأمن والخوف، محلها القلب، ومن يملك القلوب إلا الله - تعالى - {أَنَّ اللهَ يَحُولُ بَيْنَ المَرْءِ وَقَلْبِهِ} [الأنفال: 24]، وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((قلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن، يقلبها كيف يشاء))[1] (http://www.alukah.net/Sharia/0/1510/#_ftn1).
وإذا أراد الله - تعالى - أمان شخص، وطمأنينة قلبه، وسكون نفسه، وراحة باله؛ فلن تستطيع أية قوة إخافته أو زعزعته، ومهما كان أسيرًا أو طريدًا أو معذبًا أو مشردًا، فإنه يعيش في نعيم ما دام الله - تعالى - قد ربط على قلبه، وثبَّت نفسه، على حد قول شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله تعالى - لما سجن في القلعة: "ماذا يفعل بي أعدائي، إن جنتي في صدري، أنَّى ذهبت فهي معي"[2] (http://www.alukah.net/Sharia/0/1510/#_ftn2).
وتأمل يا عبد الله عجيب تدبير الله - عزَّ وجلَّ - وتأمينه لعباده المؤمنين في مواطن الخوف وملاقاة العدو، كما في غزوة "بَدْر" {إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِنْهُ} [الأنفال: 11]، وفي غزوة "أُحُد" {ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ الغَمِّ أَمَنَةً نُعَاسًا يَغْشَى طَائِفَةً مِنْكُمْ} [آل عمران: 154]، كان أحدهم من شدة نعاسه يسقط سيفُه من يده، ويُطأطأ رأسُه على راحلته[3] (http://www.alukah.net/Sharia/0/1510/#_ftn3).
عجيبٌ والله تدبير الله - تعالى - إنه تدبيرٌ على خلاف حسابات البشر وظنونهم، فالمعارك تحتاج إلى اليقظة والقوة. والنعاسُ عنوانُ الضعف والغفلة، التي تسبب الفشلَ والهزيمةَ، ولكن الله - تعالى - بقدرته يجعل النعاس مصدر قوةٍ؛ لأن فيه أمنًا للقلوب من الخوف، وراحة للأجساد من التعب، ولو كان ذلك النعاس على أرض المعركة، وفي أصعب الساعات؛ فسبحان الله العليم القدير!
في مقابل ذلك فإن الله - تعالى - إذا خذل عبدًا، وسلب منه الأمن والطمأنينة؛ فلن يأمن ولو تحصن بحصونِهِ، ولبس دروعه، وحرسه البشرُ كلُّهم؛ كما لم يأمن بنو النضير عندما حاصرهم النبي - صلى الله عليه وسلم - لما نقضوا العهد مع المسلمين، وحاولوا قتل النبي - صلى الله عليه وسلم - فتحصَّنوا في حصونهم، وخزنوا مؤنهم، وأغلقوا عليهم أبوابهم، وحرسوا قلاعهم، ولا خوف عليهم من جوعٍ أو قلة أو نقصِ سلاحٍ أو قوةِ عدوٍّ أو كثرته؛ مما يحتم عليهم عسكريًّا الثبات والقتال، ولا سيما أن من يحاصرونهم هم أقل منهم سلاحًا وطعامًا، وقد لا يصمدون طويلاً في العراء والحصار، ولكن الله - تعالى - سلَّط على يهود بني النضير رعبًا اخترق حصونهم من دونِ اقتحام، واستقرَّ في قلوبهم بلا قتال؛ فنزلوا على حكم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأجلاهم عن المدينة {هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الكِتَابِ مِنْ دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الحَشْرِ مَا ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مَانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللهِ فَأَتَاهُمُ اللهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي المُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الأَبْصَارِ} [الحشر: 2].
إن تحقيق الأمن على مستوى الأفرادِ والدول والأمم صار في هذا العصر هاجسًا ينفقُ فيه البشرُ من الأموال أكثرَ ممَّا ينفقون على مآكلهم ومشاربهم ومراكبهم وعمرانهم وأي شيء آخر؛ إذ لا فائدة من أي شيء بلا أمن، ولا طعمَ لأي حلوٍ في حالة الخوف.
ولن يتحقق الأمنُ للبشر إلا بالإيمان بالله - تعالى - والتزام الإسلام شريعةً ومنهجًا، فمن حقق الإيمانَ فلن يخاف، ومن كفر بالله - تعالى - فلن يأمن، وكيف يأمنُ من أراد الله - تعالى - خوفه؟! وكيف يخافُ من أراد اللهُ - تعالى - أمْنَه؟! وهذا ما قاله الخليل - عليه السلام - حينما أخافه المشركون بأصنامهم وطواغيتهم قال: {وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ وَلَا تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُمْ بِاللهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا فَأَيُّ الفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالأَمْنِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * الَّذِينَ آَمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ} [الأنعام: 81-82]، ما كان أمنهم إلا لأن الله - تعالى - أراد أمنهم؛ بسبب إيمانهم وإخلاصهم.
وإذا تجمعت الحشود، وعظمت الخطوب، وتجبر الأقوياء، ودنت ساعةُ الخطر؛ لاذَ المؤمنونَ بحمى الله - تعالى - فأمَّنهم - سبحانه وتعالى - بإيمانهم ويقينهم، وربط على قلوبهم، وثبت أقدامهم، وحفظهم من السوء والمكروه {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الوَكِيلُ * فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللهِ وَاللهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ} [آل عمران: 173-174].
إن العالمَ المعاصرَ قد أسس بنيانه على ما يكون سببًا في الذعر والخوف، واستبعد ما يحقق الأمن والسلام؛ فهو عالمٌ في أكثره - أفرادًا ودولاً وأممًا - مؤسسٌ على الإلحاد والمادية، بعيد عن الإيمان بالله - تعالى - ومعرفة أوامره ونواهيه، والتزام حدوده وحرماته، فأضحى أكثر أفراده يلهثون في الدنيا؛ لأنهم لا يرجون الآخرة، واستباحوا كلَّ محرم من ربا وغش ونهبٍ؛ لتأمين هذه الدنيا التي لا يرجون غيرها، وصار عالمهم بين اثنين لا ثالث لهما؛ إمَّا لصٌّ غني، يتاجر في المحرمات، ويأكل السحت والربا، ويلتهمُ بشركاته العملاقة صغار التجار حتى يفقر الناس، ويسيطر على الأسواق، وإمَّا فقير محترق قد مص الأول دمه، وسحق عظمه، وشرد أسرته، ورمى به على قارعة الطريق، بما حمَّله من أغلال الربا، وكبله باحتكار السلع، ثم يقومُ هذا الطاغية المستكبر بشراء الذمم بأمواله، وصياغة القوانين بجاهه وسلطانه، وتوجيه الإعلام للدعاية إلى أفكاره وآرائه؛ من أجل تنمية ماله، وجمع المزيد والمزيد حتى يضمن تربعه على عرش المال والأعمال!! ثم ماذا بعد ذلك؟ وهل أمِنَ مَن بلغ هذا العرش؟ كلا، إنه لم يحقق الأمن، ولن يأمن ما دام يفقدُ الإيمان.
أوَليسَ يدفعُ طائلَ الأموال للتأمين على حياته وعلى شركاته ومساكنه ومراكبه وكل شؤونه، فلو كان آمنًا ما احتاج إلى التأمين؛ ولكن الله - عزَّ وجلَّ - شاء أن يأتيه الخوفُ من مأمنه، فمأمنه ما جمعه من أموال يضمن بها رفاهيته في الدنيا التي لا يرجو غيرها؛ ولكن هذه الأموال التي جمعها صارت مصدر رعبٍ وخوف، لا يعرف كيف يحافظ عليها من الضياع، ولو ضاع بعضُها لربما ضاعت نفسه معها!!
ولأنه جمع ثرواته، وسن القوانين التي تخدمه بالطرق المحرمة؛ فإن ضحايا قوته وبطشه سينتقمون منه، والمنافسون له سيتطلعون إلى ما يملك، فاحتاج إلى أن يؤمن خوفه من الحاقدين عليه، والمنافسين له، ويؤمن على أمواله بدفع بعضها لضمان بقائها؛ فصار مصدرُ الأمن هو مصدر الخوف عند هؤلاء الملاحدة الماديين!! هكذا أصبح الحال عند أفرادهم وأممهم، والبلادُ الغربية ومن سار في فلكها المادي الإلحادي لا تعدو ذلك.
أمَّا المؤمنون الصادقون فإنهم موقنون بأن الرزاق هو الله - تعالى - وأن رزقه ينال بطاعته وتقواه، وأن الحافظ هو الله - تعالى - فلا يتعلقون بسواه {وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا} [الطَّلاق: 2-3].
فنسأل الله - تعالى - أن يؤمِّن خوفنا، وأن يربط على قلوبنا، وأن يحسن خواتيمنا، وأن يهدينا صراطه المستقيم، وأقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم.
الخطبة الثانية
الحمد لله حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه كما يحبّ ربّنا ويرضى، أحمده وأشكره، وأتوب إليه وأستغفره، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ محمدًا عبده ورسوله صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى وآله وصحبه ومن اهتدى بهداهم إلى يوم الدين.
أما بعد: فاتقوا الله - عباد الله - فمن حقَّق التقوى أمن في الدنيا والآخرة {وَيُنَجِّي اللهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفَازَتِهِمْ لَا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} [الزُّمر: 61].
أيها المسلمون: لما كانت قيادةُ العالم بيد المسلمين كانت البشرية تنعم بالأمن والسلام، فلما تحوَّلت القيادة إلى غيرهم انتشر الذعرُ والخوفُ والظلمُ والبغيُ والعدوان؛ ذلك أن الإسلام من الاستسلام لله - تعالى - بالخضوع والطاعة، والانقياد لشرعه وأمره، ومن استسلم لله - تعالى - سلَّمه الله من الخوف، وسلَّم النَّاس مِن ظلمه وبغيه؛ لأنه يعمل فيهم بحكم الإسلام الذي هو مصدر الأمن والسلام. والإيمانُ من الأمان، فأصحابه آمنون في الدنيا والآخرة، ويأمنهم غيرهم؛ ولذا صح عن النَّبيّ - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: ((المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده))[4] (http://www.alukah.net/Sharia/0/1510/#_ftn4).
وفي الحديث الآخر: ((المؤمن من أمنه الناس على دمائهم وأموالهم))[5] (http://www.alukah.net/Sharia/0/1510/#_ftn5). فمن دخل في الإسلام دخل في دائرة الأمن والأمان؛ كما قال النَّبيّ - صلى الله عليه وسلم -: ((من قال لا إله إلا الله وكفر بما يُعبد من دون الله - تعالى - حرُم دمُه وماله، وحسابه على الله))[6] (http://www.alukah.net/Sharia/0/1510/#_ftn6).
ومن دخل من الكفار تحت حكم المسلمين بعقد أمانٍ أو ذمة نالته بركة الإسلام؛ فأمِنَ على نفسه وعرضه وماله وولده. وكل أمةٍ أو طائفة تحقق الإسلام والإيمانَ فإن الأمن سيتحقق لها لا محالة؛ وذلك بموجب قول الله - تعالى -: {وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الفَاسِقُونَ} [النور: 55].
كما أنَّ كُلَّ أمَّةٍ أو طائفةٍ تفقد الإيمان، ولا تلتزم الإسلام شرعة ومنهاجًا؛ فلن تأمن أبدًا مهما عمِلتْ منِ احترازات، ومهما ملكت من أسلحة وقوات؛ وذلك بموجب قول الله - تعالى -: {وَضَرَبَ اللهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آَمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللهِ فَأَذَاقَهَا اللهُ لِبَاسَ الجُوعِ وَالخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ} [النحل: 112].
فيا ليت شعري من يهدي جمهور البشرية التائه، الهائم على وجهه يبحث عن الأمن والسلام، من يهديه إلى الإسلام؛ ليحظى بالأمن والسلام؟!
ماذا جرَّت سيادة المادّيّين على العالم، وإلى أين ستوصله؟ إنَّها جرَّت البشرية إلى مكامن الخوف، ومواطن الرعب.
ظلَّت القوتان الشرقية والغربية ردحًا من الزمن، تستبقان في ميادين التسلح، وتتنافسان في صنع الدمار؛ حتى صنعوا من أسلحة الدمار الشامل ما يدمرُ الأرض عشرات المرات، ثم صار ما صنعوا وبالاً عليهم وعلى البشرية، ومصدر رعبٍ وخوف في حفظه من أن يقع في يد من يستخدمه ولا يبالي، وكما أنفقوا المليارات على صنعه باتوا ينفقون أضعافها على حفظه وحراسته ونزعه.
ثُمَّ لما ملكوا القوة ما سخروها في خدمة البشرية، وبسط العدل فيما بينهم، والسعي في تحقيق الأمن والسلام لهم؛ بل عملوا على ابتزازهم واستغلالهم، ومصادرة حقوقهم، وتكريس الظلم بإعانة الظالم على ظلمه؛ كما فعلوا ذلك في فِلَسطين وفي الشيشان وكشمير والبوسنة وكوسوفا وتيمور الشرقية وغيرها من بلدان مسلمة وغير مسلمة، ما رأت الأمن والسلام في ظلّ سيادتهم وحضارتهم؛ لأنهم يدورون مع المصالح حيث تدور، وكم من حرب أشعلوها من أجل مصالحهم المادية أهلكت ألوفًا من البشر، وشردت ملايين! وكم من قرار صنعوه، وقانون وضعوه ليس فيه من العدل شيء إلا أنه يحقق مصالحهم، فكيف يأمن البشر في ظل سيادتهم؟! وإذا لم يأمن غيرهم بسبب ظلمهم وعسْفهم فلن يأمنوا، فيا ليتهم يعقلون!!
أسأل الله - تعالى - أن يحفظ المسلمين بحفظه، وأن يؤمِّنهم بتأمينه، وأن يربط على قلوبهم، ويثبت أقدامهم.
{رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى القَوْمِ الكَافِرِينَ} [البقرة: 286].
{سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ العِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلَامٌ عَلَى المُرْسَلِينَ * وَالحَمْدُ لله رَبِّ العَالَمِينَ} [الصَّافات: 180-181].
[1] (http://www.alukah.net/Sharia/0/1510/#_ftnref1) جاء ذلك من حديث عبدالله بن عمرو - رضي الله عنهما - عند مسلم في القدر باب تصريف الله - تعالى - القلوب كيف شاء (2654)، وأحمد (2/168)، وابن حبان (902)، ومن حديث النواس بن سمعان عند أحمد (4/82)، والحاكم وصححه ووافقه الذهبي (1/525).
[2] (http://www.alukah.net/Sharia/0/1510/#_ftnref2) "الوابل الصيب" لابن القيم (60).
[3] (http://www.alukah.net/Sharia/0/1510/#_ftnref3) جاء ذلك في عدة أحاديث منها: حديث أبي طلحة - رضي الله عنه - قال: "كنت فيمن تغشاه النعاس يوم أُحُد، حتى سقط سيفي من يدي مرارًا، يسقط وآخذه، ويسقط فآخذه"؛ أخرجه البخاري في المغازي (4068).
[4] (http://www.alukah.net/Sharia/0/1510/#_ftnref4) أخرجه البخاري في الإيمان باب المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده (10)، ومسلم في الإيمان باب: بيان تفاضل الإسلام (40)، من حديث عبدالله بن عمرو - رضي الله عنهما - وجاء أيضًا من حديث جابر - رضي الله عنه - عند مسلم (40)، ومن حديث أبي موسى - رضي الله عنه - عند البخاري (11)، ومسلم (42). ومن حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - عند الترمذي (2629)، والنسائي (8/104 ـ 105).
[5] (http://www.alukah.net/Sharia/0/1510/#_ftnref5) أخرجه من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - الترمذي في الإيمان باب (12) وقال: هذا حديث حسن صحيح (2629)، والنسائي في الإيمان باب صفة المؤمن (8/104 ـ 105)، والحاكم وصححه وقال: على شرط مسلم، ووافقه الذهبي (1/10)، وصححه ابن حبان (180).
[6] (http://www.alukah.net/Sharia/0/1510/#_ftnref6) أخرجه مسلم في الإيمان باب الأمر بقتال الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله... (23)، وأحمد (6/395)، من حديث أبي مالك الأشجعي سعد بن طارق عن أبيه رضي الله عنه.
محمد رافع 52 24-11-2012, 01:46 AM السبيل إلى الأمن والرزق (2)
الشيخ إبراهيم بن محمد الحقيل (http://www.alukah.net/Authors/View/Sharia/2556/)
الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلَّ له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} [آل عمران: 102]، {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} [النساء: 1]، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا} [الأحزاب: 70-71].
أما بعد: فإن خير الكلام كلام الله – تعالى - وخير الهدي هدي محمد - صلى الله عليه وسلم - وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
أيها الناس: بعد ما خلق الله آدم - عليه السَّلام – وأسجد له ملائكته {فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ لَمْ يَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ} [الأعراف: 11]؛ استكبارًا على الله – تعالى - واحتقارًا لمن خُلِق من طين أن يسجدَ له من خُلق من نار؛ جرى التكليف على آدم وذريته، وسُلط الشيطان وجنده على إغوائهم، وصدهم عن سبيل الله تعالى؛ فمن أطاع الله – تعالى - دخل الجنة برحمته سبحانه، ومن سلك طريق إبليس وعصى الله - تعالى - استحق النَّار {وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا} [الكهف: 49].
لقد جعل الله – تعالى - الدنيا ميدانًا لهذا الابتلاء، وجعل الآخرة جزاءً عليه، فمن خاف الله – تعالى - فأطاعه، وعمِل بشريعته كان له الأمن الكامل، والرزق الدائم، والنعيم المقيم في الآخرة {إِنَّ المُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ آمِنِينَ} [الحجر: 45-46] ، وفي الآية الأخرى: {يَدْعُونَ فِيهَا بِكُلِّ فَاكِهَةٍ آَمِنِينَ} [الدخان: 55]، آمنين من فقدانها، وآمنين من الموت، وآمنين من كل ما يُخاف منه، نسأل الله - تعالى - أن يجعلنا منهم.
لقد جمع الله – تعالى - لهم بين الأمن والرزق، الأمن التام الشامل، والرزق المتتابع الذي لا ينقطع {وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الأَعْيُنُ وَأَنْتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} [الزُّخرف: 71].
إن قِوامَ حياةِ البشر، ومنتهى سعادتهم وفرحهم، وغاية مطلوبهم ومرادهم، يرتكز على الأمن والرزق، وإن منتهى تعاستهم وشقائهم يكمن في انعدامِ الأمن، وقلة الرزق؛ ولذا جاءت الآيات القرآنية تكرِّسُ هذا المفهوم في قلوب المكلفين، وتغرسه في أفهامهم، وتدلهم على الطريق التي يحصلون بها على الأمن والرزق الأبدي، الذي لا يعتريه خوف ولا وجل ولا قلة ولا ذلة، وهي طريق الله - تعالى - التي بينتها الرسل، وأنزلت بها الكتب، وابتلي من أجلها المكلَّفون: توحيد الله – تعالى - وعبادته؛ فمن حقَّق ذلك من المكلفين توفتهم الملائكة طيبين {يَقُولُونَ سَلَامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُوا الجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} [النحل: 32] ، {لَا يَحْزُنُهُمُ الفَزَعُ الأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ المَلَائِكَةُ هَذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ} [الأنبياء: 103]، {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ المَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ} [فصِّلت: 30].
كما جاءت الآيات القرآنية تحذرهم من سلوك طريق الخوف والجوع، وهي الطريق التي يدعوهم إليها الشيطان، وتبين لهم أن من سلكها فلن يأمن مهما عمل، وسيُخلد في الجوع والخوف والحزن والعذاب {وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ خَالِدِينَ فِيهَا وَبِئْسَ المَصِيرُ} [التغابن: 10]، {وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ} [الزُّخرف: 77].
وكما أن النعيم في الجنة يرتكز على الأمن والرزق، والعذاب في الآخرة يكون بالخوف والحزن والحرمان· فإنَّ حياة البشر في الدنيا لا تستقيم إلا بتوافر الأمن والرزق، وبفقد أحدهما يفقد الآخر، وبفقدهما تستحيل حياة الناس شقاءً وعذابًا نسأل الله العافية؛ ولذلك فإن من حكمة الله – تعالى - ورحمته بالبشر لما أهبط آدم - عليه السلام - إلى الأرض أن جعل فيها من مقومات الأمن والرزق ما يُمَكِّـنُه وذريته من العيش فيها {قَالَ اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ} [الأعراف: 24]، والأرض لا تكون مستقرًّا لبني آدم إلا بتوافر الأمن؛ لأن من نتائج الخوف: الاضطراب وعدم الاستقرار، والمتاع ما يتمتع الناس به من رزق الله تعالى، ولو لم تكن الأرض آمنة - إلا من عدوان الناس بعضهم على بعض، وإخافة بعضهم بعضًا - لاستحال عيشهم فيها، ولو كانت خالية من الأرزاق لهلكوا.
ولأهمية هاتين النعمتين - الأمن والرزق - نبَّه الأنبياء - عليهم السلام - أقوامهم عليها، وبيَّنوا عظيم منَّةِ الله – تعالى - عليهم بها؛ فهذا صالح - عليه السَّلام - يقول لقومه: {أَتُتْرَكُونَ فِي مَا هَاهُنَا آَمِنِينَ * فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * وَزُرُوعٍ وَنَخْلٍ طَلْعُهَا هَضِيمٌ} [الشعراء: 146-148].
ودعا إبراهيم - عليه السلام - ربه أن يؤمّن بيته الحرام، ويجبي إليه الأرزاق فقال - عليه السلام -: {رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آَمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آَمَنَ مِنْهُمْ بِاللهِ وَاليَوْمِ الآَخِرِ} [البقرة: 126]. وفي الآية الأخرى: {رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ المُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ} [إبراهيم: 37] .
ويوم أن ألهم الله – تعالى - الخليل - عليه السلام - أن يدعو بهذه الدعوات المباركة لم تكن مكة آهلةً بالسكان؛ بل كانت واديًا مهجورًا؛ فأراد الله – تعالى - بحكمته أن تعمر ويُعمر فيها بيته، وأن تصير مهْيع الحضارات، ومهوى أفئدة الناس، وذلك لا يكون إلا بحلول الأمن فيها، وتدفق الرزق والخيرات عليها، فالبشر يستوطنون ويعمرون حيث يوجد الأمن والأرزاق.
فاستجاب الله – تعالى - دعوة الخليل - عليه السلام - وجعل البيت مثابةً للناس وأمنًا، يثوب الناس إليه من كل مكان آمنين، بما قدره – سبحانه - فيه من أسباب الأمن والرزق، وبما توارثه سكانه من تعظيم للبيت عن إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام[1] (http://www.alukah.net/Sharia/0/1511/#_ftn1).
وحتى بعد شركهم وانحرافهم عن الحنيفية، بقي فيهم تعظيم البيت على مرّ العصور، وتتابع الأجيال، من عهد إبراهيم - عليه السلام - إلى بعثة محمد - صلى الله عليه وسلم - فكانوا إذا دخلوا البيت وضعوا السلاح، وكفّوا عن الثأر، حتّى إنّ الرّجل ليرى قاتل أبيه فلا يمسّه بِسوءٍ تعظيمًا للبيت الحرام.
إن ما نعمت به مكة من أمن وأرزاق منذ دعوة إبراهيم - عليه السلام - إلى يومنا هذا ما كان إلا بقدر من الله – تعالى - واختيارًا لهذه البقعة المباركة، التي ما كانت صالحة للعيش قبل ذلك، ثم جاءت شرائع الأنبياء - عليهم السلام - لتؤكد على أمنها، وتحث الناس على قصدها لعبادة الله – تعالى - فيها، فحصل الأمن والعمران، وتدفقت عليها الخيرات في وقت كان مَن حولهم لا يأمنون ولا يشبعون {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آَمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ أَفَبِالبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللهِ يَكْفُرُونَ} [العنكبوت: 67].
ولما رفض المشركون دعوة النبي - صلى الله عليه وسلم - وكان من تعليلاتهم في رفضها أنهم إن تركوا إرث الآباء والأجداد اجتمعت العرب على حربهم؛ ففقدوا الأمن والرزق، {وَقَالُوا إِنْ نَتَّبِعِ الهُدَى مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَا} [القصص: 57] كان جواب الله – تعالى - عليهم: {أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَمًا آَمِنًا يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقًا مِنْ لَدُنَّا وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ} [القصص: 57].
قال ابن زيد: "كانت العرب يغير بعضها على بعض، ويسبي بعضها بعضًا، فأمنت قريش من ذلك لمكانة الحرم، وقرأ {أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَمًا آَمِنًا يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ} [القصص: 57]"[2] (http://www.alukah.net/Sharia/0/1511/#_ftn2).
وقال ابن جزي: "وكان غيرهم من الناس تؤخذ أموالهم وأنفسهم"[3] (http://www.alukah.net/Sharia/0/1511/#_ftn3).
ولما فتحت مكة، ودانتْ بالإسلام؛ أمنت وأمن أهلها بما شرع الله – تعالى - من الشرائع والحدود، والواجبات والحرمات؛ فكانتْ بلدًا آمنًا مطمئنًّا، تجبى إليها الأرزاق من كل مكان، ما دام أهلها قائمين بأمر الله – سبحانه - مستمسكين بشريعته.
وكانت هذه الشريعة المباركة التي أنزلت في البلد الأمين محققةً لما يحتاجه البشر من الأمن والرزق في الدنيا والآخرة؛ ولذا كانت دعوة النبي - صلى الله عليه وسلم - عامَّةً إلى الناس كلهم، منذ إرساله إلى قيام الساعة؛ ليعبدوا الله – تعالى - ولا يشركوا به شيئًا، فإن هم حققوا هذه العبودية حقق الله – تعالى - لهم الأمن والرزق في الدنيا والآخرة.
وبقدر انتقاصهم من عبوديـة ربّهم، وتفلتهم مـن شريعـته يـحل علـيهم ما يوازيه من الخوف والقلة، ويرفع عنهم مـن الرزق والأمن بقدر تفريطهم وعصيانهم، فالمشركون لا أمن لهم ولا رزق في الآخرة، وفي الدّنيا لا يكتمل لهم الأمن والرزق من كل وجه؛ بل يعتريه من النقص والخلل ما ينغّصه عليهم، ولا تكمل به لذتهم.
والعصاة من المؤمنين قد يُعاقبون في الدنيا على عصيانهم برفع الأمن والرزق عنهم، وحلول الخوف والحرمان عليهم. وقد يؤخر الله – تعالى - عقوبتهم لتكون في الآخرة، فيصيبهم فيها من الحرمان والخوف ما يكفر سيئاتهم، ثم مآلهم إلى الجنة برحمة الله تعالى.
والطائعون لهم الأمن والرزق في الدنيا والآخرة، وإذا أصابهم في الدنيا ما ظاهره القلة والخوف فإن الله – تعالى - يربط على قلوبهم، ويزيدهم يقينًا به؛ فلا يخافون في مواضع الخوف، ويكون ما أصابهم من نقص الأمن والرزق ابتلاءً تكفر به سيئاتهم، وترفع درجاتهم؛ ليكون لهم الأمن الكامل، والرزق التام، والنعيم المقيم في جنات عدن، جعلنا الله – تعالى - بكرمه من الآمنين في الدنيا والآخرة، ووقانا وبلادنا وبلاد المسلمين الفتن والخوف والجوع، إنه سميع مجيب.
وأقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم.
الخطبة الثانية
الحمد لله حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيها كما يحب ربنا ويرضى، أحمده وأشكره وأتوب إليه وأستغفره، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه، ومن اهتدى بهداهم إلى يوم الدين.
أما بعد: فاتقوا الله – تعالى - وأطيعوه، واحذروا عذابه فلا تعصوه؛ فإنه – سبحانه - عزيز ذو انتقام {وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ القُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ} [هود: 102]. أيها الناس: هاجس الأمن والرزق هاجس لازَمَ البشرَ طوال تاريخهم؛ إذ لا يقوم لهم عيش إلا بأمْنٍ ينعمون به، ونِعَمٍ يرتعون فيها، وفي عصرنا هذا نجد أن جُلَّ موارد الأرض، وأرزاق الناس إنما تنفق لتحقيق هذين المطلبين؛ فأكثر خزائن الأمم، وميزانياتِ الدول تنفق على السلاح؛ لاستخدامه في الحماية، ورد العدوان، وردع الأعداء؛ ليتحقق الأمن. وليس خافيًا على أحد ما يُنفق على الاقتصاد والصناعة والتجارة من أموال طائلة؛ حتى صاروا يستغلون النفايات ويصنعونها من جديد، وليست نفايات البيوت والمصانع فحسب؛ بل حتى نفايات الإنسان والحيوان؛ وذلك بقصد الاستفادة من كل شيء لتوفير الأرزاق، وتحقيق الرفاهية.
وعلى الرغم من ذلك كله فإن البشرية في مجملها تجد الخوف، وتحس بالجوع، ومن كان عنده قدر من الرزق والأمن فهو يعاني خوفًا آخر، وهو خوف فقده مع كثرة الحروب والقلاقل، وتقلبات الدول، واضطرابات الاقتصاد، فالحرمان من الأمن والرزق، أو الخوفُ من فقدانهما صار سمة من سمات هذا العصر المتقدم! وسبب ذلك أن البشرية باتت تحكم على الصعيد العالمي بما يخالف منهج الله تعالى، وصار يقرر مصيرها من لا يقيم للشرائع الربانية أي وزن. وسيطر على عقول الناس العيشُ للدنيا، والاستمتاع بها بلا ضوابط دينية، ولا قيود أخلاقية، إلا عند المؤمنين المتمسكين بدينهم، وهم يُحارَبون من أمم الأرض على تمسكهم هذا.
ولأن كثيرًا من المسلمين وقعوا فيما وقع فيه غيرهم من حب الدنيا والتعلق بها؛ فإن هاجسَ الأمن والرزق صار مصدر رعب وقلق يقض مضاجعهم، فراح أكثرهم يستجلبون الأمن والرزق بالطرق المحرمة، والكسب الخبيث، والركون إلى الذين ظلموا ليؤمنوهم، في بُعْدٍ تام عمن بيده ملكوت كل شيء، وهو من يهب الأمن والرزق جلَّ في علاه!!
إن الأمة التي تريد تحقيق الأمن، وبسط الرزق، وكثرة الخيرات، وانعدام المشكلات عليها أن تتقي الله - عزَّ وجلَّ - وأن تأخذ بأحكام شريعته في كل شيء؛ ليتحقق لها ذلك.
وإن من أعظم مما يسبب زوال الأمن، وقلة الرزق: كفر النعم، وكثرة العصيان، وقلة الاستغفار، وضعف التوبة والأوبة إلى الله – تعالى -: {وَضَرَبَ اللهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آَمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ الله فَأَذَاقَهَا اللهُ لِبَاسَ الجُوعِ وَالخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ} [النحل: 112].
لاحظوا قوله – تعالى -: {فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ الله} ، الأنعم جمع قلة، أي: كفرت بأنعمٍ قليلة فعذبها الله – تعالى - بسلب الأمن، ورفع الرزق، وحلول الخوف والجوع مكانهما، والمقصود: التنبيه بالأدنى على الأعلى، أي: أن كفران النعم القليلة لما كان موجبًا للعذاب؛ فكفران النعم الكثيرة أولى بإيجاب العذاب[4] (http://www.alukah.net/Sharia/0/1511/#_ftn4). وكم في المسلمين من كفران للنعم، وعصيان للمنعِم في هذا العصر؟! نسأل الله العافية والسلامة، ونسأله أن لا يؤاخذنا بذنوبنا، ولا بما فعل السفهاء منا.
وعبَّر – سبحانه - عن عظيم ما أصابهم بالذوق واللباس {فَأَذَاقَهَا اللهُ لِبَاسَ الجُوعِ وَالخَوْفِ} [النحل: 112]، لإحاطة ما غشيهم من الجوع والخوف، وملازمته إياهم، أراد – سبحانه - إفادة أن ذلك متمكن منهم، ومستقرٌّ في بلادهم استقرار الطعام في البطن؛ إذ يُذاق في اللسان والحلق، ويُحس في الجوفِ والأمعاء، فاستُعير له لفظ الإذاقة تلميحًا، وجمعًا بين الطعام واللباس، والمعنى: أن الجوع والخوف محيطان بأهل القرية في سائر أحوالهم، وملازمان لهم، وقد بلغا منهم مبلغًا أليمًا[5] (http://www.alukah.net/Sharia/0/1511/#_ftn5).
ألا فاتقوا الله ربكم، واشكروه على نعمه، فلن يحقق عبدٌ الأمنَ الشامل الكامل، الذي لا ينغصه خوف بوجه من الوجوه في نفسه وأسرته وماله، إلا بإقامة شريعة الله – تعالى - في نفسه وبيته وماله، ولن تحقق أمة من الأمم الأمن الشامل بين رعاياها؛ حتى تقوم فيهم بشريعة الله – تعالى - في عَلاقاتهم مع أنفسهم ومع إخوانهم، ومع غيرهم من مسلمين وغير مسلمين. وبغير ذلك ستكون المحن والفتن، والقلاقل والاضطرابات، التي ينتج عنها اختلال الأمن، وانتشار الخوف، وقلة الأرزاق، وكثرة الجوع. نسأل الله أن يحفظنا وإخواننا المسلمين في كل مكان من ذلك {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ القُرَى آَمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ * أَفَأَمِنَ أَهْلُ القُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتًا وَهُمْ نَائِمُونَ * أَوَأَمِنَ أَهْلُ القُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ * أَفَأَمِنُوا مَكْرَ الله فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ الله إِلَّا القَوْمُ الخَاسِرُونَ} [الأعراف: 96-99].
ألا وصلوا وسلموا على خير خلق الله كما أمركم بذلك ربكم.
[1] (http://www.alukah.net/Sharia/0/1511/#_ftnref1)انظر: "التحرير والتنوير" لابن عاشور (1/709).
[2] (http://www.alukah.net/Sharia/0/1511/#_ftnref2) "جامع البيان" (30/309)، و"الجامع لأحكام القرآن" (20/209)، و"فتح القدير" للشوكاني (5/498).
[3] (http://www.alukah.net/Sharia/0/1511/#_ftnref3) "التسهيل لعلوم التنزل" (4/433).
[4] (http://www.alukah.net/Sharia/0/1511/#_ftnref4) انظر: "التفسير الكبير" للرازي (20/102).
[5] (http://www.alukah.net/Sharia/0/1511/#_ftnref5) انظر: "التحرير والتنوير" (14/307).
مستر مصطفى الناقه 24-11-2012, 07:09 AM جزاكم الله خيراً
محمد رافع 52 24-11-2012, 12:46 PM جزاكم الله خيراً
بارك الله فيكم
محمد رافع 52 24-11-2012, 12:59 PM هدي النبي صلى الله عليه وسلم في إقامة الأمن والسلام
محمد سجاد يونس (http://www.alukah.net/Authors/View/Spotlight/6007/)
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدُ لله الذي بعث الأنبياء بلِواء الأمن، فنصبوه في الأرض بالإسلام، والصلاةُ والسلامُ على من كمَّل الإسلامَ بكلمة الأمن، فشاع في الأرض السلامُ، وعلى آله وصحبه الذين انتشروا في أنحاء العالم بمشعل الأمن والسلام، ومن حمله إلى نهاية الأيام.
أمَّا بعد:
فالسلامُ اسم من أسماء الله، وما صدر عنه إلاَّ وفيه الأمن والسلام، فلا يكون بعْثُه - تعالى - الأنبياءَ والرُّسُلَ بدعوة دين الإسلام إلاَّ لإقامة الأمن والسلام، وأكمل الإسلام بيد محمدٍ - صلى الله عليه وسلم - نبيِّ الأمن والسلام، فأقام الأمن والسلام بتبليغ الإسلام إلى البشر كافَّة، وحصل الأمن العالمي والسلام الأخروي، كيف لا، و"الإسلام" (بمعنى السلام) اسمُ دينه، كما قال تعالى: ﴿ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ ﴾ [الحج: 78]، ورحمة للعالمين لقبُه، كما قال تعالى: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ ﴾ [الأنبياء: 107]، وإقامةُ الأمن غرضُه، وغايته إدخال الناس إلى دار السلام في الآخرة.
وإنَّما الأمنُ احتيج إليه عندما غشيت الدنيا سحابُ الخوف والاضطراب من كلِّ الجوانب، وهذا هو تصوير الأيام الجاهليَّة بعينها في سنة ٥٧٠م، كما صوَّرها الله - تعالى -: ﴿ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ﴾ [آل عمران: 164] [الجمعة: 2]، فكان العالم في تلك الفترة غريقًا في ظلام الوثنيَّة، والجهالة، والخُرافات، والبربريَّة، والقتل والقتال والإرهاب والانتهاب، وفي تلك البرهة المظلمة بُعث النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - بمشاعل الأمن والسلام، فخبت نارُ كلِّ ظلم وبربريَّةٍ في اللحظة نفسها، وضاءَ العالَمُ كلُّه بِنُوره وضوئِه.
فالآثارُ تُخبر بالأمن والسلام منذ ولادته، وشهد التاريخُ بشعره بالعدل والمساواة في حجر أمِّه، الذي بمنزلة الأصل لإقامة الأمن والسلام، وإنه أسْهَم في إقامة الأمن والسلام في المجتمع حين بلغ أشُدَّه، ورفض بكلمة الأمن النِّزاعَ المفضي إلى نارِ حربٍ عظيمة قُبَيْلَ البعثة حين تنازعوا في الحجر الأسود، ثُمَّ قام بالأمن والسلام بعدها بتعاليمه النبويَّة، وأعماله المحكمة بعد أن كوَّن من أفراد المجتمع إنسانًا حقيقيًّا، فهو أساسٌ لعمل التجديد، وهديهم إلى الأمن بتدابيره العبقرية وببرامجه السياسيَّة، فلإسهاماته في قسم الأمن مزايا في تاريخ العالمَ، ويَجدر ذكرُها الفَيْنَةَ، ففي هذه المقالة أبيِّن - إن شاء الله - دَوْرَ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - في إقامة الأمن والسلام.
فقسَّمت إسهاماته في عدة مراحل: (١) إقامة الأمن والسلام بتعاليمه النبوية، (٢) وبأعماله المحكمة قبل البعثة، (٣) وبعد البعثة.
ألقي أوَّلاً ضوءًا على الموضوع:
فمعنى الأمن في اللغة: هو ضدُّ الخوف ونقيضه، والأصلُ أن يُسْتَعْمَلَ في سُكُون القلب[1] (http://www.alukah.net/Spotlight/0/38337/#_ftn1).
وفي الاصطلاح: الأمن عدم توقُّع مكروه في الزمان الآتي[2] (http://www.alukah.net/Spotlight/0/38337/#_ftn2).
أما المعاصرون فقد فصَّلوا في معنى الأمن، ومن تلك المعاني: أنَّ الأمن هو شعور المجتمع وأفراده بالطُّمأنينة، والعيش بحياة طيبة، من خلال إجراءات كافية يمكن أن تزال عنهم الأخطار، أيًّا كان شكلها وحجمها، حال ظهورها، ومن خلال اتِّخاذ تدابير واقية[3] (http://www.alukah.net/Spotlight/0/38337/#_ftn3).
ومعنى السلام لغةً: المسالمة، والمصالحة، والمهادنة[4] (http://www.alukah.net/Spotlight/0/38337/#_ftn4)، وقال أبو عمر: والسَّلْم بالفتح الصُّلْحُ، والسِّلْمُ بالكسر الإسلام.[5] (http://www.alukah.net/Spotlight/0/38337/#_ftn5)
واصطلاحًا: السلامُ تجرُّدُ النفْسِ عن المحنة في الدارين.[6] (http://www.alukah.net/Spotlight/0/38337/#_ftn6)
أهمية الأمن والسلام:
للأمن أهميةٌ عُظْمى في حياة الفرد والمجتمع والأمَّة، فهو المرتكز والأساس لكلِّ عوامل البناء والتنمية، وتحقيق النهضة الشَّاملة في جميع المجالات، ولهذا ذكره الله - تعالى - إلى جانب الغذاء، فقال ممتنًّا على أهل مكَّة: ﴿ الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ ﴾ [قريش: 4]، بل قدَّمه على الغذاء، فقال تعالى: ﴿ وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ﴾ [النحل: ١١٢].
وأشار النبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - إلى أهمية الأمن بأنَّ المسلم متى ظفر به، فقد ظفر بالدنيا كلِّها، فقال - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((من أصبح منكم آمنًا في سِربه، معافًى في جسده، عندَهُ قُوتُ يومِه، فكأنَّما حيزت له الدنيا)).
ويُعَدُّ الأمنُ مقصدًا من مقاصد الشريعة، فقد حصر العلماء المقاصد الضرورية في حفظ الدين والنفس والنسل والمال والعقل، وصَرَّح الماوردي بأنَّ صلاح الدنيا وانتظام أمرها بستة أشياء، منها: أمنٌ عام تطمئن إليه النفوس، وتنتشر فيه الهمم، ويَسْكُن فيه البريء، ويأنس به الضعيف[7] (http://www.alukah.net/Spotlight/0/38337/#_ftn7)، فبانت منه أيضًا أهميَّة الأمن والسلام.
إسهامُ النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - في إقامة الأمن والسلام:
إقامة الأمن والسلام بتعاليمه النبويَّة وإرشاداته القيِّمة:
إن لُوحظت عدةُ أشياء في مجالات الحياة الدنيوية، فلا شك أن يحصل الأمن العالمي والأخروي هنا، فالنبيُّ - صلى الله عليه وسلم - عرفها، واهْتمَّ بها اهتمامًا بالغًا بِعَمَله، وعَلَّمهَا الناسَ كافَّةً، وهي فيما يأتي:
1- التعلُّق بالله سبب مركزي للأمن في الدارين، وهو أن توحِّد اللهَ ولا تُشرك به شيئًا، فإذا قام الأمنُ من الله - لأنَّ بين الأمن والإيمان علاقةً قويةً - فإنَّ المجتمع إذا آمن أمن، وإذا أمن نَما؛ فيعيشُ أفرادُه مع الأمن حياةً طيبةً؛ قال تعالى: ﴿ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ ﴾ [الأنعام: 82]، وقال في موضع آخر: ﴿ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ﴾ [الرعد: 28].
2- الأمن في حسن التعامل مع الناس، وهو أن تُطعمَ الجائع، وتَسقي العاطشَ، وتکسو العُراةَ، وبه يحصل رضا الرب، فتعيش في الأمن والسلام؛ قال - صلى الله عليه وسلم -: ((لا يؤمن أحدکم حتى يُحب لأخيه - أو قال: لجاره - ما يحب لنفسه))[8] (http://www.alukah.net/Spotlight/0/38337/#_ftn8)، وألاَّ تُسيء إلى أحد بلسانك وبيدك؛ حيث قال: ((المسلم من سَلِمَ المسلمون من لسانه ويده))[9] (http://www.alukah.net/Spotlight/0/38337/#_ftn9).
3- الأمنُ بين المسلمين وغيرهم؛ لهذا الغرض أمر الله نبيَّه - صلى الله عليه وسلم - بدعوة غير المسلمين إلى الموافقة على النِّظام في قوله - تعالى -: ﴿ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ ﴾ [آل عمران: 64]، فإذا أعرضوا عنه أمر بالعمل بقوله - تعالى -: ﴿ لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ ﴾ [الكافرون: 6]، وسدَّ بابَ الخوف والفتنة والهيبة كُلِّيةً بقوله - تعالى -: ﴿ وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ ﴾ [الأنعام: 108].
4- السلام بين المسلمين: تلا لإقامة السلام بين المؤمنين قوله - تعالى -: ﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ ﴾ [الحجرات: 10]، وقال - صلى الله عليه وسلم -: ((لا يؤمن أحدُکم حتى يُحِبَّ لأخيه - أو قال: لجاره - ما يحب لنفسه))[10] (http://www.alukah.net/Spotlight/0/38337/#_ftn10).
5- الأمن بين ذوي الأرحام، فعيَّن له طرقًا متعددةً، وبَيَّن الحقوق مفصِّلاً، وأعطى كلَّ ذي حقٍّ حقَّه.
6- وإضافة إلى ذلك أنه - صلى الله عليه وسلم - قال لغرض إقامة الأمن بين الحيوانات: ((الخلقُ عيالُ الله، فأحب الخلق إليه من أحسن إلى عياله))[11] (http://www.alukah.net/Spotlight/0/38337/#_ftn11).
إنَّه نظر إلى هذه الأشياء وغيرها لإقامة الأمن والسلام في الدَّارين، وعلَّمها أصحابَه، وبلَّغها إلى أمَّته جميعًا.
حتى إنَّه - صلى الله عليه وسلم - حمل الأسلحة بيديه لإقامة الأمن الأبدي، واضطر إلى قتالهم کإجراء العملية في الجراح، وإلاَّ لفَسَدُوا في الأرض، کما قال تعالى: ﴿ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ ﴾ [البقرة: 251].
إقامة الأمن والسلام بأعماله المحكمة:
شرعت هذه السلسلة منذ أن تحمله أمُّه في رحمها، وتنتهي إلى أن تقوم القيامة، كما نصوِّرها في الذيل:
1- محمد مخبر الأمن والسلام منذ ولادته: منذ ولادته ظهرت آثارٌ تُنبئ بأنَّه سيکون صاحبَ الکمال، هناك مقولة مشهورة[12] (http://www.alukah.net/Spotlight/0/38337/#_ftn12): "Childhood shows the man As morning shows the day".
منها الواقعة الآتية التي تدُل على أنه سيقيم الأمن والسلام على مستوى العالم، وهي أن آمنة لم تحس شيئًا من الثقل والوحم کسائر النساء حين حملته في رحمها؛ تقول آمنة: "ما شعرت بأني حملتُ به، ولا وجدتُ له ثقلاً، ولا وحمًا کما تجد النساء"[13] (http://www.alukah.net/Spotlight/0/38337/#_ftn13).
2- مثال العدل في الرضاعة: العدل لا بُدَّ منه؛ إذ إنه ضروري لإقامة الأمن، وقد وجدنا فيه هذه الصفة في حجر أمِّه من الرضاعة، بأنَّه كان يشرب اللبن من الثدي اليماني، وكان اليسار لأخيه الرضاعي، فذات مرَّة عرضت له حليمة ثديًا كان يشرب منه أخوه الرضاعي، فامتنع أن يشرب منه.
فوجَّهه بعضُ العلماء: أنه ما كان لمن يقيم الأمن العالمي أن يضيِّع حقَّ أخيه بشرب اللبن فقط، كما ذكر في حاشية ابن هشام أن رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - كان لا يُقبل إلاّ على ثديٍ واحدٍ، وكانت تعرض عليه الثدي الآخر، فيأباه كأنه قد شعر - عليه الصَّلاة والسَّلام - أنَّ معه شريكًا في لبنها، وكان مفطورًا على العدل، مجبولاً على المشاركة والفضل[14] (http://www.alukah.net/Spotlight/0/38337/#_ftn14).
ودوره - صلَّى الله عليه وسلَّم - بعد البلوغ فيما يأتي:
إنَّه التزم ببرامج موافقة للحال والمقام لإقامة الأمن والسلام على مستوى الأرض، فنذکرها في الذيل مفصّلاً:
1- المشاركة في تأسيس "حلف الفضول": إنَّه کان حزينًا ومفكرًا في أنه کيف تُحْفَظ الإنسانية من هذا الخوف والاضطراب الدائم، وفي هذه البُرهة حدثت "واقعة الفضول"، فأحسَّ زعماؤهم بصلح بال المجتمع، وأقاموا لجنةً يُصْلَح بها بالُ المجتمع، ويحصل الأمنُ في كل مكان حتى الطريق، وتحفظ بها دماء المسافرين وأموالهم، وتسمَّى بـ"حلف الفضول"، وكان رسولنا الأمين قد أسهم في وضع أساسها، كما قال بنفسه - صلى الله عليه وسلم - عنه: ((لقد شهدتُ في دار عبدالله بن جدعان حلفًا ما أحب أنَّ لي به حمر النعم ولو أُدْعَى به في الإسلام لأجبتُ))[15] (http://www.alukah.net/Spotlight/0/38337/#_ftn15).
واتَّفق أركانُ الحلف على البنود التالية:
1- نجهد لإبعاد الاضطراب من المجتمع بقدر القوة.
2- نتأكد بحفظ دماء المسافرين وأموالهم.
3- لا نألو جهدًا في نصرة اليتامى والضعفاء.
4- نقيم علاقةَ الصداقة بين القبائل.
5- نحفظ الناس من الظلم والظالمين.
وغيرها من الفقرات التي تأكدت بحفظ حقوق أفراد المجتمع، كما قيل عن أهداف هذا الخلف:
6- إنّه للدفاع عن المظلومين.
7- رفض كلّ صُور الظلم.
8- منع أكل الحقوق بالباطل.
9- كما أنه حكم عدل في فضِّ النِّزاعات والمشكلات التي تحدث بين القبائل والعائلات، وهو الذي ما أُسِّس إلا لنصرة المظلوم، ونشر العدل بين الناس[16] (http://www.alukah.net/Spotlight/0/38337/#_ftn16).
وفي عصرنا يعاهد أرکان لجنة knighthood order (فارس النظام) على مثل هذه البنود التي أسهم النبي - صلى الله عليه وسلم - في وضع أساسها لقيام الأمن والسلام قبل ألف وأربعمائة عام[17] (http://www.alukah.net/Spotlight/0/38337/#_ftn17).
10- الصدُّ عن الحرب الناشئة بکلمة الأمن:
- العرب قوم كانوا يحاربون لأمر تافهٍ؛ كسقي الغنم، وسباق الخيل مثلاً، فوقعت حادثة من أمثال هذه الحوادث حين بلغ - صلى الله عليه وسلم - خمسةً وثلاثين عامًا من عُمره، والتفصيل بأنَّهم أرادوا تجديدَ بناء الکعبة، فاخْتلفوا في تنصيبِ الحجر الأسود وإن شاركوا في البناء على السواء، أخيرًا قضى مربِّيهم (أبو أمية بن المغيرة المخزومي) بعد أربعة أيام بأن يَحْكم بيننا رجل يدخل غدًا بباب المسجد أوَّلاً، ويكون حُکمُه حُکمُ الإطاعة والقبول، فاتَّفق الجميع على هذه المشاورة الثمينة، فرأوا اليوم الثاني محمَّدًا نبيَّنا الأمين سبق إلى الدخول من ذلك الباب، وهم يقولون بأعلى صوتهم: هذا الأمين رضيناه، فما حَکَمَ النبيُّ في ذلك الحين مثالٌ نادرٌ في إقامة الأمن والسلام.
وبيانُه ما رُوِيَ بأنَّه - صلى الله عليه وسلم - طلب رداءً، فوضع الحجر وسطه، وطلب من رؤساء القبائل المتنازعين أن يمسكوا جميعًا بأطراف الرداء، وأمرهم أن يرفعوه، حتى إذا أوصلوه إلى موضعه أخذه بيده فوضعه في مكانه، وهذا حل حكيم من رجل حكيم تراضت قريش بحكمه.
ولقد راح المفكرون والعلماء يعلقون على هذا الحادث بتعليقات مليئة بالتقدير والإعجاب لهذه الشُّعلة العبقرية، التي تحاول في حرص شديد دائم تَحقيقَ الأمن والسلم بين الناس، ومن نجاح محمد - صلَّى الله عليه وسلَّم - تفهُّمُ الموقفِ بسرعة عظيمة، والتوسُّل بهذه الحيلة البريئة، وإرضاء زعماء قريش جميعًا[18] (http://www.alukah.net/Spotlight/0/38337/#_ftn18).
هذا كلُّه قبل البعثة، وبعدها توسَّعت هذه السلسلة المذكورة في السطور الآتية؛ لأنه - صلَّى الله عليه وسلَّم - رتَّبها بعدها مجتمعين؛ لذا أظن أن نبيِّن حقيقةً وسَّع بها الأمن والسلام.
تكوين أفراد المجتمع حقيقة إقامة الأمن والسلام:
من المعلوم أنَّه لا يُمکن أن يرى المرءُ وجهَ الفلاح لعمل التجديد في الدُّنيا لو سعى فردًا، بل ينبغي له أن يَجتهد ويسعى مجتمعًا، هذه الضابطة جاريةٌ ومقبولةٌ عند الناس، فمن فرَّقوا بين الإفراد والاجتماع وقعوا في الخداع، ولو كانوا أولي بأسٍ شديدٍ، والحقيقة أنه لا يتصور أحدٌ من دون الآخر، وتظهر قوة الأفراد إذا كانوا مجتمعين، مع أنه لا ينكر أيضًا أن القوم السخفاء عديمي القيمة لا يفلحون أبدًا، فبقي الكلام على أنَّ بناءَ المجتمع موقوفٌ على بناء الأفراد، والنبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - فَهِم هذه الحقيقة، فنظر إلى أفراد المجتمع قبل أن يُلقي يده في ظرف المجتمع.
البرنامج الأصلي خلال هذا العمل:
فجَدَّ وبَذَلَ جُهدَه أوَّلاً في تكوين أفراد المجتمع إنسانًا حقيقيًّا الذي توقف عليه إقامة المجتمع الإنساني المثالي، وإن ننظر إلى بنوده وفقراته التي جَدَّد بها النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - المجتمع، فنجد ثُلُثَه برامجَ أساسية، وهي:
1- التوحيد 2- الرسالة 3- الإيمان بالرُّجوع إلى الله والمسؤولية عن هذه الدار الفانية، فتقدم النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - بهؤلاء الناس المذکورين، وبلغ أقصى المنازل في عشر سنوات فحسب، حتى لم يُسمع بمثله - صلَّى الله عليه وسلَّم - في التاريخ، ولم تقع عليه عَيْنُ السماء، ولم تطلع عليه الشمس، فلا يَجيء أحدٌ بمثله في مجالات الحياة كلِّها، لا سِيَّما في إقامة الأمن العالمي، فمن إسهاماته بعد البعثة:
1- ميثاقُ المدينة خطوة أخرى لإقامة الأمن والسلام، مما أخذ لإقامة الأمن والسلام على مستوى الأرض ميثاقُ المدينة الذي يَجدُر ذكرُه، فمن بعض المواثيق في الذيل:
كانت تعيش أفراد مختلفة نَسَبًا ومِلَّةً ومذهبًا، وکان قوم اليهود أقوى بالنظر إلى غيرهم، وهم يعيشون في الحصن منفردين، فأَخْذُه - صلَّى الله عليه وسلَّم - الميثاقَ منهم ومن الأقوام المختلفة في المدينة - يَشهدُ بذکائه - صلى الله عليه وسلم - لکي يحصل الاتفاق ال***ي، ولو کانوا مختلفي الأديان والنَّسَب[19] (http://www.alukah.net/Spotlight/0/38337/#_ftn19)، يُسمَّى هذا بـ"ميثاق المدينة"، ويعرف في العالم بـ"charter of madina"، وكان فيه سبعة وأربعون أو اثنان وخمسون بندًا، منها:
1- الاجتماع على خلافِ الظلم والظالم، 2- النصر للضعفاء، 3- القتل والقتال حرام کحرمة الزنا، 4- النُّصرة للمظلومين، 5- التزام كلِّ سكَّان المدينة من المسلمين واليهود بالمعايشة السلمية فيما بينهما، وعدم اعتداء أيِّ فريق منهما على الآخر، 6- الدفاع المشترك عن المدينة ضدَّ أيِّ اعتداء خارجي على المدينة، 7- وإنَّ بينهم النَّصْر على مَن حارب أهلَ هذه الصَّحيفة، 8- وإنه لا تُجَار قريش ولا مَن نَصَرها.
وغيرها من البنود التي تقيم الأمن والسلام فقط في المجتمع، وثمة نص واضح وصريح في الوثيقة يتعلق بالأمن، كان بين بنودها العامة: "من خرج آمِن، ومن قعد بالمدينة آمن، إلا من ظلم وأثم، وأن الله جارٌ لمن برَّ واتقى، ومحمد رسول الله".
وبتفعيل هذه الشُّروط في العهد النبوي، تَحَقَّق الأمنُ لجميع المسلمين وغير المسلمين، في خروجهم وبقائهم من غير ظلم ولا إثم[20] (http://www.alukah.net/Spotlight/0/38337/#_ftn20).
ولتوسيع منطقة الأمن والسلام عاهد النبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - قبائل أخرى في المستقبل بمثل هذه المعاهدة[21] (http://www.alukah.net/Spotlight/0/38337/#_ftn21).
2- سحر مصالحة الحديبية في إقامة الأمن والسلام:
وإنَّما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قاتل وجاهد بالسيف لإقامة الأمن والسلام وإقلاع الظُّلم من المجتمع، ودلَّ عليه عمله - صلى الله عليه وسلم - بأنَّه مهما عرضت له معركة، ينتطر لمصالحة، فإن يأتوا بالصُّلح يقدّمه على المعركة بهم، وإلاَّ اضْطُرَّ إلى الجهاد، مصالحة الحديبية نظيره اللامع، التي تسمى غزوة الأمن.
وکان فيه بنود تخالف مصالِحَ المسلمين، لکن قبلها - صلى الله عليه وسلم - بغرض الأمن فقط؛ لأنَّه - صلى الله عليه وسلم - يعلم أن في الأمن فتحًا؛ لذا سمَّى الله - تعالى - هذه المصالحة الأمنيَّة بـ "فتح مبين"؛ قال - جلَّ وعلا -: ﴿ إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا ﴾ [الفتح: 1].
3- حامل لواء الأمن في فتح مكَّة:
حصل الفتح الأصلي بفتح مكَّة، وغلب الحقُّ والأمن وهُزِم الباطل والخوف، ففي ذلك اليوم لم يبادلهم ظلمًا بظلم، ولا إرهابًا بإرهاب، بل أحسن إلى الأعداء، وعفا عنهم، واسْتَغْفَر لهم من قصورهم وتعدِّياتهم، فأمر جنوده قبل أن يدخلوا مكّة بـ:
1- ألاَّ تقتلوا من ألقى أسلحته، 2- ومن دخل المسجد الحرام فهو آمن، 3- ومن أغلق عليه بابه فهو آمن، 4- ومن دخل دار أبي سفيان فهو آمن، 5- ولا تتعرضوا إلى من أراد الفرار[22] (http://www.alukah.net/Spotlight/0/38337/#_ftn22)؛ لذا منحه الله - تعالى - هذا الفتح العظيم بلا قتل وقتال، بل في حالة الأمن.
وذلك اليوم کان الناس خائفين حين تمّ النصر والفتح، عندما اجتمعوا إليه قرب الكعبة ينتظرون حكمه فيهم، فأعلن العفو العام، وذکَّرهم بأنه بعث لإقامة الأمن بالعفو والصفح، فقال الرسول - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((ما تظنون أنِّي فاعل بكم؟))، فقالوا: خيرًا، أخ كريم وابن أخ كريم، فقال الرسول - صلى الله عليه وسلم -: ((اذهبوا فأنتم الطلقاء))[23] (http://www.alukah.net/Spotlight/0/38337/#_ftn23)، وأعاد قول يوسف - عليه السَّلام -: ((لا تثريب عليکم اليوم))[24] (http://www.alukah.net/Spotlight/0/38337/#_ftn24).
فعلى الإجمال: إنَّ هذا الفتح فتح لأهل مكة بابَ الأمان واسعًا، ومِنْ هذا الباب دخل الناس في دين الله أفواجًا.
قال المؤرِّخ غيبن عن فتح مكة:
in the long long history of the world there is no instance of magnanimity and forgiveness which can approach those of Muhammad (s.) when all his enemies lay at his feet and he forgave them one and all. -
2- کلمة الأمن في حجة الوداع، فأعلن نظام قيام الأمن العالمي بعد سنتين من فتح مكة، فقال خطيبًا في حجة الوداع: ((إنَّ دماءكم وأموالكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا، ألاَ كل شيء من أمر الجاهلية تحت قدمي موضوع، ودماء الجاهلية موضوعة، وإنَّ أولَ دم أضع من دمائنا دمُ ابن ربيعة بن الحارث - وكان مسترضعًا في بني سعد فقتلته هُذَيْل - وربا الجاهلية موضوع، وأول ربا أضع من ربانا ربا عباس بن عبدالمطلب، فإنه موضوع كله))[25] (http://www.alukah.net/Spotlight/0/38337/#_ftn25).
وذلك اليوم ترك لسائر الناس أمرين للهداية إلى الأمن في الدنيا وإلى دار السلام في الآخرة، وهما القرآن والحديث.
3- محمد في الکتب السماوية وعند الحکماء مقيمٌ للأمن والسلام:
جاء في الإنجيل: سيجيء رسول من الله إلى الناس كافَّة، يدعوهم إلى أن يعبدوا الله وحده سبحانه، آنذاك يسجد الناس لربِّهم، فيعيشون في الأمن والسلام[26] (http://www.alukah.net/Spotlight/0/38337/#_ftn26).
شهادة بحيرة: إنه قال حين رآه - صلى الله عليه وسلم -: هذا سيِّد العالمين! هذا رسول ربُّ العالمين! هذا يبعثه الله رحمة للعالمين[27] (http://www.alukah.net/Spotlight/0/38337/#_ftn27).
قال جان ليك: لا يستطيع أحدٌ أن يبيِّن عنه، كما يحدّث الله عنه: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ ﴾ [الأنبياء: 107].[28] (http://www.alukah.net/Spotlight/0/38337/#_ftn28)
أخيرًا أقول: إنَّ عالَمَ اليوم كلَّه مضطرب لشريحةٍ من الأمن، وهائم لنيل قبضة من السلام، لكن زعماءه عاجزون عن دركه ونيله، فمن الناس من أسَّس أُسُسًا مُحكمةً متنوِّعةً، وأقام لجنةً مختلفةً لإقامة الأمن، حتَّى إنَّ زعماء العالم الثالث التزموا أن يمنحوا الجوائز في قسم الأمن من الأقسام الستَّة الأخرى، لكنَّهم لم يروا وجه الأمن إلى الآن، ولا شكَّ إنْ لم يُعَدِّلوا بَرامِجَ لَجنتهم ولم يُصَحِّحوا نيَّتهم، فإلى القيامة لن ينالوا قليلاً من الأمن، ولن يصلوا إلى إحدى جوانبه مع صرف أموالهم وبذل جهودهم.
نعم، رَسَمَ لهؤلاء الزُّعماء طريقًا إنْ يسلكوا فيه يفوزوا في نتيجتهم ويصلوا إلى منزلهم مع أنهم كافرون؛ لأنه - عزَّ وجلَّ - أطلق في وصفه - صلى الله عليه وسلم - فقال سبحانه: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ﴾ [الأنبياء: 107].
والطريق هي أسوة الرسول - صلى الله عليه وسلم - قال سبحانه وتعالى: ﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ ﴾ [الأحزاب: 21].
هذا بلاغٌ من العبد الضَّعيف إلى العالم كلِّه القوي، فالاقتصار على سطور مذكورة فحسْب بضعفي، نعم! إنها تسوق العالم إلى لمحة فكريّة بعون الله، فلا يستغنون عنه - صلى الله عليه وسلم - بل يمكن أن يستفيدوا في المجالات الدنيويَّة كلِّها حتى في قسم الاقتصاد، والسياسة، والرابطة العالمية، وغيرها من الأقسام الأخرى، وقصارى القول: إنَّ ما ينشأ إلى الأيَّام الموعودة من مجالات الحياة الدنيويَّة إلا وهو أسوة فيها للنَّاس كافَّة؛ لأنَّ مع القرآن تبقى هذه الآية: ﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ ﴾ [الأحزاب: 21] إلى القيامة.
أسأل الله التوفيق على العمل بما يحبُّ ويرضى، وصلى الله تعالى على خير خلقه محمد وآله وأصحابه أجمعين.
[1] (http://www.alukah.net/Spotlight/0/38337/#_ftnref1) لسان العرب لابن منظور (13/21)، القاموس المحيط للفيروز آبادي (1/1518)، المفردات في غريب القرآن للأصفهاني ص(90)
[2] (http://www.alukah.net/Spotlight/0/38337/#_ftnref2) التعريفات للجرجاني ص (55)،المفردات في غريب القرآن للأصفهاني ص (90).
[3] (http://www.alukah.net/Spotlight/0/38337/#_ftnref3) أثر تعليم القرآن الكريم في حفظ الأمن، د. عبدالقادر الخطيب، ص6.
[4] (http://www.alukah.net/Spotlight/0/38337/#_ftnref4) نضرة النعيم، 2273.
[5] (http://www.alukah.net/Spotlight/0/38337/#_ftnref5) نضرة النعيم، 2273.
[6] (http://www.alukah.net/Spotlight/0/38337/#_ftnref6) التعريفات، 159.
[7] (http://www.alukah.net/Spotlight/0/38337/#_ftnref7) أثر تعليم القرآن الكريم في حفظ الأمن، د. عبدالقادر الخطيب،ص 7-8.
[8] (http://www.alukah.net/Spotlight/0/38337/#_ftnref8) المسلم، ج1 ص49.
[9] (http://www.alukah.net/Spotlight/0/38337/#_ftnref9) البخاري، ج1 ص13، المسلم، ج1 ص 48.
[10] (http://www.alukah.net/Spotlight/0/38337/#_ftnref10) المسلم، ج1 ص49.
[11] (http://www.alukah.net/Spotlight/0/38337/#_ftnref11) شعب الإيمان، ج6 ص43.
[12] http://www.fanfiction.net/s/6613706/1/Morning_Shows_the_Day. (http://www.fanfiction.net/s/6613706/1/Morning_Shows_the_Day.)
[13] (http://www.alukah.net/Spotlight/0/38337/#_ftnref13) السيرة الحلبية، ج1 ص 75.
[14] (http://www.alukah.net/Spotlight/0/38337/#_ftnref14) حاشية ابن هشام (1/188), http://www.islamprophet.ws/ref/224
[15] (http://www.alukah.net/Spotlight/0/38337/#_ftnref15) الرحيق المختوم، 44.
[16] (http://www.alukah.net/Spotlight/0/38337/#_ftnref16) نبي الرحمة، 5, 120.
[17] (http://www.alukah.net/Spotlight/0/38337/#_ftnref17) رحمة للعالمين، 120.
[18] (http://www.alukah.net/Spotlight/0/38337/#_ftnref18) الأخلاق النبوية في الصراعات السياسية والعسكرية، 13.
[19] (http://www.alukah.net/Spotlight/0/38337/#_ftnref19) رحمة للعالمين،120.
[20] (http://www.alukah.net/Spotlight/0/38337/#_ftnref20) الأمن في حياة الناس وأهميته في الإسلام، 17.
[21] (http://www.alukah.net/Spotlight/0/38337/#_ftnref21) الرحيق المختوم، 145.
[22] (http://www.alukah.net/Spotlight/0/38337/#_ftnref22) رحمة للعالمين، ج1ص378.
[23] (http://www.alukah.net/Spotlight/0/38337/#_ftnref23) الأمن في حياة الناس وأهميته في الإسلام، 18.
[24] (http://www.alukah.net/Spotlight/0/38337/#_ftnref24) زاد المعاد، ج3ص408.
[25] (http://www.alukah.net/Spotlight/0/38337/#_ftnref25) رحمة للعالمين.
[26] (http://www.alukah.net/Spotlight/0/38337/#_ftnref26) The Gospel of Barnabas:- 82 : 16 - 18.
[27] (http://www.alukah.net/Spotlight/0/38337/#_ftnref27) وسيرة ابن حبان، 58، محمد بن يوسف الصالحي، سبل الهدى والرشاد 2/140.
[28] (http://www.alukah.net/Spotlight/0/38337/#_ftnref28) Jean Lake "the Arabs, p. 43.
.
محمد رافع 52 24-11-2012, 01:16 PM خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم
مراد باخريصة (http://www.alukah.net/Authors/View/Sharia/5013/)
شهر ربيع الأول؛ هذا الشهر الذي ولد فيه سيد الخلق وأكمل البشر نبينا محمد صلى الله عليه وسلم؛ الرحمة المهداة والنعمة المسداة، خليل الرحمن وصفوة الأنام، أعظم الناس أمانة وأصدقهم حديثاً وأسخى الناس نفساً وأطيب الناس ريحاً وأجودهم يداً وأعظمهم صبراً وأكثرهم عفواً ومغفرةً ﴿ هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ﴾.
إنه رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي أخرجنا الله به من الظلمات إلى النور ومن الضلالة إلى الهداية ومن الشقاء إلى السعادة ومن الذلة إلى العزة ومن الظلم والظلمات والجهل والشتات إلى العدل والنور والكرامات.
لم يعرف التاريخ رجلاً أسدى منه ولا أتقى منه ولا أخشى منه ولا أعظم منه ولا أجل منه صلى الله عليه وسلم ﴿ وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى ﴾.
إنه رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي مدحه ربه بمدح العبودية وبعثه لإصلاح البشرية وهداية الإنسانية ﴿ وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا ﴾ أعطى الدعوة ماله وكيانه ودمه ودموعه وليله ونهاره حتى أقام لا إله إلا الله نشهد شهادة جازمة أنه بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وجاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين من ربه.
عباد الله:
إن أصدق الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم وإن الطريق الوحيد الذي ضمن الله لأهله النجاح وكتب لأهله الفلاح هي طريقة رسول الله صلى الله عليه وسلم فكل الجماعات وكل التكتلات وكل الأحزاب والحزبيات وكل الخطوط والطرقات في ظلال وضياع ومتاهات إلا طريقة رسول الله صلى الله عليه وسلم ﴿ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ ﴿ وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ ﴾.
كل الطرق مسدودة وكل الأبواب مغلقة وكل الخطوط مفصولة غير موصولة إلا الخط الذي مشى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم مشى عليه أصحابه من بعده ثم مشى عليه التابعون ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين يقول النبي صلى الله عليه وسلم (والذي نفسي بيده لتفترقن أمتي على ثلاث وسبعين فرقة فواحدة في الجنة واثنتان وسبعين في النار قيل يا رسول الله من هم قال من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي) يقول عبد الله بن مسعود رضي الله عنه خط لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطا وقال: " هذا سبيل الله " ثم خط خطوطا عن يمينه وعن يساره وقال: "هذه سبل على كل سبيل شيطان يدعو إليه" ثم قرأ: ﴿ وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيلي ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون ﴾.
إن بين أيدينا كنزاً لا ينفد ومنهلاً عذباً لا ينضب كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فأين نحن من العمل بهما والمطالبة بتطبيقهما والانقياد لهما والامتثال لأمرهما والاستجابة لنهيهما يقول الله جل جلاله في كتابه العظيم ﴿ وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا ﴾ ويقول سبحانه وتعالى ﴿ فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيم ﴾ يقول النبي صلى الله عليه وسلم (تركتكم على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك).
إن المأمن الأمين والحصن الحصين هو في التمسك بكتاب الله وما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فالاقتداء به مخرج من كل فتنة ونجاة من كل محنة تمسكوا بهديه تمسكاً صادقاً واعرضوا أعمالكم وأقوالكم وأفعالكم ومعاملاتكم وجميع شئون حياتكم على منهجه وطريقته تعيشوا سعداء وتموتوا أوفياء.
عباد الله:
إن الواجب علينا تعظيم الوحيين الشريفين تعظيماً يمنعنا من مخالفتهما أو الالتفات إلى شيء من الأنظمة أو المناهج غيرهما أو السكوت على من يجترئ عليهما أو يستهزئ بشيء مما جاء فيهما ومن سب الله أو سب رسول الله أو استهزئ بشيء من دين الله أو تلاعب بالنصوص القرآنية أو الأحاديث النبوية فلنقف ضده وقفة الغيور على ملته المحامي عن شريعته وعقيدته ﴿ وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ ﴾.
إن مجتمعنا اليوم تتجاذبه موجات وحملات وبدع وضلالات ومحاولات وتدخلات وفتن عاتيات لا مخرج منها إلا بالتمسك الشديد بوحي الله الذي أوحاه إلى رسوله صلى الله عليه وسلم يقول النبي صلى الله عليه وسلم (فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار).
إن علينا في زحمة الأحداث وتسارع المتغيرات وفي خضم التداعيات وكثرة النوازل والمستجدات وتنوع الأطروحات والتحليلات أن نلتفت إلى الرؤية الشرعية التي جاء بها نبينا صلى الله عليه وسلم بيضاء نقية وأن ندقق النظر في فقه السنن الكونية وأن نقرأ الأحوال التاريخية والحضارية فقد زلت أقدام وظلت أفهام وأخطأت أقلام واحتار كثير من المفكرين والمثقفين وأرباب الإعلام لأنهم لم ينطلقوا من المنطلق الذي انطلق منه نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾.
الخطبة الثانية
عباد الله:
إننا في هذه الأيام العصيبة نعيش وسط زوابع يموج بعضها في بعض وفي ثنايا نوازل تتلاطم كموج بحر لجي يغشاه موج من فوقه موج من فوقه سحاب ظلمات بعضها إذا أخرج يده لم يكد يراها ومن لم يجعل له نوراً فماله من نور.
ولأجل هذا كان لزاماً علينا أن نحذر من الحملة المسعورة الشعواء التي يديرها أعداؤنا علينا من خلال تشكيكنا بسمو رسالتنا والطعن في عقيدتنا وإقناعنا بتغيير ديننا ومنهجنا ونزع عقيدة الولاء والبراء من قلوبنا ومن استجاب لهم في شيء من ذلك فقد وقع في خيانة عظمى وجنون لا عقل معه وجرم ما بعده جرم يستحق صاحبه قول الله ﴿ إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى الشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلَى لَهُمْ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لِلَّذِينَ كَرِهُوا مَا نَزَّلَ اللَّهُ سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ الْأَمْرِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِسْرَارَهُمْ فَكَيْفَ إِذَا تَوَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّهَ وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ ﴾ روى الإمام أحمد في مسنده وحسنه الألباني أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم بكتاب أصابه من بعض الكتب قال فغضب وقال أمتهوكون فيها يا ابن الخطاب والذي نفسي بيده لقد جئتكم بها بيضاء نقية والذي نفسي بيده لو كان أخي موسى حيا ما وسعه إلا إتباعي).
فالحمد لله الذي أنعم علينا فجعلنا من أمة النبي صلى الله عليه وسلم ومن أتباع النبي صلى الله عليه وسلم ومن خير أمة أخرجت للناس والحمد لله الذي منحنا هذه الشريعة المحمدية الغراء التي تنير لنا الطريق في السراء والضراء فيجب علينا أن نشكر الله على هذه النعم العظيمة بالتمسك الصادق بكتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فهما المعجزة الباقية والعصمة الواقية والحجة البالغة ﴿ قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ ﴾.
عباد الله:
إننا لن ندرك غايتنا إلا بهداية الله ولن نحقق أهدافنا إلا بمعونة الله ولن نخرج من البلايا والرزايا إلا بإعزاز دين الله وتحكيم شريعة الله والغيرة على محارم الله يجب علينا جميعاً أن نتحلى بالصدق في الانتماء لديننا وعقيدتنا ونصرة منهج رسولنا صلى الله عليه وسلم.
أما أن ندعي محبته ونحن نصادم سنته ونخاصم شريعته ولا نُحكم منهجه ولا نلتزم هديه ولا نحب محبوباته ولا نبغض مبغوضاته فهذا هو الحب الكاذب ﴿ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ ﴿ فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ ﴿وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ﴾.
ليس من تعظيمه صلى الله عليه وسلم أن نبتدع في دينه أو نزيد في شريعته أو نحتفل بمولده صلى الله عليه وسلم وليس من تعظيمه صلى الله عليه وسلم أن نتشبه باليهود والنصارى في هديهم وتقاليدهم ونترك التشبه به صلى الله عليه وسلم في هديه وسننه وليس من تعظيمه صلى الله عليه وسلم أن نتسول الشرق والغرب ونجرب مناهج أهل الشرق والغرب ومنهجه صلى الله عليه وسلم بين أيدينا.
محمد رافع 52 24-11-2012, 11:51 PM التآلف والتعايش السلمي – المواطنة.
بسم الله الرحمن الرحيم
أيها الإخوة الكرام، مع موضوع جديد من موضوعات فقه السيرة النبوية، التنظيمات الإدارية التي نظمها النبي صلى الله عليه وسلم، فكانت القاعدة الصلبة للدولة الإسلامية.
التركيبة الاجتماعية لسكان المدينة عند وصول النبي صلى الله عليه وسلم:
كانت المدينة عشية وصول رسول الله صل الله عليه وسلم تشكل مزيجا إنسانيا متنوعاً من حيث الدين والعقيدة، ومن حيث الانتماء القبلي والعشائري، ومن حيث نمط المعيشة، ففيهم المهاجرون، وفيهم الأوس والخزرج، والوثنيون من الأوس والخزرج، واليهود من الأوس والخزرج، وقبائل اليهود الثلاثة بنو قينقاع، و بنو النظير و بنو قريضة، والأعراب الذين يساكنون أهل يثرب، والموالي والعبيد، والأحلاف، وكانت موارد رزقهم متنوعة بين العمل في التجارة والزراعة والصناعة، والرعي والصيد والاحتطاب، وكان توزعهم السكني قائما على هيئة قرى، أو آطام، أو حصون تحيط بها البساتين والأراضي المزروعة، يدخلون حصونهم بعد حلول الظلام، ويحرسون منازلهم خوف الغزو والغارة، وتبلغ عدد تجمعاتهم السكنية 59، ولكل عشيرة منهم زعامة تقوم على رعاية شؤونها، وضمان عيشها وأمنها، ولم تندمل بعد جراحات الأوس والخزرج التي خلفتها بينهم حرب بعاث، ويمكن وصف الحالة العامة في المدينة بأنها قائمة على تحكم النظام العشائري، وأعراف القبائل السائدة مع شيوع الجهل والأمية لدى معظم سكان يثرب، بينما كان أهل الكتاب أهل علم ودين، لكنهم يمارسون الربا واستغلال التجارة، ويعملون على إثارة النزاعات بين الأوس والخزرج ليتمكنوا من ضمان سيادتهم، ومصالحهم، وسلامتهم.
النموذج السياسي في الإطار الإسلامي في المدينة:
1. دستور شامل لجميع ساكني المدينة من المسلمين وغير المسلمين:
ولا شك في أن النموذج النبوي الذي بدأ النبي تطبيقه في المدينة يتوزع في مسارين متوافقين، أولهما يتعلق بالمسلمين الذين آمنوا بالله ورسوله، وانقادوا لشرع الله يعملون به ويطبقونه، وثانيهما يتعلق بالتآلف والتعايش السلمي بين المسلمين ومَن لم يعتنق الإسلام من الوثنيين من الأوس والخزرج وأهل الكتاب.
وأعظم مهمة أنفذها النبي صلى الله عليه وسلم إقامة نظام عام، ودستور شامل لجميع ساكني المدينة بين المسلمين وبين سواهم من سكان المدينة.
2. تنظيم يتوافق مع أعلى درجات المواطنة:
أيها الإخوة، يظن الطرف الآخر أن المسلمين فيهم سذاجة، فيهم تخلف، سوف ترون الشيء الذي لا يصدق، كيف أن النبي صلى الله عليه وسلم نظم هذا المجتمع تنظيماً يتوافق مع أعلى درجات المواطنة، ومع أعلى درجات الحقوق والواجبات.
فلذلك التنظيم حضارة، والتنظيم دين، والتنظيم رقي، والله سبحانه وتعالى خلق هذا الكون وفق النظام الرائع، والإنسان خليفة الله في الأرض، وينبغي أن يقيم النظام الرائع في مجتمعه، وهذا دليل التفوق في الحياة.
3. حدّد المسؤولية الفردية:
التخلف في الدين يساوي الفوضى، التخلف في الدين يساوي التسيب.
مثلاً: النبي عليه الصلاة والسلام يقول:
مَنْ تَطَبّبَ وَلَمْ يُعْلَمْ مِنْهُ طِبّ فَهُوَ ضَامِن
[أخرجه أبو داود والنسائي وابن ماجة والحاكم عن ابن عمر]
فهو مسؤول، وسيحاسب، وكان عليه الصلاة والسلام يؤكد أن كل إنسان مسؤول عما أنيط به من عمل،
وقد قال الله عز وجل:
(فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (92) عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ)
[سورة الحجر]
وأي مجتمع لا يحاسب أفراده عن أخطائهم فهو مجتمع سائر في طريق الهلاك ، فلا بد مِن محاسبة دقيقة، ومفاهيم موحدة.
4. الإسلام دين التعايش:
شيء آخر، سوف ترون بعد قليل كيف أن التعايش بين الأطراف، والشرائح والأطياف، والانتماءات جزء من الدين، ما بال هؤلاء الجهلاء يرفضون الآخر، الآخر مقبول في المجتمع الإسلامي، بمعاهدة دقيقة جداً، فيها المهاجرون، والأوس والخزرج والوثنيون من الأوس والخزرج، واليهود من الأوس والخزرج، القبائل اليهودية، بنو النظير وبنو القينقاع، كيف جمعت هذه الوثيقة هذه الأطراف المتنوعة، والمتباعدة؟
إنّ مفهوم المواطنة أصيل في الدين، ومفهوم قبول الآخر أصيل في الدين، مفهوم التعايش بين الفئات المتعددة أصيل في الدين، وهذه النغمة التي نسمعها من حين إلى آخر أن المسلم لا يقبل الآخر هذه افتراء من أعداء الدين، سيد الخلق وحبيب الحق، سيد ولد آدم، النبي المرسل، خاتم الأنبياء والمرسلين، حبيب رب العالمين، بحياته، وبوجوده، وبتوجيهه، وبتنظيمه أجرى معاهدة ضمت قريشاً، وبني عوف، وبني الحارث من الخزرج، وبني ساعدة، وبني جشم، وبنو النجار، وبني عمرو بن عوف، وبني النبيت، وبني الأوس، هؤلاء طوائف واتجاهات، وألوان، وشرائح، وأطياف، وكلهم ضمتهم معاهدة فيها توضيح شديد للحقوق والواجبات، ما لنا وما علينا، فما بال المسلمين اليوم لا يقبلون الطرف الآخر؟ هذا من الدين.
تحليل بنود معاهدة النبي في المدينة: دراسة واستخلاص:
التحليل الأول: مفهوم الأُمّة الواحدة:
أيها الإخوة، بنود الاتفاقية طويلة جداً، قبل أن نأخذ بعض بنودها أعطيكم عنها دراسة، البند الأول في هذه الدراسة، أن هذه الاتفاقية، وأن تلك المعاهدة جعلت جميع القاطنين في يثرب من مهاجرين، ويثربيّن، ومَن تبعهم، وجاهد معهم أمة واحدة، وفي ذلك بعْد آني لمن يقطن يثرب، وبعدٌ مستقبلي لمعنى الأمة حيث تضمن هؤلاء جميعاً، ومن يلحق بهم، ويجاهد معهم.
إن أول مفهوم للأمة ظهر في المدينة، أما في مكة فقال تعالى:
(أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ)
[سورة النساء الآية: 77]
منع النبي الرد على كل استفزاز، بل على كل تحرش، بل على كل جريمة، لأنه بمكة أراد أن يبني الإيمان، ولأن في كل بيت عنصرا مسلما، وعنصرا مشركا، فإذا قاوم في مكة نشبت حرب أهلية، وهذا مما كان عليه الصلاة والسلام يحرص على الابتعاد عنه، لذلك ورد في قوله تعالى:
(قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَاباً مِنْ فَوْقِكُمْ)
[سورة الأنعام الآية: 65]
هذه الصواعق، وحديثاً الصواريخ.
(أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ)
[سورة الأنعام الآية: 65]
هذه الزلازل وحديثاً الألغام.
(أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ)
[سورة الأنعام الآية: 65]
هذه الحرب الأهلية،
(وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ)
إذاً: كان عليه الصلاة والسلام أشد الناس بعداً عن الحرب الأهلية، ففي مكة جاء التوجيه القرآني:
(أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ)
[سورة النساء الآية: 77]
إذاً: لا بد من مرحلة إعدادية يُعد فيه المؤمن إعداداً إيمانياً قوياً، بل يعد المؤمن نفسه إعداداً إيمانياً قوياً، لكن بعد حين لا بد من كيان إسلامي، لا بد من شخصية إسلامية لا بد من كلمة إسلامية، لا بد من موقف إسلامي، لا بد من رد إسلامي، لا بد من تحليل إسلامي، لا بد من حركة إسلامية، هذا كان في المدينة، النبي عليه الصلاة والسلام أقام أسس الدولة الإسلامية في المدينة، قبِل الواقع، واحتواه، واستوعبه، وفهِم الخصوصيات والمتغيّرات، هو وأصحابه بند، وهناك بنود كثيرة، طوائف، وقبائل، وعشائر، وأديان اليهود، الوثنيون، المسلمون.
إذاً أول خصيصة لهذه الوثيقة أنها جعلت جميع القاطنين في يثرب من مهاجرين ويثربين، ومن تبعهم، ومن جاهد معهم، أمة واحدة، وفي ذلك بعد آني لمن يقطن بيثرب وبعد مستقبلي لمعنى الأمة التي تضمن هؤلاء جميعاً، ومن يلحق يهم ويجاهد معهم.
التحليل الثاني: الاعتراف بخصوصيات القبائل والعشائر والطوائف:
التحليل الثاني لهذه الوثيقة: اعترفت هذه الوثيقة، وتلك المعاهدة بالحال الخاص لكل فئة من السكان، كل فئة لها خصوصياتها، بل كل فئة لها تركيبها، هذا الاعتراف بخصوصية كل مجتمع ذكاء وحنكة وحكمة.
الآن مشكلتنا مع الطرف الآخر أنه لا يعترف بخصوصيات الشعوب، يريد العولمة، يريد أن يطبق نظامه، وقيمه، و*****ته وانحلاله الخلقي على جميع الشعوب بالقوة، وما هذه الحروب التي ترونها إلا صورة من صور هذا القهر، يريد الطرف الآخر أن يعمم ثقافته على كل الشعوب، الطرف الآخر يتجاهل قيمها، مبادئها، ثقافتها، دينها.
إنّ من سمات آخر الزمان ظهور الأعور الدجال، ومع الاحتفاظ بالمعنى الأصولي لهذا المصطلح هناك نموذج معاصر هو أعور، أعور يرى ثقافته، ولا يقبل ثقافة الآخرين، يرى مصالحه، ولا يعترف بمصالح الآخرين، يرى كرامته، ويجرح كرامة الآخرين، يرى ثقافته ويقدسها، ولا يقبل ثقافة الآخرين، يرى مصالحه، ويتجاهل مصالح الآخرين، هذا هو الأعور، الصفة الثانية أنه دجال، يكذب، تهدم البلاد، تنهب الثروات، يقهر البشر، تثار الفتن الطائفية تحت اسم الحرية والديمقراطية، الأعور الدجال وصفُ جامعٌ مانع لإنسان آخر الزمان القوي.
ذكرت لكم من قبل أيها الإخوة كيف أن الله سبحانه وتعالى وصف قوم عاد
(الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ)
[سورة الفجر]
لم يقل: طغت في بلدها، طغت في البلاد، في جميع البلاد.
(فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ)
[سورة الفجر]
أسلحتهم الفتاكة تقصف، وأفلامهم تفسد، طغيان وفساد، مع غطرسة لا تحتمل.
(مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً)
[سورة فصلت الآية: 15]
مع تفوق مذهل في العماران.
(أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آَيَةً تَعْبَثُونَ (128) وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ)
[سورة الشعراء]
تفوق عسكري:
(وَإِذَا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ)
[سورة الشعراء]
تفوق علمي:
(وَكَانُوا مُسْتَبْصِرِينَ)
[سورة العنكبوت]
غطرسة لا تحتمل:
(مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً)
ماذا فعلوا أيضاً؟ فعلوا أنهم:
(الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ (11) فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ)
[سورة الفجر]
وما أهلك الله قوماً إلا ذكر أنه أهلك من هو أشد منهم قوة، إلا عاداً حينما أهلكها فقال:
(اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً)
[سورة فصلت الآية: 51]
ما مصيرها؟ مصير هؤلاء القوم الطغاة الجبارين أن الله أهلكهم:
(بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ (6) سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُوماً فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ)
[سورة الحاقة]
هذا الشرح فيه إشارة قرآنية إلى أن قوم عاد قوم طاغون كنموذج، ولهم أمثال في كل عصر، والدليل قوله تعالى:
(وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عَاداً الْأُولَى)
[سورة النجم]
ما معنى عاداً الأولى؟ أي أن هناك عاداً ثانية.
(وَثَمُودَ فَمَا أَبْقَى)
[سورة النجم]
إذاً أيها الإخوة، الشيء الدقيق أن وثيقة النبي عليه الصلاة والسلام، وأن الاتفاقية والعهد الذي بين المسلمين، وبين بقية الأطراف، فيها اعتراف بخصوصيات كل فئة اعتراف بزعامتها، اعتراف بمشكلاتها، اعتراف بأعرافها، بتقاليدها، وبعقائدها الدينية هذا المفهوم الحضاري، أنت مسلم لك عقيدتك، ولك عبادتك، ولك منهجك، ولك قيمك، ولك أهدافك، لكن إذا وجدت في بلد فيه أناس من غير دينك ينبغي أن تسالمهم، وأن تتقاسم معه الغنائم، وأن تعرف خصوصياتهم، وأن تعرف مشاعرهم، وهذا ما فعله النبي عليه الصلاة والسلام.
محمد رافع 52 24-11-2012, 11:54 PM التحليل الثالث: التعاون العام بين المسلمين:
يتعاون المؤمنون في معاونة الذين تعرضوا لوضع مالي شديد من افتقار، أو كثرة عيال، ولعل ذلك يشبه صندوق تكافل لجميع الأهالي، وخاصة في الفدية، فهؤلاء الفقراء قنابل موقوتة، فإن لم تنتبه إلى حاجتهم، وإلى مشكلتهم وإلى مأساتهم، وإلى فقرهم، وتجاهلتهم، كان هناك خلل في المجتمع يسهم في انهياره،
وقد قال سيدنا علي:
كاد الفقر أن يكون كفراً
ويقول عليه الصلاة والسلام:
إنما تنصرون بضعفائكم
[أخرجه أحمد و مسلم وابن حبان والحاكم عن أبي الدرداء]
الضعفاء هم الذين إذا نصرناهم تتماسك طبقات المجتمع، فهذا الضعيف إن كان فقيراً فينبغي أن تطعمه، وإن كان مريضاً فينبغي أن تعالجه، وإن كان مشرداً فينبغي أن تؤويه، وإن كان جاهلاً فينبغي أن تعلمه، وإن كان مظلوماً فينبغي أن تنصفه، إذا نصرت الضعيف تماسك المجتمع، وأصبح سداً منيعاً لا يمكن اختراقه.
التحليل الرابع: منع حدوث تجاوزات في روابط الولاء:
منع حدوث تجاوزات في روابط الولاء للحفاظ على الثقة والتعاون بين الجميع، فلا تجاوزات، وكل إنسان ينبغي أن يلزم حده، وأن يقف عنده، وهناك قوانين تنتظم جميع الفئات، لذلك:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
إنّمَا أَهْلَكَ الّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ أَنّهُمْ كَانُوا إذَا سَرَقَ فِيهِمُ الشّرِيفُ تَرَكُوهُ. وإذَا سَرَقَ فِيهِمُ الضّعِيفُ أَقَامُوا عَلَيْهِ الحَدّ. وأيْمُ الله، لَوْ أنّ فَاطِمَةَ بِنْتَ مُحَمّدٍ سَرَقَتْ لَقَطَعْتُ يَدَهَا
[متفق عليه]
ما لم يقم في المجتمع قواعد صارمة يلتزم بها جميع فئاته فلن ينهض المجتمع.
امرأة سرقت فكان الحكم قطع يدها، وهي من بني مخزوم، فجاء حِبُّ رسول الله أسامة بن زيد يشفع لها، فغضب النبي أشد الغضب، وقال: وبحك يا أسامة أتشفع في حد من حدود الله؟
إنّمَا أَهْلَكَ الّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ أَنّهُمْ كَانُوا إذَا سَرَقَ فِيهِمُ الشّرِيفُ تَرَكُوهُ. وإذَا سَرَقَ فِيهِمُ الضّعِيفُ أَقَامُوا عَلَيْهِ الحَدّ. وأيْمُ الله لَوْ أنّ فَاطِمَةَ بِنْتَ مُحَمّدٍ سَرَقَتْ لَقَطَعْتُ يَدَهَا
أن يأتي إنسان من أعلى أرومة من قريش من وجهاء قريش، وفي ساعة غضب دون أن يشعر وجه كلمة قاسية لسيدنا بلال، فقال لك: يا ابن السوداء، فقال عليه الصلاة والسلام وقد غضب غضباً لا يوصف، قال له:
إِنّكَ امْرُوء فِيكَ جَاهِلِية
فما كان من أبي ذر إلا أن وضع رأسه على الأرض وشدد على بلال أن يطأ رأسه بقدمه.
وكان عمر يخرج إلى ظاهر المدينة ليستقبل بلالاً، هذا هو الإسلام.
إذاً: هذه الوثيقة، وتلك المعاهدة، منعت التجاوزات في روابط الولاء في للحفاظ على الثقة والتعاون بين الجميع.
التحليل الخامس: التعاون على مقاومة أي معتد أو آثم، أو ظالم أو مفسد:
الآن هذه الوثيقة تؤكد أن الجميع متعاونون في مقاومة أي معتد أو آثم، أو ظالم أو مفسد، ولو كان ولد أحدهم، وفي ذلك سيادة الدستور والقانون، فتحققوا من خلال العدالة والمساواة، وعندها يتحقق الأمن والسلامة للجميع.
جميع المواطنين تحكمهم قوانين واحدة، جميع المتعاهدين سواء مكانة صغيرهم، مثل مكانة كبيرهم في الحقوق والواجبات، وكلهم يد واحدة، وذو اعتبار واحد هذا مجتمع المسلمين، هذا مجتمع حضاري.
هذا مجتمع، جميع الناس سواء في الحقوق والواجبات، هم يد واحدة على من عاداهم، يجير أدناهم يجير مستجيرهم، ولليهود وهم أعداء تقليديون مثل ما لغيرهم في هذا العهد، ولليهود دينهم، و للمسلمون دينهم، وللمسلمون دينهم، فما من مشكلة أبداً، لهم دينهم، هذا هو التعايش، وهذه هي المواطنة، هذا هو الفهم العميق لخصائص الحياة الدنيا، مجتمعات فسيفسائية كمجتمعاتنا، أنت مسلم يجب أن تقيم أمر الله، وأن تقبل الآخر دون أن تضحي بدينك، دون أن تفسد دينك أقم أمر الله ودع الطرف الآخر يعيش على تطوره، وعلى مبادئه وعلى قيمه.
التحليل السادس: معاهدة الدفاع المشترك:
والمؤمنون وغير المؤمنين سواء ينصر بعضهم بعضاً، في ميثاق، في معاهدة دفاع مشترك بالمصطلح الحديث، لا يحل لأحد ممن عاهد، ووافق على هذه الوثيقة، وقبل هذه الاتفاقية أي يحدث حدثاً، أو يؤوي محدثاً، وإذا فعل ذلك وقع عليه الله ولعنته، وحرمانه من الحقوق العامة.
هذا هو التشريع، هذا هو الالتزام، لكن لهذا المجتمع رأس، مرجعية واحدة قرار نافذ، الله عز وجل أمر النبي عليه الصلاة والسلام أن يشاور أصحابه،
قال الله تعالى:
(وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ)
[سورة آل عمران الآية: 159]
لكن:
(فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ)
[سورة آل عمران الآية: 159]
التحليل السابع: المخلّ بالمعاهدة لا ذمة له ولا ميثاق:
ومن بنود هذه الاتفاقية: من أخل بعده من اليهود فإنه ظالم لنفسه وأهله، وليس له على أهل هذا العهد ذمة ولا ميثاق، يتحمل كل فريق مشارك في هذا العهد نصيبه في الحرب، والسلم، والنفقة، وعليهم التعاون والمشاركة، وبينهم النصح، والبر، من دون إثم.
من أبلغ ما في هذه المعاهدة، وتلك الاتفاقية أنه لا يتحمل أحد وزر غيره لقوله تعالى:
(وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى)
[سورة الأنعام الآية: 164]
من أشد المنكرات في المجتمع البعيد عن الله قضية الثأر، يُقتل إنسان من قبيلة، كان جميع أفراد القبيلة التي منها القاتل معرّضين للقتل، بلا سبب، هذا الثأر وصمة عار بحق الأمة، علاج الثأر أنه
(وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى)
هذا العهد لا يلغي التزامات السابقة، له على المعاهدين، ولا يعفي ظالماً أو آثماً من جزاءه أو معاقبته، وليس هذا العهد للحرب فقط، بل هو للسلم أيضاً، وجعل هذا العهد المدينة المنورة بلداً حراماً.
أيها الإخوة، هذه بعض بنود هذا العهد الذي أبرمه النبي عليه الصلاة والسلام في المدينة المنورة حينما وصل إليها، وصدقوا أيها الإخوة، والله لا أبالغ إنه من أرقى الاتفاقيات الحضارية التي يشار إليها بالبنان.
محمد رافع 52 24-11-2012, 11:56 PM من بنود المعاهدة
هذا المجتمع النبوي الذي حكمه النبي، هذا المجتمع المتنوع، بين الدين الإسلامي، وبين دين أهل الكتاب، وبين الوثنية، وبين العشائرية، هذا المجتمع كيف ألف النبي بينهم، وكيف وضع لهم نظاماً يغطيهم جميعاً.
هؤلاء من قريش، ومن بني عوف، ومن بني الحارث، ومن بني ساعدة، وبني جشم، ومن بني النجار، ومن بني عمر بن عوف، ومن بني الأوس، على ماذا اتفق النبي معهم ؟ ما النظام الذي جمعهم، ما المعاهدة التي غطتهم، ما القواسم المشتركة فيما بينهم، إليكم بعض تفصيلات هذه المعاهدة ، والتي نحن في أمسّ الحاجة إليها.
البند الأول: نصرة الضعيف:
المؤمنون لا يتركون مفرحاً ؛ أي مغلوباً، أو فقيراً إلا ويعطوه بالمعروف، أول بند نصرة الضعيف،
قال بعض العلماء:
الدنيا تصلح بالعدل، ولا تصلح بالظلم
نصرة الضعيف،
يقول عليه الصلاة والسلام:
فَإِنّمَا َتُنْصَرُونَ بِضُعَفَائِكُم
[رواه النسائي عن مصعب بن سعد عن أبيه]
المجتمع الذي لا ينصر الضعيف مجتمع مخترق، وإذا اُخترق المجتمع قوي عليه أعداءه، وما من أمة تريد أن تكون محصنة إلا وتسعى لنصرة الضعيف، والنبي عليه الصلاة والسلام يبين أن أحد أسباب النصر أن نعطي الضعفاء حقهم.
البند الثاني: ألا يحالف مؤمن مولى مؤمن دونه:
البند الثاني: وألا يحالف مؤمن مولى مؤمن دونه، المولى تابع للمؤمن، لا خيانة.
مثلاً: أنت صاحب محل تجاري، ولك جار عنده موظف، فتكلمت مع الموظف، وقلت له: كم يعطيك سيدك؟ قال لك: خمسة آلاف، قلت له: أنا أعطيك سبعة، تعال إلي، أنت اتفقت مع موظف عند أخ لك، وهذا معنى قول النبي عليه الصلاة والسلام:
ليس منا من خبب امرأة على زوجها ؛ أو عبدا على سيده
[أخرجه أبو داود والحاكم في المستدرك عن أبي هريرة ]
أيّ اتفاق بين رجل ولو على الهاتف، اطلبِي الطلاق منه أنا أتزوجك، لك بيت خاص، أو خبب عبداً على سيده، الآن موظف على صاحب المحل، هذا اسمه تخبيب، وقد لعنه الله عز وجل.
البند الثاني من بنود هذه المعاهد: وألا يحالف مؤمن مولا مؤمن دونه، هذه الأساليب الملتوية، هذا الخداع، المكر، الخبث، ليس هذا من نصيب المؤمن.
البند الثالث: المؤمنون أيديهم جميعاً على من بغى عليهم:
وأن المؤمنين المتقين أيديهم جميعاً على من بغى عليهم، ليس معقولاً أن تعتدي دولة على شعب أعزل في فلسطين، وأن دولاً إسلامية أخرى تناصرها، وتقيم فيما بينها علاقات دبلوماسية، وتطبع العلاقات فيما بينها، هذا مخالف لمنهج المؤمنين.
وأن المؤمنين المتقين أيديهم على من بغى منهم، وأن أيديهم عليه جميعاً، ولو كان ولد أحدهم، هذه نقطة دقيقة جداً، لو أن الأمة الإسلامية مليار وخمسمئة مليون سِلْمها واحدة، وحربها واحدة ، وينطق باسمها إنسان واحد، وأن الأمة الإسلامية بأكملها تحارب أو تسالم، وأن الأمة الإسلامية بأكملها موقفها واحد من جهة واحدة، أما هذا فله صلح، وهذا معاهدة، وهذا تطبيع علاقات، هذا زيارات، هذا عداء، هذا حرب، أحد أسباب ضعف المسلمين أن كلمتهم ليست واحدة.
(وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ)
[سورة الأنفال الآية: 46]
بينما تتفنن إسرائيل بإبادة شعب بأكمله إبادة، وبتدمير بلد بأكمله لبنان، ودول أخرى تقيم فيما بينها علاقات، وزيارات، ومعاهدات، وتناصح، وتعاون، وتآزر، أهؤلاء مسلمون ؟! انظر إلى هذا العهد، وأن أيديهم جميعاً على من بغى منهم، ولو كان ولد أحدهم.
(وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا)
[سورة الحجرات الآية: 9]
نشبت حرب بين العراق وإيران امتدت ثماني سنوات، وذهب ضحيتها مليون إنسان، ومرة وأنا أذكر هذا للتاريخ، كان هناك مؤتمر للدول الصناعية في عاصمة بريطانيا، وتلاسن زعيم غربي مع رئيسة وزراء بريطانيا، فهددها الزعيم الغربي بماذا ؟ بإيقاف الحرب بين العرق وإيران، هددها، معنى إيقاف الحرب توقف بيع الأسلحة، يعيشون على مآسينا، يعيشون على اقتتالنا، يعيشون على خلافاتنا، يعيشون على العداوة فيما بيننا.
لما اجتاحت العراق الكويت من الذي تدخل ؟ العالم الغربي، من كان ينبغي أن يتدخل ؟ المسلمون، بسبب قوله تعالى:
(وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ)
[سورة الحجرات الآية: 9]
أنتم أيها المؤمنون عليكم فعل ذلك.
حيوانان اقتتلا على قطعة جبن كبيرة، احتكما إلى ثعلب، فالثعلب ادعى أنه قاض نزيه، جاء بميزان فوضع في كفة ثلثي القطعة، وفي كفة الثلث، فرجحت هذه فأكل من هذه نصفها، فرجحت هذه فأكل نصفها، رجحت هذه أكل نصفها، بعد حين لم يبقَ شيء.
وهذا الذي حصل، تنازعنا فيما بيننا فجاءوا، ونهبوا ثرواتنا، أخذوا النفط، وأجبرونا على شراء أسلحة فوق طاقتنا، ففي أول حرب انتقل إلى الغرب أكثر من 700 مليار، والحرب الثانية كذلك، أكبر كتلة نقدية كنا نملكها توجهت إلى الغرب، كان الدينار بثلاثة دولارات، الآن 1500 دينار بدولار واحد، انهيار اقتصادي، أين الثروات ؟ انتقلت،
(وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا)
أؤكد على هذا الدرس بأنه خطير، لأن منهج النبي هكذا.
البند الرابع: ذمة الله واحدة يجير عليهم أدناهم:
وإن ذمة الله واحدة يجير عليهم أدناهم، وأن المؤمنين بعضهم موالي بعض دون الناس، هذا المجتمع على تنوعه، وعلى شرائحه، وعلى أطيافه، وعلى طوائفه مجتمع واحد، هذا مفهوم التعايش، هذا مفهوم المواطنة، هذا مفهوم المجتمع السلمي هذا مفهوم قبول الآخر، هذا توجي النبي، هل هناك أعلم منه، هذا توجيه سيد الخلق وحبيب الحق.
البند الخامس: أهلُ الذمة لهم الأمن والأمان في بلاد الإسلام:
وأنه من تبعنا من يهود فإن لهم النصر، والأسوة غير ظالمي ولا متناصراً عليهم.
بصراحة زار إنسان بلدنا، معه جواز سفر عليه تأشيرة، تأشيرة دخول إلى سورية، ما معنى هذا الكلام ؟ هو في عهدنا، في ذمتنا، هناك علاقات دبلوماسية، وتأشيرة، هذه التأشيرة ماذا تعني ؟ أن هذا المواطن الذي بيننا وبين دولته علاقات واتفاقيات، وتبادل سفراء، حينما دخل بلادنا بتأشيرة على جوازه مِن قِبَلنا هو إذاً في ذمتنا، ماذا نستنبط ؟ أن خطف الأجانب لا يجوز.
البند السادس: المؤمنون المتقين على أحسن هدًى وأقومه:
وأن المؤمنين المتقين على أحسن هدًى وأقومه، أنا أعيش مع إنسان غير مؤمن بعلاقات محدودة، له وعليه، ولي وعلي، ليس معنى هذا أنه على حق ؟ لا.
أنت موظف بدائرة، المدير العام، ولتكن مدرسة، ليس كما ينبغي، أما أنا فواجبي أن آتي في الوقت المناسب، وأن ألقي درساً ممتازاً، وأن أعامل الطلاب معاملة جيدة، وأن أحترم هذا المدير، لا يمنع أن تكون أنت على هدى، وهو ليس كما تتمنى أنت، هذا لا يمنع أن تتعامل معه، أنا أسميها علاقات عمل، علاقات العمل لا شيء فيها إطلاقاً، المؤمن منفتح، إيجابي، بناء، وليس مهدماً.
البند السابع: لا يحل لمقرٍّ بالوثيقة إيواء محدث ونصرِه:
وأنه لا يحل لمؤمن أقر في هذه الصحيفة، وآمن بالله واليوم الآخر أن ينصر محدثاً أو يؤويه، كإنسان خرج على جمع المؤمنين ممنوع أن تؤويه، أو أن تنصره، وأن من نصره أو آواه فإن عليه لعنة الله، وغضبه يوم القيامة، ولا يؤخذ منه صرف ولا عدل.
إنسان يغش المسلمين، لا تدافع عنه، إنسان أتى ببضاعة ليست صالحة للاستعمال البشري، والدوائر الرسمية منعت دخولها، ممنوع عليك أن تتوسط له بإدخالها، هذه البضاعة تؤذي الناس، ليست معدة للاستعمال البشري، معدة علف للحيوانات، هذا إنسان بغى على المسلمين، تدافع عنه ؟ تتوسط له ؟.
وأنه لا يحل لمؤمن أقر في هذه الصحيفة وآمن بالله واليوم الآخر أن ينصر محدثاً أو يؤويه، وأن من نصره أو آواه عليه لعنة الله، وغضبه يوم القيامة، ولا يؤخذ منه صرف ولا عدل.
البند الثامن: مرد الاختلاف والتنازع إلى الله ورسوله:
الآن: وأنكم مهما اختلفتم في شيء فإن مرده إلى الله ورسوله، عند التنازع عندنا منهج الله، وسنة رسول الله، وهذا شيء رائع، حينما أرجع إلى تشريع سماوي الله فوق الجميع لذلك:
(فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ)
[سورة النساء الآية: 59]
البند التاسع: لا يأثم امرؤ بحليفه:
وأنه لا يأثم امرؤ بحليفه، الحليف ليس سبباً لعقاب أحد، أنا حينما أحالف جهة تحت ضوء الشمس جهاراً نهاراً علناً، أنا لا أحاسب على ذلك.
البند العاشر: النصر للمظلوم لا للظالم:
وأن النصر للمظلوم، لا للظالم، وأن الجار كالنفس، غير مضار وآثم، الجار يعامل كما يعامل المؤمن نفسه، لأنه ألصق الناس به، إلا أن يكون معتدياً أو آثماً.
وأنه ما كان بين أهل هذه الصحيفة من حدث، أو اشتجار يخاف فساده فإن مرده إلى الله، وإلى محمد صلى الله عليه وسلم، وأن الله أتقى على ما في هذه الصحيفة وأبره.
البند الحادي عشر: دفع المعتدي عن المدينة:
وأن بين هؤلاء جميعاً بين هذه الطوائف، والشرائح، والأطياف، والألوان والمذاهب، والقبائل، والعشائر، وأن بينهم النصر على من دهم يثرب، بالتعبير المعاصر اتفاقية دفاع مشترك، لأن الإنسان هو الإنسان، في كل زمان ومكان، فلو كان بيننا وبين جميع المؤمنين والمسلمين معاهدات دفاع مشترك نافذة لا حبر على ورق، فأيّ دولة تفكر أن تعتدي على بعض الدول، تعدّ للمليون، لأنها سوف تواجه مليارًا و500 مليون، لكن يمكن أن تُهدم غزة بأكملها، أن تُهدم كل بيوتها، أن تُضرب محطات التوليد فتبقى بلا كهرباء، وأن تُجرف بساتين الزيتون، وأن تُردم الآبار، وأن تُمنع الحركة، وأن يقام جدار فصل، والمليار ونصف يتفرجون، أليس كذلك ؟ هذه المعاهدة.
وأن بينهم النصر على من دهم يثرب، وإذا دُعوا إلى صلح يصالحونه، فإنهم يصالحونه، ويلبسونه، دُعوا جميعاً إلى صلح نصالح، دُعوا جميعاً إلى حرب نحارب أرأيت إلى هذه القوة ؟ والمنعة ؟.
البند الثاني عشر: الظالم يعاقَب:
وأنه لا يحول هذا الكتاب دون ظالم أو آثم، الظالم يعاقب، والآثم يعاقب والظالم والآثم ليس بإمكانه أن يحتج بهذا الكلام، ولا تلك المعاهدة.
البند الثالث عشر: ساكن المدينة آمن فيها وآمن عند الرجوع إليها :
وأنه من خرج فهو آمن، ومن قعد في المدينة فهو آمن، إذا خرج يرجع، إن خرج فهو آمن، وإن قعد فهو آمن، إلا من ظلم أو آثم، وأن الله جار لمن بر واتقى ومحمد رسول الله.
أيها الإخوة الكرام، هذه بعض فقرات هذه المعاهدة التي احتوت قبائل شتى وأديان شتى، وعشائر شتى، وأطياف شتى، وألوان شتى، من بدو، إلى موالٍ، إلى مهاجرين، إلى أنصار، إلى أوس وخزرج مسلمين، وإلى أوس وخزرج وثنيين، وإلى أوس وخزرج يهود، كل هؤلاء انتظمتهم هذه الاتفاقية، هذا من تخطيط النبي عليه الصلاة والسلام، وهذا من حكمته، وهذا من منهج الله عز وجل.
استنباط عملي من بنود المعاهدة
ونحن أيها الإخوة، ينبغي أن نرجع إلى أصول هذا الدين، ينبغي أن نرجع إلى أصوله، أي نهر، اذهب إلى ينبوعه ترى ماءاً صافياً، عذباً، ذلالاً، اذهب إلى مصبه ترى ماءاً آثناً أسود اللون، وكذلك الدين ارجعوا إلى أصول الدين، إلى ينابيع الدين، إلى الكتاب والسنة.
وقد قال عليه الصلاة والسلام:
تركت فيكم شيئين لن تضلوا بعدهما: كتاب الله وسنة رسوله
[أخرجه الحاكم في المستدرك عن أبي هريرة]
والحمد الله رب العالمين
محمد رافع 52 25-11-2012, 12:04 AM بناء المجتمع المؤمن
لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي (http://www.muhammad-pbuh.com/ar/?page_id=191)
بسم الله الرحمن الرحيم
أيها الإخوة، هذا المجتمع المدني الجديد فيه أشخاص، الواحد كألف، الآن اتجه هذا المجتمع إلى بناء القوة، كان يتمتع بقوة الإيمان، الآن يبحث عن حق القوة.
وأهم ما فعله النبي في المدينة:
أولاً: إقامة مجتمع مختلف عن نظام القبائل:
أيها الإخوة، بدأت مهمة التربية الفردية للمجتمع الجديد، مع قدوم رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، حيث بدأت عملية إقامة مجتمع مختلف عن نظام القبائل العربية.
مجتمع المسلمين الذي أسس في المدينة مجتمع القيم الأخلاقية، مجتمع المثل العليا، مجتمع الإنسان، الذي تسود حياته المبادئ والقيم، مجتمع رسالة السماء، رسالة السماء الآن متمثلة في المظاهر الإسلامية،
يقول عليه الصلاة والسلام:
إنما بعثت معلما
[أخرجه ابن ماجه من حديث عبد الله بن عمرو]
بعثت لأتمم مكارم الأخلاق
[أخرجه أحمد والحاكم والبيهقي من حديث أبي هريرة]
كل واحد يحاسب نفسه، إن لم تكن متميزاً في أخلاقك، بضبط لسانك، بضبط جوارحك، إن لم تكن متميزاً في إنفاقك، بعباداتك، فلا: تقل أنا مسلم، ولا تقل: أنا مؤمن، في هذا المجتمع أيها الإخوة فيه محافظة على كل الفضائل والمكارم، التي عرفتها المجتمعات الإنسانية السابقة، فيه السعي لإتمامها وإكمالها، في هذا المجتمع فيها استبعاد لمفاسد الأخلاق للظلم والعدوان، وللاستغلال والجهل والعبودية لغير الله، فيه إقصاء لرواسب الماضي وانحرافات الناس الخلقية، والاجتماعية، والنفسية.
ثانياً: تحول الطاقة المبعثرة للأفراد إلى بناء متكامل:
الشيء الدقيق أن هذا المجتمع الإيماني في المدينة، هذا المجتمع تحولت فيه الطاقة المبعثرة للأفراد إلى بناء متكامل يسمو بها جميعاً، ويحقق لها العلم والتقدم، والوحدة الإنسانية، وتوجهها رسالات السماء، وفق المثل العليا الإنسانية،
لذلك أيها الإخوة، يقول الله عز وجل:
(لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ)
[سورة الأحزاب الآية: 21]
ثالثاً: إصلاح العلاقات بين الأفراد:
أيها الإخوة، البناء الفردي أساس البناء الاجتماعي، بناء الفرد أساس بناء الأسرة، أساس الأسرة أساس بناء المجتمع، لذلك النبي عليه الصلاة والسلام اعتنى بالفرد المسلم، لذلك أول شيء فعله النبي عليه الصلاة والسلام إصلاح العلاقات بين الأفراد، الآن استمعوا ما يقول الله عز وجل:
(فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ)
[سورة الأنفال]
أقول لكم هذه الكلمة: لن نكون أقوياء إذا كانت العلاقات فيما بيننا فاسدة، تجد في الأسرة الواحدة الشرخ، الابن مع أمه، والبنت مع أبيها، وخصام دائم، في الشركة الواحدة محوران، ومجتمع واحد فيه اتجاهات، لذلك النقطة الأولى:
(فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ)
يقول عليه الصلاة والسلام:
إِيّاكُمْ وَسُوءَ ذَاتِ الْبَيْنِ فَإِنَهَا الْحَالِقَةُ، لا أقول: حالقة الشعر ولكن أقول: حالقة الدين
ينتهي الدين بفساد ذات البين، إذاً النبي عليه الصلاة والسلام أول شيء أصلح ذات البين، أصلح ما بين المسلمين، لما نزل النبي عليه الصلاة والسلام على بني عمرو بن عوف، وقد كان بين الأوس والجزرج ما كان من العداوة، الأنصار أوس وخزرج، بينهم عداوة لا يعلمها إلا الله، أول عمل فعله النبي أنه أزال العداوة بين الأوس والخزرج، لأن المجتمع المنشق على نفسه ينتهي، احفظوا هذه القاعدة، إذا كان في بيتك انشقاق انتهى البيت، صار الوقت كله للصراع الداخلي، ليس هناك إنجاز، ولا الطالب يتفوق، ولا الفتاة تتفوق، ولا الأب مرتاح، ولا الزوجة مرتاحة، فحيثما حل الشقاق حل التخلف،
لذلك قال عليه الصلاة والسلام:
إِيّاكُمْ وَسُوءَ ذَاتِ الْبَيْنِ
فحينما رأى بين الأوس والخزرج من العداوة الشيء الكثير، وكانت الخزرج تخاف أن تدخل دار الأوس، الخزرجي يخاف أن يدخل دار أوسي، وكانت الأوس تخاف أن تدخل دار الخزرج، لذلك عليه الصلاة والسلام أول عمل قام به أنه ألف بين الأوس والخزرج.
الآن كدرس عملي:
كل واحد له أسرة لو كان فيها خلاف بين اثنين، بين أخوين، بين عمين، بين خالين، وجمع الأسرتين، وفق بينهما، وصار الصلح، تماسكت الأسرة، في كل مكان خلافات، نحن نريد من هذه السيرة أن تكون درسا عمليا لنا، أن نقتبس منها الدروس والعبر، ألا ندع خلافاً بين الأوس والخزرج، لذلك سمى القرآن الكريم الخلاف بين المؤمنين كفراً، كيف؟
(وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنْتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ آَيَاتُ اللَّهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ)
[سورة آل عمران الآية: 101]
لأنه جاءت موجة كراهية بين الأوس والخزرج، فنزل قوله تعالى:
(وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنْتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ آَيَاتُ اللَّهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ)
معنى ذلك أن الله سمى الخلاف بين المؤمنين كفراً، لذلك من مقتضيات الإيمان أن أُزيل كل خلاف في ما بين المؤمنين، أن أُجري صلاحاً بين كل المتخاصمين، هذه من دروس السيرة، أن لا يبنى مجتمع قوي يستأهل النصر إلا على أفراد مؤمنين، موحدين، زكوا أنفسهم، وطلبوا العلم، ودعوا إلى الله وصبروا على قضائه وقدره.
إذاً الدرس الأول: إزالة الخلافات الفردية، هذا من أولى مهمات النبي عليه الصلاة والسلام في المدينة، كإسقاط لهذه الحقيقة على مجتمعنا يجب أن تعاهد نفسك، أن توفق بين كل متخاصمين، وأن تزيل خلافاً بين كل شخصين، على مستوى أسرة، على مستوى عائلة، على مستوى حي، على مستوى أصدقاء، جيران، حرفة، لأن النبي عليه الصلاة والسلام يقول:
يد الله على الجماعة، ومن شذ شذ إلى النار
[أخرجه الترمذي عن ابن عباس]
عليكم بالجماعة وإياكم والفرقة، فإن الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد
[أخرجه أحمد، والترمذي والحاكم، عن عمر]
فإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية
[رَوَاهُ أبُو دَاوُدَ عن أبي الدرداء]
أنا تعقيبي على أن النبي عليه الصلاة والسلام أصلح ذات البين، لأنه لن تقوم لنا قائمة وبيننا خلافات شديدة تفرق وحدتنا، وتمزق جمعنا، ولنقتدِ برسول الله، ولو على مستوى بسيط.
إذاً أول مرحلة فعلها النبي عليه الصلاة والسلام إصلاح ذات البين، بين قبيلتين كبيرتين في المدينة المنورة، الأوس والخزرج، ونحن لا نستطيع أن نواجه عدواً قوياً معه العالم كله إلا بمجتمع إسلامي متماسك، إذاً ينبغي علينا بادئ ذي بدء أن نصلح ذات البين، بين أطياف المجتمع، وشرائح المجتمع، وعناصر المجتمع، هذا الذي فعله النبي بادئ ذي بدء.
الآن يعبرون عن هذا الذي فعله النبي عليه الصلاة والسلام في المدينة تحت عنوان إسلامي: إصلاح ذات البين يعبرون عنه بالمصطلح الحديث بالمصالحة الوطنية، هذا لا بد منه كي نواجه عدواً متغطرساً، قوياً جباراً، بطاشاً لا يرحم طفلاً، ولا امرأة، ولا يبقي على منشأة، وهذا ما ترونه وتسمعونه.
رابعاً: المساواة بين الناس:
وعدم التمييز بين أفراد وجماعات، كيف؟ لا بد من المساواة بين الناس.
قال الله تعالى في القرآن الكريم:
(إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ)
[سورة الحجرات الآية: 13]
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
كلكم بنو آدم وآدم من تراب
[أخرجه أبو داود والترمذي عن أبي هريرة ورواه الترمذي ابن عمر]
الناس سواسية كأسنان المشط
[أخرجه الديلمي عن سهل بن سعد]
ما لم يعتمد في المجتمع مقاييس كمقياس العلم والعمل فقط، يرجح الإنسان في بمجتمع المسلمين بعلمه أولاً، وبعمله ثانياً، أما قضايا النسب، وقضايا القوة، والوسامة والذكاء، والغنى هذه قيم ينبغي ألا تعتمد في مجتمع يريد أن يكون قوياً.
يروى أن بعض التابعين وهو الأحنف بن القيس كان قصير القامة، أسمر اللون أحنف الرجل، في عرج، مائل الذقن، ناتئ الوجنتين، غائر العينين، لم يكن شيء من قبح المنظر إلا وهو آخذ منه بنصيب، وكان مع ذلك سيد قومه، إذا غضبَ غضب لغضبته مئة ألف سيف، لا يسألونه فيما غضب، وكان إذا علم أن الماء يفسد مروءته ما شربه.
أو شيء فعله النبي لإنشاء مجتمع قوي إصلاح ذات البين.
الشيء الثاني أرسى المساواة بين أفراد المؤمنين، من دون استثناء، ونعبر عن هذا الإرساء بأنه يوم خرج النبي عليه الصلاة والسلام من قباء باتجاه المدينة وقف الأنصار داراً بعد دار، عشيرةً بعد عشيرة، يدعون رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ينزل بهم
فكان يقول لهم:
دعوها، فإنها مأمورة
أيّ ناقته، لو نزل بأيّ مكان، بأيّ بيت، بأيّ عشيرة، بأيّ قوم ميزهم بلا مرجح، وجعل الطرف الآخر أصغر من هؤلاء الذين نزل عندهم.
حينما تخص ابناً ولا تخص أخاه فقد ميزت الأول على الثاني، أما القرعة فما فيها تمييز، حاول أن تكون عادلاً بين أولادك، وإذا اقتضى الأمر أن تختار واحدا منهم فليكن بالقرعة.
ما عاشر النبي واحد إلا وهو يظن أنه أقرب الناس إليه، كل واحد ممن التقى مع النبي صلى الله عليه وسلم يظن أنه أقرب الناس إليه، أما مجتمع إنسان من الدرجة الأولى ، وإنسان من الدرجة الثانية، إنسان من الدرجة الثالثة، والرابعة، والخامسة، الذي ما يعانيه العالم اليوم ما يسميه العنصرية، فما العنصرية؟.
أنا أرى أن البشر يمكن أن يصنفوا تصنيفين، لا ثالث لهما، تصنيف إنساني وتصنيف عنصري، من هو العنصري؟ هو الذي يرى نفسه متميزاً على من حوله، يحق له ما لا يحق لهم، وهو معفى مما يجب عليهم، ينبغي أن يأكل وحده، وأن يسكن وحده، وأن يستمتع بالحياة وحده، وأن يشتري من الأشياء الثمينة ما يحلو له وحده، وأن يبني مجده على أنقض الآخرين، وأن يبني غناه على فقرهم، وأن يبني حياته على موتهم، وأن يبني أمنه على موتهم، وأن يبني عزه على ذلهم، هذا عنصري.
الذي نعانيه من الغرب العنصرية، يعاملون شعوبهم معاملة تفوق حد الخيال، ويعاملون بقية الشعوب معاملة تترفع عنها الوحوش، يستخدمون أسلحة الدمار الشامل لإفناء البشر، وإبقاء الحجر، لذلك لا يمكن أن تنهض أمة بأناس من طبقتين: قوي وضعيف، لا بد من أن يكون الناس سواسية كأسنان المشط.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
فلا فضل لعربي على أعجمي، ولا أحمر على أسود إلا بالتقوى
[رواه الطبراني عن ابي سعد]
وأيْمُ الله لَوْ أنّ فَاطِمَةَ بِنْتَ مُحَمّدٍ سَرَقَتْ لَقَطَعْتُ يَدَهَا
[مُتَّفَقٌ عَلَيه]
هذا مجتمع العدل والسواسية، بهذا نقوى على أعدائنا، بهذا نواجههم، بهذا نقف صفاً واحداً، بهذا لا نخترق من قبلهم.
دعوها، فإنها مأمورة
حتى بركت عند المربد، وفي ذلك احترام للجميع وإصرار على عدم التمييز بينهم، وإذا كان نزوله في دار أبي أيوب الأنصاري فليس في ذلك إحراج أو تمييز، لأن داره أقرب دار لمبرك الناقة، سواسية، إصلاح ذات البين، ثم مجتمع المساواة.
أضرب لكم بعض الأمثلة: عندك في المحل التجاري شاب يعمل عندك، ابنك تريده طبيباً، تضعه في أغلى المدارس، تجلب له أمهر الأساتذة، أما هذا الذي عندك في المحل يرجوك أن يغادر المحل قبل ساعة، ليلتحق بمدرسة ليلية، لينال كفاءة، هو يتيم، فلا تسمح له، أنت عنصري، ولو صليت وصمت.
حينما تعامل الناس بطريقة فيها استعلاء، وفيها فوقية، وفيها غطرسة، حينما تريد لأولادك ما لا تسمح به لأولاد الآخرين فأنت عنصري، قد يكون المسلم في هذا الزمان عنصريا، لن يرضى الله عنا إلا إذا كنا إنسانيين.
هل من حرفة أقل في الأرض من أن تكنس؟ امرأة تقمّ المسجد، توفيت أصحاب النبي الكريم ظنوا أنها أقلّ من أن يخبروا بموتها رسول الله، فلما تفقدها قالوا: ماتت يا رسول الله، قال: هلا أعلمتموني؟ وقام إلى قبرها وصلى عليها صلاة الجنازة استثناءاً من أحكام صلاة الجنازة هي في قبرها صلى عليها.
الذي نراه في العالم من توحش، وهمجية، وقتل أبرياء، وتهديم منشاءات، هذه العنصرية بعينها.
إخواننا الكرام، العنصرية ليست وجهة نظر، إنما هي جريمة، عندك بنت في البيت من احدى الدول الفقيرة تعمل كخادمة، لا تسمح لها أن تتصل بأهلها إطلاقاً، أنت عنصري، ولو ذهبت إلى المسجد، كما أنك تشتاق إلى أهلك هي تشتاق إلى أهلها، حينما تكلفها فوق طاقتها، حينما لا تعينها على مهمتها، حينما تسهرها إلى ما بعد منتصف الليل، من أجل أن تلبي حاجاتك حينما لا تعاملها كابنتك، أنت عنصري، عنصري ولو كنت مسلماً.
كنت مرة في محل تجاري، صاحب المحل يُحمّل أحد موظفي المحل الصغار أثواباً على ظهره، أول ثوب الثاني، الثالث، الرابع، قال له: لا أستطيع، قال له: أنت شاب حمل ابنه ثوباً واحداً فقال: يا بني احذر ظهرك، خاف عليه، هذا عنصري، ولو أنك تصلي وتصوم ـ دققوا ـ لا يمكن أن ننتصر على أعدائنا إذا كنا عنصريين، لأنهم عنصريون، فإذا كنا نحن عنصريين لا ننتصر، يجب أن نكون ربانين إنسانين.
لما فتح الفرنجة القدس ذبحوا 70 ألفاً، فلما فتح صلاح الدين القدس لم يرق قطرة دم واحدة، إنساني، مقيد بالشرع، يخاف من الله.
أيها الإخوة، العنصري إنسان يرى نفسه متميزاً على الآخرين، يحق له ما لا يحق لهم، عشرة آلاف أسير، و30 عضو مجلس شعب في فلسطين اعتقلوا، و8 وزراء، وشعب لبنان بأكمله لا يساوي جنديين أُسرا، ما اسم هذا؟ عشرة آلاف أسير، و8 وزراء، و30 عضو مجلس برلمان، وشعب لبنان بأكمله، لا يساوون جنديين أُسرا؟! هذه عنصرية، الإنسان إما أن يكون متصلاً بالله فهو إنساني، وإما أن يكون منقطعاً عنه فهو عنصري.
بعض الخادمات ينتحرن أحياناً من قسوة المرأة في البيت، تلقي بنفسها من الطابق الرابع فتموت، لا تحتمل قسوتها، الضرب، والإيلام، عنصرية، ولو صلّت وصامت، وسوف يعاقبها الله عقاباً شديداً.
المؤمن إنساني، يعامل الناس كما يجب أن يعاملوه، يرحم الغريب والقريب، يرحم الآخرين كما يرحم أولاده.
نزوة صغيرة في ساعة غضب، والصحابة ليسوا معصومين،
قال بعض الصحابة لبلال:
يا ابن السوداء
بلغ ذلك النبي عليه الصلاة والسلام فقال لهذا الصحابي الجليل القرشي:
إنك امرؤ فيك جاهلية
[أبو داود عن أبي ذر]
فلم يرضَ هذا الصحابي بعد أن سمع هذا من رسول الله إلا أن وضع رأسه على الأرض، وأمر بلالاً أن يضع قدمه فوق رأسه، هذا هو الإسلام.
أنت مدير مؤسسة، عندك حاجب، إن لم تعامل هذا الحاجب كما تعامل أكبر موظف فلست مؤمنا، الإنسان عند الله مكرم.
لذلك أنا أقول دائماً: المرض الأول في العالم الآن، كيف عندنا أمراض في الجسم كالورم الخبيث، أمراض عضالة، العالم كله الخمس قارات يعاني مرضا عضالا، ما هذا المرض؟ العنصرية، من هو العنصري؟ هو الذي يرى نفه فوق البشر، يرى أن البشر في خدمته، وأن لحياته قيمة، وليس لحياتهم قيمة، وأن وقته ثمين، وليس وقتهم ثميناً وأنه معفى مما يجب على غيره، وأنه يحق له ما لا يحق لغيره، وأنه يبني مجده على أنقاض الآخرين، ويبني غناه على فقرهم، ويبني حياته على موتهم، ويبني أمنه على خوفهم، ويبني عزه على ذلهم.
إذاً المساواة بين الناس بند إسلامي.
محمد رافع 52 25-11-2012, 12:07 AM خامساً: راعى النبي صلى الله عليه وسلم الظروف الاجتماعية:
راعى النبي صلى الله عليه وسلم الظروف الاجتماعية، لكل أسرة حينما استقبلوا المهاجرين، فالمهاجرون الشباب الذين لم يتزوجوا نزلوا على سعد بن خثيمة، وكان عزباً، لا زوجة له، وسميت داره باسم دار الأعزاب، ونزل المهاجرون مع زوجاتهم وأولادهم على الأنصار أصحاب الأهل والسعة في المسكن والرزق.
أيها الإخوة، الآن النبي عليه الصلاة والسلام يبني المجتمع، صلاح الدين الأيوبي كيف انتصر على الفرنجة؟ بين بدء أخذه بالأسباب وانتصاره خمسون عاما، أنشأ مجتمعا مسلما، بدأ بالتعليم، علم منهج الله عز وجل، حمل الناس على طاعة الله، ألغى كل المنكرات.
فلذلك أيها الإخوة، النبي عليه الصلاة والسلام أنشأ مجتمعاً ما فيه خلافات، مجتمعاً تحكمه قيم واحدة.
لَوْ أنّ فَاطِمَةَ بِنْتَ مُحَمّدٍ سَرَقَتْ لَقَطَعْتُ يَدَهَا
هذا المجتمع هو الذي صار قوياً وحقق النصر على أعتا قوة في الجزيرة العربية.
سادساً: جمع الشمل:
الآن هناك شيء اسمه جمع الشمل، بلاد كثيرة إسلامية لا تقبل موظفاً من بلد آخر إلا وحده من دون زوجته، سنة بأكملها هو يعاني بُعده عن زوجته، وهي تعاني بُعدها عن زوجها، فإذا كان هو أو هي ضعيف الإيمان أخطأ، وأخطأت، ووقعت الفاحشة، لبُعده عن زوجته.
بينما النبي عليه الصلاة والسلام حينما بنى مجتمع المدينة جمع شمل الأسر، ماذا فعل؟ أرسل النبي عليه الصلاة والسلام وهو في بيت أبي أيوب زيد بن حارثة، وأبا رافعة إلى مكة، وأعطاهما 500 درهم وبعيرين ليأتيا بمن بقي في مكة منهم عائشة بنت أبي بكر، وأختها أسماء زوجة الزبير وهي حامل، فولدت عبد الله بن الزبير في قباء، لشدة متاعب الهجرة، ثم قدمت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فوضعته في حجره، فكان عبد الله بن الزبير أول مولود ولد في الإسلام في المدينة.
سابعاً: المؤاخاة:
الشيء الأكبر من أسس هذا المجتمع المؤاخاة،
لأن الله عز وجل يقول:
(إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ)
[سورة الحجرات الآية: 10]
وما لم يكن انتماءك إلى مجموع المؤمنين فلست مؤمناً.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
المُسْلِمُ أخُو المُسْلِمِ
[رواه الترمذي عن أبي هريرة]
المسلم في أي مكان، وفي أي زمان أخو المسلم.
والإسلام أيها الإخوة خاصة، والدين عامة حاجة الإنسان إليه كحاجته للهواء، والهواء لا يستطيع أحد أن يحتكره، الماء يحتكر، الأرض تحتكر، المحل يحتكر، أما الهواء فلا يحتكر، لذلك حاجة الإنسان إلى الدين كحاجته إلى الهواء، والهواء لا يحتكر، لا يمكن أن يحتكره قوم، ولا بلد، ولا إقليم، ولا طائفة، ولا مذهب، الدين كالهواء.
فلذلك كل من يتوهم أن وحده على حق، وما سواه على باطل من دون دليل، من استقصاء فهو واهم، لذلك النبي عليه الصلاة والسلام بدأ ببناء المجتمع الإسلامي عن طريق المؤاخاة، فما لم تشعر بأخوتك لهذا المؤمن، وما لم تشعر أن هذا المؤمن أقرب الناس إليك، وأحب الناس إليك، ما لم يكن انتماءك للمؤمنين فلست كامل الإيمان.
أما حينما نرى أن المؤمنين بعضهم يتهم بعضاً، بعضهم ينتقص من بعض ، بعضهم يشتم بعضاً، بعضهم يقاتل بعضاً، هذه وصمة عار بحق المسلمين،
(إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ)
فقد آخى النبي صلى الله عليه وسلم بين المهاجرين والأنصار في دار أنس بن مالك، وكانوا تسعين رجلاً، نِصفهم من المهاجرين، ونِصفهم الآخر من الأنصار، آخى بينهم على المواساة، يتوارثون بعد الموت، دون ذوي الأرحام، إلى حين غزوة بدر، في رمضان من السنة الثانية للهجرة،
فلما أنزل الله عز وجل قوله:
(وَأُوْلُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ)
[سورة الأحزاب الآية: 6]
رُد التوارث إلى الرحم دون عقد الأخوّة، ففي بداية الإسلام كان هناك أسر بعض الأبناء فيها مسلم، وبعض الأبناء مشرك، لذلك شاءت حكمة الله أن يكون التوارث بين الإخوة المؤمنين، ولكن بعد حين:
(وَأُوْلُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ)
رُد التوارث إلى الرحم دون عقد الإخوة.
وكانت المؤاخاة في شهر رمضان من السنة الأولى للهجرة، أي بعد الهجرة بخمسة أشهر.
محمد رافع 52 25-11-2012, 12:12 AM 1. من أغراض المواخاة:
أ. ذهاب وحشة الغربة:
إذاً: ورد في بعض كتب السيرة أن الغرض من المؤاخاة ذهاب وحشة الغربة وصدقوا أيها الإخوة، أننا في غربة.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
إِنَّ الدِّينَ بَدَأَ غَرِيبًا، وَيَرْجِعُ غَرِيبًا، فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ الَّذِينَ يُصْلِحُونَ مَا أَفْسَدَ النَّاسُ مِنْ بَعْدِي مِنْ سُنَّتِي
[الترمذي عن عمرو بن عوف بن زيد]
ما لم تشعر بالغربة ففي إيمانك خلل.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
المسلم في آخر الزمان غريب، القابض على دينه كالقابض على الجمر أجرهم كأجر سبعين، قالوا: منا أن منهم؟ قالوا: بل منكم، لأنكم تجدون على الخير معواناً ولا يجدون
[ورد في الأثر]
فما لم تشعر بالغربة ففي الإيمان خلل.
إذاً: الغرض من المؤاخاة ذاهب وحشة الغربة، ولا سيما بعد مفارقة الأهل والعشيرة.
ب. شد أزر المؤمنين بعضهم ببعض:
ومن أغراض المؤاخاة شد أزر المؤمنين بعضهم ببعض، فلما أعز الله الإسلام، وجمع الشمل، وذهبت الوحشة، بطل التوارث، ورجع كل إنسان إلى نسبه ولذي رحمه.
في أيام الضيق، في أيام الشدة، في أيام الفتن، في أيام الطرقات مليئة بالنساء الكاسيات العاريات، في زمن الفضائيات، في زمن الانترنيت، في زمن ال*****ة، ما من إنسان تألفه، وتأنس به، ويأنس بك، كالأخ في الله،
لذلك ورد في بعض الآثار القدسية:
حقت محبتي للمتحابين فيّ، وحقت محبتي للمتواصلين فيّ، وحقت محبتي للمتناصحين فيّ، وحقت محبتي للمتزاورين فيّ، وحقت محبتي للمتباذلين فيّ، المتحابون فيّ، على منابر من نور يغبطهم بمكانهم النبيون والصديقون والشهداء
[رواه الطبراني عن عبادة بن الصامت]
وقد علمنا عليه الصلاة والسلام أنك إذا أحببت أخاً في الله أعلمه أنك تحبه،
قل له: إني أحبك في الله، ينبغي أن يقول لك: أحبك الله كما أحببتني،
والحب أحد أركان الحياة النفسية، الإنسان عقل يدرك، وقلب يحب، وجسم يتحرك، فإذا أحببت أخاً في الله كان هذا الأخ لك معيناً، ورفيقاً، وناصحاً، ومحباً.
ت. حاجة الأنصار إلى التفقه في الدين:
الآن للمؤاخاة أهداف أبعد، وأشمل من مجرد التوارث للأسباب التالية: حاجة الأنصار إلى التفقه في الدين.
أحياناً أنت آخيت أخًا حديث عهد بالمسجد، وأنت لك في المسجد سنوات طويلة، تلقيت علماً غزيراً، عندك فضل علم، فإذا آخيت إنسانا مبتدئا، أعطيته من علمك، تدارست معه القرآن، تحاورت معه في الفقه، علمته ما في بعض السيرة، بينت له الأمور التي تعلمتها.
إذاً المؤاخاة لها هدف آخر،
لذلك قال الله تعالى:
(قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِكُمْ مِنْ جِنَّةٍ)
[سورة سبأ الآية: 46]
إذا جلست مع أخيك فتحاور حول هذا الدين، حول هذا النبي الكريم، حول سنته حول عظمة الإسلام.
مرة حضر أمام النبي عليه الصلاة والسلام رجل تكلم فألحن، أخطأ، فقال:
أرشدوا أخاكم فإنه قد ضل
النبي عليه الصلاة والسلام علم أصحابه سنوات طويلة، الآن جاء إلى المدينة والأنصار لا يعلمون شيئاً، يحبون النبي عليه الصلاة والسلام، لكن علمهم قليل، بهذه المؤاخاة جعل السابقين بالعلم يمنحون إخوانهم الأنصار العلم الذي تعلموه من رسول الله.
إذاً أحد أسباب المؤاخاة، وهذا من بناء الرسول عليه الصلاة والسلام حاجة الأنصار إلى التفقه في الدين.
ث. القدوة الصالحة:
شيء آخر، الدين يؤخذ بالقدوة الصالحة، القدوة الصالحة حقيقة مع البرهان عليها، والإسلام لا يعيش إلا بالمثل، الإسلام لا ينمو وهو في الكتب، ينمو بمسلم تراه عينك ،
لذلك كما أن الكون قرآن صامت، والقرآن كون ناطق، والنبي عليه الصلاة والسلام قرآن يمشي،
ونحن الآن في أمسِّ الحاجة إلى مسلم يمشي على قدمين، ينبغي أن ترى أمانته، وأن ترى صدقه، وأن ترى عفافه، وأن ترى محبته، وأن ترى إنصافه، وأن ترى غناه عما سوى الله.
إذاً الحاجة إلى التفقه في الدين، والدين يؤخذ بالقدوة الصالحة، وقد مضى العهد المكي، وما فيه من قرآن منزل وجهاد دعوي، وصبر على الأذى، وهجرة وصحبة، وتربية نبوية، لا يحمله يوم الهجرة إلى هؤلاء المهاجرين إلا إخوانهم الأنصار، وليس من الممكن أن يعاود رسول الله صلى الله عليه وسلم لينقل إليهم أفراد وجماعات تلك العلوم التي عاشوها.
أيها الإخوة، لكن من الضروري أن يتم توزيع المهاجرين على عشائر الأنصار يعيشون معهم حياتهم بكل تفاصيلها، ليتمكنوا من صناعة القدوة الحسنة، والوحدة التربوية النبوية بين الجميع، ولا يمكن تحقيق ذلك بغير العيش المشترك الذي يتجاوز المصاعب التي تفرضها مشكلات السكن والعمل والصحبة، فبالمؤاخاة أصبح المهاجر أخاً لا يبعده عن أخيه الأنصاري العادات والتقاليد الاجتماعية، والدراسية وغيرها.
إذاً كما أن النبي صلى الله عليه وسلم آخى بين أصحابه المهاجرين بالأنصار أصحابه الجدد، ينبغي أن القوي يؤاخي الضعيف، والغني يؤاخي الفقير.
ج. تحقيق التكامل، والتكافل، والتعاون الاجتماعي:
تحقيق التكامل، والتكافل، والتعاون الاجتماعي في جميع الأحوال والمجالات، فالفرائض الإسلامية من صلاة، وزكاة، وصوم، وحج نقوم بها جميعاً، والذي يشكل بمجموعه غاية المؤاخاة، الصلاة واحدة، والملك والخفير يصليان جنياً إلى جنب في المسجد، في الحج الخفير يطوف، والملك يطوف، والخفير يسعى، والملك يسعى، في مناسب الحج لا فرق بين أمير وخفير، ولا بين قوي ولا ضعيف، ولا بين غني وفقير.
لذلك العبادات كالصلاة، والصوم، والحج، مطبق على الجميع، من دون استثناء، ليس هناك مسعى خاص للكبراء، بالسلك الدبلوماسي، ولا طواف خاص لعلية القوم، مناسك الحج والعمرة، والصيام، والصلاة واحدة لدى الجميع.
لذلك…. أن يكون كل واحد من المؤمنين عوناً وسنداً للآخر، فمن للمهاجرين غير الأنصار، يسكنون إليهم، ويشاركونهم حياتهم، ومأكلهم، ومشربهم، وآلامهم وأفراحهم، وجهادهم، والذود عن حياضهم، ومن للأنصار غير المهاجرين يعلمونه الدين، ويفقهونهم فيه، ويقرئونهم القرآن؟ أرأيت إلى هذه المصالح المتكاملة، أروع التكامل المضاربة.
لو فرضنا إنسانا معه مال، وهو متقدم في السن، ولا يحسن استثماره، لو أن شاباً مهندساً زراعياً مثلاً، طاقة كبيرة جداً، طاقة كبيرة ومثقفة، لكن ما معه مال، فعملوا مشروعاً، الأرباح مناصفة، هذا بماله، وهذا بجهده، المؤاخاة لها معنى واسع جداً، حتى شركات التجارة مؤاخاة، واحد بماله وواحد بجهده.
لذلك أيها الإخوة، من حكم المؤاخاة تكامل الأنصار والمهاجرين، أما صور هذه المؤاخاة فتبين السمو الذي بلغه الأنصار والسمو الذي بلغه المهاجرون، نذكر منها:
محمد رافع 52 25-11-2012, 12:18 AM 2. صور من الأخوة الصادقة بين الصحابة:
أ. بين سعد بن الريع وعبد الرحمن بن عوف:
تميل النفس الإنسانية المهذبة المزكاة إلى المحبة الصادقة، والتضحية والإيثار، فكيف وقد عظم الإسلام مكانة المتحابين بالله، وعلى هذا الشعور الديني تقدم الأنصاري سعد بن الربيع إلى أخيه في الله عبد الرحمن بن عوف، فقال، الآن عندنا أنصاري، اسمه سعد بن الربيع، ومهاجر اسمه عبد الرحمن بن عوف،
قال:
إني أكثر الأنصار مالاً، أقسم لك مالي نصفين
عندي بستانان خذ أحدهما، عندي بيتان خذ أحدهما، عندي دكانان خذ أحدهما،
قال عبد الرحمن بن عوف:
بارك الله لك في أهلك ومالك، ولكن دلني على السوق
ما هؤلاء الأصحاب الذين رباهم النبي عليه الصلاة والسلام؟ الأنصار أسخياء، والمهاجرون أعفّة.
الآن الغني الغنى الفاحش إذا استطاع أن يعالج في مستشفى مجاناً من حق الفقير لا يقصر، الأنصاري بذل نصف ماله، والمهاجر تعفف عن المال، بارك الله لك في مالك ولكني دلني على السوق.
دلوه على سوق بني قينقاع، فما انقلب إلا ومعه فضل أقط وسمن، ثم تابع الغدو الأقط لبن مجفف، وسمن، أرباحه كانت غذاء،
تابع الغدو إلى السوق، ثم جاء يوماً وبه أثر صفرة، و الصفرة طيب لونه أصفر،
فقال له النبي صلى الله عليه وسلم:
ما الأمر؟
قال له:
يا رسول الله تزوجت
دخل للسوق، وباع واشترى، وجمع مالا، وتزوج.
إخواننا الكرام، ما فتح أحد على نفسه باب مسألة إلا فتح الله عليه باب فقر.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
مَنْ دَخَلَ عَلَى غَنِيٍّ فَتَضَعْضَعَ لَهُ ذَهَبَ ثُلْثَا دِيِنِه
[رواه الطبراني، ورواه أبو الشيخ عن أبي الدرداء]
الشيء الذي يلفت النظر أنه كما أن الأنصاري سخي المهاجر عفيف، ما قبل أن يأخذ شيئاً، عرض عليه بيتاً، ودكاناً، وبستاناً،
قال له:
بارك الله لك بمالك دلني على السوق، تاجر وربح الإقط والسمن، ثم تاجر فتزوج
فلما رآه النبي عليه أثر صفرة قال له:
ما الأمر؟
قال:
تزوجت يا رسول الله
قال:
كم سقت إليها؟
ما المهر؟
قال:
نواة من ذهب
يعني بحجم نواة ذهباً، أو وزن نواة من الذهب،
قال النبي صلى الله عليه وسلم:
أَوْلِم ولو بشاة
لذلك من السنة أن يكون في حفل عقد القران وليمة وطعام.
ب. مشاركة الأنصار مع المهاجرين في أشجار النخيل:
الأنصار مثل آخر من أمثلة المؤاخاة:
قالت الأنصار للنبي صلى الله عليه وسلم
اقسم بيننا وبينهم النخل
الأنصار اقترحوا أن يكون نخل المدينة مشاركة مع إخوانهم المهاجرين،
قالوا: لا، قال: تكفوننا المئونة، وتشاركوننا في التمر
الأنصاري عرض أن يتملك المهاجر نصف أشجار النخيل، قال: لا، نحن نعتني بهذه الأشجار بجهدنا، أعطونا بعض الثمار، ولتبق الأشجار لكم، أرأيتم إلى هذه العفة؟! هذه مضاربة، وهذه أفضل شركة في الإسلام، والنبي عليه الصلاة والسلام أول مضارب في الإسلام، هو بجهده والسيدة خديجة بمالها، ولعل أمانته، وعفته كانت سبب زواجه منها.
قالوا: تكفوننا المئونة، وتشاركوننا في التمر، قالوا: سمعنا وأطعنا
وهذا يشبه شركات المضاربة اليوم، العامل بعمله، والمالك بماله،
وكان حمزة بن عبد المطلب، وزيد بن حارثة أخوين، وإليه أوصى حمزة يوم أحد حين حضره القتال، نزل أبو بكر الصديق في المدينة على خارجة بن يزيد، ابن أبي زهير، وتزوج ابنته حبيبة، ولم يزل في بني حارث ابن الخزرج بالصلح حتى توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر الصديق وخارجة بن زيد أخوين.
أنا أتمنى أن تترجم هذه الحقائق إلى سلوك عندكم، إلى مؤاخاة، تعلمنا شيئا جديدا، الذي معه مال، ولم يحسن استثماره ليؤاخ إنساناً خبيراً ليس معه مال، الغني يؤاخي الفقير، والقوي يؤاخي الضعيف، وصاحب الحرفة يؤاخي إنسانا لا يتقن هذه الحرفة، وبهذا تتكامل حياة المسلمين.
3. ملاحظات حول عقد الإخاء:
أ. عدد المهاجرين والأنصار الذين آخى بينهم الرسول عليه الصلاة والسلام:
إن عقد المؤاخاة اشتمل على 45 رجلاً من المهاجرين، و45 من الأنصار، تصور 90 رجلا، والمسلمون اليوم مليار و500 مليون.
قال الله تعالى في القرآن الكريم:
(مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ)
[سورة إبراهيم]
أنت قد لا تعلم الخير الكثير الذي ينتج عن دعوتك إلى الله، قد لا تعلم، وأنت ضعيف، لكن الله عز وجل يمكن أن يجري على يديك من الأعمال الصالحة ما لم يوصف.
للتقريب: أحد الإخوة الكرام عنده بنت في البيت فاعتنى بها، اعتنى بدينها، بصلاتها بإيمانها، بأخلاقها، حتى زوجها من شاب مؤمن، هذه الأسرة أنجبت أولاداً نشؤوا في طاعة الله، نشؤوا في بيت مسلم، من يدريك أيها الأخ أن هذا الذي توجه إلى الله، وتزوج امرأة صالحة، وأنجب أولاداً صالحين أن هذا يوم القيامة يرى من نسله مليون إنسان مؤمن، وكل أعمالهم في صحيفته؟ والدليل:
قال الله تعالى في القرآن الكريم:
(وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ)
[سورة الطور]
45 رجلا نتج عنهم مجتمع من مليار و500 مليون، هذا الذي وصل بالإسلام إلى الصين، كل من أسلم في هذا البلد في صحيفته، والذي وصل بالإسلام إلى الغرب وشمالي إفريقيا.
لذلك كل ما عملت عملاً كهذا العمل في صحيفتك، هذا على موضوع أن الـ45 بـ 45 أصبحوا مليار و500 مليون.
ثم ينبغي أن نعلم أنه لن تقتصر المؤاخاة على مهاجرين قريش وعلى عقد المؤاخاة في دار أنس فقط، إنما ستستمر .
ب. من كمال المؤاخاة أن لا تكون بين متماثلين :
من كمال المؤاخاة لا أن تكون بين متماثلين، أن تكون بين إنسان له أسبقية، إنسان حديث، فالذي له أسبقية يعلم المبتدئ، وقد تكون بين غني وفقير، فالغني يرعى الفقير، وبين قوي وضعيف، وبين صحيح ومريض، وبين متزوج وشاب على طريق الزواج، يعطيه خبراته، افعل، لا تفعل، إياك أن تقول هذه الكلمة، عامل أهل زوجتك هكذا.
فلذلك المؤاخاة ليست مجرد لقاء اثنين، بل التعاون بين اثنين، فإذا كان هناك تفاوت بينهما كان هذا التعاون مثمرا، هكذا تخطيط النبي عليه الصلاة والسلام.
كان عليه الصلاة والسلام إذا أسلم رجل يقول لأصحابه:
خذوا أخاكم، فقد أسلم، فعلموه الإسلام
ت. المؤاخاة في الإسلام مدرسة تربوية:
أيها الإخوة، المؤاخاة في الإسلام مدرسة تربوية، وعهد دائم يلتزم به المسلم مدى الزمن، وتفقد بعضهم بعضاً، وما من شيء أحب إلى الإنسان من أخ في الله، الأخ في الله غالٍ جداً، الأخ في الله نوع متميز، يأخذ بيدك، وتأخذ بيده، ينصحك وتنصحه، يعاونك وتعاونه، يقرضك وتقرضه، يخدمك وتخدمه، من هنا قال عليه الصلاة والسلام فيما يرويه عن ربه:
والشهداءحقت محبتي للمتحابين فيّ، وحقت محبتي للمتواصلين فيّ، وحقت محبتي للمتناصحين فيّ، وحقت محبتي للمتزاورين فيّ، وحقت محبتي للمتباذلين فيّ، المتحابون فيّ، على منابر من نور يغبطهم بمكانهم النبيون والصديقون
[أخرجه أحمد، والطبراني، والحاكم، عن عبادة بن الصامت]
ث. حاجة المسلمين اليوم إلى الحب في الله:
ونحن أيها الإخوة، كمسلمين بحاجة إلى المحبة، مع مضي الأزمان قسا القلب، صار فينا خصومات، ومهاترات، وتراشق تهم، وعلاقات غير طيبة،
لذلك قال الله تعالى في القرآن الكريم:
(وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ)
[سورة الأنفال الآية: 46]
نحن بحاجة إلى أن نحب.
أيها الإخوة، ماذا أقول لكم؟:
صحابيان صليا العشاء معاً في مسجد النبي عليه الصلاة والسلام، وخرجا معاً إلى البيت، عند افتراقهما تعانقا، التقيا في الفجر، سبع ساعات، أربع ساعات، خمس ساعات، فتعانقا، وقال الأول للآخر: واشوقاه يا أخي، ما هذه المحبة؟! البارحة الساعة العاشرة كنت معه، صباحاً الساعة الثالثة والنصف تقول له: وا شوقاه يا أخي؟! هذا الإسلام، هذا الحب، الإسلام محبة، الإسلام تواضع، الإسلام تضحية، الإسلام إيثار، حتى يحبا الله.
فلذلك الذي لا يشعر بحاجة ماسة إلى أن يُحِب، أو إلى أن يُحَب ليس من بني البشر، الحب يشبه وردة طبيعية فواحة الرائحة، جميلة الألوان، والإسلام من دون حب وردة بلاستيك، لا طعم لها، إذا ألغي الحب من الدين الدين تصحر، وصار معلومات وأدلة، وأفكارا، الإنسان بعد هذا يمل منها، الأفكار نفسها، أما إذا كان هناك حب فهناك طاقة.
والله أيها الإخوة، أحياناً يجلس مؤمن مع أخ عشر ساعات لا يشعرون بالوقت، والله الذي لا إله إلا هو مرة سافرت إلى بلد في الشمال لي أخوة كُثر فيه، والله الذي لا إله هو بدأت الحديث الساعة الخامسة مساء، أول مرة نظرت إلى الساعة، فإذا هي الساعة الواحدة ليلاً، ما شعرت بالوقت، لوجود المحبة، والمودة، والتناصح، والإقبال، نحن حياتنا متصحرة، حسد، غيرة، ليس هناك هذا الحب بيننا، هذا من أسباب ضعفنا.
يجب أن تدافع عن أخيك، يجب أن تخبره من حين لآخر: أين أنت؟ اشتقنا لك، نحن قلقون عليك، الصحة طيبة إن شاء الله، تنعشه بهذا الاتصال.
4. إسقاط مبدأ المؤاخاة على مجتمع المسلمين اليوم:
ألسنا نحن بحاجة إلى هذه المؤاخاة؟ لست وحدك في الحياة، أنت للكل، والكل لك، لست وحدك في الحياة، الحياة بالأخوة الإيمانية لا تبدو قاسية، والحياة مع الأخوة الإيمانية تبدو مسعدة، وما من إنسان أغلى على المؤمن من أخ له في الله، تنصحه وينصحك، تعينه ويعينك، تتفقده ويتفقدك، تعاونه في معضلات حياته ويعاونك.
أ. الصورة الأولى للمؤاخاة اليوم:
إذاً: لو أنّ كل واحد منا اتخذ أحد الإخوة أخاً له، وصافحه، وقال: أنا فلان، وأنت أخي في الله، هذا هاتفي، وهذا عنواني، وهنا بيتي، وأنشدك الله إن كنت مضطراً لشيء فأنا في خدمتك، وأعاهدك أنني إذا اضطررت إلى مساعدة سوف أطلب منك، فهذا جيد جداً، وإذا آخى اثنين، أو آخى ثلاثة فهو أفضل، وإذا آخى خمسة وتفقدهم، ما الذي يحصل أيها الإخوة؟
لذلك لو أن واحد منا آخى أخاً، وتعاهدا على أن يتناصحا، تعاهدا على أن يتفقد كل منهما الآخر، والأخ الثاني أفضل، والثالث أفضل، والرابع أفضل، لو أنك آخيت خمسة أشخاص لكانت الحياة جنة.
ب. الصورة الثانية للمؤاخاة اليوم:
المشروع الثاني: ما الذي يمنع إذا كنتم خمسة في حي واحد، أو في حرفة واحدة، أو في قاسم مشترك واحد، أو في قرابة واحدة، أحياناً القرابة تجمع، أحياناً السكن يجمع، أحياناً الحرفة تجمع، إما قرابة، أو زمالة، أو صداقة، أو جواراً، ما الذي يمنع أن نجلس كل أسبوعين، أو كل أسبوع، أو كل ثلاثة أسابيع، أو كل أربعة أسابيع، نجلس ساعة من الزمن نتحاور، نتداول، واحد منا استقى موعظة تأثر بها، فذكرها لإخوته، واحد منا حضر خطبة، تفاعل معها، فذكر مضمونها لإخوانه، قرأنا صفحة من كتاب الله، تدارسنا هذا الكتاب.
قَالَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
لَا يَقْعُدُ قَوْمٌ يَذْكُرُونَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ إِلَّا حَفَّتْهُمْ الْمَلَائِكَةُ، وَغَشِيَتْهُمْ الرَّحْمَةُ، وَنَزَلَتْ عَلَيْهِمْ السَّكِينَةُ، وَذَكَرَهُمْ اللَّهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ
[رواه مسلم]
مَا مِنْ قَوْمٍ يَقُومُونَ مِنْ مَجْلسٍ لا يَذْكُرُونَ اللَّهَ تَعالى فِيهِ إِلاَّ قامُوا عَنْ مثْلِ جِيفَةِ حِمارٍ وكانَ لَهُمْ حَسْرَةً
[رواه أبو داود وغيره عن أبي هريرة]
الحديث في الدنيا متعب، بينما الحديث عن الله مسعد.
لذلك أيها الإخوة، لو أردنا أن نترجم إلى سلوك عملي أن كل واحد يؤاخي أخاً في الله، طبعاً لا بد من تبادل العناوين تبادل الهواتف، تبادل فكرة سريعة عن الأخ، ماذا يعمل؟ ويفضل أن يكون أقرب الناس إليه سكنا، أو إلى عملك، أو إلى قرابتك، هذا تنفيذ لمؤاخاة النبي عليه الصلاة والسلام، واحفظ هذه الكلمة: الكل لواحد، والواحد للكل، ولست وحدك في الحياة.
قَالَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
إن المسلم أخو المسلم لا يظلمه، ولا يخذله، ولا يسلمه
[رواه الترمذي عن أبي هريرة]
كُلّ المُسْلِمِ على المُسْلِمِ حَرَامٌ عرْضُهُ ومَالُهُ وَدَمُهُ
[رواه الترمذي عن أبي هريرة]
5. التطبيق العملي للمؤاخاة:
أنا أريد لهذا الدرس أن يترجم إلى واقع، كيف آخى النبي صلى الله عليه وسلم بين أصحابه، ينبغي أن يأخذ الواحد منكم أخاً لله، خذ اسمه، وهاتفه، وعنوانه، وعمله، الدرس الثاني أن تطمئن عليه بشكل دائم، كم تكلفك هذه؟ لا شيء، أحياناً يأتي إنسان إلى الدرس متأخر جداً، يدرك مع الشيخ صلاة العشاء، ما سمع ولا كلمة، يقول لك: والله انتعشت بهذه الصلاة، هذا معنى: الجماعة رحمة، والفرقة عذاب.
قَالَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
عليكم بالجماعة وإياكم والفرقة، فإن الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد
[أخرجه أحمد في مسنده والترمذي والحاكم في المستدرك عن عمر]
وإنما يأكل الذئب القاصية
[أخرجه أحمد، وأبو داود والنسائي، وابن حبان، والحاكم في المستدرك عن أبي الدرداء]
اتخذ لك أخاً في الله، هذه نصيحتي تطبيقاً لهذا الدرس، كيف آخى النبي الكريم بين المهاجرين والأنصار، أنت اختر أخا، تستطيع أن تعاونه، أو يعاونك، لذلك قال عليه الصلاة والسلام:
مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ ، مَثَلُ الْجَسَدِ. إِذَا اشْتَكَىَ مِنْهُ عُضْوٌ، تَدَاعَىَ لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسّهَرِ وَالْحُمّىَ
[مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ]
مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادّهِمْ مودة، ابتسامة، وجه طلق، مصافحة، دعوة، ضيافة، بذل، هدية، هذا كله مودة، الهدية مودة، والدعوة مودة، والنصيحة مودة، والمعاونة مودة.
آخِ أخاً لك في الله، اسأل عن صحته، عاونه، أقول لكم كلمة ثانية: أنا أعتقد أنك لا تُشد إلى الدين بسبب أفكار الدين، أفكاره رائعة، أفكاره عميقة، أفكاره متألقة، أفكاره دقيقة، أفكاره متناسبة، متسقة، أعطاك فكرة عن الكون والحياة والإنسان، لكن الذي شدك إلى الدين مجتمع المؤمنين بصفائهم، بصدقهم، بتواضعهم بخدمتهم، لذلك الجماعة رحمة، والفرقة عذاب.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
يد الله مع الجماعة
[أخرجه الترمذي عن ابن عباس]
عليكم بالجماعة وإياكم والفرقة، فإن الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد
وإنما يأكل الذئب القاصية
هذا الحديث أيها الإخوة أصل في العلاقات بين المؤمنين.
مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ ، مَثَلُ الْجَسَدِ. إِذَا اشْتَكَىَ مِنْهُ عُضْوٌ، تَدَاعَىَ لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسّهَرِ وَالْحُمّىَ
محمد رافع 52 25-11-2012, 12:21 AM الإسلام دين اجتماعي :
إخواننا الكرام، الإسلامي اجتماعي، الصلاة صلاة الجماعة تعدل صلاة الفرد بـ27 ضعفاً، الصيام جماعي، الحج جماعي، ديننا دين جماعي، والجماعة رحمة.
هناك أمثلة أيها الإخوة أمثلة كثير جداً، بعض الأمثلة:
إنسان تزوج، ودخله محدود، وبحاجة إلى ألف حاجة، أصدقاءه وإخوانه في الله اجتمعوا وقرروا، وجمعوا مبالغ من المال جيدة، وأمّنوا له كل حاجاته الثانوية، يلزمه مروحة، يلزمه برادا، يلزمه غسالة، يلزمه غازا، كلما تزوج واحد منهم الكل يعاون بعضهم، هذا مجتمع التعاون، هذا مجتمع المؤمنين.
فيا أيها الإخوة، لست وحدك في الحياة، حينما تنضوي مع مؤمنين صادقين الكل لك، وأنت للكل.
تشريعات الإسلام جميعاً قائمة على بناء المجتمع الموحد المتماسك الصالح في بناء الأسرة، وحقوق كمل من الزوج والزوجة والأولاد وغير ذلك.
الذي أتمناه عليكم أن ننطلق إلى تنفيذ هذه المؤاخاة، عندك أخ بالله، اثنان أحسن، ثلاثة أحسن، أربعة أحسن، كلما كان المؤمنون أكثر ولاءً، وتضحية، ومؤاثرة، وخدمة كانوا أقرب إلى الله عز وجل.
لا عصبية ولاقبلية ولا طائفية في الإسلام:
الإسلام أيها الإخوة بحد ذاته لا يقوم على الأسس والقواعد العصبية، والقبلية، والعشائرية، والعرقية، اسمعوا مني هذا الكلام:
لا يضاف على كلمة مسلم ولا كلمة، أية إضافة على كلمة مسلم هذا يتجه نحو التعصب.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
ليس منا من دعا إلى عصبية، وليس منا من قاتل على عصبية، وليس منا من مات على عصبية
[أخرجه أبو داود عن جبير بن مطعم]
بعد كلمة مسلم لا يضاف ولا كلمة، لذلك الإسلام لا يقوم على أسس عصبية ولا قبلية، ولا عشائرية، ولا عرقية، لما كنا مسلمين في شتى بقاع الأرض كنا أمة واحدة، فلما قلنا: نحن عرب، قال الأتراك: ونحن أتراك، وقال الأكراد: ونحن أكراد، نطالب حكماً خاصاً، الإسلام أممي، كل من آمن بما نؤمن، وطبق ما نطبق، هو منا، ونحن منه ، له ما لنا، وعليه ما علينا.
وقد تستغربون إن ألقيت على مسامعكم أسماء علماء كبار جداً ليسوا عرباً، الإمام البخاري ليس عربياً، صلاح الدين الأيوبي ليس عربياً، ألا نفتخر به؟ الشيء الصحيح أن يكون الإسلام أممياً، لا يمنع أن تكون أنت عربيا، لا يمنع أنك منتسب لهذه الأمة، لكن من دون تعصب، من دون أن تزدري الآخرين، أو من دون أن يزدرك أحد، لذلك لا بد من وضع أسس المجتمع الجديد بعيداً عن المؤثرات والمورثات الجاهلية، وليكون هذا المجتمع الجديد مثالاً صالحاً يحتذيه المسلمون على مر العصور.
والحمد الله رب العالمين
محمد رافع 52 25-11-2012, 12:25 AM فتنة الأوس والخزرج وأنواع الاختلاف
الدكتور محمد راتب النابلسي (http://www.muhammad-pbuh.com/ar/?page_id=191)
بسم الله الرحمن الرحيم
أيها الإخوة الأكارم، مع موضوع جديد من موضوعات فقه السيرة النبوية، وقد بينت لكم سابقاً كيف أن النبي صلى الله عليه وسلم انتقل من مكة إلى المدينة، انتقل من قوة الحق، قوة الوحي، قوة الاستقامة، قوة الإخلاص، قوة التضحية والفداء، لكن أصحابه كانوا يُعذبون أمامه، انتقل إلى المدينة ليضيف إلى قوة الحق حق القوة، لذلك بنى مجتمعاً قوياً، أساس هذا البناء المساواة، أساس هذا البناء إزالة فساد ذات البين، أساس هذا البناء التكافل، أساس هذا البناء على الإخاء والمحبة.
ولكن حصلت نكسة طارئة عابرة في العلاقات بين الأوس والخزرج، وكيف أن الله وصف الخلافات بين المؤمنين بأنها كفر.
نكسة طارئة بين الأوس والخزرج:
ورد في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وهو في المدينة، أن يهودياً غاظه ما رأى من ألفة المسلمين، غاظه ما رأى من صلاح بينهم، بعد الذي كان بينهم من عداوة وبغضاء في الجاهلية.
لذلك أمر شاباً على شاكلته أن يجلس مع الأوس والخزرج، وأن يذكرهم بيوم بُعاث، يوم اقتتالهم، وما كان قبله، وأنشدهم بعض ما كانوا تقاولوه فيه من أشعار، فتفاخر القوم نزوة جاهلية، ثم تنازعوا، الأوس والخزرج، ثم تواثب رجلان من الحيين، وتقاولا، فقال أحدهما: إن شئتم رددناها الآن جذعة، أي حامية، وغضب الفريقان، وكادت تقع الفتنة، بلغ بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فخرج إليهم غاضباً فيمن معه من المهاجرين، حتى جاءهم فقال:
يا معشر المسلمين، اللهَ الله، أبدعوى الجاهلية، وأنا بين أظهركم؟ أبعد أن هداكم الله إلى الإسلام، وأكرمكم به، وقطع به عنكم دعوى الجاهلية، واستنقذكم به من الكفر، وألف به بينكم، ترجعون إلى ما كنتم عليه كفارا، فعرف القوم أنها نزغة من الشيطان، وكيد من عدو لهم، وبكوا، وعانق الرجال بعضهم بعضا، ثم انصرفوا مع رسول الله سامعين مطيعين
لقد وصف النبي صلى الله عليه وسلم الخصومة بالكفر، ثم إن الله جل جلاله أنزل بهذه الحادثة قرآناً فقال دققوا بكلام الله:
(وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنْتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ آَيَاتُ اللَّهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ * وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آَيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ * وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ *وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ * يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ * وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللَّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ * تِلْكَ آَيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْماً لِلْعَالَمِينَ)
[سورة آل عمران]
محمد رافع 52 25-11-2012, 12:31 AM الخلاف كفر عمليٌّ:
بماذا وصف القرآن الكريم الخلاف بين المسلمين؟ بالكفر، هذا سماه علماء العقيدة: كفر دون كفر، هناك كفر يخرجك من الملة، من ملة الإسلام، وهناك كفر دونه فالخصومات بين المسلمين نوع من الكفر، لأن هذه الخصومات تضعفهم، تشتتهم، تمزقهم تجعل بأسهم بينهم، تعقيباً على هذا الموضوع الله عز وجل يقول:
(غُلِبَتِ الرُّومُ * فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ * فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ)
[سورة الروم]
الله عز وجل نصر الروم، وهم أهل كتاب على الفرس وهم عباد النار، لذلك أثبت الله جل جلاله للصحابة الكرام وهم نخبة الخلق، أثبت لهم فرحهم بهذا النصر، وقد قال الله عز وجل:
(وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ، بِنَصْرِ اللَّهِ)
فالقواسم المشتركة بين المسلمين وبين أهل الكتاب موجودة، لكن هناك تناقضات في العقيدة كبيرة جداً، بينما القواسم المشتركة بين أطياف المسلمين أكثر بكثير، فالأولى أن نفرح بنصر الله، ولا أن نهمس في آذان بعضنا بعضاً أن هذا النصر ليس لنا، هو لكل المسلمين، إذا كان أصحاب النبي رضوان الله عليهم فرحوا بنص القرآن الكريم بانتصار أهل الكتاب على ما بيننا وبينهم من اختلاف، لأنهم انتصروا على عباد النار.
أيها الإخوة، ورد في أسباب النزول أن هذه الآيات نزلت في تلك الحادثة التي كانت على عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وقد وصف الله جل جلاله النبي صلى الله عليه وسلم فقال:
(لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ)
[سورة التوبة]
لذلك النبي صلى الله عليه وسلم حرص على وحدة أمته من بعده، لأن الأعداء وضعونا جميعاً في سلة واحدة، وينبغي أن نقف جميعاً في خندق واحد، مشكلتهم كما قال بعض زعمائهم: مشكلة حياة أو موت، ونحن مشكلتنا أيضاً مشكلة حياة أو موت.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
لا تَرْجِعُوا بَعْدي كُفَّاراً، يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقابَ بَعْض
كُلُّ المُسْلِمِ على المُسْلِمِ حَرَامٌ: دَمُهُ ومَالُهُ وَعِرْضُهُ
[رواه مسلم عن أبي هريرة]
أيها الإخوة، نتابع البينة السليمة الاجتماعية التي بناها النبي صلى الله عليه وسلم، وأنا أؤكد لكم أن المجتمع المتماسك لا يخرق، فلذلك مجتمع المؤمنين ينبغي أن يكون متماسكاً.
أيها الإخوة، أول شيء بالبناء الاجتماعي المؤاخاة، فقد آخى النبي صلى الله عليه وسلم بين المسلمين والأنصار، نحن عندنا مظاهر إسلامية صارخة، مساجد كبيرة جداً ، مؤتمرات إسلامية، مكتبات زاخرة بالكتب الإسلامية، محاضرات، دروس، لكن الحب الذي كان بين أصحاب النبي رضوان الله عليهم ليس موجوداً الآن.
أيها الإخوة، القضية النفسية الحب بين المؤمنين يجعلهم متماسكين،
قال تعالى:
(وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ)
[سورة الأنفال الآية: 46]
الله عز وجل يبين ما ينبغي أن نكون عليه فيقول:
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا)
[سورة الحجرات الآية: 13]
لا لتقاتلوا،
(إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ)
[سورة الحجرات]
هذه الآية منهج، هذه الآية أحد معالم طريق النصر، المؤاخاة بين المؤمنين.
وفي آية ثانية يقول الله عز وجل:
(إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ)
[سورة الحجرات الآية: 10]
صدقوا أيها الإخوة، ما لم تشعروا بانتمائكم إلى مجموع المؤمنين فلستم مؤمنين، لأن الله عز وجل يقول:
(إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ)
الاختلاف المذموم والاختلاف الطبيعي:
1. الاختلاف الطبيعي لنقص المعلومات:
هناك اختلاف طبيعي، اختلاف نقص المعلومات، نحن في 29 فرضاً من رمضان، وسمعنا صوت يا ترى مدفع العيد، أم تفجير تم في الجبل لصخرة عاتية، نقص المعلومات يدفعنا إلى أن نختلف، هذا اختلاف طبيعي، لا شيء فيه، لكن بعد حين فتحنا المذياع، فإذا الخبر أنه غداً عيد الفطر السعيد، مثلاً، هذا اختلاف طبيعي، أساسه نقص المعلومات، كان الناس أمة واحدة فاختلفوا اختلاف نقص معلومات، فبعث الله النبيين ووضحوا،
لذلك قال تعالى:
(كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ)
[سورة البقرة]
2. الاختلاف المذموم: الاختلاف بعد العلم:
هذا الاختلاف قذر، اختلاف نقص المعلومات طبيعي، لا يمدح ولا يذم، شيء طبيعي جداً، لكن الاختلاف بعد العلم اختلاف هوى، واختلاف مصالح، واختلاف نفوس، واختلاف كبر.
قال الله تعالى:
(وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ)
[سورة آل عمران]
حسداً بينهم، اختلاف الحسد احضر أي درس علم في العالم الإسلامي تسمع فيه: قال الله عز وجل، وقال عليه الصلاة والسلام، قرآن واحد، ونبي واحد، وسنة واحد، وإله واحد، والمسلمون اليوم فرق، وطوائف، وأحزاب، وشيع، وبأسهم بينهم، ويتقاتلون أحياناً.
ما اسم الخلاف الثاني؟ خلاف البغي، هذا الخلاف القذر.
3. الاختلاف الممدوح: اختلاف التنافس:
وعندنا اختلاف محمود: اختلاف التنافس، هناك من يرى أن أعظم شيء أن تؤلف كتاباً، وهناك من يرى أن أعظم شيء أن تؤلف قلباً، وهناك من يرى أن أعظم شيء أن تبني مسجداً، وهناك من يرى أن أعظم شيء أن تطعم فقيراً، فالمؤمنون يختلفون في اجتهاداتهم، لكن الطرائق إلى الخالق بعدد أنفاس الخلائق، لك أن تنشئ مسجداً، ولك أن تلقي درساً، ولك أن تعتلي منبراً، ولك أن تؤلف كتاباً، ولك أن تنشئ ميتماً، ولك أن تنشئ مستوصفاً، ولك أن توفق بين الناس، وأن ترأب صدعهم، وأن تجمع شملهم، والطرائق إلى الخالق بعدد أنفاس الخلائق، وكل الطرق سالكة.
إذاً: عندنا اختلاف طبيعي، لا يحمد ولا يذم، اختلاف نقص المعلومات، وعندنا اختلاف البغي، والحسد، والكبر، والاستعلاء، والمصالح، والحظوظ، هذا اختلاف قذر، وعندنا اختلاف تنافس.
قال الله تعالى:
(وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ)
[سورة المطففين]
هذا اختلاف محمود، لذلك النبي عليه الصلاة والسلام أقام المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار، هذه المؤاخاة هي وسام شرف معلق على صدورهم.
والحمد الله رب العالمين
محمد رافع 52 26-11-2012, 03:18 PM الإسلام والتوافق بين المادية والروحانية
د عبد الله علوان
صوت الفضيلة :
من خصائص التشريع الإسلامي أنه يلائم بين المادة والروح ، يوفق بين الدنيا والآخرة ويربط بين العبادة والحياة ..
بل ينظر إلى الحياةعلى أنها وحدة متكاملة توظف الإنسان على أن يؤدي حق ربه ، وحق نفسه ، وحق غيره بكلدقة وأمانة وتساوٍ وتنسيق ؛ وبهذا يتسنى للإنسان أن يمارس الحياة الاجتماعيةالعملية بكل طاقاته وأشواقه على أسس من مباىء الإسلام توافق الفطرة ، وتتلاءم معواقعية الحياة .
فالإسلام بتشريعه المتكامل لا يقر الحرمان ، ولا الترهبن ، ولاالعزلة الاجتماعية ، وفي الوقت نفسه لا يقر الإنسان في أن ينهمك بكليته في الحياةالمادية ، وينسى ربه والدار الآخرة ؛ بل يهيب به أن يتوازن مع هذا وذاك ، وأن يعطيحق الله ، وحق نفسه ، وحق الناس .. دون أن يغلب حقاً على حق ، ودون أن يتساهل فيواجب على حساب واجب آخر .
والقرآن الكريم قد قرر هذا التوازن بين المادة والروح، وبين العبادة والحياة في كثير من آياته التي تلامس المشاعر والوجدان قبل أن تخاطبعقل الإنسان .
ففي تذكيره بأداء حق الله في العبادة في غمرة الانهماك في الأعمال الدنيوية ، والمزاولات التجارية يقول في سورة النور :
{رجال لا تلهيهم تجارة ولابيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة يخافون يوماً تتقلب فيه القلوبوالأبصار} .
وفي تذكيره بأداء حق النفس والعيال في التكسب ، وابتغاء الرزق فيغمرة المناجاة الربانية ، والنفحات المسجدية ، يقول في سورة الجمعة :
{فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله ..} .
ومن الأصول التي وضعهاالقرآن الكريم في هذا التوافق :
ابتغاء الدار الآخرة مع الأخذ بحظوظ الدنيا : قال تعالى في سورة القصص :
{وابتغ فيما أتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا..} .
الاستنكار على من يحرم على نفسه الزينة المباحة ، والطيبات منالرزق : قال تعالى في سورة الأعراف :
{قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده ،والطيبات من الرزق قل هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة..} .
وما ذاك إلا ليوازن الإنسان بين الدين والدنيا ، والعبادة والحياة .
ولوتأملنا مواقف رسول الله صلى الله عليه وسلم في تحقيق التوافق ، ومعالجة ظاهرةالعزلة والانطوائية والتخلي عن الدنيا ؛ لازددنا يقيناً أن هذه المواقف ، وهذهالمعالجة قائمة على إدراك فطرة الإنسان ، ورامية إلى تلبية أشواقه وميوله ، حتى لايتجاوز أي فرد من أفراد المجتمع حدود فطرته ، ولا يسلك سبيلاً منحرفاً يصطدم معأشواقه ؛ بل يسير على مقتضى المنهج القويم السوي الذي رسمه الإسلام سيراً طبيعياًمتوازناً معتدلاً سوياً بلا عوج ولا شذوذ ولا التواء .
وإليكم بعض هذه المواقف :
روى الشيخان عن أنس رضي الله عنه : (جاء ثلاثة رهط إلى بيوت أزواج النبي صلى الله عليه وسلم يسألون عن عبادة النبي صلى الله عليه وسلم ، فلما أخبروا كأنهمتقالوا (أي وجدوها قليلة ) ، فقالوا : وأين نحن من النبي صلى الله عليه وسلم قد غفرله ما تقدم من ذنبه وما تأخر ؟!!..
قال أحدهم : أما أنا فإني أصلي الليل أبداً !!
وقال آخر : أنا أصوم الدهر ولا أفطر !!
وقال آخر : أعتزل النساء فلا أتزوجأبداً !!
فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : " أنتم الذين قلتم كذا وكذا، أما والله إني لأخشاكم لله ، وأتقاكم له ، لكني أصوم وأفطر ، وأصلي وأرقد ،وأتزوج النساء ، فمن رغب عن سنتي فليس مني" ) .
ثبت في الصحيح أنه عليه الصلاةوالسلام أنكر على عبد الله بن عمرو بن العاص حينما علم أنه قد تخلى عن الدنيا ،وعزم على نفسه أن لا ينام ، وأن لا يفطر ، وأن لا يأكل اللحم ، وأن لا يؤدي إلىأهله حقها ، فقال له عليه الصلاة والسلام ناصحاً وموجهاً ومرشداً : " إن لك في رسول الله أسوة حسنة ، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم ينام ويصلي ، ويصوم ويفطر ،ويأكل اللحم ، ويؤدي إلى أهله حقوقهن . يا عبد الله بن عمرو : إن لله عليك حقاً ،وإن لنفسك عليك حقاً ، وإن لأهلك عليك حقاً ، فأعط كل ذي حق حقه" .
من هذه المواقف التي وقفها النبي صلى الله عليه وسلم مع بعض أصحابه تعطينا دليلاً قاطعاً ،وحجة بينة على أن هذا الإسلام العظيم هو دين الفطرة ، والتوازن ، والوسطيةوالاعتدال ؛ يضع الأسس الكفيلة ، والمبادىء الواقعية في بناء الشخصية الإنسانية واكتمالها وتوازنها لتنهض برسالتها ، ومهمتها في الحياة على أكمل وجه .
هذا شرع الله فأروني ماذا شرع الذين من دونه ، ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون
محمد رافع 52 26-11-2012, 03:19 PM الاسلام والتوافق النفسى (http://www.aregy.com/forums/archaeology19004/)
يحقق منهج الاسلام أركان الصحة النفسية في بناء شخصية المسلم بتنمية هذه الصفات الأساسية :
1- قوة الصلة بالله
2- الثبات والتوازن الانفعالي
3- الصبر عند الشدائد
4- المرونة في مواجهة الواقع
5- التفاؤل وعدم اليأس
6- توافق المسلم مع نفسه
7- توافق المسلم مع الآخرين
******
1- قوة الصلة بالله:
وهي أمر أساسي في بناء المسلم في المراحل الاولى من عمره حتى تكون حياته خالية من القلق والاضطرابات النفسية .. وتتم تقوية الصلة بالله بتنفيذ ماجاء في وصية الرسول صلى الله عليه وسلم لعبدالله بن عباس :
"يا غُلامُ إني أُعَلِّمُكَ كَلِماتٍ: احْفَظِ اللَّهَ يَحْفَظْكَ ، احْفَظِ اللَّهَ تَجِدْهُ تُجاهَكَ ، إذَا سَألْتَ فاسألِ اللَّهَ ، وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فاسْتَعِنْ باللَّهِ , وَاعْلَمْ أنَّ الأُمَّةَ لَوِ اجْتَمَعَتْ على أنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلاَّ بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ ، وَإِنِ اجْتَمَعُوا على أنْ يَضُرُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَضُرُوكَ إِلا بِشَيءٍ قد كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ ، رُفِعَتِ الأقْلامُ وَجَفَّتِ الصُّحُفُ " رواه الترمذي
وقال: حديث حسن صحيح وفي رواية غير الترمذي زيادة "احْفَظِ اللَّهَ تَجدْهُ أمامَكَ ، تَعَرَّفْ إلى اللّه في الرَّخاءِ يَعْرِفْكَ في الشِّدَّةِ ، وَاعْلَمْ أنَّ ما أخْطأكَ لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبَكَ ، وَمَا أصَابَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَكَ وَاعْلَمْ أنَّ النَّصْرَ مَعَ الصَّبْرِ ، وأنَّ الفَرَجَ مَعَ الكَرْبِ ، وأنَّ مَعَ العُسْرِ يُسراً"
*******
2- الثبات والتوازن الانفعالي :
الايمان بالله يشيع في القلب الطمأنينة والثبات والاتزان ويقي المسلم من عوامل القلق والخوف والاضطراب ...
قال تعالى :
" يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ "
"فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ "
"هُوَ الَّذِي أَنزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَّعَ إِيمَانِهِمْ"
*******
3- الصبر عند الشدائد :
يربي الاسلام في المؤمن روح الصبر عند البلاء عندما يتذكر قوله تعالى :
"وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاء والضَّرَّاء وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَـئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ"
وقول الرسول صلى الله عليه وسلم :
"عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له"
*******
4- المرونة في مواجهة الواقع :
وهي من أهم مايحصن الانسان من القلق او الاضطراب حين يتدبر قوله تعالى:
"وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ"
*******
5- التفاؤل وعدم اليأس :
فالمؤمن متفائل دائما لا يتطرق اليأس الى نفسه فقد قال تعالى :
"وَلاَ تَيْأَسُواْ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُون"
ويطمئن الله المؤمنين بأنه دائماً معهم , اذا سألوه فإنه قريب منهم ويجيبهم اذا دعوه :
"وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ"
وهذه قمة الأمن النفسي للانسان .
*******
6- توافق المسلم مع نفسه :
حيث انفرد الاسلام بأن جعل سن التكليف هو سن البلوغ للمسلم وهذه السن تأتي في الغالب مبكرة عن سن الرشد الاجتماع (http://www.aregy.com/forums/arch94/)ي الذي تقرره النظم الوضعية وبذلك يبدأ المسلم حياته العملية وهو يحمل رصيداً مناسباً من الأسس النفسية السليمة التي تمكنه من التحكم والسيطرة على نزعاته وغرائزه وتمنحه درجة عالية من الرضا عن نفسه بفضل الايمان والتربية الدينية الصحيحة التي توقظ ضميره وتقوي صلته بالله .
*******
7- توافق المسلم مع الآخرين :
الحياة بين المسلمين حياة تعاون على البر والتقوى ,
والتسامح هو الطريق الذي يزيد المودة بينهم ويبعد البغضاء ,
وكظم الغيظ والعفو عن الناس دليل على تقوى الله وقوة التوازن النفسي :
"وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاّ ذُو حَظٍّ عَظِيم"
منقول
محمد رافع 52 26-11-2012, 03:30 PM تعد مسألة المحافظة على أمن المجتمع وسلامته إحدى المسائل الأساسية والمهمة التي أولاها الإسلام عناية خاصة ومميزة، ذلك لأن الله عز وجل أراد لعباده أن تكون حياتهم آمنة مستقرة، والأمن المجتمعي يعني: أن يكون الفضاء العام للمجتمع متسمًا بالاستقرار والهدوء، مع وجود القانون الذي يعطي كل ذي حق حقه، ويعني أيضًا اختفاء كل العوامل والأسباب التي تؤدي إلى غياب الطمأنينة والسكينة عن نفوس جميع أفراد المجتمع ومختلف شرائحه.
الإسلام والأمن المجتمعي
أ.د. أمان عبدالمؤمن قحيف
الأمن المجتمعي خاصية تتصف بها المجتمعات المتحضرة والأمم المتقدمة، فأنت لا تجد أمة متخلفة علميًّا وتكنولوجيًّا تنعم بتوافر الأمن والهدوء لأفراد مجتمعاتها، تمامًا مثلما يعز عليك أن تجد أمة نجحت في ارتياد آفاق التحضر والرقي وتعاني في الوقت نفسه من غياب الأمن المجتمعي الذي يحقق السكينة لكل أفرادها، وتعد المجتمعات الأوروبية والأميركية المتقدمة وبعض المجتمعات الأفريقية المتخلفة علميًّا أوضح الأمثلة على ذلك.
ولما كانت العبادة السليمة لا تتحقق، شأنها شأن عمارة الأرض، إلا في ظل جو من الأمن المجتمعي فقد حرص الإسلام الحنيف أشد الحرص على أن يتوفر للناس أمنهم، ويتوفر لهم الجو المناسب الذي يضمن فيه الإنسان صيانة ماله وعرضه وولده من التلف أو التعرض للمخاطر.
ويتبين للمدقق في تعاليم الإسلام الحنيف وتشريعاته أنها تصب في النهاية في مصلحة أن يعيش الناس في جو من السكينة والاطمئنان النفسي والروحي، فالله تعالى عندما حرم الزنا- مثلا- أراد من ذلك ألا يحدث أي نوع من التطاول أو الاعتداء على أعراض الناس، لأن ذلك يؤدي إلى اندلاع الخلافات والمشاحنات بينهم، ويؤدي أيضًا إلى ضياع الأنساب وانتشار الأمراض المستعصية- كالإيدز- مثلًا، ذلك المرض الذي انتشر في الحضارات التي لا تعيش حياتها وفقا للتعاليم والتشريعات الدينية التي تحض على فضائل الأعمال وتؤكد القيم الأخلاقية السامية.
هكذا يتأكد لدينا أن تحريم الإسلام للفاحشة يعد هو الآخر طريقًا نحو تمهيد الفضاء المجتمعي للأمة كي تعيش في حالة من الأمن والاستقرار والتوافق بين مكونات المجتمع التي تشكل بنيته العامة.
من هذا المنطلق يتبين لنا أن الإسلام كان حريصًا على أمن المجتمع واستقراره عندما حرم الزنا، ويقاس على ذلك تحريمه للكذب، والغيبة، والنميمة، وقتل النفس بغير الحق، والخداع، وسب الآخرين أو لعنهم، أو التطاول عليهم...إلخ من الأمور والمسائل التي حرمتها الشريعة الإسلامية، بهذا يكون التشريع قد جاء ليؤكد في الكثير من المواضع على حرص الإسلام الحنيف على توفير الأمن المجتمعي للناس جميعًا، الأمر الذي يفيد أن من يتطاول على الناس، أو يتسبب في ترويعهم، أو قض مضاجعهم، أو الإساءة إليهم بالقول أو الفعل، أو من يتسبب في إرهابهم وتخويفهم، كل من يفعل هذا أو يقدم عليه تتعارض سلوكاته تلك من حيث المعنى والمضمون مع ما أمرت به الشريعة وأقره الدين الحنيف.
إن الشريعة الإسلامية التي جعلت تبسم الإنسان في وجه أخيه صدقة لا يمكن أن توافق أو تبيح بحال من الأحوال لإنسان أن يتسبب في إرهاب الناس أو تخويفهم أو ترويعهم أيا ما كان هؤلاء الناس، وأيًا ما كانت مذاهبهم ومللهم وعقائدهم، لأن الله عز وجل أرسل نبيه ص رحمة للعالمين جميعًا سواء من آمن منهم به أو من لم يؤمن به، قال تعالى في محكم التنزيل: {وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين} (الأنبياء: 107)، ومعلوم أن النبي ص هو المثل والقدوة والأسوة الحسنة للمسلمين، كل المسلمين، قال تعالى: {لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرًا} (الأحزاب: 21)، من هنا كان على المؤمن أن يكون داعية خير ورسول سلام أينما كان وحيثما كان، لا فرق في ذلك بين وجوده في دار الإجابة أو في دار الدعوة، فالمؤمن لا يخيف الآخرين، ولا يرعبهم، ولا يقض مضجعهم، ولا يقلق أمنهم العام.
ولقد أراد الإسلام الحنيف من الناس أن يتعاملوا برباطة جأش وقوة إرادة مع الملمات التي قد تتعرض لها الأمم والشعوب في مراحل حياتها وتطورات تاريخها، فلا يجب الجزع، أو الهلع، أو الخوف، أو الانهيار النفسي عند حدوث طارئ ما، بما يؤثر سلبًا على حالة المجموع، ويؤدي إلى شيوع وإشاعة الرعب بين الناس، إذ يجب من الناحية الشرعية مواجهة الأمور بحزم وعزم ورباطة جأش، وهنا يشير الإسلام إلى ضرورة الاستفادة ممن يمتلك القدرة على توجيه الأمور نحو الوجهة الصحيحة والسليمة، بمعنى أنه لابد من أن يوسد الأمر إلى أهله، حتى يتمكن المجموع من النجاة من الملمات التي قد تصيب الناس على مختلف طوائفهم ومذاهبهم، قال تعالى: {وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان إلا قليلًا} (النساء: 83).
والإسلام الذي جعل من قواعده الأساسية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ينهى عن ترويع الناس، كل الناس، ذلك لأننا إذا قسمنا الأمور إلى «منكر ومعروف» فإن المرء لا يتردد للحظة واحدة في أن يضع مسألة ترويع الناس وتخويفهم ضمن المنكر الذي جاء الإسلام الحنيف لينهى كل الناس عن إتيانه أو الإقدام عليه، بل إن ديننا الحنيف جعل خيرية هذه الأمة تكمن في أمور عدة من أوائلها الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والأكثر من ذلك أنه ذهب إلى أن شرط تحقق خيرية هذه الأمة يكمن في كونها تمارس الدعوة إلى الخير وتنهى عن المنكر والشرور، بعد إيمانها بالله تبارك وتعالى، قال عز وجل في هذا المعنى: {كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله} (آل عمران:110).
ونظرًا لتأكيد الأسلام على أهمية الأمن المجتمعي للحياة البشرية فقد جعله الله تبارك وتعالى بمنزلة إحدى المكافآت الكبرى التي يتحصل عليها المؤمنون جزاء إيمانهم بربهم والتزامهم بالمنهج السماوي في حياتهم الخاصة والعامة، أو في عباداتهم ومعاملاتهم، فالله تبارك وتعالى عندما يستخلف المؤمنين في الأرض، ويمكن لهم دينهم الذي ارتضاه لهم ويبدل الخوف في حياتهم أمنا، ويجعلهم يعيشون في طمأنينة وأمان، فإن ذلك كله يأتي كنتيجة لكونهم من أهل الإيمان والطاعة الخالصة الذين لا يرتدون إلى الكفر والفسوق، قال تعالى في محكم كتابة الكريم: {وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئًا ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون } (النور: 55).
من ثم فإن من يعكر صفو المجتمع بتهديد الأمن فيه يعد فاعلًا للمنكر لا محالة، وهو منفلت من تعاليم الإسلام الشرعية التي حرصت على المحافظة على حياة الناس وأموالهم وأنفسهم، ومعلوم أن تلك الأمور من المقاصد العامة للشريعة الإسلامية الغراء.
ولقد اشتملت سيرة رسول الله ص على العديد من المواقف التي تؤكد حرصه ص قبل البعثة وبعدها، على أن يكون الأمن المجتمعي متحققًا في أهله وقومه إلى أبعد مدى ممكن، فالثابت من كتب السير أن الناس هرعوا في صباح يوم من الأيام على سماع أصوات وجلبة حول مكة مما حرك مخاوفهم وأزعج نفوسهم، فهرعوا الى خارج مكة يتساءلون: ما الخطب؟ واذا بهم يرون رسول الله ص قد سبقهم الى استكشاف الأمر، وعاد ليطمئنهم جميعا بأنه لا شيء يدعو للخوف ولا للهلع أو التوتر، وهذا الأمر يكشف من جهة عن شجاعته وشهامته ص ويكشف في نفس الوقت عن حرصه على ان يكون مجتمعه الذي يعيش فيه ويحيا بين جنباته آمنا مستقرًّا طوال الوقت، أما بعد بعثته فقد كان ص من أحرص الناس على إشاعة الطمأنينة في النفوس وتكريس الأمن في المجتمع، لدرجة أنه ص لم يكن يحب أو يقبل أن يحدث أي نوع من أنواع التوتر في العلاقات بين الذوات الإنسانية المفردة من بني قومه، فضلاً عن حرصه على المجتمع ككل متكامل.
ولقد حرص الرسول ص على شيوع الأمن بين الأفراد والأسر داخل بنية المجتمع الواحد حتى في أبسط الأمور، لذلك كان يأمر المسلمين بأن من أعد مرقًا فعليه أن يكثر منه ليعطي جيرانه من هذا المرق، وأكثر من توصيتهم بالجيران خيرًا، ونقل لهم أن جبريل \ مازال يوصيه بالجار حتى ظن النبي صلى الله عليه وسلم أن الشرع سيعطي للجار حقًا أو جزءًا من الميراث.
كل هذه مسائل كانت تهدف ضمن ما تهدف إليه إلى تحقيق درجة عالية من التآخي، والتواصل، والتعاون، والتكافل بين أبناء المجتمع الواحد، تلك الأمور التي تصب في النهاية في تكريس الأمن والأمان للذوات الإنسانية المقررة، بل للمجتمع بشكل عام.
إن حرص الإسلام على استتباب الأمن يرجع إلى أمور عدة نذكر منها ما يلي:
أولًا: إن من مقاصد الشريعة الإسلامية المحافظة على حياة الناس وأموالهم، ومعلوم أن استتباب الأمن يحافظ على الحياة والأموال، لأن افتقاد المجتمع للأمن يؤدي بالتالي إلى تعرض جميع الأنفس والممتلكات للتهلكة، والنهب، والتدمير، بهذا يأتي الحرص على الأمن المجتمعي في صدارة ما يأمر به الإسلام وما تهدف إليه مختلف القوانين الأخرى.
ثانيًا: إن الشريعة الإسلامية حريصة كل الحرص على تقليم أظافر أولئك الأفراد الذين يعيثون في الأرض فسادًا، حتى وإن ادعوا أنهم من أصحاب القلوب الطيبة والأفئدة النقية، ومعلوم أن انتشار الفساد في أي مجتمع من المجتمعات يؤدي بالضرورة إلى افتقاده للأمن، الأمر الذي يتيح لهؤلاء الأفراد الخارجين على الدين والقانون أن ينشطوا في الإفساد في الأرض، وهذا على خلاف مراد الله تبارك وتعالى في الكون، لذلك توعد الله عز وجل هذا الصنف من الناس بجهنم وبئس المصير، قال تعالى في هذا المعنى: {ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام. وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد. وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم فحسبه جهنم ولبئس المهاد} (البقرة: 204-206).
ثالثًا: المحافظة على إيجاد جو عام يناسب ممارسة العبادة والدعوة إلى الله تبارك وتعالى، لأن كلا من العبادة والدعوة في حاجة ماسة وضرورة إلى أجواء هادئة ومستقرة، يكون من شأنها اتاحة الفرصة للدعاة إلى الله أن يمارسوا عملهم في سكينة وروية، ويسهم في مساعدتهم في الأخذ بيد الأمة نحو الالتزام بالمبادئ الدينية والقيم الأخلاقية، الأمر الذي يهيئ المجتمع كله لتلقي جزاء الله تعالى وثوابه والفوز بالسعادة لكل فرد من أفراده، لأنه إذا مارست مجموعة معينة من الناس بعض الأفعال السلبية والخاطئة فإن الأمور قد تعود بالضرر على مختلف أفراد المجتمع وجميع أبنائه، وصدق الله العظيم القائل: {واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة} (الأنفال: 25)، فالفتن أو السلوكات الشاذة تجلب على المجتمع كله ما لا يرضاه من المسائل والأمور، على النحو الذي يحذر منه الرسول صلى الله عليه وسلم في حديثه الذي جاء فيه: «مثل القائم على حدود الله والواقع فيها كمثل قوم استهموا على سفينة، فأصاب بعضهم أعلاها، وبعضهم أسفلها، فكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مروا على من فوقهم، فقالوا: لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقًا ولم نؤذ من فوقنا، فإن تركوهم وما أرادوا هلكوا جميعًا، وإن أخذوا على أيديهم نجوا، ونجوا جميعًا» (رواه البخاري).
رابعًا: المحافظة على إيجاد جو عام مناسب للعمل والانتاج وعمارة الأرض، فالله تبارك وتعالى كلف الإنسان بالسعي في الأرض وإعمارها لكي يأكل منها حلالًا طيبًا، قال عز وجل: {فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور} (الملك: 15).. وغني عن البيان أن الإشارة إلى المشي في مناكب الأرض يفيد معنى الاجتهاد في الأخذ بأسباب طلب الرزق الحلال، تلك الأمور التي لا تتحقق إلا في ظل جو عام يتسم بالأمن والطمأنينة والهدوء.
ويجب أن ندرك جميعًا أن تحقيق الأمن المجتمعي ليس مسؤولية الدول والحكومات وحدها، بل هو قضية يجب أن تسهم فيها كل قطاعات الشعوب من أفراد ومؤسسات المجتمع المدني، بجانب الهيئات والمؤسسات الحكومية، ومختلف القوى والفعاليات التي يتشكل منها البناء العام للأمة والمجتمع.
محمد رافع 52 01-12-2012, 11:23 AM http://web.mustafahosny.com/mh_new/uploads/image/News%20Pics/281(1).jpg
السماحة
فيصل بن عبدالرحمن الشدي
لك ربي الحمدأولا وآخرا ،لك ربي الحمدباطناوظاهرا،لك ربنا المحامد كلها تترى ،لك ربنا المحامد كلها سرا وجهرا،وأشهدأن لاإله إلا الله وحده لاشريك له العلي قدرا وقهرا ،وأشهدأن محمدا عبده ورسوله العلي ذكرا صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أزكى الأمة طهرا وسلم تسليما كثيرا.
(ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولاتموتن إلا وأنتم مسلمون) أما بعد ،
فحقا إنها لباب الإسلام وزينة الأنام ، صدقا إنها ذروة سنام الأخلاق ،وأشهر علامات الوفاق..كم فتحت به قلوب ، وكم رفعت أصحابها عند علام الغيوب .
ألا ماأحب صاحبها عند الناس ، بل وأعظم منه عند رب الناس.
بل أقولها ولا آلو ،وإن جفى الناس أو غالوا إنها وربي أفضل الإيمان وأزكاه، وأقربه وأصفاه ،وأميزه وأعلاه،وأوضحه وأجلاه ،صاحبها بالجنان كريم مثواه ، وعن النار حرام محياه.
قلت ماقلت فيها استيحاءاً من نصوص السنة ،التي رفعت شأنها وساقت فيها الفضائل والمنّة.
إنها السماحة بأجمل حلتها،إنها السماحة بأبهى صورتها،وهي ملتكم ،ونهجكم وشِرعتُكم ، وبها بعث إليكم نبيكم وحبيبكم يارب صل وسلم عليه.أما قال صلى الله عليه وسلم(بعثت إليكم بالحنيفية السمحة).
عباد الله :إن السماحة في الإسلام أكبر من مفهوم (الإنسانية) الذي رفعته مؤسسات وجمعيات جاهلية معاصرة، وخدعت به شعوباً وقبائل، إن السماحة في الإسلام ليست شعاراً براقاً يرفع في وقت دون وقت، بل هي خلق سام يتسع ويتسع حتى يتجاوز الإنسان، إلى الحيوان والنبات، قال صلى الله عليه وسلم : (( إن الله كتب الإحسان على كل شئ فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة وإذا ذبحتم فأحسنوا الذِّبحة وليحد أحدكم شفرته وليرح ذبيحته )) صحيح مسلم .
السماحة هي طيب في النفس عن كرم وسخاء، وهي انشراح في الصدر عن تقى ونقاء، وهي لين في الجانب عن سهولة ويسر، وهي بشاشة في الوجه عن طلاقة وبشر، هي ذلة على المؤمنين دون ضعف ومهانة، وهي صدق في التعامل دون غبن وخيانة، هي تيسير في الدعوة إلى الله دون مجاملة ومداهنة، وهي انقياد لدين الله دون تشدد ورهبنة.
بها تصفو القلوب، ويسود الوئام، ويسعد الأنام، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( خير الناس ذو القلب المحموم واللسان الصادق، قيل : ما القلب المحموم؟ قال : هو التقي النقي الذي لا إثم ولا بغي ولا حسد، قيل : فمن على أثره؟ قال : الذي يشنأ الدنيا ويحب الآخرة، قيل : فمن على أثره قال : المؤمن في خلق حسن)) صحيح الجامع .
عباد الله، إن هذه الغـلـظـة التي نراها في تعامـل بعضنا ليست من ديننا في شئ، وإن هــذا الجفاء الذي نجده بين المسلمين هو أمر طارئ ومظهر يجب أن يختفي، إن المؤمن الحقيقي سمح مألوف، قال صلى الله عليه وسلم : (( المؤمن يألف ويُؤلف، ولا خير فيمن لا يَألف ولا يؤلف، وخير الناس أنفعهم للناس)) صحيح الجامع ، بل إن السماحة هي من أفضل الإيمان، قال صلى الله عليه وسلم : (( أفضل الإيمان الصبر والسماحة)) صحيح الجامع.
ولقد كثرت أبواب السماحة ومسالكها في ديننا حثاً لنا على ثمثلها، ومنها:
أولاً : في البيع والشراء والقضاء:
قال صلى الله عليه وسلم : ((إن الله تعالى يحب سمح البيع، سمح الشراء سمح القضاء)) رواه الترمذي وهو في صحيح الجامع.
ثانياً : السماحة في الدَّيْنِ والاقتضاء:
قال صلى الله عليه وسلم : (( رحم الله رجلاً سمحاً إذا باع وإذا اشترى وإذا اقتضى)) رواه البخاري. وكم نحن بحاجة إلى السماحة في طلب الدَّيْنِ وإنظار المعسرين، والتجاوز عن المعوزين، حتى تدركنا رحمة الله برحمة خلقه.
ثالثاً : السماحة في قضاء حوائج الناس:
لابدَّ أن نلين لإخواننا، ونسعى لقضاء حوائجهم في تواضع وسماحة، عن أنس t فيما رواه البخاري تعليقاً قال : ((إن كانت الأَمَة من إماء المدينة لتأخذ بيد النبي صلى الله عليه وسلم فتنطلق به حيث شاءت فيمضي معها حتى يقضي حاجتها )).
رابعاً :: السماحة في تحمل الأذى:
إن الفظاظة ليست من ديننا قال تعالى : } ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك{ ، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( المؤمنون هينون لينون …)) السلسلة الصحيحة ، فحري بنا أن نتحمل جهل الجاهل، وفورة الغاضب، وحري بنا أن يغلب علينا خلق العفوِ والصفحِ والسماحة واللينِ .
عباد الله، ما أحوجنا إلى الخلق الجليل في زمن بلغ فيه البغض غايته، ورفع فيه الحسد رايته، ما أحوجنا إلى السهولة واليسر، والسماحة والتجاوز، حتى نعيش في هذه الدنيا بهناء، ونكون يوم القيامة سعداء، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( من كان سهلاً ليناً هيناً حرمه الله على النار)) صحيح الجامع ، وقال : ((ألا أخبركم بمن تحرم عليه النار غداً، على كل لين قريب سهل)).
عباد الله، إن خلق السماحة ولين الجانب، ليس خلقاً يمكن أن يدعيه كل أحد، إن الادعاء سهل لكن الحقائق تكذب ذلك أو تصدقه:
والدعاوى إذا لم يقيموا عليها --- بينات أصحابهـــا أدعياء
يظهر خلق السماحة عند التعامل بالدرهم والدينار، عندما تشحن النفوس بحب الدنيا وطلب المزيد، عن أبي صفوان سويد بن قيس قال جلبت أنا ومَحْرمة العبدي براً من هجر، فجاءنا النبي صلى الله عليه وسلم للوزان فسامه منا بسراويل، وعندي وزان يزين بالأجر، فقال النبي صلى الله عليه وسلم للوزان : زنْ وأرجح)) رواه الترمذي وهو في صحيح الجامع. فكان صلى الله عليه وسلم يعطي زيادة في ثمن السلعة تسامحاً منه وكرماً، لأن الدنيا لا تساوي عنده شيئاً .
وأما في القضاء، فقد كان صلى الله عليه وسلم نموذجاً فريداً، فعن أبي هريرة ، أن رجلاً تقاضى صلى الله عليه وسلم فاغلظ له، فهم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم به، فقال: دعوه فإن لصاحب الحق مقالاً، واشتروا له بعيراً فأعطوه إياه، قالوا لا نجد إلا أفضل من سنه، قال اشتروا فأعطوه إياه فإن خيركم أحسنكم قضاء)) رواه مسلم .
بهذه الأخلاق كان الرجل لا يكاد يعامل النبي صلى الله عليه وسلم إلا ويسلم إن كان كافراً، أو يزيد إيمانه إن كان مسلماً، إننا يجب أن نكون دعاة بتعاملنا قبل أقوالنا، يجب أن نكون رحماء بإخواننا حتى تسود المودة، وينتشر الإخاء، لأن غياب التسامح يمزق شملنا، ويفرق جمعنا، كان قيس بن عبادة من الأجواد المعروفين فمرض يوماً فاستبطأ إخوانه في عيادته، فسأل عنهم فقيل له : إنهم يستحيون مما لك عليهم من الدين، فقال أخزى الله مالاً يمنع الإخوان من الزيارة، ثم أمر منادياً ينادي من كان عليه لقيس مال فهو منه في حل، فما أمسى حتى كسرت عتبة بابه لكثرة من عاده وزاره .
معاشر الفضلاء، إننا يجب أن نسل سخائم البغض من قلوبنا، وننقيها من كل شائبة حسد أو حقد، ونعمرها بالرضا والتجاوز والسماحة، يقول ابن القيم رحمه الله عن شيخه ابن تيمية : (( ما رأيت أحداً أجمع لهذه الخصال من شيخ الإسلام ابن تيمية -قدس الله روحه- وكان بعض أصحابه الأكابر يقول عنه وددت أني لأصحابي مثلهُ لأعدائه وخصومه، ما رأيته يوماً يدعو على أحد منهم قط، بل كان يدعو لهم، وقد جئت يوماً مبشراً له بموت أكبر أعدائه وأشدهم عداوة وأذى له، فنهرني وتنكر لي واسترجع، ثم قام من فوره إلى بيت أهله فعزاهم وقال : إني لكم مكانَ أبيكم ولا يكون لكم أمر تحتاجون فيه إلى مساعدة إلا وساعدتكم فيه)).
عباد الله، هكذا فلتكن الأخلاق، هكذا فليكن الصفح، وهكذا فلتكن السماحة، أين هذه السماحة العالية من الجهامة الظاهرة على وجوه بعض الموظفين والعاملين، وهذا الصلفُ البين في تعامل بعض أصحاب رؤوس الأموال والقادرين، وهذه الشدة التي تنفر منها الطباع في الأقوال والأفعال، فهي ليست من ديننا في شيء، وليست من أخلاق المؤمنين في شيء .
اللهم آت نفوسنا تقواها، وزكها أنت خير من زكاها، أنت وليها ومولاها.
عباد الله أقول ما سمعتم وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم .
الخطبة الثانية
الحمد لله على إحسانه….. أما بعد ،
عباد الله، إن السماحة لا تعني الخور والضعف، ولا المهانة والاستكانة كما يظن بعض الناس، كلا، بل هي خلق عال ينبئ عن صفاء في القلوب، ووثوق بالنفس، وصدق في التعامل، ولقد خلط الناس في مفهوم السماحة وظن بعضهم أن هناك أموراً تنافيها وهي من لبابها، بل هي مفاتحُ بابها ومن ذلك :
أولاً : الغضب عنـدما تنتهك حرمات الله .
عن عائشة رضي الله عنها قالت : ما خُير رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أمرين قط إلا أخذ أيسرهما ما لم يكن إثماً، فإن كان إثماً كان أبعد الناس عنه، وما انتقم رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفسه من شيء قط، إلا أن تنتهك حرمةُ الله فينتقمُ لله)) رواه البخاري.
هذا فليكن التوازن، سهولةٌ ويسر ولين، إلا فيما حرم الله، إن بعض الناس اليوم يرى السهولة والسماحة أن يُتَنازَل له فيما حرم الله في خدمة تقدم له، وإذا ما أبى المطلوب منه وقال هذا حرام أو هذا بهتان وزور، قال أنت متشدد والدين يسر، وهذا خلط يجب أن يُقلع من العقول.
ثانياً : طلب الحق.
طالب الحق له أن يطلب حقه حتى يحصل عليه وهذا ليس مضاداً للسماحة، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال للرجل الذي أغـلظ له في طلب حقه : (( دعوه فإن لصاحب الحق مقالاً)) رواه البخاري.
ثالثاً : البراء من أعداء الله.
يخلط بعض الناس بين الولاء والسماحة، ويظن أنهما شئ واحد، والحق أن سماحة الإسلام مع أهل الكتاب وغيرهم شيء، واتخاذهم أولياء شيء آخر، إنه لا مانع من السماحة معهم في البيع والشراء والتعامل، بل إنه يجب أن نعرض ديننا في صورة أخلاق رائعة حقيقة لاوهمية، لانغش، لانخلف، بل نحسن ونعين المحتاج، نكسو العاري، نطعم الجائع، ندعو، نبين، أما أن نواليهم فلا والولاية هي النصرة والمحبة، إن الولاء لا يكون إلا لله ولرسوله ولدينه وللمؤمنين، لأن الكفار بعضهم أولياء بعض، فيجب أن لا يكون لهم في قلوبنا محبةٌ ولا نصرة، فهـم أعداؤنا مادمنا على ملتنا :( ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم ).
إنه مطلوب منا أن ندعوهم ونخلصهم وننقذهم من النار، كما كان يفعل نبينا الكريم صلوات ربي وسلامه عليه، فهذا هو اليهودي زيد بن سعنة يعلن إسلامه بسبب موقف الوفاء والحلم المحمدي العظيم إنه موقف أخلاق أسلم بسببه الرجل،
محمد رافع 52 01-12-2012, 11:29 AM مظاهر اليسر و السماحة في الاسلام والاستفادة منها
يقول الاستاذ الدكتور وهبة بن مصطفى الزحيلي فى كتابه (وسطية الإسلام وسماحته) : ومظاهر اليسر والسماحة وآلياته كثيرة في أصول الشريعة ، لا بد من ملاحظتها والانطلاق منها في الدعوة الخيرة الشاملة إلى الإسلام ، وأهمها ما يأتي:
1- الاستفادة من الجسور المشتركة بين الأديان:
الجسور المشتركة بين الإسلام وما سبقه من الأديان كثيرة وغنية ، يمكن الانطلاق منها في شرعنا والتحاكم إليها للتوصل إلى ما يبرز سماحة الإسلام وسموه في الدعوة إلى وحدة الصف ، والوقوف أمام التيارات الإلحادية أو العلمانية أو المادية أو غيرها من نزعات الفلسفة الوضعية ، فيكون الخطاب الديني لهؤلاء أقوى وأنفذ وأحكم .
فالأديان الثلاثة " الإسلام واليهودية والمسيحية " تؤمن بالذات الإلهية ، وبرسالة الرسل الكرام ، وبالكتب السماوية ، وبالملائكة الأطهار ، وباليوم الآخر يوم الثواب والحساب .
والوصايا الأخلاقية العشر مقررة في هذه الأديان: لا تزن ، ولا تسرق ، لا تقتل نفسا ، لا تكذب . . . إلخ . ومنهج الحرام والحلال في الأحكام واحد ، للدلالة على وجود النظام الديني القائم على تحقيق وإشاعة نزعة الخير والمصلحة ، ومقاومة نزعة الشر والمفسدة .
والرسالة القرآنية الخاتمة تصرح بمهمة تصديق القرآن الكريم لما سبقه في آيات كثيرة منها: { الم }{ الله لا إله إلا هو الحي القيوم }{ نزل عليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه وأنزل التوراة والإنجيل }{ من قبل هدى للناس وأنزل الفرقان إن الذين كفروا بآيات الله لهم عذاب شديد والله عزيز ذو انتقام } [ آل عمران: 1 - 4 ] .
ولكن تظل للقرآن الهيمنة على ما تقدمه من الشرائع ، لمصلحة البشرية جمعاء ، في تشريع الأفضل والأحكم والأخلد ، ولتصحيح ما وقع فيه أتباع الديانتين السابقتين من أخطاء وانحرافات وتأويلات وتحريفات ، فقال الله تعالى: { وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه فاحكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم عما جاءك من الحق لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة } [ المائدة: 48 ] .
والأديان في أصولها الصحيحة ودعوتها إلى الإيمان الحق والعدل والخير واحدة ، والاختلاف إنما هو في الفروع والجزئيات مراعاة لتقدم العقل البشري وتطور الإنسانية ، بشرط وحدة الاعتقاد ، وصحة الإيمان ، وما أحكم وأدق هذا الإخبار والتعبير القرآني وهو قول الله (: { شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه كبر على المشركين ما تدعوهم إليه الله يجتبي إليه من يشاء ويهدي إليه من ينيب } [ الشورى: 13 ] .
وتنحصر علاقة المسلمين بغيرهم في ضوء هذا المفهوم في شطرين:
الأول : الإقرار والتصديق بكل ما صح نزوله على الأنبياء والرسل السابقين من الصحف والكتب الإلهية .
الثاني : تصحيح ما وقعت فيه الكتب الحالية المتداولة من انحراف عن وحدة الهدي الإلهي في العقيدة والنظام التشريعي .
2- كون التكاليف بقدر الاستطاعة:
من أبرز خصائص الإسلام: قلة تكاليفه في العبادات وغيرها ، فدائرة المباح فيه أوسع بكثير من دائرة الحرام ، ومنها جعل التكليف بحسب الوسع والطاقة ، أو القدرة والاستطاعة لينسجم الإنسان مع التكاليف الإلهية بيسر وسهولة ، ويبادر إلى أدائها وتطبيقها بصفة دائمة دون مشقة ولا إحراج ، وأساس ذلك قول الله سبحانه: { لا يكلف الله نفسا إلا وسعها } [ البقرة: 286 ] .
وكذلك ما نجده في السنة النبوية من وصايا وتوجيهات تزجر الناس عن المغالاة في العبادة ، والامتناع من الطيبات ، منها: « يا أيها الناس ، خذوا من الأعمال ما تطيقون ، فإن الله لا يمل حتى تملوا ، وإن أحب الأعمال إلى الله ما دام وإن قل » (1) ، « إن هذا الدين متين ، فأوغل فيه برفق ، فإن المنبت لا أرضا قطع ، ولا ظهرا أبقى » (2) أي إن المنقطع عن الرفقة لا يقطع المسافة ، ويهلك دابته التي أرهقها .
« هلك المتنطعون » (3) أي المتعمقون المتشددون في غير موضع الشدة . كل هذا يرشدنا إلى أن الإسلام يلتزم في تشريعه مبدأ الاقتصاد في الطاعات والاعتدال في القربات .
_________
(1) أخرجه مالك والبخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي عن عائشة رضي الله عنها .
(2) أخرجه البزار عن جابر رضي الله عنه ، وهو ضعيف بهذا اللفظ ، واللفظ الصحيح ما رواه الإمام أحمد في مسنده عن أنس رضي الله عنه: « إن هذا الدين متين ، فأوغلوا فيه برفق» .
(3) أخرجه أحمد في مسنده ، ومسلم وأبو داود عن ابن مسعود رضي الله عنه .
3- نبذ التعصب الديني والمذهبي:
اقتضت حكمة الله جل جلاله أن يوجد الاختلاف بين الناس في الملل والنحل والمذاهب والاعتقادات والأديان لمعرفة الحق من الباطل ، ولإقرار الحرية وترك الاختيار والإرادة للإنسان ، ولإظهار مدى جهاد أو مجاهدة الإنسان نفسه ، وإبراز دوره في التمييز ، وإعمال عقله وفكره وقناعته في اعتقاده وتفضيله الدين الحق ، وإيثاره الرأي السديد والصائب . قال الله تعالى: { ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين }{ وما كان لنفس أن تؤمن إلا بإذن الله ويجعل الرجس على الذين لا يعقلون } [ يونس: 99 - 100 ] .
وهذا دليل واضح على ضرورة التسامح في التعامل والنظرة السامية إلى واقع الناس ، وترك الاعتراض عليهم إلا في حدود الدعوة الهادئة والمنطقية إلى الله - تعالى - وقرآنه عن بينة ورشد وقناعة .
وهو دليل أيضا على ترك التعصب الديني الكريه ، والترفع عن الأحقاد ، لأن الإنسان لا يصح له أن يتجاوز السنن الإلهية ، وعليه أن يرضى بما رضي الله تعالى ، فليس للداعية التسرع بتكفير الآخرين ، لأنه سلوك منفر ومبعد ، كما ليس لأي مسلم إيذاء مشاعر الآخرين أو الاستعلاء عليهم ، أو احتقارهم أو محاولة الاعتداء عليهم أو التنكيل بهم ، حتى مع أشد الناس كفرا وهم المشركون الوثنيون ، لقوله تعالى: { ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم } [ الأنعام: 108 ] أي إن سب الآلهة الباطلة أمام أتباعها مدعاة لسب الإله الحق ، فيمنع ذلك سدا للذرائع .
4- منع الإكراه في الدين:
الحرية الاعتقادية متروكة لكل إنسان في شرعة القرآن ، لا بمعنى إقرار الضالين والكافرين على كفرهم ، وإنما بمعنى ترك كل محاولات الإكراه أو الإجبار على تغيير المعتقد أو الدين أو المذهب ، لأن ذلك لا ينفع ولا يفيد شيئا ، فإنه سرعان ما يزول ظرف الإكراه يعود الإنسان إلى ما كان عليه ، ولأن توفير سبل الهداية وأسباب الانشراح للإسلام بيد الله تعالى .
وهذا ما قرره القرآن الكريم صراحة في قوله تعالى: { لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها والله سميع عليم } [ البقرة: 256 ] والآية محكمة باقية على مفهومها ، وتقرر شرعا دائما كما صرح بذلك أغلب المفسرين (1)
ويؤكد ذلك آية أخرى في معناها: { فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر } . . . [ الكهف: 29 ] وليس هذا بمعنى التخيير ، وإنما هو تهديد ولوم بعد ظهور الأدلة الواضحة والقاطعة على أحقية الإسلام بالاتباع ، ومع ذلك فإن المصلحة في هذا التهديد إنما هي للإنسان ، ولكن دون مصادمة حريته .
هذا . . ولم يثبت في تاريخ الإسلام أن المسلمين مارسوا الإكراه على الدين مع غير المسلمين ، كما صرح أرنولد في كتابه " الدعوة إلى الإسلام " .
5- مقاومة كل أنواع التطرف والغلو في البلاد التي لا عدوان فيها على المسلمين:
_________
(1) تفسير الطبري 3 / 10 ، البحر المحيط لأبي حيان 2 / 281 ، تفسير القرطبي 3 / 280 ، أحكام القرآن لابن العربي 1 / 233 .
تبين مما تقدم أن الإسلام والانتصار لقضاياه والدفاع عن مبادئه ومحاولة نشر عقيدته ، والترويج لنظامه وشرائعه ، لا يكون على الإطلاق بارتكاب السلوك الإجرامي والإفساد والتخريب والتدمير ، أو الانطلاق من معايير التشدد والغلو والتطرف الغريبة عن روح الإسلام ومنهجه في الدعوة ، والمجافية للأصول الحضارية والمدنية ، لأن هذا السلوك الشائن لا يحقق أي هدف ، وإنما يزرع الرعب والخوف بين الآمنين ، ويلحق الضرر والأذى بالمصلحة العامة العليا للأمة ، وتكون الخسارة محققة للجميع .
فلقد أدركنا في هذا البحث حرص الإسلام على السماحة والاعتدال والاتزان ، والقصد في الاعتقاد والأفعال والطاعات .
وحبذا لو توافرت الضمانات المناسبة لممارسة الحوار والبيان والمشورة من الدول التي تبتلى بهذه التصرفات الشاذة ، لاجتثاث جذور هذه المشكلات الإرهابية الخطيرة ، والعودة إلى مسيرة الجماعة ، وهذا هو دور العلماء والمرشدين لا السياسيين الذين يعتمدون على سياسة البطش والقمع فقط ، دون إفساح المجال لسماع مطالب هؤلاء المتطرفين ، وقد نجحت " مصر" بفضل جهود علمائها في التخلص من ظاهرة " التكفير والهجرة " من طريق الإقناع وبيان أحكام الشريعة وإيراد آيات القرآن والوصايا النبوية في هذا الشأن .
ولا ننسى أن ما تمارسه المقاومة الوطنية في فلسطين والعراق وكشمير وكوسوفو والبوسنة والهرسك والشيشان ونحوها لا يعد في شرع الله ودينه تطرفا ولا إرهابا ، وإنما هو ممارسة لحق مشروع بالدفاع عن الوطن الإسلامي والعربي ، بل واجب لدحر العدوان والاستعمار والاستكبار الغربي والشرقي والصهيوني ، فهو في الواقع إرهاب من الدولة المعتدية ، ورد الفعل عليه لا يسمى إرهابا .
وهذا يعني ضرورة التفرقة بين الإرهاب الذي هو كل اعتداء بغير حق لدوافع سياسية ، وبين المقاومة التي هي نمط من الجهاد والدفاع بالقدر الممكن ، لأن طرد الغاصب واجب شرعي ، أما سلوك المسلم أو المنتمي للإسلام الذي يضر ببلده ووطنه ففعله خيانة وجريمة .
محمد رافع 52 01-12-2012, 11:32 AM دعوة الإسلام للحوار
لم ينتشر الإسلام ونظامه في المشارق والمغارب إلا بفضل الحوار الهادف الذي يعني قبول التكافؤ بين مختلف الشعوب والأمم .
فبالحوار والإقناع وإعطاء التصور الصحيح للإسلام ، ومحاولة نقاش الآخرين واحترامهم ، تحقق انتصار الإسلام ، وتم قبول دعوته السامية القائمة على البساطة والاعتقاد الصحيح ، والتزام حقوق الإنسان ، ولا سيما العمل بمقتضى العدالة والمساواة والحرية والإخاء الإنساني والمرونة .
ومنهج الإسلام هو اتباع طريقة الحوار التام أو السوي الذي يقصد به الكشف عن الحقيقة المجردة ، وتحقيق المصادقة بين المتحاورين .
ولا فرق بين الحوار المحلي في داخل الدولة مع بعض المتطرفين ، أو الحوار الخارجي أو الدولي بين المسلمين وغيرهم من الشعوب والأمم من أتباع المذاهب والأديان الأخرى ، لتحقيق رسالة الاستخلاف في الأرض ، وتحقيق النجاح في نشر الدعوة الإسلامية ، فالإسلام كله دعوة دائمة للحوار مع أهل الأديان الأخرى ، وهو أيضا دعوة خالصة لحوار الحضارات لبيان زيف الحضارة المادية وانطلاقها من الماديات فقط ، وإثبات صحة منهج الحضارة الإسلامية القائمة على مراعاة الماديات والروحانيات معا .
والحوار أجدى على الإسلام والمسلمين من التقاطع والتدابر والانعزال ، أو العزلة أو الانغلاق والعنصرية فهو يحقق المصلحة الإسلامية ، بنشر الدعوة بطريق هادئ ، كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم في المرحلة المكية مع المشركين ، ولأن الحوار دليل على الثقة بالنفس والمبدأ ، ولأن الإسلام كما عرفنا دين التسامح والتوازن والاعتدال ، ولا يقر ما يسمى بالإرهاب الفكري والحربي إلا للضرورة لقمع عدوان المعتدين ، واستخلاص الحقوق المغتصبة من الظلمة الغاصبين .
كما أن الإسلام في تكوين عقيدته وغرس الإيمان في النفس الإنسانية يعتمد على العقل والحكمة ، والعلم وموازينه ، وتبادل الآراء المفيدة لإظهار الحقيقة ، وإيثار المصلحة ، وتوفير مناخ السعادة ، والابتعاد عن الهرطقة والسفسطة والجدل العقيم .
ولا يغمط الإسلام ثقافة الآخرين ومعارفهم وتجاربهم ، لكنه يصحح المعوج منها أو الضار ، ويوجه الناس للخير دون إجبار .
ولا ينكر في الإسلام تفاوت المدارك والثقافات والنزعات ، فيكون الإسلام الذي هو رحمة شاملة للعالمين طريق إنقاذ ونجاة ، وإرساء لمعالم الحكمة والاعتدال ، بالحوار المفيد والنقاش الهادئ .
ولدينا دعوتان قرآنيتان للحوار :
الأولى : فيما بين المسلمين أنفسهم وفيما بينهم وبين غيرهم ، في قول الله تعالى: { ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين } [ النحل: 125 ] .
الثانية : أسلوب الحوار مع أهل الكتاب ( اليهود والنصارى ) بصفة خاصة:
وذلك في الآية الكريمة: { ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم وقولوا آمنا بالذي أنزل إلينا وأنزل إليكم وإلهنا وإلهكم واحد ونحن له مسلمون } [ العنكبوت: 46 ] .
وعلى العكس من ذلك فإن غير المسلمين هم أعداء الحوار البناء ، كما ورد في آيات قرآنية كثيرة ، منها: { ويجادل الذين كفروا بالباطل ليدحضوا به الحق } [ الكهف: 56 ] ومنها: { ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير } [ الحج: 8 ] .
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات
(وسطية الإسلام وسماحته – الدكتور وهبة ابن مصطفى الزحيلى)
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
محمد رافع 52 01-12-2012, 12:06 PM http://kids.islamweb.net/subjects/Images/Ta3awon/02.jpg
نسيــــــم الجنـــــــــة 01-12-2012, 03:19 PM بــارك الله فيك أستاذنا
وجعل ما تقدمه لنا فى ميزان حسناتك
محمد رافع 52 01-12-2012, 11:56 PM بــارك الله فيك أستاذنا
وجعل ما تقدمه لنا فى ميزان حسناتك
جزاكم الله خيراً ورضى عنكِ وعن والديكِ
محمد رافع 52 02-12-2012, 12:16 AM أخلاق المسلم
الإيثار
انطلق حذيفة العدوي في معركة اليرموك يبحث عن ابن عم له، ومعه شربة ماء. وبعد أن وجده جريحًا قال له: أسقيك؟ فأشار إليه بالموافقة. وقبل أن يسقيه سمعا رجلا يقول: آه، فأشار ابن عم حذيفة إليه؛ ليذهب بشربة الماء إلى الرجل الذي يتألم، فذهب إليه حذيفة، فوجده هشام بن العاص.
ولما أراد أن يسقيه سمعا رجلا آخر يقول: آه، فأشار هشام لينطلق إليه حذيفة بالماء، فذهب إليه حذيفة فوجده قد مات، فرجع بالماء إلى هشام فوجده قد مات، فرجع إلى ابن عمه فوجده قد مات. فقد فضَّل كلُّ واحد منهم أخاه على نفسه، وآثره بشربة ماء.
***
جاءت امرأة إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، وأعطته بردة هدية، فلبسها صلى الله عليه وسلم، وكان محتاجًا إليها، ورآه أحد أصحابه، فطلبها منه، وقال: يا رسول الله، ما أحسن هذه.. اكْسُنِيها. فخلعها النبي صلى الله عليه وسلم وأعطاها إياه. فقال الصحابة للرجل: ما أحسنتَ، لبسها النبي صلى الله عليه وسلم محتاجًا إليها، ثم سألتَه وعلمتَ أنه لا يرد أحدًا. فقال الرجل: إني والله ما سألتُه لألبسها، إنما سألتُه لتكون كفني. [البخاري]. واحتفظ الرجل بثوب الرسول صلى الله عليه وسلم؛ فكان كفنه.
جاء رجل جائع إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وهو في المسجد، وطلب منه طعامًا، فأرسل صلى الله عليه وسلم ليبحث عن طعام في بيته، فلم يجد إلا الماء، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من يُضيِّف هذا الليلة رحمه الله)، فقال رجل من الأنصار: أنا يا رسول الله.
وأخذ الضيفَ إلى بيته، ثم قال لامرأته: هل عندك شيء؟ فقالت: لا، إلا قوت صبياني، فلم يكن عندها إلا طعام قليل يكفي أولادها الصغار، فأمرها أن تشغل أولادها عن الطعام وتنومهم، وعندما يدخل الضيف تطفئ السراج(المصباح)، وتقدم كل ما عندها من طعام للضيف، ووضع الأنصاري الطعام للضيف، وجلس معه في الظلام حتى يشعره أنه يأكل معه، وأكل الضيف حتى شبع، وبات الرجل وزوجته وأولادهما جائعين.
وفي الصباح، ذهب الرجلُ وضيفه إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال للرجل: (قد عجب الله من صنيعكما بضيفكما الليلة) [مسلم]. ونزل فيه قول
الله -تعالى-: {ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة} [الحشر: 9]. والخصاصة: شدة الحاجة.
***
اجتمع عند أبي الحسن الأنطاكي أكثر من ثلاثين رجلا، ومعهم أرغفة قليلة لا تكفيهم، فقطعوا الأرغفة قطعًا صغيرة وأطفئوا المصباح، وجلسوا للأكل، فلما رفعت السفرة، فإذا الأرغفة كما هي لم ينقص منها شيء؛ لأن كل واحد منهم آثر أخاه بالطعام وفضله على نفسه، فلم يأكلوا جميعًا.
***
ما هو الإيثار؟
الإيثار هو أن يقدم الإنسان حاجة غيره من الناس على حاجته، برغم احتياجه لما يبذله، فقد يجوع ليشبع غيره، ويعطش ليروي سواه. قال الله صلى الله عليه وسلم: (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه) [متفق عليه].
وتقول السيدة عائشة -رضي الله عنها-: ما شبع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة أيام متوالية حتى فارق الدنيا، ولو شئنا لشبعنا، ولكننا كنا نؤثر على أنفسنا.
فضل الإيثار:
أثنى الله على أهل الإيثار، وجعلهم من المفلحين، فقال تعالى: {ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون} [الحشر: 9].
الأثرة:
الأثرة هي حب النفس، وتفضيلها على الآخرين، فهي عكس الإيثار، وهي صفة ذميمة نهى عنها النبي صلى الله عليه وسلم، فما أقبح أن يتصف الإنسان بالأنانية وحب النفس، وما أجمل أن يتصف بالإيثار وحب الآخرين.
محمد رافع 52 02-12-2012, 12:17 AM الحلم
أسلم الطفيل بن عمرو الدوسي، واستأذن الرسول صلى الله عليه وسلم في أن يذهب ليدعو قبيلته (دوْسًا) إلى الإسلام، فأذن له الرسول صلى الله عليه وسلم، لكنهم لم يستجيبوا للطفيل؛ فرجع إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال: إن دوسًا قد عصت وأبت؛ فادع الله عليهم، فاستقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم القبلة، ورفع يديه، فقال الناس: هلكوا؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم سيدعو عليهم، ودعاؤه مستجاب. فدعا النبي صلى الله عليه وسلم وقال: (اللهم اهدِ دوسًا وائتِ بهم) [متفق عليه]. ثم رجع الطفيل إلى قبيلته فدعاهم مرة ثانية إلى الإسلام، فأسلموا جميعًا. وهكذا كان النبي صلى الله عليه وسلم حليمًا يدعو للناس ولا يدعو عليهم.
***
ذات ليلة، خرج الخليفة عمر بن عبد العزيز ليتفقد أحوال رعيته، وكان في صحبته شرطي، فدخلا مسجدًا، وكان المسجد مظلمًا، فتعثر عمر برَجُلٍ نائم، فرفع الرجل رأسه وقال له: أمجنون أنت؟ فقال عمر: لا. وأراد الشرطي أن يضرب الرجل، فقال له عمر: لا تفعل، إنما سألني: أمجنون أنت؟ فقلت له: لا.
فقد سبق حلم الخليفة غضبه، فتقبل ببساطة أن يصفه رجل من عامة الناس بالجنون، ولم يدفعه سلطانه وقوته إلى البطش به.
***
كان الصحابي الجليل الأحنف بن قيس، شديد الحلم حتى صار يضرب به المثل في ذلك الخلق، فيقال: أحلم من الأحنف. ويحكى أن رجلا شتمه، فلم يردَّ عليه ومشى في طريقه، ومشى الرجل وراءه، وهو يزيد في شتمه، فلما اقترب الأحنف من الحي الذي يعيش فيه، وقف وقال للرجل: إن كان قد بقي في نفسك شيء فقله قبل أن يسمعك أحد من الحي فيؤذيك.
ويحكى أن قومًا بعثوا إليه رجلا ليشتمه، فصمت الأحنف ولم يتكلم، واستمر الرجل في شتمه حتى جاء موعد الغداء، فقال له الأحنف: يا هذا إن غداءنا قد حضر، فقم معي إن شئتَ. فاستحيا الرجل ومشى.
***
ما هو الحلم؟
الحلم هو ضبط النفس، وكظم الغيظ، والبعد عن الغضب، ومقابلة السيئة بالحسنة. وهو لا يعني أن يرضي الإنسان بالذل أو يقبل الهوان، وإنما هو الترفع عن شتم الناس، وتنزيه النفس عن سبهم وعيبهم.
حلم الله:
الحلم صفة من صفات الله -تعالى- فالله -سبحانه- هو الحليم، يرى معصية العاصين ومخالفتهم لأوامره فيمهلهم، ولا يسارع بالانتقام منهم. قال تعالى: {واعلموا أن الله غفور حليم} [البقرة: 235].
حلم الأنبياء:
الحلم خلق من أخلاق الأنبياء، قال تعالى عن إبراهيم: {إن إبراهيم لأواه حليم} [التوبة: 114]، وقال عن إسماعيل: {فبشرناه بغلام حليم} [الصافات: 101].
وكان الرسول صلى الله عليه وسلم أحلم الناس، فلا يضيق صدره بما يصدر عن بعض المسلمين من أخطاء، وكان يعلم أصحابه ضبط النفس وكظم الغيظ.
فضائل الحلم:
* الحلم صفة يحبها الله -عز وجل-، قال صلى الله عليه وسلم لأحد الصحابة: (إن فيك خصلتين يحبهما الله: الحلم والأناة) [مسلم].
* الحلم وسيلة للفوز برضا الله وجنته، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (من كظم غيظًا وهو قادر على أن يُنْفِذَهْ، دعاه الله -عز وجل- على رءوس الخلائق يوم القيامة، يخيره من الحور العين ما شاء) [أبو داود والترمذي].
* الحلم دليل على قوة إرادة صاحبه، وتحكمه في انفعالاته، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (ليس الشديد بالصُّرْعَة (مغالبة الناس وضربهم)، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب) [مسلم].
* الحلم وسيلة لكسب الخصوم والتغلب على شياطينهم وتحويلهم إلى أصدقاء، قال تعالى: {ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم} [فصلت: 34]. وقد قيل: إذا سكتَّ عن الجاهل فقد أوسعتَه جوابًا، وأوجعتَه عقابًا.
* الحلم وسيلة لنيل محبة الناس واحترامهم، فقد قيل: أول ما يُعوَّض الحليم عن حلمه أن الناس أنصاره.
* الحلم يُجنِّب صاحبه الوقوع في الأخطاء، ولا يعطي الفرصة للشيطان لكي يسيطر عليه.
الغضب:
الغضب هو إنفاذ الغيظ وعدم السيطرة على النفس، وهو خلق ذميم، فقد جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له: أوصني. فقال الله صلى الله عليه وسلم: (لا تغضب). فأعاد الرجل السؤال وردده مرارًا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا تغضب) [البخاري].
والغضب نوعان: غضب محمود، وغضب مذموم.
الغضب المحمود: هو الذي يحدث بسبب انتهاك حرمة من حرمات الله، ويكون هدفه الدفاع عن العرض أو النفس أو المال أو لرد حق اغتصبه ظالم، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم -وهو القدوة والأسوة الحسنة- لا يغضب أبدًا إلا أن يُنْتَهك من حرمات الله شيء.
الغضب المذموم: وهو الذي يكون لغير الله، أو يكون سببه شيئًا هينًا، فلا يستطيع الإنسان أن يسيطر على نفسه، وقد ينتهي أمره إلى ما لا يحمد عقباه، ومن الغضب المذموم أن يغضب المرء في موقف كان يستطيع أن يقابل الإساءة بالحلم وضبط النفس.
ومن مواقف الغضب التي كان يمكن أن تقابل بالحلم وضبط النفس ما يُحْكَى أن رجلا آذى أبا بكر الصديق بكلام في أثناء جلوسه مع النبي صلى الله عليه وسلم، فصمت أبو بكر، ثم شتمه الرجل مرة ثانية فسكت أبو بكر، ولما شتمه -للمرة الثالثة- رد عليه أبو بكر. فقام النبي صلى الله عليه وسلم من المجلس، فأدركه
أبو بكر وقال له: أغضبتَ على يا رسول الله؟ فأخبره النبي صلى الله عليه وسلم أن ملكًا من السماء نزل يرد عنه، ويدافع عنه، فلما رد هو انصرف الملك وقعد الشيطان. ولم يكن الرسول صلى الله عليه وسلم ليجلس في مجلس فيه الشيطان.
علاج الغضب: بيَّن النبي صلى الله عليه وسلم عدة وسائل
لعلاج الغضب، منها:
* السكوت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا غضب أحدكم فليسكت) [أحمد]. وقال الشاعر:
إذا نطـق السفيـه فـلا تُجِبْـــه
فخيــر مـن إجـابـتـه السـكـوتُ
فـإن جاوبتــَه سَرَّيـتَ عـنـه
وإن خلَّـيْـتَـهُ كَـــمَـــدًا يمـوتُ
* الجلوس على الأرض: قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (ألا وإن الغضب جمرة (أي: مثل النار الملتهبة) في قلب ابن آدم. أما رأيتم إلى حُمْرَة عينيه وانتفاخ أوداجه (ما أحاط بالحلق من العروق)؟! فمن أحس بشيء من ذلك فليلصق بالأرض) [الترمذي وأحمد].
* تغيير الوضع الذي عليه: قال الله صلى الله عليه وسلم: (إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس، فإن ذهب عنه الغضب وإلا فليضطجع (ينام على جنبه أو يتكئ)) [أبوداود وأحمد].
* الوضوء بالماء أو الاغتسال: قال الله صلى الله عليه وسلم: (إن الغضب من الشيطان، وإن الشيطان خلق من النار، وإنما تُطْفَأ النار بالماء، فإذا غضب أحدكم فليتوضأ) [أبو داود].
* تدريب النفس على الحلم: وهو أهم وسائل العلاج، وقد أمر الله به، فقال سبحانه: {خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين} [الأعراف: 199]، ووصف به عباده فقال: {وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلامًا} [الفرقان: 63]، وقال: {وإذا ما غضبوا هم يغفرون} [الشوري: 37]، وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: (لا تغضب) [البخاري والترمذي]. فليجعل المسلم الحلم خلقًا لازمًا له على الدوام.
محمد رافع 52 02-12-2012, 12:54 AM قضايا إسلامية
الشريعة الإسلامية
جاء القرآن الكريم ليبين للناس جميعًا أن الإسلام هو الدين المقبول عند
الله -عز وجل-، والإسلام معناه الاستسلام لله رب العالمين بطاعته، وتنفيذ أوامره، وعدم معصيته، والإسلام ليس دينًا قاصرًا على بعض العبادات التي يؤديها الإنسان، بل يشمل جميع نواحي الحياة، فهو دين شامل كامل جاء ليُقَوِّمَ حياةَ الناس، ويخرجهم من الظلمات إلى النور، ويعرفهم طريق الله، فجاءت العبادات لتطهير القلوب وربطها بالله، وجاءت الأخلاق لتزكية النفوس، وجاءت أوامر الله كلها تحث الإنسان على فعل الخيرات، والبعد عن المنكرات وفق أسس وقواعد ربانية شرعها الله -عز وجل- والإنسان مأمور بأن يجعل حياته كلها تسير وفق هذه القواعد إن كان يريد السعادة والطهر والعفاف والسكينة له وللمجتمع الذي يعيش فيه.
أساس الإسلام
والقرآن الكريم يبيِّن لنا الأساس الذي يقوم عليه الإسلام، هذا الأساس مكون من جزأين يجب تحقيقهما، وهما:
1ـ العقيدة:
فالعقيدة هي جوهر الإسلام وأصله الذي يقوم عليه، والشريعة مبنية على العقيدة الصالحة الخالصة النقية لله رب العالمين، ومن طبق شرائع الله -عز وجل- وأضاع العقيدة فهو كالسائر بغير هدى. وقد عبر الله -عز وجل- عن العقيدة في القرآن بالإيمان وعن الشريعة بالعمل الصالح فقال: {فمن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلا كفران لسعيه وإنا له كاتبون} [الأنبياء: 94].
وورد لفظ الشريعة في القرآن الكريم مرة واحدة. قال تعالى: {ثم جعلناك على شريعة من الأمر فاتبعها} [الجاثية: 18].
وقد جعل الله لكل نبي من أنبيائه شريعة ومنهاجًا، قال تعالى: {لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجًا} [المائدة: 48].
2 ـ الشريعة:
والشريعة هي كل ما شرع الله -عز وجل- من نظم وأحكام تنظم حياة الإنسان، والإنسان مأمور بأن يأخذ بشريعة الله -عز وجل- في حياته كلها، والمسلم يطبق شريعة الله وأوامره دون جدال، بل يذعن لأمره، فقال تعالى: {وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرًا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالاً مبينًا} [الأحزاب: 36]. وقال تعالى: {إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا وأولئك هم المفلحون} [النور: 51].
أهداف الشريعة:
وقد أنزل الله شريعته لحفظ وحماية عدد من الضروريات التي لا تقوم الحياة إلا بها، وهذه الضروريات هي:
1-حفظ الدين:
فلا يليق لمسلم أن يتخذ له دينًا غير دين الله، أو أن يخضع لغير سلطانه، أو أن ينفذ غير أوامره، أو أن يهتدي بغير هدي النبي (، قال تعالى: {هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون} [التوبة: 33].
2-حفظ العقل:
جعل الإسلام الحفاظ على العقل من أهم مقاصده الشرعية، فالعقل هو مناط التكليف، وقد وضع الإسلام وسائل وتشريعات للحفاظ على عقل الإنسان، من أهمها تحريم ما يسكر ويخمر العقل، فيجعله لا قيمة له، لأنه يقف عن التفكير آنذاك فقد قال النبي (: (كل مسكر خمر، وكل مسكر حرام) [مسلم]. وقد رفع الإسلام عن النائم والمجنون ومن في حكمهما التكاليف، وذلك لغياب مناط التكليف، وهو العقل.
3-حفظ المال:
أعطى الإسلام الناس الحرية في التملك مادام هذا التملك يأتي من طريق الحلال، وقدر الإسلام مدى التعب الذي يبذله الإنسان للحصول على المال، ومن هنا حرم على الإنسان أن يأخذ من مال أخيه شيئًا، بل شرع حد السرقة وقطع اليد فيما زاد عن ربع دينار؛ حفاظًا على أموال الناس.
4-حفظ النفس:
نهى الله -عز وجل- عن قتل النفس وإزهاقها بغير حق، فقال تعالى: {ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيمًا} [النساء: 29].
ولما جاء الإسلام نهى عن وأد البنات -قتلهم أحياء- وحذر من ذلك، قال تعالى: {وإذا الموءودة سئلت. بأي ذنب قتلت} [التكوير: 8-9]. ونهى كذلك عن قتل المسلم لأخيه المسلم، وجعل ذلك من أكبر الكبائر وأعظم الذنوب؛ قال تعالى: {ومن يقتل مؤمنًا متعمدًا فجزاؤه جهنم خالدًا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابًا عظيمًا} [النساء: 93].
والشريعة السمحة تبين لنا أن الإنسان إذا أشرف على الهلاك ولم يجد ما يأكله إلا ميتة فعليه أن يأكلها، وإن هلك ولم يأكلها كان من الآثمين؛ لأنه لم يحافظ على حياته. والله -عز وجل- يخفف على الإنسان في كثير من الأمور لحفظ حياته، فقد أباح الله -عز وجل- للمسافر والمريض أن يفطرا خوفًا من المشقة والهلاك.
وهكذا تعمل الشريعة على حفظ النفس بكل الوسائل، وشتى الطرق المحكمة. قال تعالى: {ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ومن قتل مظلومًا فقد جعلنا لوليه سلطانًا فلا يسرف في القتل إنه كان منصورًا} [الإسراء: 33].
5- حفظ العرض والنسل والأنساب:
حثت الشريعة الإسلامية على الزواج، وشجعت المسلمين عليه حتى لا تختلط الأنساب ولا تشيع الفاحشة بينهم، فالزواج هو الطريق الطبيعي لحفظ النسل والعرض والنسب، لذلك فمن ترك الزواج واتجه إلى الزنى أو غيره من العادات السيئة فقد أنذرته الشريعة بأشد العقاب في الدنيا والآخرة.
محمد رافع 52 02-12-2012, 01:29 AM إسلامية المعرفة
لابد من إصلاح مناهج الفكر، وبناء الرؤية الأصيلة الواضحة لمختلف مراحله. وما من فرع من فروع العلم إلا ويمكن ضبطه بالمنظور القرآني المرن الشامل، الذي يتسع للمسألة العلمية في مختلف أركانها (الأهداف- المناهج- الحقائق- التطبيق).
فمع اتجاه المعرفة نحو القوة والتسلط والأنانية، وتحويل المنجزات العلمية إلى سلاح يوجَّه إلى صدر الإنسان وليس لصالحه، أمام كل هذا تأتي أهمية (إسلامية المعرفة) وهي تعني التمسك بالمنظور القرآني للكون والحياة والأخذ بالإطار الذي وضعه الإسلام لضبط الحركة العلمية.
محاور إسلامية المعرفة:
وتقوم إسلامية المعرفة على المحاور الآتية:
(1) ممارسة النشاط المعرفي (الكشف- التجميع- التركيب- النشر) من زاوية التصور الإسلامي.
(2) احتواء كل الأنشطة والعلوم الإنسانية نظريًّا وتطبيقيًّا، وتشكيلها في إطار الأسس الإسلامية.
(3) أن تواكب قدرة العقل والفكر والمنهج الإسلامي حاجة الأمة والتحديات التي تواجهها.
ضروريات الحاجة لإسلامية المعرفة:
الحاجة لإسلامية المعرفة تنبع من عدة ضروريات:
أولاً: الضرورة العقيدية:
وتتمثل في الإسلام لله رب العالمين، والخضوع لإرادته وأوامره، ونواهيه في كل أمور الحياة. وتحقيق إسلامية المعرفة في مجال العقيدة يكون عن طريق:
1- إعانة المسلمين في العالم على مزيد من فهم الإسلام فهمًا صحيحًا، فتزداد قناعاتهم بحق هذا الدين في قيادة البشرية.
2- تمكين المسلمين في العالم من الإلمام بالقوة المادية وتطوير حياتهم المدنية بما يحقق لهم مكانة مناسبة في هذا العالم، ويمكنهم من مواجهة تحديات أعدائهم الذين يريدون لهم دوام التخلف والفقر.
ثانيًا: الضرورة الإنسانية:
وهي العمل على تكوين الإنسان المؤمن الواعي، الذي يتصدى لصور المعرفة الضالة.
ثالثًا: الضرورة الحضارية:
أي حماية مسلمي اليوم والغد من الذوبان في حضارة غيرهم، والهدف من (الإسلامية) في مجال الحضارة هو أن تستعيد هذه الأمة دورها وتقوم بإعادة بناء العالم عن طريق المعرفة المستمدة من هدي الله سبحانه وتعالى.
رابعًا: الضرورة العلمية:
فإذا كان النشاط العلمي بصورته المادية قد قام على الرغبة في الكسب والطموح الشخصي والاكتشاف والتفوق، فإن تحقيق (الإسلامية) تدفع النشاط العلمي للازدهار والتألق للكشف عن الحقائق، والسنن في هذا الكون وبيان مصادر القوة والطاقات التي أشار إليها كتاب الله، والذي دعا المسلمين إلى إخراجها للناس لتحقق لهم الخير الوفير.
وتزداد أهمية دور المسلم في الأخذ بأسباب العلم وفقًا للمنهج الإسلامي في عصر الاتصالات والفضاء والكومبيوتر، فيجب أن يكون للمسلمين دور بارز في النهضة العلمية الحضارية، لتحقيق الخلافة في الأرض، ولمواجهة تحديات العصر، على أن يكون سعيهم على أساس من كتاب الله وسنة رسوله (.
وهذا هو الفرق بين العالم المسلم وبين غيره من العلماء الذين لا يريدون سوى المال والمكانة، فيسخرون علمهم لتدمير البشرية بدلاً من العمل على تيسير سبل الحياة والعمل على إسعاد البشرية جمعاء.
مبادئ تحقيق إسلامية المعرفة:
وأمام تعدد هذه المجالات تتعدد المبادئ التي يتم تحقيق هذه (الإسلامية) على أساسها، ومن هذه المبادئ:
(1) الإيمان بوحدانية الله سبحانه وانعكاس هذا الإيمان على مختلف جوانب الفكر والعمل.
(2) الإيمان بأن الإنسان خليفة الله في الأرض، وأن الله سخر له كل ما في الكون.
(3) الإيمان بشمولية الإسلام وقدرته على سياسة الدنيا بكل مجالاتها.
(4) الإيمان بعموم الحقائق الإسلامية في الزمان والمكان والإنسان.
(5) الإيمان بتوافق الوحي مع العقل.
(6) توعية المسلمين بدينهم ودورهم في الحياة.
(7) توحيد مفاهيم ومناهج الفكر الإسلامي.
(8) الإحاطة بالتراث الإسلامي ممثلا في القرآن والسنة وآثار الصحابة والتابعين، وجهود علماء الأمة ومفكريها ومصلحيها.
(9) الوقوف على آخر ما وصلت إليه المعرفة المعاصرة.
(10) تجديد الأولويات الأساسية للبحث العلمي.
(11) تكوين الكوادر (المجموعات) العلمية وتوفير الإمكانات الفنية والبشرية والمادية اللازمة.
(12) الاهتمام بدور العلم والمكتبات وترجمة العلوم التي سبقتنا إلى اللغة العربية.
(13) تشجيع اللغة العربية في دور العلم والاهتمام بها؛ لأنها أداة الفكر العربي والإسلامي حتى تصبح لغة العلم.
(14) تربية كوادر علمية تجيد أكثر من لغة أجنبية لكي تكون عناصر فعالة لنقل الحضارات الغربية المتقدمة.
(15) زيادة فعالية الأفراد في هذا المجال عن طريق استشعار نية خدمة الإسلام والأمة في عملية التعليم وإجراء البحوث العلمية.
(16) توفير الإمكانات اللازمة لإجراء البحوث العلمية والتجارب، ومكافأة العلماء في كل جوانب العلم عن طريق الجوائز ورفع مستوياتهم المادية.
(17) تشجيع نوابغ النشء عن طريق الإنفاق عليهم ووضع خطط طويلة المدى لجعلهم علماء المستقبل.
محمد رافع 52 02-12-2012, 01:30 AM المساواة بين الرجل والمرأة
قال تعالى: {ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف وللرجال عليهن درجة والله عزيز حكيم} [البقرة: 228].
المساواة بين الرجل والمرأة في أخذ الحقوق وأداء الواجبات، قيمة سامية، وغاية نبيلة، يسعى إليها الجميع، ذكرًا أو أنثى، إلا أنها أصبحت سلاحًا ذا حدين، يستخدمه أعداء المرأة في الداخل والخارج حيث جعلوا منها أداة لخدمة أهدافهم غير النبيلة، فتعالت صيحاتهم مطالبة بـ:
1- تحرير المرأة من كل القيود الدينية والاجتماعية، وإطلاق حريتها لتفعل ما تشاء، متى تشاء، وكيفما تشاء! وما لهذا خلقت المرأة، وما هذا دورها في المجتمع!
2- تعليم المرأة على قدم المساواة مع الرجل، في أي مجال ترغب فيه أو تهفو إليه نفسها، دون نظر إلى ما ينفعها بوصفها امرأة، لها رسالة خاصة في الحياة، ولها مهمة عظيمة يجب أن تعد لها.
3- أن تعمل المرأة مثل ما يعمل الرجل، تحت أي ظرف وفي أي مجال، دون النظر
-أيضا- لما يتناسب مع طبيعتها الأنثوية وتكوينها الجسمي والنفسي.
4- مساواة المرأة للرجل في الحقوق المالية، فطالبوا بأن يتساوى نصيبها في الميراث بنصيب الرجل، مع ما في ذلك من مخالفة صريحة لشرع الله، ودون نظر إلى تبعات الرجل المالية من نفقة وغيرها، مما يتناسب مع زيادة نصيبه في الإرث.
والأصل أن ننظر في الإرث بما قسم الله وقضى، لأنه -سبحانه- هو المشرع له، العالم بحكمته -سبحانه- فيما قضى وقدر، دون ظلم لأحد، ولم ينظر القائلون بالتسوية في ميراث الأخوة من أم، فميراث الذكر مثل ميراث الأنثى، وربما زاد نصيب المرأة أحيانًا عن نصيب الرجل.
هذه أمثلة من دعاواهم، ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب ؛ لأنهم لم يدركوا معني المساواة التي يطالبون بها، وما تجره آراؤهم على المرأة من ويلات هي في غِنًى عنها، كما لم يدركوا ما أعطاه الإسلام للمرأة من حقوق وامتيازات، فجهلوا أو تجاهلوا وضع المرأة قبل الإسلام في مختلف المذاهب والحضارات، وما آل إليه وضعها في ظلال الإسلام.
وضع المرأة في اليونان:
فإذا ألقينا نظرة على بلاد اليونان القديمة، نجد أنه بالرغم من الثقافة والعلوم، فإن وضع المرأة لم يكن أكثر من كونها خادمة، وعلى أحسن تقدير: مديرة للبيت، بل إن اليونانيين -أصحاب تاج الفلسفة- كانوا يسكنون زوجاتهم في حجرات تقل فيها النوافذ، مع حرمانهن من الخروج إلى السوق أو غيره..
ورغم نظرية أفلاطون الفلسفية المتعلقة بواجبات المرأة العسكرية والسياسية، فإن النساء ظللن معزولات عن الحياة العامة؛ بحكم العرف والقانون اليوناني.
لقد كان المبدأ السائد في التصور اليوناني: (أن قيد المرأة لا ينبغي أن يُنْزَع) ولذلك علت الأصوات بعد انهيار الحضارة اليونانية تطالب بالتحرر من الجسد ونجاسة المرأة التي كانت سببًا في الفساد، وأُمْطرَتِ المرأة اليونانية بوابل من اللعنات والتهم الشنيعة.
وضع المرأة في الهند:
وفي الهند، كان يحكم على المرأة بالإحراق حية مع تابوت زوجها المتوفى.
وضع المرأة في اليهودية:
أما في اليهودية؛ فكان اليهود يقرون أن المرأة خطر، وشر يفوق شر الثعابين، وكانوا ينظرون للمرأة نظرة إذلال وتحقير، وكانوا يعدّون البنات في منزلة الخادمات، وكانت هناك بعض التقاليد التي تحرم زواج البنت ؛ لتظل في خدمة أسرتها، مع حق وليها في بيعها بيع الإماء.
وضع المرأة عند بعض المذاهب المسيحية:
والمرأة عند بعض المذاهب المسيحية؛ هي جسد خال من الروح، ولا استثناء لامرأة إلا مريم العذراء.
وضع المرأة في الجاهلية العربية:
وفي الجاهلية العربية كانت المرأة جزءًا من الثروة، فكانت تعد ميراثًا لابن الموروث.
وكانت النظرة الجاهلية للبنات تقوم على التشاؤم، ولذلك ظهرت عادتهم الرذيلة في وأد البنات، أي قتلهن وهُنَّ على قيد الحياة.
وضع المرأة في الإسلام:
وأمام هذا التاريخ المظلم جاء الإسلام ووضع المرأة في مكانها الطبيعي، وأعاد إليها حقوقها ومكانتها التي سُلِبَتْ منها، تحت ظلام الجهل وفساد العادات والتقاليد.
فأكد الإسلام على وحدة الأصل والنشأة بين الذكر والأنثى، فقال تعالى: {يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيرًا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبًا} [النساء: 1].
ورفض الإسلام موقف المشركين وتبلد مشاعرهم، وعدم تفهمهم لدور المرأة في الحياة، وكونها أصيلة في نظام الحياة أصالة الذكر، بل هي المستقر له، فهي أشد أصالة لبقاء الأسرة، ولذلك نظر إليها الإسلام على أنها هدية من الله، وقدم القرآن ذكرها على الذكور، قال تعالى: {يهب لمن يشاء إناثًا ويهب لمن يشاء الذكور. أو يزوجهم ذكرانًا وإناثًا ويجعل من يشاء عقيمًا} [الشورى: 49-50].
لقد وضع الإسلام المرأة على بساط الاحترام والتكريم والمودة، بما يهيئ المجتمع نفسيًّا ليستقبل كل وليدة بصدر مطمئن ونفس راضية واثقة في عون الله، قال تعالى: {ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق نحن نرزقهم وإياكم} [الإسراء: 31].
كما كرم الإسلام المرأة وهي في مرحلة الشباب، فمنحها أهلية التعبير عن إرادتها في أخص شؤون حياتها، وهو تكوين بيتها واختيار زوجها، قال (: (لا تنكح الأيم حتى تستأمر، ولا تنكح البكر حتى تستأذن)، قالوا: يا رسول الله، وكيف إذنها ؟ قال: (أن تسكت) [مسلم].
وجعل الإسلام للمرأة كيانًا متفردًا، ومنحها العديد من الحقوق كحرية التملك على قدم المساواة مع الرجل، قال تعالى : {للرجال نصيب مما ترك الوالدان والأقربون وللنساء نصيب مما ترك الوالدان والأقربون مما قل منه أو كثر نصيبًا مفروضًا}
[النساء: 7].
واحترم الإسلام هذه الملكية وعززها بمنح المرأة حرية التصرف فيها، قال تعالى: {وآتوا النساء صدقاتهن نحلة فإن طبن لكم عن شيء منه نفسًا فكلوه هنيئًا مريئًا} [النساء: 4].
وساوى القرآن بينها وبين الرجل أمام القانون في الحقوق والواجبات؛ كحق إبرام العقود وتحمل الالتزامات، وحق الدفاع عن حقوقها أمام القضاء. فقال تعالى: {ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف} [البقرة: 228].
افتراءات وردود:
وأما ما يقال عن أن بعض أحكام الإسلام فيها مساس بالمرأة كالميراث ؛ حيث يكون نصيبها نصف نصيب الرجل، وكالشهادة؛ فشهادتها تعدل نصف شهادة الرجل، وكالطلاق، وتعدد الزوجات، فهذه الأمور هي في جوهرها تكريم للمرأة، وصون لمكانتها، فالفرق في هذه الأمور جاء حفاظًا على كرامة المرأة، واحترامًا لطبيعة تكوينها:
- فأما عن الميراث وكونه نصف ميراث الرجل في بعض الحالات، فقد قابل الإسلام هذا الأمر بما يعادله في حق الرجل، فقد ألزم الشرع الكريم الرجل بالإنفاق على المرأة، في كل طور من أطوار حياتها، فالبنت في مسؤولية أبيها أو أخيها أو من يقوم مقامهما، والزوجة نفقتها على زوجها، ولا نفقة عليها، وقد قرر الله -تعالى- ذلك بقوله: {الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم} [النساء: 34]. وفي بعض الحالات قد يفوق ميراث المرأة ميراث الرجل بحسب القرابة، فليس الأمر دائمًا أن يكون ميراثها نصف ميراث الرجل.
- وأما بالنسبة للشهادة؛ فقد راعى الشارع الكريم في ذلك الخصائص النفسية للمرأة، فالمرأة عاطفية بحكم تكوينها النفسي، وقد تغلب عاطفتها؛ ولذا قال تعالى: {فإن لم يكونا رجلين فرجل وامرأتان ممن ترضون من الشهداء أن تضل إحداهما فتذكر إحداهما الأخرى} [البقرة: 282].
كما أن المرأة بطبيعة حركتها الاجتماعية لا تشاهد ما يشاهده الرجل، ولا تشترك فيما يكسبها الخبرة وما يؤهلها لعدم الخديعة ببعض المظاهر الكاذبة، وقد يوقعها ذلك في المحظور من حيث لا تشعر، ومع ذلك فقد أعطى الشرع الحنيف للمرأة حق الشهادة فيما تختص هي بممارسته، كالشهادة في الإطلاع على المولود عند الولادة ونحو ذلك؛ وذلك لأن الشهادة تتفاوت بحسب موضوعاتها، وقد تقبل شهادة المرأة منفردة، كما قدم شهادة المرأة فيما يخص أمور النساء كالولادة وغيرها.
- وأما عن الطلاق؛ فعاطفة المرأة غلابة، وغضبها قريب، ولذا أعطى الله للرجل سلطة التطليق المباشر لما يميزه من تريث وتحكيم للعقل قبل العاطفة، ولما يستشعره من عواقب الأمور، وفي الوقت نفسه لم يحرم الإسلام المرأة من طلب الطلاق، إذا وقع عليها من الضرر مالا تحتمله، أو ضاقت سبل العيش بينها وبين زوجها، وأصبح من المستحيل استمرار الحياة، وفي كلتا الحالتين يأخذ كل من الزوج والزوجة حقه.
- وبالنسبة لتعدد الزوجات؛ فهو علاج لكثير من المشكلات الاجتماعية، مثل العاقر التي لا تنجب ويرغب زوجها في الولد ولا يريد فراقها، وكذلك زيادة عدد النساء عن الرجال في بعض الظروف مثل الحروب.
كما أن المرأة هي وعاء النسل ومحضنه، ولا يعقل أن تطلب حق تعدد الأزواج لتختلط الأنساب وتضيع الأعراض، ومقابل ذلك شرط الإسلام العدالة عند التعدد والقسمة العادلة بين الزوجات.
شقائق الرجال:
لقد جاء في الحديث الشريف، أن النبي ( قال: (إنما النساء شقائق الرجال) [أبو داود والترمذي]، فالرجل والمرأة سواء أمام الله، ورُبَّ امرأة تقية أكرم عند الله من الرجل: {إن أكرمكم عند الله أتقاكم} [الحجرات: 13]، فالجنة ليست وقفًا على الرجال دون النساء.
ولقد ضرب القرآن الكريم المثل في الصلاح بالمرأة، فقال تعالى: {وضرب الله مثلاً للذين آمنوا امرأة فرعون إذ قالت رب ابن لي عندك بيتًا في الجنة ونجني من فرعون وعمله ونجني من القوم الظالمين. ومريم ابنت عمران التي أحصنت فرجها فنفخنا فيه من روحنا وصدقت بكلمات ربها وكتبه وكانت من القانتين} [التحريم: 11- 12].
لقد جاء الإسلام بقيم ومبادئ ترفع من مكانة المرأة وتصون لها كرامتها، ولكن ظهر الخطر وصوبت السهام ضد الإسلام والمسلمين، فهل تنتصر المسلمة لدينها وتصد كيد الطامعين؟! قال تعالى: {يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون} [التوبة: 32].
|