ndeem55
04-01-2013, 03:30 PM
حكم الدروس الخصوصية
ان الطالب في الماضي كان لا يضطر للذهاب لدرس خصوصي إلا إذا كان مستواه ضعيفا ، فلا يستطع اللاحاق بزملائه في المدرسة ، وكان يحدد مادة ضعفه مثل الانجلزي أو الرياضيات مثلا فقط دون بقية المواد التي يستطيع تحصيلها بالاعتماد على نفسه.
لكننا الآن أصبحنا نرى مهازل في التعليم ، أصبحنا نرى الطالب يأخذ الدرس الخصوصي في جميع المواد ، وهذا لا يعود سببه للطالب فقط ، بل يعود لنظام التعليم ، ونظام الرواتب ، والفوضى الأسرية ، وهشاشة المنظومة الاجتماعية .
فخرج لنا التعليم الموازي-الدروس الخصوصية- كبديل للتعليم الحكومي الرسمي الذي تنفق عليه الدولة المليارات هدراً بلا فائدة .
لذا نرى أن هناك أسباب تعود لمنظومة التعليم وهي:
1- فشل التخطيط الحكومي ،حيث لم يكن التعليم ضمن أوليات النظام السابق ، بل تدميره مطلوب باستجلاب الخبراء الصهاينة ، والذين لم يكن همهم تطوير التعليم ، بل مسخ الهوية الإسلامية والعربية عنه ، فضلاً عن مناهج فاشلة عقيمة لا تخاطب الفهم ولا تخلق طالباً مبدعاً ، بل جلها يعتمد على الحفظ والتلقين ، فضلا عن خلوها من المنظومة الأخلاقية التي تربط بين اكتساب المعلومة وبين توظيفها خلقياً وتربويا ، وصولاً لاكتساب القيم والمهارات مع المعارف .
2- تدمير المعلم القدوة بالتعامل مع المعلم كموظف يماثل أي عامل في مؤسسة ، وليس تربوياً قدوة يقتدى به ، ويربي أولادنا على المثل ، والتي منها ضآلة المرتب الذي يتقاضاه مقارنة بأي موظف في القطاع العام ، فضلاً عن امتناع الدولة عن تعيين المعلمين الأكفاء الذين يختارون بعناية وشروط خاصة نفسية وعلمية ، فاكتفت الدولة بتعيين معلمين بالمكافأة الشهرية أيا كانت مستوياتهم ، وتعطيهم بضع جنيهات ، لا تساوي أجر كناس في الشوارع ، ففقط المعلم ولاءه للمهنة وأصبح ساخطاً عليها ، فضلاً عن ضعف مستواه حيث لم يختر بشروط ، بل مجرد ملئ فراغ فقط ، مما اضطره للإلتجاء للدروس الخصوصية على حساب عمله الرسمي الغير مجزي .
أيضاً : عدم تصعيد الكفاءات التربوية للقيادة والإشراف ، والاعتماد على أصحاب المحسوبية من الكفاءات المتدنية والفاشلين ،وسبب ذلك يرجع لشيئين التخبط بين قانون الكادر وقانوان العاملين ، لإذلال المعلم ، وتوقف الترقيات ، حتى لا ينفذ إليها إلا ما ذكرت ، والسبب الثاني تدخل امن الدولة في كل التعيينات والترقيات ، لتكون لرجال الوطني ، ومن هم على شاكلتهم ، من أصحاب المصالح .
أسباب تعود للمجتمع:
3- فشل المنظومة المجتمعية المثمثلة باللهث خلف المادة من أولياء الأمور وانشغالهم عن تربية أولادهم ، حيث أن أغلب الطلاب الآن يفتقرون لأولياء أمور يستحقون لهذه المسئولية ، حيث يحتاج الكثير من أولياء الأمور لتربية قبل أبنائهم ، مما أضاع الاحترام وهيبة ولي الأمر ، وتولي الشارع وأصدقاء السوء المهمة بديلا عنه .
4- ضياع المنظومة الأخلاقية التي أصابت الطالب بالتوهان وانشغال ذهنه بال*** الآخر بسبب فتح الدولة عليه أبواب جهنم متمثلة في المواقع ال*****ة وإصرار الدولة على عدم غلقها ، والأفلام الساقطة التي أصبح المصري يعيّر بها في دول العالم ، مما أثر على تحصيله الدراسي ، فلم يبق عنده دافعية للتعليم .
أسباب تعود للمعلم ذاته :
1- جشع المعلمون المهرة حيث أنهم لم يكتفوا بجلب الطالب الضعيف الذي يحتاج للتقوية ، بل أهملوا وظيفتهم الرسمية ، ونقلوها لداخل البيوت والحجر الضيقة ، فحشدوا جميع الطلاب لتقويتهم ، في الوقت الذي أوعزوا للطلاب أهمية الدرس الخصوصي ، وأن الذهاب للمدرسة تضييع للوقت ، فعزف الطلاب خاصة الشهادات عن الذهاب للمدرسة بالكلية ، أما سنوات النقل ، فحضورهم للمدرسة خوفا من الغياب ، ولأعمال السنة وليس للتحصيل الدراسي ، الذي أفقدهم أياه المعلم الجشع .
ضعف الخريج علميا للسبب الأول الذي ذكرته ، فالتجأ الطالب للمعلم الماهر ليحصل ما فقد عند غيره .
لذا أقول بعد هذا التوصيف : الدروس الخصوصية مباحة بشروط منها :
1- قيام المعلم بعمله كاملاً مخلصاً فيه في المدرسة
2- عدم توجيه المعلم الطالب للدروس الخصوصية بأي شكل كان داخل غرفة الدراسة ، بل يبذل ما في وسعه لتقويته ورفع مستواه أثناء الحصة الدراسية أو بتكليفه بأنشطة صفية أو لاصفية زائدة .
3- عدم تمييز من يأخذ الدرس الخصوصي بأي وجه من وجوه المعاملة الخلقية أو في الدرجات عن مثيله ممن لا يأخذون دروساً
4- عدم وجود محاذير شرعية في الدروس الخصوصية مثل تدريس الرجل للفتاة ،أو تدريس المرأة للشاب ، فهذا محرم .
5- عدم الجشع والمغالاة في فرض الأجر ، حيث أن الأمر زاد عن حده ، وأصبح المعلم الذي يجب عليه بذل العلم يتعامل كأنه تاجر جشع لا رحمة عنده على أولياء الأمور ، فضاعت البركة من صحة هؤلاء المعلمين ، واستحقوا لعنات أولياء الأمور المكلومين الذين يدفعون المئات من الجنيهات شهريا فيما هم في حاجة إليه لكي يطعموا أولادهم أو يأتوا بالدواء لأنفسهم، وخاصة معلمي الثانوي ،وخاصة معلمي المواد العلمية .
إذا توافرت في الدروس الخصوصية الشروط السابقة فهي مباحة مشروعة ، أما لو تخلف شرط مما ذكرت فهي حرام ، وما يتقاضاه المعلم منها سحت محرم .والله أعلم
ان الطالب في الماضي كان لا يضطر للذهاب لدرس خصوصي إلا إذا كان مستواه ضعيفا ، فلا يستطع اللاحاق بزملائه في المدرسة ، وكان يحدد مادة ضعفه مثل الانجلزي أو الرياضيات مثلا فقط دون بقية المواد التي يستطيع تحصيلها بالاعتماد على نفسه.
لكننا الآن أصبحنا نرى مهازل في التعليم ، أصبحنا نرى الطالب يأخذ الدرس الخصوصي في جميع المواد ، وهذا لا يعود سببه للطالب فقط ، بل يعود لنظام التعليم ، ونظام الرواتب ، والفوضى الأسرية ، وهشاشة المنظومة الاجتماعية .
فخرج لنا التعليم الموازي-الدروس الخصوصية- كبديل للتعليم الحكومي الرسمي الذي تنفق عليه الدولة المليارات هدراً بلا فائدة .
لذا نرى أن هناك أسباب تعود لمنظومة التعليم وهي:
1- فشل التخطيط الحكومي ،حيث لم يكن التعليم ضمن أوليات النظام السابق ، بل تدميره مطلوب باستجلاب الخبراء الصهاينة ، والذين لم يكن همهم تطوير التعليم ، بل مسخ الهوية الإسلامية والعربية عنه ، فضلاً عن مناهج فاشلة عقيمة لا تخاطب الفهم ولا تخلق طالباً مبدعاً ، بل جلها يعتمد على الحفظ والتلقين ، فضلا عن خلوها من المنظومة الأخلاقية التي تربط بين اكتساب المعلومة وبين توظيفها خلقياً وتربويا ، وصولاً لاكتساب القيم والمهارات مع المعارف .
2- تدمير المعلم القدوة بالتعامل مع المعلم كموظف يماثل أي عامل في مؤسسة ، وليس تربوياً قدوة يقتدى به ، ويربي أولادنا على المثل ، والتي منها ضآلة المرتب الذي يتقاضاه مقارنة بأي موظف في القطاع العام ، فضلاً عن امتناع الدولة عن تعيين المعلمين الأكفاء الذين يختارون بعناية وشروط خاصة نفسية وعلمية ، فاكتفت الدولة بتعيين معلمين بالمكافأة الشهرية أيا كانت مستوياتهم ، وتعطيهم بضع جنيهات ، لا تساوي أجر كناس في الشوارع ، ففقط المعلم ولاءه للمهنة وأصبح ساخطاً عليها ، فضلاً عن ضعف مستواه حيث لم يختر بشروط ، بل مجرد ملئ فراغ فقط ، مما اضطره للإلتجاء للدروس الخصوصية على حساب عمله الرسمي الغير مجزي .
أيضاً : عدم تصعيد الكفاءات التربوية للقيادة والإشراف ، والاعتماد على أصحاب المحسوبية من الكفاءات المتدنية والفاشلين ،وسبب ذلك يرجع لشيئين التخبط بين قانون الكادر وقانوان العاملين ، لإذلال المعلم ، وتوقف الترقيات ، حتى لا ينفذ إليها إلا ما ذكرت ، والسبب الثاني تدخل امن الدولة في كل التعيينات والترقيات ، لتكون لرجال الوطني ، ومن هم على شاكلتهم ، من أصحاب المصالح .
أسباب تعود للمجتمع:
3- فشل المنظومة المجتمعية المثمثلة باللهث خلف المادة من أولياء الأمور وانشغالهم عن تربية أولادهم ، حيث أن أغلب الطلاب الآن يفتقرون لأولياء أمور يستحقون لهذه المسئولية ، حيث يحتاج الكثير من أولياء الأمور لتربية قبل أبنائهم ، مما أضاع الاحترام وهيبة ولي الأمر ، وتولي الشارع وأصدقاء السوء المهمة بديلا عنه .
4- ضياع المنظومة الأخلاقية التي أصابت الطالب بالتوهان وانشغال ذهنه بال*** الآخر بسبب فتح الدولة عليه أبواب جهنم متمثلة في المواقع ال*****ة وإصرار الدولة على عدم غلقها ، والأفلام الساقطة التي أصبح المصري يعيّر بها في دول العالم ، مما أثر على تحصيله الدراسي ، فلم يبق عنده دافعية للتعليم .
أسباب تعود للمعلم ذاته :
1- جشع المعلمون المهرة حيث أنهم لم يكتفوا بجلب الطالب الضعيف الذي يحتاج للتقوية ، بل أهملوا وظيفتهم الرسمية ، ونقلوها لداخل البيوت والحجر الضيقة ، فحشدوا جميع الطلاب لتقويتهم ، في الوقت الذي أوعزوا للطلاب أهمية الدرس الخصوصي ، وأن الذهاب للمدرسة تضييع للوقت ، فعزف الطلاب خاصة الشهادات عن الذهاب للمدرسة بالكلية ، أما سنوات النقل ، فحضورهم للمدرسة خوفا من الغياب ، ولأعمال السنة وليس للتحصيل الدراسي ، الذي أفقدهم أياه المعلم الجشع .
ضعف الخريج علميا للسبب الأول الذي ذكرته ، فالتجأ الطالب للمعلم الماهر ليحصل ما فقد عند غيره .
لذا أقول بعد هذا التوصيف : الدروس الخصوصية مباحة بشروط منها :
1- قيام المعلم بعمله كاملاً مخلصاً فيه في المدرسة
2- عدم توجيه المعلم الطالب للدروس الخصوصية بأي شكل كان داخل غرفة الدراسة ، بل يبذل ما في وسعه لتقويته ورفع مستواه أثناء الحصة الدراسية أو بتكليفه بأنشطة صفية أو لاصفية زائدة .
3- عدم تمييز من يأخذ الدرس الخصوصي بأي وجه من وجوه المعاملة الخلقية أو في الدرجات عن مثيله ممن لا يأخذون دروساً
4- عدم وجود محاذير شرعية في الدروس الخصوصية مثل تدريس الرجل للفتاة ،أو تدريس المرأة للشاب ، فهذا محرم .
5- عدم الجشع والمغالاة في فرض الأجر ، حيث أن الأمر زاد عن حده ، وأصبح المعلم الذي يجب عليه بذل العلم يتعامل كأنه تاجر جشع لا رحمة عنده على أولياء الأمور ، فضاعت البركة من صحة هؤلاء المعلمين ، واستحقوا لعنات أولياء الأمور المكلومين الذين يدفعون المئات من الجنيهات شهريا فيما هم في حاجة إليه لكي يطعموا أولادهم أو يأتوا بالدواء لأنفسهم، وخاصة معلمي الثانوي ،وخاصة معلمي المواد العلمية .
إذا توافرت في الدروس الخصوصية الشروط السابقة فهي مباحة مشروعة ، أما لو تخلف شرط مما ذكرت فهي حرام ، وما يتقاضاه المعلم منها سحت محرم .والله أعلم