مشاهدة النسخة كاملة : روائع حضارية في الحديث النبوي الشريف


abomokhtar
21-06-2017, 09:10 AM
في الحديث النَّبويِّ الشَّريف روائعُ حضارية، ولَمسات إنسانيَّة، كنتُ أقف عليها فأدوِّنها، وأضع لها عنوانًا دالًّا على المعنى الحضاري والمفهوم الإنسانيِّ الجميل فيها.
*
وما أحوجَنا إلى هذه الكلمات النبويَّة التي تحمل هذه التوجيهات المبارَكة في هذا العصر! وهي:
1 - تحريم ال***** بكلِّ أشكاله وأنواعه:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنَّ الله يعذِّبُ الذين يعذِّبون الناسَ في الدنيا))[1].
*
2 - الرِّفق في كلِّ أمور الحياة من الصِّفات المحبوبة عند الله سبحانه:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يا عائشة، إنَّ الله رَفيق يحبُّ الرِّفقَ، ويُعطي على الرِّفق ما لا يعطي على ال***، وما لا يعطي على ما سواه))[2].
*
3 - نظافة الطرُق:
عن أبي بَرزة رضي الله عنه قال: قلتُ: يا نبيَّ الله، علِّمني شيئًا أنتفع به، قال صلى الله عليه وسلم: ((اعزل الأذى عن طريق المسلمين))[3].
وعن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((بينما رجل يمشي بطريق، وجد غُصْن شوكٍ على الطريق فأخَّرَه، فشَكَر الله له فغَفر له))[4].
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لقد رأيتُ رجلًا يتقلب في الجنة، في شجرة قطعها من ظهر الطريق، كانت تؤذي الناس))؛ رواه مسلم.
*
4 - ((من فجع هذه بولدها؟)):
كلمة عظيمة قالها النبيُّ صلى الله عليه وسلم في طيرٍ حِيلَ بينه وبين ولده! ثم قال: ((رُدُّوا ولدها إليها))[5].
فكيف بمن يكون سببًا في حرمان إنسان من أولاده؟!
لا شك أنَّ الفجيعة تكون أشد؛ بل قد تكون جريمة!
*
5 - ابتسم:
عن أبي ذرٍّ رضي الله عنه قال: قال لي النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا تحقرنَّ مِن المعروف شيئًا ولو أن تلقى أخاك بوجه طَلق))[6].
*
6 - من التوجيهات النبويَّة في الطبِّ الوقائي:
عن أبي هريرة قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا عطس وضع يدَه - أو ثوبه - على فيه، وخفض - أو غضَّ - بها صوتَه"[7].
*
7 - من آداب التعامل مع كلمات الله سبحانه:
من الأدعية النبوية: ((رضيتُ بالله ربًّا، وبالإسلام دينًا، وبمحمد رسولًا))[8].
إن النبي صلى الله عليه وسلم يعلِّمنا في هذا الدعاء أدبًا كريمًا في التعامل مع كلمات الله سبحانه، أليس قد قال تعالى: ﴿ وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ﴾ [المائدة: 3]؟!
فكان من المناسب أن نجيب: رضيتُ بالإسلام دينًا.. فما أجمل هذه الدعاء النبويَّ!
*
8 - من جميل العلاقات الإنسانية:
"كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يكاد يواجه أحدًا في وجهه بشيء يكرهه"[9].
*
9 - بشارة البشارات، وغاية الغايات: رؤية الله سبحانه في جنة الخلد:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنَّكم سترَون ربَّكم عَيَانًا))[10].
*
10 - البيوت المتلألئة بالقرآن:
عن عائشة، عن النَّبي صلى الله عليه وسلم، قال: ((وإنَّ البيت ليُتلى فيه القرآن؛ فيتراءى لأهلِ السَّماء كما تتراءى النجومُ لأهل الأرضِ))[11].
*
11 - إهمال الأسرة وعدم رعاية شؤونها من الآثام:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((كفى بالمرء إثمًا أن يضيِّع مَن يَقوت))[12].
*
12 - رعاية الأسرة - ولا سيما البنات - لها منزلة رفيعة يوم القيامة:
قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: ((مَن عال جاريتين حتى يبلُغا، جاء يوم القيامة أنا وهو هكذا))؛ وضمَّ أصابعَه[13].
وقوله: ((جاريتين)): أي: بنتين، فمن حصل له ذلك فليحمد الله، فقد خصَّه الله تعالى بفضل عظيم.
*
13 - من روائع السُّنة في العلاقات الإنسانية: الدعاء لأخيك المسلم في غيابه:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما من عبد مسلم يدعو لأخيه بظَهر الغيب، إلَّا قال الملَك: ولك بمِثل))[14].
*
14 - اليد النبويَّة المباركة:
قال الصحابيُّ الجليل سعد بن أبي وقَّاص رضي الله عنه: اشتكيتُ بمكَّة شكوى شديدة، فجاء النبيُّ صلى الله عليه وسلم يعودني... ثمَّ وضع يدَه على جبهتي، ثمَّ مسح وجهي وبطني، ثم قال: ((اللهمَّ اشفِ سعدًا، وأتِمَّ له هجرته)).
فما زلتُ أجد بردَ يده على كبدي - فيما يخالُ إلَيَّ - حتى الساعة[15].

[1] رواه مسلم، رقم (2613).
[2] أخرجه مسلم، رقم (2593).
[3] أخرجه مسلم (2618).
[4] متفق عليه.
[5] رواه أبو داود رقم (2677) بإسناد صحيح؛ كما قال النووي في رياض الصالحين.
[6] رواه مسلم (2626).
[7] الشك من أحد الرواة، والحديث رواه أبو داود رقم (5029) واللفظ له، والترمذي رقم (2745) وقال: "هذا حديث حسن صحيح".
[8] رواه أبو داود رقم (1531) وغيره، وفيه: ((من قال: رضيت بالله ربًّا، وبالإسلام دينًا، وبمحمد رسولًا، وجبت له الجنَّة)).
[9] أخرجه أحمد (19/ 366).
[10] رواه البخاري (7453).
[11] أخرجه الفريابي في كتابه فضائل القرآن، رقم (32) وقال الذهبي في "سير أعلام النبلاء" (8/ 26): "هذا حديث نظيف الإسناد، حسن المتن...".
[12] رواه أبو داود رقم (1694) وغيره، وقال النووي في رياض الصالحين: "حديث صحيح"، وفي صحيح مسلم رقم (996): ((كفى بالمرء إثمًا أن يحبس عمَّن يملك قوته)).
[13] أخرجه مسلم رقم (2629).
[14] رواه مسلم رقم (2732).
[15] جزء من حديث أخرجه البخاري، كتاب المرضى، باب وضع اليد على المريض، رقم (5659)، وفي الأدب المفرد برقم (499)، واللفظ منه.

د. عبدالسميع الأنيس