becham37
29-04-2006, 02:00 PM
مقدمة الكتاب
كنت سابقا أعتقد – كما كان وما زال – يعتقد عامة المسلمين اليوم ، أن الطريق إلى تحرير القدس ، ستكون بالوحدة العربية ، وهذا بلا شك ضرب من الخيال . أو بالعودة إلى الإسلام وقيام الخلافة الإسلامية ، وهذا أيضا أمر بعيد المنال ، والواقع لا ينبئ بذلك ، واليهود الآن يسيطرون على مجريات الأمور ، أكثر مما نسيطر على زوجاتنا وأولادنا ، فهم يراقبون ويُحاربون ، أي جسم مسلم أو عربي ، تحول من حالة السكون إلى الحركة ، وكل المحاولات الإسلامية والقومية العربية النهضوية ، وُئدت واشتُريت وبيعت في سوق النخاسة ، فلا أمل في المنظور القريب ، حسب ما نراه على أرض الواقع .
وأما إسرائيل فعلى ما يبدو أنها ستبقى جاثمة فوق صدورنا ، تمتص دماء قلوبنا وتعدّ عليها نبضاتها ، لتثبت للعالم أننا ما زلنا أحياء ؟! والعالم يأتي وينظر ويهزّ رأسه موافقا ويمضي مطمئنا ، نعم إنهم ما زالوا أحياء ! وكأن العالم ينتظر منا أن نموت أو نفنى ، فيستيقظ يوما ما فلا فلسطين ولا فلسطينيون ، ليرتاح من تلك المهمة الثقيلة والمضنية ، التي رُميت على كاهله – وكأنه بلا خطيئة اقترفتها يداه – كي يرتاح من مراقبة طويلة ، لعملية احتضار شعب أُدخل إلى قسم العناية الحثيثة ، منذ أكثر من50 عاما وما زال حيا .
وبالنظر إلى الواقع – قبل ثلاث سنوات – ولغاية هذه اللحظة ، فإنك تراه يقول بأن إسرائيل ستبقى . ولكن الأحاديث النبوية الشريفة ترفض ما يقوله الواقع ، وتؤكد زوالها قبل ظهور المهدي والخلافة الإسلامية ، ولكن كيف ؟ ومن ؟ ومتى ؟ وللإجابة على هذه الأسئلة كان لا بد من البحث ، ومن هناك وقبل ثلاث سنوات تقريبا كانت البداية .
ما يملكه عامّة المسلمين في بلادنا من معتقدات فيما يتعلّق بتحرير فلسطين ، يتمحور حول ثلاثة عبارات تقريبا ، هي : أولا ؛ عبارة " شرقي النهر وهم غربيه " المشهورة لدينا بين فلسطينيي الشتات ، وثانيا ؛ عبارة " عبادا لنا " ، وثالثا ؛ عبارة " وليدخلوا المسجد " . والتفسيرات المعاصرة لهذه العبارات في مجملها ، حصرت التحرير بقيام الخلافة الإسلامية ، حتى أصبحت من الأمور العقائدية ، ويؤمن بصحتها الكثير من الناس إن لم يكن الأغلبية العظمى .
أما حديث لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا اليهود ويا مسلم يا عبد الله ، الذي غالبا ما نتدواله ، فهو يتحدث عن مسلمين حقيقيين لن يتوفروا في ظل هذه الأجواء على المدى القريب ، أو يتحدّث عن خلافة إسلامية ، ومما أعلمه أن الخلافة الإسلامية لن تكون إلا بظهور المهدي ، وخلاف ذلك لم أجد في السنة النبوية من الأحاديث ما يشير إلى هذه الفترة ، فهي مغيبة تقريبا إلا من حديث هنا أو هناك .
في النصف الثاني من عام 1998م ، ومن خلال البحث الأولي في العديد من المصادر أمسكت ببعض الخيوط ، التي قادتني بدورها إلى الآيات التي تحكي قصة العلو والإفساد اليهودي في سورة الإسراء ، فطفقت أسبر معاني ألفاظها وعباراتها وتركيباتها اللغوية ، فتحصلّت على فهم جديد لآيات هذه السورة ، يختلف تماما عن معظم ما تم طرحه سابقا ، ومن خلال هذا الفهم استطعت الإجابة على معظم تساؤلاتي ، وتساؤلات أخرى كانت ترد في ذهني ، بين حين وآخر أثناء كتابتي لهذا البحث .
عادة ما كنت أطرح ما توصلت إليه شفاها أمام الآخرين ، وغالبا ما كانت أفكاري تُجابه بالمعارضة أحيانا بعلم وأحيانا من غير علم ، وغالبا ما كان النقاش يأخذ وقتا طويلا ، وكان هناك الكثير ممن يرغبون بالمعرفة ، كل حسب دوافعه وأسبابه الخاصة ، وكانت الأغلبية تفاجأ بما أطرحه من أفكار ، فالقناعات الراسخة لدى الأغلبية ، مما سمعوه من الناس أو وجدوه في الكتب ، والواقع الذي يرونه بأم أعينهم يخالف بصريح العبارة ما أذهب إليه .
والمشكلة أن الأمر جدّ خطير ، فالواقع الجديد والمفاجئ الذي سيفرض نفسه بعد عدة شهور ، عندما يأتي أمر الله ولا ينطق الحجر والشجر بشيء ! كما كانوا يعتقدون سيوقع الناس في الحيرة والارتباك ، لتتلاطم الأفكار والتساؤلات في الأذهان تلاطم الموج في يوم عاصف ؛ ما الذي جرى ؟ وما الذي يجري ؟ وما الذي سيجري ؟
لذلك وجدت نفسي ملزما بإطلاع الناس على ما تحصّلت عليه ، وعلى نطاق أوسع من دائرة الأقارب والزملاء . وبالرغم من محدودية قدراتي وتواضعها إلا أني حاولت جاهدا ، أن أصهر كل ما توصلت إليه مما علّمني ربي في بوتقة واحدة . تمثّلت في هذا الكتاب الذي بين أيديكم ، في أول محاولة لي للكتابة ، كمساهمة متواضعة في الدعوة إلى الله ونصرة لكتابه الكريم قبل أن يوضع على المحك ، عندما يتحقّق أحد أعظم الأنباء المستقبلية بشكل مخالف ، لما اعتادوا أن يسمعوه من آراء وتفسيرات كثرت في الآونة الأخيرة ، تتناول ما تُخبر عنه سورة الإسراء من إفساديّ بني إسرائيل .
كما وحاولت جاهدا أن أقدم هذا الكتاب في أسرع وقت ممكن ، بعد أن تأخرت سنتين وأكثر شغلتني فيها مشاكل الحياة الدنيا ومصائبها ، عن إخراج هذا الكتاب إلى حيّز الوجود ، ومن ثم لأسعى لإيصاله إلى أكبر عدد من أمة الإسلام ، لعله يجد فيهم من يلق السمع وهو شهيد .
فإن أصبت فمن الله ، وإن أخطأت فمن نفسي ، ولا حول ولا قوة إلا بالله
قال تعالى
( فَبَشِّرْ عِبَادِ ، الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ ، فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ )
( الزمر )
تعريف عام بفصول الكتاب
يمكنك مطالعة جميع فصول الكتاب ... الآن وخلال تواجدك في الموقع ... بعد الضغط على رابط [ تصفح الفصول ] أسفل الصفحة
الجزء الأول
الفصل الأول : البداية
مقدمة وتمهيد وتعقيب
الفصل الثاني : زوال إسرائيل قبل ظهور المهدي
عرض وتحليل مجموعة من الأحاديث النبوية نستنتج من خلالها اختفاء الدولة اليهودية قبل خروج المهدي .
الفصل الثالث : مختصر لمجمل أقوال المفسرين
عرض خلاصة لأقوال كبار المفسرين في آيات سورة الإسراء ، من حيث تفسيرهم للمفردات ، وأقوالهم في المبعوثين على بني إسرائيل في المرتين .
الفصل الرابع : وكل شيء فصّلناه تفصيلا
تفسير وتحليل تفصيلي للآيات التي تعرّضت لذكر مرتيّ الإفساد والعلو اليهودي ، ووعديّ الأولى والآخرة في سورة الإسراء ، في ضوء ما قدّمه المفسرين القدماء ، من خلال فهم جديد وطريقة عرض سهلة ولغة بسيطة ميسرة لعامة الناس .
الفصل الخامس : تاريخ وجغرافيا بني إسرائيل في القران
مراجعة شاملة لتاريخ وجغرافيا بني إسرائيل في القرآن الكريم والسنة النبوية ، مع إهمال معظم الروايات الإسرائيلية التي امتلأت بها كتب التفسير .
الفصل السادس : تاريخ اليهود في التوراة والتلمود
عرض تاريخي للعلو اليهودي الأول وكيفية زواله حسبما ترويه التوراة والتلمود .
الفصل السابع : فلسطين عبر التاريخ
استعراض لتاريخ فلسطين مع اليهود ، منذ قيام مملكتهم الأولى وحتى قيام دولتهم الثانية في فلسطين .
الجزء الثاني
الفصل الأول : المؤامرة اليهودية على العالم
عرض تحليلي لسيناريوهات التآمر اليهودي عبر العصور ، منذ نشأتهم حتى عصرنا هذا .
الفصل الثاني : النبوءات التوراتية بين الماضي والمستقبل
استعراض وتحليل جانب من النبوءات التوراتية ، التي تحقّقت في الماضي والنبوءات التي لم تتحقّق ، والاستدلال على الكيفية التي يقرءون بها تلك النبوءات .
الفصل الثالث : النبوءات الإنجيلية بين الماضي والمستقبل
استعراض وتحليل جانب من النبوءات الإنجيلية ، التي تحقّقت في الماضي والنبوءات التي لم تتحقّق ، وعرض الكيفية التي يقرأ بها النصارى الجدد تلك النبوءات .
الفصل الرابع : الغربيون وهوس النبوءات التوراتية والإنجيلية
بيان مدى الاهتمام الذي يُبديه الباحثون والدارسون الغربيون للنصوص النبوية الخاصة بأحداث النهاية ، ومدى انشغال عامة وخاصة النصارى الغربيين بهذه النبوءات .
الفصل الخامس : السياسة الأمريكية ونبوءات التوراة والإنجيل
بيان مدى التأثير المدمّر لتلك النبوءات ، في قرارات ساسة أمريكا والغرب ، وخطورة تفسيراتهم اللفظية للنصوص ، على الدول العربية والإسلامية بشكل خاص ، والقسم الشرقي من الكرة الأرضية بشكل عام .
الفصل السادس : الكتب المقدسة تأمر اليهود بتدمير أصحاب البعث
استعراض النصوص التوراتية والإنجيلية ، التي تحضّ وتأمر اليهود بإبادة وتدمير أصحاب البعث ، والتي دفعتهم لتسخير أمريكا وحلفائها للقيام بهذه المهمة بالنيابة .
الجزء الثالث
الفصل الأول : وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة
قراءة وتحليل في معطيات الواقع الحالي ، وإظهار مدى مطابقتها وتوافقها مع الوعد الإلهي ، وبيان مدى قرب تحقّق هذا الوعد على أرض الواقع ، وعرض صور للدخول من القرآن وأمثلة من التاريخ والواقع ، لتقريب صفة الدخول القادم للمسجد الأقصى .
الفصل الثاني : وليتبروا ما علوا تتبيرا
استقراء التغيرات التي ستطرأ على معطيات الواقع الحالي بعد زوال الدولة اليهودية ، وعرض لظروف الحرب العالمية الثالثة وأطرافها ونتائجها .
الفصل الثالث : وجعلنا لمهلكهم موعدا
استنباط قواعد رياضية بسيطة قابلة للفهم والهضم ، واستخدامها في استخراج مواعيد محتملة لنهاية إسرائيل وأمريكا ، وخروج المهدي ونزول عيسى عليه السلام .
الفصل الرابع : فإنما يسّرناه بلسانك لعلّهم يتذكّرون
نبوءة جديدة وردت في سورة الدخان تتمثّل على أرض الواقع ، نكتشفها من خلال فهم جديد للسورة ، نقوم فيه باستنباط مواصفات الدخان المذكور في السورة ، وصفات القوم الذين سيغشاهم الدخان .
الفصل الخامس : فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين
عرض لمقالات صحفية مدعمّة بالصور ، تتحدّث عن دخان داهم أحد العواصم العربية ، وبيان مدى توافق صفاته مع وصف الدخان الوارد في سورة الدخان .
الفصل السادس : بل هم في شك يلعبون
وصف لما كان يجري في تلك العاصمة العربية ، من حروب يُشنونها على الإسلام ، تقودها المؤسسات الثقافية الرسمية قبل ظهور الدخان تتطابق مع ما تُخبر عنه السورة .
الفصل السابع : ثم تولوا عنه وقالوا مُعلّم مجنون
وصف لما زال يجري في تلك العاصمة العربية بعد ظهور الدخان .
الفصل الثامن : يوم نبطش البطشة الكبرى
بحث أمر البطشة الكبرى التي توّعد فيها رب العزة بالانتقام من سكان تلك العاصمة ، لمحاربتهم دينه ولإيذائهم رسوله الكريم .
الفصل التاسع : الطوفان الأخير وطوق النجاة
قراءة في آيات متفرقة من القرآن ، تُنذر بقرب انسكاب الغضب الإلهي ، على الظالمين والمفسدين في الأرض ، وعلى الذين فسقوا عن أمر ربهم ، وانشغلوا بالحياة الدنيا ومتاعها أينما وقع ذلك منهم ، كما ونقدّم عرضا لمراحل الطوفان القادم .
مراحل الطوفان القادم
أكبر وأبشع مذبحة في تاريخ الشعب اليهودي في فلسطين
تحالف العرب مع الروس في حرب عالمية نووية ثالثة ، تنتهي بفناء الحضارة الغربية ومظاهرها
عودة أجواء داحس والغبراء في المنطقة العربية لتصفية الحسابات فيما بعد الحرب العالمية الثالثة
خروج المهدي من مكة ، وبدء حروبه لضم الجزيرة العربية وإيران وتركيا ، والملحمة الكبرى مع الروس
سقوط عبدة المادة وظاهر الحياة الدنيا بين براثن الدجّال في حرب الجوع والعطش
نزول عيسى عليه السلام ، والذبح النهائي للدجال وأتباعه من اليهود على مشارف القدس
فناء من بقي من الشعوب الشرقية في حرب يأجوج ومأجوج ، وحصر الصفوة من عباد الله مع عيسى عليه السلام في جبال فلسطين
فناء يأجوج ومأجوج ، وتغيّر في جغرافية الأرض وعودة مناخها الفردوسي ( جنة آخر الزمان ) كما كانت على عهد آدم عليه السلام
عصر الأمن والسلام تحت حكم عيسى عليه السلام ، مكملا سنين عمره حتى يبلغ سن الكهولة
ساهم معنا في نشر هذا الكتاب
أخي القارئ … ساهم معنا في نشر هذا الكتاب بإرسال دعوة لزيارة الموقع عبر البريد الإلكتروني ... أو بنشر إعلان ... أو بعمل رابط لهذا الموقع
قال تعالى
( وَمَنْ أَظْلَمُ ، مِمَّنْ كَتَمَ شَهَادَةً عِنْدَهُ مِنَ اللَّهِ ، وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ )
(140 البقرة )وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ... بأن منّ علينا وجعلنا من المسلمين
والصلاة والسلام على سيد المرسلين
كنت سابقا أعتقد – كما كان وما زال – يعتقد عامة المسلمين اليوم ، أن الطريق إلى تحرير القدس ، ستكون بالوحدة العربية ، وهذا بلا شك ضرب من الخيال . أو بالعودة إلى الإسلام وقيام الخلافة الإسلامية ، وهذا أيضا أمر بعيد المنال ، والواقع لا ينبئ بذلك ، واليهود الآن يسيطرون على مجريات الأمور ، أكثر مما نسيطر على زوجاتنا وأولادنا ، فهم يراقبون ويُحاربون ، أي جسم مسلم أو عربي ، تحول من حالة السكون إلى الحركة ، وكل المحاولات الإسلامية والقومية العربية النهضوية ، وُئدت واشتُريت وبيعت في سوق النخاسة ، فلا أمل في المنظور القريب ، حسب ما نراه على أرض الواقع .
وأما إسرائيل فعلى ما يبدو أنها ستبقى جاثمة فوق صدورنا ، تمتص دماء قلوبنا وتعدّ عليها نبضاتها ، لتثبت للعالم أننا ما زلنا أحياء ؟! والعالم يأتي وينظر ويهزّ رأسه موافقا ويمضي مطمئنا ، نعم إنهم ما زالوا أحياء ! وكأن العالم ينتظر منا أن نموت أو نفنى ، فيستيقظ يوما ما فلا فلسطين ولا فلسطينيون ، ليرتاح من تلك المهمة الثقيلة والمضنية ، التي رُميت على كاهله – وكأنه بلا خطيئة اقترفتها يداه – كي يرتاح من مراقبة طويلة ، لعملية احتضار شعب أُدخل إلى قسم العناية الحثيثة ، منذ أكثر من50 عاما وما زال حيا .
وبالنظر إلى الواقع – قبل ثلاث سنوات – ولغاية هذه اللحظة ، فإنك تراه يقول بأن إسرائيل ستبقى . ولكن الأحاديث النبوية الشريفة ترفض ما يقوله الواقع ، وتؤكد زوالها قبل ظهور المهدي والخلافة الإسلامية ، ولكن كيف ؟ ومن ؟ ومتى ؟ وللإجابة على هذه الأسئلة كان لا بد من البحث ، ومن هناك وقبل ثلاث سنوات تقريبا كانت البداية .
ما يملكه عامّة المسلمين في بلادنا من معتقدات فيما يتعلّق بتحرير فلسطين ، يتمحور حول ثلاثة عبارات تقريبا ، هي : أولا ؛ عبارة " شرقي النهر وهم غربيه " المشهورة لدينا بين فلسطينيي الشتات ، وثانيا ؛ عبارة " عبادا لنا " ، وثالثا ؛ عبارة " وليدخلوا المسجد " . والتفسيرات المعاصرة لهذه العبارات في مجملها ، حصرت التحرير بقيام الخلافة الإسلامية ، حتى أصبحت من الأمور العقائدية ، ويؤمن بصحتها الكثير من الناس إن لم يكن الأغلبية العظمى .
أما حديث لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا اليهود ويا مسلم يا عبد الله ، الذي غالبا ما نتدواله ، فهو يتحدث عن مسلمين حقيقيين لن يتوفروا في ظل هذه الأجواء على المدى القريب ، أو يتحدّث عن خلافة إسلامية ، ومما أعلمه أن الخلافة الإسلامية لن تكون إلا بظهور المهدي ، وخلاف ذلك لم أجد في السنة النبوية من الأحاديث ما يشير إلى هذه الفترة ، فهي مغيبة تقريبا إلا من حديث هنا أو هناك .
في النصف الثاني من عام 1998م ، ومن خلال البحث الأولي في العديد من المصادر أمسكت ببعض الخيوط ، التي قادتني بدورها إلى الآيات التي تحكي قصة العلو والإفساد اليهودي في سورة الإسراء ، فطفقت أسبر معاني ألفاظها وعباراتها وتركيباتها اللغوية ، فتحصلّت على فهم جديد لآيات هذه السورة ، يختلف تماما عن معظم ما تم طرحه سابقا ، ومن خلال هذا الفهم استطعت الإجابة على معظم تساؤلاتي ، وتساؤلات أخرى كانت ترد في ذهني ، بين حين وآخر أثناء كتابتي لهذا البحث .
عادة ما كنت أطرح ما توصلت إليه شفاها أمام الآخرين ، وغالبا ما كانت أفكاري تُجابه بالمعارضة أحيانا بعلم وأحيانا من غير علم ، وغالبا ما كان النقاش يأخذ وقتا طويلا ، وكان هناك الكثير ممن يرغبون بالمعرفة ، كل حسب دوافعه وأسبابه الخاصة ، وكانت الأغلبية تفاجأ بما أطرحه من أفكار ، فالقناعات الراسخة لدى الأغلبية ، مما سمعوه من الناس أو وجدوه في الكتب ، والواقع الذي يرونه بأم أعينهم يخالف بصريح العبارة ما أذهب إليه .
والمشكلة أن الأمر جدّ خطير ، فالواقع الجديد والمفاجئ الذي سيفرض نفسه بعد عدة شهور ، عندما يأتي أمر الله ولا ينطق الحجر والشجر بشيء ! كما كانوا يعتقدون سيوقع الناس في الحيرة والارتباك ، لتتلاطم الأفكار والتساؤلات في الأذهان تلاطم الموج في يوم عاصف ؛ ما الذي جرى ؟ وما الذي يجري ؟ وما الذي سيجري ؟
لذلك وجدت نفسي ملزما بإطلاع الناس على ما تحصّلت عليه ، وعلى نطاق أوسع من دائرة الأقارب والزملاء . وبالرغم من محدودية قدراتي وتواضعها إلا أني حاولت جاهدا ، أن أصهر كل ما توصلت إليه مما علّمني ربي في بوتقة واحدة . تمثّلت في هذا الكتاب الذي بين أيديكم ، في أول محاولة لي للكتابة ، كمساهمة متواضعة في الدعوة إلى الله ونصرة لكتابه الكريم قبل أن يوضع على المحك ، عندما يتحقّق أحد أعظم الأنباء المستقبلية بشكل مخالف ، لما اعتادوا أن يسمعوه من آراء وتفسيرات كثرت في الآونة الأخيرة ، تتناول ما تُخبر عنه سورة الإسراء من إفساديّ بني إسرائيل .
كما وحاولت جاهدا أن أقدم هذا الكتاب في أسرع وقت ممكن ، بعد أن تأخرت سنتين وأكثر شغلتني فيها مشاكل الحياة الدنيا ومصائبها ، عن إخراج هذا الكتاب إلى حيّز الوجود ، ومن ثم لأسعى لإيصاله إلى أكبر عدد من أمة الإسلام ، لعله يجد فيهم من يلق السمع وهو شهيد .
فإن أصبت فمن الله ، وإن أخطأت فمن نفسي ، ولا حول ولا قوة إلا بالله
قال تعالى
( فَبَشِّرْ عِبَادِ ، الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ ، فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ )
( الزمر )
تعريف عام بفصول الكتاب
يمكنك مطالعة جميع فصول الكتاب ... الآن وخلال تواجدك في الموقع ... بعد الضغط على رابط [ تصفح الفصول ] أسفل الصفحة
الجزء الأول
الفصل الأول : البداية
مقدمة وتمهيد وتعقيب
الفصل الثاني : زوال إسرائيل قبل ظهور المهدي
عرض وتحليل مجموعة من الأحاديث النبوية نستنتج من خلالها اختفاء الدولة اليهودية قبل خروج المهدي .
الفصل الثالث : مختصر لمجمل أقوال المفسرين
عرض خلاصة لأقوال كبار المفسرين في آيات سورة الإسراء ، من حيث تفسيرهم للمفردات ، وأقوالهم في المبعوثين على بني إسرائيل في المرتين .
الفصل الرابع : وكل شيء فصّلناه تفصيلا
تفسير وتحليل تفصيلي للآيات التي تعرّضت لذكر مرتيّ الإفساد والعلو اليهودي ، ووعديّ الأولى والآخرة في سورة الإسراء ، في ضوء ما قدّمه المفسرين القدماء ، من خلال فهم جديد وطريقة عرض سهلة ولغة بسيطة ميسرة لعامة الناس .
الفصل الخامس : تاريخ وجغرافيا بني إسرائيل في القران
مراجعة شاملة لتاريخ وجغرافيا بني إسرائيل في القرآن الكريم والسنة النبوية ، مع إهمال معظم الروايات الإسرائيلية التي امتلأت بها كتب التفسير .
الفصل السادس : تاريخ اليهود في التوراة والتلمود
عرض تاريخي للعلو اليهودي الأول وكيفية زواله حسبما ترويه التوراة والتلمود .
الفصل السابع : فلسطين عبر التاريخ
استعراض لتاريخ فلسطين مع اليهود ، منذ قيام مملكتهم الأولى وحتى قيام دولتهم الثانية في فلسطين .
الجزء الثاني
الفصل الأول : المؤامرة اليهودية على العالم
عرض تحليلي لسيناريوهات التآمر اليهودي عبر العصور ، منذ نشأتهم حتى عصرنا هذا .
الفصل الثاني : النبوءات التوراتية بين الماضي والمستقبل
استعراض وتحليل جانب من النبوءات التوراتية ، التي تحقّقت في الماضي والنبوءات التي لم تتحقّق ، والاستدلال على الكيفية التي يقرءون بها تلك النبوءات .
الفصل الثالث : النبوءات الإنجيلية بين الماضي والمستقبل
استعراض وتحليل جانب من النبوءات الإنجيلية ، التي تحقّقت في الماضي والنبوءات التي لم تتحقّق ، وعرض الكيفية التي يقرأ بها النصارى الجدد تلك النبوءات .
الفصل الرابع : الغربيون وهوس النبوءات التوراتية والإنجيلية
بيان مدى الاهتمام الذي يُبديه الباحثون والدارسون الغربيون للنصوص النبوية الخاصة بأحداث النهاية ، ومدى انشغال عامة وخاصة النصارى الغربيين بهذه النبوءات .
الفصل الخامس : السياسة الأمريكية ونبوءات التوراة والإنجيل
بيان مدى التأثير المدمّر لتلك النبوءات ، في قرارات ساسة أمريكا والغرب ، وخطورة تفسيراتهم اللفظية للنصوص ، على الدول العربية والإسلامية بشكل خاص ، والقسم الشرقي من الكرة الأرضية بشكل عام .
الفصل السادس : الكتب المقدسة تأمر اليهود بتدمير أصحاب البعث
استعراض النصوص التوراتية والإنجيلية ، التي تحضّ وتأمر اليهود بإبادة وتدمير أصحاب البعث ، والتي دفعتهم لتسخير أمريكا وحلفائها للقيام بهذه المهمة بالنيابة .
الجزء الثالث
الفصل الأول : وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة
قراءة وتحليل في معطيات الواقع الحالي ، وإظهار مدى مطابقتها وتوافقها مع الوعد الإلهي ، وبيان مدى قرب تحقّق هذا الوعد على أرض الواقع ، وعرض صور للدخول من القرآن وأمثلة من التاريخ والواقع ، لتقريب صفة الدخول القادم للمسجد الأقصى .
الفصل الثاني : وليتبروا ما علوا تتبيرا
استقراء التغيرات التي ستطرأ على معطيات الواقع الحالي بعد زوال الدولة اليهودية ، وعرض لظروف الحرب العالمية الثالثة وأطرافها ونتائجها .
الفصل الثالث : وجعلنا لمهلكهم موعدا
استنباط قواعد رياضية بسيطة قابلة للفهم والهضم ، واستخدامها في استخراج مواعيد محتملة لنهاية إسرائيل وأمريكا ، وخروج المهدي ونزول عيسى عليه السلام .
الفصل الرابع : فإنما يسّرناه بلسانك لعلّهم يتذكّرون
نبوءة جديدة وردت في سورة الدخان تتمثّل على أرض الواقع ، نكتشفها من خلال فهم جديد للسورة ، نقوم فيه باستنباط مواصفات الدخان المذكور في السورة ، وصفات القوم الذين سيغشاهم الدخان .
الفصل الخامس : فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين
عرض لمقالات صحفية مدعمّة بالصور ، تتحدّث عن دخان داهم أحد العواصم العربية ، وبيان مدى توافق صفاته مع وصف الدخان الوارد في سورة الدخان .
الفصل السادس : بل هم في شك يلعبون
وصف لما كان يجري في تلك العاصمة العربية ، من حروب يُشنونها على الإسلام ، تقودها المؤسسات الثقافية الرسمية قبل ظهور الدخان تتطابق مع ما تُخبر عنه السورة .
الفصل السابع : ثم تولوا عنه وقالوا مُعلّم مجنون
وصف لما زال يجري في تلك العاصمة العربية بعد ظهور الدخان .
الفصل الثامن : يوم نبطش البطشة الكبرى
بحث أمر البطشة الكبرى التي توّعد فيها رب العزة بالانتقام من سكان تلك العاصمة ، لمحاربتهم دينه ولإيذائهم رسوله الكريم .
الفصل التاسع : الطوفان الأخير وطوق النجاة
قراءة في آيات متفرقة من القرآن ، تُنذر بقرب انسكاب الغضب الإلهي ، على الظالمين والمفسدين في الأرض ، وعلى الذين فسقوا عن أمر ربهم ، وانشغلوا بالحياة الدنيا ومتاعها أينما وقع ذلك منهم ، كما ونقدّم عرضا لمراحل الطوفان القادم .
مراحل الطوفان القادم
أكبر وأبشع مذبحة في تاريخ الشعب اليهودي في فلسطين
تحالف العرب مع الروس في حرب عالمية نووية ثالثة ، تنتهي بفناء الحضارة الغربية ومظاهرها
عودة أجواء داحس والغبراء في المنطقة العربية لتصفية الحسابات فيما بعد الحرب العالمية الثالثة
خروج المهدي من مكة ، وبدء حروبه لضم الجزيرة العربية وإيران وتركيا ، والملحمة الكبرى مع الروس
سقوط عبدة المادة وظاهر الحياة الدنيا بين براثن الدجّال في حرب الجوع والعطش
نزول عيسى عليه السلام ، والذبح النهائي للدجال وأتباعه من اليهود على مشارف القدس
فناء من بقي من الشعوب الشرقية في حرب يأجوج ومأجوج ، وحصر الصفوة من عباد الله مع عيسى عليه السلام في جبال فلسطين
فناء يأجوج ومأجوج ، وتغيّر في جغرافية الأرض وعودة مناخها الفردوسي ( جنة آخر الزمان ) كما كانت على عهد آدم عليه السلام
عصر الأمن والسلام تحت حكم عيسى عليه السلام ، مكملا سنين عمره حتى يبلغ سن الكهولة
ساهم معنا في نشر هذا الكتاب
أخي القارئ … ساهم معنا في نشر هذا الكتاب بإرسال دعوة لزيارة الموقع عبر البريد الإلكتروني ... أو بنشر إعلان ... أو بعمل رابط لهذا الموقع
قال تعالى
( وَمَنْ أَظْلَمُ ، مِمَّنْ كَتَمَ شَهَادَةً عِنْدَهُ مِنَ اللَّهِ ، وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ )
(140 البقرة )وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ... بأن منّ علينا وجعلنا من المسلمين
والصلاة والسلام على سيد المرسلين