بوابة الثانوية العامة المصرية - وزيرنا مبتسم 24 ساعة والزبدة الفلاحى

كلمـــات جـــــريئــــة
بقلم لبــيــب الســـبـاعي

الزبـدة الفلاحي‏!‏
http://www.ahram.org.eg/archive/2009/1/26/labeb.jpg
في إعلاناتها التي لا تتوقف تؤكد مصانع وشركات المسلي الصناعي أن ما تقدمه للمستهلك ليس زيوتا صناعية بل هي سمن بطعم الزبدة الفلاحي‏!!‏ والشركات المنتجة تعلم جيدا أنه لا علاقة بين ما تعرضه للبيع وبين الزبدة الفلاحي ومع ذلك تعتقد أنها بالالحاح الإعلاني يمكن أن توهم المستهلك بأن ما يأكله هو زبـدة فلاحي وعلي المستهلك أن يصدق تلك الإعلانات‏!!‏

وبمنطق سوق الزبدة الفلاحي أشرق الدكتور يسري الجمل وزير التربية والتعليم علي الطلاب وأولياء الأمور في مصر مبتسما وسعيدا ومؤكدا في إعلان فلاحي أن ما يقدمه للتلاميذ في مدارس مصر هو أجود أنواع التعليم الفاخر وأن المواطن يشعر بكل السعادة والارتياح والأمل في المستقبل بعد ما حققه سيادة الوزير من انجازات في مسيرة التعليم المصري وإذا كان البعض يتصور أن ما يأكله هو‏'‏ سمن صناعي‏'‏ علي الرغم من أن ما يقدمه له الوزير هو زبدة فلاحي فذلك لأن المواطن لم يتعود بعد علي التعلم بطعم زبده الوزير‏!!‏

ويري الوزير الجمل أن السنوات التي تولي فيها الوزارة هي السنوات المرملة واللذيذة في تاريخ التعليم المصري وذلك بفضل جهود سيادته التي لا تتوقف وفي مقدمتها أن يظل مبتسما‏24‏ ساعة يوميا من أجل راحة وسعادة أولادنا في المدارس‏..‏ وإذا كان التلاميذ وأولياء أمورهم لا يشعرون بهذه السعادة التعليميـة فالعيب فيهم لأنهم بصراحة مش عارفين يتعلموا ومستواهم لا يسمح لهم بأن يستطعموا زبدة الوزير المرملة‏.‏

الغريب والمدهش أنه في نفس يوم إعلان الوزير الجمل عن نهضة التعليم علي يديه وعن الزبدة الفلاحي التي يقدمها في مدارس مصر في عهده السعيد كان الدكتور مجدي قاسم رئيس الهيئة القومية لضمان جودة التعليم والاعتماد يعلن وبالبنط العريض أن التعليم في مصر أصيب بشلل رباعي وهو ما يعني أن المسئول عن جودة التعليم في مصر لم يتمكن هو الآخر حتي الآن من تذوق طعم الزبدة التعليمية التي يوفرها الدكتور الجمل‏.‏

تزوير جماعي
هذه رسالة من الدكتور سمير تناغو أستاذ القانون المدني بكلية الحقوق بجامعة الإسكندرية يقول فيها إنه صدر قرار المجلس الأعلي للجامعات برئاسة وزير التعليم العالي بزيادة دخول أعضاء هيئات التدريس بالجامعات اعتبارا من أول يوليو‏2008‏ بشرط أن يوقع كل منهم علي استمارة معروف مقدما أنها استمارة كاذبة ومزورة بأنه قام بأنشطة متعلقة بالقسم أو الكلية أو الجامعة بواقع‏28‏ ساعة أسبوعيا‏.‏

وعلي سبيل المثال فإن عدد الساعات المخصصة لبعض الأقسام في كلية الحقوق لا تزيد علي أربع أو خمس ساعات أسبوعيا يقوم بها كل أعضاء القسم فكيف يستطيع كل واحد منهم أن يملأ استمارة يقر فيها أنه قام بمفرده بأنشطة تبلغ‏28‏ ساعة أسبوعيا‏,‏ وهو إن فعل ذلك يرتكب جريمة التزوير في أوراق رسمية وجريمة استيلاء علي المال العام دون حق‏.‏

وإذا قام النائب العام بناء علي شكوي أحد المواطنين بالتحقيق في جرائم تزوير هذه الاستمارات تحقيقا جنائيا دقيقا فإنه سيحيل حتما كل الموقعين عليها إلي محكمة الجنايات‏.‏

واشترطت الوزارة تعاون أعضاء هيئة التدريس في هذه العملية عن طريق تحرير الاستمارات المزورة ومن لا يفعل ذلك فلا حق له في زيادة دخله‏.‏

وبذلك انقسم الأساتذة إلي قسمين‏:‏ الأول أساتذة تتوافر فيهم شروط الجودة‏,‏ وهؤلاء هم الذين سيكتبون الاستمارات ويوقعون عليها‏,‏ أما القسم الثاني فهم الأساتذة دون مستوي الجودة وهم الذين لا يستطيعون كتابة هذه الاستمارات‏.‏

وأنا شخصيا ـ يقول أستاذ القانون في رسالته ـ لن أوقع علي استمارة مزورة يعلم الجميع إنها مزورة ولو كان ذلك بأمر الوزير‏.‏

وقد سمعنا من قبل عن الغش الجماعي في الامتحانات وعن تسريب الأسئلة ولكننا لم نسمع من قبل عن التزوير الجماعي في أوراق رسمية وعن الاستيلاء الجماعي علي المال العام بواسطة جميع أو معظم أعضاء هيئة التدريس في الجامعات‏.‏

مصر مازالت بخير وهي دولة عظيمة رغم بعض السلبيات هنا أو هناك ولاشك أنه يوجد في الدولة من يستطيع أن يحمينا من هذه المصيبة وهل هناك مصيبة أكبر من أن يصبح التزوير في أوراق رسمية هو المعيار الوحيد للجودة في الجامعات والوسيلة الوحيدة المقبولة لحصول الأساتذة علي الزيادة في دخولهم ؟

lelsebaay@ahram.org.eg