![]() |
نِهَاية ! [ بقلمي ]
لَيْلٌ خَافِتٌ ، ومدينة شبه غارقةٌ في سكونٍ تام .. آلافٌ من الطُرُقِ تُؤدي إلى مكانٍ واحدٍ ، أبراجٌ من الورقِ المُقَوَّى ، وجُدرانٌ مَجهُولةُ المَصدرِ ! عَابِرٌ ، لايَمْلكُ إلا الظِّلال / ماضٍ يُؤلِمُهُ ، حاضرٌ يَقْتلُه ، ومُستقبلٌ يَمْنَحَهُ أملاً ضئيلاً .. هو لايُرِيدُ أن يتذكرَ ، يُرِيدُ فقط أن يحلم ! لكن الحُلُمَ في زمنِهِ ، خَيَالٌ مُستَحِيل .. ذاتَ يَوْم ، رأى النهارَ مُشرِقاً ، الشَّمسَ ساطعة ، والسَّماءَ تتلاشى الأبعادُ في زرقتِها .. كانَ البحْرُ أمَامَه مُتَلَوِّنَ الأمواجِ ، ورِقَةُ النَّسيمِ تُدَاعبُ مياهَه بنُعُومةٍ .. وفَجْأة ، صَارَ النَّسيمُ ريحاً عَاتِيَة ، صَخِبَ البَحْرُ وثَارت أمواجُه ، وتَلَبَّدَت السَّماءُ بالغُيُومِ .. ضَاعَت الشَّمسُ بين الغَياهِبَ المُعْتِمَة ، وطوى اللَيْلُ المُوحِشُ صَفْحَةَ النَّهارِ المُشرقِ .. يَعْلِمَ أَنَّ قَدَمَيْهِ تُلامسان أَرْضَ الوَاقِعَ ، لَكِن رُوحَه لا زَالت تُحَلِّقُ فِي فتنةِ الفضاءِ ، تُسافرُ إلى عالمٍ آخَرِ .. بَعِيداً عن العُزلةِ ، والخَوْفِ .. تَرْغَبُ في الحُرِّيةِ ! تُحَاوِلُ اجتيازَ الأسوارِ ، لكنها تفشل .. تتساءَل ، كَيْف تَستطِيع الفِكاكَ من أسرِها ؟ تتطلع ، تبحث ، بِلا جَدْوَى ! تَعُودُ إليهِ صَارِخَة ، أَيْنَ المَفَرُّ ؟! يَتَعَاقَبُ الليْلُ والنَّهَارُ .. تَمَرُ الأيامُ والسّنواتُ .. وَيَبقَى السُّؤَالُ مُعَلَّقاً ، بِلا إجابة ! أمَّا هُو ، فيمضي مُكْمِلاً طَرِيقه .. طَالَ الطَّريق بِهِ وَلمْ يَعُدْ كالسَّابِق ! كَخَطٍ مُستَقِيم مَجْهُولِ الأطراف .. يتذَكْر ، " مَا بَدَأ لَابُدَّ أن يَنْتَهِي " ، فَيُدَوي صَوْتٌ يسأل ، مَتَى النِّهَاية ؟! يَلْتَفتِ ، صَمْتٌ يَلُفُ المَكَانَ حَولِه ! يُنْصِتُ ، لا ردَّ سوى الصَّدى ! يَتْرُكُ لِجَامَ بَصَرِهِ ، فلا يَرى شَيئاً .. أهو العَمَى ؟! ، أم أن اللَيْلَ أصبحَ لا يَتَّسِعُ لِوَهَجٍ ! الوَهِج ، إنه هُنَاك .. يَسِيرُ ، يُسرِعُ ، يَقْتَرِب ، وأخيراً [ سِتَارٌ مُسْدَلْ ! ] .. قَابُ قَوْسِ بينَهُما ، وأميالٌ بينه وبين القرار ! يُفَكِرُ ، يَتَردد ، يَخاف ! يَعْرِف أن مَا يُريدُه وراء ذاكَ السِّتار .. يٌلْقِي نَظرةً بِدَاخِلِه ، لازالَ مُقَيْداً ، لَكِن رُوحَه نِصفُ حٌرَّة ! تتملَّصُ مِنه ، تَنْجَح وتَخترقُ السِّتار .. تَجِدُه ، إنه المَخرَج ! تَعُودُ إليه بِلهفة ، فلا تَرى مِنْهُ إلا جُثّةً هَامِدَة ! الآن تَتَضحُ الرُّؤيةُ ، المَدِينةُ ، كانت نِفسَهُ المُقَيَدة .. الطُرُق ، أفكارَه المُتشَعبة .. الأبراجُ ، آمالاً ظَنّها أوهام .. والجدران ، جُنُودُ الخُوف ! كانَ المَخرَجُ خَلفَ الستار ، وثَمَنُ الحُريّةِ ، كانَ المًوْت ! جهاد ،، |
كلمات جميلة رائعة
دام ابداعك |
شاعر الليل وظلماه ،،
شكرا لمروركم الكريم تحياتي |
كلمات جميله
ميرسي كتيير تقبلي مروري |
GirlyStyle
جُزيتِ خيراً تحياتي |
هي فعلا من تأليفكِ
|
اقتباس:
شاكرةٌ مروركم |
جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 07:46 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.