|
إبداعات ونقاشات هادفة قسم يختص بما تخطه أيدي الأعضاء من شعر ونثر ورأي الخ... |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
|||
|
|||
![]() ![]() لَيْلٌ خَافِتٌ ، ومدينة شبه غارقةٌ في سكونٍ تام .. آلافٌ من الطُرُقِ تُؤدي إلى مكانٍ واحدٍ ، أبراجٌ من الورقِ المُقَوَّى ، وجُدرانٌ مَجهُولةُ المَصدرِ ! عَابِرٌ ، لايَمْلكُ إلا الظِّلال / ماضٍ يُؤلِمُهُ ، حاضرٌ يَقْتلُه ، ومُستقبلٌ يَمْنَحَهُ أملاً ضئيلاً .. هو لايُرِيدُ أن يتذكرَ ، يُرِيدُ فقط أن يحلم ! لكن الحُلُمَ في زمنِهِ ، خَيَالٌ مُستَحِيل .. ذاتَ يَوْم ، رأى النهارَ مُشرِقاً ، الشَّمسَ ساطعة ، والسَّماءَ تتلاشى الأبعادُ في زرقتِها .. كانَ البحْرُ أمَامَه مُتَلَوِّنَ الأمواجِ ، ورِقَةُ النَّسيمِ تُدَاعبُ مياهَه بنُعُومةٍ .. وفَجْأة ، صَارَ النَّسيمُ ريحاً عَاتِيَة ، صَخِبَ البَحْرُ وثَارت أمواجُه ، وتَلَبَّدَت السَّماءُ بالغُيُومِ .. ضَاعَت الشَّمسُ بين الغَياهِبَ المُعْتِمَة ، وطوى اللَيْلُ المُوحِشُ صَفْحَةَ النَّهارِ المُشرقِ .. يَعْلِمَ أَنَّ قَدَمَيْهِ تُلامسان أَرْضَ الوَاقِعَ ، لَكِن رُوحَه لا زَالت تُحَلِّقُ فِي فتنةِ الفضاءِ ، تُسافرُ إلى عالمٍ آخَرِ .. بَعِيداً عن العُزلةِ ، والخَوْفِ .. تَرْغَبُ في الحُرِّيةِ ! تُحَاوِلُ اجتيازَ الأسوارِ ، لكنها تفشل .. تتساءَل ، كَيْف تَستطِيع الفِكاكَ من أسرِها ؟ تتطلع ، تبحث ، بِلا جَدْوَى ! تَعُودُ إليهِ صَارِخَة ، أَيْنَ المَفَرُّ ؟! يَتَعَاقَبُ الليْلُ والنَّهَارُ .. تَمَرُ الأيامُ والسّنواتُ .. وَيَبقَى السُّؤَالُ مُعَلَّقاً ، بِلا إجابة ! أمَّا هُو ، فيمضي مُكْمِلاً طَرِيقه .. طَالَ الطَّريق بِهِ وَلمْ يَعُدْ كالسَّابِق ! كَخَطٍ مُستَقِيم مَجْهُولِ الأطراف .. يتذَكْر ، " مَا بَدَأ لَابُدَّ أن يَنْتَهِي " ، فَيُدَوي صَوْتٌ يسأل ، مَتَى النِّهَاية ؟! يَلْتَفتِ ، صَمْتٌ يَلُفُ المَكَانَ حَولِه ! يُنْصِتُ ، لا ردَّ سوى الصَّدى ! يَتْرُكُ لِجَامَ بَصَرِهِ ، فلا يَرى شَيئاً .. أهو العَمَى ؟! ، أم أن اللَيْلَ أصبحَ لا يَتَّسِعُ لِوَهَجٍ ! الوَهِج ، إنه هُنَاك .. يَسِيرُ ، يُسرِعُ ، يَقْتَرِب ، وأخيراً [ سِتَارٌ مُسْدَلْ ! ] .. قَابُ قَوْسِ بينَهُما ، وأميالٌ بينه وبين القرار ! يُفَكِرُ ، يَتَردد ، يَخاف ! يَعْرِف أن مَا يُريدُه وراء ذاكَ السِّتار .. يٌلْقِي نَظرةً بِدَاخِلِه ، لازالَ مُقَيْداً ، لَكِن رُوحَه نِصفُ حٌرَّة ! تتملَّصُ مِنه ، تَنْجَح وتَخترقُ السِّتار .. تَجِدُه ، إنه المَخرَج ! تَعُودُ إليه بِلهفة ، فلا تَرى مِنْهُ إلا جُثّةً هَامِدَة ! الآن تَتَضحُ الرُّؤيةُ ، المَدِينةُ ، كانت نِفسَهُ المُقَيَدة .. الطُرُق ، أفكارَه المُتشَعبة .. الأبراجُ ، آمالاً ظَنّها أوهام .. والجدران ، جُنُودُ الخُوف ! كانَ المَخرَجُ خَلفَ الستار ، وثَمَنُ الحُريّةِ ، كانَ المًوْت ! جهاد ،، |
#2
|
|||
|
|||
![]()
كلمات جميلة رائعة
دام ابداعك |
#3
|
|||
|
|||
![]()
شاعر الليل وظلماه ،،
شكرا لمروركم الكريم تحياتي |
#4
|
||||
|
||||
![]()
كلمات جميله
ميرسي كتيير تقبلي مروري
__________________
اذا اردت ان يديم الله عليك ماتحب فاحرص علي ان يراك دائما علي مايحب |
#5
|
|||
|
|||
![]()
GirlyStyle
جُزيتِ خيراً تحياتي |
#6
|
||||
|
||||
![]()
هي فعلا من تأليفكِ
__________________
إن كنتَ نلت من الحياة وطيبها *** مع حُسن وجهك عفةً وشبابا فاحذر لنفسك أن تُرى متمنيـاً *** يـوم القيــامـة أن تكــون تُرابـا |
#7
|
|||
|
|||
![]() اقتباس:
شاكرةٌ مروركم |
![]() |
العلامات المرجعية |
|
|