![]() |
لاتبع رخيصا لا توصى حريصا..........
الملك والصياد والوزير
خرج الملك يوما ومعه وزيره متنكرين فى زى التجار ، يتفقدان الرعية ، وظلا سائرين حتى بلغا شاطىء البحر ، وكان الشتاء قارسا ، فرأى الملك رجلا كبيرا فى السن ، يجهز قاربه للصيد وهو متكئ على عصاه ، فقال الملك : يا شيخ الصيادين لقد بلغت من الكبر عتيا ، حتى أصبحت لاتقدر على الوقوف إلا بمساعدة العصا ، فهل ثلاثة وثلاثة وثلاثة لايغنى عن ثلاثة ؟ قال الصياد : لا . قال الملك : فكيف حال الجماعة ؟ قال الصياد : تفرقوا . قال الملك : وما حال البعيد ؟ قال الصياد : أصبح قريبا . قال الملك : وكيف حال الأثنين؟ قال الصياد : أصبحا ثلاثة . فنظر الملك إلى الصياد نظرة احترام ، وقال له : لاتبع رخيصا. قال الصياد : لا توصى حريصا وتركه وانصرف والوزير معه سار معا يتحاوران فى أمور الحكم وشئون الرعية ، حتى استأذن الوزير فقال للملك : ما الثلاثة والثلاثة والثلاثة التي لاتغنى عن الثلاثة . وما الجماعة التى تفرقت وما الاثنان اللذان أصبحا ثلاثة ؟ اندهش الملك وقال : لا تعلم معنى هذا الكلام وأنت وزيرى ومستشارى وحامل سرى، ويعلمها واحد من رعيتى ، أمهلك ثلاثة أيام لتعرف معنى هذا الكلام ، وإلا ستخلع من منصبك، ويعلق رأسك الشريف على باب المملكة . إنصرف الوزير مغتما يلوم نفسه على أنه سأل ، وقال فى نفسه لابد أن أهل الحكمة والعلم يعرفون معنى هذا الكلام ، وفى الصباح الباكر ذهب إليهم وكله أمل أن يجد عندهم المعنى ، فقالوا «لكل باب مفتاح ، ولكل مقام مقال ، ولكل سياق معنى» . فلم يظفر منهم بشىء ، رجع حزينا إلى بيته يتخيل رأسه الجميل ، أمام عينيه معلقا على باب المملكة ، رأته ابنته ساهما فسألته عما به ، فقص عليها ماحدث فقالت له : يوم مضى وبقى يومان فأمامنا فرصة إن شاء الله . أنقضى اليوم الثانى ولم يجد الوزير حلا فأشارت عليه ابنته أن يذهب إلى الصياد ويخبره أن الذى تحدث معه هو الملك وليس تاجرا ، وهو الوزير وأن الملك يريد أن يعرف هل فهم الصياد معنى كلام الملك ، أم أرد عليه من دون علم . فى الصباح الثالث ذهب الوزير إلى الصياد ، وفعل ما أشارت به الابنة ، فضحك الصياد وقال له : سيدى الوزير علمت أنه الملك ، وعلم أننى أفهم كلامه . فقال الوزير : أريد أن أعرف معنى هذا الكلام ؟ فقال الصياد للوزير : بكم تشترى ؟ قال الوزير : بكم تبيع ؟ قال الصياد : بنصف مالك ونصف المملكة وتكتب لى صكين بذلك . سكت الوزير ، وفكر فى نفسه «لم تبق إلا ساعات ويعلق رأسى، أحيا بنصف المال أفضل من الهلاك ، أما نصف المملكة فليس لى» ونادى ثلاثة من حرسه ، وبعث أحدهم إلى بيته ليأتى بقطعتى جلد وريشه ودواة وخاتم الوزير . كتب الصكين وختمهما بخاتمه وقال للصياد : إذن ما الثلاثة والثلاثة والثلاثة التى لاتغنى عن الثلاثة ؟ قال الصياد : شهور الصيف الثلاثة وشهور الربيع الثلاثة وشهور الخريف الثلاثة لاتغنى عن شهور الشتاء الثلاثة . فقال الوزير : وما حال البعيد ؟الذى أصبح قريب ؟ قال الصياد : قال النظر فقال الوزير : وما الجماعة التى تفرقت ؟ قال الصياد : أسنان الشيخ. قال الوزير : وما الأثنان اللذان أصبحا ثلاثا ؟ قال الصياد : رجلا الشيخ أصبحت العصا ثالثتهما . فرح الوزير ونسى أن يسأل الصياد عن الكلمة الأخيرة «لاتبع رخيصا» ، وطار إلى الملك وأحب أن يخدعه ، فقال يا مولاى : كنت أعلم معنى الكلام ، لكننى آثرت أن أعرف مكانتى عندك ؟ فسأله الملك فأخبره بما قال الصياد ، نظر الملك إلى الوزير وقال له : أخبر قائد الحرس عن مكان الصياد . ارتبك الوزير وقال : لم يا مولاى ! قال الملك : لأمر مهم . ونادى الملك كبير الحرس وأمره أن يحضر الصياد ، فقال الوزير فى نفسه «جالك الموت يا تارك الصلاة» . قال قائد الحرس للصياد : الملك يطلبك . أخذ الصياد الصكين فى جلبابه ، ودخل القصر منتصبا ، سلم على الملك ووقف بين يديه . قال الملك : علمت أننى ملك ولست تاجرا . قال الصياد : نعم يا مولاى منذ طلعت على بطلعتك البهية . فقال الملك : تذكر ما قلت لك؟ قال : نعم يا مولاى . قال الملك : فلم بعت رخيصا! أخرج الصياد الصكين من طيات ثيابه ، وقال : بعد إذنك مولاى اقرأ هذين . نظر الملك فى الصكين ونظر إلى وزيره ، وقال له : تبيع نصف المملكة من دون أن تملكها ، فماذا لو ملكتها ؟ بكى الوزير وقال : لو أنى أملك الدنيا كلها لبعتها مقابل حياتى . فقال الملك : تكفيك حياتك إذهب عنى . وأتخذ الصياد وزيرا له . . . . . |
قصة جميلة
بارك الله فيك |
رائــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــعــــ ـــــــــــــــــــــــــــــة حقا
|
قصة قمة فى الابداع والتميز
|
اقتباس:
مشاركتك زادتها جملا (( جزاك الله خيرا )) . . |
اقتباس:
مرورك الكريم أسعدنا . |
اقتباس:
. . |
جـــــزاك الله خيــــــــرا .. عبـــــــرة قيمـــــــة |
اقتباس:
وجزاك الله كل الخير وكل الشكر على مرورك .. . . |
قصة منتهى الجمال
بارك الله فيك |
اقتباس:
|
قصة رائعة بمعنى الكلمة ..
جزاكم الله خيرااااااا |
نعتذ بشهادتكم ومروركم الكريم شكر الله لكم
|
قصة جميلة
جزاك الله خيرا |
اقتباس:
|
جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 07:14 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.