اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > قصر الثقافة > الأدب العربي

الأدب العربي قسم يختص بنشر ما يكتبه كبار الشعراء والأدباء قديمًا وحديثًا

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 24-08-2012, 10:34 PM
الصورة الرمزية M..osama
M..osama M..osama غير متواجد حالياً
عضو متألق
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 3,725
معدل تقييم المستوى: 20
M..osama has a spectacular aura about
افتراضي لاتبع رخيصا لا توصى حريصا..........

الملك والصياد والوزير




خرج الملك يوما ومعه وزيره متنكرين فى زى التجار ، يتفقدان الرعية ، وظلا سائرين حتى بلغا شاطىء البحر ، وكان الشتاء قارسا ، فرأى الملك رجلا كبيرا فى السن ، يجهز قاربه للصيد وهو متكئ على عصاه ، فقال الملك :

يا شيخ الصيادين لقد بلغت من الكبر عتيا ، حتى أصبحت لاتقدر على الوقوف إلا بمساعدة العصا ، فهل ثلاثة وثلاثة وثلاثة لايغنى عن ثلاثة ؟

قال الصياد : لا .

قال الملك : فكيف حال الجماعة ؟

قال الصياد : تفرقوا .

قال الملك : وما حال البعيد ؟

قال الصياد : أصبح قريبا .

قال الملك : وكيف حال الأثنين؟

قال الصياد : أصبحا ثلاثة .

فنظر الملك إلى الصياد نظرة احترام ، وقال له : لاتبع رخيصا.

قال الصياد : لا توصى حريصا

وتركه وانصرف والوزير معه سار معا يتحاوران فى أمور الحكم وشئون الرعية ، حتى استأذن الوزير فقال للملك : ما الثلاثة والثلاثة والثلاثة التي لاتغنى عن الثلاثة . وما الجماعة التى تفرقت وما الاثنان اللذان أصبحا ثلاثة ؟

اندهش الملك وقال :

لا تعلم معنى هذا الكلام وأنت وزيرى ومستشارى وحامل سرى، ويعلمها واحد من رعيتى ، أمهلك ثلاثة أيام لتعرف معنى هذا الكلام ، وإلا ستخلع من منصبك، ويعلق رأسك الشريف على باب المملكة .


إنصرف الوزير مغتما يلوم نفسه على أنه سأل ، وقال فى نفسه لابد أن أهل الحكمة والعلم يعرفون معنى هذا الكلام ، وفى الصباح الباكر ذهب إليهم وكله أمل أن يجد عندهم المعنى ، فقالوا «لكل باب مفتاح ، ولكل مقام مقال ، ولكل سياق معنى» .

فلم يظفر منهم بشىء ، رجع حزينا إلى بيته يتخيل رأسه الجميل ، أمام عينيه معلقا على باب المملكة ، رأته ابنته ساهما فسألته عما به ، فقص عليها ماحدث فقالت له : يوم مضى وبقى يومان فأمامنا فرصة إن شاء الله .

أنقضى اليوم الثانى ولم يجد الوزير حلا فأشارت عليه ابنته أن يذهب إلى الصياد ويخبره أن الذى تحدث معه هو الملك وليس تاجرا ، وهو الوزير وأن الملك يريد أن يعرف هل فهم الصياد معنى كلام الملك ، أم أرد عليه من دون علم .

فى الصباح الثالث ذهب الوزير إلى الصياد ، وفعل ما أشارت به الابنة ، فضحك الصياد وقال له : سيدى الوزير علمت أنه الملك ، وعلم أننى أفهم كلامه .

فقال الوزير : أريد أن أعرف معنى هذا الكلام ؟

فقال الصياد للوزير : بكم تشترى ؟

قال الوزير : بكم تبيع ؟

قال الصياد : بنصف مالك ونصف المملكة وتكتب لى صكين بذلك .

سكت الوزير ، وفكر فى نفسه «لم تبق إلا ساعات ويعلق رأسى، أحيا بنصف المال أفضل من الهلاك ، أما نصف المملكة فليس لى» ونادى ثلاثة من حرسه ، وبعث أحدهم إلى بيته ليأتى بقطعتى جلد وريشه ودواة وخاتم الوزير .

كتب الصكين وختمهما بخاتمه وقال للصياد : إذن ما الثلاثة والثلاثة والثلاثة التى لاتغنى عن الثلاثة ؟

قال الصياد : شهور الصيف الثلاثة وشهور الربيع الثلاثة وشهور الخريف الثلاثة لاتغنى عن شهور الشتاء الثلاثة .
فقال الوزير : وما حال البعيد ؟الذى أصبح قريب ؟

قال الصياد : قال النظر

فقال الوزير : وما الجماعة التى تفرقت ؟

قال الصياد : أسنان الشيخ.

قال الوزير : وما الأثنان اللذان أصبحا ثلاثا ؟

قال الصياد : رجلا الشيخ أصبحت العصا ثالثتهما .

فرح الوزير ونسى أن يسأل الصياد عن الكلمة الأخيرة «لاتبع رخيصا» ، وطار إلى الملك وأحب أن يخدعه ، فقال يا مولاى : كنت أعلم معنى الكلام ، لكننى آثرت أن أعرف مكانتى عندك ؟

فسأله الملك فأخبره بما قال الصياد ، نظر الملك إلى الوزير وقال له : أخبر قائد الحرس عن مكان الصياد .

ارتبك الوزير وقال : لم يا مولاى !

قال الملك : لأمر مهم .

ونادى الملك كبير الحرس وأمره أن يحضر الصياد ، فقال الوزير فى نفسه «جالك الموت يا تارك الصلاة» .

قال قائد الحرس للصياد : الملك يطلبك .


أخذ الصياد الصكين فى جلبابه ، ودخل القصر منتصبا ، سلم على الملك ووقف بين يديه .

قال الملك : علمت أننى ملك ولست تاجرا .

قال الصياد : نعم يا مولاى منذ طلعت على بطلعتك البهية .

فقال الملك : تذكر ما قلت لك؟

قال : نعم يا مولاى .

قال الملك : فلم بعت رخيصا!

أخرج الصياد الصكين من طيات ثيابه ، وقال : بعد إذنك مولاى اقرأ هذين .

نظر الملك فى الصكين ونظر إلى وزيره ، وقال له : تبيع نصف المملكة من دون أن تملكها ، فماذا لو ملكتها ؟

بكى الوزير وقال : لو أنى أملك الدنيا كلها لبعتها مقابل حياتى .

فقال الملك : تكفيك حياتك إذهب عنى .

وأتخذ الصياد وزيرا له




.
.
.
.
.
__________________
رد مع اقتباس
 

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 05:33 AM.