(6)
الزبير بن العوام
حوارى رسول الله
أسد حكايتنا الآن ابن عمة رسول الله صلى الله عليه و سلم السيدة صفية بنت عبد المطلب , أسلم و هو ابن اثنتى عشرة سنة على أرجح ما قيل ، و كان اسلامه بعد أبى بكر رضى الله عنه بيسير كان رابعا أو خامسا فى الاسلام , و هو كذلك ابن أخى خديجة بنت خويلد الطاهرة أم المؤمنين .
أول المبادرين دائما :
و رغم صغر سنه ساعة أن أسلم الا أنه كان من أصحاب الأوليات فى الاسلام .
فداء رسول الله صلى الله عليه و سلم :
فقد كان أول من استل سيفا فى سبيل الله و كان سبب ذلك أن المسلمين لما كانوا مع النبى صلى الله عليه و سلم بمكة وقع الخبر أن النبى صلى الله عليه و سلم قد أخذه الكفار فأقبل يشق بسيفه و النبى صلى الله عليه و سلم بأعلى مكة فقال له :
" ما لك ؟ . قال : أخبرت أنك أخذت . "
فصلى عليه النبى صلى الله عليه و سلم و دعا له و لسيفه .
أنا يا رسول الله :
و يوم الأحزاب عندما نادى النبى صلى الله عليه و سلم من يأينا بخبر القوم ؟ ثلاث مرات و هذا الأسد يقول : " أنا يا رسول الله "
و يوم أن حاصر النبى صلى الله عليه و سلم بنى قريظة كان فى طليعة المؤمنين الذين استجابوا لله و لرسوله و لقد قال له النبى صلى الله عليه و سلم : " بأبى أنت و أمى "
وفى يوم موقعة الجمل أوصى الى ابنه عبد الله فقال :
" ما منى عضو الا قد جرح مع رسول الله صلى الله عليه و سلم "
هجرة فى سبيل الله :
ولما اشتد ايسذاء المشركين للمؤمنين بمكة هاجر الى الحبشة ثم الى المدينة و آخى رسول الله بينه و بين عبد الله بن مسعود لما آخى بين المهاجرين و الأنصار آخى بينه و بين سلمة بن سلامة بن وقش فلعلك عرفته انه : حوارى رسول الله الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد .
الى فتح مصر :
و لهذا الصحابى فضل على أهل مصر فقد كان مع جيش الفاتح عمرو بن العاص الذى فتح الله به مصر .
شبيه الملائكة :
و فى يوم بدر يوم أن أيد الله سبحانه و تعالى عباده المؤمنين بالملائكة , نزلت الملائكة على شكل الزبير بن العوام الذى كان يرتدى عمامة صفراء معتجرا بها , ولقد شهد مع النبى صلى الله عليه و سلم المواقع كلها و مات النبى صلى الله عليه و سلم و هو راض عنه كما قال الفاروق بن الخطاب و ذلك لأن النبى صلى الله عليه و سلم جعله من العشرة المبشرين بالجنة
و عندما كان النبى صلى الله عليه و سلم على جبل حراء و معه أبو بكر و عمر بن الخطاب و عثمان بن عفان و على بن أبى طالب و طلحة و الزبير بن العوام و عبد الرحمن و سعد و سعيد بن زيد فانتفض بهم الجبل فقال له النبى صلى الله عليه و سلم :
أسكن حراء فما عليك الا نبى و صديق و شهيد ...........
أسرة تعشق الجهاد :
و لقد تزوج الزبير بن العوام من السيدة أسماء بنت أبى بكر ذات النطاقين فولدت له عبد الله بن الزبير الذى كان أول مولود بعد هجرة النبى صلى الله عليه و سلم الى المدينة .
و قيل : كان للزبير ألف مملوك يؤدون اليه الخراج فما يدخل بيتهمنها درهم واحد ، كان يتصدق بذلك كله .
كافل الأيتام :
أوصى الى الزبير سبعة من أصحاب النبى صلى الله عليه و سلم منهم : عثمان و عبد الرحمن بن عوف و المقدادو ابن مسعود و كان يحفظ على أولادهم مالهم و ينفق عليهم من ماله .
و لقد اشترك فى موقعة الجمل ضد على ابن أبى طالب فلما تبين له أن عليا رضى الله عنه على الحق ترك القتال و انصرف الى الصحراء حتى أدركه أحد المحاربين فقتله , فلما جاء القاتل الى على رضى الله عنه يبشره بقتل الزبير رفض أن يلقاه و قال لمن حوله : بشروا قاتل ابن صفية – يعنى الزبير – بالنار .
وكان عمره لما قتل سبعا و ستين سنة و كان أسمر ربعة معتدل اللحم خفيف اللحية .