تتبدل الأفكار و تتغير مذاهب العلوم كما تبرز الموضة حتى تنفد فتخبو، تفسح المكان لعلم جديد.
آخر صيحات علوم التغذية هي تناول الدهون و بالذات الحيوانية و الإكثار من اللحوم بما تحويه من شحوم تتعلق بها .
فيتامين ب 12 الموجود باللحوم و المنتجات الحيوانية يلزم لعمل الأعصاب و لا بديل له من نبات و الحديد الذي يدخل الجسم من اللحم يرحب به الدم ثلاث أضعاف ما يرحب بما يأتي من نبات.
أما دسم الحليب فبه فيتامين "د" الذي يفسح الطريق للكالسيوم و الفسفور فينتقلان من الأمعاء إلى الدم فالعظام و الخلايا . و بدون هذا المفتاح يكون نصيب الكالسيوم الطرد خارج الجسم .
لا يدعم الكالسيوم العظم فقط بل يساعد على نقل الإشارات العصبية بين الخلايا العصبية .
ما جدوى فصل الدسم عن اللبن إذاًَ ؟
يستخدم مصنعو الألبان حمض البنزويك السام لفصل الدسم من اللبن قبل تصنيعه . ثم يعيدون القليل منه للبن و يستخدمون الباقي في صناعة القشطة و الأيس كريم و غيره من المنتجات . و لا يغركم مصطلح كامل الدسم الذي ترونه على العلب فهو يعني كامل كمية الدسم المشار إليها في الجداول الصناعية !
يؤذينا نقص الحبوب الكاملة و البروتين فينتشر الاكتئاب في أعصاب اختل نقلها للإشارة العصبية حتى يتباطأ نشاط سائر أعضاء الجسم فتثقله الحركة و يعجزه التفكير و التدبير و يحوطه الألم بلا مـُسكـّن فلا يجد ذهن المريض حلاً سوى تصور الخلاص من الحياة .
دسم اللبن يقتل كثيراً من ميكروبات الأمعاء و به فيتامين أ الذي يبني الخلايا الطلائية التي تغطي سطح الجلد خارجاً و جهاز التنفس و الهضم داخلاً . حاجز منيع من ميكروبات تنتشر حولنا بلا هوادة.
قبل ذلك تجنبت تلك الأطعمة لا أدري لماذا ، لكن شهيتي للطعام معتلة و كذا أختها للحياة بما فيها . الآن أعيد الدهن لطعامي فأرى فرقاً عجيباً في جسمي ... بل في نفسي .
أتذكر ما تعلمته قبلاً : الإنسان جسد وضيع و روح سامقة فأتساءل : أيكون للروح معنى بغير الجسد ؟ و إلا فيم يغير الطعام الإحساس فينشر السكينة في النفس أو يسلبها إياها ؟
نماذج عقلية زالت و مبان تهدمت أمام سيل العلم الذي بين أيدينا اليوم ، لا أعرف لماذا يصرون على حفظها ؟ مؤكد مكانها أرشيف الزمن لا عقول البشر .
اختصر الزمن التالي فاهبط في زمن لي به قدر من الصحة يكفيني أن تكون لي فيه إرادة الفعل. احدد هدفاً و وسيلة تنجزه ، يخرج من رحم التصور إلى فضاء الملموس .
أتراني نسيت عهدي الذي ألزمت به نفسي ؟ بل أحاول فيه كما أحاول في كل شيء.. أتعثر فأقف ... إلى أن أكبو مجدداً .
تالياً : أصلُ إلى ما ذكرته في عنوان الموضوع . بارك الله عقولكم و أنفسكم .
|