السلام عليكم
الحلقه التسعتاشر
--------------------------------------------------
انتهت حفلة الخطوبه
مثل كل الاوقات السعيده ، تنتهى ، لكن تظل ذكرى عزيزه لا تمحوها الايام
و صعد كل من حسام و شيرين الى غرفته
و كلمها بالتليفون : شيرين ، اللى حصل النهارده كان حقيقى ؟
شيرين : ارجوك يا حسام ما تشككنيش عشان انا لحد دلوقتى مش مصدقه
حسام : يعنى يا شيرين انتى خلاص بقيتى خطيبتى ؟
شيرين : ايوه و انت خطيبى
حسام : حبيبتى ؟
شيرين : و انت حبيبى
حسام : حياتى كلها ؟
شيرين : و انت اغلى من حياتى
حسام : ساعات باحمد ربنا انى عمرى ما كان عندى فتاة احلام ، عشان اى حلم كان ممكن احلمه ، اي امنيه كانت حاتخطر على بالى ، كانت جنبك ، حاتبقى باهته
شيرين : انا كمان يا حسام ، كنت باسمع بس عن الحب ، و عمرى ما تخيلت انى اقع فيه بالشكل ده ، لكنى بعد ما حبيتك ندمت
حسام : ندمتى ؟
شيرين : على كل لحظه فى عمرى ما كنتش فيها معاك ، رغم انى حاسه ان فى كل لحظه ، كنت برضه بحبك
حسام : يعنى ما كنتيش بتحبى حد من الممثلين او المطربين حتى ؟
لا لا ، ما تقوليش عشان حاغير ، و ممكن اكره الممثل ده و اقتله و ارتاح
شيرين : هاهاها ، لا حاقول هه
حسام : لا حازعل ارجوكى
شيرين : هاهاهاها ، كابتن ماجد هاهاهاها
حسام : هاهاها انا اللى غلطان انى خطبت واحده لسه صغننه زيك ، بس تصدقى
مش هوه كارتون ، برضه غيران منه ! ليه كده يا شيرى ؟ عارفه لو كان بوجى يمكن ما كنتش ازعل كده هاها
و قطعت شيرين ضحكته بقولها :ا
باحبــــــ ــــــــــ ــــــــــــــــ ــك
نزلت هذه الكلمه كقطرة الندى على قلب حسام ، و كانما ضن ان يتكلم بعدها فيذهب صداها من اذنيه .......... .... ا
ساد الصمت بعدها ، كانا يتكلمان خلالها ، لا بالشفاه ، و لا حتى بالعيون ، بالقلوب
فقط نبض قلبه رد عليها ، و كذلك ردد قلبها
احبك احبك احبك
كرجع الصدى لكلمتها
و فى الصباح التالى ، غادر الجميع الفندق ، و كانت والدة حسام قد اعدت الغداء لعائلة شيرين كلها فى منزلها ، فخرج حسام من الفندق و بصحبته شيرين
و ركبت معه سيارته و خلفهم جاء شريف و هشام بك و حرمه ، و اعتذرت شهيره و شاهنده عن عدم الحضور ، لارتباطهما بالسفر لقضاء باقى اجازة نصف العام مع الاطفال فى العين السخنه
ما ان خطت شيرين داخل منزل حسام ، حتى احست انها تشاهد سنين عمره كلها ، صوره طفلا ، احست انه طفلها و ذاب قلبها حنانا و عطفا عليه ، و حين رات صورة والده رحمة الله عليه ، احست شيرين انها على وشك البكاء حزنا ، على رحيله ، و على طفلها اليتيم ، وحين لمحت صورة تخرجه من المدرسه ، كادت تقفز و ترمى الكاب فى الهواء فرحا به ، أما صورة تخرجه من الكليه ، جعلتها تشعر انها انجزت انجاز عمرها ، بتخرج حبيبها و طفلها من الجامعه
صحيح ان اصل كل عواطف المراه هى عاطفة الامومه ، انها تولد بها
و على الرغم بساطة المنزل ، احست شيرين باثار العز القديم و الاصاله فى كل ركن فى المنزل
و نزل حسام ليصحب حماه و حماته ، و صعد بهم حيث كانت امه قد اعدت وليمه عامره للعروس الجميله و عائلتها .
كان حسام و امه يتوجسان خيفه من والدة شيرين منذ موقفها الاول ، لكن الجليد كان قد بدا فى الذوبان ، و بداوا يحسون بطيبتها و اصالة معدنها
و قد استمر هشام بك يثنى على كل ما قدم له من طعام ، و كذلك زوجته ، و لم تتوقف ام حسام عن محاولاتها اطعام شيرين ، التى كانت تشبعت بالحب هى و حسام فاصبحت فى غنى عما سواه ، سواء كان طعام او شراب ، او حتى نوم
و بعد الغداء اخبرهم هشام بك انه سيتوجه للعين السخنه حيث بناته هناك لقضاء يومان من الاجازه ، و دعا حسام و والدته لقضاء يومان معهم
طار حسام من السعاده ، يومين مع شيرين ، انت مسعد يا حسام والله
ثم احس بالخجل ، و عاد ليقول : احنا مش عايزين نتقل عليكم يا عمى ، عشان انا عارف ان اخوات شيرين هناك و ممكن ما يكونشى في مكان
هشام : هاها اطمن يا حسام يابنى ، انا احنا حاننزل فى القريه السياحيه بتاعتى هناك ، سيادتك تنقى اى شاليه و تقعد فيه مع والدتك و أى حد تحب انه ييجى معاكم كمان
فكر حسام اه بدانا شغل التعقيد ، ما حنا برضه كويسين و كان عندنا بيت ملك فى السيده برضه .
شكرت ام حسام هشام بك و لكنها اعتذرت عن عدم قدرتها على السفر لارتباطها مع اخوتها ببعض الامور ، لكنها طلبت من حسام ان يسافر ليقضى يومان
نظرت شيرين لحسام و كلها امل ، و لم يشأ ان يخذلها فرد :
ان شاء الله يا عمى ، لما توصلوا بالسلامه اكلم حضرتك و .......... ..ا
قاطعه شريف : لا ، انت عايز تزوغ ، ما فيش فايده يا بو نسب ، انا حاعدى عليك بكره بعربيتى عشان اخدك معايا انت و شيرين ، و ماما و بابا ييجو براحتهم
خلاص
حسام : شكرا يا شريف بس انا ممكن اجى بعربيتى
شريف : لا انا حاخدك وارجعك من الباب للباب
--------------------------------------------------------------------------------------------
-----------------------------------------------------------------------------
و حين جاء شريف فى الصباح و معه اخته ، وجدوا حسام منتظرا فى الشارع
ساعتها نزلوا من السياره ليسلموا على حسام
و كأن كل عائلة شيرين كان همها الاوحد اسعادها ، و ان يوفروا لها اقصى ما تتمناه من السعاده . حتى شريف الغيور على اخته ، احب ان يحضر حسام معهم فقط حتى يرى هذه اللمعه و السعاده فى عينى شيرين
تحول اليومان التاليان ، الى حلم من الاحلام ، كان شيرين و حسام يقضيان اليوم باكمله على شاطىء البحر ، امام الفيلا ، لا يفعلان اكثر من النظر لبعضهما
والكلام ، و ادهشهما سويا حبل الكلام المتصل بينهما كانهما يعرفان بعضهما منذ الازل ، فكان اذا تكلم ، باح بكل مكنونات صدره ، بدون ذرة خجل من الامه و عذاباته و لحظات ضعفه ، يحس انها نفسه ، ايخجل الانسان من نفسه ، كان يكلمها كما لو كان يعرفها طوال عمره
وهى الاخرى ، حكت عن الامها و هى صغيره بسبب نحافتها و صغر حجمها ، و كيف كانت داليا زميلتها تصفها دائما بالمسمومه ، بينما كانت منال دائمة الدفاع عنها ضد تلك الهجمات
وحكت عن اضطرارها لاخذ حقن منتظمه كانت امها تصفها انها مقويه لها ، فى حين انها كانت تزداد وهنا عقب كل حقنه حيث كانت فى الوريد ، و من شدة نحافتها ، و خوفها من تلك الحقنه ، كانت الممرضه تمضى حوالى الساعه تبحث عن وريد صالح للحقن مما كان يزيد من المها و كراهيتها لتلك الممرضه
و حكت ايضا عن دهشتها ، من نفسها ، انها لم تعد تكره داليا ، و لا حتى الممرضه ، لقد صالحت ايامها و تخطت عذاباتها الصغيره منذ وقعت فى حب حسام
منذ تلك اللحظه ، احست بالسكن ، بالامان ، مما جعلها مستعده ان تغمض
عيناها و تترك له قيادة حياتها للابد ، وهى واثقه انه ابدا لن يضيعها
انها ترى فى عينيه نظرة اباها و اخاها و ..... حبيبها فى نفس الوقت
كانت لا تدرى متى نما الحب داخلها الى تلك الدرجه ، لقد مرت فقط ثلاثة اشهر منذ عرفت حسام ، لكن يبدو ان الحب لا حسابات عنده للزمن
بدليل انه من الممكن ان يعيش اثنان معا لسنين دون ان يطرق الحب ابوابهما
و فى اثناء الرحله ، تلقى حسام تليفونا من الدكتور المشرف على رسالته ، يبشره انه مرشح للسفر الى لندن ، لاكمال دراساته العليا هناك ، بعد استيفاءه الشروط و كذلك بعد نجاحه بتفوق فى التوفل ( اختبارات اللغه الانجليزيه ) و بالتالى اصبح عليه الاستعداد للسفر فى خلال اسابيع قليله
اجفل حسام من ذلك الخبر ، و احتار فيم يفعل ، لكن شيرين طمانته و قالت له
شفت وشى حلو عليك ازاى ، و عندما اعترض لانه لا يستطيع البعد عنها
هونت عليه الموقف ، و اخبرته انه من الافضل ان يسافر و يعمل من اجل مستقبله و هى ستحاول انهاء دراستها بكل جديه ، حتى تكون جديره به
لكن مخاوف حسام كانت تؤرقه ، هل ستظل شيرين تحبه رغم الفراق و البعد ، هل سيشاغلها الشباب و يعاكسونها و هل من الممكن ان تنساه ؟
وعندما صارحها بمخاوفه ، لم تجب غير بجمله واحده :ا
اطمن يا حسام ، و انا حاطمنك اكتر كمان
و لاول مره بدأ كل منهما يحس بقيمة اللحظه ، لمعرفتهما بالفراق الوشيك مما جعل اللحظه سويا تساوى عمرا كاملا
أما والدا شيرين كانا اسعد الناس بهذا الخبر ، اذ انهما ضمنا عدم تاثير الخطوبه على دراسة شيرين ، الى جانب ابعاد حسام و لو مؤقتا ، لحين نهاية رحلة علاج ابنتهما وهو الاهم
وفى اليوم المحدد للسفر ، استيقظ الجميع باكرا للتوجه للقاهره مره اخرى ماعدا
شريف الذى كان قد سهر قبلها للفجر مع مجموعه من اصدقاءه فى الشاليه المجاور ، لذلك صحا متاخرا بعد سفر والده و اخواته البنات وهو فى غاية الارهاق
و استاذن من حسام ان ينتظره قليلا حتى يتم ارتداء ملابسه
خرج حسام الى الحديقه ، ليجد الجميع قد غادروا باستثناء شيرين التى فضلت الانتظار لتسافر مع اخاها و حسام
------------------------------------------------------------------------------------------
------------------------------------------------------------------------------------------
حين راها حسام فى هذا الصباح ، انعقد لسانه ، و لم يدر ماذا يقول .......... ..ا
كانت ترتدى جيب بيضاء طويله متسعة الاطراف ، و عليها بلوزه بيضاء ايضا باكمام طويله ، يحليها حزام جلدى انيق ، و كل من الجيب و البلوزه تحمل تطريزا خفيفا باللون السماوى ، الذى تماشى مع الحزام الجلدى ، و الحذاء
وايضا تتماشى مع .......... .......... الايشارب
نعم كانت شيرين ترتدى ايشاربيغطى شعرها و عنقها باللون السماوى الفاتح ، الذى عكس لون عينيها و احاط وجهها الجميل بهاله نورانيه و زاده جمالا و فتنه
و لاول مره فى حياته ، بدا حسام يعتقد ان الحجاب يمكن ان يزيد من جمال الفتاه لا العكس ، فعندما غطت شيرين شعرها ، برز اكثر وجهها الجميل و عيناها الرائعتان
و عندما لمحت تساؤله فى عينيه قالت : ايه انا مش قلت لك حاطمنك زياده على
حسام : انت فاكره انى كده اتطمنت ، انت جمالك زاد يا شيرين ، الحل الوحيد انى اطمن هوه انى مش حاقولك اخدك معايا ، لا ادخلك جوايا
شيرين : هوه انا لسه مش جواك يا حسام
حسام بعد تنهيده حارقه : جوه قلبى ، بس كل ما احبك اكتر ، اخاف اكتر
كان شريف متعبا للغايه بعد سهرة امس ،لذلك طلب من شيرين ان تقود السياره بدلا منه ، و احرج حسام ان يطلب قيادة السياره ، الى جانب ان عدم درايته بقيادة السيارات الاوتوماتي كيه زاده احراجا
وطمأنته شيرين عندما لمحت توتره بانها خلاص حصلت على الرخصه فور ما تمت تمانية عشر عاما ، ابيه شوكت احضر لها الرخصه لباب البيت
نام شريف على الكرسى الخلفى ، و قربت شيرين كرسيها من المقود لتستطيع التحكم فى السياره ، و الى جوارها حسام يراقب معها الطريق و ينبهها كلما جد جديد
و فى لحظه قدريه خاطفه ، قطعت سياره نقل كبيره الطريق عليهم ، و صدمت سياره صغيره على الجانب الايمن للطريق صدمه قويه جعلتها تدور حول نفسها لتتوقف كلتا السيارتان فى وسط الطريق و اصبح ما من طريقه لتفاديهما فاضطرت شيرين الى ضغط الفرامل بشده و الانحراف بقوه جهة اليمين ، و فى ثانيه واحده
او جزء من الثانيه ، حصل الصدام الرهيب بين تلك السياره الصغيره و سيارتهم و......... .......... ...
__________________
I am not afraid to stand alone
|