
08-08-2009, 12:13 PM
|
 |
عضو متألق
|
|
تاريخ التسجيل: Jul 2008
المشاركات: 3,304
معدل تقييم المستوى: 20
|
|
الحلقة الخامسة
فوجئ يوسف بـ نور تخبره عن تلك الرسالة التى تود أن تكمل بها دراستها العليا .. و تخبره بأن والدها قد مات مقتولا .. فنظر اليها فى لهفة :
- باباكى مات مقتول !!!
نور و قد بدأ الحزن يظهر عليها :
- أيوة .. من حوالى خمس سنين .. رغم أنه طول عمره كان فى حاله .. و لا عمره سبب أذى لأى حد ..
يوسف و قد بدأ يهتم :
- وعرفتوا مين اللى قتله ؟
هزت نور رأسها :
- لا .. و فى الأخر القضية اتسجلت ضد مجهول ..
أكملت :- لو تعرف حبى لبابا كان أد أيه .. تعرف أد أيه نفسى أشوف اللى قتله ...
ثم أخرجت صورة من معها :
- دى صورته .. عمرها ما فارقتنى ..
نظر يوسف جيدا الى الصورة .. حتى قاطعته نور :
- قولى بقى .. لو كنت قاتل , كان سلوكك هيبقى عامل ازاى ؟
ابتسم يوسف :
- أنا .. لا .. قاتل أيه !!
نور :- تخيل بس لو كنت قاتل ..
صمت يوسف قليلا :
- أكيد هو انسان عادى ..
نور فى غضب :
- لا مش عادى طبعا .. ده انسان مريض .. و عنده نقص .. و طول عمره جبان .. أنا مش عارفة ازاى بيجى له قلب و هو بيقتل نفس بشرية .. ده الحيوان أحسن منه ..
تمالك يوسف نفسه .. ثم ابتسم ابتسامة مصطنعة :
- اه .. عندك حق ..
بعدها واصلا حديثهما و سيرهما .. حتى ودعها يوسف .. فنظرت اليه نور :
- أنا متشكرة جدا على دعوة العشا .. و بجد أنا سعيدة أوى أنى كنت معاك ..
يوسف فى لؤم :
- و أنا كنت أسعد ..
***
عاد يوسف الى بيته .. و مازالت صورة والد نور فى خياله لا تفارقه .. و يخشى من الصدف التى تكررت كثيرا مع نور .. و أن يكون هو قاتل أبيها ..
بعدها بدأ يبحث عن صورة أبيها بين الصور .. التى يحتفظ بها لضحاياه .. فى حاسبه الشخصى .. و ظل يبحث حتى انتهى .. و قد تنفس الصعداء حينما لم يجد صورته بينهم .. و لكنه مازال يتذكر نور حين كانت تقول :
- القاتل ده انسان مريض .. عنده نقص ..
- طول عمره جبان ..
- ده الحيوان أحسن منه ..
حتى وجد كل من حسام و منال يأتيان اليه ..
حسام فى دعابة :- الرومانسى .. كاسانو ..
يوسف :- اسكت .. رومانسى أيه .. ده أنا اتخنقت ..
منال :- ياه .. هى مقرفة للدرجة دى ..
يوسف :- ده لسانها ان سكت لحظة تموت .. طول ما احنا مع بعض كلام كلام ..
ثم ضحك :- و أيه .. بتحضر رسالة عن القاتل و سلوكه ..
ضحكوا جميعا فى سخرية وقد نظرت اليه منال :
- و أكيد طبعا سألتك .. لو كنت تعرف حد من اللى بيقتلو الناس ..
يوسف :- أنا أعرف حد !!! .. ده أنا ملاك ..
حسام :- أنت اللى اخترتها .. يبقى تتحملها ..
يوسف :- ده الشهر ده هيعدى كأنه سنة .. بس المهمة دى لى رد اعتبار أكتر ما تكون فلوس .. وهنفذها يعنى هنفذها ..
***
بدأت الأيام تمر .. و ازدادت المقابلات بين يوسف و نور .. و بدأت نور تشعر بسعادة غامرة .. و يوسف ينتظر مرور الأيام بكل سرعة ..حتى يأتى يوم تنفيذ جريمته ..
حتى جاء اليوم الذى كان فيه يوسف و نور يسيران باحدى الشوارع القريبة من مسكن نور .. و فوجئ الاثنان بكمية هائلة من الماء تسقط فوقهما .. و صوت سيده من أعلى :
- أنا آسفة .. مكنتش أقصد ..
يوسف فى غضب بعدما أغرق الماء رأسه و ملابسه :
- آسفة أيه يا ست أنتى .. ثم بدأ يشم رائحة الماء ..
يوسف :- كمان ميا مش نضيفة ..
نور ولا تستطيع أن تتمالك نفسها من الضحك .. و لا تبالى أن الماء أغرقها هى الأخرى :
- الست مش قاصدة يا يوسف .. ثم تضحك
أكملت :- أنا شقتى فى الشارع الجاى .. تعالى بسرعة أنشف هدومك قبل ما يجيلك برد .. ما أنا عارفة البرد بتاعك .. فاكر !! .. و ترجع تقول أنا السبب ..
يوسف و كانه يريد أن يتخلص منها :
- لا .. مش مشكلة .. و بعدين مش أنتى قاعدة لوحدك !!
نور :- اه .. ماما قاعدة فى البلد ..
يوسف و كأنه مندهش :
- طيب آجى معاكى ازاى ..
نور فى دعابة :
- مانا قلت لك قبل كدة .. معايا الحزام الأسود فى الكارتيه .. يلا .. أصلى أنا مش همشى معاك بالريحة دى ..
***
اتجه يوسف مع نور الى شقتها .. بعدما ألحت نور الحاحا شديد .. وعندما وصلا تلك الشقة .. نظرت اليه نور :
- تعرف .. ماما لو عرفت أن راجل غريب دخل الشقة .. كانت قتلتنى ..
يوسف :- ما أنا بقول أمشى أحسن ..
نور :- لا .. ماما هتعرف منين ..
بعدها أحضرت لـ يوسف ملابس كانت لوالدها .. و طلبت منه أن يبدل ملابسه المبللة ..
نور :- شوف بقى هدوم بابا هتيجى على قدك ؟
يوسف فى دهشة :- باباكى !!
نور :- اه ..
يوسف ومازالت الدهشة على وجهه :
- اللى مات مقتول !!!
نور فى حزن .. و قد بدأت الدموع تملأ عينيها :
- اه
أخذ يوسف الملابس منها بعدما شعر بحزنها :
- أنا آسف ..
مسحت دموعها :- و لا يهمك ..
....
بعدها ارتدى يوسف ملابس والدها التى كانت واسعة الى حد ما .. و بدلت نور هى الأخرى ملابسها .. و بعد فترة صمت قليلة نظرت اليه :
- يوسف .. تعرف أنك أول واحد يهتم بيا ..
يوسف :- أيه !!
نور :- أيوة .. أنقذتنى مرتين من غير ما تعرف مين أنا ..
يوسف فى ابتسامة :
- بس أى حد مكانى كان هيعمل كدة ..
نور :- القارب كان مليان ناس .. و الحفلة كمان .. و مع ذلك أنت الوحيد اللى انقذتنى ..
أكملت :- أنا كنت طول عمرى مستنية حد يهتم بيا .. حتى لو عطف عليا مش هقول لا .. زى البنت اللى بتحلم بقصة حب و فارس يجى يخطفها على حصانه ..
شرد ذهن يوسف قليلا مع كلامها .. حتى حدث نفسه :
- فوق يا يوسف .. أنت هتسرح و لا أيه ..
أكملت :
- عشان كدة أنا مش خايفة و احنا الاتنين مع بعض ..
ثم نظرت الى يوسف :
- يوسف .. أنا بتكلم من الصبح .. و أنت ساكت .. اتكلم ..
نظر اليها يوسف :
- الهدوم نشفت ولا لسة ؟
نور :- هو ده اللى ربنا قدرك عليه .. طيب .. أنا هقوم أشوفهم نشفوا .. و لا لأ ..
فى تلك اللحظة ظل يوسف يفكر كيف يغادر تلك الشقة .. بعدما شعر بأن نور قد أخذها تفكيرها بعيدا .. فأخرج هاتفه الخلوى كأنه تلقى اتصالا من أحد أصدقائه :
- محتاجنى .. ضرورى ... ( و هو لا يكلم أحدا )
- طيب مسافة الطريق .. و هكون عندك ..
عادت نور .. و تنظر اليه وهو يتحدث .. فنظر اليها :
- آسف يا نور .. جالى اتصال ضرورى .. و لازم أمشى ..
نور :- بس هدومك لسة عليها ميا ..
يوسف :- مش مهم .. هتنشف لوحدها .. بعدين الجو حر ..
نور بعدما أحست برغبته فى المغادرة :
- طيب .. زى ما تحب ..
بعدها ارتدى ملابسه المبللة مرة أخرى .. و غادر شقة نور .. بعد أن أوهمها بذلك الاتصال الذى لم يحدث ..
***
تمر الأيام يوما بعد يوم .. حتى جاءه اتصال من المهندس مروان .. يخبره بأنه قد وجد حلا .. و على الفور استقل يوسف سيارته متجها الي بيته .. و ما ان وصل اليه .. حتى سأله فى لهفة :
- أنت لقيت الحل بالسرعة دى !!
مروان فى ثقة :
- أيوة .. لقيت الحل ..
يوسف :- ازاى سلاحى هيمر من بوابة الكترونية ؟
ضحك مروان :
- هو لازم يمر ؟!!
يوسف :- قصدك أيه ؟
نظر اليه مروان ثم أخرج كاميرا فيديو يدوية .. ثم أشار اليها :
- اتفضل .. ده سلاحك ..
يوسف فى غضب :
- أنت بتهرج يا مروان ..
مروان و ما زال فى ثقة كبيرة :
- أنت مستهين بالكاميرا الصغيرة دى .. هى فعلا متنفعش للتصوير .. بس فى نفس الوقت تنفع مسدس عيار 9 مللى ..
يوسف فى دهشة :- أيه !!!
أكمل مروان :
- أيوة .. أنا فرغت محتوياتها .. و احتفظت بالهيكل الخارجى .. و قدرت أركب المسدس جواها .. و عملت شوية تعديلات مع نفس وزنها الطبيعى .. و بدل ما تضغط على زناد المسدس .. ضغطة بسيطة على مفتاح التصوير .. تطلع رصاصة من الكاميرا زى أى مسدس عادى .. و ممكن سرعتها أشد كمان ..
ينظر يوسف هائما الي الكاميرا الصغيرة :
- اه ..
مروان :- أنا كمان عملت لها ميزة .. أنا قدرت أضيف لها الآشعة تحت الحمراء اللى تقدر تظهر بها الأشخاص فى حالة الظلام ..
ضحك يوسف :- أنت عبقرى يا مروان .. لا ده أنت داهية ..
أكمل مروان :
- طبعا دى حفلة .. و فيها عرض .. و معاك الكاميرا و أنت داخل لتصويره .. و عند البوابة الالكترونية تسلمها للأمن مع الموبايل .. و لما تعدى تاخدها تانى .. زى ما الناس كلها بتعمل ..
ابتسم يوسف :
- فعلا .. انت صديق العمر ..
ضحك مروان : - فين بقية المبلغ ؟
يوسف :- هيوصلك .. أكيد هيوصلك و بزيادة ..
***
أخذ يوسف تلك الكاميرا اليدوية .. و يعلم جيدا قيمتها ..و كم كانت سعادته لايجاد ذلك الحل .. و عاد الى بيته .. و ما ان وجد حسام حتى نظر اليه فى سعادة :
- خلاص المشاكل انتهت .. أنا قلت مفيش غيره المهندس مروان ..
بعدها أخبره ما فعله ذلك المهندس ..
حسام :- أنا أكتر حاجة تهمنى فى المهمة دى .. أنها أغلى مهمة جت لنا ..
يوسف :- و أنا زى ما قلت لك .. المهمة دى رد اعتبار ليا ..
***
بدأ يوسف تدريباته لتلك المهمة باستخدام تلك الكاميرا الصغيرة .. و كيف ينفذ جريمته فى غضون عشر ثوانى مظلمة .. و تزداد مقابلته لـ نور يوم بعد يوم .. و بدأ يتجه الى شقتها كثيرا .. و يشعر بسعادة نور لتواجده معها ..
توالت الأيام .. ولم يتبق سوى أسبوعا واحدا على موعد تنفيذ جريمته .. بعدها طلب من نور أن يقابلها .. و ما ان التقيا .. حتى قابلها بكل فرحة :
- نور .. أنا معايا دعوتين لحفل دار الاوبرا العالمى يوم الجمعة اللى جاى ..
نور فى ابتسامة :
- و انت هتروح مع مين !!
يوسف :- معاكى طبعا .. أنا بحب الأوبرا جدا .. و الحفلات دى لازم أحضرها .. و قلت لازم تحضرى معايا ..
صمتت نور قليلا .. ثم نظرت اليه فى حزن :
- يوسف .. أنا آسفة .. أنا مش هقدر آجى معاك ..
يتبع
|