اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > قصر الثقافة > الأدب العربي

الأدب العربي قسم يختص بنشر ما يكتبه كبار الشعراء والأدباء قديمًا وحديثًا

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #7  
قديم 08-08-2009, 12:13 PM
الصورة الرمزية Mohamed_MA
Mohamed_MA Mohamed_MA غير متواجد حالياً
عضو متألق
 
تاريخ التسجيل: Jul 2008
المشاركات: 3,304
معدل تقييم المستوى: 20
Mohamed_MA is on a distinguished road
افتراضي

الحلقة الخامسة

فوجئ يوسف بـ نور تخبره عن تلك الرسالة التى تود أن تكمل بها دراستها العليا .. و تخبره بأن والدها قد مات مقتولا .. فنظر اليها فى لهفة :

- باباكى مات مقتول !!!
نور و قد بدأ الحزن يظهر عليها :
- أيوة .. من حوالى خمس سنين .. رغم أنه طول عمره كان فى حاله .. و لا عمره سبب أذى لأى حد ..
يوسف و قد بدأ يهتم :
- وعرفتوا مين اللى قتله ؟
هزت نور رأسها :
- لا .. و فى الأخر القضية اتسجلت ضد مجهول ..

أكملت :- لو تعرف حبى لبابا كان أد أيه .. تعرف أد أيه نفسى أشوف اللى قتله ...

ثم أخرجت صورة من معها :
- دى صورته .. عمرها ما فارقتنى ..

نظر يوسف جيدا الى الصورة .. حتى قاطعته نور :
- قولى بقى .. لو كنت قاتل , كان سلوكك هيبقى عامل ازاى ؟
ابتسم يوسف :
- أنا .. لا .. قاتل أيه !!
نور :- تخيل بس لو كنت قاتل ..
صمت يوسف قليلا :
- أكيد هو انسان عادى ..
نور فى غضب :
- لا مش عادى طبعا .. ده انسان مريض .. و عنده نقص .. و طول عمره جبان .. أنا مش عارفة ازاى بيجى له قلب و هو بيقتل نفس بشرية .. ده الحيوان أحسن منه ..

تمالك يوسف نفسه .. ثم ابتسم ابتسامة مصطنعة :
- اه .. عندك حق ..

بعدها واصلا حديثهما و سيرهما .. حتى ودعها يوسف .. فنظرت اليه نور :
- أنا متشكرة جدا على دعوة العشا .. و بجد أنا سعيدة أوى أنى كنت معاك ..
يوسف فى لؤم :
- و أنا كنت أسعد ..


***


عاد يوسف الى بيته .. و مازالت صورة والد نور فى خياله لا تفارقه .. و يخشى من الصدف التى تكررت كثيرا مع نور .. و أن يكون هو قاتل أبيها ..

بعدها بدأ يبحث عن صورة أبيها بين الصور .. التى يحتفظ بها لضحاياه .. فى حاسبه الشخصى .. و ظل يبحث حتى انتهى .. و قد تنفس الصعداء حينما لم يجد صورته بينهم .. و لكنه مازال يتذكر نور حين كانت تقول :

- القاتل ده انسان مريض .. عنده نقص ..
- طول عمره جبان ..
- ده الحيوان أحسن منه ..

حتى وجد كل من حسام و منال يأتيان اليه ..
حسام فى دعابة :- الرومانسى .. كاسانو ..
يوسف :- اسكت .. رومانسى أيه .. ده أنا اتخنقت ..
منال :- ياه .. هى مقرفة للدرجة دى ..
يوسف :- ده لسانها ان سكت لحظة تموت .. طول ما احنا مع بعض كلام كلام ..
ثم ضحك :- و أيه .. بتحضر رسالة عن القاتل و سلوكه ..

ضحكوا جميعا فى سخرية وقد نظرت اليه منال :
- و أكيد طبعا سألتك .. لو كنت تعرف حد من اللى بيقتلو الناس ..
يوسف :- أنا أعرف حد !!! .. ده أنا ملاك ..
حسام :- أنت اللى اخترتها .. يبقى تتحملها ..
يوسف :- ده الشهر ده هيعدى كأنه سنة .. بس المهمة دى لى رد اعتبار أكتر ما تكون فلوس .. وهنفذها يعنى هنفذها ..


***


بدأت الأيام تمر .. و ازدادت المقابلات بين يوسف و نور .. و بدأت نور تشعر بسعادة غامرة .. و يوسف ينتظر مرور الأيام بكل سرعة ..حتى يأتى يوم تنفيذ جريمته ..

حتى جاء اليوم الذى كان فيه يوسف و نور يسيران باحدى الشوارع القريبة من مسكن نور .. و فوجئ الاثنان بكمية هائلة من الماء تسقط فوقهما .. و صوت سيده من أعلى :

- أنا آسفة .. مكنتش أقصد ..
يوسف فى غضب بعدما أغرق الماء رأسه و ملابسه :
- آسفة أيه يا ست أنتى .. ثم بدأ يشم رائحة الماء ..
يوسف :- كمان ميا مش نضيفة ..

نور ولا تستطيع أن تتمالك نفسها من الضحك .. و لا تبالى أن الماء أغرقها هى الأخرى :
- الست مش قاصدة يا يوسف .. ثم تضحك
أكملت :- أنا شقتى فى الشارع الجاى .. تعالى بسرعة أنشف هدومك قبل ما يجيلك برد .. ما أنا عارفة البرد بتاعك .. فاكر !! .. و ترجع تقول أنا السبب ..

يوسف و كانه يريد أن يتخلص منها :
- لا .. مش مشكلة .. و بعدين مش أنتى قاعدة لوحدك !!
نور :- اه .. ماما قاعدة فى البلد ..
يوسف و كأنه مندهش :
- طيب آجى معاكى ازاى ..
نور فى دعابة :
- مانا قلت لك قبل كدة .. معايا الحزام الأسود فى الكارتيه .. يلا .. أصلى أنا مش همشى معاك بالريحة دى ..


***


اتجه يوسف مع نور الى شقتها .. بعدما ألحت نور الحاحا شديد .. وعندما وصلا تلك الشقة .. نظرت اليه نور :

- تعرف .. ماما لو عرفت أن راجل غريب دخل الشقة .. كانت قتلتنى ..
يوسف :- ما أنا بقول أمشى أحسن ..
نور :- لا .. ماما هتعرف منين ..

بعدها أحضرت لـ يوسف ملابس كانت لوالدها .. و طلبت منه أن يبدل ملابسه المبللة ..
نور :- شوف بقى هدوم بابا هتيجى على قدك ؟
يوسف فى دهشة :- باباكى !!
نور :- اه ..
يوسف ومازالت الدهشة على وجهه :
- اللى مات مقتول !!!
نور فى حزن .. و قد بدأت الدموع تملأ عينيها :
- اه
أخذ يوسف الملابس منها بعدما شعر بحزنها :
- أنا آسف ..
مسحت دموعها :- و لا يهمك ..


....


بعدها ارتدى يوسف ملابس والدها التى كانت واسعة الى حد ما .. و بدلت نور هى الأخرى ملابسها .. و بعد فترة صمت قليلة نظرت اليه :

- يوسف .. تعرف أنك أول واحد يهتم بيا ..
يوسف :- أيه !!
نور :- أيوة .. أنقذتنى مرتين من غير ما تعرف مين أنا ..
يوسف فى ابتسامة :
- بس أى حد مكانى كان هيعمل كدة ..
نور :- القارب كان مليان ناس .. و الحفلة كمان .. و مع ذلك أنت الوحيد اللى انقذتنى ..

أكملت :- أنا كنت طول عمرى مستنية حد يهتم بيا .. حتى لو عطف عليا مش هقول لا .. زى البنت اللى بتحلم بقصة حب و فارس يجى يخطفها على حصانه ..

شرد ذهن يوسف قليلا مع كلامها .. حتى حدث نفسه :
- فوق يا يوسف .. أنت هتسرح و لا أيه ..
أكملت :
- عشان كدة أنا مش خايفة و احنا الاتنين مع بعض ..
ثم نظرت الى يوسف :
- يوسف .. أنا بتكلم من الصبح .. و أنت ساكت .. اتكلم ..
نظر اليها يوسف :
- الهدوم نشفت ولا لسة ؟
نور :- هو ده اللى ربنا قدرك عليه .. طيب .. أنا هقوم أشوفهم نشفوا .. و لا لأ ..

فى تلك اللحظة ظل يوسف يفكر كيف يغادر تلك الشقة .. بعدما شعر بأن نور قد أخذها تفكيرها بعيدا .. فأخرج هاتفه الخلوى كأنه تلقى اتصالا من أحد أصدقائه :

- محتاجنى .. ضرورى ... ( و هو لا يكلم أحدا )
- طيب مسافة الطريق .. و هكون عندك ..

عادت نور .. و تنظر اليه وهو يتحدث .. فنظر اليها :
- آسف يا نور .. جالى اتصال ضرورى .. و لازم أمشى ..
نور :- بس هدومك لسة عليها ميا ..
يوسف :- مش مهم .. هتنشف لوحدها .. بعدين الجو حر ..
نور بعدما أحست برغبته فى المغادرة :
- طيب .. زى ما تحب ..

بعدها ارتدى ملابسه المبللة مرة أخرى .. و غادر شقة نور .. بعد أن أوهمها بذلك الاتصال الذى لم يحدث ..


***


تمر الأيام يوما بعد يوم .. حتى جاءه اتصال من المهندس مروان .. يخبره بأنه قد وجد حلا .. و على الفور استقل يوسف سيارته متجها الي بيته .. و ما ان وصل اليه .. حتى سأله فى لهفة :

- أنت لقيت الحل بالسرعة دى !!
مروان فى ثقة :
- أيوة .. لقيت الحل ..
يوسف :- ازاى سلاحى هيمر من بوابة الكترونية ؟
ضحك مروان :
- هو لازم يمر ؟!!
يوسف :- قصدك أيه ؟

نظر اليه مروان ثم أخرج كاميرا فيديو يدوية .. ثم أشار اليها :
- اتفضل .. ده سلاحك ..
يوسف فى غضب :
- أنت بتهرج يا مروان ..
مروان و ما زال فى ثقة كبيرة :
- أنت مستهين بالكاميرا الصغيرة دى .. هى فعلا متنفعش للتصوير .. بس فى نفس الوقت تنفع مسدس عيار 9 مللى ..

يوسف فى دهشة :- أيه !!!
أكمل مروان :
- أيوة .. أنا فرغت محتوياتها .. و احتفظت بالهيكل الخارجى .. و قدرت أركب المسدس جواها .. و عملت شوية تعديلات مع نفس وزنها الطبيعى .. و بدل ما تضغط على زناد المسدس .. ضغطة بسيطة على مفتاح التصوير .. تطلع رصاصة من الكاميرا زى أى مسدس عادى .. و ممكن سرعتها أشد كمان ..

ينظر يوسف هائما الي الكاميرا الصغيرة :
- اه ..
مروان :- أنا كمان عملت لها ميزة .. أنا قدرت أضيف لها الآشعة تحت الحمراء اللى تقدر تظهر بها الأشخاص فى حالة الظلام ..

ضحك يوسف :- أنت عبقرى يا مروان .. لا ده أنت داهية ..
أكمل مروان :
- طبعا دى حفلة .. و فيها عرض .. و معاك الكاميرا و أنت داخل لتصويره .. و عند البوابة الالكترونية تسلمها للأمن مع الموبايل .. و لما تعدى تاخدها تانى .. زى ما الناس كلها بتعمل ..

ابتسم يوسف :
- فعلا .. انت صديق العمر ..
ضحك مروان : - فين بقية المبلغ ؟
يوسف :- هيوصلك .. أكيد هيوصلك و بزيادة ..


***


أخذ يوسف تلك الكاميرا اليدوية .. و يعلم جيدا قيمتها ..و كم كانت سعادته لايجاد ذلك الحل .. و عاد الى بيته .. و ما ان وجد حسام حتى نظر اليه فى سعادة :
- خلاص المشاكل انتهت .. أنا قلت مفيش غيره المهندس مروان ..
بعدها أخبره ما فعله ذلك المهندس ..
حسام :- أنا أكتر حاجة تهمنى فى المهمة دى .. أنها أغلى مهمة جت لنا ..
يوسف :- و أنا زى ما قلت لك .. المهمة دى رد اعتبار ليا ..


***


بدأ يوسف تدريباته لتلك المهمة باستخدام تلك الكاميرا الصغيرة .. و كيف ينفذ جريمته فى غضون عشر ثوانى مظلمة .. و تزداد مقابلته لـ نور يوم بعد يوم .. و بدأ يتجه الى شقتها كثيرا .. و يشعر بسعادة نور لتواجده معها ..

توالت الأيام .. ولم يتبق سوى أسبوعا واحدا على موعد تنفيذ جريمته .. بعدها طلب من نور أن يقابلها .. و ما ان التقيا .. حتى قابلها بكل فرحة :

- نور .. أنا معايا دعوتين لحفل دار الاوبرا العالمى يوم الجمعة اللى جاى ..
نور فى ابتسامة :
- و انت هتروح مع مين !!
يوسف :- معاكى طبعا .. أنا بحب الأوبرا جدا .. و الحفلات دى لازم أحضرها .. و قلت لازم تحضرى معايا ..

صمتت نور قليلا .. ثم نظرت اليه فى حزن :
- يوسف .. أنا آسفة .. أنا مش هقدر آجى معاك ..

يتبع
رد مع اقتباس
 

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 05:56 PM.