الموضوع: التبرع بالدم
عرض مشاركة واحدة
  #45  
قديم 13-08-2009, 07:34 PM
المفكرة المفكرة غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 1,413
معدل تقييم المستوى: 18
المفكرة is on a distinguished road
افتراضي اللهم اقدره لي و يسره لي و بارك لي به ..

اللهم اقدره لي و يسره لي و بارك لي به ..
أتيقظ تدريجياً بينما النوم لازال يسرق من وعيي الكثير .. يشاركه العناء في الغنيمة . أعلم للعلة دواء فأعالجها به ، أتوضأ و أصلي سنن العصر ثم أسأل المولى الذي يعلم و لا أعلم من فضله العظيم .
(اللهم إن كنت تعلم أن في قولي و فعلي و تصرفي على أي نحو من الأنحاء خير لي في ديني و معاشي و عاقبة أمري فاقدره لي و يسره لي ثم بارك لي فيه . )
لا ترسو سفينة اختياري على بر حتى يقضي المولى ما يشاء و لله الأمر من قبل و من بعد .
أهم بالإحرام لصلاة العصر . تقطع استعدادي رنات هاتف.

***********

تباغت المكالمة وعياً لا يكتمل حتى يكتمل فرضي .
تحمل موجات الإتصال لهفة شاب على صديق له أصابه حادث بنزيف و خطر يتوعد الحياة بنذير سوء.
يخبر عن حاجة الصديق لدم من فصيلة أو السالبة. هل بإمكاني التبرع بالدم حالاً لصديقه الذي يرقد في المستشفى ؟
يخترق التردد صوته و تتقطع الشبكة مراراً بينما يعرض حاجته ..
_ ألديك مانع في التبرع له حالاً ؟
تلك الواقعية التي تحتل تلافيف مخي تسأل : أين و متى ؟
_ مستشفى عين شمس التخصصي حتى الساعة التاسعة مساء .
_ لكنني أشكو فقر الدم كثيراً و بنوك الدم لم تقبل مني دم على مدى شهر منذ ثلاث أشهر ..
يصمت الرجل .. تنقطع الشبكة ، يعاودني الفكر .. يتصل مجدداً ..
يتساءل ، ألازال الأمر كذلك ؟
يحتد صوتي و أنا أخبره بجهلي ، فأنا لم أحلل نسبة الهيموجلوبين في دمي منذ فترة ، في الحقيقة ضعف دمي صرف فكري عن التبرع مؤخراً .
يسمع عقلي الحيرة ملأ صوته ، فأعزم الأمر و أتولى القيادة : بوسعك أن تجرب متبرعين أخر و بانتظار مكالمة أخرى منك خلال ساعة ، يستجيب الرجل لحزمي .
أصلي العصر ثم أصلي صلاة الإستخارة ، هنا حيث يكتمل وعيي مرة أخرى ، تدركني المروءة مرة أخرى ، أقول ، أذهب على أي حال .
يبدأ عقلي في الترتيب ، أي ثوب ألبس و أي طريق أسلك و من سآخذ معي ..
أختي على سفر و الأخرى ابنها مريض و لن يصلح ، أمي قد تعطل حركتي بطء خطوتها ...
يخشى العقل أن يؤذيه تبرعي أو تفصلنا طول المسافة زمناً غير مطلوب و هناك نصيب دمي المتكرر من الرفض ...
_ بل أنتظر ، هي ساعة .
يوحي في صدري ما يوحي أنني رسول الموت لهذا الشاب .
ترتعد أعصابي فتذم ذاك التردد يغل خطوتي كثيراً هذه الأيام ، أسترجع وقتاً لم أتردد فيه أو أحسب حتى لو عدتُ بسراب الفعل لكنني لم أكن أبالي أو أحسب .
أود لو أترك الزمام لمزاجي أو مزاج الآخرين يأخذونني حيثما اتفق.
يشدني وهم لعالم عجيب فأقطع الحبل السري و أعزم أن يخرج جنين الوهم لأرض الواقع.
يتولى القدر الزمام مجدداً .
اتصل بالرجل مجدداً فمركب الصبر تغرقه لهفة رغبة في انقاذ مخلوق آدمي من قدره ، ذاك الذي سيلحقه رغم أي شيء .
يصلني صوت صديقه مسترخ متصل غير منقطع يطمأنني و يشكر لي اتصالي و يخبرني أن الله عوضه بعدة متبرعين . وأنه على ما يرام .
لا يهنأ لي بال حتى أخبركم :
_ إلى من يود إنقاذ البشر في أراض لا علامات معلومة لديه تدله إلى طرقها ، اتبعوا وصفي :
تبرعوا بالدم عمّـا قريب ، بلا سبب و لمن لا تصل المعرفة بينكم و لا تشغلوا بالكم بتتبع ما يتلو ذلك.

آخر تعديل بواسطة المفكرة ، 13-08-2009 الساعة 07:43 PM سبب آخر: همزة راوغتني برجاء أن تعذروا ضعف بصري إن قابلكم الإملاء بعوج فيما أكتب
رد مع اقتباس