|
المواضيع و المعلومات العامة قسم يختص بعرض المقالات والمعلومات المتنوعة في شتّى المجالات |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#34
|
|||
|
|||
![]()
اللهم اقدره لي و يسره لي و بارك لي به ..
أتيقظ تدريجياً بينما النوم لازال يسرق من وعيي الكثير .. يشاركه العناء في الغنيمة . أعلم للعلة دواء فأعالجها به ، أتوضأ و أصلي سنن العصر ثم أسأل المولى الذي يعلم و لا أعلم من فضله العظيم . (اللهم إن كنت تعلم أن في قولي و فعلي و تصرفي على أي نحو من الأنحاء خير لي في ديني و معاشي و عاقبة أمري فاقدره لي و يسره لي ثم بارك لي فيه . ) لا ترسو سفينة اختياري على بر حتى يقضي المولى ما يشاء و لله الأمر من قبل و من بعد . أهم بالإحرام لصلاة العصر . تقطع استعدادي رنات هاتف. *********** تباغت المكالمة وعياً لا يكتمل حتى يكتمل فرضي . تحمل موجات الإتصال لهفة شاب على صديق له أصابه حادث بنزيف و خطر يتوعد الحياة بنذير سوء. يخبر عن حاجة الصديق لدم من فصيلة أو السالبة. هل بإمكاني التبرع بالدم حالاً لصديقه الذي يرقد في المستشفى ؟ يخترق التردد صوته و تتقطع الشبكة مراراً بينما يعرض حاجته .. _ ألديك مانع في التبرع له حالاً ؟ تلك الواقعية التي تحتل تلافيف مخي تسأل : أين و متى ؟ _ مستشفى عين شمس التخصصي حتى الساعة التاسعة مساء . _ لكنني أشكو فقر الدم كثيراً و بنوك الدم لم تقبل مني دم على مدى شهر منذ ثلاث أشهر .. يصمت الرجل .. تنقطع الشبكة ، يعاودني الفكر .. يتصل مجدداً .. يتساءل ، ألازال الأمر كذلك ؟ يحتد صوتي و أنا أخبره بجهلي ، فأنا لم أحلل نسبة الهيموجلوبين في دمي منذ فترة ، في الحقيقة ضعف دمي صرف فكري عن التبرع مؤخراً . يسمع عقلي الحيرة ملأ صوته ، فأعزم الأمر و أتولى القيادة : بوسعك أن تجرب متبرعين أخر و بانتظار مكالمة أخرى منك خلال ساعة ، يستجيب الرجل لحزمي . أصلي العصر ثم أصلي صلاة الإستخارة ، هنا حيث يكتمل وعيي مرة أخرى ، تدركني المروءة مرة أخرى ، أقول ، أذهب على أي حال . يبدأ عقلي في الترتيب ، أي ثوب ألبس و أي طريق أسلك و من سآخذ معي .. أختي على سفر و الأخرى ابنها مريض و لن يصلح ، أمي قد تعطل حركتي بطء خطوتها ... يخشى العقل أن يؤذيه تبرعي أو تفصلنا طول المسافة زمناً غير مطلوب و هناك نصيب دمي المتكرر من الرفض ... _ بل أنتظر ، هي ساعة . يوحي في صدري ما يوحي أنني رسول الموت لهذا الشاب . ترتعد أعصابي فتذم ذاك التردد يغل خطوتي كثيراً هذه الأيام ، أسترجع وقتاً لم أتردد فيه أو أحسب حتى لو عدتُ بسراب الفعل لكنني لم أكن أبالي أو أحسب . أود لو أترك الزمام لمزاجي أو مزاج الآخرين يأخذونني حيثما اتفق. يشدني وهم لعالم عجيب فأقطع الحبل السري و أعزم أن يخرج جنين الوهم لأرض الواقع. يتولى القدر الزمام مجدداً . اتصل بالرجل مجدداً فمركب الصبر تغرقه لهفة رغبة في انقاذ مخلوق آدمي من قدره ، ذاك الذي سيلحقه رغم أي شيء . يصلني صوت صديقه مسترخ متصل غير منقطع يطمأنني و يشكر لي اتصالي و يخبرني أن الله عوضه بعدة متبرعين . وأنه على ما يرام . لا يهنأ لي بال حتى أخبركم : _ إلى من يود إنقاذ البشر في أراض لا علامات معلومة لديه تدله إلى طرقها ، اتبعوا وصفي : تبرعوا بالدم عمّـا قريب ، بلا سبب و لمن لا تصل المعرفة بينكم و لا تشغلوا بالكم بتتبع ما يتلو ذلك. آخر تعديل بواسطة المفكرة ، 13-08-2009 الساعة 07:43 PM سبب آخر: همزة راوغتني برجاء أن تعذروا ضعف بصري إن قابلكم الإملاء بعوج فيما أكتب |
العلامات المرجعية |
|
|