
24-10-2009, 08:12 AM
|
 |
عضو خبير
|
|
تاريخ التسجيل: Jul 2009
المشاركات: 677
معدل تقييم المستوى: 16
|
|
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد كووول
فإذا بإسحق يخبره انه جعل يعقوب سيدا عليه و انه يعيش مستضعفا حياته و يكون خادما لأخيه يعقوب إلى أن يقيم أمره بنفسه و هذا الذى جعل العيص يحقد على أخيه يعقوب و يتوعده بالقتل – فما كان من أمه ( ربقة ) إلا أن أوعزت إلى يعقوب بان يهرب إلى الأرض التى بها ( لابان ) خاله و هى ( حران ) إلى أن يهدأ أخوه العيص ( 2)
و هذا بلا شك من وضع كاتبي التوراة بعد الأسر البابلى –إذ يعد هذا تحايلا لنيل البركة – و هذا التحايل قد وقع فى بيت نبوة – لتكون البركة ليعقوب دون العيص و ذلك لما يترتب عليه من أمور مستقبلية فى حياة بنى إسرائيل
أما العيص فقد تزوج يهوديت ابنه بهرى الحثى و بشمت بنت ايلون الحثى و مضى إلى عمه إسماعيل عليه السلام فتزوج من ابنته محلس بنت إسماعيل مع نسائه 0
و توجه يعقوب إلى حران و التقى بخاله ( لابان ) بن ناحور – الذى عمل عنده و فى خدمته سبع سنين ليزوجه ابنته راحيل – و كانت جميلة
و لما اكتشف يعقوب أن خاله قد أدخل عليه ( لاه ) الكبيرة و التى لم يتفق مع خاله عليها – بل على تزويجه من راحيل الصغيرة – فاخبره خاله لابان أن عادتهم إلا يزوجوا الصغيرة قبل الكبيرة – و انه لابد أن يعمل سبع سنين آخر عنده لينال ذلك المطلب 0
و بعد قضاء المدة تزوج يعقوب براحيل ولاه و خادمتان لهما هما : بلهه و زلفة و أنجب يعقوب أثنى عشر ولدا هم :
من راحيل : يوسف و بنيامين
من لاه : رأوبين و شمعون ولاوى
[ من نسله موسى عليه السلام ]
يهوذا ( من اسمه أخذت كلمة يهود )
يساكر – زبولون
ومن زلفة : جاد و اشير
ومن بلهة : دان و نفتالى
هؤلاء الأولاد ولدوا ليعقوب فى فدان آرام – حين كان يرعى غنم خاله لابان فى نظير تزويجه ابنتيه لاه و راحيل – إلا بنيامين – فقد ولد فى ارض كنعان عندما رحل إليها يعقوب ( 1)
ـــــــــــــ
1- اليهودية – د احمد شلبي
2- نفس المصدر
nيوسف عليه السلام
أما قصة يوسف عليه السلام فقد ذكرها الله تعالى فى كتابه العزيز فى سورة كاملة تحمل اسمه – و جاء ذكره فى التوراة باختلاف كثير – فقد كان يوسف جميل الصورة أثيرا عند أبيه يخصه بقسط عظيم من محبته – و كان ذلك سببا فى حقد إخوته عليه و سببا فى محنته التى كانت خيرا و بركة عليه وعلى الأمم القريبة من مصر و على مصر 0
ذكرت التوراة أن يوسف كان فى السابعة عشرة من عمره عندما قص على أبيه الرؤيا – ومن كان فى هذه السن يستبعد أن يصنع معه ما صنع إلى يوسف 0
لقد رأى يوسف فى منامه أن احد عشر كوكبا و الشمس و القمر سجدوا له و الذى فى القرآن الكريم يفيد أن قصة هذه الرؤيا على والده كان فى غيبة إخوته – و أن أباه قال له ( لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيدا إن الشيطان للإنسان عدو مبين * و كذلك يجتبيك ربك و يعلمك من تأويل الأحاديث و يتم نعمته عليك و على آل يعقوب كما أتمها على أبويك من قبل إبراهيم و اسحق إن ربك عليم حكيم ) ( 1)
رأى أبناء يعقوب من إيثار أبيهم ليوسف وحدبه عليه ما لم يكن منه لواحد منهم فغاظهم ذلك و هو فى سن الشباب و طيش الحداثة ، فاضمروا له الشر 0 فقالوا لأبيهم ( مالك لا تأمنا على يوسف و إنا له لناصحون ، أرسله معنا غدا يرتع و يلعب و إنا له لحافظون )( 2) 0
و كان يعقوب قد أحس الشر الذى يضمره بنوه لأخيهم و لم يشأ أن يعلمهم بخوفه جانبهم فقال ( إنى ليحزنى أن تذهبوا به )( 3) ثم ترقى فى تعليل ضنه به قائلاً ( و أخاف أن يأكله الذئب و أنتم عنه غافلون ) ( 4) 0 و الله يعلم أنه يتخوف عدوانهم على ولده أكثر مما يتخوف من عدوان الذئب 0 أجاب أبناء يعقوب ( لئن أكله الذئب و نحن عصبة إنا إذن لخاسرون ) ( 5)
قال مجاهد : خرج يوسف من عند يعقوب و هو ابن ست سنين و لم يثغر – و جمع الله بينهما و هو ابن أربعين سنة ( 6)
و عندما اظهر يعقوب خوفه على ابنه يوسف من أن يأكله الذئب – قال له بنوه ( لئن آكله الذئب و نحن عصبة )( 7) أى عشرة رجال ( إنا إذا لخاسرون )( 8 ) عجزة مغلوبون ثم قالوا : يا نبى الله كيف يأكله الذئب و فينا شمعون إذا غضب لا يسكن غضبه حتى يصيح 000 فإذا صاح لا تسمعه حامل إلا وضعت باقي بطنها 000
|
و فينا يهوذا إذا غضب شق السبع نصفين فلما سمع يعقوب ذلك منهم اطمأن إليهم 0 و أقبل يوسف حتى وقف بين يدى أبيه ثم قال يا أبت أرسلنى معهم – قال أوتحب ذلك يا بنى 0 قال : نعم 0 قال : إذا كان غدا أذنت لك فى ذلك فلما أصبح يوسف لبس ثيابه و شد عليه منطقته و أخذ قضيبه و خرج مع إخوته ثم عمد يعقوب إلى السلة التى حمل فيها إبراهيم زاد إسحق فحمل فيها زاداً ليوسف و خرج ليشيعهم فقالوا : يا نبى الله ارجع فقال يعقوب : يا بنى أوصيكم بتقوى الله و بحبيبي يوسف – و أوصاهم به خيراً و اقبل على يوسف فالتزمه و ضمه إلى صدره و قبله بين عينيه ثم قال : استودعتك الله رب العالمين و انصرف راجعا ( 1)
و لما انطلق أخوة يوسف ( انتهى أمرهم إلى أن ألقوه فى الجب ثم ( جاءوا أباهم عشاءً يبكون ) ( 2) حتى لا ينكشف تأمرهم على أخيهم زوروا له فى الكلام ليقنعوه 0 و حتى يؤكدون لأبيهم زوراً ( و جاءوا على قميصه بدم كذب )( 3) و لكن يعقوب لم يخف عليه شأنهم 0 فأخذ القميص و لما لم يجد به تمزيقاً – قال لهم متهكماً – ما أحلم هذا الذئب الذى افترس ولدى و لم يمزق عليه قميصه و لم يعمل فى قميصه نابا و لا ظفرا و قال لهم ( بل سولت لكم أنفسكم أمرا فصبر جميل – و الله المستعان على ما تصفون )
بعد أن ترك يوسف فى الجب ( البئر ) و كانت قليلة الماء 0 جاءت سيارة ( قافلة ) فأرسلوا واردهم فأدلى دلوه فى الجب فتعلق به يوسف 0 فلما نزع الدلو يحسبها قد امتلأت ماء فإذا غلام وسيم تعلق بها فاستبشر الرجل و قال ( يا بشرى هذا غلام )( 4) و أسروه بضاعة حتى وردوا إلى مصر – و باعوه بثمن بخس و كانوا فيه من الزاهدين – بيع يوسف لرئيس الشرطة فى مصر و اسمه ( قوطيفار ) و لم يعين البلد الذى كان عاصمة للملك فى ذلك الحين و الأقرب انه مدينة ( صان ) ببلاد الشرقية قرب بحيرة المنزلة ( 5)
و كان ملك مصر من العمالقة الذين وردوا مصر قبل نزول إبراهيم و هم ( الهكسوس ) و قد دخلوا مصر ما بين الأسرة الرابعة عشرة و الثامنة عشرة 0 إلى أن طردهم أحمس الأول و لما استقر يوسف عند سيده ألقى الله تعالى على سيده محبته – فقال لأمراته ( أكرمى مثواه عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولدا ) ( 6) و كان يوسف أثيرا لديه فجعله صاحب أمره و نهيه – و الرئيس على خدمه و المتصرف فى بيته بحيث لم يكن لأحد ممن فى الدار كلمة أعلى من كلمة يوسف سوى كلمة سيده و سيدته و قد تولى الله تعالى يوسف بالهداية و التربية و التوفيق و علمه من لدنه علماً عظيماً و يقال إن اسم هذا الملك الريان ابن الوليد بن ثروان بن أراثه بن قارأن بن عمرو بن عملاق بن لاوذ بن سام بن نوح عليه السلام ( 7)
ويروى أن هذا الملك ما مات حتى آمن بيوسف و تبعه على دينه ثم مات و يوسف حى 0 ثم ملك من بعده ملك لم يؤمن بيوسف وكان كافرا 0
ـــــــــــــــ
1- قصص الأنبياء – عبد الوهاب النجار
2- سورة يوسف آية 16 3- سورة يوسف أية 18 4- سورة يوسف أية 19
5- نفس المصدر 6- سورة يوسف آية 21 7 - قصص الأنبياء عبد الوهاب النجار
و لما تم ليوسف فى الأرض ثلاثون سنة استوذره فرعون مصر و جعله على خزائنه فذلك قوله تعالى ( و كذلك مكنا ليوسف فى الأرض و لنعلمه من تأويل الأحاديث )( 1) فلما أتى العزيز بيوسف إلى منزله و قال لآمراته : أكرمى مثواه فتأملته امرأة العزيز و رأت حسنه و جماله وقع حبه فى قلبها – حيث أعطاه الله تعالى شطر الحسن – و عشقته – فراودته – اى طلبت منه متابعتها على هواها (2)
و ذلك قوله تعالى ( و راودته التى هو فى بيتها عن نفسه و غلقت الأبواب و قالت هيت لك ) ( 3)
أى هلم – تدعوه إلى نفسها – فقال يوسف عند ذلك ( معاذ الله إنه ربى أحسن مثواى )( 4) يعنى زوجك قطفير – سيدى – إنه أحسن مثواى انه لا يفلح الظالمون 0 قال الله تعالى ( و لقد همت به و هم بها لولا أن رأى برهان ربه ) ( 5)
ومعنى الهم بالشئ ما حدث المرء به نفسه – و لم يفعل ذلك – و قال قتادة رأى صورة يعقوب فقال به يعقوب : يا يوسف أتعمل عمل الشفهاء و أنت مكتوب فى ديوان الأنبياء ( 6)
قال تعالى ( و استبقا الباب ) ( 7 ) يعنى تبادر يوسف و امرأة العزيز إلى الباب أما يوسف ففرارا من ركوب الفاحشة – و أما المرأة فطلبا ليوسف – فأدركته فتعلقت بقيمصه من خلفه فجذبته إليها مانعه إياه من الخروج فقدت قميصه اى شقته من دبر – اى من خلف – فلما خرجا ألفيا سيدها لدى الباب – أى وجدا زوجها ( قطفير ) عند الباب جالسا مع ابن عم للمرأة 0 فلما رأته هابته و قالت ( ما جزاء من أراد بأهلك سوءا )( 8 ) يعنى الزنا ( إلا أن يسجن أو عذاب أليم )( 9 ) يعنى الضرب بالسياط – فقال يوسف : بل هى روادتنى عن نفسي فأبيت و فررت منها 000 فادركتنى و شقت قميصى 00 و شهد شاهد من أهلها 00 اختلف فى هذا الشاهد قال سعيد بن جبير و الضحاك – كان صبيا أنطقه الله فى المهد – يدل عليه حديث ابن عباس عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : تكلم أربعة فى المهد و هم صغار 00 ابن ماشطة بنت فرعون – و شاهد يوسف و صاحب جريج الراهب و عيسي بن مريم ( 10)
و قال الشاهد ( إن كان قميصه قد من قبل فصدقت و هو من الكاذبين و إن كان قميصه قد من دبر فكذبت و هو من الصادقين 0 فلما رأى قميصه قد من دبر عرف خيانة امرأته و براءة يوسف عليه السلام فقال
( إنه من كيدكن إن كيدكن عظيم )( 11 ) ثم اقبل على يوسف فقال : يا يوسف اعرض عن هذا الحديث لا تذكره لأحد ثم قال لأمراته ( و استغفرى لذنبك انك كنت من الخاطئين )( 12) أى من المذنبين حين راودت شابا عن نفسه و خنت زوجك فلما استعصم كذبت عليه 0
ــــــــ
1- سورة يوسف آية 21
2- قصص الأنبياء : النيسابورى
3- سورة يوسف آية 23 4- سورة يوسف آية 23 5- سورة يوسف آية 24
6- نفس المصدر 7- سورة يوسف آية 25 8- سورة يوسف آية 26
9 – سورة يوسف آية 25 10 -قصص الأنبياء : عبد الوهاب النجار
11-سورة يوسف آية 28 12- سورة يوسف آية 29
و شاع أمر يوسف و امرأة العزيز ( قيل اسمها راعيل و قيل زليخا ) و تحدث الناس بذلك ( و قال نسوة فى المدينة )( 1) و هى امرأة الساقي و امرأة الخباز و امرأة صاحب الدولة و امرأة صاحب السجن و أمراه الحاجب ( امرأة العزيز تراود فتاها عن نفسه قد شغفها حبا ) ( 2) أى دخل الحب فى شغاف قلبها ( إنا لنراها فى ضلال مبين ) أى خطأ بين حيث تراود عبدها عن نفسه ( 3)
( فلما سمعت بمكرهن ) ( 4) أى بقولهن أعدت لهن مجلساً و أعدت مائدة و دعت أربعين امرأة منهن هؤلاء اللواتى عيرنها و هيئت طعاما ( و أتت كل واحدة منهن سكينا )( 5 ) فخرج عليهن يوسف فلما رأينه أكبرنه و هالهن " أمره و بهتن و قطعن أيدهن من فرط دهشتهن و فتونهن 0 فما أحسسن إلا بالدم و لم يجدن من جز الايدى ألما لشغل يوسف عليه السلام 0 و قلن حاشى لله – اى معاذ الله ( ما هذا بشرا إن هذا إلا ملك كريم )( 6 ) فقالت راعيل عند ذلك للنسوة ( فذلك الذى لمتنى فيه )( 7 ) اى فى حبه و شغفى به ثم إنها أبدت لهن الميل الذى عنوها فقالت ( و لقد راودته عن نفسه فاستعصم ) ( 8 ) أى امتنع 00 و قالت ( و لئن لم يفعل ما أمره به ليسجنن و ليكونا من الصاغرين )( 9 ) فاختار يوسف السجن على المراودة – وقال ( رب السجن أحب إلى مما يدعوننى إليه ) (10)
و لما سجن يوسف دخل معه السجن فتيان – و هما / غلامان – أحدهما خباز الملك و الآخر ساقى الملك 0 و كان قد اشتركا فى مؤامرة ضد ملك مصر 0 ووجد الفتيان السجينان فى وجه يوسف الصدق و الطهارة و التقوى 0 فأتاه صاحب شراب الملك و اخبره انه رأى فى منامه أنه يعصر فى كأس الملك الخمر 0 يتناول العنقود من العنب و يعصره فى كأس الملك 0 و جاء الخباز و قال له : إنى رأيت فوق رأسي طبقاً من الخبز و الطير تأكل من ذلك الخبز – و طلبا إليه أن ينبئ كل واحد منهما بتأويل ما رأى فى منامه 0 انتهز يوسف هذه الفرصة ليعلن لهم دينه و يدعوهم إليه 0 و قام فيم خطيباً ينبئهم بمقدرته على تأويل الرؤيا 0 و إنهما لا يأتيهما طعام إلا نبأهما بتأويله قبل أن يأتيهما و أن ذلك مما علمه الله تعالى إياه بتركه ملة الأقوام الذين لا يؤمنون بالله و اليوم الآخر 0 و اتبع ملة آبائه إبراهيم و اسحق و يعقوب ( 11)
و ذلك كله من فضل الله عليه و على ذويه و على الناس 0 و ذكر لهم الخطأ الجسيم فى عبادة أوثان متعددة 0 و ترك عبادة الله الواحد 0 و حثهم على عبادة الله وحده و لا يجوز للإنسان أن يشرك بالله شئ و أن هذا هو الدين القيم 0 ثم قال لهما ( يا صاحبي السجن أما أحدكما فيسقى ربه خمراً ) ( 12 ) ( أى سيده ) و أما الآخر فيصلب فتأكل الطير من رأسه 0 قضى الأمر الذى فيه تستفيان) ( 13 ) –
ـــــــــ
1- سورة يوسف آية 30 2- سورة يوسف آية 30 3- قصص الأنبياء : عبد الوهاب النجار
4- سورة يوسف آية 31 5- سورة يوسف آية 31 6- سورة يوسف آية 31
7- سورة يوسف آية 32 8- سورة يوسف آية 32 9- سورة يوسف آية 32
10- قصص الأنبياء : عبد الوهاب النجار 11- قصص الأنبياء : عبد الوهاب المجار
12- سورة يوسف آية 41 13 – سورة يوسف آية 41
__________________
|