اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > القسم الإداري > أرشيف المنتدى

أرشيف المنتدى هنا نقل الموضوعات المكررة والروابط التى لا تعمل

 
 
أدوات الموضوع ابحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 24-10-2009, 08:06 AM
الصورة الرمزية أحمد كووول
أحمد كووول أحمد كووول غير متواجد حالياً
عضو خبير
 
تاريخ التسجيل: Jul 2009
المشاركات: 677
معدل تقييم المستوى: 16
أحمد كووول is on a distinguished road
افتراضي

فإذا بإسحق يخبره انه جعل يعقوب سيدا عليه و انه يعيش مستضعفا حياته و يكون خادما لأخيه يعقوب إلى أن يقيم أمره بنفسه و هذا الذى جعل العيص يحقد على أخيه يعقوب و يتوعده بالقتل – فما كان من أمه ( ربقة ) إلا أن أوعزت إلى يعقوب بان يهرب إلى الأرض التى بها ( لابان ) خاله و هى ( حران ) إلى أن يهدأ أخوه العيص ( 2)
و هذا بلا شك من وضع كاتبي التوراة بعد الأسر البابلى –إذ يعد هذا تحايلا لنيل البركة – و هذا التحايل قد وقع فى بيت نبوة – لتكون البركة ليعقوب دون العيص و ذلك لما يترتب عليه من أمور مستقبلية فى حياة بنى إسرائيل
أما العيص فقد تزوج يهوديت ابنه بهرى الحثى و بشمت بنت ايلون الحثى و مضى إلى عمه إسماعيل عليه السلام فتزوج من ابنته محلس بنت إسماعيل مع نسائه 0
و توجه يعقوب إلى حران و التقى بخاله ( لابان ) بن ناحور – الذى عمل عنده و فى خدمته سبع سنين ليزوجه ابنته راحيل – و كانت جميلة
و لما اكتشف يعقوب أن خاله قد أدخل عليه ( لاه ) الكبيرة و التى لم يتفق مع خاله عليها – بل على تزويجه من راحيل الصغيرة – فاخبره خاله لابان أن عادتهم إلا يزوجوا الصغيرة قبل الكبيرة – و انه لابد أن يعمل سبع سنين آخر عنده لينال ذلك المطلب 0
و بعد قضاء المدة تزوج يعقوب براحيل ولاه و خادمتان لهما هما : بلهه و زلفة و أنجب يعقوب أثنى عشر ولدا هم :
من راحيل : يوسف و بنيامين
من لاه : رأوبين و شمعون ولاوى
[ من نسله موسى عليه السلام ]
يهوذا ( من اسمه أخذت كلمة يهود )
يساكر – زبولون
ومن زلفة : جاد و اشير
ومن بلهة : دان و نفتالى
هؤلاء الأولاد ولدوا ليعقوب فى فدان آرام – حين كان يرعى غنم خاله لابان فى نظير تزويجه ابنتيه لاه و راحيل – إلا بنيامين – فقد ولد فى ارض كنعان عندما رحل إليها يعقوب ( 1)



ـــــــــــــ
1- اليهودية – د احمد شلبي
2- نفس المصدر
nيوسف عليه السلام
أما قصة يوسف عليه السلام فقد ذكرها الله تعالى فى كتابه العزيز فى سورة كاملة تحمل اسمه – و جاء ذكره فى التوراة باختلاف كثير – فقد كان يوسف جميل الصورة أثيرا عند أبيه يخصه بقسط عظيم من محبته – و كان ذلك سببا فى حقد إخوته عليه و سببا فى محنته التى كانت خيرا و بركة عليه وعلى الأمم القريبة من مصر و على مصر 0
ذكرت التوراة أن يوسف كان فى السابعة عشرة من عمره عندما قص على أبيه الرؤيا – ومن كان فى هذه السن يستبعد أن يصنع معه ما صنع إلى يوسف 0
لقد رأى يوسف فى منامه أن احد عشر كوكبا و الشمس و القمر سجدوا له و الذى فى القرآن الكريم يفيد أن قصة هذه الرؤيا على والده كان فى غيبة إخوته – و أن أباه قال له ( لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيدا إن الشيطان للإنسان عدو مبين * و كذلك يجتبيك ربك و يعلمك من تأويل الأحاديث و يتم نعمته عليك و على آل يعقوب كما أتمها على أبويك من قبل إبراهيم و اسحق إن ربك عليم حكيم ) ( 1)
رأى أبناء يعقوب من إيثار أبيهم ليوسف وحدبه عليه ما لم يكن منه لواحد منهم فغاظهم ذلك و هو فى سن الشباب و طيش الحداثة ، فاضمروا له الشر 0 فقالوا لأبيهم ( مالك لا تأمنا على يوسف و إنا له لناصحون ، أرسله معنا غدا يرتع و يلعب و إنا له لحافظون )( 2) 0
و كان يعقوب قد أحس الشر الذى يضمره بنوه لأخيهم و لم يشأ أن يعلمهم بخوفه جانبهم فقال ( إنى ليحزنى أن تذهبوا به )( 3) ثم ترقى فى تعليل ضنه به قائلاً ( و أخاف أن يأكله الذئب و أنتم عنه غافلون ) ( 4) 0 و الله يعلم أنه يتخوف عدوانهم على ولده أكثر مما يتخوف من عدوان الذئب 0 أجاب أبناء يعقوب ( لئن أكله الذئب و نحن عصبة إنا إذن لخاسرون ) ( 5)
قال مجاهد : خرج يوسف من عند يعقوب و هو ابن ست سنين و لم يثغر – و جمع الله بينهما و هو ابن أربعين سنة ( 6)
و عندما اظهر يعقوب خوفه على ابنه يوسف من أن يأكله الذئب – قال له بنوه ( لئن آكله الذئب و نحن عصبة )( 7) أى عشرة رجال ( إنا إذا لخاسرون )( 8 ) عجزة مغلوبون ثم قالوا : يا نبى الله كيف يأكله الذئب و فينا شمعون إذا غضب لا يسكن غضبه حتى يصيح 000 فإذا صاح لا تسمعه حامل إلا وضعت باقي بطنها 000
__________________
  #2  
قديم 24-10-2009, 08:08 AM
الصورة الرمزية أحمد كووول
أحمد كووول أحمد كووول غير متواجد حالياً
عضو خبير
 
تاريخ التسجيل: Jul 2009
المشاركات: 677
معدل تقييم المستوى: 16
أحمد كووول is on a distinguished road
افتراضي

فأسرها يوسف فى نفسه و لم يبدها لهم – و قال لهم : أنتم شر مكانا " من هذا السارق و الله اعلم بما تصفون 00
و كانوا يعنون يوسف 0 ذلك أن أمه ماتت و هو صغير فكفلته عمته و تعلقت نفسها به 0 فلما اشتد قليلاً أراد أبوه أن يأخذه منها فضنت به و البسته منطقة لإبراهيم كانت عندها و جعلتها تحت ثيابه ثم أظهرت إنها سرقت منها و بحثت عنها حتى أخرجتها من تحت ثياب يوسف 0 و طلبت بقاءه عندها يخدمها مدة جزاء له بما صنع و بهذه الحيلة استبقته عندها و كف أبوه عن مطالبتها به ( 1)
يئس أخوة يوسف من أخذ أخيهم بطريق المبادلة فقال كبيرهم " رأوبين " إن أباكم قد أخذ عليكم موثقاً من الله برد أخيكم ومن قبل ذلك كان تفريطكم فى يوسف و على ذلك لن أبرح الأرض ( مصر ) حتى يأذن لى أبى فى القدوم أو يحكم الله فى شأني و هو خير الحاكمين – و أشار عليهم بالرجوع إلى أبيهم و إخباره بما كان من أمر أخيهم – ومن الملك ( يوسف ) و أن أبنه صار عبداً للملك بسبب سرقته طاسة ( 2)
الملك 0 و أن ظهور السرقة كان عن ملأ منهم و من أهل العير التى كانوا فيها و إنهم صادقون فيما أخبروا به 0
عاد إخوة يوسف – عدا أكبرهم و أصغرهم إلى أبيهم و أخبروه بالأمر على جليته فلم يدخل عليه هذا القول 0 و أحاله على أمر دبروه له كما دبروا لأخيه من قبل و زاد به الحزن حتى ابيضت عيناه و عاوده من الوجد على يوسف ما عاوده فقال : يا أسفا على يوسف 000 فلامه أولاده على ذكر يوسف و قد انقضى أمره ثم إن يعقوب رد أولاده الذين وردوا عليه إلى مصر ليشتروا طعاما و ليتحسسوا له شأن يوسف
و أخيه 0 و أمرهم بعدم اليأس من روح الله ، فإن ذلك من شأن الكفار 000 فذهبوا كما أمرهم أبوهم ( 3)

جاء إخوة يوسف و قالوا يا أيها العزيز مسنا و أهلنا الضر – من الجوع – و جئنا ببضاعة مزجاة – لقلتها – فأوف لنا الكيل – و إن كان الثمن لا يوجب ذلك – فتصدق علينا – بإطلاق أخينا من عبوديتك – إن الله يجزى المتصدقين – فقال لهم يوسف مذكراً بما كان منهم من الإساءة – هل علمتم ما فعلتم بيوسف و أخيه إذ أنتم جاهلون – إذ فرقتم بينهما و ألهبتم صدورهما بنار البعد ، و لعله إنما كلمهم بلغتهم لأول مرة – فعرفوا أنه يوسف 00 لذلك ( قالوا أئنك لأنت يوسف ) ( 4 ) قال ( أنا يوسف و هذا آخى قد من الله علينا ، إنه من يتق و يصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين ) قالوا : تألله لقد آثرك الله علينا و إن كنا لخاطئين – قال لا تثريب عليكم اليوم – يغفر الله لكم – و هو ارحم الراحمين أذهبوا بقميصى هذا فألقوه على وجه أبى يأت بصيرا و أتونى بأهلكم أجمعين ) (5)
ـــــــــــ
1- قصص الأنبياء : عبد الوهاب النجار
2- نفس المصدر
3- نفس المصدر
4- سورة يوسف ( آية 90)
5- سورة يوسف ( آية 93 )
فلما فصلت عيرهم من مصر كانت نفس يعقوب مستشرقة لتغيير ما به من حال و لم يدب اليأس إلى نفسه – بل هو يتوقع الفرح بلقاء يوسف الذى طال حزنه عليه : فقال لمن حوله من جماعته ( إنى لأجد ريح يوسف لولا أن تفندون ) أى لأخبرتكم بأنى أتوقع لقاءه 0 فقالوا له : إنا لله 00 ( إنك لفى ضلالك القديم ) اى خطأك القديم فى اعتقادك أن يوسف باق إلى اليوم – و لم يطل به الانتظار حتى جاء البشير إلى يعقوب بسلامة يوسف و أخيه و ألقى قميص يوسف على وجه يعقوب فأرتد بصيرا و قرت عينه و بشر نفسه باللقاء فقال للاحين له ( ألم أقل لكم إنى أعلم من الله ما لا تعلمون ) ( 1)
و لابد أن يعقوب لم يقل هذا القول إلا و قد اعلمه الله بحياة يوسف و أنه سيلاقيه ( 2)
nدخول بنى إسرائيل إلى أرض مصر
قال تعالى : " فلما دخلوا على يوسف آوى إليه أبويه و قال ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين 0 و رفع أبويه على العرش و خروا له سجداً و قال يا أبت هذا تأويل رؤياي من قبل قد جعلها ربى حقا 00 وقد أحسن لى إذ أخرجنى من السجن – و جاء بكم من البدو من بعد أن نزغ الشيطان بينى و بين إخوتى – إن ربى لطيف لما يشاء إنه هو العليم الحكيم ) (3)
و بعد كل هذه الأحداث أراد الله سبحانه وتعالى أن يجمع شمل يعقوب بولديه يوسف و بنيامين – فشد يعقوب و أولاده و أسرهم رحالهم إلى مصر تاركين أرض كنعان وراءهم- و قيل : كان عدد النفوس يوم دخولهم مصر ستة و ستون و قيل – سبعون نفسا – و قيل أيضا اثنان و سبعون نفسا ما بين رجل و امرأة ( 4)
و سكنوا فى أرض جاسان – و هى شمال بلبيس – سفط الحنة – لأنها كانت ارض مراعى و هم رعاة ماشية ( 5) و جاء فى التوراة أنهم نزلوا ارض السدير فى شرق النيل – بالشرقية 0



__________________
  #3  
قديم 24-10-2009, 08:12 AM
الصورة الرمزية أحمد كووول
أحمد كووول أحمد كووول غير متواجد حالياً
عضو خبير
 
تاريخ التسجيل: Jul 2009
المشاركات: 677
معدل تقييم المستوى: 16
أحمد كووول is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد كووول مشاهدة المشاركة
فإذا بإسحق يخبره انه جعل يعقوب سيدا عليه و انه يعيش مستضعفا حياته و يكون خادما لأخيه يعقوب إلى أن يقيم أمره بنفسه و هذا الذى جعل العيص يحقد على أخيه يعقوب و يتوعده بالقتل – فما كان من أمه ( ربقة ) إلا أن أوعزت إلى يعقوب بان يهرب إلى الأرض التى بها ( لابان ) خاله و هى ( حران ) إلى أن يهدأ أخوه العيص ( 2)
و هذا بلا شك من وضع كاتبي التوراة بعد الأسر البابلى –إذ يعد هذا تحايلا لنيل البركة – و هذا التحايل قد وقع فى بيت نبوة – لتكون البركة ليعقوب دون العيص و ذلك لما يترتب عليه من أمور مستقبلية فى حياة بنى إسرائيل
أما العيص فقد تزوج يهوديت ابنه بهرى الحثى و بشمت بنت ايلون الحثى و مضى إلى عمه إسماعيل عليه السلام فتزوج من ابنته محلس بنت إسماعيل مع نسائه 0
و توجه يعقوب إلى حران و التقى بخاله ( لابان ) بن ناحور – الذى عمل عنده و فى خدمته سبع سنين ليزوجه ابنته راحيل – و كانت جميلة
و لما اكتشف يعقوب أن خاله قد أدخل عليه ( لاه ) الكبيرة و التى لم يتفق مع خاله عليها – بل على تزويجه من راحيل الصغيرة – فاخبره خاله لابان أن عادتهم إلا يزوجوا الصغيرة قبل الكبيرة – و انه لابد أن يعمل سبع سنين آخر عنده لينال ذلك المطلب 0
و بعد قضاء المدة تزوج يعقوب براحيل ولاه و خادمتان لهما هما : بلهه و زلفة و أنجب يعقوب أثنى عشر ولدا هم :
من راحيل : يوسف و بنيامين
من لاه : رأوبين و شمعون ولاوى
[ من نسله موسى عليه السلام ]
يهوذا ( من اسمه أخذت كلمة يهود )
يساكر – زبولون
ومن زلفة : جاد و اشير
ومن بلهة : دان و نفتالى
هؤلاء الأولاد ولدوا ليعقوب فى فدان آرام – حين كان يرعى غنم خاله لابان فى نظير تزويجه ابنتيه لاه و راحيل – إلا بنيامين – فقد ولد فى ارض كنعان عندما رحل إليها يعقوب ( 1)



ـــــــــــــ
1- اليهودية – د احمد شلبي
2- نفس المصدر
nيوسف عليه السلام
أما قصة يوسف عليه السلام فقد ذكرها الله تعالى فى كتابه العزيز فى سورة كاملة تحمل اسمه – و جاء ذكره فى التوراة باختلاف كثير – فقد كان يوسف جميل الصورة أثيرا عند أبيه يخصه بقسط عظيم من محبته – و كان ذلك سببا فى حقد إخوته عليه و سببا فى محنته التى كانت خيرا و بركة عليه وعلى الأمم القريبة من مصر و على مصر 0
ذكرت التوراة أن يوسف كان فى السابعة عشرة من عمره عندما قص على أبيه الرؤيا – ومن كان فى هذه السن يستبعد أن يصنع معه ما صنع إلى يوسف 0
لقد رأى يوسف فى منامه أن احد عشر كوكبا و الشمس و القمر سجدوا له و الذى فى القرآن الكريم يفيد أن قصة هذه الرؤيا على والده كان فى غيبة إخوته – و أن أباه قال له ( لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيدا إن الشيطان للإنسان عدو مبين * و كذلك يجتبيك ربك و يعلمك من تأويل الأحاديث و يتم نعمته عليك و على آل يعقوب كما أتمها على أبويك من قبل إبراهيم و اسحق إن ربك عليم حكيم ) ( 1)
رأى أبناء يعقوب من إيثار أبيهم ليوسف وحدبه عليه ما لم يكن منه لواحد منهم فغاظهم ذلك و هو فى سن الشباب و طيش الحداثة ، فاضمروا له الشر 0 فقالوا لأبيهم ( مالك لا تأمنا على يوسف و إنا له لناصحون ، أرسله معنا غدا يرتع و يلعب و إنا له لحافظون )( 2) 0
و كان يعقوب قد أحس الشر الذى يضمره بنوه لأخيهم و لم يشأ أن يعلمهم بخوفه جانبهم فقال ( إنى ليحزنى أن تذهبوا به )( 3) ثم ترقى فى تعليل ضنه به قائلاً ( و أخاف أن يأكله الذئب و أنتم عنه غافلون ) ( 4) 0 و الله يعلم أنه يتخوف عدوانهم على ولده أكثر مما يتخوف من عدوان الذئب 0 أجاب أبناء يعقوب ( لئن أكله الذئب و نحن عصبة إنا إذن لخاسرون ) ( 5)
قال مجاهد : خرج يوسف من عند يعقوب و هو ابن ست سنين و لم يثغر – و جمع الله بينهما و هو ابن أربعين سنة ( 6)
و عندما اظهر يعقوب خوفه على ابنه يوسف من أن يأكله الذئب – قال له بنوه ( لئن آكله الذئب و نحن عصبة )( 7) أى عشرة رجال ( إنا إذا لخاسرون )( 8 ) عجزة مغلوبون ثم قالوا : يا نبى الله كيف يأكله الذئب و فينا شمعون إذا غضب لا يسكن غضبه حتى يصيح 000 فإذا صاح لا تسمعه حامل إلا وضعت باقي بطنها 000
و فينا يهوذا إذا غضب شق السبع نصفين فلما سمع يعقوب ذلك منهم اطمأن إليهم 0 و أقبل يوسف حتى وقف بين يدى أبيه ثم قال يا أبت أرسلنى معهم – قال أوتحب ذلك يا بنى 0 قال : نعم 0 قال : إذا كان غدا أذنت لك فى ذلك فلما أصبح يوسف لبس ثيابه و شد عليه منطقته و أخذ قضيبه و خرج مع إخوته ثم عمد يعقوب إلى السلة التى حمل فيها إبراهيم زاد إسحق فحمل فيها زاداً ليوسف و خرج ليشيعهم فقالوا : يا نبى الله ارجع فقال يعقوب : يا بنى أوصيكم بتقوى الله و بحبيبي يوسف – و أوصاهم به خيراً و اقبل على يوسف فالتزمه و ضمه إلى صدره و قبله بين عينيه ثم قال : استودعتك الله رب العالمين و انصرف راجعا ( 1)
و لما انطلق أخوة يوسف ( انتهى أمرهم إلى أن ألقوه فى الجب ثم ( جاءوا أباهم عشاءً يبكون ) ( 2) حتى لا ينكشف تأمرهم على أخيهم زوروا له فى الكلام ليقنعوه 0 و حتى يؤكدون لأبيهم زوراً ( و جاءوا على قميصه بدم كذب )( 3) و لكن يعقوب لم يخف عليه شأنهم 0 فأخذ القميص و لما لم يجد به تمزيقاً – قال لهم متهكماً – ما أحلم هذا الذئب الذى افترس ولدى و لم يمزق عليه قميصه و لم يعمل فى قميصه نابا و لا ظفرا و قال لهم ( بل سولت لكم أنفسكم أمرا فصبر جميل – و الله المستعان على ما تصفون )
بعد أن ترك يوسف فى الجب ( البئر ) و كانت قليلة الماء 0 جاءت سيارة ( قافلة ) فأرسلوا واردهم فأدلى دلوه فى الجب فتعلق به يوسف 0 فلما نزع الدلو يحسبها قد امتلأت ماء فإذا غلام وسيم تعلق بها فاستبشر الرجل و قال ( يا بشرى هذا غلام )( 4) و أسروه بضاعة حتى وردوا إلى مصر – و باعوه بثمن بخس و كانوا فيه من الزاهدين – بيع يوسف لرئيس الشرطة فى مصر و اسمه ( قوطيفار ) و لم يعين البلد الذى كان عاصمة للملك فى ذلك الحين و الأقرب انه مدينة ( صان ) ببلاد الشرقية قرب بحيرة المنزلة ( 5)
و كان ملك مصر من العمالقة الذين وردوا مصر قبل نزول إبراهيم و هم ( الهكسوس ) و قد دخلوا مصر ما بين الأسرة الرابعة عشرة و الثامنة عشرة 0 إلى أن طردهم أحمس الأول و لما استقر يوسف عند سيده ألقى الله تعالى على سيده محبته – فقال لأمراته ( أكرمى مثواه عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولدا ) ( 6) و كان يوسف أثيرا لديه فجعله صاحب أمره و نهيه – و الرئيس على خدمه و المتصرف فى بيته بحيث لم يكن لأحد ممن فى الدار كلمة أعلى من كلمة يوسف سوى كلمة سيده و سيدته و قد تولى الله تعالى يوسف بالهداية و التربية و التوفيق و علمه من لدنه علماً عظيماً و يقال إن اسم هذا الملك الريان ابن الوليد بن ثروان بن أراثه بن قارأن بن عمرو بن عملاق بن لاوذ بن سام بن نوح عليه السلام ( 7)
ويروى أن هذا الملك ما مات حتى آمن بيوسف و تبعه على دينه ثم مات و يوسف حى 0 ثم ملك من بعده ملك لم يؤمن بيوسف وكان كافرا 0
ـــــــــــــــ
1- قصص الأنبياء – عبد الوهاب النجار
2- سورة يوسف آية 16 3- سورة يوسف أية 18 4- سورة يوسف أية 19
5- نفس المصدر 6- سورة يوسف آية 21 7 - قصص الأنبياء عبد الوهاب النجار
و لما تم ليوسف فى الأرض ثلاثون سنة استوذره فرعون مصر و جعله على خزائنه فذلك قوله تعالى ( و كذلك مكنا ليوسف فى الأرض و لنعلمه من تأويل الأحاديث )( 1) فلما أتى العزيز بيوسف إلى منزله و قال لآمراته : أكرمى مثواه فتأملته امرأة العزيز و رأت حسنه و جماله وقع حبه فى قلبها – حيث أعطاه الله تعالى شطر الحسن – و عشقته – فراودته – اى طلبت منه متابعتها على هواها (2)
و ذلك قوله تعالى ( و راودته التى هو فى بيتها عن نفسه و غلقت الأبواب و قالت هيت لك ) ( 3)
أى هلم – تدعوه إلى نفسها – فقال يوسف عند ذلك ( معاذ الله إنه ربى أحسن مثواى )( 4) يعنى زوجك قطفير – سيدى – إنه أحسن مثواى انه لا يفلح الظالمون 0 قال الله تعالى ( و لقد همت به و هم بها لولا أن رأى برهان ربه ) ( 5)
ومعنى الهم بالشئ ما حدث المرء به نفسه – و لم يفعل ذلك – و قال قتادة رأى صورة يعقوب فقال به يعقوب : يا يوسف أتعمل عمل الشفهاء و أنت مكتوب فى ديوان الأنبياء ( 6)
قال تعالى ( و استبقا الباب ) ( 7 ) يعنى تبادر يوسف و امرأة العزيز إلى الباب أما يوسف ففرارا من ركوب الفاحشة – و أما المرأة فطلبا ليوسف – فأدركته فتعلقت بقيمصه من خلفه فجذبته إليها مانعه إياه من الخروج فقدت قميصه اى شقته من دبر – اى من خلف – فلما خرجا ألفيا سيدها لدى الباب – أى وجدا زوجها ( قطفير ) عند الباب جالسا مع ابن عم للمرأة 0 فلما رأته هابته و قالت ( ما جزاء من أراد بأهلك سوءا )( 8 ) يعنى الزنا ( إلا أن يسجن أو عذاب أليم )( 9 ) يعنى الضرب بالسياط – فقال يوسف : بل هى روادتنى عن نفسي فأبيت و فررت منها 000 فادركتنى و شقت قميصى 00 و شهد شاهد من أهلها 00 اختلف فى هذا الشاهد قال سعيد بن جبير و الضحاك – كان صبيا أنطقه الله فى المهد – يدل عليه حديث ابن عباس عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : تكلم أربعة فى المهد و هم صغار 00 ابن ماشطة بنت فرعون – و شاهد يوسف و صاحب جريج الراهب و عيسي بن مريم ( 10)
و قال الشاهد ( إن كان قميصه قد من قبل فصدقت و هو من الكاذبين و إن كان قميصه قد من دبر فكذبت و هو من الصادقين 0 فلما رأى قميصه قد من دبر عرف خيانة امرأته و براءة يوسف عليه السلام فقال
( إنه من كيدكن إن كيدكن عظيم )( 11 ) ثم اقبل على يوسف فقال : يا يوسف اعرض عن هذا الحديث لا تذكره لأحد ثم قال لأمراته ( و استغفرى لذنبك انك كنت من الخاطئين )( 12) أى من المذنبين حين راودت شابا عن نفسه و خنت زوجك فلما استعصم كذبت عليه 0

ــــــــ
1- سورة يوسف آية 21
2- قصص الأنبياء : النيسابورى
3- سورة يوسف آية 23 4- سورة يوسف آية 23 5- سورة يوسف آية 24
6- نفس المصدر 7- سورة يوسف آية 25 8- سورة يوسف آية 26
9 – سورة يوسف آية 25 10 -قصص الأنبياء : عبد الوهاب النجار
11-سورة يوسف آية 28 12- سورة يوسف آية 29


و شاع أمر يوسف و امرأة العزيز ( قيل اسمها راعيل و قيل زليخا ) و تحدث الناس بذلك ( و قال نسوة فى المدينة )( 1) و هى امرأة الساقي و امرأة الخباز و امرأة صاحب الدولة و امرأة صاحب السجن و أمراه الحاجب ( امرأة العزيز تراود فتاها عن نفسه قد شغفها حبا ) ( 2) أى دخل الحب فى شغاف قلبها ( إنا لنراها فى ضلال مبين ) أى خطأ بين حيث تراود عبدها عن نفسه ( 3)
( فلما سمعت بمكرهن ) ( 4) أى بقولهن أعدت لهن مجلساً و أعدت مائدة و دعت أربعين امرأة منهن هؤلاء اللواتى عيرنها و هيئت طعاما ( و أتت كل واحدة منهن سكينا )( 5 ) فخرج عليهن يوسف فلما رأينه أكبرنه و هالهن " أمره و بهتن و قطعن أيدهن من فرط دهشتهن و فتونهن 0 فما أحسسن إلا بالدم و لم يجدن من جز الايدى ألما لشغل يوسف عليه السلام 0 و قلن حاشى لله – اى معاذ الله ( ما هذا بشرا إن هذا إلا ملك كريم )( 6 ) فقالت راعيل عند ذلك للنسوة ( فذلك الذى لمتنى فيه )( 7 ) اى فى حبه و شغفى به ثم إنها أبدت لهن الميل الذى عنوها فقالت ( و لقد راودته عن نفسه فاستعصم ) ( 8 ) أى امتنع 00 و قالت ( و لئن لم يفعل ما أمره به ليسجنن و ليكونا من الصاغرين )( 9 ) فاختار يوسف السجن على المراودة – وقال ( رب السجن أحب إلى مما يدعوننى إليه ) (10)
و لما سجن يوسف دخل معه السجن فتيان – و هما / غلامان – أحدهما خباز الملك و الآخر ساقى الملك 0 و كان قد اشتركا فى مؤامرة ضد ملك مصر 0 ووجد الفتيان السجينان فى وجه يوسف الصدق و الطهارة و التقوى 0 فأتاه صاحب شراب الملك و اخبره انه رأى فى منامه أنه يعصر فى كأس الملك الخمر 0 يتناول العنقود من العنب و يعصره فى كأس الملك 0 و جاء الخباز و قال له : إنى رأيت فوق رأسي طبقاً من الخبز و الطير تأكل من ذلك الخبز – و طلبا إليه أن ينبئ كل واحد منهما بتأويل ما رأى فى منامه 0 انتهز يوسف هذه الفرصة ليعلن لهم دينه و يدعوهم إليه 0 و قام فيم خطيباً ينبئهم بمقدرته على تأويل الرؤيا 0 و إنهما لا يأتيهما طعام إلا نبأهما بتأويله قبل أن يأتيهما و أن ذلك مما علمه الله تعالى إياه بتركه ملة الأقوام الذين لا يؤمنون بالله و اليوم الآخر 0 و اتبع ملة آبائه إبراهيم و اسحق و يعقوب ( 11)
و ذلك كله من فضل الله عليه و على ذويه و على الناس 0 و ذكر لهم الخطأ الجسيم فى عبادة أوثان متعددة 0 و ترك عبادة الله الواحد 0 و حثهم على عبادة الله وحده و لا يجوز للإنسان أن يشرك بالله شئ و أن هذا هو الدين القيم 0 ثم قال لهما ( يا صاحبي السجن أما أحدكما فيسقى ربه خمراً ) ( 12 ) ( أى سيده ) و أما الآخر فيصلب فتأكل الطير من رأسه 0 قضى الأمر الذى فيه تستفيان) ( 13 ) –
ـــــــــ
1- سورة يوسف آية 30 2- سورة يوسف آية 30 3- قصص الأنبياء : عبد الوهاب النجار
4- سورة يوسف آية 31 5- سورة يوسف آية 31 6- سورة يوسف آية 31
7- سورة يوسف آية 32 8- سورة يوسف آية 32 9- سورة يوسف آية 32
10- قصص الأنبياء : عبد الوهاب النجار 11- قصص الأنبياء : عبد الوهاب المجار
12- سورة يوسف آية 41 13 – سورة يوسف آية 41
__________________
  #4  
قديم 24-10-2009, 08:14 AM
الصورة الرمزية أحمد كووول
أحمد كووول أحمد كووول غير متواجد حالياً
عضو خبير
 
تاريخ التسجيل: Jul 2009
المشاركات: 677
معدل تقييم المستوى: 16
أحمد كووول is on a distinguished road
افتراضي

و فى تلك الحال أمل يوسف أن يجد الفرج لما هو فيه من الضيق على يد الذى ظن انه ناج منهما و قال له ( اذكرنى عند ربك فأنساه الشيطان ذكر ربه فلبث فى السجن بضع سنين ) ( 1 )
و لما أراد الله تعالى بان يعجل بالفرج ليوسف فهيأ لذلك الأسباب 0 و ذلك أن الملك رأى فى المنام سبع بقرات جميلات طالعة من النهر فارتعت البقرات فى روضة ثم رأى سبع بقرات أخرى قبيحة المنظر عجافا خرجت من النهر – و أكلت البقرات الأولى السمينة – ثم استيقظ من منامه ثم عاد فرعون إلى رقاده فرأى سبع سنابل خضراء حسنة خالصة فى ساق واحدة – و إذا سبع يابسات خلفها قد لقحتهن الريح الشرقية قد عدت على السنابل الخضر فأكلتها 000 أصبح فرعون منزعجا لهذين المنامين فدعا بالسحرة و كل من له علم 0 يسأله عن تأويل هذا المنام فلم يجد عند احد منهم جوابا بل قالوا : ( أضغاث أحلام و ما نحن بتأويل الأحلام بعالمين ) ( 2)
فى ذلك الوقت انتبه رئيس سقاة الملك إلى الأمر و تذكر ما قدم بما حدث من يوسف فى صدق تأويل الرؤيا فعرض الأمر على الملك و حكى له عما دار فى السجن مع يوسف طلب أن يرسله إلى السجن ليأتي بتعبير الرؤيا ( 3 )
عاد رئيس السقاة إلى الملك بتأويل رؤياه فسر بها و قال :
ائتونى بيوسف 00 فلما أرادوا إخراجه من السجن أبى أن يخرج حتى يثبت براءته بسؤال النسوة اللاتى قطعن أيديهن – فدعاهن الملك و ذكر ذلك لهن فقلن : حاش لله – ما علمنا عليه من سوء 00 فلما ظهرت براءة يوسف عليه السلام و اعتراف امرأة العزيز بالحقيقة – قال الملك : ائتونى به استخلصه لنفسي فلما كلمه قال : ( إنك اليوم لدينا مكين أمين ) (4)فقال يوسف ( اجعلنى على خزائن الأرض أنى حفيظ عليم )( 5) قال الملك قد جعلتك على كل أرض مصر و خلع خاتمه من يده و جعله فى يد يوسف 0 و زوجه من
( أسنان بنت قوطيفارع )

مرت السنوات السبع المخصبة و اعد يوسف عدته فيها و اتخذ الخزائن لتخزين الغلال و خزن الغلات فى غلفها ثم جاءت السبع المجدبة 0 و اشتد الجدب فى جميع أنحاء مصر فأما المصريون فذهبوا إلى الملك يطلبون القوت فأحالهم على ( صفنان فعنيح ) يوسف عليه السلام 0 كما جاء فى التوراة ففتح المخازن
و باع لهم من الطعام ما يكفيهم و أحس أهل فلسطين الجوع و علموا أن الطعام بمصر 0

ـــــــــــ
1- سورة يوسف آية 42
2- سورة يوسف آية 44
3- قصص الأنبياء : عبد الوهاب النجار
4- سورة يوسف ( آية 54 )
5- سورة يوسف ( آية 55 )



فأرسل يعقوب عليه السلام أولاده و معهم الجمال و الحمير لحمل الطعام و أعطاهم الثمن 0 فقدموا إلى مصر لشراء قوت لأهلهم 0
فلما قدموا إلى مصر رآهم يوسف و عرفهم و لم يعرفوه ( 1)
لما جهز يوسف إخوته بالطعام الذى اشتروه قال لهم : ائتنونى بأخ لكم من أبيكم – فإذا لم تأتونى به فلا كيل لكم عندى و لا تأتوا إلى – ذلك لأنه رأى إخوته جميعا 0
إلا أخاه لأمه ( بنيامين ) و هو أصغر منه – فأعطاهم الطعام بلا ثمن حتى يأتوه بأخيهم و ذلك دون أن يعلموا 0 عاد إخوة يوسف إلى أبيهم و طلبوا منه إرسال أخيهم ( بنيامين ) معهم فرد عليهم ( هل آمنكم عليه إلا كما أمنتكم على أخيه من قبل ) ( 2) عندما تذكر يعقوب ما فعل إخوة يوسف به و لشدة القحط
و صعوبة ظروف الحياة سمح يعقوب بسفر ابنه تحت شروط اشترطها على أولاده فقال لهم : ( لن أرسله معكم حتى تؤتون موثقا من الله لتاتننى به إلا أن يحاط بكم ) ( 3) اى : إلا أن تغلبوا على أمركم – فأعطوه موثقهم على الوفاء و حينئذ قال : الله على ما نقول وكيل 0

و أوصي بنيه أنهم إذا أتوا مصر لا يدخلون من باب واحد بل يدخلون من أبواب متفرقة – لئلا يلفتوا نظر الناس أو لحاجة فى نفس يعقوب قضاها ( 4)
جاء إخوة يوسف و معهم أخاهم بنيامين و طلبوا الميرة لشدة القحط فى بلادهم فعلى الفور – أمر يوسف بتجهيز إخوته – فملأ لهم الأعدال بالطعام – و أمر أن توضع فضة كل واحد فى عدله – و أن توضع طاسة فى عدل الصغير ( صواع الملك ) أو ( السقاية ) و هى الكأس الذى يشرب فيه يوسف عليه السلام ( 5) فساروا غير بعيد فلم يفاجئهم إلا وكيل يوسف يناديهم و يوبخهم على ما صنعوا و إنهم قابلوا الإحسان بالإساءة و الكفر 0 و إنهم سرقوا سقاية الملك ( يوسف ) فأظهروا البراءة من هذا العمل و قالوا : من وجدت سقاية الملك فى رحله يؤخذ عبدا للملك 00 ففتش اعدالهم – مبتدأ بالكبير منتهيا بالصغير 00 فوجد السقاية فى عدل بنيامين – فدخلوا على يوسف مستعطفين مسترحمين – و لامهم يوسف على ما صنعوا فراودوه على أن يأخذ أحدهم عبدا مكان أخيهم – فأبى 000 و قال : إن الذى وجد الطاس فى رحله يستعبد لى 00 و أما انتم فاذهبوا إلى بلادكم 00 و أبى يوسف 00 بعد الاستعطاف و بيانهم أن أباه متعلق به و انه سلوته عن أخيه المفقود – أن يطلقه – فقالوا بحضرة يوسف و قد ملئوا غيظا – إن يسرق فقد سرق أخ له من قبل ( 5)
ــــــ
__________________
  #5  
قديم 24-10-2009, 08:15 AM
الصورة الرمزية أحمد كووول
أحمد كووول أحمد كووول غير متواجد حالياً
عضو خبير
 
تاريخ التسجيل: Jul 2009
المشاركات: 677
معدل تقييم المستوى: 16
أحمد كووول is on a distinguished road
Smile

فأسرها يوسف فى نفسه و لم يبدها لهم – و قال لهم : أنتم شر مكانا " من هذا السارق و الله اعلم بما تصفون 00
و كانوا يعنون يوسف 0 ذلك أن أمه ماتت و هو صغير فكفلته عمته و تعلقت نفسها به 0 فلما اشتد قليلاً أراد أبوه أن يأخذه منها فضنت به و البسته منطقة لإبراهيم كانت عندها و جعلتها تحت ثيابه ثم أظهرت إنها سرقت منها و بحثت عنها حتى أخرجتها من تحت ثياب يوسف 0 و طلبت بقاءه عندها يخدمها مدة جزاء له بما صنع و بهذه الحيلة استبقته عندها و كف أبوه عن مطالبتها به ( 1)
يئس أخوة يوسف من أخذ أخيهم بطريق المبادلة فقال كبيرهم " رأوبين " إن أباكم قد أخذ عليكم موثقاً من الله برد أخيكم ومن قبل ذلك كان تفريطكم فى يوسف و على ذلك لن أبرح الأرض ( مصر ) حتى يأذن لى أبى فى القدوم أو يحكم الله فى شأني و هو خير الحاكمين – و أشار عليهم بالرجوع إلى أبيهم و إخباره بما كان من أمر أخيهم – ومن الملك ( يوسف ) و أن أبنه صار عبداً للملك بسبب سرقته طاسة ( 2)
الملك 0 و أن ظهور السرقة كان عن ملأ منهم و من أهل العير التى كانوا فيها و إنهم صادقون فيما أخبروا به 0
عاد إخوة يوسف – عدا أكبرهم و أصغرهم إلى أبيهم و أخبروه بالأمر على جليته فلم يدخل عليه هذا القول 0 و أحاله على أمر دبروه له كما دبروا لأخيه من قبل و زاد به الحزن حتى ابيضت عيناه و عاوده من الوجد على يوسف ما عاوده فقال : يا أسفا على يوسف 000 فلامه أولاده على ذكر يوسف و قد انقضى أمره ثم إن يعقوب رد أولاده الذين وردوا عليه إلى مصر ليشتروا طعاما و ليتحسسوا له شأن يوسف
و أخيه 0 و أمرهم بعدم اليأس من روح الله ، فإن ذلك من شأن الكفار 000 فذهبوا كما أمرهم أبوهم ( 3)
جاء إخوة يوسف و قالوا يا أيها العزيز مسنا و أهلنا الضر – من الجوع – و جئنا ببضاعة مزجاة – لقلتها – فأوف لنا الكيل – و إن كان الثمن لا يوجب ذلك – فتصدق علينا – بإطلاق أخينا من عبوديتك – إن الله يجزى المتصدقين – فقال لهم يوسف مذكراً بما كان منهم من الإساءة – هل علمتم ما فعلتم بيوسف و أخيه إذ أنتم جاهلون – إذ فرقتم بينهما و ألهبتم صدورهما بنار البعد ، و لعله إنما كلمهم بلغتهم لأول مرة – فعرفوا أنه يوسف 00 لذلك ( قالوا أئنك لأنت يوسف ) ( 4 ) قال ( أنا يوسف و هذا آخى قد من الله علينا ، إنه من يتق و يصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين ) قالوا : تألله لقد آثرك الله علينا و إن كنا لخاطئين – قال لا تثريب عليكم اليوم – يغفر الله لكم – و هو ارحم الراحمين أذهبوا بقميصى هذا فألقوه على وجه أبى يأت بصيرا و أتونى بأهلكم أجمعين ) (5)
ـــــــــــ
1- قصص الأنبياء : عبد الوهاب النجار
2- نفس المصدر
3- نفس المصدر
4- سورة يوسف ( آية 90)
5- سورة يوسف ( آية 93 )
فلما فصلت عيرهم من مصر كانت نفس يعقوب مستشرقة لتغيير ما به من حال و لم يدب اليأس إلى نفسه – بل هو يتوقع الفرح بلقاء يوسف الذى طال حزنه عليه : فقال لمن حوله من جماعته ( إنى لأجد ريح يوسف لولا أن تفندون ) أى لأخبرتكم بأنى أتوقع لقاءه 0 فقالوا له : إنا لله 00 ( إنك لفى ضلالك القديم ) اى خطأك القديم فى اعتقادك أن يوسف باق إلى اليوم – و لم يطل به الانتظار حتى جاء البشير إلى يعقوب بسلامة يوسف و أخيه و ألقى قميص يوسف على وجه يعقوب فأرتد بصيرا و قرت عينه و بشر نفسه باللقاء فقال للاحين له ( ألم أقل لكم إنى أعلم من الله ما لا تعلمون ) ( 1)
و لابد أن يعقوب لم يقل هذا القول إلا و قد اعلمه الله بحياة يوسف و أنه سيلاقيه ( 2)
nدخول بنى إسرائيل إلى أرض مصر
قال تعالى : " فلما دخلوا على يوسف آوى إليه أبويه و قال ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين 0 و رفع أبويه على العرش و خروا له سجداً و قال يا أبت هذا تأويل رؤياي من قبل قد جعلها ربى حقا 00 وقد أحسن لى إذ أخرجنى من السجن – و جاء بكم من البدو من بعد أن نزغ الشيطان بينى و بين إخوتى – إن ربى لطيف لما يشاء إنه هو العليم الحكيم ) (3)
و بعد كل هذه الأحداث أراد الله سبحانه وتعالى أن يجمع شمل يعقوب بولديه يوسف و بنيامين – فشد يعقوب و أولاده و أسرهم رحالهم إلى مصر تاركين أرض كنعان وراءهم- و قيل : كان عدد النفوس يوم دخولهم مصر ستة و ستون و قيل – سبعون نفسا – و قيل أيضا اثنان و سبعون نفسا ما بين رجل و امرأة ( 4)
و سكنوا فى أرض جاسان – و هى شمال بلبيس – سفط الحنة – لأنها كانت ارض مراعى و هم رعاة ماشية ( 5) و جاء فى التوراة أنهم نزلوا ارض السدير فى شرق النيل – بالشرقية 0





ـــــــ
1- سورة يوسف ( آية 95 )
2- سورة يوسف ( آية 96 )
3- سورة يوسف ( أيه 99 )
4- سورة يوسف ( آية 99 )
5- سورة يوسف ( آية 100 )



استقبل يوسف أبواه و إخوته عند مجيئهم مصر 00 و لما التقيا عانق كل واحد منهما صاحبه و بكيا 00 فقال يوسف ( ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين )( 1)– ( فلما دخلوا على يوسف آوى إليه أبويه )( 2) يعقوب و خالته ليا ( تسمى الخاله أماً – لأن أمه راحيل كانت قد ماتت و هو صغير السن – و رفعهما على العريش اى السرير ( و خروا له سجدا – و قال يا أبت هذا تأويل رؤياي من قبل قد جعلها ربى حقا 00 و قد أحسن بى إذ اخرجنى من السجن و جاء بكم من البدو من بعد أن نزغ الشيطان بينى
و بين اخوتى إن ربى لطيف لما يشاء انه هو العليم الحكيم ( 3)
قال ابن اسحق : كان أبوه و أمه يعيشان و لم يقم دليل على موت أمه – و ظاهر القرآن – يدل على حياتها 00 و قال يوسف لأبيه يعقوب ( يا أبت هذا تأويل رؤياي من قبل قد جعلها ربى حقا )
أى صحيحة صدقاً – يذكر نعم الله عليه – ( و قد أحسن بى إذ أخرجنى من السجن و جاء بكم من البدو ) ( 4) أى البادية ( من بعد أن نزغ الشيطان بينى و بين إخوتى إن ربى لطيف لما يشاء ) ( 5)
أى إذا أراد أمرا قيض له أسبابه و قدره و يسره انه هو العليم – بمصالح عباده – الحكيم فى أقواله
و أفعاله – و قيل كان بين رؤيا يوسف و تأويلها أربعون سنة – و قيل ثمانون سنة – و قد ألقى يوسف فى الجب ثمانين سنة – و عاش بعد ذلك ثلاث و عشرين سنة – و مات و له عشرون ومائه سنة ( 6)
و قال مجاهد : خرج يوسف عند يعقوب و هو ابن ست سنين و لم يثغر و جمع الله بينهما و هو ابن أربعين سنة – و هو الأقرب إلى الصواب – و روى عن عبد الله بن مسعود قال : دخل بنو إسرائيل مصر و هم ثلاثة و ستون إنسانا و خرجوا منها و هم ستمائة ألف و سبعون ألفاً و قيل غير ذلك –
و الله أعلم 0
ــــــــ
1- سورة يوسف ( أيه 99 )
2- سورة يوسف ( آية 99 )
3- سورة يوسف ( آية 100 )
4- سورة يوسف آية 100
5- سورة يوسف آية 100
6- قصص الأنبياء : النيسابورى


و روى أن يعقوب لما حضرته الوفاة جمع إليه بنوه و قال : " ما تعبدون من بعدى " – قالوا نعبد إلهك و إله آباءك إبراهيم وإسماعيل و إسحاق إلها واحدا و نحن له مسلمون ) ( 1) ثم قال ( يا بنى إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا و أنتم مسلمون ) ( 2) ثم أوصي إلى يوسف أن يحمل جسده إلى الأرض المقدسة حتى يدفن عند أبيه اسحق و جده إبراهيم عليهما السلام 0
و ذكرت التوراة عن وفاة يعقوب عليه السلام ووصيته ليوسف بنقل جثمانه و دفنه فى مقبره آباءه – ووعد يوسف بذلك و تحنيطه جثته بعد الوفاة و صعود يوسف بإذن الملك مع جميع اخوته فى موكب عظيم جدا إلى ارض كنعان و دفن يعقوب فى مغارة ( المكفيلة ) ( 3) و عند وفاة يعقوب عليه السلام نقله يوسف فى تابوت من ساج و خرج معه هو إخوته 0 و عظماء أهل مصر – إلى بيت المقدس – ووافق ذلك يوم وفاة العيص – ثم دفنا فى يوم واحد و كان عمرهما جميعا مائة و سبعا و أربعين سنة – لأنهما ولدا فى بطن واحد و قبرا فى قبر واحد ( 4) 0 و قد بارك يعقوب قبل وفاته أبنى يوسف عليه السلام ( افرايم – منسي ) و دعا لهما –و دعا أولاده و باركهم و تنبأ لهم بما سيلاقي كل واحد منهم و نسله ( إجمالا 0 و أوصاهم بالاستمساك بالدين )( 5) 0 و عاش يوسف إلى أن بلغ عشراً و مائه سنة – و روى أن يوسف عليه السلام لما حضرته الوفاة جمع إليه قومه من بنى إسرائيل و هم ثمانون رجلاً و أعلمهم بحضور أجله و نزول أمر الله تعالى به – فقالوا : يا نبي الله تحب أن تعرف كيف تتصرف الأحوال بنا بعد خروجك من بين أظهرنا 00 و إلى ما يؤل إليه أمرنا ، و ديننا و ملتنا – فقال لهم – أمركم يستقيم على ما أنتم عليه و تستقيمون على دينكم إلى أن يبعث رجل جبار عات من القبط يدعى الربوبية فيقهركم و يذبح أبناءكم و يستحى نساءكم و يسومكم سوء العذاب00 فتمد أيامه مدة مريدة ثم يخرج من بنى إسرائيل من ولد لاوى بن يعقوب رجل اسمه موسي بن عمران – رجل طويل جعد الشعر – آدم اللون – فينجيكم الله من أيدي القبط على يديه – قال – فجعل كل من ولد لأحد من بنى إسرائيل يسمى ابنه عمران و يسمى عمران ابنه موسي(6) ثم مات يوسف عليه السلام و كان قد أوصي إلى أخيه يهوذا و استخلفه على بنى إسرائيل – فتوفاه الله طيبا طاهراً و دفن فى النيل فى صندوق من رخام 00و كان قبره فى النيل إلى أن حمله موسي عليه السلام معه حين خرج من مصر ببنى إسرائيل فنقله إلى الشام – و دفنه بأرض كنعان – حيث هو الآن 0 ( 7 )
ــــــــ
1- سورة البقرة ( آية 133 ) 2- سورة البقرة : ( آية 132 )
3- قصص الأنبياء : عبد الوهاب النجار 4- تاريخ بنى إسرائيل من أسفارهم – محمد عزة دروزة
5- قصص الأنبياء : عبد الوهاب النجار 6- قصص الأنبياء : عبد الوهاب النجار
7- قصص الأنبياء : عبد الوهاب النجار
__________________
 

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 01:23 PM.