تعريف الرسول والنبي والفرق بينهما الرأي الأول :
الرسول : إنسان ذكر حر أوحى الله إليه بشرع وأمره بتبليغه .
والنبي : إنسان ذكر حر أوحى الله إليه بشرع ولم يؤمر بتبليغه.
فلابد أن يكون الرسول أو النبي من البشر ، وليس ملكا أو جنيا ، حتى يمكن مخاطبته ، وقد رد الله على الذين أنكروا أن يكون الرسول بشرا ، وزعموا أنه لابد أن يكون ملكا ، فقال:{ولو جعلناه ملكا لجعلناه رجلا وللبسنا عليهم ما يلبسون(9)} [ الأنعام ].
وهناك رأي بأن في الجن رسلا يسمون بالنذر.
ولابد أن يكون الرسول ذكرا ؛ لأن الأنوثة لا تناسب وظيفة الرسول الذي يقوم بدعوة الناس إلى الدين ، وهناك من زعم أن مريم ، وآسيا ، وأم موسى ، وهاجر ، كن أنبياء على أن الله أوحى إليهن ، ولكن الآية تقول : { وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحي إليهم من أهل القرى }[ يوسف/109] فأثبتت الرسالة للرجال.
وعلى هذا الرأي الفرق بين الرسول والنبي هو التبليغ ، فالرسول مأمور بالتبليغ والنبي ليس مأمورا بالتبليغ ، ويكون نبينا صلى الله عليه وسلم قد نبأ بـ {اقرأ } وأرسل بـ { قم فأنذر(2) } [ المدثر].
وقد اعترض على هذا الرأي باعتراضين :
(1) أنه لا يستقيم مع قوله تعالى : { وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته } [ الحج/52] فقد تعلق الإرسال بكل من الرسول والنبي والإرسال يعني التبليغ.
(2) النبي إذا لم يؤمر بالتبليغ ، فما فائدته للمجتمع ؟ ألا يكون كاتما للشرع وهو علم وأمانة يجب أداؤها ، ويحرم كتمها ؟
الرأي الثاني :
الرسول : هو من بعثه الله بشرع جديد ، يجهله المرسل إليهم ، ولا يعرفونه.
والنبي : هو من بعثه الله لتقرير شرع سابق ، يعرفه المرسل إليهم ، ولا يلتزمونه ، فوظيفته تذكيرهم به ، ودعوتهم لامتثاله ؛ لأنهم يعلمون أنه حق، ويكون هو قدوة طيبة لهم .
فمهمة الأنبياء أشبه بمهمة علماء أمة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، كما ورد في حديث : " العلماء ورثة الأنبياء " .
والمتأمل لاستعمال هذين اللفظين ( الرسول والنبي ) في القرآن يجد أنهما إذا اجتمعا افترقا ، وإذا افترقا اجتمعا .
أي إذا اجتمعا في آية واحدة ، كان لكل منهما معناه الخاص به ، كما في قوله : { وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته } [ الحج /52].
فهنا الرسول مغاير للنبي .
أما إذا افترقا ، فورد أحد اللفظين في الآية دون الآخر ، كان كل منهما بمعنى الآخر ، كما في قوله تعالى : { وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول } [التغابن/1].
وقوله : { يأيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا (45) } [الأحزاب/45].
فهنا الرسول مرادف للنبي .
|