#2
|
||||
|
||||
![]()
تعريف الرسول والنبي والفرق بينهما الرأي الأول :
الرسول : إنسان ذكر حر أوحى الله إليه بشرع وأمره بتبليغه . والنبي : إنسان ذكر حر أوحى الله إليه بشرع ولم يؤمر بتبليغه. فلابد أن يكون الرسول أو النبي من البشر ، وليس ملكا أو جنيا ، حتى يمكن مخاطبته ، وقد رد الله على الذين أنكروا أن يكون الرسول بشرا ، وزعموا أنه لابد أن يكون ملكا ، فقال:{ولو جعلناه ملكا لجعلناه رجلا وللبسنا عليهم ما يلبسون(9)} [ الأنعام ]. وهناك رأي بأن في الجن رسلا يسمون بالنذر. ولابد أن يكون الرسول ذكرا ؛ لأن الأنوثة لا تناسب وظيفة الرسول الذي يقوم بدعوة الناس إلى الدين ، وهناك من زعم أن مريم ، وآسيا ، وأم موسى ، وهاجر ، كن أنبياء على أن الله أوحى إليهن ، ولكن الآية تقول : { وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحي إليهم من أهل القرى }[ يوسف/109] فأثبتت الرسالة للرجال. وعلى هذا الرأي الفرق بين الرسول والنبي هو التبليغ ، فالرسول مأمور بالتبليغ والنبي ليس مأمورا بالتبليغ ، ويكون نبينا صلى الله عليه وسلم قد نبأ بـ {اقرأ } وأرسل بـ { قم فأنذر(2) } [ المدثر]. وقد اعترض على هذا الرأي باعتراضين : (1) أنه لا يستقيم مع قوله تعالى : { وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته } [ الحج/52] فقد تعلق الإرسال بكل من الرسول والنبي والإرسال يعني التبليغ. (2) النبي إذا لم يؤمر بالتبليغ ، فما فائدته للمجتمع ؟ ألا يكون كاتما للشرع وهو علم وأمانة يجب أداؤها ، ويحرم كتمها ؟ الرأي الثاني : الرسول : هو من بعثه الله بشرع جديد ، يجهله المرسل إليهم ، ولا يعرفونه. والنبي : هو من بعثه الله لتقرير شرع سابق ، يعرفه المرسل إليهم ، ولا يلتزمونه ، فوظيفته تذكيرهم به ، ودعوتهم لامتثاله ؛ لأنهم يعلمون أنه حق، ويكون هو قدوة طيبة لهم . فمهمة الأنبياء أشبه بمهمة علماء أمة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، كما ورد في حديث : " العلماء ورثة الأنبياء " . والمتأمل لاستعمال هذين اللفظين ( الرسول والنبي ) في القرآن يجد أنهما إذا اجتمعا افترقا ، وإذا افترقا اجتمعا . أي إذا اجتمعا في آية واحدة ، كان لكل منهما معناه الخاص به ، كما في قوله : { وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته } [ الحج /52]. فهنا الرسول مغاير للنبي . أما إذا افترقا ، فورد أحد اللفظين في الآية دون الآخر ، كان كل منهما بمعنى الآخر ، كما في قوله تعالى : { وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول } [التغابن/1]. وقوله : { يأيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا (45) } [الأحزاب/45]. فهنا الرسول مرادف للنبي . |
العلامات المرجعية |
|
|