<span style="color:#000000">بقية الدين للصف الثاني الثانوي
2- الحديث الشريف
الحديث الأول : الصدق طريق الجنة
* عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله يقول :-
" إنما الأعمال بالنيات , وإنما لكل امرئ ما نوي , فمن كانت هجرته إلي الله ورسوله فهجرته إلي الله ورسوله , ومن كانت هجرته إلي دنيا يصيبها , أو امرأة ينكحها , فهجرته إلي ما هاجر إليه " .
** معاني المفردات و الجمل :-
الكلمة أو الجملة المعني
- إنما
- الأعمال
- بالنيات
- امرئ
- هجرته
- إلي الله ورسوله
- دنيا
- يصيبها
- ينكحها - أداة قصر للتخصيص والتوكيد .
- العبادات
- النية : قصد الشيء مع اقتران هذا القصد بالفعل .
- رجل
- الانتقال من مكان إلي أخر
- في سبيل دين الله ورسوله .
- المراد ما في الحياة من متاع كالأموال والثمار والبضائع .
- ينالها ويحصل عليها .
- يتزوجها .
** الشرح :-
يختلف جزاء العمل عند الله باختلاف نية أصحابه , فمن كانت هجرته في سبيل الله , فله ثواب الهجرة حقاً , وإن كان المهاجر يطلب الدنيا , أو يرحل راغباً في امرأة يتزوجها فهجرته إلي ما هاجر إليه , وليس له ثواب المهاجر في سبيل الله .
** ما يرشد إليه الحديث :-
1- يقوم العمل المستحق للثواب علي قاعدتين هما :-
* النية خالصة لله . * الجزاء علي هذا العمل .
2- إذا نوي الإنسان فعل الطاعة , ومنعه مانع خارج عن إرادته قله ثواب نيته .
3- جزاء كل عمل يكون بنية صاحبه .
4- يدعونا الحديث إلي الإخلاص لله وحسن النية .
5- التحذير من فتنة الدنيا وفتنة النساء .
6- بما أنه لا هجرة بعد الفتح , فمعني الهجرة اليوم أن نهجر الرذائل إلي الفضائل .
7- الهجرة نموذج لكل عمل يخلص صاحبه وينوي به وجه الله .
** معاني المفردات و الجمل :-
الكلمة أو الجملة المعني
- تتوكلون علي الله
- حق توكله
- لرزقكم كما يرزق الطير
- خماصا
- تعود بطانا - تعتمدون عليه .
- توكلا حقيقيا صحيحا
- فالطير تسعي للحصول علي رزقها , ولا تمكث في عشها حتي يأتيها رزقها
- جياعا خالية البطون .
- ترجع شباعا .
** الشرح :-
* يوجهنا الرسول إلي التوكل علي الله بمعناه الصحيح , بحيث نأخذ بالأسباب , ونباشر العمل واثقين بأن الله سبحانه وتعالي هو الذي يأتي بالخير ويدفع الشر مصداقا لقوله ـ تعالي " ومن يتوكل علي الله فهو حسبه " ويضرب لنا مثلاً من الطير , تخرج صباحا من أوكارها جياعا تبحث عن رزقها , فالتوكل علي الله لا يمنع السعي في سبيل العمل .
** ما يرشد إليه الحديث :-
1- هناك فرق بين التوكل علي الله والتواكل,فالأول عمل وثقة بتوفيق الله ـوالثاني ترك العمل انتظارا للرزق من الله
2- الإسلام يدعو أهله إلي السعي و العمل .
3- الإخلاص في العمل و التبكير له من عوامل النجاح .
4- يحقق التوكل علي الله للمؤمن قوة روحية , وراحة نفسية .
5- التوكل علي الله يهيئ الأمن النفسي والرضا بالنتائج , ثقة بعدل الله وقضائه .
6- التوكل علي الله منزلة سامية في الإسلام فهو تصديق عملي .
الحديث الثالث : من علامات الإيمان
* عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال " من كان يؤمن بالله واليوم الأخر فلا يؤذ جاره , ومن كان يؤمن بالله واليوم الأخر فليكرم ضيفه , ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت ".
** معاني المفردات و الجمل :-
الكلمة أو الجملة المعني
- اليوم الأخر
- لا يؤذ جاره
- فليكرم ضيفه
- فليقل خيرا
- ليصمت - يوم القيامة .
- لا يسئ إليه بالقول أو الفعل .
- الضيف : هو النازل عند غيره .
- كتوجيه النصح و أداء الشهادة .
- ليسكت عن القول المحرم كشهادة الزور أو شتم الناس .
** الشرح :-
- هذا الحديث الشريف يشتمل علي ثلاثة توجيهات وهم :-
1- التوجية الأول :- هو النهي عن إيذاء الجار ( من كان يؤمن بالله واليوم الأخر فليكرم جاره ) , وذلك لأن الجار أرب الناس إلي جاره , فهو يعرف أسراره , ويقدر علي مساعدته قبل غيره , فإذا سادت روح المحبة بين الجيران عاشوا سعداء متعاونين , وقد أوصي الإسلام بالجار حتى وإن كان غير مسلم .
2- التوجية الثاني : إكرام الضيف , بحسن استقباله , والبشاشة في وجهه , وتقديم التحية له , وقد عرف المسلمون الأوائل بإيثار الضيف علي النفس .
3- التوجية الثالث : قول الخير والسكوت عن الشر ؛ لأن قول الخير يفيد الفرد والجماعة ويقوي الروابط بينهم , أما قول الشر فيؤذي الناس ويقطع الصلة بينهم .
** ما يرشد إليه الحديث :-
1- الإيمان بالله واليوم الأخر أساس العمل الصالح فإن الله عليم بما نعمل و اليوم الآخر آت حتماً .
2- الإسلام حريص علي ما ينفع الفرد , وما يقوي روابط المجتمع .
3- عدم إيذاء الجار من الصفات الكريمة .
4- يجب علينا أن نكرم الجار والضيف .
الحديث الرابع : منهج الإسلام في العبادة
* عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ عن النبي ـ ـ قال : إن الدين يسر , ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه فسددوا , وقاربوا و أبشروا واستعينوا بالغدوة والروحة , وشيء من الدلجة .
** معاني المفردات و الجمل :-
الكلمة أو الجملة المعني
- يشاد
- فسددوا
- وقاربوا
- وأبشروا
- الغدوة
- الروحة
- الدلجة - يغالب .
- الزموا السداد وهو الصواب .
- أعملوا بما يقرب من الكمال .
- افرحوا بالثواب علي العبادة .
- السير في أول النهار .
- السير بعد الزوال .
- السير أخر الليل حيث ينتشر نور الفجر .
** الشرح :-
- الإسلام دين السماحة واليسر , فقد أباح التيمم لمن لم يجد الماء للوضوء , كما أباح الصلاة من قعود لمن لم يستطيع القيام , وأباح الفطر للمريض والمسافر ثم يقضي , ومن يتشدد علي نفسه في العبادات , ويترك الرفق يعجز ويغلب .
- ولذلك يأمرنا النبي بالاعتدال والتوسط والسداد وهو الصواب ـ ثم يبشرنا بالثواب علي العمل الدائم وإن كان قليلاً .
- ثم يرشدنا إلي الاستعانة علي دوام العمل وسداده بفعله في أوقات النشاط ( أول النهار ـ بعد الزوال ـ بين الفجر وطلوع الشمس ) . قال رسول الله :" أحب الأعمال إلي الله أدومها و إن قل " .
** ما يرشد إليه الحديث :-
1- يتميز الإسلام بأنه دين اليسر والبعد عن المشقة .
2- النهي عن المغالاة و التشدد .
3- اختيار أوقات النشاط لأداء العمل والعبادة فيها .
4- التشدد والتعمق في العبادة قد يؤدي إلي العجز و الانقطاع عن المواصلة .
5- الإسلام يدعو إلي قصد الثواب , ومقاربة الكمال .
الحديث الخامس : المحاسبة علي النعم
* عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله : لا تزول قدما عبد حتى يسأل : عن عمره فيم أفناه ؟ وعن علمه فيم فعل فيه ؟ وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه ؟ وعن جسمه فيم أبلاه ؟ .
** معاني المفردات و الجمل :-
الكلمة أو الجملة المعني
- لا تزول قدما عبد .
- حتى يسأل
- عمره
- فيم أفناه ؟
- أبلاه - لا ينتقل إنسان يوم القيامة من مكانه في المحشر .
- حتي يحاسب علي تصرفاته .
- العمر : مدة الحياة .
- في أي الأعمال قضي عمره ؟
- أهلكه .
** الشرح :-
- وهبنا الله كثيراً من النعم , كالحياة والعلم والمال والجسم وغيرها , وكلفنا بالعبادة والجهاد , وأمرنا بالزكاة و الصدقات والعمل الشريف .
- ويوم القيامة يحاسبنا علي هذه النعم , فنستحق الثواب إن كنا محسنين ونعاقب إن كنا مسيئين .
- فيسأل كل إنسان مكلف عن عمره .. فيم قضاه ؟ في طاعة الله والعمل الصالح ؟ أم في غير ذلك .
- ويسأل عن علمه : فقد منحه العقل والحواس ليدرك ويتأمل ويتعلم لينفع نفسه و مجتمعه .
- ويسأله عن ماله : كيف حصل عليه ؟ من طريق حلال أم حرام ؟ وفيم أنفقه ؟ في الخير أو الشر ؟ وهل أخرج زكاته ووصل به الأرحام وضحي بجزء منه في سبيل الله ؟ أم جعله وسيلة للشر والعبث و الفساد وقهر الناس ؟
- وعن جسمه .... فيم أبلاه ؟ فالصحة نعمة كبري يجب علينا أن نصونها وأن نشكر الله عليها بحسن الطاعة .
** ما يرشد إليه الحديث :-
1- حرص الرسول علي مصلحة الناس .
2- الحساب يوم القيامة حق , وكما يكون علي الأعمال بوجه عام .
3- الدنيا دار أعمال واختبار , والآخر دار حساب .
4- خير الناس من طال عمره وحسن عمله .
5- قيمة الوقت , وقضاؤه في الخير .
6- الدعوة إلي تعلم العلم , وإلي تعليمه للناس .
7- الكسب الحلال من وسائله الشريفة المشروعة .
8- إنفاق المال في الخير , كرعاية الأسرة , وإيتاء الزكاة , والصدقات .
9- المحافظة علي الصحة , بالبعد عما يضر الجسم و العقل .
الحديث السادس : الإسلام إيمان واستقامة
* عن سفيان بن عبيد الله الثقفي ـ رضي الله عنه ـ قال : " قلت : يا رسول الله , قل لي في الإسلام قولا لا أسأل عنه أحداً بعدك . قال : قل آمنت بالله ثم استقم .
** معاني المفردات و الجمل :-
الكلمة أو الجملة المعني
- لا أسأل عنه أحداً بعدك .
- آمنت بالله
- استقم - أي كلاما جامعا لا أحتاج بعده إلي سؤال أحد .
- اعتقدت بوجود الله وحده .
- الاستقامة : هي سلوك الطريق المستقيم .
** الشرح :-
- الرسول إمام المعلمين , ولذلك كان الصحابة ـ رضوان الله عليهم ـ يحرصون علي الانتفاع بعلمه , فهذا صحابي جليل هو سفيان بن عبد الله . الثقفي يطلب من النبي أن يقول له من أمر الدين كلاما جامعا لا يحتاج بعده إلي سؤال أحد , فإجابة الرسول : " قل آمنت بالله ثم استقم " فهو قول بليغ موجز يشتمل علي الركنين المهمين في حياة المسلم وهما : ( الإيمان ـ و الاستقامة ) أي ( العقيدة ـ والعمل ) .
- فالركن الأول الإيمان : وهو الإقرار بوجود الله والاعتراف بأنه واحد والتصديق بكتبه ورسله و اليوم الآخر و بالقضاء والقدر , خيره وشره
- و الركن الثاني : الاستقامة : وهي السير علي الطريق الصحيح بأداء العبادات وحسن الأخلاق وبذلك يتحقق معني الإسلام .
** ما يرشد إليه الحديث :-
1- حرص الصحابة علي معرفة أمور الدين .
2- جوهر الدين و العقيدة والعمل الصلح .
3- بلاغة الرسول وأن الله أختصه بجوامع الكلم .
4- أهمية الإيمان بالله , وأثره في السلوك السليم .
5- الاستقامة هي التطبيق العملي لحقيقة الإيمان .
6- تواضع الرسول و استجابته لمطالب أصحابه .
3- السيرة النبوية
مواقف من حياة الرسول محمد
لماذا كان الرسول قدوة حسنة ؟
1- لأن الرسول لا ينطق عن الهوى , ولا يميل عن الصراط المستقيم , وقد أقسم الله ـ تعالي ـ علي ذلك فقال " وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى (1) مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى (2) وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى"
2- كان الرسول صلوات الله عليه في جميع أحواله يمثل القرآن الكريم , حتى قالت عنه السيدة عائشة رضي الله عنها " كان خلقه القرآن " .
3- كان الرسول علي خلق عظيم , اقرأ قوله ـ تعالي ـ في وصفه له : " وإنك لعلي خلق عظيم " .
بعض مواقف من حياته تبين جانبا من أخلاقه :-
1- تواضع النبي
التواضع : صفة حميدة , تناقض الكبر والتفاخر , وهناك فرق بين التواضع والخنوع و الذل ـ فالتواضع فضيلة والذل ضعف , قال الرسول صلوات الله عليه " طوبي لمن تواضع من غير منقصة , وذل نفسه من غير مسكنة " .
و إليك أمثلة من حياته تدل علي تواضعه قولا وعملا :-
في شبابه وقبل أن يبعث رسولا تهدمت الكعبة بسبب السيل , وأرادت قريش إعادة بنائها فشاركهم محمد في نقل الحجارة , وفي أعمال البناء .
كان يخيط نعله , ويرقع ثوبه بيده , ويأكل مع خادمه , ويشتري الشيء من السوق , ويحمله ويعود به إلي أهله , ويصافح الغني والفقير و الكبير والصغير ويسلم مبتدئا علي كل من يستقبله .
كان يجلس بين الناس , ويتحدث معهم , ولم يمد رجليه بين أصحابه أبداً ولم يقم من زيارة أحد قبل أن يستأذنه .
ارتعد رجل عندما لقي الرسول هيبة له , فقال له " هون عليك فإنما أنا ابن امرأة من قريش كانت تأكل القديد ( اللحم المجفف بالشمس بمكة " .
كان يأتي ضعفاء المسلمين , ويزورهم , ويعود مرضاهم ويشهد جنائزهم , ويجلس علي الأرض , ويحلب الشاة , ويجيب دعوة الفقير علي خبز الشعير .
كان يحث علي التواضع , ومن ذلك قوله ـ عليه الصلاة والسلام ـ "إن الله أوحي إلي أن تواضعوا" و" ما تواضع أحد لله إلا رفعه "
2- رحمة النبي
الرحمة : هي العطف والحنان و الرفق و الشفقة واللين , والرحمة من صفات الله ـ تعالي فهو قائل " إن رحمت الله قريب من المحسنين " , " وربك الغفور ذو الرحمة " .
والرحمة جوهر الإسلام , ومن أحل الرحمة أرسل النبي , وفيها جوهر دعوته : قال ـ تعالي ـ: " وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين " .
مظاهر رحمة الرسول :-
• لم تفارقه الرحمة في أي وقت , حتى مع غير المسلمين , فقد قيل له : ادع علي المشركين يا رسول الله . قال : " إني لم أبعث لعانا وإنما بعثت رحمة " .
• جاءه رجل يستشيره في الخروج للجهاد , فقال : " ألك والدة ؟ " قال : " نعم " قال : " فالزمها فإن الجنة تحت رجليها " .
• قدم عليه رجل يستأذنه في الهجرة , وقال : ما جئتك حتى أبكيت والدي . فقال " ارجع إليهما فأضحكهما كما أبكيتهما ".
• كان يزور الأنصار , ويسلم علي صبيانهم , ويمسح علي رءوسهم .
• كان يرحم الحيوان , ويطعمه مما في يده .
• كان ينهي المجاهدين عن قتل النساء و الشيوخ و الأطفال .
• بعد فتح مكة لم ينتقم من أهلها , بل سألهم : يا معشر قريش , وما ترون أني فاعل بكم ؟ قالوا : خيراً أخ كريم و أبن أخ كريم . قال : اذهبوا فأنتم الطلقاء ".
3- حسن معاملته لأصحابه
كان وفيا لأصحابه , يحبهم ويقربهم , ومن أمثلة ذلك :-
1- قوله عن أبي بكر :" ما أحد أعظم عندي يداً ( فضلاً ) من أبي بكر , واساني ( ساعدني ) بنفسه وماله , وانكحني ابنته "
2- قوله عن أب بكر وعمر معاً :" أبو بكر وعمر مني بمنزلة السمع و البصر " .
3- قال عن علي بن أبي طالب " علي أخي في الدنيا و الآخرة ) .
4- كان يحفظ الجميل لصاحب الجميل , ويكافئه عليه .
5- لم يكن يعرف مجلسه من مجلس أصحابه , لأنه يجلس حيث ينتهي به المجلس .
6- لم يكن يمد رجليه بين أصحابه ؛ لئلا يضيق بهما علي أحد .
7- كان يكرم من يدخل عليه , وربما بسط ثوبه لمن ليست بينه وبينه قرابة ولا رضاع .
8- كان يجلس ضيفه علي الوسادة التي تحته , ويجلس هو علي الأرض .
9- كان يدعو أصحابه بكناهم , إكراما لهم , وكان يبتسم لأصحابه ليشعرهم بالرضا و السعادة .
4- غزوة تبوك
- موقع تبوك : تقع تبوك في شمال غرب شبه الجزيرة العربية , قرب حدود الشام ( وهي اليوم احدي مدن المملكة العربية السعودية ) قرب خليج العقبة .
- سبب الغزوة : أراد الروم القضاء علي قوة المسلمين ودولتهم الفتية , ولاسيما بعد فتح مكة , حتى لا تستفحل , ويعجز الروم عن القضاء عليها فزحفوا إلي تبوك بأربعين ألفاً من جنودهم,وعلم المسلمون بذلك فساروا إليهم بثلاثين ألفا من المجاهدين بقيادة الرسول
- وقت الغزوة : شهر رجب في السنة التاسعة من الهجرة , وكان الوقت شديد الحرارة , والمسلمون في المدينة ينتظرون موسم الحصاد , فالثمار ناضجة , والناس يحبون المقام في ثمارهم , وظلالهم , لكن الرسول كان يري أنه لو تواني عن لقاء الروم في هذه الظروف الحاسمة فإن المسلمين سيقعون بين جيش الروم يحصدهم من الأمام , والمنافقين يطعنونهم من الخلف , وستعود الجاهلية أشد ضراوة مما كانت عليه , لذلك عزم الرسول علي غزو الروم في حدودهم , حتي لا تضيع الفرصة بالتراخي و الإهمال .
- تجهيز جيش المسلمين :- طبق المسلمين الحرب الجماعية , وقد تحركوا صيفا في موسم قحط شديد , وساروا لمسافة طويلة في الصحراء , فليس من السهل إمداد هذا الجيش الكبير في تلك الظروف القاسية بالمال و الطعام والماء والسلاح والجمال والخيل ؛ لذلك سمي هذا الجيش ( جيش العسرة ) وتعاون المسلمون في تجهيزه بما يملكون من أموال , فأنفق أبو بكر جميع أمواله , وأنفق عثمان , وعمر , والعباس , وطلحة , وعاصم بن عدي معظم أموالهم .
- خروج الجيش وإعلان هدفه :- أعلن الرسول هدفه وهو غزو حدود الروم , ليتهيأ الناس نفسيا لتحمل الصعاب , لبعد المسافة , ونفقة المال , وقوة العدو المقصود إليه .
- القضاء علي خطر المنافقين : كان المنافقون يأملون في هزيمة المسلمين علي يد الروم , واجتمع نفر منهم في بيت سويلم اليهودي يثبطون الناس عن الخروج للغزو , فبعث الرسول إليهم طلحة بن عبيد الله في جماعة فأحرق عليهم البيت , وقضي علي خطرهم .
- نتائج الغزوة : أصيب الروم بالرعب خوفا من لقاء المسلمين فانسحبوا , وحصل المسلمون علي مكاسب كبيرة .
تخلف بعض المسلمين عن شرف الجهاد : جاء سبعة من المسلمين الفقراء يطلبون من الرسول أن يعطيهم الجمال أو الخيل التي يركبونها , ليذهبوا معه فقال لهم " لا أجد ما أحملكم عليه " فانصرفوا " وأعينهم تفيض من الدمع حزنا ألا يجدوا ما ينفقون . فسموا ( البكائين ) فقد بكوا لأنه فاتهم شرف الجهاد , وهناك ثلاثة آخرون من صالحي المسلمين أيضا تخلفوا مع أنهم أغنياء , ولكنهم تخلفوا كسلا وميلا إلي الراحة فأمر الرسول المسلمين بمقاطعتهم وعدم الكلام معهم وهم ( مرارة بن الربيع ـ وكعب بن مالك ـ وهلال بن أمية ) فهجرهم الناس خمسين ليلة . فقد عفا عنهم الرسول بعد اعترافهم بخطئهم وفي إثناء مقاطعة المسلمين لهم جاء رجل برسالة من ملك غسان ـ التابع للروم ـ إلي كعب بن مالك أيضا أن يطمع في رجل من أهل الشرك ثم أحرق الرسالة , ونزلت آية التوبة ففرح هو وزميلاه , وعرض علي الرسول أن يتصدق بجميع أمواله .
الدروس المستفادة عن غزوة تبوك :-
1- المعلومات من أسلحة النصر : فقد علم المسلمون أن الروم و تحركاته .
2- التواني يضيع الفرصة ويعرض للخطر : فلو تواني الرسول لوقع المسلمون بين جيش الروم من أمامهم .
3- سلامة الجبهة الداخلية : فقد قضي الرسول علي المنافقين الذين كانوا يجتمعون في بيت سويلم اليهودي .
4- الحرب الجماعية : باشتراك المسلمين في تجهيز جيش العسرة بالطعام والماء والنقل و السلاح .
5- الجهاد شرف يحزن المتخلف عنه .
6- عقاب المتخلفين بدون عذر .
7- التزام الصدق .
8- رفض الإغراء بالخروج علي الجماعة .
9- الضبط : كانت طاعة المسلمين لأوامر الرسول في هجر المتخلفين دليلاً علي تمسكهم بالضبط الذي هو أساس النصر .
10- التدريب العنيف : في الجيوش الحديثة يدرب الجنود علي اجتياز الموانع .
11- وكانت تبوك آخر غزوة غزاها النبي بنفسه فلابد من الاطمئنان إلي كفاية جنوده قبل أن يلحق بالرفيق الأعلى .
12- روح الروح المعنوية للجنود : لما نزل جيش المسلمين في تبوك .
13- عظمة القيادة : علي رأس الدروس المستفادة من تبوك قيادة الرسول الجيش بنفسه .
5- البحوث والتهذيب
1- السنة النبوية الشريفة
- معني السنة : السنة في اللغة : هي الطريقة ( و الجمع سنن ) أما سنة الرسول فالمقصود بها أقواله و أفعاله وتقريراته وصفاته الخلقية وسيرته .
- وقد أنعم الله علي المسلمين بالقرآن الكريم والسنة النبوية معا في وقت واحد , فالقرآن كلام الله وهو مشتمل علي العقائد و المعاملات والعبادات والتشريعات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والأحوال الشخصية , وقصص الأنبياء والأمم السابقة , والسنة فيها تفصيل , وتوضيح لكل ذلك , وفيها بيان لحقوق الآباء علي الأبناء , وحقوق الأبناء علي الآباء , وحقوق الجار , والسنة توحي إلي النبي كالقرآن ؛ قال النبي :" أوتيت القرآن ومثله معه " .
- الفرق بين القرآن والسنة : أننا أمرنا بالتعبد بتلاوة القرأن في الصلاة وفي غيرها ـ ولم نؤمر بالتعبد بتلاوة السنة ولكننا نعمل بكل ما جاء فيها .
- ولا يستطيع المسلم أن يستغني عن السنة , ومن يزعم أنه لا يأخذ بالسنة ويكتفي بالقرآن فقد أخطأ .
- عناية المسلمين بالسنة : من مظاهر اهتمامهم بها أنهم حفظوها وفهموها , وعرفوا مقاصدها , وقد كان الصحابة يسألون الرسول فيما يشكل عليهم وكانوا يتناوبون حضور مجالس الرسول ؛ لكي يبلغ الحاضر منهم الغائب , حتى لا تتعطل أعمالهم وبذلك جمعوا بين خيري الدنيا والآخرة .
- بدء تدوين السنة : بدأ تدوينها في أخر عهد النبي , وكان الصحابة يفرقون بينها وبين القرآن ولكن الذي دون أثناء حياته قليل , ومعظمها نقل عن طريق الرواية من الحفاظ , إلي أن جاء خامس الخلفاء الراشدين عمر بن عبد العزيز في نهاية القرن الأول الهجري , فاهتم بتدوين السنة الكاملة ؛ خوفا عليها من الضياع ـ وعرف في هذا الوقت ما سمي بالمدونات ـ أو الصحائف ـ ومن أشهرها صحيفة عبد الله بن عمرو بن العاص وتسمي بالصحيفة الصادقة .
- وفي القرن الثالث الهجري : صارت علوم الحديث من أهم العلوم الإسلامية , فأفردت الأحاديث في كتب خاصة , و غني العلماء بالتحقيق والتثبت مما جمع من الحديث , وجمعوه في كتب الجوامع الصحيحة للحديث النبوي .
- وفي القرن الرابع الهجري : تمت تنقية الحديث من الدخيل , وتمييز الصحيح من العليل , ثم انصرف العلماء إلي الشرح و التفصيل وقد اتفق العلماء علي أن هذه الكتب الستة هي المصادر الأساسية لسنة الرسول وهي :-
1- صحيح البخاري . 2- صحيح مسلم . 3- سنن أبي داود .
4- سنن الترمذي . 5- سنن أبن ماجه . 6- سنن النسائي .
( ولا يزال المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها إلي اليوم يهتمون بالسنة ) .
الحديث القدسي والحديث النبوي والفرق بينهما
- معني الحديث القدسي : هو ما يخبر به الله النبي تارة بالوحي , وتارة بالإلهام , وتارة بالمنام مفوضا إليه التعبير بأي عبارة شاء , فالمعني من عند الله , واللفظ من عند الرسول . مثاله , عن النبي فيما يرويه عن الله عز وجل :" يا عبادي , إني حرمت الظلم علي نفسي , وجعلته بينكم محرما , فلا تظلموا " .
- وسمي حديثاً : لأنه نوع من الكلام , وسمي قدسيا : لأنه منسوب إلي الله تعالي وذاته المقدسة .
- معني الحديث النبوي : هو كل ما نسب إلي النبي خاصة في فعل أو قول أو تقرير أو صفة .
- ومثاله من الفعل : أن يقول الصحابي :" كان النبي إذا دخل بيته بدأ بالسواك .
الفرق بين الحديث القدسي و القرآن
1- للقرآن خصائص ليست للحديث القدسي : فالقرآن موحي بلفظه ومعناه وترتيبه , ومنقول إلينا تواتراً ومتحد بلفظه ومعناه , ومتعبد بتلاوته , ويحرم علي الجنب قراءته , والجملة منه تسمي سورة , ولا تجوز روايته بالمعني , وهو بجميع آياته وسوره قد نزل به الروح الأمين علي قلب خاتم المرسلين , صلوات الله وسلامه عليه وعلي جميع الأنبياء .
2- أما الأحاديث القدسية : فليس لها شيء من تلك الخصائص والمزايا فهي أحاديث تروي عن طريق الآحاد , لا عن طريق التواتر أو تأخذ .
تعريف بأحد أئمة الحديث
( الإمام البخاري 194هـ - 256هـ )
مولده : هو إمام أهل الحديث ـ أبو الحديث ـ أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة , ولد سنة 194هـ , ونسب إلي ( بخاري ) أعظم مدن ما وراء النهر , وهي من الإقليم المعروف اليوم بــ ( تركشان الغربية ) في روسيا .
تكوينه العلمي : ظهر نبوغه من صغره , منذ دخل ( الكتاب ) فرزقه الله عقلاً ذكياً , وقلباً واعياً , وحافظة قوية فحفظ القرآن الكريم , الأحاديث النبوية وهو لم يبلغ العاشرة من عمره .
ولما شب رحل فيطلب العلم إلي الأقاليم الأخري , وكتب إلي معظم علمائهم , أمثال : أحمد بن حنبل .
تلاميذه :- كان مجلسه العلمي حافلا بطلاب العلم , ومن أعلامهم ( الترمذي ـ النسائي ) .
كتابه الجامع الصحيح : أشهر كتبه ( الجامع الصحيح ) المعروف بــ ( صحيح البخاري ) ( ويشتمل علي 9082 حديثا , وقد قسمه إلي كتب عددها 97 كتابا , وكل كتاب مقسم إلي أبواب ـ وعدد الأبواب 3540 بابا .
عناية العلماء بصحيح البخاري : اهتم به العلماء والشارحون , وطبع طبعات كثيرة في مشارق الأرض ومغاربها , ومن أهم شروحه ( فتح الباري في شرح البخاري ) لابن حجر العسقلاني .
وفاته : توفي البخاري سنة 256هـ ـ ودفن في بخاري ـ وقبره بها معروف للآن ؛ فقد عاش اثنين وستين عاما أمضاها في سبيل العلم و التأليف ـ رحمة الله ـ
2- صفات يتحلى بها المؤمن
تمهيد : قال النبي : إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق " .
وهذه الصفات يجب أن يتحلى بها المؤمن ويظهر أثرها في سلوكه .
o آداب الزيارة .
o آداب الطريق .
o صون اللسان و اليد .
o الاعتماد علي النفس .
o آداب الزيارة .
التزاور بين الناس عادة اجتماعية , تؤدي إلي تقوية العلاقات الإنسانية , ولها آداب وضح القرآن قواعدها في الآيتين (27-28) من سورة النور ـ قال الله تعالي " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ( 27) فَإِن لَّمْ تَجِدُوا فِيهَا أَحَدًا فَلَا تَدْخُلُوهَا حَتَّى يُؤْذَنَ لَكُمْ وَإِن قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكَى لَكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ (28) " . ( وقر : استقر ***** تستأنسوا : تستأذنوا ***** أزكي : أحسن ) .
فللبيوت حرمة تجب مراعاتها , فلا يدخلها غير أهلها إلا باستئذان , فإن لم يوجد أحد , أو لم يسمح بالدخول ننصرف , حتى لو كان بيتا ليس فيه إلا أمه و أخواته .
ومن آداب الزيارة ما يأتي :-
1- عدم الإلحاح في الاستئذان .
2- اختيار الوقت المناسب للزيارة .
3- ينبغي إخطار صاحب البيت بموعد الزيارة .
4- لا تطول مدة الزيارة .
5- يحسن ألا تكون الزيارة في أماكن العمل إلا للضرورة .
* آداب الطريق .
1- يدعو الإسلام إلي الوقار في السير بالطريق .
2- إلقاء السلام : علي من تعرف ومن لم تعرف , فتقول : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . قال الرسول : " تطعم الطعام , وتقرئ السلام علي من عرفت ومن لم تعرف " .
3- التسليم يكون : من الراكب علي الماشي , ومن الماشي علي القاعد , ومن القليل علي الكثير , ومن الصغير علي الكبير .
4- رد السلام : واجب بأحسن منه , قال ـ تعالي _: ( وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها ) .
5- عدم التسكع في الطريق بلا هدف , وعدم الوقوف علي النواصي لمعاكسة الفتيات وعدم رفع الصوت .
6- الحذر من أخطار الطريق : فلا نلقي فيه الأوراق المهملة .
7- الحرص علي نظافة الطريق : فلا نلقي فيه الأوراق المهملة أو القاذورات .
8- البعد عن العادات السيئة : كاللعب بالكرة في الشارع .
9- نرفع عن الطريق كل ما يؤذي المارة .
10- مساعدة من يحتاج إلي المساعدة : كالأعمى و المريض و الضعيف .
o صون اللسان و اليد .
الإسلام يدعو إلي الإخلاص و الوفاء والنبل و النقاء , فيجب :-
1- صون اللسان عن الغيبة : وهي أن تذكر الغائب بما يكره .
2- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر : بالحكمة والموعظة الحسنة .
3- صون اللسان عن النميمة : وهي الإيقاع بين الناس , بنقل الكلام من شخص لآخر لإفساد العلاقة بينهما .
4- البعد عن شهادة الزور : لأنها تضيع الحقوق .
5- صون اللسان عن الفحش في القول .
وصون اليد مطلوب وضروري من المسلم فقد حرم الله الإسلام ما يأتي حرصا منه علي طهارة اليد وصيانتها من الشر .
1- الرشوة : حرام علي الراشي و المرتشي .
2- الغش : في الميزان و الامتحانات .
3- الاعتداء علي الآخرين : حرام لأنه يضر الأفراد .
* الاعتماد علي النفس .
* الثقة بالنفس من عوامل النجاح في الحياة , وذلك يتحقق بما يأتي :-
1- العمل .
2- السعي في طلب الرزق .
3- الاعتماد علي النفس يحقق العزة والكرامة .
4- العمل يقضي علي الفقر ويزيد الإنتاج .
5- الاعتماد علي النفس في طلب الرزق لا يتعارض مع الأعتماد علي الله .
6- العمل خير من انتظار الصدقات .
7- الحل في الإسلام هو العمل .
3- من قضايا المال
(أ) التنمية
معني التنمية : هي العمل علي رفع مستوي الفرد ؛ ليبلغ دخله في السنة نظير دخل غيره من الدول الآخري المتقدمة في العالم ـ والتنمية من الأمور التي يدعو إليها الدين , لأنها تؤدي إلي رفع المستوي الثقافي .
**** كيف نزيد التنمية ؟
1- لابد أن نعمل بكل جدية وإخلاص وحيوية ونشاط في شتي مجالات الحياة كالزراعة والصناعة وتعمير الصحراء .
2- شمول التنمية للمدن و القرى , مع الجودة و الإتقان ؛ ليزيد الإنتاج .
3- الاعتقاد بأن العمل عبادة فهو واجب علي كل فرد في الأمة ما دام قادر عليه .
4- توجيه الاستثمارات المحلية و العربية و الإسلامية لإيجاد فرص العمل حتى نقضي علي البطالة .
5- التكامل الاقتصادي العربي والإسلامي وإيجاد سوق مشتركة لمواجهة التكتلات الاقتصادية الآخري .
6- التعاون بين العرب و المسلمين لاستغلال الثروات الطبيعية والبشرية في المواقع المناسبة .
**** ثمرات التكتل الاقتصادي العربي :-
1- زيادة حجم السوق : لتشمل الوطن العربي من الخليج إلي المحيط لخدمة أكثر من 150 مليون من البشر ولاسيما بعد عودة فلسطين .
2- التنافس في جودة الإنتاج .
3- ارتفاع معدل التنمية في الدول الأعضاء .
4- هذا التكتل الاقتصادي العربي : يؤدي إلي جذب رءوس الأموال الأجنبية .
5- الحد من انتشار البطالة .
(ب) العمل
1- فضل العمل : العمل عبادة , لأنه يعود علي الفرد والمجتمع بالخير , سواء أكان ذلك في مجال الزراعة أم الصناعة , أم التجارة , أم الخدمات الصحية والتعليمية والسياحية وغيرها .
2- نظرة الإسلام إلي العمل : خلق الله الإنسان , وجعله خليفة له في الأرض ليعمرها , ويستثمرها بالعمل وقد حث الإسلام علي العمل وإتقانه وإجادته , ويقول الرسول " إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه " .
• وقد كان الأنبياء يعملون لكسب الرزق , ومعظمهم كان يرعي الغنم .
3- حاجة الأمة إلي عمل أبنائها : في بلادنا مجالات واسعة للعمل الفردي والجماعي , كتعمير الصحراء ـ والتجارة ـ والخدمات السياحية ـ وتشجير المدن ـ ومحو الأمية ـ ونظافة البيئة ـ فعلي الشباب أن يعملوا متوكلين علي الله بعزيمة صادقة ؛ ليسهموا في التنمية .
(ج) الأحتكار
- معناه : الاحتكار هو حبس شيء يستعمله الناس في حياتهم , و يتضررون لمنعه عنهم لشدة حاجتهم إليه ـ سواء أكان طعاما أم غير طعام ـ وهذا المحتكر يرفع سعر بضاعته عند بيعها للناس وقت الضيق و الحاجة .
أضرار الاحتكار :-
1- يقتل روح المنافسة الشريفة .
2- يعمل علي نشر جرائم الربا والحقد .
3- يتسبب في خلق الأزمات .
موقف الإسلام من الأحتكار :-
1- نهي الإسلام عن التغالي في الربح .
2- نهي الرسول عليه السلام عن الاحتكار فقال " الجالب مرزوق والمحتكر ملعون " .
3- المحتكر خارج عن دين الله .
4- الإسلام يرعي المصلحة العامة .
5- يجمع الفقهاء علي تحريم الاحتكار , وعلي عقاب المحتكرين بما يأتي :-
1) يؤمر المحتكر ببيع البضاعة بسعر المثل , فإذا لم يبع باعها القاضي بالسعر المناسب إذلالا له .
2) يعزر المحتكر ( أي يعاقب بالحبس )
كيف تنجو البشرية من أضرار الاحتكار :-
1- عندما يتجه أصحاب التجارة و الزراعة والصناعة بعملهم إلي الله .
2- عندما يؤمن الأغنياء بحق الله وحق الفقراء فيما رزقهم الله من أرباح .
3- عندما يراعي الجميع المصلحة العامة .
4- عندما يؤمن الجميع أن شكر الله علي النعمة يزيده ( لئن شكرتم لأزيدنكم ) .
أثر القضاء علي الأحتكار :-
- تنعم البشرية بالسلام من الجشع والطمع , ويختفي التناحر والتناقض , ويعيش الجميع في أمن ومحبة وإخاء .
(د) الادخار وعدم الإسراف
- الأدخار ظاهرة اجتماعية قديمة , لأنه شيء طبيعي عند كل الأحياء فالنحل والنمل والجمل والنبات يحتفظ بجزء من غذائه لوقت الحاجة , وكذلك الإنسان , ولكنه بالعقل يستطيع تنظيم هذا الجزء المدخر , ويستغله في الاستثمار .
- والإسلام يحث علي الادخار وعدم الإسراف .
- وفي سورة يوسف دروس عملية في الادخار يحفظ جزء من المحصول في سنابله خلال السنوات السبع المثمرة والانتفاع به في السنوات السبع العجاف .
- و الادخار مفيد للفرد والمجتمع .
- وهناك ادخار قومي إجباري , باقتطاع نسبة مئوية من المرتبات واستثمارها .
- ومن هذه المدخرات تقام المصانع وتستصلح الأرض وتبني المساكن .
- و إذا كان الادخار مفيد فالإسراف ضار سواء كان في إضاعة الوقت .
6- من الشخصيات الإسلامية
1- أبو الدرداء
• نشأته : نشأ أبو الدرداء في مكة قبل الإسلام وكان صاحب مال وفير يستثمره في التجارة , وعرف بالصدق والأمانة وعدم الغش .
• إسلامه : تفتح عقله وقلبه للإسلام , فذهب إلي الرسول واعتنق الدين الحنيف علي يديه .
• جمعه بين التجارة والعبادة : لم يترك الدنيا ويتفرغ للعبادة وإنما استطاع أن يجمع بين التجارة والعبادة .
• هجرته وجهاده : هاجر في سبيل الله وجاهد لرفعة شأن العقيدة .
• صفاته : كان عابداً زاهداً , يتأمل الكون ويذكر الله الخالق , ولا يأخذ من الدنيا إلا ما يطعم به أهله , ويكسو أسرته .
• ومن أمثلة زهده في الدنيا : أن رفض تزويج ابنته ( الدرداء ) ليزيد بن معاوية حتى لا تفتنها زينة الحياة الدنيا ـ وزوجها لشاب فقير .
• نماذج من كلامه :-
(أ) من رسالة بعث بها إلي أحد أصدقائه يحذره من زوال الدنيا " أما بعد ـ فلست في شيء من عرض الدنيا إلا وقد كان لغيرك قبلك , وهو صائر لغيرك من بعدك , وليس لك منه إلا ما قدمت لنفسك ..".
(ب) من خطبه له في أهل الشام بعد أن ولاه عثمان بن عفان قاضيا ً هناك " يأهل الشام , أنتم الإخوان في الدين , والجيران في الدار , والأنصار علي الأعداء , ولكن أراكم لا تستحون , تجمعون ما لا تأكلون , وتبنون ما لا تسكنون .
• وفاته ودفنه في الإسكندرية : قضي أبو الدرداء جانبا من آخر عمره بمصر يدعو إلي الله بالحكمة والموعظة الحسنة , حتى توفي ودفن في بقعة طاهرة من أرض مدينة الإسكندرية , وأقيم حول قبره مسجد أبي الدرداء .
2- العز بن عبد السلام
- نشأته : هو أبو محمد عز الدين بن عبد السلام , ولد في دمشق سنة 577هـ - 1181م , وحفظ القرآن , ودرس العلوم اللغوية وتفسير القرآن والحديث والفلسفة علي أيدي الأستاذة المعروفين في دمشق وتتلمذ عليه كثير من علماء عصره حيث كان يقوم بتدريس اللغة والعلوم الإسلامية في دمشق .
- رحيله إلي مصر :- عرف العز بن عبد السلام بالجرأة في الحق , والدفاع عن حرية العرب والمسلمين , ووقوفه ضد سلطان الشام ( الصالح إسماعيل ) الذي تعاون مع الصليبيين ضد مصر وسلطانها ( الصالح نجم الدين أيوب ) , فرحل إلي القاهرة سنة 639هـ - 1241م وقضي بها أكثر من عشرين عاما تولي خلالها كثيرا من المناصب :-
1- الخطابة في جامع عمر بن العاص .
2- و الإشراف علي عمارة المساجد .
3- ومنصب قاضي .
4- ومنصب الإفتاء ـ وغير ذلك كله كان له كثير من المواقف المشهودة .
- جهاده الاجتماعي والقومي : كانت له مواقف وطنية وقومية واجتماعية سواء في الشام أم في مصر .
(أ) فمن مواقفه الاجتماعية التي سجلها لنا التاريخ عن ذلك العالم العملاق : أنه حدثت أزمة شديدة في دمشق حتى صارت البساتين تباع بالثمن القليل , فأعطته زوجته بعض مصاغها وقالت له : بعه واشتر لنا به بستاناً نصيف فيه , فأخذه وباعه وتصدق بثمنه علي المحتاجين ـ ولما سألته زوجته : هل اشتريت لنا البستان ؟ قال : نعم ؟ لقد اشتريت بستانا في الجنة ـ فقد وجدت الناس في شدة فتصدقت بثمنه .
(ب) كان داعية للمساواة بين العامة والحكام في تحمل عبء الجهاد لتحرير الوطن من التتار .
(ج) وفي مصر تصدي لاستبداد المماليك , وأصر علي بيعهم لحساب بيت مال المسلمين , ثم تحريرهم من رقهم بطريق شرعي , فقد اشترتهم الدولة ( الأيوبية ) وهم صغار كعبيد ثم علمتهم ودربتهم علي السلاح ليدفعوا عنها ـ وقد تم له ما أراد , فبيعوا وصرفت أثمانهم في وجوه الخير .
(د) وعندما بلغ الثمانين من عمره كان الزحف التتري قد وصل بتهديده إلي أبواب مصر , وعندما دار الحديث بينه وبين صديقه السلطان ( قطز ) حول حرب التتار , قال له الشيخ : اخرجوا لقتالهم وأنا أضمن لكم علي الله النصر . قال قطز : إن المال في خزائني قليل , و أريد أن أقترض من التجار , فقال له الشيخ : إذا أحضرت ما عندك وعند حريمك , وأحضر الأمراء ما عندهم من الحلي الحرام , وضربته سكة ( جعلته نقودا ذهبيا ) , ثم فرقته علي الجيش , ولم يقم بكفايتهم , وفي ذلك الوقت من حقك أن تطلب القرض , وأما قبل ذلك فلا . فأحضر ( قطز ) والأمراء كل ما عندهم بين يدي الشيخ عز الدين ,وتم تجهيز الجيش : الذي خرج لمواجهة التتار وهزيمتهم في عين جالوت , وإنقاذ العالم العربي و الإسلامي من شرهم سنة 658هـ ـ 1260م .
- وفاته : توفي بمصر سنة ( 660هـ ـ 1262م ) .
* مؤلفاته :-
بلغت ثمانية عشر مؤلفا منها :-
1- أمجاد القرآن . 2- الإمام في أدلة الأحكام .
3- الفتاوي الموصلية . 4- الفتاوي المصرية .
5- الغاية في اختصار النهاية . 6- كتاب القواعد الكبرى .
7- التفسير . 8- بيان حول أحوال الناس يوم القيامة . </span>
لسه القصة
لو في حد من المنصورة وعاوز المذكرة رقم التليفون اهووووووووو 0107138441
|