القـطـرة الثانية
خاطب مشاعر الآخرين، وتحدث عن اهتماماتهم هم لا أنت
دخل الرسول- صلى الله عليه وسلم- ذات يوم المسجد فإذا هو برجل من الأنصار يقال له: أبو أمامة، فقال
(( يا أبا أمامة: ما لي أراك جالساً في المسجد في غير وقت الصلاة ؟ قال: هموم لزمتني يا رسول الله، قال: أفلا أعلمك كلاماً إذ أنت قلته أذهبه الله همك وقضى عنك دينك قال: قلت بلى يا رسول الله، قال: قل إذا أصبحت وإذا أمسيت: " اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن ومن العجز والكسل، ومن غلبة الدين وقهر الرجال، قال: ففعلت ذلك فأذهب الله همي وغمي وقضى عني ديني )).
- لاحظت في هذا الحديث كيف سأل الرسول أبا أمامة ما الذي يضايقه وماذا أهمه، في حواراتنا الاجتماعية مع الآخرين تتنافس كثيراً في الحديث عن أنفسنا ومشاكلنا وتجاربنا، ولكن قلما نسأل الطرف المقابل عن أحواله واهتماماته هو لا نحن " عند ما اتصلت بدار نشر أسأل عن كتاب لي ما هو حال طباعته ومتى سيصدر وغير ذلك ما يتعلق بالكتاب وجدت المسئول المختص يرد بكل قسوة وتذمر وشدة لهجة ، فكرت في حاله فوجدت أن الكثيرين مثلي دائماً يسألون عن كتبهم ويبدون ملاحظاتهم، ويشكون التأخير، فوجدت أنه قد تبرمج أن يرد بمثل حالهم فغيرت من أسلوبي معه فبعد أن اتصلت به سألت عن حاله ووالديه وعن ضغوط العمل عندهم، وهل سيأخذ إجازة في هذا الصيف أم لا ؟ وقد لا تصدقون أنه تغير أسلوبه معي 180 درجة ، وقد كنت من القلائل الذين يسعد بالحديث معهم، بل لا أفشي سراً إن قلت أنه هو الذي يتصل ويخبرني عن الكتاب وعن أي ملاحظات قد تطرأ عليه .
- هل تريد أن ينجذب إليك الطرف الآخر، أسأل عن والديه وعن ماذا أفعل في دراسته هذه الأيام أو العمل، أو ما يواجهه من ضغوط هذا اليوم ثم اطرح ما تريد طرحه جرب، وستسرك النتائج.