عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 28-03-2011, 02:11 AM
Specialist hossam Specialist hossam غير متواجد حالياً
عضو قدوة
 
تاريخ التسجيل: Oct 2010
العمر: 36
المشاركات: 1,933
معدل تقييم المستوى: 16
Specialist hossam is on a distinguished road
افتراضي

. ولم يقف عمل عقبة على الجهاد بل رافق ذلك بناء المساجد مثل مسجد درعة ومسجد

ماسة بالسوس الأقصى، كما كان يترك نفراً من أصحابه يعلمون الناس القرآن وشرائع

الإسلام، ومن هؤلاء شاكر الذي بنى رباطاً ما بين بلدتي مراكش وموجادور ولا زال

موقعه باقياً إلى اليوم وهو المعروف عند العامة بالمغرب الأقصى بسيدي شاكر،

ويظهر أن أغلبية بربر المغرب الأقصى أسلموا على يده طوعاً مثل صنهاجة وهسكورة

وجزولة، كما أخضع المصامدة، وحملهم على طاعة الإسلام، وكي يأمن القبائل الكثيرة

من الانتقاض عليه، كان عقبة يأخذ منها رهائن ويولي عليها رجلاً منها مثلما فعل مع

مصمودة فقد ترك عليها أبا مدرك زرعة بن أبي مدرك، أحد رؤسائها، الذي شارك في

فتح الأندلس فيما بعد، ويلاحظ أن الوثنية كانت غالبة على بربر المغرب الأقصى مما

يفسر كثرة السبايا والغنائم، وأصاب ((عقبة)) نساء لم يرى الناس مثلهن فقيل أن

الجارية كانت تساوي بالمشرق ألف مثقال وأكثر، وكان السبي أحد عوامل انتشار

الإسلام بين البربر بحكم اختلاطهم بالبيئة العربية الإسلامية ثم إن الاحتكاك والاختلاط

المستمرين بين المقاتلة العرب، والبربر أوجد صلات وروابط تجلت في الحلف والولاء

في هذا الوقت المبكر. يذكر السلاوي أن عقبة حين وصل إلى جبل درن: نهضت زناته

وكانت خالصة للمسلمين منذ إسلام مغراوة وهذا يشعر بأن بعض زناته ومغراوة كانتا

قد أسلمتا منذ زمن وكانتا حليفتان للمسلمين فنهضتا للدفاع عن المسلمين .


استشهاد عقبة بن نافع وأبو المهاجر رحمهما الله تعالى


يبدو أن عقبة المجاهد المخلص، كان يحس إحساس المؤمن الصادق، أنه سيلقى ربه

شهيداً في هذه الجولة، فعندما عزم على المسير من القيروان في بداية الغزو دعا

أولاده وقال لهم: إني قد بعت نفسي من الله عز وجل ... إلى أن قال ولست أدري

أتروني بعد يومي هذا أم لا، لأن أملي الموت في سبيل الله، وأوصاهم بما أحب، ثم قال:

عليكم سلام الله .. اللهم تقبل نفسي في رضاك. نعى عقبة نفسه إلى أولاده، فتقبل الله

منه وحقق له أمله في الشهادة، فقد أعد له الروم والبربر كميناً عند تهوذة، وأوقعوا به

وقضوا عليه هو ومن معه من جنوده، وترجع المصادر أمر الكارثة التي تعرض لها

عقبة عند تهوذة إلى سبب رئيسي وهو سياسته نحو البربر بصفة عامة، وزعيمهم

كسيلة بصفة خاصة ذلك الزعيم صاحب النفوذ والمكانة في قومه، والذي كان أبو

المهاجر قد تألفه وأحسن إليه، فأسلم وتبعه كثير من قومه، لكن عقبة أساء إلى هذا

الرجل إساءة بالغة، فأدرك أبو المهاجر عاقبة الخطأ الذي وقع فيه عقبة ولم يكتم

نصيحته عنه ـ رغم أنه كان في حكم المعتقل ـ ولكن عقبة لم يسمع منه، وكان أبو

المهاجر من معاشرته للبربر وزعيمهم، قد عرف مدى اعتزازهم بكرامتهم وأدرك أنهم

لن يقبلوا هذه الإهانة، وهذا الإذلال الذي لحق بزعيمهم من عقبة فخاف غدرهم، فأشار

على عقبة بالتخلص من كسيلة وقال له: عاجله قبل أن يستفحل أمره(3)، ولكن عقبة

لم يصغ إلى هذه النصيحة أيضاً وليته احتاط للأمر، بل أقدم على عمل آخر في غاية

الخطورة، حيث جعل معظم جيشه يسير أمامه بعد أن رجع من رحلته الطويلة من

المغرب الأقصى قاصداً القيروان، ولما صار قريباً من القيروان أرسل غالب جيشه على

أفواج إلى القيروان وبقي هو على رأس الفوج الأخير، ومعه ما
يقرب من ثلاثمائة من الفرسان من الصحابة والتابعين، وكان من عادة عقبة أنه يكون

في مقدمة الجيش عند الغزو ويكون في الساقة عند قفول الجيش، فهو بذلك يعرض

نفسه لخطر مواجهة العدو دائماً وإن هذه التضحية الكبيرة جعلته محبوباً لدى أفراد

جيشه بحيث لا يعصون له أمراً ويتسابقون على التضحية اقتداء به، وهذه الصفة

تعتبر من أهم عوامل نجاح القائد في أي عمل يتوجه إليه ولما علم الروم بانفراد عقبة

بهذا العدد القليل من جيشه انتهزوا هذه الفرصة لمحاولة القضاء عليه، وهم يدركون

أن وجوده القوي يعتبر أهم العوامل في تماسك المسلمين وبقاء قوتهم، فتآمروا عليه

مع كسيلة البربري، فجمعوا لعقبة وأصحابه جمعاً لا قِبَلَ لهم به وإذا بكسيلة يحيط

بجيش عقبة في جمع عدته خمسون ألفاً. وكان أبو المهاجر موثقاً في الحديد مع عقبة،

فلمّا رأى الجموع تمثل بقول أبي محن الثقفي:
كفى حزناً أن تمرغ الخيل بالقنا
وأُترك مشدوداً عليّ وثاقيا
إذ قمتُ عنّاني الحديد وأُغلت
مصارع من دوني تصمّ المناديا



فلما سمع عقبة ذلك أطلقه، فقال له: الحق بالمسلمين وقم بأمرهم وأنا اغتنم الشهادة،

فلم يفعل وقال: وأنا أيضاً أريد الشهادة، وهكذا كان أبو المهاجر نموذجاً من تلك

النماذج الفريدة من الرجال، الذين هانت عليهم الحياة الدنيا واستولى على قلوبهم حب

الآخرة وكسب رضوان الله تعالى، ومن هذا المنطلق أقدم عقبة ومعه عدد قليل على

معركة غير متكافئة، وكان بإمكان بعضهم الفرار ولكنهم ثبتوا ثبات الأبطال حتى

استشهدوا جميعاً في بلاد ((تهوذة)) من أرض الزاب ويَذكر المؤرخون أن قبور هؤلاء

الشهداء معروفة في ذلك المكان وأن المسلمين يزورونها. وهكذا تحقق أمل عقبة في

أبو المهاجر ونالا الشهادة في سبيل الله بعد ما قاموا بالواجب الذي عليهم، واستقبلوا

الشهادة في سبيل الله بنفس راضية مطمئنة إلى حسن ثواب ربها، وقد استطاع عقبة

أن يشق بجهاده للإسلام طريقه في هذا الجزء من العالم الذي سار فيه خلفاؤه من

بعده، زهير بن قيس البلوي، وحسان بن النعمان الغساني، وموسى بن نصير، فقد

حقق أهدافه من التمهيد لنشر الإسلام والجهاد في سبيل الله، ولقد كان استشهاد عقبة

بن نافع ومن معه في عام ثلاثة وستين للهجرة وعمره آنذاك في حدود أربع وستين

سنة، وبهذا ندرك مبلغ القوة التي كان يتمتع بها أسلافنا حيث قام بتلك الرحلة الشاقة

وخاض المعارك الهائلة وقد جاوز الستين من عمره وهكذا استشهد هذا القائد العظيم

بعد جهاد دام أكثر من أربعين عاماً قضاها في فتوح شمال أفريقيا، ابتداء بمصر

وإنتهاء بالمغرب الأقصى
فتوحات معاوية في الجناح الشرفي للدولة الأموية




كان المسلمون حتى خلافة عثمان بن عفان رضي الله عنه قد



أتموا فتح البلاد التي تقع بين العراق ونهر جيحون، وتضم



جرجان وطبرستان وخراسان وفارس وكرمان وسجستان، فلما



قتل عثمان تعثرت حركة الفتح، وخرج أكثر أهل هذه البلاد عن



الطاعة، حتى إذا جاء عهد معاوية رضي الله عنه أخذت دولته



تبذل جهوداً بالغة لإعادة البلاد المفتوحة إلى الطاعة ومد حركة الفتح .




أولاً : فتوحات خراسان وسجستان وما وراء النهر







لما استقامت الأمور لمعاوية بن أبي سفيان ولّى عبد الله بن عامر



البصرة وحرب سجستان وخراسان، ولقد جاء تعيين عبد الله بن



عامر في هذا المنصب نظراً لخبرته السابقة في هذه المنطقة وفي



سنة 42هـ ـ 43هـ عين ابن عامر، عبد الرحمن بن سمرة بن



حبيب بن عبد شمس والياً على سجستان فأتاها وعلى شرطته



عبّاد بن الحصين الحبطي ومعه من الأشراف عمر بن عبيد الله



بن معمر التيمي، وعبد الله بن خازم السُّلمي، وقطري بن



الفجاءة، والمهلب بن أبي صفرة الأزدي ففتحوا في هذه الحملة



مدينة زرنج، صلحا ووافق مرزبانها على دفع ألفي ألف (مليوني)



درهم، وألفي وصيف. ثم تقدموا نحو مدن خواش(، وبست ،



وخُشَّك، وغيرها من البلدان وتمكنوا من فتحها ، كما تمكنوا من



فتح مدينة كابل بعد أن ضربوا عليها حصاراً استمر لعدة أشهروما



لبث أن جعل معاوية رضي الله عنه إقليم سجستان ولاية مستقلة



وأمّر عليها عبد الرحمن بن سمرة كمكافأة له على تحقيقه مثل



تلك الفتوحات. وظل عبد الرحمن والياً عليها حتى قدم زياد بن



أبي سفيان البصرة معيناً عليها بدل عبد الله بن عامر، والذي



عزله معاوية سنة 45هـ كما مر معنا وعادت ولاية خراسان



وسجستان مرة أخرى تحت إشراف والي البصرة. وعند وصول









زياد البصرة سنة 45هـ قسم خراسان أربعة أقسام هي: مرو



وعليها أُمَير أحمد اليشكري والذي كان أول من أسكن العرب في



مرو ونيسابور وعليها خُلَيد بن عبد الله الحنفي، مرو الرُّود



والطالقان والفارياب وعليها قيس بن الهيثم السُّلمي، هَراة



وباذغيس وبوشنج وقاديس وعين عليها نافع بن خالد الطاحي



الأزدي، وفي سنة 47هـ عمل زياد على جعل السلطة المركزية في



خراسان في مدينة مرو ((القاعدة الأساسية فيها)).



ثانياً : تعيين الحكم بن عمرو الغفاري :



... وكان عفيفاً وله صحبة، وفي سنة 47هـ غزا الحكم



((طخارستان))، فغنم غنائم كثيرة ثم سار إلى جبال الغور وغزا



أهلها الذين ارتدوا على الإسلام فأخذهم بالسيف عنوة وفتحها



وأصاب منها مغانم كثيرة، وكان المهلب بن أبي صفرة مع الحكم



بخراسان، فغزا معه بعض جبال الترك وغزا معه جبل ((الأشل))



من جبال الترك، إلا أن الترك أخذوا عليهم الشعاب والطرق








واحتار الحكم بالأمر، فولى المهلب الحرب، فلم يزل المهلب يحتال



حتى أسر عظيماً من عظماء الترك، فقال له: إما أن تخرجنا من



هذا الضيق أو لأقتلنك، فقال له: أوقد النار حيال طريق من هذه



الطرق، وسير الأثقال نحوه، فإنهم سيجتمعون فيه ويخلون ما



سواه من الطرق، فبادرهم إلى طريق أخرى، فما يدركونكم حتى



تخرجوا منه، وفعل ذلك المهلب، فسلم الناس بما معهم من



الغنائم، وقطع الحكم نهر جيحون وعبر إلى ما وراء النهر في



ولايته ولم يفتح وكان أول من شرب من مائه من المسلمين هو



أحد موالي الحكم، فقد اغترف بترسه بماء النهر، فشرب وناول



الحكم فشرب وتوضأ وصلى ركعتين، وكان الحكم أول من فعل



ذلك. وقد قال عبد الله بن المبارك لرجل من أهل ((الصغانيات)):



((من فتح


بلادك؟)) فقال الرجل: لا أدري!! فقال ابن مبارك: فتحها الحكم بن



عمرو الغفاري. وقد مات الحكم سنة50هـ، فخلفه الصحابي



الجليل غالب بن فضالة الليثي والذي واصل سياسة سلفه في



إرسال حملات منظمة في فتح طخارستان ولكنه، رغم كل الجهود



التي بذلها لم يحرز إي تقدم يذكر في ولايات طخارستان لذلك



عزله زياد وولى مكانه الربيع بن زياد الحارثي ((50 ـ 53هـ، وقد



استطاع الربيع بن زياد إبان فترة ولايته على خراسان أن يغزو



بلخ فصالحه أهلها، ثم غزا قوهستان ففتحها عنوة ثم أن ابنه عبد



الله، الذي خلفه لبضعة أشهر من عام 53هـ وخلفه خليد بن عبد



الله الحنفي في إدارة الإقليم، وظل خليد في منصبه هذا حتى وصل



عبيد الله بن زياد بن أبي سفيان عامل معاوية رضي الله عنه



المعين على خراسان في سنة 54 ـ 55هـ


__________________
قالوا كذبا : دعوة رجعية -- معزولة عن قرنها العشرين
الناس تنظر للأمام ، فما لهم -- يدعوننا لنعود قبل قرون؟
رجعية أنّا نغارُ لديننا -- و نقوم بالمفروض و المسنون!
رجعية أن الرسول زعيمنا -- لسنا الذيول لـ "مارْكسٍ" و " لِنين" !
رجعية أن يَحْكُمَ الإسلامُ في -- شعبٍ يرى الإسلامَ أعظم دين !
أوَليس شرعُ الله ، شرعُ محمدٍ ------ أولى بنا من شرْعِ نابليون؟!
يا رب إن تكُ هذه رجعيةً ------ فاحشُرْنِ رجعياً بيومِ الدين !