عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 16-06-2011, 03:31 PM
هاني هلال هاني هلال غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ التسجيل: Aug 2009
المشاركات: 181
معدل تقييم المستوى: 16
هاني هلال is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عابدين مدرس لغة عربية مشاهدة المشاركة
شكرا أستاذ هانى على هذا الإيضاح واسمح لى بتعقيب مختصر :
أولا - أنا لم أفتش عن نص الصغيران فى " سيد قرارك " ، وإنما أردت أن أضع أمام أعينكم نموذجا لمقال أدبى ظهر فيه جليا كيف يكون الأسلوب الأدبى الصرف فى حرصه على جشد الصور البيانية المثيرة لإنفعال القارىء ، وإحداث نوع من الأيقاع الموسيقى داخل جمله وعباراته .. وذلك فى مقابل نص آخر ( سيد قرارك ) عكس روح العصر الحديث فى السعى إلى إيصال المعنى بعبارت حاسمة محددة .
ثانيا - أنا لم أبن كلامى على نص شوقى على حكم سابق أطلقه العقاد فى كتابه الديوان ، وإنما أردت أن أجعل من حكم العقاد مؤيدا لى على ما ذهبت إليه من عدم وجود وحدة عضوية فى الأبيات .. ولنقرأ القصيدة بشىء من التأمل نجد الآتى :
القصيدة مطلعها : يمد الدجى فى لوعتى ويزيد ويبدىء بثى فى الهوى ويعيد
والقصيدة بها ثلاثة أغراض يربطها خيط نفسى واحد .. الغرض الأول - وصف لما يعانيه الشاعر من أرق المحبين ومناجاة لقلبه الذى يعانى من اللوعة وتجدد الهوى .. الغرض الثانى - وصف لحدائق امتزجت فيه عاطفة الإعجاب بعاطفة الأسى .. الغرض الثالث - رثاء لأيام الصبا المنصرمة .
وما يعيب شوقى هنا فى نظرى عدم وجود ما يعرف " بحسن التخلص " بين الأغراض المختلفة ذات الخلفية النفسية الواحدة .. فنراه فى أول بيتين يناجى قلبه الملتاع ، ثم فجأة يصدمنا بانتقال حاد وعنيف إلى وصف الروض ..
هذا العيب قد تواجد ولكن بصورة أخرى فى وصف شوقى لقصر أنس الوجود .. انظر إلى انتقاله الحاد والعنيف من خلفية نفسية توحى بالذعر إلى خلفية نفسية أخرى توحى بالمرح :
قف بتلك القصور فى اليم غرقى ممسكا بعضها من الذعر بعضا
كعذارى أخفين فى الماء بضــــــا ســــــــــابحات به وأخفين بضا
هذا الانتقال العنيف هو عين ما دفعنى إلى القول بأن الأبيات خالية من الوحدة الفنية
وشكرا
عذرًا يا أستاذ عابدين ، ما زلت متحاملاً على أمير الشعراء ؛ أين ذلك الانتقال الحاد والعنيف ؟ ما قيمة عبارة : " كما شاء المحبون " في البيت الثالث ؟؟ ، وما قيمة : " لأسرار الغرام " وما قيمة : " تظللنا " ؟ ؟ وما قيمة : " غصون ، قيام ، سجود " ؟؟ أنا - شخصيًّا - أشهد الحب في محراب الطبيعة ، وألمح ذكرى تفوح بالألم على عهد التذكر والتلاقي ، وانظر إلى البيت التالي لتلك الأبيات التي اُبتُلِيَ بها الطلاب ، فهو يقول فيه : تميل إلى مُضْـنَى الغرام ، وتارةً ... يُعارِضُها مُضْنَـى الصَّـبَا فَتَحيدُ ، وانظر أيضًا : مشى في حواشيها الأصيلُ ، فَذُهِّبَتْ ...ومارَت عليها الحَلْيُ وَهْيَ تَميدُ .. وقامت لديها الطيرُ شتَّى ، فَآنِسٌ ... بأهلٍ ، ومفقودُ الأليفِ وحيدُ ... وباكٍ ولا دمعٌ ، وشاكٍ ولا جَوًى ... وجَذْلانُ يشدو في الرُّبَى ويُشيدُ ، هل يمكن لنا أن نقول : " إنَّ أمير الشعراء لم يستطع أن يقيم لوحة فنية ، بالصوت واللون والحركة ، وتتخللها صور جزئية ، بل ونشم فيها الروائح العطرية التي تبكي الباكي ، وتؤلم المتألم ، وفي نفس الوقت هناك من لا يتألم ، ولا يشكو ، ألا يذكرك شوقي بابن زيدون في نصه المقرر على المرحلة الأولى : " مناجاة من الغربة " : فَبِتُّ أشكو ، وتشكو فوق أيكتها ... وبات يهفو ارتياحًا بيننا الغصنُ ، هل ارتياح الغصن ، رغم تألم الشاعر والحمامة أفسد الوحدة العضوية لدى الشاعر ؟ وهل ارتياح الغصن أحدث تناقضًا في الجو النفسي ؟؟
أتمنى تغيير وجهة النظر الخاصة بك .