
24-02-2012, 11:30 PM
|
عضو لامع
|
|
تاريخ التسجيل: Jan 2008
المشاركات: 11,687
معدل تقييم المستوى: 29
|
|
أخذ اعتذار النائب البرلمانى "زياد العليمي" مساحة من الوقت فى البرلمان وخارج البرلمان على الفضائيات وغيرها ..والحق أن الخطأ والنسيان مكتوب على بنى آدم،وطالما هناك بشر فسيكون هناك خطأ،وقد قيل إن لكل داء دواء ،ودواء الخطأ الاعتذار .
وقد قال أحد الحكماء :إذا أخطأت فى العلن فاعتذر فى العلن ،فإن الله يعصى فى العلن ويغفر فى السر والبشر غير ذلك.
وقد أتيحت للنائب البرلمانى فرصة الاعتذار أكثر من مرة ..وألح عليه رئيس المجلس فى ذلك أكثر من مرة ..وفى النهاية قال النائب هذا أقصى ما يرضاه ضميرى ،وحول النائب بعد ذلك إلى التحقيق بـ"مكتب المجلس".
استوقفنى هذا الحدث البرلمانى من شخصية ترى أنها مؤمنة بالحريات وتستنكف عن تطبيق أبجديات هذه الحريات ناهيك عن بعدها عن فهم فلسفة الاعتذار فقد كان يكفيه أن يقول كلمة بالتصريح أو التلويح الذى يشعر منه الطرف الآخر بروح الاعتذار وتنتهى هذه الأزمة نهاية أدبية يشعر منها الجميع بأدب المخطأ وسمو نفس المخطأ فيه .
ذكرنى ما صدر من النائب العليمى بما هو مركوز فى نفوس البشر من عدم قبول النفوس البشرية للخطأ ومحبتها للاعتذار مهما كان سمو هذه النفوس،ذكرنى ذلك بما قام به "ابن رشد الفليسوف"عندما كان يترجم كتاب الحيوان لأرسطاطاليس فذكر فى الكتاب "أنه وجد الزرافة عند ملك البربر"فأثار ذلك حفيظة أكبر سلاطين الأندلس وهو"المنصور الموحدى"لأنه كان ينحدر من العرق البربرى فألقى ابن رشد ثلاث سنوات داخل السجن لأنه لم يحسن أن يضع الكلمة فى موضعها هذا إن أحسنا به الظن ،وفى النهاية فتح المجال للاعتذار الدبلوماسى فاستطاع ابن رشد أن يفلسف ويغير ما قاله واعتذر اعتذارا لم يخل بموقفه ولا بشخص السلطان حيث قال "إنى وجدت الزرافة عند ملك البرّين" يقصد- بر الأندلس والمغرب -والخطأ وقع من الكاتب،وقبل السلطان هذا الاعتذار الدبلوماسى الذى تأخر ثلاث سنوات .
وقد ذكرأن النائب قد يتعرض لعقوبة السجن لمدة أقصاها ثلاث سنوات على طريقة ابن رشد ،وربما تكون جزاء وفاقا لأقصى ما رضيه ضميره.
كنت أتمنى أن يكون النائب أكثر دبلوماسية فى الاعتذار ليتفادى هذا المأزق الأخلاقى الذى لا يحسد عليه ويترك نموذجا للفضيلة لأن الحق قديم وفى النهاية لا يصح ‘لا الصحيح.
http://www.almesryoon.com/news.aspx?id=104996
|