ما جاء في استسقاء عبد المطلب بن هاشم وما ظهر فيه من آيات رسول الله صلى الله عليه وسلم
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال حدثنا محمد بن أحمد بن عبد الله المزني قال حدثنا يوسف بن موسى قال حدثنا أبو عبد الرحمن حميد بن الخلال قال حدثنا يعقوب بن محمد بن عيسى بن عبد الملك بن حميد بن عبد الرحمن بن عوف قال حدثنا عبد العزيز بن عمران عن ابن حويصة قال حدثني مخرمة بن نوفل عن أمه رقيقة بنت صيفي وكانت لدة عبد المطلب قالت تتابعت على قريش سنون جدبة أقحلت الجلد وأرقت العظم قالت فبينا أنا ومعي صنوي أصغر مني معنا بهمات لنا وربى وأعبد يردون علي السجف فبينا أنا راقدة اللهم أو مهومة إذا أنا بهاتف صيت يصرخ بصوت صحل يقول يا معشر قريش إن هذا النبي مبعوث
منكمِ وهذا إبان مخرجه فحيهلا بالخير والخصب ألا فانظروا منكم رجلا طوالا عظاما أبيض بضا أشم العرنين له فخر يكظم عليه وسنة تهدى إليه ألا فليخلص هو وولده وليدلف إليه من كل بطن رجل ألا فليسقوا من الماء وليمسوا من الطيب وليستلموا الركن وليطوفوا بالبيت سبعا ثم ليرتقوا أبا قبيس فليستسق الرجل وليؤمن القوم ألا وفيهم الطاهر والطيب لذاته وإلا فغثتم إذا ما شئتم وعشتم
قالت فأصبحت علم الله مفؤودة مذعورة قد قف جلدي ووله عقلي فاقتصصت رؤياي فنمت في شعاب مكة فوالحرمة والحرم إن بقي بها ابطحي إلا قال هذا شيبة الحمد هذا شيبة وتتمت عنده قريش وانقض إليه من كل بطن رجل فشنوا وطيبوا واستلموا وطافوا ثم ارتقوا أبا قبيس وطفق القوم يدفون حوله ما إن يدرك سعيهم مهله حتى قر لذروته فاستكنوا جنابيه ومعهم رسول الله وهو يومئذ غلام قد أيفع أو كرب فقام عبد المطلب فقال اللهم ساد الخلة وكاشف الكربة أنت عالم غير معلم ومسئول غير منجل وهذه عبداؤك وإماؤك عذرات حرمك يشكون
إليك سنتهم التي قد أقحلت الظلف والخف فاسمعن اللهم وأمطرن غيثا مريعا مغدقا فما راموا البيت حتى انفرجت السماء بمائها وكظ الوادي بثجيجه فلسمعت شيخان قريش وهي تقول لعبد المطلب هنيئا لك أبا البطحاء هنيئا أي بك عاش أهل البطحاء وفي ذلك تقول رقيقة
(بشيبة الحمد أسقى الله بلدتنا وقد فقدنا الحيا واجلوذ المطر)
(فجاد بالماء جوني له سبل دان فعاشت به الأمصار والشجر)
(سيل من الله بالميمون طائره وخير من بشرت يوما به مضر)
(مبارك الأمر يستسقى الغمام به ما في الأنام له عدل ولا خطر)
وأخبرنا أبو الحسين بن بشران قال حدثنا الحسين بن صفوان قال حدثنا عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا قال حدثني زكريا بن يحيى بن عمر البكائي قال حدثني زحر بن حصن عن جده حميد بن منهب قال قال عمي عروة بن مضرس بن أوس بن حارثة بن لام يحدث عن مخرمة بن نوفل عن أمه رقيقة بنت أبي صيفي بن هاشم وكانت لدة عبد المطلب قالت تتابعت على قريش سنون أقحلت الضرع وأرقت العظم فبينما أنا قائمة اللهم أو مهومة إذا هاتف يصرخ بصوت صحل يقول معشر قريش إن هذا
النبي المبعوث منكم قد أظلتكم أيامه وهذا إبان نجومه فحي هلا بالحيا والخصب ألا فانظروا رجلا منكم وسيطا عظاما جساما أبيض بضا أوطف الأهداب سهل الخدين أشم العرنين له فخر يكظم عليه وسنة تهدي إليه فليخلص هو وولده وليهبط إليه من كل بطن رجل فليشنوا من الماء وليمسوا من الطيب ثم ليتسلموا الركن ثم ليرتقوا أبا قبيس فليستسق الرجل وليؤمن القوم فغثتم ما شئتم فأصبحت علم الله مذعورة قد اقشعر جلدي ووله عقلي واقتصصت رؤياي فوالحرمة والحرم ما بقي بها أبطحي إلا قالوا هذا شيبة الحمد وتتامت إليه رجالات قريش وهبط إليه من كل بطن رجل فشنوا ومسوا واستلموا ثم ارتقوا أبا قبيس وطفقوا جنابيه ما يبلغ سعيهم مهله حتى إذا استوى بذروة الجبل قام عبد المطلب ومعه رسول الله غلام قد أيفع أو كرب فقال اللهم ساد الخلة وكاشف الكربة أنت معلم غير معلم ومسئول غير منجل وهذه عبداؤك وإماؤك بعذرات حرمك يشكون إليك سنتهم أذهبت الخف والظلف اللهم فأمطرنا غيثا مغدقا مريعا فوا الكعبة ما راموا حتى تفجرت السماء بمائها واكتظ الوادي بثجيجه فتسمعت شيخان قريش وجلتها عبد الله بن جدعان وحرب بن أمية وهشام بن المغيرة يقولون لعبد المطلب هنيئا لك أبا البطحاء أي عاش بك أهل البطحاء وفي ذلك ما تقول رقيقة
(بشيبة الحمد أسقى الله بلدتنا لما فقدنا الحيا واجلوذ المطر)
(فجاد بالماء جوني له سبل سحا فعاشت به الأنعام والشجر)
(منا من الله بالميمون طائره وخير من بشرت يوما به مضر)
(مبارك الأمر يستسقى الغمام به ما في الأنام له عدل ولا خطر)