
هيا بنا نكمل رحلتنا هيا بنا نواصل الطيرانツ فى طريقنا الى الله لابد أن تعلمى.أن الله سبحانه وتعالى خلقنا ضعفاء فقراء اليه
قال الله
:يَـٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ أَنتُمُ ٱلْفُقَرَآءُ إِلَى ٱللَّهِ ۖ وَٱللَّهُ هُوَ ٱلْغَنِىُّ ٱلْحَمِيدُ ( فاطر : 15 ) , وقال - تعالى - :وَخُلِقَ ٱلْإِنسَـٰنُ ضَعِيفًۭا ( النساء : 28 )
فأنتى بأصل خلقتك ضعيــــفة , انظرى قول الله عزوجل
وقال - تعالى - : وَلَوْلَا فَضْلُ ٱللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُۥ مَا زَكَىٰ مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ أَبَدًۭا وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ يُزَكِّى مَن يَشَآءُ ۗ وَٱللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌۭ ( النور : 21 ) .
وقال – سبحانه –{مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلَاهَا مَذْمُومًا مَدْحُورًا
وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًاكُلًّا نُمِدُّ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا} [الإسراء : 20]
" كلا نمد " ..
من الممــــد ؟ الله , ومن المستعـــــان ؟
الله .. الله هو الممد المعطى المستعان ..
الله هو الموفـــق المسدد .. الله هو الذى يصطفى ويختار ..
فالسير فى الطريق الى الله مبنى على الاصطفاء والاختيار
لا قوة لك ولا قدرة لك ولا حول لك الا ان تكونى بالله ,
فما لا يكون بالله لن يكون والذى أنطق فأسمع .. الله
هو الذى اجتباك وجعلك من الملتزمين .
حبيبتى فى الله على طريق الحق للوصول الى الله
تبرأى من حولك وقوتك والجأ ى الى حوله وقوته واستعنى به يكن لك ..
كما قال العلماء : كن لله كما يريد , يكن لك فوق ما تريد .
" احفظ الله يحفظك " والاعجب منها : " احفظ الله تجده تجاهك "
احفظ الله تجده معك , فى اتجاهك فى الاتجاه الذى تريده تجده
ان كثيرا منا حين يسير فى الطريق الى الله فيصيبه الفتور أو يفتن فيتراجع ,
يظل طيلة الوقت يسأل عن السبيل الى الرجوع ويعلّم أسباب الرجوع ويأخذ بالأسباب وينسى الله ,
فلا تؤتى الاسباب ثمرتها تقول له : افعل كذا , يقول : فعلت ولم أجد فائدة
افعل كذا .. فعلت ولا فائدة .. افعل , فعلت وفعلت .. وفعلت ..
نعم : فعل ولم يستعن بالله فلم توجد ثمرة , ولا يوجد ولن توجد الا بالله .
يقول الله – تعالى – فى الحديث القدسى : " يا عبادى كلكم ضال الا من هديته فاستهدونى أهدكم يا عبادى كلكم جائع الا من أطعمته ,
فاستطعمونى أطعمكم ,
يا عبادى كلكم عار الا من كسوته , فاستكسونى أكسكم , يا عبادى انكم تخطئون بالليل والنهار , وانا اغفر الذنوب جميعا , فاسغفرونى أغفر لكم .." . [مسلم]
فكونى لله يكن لكِ . والا فالضياع والتيه ثم الهلكة عياذا بالله – تعالى – .. " وَمَن يَعْتَصِم بِٱللَّهِ فَقَدْ هُدِىَ إِلَىٰ صِرَٰطٍۢ مُّسْتَقِيمٍۢ ( اّل عمران : 101 ) .
وما لا يكون لله لا ينفع ولا يدوم :
اخواتى فى الله
ما كان لغير الله اضمحل .. يضمحل .. يتلاشى كالرسوم على رمال الشاطىء تمحوها أمواج البحر ..
نعم : ما كان لله دام واتصل , وما كان لغير الله انقطع وانفصل .

فهؤلاء الذين يدخلون الطريق الى الله لشهوة أو لهوى أو لحظ نفس لا ينفعون ولا ينتفعون ,
ولا يستطيع أحدهم أن يتم عملا ولو كان بسيطا ,
وحين يبدأ فى مشروع خير كطلب علم أو عبادة أو دعوة الى الله تجده ينقطع ولا يداوم عليه , ونسأل : ما السر ؟!! .
ان السر الدفين – اخوتاه – لعدم القبول هو وجود حظ للنفس فى– والذى يقوم الليل أو يصوم النهار , يحفظ القراّن أو يتعلم العلم ,
أو يؤم الناس أو يخطب الجمعة , أو يعطى درسا , أو .. أو .. وفى العمل شائبة من حظ النفس , فعمله باطل باطل .. أحبطه حين عمله لحظ نفسه " .
نــعــم : سلى نفسك : عملك لمن ؟ واصدقى ولا تتهربى فالامر جد خطير ..
فالاخلاص الاخلاص – اخوتاه – الاخلاص والا الضياع ..
الاخلاص والا الشرود عن طريق الله الاخلاص حتى لا تضلوا السبيل .. الاخلاص نور الطريق .
قال أبو عثمان المغربى : الاخلاص نسيان رؤية الخلق بدوام النظر الى الخالق .
يا اخوتاه ,
الاخلاص مسك القلب , وماء حياته ومدار فلاحه كله عليه , نعم : بضاعة الاخرة لا يرتفع فيها الا مخلص صادق .
وانطلاقا من هذا الكلام الطيب ,تعالى بنا نتعرف على حياة المخلصين وأقوالهم
الــصـلاة : قال أبو تميم بن مالك : كان منصور بن المعتمر اذا صلى الغداة , أظهر النشاط لاصحابه , فيحدثهم ويكثر اليهم ,
ولعله انما بات قائما على أطرافه كل ذلك يخفى عليهم العمل .
قال أبو اسحاق كعب الاحبار صاحب الكتب والاسفار :
من تعبد لله ليلة حيث لا يراه أحد يعرفه خرج من ذنوبه كما يخرج من ليلته .
صدقة السر : وهذا زين العابدين على بن الحسين : يحمل جراب الخبز على ظهره بالليل
فيتصدق به ويقول : ان صدقة السر تطفىء غضب الرب عز وجل .
ولما مات وجدوه يقوت مئة أهل بيت بالمدينة , ولما جاءوا يغسلونه وجدوا بظهره أثار سواد فقالوا : ما هذا ؟ فقيل :
كان يحمل جرب الدقيق ليلا على ظهره يعطيه فقراء أهل المدينة .
الصــــــوم : وإذا ذكر الصوم وإخفاؤه فاذكر داود بن أبى هند .. صام أربعين سنة لا يعلم به أهله ولا أحد وكان خزازا يحمل معه غذاءه من عندهم
فيتصدق به فى الطريق ويرجع عشيا فيفطر معهم فيظن أهل السوق
أنه قد أكل فى البيت ويظن أهله أنه قد أكل فى السوق .
قال إبراهيم بن أدهم : لا تسأل أخاك عن صيامه فإن كان قال : أنا صائم فرحت نفسه
وإن قال : أنا غير صائم حزنت نفسه وكلاهما من علامات الرياء , وفى ذلك فضيحة للمسئول واطلاع على عوراته من السائل .
الذكر وقراءة القرآن : قال ابن الجوزى : كان ابراهيم النخعى اذا قرأ فى المصحف فدخل داخل غطاه .
وكان الامام أحمد يقول : أشتهى مالا يكون .. أشتهى مكانا لا يكون فيه أحد من الناس .
قال الثورى : البكاء عشرة أجزاء تسعة لغير الله وواحد لله فاذا جاء الذى لله فى السنه مرة فهو كثير .
قال ابن الجوزى: كان ابن سيرين يتحدث بالنهار ويضحك فاذا جاء الليل فكأنه *** أهل القرية .
قال محمد بن واسع : إن كان الرجل ليبكى عشرين سنه وامرأته معه فى لحافة لا تعلم به .
حبيباتى
أطلنا الكلام مع المخلصين لاهميته فبدون الاخلاص
لا يكون للاعمال أى قيمة ولن تصلــى إلى الله على الاطلاق
ما دمت مرائيا ..
فأبدأى من الآن وكن بكلك لله
ما لا يكون بالله لا يكون , وما لا يكون لله لا ينفع ولا يدوم ..
فاستعينوا بالله وأخلصوا لله تصلوا الى الله – تعالى – بأمان واطمئنان .
تابعو معـــى لنواصل الطيران 
