[ 11 ]
      يقول سبحانه وتعالى: 
   ﴿ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ *
 الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ *
 أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ
 وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ﴾
   [البقرة:155-157].
    ويقول ـ عزوجل ـ :
    ﴿وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاء والضَّرَّاء وَحِينَ الْبَأْسِ﴾
   ـ[البقرة:177].
      وذكر في «نهج البلاغة»: 
  
  «وقال علي رضي الله عنه بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم
  مخاطبا إياه صلى الله عليه وسلم :
  
  لولا أنك نهيت عن الجزع وأمرت بالصبر
  لأنفدنا عليك ماء الشؤون» ([1]) .
        وذكر أيضا : «أن عليًا عليه السلام قال:
  من ضرب يده عند مصيبةعلى فخذه
  فقد حبط عمله» ([2]) .
        وقد قال الحسين لأخته زينب في كربلاء
   كما نقله صاحب «منتهى الآمال» بالفارسية وترجمته بالعربية([3]) :
      «يا أختي، أحلفك بالله عليك أن تحافظي على هذا الحلف،
  إذا ***ت فلا تشقي عليّ الجيب،
  ولا تخمشي وجهك بأظفارك،
  ولاتنادي بالويل والثبور على شهادتي».
      ونقل أبو جعفر القمي أن أمير المؤمنين عليه السلام قال فيما علم به أصحابه:
    «لا تلبسوا سوادا فإنه لباس فرعون» ([4]) . 
      وقد ورد في «تفسير الصافي» 
  
  في تفسير آية ﴿ وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ ﴾
   ـ[الممتحنة:12]
      أن النبي صلى الله عليه وسلم بايع النساء
  على أن لا يسوِّدْن ثوباً ولا يشققن جيباً 
  وأن لا ينادين بالويل.
    وفي «فروع الكافي» للكليني
    أنه صلى الله عليه وسلم وصى فاطمة ـ رضي الله عنها ـ فقال:
    « إذا أنا مت فلا تخمشي وجهاً ولا ترخي عليّ شعراً
  ولا تنادي بالويل ولا تقيمي عليَّ نائحة» ([5]) . 
      وهذا شيخ الشيعة محمد بن الحسين بن بابويه القمي الملقب عندهم بالصدوق يقول:
 «من ألفاظ 
  رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم 
  التي لم يسبق إليها:
  « النياحة من عمل الجاهلية» ([6]) . 
    كما يروي علماؤهم المجلسي والنوري والبروجردي عن 
    رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال:
    «صوتان ملعونان يبغضهما الله:
  إعوال عند مصيبة، وصوت عند نغمة ؛
  يعني النوح والغناء» ([7])
      والسؤال بعد كل هذه الروايات :
  لماذا يخالف الشيعة ما جاء فيها من حق؟!
  ومن نصدق: 
  الرسول صلى الله عليه وسلم وأهل البيت
    أم الملالي؟!
  
    ===================
  ([1]) «نهج البلاغة»، (ص576). 
وانظر: «مستدرك الوسائل»، (2/445).
   ([2]) انظر: «الخصال» للصدوق (ص621)،
و«وسائل الشيعة» (3/270).
   ([3]) (1/248)
   ([4]) من لا يحضره الفقيه، لأبي جعفر محمد بن بابويه القمي (1/232)،
 ورواه الحر العاملي في «وسائل الشيعة» (2/916). 
   ([5]) (5/527).
  ([6]) رواه الصدوق في من لا يحضره الفقيه (4/271 – 272)
 كما رواه الحر العاملي في وسائل الشيعة (2/915)، 
 ويوسف البحراني في الحدائق الناضرة (4/149)
 والحاج حسين البروجردي في جامع أحاديث الشيعة.(488/3)
 ورواه محمد باقر المجلسي بلفظ: «النياحة عمل الجاهلية» 
 بحارالأنوار (82/103).
   ([7]) أخرجه المجلسي في بحار الأنوار (82/103)
ومستدرك الوسائل (1/143-144)
 وجامع أحاديث الشيعة (3/488)، 
 ومن لا يحضره الفقيه (2/271).