عرض مشاركة واحدة
  #1007  
قديم 07-09-2013, 10:22 AM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 37
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

ذم الحسد في واحة الشعر

أكثر الشعراء من ذكر الحسد والحساد، وأطنبوا في وصف ذلك الخلق الذميم والتندر بأصحابه، ومن ذلك:
قال ابن المعتز:


ما عابني إلا الحسو *** دُ وتلك من خيرِ المعايب



وإذا فقدتُ الحاسديـ *** ن فقدتُ في الدنيا المطايب



وقال محمود الوراق:


أعطيت كلَّ الناسِ من نفسي الرضا *** إلا الحسودَ فإنَّه أعياني



لا أنَّ لي ذنبًا لديه علمتُه *** إلَّا تظاهر نعمةِ الرحمنِ



يطوي على حنقٍ حشاه لأن رأى *** عندي كمالَ غنى وفضلَ بيانِ



ما إن أرى يرضيه إلا ذلَّتي *** وذهابُ أموالي وقطعُ لساني



وقال الطغرائي:


جاملْ عدوَّك ما استطعتَ فإنَّه *** بالرفقِ يطمع في صلاح الفاسدِ



واحذرْ حسودَك ما استطعت فإنَّه *** إن نمت عنه فليس عنك براقدِ



إنَّ الحسودَ وإن أراك توددًا *** منه أضرُّ من العدو الحاقدِ



ولربما رضي العدوُّ إذا رأى *** منك الجميلَ فصار غير معاندِ



ورضا الحسودِ زوالُ نعمتك التي *** أوتيتها من طارف أو تالدِ



فاصبرْ على غيظِ الحسود فنارُه *** ترمي حشاه بالعذابِ الخالدِ



تضفو على المحسودِ نعمةُ ربِّه *** ويذوبُ من كمدٍ فؤادُ الحاسدِ



وقال المعافى بن زكريا النهرواني:


ألا قلْ لمن كان لي حاسدًا *** أتدري على من أسأت الأدبْ



أسأتَ على الله في فعلِه *** لأنَّك لم ترضَ لي ما وهبْ



فأخزاك عنه بأن زادني *** وسدَّ عليك وجوهَ الطلبْ



وقال الطائي:


وإذا أراد الله نشرَ فضيلةٍ *** طُويت أتاح لها لسانَ حسودِ



لولا اشتعالُ النارِ فيما جاورتْ *** ما كان يُعرفُ طيبُ عرفِ العودِ



لولا التخوفُ للعواقبِ لم تزلْ *** للحاسدِ النعمى على المحسودِ



وقال أبو الأسود:


حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيَه *** فالقومُ أعداءٌ له وخصومُ



كضرائرِ الحسناءِ قلنَ لوجهِها *** حسدًا وبغيًا إنَّه لدميمُ



والوجهُ يشرقُ في الظلامِ كأنَّه *** بدرٌ منيرٌ والنساءُ نجومُ



وترَى اللبيبَ محسدًا لم يجترمْ *** شتمَ الرجالِ وعرضُه مشتومُ



وكذاك مَن عظمتْ عليه نعمةٌ *** حسادُه سيفٌ عليه صرومُ



فاتركْ محاورةَ السفيهِ فإنَّها *** ندمٌ وغبٌّ بعدَ ذاك وخيمُ



وقال آخر:


إن يحسدوني فإني غيرُ لائمِهم *** قبلي مِن الناسِ أهلِ الفضلِ قد حُسدوا



فدامَ لي ولهم ما بي وما بهم *** ومات أكثرُنا غيظًا بما يجدُ



أنا الذي يجدوني في صدورِهم *** لا أرتقي صدرًا منها ولا أردُ



وقال أبو الحسن التهامي:


إني لأرحمُ حاسديَّ لحرِّ ما *** ضمَّت صدورُهم من الأوغارِ



نظروا صنيعَ الله بي فعيونُهم *** في جنةٍ وقلوبُهم في نارِ



وقال آخر:


كلُّ العداواتِ قد تُرجَى مودتُها *** إلا عداوةَ مَن عاداك مِن حسدِ



وقال آخر:


ما يُحسدُ المرء إلا مِن فضائلِه *** بالعلمِ والظرفِ أو بالبأسِ والجودِ



وقال آخر:


اصبرْ على حسدِ الحسو*** دِ فإنَّ صبرَك قاتلُه



النارُ تأكلُ بعضَها *** إن لم تجدْ ما تأكلُه

__________________