
07-09-2013, 10:22 AM
|
 |
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
|
|
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 37
|
|
ذم الحسد في واحة الشعر
أكثر الشعراء من ذكر الحسد والحساد، وأطنبوا في وصف ذلك الخلق الذميم والتندر بأصحابه، ومن ذلك:
قال ابن المعتز:
ما عابني إلا الحسو *** دُ وتلك من خيرِ المعايب
وإذا فقدتُ الحاسديـ *** ن فقدتُ في الدنيا المطايب
وقال محمود الوراق:
أعطيت كلَّ الناسِ من نفسي الرضا *** إلا الحسودَ فإنَّه أعياني
لا أنَّ لي ذنبًا لديه علمتُه *** إلَّا تظاهر نعمةِ الرحمنِ
يطوي على حنقٍ حشاه لأن رأى *** عندي كمالَ غنى وفضلَ بيانِ
ما إن أرى يرضيه إلا ذلَّتي *** وذهابُ أموالي وقطعُ لساني
وقال الطغرائي:
جاملْ عدوَّك ما استطعتَ فإنَّه *** بالرفقِ يطمع في صلاح الفاسدِ
واحذرْ حسودَك ما استطعت فإنَّه *** إن نمت عنه فليس عنك براقدِ
إنَّ الحسودَ وإن أراك توددًا *** منه أضرُّ من العدو الحاقدِ
ولربما رضي العدوُّ إذا رأى *** منك الجميلَ فصار غير معاندِ
ورضا الحسودِ زوالُ نعمتك التي *** أوتيتها من طارف أو تالدِ
فاصبرْ على غيظِ الحسود فنارُه *** ترمي حشاه بالعذابِ الخالدِ
تضفو على المحسودِ نعمةُ ربِّه *** ويذوبُ من كمدٍ فؤادُ الحاسدِ
وقال المعافى بن زكريا النهرواني:
ألا قلْ لمن كان لي حاسدًا *** أتدري على من أسأت الأدبْ
أسأتَ على الله في فعلِه *** لأنَّك لم ترضَ لي ما وهبْ
فأخزاك عنه بأن زادني *** وسدَّ عليك وجوهَ الطلبْ
وقال الطائي:
وإذا أراد الله نشرَ فضيلةٍ *** طُويت أتاح لها لسانَ حسودِ
لولا اشتعالُ النارِ فيما جاورتْ *** ما كان يُعرفُ طيبُ عرفِ العودِ
لولا التخوفُ للعواقبِ لم تزلْ *** للحاسدِ النعمى على المحسودِ
وقال أبو الأسود:
حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيَه *** فالقومُ أعداءٌ له وخصومُ
كضرائرِ الحسناءِ قلنَ لوجهِها *** حسدًا وبغيًا إنَّه لدميمُ
والوجهُ يشرقُ في الظلامِ كأنَّه *** بدرٌ منيرٌ والنساءُ نجومُ
وترَى اللبيبَ محسدًا لم يجترمْ *** شتمَ الرجالِ وعرضُه مشتومُ
وكذاك مَن عظمتْ عليه نعمةٌ *** حسادُه سيفٌ عليه صرومُ
فاتركْ محاورةَ السفيهِ فإنَّها *** ندمٌ وغبٌّ بعدَ ذاك وخيمُ
وقال آخر:
إن يحسدوني فإني غيرُ لائمِهم *** قبلي مِن الناسِ أهلِ الفضلِ قد حُسدوا
فدامَ لي ولهم ما بي وما بهم *** ومات أكثرُنا غيظًا بما يجدُ
أنا الذي يجدوني في صدورِهم *** لا أرتقي صدرًا منها ولا أردُ
وقال أبو الحسن التهامي:
إني لأرحمُ حاسديَّ لحرِّ ما *** ضمَّت صدورُهم من الأوغارِ
نظروا صنيعَ الله بي فعيونُهم *** في جنةٍ وقلوبُهم في نارِ
وقال آخر:
كلُّ العداواتِ قد تُرجَى مودتُها *** إلا عداوةَ مَن عاداك مِن حسدِ
وقال آخر:
ما يُحسدُ المرء إلا مِن فضائلِه *** بالعلمِ والظرفِ أو بالبأسِ والجودِ
وقال آخر:
اصبرْ على حسدِ الحسو*** دِ فإنَّ صبرَك قاتلُه
النارُ تأكلُ بعضَها *** إن لم تجدْ ما تأكلُه
|