ذم القسوة والغلظة والفظاظة في واحة الشعر
قال أمية بن أبي الصلت، وهو يعتب على ابنه في عقوقه له:
فلمَّا بلغتَ السِّنَّ والغايةَ التي *** إليها مدَى ما كنتُ فيك أُؤمِّلُ
جعلتَ جزائي غلْظةً وفظاظةً *** كأنَّك أنت المنْعِمُ المتَفضِّلُ
وقال علي بن الجهم:
يا أُمَّنا أفديك مِن أُمٍّ *** أشكو إليك فظاظةَ الجهمِ
قد سرَّح الصبيانَ كلَّهمُ *** وبقيت محصورًا بلا جرمِ
وقال الشاعر:
ومن لم يشكرِ النعماءَ فظُّ *** غليظُ الطبعِ لم ينفعْه وعظُ
لأنَّ الشكرَ للأنعامِ حفظُ *** ولم يفتِ الفتى بالعجزِ حظُّ
وقال العباس بن الأحنف:
وصالُكمُ هجرٌ، وحبُّكمُ قلى *** وعطفُكمُ صدٌّ، وسلمُكمُ حربُ
وأنتم بحمدِ اللهِ فيكم فظاظةٌ *** وكلُّ ذلولٍ مِن مراكبِكم صعبُ
وقيل:
يُبْكَى عَلَيْنا ولا نَبْكي على أحدٍ *** لَنَحْنُ أَغْلَظُ أَكبادًا من الإبلِ
وقال الفرزدق:
أَمِسكينُ، أَبْكى الله عَيْنَك إِنَّما *** جَرَى في ضَلالٍ دَمْعُها فَتحدَّرَا
بَكَيْتَ امْرأً فَظًّا غَليظًا مُبَغَّضًا *** ككِسْرَى، عَلَى عِدَّانِهِ، أوْ كقَيْصَرَا
وقيل:
تنكرتُ حالَ الصديقِ فبعدُه *** عني ومضحرُه لديَّ سواءُ
وبدتْ عليَّ مِن الأعادي رقةٌ *** ومن الصديقِ فظاظةٌ وجفاءُ
وقال الشاعر:
وإذا رأيتَ مِن الكريمِ فظاظةً *** فإليه مِن أخلاقِه أتظلمُ
وقال الشاعر:
فتى لم يكن جَهْمًا ولا ذا فَظاظةٍ *** ولا بالقَطوبِ الباخل المتكبِّرِ
ولكن سَموحًا بالودادِ وبالنَّدى *** ومبتسمًا في الحادثِ المتنمِّرِ
وقال آخر:
وليس بفظٍّ في الأداني والأولى *** يؤمون جدواه ولكنه سهلُ
وفظٌّ على أعدائِه يحذرونه *** فسطوتُه حتفٌ ونائلُه جزلُ
وقال سعد بن ناشب:
وما بي على من لان لي من فظاظةٍ *** ولكنَّني فظٌّ أبيٌّ على القسرِ