عرض مشاركة واحدة
  #52  
قديم 17-11-2013, 10:29 PM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 36
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

واستأذنت النبَّي صلى الله عليه وسلم في الاعتكاف معه فأذن لها، تقول رضي الله عنها: ((كان رسول الله صلَّ الله عليه وسلم، يعتكف في كلِّ رمضان، وإذا صلَّ الغداة دخل مكانه الذي اعتكف فيه، قال: فاستأذنته عائشة أن تعتكف، فأذن لها، فضربت فيه قُبة، فسمعت بها حفصة، فضربت قُبة، وسمعت زينب بها، فضربت
قُبة أخرى، فلما انصرف رسول الله صلَّ الله عليه وسلم من الغداة أبصر أربع قباب، فقال: ما هذا؟ فأُخبر خبرهنَّ، فقال: ما حملهنَّ على هذا؟ آلبرُّ؟ انزعوها فلا أراها
. فنزُعت، فلم يعتكف في رمضان حتى اعتكف في آخر العشر من شوَّال)).

فهذا يعكس مبادرتها إلى الطاعة، وسبقها إلى العبادة، اقتداءً بالنَّبي صلَّ الله عليه وسلَّم.
ولحرصها على قيام ليلة القدر، والاجتهاد فيها، تسأل النَّبي صلَّ الله عليه وسلم عن الدعاء الذي تدعو به إذا صادفت هذه الليلة، فتقول رضي الله عنها: ((قلت: يا رسول الله، أرأيت إن علمت أيَّ ليلةٍ ليلة القَدْر، ما أقول فيها؟ قال: قولي: اللهمَّ إنَّك عفوٌّ كريم، تحبُّ العفو، فاعف عنيِّ)).
وأما الحجُّ فكانت حريصة جدًّا على ألَّ يفوتها، فقد سألت النَّبي صلَّ الله عليه وسلم فقالت:
((يا رسول الله، ألا نَغْزُو ونجاهد معكم؟ فقال: لكُنَّ أحسنُ الجهاد وأَجْمَله الحجُّ؛ حجٌّ مبرور. فقالت رضي الله عنها: فلا أدع الحج بعد إذ سمعت هذا من رسول الله صلَّ الله عليه وسلم)). وقد حجَّت بعد وفاة النَّبي صلَّ الله عليه وسلم عدة مرات، وكانت لا تخالط الرجال في طوافها. فقد كانت
عائشة رضي الله عنها تطوف حَجْرة
من الرجال، لا تخالطهم، فقالت امرأة:
(انطلقي نستلم يا أُمَّ المؤمنين، قالت: عنك. وَأَبَت)
. وإذا أرادت الطواف في النهار يُلَ المطاف من الرجال.
هذا وكانت قد حدَّدت أماكن إقامتها أيام الحجِّ؛ ففي بداية أمرها كانت تنزل في آخر حدود عرفة بنمرة، اتِّباعًا للنبي صلَّ الله عليه وسلم، فلما رأت زحمة النَّاس هناك، ضربت خيمتها بعيدًا عن ذلك، وانتقلت إلى الأراك
،وأحيانًا كانت تقف مجاورة لجبل ثَبِير،
وكانت رضي الله عنها تُهِلُّ ما كانت في منزلتها ومن كان معها،
فإذا ركبت فتوجَّهت إلى الموقف تركت الإهلال، وكان من عادتها أنَّا كانت تعتمر بعد الحج من مكة في ذي الحجة، ثمَّ تركت ذلك، فكانت تخرج قبل هلال محرم حتى تأتي الجُحفة، فتقيم بها حتى الهلال، فإذا رأت الهلال أهلَّت بعمرة
.

وكانت تصوم يوم عرفة، ثمَّ تقف حتى يبيضَّ ما بينها وبين النَّاس من الأرض، ثمَّ تدعو بشراب فتفطر
.
ولما أصابها الحيض في حجها مع النبي صلى الله عليه وسلم بكت أسفًا على ما فاتها من النُّسك، فسلَّها النَّبي صلَّ الله عليه وسلم بقوله: ((هذا شيء كتبه الله على بنات آدم))
. وأمرها أن تفعل ما يفعل الحاج إلَّ الطواف بالبيت، فلما طهرت وطافت قالت: (يا رسول الله، أتنطلقون بحجة وعمرة، وأنطلق بحجة؟ فأمر أخاها عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق أن ينطلق معها إلى التنعيم، فاعتمرت عمرة فى ذى الحجة بعد أيام الحج).

__________________