قصيدة الحِكَم والأمثال لأبي العتاهية
كَم بارَكَ اللَهُ لِقَلبي فَاتَّسَع *** وَ اللَهُ إِنْ بارَكَ في شَيءٍ نَفَع
لا تُتبِعِ المَعروفَ مِنكَ مَنّا *** أُخِيَّ أَحسِنْ بِأَخيكَ الظَنّا ( 57 )
سُبحانَكَ اللَهُمَّ سَلِّمْ سَلِّمِ *** وَ تَمِّمِ النُعمى عَلَينا تَمَمِ
طوبى لِمَنْ صَحَّتْ بَناتُ حِسِّه *** وَ مَن كَفاهُ اللَهُ شَرَّ نَفسِه
كَم دَولَةٍ سَوفَ يَكونُ غَيرُها *** وَ سَوفَ يَفنى شَرُّها وَ خَيرُها
يا عَجَباً لِلدَهرِ في تَقَلُّبِه *** المَرءُ مُذْ كانَ عَلى تَوَثُّبِه
ما بَينَ نابَيهِ وَ بَينَ مِخلَبِه
ما أَعظَمَ الحُجَّةَ إِن عَقَلنا *** ما يَغفُلُ المَوتُ وَ إِن غَفَلنا
اِعتَبِرِ اليَومَ بِأَمسِ الذاهِبِ *** وَ اعْجَبْ فَما تَنفَكُّ مِنْ عَجائِبِ
تَرى الأُمورَ ...... *** وَ اللَهُ في كُلِّ الأُمورِ يَقضي
تَبارَكَ اللَهُ ........ *** يا صاحِبَ التَسويفِ ماذا تَنتَظِر
مَن قَنِعَ .......... *** وَ المَوتُ ما أَسرَعَهُ وَ أَوحى
يا رَبِّ إِنّي بِكَ أَنتَ رَبّي *** وَ مِنكَ إِحسانٌ وَ مِنّي ذَنبي
أَستَغفِرُ اللَهَ فَنِعمَ القادِر *** اللَهُ لي مِنْ شَرِّ ما أُحاذِر
حَتّى مَتى المُذنِبُ لا يَتوبُ *** أَما تَرى ما تَصنَعُ الخُطوبُ ( 58 )
ما المُلكُ إِلا الجاهُ عِندَ اللَهِ *** الجاهُ عِندَ اللَهِ خَيرُ جاهِ
كاسَ اِمرُؤٌ مُنتَظِرٌ لِلمَوتِ *** وَ كاسَ مَنْ بادَرَ قَبلَ الفَوتِ ( 59 )
سَبيلُ مَنْ ماتَ هُوَ السَبيلُ *** بَقاؤنا مِن بَعدِهِم قَليلُ
قَد يَضحَكُ القَلبُ بِعَينٍ تَبكي *** وَ الأَخذُ قَد يَجري بِمَعنى التَركِ
ما هِيَ إِلّا الحادِثاتُ حَتّى *** تَترُكَ أَهلَ الأَرضِ بَتّا بَتّا ( 60 )
لا بُدَّ لا بُدَّ مِنَ الحَوادِث *** تَمُرُّ تَطوي حادِثاً بِحادِث
لا عَيشَ إِلا عَيشُ أَهلِ الآخِرَة *** إِنّا لَنَعمى وَ العُيونُ ناظِرَة
المَوتُ حَقٌّ لَيسَ فيهِ شَكٌّ *** تَفنى المُلوكُ وَ يَبيدُ المُلكُ
اللَهُ رَبّي وَ هوَ المَليكُ *** لَيسَ لَهُ في مُلكِهِ شَريكُ
اللَهُ يَفنينا وَ لَيسَ يَفنى *** لَهُ الجَلالُ وَ الصِفاتُ الحُسنى
اللَهُ مَولانا وَ نِعمَ المَولى *** فَقُل لِمَن يَعصيهِ أَولى أَولى
ما هُوَ إِلا عَفوُهُ وَ حِلمُه *** سُبحانَ مَن لا حُكمَ إِلا حُكمُه
نَتائِجُ الأَحوالِ مِنْ لا وَ نَعَم *** وَ النَفسُ مِن بَينِ صُموتٍ وَ عَدَم
يَذهَبُ شَيءٌ وَ يَجيءُ شَيُّ *** ما هُوَ إِلا رَشَدٌ وَ غَيُّ
وَ إِنَّما العِلمُ بِعَينٍ وَ أَثَر *** وَ إِنَّما التَعليمُ عِلمٌ وَ خَبَر
نَحنُ مِنَ الدُنيا عَلى وِفازِ *** طوبى لِمَنْ أَسرَعَ في الجِهازِ ( 61 )
وَ كُلُّ مَأخوذٍ فَسَوفَ يُترَكُ *** وَ المُلكُ لا يَبقى وَ لا المُمَلَّكُ
أَتَت مُلوكٌ وَ مَضَتْ مُلوكُ *** غَرَّتهُمُ الآمالُ وَ الشُكوكُ
المَلِكُ الحَيُّ هُوَ المُميتُ *** لَهُ الجَميعُ وَ لَهُ الشَتيتُ
في كُلِّ شَيءٍ عِبرَةٌ مِنَ العِبر *** وَ كُلُّ شَيءٍ بِقَضاءٍ وَ قَدَر
رَبّي إِلَيهِ تُرجَعُ الأُمورُ*** أَستَغفِرُ اللَهَ هُوَ الغَفورُ
عَمِلتُ سوءً وَ ظَلَمتُ نَفسي *** وَ خِبتُ يَومي وَ أَضَعتُ أَمسي
وَ لي غَدٌ يُؤخَذُ مِنّي لَهُما *** هُما الدَليلانِ عَلى ذاكَ هُما
يا عَجَباً مِنْ ظُلَمِ الذُنوبِ *** إِنَّ لَها رَيناً عَلى القُلوبِ ( 62 )
اللَهُ فَعّالٌ لِما يَشاءُ *** غَداً غَداً يَنكَشِفُ الغِطاءُ
كَم شِدَّةٍ مِن بَعدِها رَخاءُ
إِنَّ الشَقِيَّ لِلشَقِيُّ الخائِنُ *** وَ كُلُّنا عَمّا نَراهُ بائِنُ ( 63 )
كُلٌّ سَيَفنى عاجِلاً وَشيكا *** تَرحَلُ عَن تَيّا وَ تَنأى تيكا
ناهيكَ مِمّا سَتَرى ناهيكا
وَ كُلُّ شَيءٍ مُقبِلٌ مُوَلِّ *** وَ كُلُّ ذي شَيءٍ لَهُ مُخَلِّ
رَضيتُ بِاللَهِ وَ بِالقَضاءِ *** ما أَكرَمَ الصَبرَ عَلى البَلاءِ
------------------------------------------------------------------------------------------
(57) المن الإعتداد بالإحسان, والمَنَّانُ الذي لا يُعْطِي شيئاً إلاَّ مَنَّه.
واعْتَدَّ به على مَن أعطاهُ،
وهو مَذمُومٌ لأن المِنَّةَ تُفْسِدُ الصَّنِيعَة
(58) جمع خَطْبُ: وهو الشأنُ، والأَمْرُ صَغُرَ أو عظُمَ،
(59) كاسَ : عَقَلَ و فَطِنَ
(60) البَتُّ: القَطْعُ
(61) الوَفْزُ والوَفَز: العَجَلة والجمْع: أوْفاز.
يُقال: نَحن على أوْفَاز: أي على سَفَرٍ قَدْ أشْخَصْنا,
وجهاز المسافر ما يحتاج غليه في سفره
(62) الرَّيْنُ: الطَّبَعُ، والدَّنَسُ.
(63)أي مفارق ومنفصل